الخميس، 19 يناير 2017

 الخوارج  القطبيين البناويين =الاحتجاج على تكفير الحكام و عليهم بقوله تعالى: ﴿ﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙ﴾[الشورى:22]الجواب: على هذه الشبهة أنَّ التَّشريع على أقسام:1- إن شرَّع بشِرْعَةٍ ونسبها الى الله ﻷ فهذ كُفْرٌ أكبر.2- إن اعتقد أن شريعته أفضل من شريعة الله، وأنه ليس واجب عليه أن يحكم بما أنزل الله فهذا شرك أكبر .3- إن شرَّع شِرْعَةً ولم يرض بها، ويعرف أنها حرام، ولكنه مجبورٌ أو لشهوات في نفسه وغيرها، فهذا شركٌ أصغر.الشبهة الثامنة: الاحتجاج على تكفيرهم للحكام والخروج عليهم بقوله تعالى:﴿ﮮﮯﮰﮱ﴾[الأنعام:٥٧]يقولون: إن الحكم في الأرض يكون لله، وإن وجد من يحكم بغير ما أنزل الله فهو كافر، وهذا فَهْمٌ منهم للآية فَهْمٌ باطلٌ، كما هِيَ عادتهم.ولهذه الآية وأمثالها كفَّر الخوارج عليًّا ت وإخوانه من الصحابة ي، وخرجوا عليهم، وقتلوا النَّفْسَ المؤمنة، وقطعوا السَّبيل، وأفسدوا في الأرض.* قال الحافظ ابن حجر غ في “فتح الباري” (6/619): (وكان أوَّل كلمةٍ خرجوا بها، قولهم: لا حكم إلَّا لله، وانتزعوها من القرآن، وحملوها على غير محملها).اﻫ.وهذا ما نشاهده اليوم من الخوارج، الذين فجَّرُوا ودمَّرُوا في البلاد الإسلامية؛ بسبب جهلهم واتباعهم للمتشابه والشُّبَه الواهية.مناظرة ابن عباس للخوارجوإليك نَصُّ حِوَارِ عبدالله بن عباس م مع الخوارج؛ كي يتبين لك بعض الشُّبَهِ التي يطرحها الخوارج:فمن المناظرات الشَّهِيرَةُ في التَّاريخ الإسلامي، مناظرة ابن عباس م مع الخوارج، وقد كان لهذه المناظرة تأثيرٌ كبيرٌ في سير الأحداث فيما بعد، حيث تجلت إمامة ابن عباس م، وعُمْقُ فِقْهِهِ، وقُدْرَتِهِ على المُحَاوَرَةِ والمُنَاظَرَةِ، وإليك سِيَاقُ هذه المُنَاظَرَةِ:عن ابن عباس م قال: لما اعتزلت الحَرُورِيَّةُ قُلْتُ لعلي: يا أمير المومنين، أَبْرِدْ عن الصلاة؛ فلعلي آتي هؤٰلاء القوم فأكلمهم؟ قال: إني أتخوفهم عليك؟! قال: كلَّا، -إن شاء الله- فَلَبِسْتُ أَحْسَنَ ما أقدر عليه من هذه اليمانية، ثم دخلت. فقالوا: مَرْحَبًا بك يا ابن عباس، ما جاء بك؟ قال: جئت أحدثكم عن أصحاب رسول الله ن؛ نَزَلَ الوحيُ عليهم، وهم أعلم بتأويله، قال بعضهم: لا تحدثوه. وقال بعضهم: لنحدثنه. قال: قلت: أخبروني: ما تنقمون على ابن عمِّ رسول الله ن، وختنه، وأوَّل من آمن به، وأصحاب رسول الله ن معه؟ قالوا: ثلاثًا. قلت: ما هُنَّ؟ قالوا:أولهن: أنَّهُ حكَّم الرِّجال في دين الله، وقد قال الله تعالى: ﴿ﮮﮯﮰﮱ﴾ [الأنعام:57] قال: قلت: وماذا؟قالوا: قاتل ولم يَسْبِي ولم يَغْنَمْ؛ لئن كانوا كفارًا لقد حلَّت له أموالهم، ولئن كانوا مؤمنين، فقد حرمت عليه دمائهم؟ قال: قلت: وماذا؟قالوا: محى نفسه من أمير المؤمنين؛ فإن لم يكن أمير المؤمنين، فهو أمير الكافرين؟ قال: قلت: أرأيتم إن قرأتُ عليكم كتاب الله المحكم، وحدثتكم عن سُنَّةَ نبيكم ما لا تنكرون، أترجعون؟ قالوا: نعم.أَنْشُدُكُمُ الله! أفحكم الرِّجال في حَقْنِ دمائِهم وأنفسهم، وصلاح ذات بينهم، أمْ في أَرْنَبٍ ثمنها ربع درهم؟! قالوا: في حَقْنِ دمائهم وصلاح ذات بينهم؟ قال: أَخَرَجْتُ مِنْ هَذِهِ؟ قالوا: اللَّهُمَّ! نعم.قال: وأمَّا قولُكُمْ قاتل ولم يَسْبِ ولم يَغْنَمْ! أَتَسْبُونَ أُمَّكُم؟ ثم تستحلون منها ما تستحلون من غيرها؛ فقد كفرتم؟ وإن زعمتم أنها ليست أُمُّكُم؛ فقد كَفَرْتُمْ وخرجتم من الإسلام؟ إن الله يقول:وأنتم مترددون بين ضَلَالَتين، فاختاروا أيهما شئتم!! أَخَرَجْتُ من هَذِهِ؟ قالوا: اللَّهُمَّ! نعم.قال: وأمَّا قَولُكُم مَحَا نَفْسَهُ من أمير المؤمنين!! فإنَّ رسول الله ن دَعَا قُرَيْشًا يَوْمَ الحُدَيبِية على أن تكْتُبَ بينهم كتابًا، فقال اكتب: «هَذَا مَا قَضَى عَلَيْهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ». فقالوا: والله! لو نعلم أنك رسول الله ما صددناك عن البيت وقاتلناك؛ ولكن اكتب: محمد بن عبدالله. فقال: «وَاللهِ! إِنِّي لَرَسُولُ اللهِ وَإِنْ كَذَّبْتُمُونِي، وَاكْتُبْ يَا عَلي: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِاللهِ!!». ورسول الله كانَ أفضَلُ من عَلِيٍّ؟ أَخَرَجْتُ مِنْ هَذِهِ؟ قالوا: اللهم! نعم.فرجع منهم ألفان، وخرج سائرهم فَقُتِلُوا على ضلالتهم، قَتَلَهُمُ المهاجرون والأنصار.* فانظر رحمك الله، كيف أَثَرُ الحِوَارِ الهادف العميق، في مثل هذه الرؤوس اليابسة، في مجلس واحد استغرق عدَّةَ دقائق فقط, حتى رجع منهم ألفان إلى مذهب السَّلف، وكيف أفلح الحوار، فيما لم تفلح فيه الحروب الطَّاحنة؟فهذه بعض شُبَهِ الخوارج والرَّد عليها، كما تقدم الكلام على ذلك، وهم يتمسكون بها، وما هيَ إلا شُبَهٌ وَاهِيَةٌ كَخُيُوطِ العنكبوت، ولا ينظر هؤٰلاء الجهَّال إلى خطورة تكفير المسلم، وخاصةً إذا كان وليُّ أمر المسلمين؛ لما يترتب عليه من المفاسد والمهالك.وهذه القضيَّةُ من أهم قضايا العصر، وقد أشغلت كثيرًا من شباب الأمة وشيبها، وحصلت بسببها حرُوبٌ وخُطُوبٌ ومِحَنٌ، كان وقُودُهَا غالبًا شبابٌ طَائِشٌ مُتَهَوِّرٌ، مُتَسَرِّعٌ في الأحكام، مُسْتَعْجِلٌ في قطف الثمار، ولمّا يُحْسِن الغَرْس.وهذه القضيَّةُ من كُبْريات قضايا الاعتقاد ومهماته، ولا يتقنها إلا أهل الفهوم العالية، وأهل العلوم الغالية من أهل الخبرة والتجربة، وأهل الذكر والفقه والمراقبة.ومع ذلك نرى كثيرًا ممن يخوضون فيها من أهل ا الجهل والجناية، وأهل الضلال والعماية؟ وتكلم فيها من فهمه كفهم البقر، وعقله كعقل الطفل في الصغر، فإلى الله المشتكى؛ من زمانٍ نطق فيه الرويبضة، وتصدَّر للعلم فيه المتفيهقة، وأفتى فيه الفويسقة، وناظر فيه الجويهلة.* وقال النبي ن: «كُلُّ المُسْلِمِ عَلَى المُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَعِرْضُهُ وَمَالُهُ». رواه مسلم.* وقال النبي ن: «أَيّمَا امْرِئ قَالَ لأَخِيهِ: يَا كَافِرْ. فَقَدْ بَاءَ بِهَا أَحَدُهُمَا إِنْ كَانَ كَمَا قَالَ، وَإِلَّا رَجَعَتْ عَلَيْهِ». متفق عليه.* وقال النبي ن: «وَلَعْنُ المُسْلِمِ كَقَتْلِهِ، وَمَنْ رَمَى مُؤْمِنًا بِكُفْرٍ فَهُوَ كَقَتْلِهِ». متفق عليه.وتكفير المسلم خطيرٌ جدًّا؛ فهو وسيلة لاستحلال دمه وماله وعرضه...!! هذا في آحاد المؤمنين...!!وإذا تعلَّق بوليِّ الأمر كان خطره أعظم ووباله أشدُّ وأوخم؛ فيترتب على تكفير وليِّ الأمر من المفاسد:#1$ بطلان البيعة.#2$ عدم السمع والطاعة.#3$ وجوب العمل على خلعة.#4$ عدم المجاهدة معه... ونحو ذلك من الأمور الكثيرة.ويترتب على ذلك حصول القلاقل والاضطراب والفتن والاختلال، وما نراه اليوم من سفك دماء معصومي الدم، وما نراه من تفجيرات وإفسادات؛ إلَّا ثَمَرَةً من ثمار تكفير ولي الأمر المسلم والخروج عليه.وإليك أخي القارئ وفقك الله:التكفير أثاره شروطه المشروعة وبعض صفات الخوارج وفتاوى العلماء في الخوارج والتكفيرآثار التكفير و أخطاره ومضارهوأمَّا آثار التكفير وأخطاره، فإن أخطاره عظيمة يترتب عليها أمور عظيمة، فقف عند حدِّك أيها المسلم، ولا تحكم إلا بحكم شرعي؛ فإنَّ أثر التكفير يَضُرُّ على الفرد والجماعة المسلمة، وعلى الإسلام عمومًا.فضرره على الفرد إذا حكمت عليه بالكفر معناه:#1$ حكمت عليه بالرِّدَّة.#2$ وبالخلود في النار.#3$ والتفريق بينه وبين امرأته.#4$ ولم يكن له ولاية على أولاده.#5$ ولا ميراث بينه وبين أولاده.#6$ ولا يُصَلَّى عليه.#7$ ولا يُدْفَن في مقابر المسلمين.لأنك حكمت عليه بالكفر؛ فيترتب على هذا الحكم أمورًا كثيرة، فإذا لم يكن صاحبك كما قلت فيه، ارتدَّت عليك، فأنت أولى بهذا الوصف.وأما ضرره وخطره على الإسلام عموما:* فإنَّ هؤٰلاء الذين يكفرون الناس بلا حجَّةٍ يشوِّهون سُمْعَةَ الإسلام، ويظهرون أن دين الإسلام دين الإرهاب وسفك الدماء، وما جَرُّوا علينا إلَّا الويلات، مما أدى إلى انتهاك الأعراض، ونهب الأموال، وتشويه صورة الإسلام، بما يحدثونه من هذه الكلمة التي تسبب لهم عدم احترام الدماء والأموال والأعراض؛ حيث حكموا بالكفر، فرتَّبوا على هذا الكفر ما يقصدون وما يريدون، وهذا أمرٌ خطيرٌ، بل هذا هو مذهب الخوارج -والعياذ بالله تبارك وتعالى-.* ثم إن الكافر يجب أن يُحَاكَمَ أمام القضاء، وليس أمام سفهاء الأحلام حدثا الأسنان، ويقيموا عليه الحجة، وكذلك التكفير يسيئ إلى إلإسلام، ويقنط المسلمين من رحمة الله تبارك وتعالى، بل يعتبر هذا التكفير تشجيعٌ لهم على التكفير الحقيقي، بمعنى أن الذي يصدر ضدَّهُ هذه الفتوى من فتاوى التكفير، قد يؤزُّهُ الشيطان إلى القول: (أنا الغريق فما خوفي من البلد).* كذلك التكفير فيه إهدار لِدَمِ المعصوم، ومن المعلوم أنَّ من مقاصد الإسلام حفظ صيانة النفوس من إهدار دمها، وهي إحدى الضروريات الخمس التي جاءت الشريعة بحفظها.* ومن أخطار التكفير أيضًا فُشُوُّ الجهل، وخفاء العلم بالدين، عقيدةً وشريعةً، وتشويه سماحة الإسلام وعلانيته، وكُلُّ ذلك يؤدي إلى اختلال الأمن العام للمسلمين، وغيرهم: الأمن العقدي، والفكري، والأمني، والديني، والاجتماعي والسياسي، والعسكري، والأسري، والنفسي، ولا سيَّما على العقل والدين والعرض والنفس، والمال وهي الضروريات الخمسة التي أجمعت على حكمها شرائع الله قاطبة.والنبي ن يقول: «كُلُّ المُسْلِمِ عَلَى المُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ».وفي حجَّة الوداع قال النبي ن في يوم عرفة: «إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ حَرَامٌ عَلَيْكُمْ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا».ولقد عانا المسلمون من هذا المنهج الويلات، وفَزِعَ الآمنون، واستُحِلَّتِ الدماء، ونهبَتِ الأموال، وهُتِكَتِ الأعراض، مما أدى إلى أن تعُمَّ الفوضى، وأن ينتشر الخوف، ولا يأمن أحد على نفسه ولا على عرضة ولا على ماله.* وأيضًا يسبب هذا التكفير تفريق المجتمع، وأن تُشْحَنَ القلوب بالأحقاد، وسوء الظن بالمسلمين، وأن تتبع الهفوات والعياذ بالله، فتُكَبَّرُ الهفوات، ويحكم على أصحابها بالكفر والتكفير أيضًا، يكون سببًا لتحريف الدين، وتأويل النصوص حسب أهوائهم.* والتكفير سبَبُ حجب الدعوة الإسلامية وانتشارها؛ بحيث يظُنُّ كثيرٌ من الناس، أن الإسلام دين إرهاب ورعب وتفجير.* والتكفير سبب للتفريق بين الحاكم ورعيته؛ وذلك أنهم يرمون الحكام بالكفر، ومن لم يستجب رموه بالكفر أيضًا؛ لأنهم يرون أن الحكام لم يحَكِّمُوا شرع الله، ورعيتهم راضية بذلك، فهم كفَّار مثلهم.* وكذلك يترتب عليه التَّمَرُّد على ولاة الأمر، لما يترتب عليه من حمل السلاح عليهم، وإشاعة الفوضى، وسفك الدماء، وفساد البلاد والعباد، ولهذا منع منهم النبي ن، كما بينَّا أنه لا يجوز الخروج على الحاكم الجائر، كما قال النبي ن: «إِلَّا أَنْ تَرَوا كُفْرًا بَوَاحًا عِنْدَكُمْ فِيْهِ مِنَ اللهِ بُرْهَانٌ».فلا يُكَفَّر بمجرد الظنِّ والإشاعة، ولا يكفر بظهور المعاصي كالقمار والخمر وغيرها، ولا يكفي أن يُفْتِي بذلك السفهاء، وإنما لابد أن يفتي بذلك العلماء (أي: علماء السُّنَّة) لأنه قال: «عِنْدَكُمْ فِيْهِ مِنَ اللهِ بُرْهَانٌ».أي: دليلٌ صحيحٌ؛ بحيث يكون هذا: صحيح الثبوت، صحيح الدلالة، فلا يكفي ضعيف السَّند، ولا غامضَ الدَّلالة، ولا عبرةَ إلَّا بقول العلماء، الذين بلغت منزلتهم في العلم والأمانة أنهم حُجَّةُ اللهِ على الناس بعد الأمراء.* ولذلك فإن التَّسَرع في التكفير خطره عظيم، بل هو من الكذب على الله: ﴿ﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜ﴾ [الأعراف:٣٣].وكذلك التكفير له آثاره الدنيوية، وآثاره الأخروية، وعواقبه الوخيمة.* مما يؤدي إلى نقض العهود، فإن الذين يكفرون ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه، فإن من كفر إنسان رأى أنه لا يستحق الوفاء به، ونقض العهد من كبار الذنوب: ﴿ﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛ﴾ [البقرة:27].ومن هنا نعلم أن خطر التكفير عظيم جدًّا جدًّا جدًّا؟وإليك أخي القارئ:شروط التكفير وموانعه#1$ توفر العلم، بأن يكون عالما بحرمة الفعل؛ لا يكون جاهلاً، ولا يلزم بأن يكون عالمًا بأنه كفر.#2$ توفر القصد، بأن يكون قاصدًا للفعل؛ لا يكون مخطئًا، وليس معنى هذا الشرط أن يقصد أن يكفر بالله العظيم.#3$ توفر الاختيار، بأن يكون مختارًا؛ لا يكون مكرهًا.#4$ انعدام التأويل السَّائغ؛ بأن لا يكون عنده من الاشتباه بين الأدلة ما يجعله يعتقد الجواز؛ أي: لا يكون عنده تأويل سائغ مقبول.بعض صفات الخوارجفهذه أربعين صفة من صفات الخوارج([2])، ذكرها صاحب كتاب “ألوية النَّصر في الردِّ على خوارج العصر” لكاتبه: أبورائد سعود بن صالح السَّعدي المالكي، وسأذكرها هنا مختصرة:* أن فيهم ورعًا كاذبًا:- قال شيخ الإسلام غ كما في “مجموع الفتاوى”: (وهذا الورع قد يوقع صاحبه في البدع الكبار؛ فإنَّ ورَعَ الخوارج والروافض والمعتزلة ونحوهم من هذا الجنس تورعوا عن الظلم، وعن ما اعتقدوه ظلمًا من مخالطة الظلمة في زعمهم، حتّى تركوا الواجبات الكبار، من: الجمعة والجماعة، والحج والجهاد، ونصيحة المسلمين، والرحمة لهم، وأهل هذا الورع ممن أنكر عليهم الأئمة كالأئمة الأربعة، وصار حالهم يذكر في اعتقاد أهل السُّنَّة والجماعة).([3])- وفي “مصنف ابن أبي شيبة”: عن أبي مجلز، قال: بينما عبدالله بن خباب في يد الخوارج، إذ أتوا على نخل فتناول رجل منهم تمرة، فأقبل عليه أصحابه فقالوا له: أخذت تمرة من تمر أهل العهد، وأتوا على رجل منهم بالسيف، فأقبل عليه أصحابه، فقالوا له: خنزيرًا من خنازير أهل العهد؟ قال: فقال عبدالله: ألا أخبركم من هو أعظم عليكم حقًّا من هذا؟ قالوا: من؟ قال: أنا، ما تركت صلاةً ولا تركت كذا، ولا تركت كذا. قال: فقتلوه. قال: فلما جاءهم علي، قال: أقيدونا بعبدالله بن خباب؟ قالوا: كيف نقيدك به، وكلنا شِرْكٌ في دمه فاستحل قتالهم.([4])- وفيه: عن حميد بن هلال، قال: حدثني رجلٌ من عبدالقيس، قال: كنت مع الخوارج، فرأيت منهم شيئًا كرهته، ففارقتهم على أن لا أكثر عليهم، فبينا أنا مع طائفة منهم، إذ رأوا رجلًا خرج كأنه قرع، وبينهم وبينه نهر، فقطعوا إليه النهر، فقالوا: كأنا رعناك؟ قال: أجل. قالوا: ومن أنت؟ قال: أنا عبدالله بن خباب بن الأرت. قالوا: عندك حديث تحدثنا عن أبيك عن رسول الله ن؟ قال: سمعته يقول: إنه سمع النبي ن يقول: «إِنَّ فِتْنَةً جَائِيَةً القَاعِدُ فِيْهَا خَيْرٌ مِنَ القَائِمِ , وَالقَائِمُ فِيْهَا خَيْرٌ مِنَ المَاشِي فَإِذَا لَقِيتَهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَكُونَ عَبْدَ اللهِ المَقْتُولَ فَلَا تَكُنْ عَبْدَ اللهِ القَاتِلَ». قال: فقربوه إلى النهر فضربوا عنقه، فرأيت دمه يسيل على الماء، كأنه شِرَاك ماء اندفر بالماء، حتى توارى عنه، ثم دعوا بسريّة له حبلى فبقروا عمَّا في بطنها.([5])- ومن ذلك، تَوَرُّعُهُم في هذا العصر عن الفتوى في بعض مسائل الصلاة والطهارة والطلاق، ثم هم يُفْتُونَ في مسائل تتعلق بمصير الأمة، ويترتب عليها حدوثُ فتن وسفك للدماء.وفي البخاري أن ابن عمر سأله رجل من أهل العراق عن المحرم يقتل الذباب؟ فقال: أهل العراق يسألون عن الذباب، وقد قتلوا ابن ابنة رسول الله ن، وقال النبي ن: «هُمَا رَيْحَانَتَايَ مِنَ الدُّنْيَا».مسند أحمد ط الرسالة (9 / 403) :وعند الترمذي: أن رجلًا من أهل العراق سأل ابن عمر عن دم البعوض يصيب الثوب، فقال ابن عمر: انظروا إلى هذا! يسأل عن دم البعوض! وقد قتلوا ابن رسول الله ن.* أنهم خارجون على جماعة المسلمين:قال شيخ الإسلام غ كما في “مجموع الفتاوى”: (فهؤٰلاء أصل ضلالهم اعتقادهم في أئمة الهدى وجماعة المسلمين أنهم خارجون عن العدل وأنهم ضالون).([6])* ومن صفاتهم التعالي على أهل العلم والاعتداد بالنفس:قال شيخ الإسلام غ في “الاستقامة”: (وأول من ضلَّ في ذلك هُمْ الخوارج المارقون؛ حيث حكَمُوا لنفوسهم بأنهم المتمسكون بكتاب الله وسنته).([7])* ومنها خروجهم عن السنة وجعلهم ما ليس بسيئة سيئة وما ليس بحسنة حسنة:قال شيخ الإسلام غ كما في “مجموع الفتاوى”: (ولهم خاصتان مشهورتان فارقوا بهما جماعة المسلمين وأئمتهم: أحدهما: خروجهم عن السنة وجعلهم ما ليس بسيئة سيئة وما ليس بحسنة حسنة).([8])- يكفرون بالذنوب والسيئات، ويترتب على تكفيرهم بالذنوب: استحلال دماء المسلمين وأموالهم، وأن دار الإسلام دار حرب، ودارهم دار الإيمان, ولا يلزم من ذلك أنهم يكفرون بكلِّ المعاصي كما هو شائع.- قال شيخ الإسلام غ كما في “مجموع الفتاوى”: (الفرق الثاني في الخوارج وأهل البدع: أنهم يكفرون بالذنوب والسيئات، ويترتب على تكفيرهم بالذنوب والسيئات استحلال دماء المسلمين وأموالهم، وأن دار الإسلام دار حرب، ودارهم هي دار الإيمان).([9])* يتَّبِعُون المتشابه من القرآن والحديث:قال شيخ الإسلام غ كما في “مجموع الفتاوى”: (كذلك كان أحمد يفسر المتشابه من الآيات والأحاديث التي يحتج بها الزائغون من الخوارج وغيرهم).([10])* من أسوءِ صفاتهم السَّيف:قال ابن القيم غ في “إغاثة اللهفان”: (وأخرجت الخوارج قتال الأئمة والخروج عليهم بالسيف في قالب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر).([11])* الخروج على الأئمة، فلا يقرون لهم بالطاعة:قال شيخ الإسلام غ في “منهاج السنة”: (وبهذا الوجه صارت الخوارج تستحلُّ السَّيف على أهل القبلة، حتى قاتلت عليًّا وغيره من المسلمين).([12])* صرف النصوص إلى ما يعتقدونه:قال شيخ الإسلام غ في “منهاج السنة”: (فإن أهل الديانة من هؤٰلاء يقصدون تحصيل ما يرونه دينًا، لكن قد يخطئون من وجهين: أحدهما: أن يكون ما رأوه دينًا ليس بدين؛ كرأي الخوارج وغيرهم من آله الأوائل، فيصيرون مخطئين في رأيهم وفي قتال من خالفهم، أو تكفيرهم ولعنهم، وفي هذه حال عامةِ أهل الأهواء).([13])* ظهور الجهل فيهم:ويظهر ذلك في كثير من مناظراتهم، كما في مناظرة ابن عباس للخوارج الأولين، التي تبيِّنُ مدى الجهل الذي بلغوه، وانتحالهم للقرآن، وإعراضهم عن السُّنَّة، وهاتان صفتان -أخريتان من صفاتهم.* عندهم خلل واضح في منهج الاستدلال، فهم يحتجون بالعموميات والإطلاقات:قال الشاطبي غ: (من ابتاع المتشابهات أخذ بالمطلقات قبل النظر في مقيداتها, وبالعموميات من غير تأمل؛ هل لها مخصصات أم لا؟ وكذلك العكس بأن يكون النَّصُّ مقيدًا فيطلق).([14])* يعترضون على الكتاب والسنة بالتأويل والقياس:قال ابن القيم غ في “الصواعق المرسلة”: (ومن اعترض على الكتاب والسنة بنوع تأويل من قياس أو ذوق أو عقل أو حال، ففيه شَبَهٌ من الخوارج، أتباع ذي الخويصرة).([15])* عندهم تقلب وعدم استقرار في الآراء والأحكام:وهذه الصِّفَةُ عامةٌ في أهل البدع.قال حذيفة ت: (إن الضَّلَالَةَ كُلَّ الضَّلَالَةَ، أن تعرف ما كنت تنكر، وأن تُنْكِرْ ما كنت تعرف، وإيَّاك والتلون في الدين؛ فإن دين الله واحدٌ).وكما قال أبو طاهر السلفي:وَدَعْ آرَاءَ أَهْلِ الزَّيْغِ رَأْسًاوَلَا تَغْرُرْكَ حَذْلَقَةُ الرذَالِفَلَيْسَ يَدُومُ لِلبِدْعِيِّ رَأْيٌوَمِنْ أَيْنَ المَقَرُّ لِذِي ارْتِحَالِ* عندهم تسرُّعٌ واستعجال في إصدار الأحكام:والعجيب كما مرَّ معنا، أنهم يتحرجون من الإفتاء في مسائل الطهارة والصلاة ونحوهما؛ بدعوى الخوف من القول على الله بلا علم، ثم تراهم يتجرؤون على الإفتاء في دماء الأمة، وعلى مسائل يتحرج من الإفتاء فيها كبار العلماء.* عندهم قصر نظر وقلة صبر:وأحداث سبتمبر وما جناه المسلمون من ورائها أكبر شاهد على ذلك، وكذلك التفجيرات التي استحلوا فيها دماء المسلمين بحجة عدم التميز.* عندهم جور وعدم رحمة بالمؤمنين:قال شيخ الإسلام غ كما في “مجموع الفتاوى”: (مثال ذلك أن الوعيدية من الخوارج وغيرهم فيما يعظمونه من أمر المعاصي والمنهي عنها، واتباع القرآن وتعظيمه أحسنوا، لكن إنما أتوا من جهة عدم اتباعهم للسنة، وإيمانهم بما دلت عليه من الرحمة للمؤمنين، وإن كان ذا كبيرة).([16])* هم أهل بدعة حتى في الفروع:ففي “سنن الدرامي” في قصة ابن مسعود ت مع النَّفر الذين كانوا يعدون التَّسبيح بالحصى، حيث أنكر عليهم، وفيه قالوا: والله! يا أباعبدالرحمن، ما أردنا إلا الخير! قال: وكم من مريدٍ للخير لن يصيبه، إن رسول الله ن حدثنا أن قومًا يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، وايم اللهُ ما أدري لعل أكثرهم منكم. ثم تولى عنهم. فقال: عمرو بن سلمة، رأينا عامَّة أولئك الخلق، يطاعنوننا يوم النهروان مع الخوارج.([17])* يقولون ما لا يفعلون:قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن غ في “الدرر”: (وهنا بليةٌ ينبغي التنبيه عليها, قبل الشُّرُوع في المقصود, وهي: أن كثيرًا من أهل الأزمنة وقبلها, قد غرَّهُمْ من أنفسهم أمران: أحدهما: أنهم إن أحسنوا القول رأوه كافيًا, ولو ضيعوا العمل وارتكبوا النقيض, وما عرفوا أقوال الصادق المصدوق ن في الخوارج: «يَقُولُونَ مِنْ قَوْلِ خَيْرِ البَرِيَّةِ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ»). ([18]) ([19]).* ومن صفاتهم أنهم يُحَسِّنُونَ القول:وفي “الفتح” في حديث أنس، عن أبي سعيد، عند أبي داود والطبراني: يُحَسِّنُونَ القولَ ويسيئون الفعل، وهو معنى قوله: «يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ البَرِيَّةِ».قال الحافظ غ: والمراد القول الحسن في الظاهر، وباطِنُهُ على خلاف ذلك).([20])قال بعض السَّلف ي: (لو أنَّ كُلَّ صاحب بدعة حدثك ببدعته من حين جلوسه إليك، لنفرت منه، ولكن يحدثك بالسُّنَّة ثم يُدْخِلُ عليك البدعة).* ومن صفاتهم تشددهم وغلوهم في العبادة والأحكام:ففي العبادة قال النبي ن في وصفهم كما في “الصحيحين”: «يَخْرُجُ فِيْكُمْ قَوْمٌ تَحْقِرُونَ صَلَاتَكُمْ مَعَ صَلَاتِهِمْ وَصِيَامَكُمْ مَعَ صِيَامِهِمْ وَعَمَلَكُمْ مَعَ عَمَلِهِمْ».([21])* وأما في الأحكام فقد عرف عنهم أنهم كانوا يوجبون الصلاة على الحائض، كما فعلت الحرُوريَّة منهم:ففي “الصحيحين”: عن معاذة قالت: سألت عائشة فقلت: ما بال الحائض تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة؟ فقالت: أحرورية أنت؟ قلت: لست بحرورية ولكني أسأل. قالت: كان يصيبنا ذلك، فنؤمر بقضاء الصوم، ولا نؤمر بقضاء الصلاة.([22])- كما أنهم يصلون الفرائض تامَّةً في السفر, وبعضهم لم يُثْبِتْ من الصلوات إلَّا صلاتين: صلاة بالغداة، وصلاة بالعشي.- ويشددون في باب النجاسات: فيجعلون كُلَّ خارجٍ من البدنِ نَجِسًا.قال ابن عبد البر غ في “التمهيد”: ودفعوا رَجْمَ المحصن الزاني، ومنهم من دفع الظُهْرَ والعَصْرَ.* سيماهم التحليق:ففي “صحيح البخاري”: (سيماهم التحليق أو قال: التَّشْبِيدَ).([23])قال شيخ الإسلام غ: (ولهذا لما جاء صَبِيغُ بنُ عَسَل التَّمِيمِي إلى عمر بن الخطاب ت وسأله عن المتشابه؛ ابتغاء الفتنة، وابتغاء تأويله، وضربه ضربًا عظيمًا، كشف رأسه فوجده ذا ضفيرتين، فقال: لو وجدتك محلوقًا لضربت الذي فيه عيناك.لأنه لو وجده محلوقًا استدل بذلك على أنه من الخوارج المارقين، وكان يقتله لأمر النبي ن بقتالهم).([24])* لا يزالون يخرجون قرنًا بعد قرن:كلَّما هلك قرنٌ ظهر آخر, حتى يكون آخر ظهورهم مع الدجال.ففي “سنن النسائي”: «لَا يَزَالُون يَخْرُجُونَ حَتَّى يَخْرُجَ آخِرُهُمْ مَعَ المَسِيحِ الدَّجَال؛ فَإذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ شَرُّ الخَلْقِ وَالخَلِيقَةِ».([25]) وهو صحيح السند.- وفي هذا ردٌّ على كثير من المتساهلين؛ الذين ينكرون وجود الفِرَقِ، ومنها الخوارج.- لكن ربَّما يكون الإشكال عند أصحاب هذا القول، ما ذكره شيخ الإسلام, قال في كتاب “النبوات”: (وكذلك الخوارج لما كانوا أهل سَيْفٍ وقتال، ظهرت مخالفتهم للجماعة حين كانوا يقاتلون الناس، وأمَّا اليوم فلا يعرفهم أكثر الناس).([26])* يخرجون من المشرق:ففي “صحيح البخاري”: «يَخْرُجُ نَاسٌ مِنْ قِبَلِ المَشْرِقِ، وَيَقْرَؤُونَ القُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيهِمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّيْنِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ».([27])* يخرجون على حين فرقة:ففي “الصحيحين”: «وَيَخْرُجُونَ عَلَى حِيْنِ فُرْقَةٍ مِنَ النَّاسِ».([28])* يعظمون آيات وأحاديث الوعيد:فقد بوَّب الإمام البخاري في “صحيحه”: باب قتل الخوارج والملحدين بعد إقامة الحجة عليهم، وقول الله تعالى: ﴿ﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜ﴾ [التوبة:١١٥] وكان ابن عمر يراهم شرار خلق الله، وقال: هم انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار فجعلوها على المؤمنين.([29])* ليس فيهم علماء، حدثاء الأسنان:ففي “الصحيحين” من حديث عليٍّ ت: «يَأْتِي فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ حُدَثَاءُ الأَسْنَانِ سُفَهَاءُ الأَحْلَامِ يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ البَرِيَّةِ، يَمْرُقُونَ مِنَ الإِسْلَامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، لَا يُجَاوِزُ إِيْمَانُهُمْ حَنَاجِرَهُمْ فَأَيْنَمَا لَقِيْتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ فَإِنَّ قَتْلَهُمْ أَجْرٌ لِمَنْ قَتَلَهُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ»).([30])* يكفر ويضلل بعضهم بعضًا:وهذا هو المشهور عنهم؛ فإنه قلَّما يجتمعون في مجلس للنقاش ويخرجون منه دون أن يكفر أو يضلل بعضهم بعضًا.قال شيخ الإسلام غ: (من عيوب أهل البدع، تكفير بعضهم بعضًا، ومن ممادح أهل العمل أنهم يخطئون ولا يكفرون).([31])* يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان:ففي “الصحيحين”: عن أبي سعيد الخدري ت قال: قال النبي ن: «إِنَّ مِنْ ضِئْضِئِ هَذَا قَوْمًا يَقْرَؤُونَ القُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الإِسْلَامِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنَ الرَّمِيَّةِ، يَقْتُلُونَ أَهْلَ الإِسْلَامِ وَيَدَعُونَ أَهْلَ الأَوْثَانِ، لَئِنْ أَدْرَكْتُهُمْ لَأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ عَادٍ»).([32])* ليس لهم مؤلفات لانشغالهم بالقتال:وأما خوارج العصر فمؤلفاتهم كثيرة، هُمْ كِلَابُ النار, ففي “سنن الترمذي”: عن أبي غالب قال: رأى أبوأمامة ت رأسًا منصوبةً على درج مسجد دمشق، فقال أبوأمامة: «كِلَابُ النَّارِ، شَرُّ قَتْلَى تَحْتَ أَدِيمِ السَّمَاءِ، خَيْرُ قَتْلَى مَنْ قَتَلُوهُ». ثم قرأ: ﴿ﯗﯘﯙﯚﯛ﴾ [آلعمران:١٠٦] إلى آخر الآية.قلت لأبي أمامة: أنت سمعته من رسول الله ن؟ قال: لو لم أسمعه إلَّا مرة أو مرتين أو ثلاثًا أو أربعًا حتى عدَّ سبعًا ما حد ثتكموه.([33])* شرُّ قتلى تحت أديم السماء:وخير الشهداء من قتلوه, وهاتان الصفتان مذكورتان في حديث أبي أمامة ت السابق, تكفل اللهُ لمن قتلهم بالأجر العظيم.ففي “صحيح مسلم”: عن زيد بن وهب الجهني ت، أنه كان في الجيش الذين كانوا مع عليٍّ ت: الذين ساروا إلى الخوارج، فقال: عليٌّ ت: أيها الناس، إني سمعت رسول الله ن يقول: «يَخْرُجُ قَوْمٌ مِنْ أُمَّتِي يَقْرَؤُونَ القُرْآنَ لَيْسَ قِرَاءَتِكُمْ إِلَى قِرَاءَتِهِمْ بِشَيْءٍ، وَلَا صَلَاتَكُمْ إِلَى صَلَاتِهِمْ بِشَيْءٍ، وَلَا صِيَامَكُمْ بِصِيَامِهِمْ بِشَيْءٍ، يَقْرَؤٌونَ القُرْآنَ يَحْسِبُونَ أَنَّهُ لَهُمْ وَهُوَ عَلَيْهِمْ، لَا تُجَاوِزُ صَلَاتُهُمْ تَرَاقِيْهِمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الإِسْلَامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، لَوْ يَعْلَمُ الجَيْشُ الذِيْنَ يُصِيبُونَهُمْ مَا قُضِيَ لَهُمْ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِمْ ن لاتكلوا عَنِ العَمَلِ».([34])* وَصْفُهُم بعض السَّلف بالفسق:قال شيخ الإسلام غ كما في “مجموع الفتاوى”: (قوله تعالى: ﴿ﮠﮡﮢﮣﮤ﴾ [البقرة: 26]. أي: كُلُّ من ضَلَّ به فهو فاسق، فهو ذمٌّ لمن يضل به؛ فإنه فاسق ليس أنه كان فاسقًا قبل ذلك، ولهذا تأوَّلها سعد بن أبي وقاص في الخوارج، وسماهم فاسقين؛ لأنهم ضلُّوا بالقرآن، فمن ضلَّ بالقرآن فهو فاسق).([35])وفي “الفتح” قال الحافظ غ: (وذهب أكثر أهل الأصول من أهل السُّنَّة إلى أن الخوارج فُسَّاقٌ، وأن حكم الإسلام يجري عليهم؛ لتلفظهم بالشهادتين ومواظبتهم على أركان الإسلام، وإنَّما فُسِّقُوا بتكفير المسلمين، مستندين إلى تأويل فاسد، وجَرَّهُم ذلك إلى استباحة دماء مخالفيهم وأموالهم، والشهادة عليهم بالكفر والشرك).([36])* هُمْ شَرُّ الخَلْقِ:ففي “سنن النسائي” بسند صحيح كما قال الحافظ غ أن رسول الله ن قال: «لَا يَزَالُونَ يَخْرُجُونَ حَتَّى يَخْرجَ آخِرُهُمْ مَعَ المَسِيحِ الدَّجَّال، فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ، هُمْ شَرُّ الخَلْقِ وَالخَلِيقَةِ».([37])* يعملون بالتقية كما عند النجدات....* يوجبون الكفر والخلود في النار على أصحاب الذنوب: عدا أصحابهم كما تفعل النجدات...* هم من الأخسرين أعمالًا:قال ابن كثير غ: (وما أحسن ما قال بعض السَّلف في الخوارج: إنهم المذكورون في قوله تعالى: ﴿ﮓﮔﮕﮖﮗ * ﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣ * ﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓ﴾ [الكهف:١٠٣-١٠٥]).اﻫ.* يُسِيئُون الأعمال:وهذا باب واسع, يشمل ما سبق ذكره وزيادة، هذا ما تحصل من صفات لأكثرهم.* قال أبو العالية غ: (قرأت المحكم بعد وفاة نبيكم ن بعشر سنين، فقد أنعم الله عليَّ بنعمتين، لا أدري أيهما أفضل: أن هداني للإسلام ولم يجعلني حَرُورِيًّا) والحَرُورِيَّةُ: فِرْقَةٌ من الخوارج، كما سبق.- وفي “مصنف عبد الرزاق” عن أبان قال: خرجت خارجة من البصرة فَقُتِلُوا، فأتيت أنسًا، فقال: ما للناس فزعوا؟ قلت: خارجة خرجت. قال: يقولون ماذا؟ قال: قلت: يقولون: مهاجرين. قال: إلى الشيطان! هاجروا، أوليس قد قال رسول الله ن: «لَا هِجْرَةَ بَعْدَ الفَتْحِ».([38])- أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر، عن أبي غالب، قال: لما أُتِيَ برؤوس الآزارقة، فَنُصِبَتْ على درج دمشق، جاء أبو أمامة ت، فلما رآهم دمعت عيناه، ثم قال: «كِلَابُ النَّارِ، كِلَابُ النَّارِ، هَؤُٰلَاءِ شَرُّ قَتْلَى تَحْتَ أَدِيمِ السَّمَاءِ، وَخَيْرُ قَتْلَى تَحْتَ أَدِيمِ السَّمَاءِ الَّذِينَ قَتَلَهُمْ هَؤُٰلَاءِ». قُلْتُ: فما شأنك دمعت عيناك؟ قال: رحمةً لهم أنهم كانوا من أهل الإسلام!! قال: قلت أبرأيك قلت: «كِلَابُ النَّارِ». أو شيئًا سمعته؟ قال: إني إذًا لجريء، بل سمعته من رسول الله ن لا مرةً، ولا اثنتين، ولا ثلاثًا، فعدد مرارًا ثم تلا: ﴿ﯗﯘﯙﯚﯛ﴾ [آلعمران:١٠٦] حتى بلغ: ﴿ﯱﯲﯳ﴾ وتلا: ﴿ﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞ﴾ حتى بلغ ﴿ﯨﯩ﴾ [آلعمران:٧] ثم أخذ بيدي، فقال: أما إنهم بأرضك كثير، فأعاذك الله تعالى.([39])تمت بتصرف من الكتاب المذكور أعلاه.بعض فتاوى العلماء في التحذير من التكفيرقبل النظر إلى شروط التكفير وموانعه:فليس كُلُّ من وقع في الكفر أَصْبَحَ كافرًا؛ إذ قد يوجد فيه ما يمنع من تكفيره، ولذلك فإنه يقال: إن بعض الأمور التي تُثَارُ على بعض حكام المسلمين، هِيَ من قبل المكفرات، ولكن ليس لإحدٍ أن يُعَامل هذا الحاكم الكافر حتى تقام عليه الحجة؛ بحيث تتوفر فيه شروط التكفير وتنتفي عنه موانعه.* قال شيخ الإسلام ابن تيمية غ: (وليس لأحد أن يكفر أحدًا من المسلمين، وإن أخطأ وغلط، حتى تقام عليه الحجة، وتَبِينُ له المحجة، ومن ثبت إسلامه بيقين، لم يزل ذلك عنه بالشَّك، بل لا يزول إلَّا بعد إقامة الحجَّة، وإزالة الشُّبَهِ).اﻫ. “الفتاوى” (12/466).* وقال غ: (كلما رأوهم قالوا: (من قال: كذا فهو كافر) اعتقد المستمع أنَّ هذا اللَّفظ شاملٌ لكل من قاله، ولم يتدبروا أنَّ التكفير له شروط وموانع، قد تنتفي في حقِّ المعين، وأنَّ التكفير المطلق لا يستلزم تكفير المعيَّن، إلَّا إذا وجدت الشروط وانتفت الموانع، يُبَيِّنُ هذا: أنَّ الإمام أحمد وعامة الأئمة الذين أطلقوا هذه العمومات، لم يكفروا أكثر من تكلم بهذا الكلام بعينه).اﻫ. “الفتاوى” (12/487).* وقال الإمام الألباني غ: (ليس كلُّ من وقع في الكفر من المؤمنين وقع الكفر عليه وأحاك به).اﻫ. “السلسلة الصحيحة” تحت حديث رقم: (3048).* وقال الشيخ عبد العزيز ابن باز غ: (هذه الدَّولة بحمد الله، لم يصدر منها ما يوجب الخروج عليها، وإنَّما الذي يستبيح الخروج على الدولة بالمعاصي هم الخوارج، الذين يكِّفُرون المسلمين بالذنوب، ويقاتلون أهل الإسلام، ويتركون أهل الأوثان).اﻫ. “مجموع الفتاوى والمقالات” (4/89-97).* وقال الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين غ: (كُلُّ إنسان فعل مكفرًا فلابد ألَّا يوجد فيه مانع من موانع التكفير... فلابد من الكفر الصَّريح الذي لا يحتمل التأويل؛ فإن كان يحتمل التأويل، فإنه لا يكفر صاحبه، وإن قلنا أنه كفر (المعنى: وإن قلنا عن الفعل أنه كفر) فيفرق بين القول والقائل، وبين الفعل والفاعل، قد تكون الفعلة فسقًا ولا يفسق الفاعل؛ لوجود مانعٍ يمنع من تفسيقه، وقد تكون كفرًا ولا يكفر الفاعل؛ لوجود ما يمنع من تكفيره، وما ضرَّ الأمة في خروج الخوارج إلَّا هذا التأويل... ربَّما يفعل الإنسان فعلًا فسقًا لا شك فيه، لكنه لا يدري، فإذا قلت له: (يا أخي، هذا حرام) قال: (جزاك اللهُ خيرًا) وانتهى عنه.إذًا كيف أحكم على إنسان أنه فاسق، دون أن تقوم عليه الحجَّة؟ فهؤٰلاء الذين تشير إليهم من حكام العرب والمسلمين: قد يكونون معذورين، لم تتبين لهم الحجَّة، أو بُيِّنَت لهم، وجاءهم من يلبِّس عليهم، ويُشْبِه عليهم). “الباب المفتوح” (3/ 125) لقاء (51) سؤال (1222).وإليك أخي القارئ -عافاك الله- شروط الخروج على الحاكم الكافر التي ذكرها العلماء:#1$ وقوعه في الكفر البواح الذي عندنا من الله فيه برهان.#2$ إقامة الحجة عليه.#3$ القدرة على إزالته.#4$ القدرة على تنصيب مسلم مكانه.#5$ ألا يترتب على هذا الخروج مفسدة أعظم من مفسدة الكافر.#6$ أن لا يسفك دم امرئ مسلم.ولذلك فإنه يقال: ليس كُلُّ من وقع في الكفر وأصبح كافرًا جاز الخروج عليه.ومن أعظم الجماعات المعتنقة لهذا الفكر في عصرنا هذا، هي: “جماعة الإخوان المسلمين”، ومن أعظم الجماعات التَّكفيريَّة في هذا الزَّمان، والتي انتشر التكفير في أحضانها “جماعة الإخوان المسلمين”.وإليك ما يثبت ذلك بالدَّليل والبرهان من كتبهم ومن كلام مؤرخيهم؛ لتكون على بينةٍ من هذه الجماعة، التي خرج من عباءَتِهَا “جماعة التكفير” و“الهجرة” و“جماعة الجهاد” و“القطبية” و“السرورية” وكثير من الجماعات المكفرة -والعياذ بالله-.و“حزب الإخوان المسلمين” هو من أكبر الجماعات الحزبية المنظمة، وأخطرها على الدعوة السَّلفية، ومنها تفرعت أكثر الجماعات الحزبية الخارجية.وهي تنقسم إلى أقسام منها:“البنائية”: نسبة للمؤسس حسن البنا.و“القطبية”: نسبة إلى سيد قطب.و“السرورية”: نسبة إلى محمد سرور.ومن “القطبية” تفرعت: “جماعة التكفير والهجرة” في مصر، و“الجماعة الإسلامية” و“جماعة الجهاد”.وسأذكر هنا بعض قادة الإخوان، مع بعض أقوالهم؛ ليتعرف المسلم على حقيقة هذه الدعوة، التي تعرف بكلام المنظرين لها، أمَّا العوام والجهلة الذين يتعاطفون مع قادة الإخوان، فلا يعلمون حقيقة هذه الجماعة.بعض قادات الإخوان المسلمين وقادات التكفير في هذا العصرالأول: حسن البنا: بعض أقواله الدالة عقيدته ومنهجة#1$ قال: (إن خصومتنا لليهود ليست دينية). من “كتاب الإخوان المسلمون صنعت التاريخ” (409).#2$ ويقول: (من عادتنا أن نخرج في ذكرى مولد الرسول ن بالمواكب بعد الحضرة، كلَّ ليلةٍ من أول ربيع الأول، إلى ثاني عشر منه، ننشد القصائد، ومما كان ينشده:هَذَا الحَبِيبُ مَعَ الأَحْبَابِ قَدْ حَضَـرَاوَسَامَحَ الكُلَّ فِيمَا قَدْ مَضَـى وَجَرَىانظر: “مذكرة الدعوة والدعاة” (22-23).#3$ ويعرِّف جماعَتَهُ بقوله: (دعوة “الإخوان المسلمين” دعوةٌ سلفيةٌ سنيَّةٌ، وحقيقةٌ صوفيةٌ، وهيئةٌ سياسيةٌ، وجماعةٌ رياضيةٌ، ورابطةٌ علميةٌ ثقافيةٌ، وشركةٌ اقتصاديةٌ، وفكرةٌ جماعيةٌ).اﻫ. انظر: “مجموع رسائل حسن البنا” (358).ومن هذا التَّعريف تتعرف على حقيقة الإخوان التجميعية التمييعية المتلونة!!الثاني: سيد قطب: بعض مخالفاته ومنهجهوهم الصّنف الثاني من الإخوان المسلمين: القطبية: نسبةً إلى سيد قطب، وهو مؤسسها.وإليك بعض ضلالاته والرد عليها:#1$ وصف كلام الله بالموسيقى: حيث يقول في “ظِلَالِهِ”: تفسير سورة النجم: (هذه السورة، كأنها منظومَةٌ موسيقيةٌ، عُلْوِيَّة منغَّمةٌ).اﻫ. “الظلال” (6/3404).#2$ طَعْنُهُ بنبي الله موسى؛ حيث قال: (لنأخذ موسى أنه مثال للزعيم المندفع العصبي المزاج).اﻫ. “التصوير الفني في القرآن” (ص200).#3$ طَعْنُهُ في الصَّحابة: قال في كتاب “كتب وشخصيات” (ص242): (حين يركن معاوية وزميله إلى الكذب، والغش، والخديعة، والنفاق، والرشوة، وشراء الذّمم، لا يملك على أن يتدلَّى إلى هذا الدرك الأسفل؛ فلا عجب أن ينجحا ويفشل، وإن فشلًا أشرف من كلِّ نجاح).اﻫ.#4$ تكفيره للمجتمعات: قال في “ظلاله” (4/2122): (إنه ليس على وجه الأرض دولةٌ مسلمةٌ، ولا مجتمعٌ مسلمٌ، قاعدة التعامل فيه كشريعة الله).اﻫ.- وقال أيضًا (2/ 1057): (فقد ارتدت البشرية إلى عبادة العباد، وإلى جور الأديان، ونكصت عن لا إله إلا الله, وإن ظَلَّ فريقٌ منهم يردِّد على المآذن: لا إله إلا الله).اﻫ.- وقال أيضًا في “ظلاله”: (إن هذا المجتمع الجاهلي الذي نعيش فيه ليس هو المجتمع المسلم).اﻫ.- وقال في “الظلال” (3/1664): (إن المسلمين لا يجاهدون؛ ذلك أن المسلمين اليوم لا يوجدون، إن قضية وجود الإسلام ووجود المسلمين هي التي تحتاج إلى علاج).اﻫ.#5$ دعوته للنَّسفِ والتفجير: قال في كتاب “لماذا أعدموني”: (... وهذه الأعمال هي الردفور، وقوع احتفالات لأعضاء التنظيم، بإزالة رؤوس، في مقدمتها رئيس الجمهورية، وغير ذلك، ثم نَسْفُ المنشآت التي تَشن حركة مواصلات القاهرة؛ لضمان عدم تتبع بقية الإخوان فيها وفي خارجها، كمحطة الكهرباء والكباري).اﻫ.- قال الشيخ أحمد النجمي غ في كتابه “المورد العذب الزلال”: (هُمْ قَوْمٌ دَرَسُوا كُتُبَ سيِّد قطب، وتابعوهُ في كُلِّ ما قاله، واعتقدوهُ بَلْ وعَظَّمُوهُ كُلَّ التَّعظيم؛ مما جعلهم يتخذون كُلَّ ما قاله في كتبه حقًّا وصوابًا، وإن خالف الأدلة، وبايَنَ منهج السَّلف، ويتَّضح ذلك من الثورة الكلامية، والإشاعات الإعلامية، التي أشاعوها ضِدَّ الشَّيخ ربيع بن هادي المدخلي، حينَ رَدَّ على سيد قطب في بعض الأخطاء الإعتقادية الفضيعة، وجعلوه متجنِّيًا وظالماً له، ولم يحملهم الإنصاف أن يعودوا إلى الأماكن والأرقام التي أشار الشيخ إليها في كتابه.قال الشيخ ربيع بن هادي المدخلي ‡ في مقال نشره بعنوان: “سيد قطب هو مصدر تكفير المجتمعات”: (ومن أشد الحركات والأحزاب التي تدعى الإصلاح، أشدها نكاية على الإسلام والمسلمين، هذه الحركات السياسية، التي تدعي أنها تحمل هموم الأمة، وأنها تسعى لإنقاذها من الهوان والذُّل، ولكنها مع الأسف لم تأت البيوت من أبوابها، ولم تسلك طُرُقَ الأنبياء في الإصلاح العقائدي والعبادي والسياسي، بل منهج سيد قطب الذي ما زاد الناس إلا بلاءً ودمارًا، فهذا المنهج يزعم أنه يدعو إلى حاكميَّة الله، وهو يحمل في طياته الرفض لحاكميه الله، في العقائد والعبادات، في طريقة الفهم للنصوص القرآنية والنبوية، ويحمل في طياته رفض الرجوع إلى الله ورسوله في قضايا الخلاف).ولقد قام العلماء بنقد هذه الأفكار والضلالات، ومن أبرزهم الشيخ ربيع بن هادي المدخلي في الكتب التالية:ـ* “أضواء إسلامية على عقيدة سيد قطب وفكره”.* “مطاعن سيد قطب في الصحابة”.* “العواصم مما في كتب سيد قطب من القواصم”.* “الحد الفاصل بين الحق والباطل”.* “نظرات في كتاب التصوير الفني في القرآن”.* “مقال طويل في أطوار سيد قطب في وحدة الوجود”.* “ينبوع الفتن والأحداث مقال حول كتاب “لماذا أعدموني”).اﻫ.فعلى كُلِّ مسلم يريد أن يقف على حقيقة سيد قطب، يقرأ هذه الكتب والمقالات، لفضيلة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي.راجع: كتاب “فكر الإرهاب والعنف في المملكة العربية السعودية جذوره أسبابه علاجه” لعبدالسلام السِّحيمي.ومن خلاله تعرف: أن جماعة الإخوان المسلمين انقسمت إلى ثلاثة أقسام هي: البَنَّائِيَّة، والقُطْبِيَّة، والسَّرُورِيَّة.ثالثًا: محمد بن سرور: عقدته ومنهجهالسَّرُوريَّة: انتسابًا إلى محمد بن سرور؟ اسمه: محمد بن سرور بن نايف زين العابدين.كلَّما تباعد الزَّمان كثرت الطوائف وتوافرت الأفكار الدخيلة على الإسلام، ومن الخطورة أن بعض هذه الدعوات تدَّعِي السلفيَّة؛ مما جعل كثيرًا من الشباب يغتر بهذه الدعوات، ومن هذه الجماعات السَّرورية:* قال الشيخ أحمد النجمي غ: (من ولائد الإخوانية السرورية والقطبية، وهما فرقتان أو حزبان، انفصلا من الإخوانيين. فالسَّرورية: تنسب إلى محمد بن سرور، الذي هو الآن مقيمٌ في مدينة لندن، ويصدِرُ مجلةَ السُّنَّة، وهذه الفرقة تُسَمَّى السَّرُوريَّة، بقطع النَّظَرِ عن كونِهِ هُوَ الذي سمَّاهَا بهذا الاسم، أو هيَ سمَّت نفسها، أو سمَّاهَا بعض القادة فيها).* ثم قال غ: (إنَّ السَّرورية وليدةُ الإخوانيَّةِ، واتخذوا حذَوْهَا في سَبِّ الحكامِ والمسلمين ولعنهم، وإن ادَّعى مؤسسها أنه على المنهج السَّلفي، إلَّا أن واقع السَّرورية الذي علمنا خلاف ذلك، ولسْتُ أقطع بأن هذه الجماعة تابعة له، إلَّا أن الاسم يدُلُّ على المسمى، فمتى كان سبُّ الحكام والمسلمين ولعنهم من منهج السَّلف الصالح، وإنَّما منهج الخوارج، والخطورة تكمن في هذا المنهج؛ أن صاحب هذه الدعوة يدَّعِي السَّلفية ويتبرؤ من العقائد والأحزاب المبتدعة، ولكنه خالف منهج السلف بعدة أمور منها:1- فكره التكفيري: حيث تقرأ في مجلة “السنة” الكثير من العبارات، التي فيها تكفير لحكام المسلمين، والتنقص من علماء الآمة الربانيين:* ففي العدد الثالث والعشرين من ذي الحجة (1412هـ 2-30) قال: (وصنف آخر يأخذون مواقفهم بمواقف أسيادهم، فإذا استعان السادة بالأمريكان انبرى العبيد إلى حشد الأدلة، التي تجيز هذا العمل، ويقيمون النكير على من خالفهم، وإذا اختلف السَّادة مع إيران الرافضة، تذكر العبيد خُبْثَ الرافضة، وإذا انتهى الخلاف سكت العبيد، وتوقفوا عن توزيع الكتب التي أعطيت لهم، هذا الصنف من الناس يكذبون، يتجسسون، يكتبون التقارير، ويفعلون كلَّ شيءٍ يطلبُهُ السَّادة منهم، وهؤٰلاء قلَّةٌ والحمد لله، ودُخَلَاءُ على الدعوة والعمل الإسلامي، وأوراقهم مكشوفة، وإن أطالوا لحاهم، وقصَّروا ثيابهم، وزعموا بأنهم حماة السُّنَّة، يا إخواننا، لا تغرنكم هذه المظاهر؛ فهذه المشيخة صنعها الظالمون، ومهمة فضيلة الشيخ لا تختلف عن مهمة كبار رجال الأمن...).اﻫ.* ثم يقول في نفس المجلة العدد السادس والعشرين (1413) تحت عنوان المستبدون والعبيد: (وللعبودية طبقات هرمية، الطبقة الأولى: رئيس الولايات المتحدة، جورج بوش، والطبقة الثانية: هي طبقة الحكام في البلاد العربية، وهؤٰلاء يعتقدون أنه نَفْعُهُم وضُرهم، ولهذا هم يحجُّون إليه، ويقدمون له القرابين والنذور، والطبقة الثالثة: حاشية الحكام العرب، من الوزير ووكلاء الوزراء، وقادة الجيوش، والمستشارين، هؤٰلاء ينافقون لأسيادهم، ويزينون لهم كلَّ باطل، دون حياءٍ ولا خجلٍ، والطبقة الرابعة والخامسة والسادسة: كبارُ الموظفين...).اﻫ.انظر: إلى الأفكار التي يتكلم بهـا محمد بن سرور؛ حيث لم يستثني من حكمه التكفيري أحدًا حتى العلماء، وهذه هي عقيدة الخوارج الجدد، الذين لَبِسُوا ثوب السَّلفية بهتانًا.وكان السَّلف يقولون: (إذا رأيت الرجل يطعن في أهل الحديث، فاعلم أنه صاحب بدعة). فكيف بمن يكفرهم.2- يَصِفُ كُتُبَ العقيدة بالجَفَافِ؛ حيث قال في كتابه “منهاج الأنبياء” (ص8): نظرت في كتب العقيدة، فوجدت أنها كُتِبَتْ في غير عصرنا، وكانت حلولًا لقضايا ومشكلات العصر الذي كُتِبَتْ فِيْهِ، ومن ثَمَّ فكتب العقيدة، فيها كثيرٌ من الجَفَافِ؛ لأنها نُصُوصٌ وأحكام، ولهذا أعرض الشباب عنها، وزهدوا بها...).اﻫ.* أجاب الشيخ إبن باز غ على هذا الكلام بقوله: (هذا غلط عظيم، كتب العقيدة، الصحيح أنها ليست جفاء، قال: الله! قال: رسول الله! فإذا كان يصف الكتاب والسنة بأنها جفاء، فهذه رِدَّة على الإسلام، هذه عبارة سقيمة، وخبيثة، والكتاب الذي فيه هذا الكلام يجب تمزيقه ولا يجوز بيعة).اﻫ.* وقال الشيخ الفوزان ‡ في نقد هذا الكلام: (لماذا نستورد أفكارنا من الخارج من محمد سرور أو غيره، كتب العقيدة آفتها عند محمد سرور أنها نصوص وأحكام فيها قال: الله. وقال: رسوله ن. وهو يريد أفكار فلان وفلان، لا يريد نصوصًا وأحكامًا، فعليكم أن تحذروا من هذه الدسائس الباطلة، التي يراد بها حَرْفُ شبابنا عن كُتُبِ السَّلف الصالح، فإذا كان القرآن جافًّا والسُّنَّةُ جافَّةٌ، وكلامُ أهل العلم المعتبرين فيه جَفَافٌ، فهذا من عَمَى البصيرة، والعقيدة لا تؤخذ إلا من الكتاب والسنة، لا من فكر فلان وعلان).اﻫ.3- الدعوة إلى الحزبية والإمارة، ولكن بثوبٍ جديدٍ كما بيّن ذلك في مجلته(السنة) العدد (29) (ص89) تحت مقال “الوحدة الإسلامية”: (ولا يحقُّ لأيِّ جماعةٍ مهما كان منهجها سليمًا الادعاء بأنها جماعة المسلمين، ولا يحق لأميرِ هذه الجماعة أن يطلب البيعة لنفسه، كما كان يطلبها خلفاء المسلمين، ولكن يحقُّ لهذا الأمير ومن حوله أن ينظموا أمورهم كمؤسسة دعوية، تعمل من أجل أن يكون الدين كُلُّهُ لله في الأرض، ويقتضي هذا التنظيم أن يكون للمؤسسة: رئيس، ونائب رئيس، ومسئولين عن الأقسام والفروع، وأوامر تصدر فتطاع، إلَّا ما كان مخالفًا للسُّنَّة).اﻫ.وهاك تلخيصٌ مجملٌ لما احتوى عليه كتاب “منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله” لمحمد بن سرور:* لم يعرف منهج الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.* شحن الكتاب بالتكفير لحكام المسلمين، ونحن لا نجهل ولا ننكر ما عند حكام المسلمين من انحرافات، بل لقد صاروا كالآلة بأيدي زعماء اليهود والنصارى، ولكن تكفيرهم شيءٌ وانحرافهم شيءٌ آخر.* طعنه الشَّديد في علماء أهل السنة.* دعوته إلى التنظيم السرِّي والبيعة والإمارة في الحضر، وهذه قواعد كثير من أهل البدع والضلالات.* دعوته إلى الطريق الثوري في مواجهة حكام المسلمين.* جعله الوصول إلى سدَّة الحكم هو الطريق لإقامة الدين، وهو طريق الفاشلين في القيام بالإصلاح، بل إنه طريق أرباب الأطماع في حطام الدنيا، على حساب الإسلام.* جعل نفسه الوصي على الدعوة السلفية، والمرجعيَّة لها.* التناقض الواضح في أكثر من مكان.* إيجابه طاعة جميع الأنبياء على المسلمين، مع أن الله ورسوله أوجب على المسلمين طاعة محمد.وخلاصة القول في هذا الكتاب:وعلى كُلٍّ الكتاب غيرُ صالح للقراءة فيه، وهذا البلاء الذي وقع فيه محمد بن سرور سبَبُهُ أنه تربى على المناهج الحركيَّة لا على مناهج النبوة، ومما زاد الطِّين بله، أنه مغرَمٌ بكتابات سيّد قطب:وَمَنْ يَكُنِ الغُرَابُ لَهُ دَلِيلًايَمُرُّ بِهِ عَلَى جِيَفِ الكِلَابِفسيّد قطب اجتمعت فيه مناهج الفِرَقِ والطَّوَائف الضّالة، والسَّبب في وقوعه فيها هو أنه كان جاهلًا بها غير مكترث بخطرها، وخلاصة القول أن كتاب “منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله” لمحمد بن سرور كتابٌ حركِيٌّ، يمثل الاتجاهات السياسية المنحرفة، فلا صلة له بحقيقة منهج الأنبياء، حتى وإن وافق الأنبياء في شيء، فليس العمدة عنده على ذلك، بل العمدة على ما خالفهم فيه، والسبب في أن المؤلف نسب منهجه هذا للأنبياء هو أنه تربى على طريقة الإخوان المسلمين، الذين يستخدمون الإسلام شعارًا لأباطيلهم، كما تقدم ذكر ذلك).اﻫ. بتصرف.الرابع: المودوديوهو أحد قادة الإخوان المسلمين، ومن أفكاره الخطيرة:* طعنه في نبي الله يوسف، قال في كتابه “تفهيمات” في تفسير قوله تعالى في سورة يوسف إخبارًا عن يوسف ÷: ﴿ﭵﭶﭷﭸ﴾ [يوسف:٥٥]: (إن هذه لم تكن مطالبة لوزير المالية فقط، بل إنها كانت مطالبة للدكتاتورية، ونتيجة ذلك، فإن وضع سيدنا يوسف يشبه وضع: (موسوليني في إيطاليا الآن).اﻫ.* الدعوة للخروج على الولاة، قال في كتابه “تذكرة دعاة الإسلام” (ص12): (دعوتنا لجميع أهل الأرض أن يحدثوا إنقلابًا عامًّا في أصول الحكم الحاضر الذي استبد به الطواغيت والفجرة الذين ملئوا الأرض فسادًا...).الخامس: محمد قطبما يقال في سيد قطب يقال في أخيه، فهو الذي تولَّى نشر كتب سيد قطب وطبعها بالعشرات، مع عدم التحذير من أيِّ شيءٍ مما احتوته من أخطاء، وهو من كبار الإخوان القطبيين وكتابه: “واقعنا المعاصر خير شاهد”.السادس: عبدالرحمن عبدالخالق* قال في كتابه: “خطوط رئيسية لبعث الأمة الإسلامية” (ص72): (إن دولنا العربية والإسلامية بوجه عام، لا ظِلَّ للشريعة بها، إلَّا في بعض ما يسمى بالأحوال الشخصية).اﻫ.* وقال في نفس الكتاب (ص76) ساخرًا من علماء السُّنَّة والتوحيد: (واليوم وللأسف، نملك شيوخًا يفهمون قُشُورَ الإسلام على مستوى عصور قديمة، وما قيمة عالم بالشريعة لو دُعِيَ إلى نداء الجهاد وحَمْلِ السِّلاح يقول: هذا ليس من شأن رجال الشريعة؛ إننا نستطيع فقط الفتوى في الحلال والحرام والحيض والنفاس والطلاق).اﻫ.* وقال في “مجلة البعث الإسلامي” (العدد3/ 57) في معرض كلامه عن دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب غ قال: (ولكنها لم تعرف بالتجديد والاجتهاد، لهذا سماها محمد عمارة: (السَّلفية النُّصوصية) يقصد بالنصوصية: الحرفية في فهم النصوص، وقد يكون عُذْرُ هذه الحركة: أنها نشأت في مجتمع بسيط بعيد عن معترك الحضارة، تغلب عليها حياة البداوة).اﻫ.السابع: جماعة الجهاد المسماه “تنظيم القاعدة”وعلى رؤوس هذه الجماعة الفاسدة: أيمن الظواهري، وأسامة بن لادن:أسامة بن لادن ممن تأثر بفكر أيمن الظواهري، وأيمن الظواهري ممن جعل كتب سيد قطب دستورًا له.* قال الظواهري في “مجلة المجاهدين” التي صدرت في (إبريل1995) مقال عنوانه: “الطريق إلى القدس يمر بالقاهرة”: (لن تفتح القدس إلَّا إذا حسمت المعركة في مصر والجزائر، إلَّا إذا فتحت القاهرة...).اﻫ.* أما أسامة بن لادن فقد تأثر بالظواهري، يقول منتصر الزيات محامي بما يسمى بالإسلاميين في مصر، كما نشرت “جريدة الشرق الأوسط” عدد (9203) يوم الأحد (8/2/2004) نقلا عن كتابه: “الطريق إلى الجنة”: (واستطاع الظواهريُّ أن يُحْدِثَ تحولات جذريةٍ واستراتيجيةٍ في فكر أسامة بن لادن، بعدما التقيا معا في أفغانستان منتصف عام 1988م).وشيخ أسامة الأول هو محمد سرور، وهو شيخه الفكري، وشيخه العملي والعلمي هو الظواهري، وكلام العلماء في التَّحذير من أسامة بن لادن أشهر من أن يذكر.الثامن: تكفير عائض القرني المسلمينقال وهو يخاطب علماء المسلمين في (ص47) من “لحن الخلود” تحت عنوان: (دَعِ الحَوَاشِي) وأخرج:صَلِّ ما شئتَ وصُمْ فالدِّينُلَا يعرفُ العابدَ من صَلَّى وصَامَأَنْتَ قِسِّيسٌ مِنَ الرُّهْبَانِمَا اَنْتَ مِنْ اَحْمَدَ يَكْفِيكَ المَلَامَا* قال الشيخ النجمي غ ردًّا عليه في كتابه “المورد العذب” (ص32):(فقد جعلت المسلمين المصلين المزكين الصائمين لله على شريعة عبده ورسوله محمد ن، جعلتهم قساوسةً ورهبانًا، حكمت عليهم بالنَّصرانية، وأخرجتهم من الإسلام، فبرأتهم من أحمد النبي المختار ن، وبرأته منهم، وأكدّت تكفيرك للمسلمين، بدون ما يوجب الكفر، فارتديت جُبَّةَ الخوارج).اﻫ.* ولقد شهد على تكفير سيد قطب للمسلمين كبار الإخوان المسلمين: (وشهد شاهد من أهلها: فهذا يوسف القرضاوي الإخواني -قرَّضَ اللهُ لسانه- يقول في كتابه “أولويات الحركه الإسلامية” (ص110): (وفي هذه المرحلة، ظهرت كُتُبُ سيد قطب التي تمثل المرحلة الأخيرة من تفكيره، الذي ينضح بتكفير المجتمع، وإعلان الجهاد على الناس كافة).اﻫ.* ويقول فريد عبد الخالق، وهو أحد قادة الإخوان المسلمين في “ميزان الحق” (ص115): (إن نشأت فكرة التكفير، بدأت من بعض شباب الإخوان، في سجن القناطر، في أواخر الخمسينات، وفي بداية الستينات، وأنهم تأثروا بفكر سيد قطب وكتاباته، وأخذوا منها أن المجتمع في جاهليةٍ، وأنه قد كفَّر حكامه الذين تنكروا لحاكمية الله، في عدم الحكم بما أنزل الله، ومحكوميهم إذا رضوا بذلك).وقد اعترف رؤوس الإرهاب في هذا الزمان، من: أسامه بن لادن، إلى أيمن الظواهري، إلى غيرهم، أن مرجعيتهم هي كتب سيد قطب، وبالأخص “الضلال” و“معالم في الطريق”.* وإيَّاك أن تشكَّ في ذلك أخا الإسلام لحظةً؛ فإن مؤرخ الإخوان المسلمين عباس السِّيسي قال في “قافلة الإخوان المسلمين” في عدة فقرات، يذكر أنهم قاموا بالإرهاب والتفجير والتدمير.- مثل في صفحة (258): يذكر مقتل القاضي أحمد بكر خازن دار، اغتياله من قِبَلِ الإخوان المسلمين.- وفي صفحة (269): حادث السيارة الجيب.- وفي صفحة (271): محطة اللاسلكي؛ حيث وُجِدَ فيها ألغام زرعت من قبل أحد الإخوان المسلمين.- وفي صفحة (72 أو 73): ذُكِرَ الإخوان متهمين في قضيَّة السيارة الجيب والحكم عليهم.- وفي صفحة (275): أمر عسكري بحلِّ جماعة الإخوان.- وفي صفحة (281): قرار حَلِّ جماعة الإخوان، ونَصُّ بيان القرار.- في صفحة (281 و 282و283 و285) محاولَةُ نَسْفِ محكمةِ الاستئناف.- وفي صفحة (286): مقتل النقراشي، وفي وزارته اغتيل من قبل الإخوان المسلمين.كُلُّ هَذَا مَوْجُودٌ فقط في الجزء الأول من “قافلة الإخوان المسلمين”.وهو أحد معتنقي هذا المنهج، وهو المؤرخ لهذه الوقائع، والمعترف بها، وهذه لم تأت من محاضر المخابرات، ولا من ملفات أمن الدولة، ولم تأت من مذكرات أعداء الدين، بل هِيَ من كتاب ينطق بأسمائهم، يشهد عليهم بأنهم حِزْبٌ تَكْفِيرِيٌّ يستعمل العُنْفَ والتَّفجير، وهذا هو الإرهاب في العصر الحاضر.ولكي يستروا على جرائمهم وعلى ما صدروه للإسلام والمسلمين، ذهبوا يلصقون هذه التُّهَمَ بالدعوة السَّلفية المباركة، ووقع في فِخَاخِهم وشراكهم بعض الأغرار، الذين لا يعلمون ولا يفهمون الدعوة السَّلفية الحق!!فنسأل الله ـ أن يحفظ بلاد المسلمين، ويحفظ المسلمين من كُلِّ شَرٍّ، ويحل عليهم الأمن والأمان والإيمان، إنه ولي ذلك والقادر عليه.وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.جماعة الهجرة و التكفير نشأتها وأبرز قاداتهاجماعة المسلمين كَمَا سَمَّت نفسها أو “جماعة الهجرة و التكفير” كما أُطْلِقَ عليها إعلاميًّا، هي: جماعة إسلاميةٌ غاليةٌ، نهجت نهج الخوارج في التكفير بالمعصية، نشأت داخل السُّجُون المصرية في بادئ الأمر، وبعد إطلاق سراح أفرادها، تبلورت أفكارها، وكثر أتباعها في صعيد مصر، وبين طلبة الجامعات خاصة.التأسيس وأبرز الشخصيات:تبلورت أفكار ومبادئ جماعة المسلمين التي عرفت بـ“جماعة التكفير والهجرة” في السُّجُون المصرية وخاصة بعد اعتقالات سنة (1965م) التي أعدم على إثرها سيد قطب وإخوانه بأمرٍ من (جمال عبدالناصر) حاكمُ مصر آنذاك.لقد رأى المتدينون المسلمون داخل السُّجون ألوانًا من العذاب، ما تقشعر من ذكره الأبدان، وسقط الكثير منهم أمامهم بسبب التعذيب، دون أن يعبأ بهم القساة الجبارون.وفي هذا الجوِّ وُلِدَ الغُلُوُّ، ونبتت فِكْرَةُ التَّكفير، ووجدت الاستجابة لها.في سنة (1967م) طلب رجال الأمن من جميع الدعاة المعتقلين تأييد رئيس الدولة جمال عبدالناصر.فانقسم المعتقلون إلى فئات:فئة سارعت إلى تأييد الرئيس ونظامه بغية الإفراج عنهم والعودة إلى وظائفهم وزعموا أنهم يتكلمون باسم جميع الدعاة، وهؤٰلاء كان منهم العلماء، وثبت أنهم طابور خامس داخل الحركة الإسلامية.وثمة نوع آخر ليسوا عملاء بالمعنى، وإنما هم رجال سياسة، التحقوا بالدعوة، بغية الحصول على مغانم كبيرة.أما جمهور الدعاة المعتقلين، فقد لجأوا إلى الصمت، ولم يعارضوا أو يؤيدوا؛ باعتبار أنهم في حالة إكراه.بينما رفضت فئة قليلة من الشباب موقف السلطة، وأعلنت كُفْرَ رئيس الدولة ونظامه، بل اعتبروا الذين أيدوا السلطة من إخوانهم مرتدين عن الإسلام، ومن لم يكفرهم فهو كافر، والمجتمع بأفراده كُفَّار؛ لأنهم موالون للحكام، وبالتالي فلا ينفعهم صوم ولا صلاة، وكان أمام هذه الفئة مُهَنْدِسُ أفكارها الشيخ: علي إسماعيل.أبرز الشخصيات في الجماعة* الشيخ على إسماعيل، كان إمام هذه الفئة من الشباب داخل المعتقل، وهو أحد خِرِّيجِي الأزهر.* وشقيقه الشيخ عبدالفتاح إسماعيل، أحد السِّتَّة الذين تم إعدامهم مع السيد قطب، وقد صاغ الشيخ على مبادئ العزلة والتكفير لدى الجماعة، ضمن أطر شرعية، حتى تبدو وكأنها أمور شرعية، لها أدلتها من الكتاب والسنة من حياة الرسول ن، في الفترة بين الملكية والمدنية؛ متأثرًا في ذلك بأفكار الخوارج، إلَّا أنَّه رجع إلى رشده، وأعلن براءته من تلك الأفكار التي كان ينادي بها.* شكري أحمد مصطفى (أبو سعد) من مواليد قرية الحوائكة بمحافظة أسيوط (1942)م أحد شباب جماعة الإخوان المسلمين الذين اعتقلوا عام (1965م)؛ لانتسابهم لجماعة الإخوان المسلمين، عمره ثلاثة وعشرين عامًا، تولى قيادة الجماعة داخل السِّجن بعد أن تبرأ الشيخ علي عبده إسماعيل.- وفي عام (1971م) أفرج عنه بعد أن حصل على بكالوريوس الزراعة، ومن ثم بدأ التحرك في مجال تكوين الهيكل التنظيمي لجماعته، ولذلك مبايعته أميرًا للمؤمنين وقائدًا لجماعة الإخوان المسلمين -على حدِّ زعمهم- فَعُيِّنَ أمراء للمحافظات والمناطق، واستأجر العديد من الشقق كمقرات سرِّية للجماعة بالقاهرة والإسكندرية والجيزة، وبعض محافظات الوجه القبلي.- وفي سبتمبر (1973م) أمر بخروج أعضاء الجماعة إلى المناطق الجبلية، واللجوء إلى المغارات الواقعة بدائرة (أبي قرقاص) بمحافظة (المنيا) بعد أن تصرفوا ببيع ممتلكاتهم، وزودوا أنفسهم بالمؤن اللازمة والسلاح الأبيض، تطبيعًا لمفاهيمهم الفكرية؛ حول الهجرة.- في (26أكتوبر1973م) اشتبه في أمرهم رجال الأمن المصري، فتمَّ إلقاء القبض عليهم، وتقديمهم للمحاكمة في قضية رقم (618) لسنة (73) أمن دولة عليا.- في (21) (إبريل1974م) عَقِبَ حَرْبِ (أكتوبر 1973م) صدر قرارٌ جمهوريٌّ بالعفو عن مصطفى شكري وجماعته إلَّا أنَّه عاود ممارسةَ نشاطِهِ مرَّةً أخرى، ولكن هذه المرة بصورة مكثفة أكثر من ذي قبل؛ حيث عمل على توسيعه قاعدة الجماعة، وإعادة تنظيم صفوفها، وقد تمكن من ضمِّ أعضاءَ جُدُد للجماعة من شتى محافظات مصر، كما قام بتسفير مجموعات أخرى إلى خارج البلاد، بغرض التمويل، مما مكن لانتشار أفكارهم في أكثر من دولة.- هيأ شكري مصطفى لأتباعه بيئةً متكاملةً من النشاط، وشغلهم بالدعوة والعمل والصلوات والدراسة، وبذلك عزلهم عن المجتمع؛ إذ أصبح العُضْوُ يعتمد على الجماعة في كُلِّ احتياجاته، ومن ينحرف من الأعضاء يتعرض لعقاب بدني، وإذا ترك العُضْوُ الجماعة اعتبر كافرًا؛ حيث اعْتُبِرَ المجتمعُ خارج الجماعة كُلُّهُ كافرًا، ومن ثمَّ يتم تعقبه وتصفيته جسديًّا.- رغم أنَّ شكري مصطفى كان مستبدًّا في قراراته؛ إلَّا أن أتباعه كانوا يطيعونه طاعةً عمياءَ، بمقتضى عقد البيعة الذي أُخِذَ عليهم في بداية انتسابهم للجماعة، وكما هو معلومٌ وثابتٌ: أن هذه الجماعة جوبِهَتْ بقُوَّةٍ من قبل السلطات المصرية، وبخاصةٍ بعد مقتل الشيخ حسين الذهبي وزير الأوقاف المصري السابق.- وبعد مواجهات شديدة بين أعضاء الجماعة والسلطات المصرية، تم القبض على المئات من أفراد الجماعة، وتقديمهم للمحاكمة في القضية رقم (6) لسنة (1977م) التي حكمت بإعدام خمسةٍ من قادات الجماعة، على رأسهم شكري مصطفى وماهر عبدالعزيز البكري وأحكام بالسجن متفاوتة على باقي أفراد الجماعة.- في (30) (مارس1978م) صبيحة زيارة السَّادات للقدس، تم تنفيذ حكم الإعدام في شكري مصطفى وإخوانه.- بعد الضَّربات القاسية التي تلقتها الجماعة، اتخذت طابعَ السِّرية في العمل، الأمر الذي حافظت به الجماعة على وجودها حتى الآن، ولكنه وجودٌ غير مؤثر ولا ملحوظ؛ لشدَّة مواجهة “جماعة الصحوة الإسلامية” من أصحاب العقيدة والمنهج السَّلفي لهم بالحوار والمناظرات، سواءً كان داخل السُّجون والمعتقلات، أم خارجها، مما دفع الكثير منهم إلى العودة إلى رشده والتبرؤ من الجماعة.* ماهر عبدالعزيز زناتي(أبو عبدالله) ابن شقيقة شكري مصطفى ونائبة في قيادة الجماعة بمصر، وكان يشغل منصب المسئول الإعلامي للجماعة، أُعدم مع شكري في قضية محمد حسين الذهبي، رقم (6) لسنة (1977م) وله كتاب “الهجرة”.الأفكار والمعتقدات لدى الجماعة “التكفير والهجرة”#1$ إن التَّكفير عنصُرٌ أساسيٌّ في أفكار ومعتقدات الجماعة، فهم يكفرون كُلَّ من ارتكب كبيرةً وأصرَّ عليها، ولم يتب منها، وكذلك يكفرون الحكام الذين لا يحكمون بما أنزل الله، بإطلاق ودون تفصيل، ويكفرون المحكومين؛ لأنهم رضُوا بذلك وتابعوهم أيضًا بإطلاق ودون تفصيل، أما العلماء فيكفرونهم؛ لأنهم لم يكفروا هؤٰلاء ولا أولئك، كما يكفرون كُلَّ من عُرِضَ عليه فكرهم فلم يقبله، أو قبله ولم ينظَمَّ إلى جماعتهم ويبايع إمامهم، أمَّا من انظم إلى جماعتهم ثم تركها فهو مُرْتَدٌّ حلَالُ الدَّم، وعلى ذلك فالجماعات الإسلامية إذا بلغتها دعواهم ولم تبايع إمامهم، فهي كافرة مارقة من الدين.#2$ وكُلُّ من أخذ بأقوال الأئمة أو بالإجماع، حتى ولو كان إجماع الصحابة أو بالقياس، أو بالمصلحة المرسلة، أو بالاستحسان ونحوها، فهو في نظرهم مُشْرِكٌ كافِرٌ.#3$ والعصور الإسلامية بعد القرن الرابع الهجري كُلُّهَا عُصُورُ كُفْرٍ وجاهليةٍ؛ لتقديسِهَا لِصَنَمِ التَّقليد المعبود من دون الله تعالى، فعلى المسلم أن يعرف الأحكام بأدلتها، ولا يجوز لديهم التَّقليد في أيِّ أمرٍ من أمور الدين.#4$ قول الصحابي وفعله ليس بحجة ولو كان من الخلفاء الراشدين.#5$ والهجرة هي العنصر الثاني في فكر الجماعة، ويقصد بها العُزْلَةُ عن المجتمع الجاهلي، وعندهم أنَّ كُلَّ المجتمعات الحاليَّة مجتمعاتٌ جاهليةٌ، والعزلة المعنية عندهم عزلةٌ مكانيةٌ وعزلةٌ شعوريةٌ؛ بحيث تعيش الجماعة في بيئة تتحقق فيها الحياة الإسلامية الحقيقية -برأيهم-، كما عاش الرسول ن وصحابته الكرام في الفترة المكيَّة.#6$ يجب على المسلمين في هذه المرحلة الحاليَّة من عهد الاستضعاف الإسلامي؛ أن يمارسوا المفاصلة الشعوريَّة لتقوية ولائهم للإسلام، من خلال جماعة المسلمين “التكفير والهجرة” وفي الوقت ذاته، عليهم أن يكُفُّوا عن الجهاد؛ حتى تكتسب القوة الكافية.#7$ لا قيمة عندهم للتاريخ الإسلامي؛ لأن التاريخ وأحسن القصص، هي الواردة في القرآن الكريم فقط.#8$ لا قيمة أيضًا لأقوال العلماء المحققين، وأمهاتُ كُتب التفسير والعقائد؛ لأن كبار علماء الأمة في القديم والحديث -بزعمهم- مرتدُّون عن الإسلام.#9$ قالوا بحجيَّة الكتاب والسنة فقط، ولكن كغيرهم من أصحاب البدع، الذي اعتقدوا رأيًا ثم حملوا ألفاظَ القرآن عليه، فما وافق أقوالهم من السُّنَّة قبلوه، وما خالفها تحايلوا في ردِّهِ أو رَدِّ دلائِلِهِ.#10$ دعوة إلى الأمية لتأويلهم الخاطئ لحديث: «نَحْنُ أُمَّةٌ أُميَّةٌ...». فدعوا إلى تَرْكِ الكُلِّيَات ومنع الانتساب للجامعات والمعاهد الإسلامية أو الغير إسلامية؛ لأنها مؤسسات الطاغوت، وتدخل ضمن مساجد الضرار.أطلقوا الدعوة لمحو الأمية، وهي دعوة يهودية لشغل الناس بعلوم الكفر عن تعليم الإسلام، فما العلم إلا ما يتلقونه في حلقاتهم الخاصة.#11$ قالوا بترك صلاة الجمعة والجماعة في المساجد؛ لأن المساجد كُلُّها ضِرَارٌ وأئمتها كفارٌ، إلَّا أربعة مساجد: المسجد الحرام، والمسجد النبوي، وقباء، والمسجد الأقصى، ولا يصلون فيها أيضًا إلَّا إذا كان الإمام منهم.#12$ يزعمون أنَّ أميرهم شكري مصطفى هو مهدي هذه الأمة المنتظر، وأن الله تعالى سيحقق على يد جماعته ما لم يحقق على يد محمد ن من ظهور الإسلام على جميع الأديان، وعليه فإن دور الجماعة يبدأ بعد أن تدمر الأرض بمن عليها بحرب كونية بين الولايات المتحدة الأمريكية، والإتحاد السوفيتي، تنقرض بسببها الأسلحة الحديثة، كالصواريخ والطائرات وغيرها، ويعود القتال كما كان في السابق رجل لرجل، بالسلاح القديم من سيوف ورماح وحراب.#13$ ادعى زعماء الجماعة أنهم بلغوا درجة الإمامة والاجتهاد المطلق، وأن لهم أن يخالفوا الأمة كلها وما أجمعت عليه سلفًا وخلفًا.#14$ وأهم كتاب كشف عن أسرار دعوتهم وعقيدتهم هو كتاب “ذكريات مع جماعة المسلمين التكفير والهجرة” لأحد أعضاء الجماعة عبدالرحمن أبو الخير الذي تداركهم فيما بعد.الجذور الفكرية والعقائديةإن قضيَّة تكفير المسلم قديمةٌ ولها جذورها في التاريخ الإسلامي، منذ عهد الخوارج، وقد تركت أثارًا علمية وعملية لعدة أجيال، وقد استيقظت هذه الظاهرة لأسباب عدة ذكرها العلماء.ويمكن إجمالها فيما يلي:- انتشار الفساد والفسق والإلحاد في معظم المجتمعات الإسلامية، دونما محاسبةً من أحد، لا من قبل الحكام، ولا من المجتمعات الإسلامية المسحوقة تحت أقدام الطغاة والظالمين.- محاربة الحركات الإسلامية من قبل حكام المسلمين، وامتلاء السجون بدعاة الإسلام، واستخدام أقصى أنواع التعذيب، مع التلفظ بألفاظ الكفر من قبل المعذبين والسجانين.- ظهور وانتشار بعض الكتب الإسلامية التي ألفت في هذه الظروف القاسية، وكانت تحمل بذور هذه الفكر، واحتضان هذه الفكرة من هذه الجماعة “التكفير والهجرة”، وطبعت بطابع الغُلُوِّ والعنف.- ويعد أساس جميع ما تقدم: ضعف البصيرة بحقيقة الدين، والاتجاه الظاهري في فهم النصوص، والإسراف في التحريم، والتباس المفاهيم، وتمييع عقيدة أهل السنة والجماعة لدى بعض قادة الحركة الإسلامية، بالإضافة إلى اتباع المتشابه، وترك المحكمات، وضعف المعرفة بالتاريخ والواقع، وسنن الكون والحياة، ومنهج أهل السنة والجماعة.أماكن الانتشار لهذه الجماعة “الهجرة و التكفير”انتشرت هذه الجماعة في معظم محافظات مصر، وفي منطقة الصعيد على الخصوص، ولها وجود في بعض الدول العربية: (اليمن ـ والأردن ـ الجزائر ـ وغيرها).خلاصة الكلام في هذه الجماعة الضالةأنَّ هذه الجماعة هي جماعة ضالَّةٌ أحْيَتْ فِكْرَ الخوارج؛ بتكفير كُلّ من ارتكب كبيرة وأصرَّ عليها، وتكفير الحكام بإطلاق ودون تفصيل؛ لأنهم لا يحكمون بشرع الله، وتكفير المحكومين لرضاهم بهم بدون تفصيل، وتكفير العلماء لعدم تكفيرهم أولئك الحكام، كما أنَّ الهجرة هي العنصر الثاني في تفكيرهم هذه الجماعة، ويقصد بها اعتزال المجتمع الجاهلي عزلةً مكانيةً، وعزلةً شعوريةً، وتتمثل في اعتزال معابد الجاهلية، و يقصد بها المساجد.ووجوب التوقف والتبين بالنسبة لآحاد المسلمين، بالإضافة إلى إشاعة مفهومها.وفي الأخير:أسأل الله الكريم رب العرش العظيم، أن يجعل عملي هذا خالصًا لوجه، لا أبتغي به سمعةً ولا رياءً.وأسأله أن يجنب البلاد الإسلامية عامةً وبلادنا اليمنية خاصة الفتن ما ظهر منها وما بطن.كما أسأله سبحانه، أن يهدي جميع الحكام إلى التحاكم إلى الكتاب والسنة، وأن يوفقهم لكل خير، ويجمع كلمتهم على الحق، ويسخرهم لخدمة الإسلام والمسلمين، ويتم عليهم نعمة الإسلام والسنة.والحمدلله رب العالمين.====ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص أو أكثر‏‏لا يتوفر نص بديل تلقائي.لا يتوفر نص بديل تلقائي.لا يتوفر نص بديل تلقائي.لا يتوفر نص بديل تلقائي.لا يتوفر نص بديل تلقائي.ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، ‏‏نص‏‏‏لا يتوفر نص بديل تلقائي.ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏3‏ أشخاص‏، ‏‏نص‏‏‏ربما تحتوي الصورة على: ‏‏نص‏‏لا يتوفر نص بديل تلقائي.ربما تحتوي الصورة على: ‏‏نص‏‏ربما تحتوي الصورة على: ‏‏نص‏‏ربما تحتوي الصورة على: ‏شخص واحد‏ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، ‏‏منظر داخلي‏‏‏ربما تحتوي الصورة على: ‏شخص واحد‏لا يتوفر نص بديل تلقائي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق