انحرافات القطبي التكفيري عدنان عرعورة1 ـ مقدمّة:عدنان عرعور سوري الأصل من مدينة حماة.كانت له معرفة قديمة بالشيخ الألباني في سوريا، ثم انتقل إلى المملكة العربية السعودية وعاش فيها، ثم انتقل مع الجهاد الأفغاني إلى أفغانستان، ============وكانت له زيارات للشيخ الألباني في الأردن - بين الفينة والأخرى -. واليوم هو مستقرّ في الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية. [1]له رسائل منها: "الطائفة المنصورة" و"السبيل" و"صراع الفكر والإتباع" و"التَّيه والمخرج"[2] و"الواقع المؤلم" وغيرها.قال الشيخ ربيع في عرعور: (التصاقه بالشيخ الألباني استغلال ماكر، فهو ليس على منهجه، وبعيد عن منهج الألباني). [3]2 ـ العرعور في أفغانستان:كان عرعور في أفغانستان - "ولاية كنر" - قريبًا من الشيخ السلفي جميل الرحمن. ولا أستبعد أن يكون هذا القرب مقصودًا من عرعور وممن هم وراءه.كان الشيخ جميل الرحمن يعاني من خصوم التوحيد في أفغانستان بسبب صفاء دعوته ونقائها، واهتمامه بالتوحيد وإقامته الحدود. ثم حصل خلاف شديد بين الشيخ جميل الرحمن، وغيره من قادة الجهاد من الإخوان والصوفية وغيرهما، انتهى بحصارهم للشيخ جميل الرحمن ومن معه، واستعان خصومه في ذلك الحصار بكل وسيلة، كلّ ذلك للقضاء على راية التوحيد والسنة.ثم دخلت لجنة للصلح بين هؤلاء، ومن هذه اللجنة عدنان عرعور.(وقبل قتل الشيخ جميل - رحمه الله -، عُقدت لجنة للإصلاح - زعموا - من زعيم الخوارج أسامة بن لادن، وداعية من دعاة الفتنة والانحراف عدنان عرعور، وأحد أذناب الإخوان المسلمين وبوق من أبواق الخوارج سعد الشريف، ورابع نسيته الآن.لك أن تتأمل فيه التركيبة العجيبة المنحرفة ؟ ماذا عساها أن تُظهر ؟! هل ستنصرُ الحقَّ، وتدين المبطل ؟! كلّا، وإنمَا حصل ما كان مُتوقَّعاً من خُذلانهم للحقِّ وأهله، وسكوتهم عن إظهار الحقِّ وكتمهم له، ونُطقهم بالباطل، نعوذ بالله من الضَّلال ") ا.هـ [4]3 ـ العرعور يجاهر بقطبيته:ظهرت قطبية عدنان عرعور بعد خروج رسالة الشيخ ربيع: "أضواء إسلامية على عقيدة سيد قطب"، وهي أول الرسائل التي كشف الله بها ضلالات سيد قطب.وقد كان السلفيون يعدّونه من جملة السلفيين [5]، وكانت تظهر منه بعض الضلالات، لكن السلفيون يغلّبون جانب حسن الظن بعرعور، ولاسيّما مع الهالة التي كانوا ينسجها بعض الناس حوله.ولمّا خرجت رسالة الشيخ ربيع: "أضواء إسلامية على عقيدة سيّد قطب وفكره". التي انتشرت في كل مكان، ونفع الله بها في كشف بعض ضلالات سيد قطب، أقضّت الرسالة مضاجع القطبيين، فأراد العرعور أن يردّ لسيد قطب شيئًا من مكانته التي انهارت، فأخذ نصًّا مجملًا من كلام سيد قطب معرضًا عن كل ضلالاته الواضحة، وعرضه على الشيخ الألباني بمكْر ولُؤم، ليسترق من الشيخ الألباني تزكية لمنهج سيّد قطب عامة، فسأل الشيخ الألباني عن فقرة مجملة من كلام سيد قطب، فصوّبها الشيخ الألباني، ولم يعرض عدنان على العلامة الألباني شيئًا من تلك الدواهي والطوام الكثيرة لسيّد قطب، التي تضمنها ذلك الكتاب، وفعلًا خرج بكلام للعلامة الألباني فيها تصويب لكلام سيد قطب، فسجّله في شريط ونشره، بل نشره الإخوان المسلمون والقطبيون في كل مكان بكثافة، بقصد تشويه الشيخ ربيع وكتابه، بقصد صدّ الناس عن معرفة ما تضمنه الكتاب من بيان الحق، وبيان ضلالات سيد قطب.وصوّر القطبيون للناس أن الشيخ الألباني يوافق سيّد قطب [6]، وحاشاه من ذلك.ثم كتب العرعور اعتذارًا للشيخ ربيع، يقول الشيخ ربيع عن اعتذاره: "إنه لا يساوي الحبر الذي كتب به". [7] لأن اعتذاره ليس صادقًا [8]، ثم عقب تلك الوعود بتأليف كتاب أو كتب يمجّد فيها منهج سيد قطب وأصوله التي لا يعرفها السلفيون، ويمجّد كتبه. وعقّب ذلك ببثّ الفتن في دول أوروبا؛ تلك الفتن التي تمزق السلفيين، وتحوّل كثيراً منهم إلى خصوم فجرة للسلفيين ومنهجهم.واستمرت فتنة عدنان إلى اليوم. يسانده علي حسن الحلبي ومحمّد عبد الرحمن المغراوي، وبعض الحاقدين على المنهج السلفي، وهم يعلمون أن علماء أهل السنة يحذّرون من عدنان عرعور وفتنه وبلاياه.فما وسع الشيخ ربيع إلا الردّ عليه، وبيان ظلمه، وفساد منهجه. [9]4 ـ انحرافات عدنان عرعور وضلالاته:أولًا: الانحرافات العقدية:أ ـ عدنان عرعور يدعو إلى وحدة الأديان، ويدعو إلى التسامح مع الطوائف الضالّة:يقول عدنان عرعور:(والإسلام ليس هو الذي أتى به محمد - صلى الله عليه وسلم – فحسب، هو دين إبراهيم، دين موسى، دين عيسى، ما في اختلاف في العقيدة، في العقيدة لا اختلاف في العقيدة، ولا في الإيمانيات، يعني لا يوجد في العشرة ملايين خلاف بين الأنبياء في مسألة الإيمانيات والعقيدة إطلاقًا، إنما في مسألة التشريع والبيوع ما بيوع، والأنكحة حسب ما كان كل زمان، ما يعلم الله من صلاحيته").ويقول عرعور:(أيها المسيحيون في كل مكان، هذه الآية تقول: "واعتصموا بحبل الله جميعًا" يعني: حتى المسيحي مطلوب منه الاعتصام بحبل الله، واليهودي مطلوب منه، وهكذا تكون وحدة الأديان، تكون وحدة الأديان على الاعتصام بحبل الله الصحيح).ثم يفضحه الله فيقول: (يعني بالإنجيل الذي نزل على عيسى - عليه الصلاة والسلام، بالتوراة الذي نزل على موسى، بالقرآن الذي نزل على محمد). [10]ثم يؤكد عدنان عرعور ما دعا إليه من وحدة الأديان ووحدة الصف بقوله: (إننا إن تمسكنا به حقيقة، بما نزل في هذه الكتب الثلاث، فنحن وقتئذ اعتصمنا بحبل الله").يقول الشيخ ربيع بن هادي المدخلي:(لقد أظهرت الثورة السورية حقيقة عدنان ومنهجه، وما ينطوي عليه من الضلال المدمّر).أقول: فعدنان عرعور يدعو اليهود والنصارى للتمسك بكتبهم المحرّفة.وتجد الردّ على مثل هذه الضلال في رسالة: "توفيق الرحمن في جمع مؤلفات ومقلات الشيخ ربيع في العرعور عدنان". [11]ب ـ وصرّح في قناة "وصال" بقوله: (نحن مع كل شيعي شريف ... نحن مع كل علوي شريف .. والمسيحيين لا مشكلة لنا معهم). [12]يقول الشيخ ربيع:(وقصده بالشيعي الشريف الروافض الذين يكفّرون الصحابة، وعلى رأسهم أبو بكر وعمر وعثمان – رضي الله عنهم -. ويقذفون أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها -، ويحرفون القرآن تحريفًا كفريًا، ويقذفون الصحابة بهذا التحريف، ويؤلّهون أهل البيت، فيعتقدون فيهم أنهم يعلمون الغيب ويتصرفون في كل ذرة من ذرات الكون، ويعبدونهم مع الله بعبادات تفوق عبادة الوثنيين، ويستعملون التقية التي هي النفاق والكذب الكبار، ويذكرون لها من الفضائل التي يفترونها ما يجعلها تسعة أعشار الدين.فمن هذا حالهم يصفهم عدنان بالشرف، وبأنه معهم. فلا ندري أهو معهم في عقائدهم ومناهجهم وأخلاقهم أم في ماذا ؟!ولا ندري لماذا يصف النصيرية بأنهم علويون، وما هو الشرف الذي نحلهم عدنان، أهو كفرهم بالله الذي يفوق كفر اليهود والنصارى ؟ فهم لا يؤمنون بالله ولا برسوله ولا بكتابه، ولا بأمر ولا نهي، ولا ثواب ولا عقاب، ولا بجنة ولا نار، إلى آخر كفرياتهم. ومع هذا يصفهم بالشرف ويعتزّ بأنه معهم.أما المسيحيون فلا مشكلة له ولأمثاله معهم، لا عقائدية ولا غيرها، وإن كفروا بالله أشد الكفر ...وهكذا تكون التربية، وهكذا يكون التأصيل اللذان يتباهى بهما عدنان). [13]ج ـ ويطالب بتسمية جمعة 15/7/1432هـ بجمعة الشرفاء العلويين، حيث قال: (لكن نحن نسمِّيها - أي الجمعة - شرفاء العلويين، لنثبت لهم أنَّ هناك من العلويين شرفاء، هناك ضبّاط - والله ما أكذب أصدقائي - لا يرضون عن ما يجري ... إذاً هذه الجمعة تسمى جمعة شرفاء العلويين، وكذلك لا مانع شرفاء الدروز هناك بالدروز فيه شرفاء في الدروز). [14]ويقول العرعور: (وإذا سقط هذا النظام، ورُدَّت الحقوق إلى أهلها أن ننسى الماضي، وأنا أتعهد عن أهل حماة بالذات وعن المشارقة ... إذا سقط هذا النظام ورجعت الحقوق إلى أهلها أننا على استعداد أن ننسى هذا الماضي المؤلم، وأن نعيش معًا في مجتمع واحدٍ بإذن الله يغشاه التسامح، ويجري في دمه الصدق في هذا، هذا الكلام الأخير، وإذاً هذه جمعة شرفاء العلويين، ولا مانع ينضم عليها جمعة شرفاء الطوائف، وقلت لكم مائة مرة هناك .... من المسلمين، من هم أخس بكثير من العلويين أو الاسماعيليين أو الدروز إذًا الإنسان يحاسب بما عمل، وبما ارتكبت يداه، هذا أرجو أن يكون آخر كلامِ لي وأنا مسؤول عنه ..).وعنده ضلالات أخرى متنوّعة من جنس ما تقدّم، فليراجع كتاب: "توفيق الرحمن في جمع مؤلفات ومقالات الشيخ ربيع في العرعور عدنان". في الفصول الأخيرة.د ـ حقده على الشيخ محمد بن عبد الوهاب ودعوته:يقول عدنان عرعور: (مين قال: "إن الوهّابية هي الفرقة الناجية ؟" عندهم دليل من الكتاب والسنة أن الوهّابية هي الفرقة الناجية ؟، لأنه من نجد، ولأنه وُلد في نجد، ولُقّن في البرنامج المدرسي أنه يصبح وهّابي، صار وهابي، معنى ذلك كما لُقّنت أنت في نجد، كمان نحن لُقنّا في الشام تمامًا المسألة سواء، وكمان لُقّن الهندي، ولُقّن ... فليس علماؤك بأفضل من علمائنا كلهم سواء إلا من اهتدى إلى الصراط المستقيم.فإذن حتى نتخلص من هذه الأمور دعونا من وهّابية ومن سلفية ومن حزبية، إلى غير ذلك، ولتعتصم بما اعتصم به سلفنا الصالح، وبعبارة أخرى ألا تعتقدون أن الشيعي الذي قاتل، وأن الشيعي الذي يفعل هو عندما يموت يظن نفسه على خير، أي لا ريب في هذا ولاشكّ، بل شهد الرسول صلى الله عليه وسلم بالإخلاص للخوارج - والله - بعد أن رأيت هذا الأمر، ورأيت أن الخوارج شهد لهم رسول الله في هذا الأمر، أن ما عاد بفكّر لا وهابي ولا بسلفية ... إن ولادتك في نجد ليست دليلًا شرعيًا أنك من الطائفة المنصورة). [15]يقول الشيخ ربيع:(فهو يركّز على الوهّابية، ويتخلّص منها بأسلوبه الماكر، ويقرنها هي والسلفية بالحزبية والشيعة أي: الروافض والخوارج، ويدّعي كذبًا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- شهد للخوارج بالإخلاص وأن الشيعي عندما يموت يظن نفسه على خير). [16]ويقول عدنان عرعور:(السلفية هي المبدأ الصراط السبيل الوحيد الذي يمكن أن يُدخل كافّة الجماعات فيهم، لكن نعكس ندخل أحمد ابن حنبل مع محمد بن عبد الوهّاب ؟ ثقيلة شوي، يعني جيب أحمد بن حنبل وابن تيمية وأبو حنيفة هذول كلهم ندخلهم مع واحد وُلد بعدين، اسمه محمّد بن عبد الوهّاب، ندخلهم في الوهّابية ؟ والله غرابة مسألة لا تُعقل. تدخل الأئمة الأربعة كلهم في واحد وُلد في آخر القرن أو من ثلاثة قرون، أو من أربعين خمسين ستين سنة ؟ تبغي تحصر كل هل الأئمة وتقطع أولها، وتوصلها بهذا الرجل ؟ أعتقد لا يمكن.). [17]ويقول عرعور:(وما منزلة محمد بن عبد الوهّاب ؟! مؤسس ؟! لا، خذها أنت ودعوتك ودعوة كل أهل نجد، ارميها برّى ما نريدها إذا كان مؤسس). [18]ويقول الشيخ ربيع:(افرض أن بعض الناس قال عن الإمام محمد إنه مؤسس، فمن حقّك أن تردّ قوله، ثم تقول في الإمام محمد ما هو جدير به من أنه مجدّد فعلًا، أليس في تهرّبك ما يدل دلالة واضحة أنك لا تعتقد فيه أنه مجدّد ولا أنه من الطائفة المنصورة، فضلًا عن أن يكون من أئمتها). [19]ويقول الشيخ ربيع:(ما هذا الأسلوب القبيح الذي استخدمته تدّعي على لسان غيرك أنه قال إنه مؤسس، ثم تجعل من ذلك مسوّغا لأن ترمي دعوته ودعوة أهل نجد برّى، هكذا بهذا الأسلوب الموحي بعدم احترام هذا الرجل.فالذي يحترم هذا الإمام، لا يقول مثل هذا فيه وفي دعوته، بل يردّ الخطأ إن كان قد حصل وينصف هذا الإمام ودعوته، ويضعها في موضعها). [20]ثانيًا: الانحرافات المنهجية:أ ـ تعظيم عرعور لسيد قطب.1 ـ ومن ذلك أنه وصفه بأنه مقتول ظلمًا، وأنه شهيد من شهداء الإسلام. [21]يقول الشيخ ربيع المدخلي:(رفع (عرعور) سيّد قطب من حضيض البدع والضلال والحلول ووحدة الوجود إلى أوج السنة وطهرها، وفي مصافّ كبار أئمة السنة والتوحيد). [22]2 ـ ومن ذلك أن عرعورًا يقارن سيد قطب بشيخ الإسلام ابن تيمية والعلامة ابن القيم والشيخ محمد ابن عبد الوهاب:يقصد بذلك الذبّ عن سيد قطب، ونفي البدع عنه، وانتقاد من انتقده.قال الشيخ ربيع عن عدنان عرعور: (يمجّد سيد قطب وكتبه، ويرى أنه لا يوجد من بيّن المنهج الحق مثل سيد قطب، ويقرنه كذبًا وزورًا بالإمامين ابن تيمية وابن عبد الوهاب في بيان التوحيد، ويرى أن الجماعات كلهم من الطائفة المنصورة، ويرى أن السلفية أمر نسبي، تسعين بالمائة، سبعين بالمائة، إلى واحد بالمائة، فيدخل الروافض وسائر طوائف الضلال في سلفيته، وحتى اليهود والنصارى بهذا التصوّر يدخلون في سلفيته). [23]وقال الشيخ ربيع بن هادي المدخلي: (أيا عدنان أتقرن هذا الجاهل الضال بأئمة الإسلام في تقرير التوحيد بأنواعه، وتدافع بالباطل) ا.هـ [24]وقال الشيخ ربيع المدخلي: (أتقرن إمام ضلالات بإمام من أئمة السنة، بل إمام أهل السنة والتوحيد إلى يومنا هذا ؟!). [25]قال الشيخ ربيع المدخلي: (يفعل كل هذا بعدما وضّح ربيع في كتابه: "أضواء إسلامية على عقيدة سيدة قطب وفكره" بلايا سيد قطب، ولو كان قبل هذا لالتمسنا له العذر، ولكنه مع الأسف يقول هذا مكابرة وعنادًا). [26]3 ـ بل ويقيس ضلالات سيّد قطب على أحكام الأئمة واجتهاداتهم.يقول عرعور في شريط: "أنواع الخلاف": (لا نلوم الإمام أحمد في تكفير تارك الصلاة، لأن المسلمين صاروا 90% منهم على مذهب الإمام أحمد كفّار، فلماذا يلام سيّد قطب إذا صدرت منه بعض العبارات العامّة، ونقول هذا يكفّر المجتمعات، ولا يلام الإمام أحمد وقد حكم على هذه الشعوب كلها بالكفر ؟!). [27]أجاب عنه الشيخ ربيع بأن سيّد قطب يكفّر المجتمعات الإسلامية كلها ظلمًا وعدوانًا، وعلى رأسهم الموحدون المصلّون. [28]4 ـ زعمه بأن سيد قطب أحسن من تكلم عن المنهاج، كل ذلك على حساب تجهيله لعلماء الدعوة السلفية مثل الشيخ ابن باز والشيخ ناصر الدين الألباني. وسيأتي كلامه إن شاء الله تعالى.5 ـ تمجيد عدنان عرعور لجميع كتب سيّد قطب، ولاسيما كتاب "لماذا أعدموني" الذي يدرّب على صناعة المتفجّرات والاغتيالات وتفجير المؤسسات. [29]6 ـ عدنان عرعور يوجّه الناس إلى دراسة التفسير ويحشر "الظلال" لسيد قطب مع كتب التفسير، ويوجّه إلى دراسة كتب العقيدة ويحشر معها: "معالم في الطريق" و"لماذا أعدموني". [30]7 ـ يكابر العرعور وينفي عن سيّد قطب التكفير الصريح للمجتمعات، ويعمد إلى مغالطات سيد قطب ليتخذها أصلًا:فسيّد قطب له كلام ينفي عن نفسه التكفير، فتعلّق به عرعور وترك كل النصوص الواضحة. فقال له الشيخ ربيع: (وكل عاقل - يفقه ما يقول الله - إذا قرأ نصوص سيد قطب في "الظلال" و"المعالم" و"العدالة"، لا يشك ولا يتردّد في أن سيد قطب يكفر المجتمعات الإسلامية تكفيرًا صريحًا واضحًا، كالشمس ليس دونها سحاب.فمن المغالطات إنكار سيد قطب لما قرّره، وكرّره كثيرًا، وعقد له القواعد، وأعلنه في كتبه. ومن المغالطات الشنيعة ما يقوله عدنان ليدفع المعرة بذلك عن سيد قطب وعن نفسه). [31]ب ـ يقول الشيخ ربيع: (ومن عجائب عدنان عرعور أنه يرى أن فرق الضلال كلها من الطائفة المنصورة). [32]فقد سئل عرعور: "هل الطائفة المنصورة هي جماعة بعينها أو أفراد ملتزمون بمواصفات الجماعة في أوساط الناس والجماعات ؟ فأجاب: "الأصل في هذه الطائفة أن تكون جماعة متجمّعة، والواجب على المسلمين أن يكونوا معها، بل لا أقول: أن يكونوا معها لأنهم منها، لا أقول: يجب أن يكونوا مع الطائفة المنصورة، لأنهم ولدوا فيها، أقول: لا تخرجوا منها". [33]ج ـ تجهيله لعلماء الدعوة السلفية مثل الشيخ ابن باز والشيخ ناصر الدين الألباني.حيث قال في دروة فرنسا: "ما أعلم أحدًا تكلّم في المنهاج على وجه الأرض مثل سيد قطب". [34] ولما سئل عن ذلك قال: "أقصد في زمانه في وقته في الخمسينات هو بدأ الكلام في هذه القضية ما تكلم في هذا وقتئذ، وأقول: لا الشيخ ابن باز، ولا الشيخ ناصر (أي: الألباني) ...".قال الشيخ ربيع بن هادي المدخلي:(وقد تكلّم العلماء في هذه الفتن، وخاصّة الشيخ الألباني، فلماذا يجحد فضلهم، وينسب الفضل لسيد قطب، وهو الذي كان يدرّب على الاغتيالات، ويخطّط لتفجير المنشئات، كما في كتابه: "لماذا أعدموني" الذي يمدحه عدنان ويحضّ على قراءته ؟!) ا.هـ [35]بل تنقّص عدنان عرعور من سماحة الشيخ ابن باز فزعم أنه لا يؤصل، وأنه لم يستفد منه قاعدة واحدة. وقد سمعه جماعة منهم الشيخ ربيع والشيخ عبد القادر الجنيد. [36]د ـ العرعور يشنّ حربًا لا هوادة فيها على السلفية والسلفيين بكلام باطل خبيث:ويقول عرعور: (أما سلبيات السلفيين فلا يعدّها إلا الله). [37] ويقول عرعور: (نعم سلبيات أختصرها بثلاثة: 1- عدم فهم الدعاة هذه الدعوة، حتى السلفيون الذين يقومون بهذا لا يفهمون حقيقة الدعوة). [38]يقول العرعور: (والله الذي لا رب سواه، أكثر الجماعات تقصيرًا هم السلفيين، شئتم أم أبيتم) ا.هـ كلامه.[39] ويقول عن السلفيين: "إنهم لا يؤصلون". [40]قلتُ: وعرعور إنما يقول هذا لأنه إخواني مدسوس على السلفية.وينقل عرعور عن الألباني أنه يقول: "أصيبت الأمة الإسلامية في عقيدتها، وأصيب السلفيون في أخلاقهم".[41] وهذا كذب على الإمام الألباني، لا يعرف هذا الخبر إلا من طريق عرعور وهو متروك.د ـ لا يرى الامتحان بالأشخاص، ولو بالأئمة.يقول عرعور: (فامتحان الأشخاص ليس بسليم، طيب أضرب لكم مثال: رجل سلفي العقيدة سلفي المنهج، عاش في تركيا هداه الله بالكتاب والسنة ... سألناه ما رأيك في ابن تيمية ؟! قال: "ضال" عن جهل، هذا يخرج عن السلفية ؟! هذا أفضل أم رجل وجدناه في الهند يحب شيخ الإسلام ابن تيمية لكنه يطوف بالقبور، أيهما الأفضل ؟ الأول). [42]هـ ـ يسير على قاعدة المنحرفين في باب التشكيك في أخبار الثقات، ويسمّون ذلك بالتثبّت، كنظيريه الحلبي وأبي الحسن. [43]و ـ من قواعده الموازنات كما تقدم. [44]ز ـ يقول عرعور في "شريط الأخطار الحقيقية التي يتعرّض لها المسلمون بعامة وشباب الصحوة بخاصة": (حُفر فخ باسم الدعوة إلى منهج أهل السنة والجماعة، وتجريح العباد والطعن بالعباد، لكلمة زلّت أو لعبارة غامضة، وفخّ اسمه الحكّام).يقول الشيخ ربيع المدخلي عن عرعور إنه: (يرفض نقد أهل البدع ولاسيما سيد قطب، ويسمي نقد السلفيين الذابّين عن السنة تجريحًا وطعنًا، مخالفًا في ذلك الكتاب والسنة والإجماع).[45]ح ـ يربط في أكثر كلامه الطائفة المنصورة بالصحابة فقط، ولا يوسع الدائرة لتشمل الصحابة ومن سار على طريقهم من أهل الحديث.[46]ط ـ من المتسبّبين في سفك الدماء في سوريا بالتحريض على القتال وسفك الدماء، مخالفًا بذلك أهل العلم من مشايخ أهل السنة، إلا من وافقه من مشايخ الإخوان المسلمين ومن نحا نحوهم، حتى قُتل أكثر من مائة ألف إنسان، وهُجّر قرابة خمسة ملايين إنسان.ي ـ سأله الشيخ ربيع عن تبديع الكوثري، وعن تبديع عبد الفتّاح أبي غُدة، فلفّ ودار وأبى أن يجيب، فأعاد عليه الشيخ ربيع السؤال، فحاد وأبى أن يجيب. [47]ثالثًا: المسائل الفقهية:يرى أن جدة أحد المواقيت، وألّف له كتابًا خاصًا فيه: "أدلة الإثبات أن جُدة ميقات"، وقد صدرت فيه فتوى خاصّة من دار الإفتاء برقم: (19210) بتاريخ: (2/11/1417 هـ) برئاسة سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله - حذرت فيه من هذا القول، ووصفته بأنه خطأ واضح، وأنه ناشئ عن تسرّع.5 ـ قواعد عدنان عرعور الإخوانية:يؤصل عدنان عرعور قواعد وأصولًا لحماية أهل البدع من نقد العلماء، ولضرب أصول أهل السنة.وسنعرض هنا بعض هذه الأصول التي قعّدها هذا العرعور، مع بعض أحكام الشيخ العلامة ابن عثيمين عليها، وأحكامه مأخوذة من تسجيلين منفصلين.قال السائل:1 - ما قيل في أخطاء أهل البدع: (نصحح ولا نجرّح). فأجاب الشيخ - رحمه الله -: "هذا غلط بل نجرّح من عاند الحق". [48]2- وقاعدة: (من حَكَمَ حُكِمَ عليه). فأجاب - رحمه الله -: "هذه قواعد مداهنة".3- وقوله: (لا علاقة للنية بالعمل لا من قريب ولا من بعيد). فأجاب - رحمه الله -: "هذا كذب، لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إنما الأعمال بالنيات". [49]4- (يشترط بعض الناس في جرح أهل البدع وغيرهم أن يثبت الجرح بأدلة قطعية الثبوت). فأجاب - رحمه الله -: "هذا ليس بصحيح".5- (يشترط بعضهم في من يسمع من شخص خطأ أو وقف على أخطاء في كتاب أن يستفصل أو ينصح قبل أن يحكم، وقبل أن يبين هذه الأخطاء، وقال: "من خالف هذا فقد اتصف بصفة من صفات المنافقين). فأجاب الشيخ - رحمه الله -: "هذا غلط".6- (أنه من العدل والإنصاف عند النصيحة والتحذير أن تذكر حسناتهم إلى جانب سيئاتهم).فأجاب الشيخ - رحمه الله -: "أقول لك: لا، لا، لا، هذا غلط، اسمع يا رجل: في مقام الرد ما يحسن أني أذكر محاسن الرجل وأنا رادّ عليه، إذن ضَعُف ردّي".قال السائل: (حتى ولو كان من أهل السنة ؟). فأجاب - رحمه الله -: "من أهل السنة وغير أهل السنة، كيف أردّ وأروح أمدحه، هذا معقول؟!". ا.هـ7 ـ وسئل عن قول أحدهم: "من تتبع أسباب الانشقاقات في الجماعات الإسلامية يُعد معظمها أسباب أخلاقية لا عقدية ولا منهجية ؟" فقال: "غير صحيح بل هي عقدية ومنهجية، الخوارج لهم منهج والشيعة لهم منهج وهكذا.8 ـ سؤال: اختلاف الجماعات اختلافات اجتهادية، وأنا مقر بذلك، ولو لم تكن كذلك لأخرجناهم بسهولة من دائرة الإسلام.الجواب: الخلافات بعضها اجتهادية وبعضها عناد واستكبار، فما كان الحق فيه واضحًا فالمخالف معاند ومستكبر، ومن كان متبعاً فهو على اجتهاده.9 ـ سؤال: ما قولكم في رجل ينصح الشباب بقراءة كتب سيد قطب ويخصّ منها في "ظلال القرآن" و"معالم في الطريق" و"لماذا أعدموني".الجواب: أنا أرى أن من كان ناصحاً لله ولرسوله وللمسلمين، أن يحثّ الناس على قراءة كتب الأقدمين في التفسير وغير التفسير، فهي أبرك وأنفع وأحسن من كتب المتأخرين.وتفسير سيد قطب فيه طوام كتفسير الإستواء، وتفسير قل هو الله أحد، ووصف بعض الرسل بما لا ينبغي أن نصفهم به.10 ـ سؤال: هذه المقالات موجودة في كتب وأشرطة رجل يدعى عدنان عرعور، فهل تعرفونه وما قولكم فيه.الجواب: "ما نعرفه إلا أن له كتابًا في مواقيت الحج منعت دار الإفتاء من تداوله لما فيه من أخطاء أما غير هذا ما أدري عنه شيء".سؤال: بعد عشر سنوات يصبح الناس كلهم موحدين فلا نحتاج إلى دراسة كتب العقيدة مثل "الطحاوية" و"الواسطية" و"الحموية" و"التدمرية" و"جوهرة التوحيد".الجواب: هذا الكلام غير صحيح لأن الناس بحاجة، ما أكثر الذائبين في باب العقيدة.سؤال: إذا حَكمت حُكمت وإذا دعوت أجرت.الجواب: "إذا كان يريد أن يخوفكم من الرد على أهل البدع فلا يهمنَّكم" ا. هـ [50]وقد ذكر الشيخ ربيع في مقال: "بيان الجهل والخبال في مقال حسم السجال" أن من ثمار هذه القواعد والتأصيلات الفاسدة ما يأتي: أن السلفية أمر نسبي، وأن الطوائف كلها وحدة لا تتجزأ، ولذلك فعدنان يقول في إحدى محاضراته: "إن السلفية أمر نسبي 90%، 70 %، 60 %، 50 %، 15%، 1%. [51]قال الشيخ ربيع: "ومعنى هذا أن الفرق - على ضلالها - إذا كان لها نسبة قليلة توافق السلفية، فمَن مِن الفرق كلها لا يكون سلفيًا على تأصيل عدنان عرعور ؟". بل كيف تعرف هذه النسب وهي أمور غيبية لا يعلمها إلا الله ؟".6 ـ طريقته في الدعوة والتأليف:ـ البتر. [52]ـ الخيانة، ولها أمثلة كثيرة، منها أنه نقل كلامًا قديمًا للشيخ ربيع من بعض كتبه في طبعة قديمة: (عام 1406 هـ) اشتمل على نقل لكلام لسيّد قطب في الحث على الاهتمام بالعقيدة الإسلامية في القلوب والعقول، وترك الأحداث السياسية، وقد نقله الشيخ ربيع في كتابه: "منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله". من باب إلزام الجماعات، وأثنى على سيد قطب، ونصح سائر الجماعات بالاقتداء بهذا الكلام، ولاسيّما وأن سيّد قطب رمز من رموزهم.كان هذا قديمًا، ثم عرف الشيخ ربيع حقيقة سيّد قطب واستقرأ كتبه، وعرف ماذا يقصد سيد قطب بكلامه السابق، فحذّر من ضلالاته كلها، وحذف كلام سيّد قطب من الطبعات اللاحقة (عام 1414 هـ) و (عام 1418). قبل أن يحتج به عرعور.فلجأ عدنان عرعور إلى الطبعات السابقة التي نقل فيها الشيخ ربيع من كتب سيد قطب في "منهج الأنبياء"، بل وأزبد وأرعد حول هذه المسألة، فردّ عليه الشيخ ربيع بنقاط:أحدها: أن هذا كان قبل معرفة حقيقة سيد قطب.والثانية: الشيخ ربيع بنى على الظاهر، وهو الأصل.والثالث: كلام الشيخ ربيع قد قرأه العلامة الفوزان وغيره ولم يتعقّب عليه. [53]ثم بيّن الشيخ ربيع أن النقل من الطبعات السابقة يعتبر غشًّا للمسلمين.قال شيخنا الشيخ ربيع المدخلي: (ألا يدلّ هذا التصرّف منك على غاية لا تُلحق فيها من الغش والخيانة، والبُعد السحيق عن العدل والإنصاف، اللذين شغلت الدنيا بالضجيج بهما: العدل والإنصاف لليهود والنصارى، وإخوانك من أهل البدع). [54]7 ـ سقوطه الأخلاقي:أولًا: عدنان عرعور كذّاب متمرّس للكذب:فقد ادعى عرعور أنه أكثر الناس دراسة على سماحة الشيخ عبد العزيز ابن باز، وادعى أنه أكثر الناس دراسة على يد الشيخ الألباني. [55] وأن الله جمع له بين الدراسة على يد الشيخين.يقول الأخ عبد القادر الجنيد: "إنه سمع عرعور يقول: إنه درس على يد الشيخ ابن باز تسع سنين، فلم يستفد قاعدة واحدة".ودعواه دراسته على يد سماحة الشيخ ابن باز كذب محض، وقد كذّبه تلاميذ الشيخ ابن باز وجلساؤه والموظفون معه:أ ـ سأل الأخ عبد القادر الجنيد الشيخ الراجحي عن عرعور فقال: "ما أذكر أنه قرأ على الشيخ ابن باز، وكان حضوره قليلًا".ب ـ أما الشيخ عبد العزيز الناصر – وهو ممن لازم الشيخ ابن باز في بيته وفي مكتبه – فقد أنكر أنعرعورًا درس على يد الشيخ ابن باز، وقال: "حضر عند الشيخ قليلًا، ولا أحفظ أنه جلس وقرأ على يد الشيخ ابن باز".ج ـ وأنكر ذلك الشيخ محمد بن سعد الشويعر وقال: "لازمت الشيخ مدة ثمان عشرة سنة، وما رأيت هذا الشخص، ولو رأيته الآن ما عرفته".د ـ وأنكره الشيخ سعد بن عبد الله الحصين.وأما دعواه دراسته على يد الشيخ الألباني، فقد كذّبه:أ ـ الشيخ الألباني نفسه فقال: "هذه مبالغة".ب ـ وكذّبه خير الدين الوائلي الذي يعتبر من أوائل طلّاب الشيخ الألباني فقال: "إنه لا يعرفه، ولا يعرف هذا عنه".ج ـ وكذّبه سليم الهلالي.د ـ وقال علي الحلبي: "للشيخ الألباني في الأردن نحو عشرين سنة، لم يحضر إليه عدنان عرعور إلا نحو ثلاث مرّات فيما يذكر".وادّعى على الشيخ ربيع أنه يقول: "إن سيد قطب سلفي". [56] وأن الشيخ سماحة الشيخ عبد العزيز ابن باز حذّره منه. [57]ثانيًا: زعمه بأن سيد قطب أحسن من تكلم عن المنهاج، على حساب تجهيله لعلماء الدعوة السلفية مثل الشيخ ابن باز والشيخ ناصر الدين الألباني وقد تقدّم.بل تنقّص عدنان عرعور من سماحة الشيخ ابن باز فزعم أنه لا يؤصل، وأنه لم يستفد منه قاعدة واحدة. وقد سمعه الشيخ ربيع والأخ عبد القادر الجنيد. [58]وكذب عرعور على الإمام الألباني فزعم أنه يكفّر سيّد قطب، وهذا غير صحيح [59]، وقد نشر الإخوان المسلمون ذلك عن الألباني قبل مدة، ولا يستبعد أن يكون هو سبب ذلك الافتراء.هذه بعض أكاذيبه، وهناك نماذج أخرى لكذباته [60]، يقول الشيخ ربيع: (وأكاذيب عدنان وتمويهاته وتلبيساته كثيرة جدًا). [61]ثالثًا: ذكر عرعور أن الإمام البخاري بدّعه أكثر المشايخ، فلم يستقبله أحد، وعُزل هذا المظلوم من قبل الحاسدين. وعرعور يعني المشايخ الذين بدّعوه. ثم ذكر الفرق بينه وبين الإمام البخاري بأن البخاري خلوق لم يواجه، وقال: "أما أنا فسأطؤهم بقدميّ، وأسم أنوفهم".قال الشيخ ربيع:(هذا التهديد بأن ستطأ خصومك – ومنهم العلماء – بقدميك، هذا ما يقوله العقلاء ولا الشرفاء، إنما يقوله السوَقة الذين لا يعرفون قدر أنفسهم، ولا يعرفون قدر العلماء). [62]رابعًا: سئل عن كلام بعض المشايخ فيه، فذكر عنهم أنهم غير معروفين، وضرب أمثلة ببعض الأسماء، ثم قال: (هاذولا يحتاجون يقدّموا أوراقهم حتى نصادق عليها، مش العكس).قال الشيخ ربيع: (هؤلاء العلماء الذين ينتقصهم ويحطّ من قدرهم هم أفضل منه). [63]وأساء إلى بعض مشايخ المملكة العربية السعودية، حيث قال: "شعب الله المختار الذين ولدوا من دبر آدم".وهذا فيه أولًا سوء أدب مع نبي من الأنبياء، ثم مع علماء السعودية، وهي البلد التي آوته وأكرمته. [64]===========فقد شاهدت عدنان عرعور على بعض الفضائيات يتحدث عن مسألة إخراج الزكاة من بلد آخر لمناسبة أحداث سوريا ، فانتقد القول بعدم إخراج الزكاة من بلد إلى آخر وزعم أنه قول لا مستند له من الكتاب أو السنة ، وأنه تفريق بين المسلمين ، وأن المسلمين بلدهم واحدة قبل ( سايس بيكو ) وكلامه هذا في الحقيقة تخليط بل القول بعدم جواز إخراج الزكاة من بلد إلى آخر قول معروف لجماعة من فقهاء السلف وليس قولاً محدثاًقال عبد الله بن الإمام أحمد في مسائله عن أبيه556 - سَمِعت ابي سُئِلَ عَن زَكَاة بَلَده هَل يخرج من رستاق الى رستاق الى من لَهُ حُرْمَة وقرابة اَوْ اسْتِحْقَاق فِي نَفسهفَقَالَ لَا تخرج الزَّكَاة من بلد الى بلد تقسم الزَّكَاة الى الْبَلَد الَّذِي هُوَ فِيهِ قلت لابي فَإِن كَانَ لَهُ قرَابَة فُقَرَاءقَالَ كَانَ معَاذ بن جبل يَقُول لَا تخرج من مخلاف الى مخلاف يَقُول طسوج الى طسوجأقول : فهل معاذ بن جبل أعلم الصحابة بالحلال والحرام وأحمد ابن حنبل إمام أهل السنة يفرقان بين المسلمين ، ويفتيان بما لا أصل ، ومتأثران ب( سايس بيكو )والأثر الذي ذكره أحمد رواه ابن زنجويه في الأموال 1819 - ثنا يحيى بن يحيى ، أنا سفيان بن عيينة ، عن معمر ، عن ابن طاوس ، أنه وجد في كتاب عند أبيه أن معاذا قضى : أن من يحول من مخلاف إلى مخلاف ، فإن عشره وصدقته إلى مخلافهوقد ورد عن معاذ بمثل هذا السند ما يدل على جواز نقل الزكاة من مصر إلى مصر ، وهذا أصرح من ذاك ولعل ذاك يحمل على أن الزكاة عندهم فاضت عن الحاجةوقال أبو داود في مسائله عن أحمد ص121 سَمِعْتُ أَحْمَدَ، " سُئِلَ عَنِ الزَّكَاةِ يُبْعَثُ بِهَا مِنْ بَلَدٍ إِلَى بَلَدٍ؟ قَالَ: لَا، قِيلَ: وَإِنْ كَانَ قَرَابَتُهُ بِهَا؟ قَالَ: لَا «.قُلْتُ لِأَحْمَدَ» رَجُلٌ لَهُ قَرَابَةٌ بِالثَّغْرِ، يَبْعَثُ إِلَيْهِ مِنْ زَكَاةِ مَالِهِ؟ قَالَ: لَا ".أقول : فلم يجوز أحمد إرسالها إلى أهل الثغر الذين يجاهدون لنشر التوحيد لا غيره فتأمل !وقد استدل أبو داود بحديث صحيح على عدم جواز إخراج الزكاة من بلد إلى آخرقال أبو داود في سننه باب في الزكاة هل تحمل من بلد إلى بلد ؟1625 - حدثنا نصر بن علي أخبرنا أبي أخبرنا إبراهيم بن عطاء مولى عمران بن حصين عن أبيه أن زيادا أو بعض الأمراء بعث عمران بن حصين على الصدقة فلما رجع قال لعمران أين المال ؟ قال وللمال أرسلتني ؟ أخذناها من حيث كنا نأخذها على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم ووضعناها حيث كنا نضعها على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم .أقول : فاستدل أبو داود بهذا الحديث الثابت ، على أن عدم جواز إخراج الزكاة من بلد إلى بلد ، لأن الصحابي قسمها حيث جمعها ، وأخبر بأن ذلك السنةوقال النسائي في الكبرى إخراج الزكاة من بلد إلى بلد 2301 - أنبأ محمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي قال ثنا وكيع قال ثنا زكريا بن إسحاق وكان ثقة عن يحيى بن عبد الله بن صيفي عن أبي سعيد عن بن عباس : أن النبي صلى الله عليه و سلم بعث معاذ بن جبل إلى اليمن فقال إنك تأتي قوما أهل كتاب فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله فإن هم أطاعوك فأعلمهم أن الله قد افترض عليهم صدقة في أموالهم تؤخذ من أغنيائهم وتوضع في فقرائهم فإن هم أطاعوا لذلك فإياك وكرائم أموالهم واتق دعوة المظلوم فإنها ليس بينها وبين الله حجابوقال أبو عبيد القاسم بن سلام في كتاب الأموال بعد ذكر مذهب من ذهب من التابعين إلى عدم جواز إخراجها من بلد إلى بلد ص709:" وَالْأَصْلُ فِي هَذِهِ الْأَحَادِيثِ سُنَّةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَصِيَّتِهِ مُعَاذًا حِينَ بَعَثَهُ إِلَى الْيَمَنِ يَدْعُوهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ وَالصَّلَاةِ، قَالَ: " فَإِذَا أَقَرُّوا لَكَ بِذَلِكَ فَقُلْ لَهُمْ: إِنَّ اللَّهَ فَرَضَ عَلَيْكُمْ صَدَقَةَ أَمْوَالِكُمْ، تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِكُمْ، فَتُرَدُّ فِي فُقَرَائِكُمْ " قَالَ: وَحَدَّثَنِيهِ أَبُو الْأَسْوَدِ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَيْفِيٍّ، عَنْ أَبِي مَعْبَدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ذَلِكَ لِمُعَاذٍ فِي حَدِيثٍ فِيهِ طُولٌ"وسواءً رجح المرجح هذا المذهب أو غيره فإن البخاري وغيره نازعوا في دلالة هذا الحديث على المقصود غير إن احتجاج أبي داود قوي ، فإنه لا يجوز له اتهام الفقهاء بأنهم يفرقون المسلمين فلم تزل بلدان المسلمين مقسمة إلى أمصار ، وهذه الأمصار لها أحكامها المعروفة في أمر الجهاد والجمعة والعيدين وغيرهاكما أنه لا يجوز نسبة علماء المسلمين إلى التأثر ب ( سايس بيكو ) وغيرها ، والعجيب من صاحب هذا الكلام أنه يؤصل قاعدة ( نصحح ولا نجرح ) ويريد تطبيقها حتى مع الرافضة ثم هو يجرح علماء أهل السنة بهذا الكلاموقال شيخ الإسلام كما في الاختيارات الفقهية للبعلي ص453 :" وإذا نُقل الزكاة إلى المستحقين بالمصر الجامع مثل أن يعطي مَن بالقاهرة من العشور التي بأرض مصر فالصحيح جواز ذلك فإنَّ سكان المصر إنما يعانون من مزارعهم بخلاف النقل من إقليم مع حاجة أهل المنقول عنها وإنّما قال السلف: جيران المال أحق بزكاته وكرهوا نقل الزكاة إلى بلد السلطان وغيره ليكتفي كل ناحية بما عندهم من الزكاة ولهذا في كتاب معاذ بن جبل: من انتقل من مخلاف إلى مخلاف فإن صدقته وعشره في مخلاف جيرانه والمخلاف عندهم كما يقال المعاملة: ما يكون فيه الوالي والقاضي وهو الذي يستحلف فيه ولي الأمر جابياً بأخذ الزكاة من أغنيائهم فيردها على فقرائهم ولم يقيد ذلك بمسير يومين وتحديد المنع من نقل الزكاة بمسافة القصر ليس عليه دليل شرعي ويجوز نقل الزكاة وما في حكمها لمصحلة شرعية وإذا أخذ الساعي من أحد الشريكين رجع المأخوذ منه على شريكه بحصته ولو اختلفا في قيمة المدفوع"فظاهر كلام الشيخ _ رحمه الله _ جواز ذلك بشرط كفاية أهل البلد المنقول الزكاة عنهم ووجود المصلحة الراجحة في ذلك ويشير إلى ذلك بقوله (وإنّما قال السلف: جيران المال أحق بزكاته وكرهوا نقل الزكاة إلى بلد السلطان وغيره ليكتفي كل ناحية بما عندهم من الزكاة)وقال ابن قدامة في المغني (2/501) :" مَسْأَلَةٌ: قَالَ: (وَلَا يَجُوزُ نَقْلُ الصَّدَقَةِ مِنْ بَلَدِهَا إلَى بَلَدٍ تُقْصَرُ فِي مِثْلِهِ الصَّلَاةُ) الْمَذْهَبُ عَلَى أَنَّهُ لَا يَجُوزُ نَقْلُ الصَّدَقَةِ مِنْ بَلَدِهَا إلَى مَسَافَةِ الْقَصْرِ. قَالَ أَبُو دَاوُد: سَمِعْت أَحْمَدَ سُئِلَ عَنْ الزَّكَاةِ يُبْعَثُ بِهَا مِنْ بَلَدٍ إلَى بَلَدٍ؟ قَالَ لَا. قِيلَ: وَإِنْ كَانَ قَرَابَتُهُ بِهَا؟ قَالَ: لَا. وَاسْتَحَبَّ أَكْثَرُ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنْ لَا تُنْقَلَ مِنْ بَلَدِهَا.وَقَالَ سَعِيدٌ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ فِي كِتَابِ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ: مَنْ أَخْرَجَ مِنْ مِخْلَافٍ إلَى مِخْلَافٍ، فَإِنَّ صَدَقَتَهُ وَعُشْرَهُ تُرَدُّ إلَى مِخْلَافِهِ. وَرُوِيَ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّهُ رَدَّ زَكَاةً أُتِيَ بِهَا مِنْ خُرَاسَانَ إلَى الشَّامِ، إلَى خُرَاسَانَ.وَرُوِيَ عَنْ الْحَسَنِ وَالنَّخَعِيِّ أَنَّهُمَا كَرِهَا نَقْلَ الزَّكَاةِ مِنْ بَلَدٍ إلَى بَلَدٍ، إلَّا لِذِي قَرَابَةٍ. وَكَانَ أَبُو الْعَالِيَةِ يَبْعَثُ بِزَكَاتِهِ إلَى الْمَدِينَةِ. وَلَنَا، «قَوْلُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِمُعَاذٍ: أَخْبِرْهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ، فَتُرَدُّ فِي فُقَرَائِهِمْ» . وَهَذَا يَخْتَصُّ بِفُقَرَاءِ بَلَدِهِمْ.وَلَمَّا بَعَثَ مُعَاذٌ الصَّدَقَةَ مِنْ الْيَمَنِ إلَى عُمَرَ، أَنْكَرَ عَلَيْهِ ذَلِكَ عُمَرُ، وَقَالَ: لَمْ أَبْعَثْك جَابِيًا، وَلَا آخِذَ جِزْيَةٍ، وَلَكِنْ بَعَثْتُك لِتَأْخُذَ مِنْ أَغْنِيَاءِ النَّاسِ، فَتَرُدُّ فِي فُقَرَائِهِمْ. فَقَالَ مُعَاذٌ: مَا بَعَثْت إلَيْك بِشَيْءِ وَأَنَا أَجِدُ أَحَدًا يَأْخُذُهُ مِنِّي رَوَاهُ أَبُو عُبَيْدٍ فِي الْأَمْوَالِ. وَرُوِيَ أَيْضًا عَنْ إبْرَاهِيمَ بْنِ عَطَاءٍ مَوْلَى عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، أَنَّ زِيَادًا، أَوْ بَعْضَ الْأُمَرَاءِ، بَعَثَ عِمْرَانَ عَلَى الصَّدَقَةِ، فَلَمَّا رَجَعَ قَالَ: أَيْنَ الْمَالُ؟ قَالَ: أَلِلْمَالِ بَعَثْتَنِي؟ أَخَذْنَاهَا مِنْ حَيْثُ كُنَّا نَأْخُذُهَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَوَضَعْنَاهَا حَيْثُ كُنَّا نَضَعُهَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.وَلِأَنَّ الْمَقْصُودَ إغْنَاءُ الْفُقَرَاءِ بِهَا، فَإِذَا أَبَحْنَا نَقْلَهَا أَفْضَى إلَى بَقَاءِ فُقَرَاءِ ذَلِكَ الْبَلَدِ مُحْتَاجِينَ"أقول : فلو رفق عدنان عرعور بنفسه وصان لسانه عن ذلك الكلام وبحث المسألة كما يبحثها أهل العلم والإنصاف لكان خيراً له ، ومن لا يحسن تحرير مسألة في الزكاة ولا يميز بين الخلاف القوي من الضعيف أنى له الافتاء بالنوازل والدماء والله المستعان ==========عدنان عرعور التكفيرية والخروج على حكام المسلمين:- قال عدنان: (من شريط الرد على رسالة عرعور للفارسي): ( أقول المسلمون هؤلاء ما نكفرهم أعياناً، لكن هذه مجتمعاتهم ليست مجتمعات مسلمة بدليل رفضهم لحكم الشريعة، الإسلامية ).- عدنان عرعور الذي يدعو في جل محاضراته إلى الخروج، والطعن في الحكام، يحذر من الخروج؟! فاسمع ماذا يقول في شريط منهاج الطائفة المنصورة: ( هل نقول للطواغيت لستم طواغيت، لا والله لا نقول هذا، أما إن كنت مثل الإمام أحمد فقل هذا، أما إن كنت صعلوك مثل الشيخ عنده أطفال فلا تقول هذا ).- وقال في الشريط نفسه: ( من قال إن الجهاد ليس بواجب ومن قال إن الخروج على الطغاة الظلمة الذين يحرقون المسلمين ليس بواجب ومن قال إنه لم يحن موعده بل حان موعده، لكن ما حان رجاله).- وقال: ( كل من يظلم المسلمين وكل من يعادي دين الإسلام وكل من لا يقيم حكم الله وجب عليه أن يتنحى بأي وسيلة من الوسائل وإلا نُحي إن وجد الرجال* وقال: ( بيني وبينكم سر، ظواهر النصوص مع الخوارج مثل: لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن إلى تمام الحديث، إلى غير ذلك من مثل هذه الأحاديث) .* وقال: ( كان يجب على المسلمين أن يقوموا قومة رجل واحد لدفع هذا العدو الصائل، ثم لما خرج الاستعمار عيّن بعض الحكومات الكافرة، كان الواجب على المسلمين، أن يقوموا قومة رجل واحد ولا يصبروا ولا يوم واحد علماء وأمراء وشعب، يقوموا ويطيحوا بهذا النظام لكن لما لم يفعلوا ذلك عاقبهم الله بحكامهم ) .- الأول: زعم أن صور الحكام وأعلام الدول مثل أصنام المشركين.- الثاني: كفر الحكام بسبب جواز السفر، قال الشيخ عبد المالك الرمضاني: ( أنا أشهد الله على ما أقول: لقد كفر ـ أي عدنان ـ عندنا الملك فهد وبالتعيين، ولما سألناه عن الدليل ونحن جمع، قال: جواز السفر، قلنا كيف؟ قال الآن الحكومة السعودية تفرق بين مسلم ومسلم على غرار الجنسيات، هذا سوري وهذا مصري وهذا جزائري، وهذا فلان، فمن سأل ذلك فقد نقض ولاءه وبراءته ومن لا ولاء له ولا براء فهو كافر!!!) .- وقال في شريط: علماء السعودية بهدون البيعة لرئيس الدولة، ماذا تقولون في هذا يا شيخ؟ فأجاب مراوغا: لست سعوديا.- وقال في شريط يعين فيها على الانقلابات:< ثمة سؤال، إذا قام مسلمون بانقلاب بثورة في بلد ما، وأنت تقول هذا لا يجوز، فما عليهم؟ ، أقول وقد وقع الأمر وتم، فوجب علينا دعمهم ونصرتهم وهم إخواننا وأحبابنا، وإذا أخطأوا في الطريق وقد وصلوا، فالحمد لله الذي نجوا، فيجب أن نتسارع وأن نتعاون سريعا لخلق هذا المجتمع المؤمن المسلم الذي لا يصبح بينه وبين حكومته اختلاف.- ومن الذي رفع شأن جبهة الإنقاذ؟ ففي الوقت الذي كان الشيخ ناصر ينصحهم بعدم التورط مع الحكومة، كان عرعور يحمس الشباب بقوله:(حزب من الأحزاب، الجبهة الإسلامية في الجزائر فيه عاقل يقف في وجهها، لكن لا يجوز أن يأتي المسلم فيقف أمام حزب إسلامي ويكون مشغلة بينه وبين هذا الحزب فكل على شاكلته يعمل، فهذه الجبهة ترى الوصول الآن السريع بدل ما يستلم الشيوعيين أو العلمانيون أو الجزأريون أو إلى غير ذلك، فرأوا أنهم يستلمون زمام الأمور فأنت لا تكن عقبة أمام هذا الأمر، لكن كن ناصح تكن معهم) .- أكثر من النقول والاستدلال بكلام سيد قطب، فما تجد قضية يعرضها في أجزائه الأربعة إلا ويستشهد عليها من كلام سيد قطب، من توحيد وعقيدة، ومنهج وحاكمية…… الخ. أنظر مثلا: الواقع المؤلم: ( 96، 97،103،154، 163). التيه المخرج: (40،63،69،70،72 ،73 ، 74، 79). صراع الفكر والأتباع: ( 22، 48، 49، 91،92،101 ).صفات الطائفة المنصورة: ( 19، 49، 63،71، 72، 73، 88 ).* كذلك، بل دافع عنه بكل ما أوتي من حيل وتمويه، وأثنى عليه وزعم أنه يحبه وأنه تاب!!!، فقال: ( أضرب مثلاً في رجل مظلوم جعله الله شهيداً من شهداء الإسلام ألا وهو سيد قطب رحمه الله ) .* وقال: ( الظلال، ظلل الله صاحبه بعرشه وأدخله جنته وعفا عن زلاته) .* بل نصح الشباب بقراءة كتبه، وقد جعل كتاب " في ظلال القرآن "وكتاب"معالم في الطريق" في فصل منهاج طالب العلم . * لم يعرف كاتباً في العصر عرض مشكلات العصر كسيد رحمه الله، فقد كان أميناً في عرضها، وفي وضع الحلول المناسبة لعلاجها.الثاني قال: ( فإن أبدع من كتب في عصرنا هو سيد قطب رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، فقد كان لفتة من لفتات عجيبة وغريبة في هذه المقامات) . * وقال: ( لا أعلم أحداً على وجه الأرض تكلم في قضايا المنهاج بمثل ما تكلم به سيد قطب رحمه الله تعالى ووضع النقاط على الحروف ووصف الوضع المكية ووصف الوضع المدنية ووصف التربية ووصف الجماعات المسلمة في بعض كتبه وحلل ومن أعظم ما كتبه معالم في الطريق ولماذا أعدموني) .* سئل عدنان: ما قرأتم؟ فأجاب: (كتاب واقعنا المعاصر عالج القضايا المنهجية وسيد رحمه الله، فقال السائل: وكتاب التصور الإسلامي ومقوماته، ـ قاطعه عدنان بقوله: أحسنت هذا الكتاب عظيم جداً،خصائص التصور الإسلامي ومقوماته، كتاب عظيم جداً وننصح به عالج القضايا المنهجية رائعة، الظلال عالج القضايا المنهجية، معالم في الطريق عالجالقضايا المنهجية، هو ممن كتب في هذا العصر في قضايا المنهاج، ومعظم ما كتبه كان مصيباً فيها رحمه الله، وأحلى كتاب له في المنهاج كتابه ( لماذاأعدموني؟).* .وقال في شريط سمعي:< نحن لا نكفر الشعوب لكن نقول الشعوب نفسها يجب الخروج على الشعب قبل الخروج على الحكومة، أقول يجب الخروج على المحكومين في ..قبل الحاكمين=====
فهذه نبذة مختصرة عن عدنان عرعور وفتنه وتقلباته.فأقول مستعيناً بالله جلّ وعلا:أولاً: كنّا نعدّه من جملة السلفيين بناءً على ما يظهر لنا من حاله آنذاك رغم قلة مجالستي له، لكن بناء في الوقت نفسه على ادعائه، وقول بعض السلفيين المخدوعين به. إذ: ( المؤمن غر كريم والفاجر خب لئيم ).ويقول عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما:( من خدعنــا بالله انخدعنـــا له ).ثانياً: بدأ ينكشف لي بعض ما ينطوي عليه في إحدى زياراتـي للرياض حيث بدأ يدافع ويناضل عن سيِّد قطب إذا انتقده بعض السلفيين؛ ويدعي له أنه صحيح التأصيل، وأن المنهج السلفي غير مؤصل، وأن السلفيين لا يؤصلون، ويخص منهم الشيخ ابن باز رأس السلفيين بأنه لا يؤصل، في نقاش وكلام طويل تظاهر فيه بالتراجع عن رأيه في تلك الجلسة ثم عاد لما كان عليه.ثالثاً: لما قمت بنقد سيِّد قطب في أول كتاب من كتبي ألا وهو كتاب « أضواء إسلامية على عقيدة سيَّد قطب وفكره( ) » وبدأ ينتشر أقضَّ مضاجع أوليائه القطبيين ـ ولا سيما عدنان عرعور ـ فبدأ عدنان بالدفاع عن سيِّد قطب بطريقة ماكرة في غاية من المكر الذي لا يجيده إلا أمثاله.فماذا صنع في أول جولة من جولات هجومه ودفاعه في آن واحد؟لقد كنت افتتحت الكتاب ببيان إيذاء سيِّد قطب لنبي الله وكليمه موسى - عليه الصلاة والسلام -، إذ طعنه طعنات كثيرة وسخِر به في كتابه «التصوير الفني في القرآن ». ثمّ ثنيت ببيان طعنه في الخليفة الراشد عثمان ـ رضي الله عنه ـ إذ طعن فيه وفي خلافته طعنات كثيرة.ومنها:أنه تحطمت أسس الإسلام في عهده. وتحطمت روح الإسلام في عهده. وأن خلافته كانت فجوة. وأنه مكّن لبني أبـي معيط من رقاب الأمة. ومكّن لمبادئهم المجافية لروح الإسلام من الإسلام، وباكر الإسلام بذلك.وأنه قد تفشى الترف والفقر المدقع في الأمة نتيجة لسياسته.ثم طعن في المجتمع العثمانـي عموماً بما فيهم أصحاب رسول ، ونص على بعض أعيانهم كعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقّاص والمقداد وغيرهم.ثم أثنى على الخوارج تلاميذ ابن سبأ، وفضلهم على عثمان وعلى ذلك المجتمع.ثم تعرضتُ لعقيدته في تعطيل صفات الله. ثم عقيدته في الحلول ووحدة الوجود، والقول بخلق القرآن، وإنكار رؤية الله.ثم تعرضتُ لتكفيره الباطل للمجتمعات الإسلامية، وسردت عدداً من نصوصه الواضحة في التكفير. ثم ذكرت بقية ضلالاته.فماذا صنع عدنان؟ لقد جمع كيده ثم أتى إلى نص مجمل وقاعدة من قواعد تكفيره، التي قد تخفى على من لم يدرس منهج سيِّد قطب وأقواله التكفيرية الواضحة، فعرض عدنان هذا النص المجمل على الشيخ الألباني ومنه: « إن الاعتقاد بالألوهية الواحدة قاعدة لمنهج حياة متكامل، وليس مجرد عقيدة مستكّنة في الضمائر، وحدود الاعتقاد تتسع وتترامى حتى تتناول كل جانب من جوانب الحياة ».فعلّقتُ على هذا النص بقولي: " وفي هذا الكلام حق وخلط:ـ أما أن العقيدة قاعدة لمنهج حياة متكامل؛ فمسلّم.ـ وأما أن حدود العقيدة تتسع وتترامى حتى تتناول كل جانب من جوانب الحياة... إلخ؛ فهذا مالم يدل عليه كتاب ولا سنة، ولا قاله علماء الإسلام، فهذا من شذوذات سيِّد قطب، ليوسع به دائرة التكفير لمن يخالف منهجه هو، وهو مع ذلك يحيد عن ذكر شرك القبور "( ).ثم نقلت بعد نصه السابق النص الآتـي:« إن عبادة الأصنام التي دعا إبراهيم ـ عليه السلام ـ ربه أن يجنبه هو وبنيه إياها لا تتمثل فقط في تلك الصور الساذجة، التي كان يزاولها العرب في جاهليتهم، أو التي تزاولها شتى الوثنيات في صور شتى مجسمة في أشجار أو أحجار أو حيوان أو طير أو نجم أو نار أو أرواح أو أشباح.إن هذه الصور الساذجة كلها لا تستغرق صور الشرك بالله، ولا تستغرق كل صور العبادة للأصنام من دون الله، والوقوف بمدلول الشرك عند هذه الصور الساذجة، يمنعنا من الرؤية الصحيحة لحقيقة ما يَعْـتَوِر البشرية من صور الشرك والجاهلية الجديدة.ولابد من التعمق في إدراك طبيعة الشرك وعلاقة الأصنام بـها، كما أنه لابد من التعمق في معنى الأصنام وتمثل صورها المجردة المتجددة مع الجاهليات المستحدثة ». فعلّقتُ على هذا النص بقولي: " وفي هذا الكلام:أولاً: تـهوين من دعوات الأنبياء التي ركزت على عبادة الأصنام والأوثان.وقد ضج من أسلوب سيِّد قطب هذا كل من يفهم حقيقة التوحيد والشرك، بل ضج منه المتساهلون في موضوع التوحيد والشرك من أصدقائه مثل أبـي الحسن الندوي وعلي جريشة وغيرهما، وأدركوا أن هذا تـهوين من دعوة الأنبياء ـ عليهم الصلاة والسلام....…إلى أن قلت:ثالثاً: فيه خلط بين قضايا الشرك الأكبر وبين قضايا الشرك الأصغر وبين المعاصي صغيرها وكبيرها، فإذا كانت العقيدة تترامى حتى تشمل كل جوانب الحياة، وصور الشرك عند سيِّد لا نـهاية لها، فكل معصية وكل مخالفة صغيرة كانت أو كبيرة تعتبر شركاً عند سيِّد إلا الشرك بالقبور الذي لم يذكره سيِّد هنا، ولم يذكره ولم ينتقده في كل موضع يتحمس فيه للعقيدة وللتوحيد ولـ ( لا إله إلا الله ) وكل موضع يتحمس فيه ضد الشرك.قلت هذا بعد دراسة طويلة لمنهج سيِّد وأقواله.ومن الصور التي يعتبرها شركاً وكفراً: الأخلاق والتقاليد والعادات والأزياء المخالفة لشرع الله، وضرب أمثلة للأصنام بالقومية، والوطن والشعب والطبقة والاصطلاحات من غير صنع الله.وقد يكون من هذه الأمور ماهو من المباحات، فيجعلها سيِّد قطب من صور الشرك، وفي الوقت نفسه لا يعبأ بشرك القبور الموجودة لدى الروافض وغلاة الصوفية من شتى الطرق ".لا أذكر الآن مالذي قرأه عدنان عرعور من هذه النصوص على الشيخ الألبانـي، ولا ماذا قرأ عليه من تعليقاتـي.المهم أنه خرج بنتيجة هي موافقة الألبانـي لسيِّد قطب( ) في أن العقيدة تتسع وتترامى حتى تشمل جوانب الحياة، فتعلّق عدنان بـهذه النتيجة ونشر الشريط الذي سجّل فيه هذا اللقاء، وتوسع القطبيون في نشره، ونسجوا حوله الدعايات ضدي وضد كتابـي مما أدى إلى انحراف كثير من الشباب وسقوطهم في أحضان الحزبية القطبية.ثم أراد عدنان أن ينقذ نفسه من هذه الورطة الكبيرة والفعلة الشنيعة وأراد أن يغطي سوأته أمام السلفيين ولعل له أهدافاً أخرى، فكتب إليّ اعتذاراً بارداً ميتاً لا يساوي الحبر الذي كتب به، ولهوانه وسقوطه وركته لم أحفل به فلا أدري أأعاده الرسول لصاحبه أو بقي عندي والغالب أن الكتاب قد ضاع ولو وجدته لفضحته به. رابعاً: ثم دعيت إلى الرياض والخرج لإلقاء بعض المحاضرات عام 1415هـ، فدعانـي الأخ الدكتور باسم الجوابرة إلى منـزله، ودعا بعض الأساتذة مع الأسف وكان معظمهم من القطبيين، فأثار بعضهم النقاش حول رموز الحركة الإسلامية كما يزعم ومنهم سيِّد قطب، ولمز من ينتقدهم وهو يقصد بذلك الشيخ ربيع، فاضطررت للرد عليه واحتدم النقاش الذي خلطوه باللغط وسوء الأدب في مقابل إدانة سيِّد قطب بالحجج الدامغة.ولما خرجنا قال لي عدنان: هذا يكفي؟ أشار إلى شيء من تمويهاته في المجلس. فقلت له: هذا لا يكفي ولابد من أن تخرج شريطاً تدين فيه سيِّد قطب بالبدع والضلال تكفيراً عن شريطك الذي فعلت فيه ما فعلت، ثم أكدتُ هذا الطلب في لقاء آخر في مجلس في بيت الأخ إيهاب نادر الفلسطيني فأكد التزامه بذلك.ثم طالبه بعد هذا عدد من السلفيين بالبيان المذكور على امتداد سنوات وهو يعدهم وعوداً عرقوبية بالبيان ثم لا يفي بـهذه الوعود.خامساً: فاجأنا والناس بعد وعوده الكثيرة بضدّ ما كان يعد به، وذلك بإصدار أربعة كتب محاورها ـ في العقيدة والمنهج منهج ما يسميه بالطائفة المنصورة ـ أقوال سيِّد قطب، مخالفاً بذلك وعوده مستهتراً بأهل السنة ومراغماً لهم ومحارباً ربيعاً وكتبه في نقد سيِّد قطب بأسلوب في غاية المكر.ثم بعد كل هذه الألاعيب ظهر علينا هذه الأيام بدعاوى في غاية الدجل والكذب بأنه مظلوم وأنه صابر من أجل السلفية والسلفيين، وأنه كتب لي عدة رسائل يبين فيها ضلالات سيِّد قطب بالتفصيل، وكتب يطلب فيها التحكيم خلال خمس سنوات، وأراجيف أخرى يبثها في دول أوربا هولندا وفرنسا وأسبانيا وغيرها. سادساً: لما استفحل شرّ هذا الرجل وامتد إلى بلدان كثيرة، يقصد بشره وفتنه الشباب السلفي السائر في وئام ووفاق على منهج الله الحق؛ ليبددهم ويفرق شملهم لأهداف وغايات منها الواضح ومنها الخفي.اضطررت للرد عليه وقمع فتنته بعد سكوت طويل فعلاً وصبر مديد فعلاً.فكان أول رد عليه في شهر ذي الحجة من عام 1419هـ، فلم يرتدع فهاج وماج وأقام الفتـن ولم يقعدها.فاضطررت مرة أخرى إلى بيان حاله وقمع فتنه وأباطيله في ثلاثة فصول:الأول: في بيان قصده بالمنهج الذي ملأ به الآذان ضجيجاً ودعاوى هنا وهناك، حيث يفسره تفسيراً جديداً، ظناً منه أنه سينطلي تلاعبه وتمويهاته على الناس، وسيأتـي توضيح ذلك.والثاني: يتضمن نقاشاً لخطابه الذي أصدره قريباً، لإخوانه المسلمين ولبس عليهم فيه، وادعى فيه دعاوى باطلة. والثالث: يتضمن مناقشة لما ورد في الشريط، الذي سُجِّلَتْ فيه أقواله وأباطيله في الجلسة التي دارت بينه وبين الشيخ محمد بن عبد الرحمن المغراوي في أسبانيا ( الأندلس ) قريباً، خلال دورة فتنة أقامها عدنان في البلد المذكور.والله أسأل أن ينفع المسلمين بما تضمنته هذه الفصول من بيان وتوضيحات ونصح إن ربـي لسميع الدعاء.
وكتب ذلك وفرغ منه ربيع بن هادي عمير المدخلي في يوم الثلاثاء الموافق الثالث عشر من شهر جمادى الأولى من عام1420هـ.
الفصل الأولفي بيان مراده بالمنهاج
من بوائقه الكبرى في مرحلته الأخيرة أنه سئل في دورته في فرنسا كما في الشريط الأول من أشرطته المسماة بالبراءة:« قولكم ما أعلم أحداً تكلم في المنهاج على وجه الأرض مثل سيِّد قطب». فأجاب: « هذا كلمة المنهاج هاهنا أقصد بـها قضايا التغيير الانتخابات، الاغتيالات، المظاهرات الانقلابات الفوضى المواجهات.أنا دائماً إذا قلت كلمة المنهاج هكذا أقصد بـها هذا، لا معارضة في الاصطلاح.النقطة الثانية: أقصد في زمانه في وقته في الخمسينات هو بدأ الكلام في هذه القضية … ماتكلم في هذا وقتئذٍ، وأقول: لا الشيخ ابن باز ولا الشيخ ناصر( )؛ لأن هذه القضية ما كانت مثارة وقتئذٍ في سوريا ولا في المملكة العربية السعودية كما تعلمون دولة مسلمة، وفي سوريا ما كان الوضع يتطلب الأمر، إنما كانت الفتـن في مصر، فما تعرضوا لهذه القضية إطلاقاً أعطونـي الكتاب الذي تكلم فيه الشيخ ابن باز والشيخ ناصر »( ).وأقول: وكلامه غير صحيح.أولاً: أنه قد عَرَّفَ المنهاج في أشرطته وفي كتابه « التيه والمخرج »، وادعى أن علماء الأمة لم يقوموا بتأصيل المنهاج، الذي ضلت بسبب فقدانه الأمة، وانطلاقاً من هذا الوهم دندن حول المنهج وتأصيله.فمما قاله: « اعلم أن المنهاج قسم من أقسام الدين، وهو محوره الذي يجب السير عليه قال تعالى: { لُكِلٍ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرعةً ومنهاجاً}».وقال معرِّفاً به:« والمنهاج هو الطريق والسبيل الذي تسير عليه الجماعة المسلمة، لتحقيق أمر العقيدة في القلب، وإقامة شرع الله في الأرض ».ثم قال عقب هذا الكلام:« والذي يظهر أنه لن يمركبير وقت على هذه الصحوة إلا ويعتقد معظمها عقيدة السلف إن شاء الله تعالى ».وقال في هذا الكتاب:« خلاصة أصل الأصول، مما سبق يتبين أن أصل الأصول في دين الإسلام بعد الكتاب والسنة هو التزام منهج الصحابة ومن تبعهم بإحسان في الفهم والسلوك، وبـهذا يضبط الفهم، ويزول كثير من الخلاف، فتوحد الأمة، وتنجو من التفرق، الذي هو بليّة البليّات وسبب الفشل والنكبات، وعندئذٍ يزول سبب ضعفها، فتقوى وتتمكّن في الأرض.وإن أصل الضلال وسبب الانحراف في هذه الأمة مخالفة منهج السلف والعدول عن طريقهم، فيختلف الفهم، فتختلف الأمة، فتضعف وتتهاوى فيتكالب عليها »( ).وعرف المنهاج في محاضرة في الكويت سماها " معرفة قواعد الحق " فقال:« المنهج لغة هو الطريق، وشرعاً: هو الطريق والقواعد التي تسير عليها الجماعة المنصورة( )، الجماعة الناجية لتحقيق أمر الله عز وجل المطلوب من هداية الناس والتمكين في الأرض ».وأشاد بالمنهج كثيراً في كتاباته وأشرطته، ووضع له أصولاً يدعي أنه استخرجها واستلخصها من الكتاب والسنة، وأن علماء الأمة لم يقوموا بـهذا الواجب الذي أدى إهماله إلى ضلال الأمة.ثانياً: رأيت عدنان في هذه المرحلة التي أحرج فيها يتلاعب في تواريخ مواقفه ومقالاته، وسأوضح ذلك في حينه.ثالثاً: أن عدنان لم يقتصر في النقل عن سيِّد قطب في قضايا الاغتيالات والانتخابات... إلخ، ولو كان نقله عنه في هذا المجال فقط لكفاه أن ينقل عن سيِّد قطب بضعة أسطر.رابعاً: أنه لم يقتصر على مدح سيِّد في هذا المجال وغيره، بل مدح كتبه كالظلال والمعالم، وخصائص التصور و لماذا أعدمونـي، ونصح الشباب بقرائتها، كما سيأتـي الكلام على هذا.خامساً: أنه قد أكثر النقل عن سيِّد قطب في مجال العقيدة عقيدة التوحيد بأنواعها؛ توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات.وأثار بسبب سيِّد قطب فتناً ومشاكل، زلزلت الشباب السلفي في كل مكان.سادساً: أن قوله هذا الذي سئل عنه قريب عهده بعد أن أثار المشاكل حول سيِّد قطب، وقد تكلم العلماء في هذه الفتـن، وخاصة الشيخ الألبانـي، فلماذا يجحد فضلهم وينسب الفضل لسيِّد قطب وهو الذي كان يدرب على الاغتيالات ويخطط لتفجير المنشآت، كما في كتابه « لماذا أعدمونـي » الذي يمدحه عدنان ويحض على قراءته.سابعاً: نقوله عن سيّد قطب، وهي كثيرة ننقل منها ما يتيسر:1ـ قال في كتابه التيه والمخرج ( ص 58 ـ 63 ):« الأصل الثاني: الدعوة إلى التوحيد ».ثم قال كلاماً جيداً حول التوحيد، لعله نقله عن بعض أهل التوحيد، وذكر نقاشاً دار بينه وبين رجل لم يسمه في التوحيد في كلمة: " أين الله"، ويقول: إن هذا الرجل بهت بجوابه، ولعل هذه القصة من نسجه.ثم قال: « وإن الذين لا تعنيهم أسماء الله وصفاته...لم يفهموا التوحيد، ولم يدركوا الإسلام، ولم يتدبروا القرآن، إذ ما من سورة، بل ما من صفحة من كتاب الله إلا وفيها ذكر لأسماء الله وصفاته، ودعوة للإيمان بها والعمل بها.ثم قال: ألم يكفر اليهود، لأنهم وصفوا الله بما لم يصف به نفسه أو رسله ألم يكفر النصارى... إلخ.ثم قال: قال سيد: " وكذلك حكى القرآن الكثير من انحرافهم وسوء تصورهم لله سبحانه وشركهم ووثنيتهم:{ وقالت اليهود عزير ابن الله}.{ وقالت اليهود يد الله مغلولة غُلّت أيديهم ولعنوا بما قالوا} ".ثم قال عدنان: فهذا حكم من اعتقد أن لله يداً، ولكنها مغلولة... فما حكم الذين قالوا: يد الله معدومة ».فماذا يريد عدنان من نقله هذا الكلام عن سيّد قطب، وهو يذمّ من عطّل أسماء الله وصفاته؟يريد أن يموه على الشباب الغرّ، ويوهمهم أن سيّد قطب من أئمة التوحيد، وأنه يثبت الأسماء والصفات، فاستشهد بقوله، وترك أئمة التوحيد والسنة.إن سيّد قطب من أشد الناس تجهُّماً وتعطيلاً لصفات الله، ومنها: الاستواء على العرش، وصفة اليد اللتين ذكرهما عدنان خلال نقاشه واستدلاله ضد المعطلين للأسماء والصفات.أليس هذا تنفيذاً لمكر كُبَّار، وتخطيطاً رهيباً يستهدف به أتباع المنهج السلفي وخاصة شبابهم الذين لا يعرفون عقيدة سيّد قطب ومنهجه إلا من خلال هذا العرض الماكر.2ـ وقال في ( ص 65 ) من الكتاب المذكور:« التوحيد النقي الخالص: إن التوحيد الخالص: هو فهم توحيد الربوبية واليقين به، وإدراك توحيد الألوهية والتزامه، والإيمان بصفات الله على ما وصف وأخبر، وعندئذ تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك.إن التوحيد النقي هو التزام كلمة " لا إله إلا الله "، من حبٍّ لله تعالى ولشرعه وتحكيمه، وحبٍّ لرسول الله وهديه والسير عليه، حبٍّ لصحبه وأتباعهم والمؤمنين جميعاً، ونصرة دينه والمؤمنين، والبراء من الشرك وأهله وكراهيتهم ومعاداتهم ».ثم تحدث عن نواقض التوحيد، ونقل عن الإمام محمد بن عبد الوهاب الناقض العاشر.ثم ذكر أن معظم المسلمين المعاصرين لا يفهمون معنى لا إله إلا الله على حقيقتها، بل معظمهم يفهمها على معنى توحيد الربوبية الذي أقر به المشركون.ثم نقل كلاماً عن الإمامين ابن القيم وابن عبد الوهاب في تقرير توحيد الإلهية، والعمل بمقتضى " لا إله إلا الله " ولوازمها.ثم نقل عن سيّد قطب الكلام الآتي:" نحن اليوم نعيش في جاهلية كالجاهلية التي عاصرها الإسلام أو أظلم، كل ما حولنا جاهلية، تصورات الناس، وعقائدهم، وعاداتهم، وتقاليدهم، وموارد ثقافتهم، وفنونهم، وآدابهم، وشرائعهم، وقوانينهم، حتى الكثير مما نسميه ثقافة إسلامية، ومراجع إسلامية، وفلسفة إسلامية، وتفكيراً إسلامياً، هو كذلك من صنع الجاهلية ".علق عدنان على هذا النص بتعليقين:1ـ أحدهما قال فيه: « الظلال ( 17 ) ظلل الله صاحبه بعرشه، وأدخله جنته وعفا عنه في زلاته ».2ـ وثانيهما قوله: « اعترض بعض الأفاضل على هذا التعبير، والصواب أن يقال: إن عنى بالجاهلية التكفير فلا.وإن عنى ما يعيشه المسلمون في واقعهم من أمــور جاهليـــة فحق لا ريب فيه( )».ثم ذكر ما يعيشه كثير من الناس من معاص وبدع وشركيات.ثم قال: « ووالله إن لم تكن هذه هي الجاهلية، جاهلية الأعمال، وبعضها جاهلية القلوب( )، فلا جاهلية على وجه الأرض.وهذا هو الذي أراده الرجل... بدليل تصريحه بعدم تكفيره للناس في مواضع تأتي... وهذا مقتضى الإنصاف... أن يحمل المبهم على الصريح والمجمل على المفصل، ومن الإنصاف ألا يبخس الناس صوابهم ».ومن المآخذ على عدنان في هذا التصرف:أ ـ استدلاله بكلام سيّد قطب في سياق تقرير توحيد الألوهية مقروناً بإمامين عظيمين من أئمة التوحيد ليوهم الشباب الغر بأن سيّد قطب من أئمة التوحيد، وهو لا يعرف توحيد الألوهية، ولا يفرق بين توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية، بل يفسر كلمة التوحيد " لا إله إلا الله " بتوحيد الربوبية.فقد فسر قول الله تعالى: { وهو الله لا إله إلا هو}( ) بقوله: " أي لا شريك له في الخلق والاختيار ".وفسر قول الله تعالى: {إله الناس } من سورة الناس بقوله: " هو المستعلي المستولي المتسلط ".وقال سيّد قطب في كتابه " العدالة الاجماعية "( ): " إن الأمر المستيقن في هذا الدين: أنه لا يمكن أن يقوم في الضمير عقيدة، ولا في واقع الحياة دين، إلا أن يشهد الناس أن لا إله إلا الله أي لا حاكمية إلا لله حاكمية تتمثل في قضائه وقدره، كما تتمثل في شرعه وأمره".وهو يكفّر المجتمعات الإسلامية قطعاً، لكن بالجانب التشريعي القانوني الذي فرض عليهم فيه مخالفة الإسلام، وفي الوقت نفسه لا يرى أي ملاحظة عليهم في الجانب العقائدي والعبادي، أي لا يرى تعطيل صفات الله ولا شرك القبور ولا غير ذلك من العقائد والأعمال الباطلة أنه ينافي لا إله إلا الله( ).فقد وضع عنواناً هو « لا إله إلا الله منهج حياة »، تكلم عن معنى هذه الكلمة العظيمة كلام من يجهل معناها فعلاً، يمزج فيه ما ورثه من فلسفة بما يفسره من الآيات التي ينحى فيها إلى التكفير، مفرقاً بين المجتمع المسلم الذي يؤصل لإنشائه وبين المجتمعات الجاهلية.ثم اتجه إلى تعريف المجتمع الجاهلي فقال: " ما هو المجتمع الجاهلي، وما هو منهج الإسلام في مواجهته؟إن المجتمع الجاهلي: هو كل مجتمع غير المجتمع المسلم.وإذا أردنا التحديد الموضوعي قلنا: إنه كل مجتمع لا يخلص عبوديته لله وحده متمثلة هذه العبودية في التصور الاعتقادي وفي الشعائر التعبدية وفي الشرائع القانونية.وبهذا التعريف الموضوعي تدخل في إطار المجتمع الجاهلي جميع المجتمعات القائمة اليوم في الأرض فعلاً.1ـ تدخل فيه المجتمعات الشيوعية... أولاً بإلحادها في الله سبحانه وتعالى.2ـ وتدخل فيه المجتمعات الوثنية، وهي ما تزال قائمة في الهند واليابان وإفريقية، تدخل فيه... أولاً بتصورها الاعتقادي القائم على تأليه غير الله معه أو من دونه.وتدخل فيه ثانياً: بتقديم الشعائر التعبدية....…3ـ وتدخل فيه المجتمعات اليهودية والنصرانية، وتدخل فيه هذه المجتمعات أولاً بتصورها الاعتقادي المحرف الذي لا يفرد الله سبحانه بالألوهية، بل يجعل له شركاء في صورة من صور الشرك سواء بالبنوة، أو بتصوير الله سبحانه على غير حقيقته، وعلاقة خلقه به على غير حقيقتها....…وتدخل فيه كذلك بشعائرها التعبدية ومراسمها وطقوسها المنبثقة من التصورات الاعتقادية المنحرفة الضالة.ثم تدخل فيه بأنظمتها وشرائعها....…4ـ وأخيراً يدخل في إطار المجتمع الجاهلي تلك المجتمعات، التي تزعم لنفسها أنها مسلمة.وهذه المجتمعات لا تدخل في هذا الإطار لأنها تعتقد بألوهية أحد غير الله، ولا لأنها تقدم الشعائر التعبدية لغير الله.ولكنها تدخل في هذا الإطار، لأنها لا تدين بالعبودية لله وحده في نظام حياتها، فهي وإن لم تعتقد بألوهية أحد إلا الله تعطي أخص خصائص الألوهية لغير الله، فتدين بحاكمية غير الله، فتتلقى من هذه الحاكمية نظامها وشرائعها، وقيمها، وموازينها، وعاداتها، وتقاليدها، وكل مقومات حياتها تقريباً.والله يقول عن الحاكمين: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون}.ويقول عن المحكومين: { ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به } إلى أن يقول: {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً}"( ).أ- والمتأمل لكلام هذا الرجل يجد فيه أنه لم يفهم معنى لا إله إلا الله حق الفهم، ولم يفهم ما ينافيها من الشرك والضلال، وأنه غلا غلواً في الحاكمية، إذ جعلها أخص خصائص الألوهية، ثم كفر بها المجتمعات الإسلامية ظلماً ومجازفة كبيرة.فهي في هذا الجانب السياسي ليست كما صورها، فهي لا تدين بالعبودية لغير الله في نظام حياتها، ولا تتلقى من هذه الحاكمية نظامها وشرائعها... إلخ.بل هي مفروضة عليها بالحديد والنار. ب ـ ولم يفهم معنـى لا إله إلا الله ولا أخص خصائص الألوهية حيث لا يرى الانحراف الكبير في توحيد الألوهية، وتقديم الشعائر التعبدية لغير الله انحرافاً من قريب ولا من بعيد، فهو لا يرى الاستغاثة بغير الله والذبح لغير الله والطواف بالقبور والخنوع والخضوع والتذلل لأهلها، وما يدور في هذا الفلك من تشييد القبور، وبناء المساجد عليها، وشد الرحال إليها وإقامة الأعياد لها، وكل ما جرى هذا المجرى، لا يرى شيئاً من ذلك منافياً لمعنى "لا إله إلا الله ".ج ـ ولا يرى تعطيل صفات الله ولا الاعتقاد في أهل البيت النبوي وفي الأولياء أنهم يعلمون الغيب، ويتصرفون في الكون، والاعتقاد في الأقطاب والأوتاد والغوث، لا يرى شيئاً من ذلك ينافي توحيد الربوبية ولا توحيد الأسماء والصفات، ولا يرى أن هذه الأمور مجتمعة تنافي التوحيد بأنواعه، ولا يراها مخلة بعقائد المجتمعات الإسلامية، بل يكاد أن يعطيها في هذه الجوانب صكوك غفران.في الوقت الذي يحملها أوزاراً المسؤول عنها فئة منحرفة في الحاكمية، لا المجتمعات التي كفرها حاكمين ومحكومين.فنقول: إنه فعلاً حكم على هذه المجتمعات سلباً وإيجاباً بغير ما أنزل الله، فتنطبق عليه وعلى أمثاله، {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون}، {هم الظالمون}، {هم الفاسقون}، ولولا جهله لكان أحق الناس بالدخول في المجتمعات الجاهلية التي يكفرها.ولكن لجهله نعذره كما نعذر غيره لجهلهم حتى تقوم الحجة على الجميع.فنقول: يا عدنان ما هذه المغالطات؟ الرجل يقعِّد ويؤصل لتكفير المجتمعات، ويصرح بذلك صراحة منقطعة النظير، ونشأ على تقعيده وتأصيله وتصريحاته بالتكفير جماعات، فتغالط في هذه الأمور البدهية وتسفسط فيها، لتحارب من ينكر هذا المنكر الكبير من أهل السنة، ومنهم ربيع الذي جعلت حربه من أجل سيّد قطب من أعظم أهدافك.لقد أكّد سيّد قطب تكفيره السابق للمجتمعات الإسلامية بقوله: " وإذا تعين هذا فإن موقف الإسلام من هذه المجتمعات الجاهلية كلها يتحدد في عبارة واحدة:أنه يرفض الاعتراف بإسلامية هذه المجتمعات وشرعيتها في اعتباره إن الإسلام لا ينظر إلى العنوانات واللافتات والشعارات التي تحملها هذه المجتمعات على اختلافها.إنها كلها تلتقي في حقيقة واحدة... وهي أن الحياة فيها لا تقوم على العبودية الكاملة لله وحده، وهي من ثَمَّ تلتقي مع سائر المجتمعات الأخرى في صفة واحدة... صفة الجاهلية "( ).فماذا تريد بعد هذا؟ويؤكد هذا وذاك أنه قد شحن كتابه الظلال بالتكفير الواضح، حتى وصل به الأمر فيه أن يكفر المسلم بالطاعة لغير الله في جزئية واحدة.قال سيّد قطب:" ومعنى عدم الاستسلام لهذه الشريعة واتخاذ شريعة غيرها في أية جزئية من جزئيات الحياة هو ـ قبل كل شيء ـ رفض الاعتراف بألوهية الله وربوبيته وقوامته وسلطانه... ويستوي أن يكون الاستسلام أو الرفض باللسان أو بالفعل دون القول، وهي من ثَمَّ قضية كفر أو إيمان، وجاهلية أو إسلام، ومن هنا يجيء هذا النص: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون}... {الظالمون}... {الفاسقون} "( ). وقال أيضاً: " إن من أطاع بشراً في شريعة من عند نفسه، ولو في جزئية صغيرة، فإنما هو مشرك، وإن كان في الأصل مسلماً ثم فعلها، فإنما خرج بها من الإسلام إلى الشـرك أيضاً... مهمــا بقي بعد ذلك يقول: أشهد أن لا إله إلا الله بلسانه، بينما هو يتلقى من غير الله ويطيع غير الله.وحين ننظر إلى وجه الأرض اليوم في ضوء هذه التقريرات الحاسمة، فإننا نرى الجاهلية والشرك، ولا شيء غير الجاهلية والشرك إلا من عصم الله، فأنكر على الأرباب الأرضية ما تدعيه من خصائص الألوهية، ولم يقبل منها شرعاً ولا حكماً... إلا في حدود الإكراه "( ).ويعني بقوله " في حدود الإكراه " نفسه والطليعة التي يربيها على التكفير والدمار.وأما المجتمعات فهي كلها راضية في نظره بما يراه كفراً وشركاً، فهي كافرة في حكمه الجائر.أيا عدنان أتقرن هذا الجاهل الضال بأئمة الإسلام في تقرير التوحيد بأنواعه، وتدافع عنه بالباطل، وتحارب من ينتقده بالحق والعلم والحجة والبرهان لتوهم الناس بذلك أنه من أئمة التوحيد، ولا تدافع عن أحد من أئمة السنة الماضين والحاضرين من الطعون الفاجرة الظالمة التي سددت إليهم.ومنهم من تزعم أنهما شيخاك اللذان لا يضاهيك أحد في الأخذ عنهما، إذ وُجِّهتْ إليهم سهام الروافض والخوارج والصوفية وأدعياء السلفية، فلم تدفع عنهما بسهم واحد.3ـ قرن بين ابن تيمية وسيّد قطب في تقرير توحيد الألوهية.قال عدنان: « فالإله: هو الذي تألهه القلوب عبادة واستعانة ومحبة وتعظيماً وخوفاً ورجاءً وإجلالاً وإكراماً، والله عز وجل له حق لا يشركه فيه غيره، فلا يعبد إلا الله ولا يدعى إلا الله ولا يخاف إلا الله ولا يطاع إلا الله »، وأحال على الفتاوى ( 1/ 265 ).ثم نقل عن سيّد قطب قوله الآتي:« وبالتالي فإن ثمرة التوحيد: " إسلام العباد لرب العباد وإخراجهم من سلطان العباد في حاكميتهم وشرائعهم وقيمهم وتقاليدهم إلى سلطان الله وحاكميته وشريعته وحده في كل شأن من شؤون الحياة " »، وأحال إلى معالم في الطريق ( ص 46 )( ).فعل هذا ليوهم الناس أن سيّد قطب وابن تيمية أخوان في التوحيد، وشتان بين الرجلين، وأين الثرى من الثريا، وأين من يقرر في أبواب التوحيد الحلول ووحدة الوجود، ويعطل صفات الله، ولا يعد الشرك الأكبر منافياً لـ " لا إله إلا الله " إلى آخر ضلالاته الكبيرة، من إمام عبقري في التوحيد بأنواعه، الذي لم يسبق ولم يلحق في تقريره، بعد رسول الله وأصحابه وأئمة الهدى، وإمام في السنة وعلومها والتفسير وعلومه والفقه والأصول، وأين هذا من جاهل ضال لا يساوي كبير شيء في هذه المجالات.ثم إن شيخ الإسلام ابن تيمية يقرر التوحيد في هذه الفقرة على طريقة الأنبياء والصحابة العظام والسلف الكرام، وسيّد قطب يقرر توحيد الحاكمية، أي الجانب السياسي والتشريعي من الإسلام، والذي لم يفهمه، فيجعله أخص خصائص الألوهية، وليس الأمر كما يفهم، بل هو من حقوق" لا إله إلا الله " كغيره من الشرائع الإسلامية بعد التوحيد.ولم يفهم عدنان هذا الفارق الكبير بين التقريرين.4ـ ونقل عن الإمام ابن القيم كلاماً قيّماً رائعاً في توحيد الألوهية وثمراته.ثم نقل عقبه الكلام الآتي عن سيّد قطب: « قال سيّد رحمه الله:" إن الاعتقاد بالألوهية الواحدة قاعدة لمنهج حياة متكامل، وليس مجرد عقيدة مستكنّة في الضمائر وحدود العقيدة أبعد كثيراً من مجرد الاعتقاد الساكـن، إن حـدود الاعتقاد تتسع وتترامى حتى تتناول كل جوانب الحياة " ».وعلق على هذا النص بالكلام الآتي:« كنت قد نقلت كلام سيّد هذا في كتابي هذا مستشهداً به ثم رأيت أحد الإخوة قد خطّأ سيد قطب في هذا بل وضلله....… فعرضت هذا الكلام على شيخنا العلامة الألباني حفظه الله بحضور بعض من انتقد هذا النص، ليكون حكماً مرتضى...…فأيد الشيخ حفظه الله كلام سيّد وأعجب به.وقال: هذا هو المعنى الصحيح للعقيدة... واستدل على ذلك بأدلة من الكتاب والسنة، منها:( إن الإيمان بضع وسبعون شعبة... وأدناها إماطة الأذى عن الطريق).وقال حفظه الله: إذا لم يدخل في عقيدة المرء أن إماطة الأذى من الإيمان، فليس له أجر إن عمل هذا العمل... ثم استغل بعضهم لقائي هذا مع الشيخ ناصر ليوهم: أن الشيخ وأنا معه، لا نرى وقوع سيّد في أخطاء والتنبيه إليها، وأننا نخطّئ من يرد على سيّد( ).وليست المسألة كذلك، واعلم أنه ليس في هذا أي انتقاص للمنتقدين ممن هم أعلم وأقوم سبيلاً، كما أن العصمة ليست لسيّد ولا للمنتقدين ولا لأحد بعد الرسل... نسأل الله عز وجل العون على الإنصاف.والمتأمل المنصف لكلام الداعية سيّد رحمه الله تعالى هذا والذي بعده، يجد أنه موافق لمذهب السلــف، ولكــلام الإمامــين ابن القيـم ومحمد بن عبد الوهاب رحمهما الله تعالى.والظاهر أن سيّد رحمه الله قد تأثر في آخر حياته بهذا المنهج، منهج أولوية العقيدة، ودعوة الناس إليها وتربيتهم عليها، وسلك سبيله وترك ما عداه، وقد أخبرني أخوه الأستاذ الفاضل محمد حفظه الله بذلك، وكتبه الأخيرة تؤكد ذلك»( ).وعلى عدنان في نقل هذا النص والتعليق عليه مآخذ:1ـ قرنه بين الإمام ابن القيم فارس ميدان العقيدة والتوحيد والعلم والسنة وسيد قطب الذي يعدّ رأساً في الضلال في هذه المجالات وغيرها.2ـ من الأهداف السيئة التي قادته إلى إيراد هذا النص بعدما سبق، تبرئة ساحة سيّد قطب من التكفير ومن البدع والضلالات.3ـ الذب عنه وشنّ الحرب على ربيع بعد تعهده بإدانة سيّد قطب بالبدع والضلال.4ـ إمعانه في المغالطات والمكر برفع سيّد إلى قمة السلفية:أ ـ بجعله من أقران ابن تيمية وابن القيم وابن عبد الوهاب.ب ـ بقوله: « والظاهر أن سيّد رحمه الله قد تأثر في آخر حياته بهذا المنهج، منهج أولوية العقيدة ودعوة الناس إليها ».ج ـ « وسلك سبيله ».د ـ « وترك ما عداه » ( أي ترك البدع والضلال ) في نظر عدنان.هـ ـ « وقد أخبرني أخوه بذلك ».و ـ « وكتبه الأخيرة تؤكد ذلك ».ز ـ وانظر إلى قوله: « المنصف »، ليشعر بأن ربيعاً ظالم لسيد قطب، وعدنان هو المنصف.وأقول: {ستكتب شهادتهم ويسألون}.فهذه شهادات زور، قالها حرباً ونكايةً بأهل السنة ومنهم ربيع، وخُلْف منه لوعوده العرقوبية، وتغرير بالشباب الذين اتجهوا إلى المنهج السلفي.يفعل كل هذا بعد ما وضح ربيع في كتابه « أضواء إسلامية على عقيدة سيد قطب وفكره » بلايا سيد قطب، ولو كان قبل هذا لالتمسنا له العذر، ولكنه مع الأسف يقول هذا مكابرة وعناداً، بل وإمعاناً واستمراراً في الحرب التي بدأها، ولم يهدأ أوارها، بل لا يزيدها على مر الأيام إلا إلهاباً وإشعالاً {كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله}.5ـ ونقل نصاً آخر لعله يقصد بيان تفوق سيد قطب على من سبق نقله عنهم تغطيةً وتلبيساً، وإلا فالهدف الحقيقي هو الإشادة بسيّد قطب، وإبرازه إماماً في التوحيد لا يشق له غبار.فقال: « وقال: " والقاعدة النظرية التي يقوم عليها الإسلام على مدار التاريخ البشري، وهي قاعدة " شهادة أن لا إله إلا الله "’ أي إفراد الله سبحانه بالألوهية والربوبية، [ ووصفه بأسمائه وصفاته التي وصف بها نفسه، ووصفه بها رسوله إثباتاً وتنـزيهاً ]، والقوامة والسلطان والحاكمية، إفراده بها اعتقاداً في الضمير، وعبادة في الشعائر، وشريعة في واقع الحياة"( )». علق عليه عدنان في الحاشية بقوله: « ما بين القوسين زيادة من عندنا».ونسأله هل هذا من التحذير من ضلالات سيد قطب التحذير الذي تقول أنك تحذر الناس من ضلالاته من خمس وثلاثين سنة؟وهل سيّد قطب ممن يثبت الصفات فسها هنا عن ذكرها فقمت أنت باستدراك شيء من عقيدته أذهله عنها روعة الموقف؟ أهذا من غيرتك على التوحيد والسنة فتندفع بهذه الغيرة فتقوم بالترقيع والتلميع لرأس من رؤوس الضلال؟!وهل أنت تؤمن بتفسير سيّد قطب لشهادة أن لا إله إلا الله على هذا الوجه الغريب: الخلط بين معاني الربوبية والألوهية " الألوهية والربوبية والقوامة والسلطان والحاكمية "؟أو أنت لا تؤمن بهذا التفسير وما شاكله وتتقصد تزيين باطله؟ألا تدري أن مثل تفسير سيّد قطب يؤدي إلى إنكار توحيد الألوهية أو على الأقل إلى الجهل به، كما حصل هذا فعلاً لأهل الكلام والتصوف وغيرهم.والذي يترجح لي أن عدنان على طريقة سيّد قطب في تفسير"لا إله إلا الله".6ـ ويريد أن ينفي عن سيّد ما هو واضح في كتاباته كالشمس، ألا وهو التكفير المدمّر، فقال:« قال سيد: " إننا لم نكفر الناس، وهذا نقل مشوّه( )، إنما نحن نقول: إنهم صاروا من ناحية الجهل بحقيقة العقيدة، وعدم تصور مدلولها الصحيح، والبعد عن الحياة الإسلامية، إلى حال تشبه حال المجتمعات الجاهلية، وأنه من أجل هذا لا تكون نقطة البدء في الحركة هي قضية إقامة النظام الإسلامي، ولكن تكون إعادة زرع العقيدة، والتربية الأخلاقية الإسلامية، فالمسألة تتعلق بمنهج الحركة الإسلامية أكثر ما تتعلق بالحكم على الناس " ».علق عدنان على هذا بقوله: « لماذا أعدموني ( ص 38 )، وهذا من الأدلة الصريحة رحمه الله على عدم تكفيره للناس جملة ».وكل عاقل يفقه ما يقول الله؛ إذا قرأ نصوص سيد قطب في الظلال والمعالم والعدالة، لا يشك ولا يتردد في أن سيد قطب يكفر المجتمعات الإسلامية تكفيراً صريحاً واضحاً، كالشمس ليس دونها سحاب.فمن المغالطات إنكار سيد قطب لما قرره وكرره كثيراً، وقعّد له القواعد، وأعلنه في كتبه.
ومن المغالطات الشنيعة ما يقوله عدنان ليدفع معرة ذلك عن سيد قطب، و
===========






ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق