لماذا أُسست الجبهة الإسلامية للإنقاذ القطبية التكفيرية=الجزائرية ؟؟ .<br><br>مقالة رائعة للأخ الفاضل / همام أبو .<br><br><br>لماذا أُسِسَت الجبهة الإسلامية للإنقاذ الجزائرية ؟؟.<br><br>حقائق و وقائع من تاريخ المؤامرة.<br><br> توطئة موجزة : <br><br>كثير من الناس إذا سألتهم عن الأهداف التي لأجلها أسست الجبهة الإسلامية للإنقاذ ، تسرعوا وساقوا لك العشرات من الأجوبة ، أكثرها بعيد عن عين الصواب ، وأقلها قريب من دائرة الحقيقة .<br><br>وجواب الأغلبية قد يعرفه السواد الأعظم ، ألا وهو الدعوة إلى الله – على فرض جواز ذلك-<br>لكن الحق هذا القول ، هو قول من يحسن الظن بهؤلاء الذين شَهِدَهُم يذرفون الدموع - على مجد الإسلام الضائع والعز البائد والتاريخ الحافل للأسلاف – في المسيرات والمظاهرات <br>والتجمعات و المحاضرات- في خطة محكمة لإثارة عواطف العوام الجياشة وتهيأتهم للمستقبل القريب ….<br><br>في الحقيقة إن فكرة تأسيس حزب يدعو إلى تحكيم الشرع – ظاهراً – تم طبخها في مخابر ودهاليز الحركة الشيوعية العلمانية ، فلما نضجت … أُخرجت للتطبيق الميداني .<br><br>ثم سُلمت لأصحاب التنفيذ – من التيار الشيوعي – الذين إخترقوا هياكل الدولة و أجهزتها ، وأصبحوا هم أهل الحل و العقد – كما يفعل الآن القطبية في السعودية في تغلغلهم الدقيق في مراكز التنفيذ . فهم يتتلمذون على كتبهم ثم يصبغون خططهم بصبغة شرعية ، زعموا - <br><br> أخي القارئ قد تستغرب هذا ، لكن إذا تمكن منك الحق زال عنك كل وسوا س . فالحق مــر كما يقال .<br><br> إطلالة تاريخية :<br><br>في الفترة الممتدة بين 1974-1989 للميلاد ، ما يوافق 1394-1409 للهجرة النبوية ، عرفت الجزائر رجوعا قويا للناس إلى دينهم - فالتزموا منهج السلف الصالح وأحيوا جهد جمعية العلماء الجزائريين الأولى ، على عهد ابن باديس و الإبراهيمي - وساروا مطمئنين مع الدعوة السلفية التي وجدوا فطرتهم في أهدافها.<br><br>فبرزت آثار الدعوة في شتى القطاعات …عندها دُهش التيار العلماني الشيوعي لهذا الإكتساح و الإنتشار….فماذا كان ، وماذا فعلوا ؟؟؟؟ . <br><br>نعم ، جمعوا كيدهم وحشدوا مكرهم ، وخططوا بالليل والنهار ، واستعانوا بدعاة الضلال - من أمثال الشعراوي و الغزالي و القرضاوي – كما سهَّلُوا دخول أفرادٍ من الهجرة و التكفير المصرية ، والإخوان المفلسين لنشر عقائد الخوارج .<br><br>كما نشروا كتب سيد قطب والمودودي وباقر الصدر ، وغيرهم ..<br><br>وأحيوا الطرق والزوايا وبعثوا الصوفية من قبرها ، ودعموا الحركات السرية سليلة الخوارج و أرسلوا الشباب إلى أفغانســــــتان . كما ساعدوا الجزأرة على السيطرة على المساجد – بالقوة - . وأقاموا الملتقيات – الإسلامية –الفكرية التي يحضر فيها كل منظرٍ لسبيل ضال ، إلا سبيل أهل الحق.<br><br>وهذا الحشد في ظاهره غريب، لكن من أجل التشويش إلى الدعوة السلفية ، ثم ضربها ووقف تقدمها تتلاشى الغرابة ويحل محلها الجد والتدبر وعدم التسرع ؟؟؟<br><br>مع كل هذا الكيد ، يأبى الله تعالى إلا أن تتقدم هذه الدعوة المباركة.<br><br>…. فبدأ يدب إليهم اليأس …. وقبل الإستسلام له …<br><br>أوحى إليهم الشيطان بفكرة خبيثة سَبَئِيَةٌ، ألا وهي فتح المجال للأحزاب السياسية ، بعد أن كان هذا الأمر من المستحيلات في العقيدة الشيوعية - كما قرره مؤسسوا هذا الفكر، فهل نسميه خيانة للعقيدة الماركسية ؟؟ - .<br><br>لكن كل شيئ يهون أمام صد الناس عن العودة إلى فطرتهم ؟؟؟؟<br><br>ثم أوعزوا لبعض المنتسبين إلى النشاط السري – ممن أدخلوهم السجون سابقاً – بفكرة تأسيس حزب ( إسلامي ) سياسي .<br><br>ففرح ( الإسلاميون ) فرحا لا نظير له ، وظنوا أنهم انتصروا وجاء يوم الحصاد ، وما نالوا هذا الفتح إلا بجهادهم الطويل - الذي أدخلهم السجن لمرات عديدة –<br><br>ونظرا لثورية ( أصحابنا ) ، لم يتفطنوا للفخ الذي وقعوا فيه – وهذا حال كل متعالم –<br>فهرولوا في كل الاتجاهات وحشدوا العوام حولهم بخطابهم الثوري –وليس فيهم طالب علم سلفي قوي ، كما أن الخوارج لم يكن معهم صحابي واحد - ، وأقاموا الدنيا و زلزلوا الأرض ، و ظنوا أنهم جلسوا على كرسي الخلافة ؟؟؟ . <br><br>فأصبح الحدَّاد والخضار و البناء في مجالِسهم الشرعية ، هم أهل الإصلاح والفتوى – مع أنهم ما جلسوا يوما في حلقة علم ؟؟ –<br><br>فتم للشيوعيين خطتهم بتمامها وكمالها ، حيث :<br><br> ــ عطلوا مسيرة الدعوة إلى توحيد الله ، والعودة إلى الكتاب و السنة على منهج السلف الصالح .<br><br>ــ أنقذوا التيار العلماني البربري الشيوعي ، و أعادوا له الحياة من جديد ، بعد أن كان على شبر من الإندثار و الزوال والفناء .<br><br>وما كانوا ليفعلوا ذلك لو لم يؤسسوا الجبهة الإسلامية للإنقاذ الجزائرية ؟؟؟؟؟؟ <br><br>وإشارة إلى كل ما سبق ، قال رئيس الحكومة السابق عبد السلام بلعيد - الناقم على النظام الحاكم اليوم ، لأنهم أخرجوه من سرايا الحكم ؟؟ - : ( وأؤكد أن " جبهة الإنقاذ " أنقذت النظام ) ـــ ( في حوار مع جريدة جزائرية " الخبر الأسبوعي " التي كانت تنجز في بداية انطلاقها في مقرات جريدة المنقذ – لسان حال الجبهة الإسلامية للإنقاذ - ؟؟ ، وهي الآن في خندق التيار العلماني البربري ) ـــ .<br><br>يعني النظام الشيوعي – الذي أرعبته الدعوة إلى الله على منهج الأنبياء – الذي حكم البلاد في تلك الفترة ، أعانته – أي الجبهة – على ردم الإسلام وتغييبه لفترة أخرى - كما فعلوا ذلك مع جمعية المسلمين الجزائريين بعد الإستقلال .<br><br>واسألوا الشيخ الفاضل عبد الملك رمضاني لمزيد من التفاصيل في هذا الموضوع ، وخاصة أصحاب فقه الوقوع ، عفواً الواقع ؟؟ لمن هو في الريب و الوسواس واقع ، والله المستعان .<br><br>في الحلقات القادمة إن شاء الله ، سأكمل لكم حقائق أخرى عن هؤلاء القوم ..<br>أخوكم …………….السلفي الجزائري<br><br>والسلام عليكم .<br><br><br>
[/quote]السلام عليكم,تحليلك هذا الذي تقدمت به ; أن الحركة الشيوعية العلمانية هي التي كانت سبب في إنشاء حزب الإنقاذ!!, من قال بهذا التحليل في الجزائر ? لم نسمعه لا من رجال السياسة و لا من الدعاة في الجزائر!!وهم أعلم بالواقع من غيرهم, إعلم وفقني الله و إياك أن الجبهة كانت فكرة بعض ممن يسمون أنفسهم بالسلفيين زعموا!! وهم; علي بن حاج و عباس مدني,محمد كرار, الهاشمي سحنوني,و سعيد قشي, هؤلاء الخمسة هم من أسسوا حزب الإنقاذ, في مسجد السنة في باب الواد بعد إقرار التعددية الحزبية في دستور فبراير 1989وكانت بعض الحركات الإسلامية لم تشارك و لم توافق على تأسيس الجبهة, منها حركة الإخوان بزعامة نحناح و بوسليماني. لم يمتنعوا بسبب شرعي, أي , أن الحزبية ليست من الإسلام, بل إمتنعوا بسبب خظوعهم لتنظيم العالمي للإخوان المسلمين التابعين لمصر, وإذا تقيدوا بحزب يخالفهم في أفكارهم كالإنقاذ, فيقعون في خلاف شديد مع قادتهم. و ممن إمتنع كذالك جاب الله صاحب حزب النهظة, وهو من الإخوان كذالك. أما المترددون هم أصحاب الجزأرة و على رأسهم محمد السعيد و عبد الرزاق رجام وبعد أخذ و رد مع قادة الجبهة وافقوا. و الطرف الثالث اللذي إمتنع عن تأسيس الجبهة هم الأفغان (الجزائريون العائدون من حرب أفغانستان) و أصحاب الهجرة و التكفير (تكفيريين مصر من أتباع سيد قطب) بحجة أن الحزبية ليست من الإسلام وهي من الوسائل المحرمة. و غايتهم في ذالك التغير بالسيف أي لا حوار و لا سياسة مع الطاغوت, وكانوا أول ممن إنتقلوا إلى العمل لمسلح, و قبل إلغاء الإنتخابات التشريعية, و هم من قاموا بعملية قمار.و هم الخوارج الحقيقيون اللذين يكفرون بالمعصية,أم الطرف الرابع اللذي لم يوافق على التأسيس وكان يعتقد و لايزال كذالك أن الحزبية ليست من الإسلام, هم السلفيون وقد رمتهم الفرق المتحمسة لإنشاء الحزب بالمتخاذلين و الجبناء, وكان عددهم -أي السلفيين -قليل جدا, أي المنهج السلفي الحق كان غريب عنا إلا من رحم الله, حتى كنا نسمع أيام التسعينات أن الشيخ الألباني يزكي الجبهة ووو, لم تكن إنترنت و هاتف نقال كاليوم,, وأتذكر جيدا أن شيخ سلفي في ولاية بلعباس كان يحذر من الجبهة فقتلوه أصحاب حماة الدعوة السلفية!! بزعامة التكفيري قادة بن شيحة. و الله كنا حقا في حيرة من أمرنا لا علماء نلجأ إليهم و لا إتصال بيننا و بينهم بسبب عدم توفر الوسائل, و تشويه صمعة علماء السعودية بسبب إستعانتهم بالكافر في حرب الخليج الأولى, وكنا نخشى حتى الذهاب إلى المساجد أما لباس القميص كان مستحيل لبسه, و اليوم الحمد لله اللذي فتح علينا باب العلم و الأمن,وحتى أثبت للقارئ صدق ما أقول أسوق كلام الشّيخ "ابن باديس" الدّال دلالة واضحة على مجاملته للإباضيّة وعدم تبيينه لانحراف هؤلاء، حيث قال وهو يصف إحدى جولاته إلى مدينة بسكرة ما يلي : (في شعبان الماضي عقدنا رحلة إلى بسكرة النّخيل لتركيز شعبة جمعيّة العلماء المسلمين الجزائريين بها، وزيارة مدرسة الإخاء الّتي أسّست حديثا ـ فلقينا بالمحطّة الشّيخ الأمين العمودي كاتب الجمعيّة ورئيس الشعبة، والشّيخ "محمّد خير الدّين"، والشّيخ "محمّد الطّرابلسي"، والشّيخ "بلقاسم البسكري" المدرّسين بالمدرسة في جمع غفير من فضلاء السّادة البسكريين) آثار الإمام "عبد الحميد بن باديس" [4/255]، (من مطبوعات وزارة الشّؤون الدّينيّة ـ الطّبعة الأولى).، تمّ وصف المدرسة بما يلي :(من أعظم ما يدخل السّرور عـلى قلب المسلم، أن يرى إخوانه المسلمين يمثّلون معنى الأخوّة الإسلاميّة تمثيلا عمليًا مثل ما شاهدته ببسكرة من مالكيتها وإباضيّتها، فجماعتهم واحدة، ورأيهم واحد وشوراهم في المصالح العامّة واحدة، وما تنطوي عليه القلوب لابدّ أن يظهر على الأقوال والأعمال، فاهتداء السّادة البسكريين ـ مالكيّة وإباضيّة ـ إلى تسميّة مدرستهم بمدرسة الإخاء هو أثر ممّا تنطوي عليه قلوبهم من معنى الأخوّة الصّحيح الّتي ربطها بها الإسلام، ونشاهد روح التّضامن والتّآخي بادية في إدارة المدرسة من الجانبين، وفي التّعليم بها كذلك وفي الأبناء المتعلّمين من المالكيّة والإباضيّة الممتزجين ببعضهم ليشبّوا على ذلك التّآخي وذلك الإتّحاد..) آثار الإمام "عبد الحميد بن باديس" [4/255]، (من مطبوعات وزارة الشّؤون الدّينيّة ـ الطّبعة الأولى).وخير دليل على ذلك ثناؤه الشّديد على واحد من كبار علماء الإباضيّة عندنا وهو الشّيخ "إبراهيم اطفيش" حيث كتب عنه "ابن باديس" ما يلي» هَبَط صديقنا الأستاذ العلاّمة الشّيخ "إبراهيم اطفيش" وادي النّيل مهاجرا إليه من وطنه الجزائر من قبل أن يولد الفتح، اكتسبنا صداقته من السنّة الأولى الّتي اتّخذ فيها الوطن المصري وطنا ثانيّا له، فكنّا نحن وجميع أفاضل المصرييّن نعجب بصدقه وصلابة دينه واستعداده للمشاركة في كل خير، فما قامت لخير الإسلام جماعة من ذلك الحين، ولا أرسل المنادون إلى الفلاح صوتهم في أمر، إلاّ كان الأستاذ "أبو إسحاق" الشّيخ "إبراهيم اطفيش" في مقدمّة المعينين على ذلك، ومقالاته المتعدّدة في هذه الصّحيفة وفي أختها الزّهراء شاهد على فضله، ودليل على حسن بلائه في سبيل وحدة المسلمين جزاه اللّه خيرا«آثار الإمام "عبد الحميد بن باديس" [3/116]، (الطّبعة الأولى من مطبوعات وزارة الشؤون الدّينيّة).
(عنوان1 إصرار ابن باديس على بدعة المولد النّبوي)كان "ابن باديس" مصرّا على حضور هذه الاحتفالات بنفسه، والزّيادة على ذلك بإلقاء كلمة عن هذه المناسبة (العظيمة) في زعمه، والّتي هي بدعة ضلالة في حقيقة أمرها.. تابعوا معي أيّها القرّاء الكرام مدى تمسك "ابن باديس" ببدعة المولد حيث ألقى خطابا ارتجاليّا في نادي التّرقي قال فيه ما يأتي : » بسم اللّه الرّحمن الرّحيم، وعلى اسم الجزائر الرّاسخة في إسلامها، المتمسّكة بأمجاد قوميتها وتاريخها ـ أفتتح الذّكرى الأولى بعد الأربعمائة والألف من ذكريات مولد نبي الإنسانيّة ورسول الرّحمة سيّدنا ومولانا محمّد بن عبد اللّه عليه وعلى آله الصّلاة والسّلام ـ في هذا النّادي العظيم الّذي هو وديعة الأمّة الجزائريّة عند فضلاء هذه العاصمة ووجهائها. لسنا وحدنا في هذا الموقف الشّريف لإحياء هذه الذّكرى العظيمة، بل يشاركنا فيها نحو خمسمائة مليون من البشر في أقطار المعمور كلّهم تخفق أفئدتهم فرحا وسرورا وتخضع أرواحهم إجلالا وتعظيما لمولد سيّد العالمين« (مجالس التذكير من حديث البشير النذير)، [ص 287].ثمّ واصل كلامه قائلا :» ما الدّاعي إلى إحياء هذه الذّكرى ؟ المحبّة في صاحبها..إنّ الشّيء يحبّ لحسنه أو لإحسانه وصاحب هذه الذّكرى قد جمع ـ على أكمل وجه ـ بينهما« (مجالس التّذكير من حديث البشير النّذير)، [ص289].ثمّ ازداد تمسّكا بهذه البدعة والاستدلال لها فقال : » فمن الحقّ والواجب أن يكون هذا النّبيّ الكريم أحبّ إلينا من أنفسنا وأموالنا ومن النّاس أجمعين ولو لم يقل لنا في حديثه الشّريف : "لا يؤمن أحدكم حتّى أكون أحبّ إليه من ولده ووالده والنّاس أجمعين"، وكم فينا من يحبّه هذه المحبّة ولم يسمع بهذا الحديث ؟ فهذه المحبّة تدعونا إلى تجديد ذكرى مولده في كلّ عام.. ما الغاية من تجديد هذه الذّكرى ؟ استثمار هذه المحبّة...« (مجالس التّذكير من حديث البشير النّذير)، [من 289 إلى 295].
(عنوان1 موقف ابن باديس من مسألة والدي المصطفى عليه الصّلاة والسّلام وردّه لحديث الآحاد في العقيدة)لا يـجوز الإعراض عن السّنة النّبوية والاكتفاء بالقرآن الكريم وحده..وللأسف هذا ما فعله الشيّخ "ابن باديس" في هذه المسألة.. وإلى القارئ الكريم أسوق كلامه فقد قال في معرض تفسيره لقوله تعالى : )وما كنّا مُعذّبين حتّى نبعث رسولا( ما يلي : » لمّا كان العرب لم يأتهم نذير قبل النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلمّ بنّص هذه الآية وغيرها فهم في فترتهم ناجون لقوله تعالى : ) وما كنّا مُعذّبين حتّى نبعث رسولا(، و) وأن تقولوا ما جاءنا من بشير ولا نذير( وغيرهما، وكلّها آيات قواطع في نجاة أهل الفترة ولا يستثنى من ذلك إلاّ من جاء فيهم نصّ ثابت خاصّ "كعمر بن لُحيّ"(هكذا وردت في الكتاب) أوّل من سيّب السّوائب وبدّل في شريعة إبراهيم وغيّر وحلّل للعرب وحرّم، فأبَوَا النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ناجيان بعموم هذه الأدلّة ولا يعارض تلك القواطع حديث مسلم عن أنس (رضي اللّه عنه) : (أنّ رجلا قال للنّبيّ صلّى اللّه عليه وعلى آله وسلمّ : يا رسول اللّه أين أبي ؟ قال في النّار، فلمّا قفا الرّجـل دعاه فقال : إنّ أبي وأباك في النّار)، لأنّه خبر آحاد فلا يعارض القواطع وهو قابل للتّأويل بحمل الأب على العمّ مجازا يحسنه المشاكلة اللّفظية ومناسبته لجبر خاطر الرّجل وذلك من رحمته صلّى اللّه عليه وسلمّ وكريم أخلاقه..« مجالس التّذكير [من كلام الحكيم الخبير ـ ص 373].
تجويزابن باديس رحمه اللّه للتّوسّل بذات النبي $
قال الشّيخ "ابن باديس" في معرض حديثه عن التّوسّل شارحا حديث الأعمى : (لم يدع الأعمى النّبيّ صلّى اللّه عليه وعلى آله وسلّم، ولم يسأله أن يشفيه هو لأنّ الدّعاء لقضاء الحوائج وكشف البلايا ونحو ذلك هو العبادة، وفي حديث النّعمان بن بشير المرفوع : (الدّعاء هو العبادة) رواه أحمد وأصحاب السّنن، والعبادة لا تكون إلاّ للّه لم يدعه لا وحده ولا مع اللّه لأنّ الدّعاء لا يكون إلاّ للّه، وهذا بخلاف ما يفعله الجهّال والضّلال من طلبهم من المخلوقين من الأحياء والأموات أن يعطوهم مطالبهم ويكشفوا عنهم بلاياهم، وإنّما سأله أن يدعو اللّه تعالى أن يُعَافيه وهذا جائز أن يسأل المؤمن من أخيه في حال حياته أن يدعو اللّه تعالى له، ومن هذا حديث البخاري في سؤال أم أنس بن مالك من النّبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أن يدعو لأنس خادمه فدعا له، ومن هذا ما رواه التّرمذي وأبو دار عن عمر بن الخّطاب قال استأذنت النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم في العمرة فأذن لي وقال : اشركنا يا أخي في دعائك ولا تنسنا، زاد في رواية التّرمذي فقال كلمة ما يسّرني أنّ لي بها الدّنيا، يعني قوله اشركنا إلخ، ثمّ أنّه توسّل بذاته بحسب مقامه عند ربّه، وهذا على الوجه الأوّل من الوجهين المتقدّمين في فصل التّراكيب، أو توسّل بدعائه، وهذا على الوجه الثّاني منهما.. فمن أخذ بالوجه الأوّل قال يجوز التّوسّل بذاته، ومن أخذ بالوجه الثّاني قال : إنّما يتوسّل بدعائه، ثمّ إنّ من أخذ بالوجه الأوّل فهذا الدّعاء حكمه باق بعد وفاته كما كان في حياته، ومن أخذ بالوجه الثّاني لا يكون بعد وفاته لأنّ دعاءه إنّما كان في حياته لمن دعا له، فالوجهان المتقدّمان كما ترى هما مثار الخلاف في جواز التّوسّل بذاته وعدم جوازه، فمن أخذ بالوجه الأوّل جوّز ومن أخذ بالثّاني منع..) (مجالس التّذكير من حديث البشير النّذير) [ص 42].وبعد عرضه للخلاف بين المجوّزين للتّوسّل في الوجه الأوّل والمانعين له في الوجه الثّاني يواصل الشّيخ "ابن باديس" كلامه سائلا ومجيبا في آن واحد بالطّريقة الآتية : (سؤال : فإن قلت قد عرفنا القولين وعرفنا مدركهما فما هو الرّاجح عندك منهما ؟جوابه : الرّاجح هو الوجه الأوّل الّذي يجيز التّوسّل بذات النّبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم نظرا لمقامه العظيم عند ربّه لوجهين، الأوّل : أنّ ذلك هـو ظاهر اللّفظ ولا موجب للتّقدير ولا منافاة بين أن يكون في قوله أسألك وأتوجّه إليك بنبّيك وقوله إنّي توجّهت بك قد سأل بذاته، وفي قوله اللّهم شفّعه فيّ قد سأل قبول دعائه له وسؤاله..والثّاني أنّه لمّا كان جائزا السّؤال من المخلوقين بما له مقام عظيم عندهم فلا مانع من أن يسأل اللّه تعالى بنبيّه بحسب مقامه العظيم عنده) (مجالس التّذكير من حديث البشير النّذير) [ص 43].ثمّ يبيّن "ابن باديس" موقف الصّحابة من التّوسّل بطريقة السّؤال والجواب فيقول :
(سؤال آخر : بعدما عرفنا رجحان سؤاله تعالى بالأسماء والصّفات والطّاعات، فهل ثبت عن الصّحابة سؤالهم وتوسّلهم بذاته ؟.
جوابه : لم يثبت عن واحد منهم شيء من ذلك فيما لدينا من كتـب السّنة المشهورة بل ثبت عدولهم عن ذلك في وقت مقتضٍ له لو كانوا يفعلونه، وذلك في حديث استسقاء عمر بالعبّاس رضيّ اللّه تعالى عنهما. فقد أخرج البخاري في صحيحه بسنده عن أنس : أنّ عمر بن الخطّاب رضي اللّه عنه كان إذا قحطوا استسقى بالعبّاس بن عبد المطّلب فقال : اللّهم إنّا كنّا نتوسّل إليك بنبيّنا صلّى اللّه عليه وسلّم فتسقينا، وإنّا نتوسّل إليك بعمّ نبيّنا فاسقنا، قال : فيسقون. ومعنى الحديث أنّهم كانوا يتوسّلون بالنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يدعو لهم في الاستسقاء ويدعون، ثمّ صاروا يتوسّلون بالعباس فيدعو لهم ويدعون، فالتّوسّل هنا قطعا بدعائهما لا بذاتهما.. ووجه الاستدلال بهذا الحديث على مرجوحية التّوسّل بالذّات : أنّ الصّحابة لم يقولوا في موقفهم ذلك : اللّهم إنّا نتوسّل إليك بنبيّنا أيّ بذاته ومقامه، بل عدلوا عن ذلك إلى التّوسّل بالعبّاس يدعو لهم ويدعون كما كان النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يفعل في الاستسقاء، ولقد استدلّ بعضهم بعدول الصّحابة عن التّوسل بذات النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم في هذا المقام على منعه، ونحن لما بيّنا قبل من دليل جوازه إنّما نستدلّ بِعُدولِهم على مرجوحيته). (مجالس التّذكير من حديث البشير النّذير) [ص 45 و 46].فائدة: سئل الشّيخ العلاّمة "صالح الفوزان" عضو هـيئة كبار العلماء في المملكة العربية السّعودية عن هذه المسألة هل هي من المسائل الفرعية أم من المسائل العقدية المهمّة، فكان جوابه كما يلي: (وصلتني رسالتكم الّتي طلبتم فيها الإجابة عن أسئلة في العقيدة وهي أولا: هل التوسّل بالمخلوقين أوحقّهم أو جاههم يعتبر أمرا مبتدعا ووسيلة من وسائل الشرك، والخلاف فيه يعتبر خلافا في مسائل العقيدة لا في مسائل الفروع لأنّ الدعاء أعظم أنواع العبادة ولا يجوز فيه إلاّ ما ورد في الكتاب والسنّة، ولم يرد في الكتاب والسنّة السؤال بالمخلوقين أوحقّهم أوجاههم، وإنّما ورد الأمر بدعاء اللّه مباشرة من غير توسّط بأحد من خلقه )وقال ربكم ادعوني أستجب لكم(، )فادعوا اللّه مخلصين له الدين(، وإذا انضاف إلى التوسّل بالمخلوق التقرّب إليه بشيء من القربات كالذّبح له والنذر له فهذا شرك أكبر كما قال تعالى : ) ويعبدون من دون اللّه ما لايضرّهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند اللّه( الأية..ولمّا كان الدّعاء أعظم أنواع العبادة، والعبادة توقيفية فإنّه لا يجوز أن يدعى اللّه سبحانه وتعالى إلاّ بالكيفية الواردة في الكتاب والسنّة، وليس في تلك الكيفية التّوسّل بالمخلوقين أوحقّهم أو جاههم في الدّعاء فيكون بدعة وكلّ بدعة ضلالة..واللّه أعلم) (وقفات مع كتاب للدّعاة فقط) ـ للشّيخ "محمّد بن سيف العجمي"..
(عنوان1 تجويزابن باديس رحمه اللّه للتّوسّل بذات النبي $)
قال الشّيخ "ابن باديس" في معرض حديثه عن التّوسّل شارحا حديث الأعمى : (لم يدع الأعمى النّبيّ صلّى اللّه عليه وعلى آله وسلّم، ولم يسأله أن يشفيه هو لأنّ الدّعاء لقضاء الحوائج وكشف البلايا ونحو ذلك هو العبادة، وفي حديث النّعمان بن بشير المرفوع : (الدّعاء هو العبادة) رواه أحمد وأصحاب السّنن، والعبادة لا تكون إلاّ للّه لم يدعه لا وحده ولا مع اللّه لأنّ الدّعاء لا يكون إلاّ للّه، وهذا بخلاف ما يفعله الجهّال والضّلال من طلبهم من المخلوقين من الأحياء والأموات أن يعطوهم مطالبهم ويكشفوا عنهم بلاياهم، وإنّما سأله أن يدعو اللّه تعالى أن يُعَافيه وهذا جائز أن يسأل المؤمن من أخيه في حال حياته أن يدعو اللّه تعالى له، ومن هذا حديث البخاري في سؤال أم أنس بن مالك من النّبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أن يدعو لأنس خادمه فدعا له، ومن هذا ما رواه التّرمذي وأبو دار عن عمر بن الخّطاب قال استأذنت النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم في العمرة فأذن لي وقال : اشركنا يا أخي في دعائك ولا تنسنا، زاد في رواية التّرمذي فقال كلمة ما يسّرني أنّ لي بها الدّنيا، يعني قوله اشركنا إلخ، ثمّ أنّه توسّل بذاته بحسب مقامه عند ربّه، وهذا على الوجه الأوّل من الوجهين المتقدّمين في فصل التّراكيب، أو توسّل بدعائه، وهذا على الوجه الثّاني منهما.. فمن أخذ بالوجه الأوّل قال يجوز التّوسّل بذاته، ومن أخذ بالوجه الثّاني قال : إنّما يتوسّل بدعائه، ثمّ إنّ من أخذ بالوجه الأوّل فهذا الدّعاء حكمه باق بعد وفاته كما كان في حياته، ومن أخذ بالوجه الثّاني لا يكون بعد وفاته لأنّ دعاءه إنّما كان في حياته لمن دعا له، فالوجهان المتقدّمان كما ترى هما مثار الخلاف في جواز التّوسّل بذاته وعدم جوازه، فمن أخذ بالوجه الأوّل جوّز ومن أخذ بالثّاني منع..) (مجالس التّذكير من حديث البشير النّذير) [ص 42].وبعد عرضه للخلاف بين المجوّزين للتّوسّل في الوجه الأوّل والمانعين له في الوجه الثّاني يواصل الشّيخ "ابن باديس" كلامه سائلا ومجيبا في آن واحد بالطّريقة الآتية : (سؤال : فإن قلت قد عرفنا القولين وعرفنا مدركهما فما هو الرّاجح عندك منهما ؟جوابه : الرّاجح هو الوجه الأوّل الّذي يجيز التّوسّل بذات النّبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم نظرا لمقامه العظيم عند ربّه لوجهين، الأوّل : أنّ ذلك هـو ظاهر اللّفظ ولا موجب للتّقدير ولا منافاة بين أن يكون في قوله أسألك وأتوجّه إليك بنبّيك وقوله إنّي توجّهت بك قد سأل بذاته، وفي قوله اللّهم شفّعه فيّ قد سأل قبول دعائه له وسؤاله..والثّاني أنّه لمّا كان جائزا السّؤال من المخلوقين بما له مقام عظيم عندهم فلا مانع من أن يسأل اللّه تعالى بنبيّه بحسب مقامه العظيم عنده) (مجالس التّذكير من حديث البشير النّذير) [ص 43].ثمّ يبيّن "ابن باديس" موقف الصّحابة من التّوسّل بطريقة السّؤال والجواب فيقول :
(سؤال آخر : بعدما عرفنا رجحان سؤاله تعالى بالأسماء والصّفات والطّاعات، فهل ثبت عن الصّحابة سؤالهم وتوسّلهم بذاته ؟.
جوابه : لم يثبت عن واحد منهم شيء من ذلك فيما لدينا من كتـب السّنة المشهورة بل ثبت عدولهم عن ذلك في وقت مقتضٍ له لو كانوا يفعلونه، وذلك في حديث استسقاء عمر بالعبّاس رضيّ اللّه تعالى عنهما. فقد أخرج البخاري في صحيحه بسنده عن أنس : أنّ عمر بن الخطّاب رضي اللّه عنه كان إذا قحطوا استسقى بالعبّاس بن عبد المطّلب فقال : اللّهم إنّا كنّا نتوسّل إليك بنبيّنا صلّى اللّه عليه وسلّم فتسقينا، وإنّا نتوسّل إليك بعمّ نبيّنا فاسقنا، قال : فيسقون. ومعنى الحديث أنّهم كانوا يتوسّلون بالنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يدعو لهم في الاستسقاء ويدعون، ثمّ صاروا يتوسّلون بالعباس فيدعو لهم ويدعون، فالتّوسّل هنا قطعا بدعائهما لا بذاتهما.. ووجه الاستدلال بهذا الحديث على مرجوحية التّوسّل بالذّات : أنّ الصّحابة لم يقولوا في موقفهم ذلك : اللّهم إنّا نتوسّل إليك بنبيّنا أيّ بذاته ومقامه، بل عدلوا عن ذلك إلى التّوسّل بالعبّاس يدعو لهم ويدعون كما كان النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يفعل في الاستسقاء، ولقد استدلّ بعضهم بعدول الصّحابة عن التّوسل بذات النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم في هذا المقام على منعه، ونحن لما بيّنا قبل من دليل جوازه إنّما نستدلّ بِعُدولِهم على مرجوحيته). (مجالس التّذكير من حديث البشير النّذير) [ص 45 و 46].فائدة: سئل الشّيخ العلاّمة "صالح الفوزان" عضو هـيئة كبار العلماء في المملكة العربية السّعودية عن هذه المسألة هل هي من المسائل الفرعية أم من المسائل العقدية المهمّة، فكان جوابه كما يلي: (وصلتني رسالتكم الّتي طلبتم فيها الإجابة عن أسئلة في العقيدة وهي أولا: هل التوسّل بالمخلوقين أوحقّهم أو جاههم يعتبر أمرا مبتدعا ووسيلة من وسائل الشرك، والخلاف فيه يعتبر خلافا في مسائل العقيدة لا في مسائل الفروع لأنّ الدعاء أعظم أنواع العبادة ولا يجوز فيه إلاّ ما ورد في الكتاب والسنّة، ولم يرد في الكتاب والسنّة السؤال بالمخلوقين أوحقّهم أوجاههم، وإنّما ورد الأمر بدعاء اللّه مباشرة من غير توسّط بأحد من خلقه )وقال ربكم ادعوني أستجب لكم(، )فادعوا اللّه مخلصين له الدين(، وإذا انضاف إلى التوسّل بالمخلوق التقرّب إليه بشيء من القربات كالذّبح له والنذر له فهذا شرك أكبر كما قال تعالى : ) ويعبدون من دون اللّه ما لايضرّهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند اللّه( الأية..ولمّا كان الدّعاء أعظم أنواع العبادة، والعبادة توقيفية فإنّه لا يجوز أن يدعى اللّه سبحانه وتعالى إلاّ بالكيفية الواردة في الكتاب والسنّة، وليس في تلك الكيفية التّوسّل بالمخلوقين أوحقّهم أو جاههم في الدّعاء فيكون بدعة وكلّ بدعة ضلالة..واللّه أعلم) (وقفات مع كتاب للدّعاة فقط) ـ للشّيخ "محمّد بن سيف العجمي"..
(عنوان1 رأي ابن باديس في مصطفى كمال " أتا تورك ")
أشاد "ابن باديس" "بمصطفى كمال أتاتورك" ورثاه رثاءً حارا، ووصفه بأوصاف لا تليق إلاّ بحاكم عظيم مسلم متديّن يعمل بشريعة اللّه ويطبّقها على شعبه، وقبل ذلك على نفسه، وحتّى لا أطيل على القارئ أنقل المقال بكامله ليقرأه كلّ منصف، وهو بعنوان : "مصطفى كمال رحمه اللّه.." وقال فيه ما نصّه :» في السّابع عشر من رمضان المعظّم ختمت أنفاس أعظم رجل عرفته البشريّة في التّاريخ الحديث، وعبقريّ من أعظم عباقرة الشّرق، الّذين يطلعون على العالم في مختلف الأحقاب، فيحوّلون مجرى التّاريخ ويخلقونه خلقا جديدا.. ذلك هو "مصطفى كمال" بطل غاليبولي في الدّردنيل وبطل سقاريا في الأناضول، وباعث تركيا من شبه الموت إلى حيث هي اليوم من الغنى والعزّ والسّمو..وإذا قُـلنا بطل غاليبولي، فقد قلنا قاهر الأنكليز أعظم دولة بحرية الّذي هزمها في الحرب الكبرى شرّ هزيمة لم تعرفها في تاريخها الطّويل..وإذا قلنا بطل سقاريا فقد قلنا قاهر الأنكليز، وحلفائهم من يونان وطليان وافرنسيّين بعد الحرب الكبرى، ومجليهم عن أرض تركيا بعد احتلال عاصمتها والتهام أطرافها وشواطئها..وإذا قلنا باعث تركيا فقد قلنا باعث الشّرق الإسلامي كلّه، فمنزلة تركيا الّتي تبوأتها من قلب العالم الإسلامي في قرون عديدة هي منزلتها فلا عجب أن يكون بعثه مرتبطا ببعثها.. لقد كانت تركيا قبل الحرب الكبرى هي جبهة صراع الشّرق إزاء هجمات الغرب، ومرمى قذائف الشَّرَهِ الاستعماري والتّعصب النّصراني من دول الغرب، فلمّا انتهت الحرب وخرجت تركيا منها مهشّمة مفكّكة، تناولت الدّول الغربيّة أمم الشّرق الإسلامي تمتلكها تحت أسماء استعماريّة ملطّفة، واحتلّت تركيا نفسها واحتلّت عاصمة الخلافة وأصبح الخليفة طوع يدها وتحت تصرّفها، وقال الماريشال اللّونبي ـ وقد دخل القدس ـ "اليوم انتهت الحروب الصّليبيّة"..فلو لم يخلق اللّه المعجزة على يد "كمال" لذهبت تركيا وذهب الشّرق الإسلامي معها، ولكنّ "كمالا" الّذي جمع تلك الفلول المبعثرة فالتفّ به إخوانه من أبناء تركيا البررة ونفخ من روحه في أرض الأناضول حيث الأرومة التّركية الكريمة وغير ذلك الشّعب النّبيل، وقاوَم ذلك الخليفة الأسير وحكومته المتداعيّة، وشيوخه الدّجالين من الدّاخل، وقهر دول الغرب وفي مقدّمتها إنكلترا من الخارج..لكنّ "كمالا" هذا أوقف الغرب المغير عند حدّه وكبح من جماحه وكسر من غلوائه، وبعث في الشّرق الإسلامي أمله وضرب له المثل العالي في المقاومة والتّضحية فنهض يكافح ويُجاهد، فلم يكن "مصطفى" محي تركيا وحدها بل محي الشّرق الإسلامي كلّه. وبهذا غيّر مجرى التّاريخ ووضع للشّرق الإسلامي أساس تكوين جديد، فكان بحقّ ـ كما قلنا ـ من أعظم عباقرة الشّرق العظام الّذين أثروا في دين البشرية ودنياها من أقدم عصور التّاريخ.إنّ الإحاطة بنواحي البحث في شخصيّة "أتاتورك" (أبي التّرك) ممّا يقصر عنه الباع ويضيق عنه المجال، ولكنّني أرى من المناسب أومن الواجب أن أقول كلمة في موقفه إزاء الإسلام، فهذه هي النّاحية الوحيدة من نواحي عظمة "مصطفى أتاتورك" الّتي ينقبض لها قلب المسلم ويقف متأسّفا ويكاد يولّي "مصطفى" في موقفه هذا الملامة كلّها حتّى يعرف المسؤولين الحقيقيين الّذين أوقفوا "مصطفى" ذلك الموقف..فمن هم هؤلاء المسؤولون ؟.. المسؤولون هم الّذين كانوا يمثّلون الإسلام وينطقون باسمه، ويتولّون أمر النّاس بنفوذه، ويعدّون أنفسهم أهله وأولى النّاس به، هؤلاء هم خليفة المسلمين، شيخ إسلام المسلمين ومن معه من علماء الدّين، شيوخ الطّرق المتصوّفون، الأمم الإسلامية الّتي كانت تعدّ السّلطان العثماني خليفة لها، أمّا خليفة المسلمين فيجلس في قصره تحت سلطة الإنجليز المحتلّين لعاصمته ساكنا ساكتا، أستغفر اللّه بل متحرّكا في يدهم تحرّك الآلة لقتل حركة المجاهدين بالأناضول، ناطقا بإعلان الجهاد ضدّ "مصطفى كمال" ومن معه، الخارجين عن طاعة أمير المؤمنين، وأمّا شيخ الإسلام وعلماؤه فيكتبون للخليفة منشورا يمضيه باسمه ويوزّع على النّاس بإذنه، وتلقيه الطّائرات اليونانيّة على القرى برضاه يبيح فيه دم "مصطفى كمال"، ويعلن خيانته ويضمن السّعادة لمن يقتله، وأمّا شيوخ الطّرق الضّالون وأتباعهم المنوّمون فقد كانوا أعوانا للإنجليز وللخليفة الواقع تحت قبضتهم يوزّعون ذلك المنشور ويثيرون النّاس ضدّ المجاهدين..وأمّا الأمم الإسلاميّة الّتي كانت تعدّ السّلطان العثماني خليفة لها فمنها ـ إلاّ قليلا ـ من كانوا في بيعته فانتقضوا عليه ثمّ كانوا في صفّ أعدائهم وأعدائه، ومنها من جاءت مع مستعبديها حاملة السّلاح على المسلمين شاهرة له في وجه خليفتهم فأين هو الإسلام في هذه (الكليشييات) كلّها ؟ وأين يبصره "مصطفى" الثّائر المحروب، والمجاهد الموتور..منها ؟. لقد ثار "مصطفى كمال" حقيقة ثورة جامحة جارفة ولكنّه لم يكن على الإسلام وإنّما ثار على هؤلاء الّذين يسمّون بالمسلمين، فألغى الخلافة الزّائفة وقطع يد أولئك العلماء عن الحكم فرفض مجلّة الأحكام واقتلع شجرة زقّوم الطّرقية من جذورها، وقال للأمم الإسلاميّة عليكم أنفسكم وعليّ نفسي، لا خير في الاتّصال بكم ما دمتم على ما أنتم عليه، فكوّنوا أنفسكم ثمّ تعالوا نتعاهد ونتعاون كما تتعاهد وتتعاون الأمّم ذوات السّيادة والسّلطان. أمّا الإسلام فقد ترجم القرآن لأمتّه التّركية بلغتها لتأخذ الإسلام من معدنه، وتستقيه من نبعه، ومكّنها من إقامة شعائره فكانت مظاهر الإسلام في مساجده ومَوَاسِمه تتزايد في الظّهور عاما بعد عام حتّى كان المظهر الإسلامي العظيم يوم دفنه والصّلاة عليه تغمّده اللّه برحمته.. لسنا نبرّر صنيعه في رفض مجلّة الأحكام، ولكنّنا نريد أن يذكر النّاس أنّ تلك المجلّة المبنيّة على مشهور وراجح مذهب الحنفيّة ما كانت تسع حاجة أمّة من الأمم في كلّ عصر لأنّ الّذي يسع البشريّة كلّها في جميع عصورها هو الإسلام بجميع مذاهبه لا مذهب واحد أو جملة مذاهب محصورة كائنا ما كان وكائنة ما كانت. ونريد أن يذكر النّاس أيضا، أنّ أولئك العلماء الجامدين ما كانوا يستطيعون أن يسمعوا غير ما عرفوه من صغرهم من مذهبهم وما كانت حواصلهم الضّيقة لتتسّع لأكثر من ذلك، كما يجب أن يذكروا أنّ مصر بلد الأزهر الشّريف مازالت إلى اليوم الأحكام الشّرعية ـ غير الشّخصيّة ـ معطّلة فيها، ومازال (كود) نابليون مصدر أحكامها إلى اليوم، ومازال الانتفاع بالمذاهب الإسلاميّة في القضاء ـ غير المذهب الحنفي ـ مهجورا كذلك إلاّ قليلا جدّا، نعم إنّ "مصطفى أتاتورك" نزع عن الأتراك الأحكام الشّرعية وليس مسؤولا في ذلك وحده وفي إمكانهم أن يسترجعوها متى شاءوا وكيفما شاءوا، ولكنّه رجع لهم حرّيتهم واستقلالهم وسيادتهم وعظمتهم بين أمم الأرض، وذلك ما لا يسهل استرجاعه لو ضاع، وهو وحده كان مبعثه ومصدره، ثمّ إخوانه المخلصون، فأمّا الّذين رفضوا الأحكام الشّرعية إلى (كود) نابليون فماذا أعطوا أمّتهم ؟ وماذا قال علماؤهم ؟ فرحم اللّه "مصطفى" ورجح ميزان حسناته في الموازين، وتقبّل إحسانه في المحسنين وإلى الأمّة التّركية الشّقيقة الكريمة الماجدة، الّتي لنا فيها حفدة وأخوال، والّتي تربطنا بها أواصر الدّين والدّم والتّاريخ والجوار، والّتي تذكر الجزائر أيّامها بالجميل وترى شخصها دائما ماثلا فيما تركت لها من مساجد، ومعاهد للدّين الشّريف والشّرع الجليل..إلى تركيا العزيزة نرفع تعازي الجزائر كلّها مشاركين لها في مصابها راجين لها الخلف الصّالح من أبنائها، ومزيد التّقدم في حاضرها ومستقبلها، وإلى هذا فنحن نهنّئها برئيس جمهوريتها الجديد (عصمت إينونو)، بطلا (إينونو) ومؤتمر لوزان وثنيّ "مصطفى كمال"، وإنّ في إجماعها على انتخابه لدليلا على ما بلغته تركيا الكريمة من الرّشد في الحياة الّذي تبلغ به ـ إن شاء اللّه ـ من السّعادة والكمال، ما يناسب مجدها القدوس، وتاريخها الحافل بأعظم الرّجال وجلائل الأعمال«.آثار الإمام عبد الحميد "بن باديس"، [ 3 / من 122 إلى 125].
(عنوان1 ثـناؤه على عمر المختار الصوفي السنوسي)كتب ابن باديس عنه تحت عنوان : "سيّد الشّهداء ورأس الأبرار" ما يلي : » رحمه اللّه رحمة واسعة، وحشره مع النّبيّين والصّديقين والشّهداء والصّالحين وحسن أولئك رفيقا، اغتالت يد الطّغيان الاستعماري، بطلا من خيرة أبطال العرب ورأسا من أعظم رؤوسهم، ومجاهدا كان يقف في طليعة مجاهديهم، وصنديدا غالبته الأيّام فغلبها، وصارعته الحوادث فصارعَها، وحاربته دولة من أكبر دول الأرض بجنودها ودبّاباتها وطيّاراتها، فثبت أمامها ثبات الرّاسيات، متذرّعا بالإيمان متحصّنا بقوّة العزيمة معتدا باللّه، ولطالما انتصر وظفر، ولطالما انكسر وانحدر، فما زاده النّصر إلاّ عزيمة وما زاده الانْدِحارُ إلاّ ثباتا، واعتكف على قتال المعتدين الظّالمين وحوش الاستعمار الإيطالي، فكان في حربهم شريفا مسلما، مستميتا ساعة الملحمة، رؤوفا حليما ساعة وضع الحرب لأوزارها..ذلك هو سيّدي "عمر المختار" زعيم السّنوسييّن ببرقة، الّذي جاهد عشرين عاما دفاعا عن بيضة الإسلام وكرامة الوطن ضدّ الطّغاة المستعبدين، ولم تترك السّلطة الإيطالـيّة من وسيلة سافلة وحشيّة إلاّ ارتكبتها لإخماد مقاومته، فأغلقت سائر زوايا السّنوسيّة في البلاد، و صادرت أملاكها ثمّ حصرت ثمانين ألفا من بقايا السّكان الّذين نجوا من المذابح وفظائع القتال الإيطالي، ضمن منطقة محاطة بالأسلاك الشّائكة كي لا يلتحقوا "بعمر المختار"، وأقامت على التّخوم المصريّة حراسة شديدة جدّا، كلّ ذلك وصنديد برقة رابض لا يأخذه في سبيل اللّه ضعف ولا وهن وكان يجول في ميادين القتال ممتطيّا صهوة جوادهِ الأدهم، وقد وهن عظمه ولم يتدارك الوهن قلبه، واشتعل رأسه شيبا واكتست لحيته لون القمر، وما استطاعت الثّمانون عاما الّتي قضاها في طاعة اللّه وجهاد في سبيله أن تقوِّس له ظهرا أو تضع له هامة..إلى أن أقام له الإيطاليون كمينا، فأسروه إثر قتال عنيف وأبت الوحشيّة الإيطالية إلاّ أن تقيم برهانا جديدا على فقدها كلّ شرف وتجرّدها عن كلّ عاطفة نبيلة، فحكمت عليه حالا بالإعدام، ونفّذت ذلك الحكم رميا بالرّصاص.ألا في سبيل تلك الرّوح الطّاهرة النّقيّة الّتي رجعت إلى ربّها راضية مرضيّة، تستنزل نقمته وسوط عذابه على أدناس الاستعمار الإيطالي المتكالبين، وما اللّه بغافل عمّا يعمل الظّالمون وسيعلم الّذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون«آثار الإمام "عبد الحميد بن باديس"، [3 / 75 - 76].وانظر إليه وهو في قمّة حزنه على غلق الزّوايا السّنوسيّة حينما قال : »ولم تترك السّلطة الإيطالـيّة من وسيلة سافلة وحشيّة إلاّ ارتكبتها لإخماد مقاومته فأغلقت سائر زوايا السّنوسيّة في البلاد وصادرت أملاكها...«.وهذا تناقض منه إذ أنّه إبّان فرحه باعتلاء (أتاتورك) السّلطة أظهر سروره لإسقاط دولة التّصوف، والآن يتحسّر على غلق الزّوايا السّنوسيّة والّتي كانت معقلا للتّصوّف وعشّا لبدعة الطّرائق والطّرقيّة.فائدة: هذا السّنوسيّ قد سُئل عنه أبناء الشّيخ "محمّد بن عبد الوهَاب"، والشّيخ "حمد بن ناصر بن معمر" رحمهما اللّه، فقال السّائل : السّنوسّي المغربي مصنّف السّنوسيّة المعروفة بـ "علم الصّفات"، فهل تنقمون عليه شيئا من ذلك...إلخ ؟ فكان جوابهم أنّ السّنوسّي ليس من أئمّة السّنة والجماعة، فإنّ أهل السّنة والجماعة هم الّذين نعتهم النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم لمّا ذكر أنّ بني إسرائيل افترقت على اثنتين وسبعين فرقة، وستفترق أمّتي على ثلاث وسبعين فرقة، كـلّها فـي الـنّار إلاّ واحدة، قـالوا : من هي يـا رسول الـلّه ؟ قال : " من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي"، والسّنوسيّ المذكور صنّف كتابه "أمّ البراهين" عـلى مذهب الأشاعرة، وفيها أشياء كثيرة مخالفة ما عليه أهل السّنة، فإنّ الأشاعرة خالفوا ما عليه السّلف الصّالح في مسائل، منها : مسألة العلوّ ومسألة الصّفات، ومسألة الحرف والصّوت....إلخ جوابهم) (عقيدة الشّيخ "محمّد بن عبد الوهّاب" السّلفية وأثرها في العالم الإسلامي) ـ للشّيخ "صالح بن عبد اللّه العبّود"، [2/ 465].
(عنوان1 احتفال ابن باديس بأمور مبتدعة)لقد ساهم "ابن باديس" رحمه اللّه في إحياء أمور غير واردة بالمرّة، فتجده يبتدع مناسبات ما أنزل اللّه بها من سلطان، من ذلك:1/أنّه أقام للنّاس حفلة خاصّة بمناسبة ختم تدريسه للموطأ للإمام مالك رحمه اللّه ، ولقد أقام "ابن باديس" ومن معه حفلة كبيرة وصفها أحد الحاضرين، فقال عن ذلك ما نصّه : (قبيل الاحتفال وجّهت مراسيم الدّعوة الخاصّة للعلماء والأدباء والأعيان من عمالة قسنطينة مصحوبة ببيان الزّمان والمكان، وتألّفت لجنة أدبيّة للنّظر في شؤون الحفلة وكانت متشكّلة من : الأديب النّاشط السّيد "أحمد بوشمال" مدير مجلّة "الشّهاب" الغَرّاء، وأساتذة مدرسة التّربـيّة والتّعليم، وكاتب هذه السّطور وفي قاعة مكتب المدرسة قرّرت الّلجنة برنامجها الأدبي مساء يوم الإثنين على السّاعة الثّامنة، وما كادت الشّمس تجنح للغروب أصيل يوم الأربعاء حادي عشر ربيع الثّاني حتّى تقاطرت وفود الدّعوة على مدرسة التّربيّة والتّعليم المحروسة حيث وجدوا إخوانهم القسنطنيين ينتظرون قدومهم السّعيد بمزيد التّشوّق، فتهلّلت الوجوه، وتفتّحت الشّفاه ببسمات المودّة واللّقاء ونطقت الألسنة بالـتّحيّات المباركة والتّرحيبات القلبيّة، وتعانقت الأرواح قبل الأشباح، وتكاملت الوفود في المدرسة، وبعد أداء صلاة المغرب انبرى أهالي قسنطينة المضاييف الكرام يتنافسون في تكريم ضيوفهم ـ كما في عادتهم ـ فذهبوا بتلك الوفود الكريمة النّازلة على الرّحب والسّعة إلى بيوتهم لتناول وجبة العشاء. وما كاد مؤذّن العشاء يعتلي المنار حتّى تكاملت تلك الوفود المكرّمة في الجامع الأخضر المعمور حيث يؤدّون صلاة العشاء ويسمعون بعدها درس الختم من الأستاذ الحكيم، وبعد الفراغ من الصّلاة وضع كرسيّ الدّراسة في وسط الجامع وحلّق حوله الوفود والمستمعون وانتظمت الصّفوف الأماميّة من العلماء والأدباء، ولمّا اتّسقت قلائد الحلقات واكتمل نظام الصّفوف وعلت السّكينة وساد السّكوت كأنّ على الرّؤوس الطّير، طلع الأستاذ من مقصورته كالبدر ليلة تمامه في موكب من الجمال الإلهي والجلال النّبوي فاشرأبّت الرّؤوس لطلعته المباركة وتطلّعت النّفوس وخفقت الأفئدة في الصّدور خفقة السّرور فاعتلى كرسيّ الدّراسة وأنشأ ينشر على مستمعيه الكرام تلك الدُّرَر الغالية والحكم البالغة بفصاحة نادرة وبلاغة ساحرة ونبرات موسيقيّة تمتزج بالأرواح امتزاج الماء بالرّاح، فهزّ النّفوس بعظاته (الحسنيّة) وقلب العقول بتحقيقاته العلميّة وأبحاثه النّفسيّة..استغرق في الدّرس نحو ساعة ونصف مرّت كلمح البصر من شدّة فناء الأرواح في لذّة الدّرس وأغرق النّفوس في الإصغاء، واللّذائذ الرّوحية أوسع من الزّمن..وختم الأستاذ درسه بدعوات مأثورة وتلى على الحاضرين آخر ما كتب بنسخة "الموطأ" اليدويّة الأثريّة فبيّن أنّها مكتوبة، بخطّ صاحبها في القرن السّابع الهجري فيما أظنّ. ولمّا انتهى الدّرس وصداه يتردّد في النّفوس ومعانيه السّامية تملأ فضاء القلوب، أمر النّاس بالجلوس في أماكنهم فقدّمت إليهم صحون "الزّلابيا" الّتي تبرّع بها الكريم الخير المفضال السيّد "الحاج حمّوش"، فتناولوها شاكرين مسرورين هاتفين بحياة العلم والعلماء...) (مجالس التّذكير من حديث البشير النّذير)، للشّيخ "ابن باديس"، [ص 334 ـ 335 ـ 336).
2/المشاركة في الاحتفال بذكرى وفاة فلان وعلاّن فضلا عن كونه يشارك في إلقاء كلمة عن الفقيد وعن مزاياه، تماما كما يفعل الكفّار في مثل هذه المناسبات وخير دليل على ذلك مشاركته في إحياء ذكرى وفاة الشّاعرين المعروفين "أحمد شوقي" و"حافظ إبراهيم"، فألقى بهذه المناسبة خطابا قال فيه ما يأتي : » الحمد للّه وسلام على عباده الّذين اصطفى..أيّها الإخوان : إذا كانت الأمم الّلاتينيّة على ما بينها من تزاحم وتخاصم، وتقاتل وتناحر ترتبط برابطة اللآتينيّة، وتتفاخر بثقافتها، وتعقد












ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق