:-
وهذا سائل يقول: كثُرَ الإستنكارُ على ما يُسمّى بداعش
-والحمدلله- لاكنّ الإشكالْ هو أنَّ أكثرَ الناس لا يعرفوا منبعهم في هذا العصرِ ولا يعرفوا مَراجعَهم ولا من أين انفصلوا، بل نجدُ من ينسبهم (أي هاؤلاء الذين يفجّرون) أنهم صغارُ في السِّن أو مضغوطٌ عليهم أو أنهم بسبب البطالةِ أو بسحرٍ وغير ذالك، فما توجيهُكم "حفظكمُ الله"؟
داعشْ وما أدراك ما داعشْ.
داعش ... هذا على لغة (ط ح) ط ح، لغة النحتْ، وبعضهم يقول لغة نحتِ ... لغة النمل في النحت، فالنملة تنحِتِ الحبّة حتى تصير مجوّفة خاوية -هاوية- فهذه لغة النحت.
داعش هم سمَّوْا أنفسهم ونُحتَ لهم من تسميتهم هذا اللّقب المختصر -ويصلُحْ لهم- فهم يُسمّون أنفسهم (الدولة الإسلامية في العراق والشّام) فأُخذْ لهم "الدّال" من كلمة الدولة، والألف بعد الدّال "دَا" أخذت من الإسلامية، والعين في "دا عـِ" عراق، و "شِ" مأخوذة من الشّام،
فسميت في لغة النحت (داعش) يعنى الدولة الإسلامية في العراق والشّام، وليست هي من الإسلام في شيءْ والإسلام منها براء، وما رأينا في الإجرام مثلهم أحداً في هذا العصر، وما سمعنا في التاريخ القديم إلا التَّتَار في مثل عملهم وهمجيتهم وخبثهم وتسلّطِهم علي أهل الإسلام.
وهذه الطائفة (طائفة داعش) هي -سِقْطْ- كُتبت له الحياة إبتلاءً من الله واختباراً لأُمّةِ الإسلام، وخرجت هذه الطائفة من بطن جماعةِ خُوَّان المسلمين -الإخوان المسلمين- خرجوا منها، أُمُّهمُ الأصل هي هذه الجماعة، وهم انشقوا عن تنظيم القاعدة، فأصلهم جميعاً تنظيمُ القاعدة (القاعدةُ عن الخير السَّاعيةُ في الشَّر) التي أُسِّست في بلاد أفغانستان إبَّان الحربْ هناك، ثمّ انتهي أمرُ رئاستها بعد عبدالله عزّام إلي بلاّدن وبعد بلاّدن إلي أيمن الظواهري، وأيمن الظواهري من أين؟ من مصر، من الجماعة الإسلامية كان مسجوناً عقبْ مقتلِ السَّادات، ثُمْ خرجْ بعد ذالك والتحقْ بـ بلادِ الأفغانْ في ذالك الحين، وإلاَّ هو من الجماعة التي صارَ عليها ما صار أيّامْ التفجيرات الأولي في مصر في السبعينات والثمانينات بعدْ.
فـ أيمن الظواهري بُويِعَ له علي تنظيم القاعدة بعد سَلَفِهِ أسامه بلاّدن، ثم لما جاءتِ الحربُ في الشّام وكان ما كان ولا أريدُ أن أتشَعَّبَ في الطوائف المقاتِلة علي السّاحة في بلاد سوريا، فوَ اللهْ الَّذي لا إله غيرهُ أعرِفُها طائفةً طائفة، ولو حدَّثتُكم عن كلِّ طائفة ما كفانا الوقتْ، لاكنْ يهُمُّنا الفرع هذا.
فجاءت جبهة النُّصرةِ بعدَ أن كان ماكانَ من النُّفرةِ، في الإتحادْ أوَّلَ ما قام في مقاتلة النظام السّوري النُّصيري.
فهذه الجبهة "جبهة النصرة" كما يقولون، شكّلتْ الإتِّجاه الإسلامي (التيَّار الإسلامي) وهم في الحقيقة "تنظيم القاعدة" ورُبَّما سمعَ أكثركُمْ فقد بايَعُوا صراحةً لتنظيم القاعدة للظواهري، وحصل خلافٌ فيما بينهم فانشقَّتْ عنهم طائفةُ داعشْ.
وعند الإنشقاق حصلتِ المُفارَقَة، طيِّب هاؤلاء لهم إمام يُبايعونَه وهاؤلاء كيف سيتّبعونهم وهم بِدون راية؟
فنصبوا لهم إماماً، هذا المجهول -البغدادي- والْتفُّوا حولهُ؛ والأمر ليسَ البغدادي، وراؤُهُ من وراؤُهُ؛ ماهو إلاّ الصُّورة ودُنيَا، وإلاّ وراؤُهُ قياداتٌ من طوائفِ التكفير ممَّنْ توافدُوا من بلادِ أفغانستان، فلمَّا تفرّقُوا بعد أحداث سبتمبر في الأرضِ شذرَ مذَر؛ جاءهم السّبب الّذي يجدون فيه فُرصةً فيجتمعونْ فجاءتْ بلاد العراقْ والفتنُ الّتي حصلت فيها.
ثمّ لحقتها بعد ذالكَ الشّامْ في قطار ما يُسمُّونهُ بالربيع العربي، ولم نرَ ربيعاً ولم نرَ إلاّ شرّاً "دائماً أقول ذالك" فقامتْ هذه الجماعة، وَإِلْتفَّ عليها شُذَّاذُ التكفيريّين من كلّ مكان، وعندهم من الكوادرْ الإعلامية ماجعلَ اسْتِمالتَهمْ للنّاس بسبب استخدام الإعلامْ أكثر من غيرهم، فنجحوا في هذا الجانب.
وهُم مزجْ من النّاس، من العربْ وغير العربْ الْجامعُ بينهم -الفكرُ التّكفيري- فقامتْ هذه الطائفة وكانت قبلْ أضعفَ من النُّصرة، ثم قوِيتْ ببعض الإمدادات الّتي لا تخفي علي لبيدْ.
ثم حصل ماحصلَ من تواطُءٍ بينهما وبين الرّوافض، لأنهم الرّوافض هم الّذين غَذُوهمْ في أوّلِ الأمر، حتي تُنُوزِلَ لهم عن الموْصِل؛ وهذا الكلام كنتُ أقوله قديماً في أوّلِ أمرهم، والأيّام الآن تُثبِت ذالكَ، فمن تنازَلَ لهم عن الموْصِل إلي طهران قد وَصلْ! ، لأنَّ المِجَنْ قَلبَتْ ظهرَهَا لهُ، فأسلَمهُم هذه القاعدة العسكريّة الكبيرة، وهي الّتي في بلاد الموْصِل ثاني أكبر المدن العراقيّة، فأخذوها بقَضِّها وقَضيضِهَا، وتقوَّوْا بها، وكان معهم عدد ممَّن يعرفون استخدام هذه الأسلحة "من العراق، وآخرون قد تدرّبوا علي أنواعٍ منها في بلاد الأفغانْ" ، فقوِيتْ شوكتُهم وحصلَ ما حصل لهم من حصولٍ واستيلاءٍ علي بعض مصادرِ الأموال، (كنهبِ البنوك والإستحواذْ علي بعض منابعِ النّفط العراقيّة واشتِراءْ المحتاجينْ لهُ منهم بالسّعر الرّخيص في السّوق السّوداءْ، فلاَ هُم خاسرونْ ولا غيرهم أيضاً خاسرْ)، غيرُهم رابحْ النِّفط بالثّمن اليسيرْ القليلْ؛ وهم مستفيدونْ من هذا الثّمن الّذي جاءهم من غير كدٍّ ولا كدحٍ، فتقوَّوْا بهِ؛ فتَنَامَا العَدَدْ وزادتِ العُدَدُ ووصلوا إلي ما وصلوا إليه.
فلمَّا رءَا التّكفيريُّون في العالم العربي والإسلامي القوَّةَ قد أصبحت لهذه الكِفّة "لكفّةِ داعشْ" هذه الطّائفة الخبيثة التي ما مُنِيَ الإسلامْ في هذا العصرِ الحديثِ بأخبثَ منها، لمّا رأَوُ القوّة؛ منهمُ المريضْ جاءهُ وقتُ تنفُّسِ صدرهِ! ليَنفُثَ ما فيه فالتحقَ بهمْ، ومنهمُ الضّعيفِ العقلْ الّذي ضُحِكَ عليهِ فاسْتمَلُوهْ بإعلامِهمْ فذهب إليهمْ.
وأنا أقولْ تعليقاً علي كلمةٍ وردتْ كالحَسكَة في سؤالِ أخي السّائلْ وهيَ ( أن بعض النّاس التحق بهم بسبب البطالة)!
طيِّب وبعضهُم موظِّف راتبهُ خَمسْتاشَرْ ألفْ ترَكْ وظيفتُهُ وراحْ! ، راح بسبب البطالة؟
آه . . . بسبب إيشْ؟ "الدِّيانَة"
قلوبهم مليئة علي أهل الإسلام بالغِل والحِقد والحَسد، نعوذُ بالله من ذالك.
فكم ذهب إليهم من أهل الوظائف العالية، هذا ما هو بطالة! ، لاكن هذا ضَعفٌ في الدّين واستحواذٌ من الشّياطين علي هاؤلاء.
الحَريمْ ذهبوا إليهمْ! ، إمّا ابتداءً وإمّا انتهاءً "تَبعاً" فاتَّبَعوا مع محارمهنَّ، والإبتداءْ مُنحرفاتٌ من أصلهنَّ، نساءْ الخوارجْ منَ القِدَمْ "إيهْ" تزوّج عمران بن حِطّانْ يَقولونْ بِخارجيّة فلمّا نُصحْ قالْ أنا أهديهَا، حرَفتْهُ هيَ حتّي مدَح قاتِل عليٍّ فقالْ :
ياضربةً من تقيٍّ ما أراد بها
إلا ليبلُغَ من ذي العرشِ رضواناً
إنِّي لأذكرهُ يـوماً فأحـسبـهُ
أرجـي البريَّـةِ عـندَ الله ميـزانـاً
اللِّي يَقتُل -عليْ- أرجح البرية عند اللهْ ميزان !!
نعوذُ باللهْ من ذالك.
الّذي قَتَل -عثمان رضي الله عنه- لمَّا قطع رأسَهُ واحْتزَّ أخذهُ أخذَ يُدهْدِهُهُ ويُدحْدِرُهْ ويُدحرِجُهْ بذُئابةِ السّيفْ ويقول ما رأيتُ منْ وجهِ كافرٍ أحسنَ من هذا !!!
-عثمان بن عفّان- أميرُ المؤمنين الّذي استحيَتْ منه ملائِكةُ ربّ العالمين، وزوّجهُ -رسول الله صلي الله عليه وسلم- بِنتيْهِ؛ قالْ لو كان عندي ثالثة لزوّجتُك، وقالْ ما ضرَّ عثمان ما فعَلَ بعد اليوم، وقالْ من يُجهِّز جيش العسرة وله الجنّة، ومن يشْتري بئرُ رَوْمَ وله الجنّة، وقال فيه -النَّبيُّ صلي الله عليه وسلم- ما قالْ منَ المدحِ والثَّنَا الزَّكيِّ العاطِرْ.
هذا المُجرِم يقول ما رأيت من وجهِ كافرْ أحسنَ منه.
الّذين لم يسلمْ منهم -عثمان رضي الله عنه- ولم يسلمْ منهم -علي رضي الله عنه- تُريدونْ الدُّولْ الإسلاميّة تسلم منهم! ، هذا باب.
وبابٌ ثالثْ :
وهذا للأسف نسمعُهْ (ايْقولْ عِيالنَا)، صحيح هم عيالنا، عيالنا نسباً؛ لاكن الّذي ذهبْ إليهم ليسَ بابنٍ لنا ...
أبـناءُ جـلدتنـا وغـرسُ ربوعِـنا
لاكـنـهم فـي ديـننا دخـلاءُ
يا أمَّة الإسلامْ .. فوق رؤوسهمْ
سُلُّ السّيوفْ .. وأنتمُ البُرءاؤُا
النَّبيُّ صلي الله عليه وسلم يقولْ: (حدثاءُ الأسنان) يعني إيش؟
صغارْ؛ صح ولاّ لا؟
(سفهاءُ الأحلام) عقولُهم صغيرة؛ من صغُر سِنُّهُ صغُر عقلُه يا معشر الشّبابْ.
والشّايِبْ قد عَرَكتْهُ الدّنيا مع طولِ عمُره، واسْطصْحبَ الخِبرة، وبعُدَ عن الطّيشْ، فكيف إذا انضافَ إلي ذالك العلم.
أحبّتي . . .
فيهْ شيءْ أريد أن أقوله لكمْ، وقد قُلتُه؛ وهيَ حقيقةٌ مُرَّة.
وأنا أوجّه الخطاب اللّيلة إلي أبنائي الشّباب، باعْتبارهم عودُهم غَظٌّ طَرِي وعلمهم قليلْ، وخصوصاً الّذي ليس له اختصاص في العلم الشّرعي.
أقولْ : يا أحبّتي ...
قبلْ كنّا إذا رأينا صاحبَ اللِّحيةِ "انتبهوا" ليس هذا طعناً في سُنّة -رسول الله صلي الله عليه وسلم-؛ لاكن تحذيراً ممّن تلبّس بها! ، صاحب اللّحية والثّوب القصير علي السُّنّة نفرح بذالك ونفرح بأبنائِنا إذا مشَوْ معَهْ، انْقولْ هذا علي خير.
الآن يا أحبّتي وأبنائي لا يغُرُّكمُ المَظْهرْ حتَّي تعلموا المَخْبَرْ.
لا تغترُّوا باللِّحي! نعم؛ هي سُنّةُ -رسول الله صلي الله عليه وسلم-، لاكن هاؤلاء اسْتخدَموهَا للخداعْ، ولا يغرُّكم قُصْرُ الثّوبْ!
قد يقول قائل: يا محمد بن هادي إنت تطعن في السُّنّة؟!
خِبْتُ وخسرتْ إن فعلتُ؛ هذه رِدَّة عن دين الله، لاكنْ واللهْ ماحملني إلاّ التّحذيرْ، ولي في هذا سلفٌ، ويكفيني فخراً أن يكون إمام الأئمة سلَفِي "الإمام أحمد بن حنبل" لمَّا قالوا لهُ في الحارث المُحاسبِي يرْوِي الحديثْ خاشعٌ ساكنٌ ... أبنائي وأخصُّ الشّباب -انتبهوا- حفظكمُ اللهْ إلي
كلامي.
قالوا للإمام أحمدْ لمَّا تكلَّم في الحارث المُحاسبِي، قالوا لهُ يا أبا عبدالله يرْوِي الحديثْ!
يُحدِّث بـ إيشْ؟ أجيبوا؟
يُحدِّث بحديثْ -النَّبِي صلي الله عليه وسلم- خاشعٌ ساكنْ عابدْ، فقالَ "رحمه الله" لايغُرُّكم مِّنْ حارثْ: طأطأةُ رأسهْ، ولا طولُ لحيتهْ، ولا رِوايته للحديثْ.
وفي رواية أُخري عن أحمدْ (أَكُلُّ من حدَّث بحديث رسولِ الله صلي الله عليه وسلم يُجلَس إليه!)
لا ولاكرامة ولا نُعْمَ عين، ذاكَ رجلٌ سوءْ، لا يعرِفُهُ إلا من خَبَرهُ.
أحمدْ يعرفه، اسمعوا السّبب يا أحبّتي:
قالْ ذاكَ جالسَهُ فلانٌ وفلانْ، ماسمَّوْهُم لنا، يعنِي مِثلْ الآن أنتَ تعرفْ بعض النّاس ماتُريدْ تُسمّيهْ ستراً عليه.
قالْ جالسَهُ فلانٌ وفلانْ، فأخرَجهُمْ إلي رأْيِ يعقوبْ المُغازِلي وإلي رأْيِ جَهْمْ فهلكُوا بسببهِ.
لا يغرُّكم لحيتهْ ولا طأْطأَةُ رأسهْ "متمسِّكْ" ولا كثرة بُكاءهْ وخشوعهْ ولا كوْنَهْ يُحدِّث بحديثْ -رسول الله صلي الله عليه وسلم-؛ لا!
فيَا شبابْ لا تكتَفوا بطولِ لحيةِ الشّخصْ وتقصيرِ ثوبهِ حتّي تعرفوا منطِقَهُ وفِكرَهُ وأنَّهُ علي السُّنّة، وإلاَّ يُخرِجونَكمْ إلي رأْيِ داعشْ، هذا واحدْ.
وثانياً: أَعودْ؛ طريقَةِ الْتِفافْ إلي الوراءْ.
ليسَ كلُّ من أَرخَي لحيتَهُ فهوَ داعِشِي، لا واللهْ، لاكن يا أحبّتي النُّصحْ يوجِبُ لكم عليَّ هذا.
فلا تغترُّوا بالمظاهِرْ حتي تخْتَبِروا منِ الّذي يتكلّمْ، وتعرِفوا فكرُهُ؛ لأنّ هاؤلاء فَلَذات أكْبادْنَا :
وبـيْنمَا أبنـاؤُنا بـينَـنَا . . .
أكْبادُنا تمشِي علي الأرضِ.
أولاَدْنا أكبَادْنا؛ فنحنُ نحرص عليهم.
الآن ترونَهم: تِسعتاشَرْ سَنة ويُفجّر نفسهُ، تِسعتاشَرْ سَنة ويُفجّر المساجدْ، ثَمنطاشَرْ سَنة عِشرينْ سَنة إيشْ هذا؟!
سبَبُه هذا الفِكر الدّاعشِي الخبيثْ.
بالله عليكم: أُناسْ يصلّونْ! ، يصلّون فريضة من فرائض الله، ومَنْ؟ جنودْ يَخرُجونْ يَتعَبونْ ونحنُ نرتاحْ "يُؤَمِّنونَنا بأمانِ -الله جلّ وعلا- يخدِمونَنا" يُقَتَّلونْ وهم ساجدونْ !!
والله هذا حتي المشركينْ الأوّلينْ مافعلوهْ، إلاّ طائفة واحدة نقَضتِ العهدْ، وكانوا سبباً في غزوِ -النَّبِي صلي الله عليه وسلم- لمكّة، وذالك لأنّ -النَّبي صلي الله عليه وسلم- في الحُذيْبِية دخل في حِلفِهِ منْ دخَلْ من خُزاعَة، ودخلتْ بَنُو بَكِرْ في حلفِ قريشْ، فنقضوا حِلْفَ -رسول الله صلي الله عليه وسلم- مع قريشْ؛ إذْ هم أنصارْ لقريشْ وبيَّتُوا خُزاعَة.
فجاءَ عمرُو بنُ سالمْ يقولْ:
يـاربِّ إنّـي نـاشـدٌ مُّحـمـدَا
حِـلفَ أبـينَا وأبيـهِ الأتْلدَا
إنّ قـريشاً أخلفوكَ الموعِـدَا
ونقضوا ميثاقكَ المؤكّدَا
هُم بيّتُونَا في الغَديرِ هُجّدَا
وقـتلـونَا رُكّـعـاً وسُـجّـداً
قال لهُ -النَّبي صلي الله عليه وسلم- قد نُصِرْتَ يا عمْرَ بنَ سالمْ، وأمرَ بجيشِ الفتحْ فانطلقْ حتّي فتَح مكّة.
ما فيهْ إلاّ هذه السّابقة الّتي قتلَ أهلُها المصلّين، -النَّبي صلي الله عليه وسلم- يقولْ: (نُهيتُ عن قتلِ المصلّين).
وهاؤلاء يا معشرَ الأحِبّة يقتلونَ المصلّينْ ويروْنَ أنّ هذا من أعظمِ الجهاد في سبيلِ ربّ العالمينْ!
هذا جهاد؟ هذا إفسادْ، نعوذُ باللهْ من ذالك.
إذا انتَكسَتِ الفِطَرْ وانمَسَحَتِ العقولْ، فنعوذُ باللهْ ذالك.
يا أحبّتي! يا أبنائي! يا فلَذَةِ الكبدْ!
أيّها الشبابْ . . . لا يغرُّكم هاؤلاءْ.
هاؤلاءِ رأيتُموهمْ يَحتزُّونْ رؤوسْ المسلمين كما تُحَزْ رؤوس النِّعاجْ، يحرقونَ النّاس إحراقاً، هذا بالله من الإسلام؟
ومع ذالكَ الدّولِ الكافرة ايْقولْ يحتاج هاؤلاء لعشر سنين حتي إيشْ؟
يُقضَي عليهمْ !!
ما شاء الله .. أفغانستان في ستّة أشهُر قضيتُم علي دوْلة كامِلة بقضِّها وقضيضِها، هذا يدُلّك علي إيش؟
يدُلّك علي التّواطءْ بينَ هاؤلاءْ.
فيا إخوةَ الإسلامْ ... هذه حقيقةُ داعشْ مُلخّصةً.
فاحذروا الدواعش "الدّواحِشْ" الّذين دخلوا فينا.
واللهِ لو أعلم أنّ واحدْ من أبنائي علي هذا الفكرْ، لَأُحارِبُهُ الحربَ الضَّروسْ، وإذا ما استطعتْ فيهْ -والله الّذي لا إله غيره- لَآخُذهْ وأسلّمه إلي الدّولة، واللهْ أسلّمه إلي الدولة تُعالجهْ ويشفَي ويصِحْ وأنا أراهْ خيرٌ من أن يذهب إلي أُولائِكْ.
يَقُصْ عليَّ شخصٌ عنْ إبنِ عمٍّ لَّهْ؛ إبنُه ذهبْ يقول للعمرة وما علِمْ بهِ إلا في داعشْ!
وإذا بهِ يتّصل عليهْ (أعرفُه ولا أُريدْ أسمّيهْ "في المدينة")
ايْقولُّهْ يا ولدي إرجِع لمَ رُحتْ؟
قالْ إن شاء الله إنَّ نِجيكُمْ وتعرفونْ إنورِّيكُم حقَّ اللهْ !
قالُّوا ما الّذي رأيته فينَا؟
قالْ إن شاء اللهْ إنورِّيكُم يالْكُفَّارْ !!
قالْ نحنُ كُفَّارْ وانتَ اللِّي ادِّفْ بالعربة علي المسجد؟
قالْ إيهْ هذا إسلامْ المنافقينْ !!! راجْعين عليكم إن شاء الله،
قَفِّل السماعة وخلاّه.
انظُر إلي هذا المنطقِ الخبيثْ إلي أيِّ درجة وصلْ بهذا الإبن العاقْ.
فيا أحبّتي . . .
إحذروا هذه المواقعْ الّتي في هذه الكُمبيوتراتْ ويدخُل عليكم منها هاؤلاءِ الأقوامْ، إحذروا ذالك كلَّ الحذرْ.
واللهْ لَأَنْ يذهبْ الواحدْ يُغنِّي ويضرب العودْ أَحبْ إليّ من أنْ يمشي إلي هاؤلاء!
لأنه لو غنَّي وضرب العودْ أو شرِب الخمر، واللهِ لاَ ينسبْ هذا إلي الإسلام.
أنتُم أنفسُكُم جميعاً إذا سألتُمْ واحداً من هذا ماذا يرُد عليكم ؟
ايْقول ادعُوا اللهْ يا شيخ أنَّ اللهْ يهدينا، صح ولاَّ لا ؟
هل يَنسِب مُنكَرَهُ هذا إلي الدّين ؟
ما يُمكن يَنسِب الخمر إلي الدّين، ولا يُمكن يَنسِب جواز الغِناء إلي الدّين إلاَّ منِ انطمَسَت بصيرتُه، ويقولّك ادعُوا الله أنُّ يهدينا.
هاؤلاء يقولّك أنتَ "كافر" الله يهديك!
يهديك إلي ماذا؟ إلي الخروجْ "المذهب الخبيث" الّذي هم عليه.
النَّبي صلي الله عليه وسلم، يقول يامعشر الشباب في هاؤلاءْ يقول: (هاؤلاء حدثاء الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من قول خير البرية، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرميّة).
يحتجُّون بقول -النَّبي صلي الله عليه وسلم- ، لاكنهم بعيدين كلَّ البُعد، ويخرجون من الدّينْ بسرعة كما يخرج السهم سريعاً من الرميّة ثم لا يعودون فيه كما قالَ -النَّبي صلي الله عليه وسلم- .
يقول: (طوبي لمن قتلهم أو قتلوه، إنّ لِمَنْ قتَلَهُم لَأَجْرَا، وإنّ لِمَنْ قتَلُوه لَأَجْرَا، لَإِنْ أدركتُهم لأقتُلَنَّهم قتلَ عادْ).
فيه أوضح من هذا الكلام يا أحبّتي، هاؤلاء همْ يستحِلّون دماء المسلمين.
في عهد الصحابة -رضي الله عنهم- لمّا ذهبْ إليهمْ بنُ عبّاس -رضي الله عنهما- ليُناظِرَهُمْ يُراجِعَهُمْ يُناقِشْهُمْ، جلسوا يتكلَّمونْ علَيهْ هَاهْ يابنَ عبّاس، ماذا تنقمونْ عليه؛ لَبِسْ لِبِسْ جديد "حُلّة جديدة"
قال: والله لقد رأيتُ -رسولَ الله صلي الله عليه وسلم- يَلْبَسْ حُلّة أحسن منها.
اليوم نفس الكلام؛ يقولون مشايخكُم مشايخ بِشُوتْ، ماذا يعيبونْ عليهم؟ لأنَّهم مُو علي مذهبْهُم.
فقال لهم بنُ عبّاس "دمغهُم دمغاً" فقال جئتُكمْ من عند أصحاب -رسولِ الله صلي الله عليه وسلم- ولا أرَي فيكم واحداً منهم -رضي الله عنهم- ،
هذا دليل علي انحراف هاؤلاء ولاَّ لا ؟
لو كانوا علي خيرْ وحَقْ وهُدَي كانْ فيهم ولو واحدْ من الصّحابة.
وهذا نفسِ الكلامْ لو كانْ في هاؤلاءِ خيرْ لوَجدتُّمْ معهُمْ واحدْ من العلماءْ الرَّبَّانيِّينِ الرَّاسِخينْ؛ ما معهُم ولا عالمْ، فاحذروهم يا معشر الأحبّة.
وأسْتسمِحُكمْ وإن أطلتُ عليكم فسامحوني؛ ومقتَضَي هذا إنّمَا اقْتَضَتْهُ النّصيحة الّتي تجبُ لكم عليْ
وهذا سائل يقول: كثُرَ الإستنكارُ على ما يُسمّى بداعش
-والحمدلله- لاكنّ الإشكالْ هو أنَّ أكثرَ الناس لا يعرفوا منبعهم في هذا العصرِ ولا يعرفوا مَراجعَهم ولا من أين انفصلوا، بل نجدُ من ينسبهم (أي هاؤلاء الذين يفجّرون) أنهم صغارُ في السِّن أو مضغوطٌ عليهم أو أنهم بسبب البطالةِ أو بسحرٍ وغير ذالك، فما توجيهُكم "حفظكمُ الله"؟
داعشْ وما أدراك ما داعشْ.
داعش ... هذا على لغة (ط ح) ط ح، لغة النحتْ، وبعضهم يقول لغة نحتِ ... لغة النمل في النحت، فالنملة تنحِتِ الحبّة حتى تصير مجوّفة خاوية -هاوية- فهذه لغة النحت.
داعش هم سمَّوْا أنفسهم ونُحتَ لهم من تسميتهم هذا اللّقب المختصر -ويصلُحْ لهم- فهم يُسمّون أنفسهم (الدولة الإسلامية في العراق والشّام) فأُخذْ لهم "الدّال" من كلمة الدولة، والألف بعد الدّال "دَا" أخذت من الإسلامية، والعين في "دا عـِ" عراق، و "شِ" مأخوذة من الشّام،
فسميت في لغة النحت (داعش) يعنى الدولة الإسلامية في العراق والشّام، وليست هي من الإسلام في شيءْ والإسلام منها براء، وما رأينا في الإجرام مثلهم أحداً في هذا العصر، وما سمعنا في التاريخ القديم إلا التَّتَار في مثل عملهم وهمجيتهم وخبثهم وتسلّطِهم علي أهل الإسلام.
وهذه الطائفة (طائفة داعش) هي -سِقْطْ- كُتبت له الحياة إبتلاءً من الله واختباراً لأُمّةِ الإسلام، وخرجت هذه الطائفة من بطن جماعةِ خُوَّان المسلمين -الإخوان المسلمين- خرجوا منها، أُمُّهمُ الأصل هي هذه الجماعة، وهم انشقوا عن تنظيم القاعدة، فأصلهم جميعاً تنظيمُ القاعدة (القاعدةُ عن الخير السَّاعيةُ في الشَّر) التي أُسِّست في بلاد أفغانستان إبَّان الحربْ هناك، ثمّ انتهي أمرُ رئاستها بعد عبدالله عزّام إلي بلاّدن وبعد بلاّدن إلي أيمن الظواهري، وأيمن الظواهري من أين؟ من مصر، من الجماعة الإسلامية كان مسجوناً عقبْ مقتلِ السَّادات، ثُمْ خرجْ بعد ذالك والتحقْ بـ بلادِ الأفغانْ في ذالك الحين، وإلاَّ هو من الجماعة التي صارَ عليها ما صار أيّامْ التفجيرات الأولي في مصر في السبعينات والثمانينات بعدْ.
فـ أيمن الظواهري بُويِعَ له علي تنظيم القاعدة بعد سَلَفِهِ أسامه بلاّدن، ثم لما جاءتِ الحربُ في الشّام وكان ما كان ولا أريدُ أن أتشَعَّبَ في الطوائف المقاتِلة علي السّاحة في بلاد سوريا، فوَ اللهْ الَّذي لا إله غيرهُ أعرِفُها طائفةً طائفة، ولو حدَّثتُكم عن كلِّ طائفة ما كفانا الوقتْ، لاكنْ يهُمُّنا الفرع هذا.
فجاءت جبهة النُّصرةِ بعدَ أن كان ماكانَ من النُّفرةِ، في الإتحادْ أوَّلَ ما قام في مقاتلة النظام السّوري النُّصيري.
فهذه الجبهة "جبهة النصرة" كما يقولون، شكّلتْ الإتِّجاه الإسلامي (التيَّار الإسلامي) وهم في الحقيقة "تنظيم القاعدة" ورُبَّما سمعَ أكثركُمْ فقد بايَعُوا صراحةً لتنظيم القاعدة للظواهري، وحصل خلافٌ فيما بينهم فانشقَّتْ عنهم طائفةُ داعشْ.
وعند الإنشقاق حصلتِ المُفارَقَة، طيِّب هاؤلاء لهم إمام يُبايعونَه وهاؤلاء كيف سيتّبعونهم وهم بِدون راية؟
فنصبوا لهم إماماً، هذا المجهول -البغدادي- والْتفُّوا حولهُ؛ والأمر ليسَ البغدادي، وراؤُهُ من وراؤُهُ؛ ماهو إلاّ الصُّورة ودُنيَا، وإلاّ وراؤُهُ قياداتٌ من طوائفِ التكفير ممَّنْ توافدُوا من بلادِ أفغانستان، فلمَّا تفرّقُوا بعد أحداث سبتمبر في الأرضِ شذرَ مذَر؛ جاءهم السّبب الّذي يجدون فيه فُرصةً فيجتمعونْ فجاءتْ بلاد العراقْ والفتنُ الّتي حصلت فيها.
ثمّ لحقتها بعد ذالكَ الشّامْ في قطار ما يُسمُّونهُ بالربيع العربي، ولم نرَ ربيعاً ولم نرَ إلاّ شرّاً "دائماً أقول ذالك" فقامتْ هذه الجماعة، وَإِلْتفَّ عليها شُذَّاذُ التكفيريّين من كلّ مكان، وعندهم من الكوادرْ الإعلامية ماجعلَ اسْتِمالتَهمْ للنّاس بسبب استخدام الإعلامْ أكثر من غيرهم، فنجحوا في هذا الجانب.
وهُم مزجْ من النّاس، من العربْ وغير العربْ الْجامعُ بينهم -الفكرُ التّكفيري- فقامتْ هذه الطائفة وكانت قبلْ أضعفَ من النُّصرة، ثم قوِيتْ ببعض الإمدادات الّتي لا تخفي علي لبيدْ.
ثم حصل ماحصلَ من تواطُءٍ بينهما وبين الرّوافض، لأنهم الرّوافض هم الّذين غَذُوهمْ في أوّلِ الأمر، حتي تُنُوزِلَ لهم عن الموْصِل؛ وهذا الكلام كنتُ أقوله قديماً في أوّلِ أمرهم، والأيّام الآن تُثبِت ذالكَ، فمن تنازَلَ لهم عن الموْصِل إلي طهران قد وَصلْ! ، لأنَّ المِجَنْ قَلبَتْ ظهرَهَا لهُ، فأسلَمهُم هذه القاعدة العسكريّة الكبيرة، وهي الّتي في بلاد الموْصِل ثاني أكبر المدن العراقيّة، فأخذوها بقَضِّها وقَضيضِهَا، وتقوَّوْا بها، وكان معهم عدد ممَّن يعرفون استخدام هذه الأسلحة "من العراق، وآخرون قد تدرّبوا علي أنواعٍ منها في بلاد الأفغانْ" ، فقوِيتْ شوكتُهم وحصلَ ما حصل لهم من حصولٍ واستيلاءٍ علي بعض مصادرِ الأموال، (كنهبِ البنوك والإستحواذْ علي بعض منابعِ النّفط العراقيّة واشتِراءْ المحتاجينْ لهُ منهم بالسّعر الرّخيص في السّوق السّوداءْ، فلاَ هُم خاسرونْ ولا غيرهم أيضاً خاسرْ)، غيرُهم رابحْ النِّفط بالثّمن اليسيرْ القليلْ؛ وهم مستفيدونْ من هذا الثّمن الّذي جاءهم من غير كدٍّ ولا كدحٍ، فتقوَّوْا بهِ؛ فتَنَامَا العَدَدْ وزادتِ العُدَدُ ووصلوا إلي ما وصلوا إليه.
فلمَّا رءَا التّكفيريُّون في العالم العربي والإسلامي القوَّةَ قد أصبحت لهذه الكِفّة "لكفّةِ داعشْ" هذه الطّائفة الخبيثة التي ما مُنِيَ الإسلامْ في هذا العصرِ الحديثِ بأخبثَ منها، لمّا رأَوُ القوّة؛ منهمُ المريضْ جاءهُ وقتُ تنفُّسِ صدرهِ! ليَنفُثَ ما فيه فالتحقَ بهمْ، ومنهمُ الضّعيفِ العقلْ الّذي ضُحِكَ عليهِ فاسْتمَلُوهْ بإعلامِهمْ فذهب إليهمْ.
وأنا أقولْ تعليقاً علي كلمةٍ وردتْ كالحَسكَة في سؤالِ أخي السّائلْ وهيَ ( أن بعض النّاس التحق بهم بسبب البطالة)!
طيِّب وبعضهُم موظِّف راتبهُ خَمسْتاشَرْ ألفْ ترَكْ وظيفتُهُ وراحْ! ، راح بسبب البطالة؟
آه . . . بسبب إيشْ؟ "الدِّيانَة"
قلوبهم مليئة علي أهل الإسلام بالغِل والحِقد والحَسد، نعوذُ بالله من ذالك.
فكم ذهب إليهم من أهل الوظائف العالية، هذا ما هو بطالة! ، لاكن هذا ضَعفٌ في الدّين واستحواذٌ من الشّياطين علي هاؤلاء.
الحَريمْ ذهبوا إليهمْ! ، إمّا ابتداءً وإمّا انتهاءً "تَبعاً" فاتَّبَعوا مع محارمهنَّ، والإبتداءْ مُنحرفاتٌ من أصلهنَّ، نساءْ الخوارجْ منَ القِدَمْ "إيهْ" تزوّج عمران بن حِطّانْ يَقولونْ بِخارجيّة فلمّا نُصحْ قالْ أنا أهديهَا، حرَفتْهُ هيَ حتّي مدَح قاتِل عليٍّ فقالْ :
ياضربةً من تقيٍّ ما أراد بها
إلا ليبلُغَ من ذي العرشِ رضواناً
إنِّي لأذكرهُ يـوماً فأحـسبـهُ
أرجـي البريَّـةِ عـندَ الله ميـزانـاً
اللِّي يَقتُل -عليْ- أرجح البرية عند اللهْ ميزان !!
نعوذُ باللهْ من ذالك.
الّذي قَتَل -عثمان رضي الله عنه- لمَّا قطع رأسَهُ واحْتزَّ أخذهُ أخذَ يُدهْدِهُهُ ويُدحْدِرُهْ ويُدحرِجُهْ بذُئابةِ السّيفْ ويقول ما رأيتُ منْ وجهِ كافرٍ أحسنَ من هذا !!!
-عثمان بن عفّان- أميرُ المؤمنين الّذي استحيَتْ منه ملائِكةُ ربّ العالمين، وزوّجهُ -رسول الله صلي الله عليه وسلم- بِنتيْهِ؛ قالْ لو كان عندي ثالثة لزوّجتُك، وقالْ ما ضرَّ عثمان ما فعَلَ بعد اليوم، وقالْ من يُجهِّز جيش العسرة وله الجنّة، ومن يشْتري بئرُ رَوْمَ وله الجنّة، وقال فيه -النَّبيُّ صلي الله عليه وسلم- ما قالْ منَ المدحِ والثَّنَا الزَّكيِّ العاطِرْ.
هذا المُجرِم يقول ما رأيت من وجهِ كافرْ أحسنَ منه.
الّذين لم يسلمْ منهم -عثمان رضي الله عنه- ولم يسلمْ منهم -علي رضي الله عنه- تُريدونْ الدُّولْ الإسلاميّة تسلم منهم! ، هذا باب.
وبابٌ ثالثْ :
وهذا للأسف نسمعُهْ (ايْقولْ عِيالنَا)، صحيح هم عيالنا، عيالنا نسباً؛ لاكن الّذي ذهبْ إليهم ليسَ بابنٍ لنا ...
أبـناءُ جـلدتنـا وغـرسُ ربوعِـنا
لاكـنـهم فـي ديـننا دخـلاءُ
يا أمَّة الإسلامْ .. فوق رؤوسهمْ
سُلُّ السّيوفْ .. وأنتمُ البُرءاؤُا
النَّبيُّ صلي الله عليه وسلم يقولْ: (حدثاءُ الأسنان) يعني إيش؟
صغارْ؛ صح ولاّ لا؟
(سفهاءُ الأحلام) عقولُهم صغيرة؛ من صغُر سِنُّهُ صغُر عقلُه يا معشر الشّبابْ.
والشّايِبْ قد عَرَكتْهُ الدّنيا مع طولِ عمُره، واسْطصْحبَ الخِبرة، وبعُدَ عن الطّيشْ، فكيف إذا انضافَ إلي ذالك العلم.
أحبّتي . . .
فيهْ شيءْ أريد أن أقوله لكمْ، وقد قُلتُه؛ وهيَ حقيقةٌ مُرَّة.
وأنا أوجّه الخطاب اللّيلة إلي أبنائي الشّباب، باعْتبارهم عودُهم غَظٌّ طَرِي وعلمهم قليلْ، وخصوصاً الّذي ليس له اختصاص في العلم الشّرعي.
أقولْ : يا أحبّتي ...
قبلْ كنّا إذا رأينا صاحبَ اللِّحيةِ "انتبهوا" ليس هذا طعناً في سُنّة -رسول الله صلي الله عليه وسلم-؛ لاكن تحذيراً ممّن تلبّس بها! ، صاحب اللّحية والثّوب القصير علي السُّنّة نفرح بذالك ونفرح بأبنائِنا إذا مشَوْ معَهْ، انْقولْ هذا علي خير.
الآن يا أحبّتي وأبنائي لا يغُرُّكمُ المَظْهرْ حتَّي تعلموا المَخْبَرْ.
لا تغترُّوا باللِّحي! نعم؛ هي سُنّةُ -رسول الله صلي الله عليه وسلم-، لاكن هاؤلاء اسْتخدَموهَا للخداعْ، ولا يغرُّكم قُصْرُ الثّوبْ!
قد يقول قائل: يا محمد بن هادي إنت تطعن في السُّنّة؟!
خِبْتُ وخسرتْ إن فعلتُ؛ هذه رِدَّة عن دين الله، لاكنْ واللهْ ماحملني إلاّ التّحذيرْ، ولي في هذا سلفٌ، ويكفيني فخراً أن يكون إمام الأئمة سلَفِي "الإمام أحمد بن حنبل" لمَّا قالوا لهُ في الحارث المُحاسبِي يرْوِي الحديثْ خاشعٌ ساكنٌ ... أبنائي وأخصُّ الشّباب -انتبهوا- حفظكمُ اللهْ إلي
كلامي.
قالوا للإمام أحمدْ لمَّا تكلَّم في الحارث المُحاسبِي، قالوا لهُ يا أبا عبدالله يرْوِي الحديثْ!
يُحدِّث بـ إيشْ؟ أجيبوا؟
يُحدِّث بحديثْ -النَّبِي صلي الله عليه وسلم- خاشعٌ ساكنْ عابدْ، فقالَ "رحمه الله" لايغُرُّكم مِّنْ حارثْ: طأطأةُ رأسهْ، ولا طولُ لحيتهْ، ولا رِوايته للحديثْ.
وفي رواية أُخري عن أحمدْ (أَكُلُّ من حدَّث بحديث رسولِ الله صلي الله عليه وسلم يُجلَس إليه!)
لا ولاكرامة ولا نُعْمَ عين، ذاكَ رجلٌ سوءْ، لا يعرِفُهُ إلا من خَبَرهُ.
أحمدْ يعرفه، اسمعوا السّبب يا أحبّتي:
قالْ ذاكَ جالسَهُ فلانٌ وفلانْ، ماسمَّوْهُم لنا، يعنِي مِثلْ الآن أنتَ تعرفْ بعض النّاس ماتُريدْ تُسمّيهْ ستراً عليه.
قالْ جالسَهُ فلانٌ وفلانْ، فأخرَجهُمْ إلي رأْيِ يعقوبْ المُغازِلي وإلي رأْيِ جَهْمْ فهلكُوا بسببهِ.
لا يغرُّكم لحيتهْ ولا طأْطأَةُ رأسهْ "متمسِّكْ" ولا كثرة بُكاءهْ وخشوعهْ ولا كوْنَهْ يُحدِّث بحديثْ -رسول الله صلي الله عليه وسلم-؛ لا!
فيَا شبابْ لا تكتَفوا بطولِ لحيةِ الشّخصْ وتقصيرِ ثوبهِ حتّي تعرفوا منطِقَهُ وفِكرَهُ وأنَّهُ علي السُّنّة، وإلاَّ يُخرِجونَكمْ إلي رأْيِ داعشْ، هذا واحدْ.
وثانياً: أَعودْ؛ طريقَةِ الْتِفافْ إلي الوراءْ.
ليسَ كلُّ من أَرخَي لحيتَهُ فهوَ داعِشِي، لا واللهْ، لاكن يا أحبّتي النُّصحْ يوجِبُ لكم عليَّ هذا.
فلا تغترُّوا بالمظاهِرْ حتي تخْتَبِروا منِ الّذي يتكلّمْ، وتعرِفوا فكرُهُ؛ لأنّ هاؤلاء فَلَذات أكْبادْنَا :
وبـيْنمَا أبنـاؤُنا بـينَـنَا . . .
أكْبادُنا تمشِي علي الأرضِ.
أولاَدْنا أكبَادْنا؛ فنحنُ نحرص عليهم.
الآن ترونَهم: تِسعتاشَرْ سَنة ويُفجّر نفسهُ، تِسعتاشَرْ سَنة ويُفجّر المساجدْ، ثَمنطاشَرْ سَنة عِشرينْ سَنة إيشْ هذا؟!
سبَبُه هذا الفِكر الدّاعشِي الخبيثْ.
بالله عليكم: أُناسْ يصلّونْ! ، يصلّون فريضة من فرائض الله، ومَنْ؟ جنودْ يَخرُجونْ يَتعَبونْ ونحنُ نرتاحْ "يُؤَمِّنونَنا بأمانِ -الله جلّ وعلا- يخدِمونَنا" يُقَتَّلونْ وهم ساجدونْ !!
والله هذا حتي المشركينْ الأوّلينْ مافعلوهْ، إلاّ طائفة واحدة نقَضتِ العهدْ، وكانوا سبباً في غزوِ -النَّبِي صلي الله عليه وسلم- لمكّة، وذالك لأنّ -النَّبي صلي الله عليه وسلم- في الحُذيْبِية دخل في حِلفِهِ منْ دخَلْ من خُزاعَة، ودخلتْ بَنُو بَكِرْ في حلفِ قريشْ، فنقضوا حِلْفَ -رسول الله صلي الله عليه وسلم- مع قريشْ؛ إذْ هم أنصارْ لقريشْ وبيَّتُوا خُزاعَة.
فجاءَ عمرُو بنُ سالمْ يقولْ:
يـاربِّ إنّـي نـاشـدٌ مُّحـمـدَا
حِـلفَ أبـينَا وأبيـهِ الأتْلدَا
إنّ قـريشاً أخلفوكَ الموعِـدَا
ونقضوا ميثاقكَ المؤكّدَا
هُم بيّتُونَا في الغَديرِ هُجّدَا
وقـتلـونَا رُكّـعـاً وسُـجّـداً
قال لهُ -النَّبي صلي الله عليه وسلم- قد نُصِرْتَ يا عمْرَ بنَ سالمْ، وأمرَ بجيشِ الفتحْ فانطلقْ حتّي فتَح مكّة.
ما فيهْ إلاّ هذه السّابقة الّتي قتلَ أهلُها المصلّين، -النَّبي صلي الله عليه وسلم- يقولْ: (نُهيتُ عن قتلِ المصلّين).
وهاؤلاء يا معشرَ الأحِبّة يقتلونَ المصلّينْ ويروْنَ أنّ هذا من أعظمِ الجهاد في سبيلِ ربّ العالمينْ!
هذا جهاد؟ هذا إفسادْ، نعوذُ باللهْ من ذالك.
إذا انتَكسَتِ الفِطَرْ وانمَسَحَتِ العقولْ، فنعوذُ باللهْ ذالك.
يا أحبّتي! يا أبنائي! يا فلَذَةِ الكبدْ!
أيّها الشبابْ . . . لا يغرُّكم هاؤلاءْ.
هاؤلاءِ رأيتُموهمْ يَحتزُّونْ رؤوسْ المسلمين كما تُحَزْ رؤوس النِّعاجْ، يحرقونَ النّاس إحراقاً، هذا بالله من الإسلام؟
ومع ذالكَ الدّولِ الكافرة ايْقولْ يحتاج هاؤلاء لعشر سنين حتي إيشْ؟
يُقضَي عليهمْ !!
ما شاء الله .. أفغانستان في ستّة أشهُر قضيتُم علي دوْلة كامِلة بقضِّها وقضيضِها، هذا يدُلّك علي إيش؟
يدُلّك علي التّواطءْ بينَ هاؤلاءْ.
فيا إخوةَ الإسلامْ ... هذه حقيقةُ داعشْ مُلخّصةً.
فاحذروا الدواعش "الدّواحِشْ" الّذين دخلوا فينا.
واللهِ لو أعلم أنّ واحدْ من أبنائي علي هذا الفكرْ، لَأُحارِبُهُ الحربَ الضَّروسْ، وإذا ما استطعتْ فيهْ -والله الّذي لا إله غيره- لَآخُذهْ وأسلّمه إلي الدّولة، واللهْ أسلّمه إلي الدولة تُعالجهْ ويشفَي ويصِحْ وأنا أراهْ خيرٌ من أن يذهب إلي أُولائِكْ.
يَقُصْ عليَّ شخصٌ عنْ إبنِ عمٍّ لَّهْ؛ إبنُه ذهبْ يقول للعمرة وما علِمْ بهِ إلا في داعشْ!
وإذا بهِ يتّصل عليهْ (أعرفُه ولا أُريدْ أسمّيهْ "في المدينة")
ايْقولُّهْ يا ولدي إرجِع لمَ رُحتْ؟
قالْ إن شاء الله إنَّ نِجيكُمْ وتعرفونْ إنورِّيكُم حقَّ اللهْ !
قالُّوا ما الّذي رأيته فينَا؟
قالْ إن شاء اللهْ إنورِّيكُم يالْكُفَّارْ !!
قالْ نحنُ كُفَّارْ وانتَ اللِّي ادِّفْ بالعربة علي المسجد؟
قالْ إيهْ هذا إسلامْ المنافقينْ !!! راجْعين عليكم إن شاء الله،
قَفِّل السماعة وخلاّه.
انظُر إلي هذا المنطقِ الخبيثْ إلي أيِّ درجة وصلْ بهذا الإبن العاقْ.
فيا أحبّتي . . .
إحذروا هذه المواقعْ الّتي في هذه الكُمبيوتراتْ ويدخُل عليكم منها هاؤلاءِ الأقوامْ، إحذروا ذالك كلَّ الحذرْ.
واللهْ لَأَنْ يذهبْ الواحدْ يُغنِّي ويضرب العودْ أَحبْ إليّ من أنْ يمشي إلي هاؤلاء!
لأنه لو غنَّي وضرب العودْ أو شرِب الخمر، واللهِ لاَ ينسبْ هذا إلي الإسلام.
أنتُم أنفسُكُم جميعاً إذا سألتُمْ واحداً من هذا ماذا يرُد عليكم ؟
ايْقول ادعُوا اللهْ يا شيخ أنَّ اللهْ يهدينا، صح ولاَّ لا ؟
هل يَنسِب مُنكَرَهُ هذا إلي الدّين ؟
ما يُمكن يَنسِب الخمر إلي الدّين، ولا يُمكن يَنسِب جواز الغِناء إلي الدّين إلاَّ منِ انطمَسَت بصيرتُه، ويقولّك ادعُوا الله أنُّ يهدينا.
هاؤلاء يقولّك أنتَ "كافر" الله يهديك!
يهديك إلي ماذا؟ إلي الخروجْ "المذهب الخبيث" الّذي هم عليه.
النَّبي صلي الله عليه وسلم، يقول يامعشر الشباب في هاؤلاءْ يقول: (هاؤلاء حدثاء الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من قول خير البرية، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرميّة).
يحتجُّون بقول -النَّبي صلي الله عليه وسلم- ، لاكنهم بعيدين كلَّ البُعد، ويخرجون من الدّينْ بسرعة كما يخرج السهم سريعاً من الرميّة ثم لا يعودون فيه كما قالَ -النَّبي صلي الله عليه وسلم- .
يقول: (طوبي لمن قتلهم أو قتلوه، إنّ لِمَنْ قتَلَهُم لَأَجْرَا، وإنّ لِمَنْ قتَلُوه لَأَجْرَا، لَإِنْ أدركتُهم لأقتُلَنَّهم قتلَ عادْ).
فيه أوضح من هذا الكلام يا أحبّتي، هاؤلاء همْ يستحِلّون دماء المسلمين.
في عهد الصحابة -رضي الله عنهم- لمّا ذهبْ إليهمْ بنُ عبّاس -رضي الله عنهما- ليُناظِرَهُمْ يُراجِعَهُمْ يُناقِشْهُمْ، جلسوا يتكلَّمونْ علَيهْ هَاهْ يابنَ عبّاس، ماذا تنقمونْ عليه؛ لَبِسْ لِبِسْ جديد "حُلّة جديدة"
قال: والله لقد رأيتُ -رسولَ الله صلي الله عليه وسلم- يَلْبَسْ حُلّة أحسن منها.
اليوم نفس الكلام؛ يقولون مشايخكُم مشايخ بِشُوتْ، ماذا يعيبونْ عليهم؟ لأنَّهم مُو علي مذهبْهُم.
فقال لهم بنُ عبّاس "دمغهُم دمغاً" فقال جئتُكمْ من عند أصحاب -رسولِ الله صلي الله عليه وسلم- ولا أرَي فيكم واحداً منهم -رضي الله عنهم- ،
هذا دليل علي انحراف هاؤلاء ولاَّ لا ؟
لو كانوا علي خيرْ وحَقْ وهُدَي كانْ فيهم ولو واحدْ من الصّحابة.
وهذا نفسِ الكلامْ لو كانْ في هاؤلاءِ خيرْ لوَجدتُّمْ معهُمْ واحدْ من العلماءْ الرَّبَّانيِّينِ الرَّاسِخينْ؛ ما معهُم ولا عالمْ، فاحذروهم يا معشر الأحبّة.
وأسْتسمِحُكمْ وإن أطلتُ عليكم فسامحوني؛ ومقتَضَي هذا إنّمَا اقْتَضَتْهُ النّصيحة الّتي تجبُ لكم عليْ