الخميس، 19 يناير 2017

ضلالت اءستحمار السيد قطب والاخوان المتئسلمين===ن سيد قطب هو الأب الروحي للجماعات الإرهابية فى هذا الزمان ==من كتب سيد قطب و فكره الذي أنشأ التكفير و التفجير في المجتمعات الإسلامية لم نكن لنتكلم عميَّةً أو عن هوى 

أحد الخوارج من ( GIA / الجماعة الإسلامية المسلحة ) في جبال الجزائر أيام التسعينات و هو يستدل بكلام سيد قطب و يكفر الأنصار رضي الله عنهم . يقول أن أغلبية الأنصار إرتدوا ( نعوذ بالله ). ==, وهذا ليس افتراءً عليه ولا عليهم ، وإنما هو بإعترافاتهم , بما أصله سيد قطب فى كتبه من فكر تكفيري للمجتمعات وإستلاح دماء المسلمين بحجة أنهم لم يدخلوا الإسلام وإن رفعوا الأذان على المآذن !!!!!!!! وهذا جانب من كلمات القوم !! قال أيمن الظواهري في صحيفة الشرق الأوسط، عدد 8407- في 19/9/1422هـ: إن سيد قطب هو الذي وضع دستور “الجهاديين !!” في كتابه الديناميت!! : (معالم في الطريق)، وإن سيد هو مصدر الإحياء الأصولي!!، وإن كتابه العدالة الاجتماع ية في الإسلام، يعد أهم إنتاج عقلي وفكري للتيارات الأصولية!، وإن فكره كان شرارة البدء في إشعال الثورة الإسلامية ضد أعداء الإسلام في الداخل والخارج، والتي ما زالت فصولها الدامية تتجدد يوماً بعد يوم). انتهى قال عبدالله عزام في كتابه “عشرون عاما على استشهاد سيد قطب “: ((والذين يتابعون تغير المجتمعات وطبيعة التفكير لدى الجيل المسلم يدركون أكثر من غيرهم البصمات الواضحة التي تركتها كتابة سيد قطب وقلمه المبارك في تفكيرهم. ولقد كان لاستشهاد سيد قطب أثر في إيقاظ العالم الإسلامي أكثر من حياته ، ففي السنة التي استشهد فيها طبع الظلال سبع طبعات بينما لم تتم الطبعة الثانية أثناء حياته ، ولقد صدق عندما قال: ( إن كلماتنا ستبقى عرائس من الشموع حتى إذا متنا من أجلها انتفضت حية وعاشت بين الأحياء). ولقد مضى سيد قطب إلى ربه رافع الرأس ناصع الجبين عالي الهامة ،وترك التراث الضخم من الفكر الإسلامي الذي تحيا به الأجيال ، بعد أن وضح معان غابت عن الأذهان طويلا ، وضح معاني ومصطلحات الطاغوت ، الجاهلية ، الحاكمية ، العبودية ،الألوهية ، ووضح بوقفته المشرفة معاني البراء والولاء ، والتوحيد والتوكل على الله والخشية منه والالتجاء إليه. والذين دخلوا أفغانستان يدركون الأثر العميق لأفكار سيد في الجهاد الإسلامي وفي الجيل كله فوق الأرض ========شذوذ سيد قطب في تفسير (لا إله إلا الله) عن أهل العلم
خالف سيد في تفسير (لا إله إلا الله) علماء التوحيد والتفسير والفقه واللغة المعتبرين، وتابع المودودي في هذه النظرة بأن الإله هو الحاكم المتسلط، والمودودي في نظرته هذه تابع الفيلسوف الألماني (هيجل) في “الحكومة الكلية”.
قال العلامة صوفي نذير الكشميري – وهو من كبار علماء السلفيين رحمه الله – بعد حكاية قصة له مع المودودي:
“وبعد مدة علمت تفسير هذه الرؤيا بأن الشيخ المودودي يعرض فكرة الفلسفي الألماني في “الحكومة الكلية” في لباس الفكر الإسلامي بدل وجهة النظر الإسلامية”. (1)
يقول سيد في كتابه “العدالة الاجتماعية”:
“إن الأمر المستيقن في هذا الدين: أنه لا يمكن أن يقوم في الضمير عقيدة، ولا في واقع الحياة ديناً؛ إلا أن يشهد الناس أن لا إله إلا الله؛ أي: لا حاكمية إلا لله، حاكمية تتمثل في قضائه وقدره كما تتمثل في شرعه وأمره”. (2)
فقد فسر (لا إله إلا الله) بالحاكمية، وفسر الحاكمية بالقدر والشرع!
فأين توحيد العبادة الذي جاء به جميع الأنبياء، الذي هو المعنى الحقيقي الخاص بـ (لا إله إلا الله)؟!.
لقد أضاعه سيد قطب.
ويقول في تفسير قوله تعالى في سورة القصص:] وَهُوَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ لَهُ [(3):
“أي: فلا شريك له في الخلق والاختيار”. (4)
فهذا معنى من معاني الربوبية ضيَّع به المعنى الحقيقي لهذه الكلمة.
قال الإمام ابن جرير رحمه الله في تفسير هذه الآية:
“يقول تعالى ذكره: وربك يا محمد المعبود الذي لا تصلح العبادة إلا له، ولا معبود تجوز عبادته غيره”. (5)
وقال ابن كثير رحمه الله:
(وهو الله لا إله إلا هو )(6)؛ أي هو المنفرد بالإلهية، فلا معبود سواه، كما لا رب يخلق ما يشاء ويختار سواه”.
وقال سيد قطب في تفسير قوله تعالى:] إله الناس [(7) من سورة الناس:
“والإله هو المستعلي المستولي المتسلط”. (8)
فمن قال بهذا التفسير من الصحابة ومن علماء الأمة المعتبرين؟!.
إن الاستعلاء والسلطان والحكم والملك والسيادة من صفات الرب العظيم سبحانه وتعالى، وكذلك الخلق والرزق والأحياء والإماتة والتدبير، كل ذلك من صفات الله العليا وأفعاله الكاملة القائمة على العلم والحكمة والقدرة.
أما العبادة التي هي التذلل والخضوع والخشوع والخوف والتأله والخشية والرجاء، وكذا السجود والركوع والطواف ببيت الله وسائر المناسك والتسبيح والتهليل والتمجيد والتحميد والتعظيم؛ كل هذه من صفات العباد وأفعالهم الناشئة عن الافتقار إلى الله والذل والعبودية له، واعتقادهم أن هذه العبادات كلها وغيرها لا تجوز إلا لله؛ فهو إلههم ومعبودهم، لا يستحق غيره شيئاً منها؛ لأن غيره فقراء لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض، والله هو الإله الحق، وهو الغني الحميد، خالق ومالك ما في السماوات وما في الأرض، موصوف بكل صفات الكمال، ومنها ما ذكرناه آنفاً.
فالخلط بين معاني الربوبية والاستعلاء والحاكمية التي هي من صفات الله، وبين معاني التأله والعبادة بفروعها؛ خلط بين صفات الله الرب العظيم المعبود المستحق للعبادة وحده، وبين صفات المخلوقين الفقراء العابدين.
وهذا الخلط كثيراً ما يحصل من سيد قطب، وأحياناً يقلب معاني الألوهية إلى الربوبية، فيضيع بذلك التوحيد الذي بعث الله به رسله جميعاً.
وبهذا الخلط والقلب الذي وقع من علماء الكلام جهل كثير من المسلمين توحيد الألوهية، فوقعوا في تقديس الأولياء والقبور وغيرها وصرفوا لهم حقوق الألوهية من الدعاء والذبح والنذر … إلخ.
وفي تصرفات سيد قطب تجديد لعمل أهل الكلام، وتضييع لتوحيد الألوهية الذي بعث الله به الرسل جميعاً، وهو موضع الصراع بينهم وبين أعدائهم ومكذبيهم.
ويقول سيد قطب:
“فلقد كانوا (أي: العرب) يعرفون من لغتهم معنى (إله) ومعنى (لا إله إلا الله) … كانوا يعرفون أن الألوهية تعني الحاكمية العليا … “. (9)
وقال أيضاً: ” (لا إله إلا الله)؛ كما كان يدركها العربي العارف بمدلولات لغته: لا حاكمية إلا لله، ولا شريعة إلا من الله، ولا سلطان لأحد على أحد؛ لأن السلطان كله لله … “. (10)
أقول: إن هذا الذي ينسبه سيد إلى العرب من أن الألوهية تعني الحاكمية لا يعرفه العرب ولا علماء اللغة ولا غيرهم، بل الإله عند العرب هو المعبود الذي يُتقرَّب إليه بالعبادة يُلازمها الخضوع والذل والحب والخوف، وليس معناه عندهم الذي يُتحاكم إليه.
لقد كان لهم سادة وأمراء يتحاكمون إليهم ولا يسمونهم آلهة. (11)
وكان لهم ملوك يسوسونهم في الشمال والجنوب من الجزيرة ولا يسمونهم آلهة.
وكانوا يعترفون بتوحيد الربوبية، وفي ذلك آيات كثيرة.
وكانوا يعارضون رسول الله e في توحيد الألوهية أشد المعارضة:
كما قال تعالى:] إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ [. (12)
وقال تعالى حاكياً قولهم:] أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ [. (13)
قال ابن كثير في “تفسيره”:
“أي: أزعم أن المعبود واحد لا إله إلا هو؟! أنكر المشركون ذلك قبحهم الله تعالى، وتعجبوا من ترك الشرك بالله؛ فإنهم قد تلقوا عن آبائهم عبادة الأوثان، وأشربته قلوبهم، فلما دعاهم الرسول e إلى خلع ذلك من قلوبهم، وإفراد الإله بالوحدانية؛ أعظموا ذلك، وتعجبوا، وقالوا:] أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ [(14) “. (15)
ويقول سيد في تفسير قوله تعالى:] هَذَا بَلاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ [. (16)
“فالإله هو الذي يستحق أن يكون رباً؛ أي: حاكماً وسيداً ومتصرفاً ومشرعاً وموجها”. (17)
أقول: قد عرفت خطأ هذا التفسير بما قررناه وناقشنا فيه سيداً مراراً وتكراراً؛ فتذكر.
======دم وضوح الربوبية والألوهية عند سيد قطب وفي ذهنه
قال سيد قطب في تفسير سورة هود:
“فقضية الألوهية لم تكن محل خلاف، وإنما قضية الربوبية هي التي كانت تواجهها الرسالات، وهي التي تواجهها الرسالة الأخيرة، إنها قضية الدينونة لله وحده بلا شريك، والخضوع لله وحده بلا منازع، ورد أمر الناس كلهم إلى سلطانه وقضائه وشريعته وأمره؛ كما هو واضح من هذه المقتطفات من قطاعات السورة جميعاً”. (1)
ويقول كذلك في نفس السورة:
“وما كان الخلاف على مدار التاريخ بين الجاهلية والإسلام، ولا كانت المعركة بين الحق والطاغوت، على ألوهية الله سبحانه للكون، وتصريف أموره في عالم الأسباب والنواميس الكونية، إنما كان الخلاف وكانت المعركة على من يكون هو رب الناس، الذي يحكمهم بشرعه، ويصرفهم بأمره، ويدينهم بطاعته؟ “. (2)
ويقول في سورة إبراهيم: “ولا يفوتنا أن نلمح تكرار إبراهيم عليه السلام في كل فقرة من فقرات دعائه الخاشع المنيب لكلمة (ربنا) أو (رب)؛ فإن لهجان لسانه بذكر ربوبية الله له ولبنيه من بعده ذات مغزى … إنه لا يذكر الله سبحانه بصفة الألوهية، إنما يذكره بصفة الربوبية؛ فالألوهية قلّما كانت موضع جدال في معظم الجاهليات، وبخاصة في الجاهلية العربية، إنما الذي كان موضع جدل هو قضية الربوبية، قضية الدينونة في واقع الحياة الأرضية، وهي القضية العملية والواقعية المؤثرة في حياة الإنسان، والتي هي مفرق الطريق بين الإسلام والجاهلية، وبين التوحيد والشرك في عالم الواقع … فإما أن يدين الناس لله، فيكون ربهم، وإما أن يدينوا لغير الله، فيكون غيره ربهم … وهذا هو مفرق الطريق بين التوحيد والشرك وبين الإسلام والجاهلية في واقع الحياة، والقرآن وهو يعرض على مشركي العرب دعاء أبيهم إبراهيم، والتركيز فيه على قضية الربوبية؛ كان يلفتهم إلى ماهم فيه من مخالفة واضحة لمدلول هذا الدعاء! “. (3)
وهذا واضح في أن سيداً يجهل الفرق بين الربوبية والألوهية، ويجهل كذلك أن توحيد الألوهية هو موضع الصراع والخصومة والجدال بين الأنبياء وأممهم (4)، ويجهل أن الأمم كلها تعرف وتعترف بتوحيد الربوبية!.
وكأنه لم يسمع قول الله تعالى في رسالات الله جميعاً إلى جميع الأمم:] وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِ [. (5)
فالله سبحانه وتعالى لا يقول إلا] أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِ [(6)؛ فهو واضح كل الوضوح في الدعوة إلى توحيد العبادة، ولم يقل: إنه لا ربَّ إلا أنا؛ لأن الأمم لا تكابر ولا تجادل في ذلك.
وكذلك يقول الله تعالى في تقرير الربوبية:] وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ [. (7)
وفي توحيد الألوهية:] إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ [. (8)
فقد بين الله تعالى أنهم يأنفون ويستكبرون إذا دُعوا إلى توحيد الألوهية، ولا يفعلون ذلك إذا قُرِّروا بتوحيد الربوبية؛ لأنهم يعرفونه حق المعرفة، ولا يجادلون فيه ولا يكابرون.
ويقول سيد:
“وما كان لدين أن يقوم في الأرض، وأن يقوم نظاماً للبشر؛ قبل أن يقرِّر هذه القواعد.
فتوحيد الدينوية لله وحده هو مفرق الطريق بين الفوضى والنظام في عالم العقيدة، وبين تحرير البشرية من عقال الوهم والخرافة والسلطان الزائف، أو استعبادها للأرباب المتفرقة ونزواتهم، وللوسطاء عند الله من خلقه! وللملوك والرؤساء والحكام الذين يغتصبون (9) أخص خصائص الألوهية – وهي الربوبية والقوامة والسلطان والحاكمية -، فيعبدون الناس لربوبيتهم الزائفة المغتصبة”. (10)
ويقول في تفسير قوله الله تبارك وتعالى:] فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لاَ إِلَهَ إِلاَ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لاَ بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ [. (11)
“هذا التعقيب يجيء بعد مشهد القيامة السابق، وبعد ما حوته السورة قبل هذا المشهد من جدل وحجج ودلائل وبينات … يجيء نتيجة طبيعية منطقية لكل محتويات السورة، وهو يشهد بتنزيه الله سبحانه عما يقولون ويصفون، ويشهد بأنه الملك الحق، والمسيطر الحق، الذي لا إله إلا هو، صاحب السلطان والسيطرة والاستعلاء،] رب العرش الكريم [(12) “. (13)
ويقول:
“ونقف لحظة أمام قوله تعالى بعد عرض دلائل الألوهية في السماوات والأرض:] ذَلِكُمْ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ [“. (14)
وقد قلنا: إن قضية الألوهية لم تكن محل إنكار جدي من المشركين؛ فقد كانوا يعترفون بأن الله سبحانه هو الخالق الرازق المحيي المميت المدبر المتصرف القادر على كل شيء، ولكن هذا الاعتراف لم تكن تتبعه مقتضياته؛ فلقد كان من مقتضى هذا الاعتراف بالألوهية على هذا المستوى أن تكون الربوبية له وحده في حياتهم، فلا يتقدمون بالشعائر التعبدية إلا له، ولا يحكمون في أمرهم كله غيره … وهذا معنى قوله تعالى:] ذَلِكُمْ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ [(15) “. (16)
ألا ترى أن في هذا الكلام اضطراباً وخلطاً نتيجة لعدم الوضوح والغبش في الرؤية؟!.

([1]) “في ظلال القرآن” (4/ 1846).
([2]) “في ظلال القرآن” (4/ 1852).
([3]) “في ظلال القرآن” (4/ 2111).
([4]) وانظر للفائدة كتاب “منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله فيه الحكمة والعقل” للمؤلف. الناشر.
([5]) الأنبياء: 25.
([6]) الأنبياء: 25.
([7]) لقمان: 25.
([8]) الصافات: 35.
([9]) يجب تنزيه الله عن مثل هذا الأسلوب؛ فإن الله هو العزيز القاهر الغالب، فلا يقال في العباد الضعفاء إنهم اغتصبوا سلطان الله وأخص خصائصه، تعالى الله عن ذلك، إذ كل شيء في الكون لا يكون إلا بمشيئته وإرادته الكونية القدرية، وإن كان لا يريده ولا يرضاه من الناحية الشرعية، والظاهر أن سيداً مثل سائر أهل البدع لا يفرق بين الإرادة الكونية والإرادة الشرعية، فتصدر منه مثل هذه العبارات القبيحة التي تتنافى مع جلال الله وعظمته وقهره لكل شيء.====الشك والتشكيك عند سيد قطب في أمور عقدية يجب الجزم فيها
1 – سيد يسير وراء المعتزلة والقدرية في المراد بالجنة التي كان فيها آدم وأخرج منها، مخالفاً عقيدة أهل السنة بأنها الجنة المعروفة عند المسلمين، التي أعدها الله للمتقين.
فيقول شاكاً فيها ومشككاً:
“وبعد … مرة أخرى … فأين كان هذا الذي كان؟ وما الجنة التي عاش فيها آدم وزوجه حيناً من الزمان؟ ومن هم الملائكة؟ ومن هو إبليس؟ كيف قال الله لهم؟ وكيف أجابوه؟ … هذا وأمثاله في القرآن الكريم غيب من الغيب الذي استأثر الله تعالى بعلمه، وعلم بحكمته أن لا جدوى للبشر في معرفة كنهه وطبيعته، فلم يهب لهم القدرة على إدراكه والإحاطة به، بالأداة التي وهبهم إياها لخلافة الأرض، وليس من مستلزمات الخلافة أن نطلع على هذا الغيب، وبقدر ما سخر الله للإنسان من النواميس الكونية وعرفه بأسرارها؛ بقدر ما حجب عنه أسرار الغيب فيما لا جدوى في معرفته”. (1)
بل تجاوز سيد مذهب المعتزلة إلى التشكيك في الملائكة وإبليس، وفي تكليم الله آدم والملائكة وإبليس!
لا يجوز لمسلم أن يقول مثلاً: لا ندري من هو الله، ولا ندري معنى صفاته وعلمه وكلامه وقدرته، ولا يقول: ولا ندري من هم الملائكة، ولا، ولا … بل عليه أن يؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله، وأن الجنة حق، والنار حق، والملائكة حق، واليوم الآخر حق؛ بإيمان جازم لا تشكك فيه ولا ريب ولا تردد.
2 – وهذا التشكيك هو المنهج الذي سار عليه سيد في كثير من الأمور؛ مثل تشكيكه في السماوات، انظر إليه يقول في تفسير قول الله عز وجل:] وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا [. (2)
“والسبع الشداد التي بناها الله فوق أهل الأرض هي السماوات السبع، وهي الطرائق السبع في موضع آخر … والمقصود بها على وجه التحديد يعلمه الله … فقد تكون سبع مجموعات من المجرات، وهي مجموعات من النجوم، قد تبلغ الواحدة منها مئة مليون نجم، وتكون السبع المجرات هذه هي التي لها علاقة بأرضنا أو بمجموعتنا الشمسية … وقد تكون غير هذه وتلك مما يعلمه الله من تركيب هذا الكون الذي لا يعلم الإنسان عنه إلا القليل”. (3)
فترى ثقته في كثير من المواضع في العلوم الكونية بأخبار الفلكيين من اليهود والنصارى أقوى من ثقته بأخبار الكتاب والسنة.
قال تعالى:] أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ [. (4)
ويقول تعالى:] أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ [. (5)
والنظر هنا هو النظر بالعين إلى أمور محسوسة مشاهدة.
وأما أخبار السنة؛ فيكفي منها أحاديث المعراج، وأن للسماوات أبواباً، وفي كل سماء نبي من الأنبياء … إلى غير ذلك مما ذكر في هذه الأحاديث، التي يستفيد منها المؤمن اليقين، لكن سيداً يستفيد من أخبار الكفار ويثق بها ويعتمد عليها أكثر مما يعتمد على أحاديث الرسول .
3 – وقال مفسراً قول الله تعالى:] فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي يَامُوسَى إِنِّي أَنَا رَبُّكَ [(6):
“نودي بهذا البناء للمجهول، فما يمكن تحديد مصدر النداء، ولا اتجاهه، ولا تعيين صورته، ولا كيفيته، ولا كيف سمعه موسى أو تلقاه، نودي بطريقة ما، فتلقى بطريقة ما، فذلك من أمر الله، نؤمن بوقوعه، ولا نسأل عن كيفيته؛ لأن كيفيته وراء مدارك البشر”. (7)
هكذا يقول: “بالبناء للمجهول؛ فلا يمكن تحديد مصدر النداء”؛ فهو لا يؤمن بأن هذا النداء من الله، مع صراحة قوله تعالى في الآية:] إني أنا ربك [(8)؛ في أن النداء من الله، ولا يؤمن بأن موسى سمع هذا النداء من الله!
وكأنه لم يسمع قول الله:] إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِي الْمُقَدَّسِ طُوًى [(9)، وقوله] وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا [!! (10) فما فائدة قوله: “فذلك من أمر الله نؤمن بوقوعه”؟!
4 – ويقول عن تكليم الله لنبيه موسى عليه السلام:
“ولا ندري نحن كيف … لا ندري كيف كان كلام الله سبحانه لعبده موسى … ولا ندري بأية حاسة أو جارحة أو أداة تلقى موسى كلمات الله؛ فتصوير هذا على وجه الحقيقة متعذر علينا نحن البشر”. (11)
تشكيك سيد قطب في رؤية الله بل إنكاره لها:
5 – ويقول متشككاً ومشككاً في رؤية الله في الدار الآخرة في تفسير قول الله تعالى:] وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ [(12):
“إن هذا النص ليشير إشارة سريعة إلى حالة تعجز الكلمات عن تصويرها كما يعجز الإدراك عن تصورها بكل حقيقتها، ذلك حين يعد الموعودين من السعداء بحالة من السعادة لا تشبهها حالة، حتى لتتضاءل إلى جوارها الجنة بكل مافيها من ألوان النعيم … “، إلى أن يقول: “فأما كيف تنظر، وبأي جارحة تنظر، وبأي وسيلة تنظر؛ فذلك حديث لا يخطر على قلب يمسه طائف من الفرح الذي يطلقه النص القرآني في القلب المؤمن.
فما بال الناس يحرمون أرواحهم أن تعانق هذا النور الفائض بالفرح والسعادة؟! ويشغلونها بالجدل حول مطلق لا تدركه العقول المقيدة بمألوفات العقل ومقرراته.
إن ارتقاء الكينونة الإنسانية وانطلاقها من قيود هذه الكينونة الأرضية المحدودة هو فقط محط الرجاء في التقائها بالحقيقة المطلقة (13) يوم ذاك، وقبل هذا الانطلاق سيعز عليها أن تتصور مجرد تصور كيف يكون ذلك اللقاء … وإذن؛ فقد كان جدلاً ضائعاً ذلك الجدل الطويل المديد الذي شغل المعتزلة أنفسهم ومعارضيهم من أهل السنة والمتكلمين حول حقيقة النظر والرؤية في ذلك المقام”.
وهكذا!! وبمثل هذه السفسطة والتهاويل!! يظن سيد قطب أنه قد حل مشكلة الخلاف بين أهل السنة والمعتزلة!!
ولا يدري أنه قد انحاز إلى المعتزلة في إنكار رؤية الله تعالى؛ فما هي تلك الحالة من السعادة التي لا يدري القارئ ماهي؟! والقرآن قد حددها بالنظر إلى الله، والسنة المتواترة أكدتها، وآمن بها السلف الصالح.
فعن جرير بن عبد الله رضي الله عنه؛ قال: كنا جلوساً عند النبي e، إذ نظر إلى القمر ليلة البدر؛ قال: إنكم سترون ربكم كما ترون
هذا القمر، لا تضامون في رؤيته”.
وعنه قال: “إنكم سترون ربكم عياناً”.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه: أن الناس قالوا: يارسول الله! هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال رسول الله e: ” هل تضارُّون في القمر ليلة البدر؟ “. قالوا: لا يارسول الله! قال: “فهل تضارُّون في الشمس ليس دونها سحاب؟ “. قالوا: لا يارسول الله! قال: “فإنكم ترونه كذلك، يجمع الله الناس يوم القيامة … ” (14) الحديث.
وهكذا يوضح رسول الله e ويؤكد أقوى تأكيد أن المؤمنين يرون ربهم بأبصارهم يوم القيامة، والأحاديث متواترة بذلك.
إدانة الأستاذ أحمد محمد جمال لسيد قطب إنكار رؤية الله في الدار الآخرة:
ولست في هذا ببدع فقد سبقني إلى إدانة سيد قطب بإنكاره لرؤية الله في الدار الآخرة الأستاذ أحمد محمد جمال في كتابه الشهير “على مائدة القرآن” ص 53 – 54. حيث انتقد سيد قطب في مقال له صدر في عام (1367) انتقد فيه سيد قطب في كتابه: مشاهد في القيامة حيث ناقشه في خمس عشرة مسألة من ضمنها إنكاره لرؤية الله فقال: “وعقب في (ص 199) على هذه الآية] كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون [بقوله: “نشهد الفجار محجوبين عن ربهم لا يرونه، والله لن يراه إنسان، ولكن الحجب هنا معنوي مجسم، فهم لن يتطلعوا إلى ربهم، بل يقفون كما عهدناهم ناكسي رؤوسهم يائسين”.
وجدالنا في هذا الملحظ يتجه وجهتين: الأولى نفي الأستاذ سيد رؤية الله نفياً مؤكداّ أو مؤبداً بـ “لن”، وطبيعي أنه يعني الرؤية الأخروية، لأنه إنما يتحدث عن مشاهدة الآخرة، والثانية قوله بمعنوية الحجب وتجسيمه بخضعان رؤوس الفجار، وعدم تطلعهم إلى ربهم خجلاً ويأساً.
ونحن – في الوجهة الأولى – لا نريد أن نطيل في سرد الأدلة القطعية والظنية من القرآن والحديث على إمكان رؤية الله، فالأستاذ سيد يعلمها؛ وإن كان لا يعتقدها كما يبدو، ومظانها ميسورة له قريبة منه، وإنما نكتفي باستنباط حجتنا عليه من نفس الآية التي عرض لتصوير مشهدها (كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون) فإنها تقرر – بطريق مفهوم المخالفة، وهو أحد علوم القرآن التي يعتمد عليها الأئمة في استنباط الأحكام – إن المؤمنين غير محجوبين.
ونقول – في الوجهة الثانية – إن الحجب حسي أولاً ثم معنوي؛ فهم – أولاً – لا يرون ربهم كما يراه المؤمنون، وهم ثانياً لا ينالون – كما ينال المؤمنون – تكريمه وتسليمه، ولا يكون معنوياً وحده إلا أن يقول الأستاذ سيد إن الفجار يرون ربهم ولكنهم محرومون من عطفه ولطفه، ولم يقل هذا أحد من قبل، والأستاذ سيد نفسه ينفي الرؤية الحسية عامة، عن الأبرار والفجار.
ثم إن قوله “فهم لا يتطلعون إلى ربهم، بل يقفون كما عهدناهم ناكسي رؤوسهم” تصوير لحجب حسي وإلا فما معنى إغضاء الطرف وطأطأة الرأس إلى أسفل وعدم التطلع … غير عدم الرؤية الحسية؟.
6 – ويقول في تفسير قول الله تعالى:] فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ وَحُمِلَتْ الأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتْ الْوَاقِعَةُ وَانشَقَّتْ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ [(15)؛ قال:
“ونحن لا ندري على وجه التحقيق ما السماء المقصودة بهذا اللفظ في القرآن … والملائكة على أرجاء هذه السماء المنشقة وأطرافها، والعرش فوقهم يحمله ثمانية … ثمانية أملاك، أو ثمانية صفوف منهم، أو ثمانية طبقات من طبقاتهم، أو ثمانية مما يعلم الله … لا ندري نحن من هم ولا ماهم، كما لاندري نحن ما العرش ولا كيف يُحمل، ونخلص من كل هذه الغيبيات التي لا علم لنا بها ولم يكلفنا الله من علمها إلا ما قصه علينا … وأخذ الكتاب باليمين وبالشمال ومن وراء الظهر قد يكون حقيقة مادية، وقد يكون تمثيلاً لغوياً جارياً على اصطلاحات اللغة العربية”.
وهكذا يلقي سيد بضلال من الشك والحيرة والتردد على كثير من الأمور الغيبية التي مدح الله المؤمنين بالإيمان والاستيقان بها على أنها حقائق ثابتة، وهذه الاضطرابات والتشككات من أقوى البراهين على أن سيد قطب لم يخرج من دوامة الحيرة الرهيبة التي أحاطت به؛ فمن المغالطات القول بأنه تجاوز هذه المرحلة، وخرج من الحيرة والشكوك، حتى في القطعيات.
7 – ويقول في تفسير قوله تعالى:] الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ … [(16):
“ونحن لا نعرف ماهو العرش؟ ولا نملك صورة له، ولا نعرف كيف يحمله حملته، ولا كيف يكون من حوله، ولا جدوى من الجري وراء صور ليس من طبيعة الإدراك البشري أن يلم بها، ولا من الجدل حول غيبيات لم يطلع الله عليها أحداً من المتجادلين”.
العرش: أعظم مخلوقات الله، وهو فوق الفردوس أعلى الجنة، وله قوائم وجوانب، وله ظل.
قال رسول الله e: ” إن في الجنة مئة درجة، أعدها الله للمجاهدين في سبيله، كل درجتين ما بينهما كما بين السماء والأرض، فإذا سألتم الله؛ فسلوه الفردوس؛ فإنه أوسط الجنة، وأعلى الجنة، وفوقه عرش الرحمن، ومنه تفجر أنهار الجنة”. (17)
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي e؛ قال: “الناس يصعقون يوم القيامة، فأكون أول من يفيق، فإذا أنا بموسى آخذ بقائمة من قوائم العرش، فلا أدري أفاق قبلي أم جوزي بصعقة الطور”. (18)
وعن العرباض بن سارية رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله e: قال الله عز وجل: “المتحابون بجلالي في ظل عرشي يوم لا ظل إلا ظلي”. (19)
وعن أبي قتادة رضي الله عنه؛ قال: سمعت رسول الله e يقول: “من نفس عن غريمه أو محا عنه؛ كان في ظل العرش يوم القيامة”. (20)
والملائكة خلق من خلق الله تعالى الكرام على الله، ويقومون بأعمال ووظائف عظيمة، وقد وصفهم الله تعالى بصفات:
منها: أن لهم أجنحة: قال تعالى:] جَاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [. (21)
ومنها: أن لهم أيدي: قال تعالى:] وَالْمَلائِكَةُ بَاسِطُوا أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنفُسَكُمْ [. (22)
ومنها: أنهم يصلون لربهم صفوفاً: قال تعالى عنهم:] وَمَا مِنَّا إِلا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ [. (23)
وقول النبي e: ” ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها؟ “. فقلنا: يارسول الله! وكيف تصف الملائكة عند ربها؟ قال: “يُتمون الصفوف الأول، ويتراصون في الصف”. (24)
إلى غير ذلك من صفاتهم.
فهذه حقائق يجب أن يؤمن بها المؤمن، وله أن يتصور عظم خلق العرش وصفات الملائكة وخلقهم بعيداً عن الشكوك والأوهام، وما يزلزل التصديق والإيمان.=====استهزاء سيد قطب بالكتب الصفراء
ويقول: (وكل هذه الشبهات كان يكفي في جلائها مجرد المعرفة الصحيحة للحقائق التأريخية والاجتماعية للإسلام أي أن يتلقى الجيل ثقافة حقيقية لائقة. . . أجل لائقة. . . وليست هذه الثقافة عسيرة – كما يتصور الكثيرون – حين يتصورون الكتب الصفراء، وتتمثل لهم صورة الدراسة الأزهرية بما فيها من الغاز ومعميات!
كلا إن هذا ليس هو الثقافة الإسلامية المطلوبة للجيل، فالإسلام يسر لا عسر، وهو عقيدة بسيطة واضحة لا تعقيد فيها ولا غموض، ونظام اجتماعي متوازن متناسق لا إقطاع فيه، ولا ترف ولا حرمان، ونظام للحكم ليس فيه حقوق إلهية، ولا دم أزرق ولا استبداد ولا طغيان) ([1])
أقول:
أولا: إن الكتب الصفراء التي يسخر منها سيد قطب جلها كتب الحديث والتفسير والفقه.
ثانيا: الدراسة الأزهرية على ما فيها من بدع وتصوف هي أقرب إلى الإسلام من الدراسات التي قدمتها باسم الإسلام، فما من شيء يؤخذ على الأزهر إلا وهو عندك على أسوأ صورة، ولك زيادات باطلة يحاربها الأزهر وغيره بحق.
ثالثا: كيف تحيل المثقفين بما فيهم الشيوعيين والعلمانيين على الحقائق التاريخية والاجتماعية للإسلام، وقد شوهت كل ذلك بما كتبته في كتابك “العدالة الاجتماعية” بالطعن في الخليفة الراشد عثمان وفي حكمه وخلافته وسيرته وعهده كله.
وبالطعن في الدولة الأموية والعباسية حتى أخرجتهما عن حدود الإسلام في سياسة الحكم والمال.
وبالطعن في الأمة بعد ذلك وتكفيرها في “العدالة الاجتماعية”، وفي “ظلال القرآن “، و”معالم في الطريق “، و”الإسلام والحضارة”.
رابعا: أن الإسلام يسر لا عسر كما قال ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ وأبي موسى – رضي الله عنهما -: ((ادعوا وبشرا ولا تنفرا، ويسرا ولا تعسرا” ([2])
وكما قال: “يسروا ولا تعسروا، وبشروا ولا تنفروا” ([3])
وكما قال: “إنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين ” ([4])
وليس كما تصوره أنت بأنه يصوغ من المسيحية والشيوعية معا مزيجا كاملا يتضمن أهدافهما جميعا.
وهل من يسره ورحمته انتزاع الثروات والملكيات جميعا كما ينسب سيد قطب ذلك إلى الإسلام؟
وهل من يسره الطعن في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وتكفير المسلمين بدون ضوابط ولا ورع؟!
وهل من يسره السخرية بالعلماء؟! ومداهنة الرفاق والمثقفين؟! والشدة على المسلمين؟!
وهل من يسره رقة الحديث ولينه إذا كان الحديث عن موقف المسلمين من الكفار سواء كانوا من الذميين أو غير الذميين؟!
إن في الإسلام يسرا لا تمييع فيه، وقوة وحزما لا ظلم فيهما ولا عسف.==بعض هذه الشبهات ناشىء من التباس صورة حكم الإسلام ببعض أنواع الحكومات التي تسمي نفسها (حكومات إسلامية) وتمثيل هذه الحكومات لحكم الإسلام كتمثيل من يسمونهم (رجال الدين) لفكرة الإسلام! كلاهما تمثيل مزور كاذب مشوه، بل تمثيل النقيض للنقيض، ولكن الجهل بحقيقة فكرة الإسلام عن الحكم حتى بين (المثقفين) لا يدع صورة للحكم الإسلامي أخرى غير هذه الصورة المزورة الشائهة الكريهة) ([1]).
فهذه الطعنات الآثمة الموجهة في الدرجة الأولى للحكومة الإسلامية الصحيحة دولة التوحيد والسنة، وعلى قمتها علماء السنة والتوحيد، التي أثبتت بواقعها الإسلامي الصحيح وبشهادة العلماء المنصفين أنها قائمة على كتاب الله وعلى سنة رسوله في عقيدتها ومنهجها وحكمها وتعليمها، وإن كان هناك نقص لم تسلم منه دولة بعد الخلافة الراشدة، فإنها هي الدولة الإسلامية الحقة والقلعة الحصينة للإسلام وندعوها إلى تلافي هذا النقص الذي يوجبه الإسلام، ونسأل الله لها التوفيق والسداد.
والحكومة الإسلامية التي يتصورها سيد قطب لن تكون أصلح من أفسد الحكومات التي يقول: (إنها تمثل الإسلام تمثيلا مزورا مشوها)، فهي على علاتها تعتز بالإسلام وتحترم العلماء وتقوم على جوانب منه، وأعتقد أن هذه الحكومات التي أشار اليها منها حكومة الأدارسة في ليبيا، والحكومة المتوكلية في اليمن، فمهما قيل فيها فإنها خير من التي يتخيلها ويصورها للناس، والتي ستكون عقائدها أفسد ونظامها أبعد من الإسلام فهو يتخيل حكومة اشتراكية لا تبقي للناس سبدا ولا لبدا، وحكومة برلمانية يزعم لها أنها شورية هذا إن التزمت بذلك، وإلا فستكون دكتاتورية مستبدة كما يلمس ذلك من الأحزاب القائمة على فكره التي لا تحتمل نقدا مهما سطع فيه نور الحق ولا توجيها إسلاميا مهما صحت دلائله وبراهينه، سواء تعلق بالعقيدة أو تعلق بالسياسة، وحتى لو جاء به مثل أبي بكر وعمر، كما هو واقع بعض الحكومات التي قامت على منهجه وفكره.
لو كان يريد حكومة إسلامية صادقة لساند الدولة السعودية وأشاد بها ولطالب الحكومات الأخرى أن تحذو حذوها في العقيدة والمنهج والتطبيق الصحيح، ولكنه يريد شيئا آخر نضحت به كتبه، لا نقوله تخرصا ولا تكهنا.
قد يقال: إنه كان لا يعرف شيئا عن هذه الحكومة الإسلامية؟
فيقال: كلا، فلقد كان على معرفة واسعة بما يجري في العالم الإسلامي وغيره، والذي يقرأ كتابه “دراسات إسلامية” مثلا يدرك أنه كان يعرف ما يجري في الاتحاد السوفييتي على المسلمين وما يجري عليهم في الصين والهند والحبشة وفي أدغال أفريقيا وآسيا ([2])، فكيف يجهل ما يجري في جزيرة العرب بلاد الحرمين والبترول التي يعلم ما يجري فيها وما يوجد فيها من الخير عامة المسلمين وخاصتهم، بل حتى غير==
https://www.facebook.com/Dink.dz/videos/331052193901935/ المسلمين يعرف ذلك.=لا يتوفر نص بديل تلقائي.=لا يتوفر نص بديل تلقائي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق