الخميس، 19 مارس 2015

موقف جماعة الإخوان المسلمين من

الأحزاب العلمانية وغيرها

في ذكر بعض الأفكار الاقوال والأفعال الغريبة
عند جماعة الإخوان المسلمين

================== اعلم بإن  جماعة الإخوان المسلمين  أنشأها وأسسها: حسن البنا، الذي بايع شيخه:  < بسيوني العبد >  و < عبد  الوهاب الحصافي >  على الطريقة الصوفية الحصافية.

وللإخوان المسلمين زعامات كثيرة جدا، فمن زعاماتهم:  سيد قطب، والهضيبي، والتلمساني، والسباعي، والغزالي، والقرضاوي، وفتحي يكن، والغنوشي، وقادة جبهة الإنقاذ الجزائرية، والترابي، وغيرهم كثير.

وهذه الجماعة عبارة عن مزيج غريب الأفكار والأقوال والأفعال، وإليك نماذج على ما أقول: ==========

قال  < حسن البنا >  في مجموعة رسائله ص  ( 498) مبينا في جانب الأسماء والصفات:  < ونحن نعتقد أن رأي السلف من السكوت وتفويض علم هذه المعاني إلى الله تبارك وتعالى أسلم وأولى بالاتباع .. > .  اه

قلت: هذا المذهب من أخبث المذاهب، إذ هو مذهب المفوضة، بل هذا المذهب أسوأ حالا من مذهب المؤولة، وليس هذا مذهب السلف، بل مذهبهم هو معرفة معاني تلك الصفات، مثبتين حقائقها  لله جل وعلا على الوجه اللائق به  سبحانه تعالى فهم يعلمون معنى تلك الصفات، ويفوضون كيفياتها. فتنبه.

قآل  محمود عبد الحليم  في كتابه  < الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ >  (1/109):  < وكنا نذهب جميعا كل ليلة إلى المسجد السيدة زينب، فن ؤ دي صلاة العشاء، ثم نخرج من المسجد ونصطف صفوفا يتقدمنا ​​الأستاذ المرشد  < البنا >  ينشد من أناشيد المولد النبوي، ونحن نردده من بعده في صوت جهوري جماعي يلفت النظر ». اه

وأما بالنسبة لموقف جماعة الإخوان المسلمين من الرافضة، فهو موقف موحد، قائم على التقريب بين السنة والشيعة، وهذا الموقف هو موقف  < البنا >  و < شلتوت >  و < أبي زهرة >  و < الغزالي >  و < التلمساني >  و < فتحي يكن >  و < أنور الجندي >  و < عبد الكريم زيدان >  و < الشكعة >  و < خلاف >  و < البهنساوي >  و < سعيد حوى >  و < وافي الأعظمي >  و < المودودي >  و < الندوي >  و < الغنوشي >  و < حسن أيوب >  و < الترابي >  و < عز الدين إبراهيم >  صاحب كتاب  < علماء المسلمين وموقفهم من الثورة الشيعية > ، وغيرهم.

فمن ذلك قول  التلمساني:  <.. وفي الأربعينات  على ما أذكر كان السيد  <الق م ي>  وهو شيعي ينزل ضيفا على الإخوان في المركز  العام، ووقتها كان الإمام الشهيد يعمل جادا على التقريب بين المذاهب .. وسألناه يوما عن مدى الخلاف بين أهل السنة والشيعة؟ فنهانا عن الدخول في مثل هذه المسائل الشائكة .. فقال: اعلموا أن أهل السنة والشيعة مسلمون، تجمعهم كلمة  <لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول  الله> هكذا ..>. اه انظر موقف علماء المسلمين ص  ( 5  21).

وقال الغزالي في كتابه الإسلام والاشتراكية ص  ( 112):  < إن الإسلام أخوة في الدين واشتراكية في الدنيا > .

وفي ص  ( 183) قال:  < آن عمر كان أعظم فقيه اشتراكي تول ى الحكم > .

قآل  أيضآ  في كتابه  < الإسلام المفترى عليه >  ص  ( 103):  < إن أبا ذر كان اشتراكيا، وإنه استقى نزعته الاشتراكية من النبي عليه الصلاة والسلام > .

فانظر أخي المسلم إلى هذا الكذب على الله وعلى رسول الله، وعلى صحابته رضي الله عنهم أجمعين، فلا حول ولا قوة إلا بالله. فماذا سيصنع الغزالي بقوله تعالى:  } فإن طبن لكم عن شيء منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا {  [سورة النساء، آية :  4].

وبقوله تعالى:  } يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم {  [سورة النساء، آية: 29].

وبقوله عليه الصلاة والسلام:  < ألا لا تظلموا، ألا لا يحل مال امرئ إلا بطيب نفس منه > ، مشكاة المصابيح (2/889)، وصحيح الجامع الصغير وزيادته (2/1268).  وبقوله  أيضآ:  < إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم .. >  مسلم (2/889).

ويقول الغزالي:  < نعم أنا كنت من المعنيين بالتقريب بين المذاهب الإسلامية، وكان لي عمل دؤوب ومتصل في القاهرة، وصادقت الشيخ:  < محمد تقي القمي > ، كما صادقت الشيخ:  < محمد جواد مغنيه > ، ولي أصدقاء من العلماء والأكابر من علماء الشيعة. . > . اه انظر موقف علماء المسلمين ص  ( 21  23).

قآل الغنو ش ي:  < إن الاتجاه الإسلامي الحديث تبلور، وأخذ شكلا واضحا على يد  < الإمام البنا >  و < المودودي >  و < قطب > ، و < الخميني > ، ممثلي أهم الإتجاهات الإسلامية في الحركة الإسلامية المعاصرة  > . اه المصدر السابق  (42 43).

وقال المودودي:  < إن ثورة الخميني ثورة إسلامية، والقائمون عليها هم جماعة إسلامية، وشباب تلقوا التربية الإسلامية في الحركات الإسلامية، وعلى جميع المسلمين عامة والحركات الإسلامية خاصه آن تؤيد هذة الثورة كل التأييد، وتتعاون معها في جميع المجالات  > . اه انظر الشقيقان ص  ( 3)، وموقف علماء المسلمين ص  ( 48).

وقال أمير الجماعة الإسلامية  < المودودية >  ميان طفيل محمد:  < إن الخميني هو قائد المسلمين في العالم كله > . اه انظر الشقيقان ص  ( 3).

قآل أسعد جيلاني  أمير الجماعة الإسلامية لمدينة لاهور في مؤتمر إحياء الذكرى السنويه للثورة الإسلامية الإيرانية المنعقد في لاهور:  < إن هذه الحكومة الإيرانية مثل حكومة النبي  ص وحكومة خلفائه .. !!! > اه

وقال عمر عبد الرحمن في محاضرة ألقاها في أمريكا:  < ولابد لكل طاغية ظالم آن ي  زال من الحياة كمآ أزيل الشا ه ، وكما أزيل أنور السادات،  من هنا كآنت الثورة الإسلامية في إيران مظهرا من مظاهر العز والقوة المجد، وان  السعري لتبعث في روح المسلمين المجاهدين في كل مكان بعام ة، وفي مصر بخاصة، روح الأمل واليقين. هذه الثورة التي أزالت وما زالت تزيل طواغيت وجب علينا نحن المسلمين أن نزيلها، لقد مرغت أنفهم في التراب وجعلتهم يتحدثون عن قوة الإسلام ويرهبونها.  هذه الثورة الإسلامية في إيران مشرق أمل ومبعث فرحة وسرور، وانطلاق للجهاد في سبيل الله، والمسلمون في كل مكان يترس مون خطاها ويفرحون بانتصاراتها العظيمة > . اه

وقال المودودي:  < إن هذه لم تكن مطالبة لمنصب وزير المالية فقط، بل إنها كانت مطالبة للدكتاتورية ونتيجة لذلك كان وضع سيدنا يوسف عليه السلام يشبه جدا وضع موسوليني في إيطاليا الآن > . اه [الشقيقان ص  ( 20)].

وقال:  < إن سيدنا يونس كانت قد صدرت منه بعض التقصيرات في تبليغ فريضة الرسالة > . اه [الشقيقان ص  ( 21)].

وقال:  < إن سيدنا نوح عليه السلام أصبح مغلوبا أمام نزواته وطغت عليه عاطفة الجاهلية > . اه [الشقيقان ص  ( 22)].

وهذا هو إمامهم سيد قطب يترك صلاة الجمعة، كما ذكره علي عشماوي في كتابه:  < التاريخ السري لجماعة الإخوان المسلمين >  ص  ( 112) حيث قال:  < ..وجاء وقت صلاة الجمعة، فقلت له: دعنا نقم ونصلي، وكانت المفاجأة آن  علمت ولأول مرة أنه لا يصلي الجمعة. وقال: آن ه يري  فقه ي ا آن صلاة الجمعة تسقط إذآ سقطت الخلافة، وأنه لا جمعة إلا بخلافة .. > .

وهذآ  أخي الكريم غيض من فيض. ومع تلك الطام ات والانحرافات والضلالات من الكذب على الله والتحريف لشرعه وسب أنبيائه وتنق صهم والطعن في صحابة نبي نا عليه الصلاة والسلام، يبقى هؤلاء أئم ة وقادة، ودعاة، وعلماء واقع، فكلما ازدادوا ضلالا، ازدادوا في أعين تابعيهم رفعة  وعلوا! !!  فهل رأيت  أخي الكريم انتكاس القوم في مفاهيمهم؟ !!  إذن فاحمد الله على المعافاة والسلامة.

!!!

 

=================================

======================

وأما موقف جماعة الإخوان المسلمين من الأحزاب العلمانية، والقومية، والبعثية، بل الأديان كاليهودية، والنصرانية، فهو موقف سلمي، بل أخوي.

يدل على ذلك قول  < البنا >  أمام لجنة التحقيق البريطانية الأمريكيه  لبحث قضية فلسطين:  < ..إنه لا يريد أن يتحدث عن مشكلة فلسطين من النواحي السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، فقد طال فيها البحث، ولا حاجة إلى تكرار ما قيل .. والناحية التي سأتحدث عنها، نقطة بسيطة من الوجهة الدينية ..  فأقرر آن خص و متنا لليهود ليست خصومة دينية، لأن القرآن الكريم حض على مصافاتهم، ومصادقتهم، والإسلام شريعة إنسانية قبل أن يكون شريعة قومية، وقد أثنى عليهم، وجعل بيننا وبينهم اتفاقا .. > .  اه انظر  < الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ >  (1/409 410).

وقال  <البنا>  في أحد احتفالاتهم:  <.. وليست حركة الإخوان موجهة ضد عقيدة من العقائد، أو دين من الأديان، أو طائفة من الطوائف، ... ولا يكره الإخوان المسلمون الأجانب النزلاء في البلاد العربية والإسلامية، ولا يضمرون لهم سوءا، حتى اليهود المواطنين لم يكن بيننا وبينهم إلا العلائق الطي بة>. اه  انظر و  < الطريق إلى الجماعة الأم >  (ص 132).

قآل يوسف القرضاوي  في حديث لجريدة الراية  القطرية عدد 4696:  < إننا لا نقاتل اليهود من أجل العقيدة، وان ما من اجل الأرض .. > . (انظر ملحق الوثائق).

وقال  < السباعي > :  < فليس الإسلام دينا معاديا للنصرانية، بل هو معترف بها مقدس لها .. والإسلام لا يفرق بين مسلم ومسيحي، ولا يعطي للمسلم حقا في الدولة أكثر من المسيحي، والدستور سينص على مساواة المواطنين جميعا، في الحقوق والواجبات، ثم أقترح أربع مواد: (1) الإسلام دين الدولة  الإسلامية ،  (2)  الأديان السماوية محترمة ومقدسة، (3) الأحوال الشخصية للطوائف الدينية مصونة ومرعية، (4) لا يحال بين مواطن وبين الوصول إلى أعلى مناصب الدولة بسبب الدين أو الجنس أو اللغة > . اه [انظر:  < الطريق إلى الجماعة الأم >  ص  ( 134)].

قلت: سبحان الله! أرأيت لو آن نصرانيا تول ى سد ة حكم المسلمين فإنه والحال هذة سيكون حاكما شرعيا  في زعمهم لا يجوز الخروج عليه،  فما بالهم يجيزون الخروج على حكام المسلمين وهم لم يبلغوا مبلغ أولئك؟ !!

وقال الغزالي في كتابه  < ومن هنا نعلم >  ص  ( 150  153):  < ومع ذلك التاريخ السابق فإننا نحب أن نمد أيدينا وأن نفتح آذاننا وقلوبنا إلى كل دعوة تؤاخي بين الأديان، وتقرب بين بنيها، وتنزع من قلوب أتباعها أسباب الشقاق.

آن نا نقبل مرحبين على كل حدة توجه قوى المتدى نين ألى البناء لا الهدم، وت ذ كرهم بنسبهم السماوي الكريم، وتصرفهم إلى تكريس الجهود لمحاربة الإلحاد والفساد، وابتكار أفضل الوسائل لرد البشر إلى دائرة الوحي بعد ما كادوا يفلتون منها إلى الأبد .. ، إننا نستريح من صميم قلوبنا إلى قيام اتحاد بين الصليب والهلال، بيد آن نا نريده تعاونا بين المؤمنين بعيسى ومحمد، لا بين الكافرين بالمسيحية والإسلام جميعا > . اه

فهل سمعت  أخي الكريم بهراء وحمق وسفه وضلال مثل هذا؟ !!

ألم يقرأ هذا الأحمق قوله تعالى:  } ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم {  [البقرة، آية: 120]. وقوله تعالى:  } قاتلوا ال ذ ين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله رسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون {  [التوبة، آية: 29].

وقوله عليه الصلاة والسلام:  <أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله>  مسلم (1/53)

بل إن حكومة  <الترابي>  مطبقة له ذ ا المنهج  حق التطبيق، إذ نائب الرئيس نصراني، وكثير من وزراء الدولة نصارى، وكذا كثير منهم في مجلس الشعب.

اعلم  أيضآ بإن قادة الجماعة من أئمة الدعاة ألى الاشتراكية، فما عليك إلا أن تقرأ  < العدالة الاجتماعية >  لسيد قطب، و < الإسلام والاشتراكية >  للغزالي، و < الإسلام المفترى عليه >  له أيضا، و < الاشتراكية الإسلامية >  لمصطفى السباعي، وغيرها كثير.

أما تكفير القطبيين للمجتمعات الإسلامية قاطبة، فهذا حدث عنه ولا حرج، ويكفي شهادة أحدهم عليهم  ألا وهو القرضاوي، حيث قال في كتابه  < أولويات الحركة الإسلامية >  ص  ( 110):  < في هذه المرحلة ظهرت كتب الشهيد  < سيد قطب >  التي تمثل المرحلة الأخيرة من تفكيره، والتي تنضح بتكفير المجتمع، وتأجيل الدعوة إلى النظام الإسلامي، والسخرية بفكرة تجديد الفقه، وتطويره، وإحياء الاجتهاد، وتدعو إلى العزلة الشعورية عن المجتمع، وقطع العلاقة مع الآخرين،  وإعلان الجهاد الهجومي على الناس كاف ة .. > .  اه

ولقادة هذه الجماعات انحرافات كثيرة وكثيرة، ولو لا خشية الإطالة لنقلت لك ما سطروه في كتبهم، ولكن أظن آن ما ذكرته هنا فيه كفاية ل م ن كان له قلب عقل دين، ليعلم فساد منهج هذه الجماعة، وكذا كثير من أفكار قادتها.

فهل بعد هذا كله  أيها المصري تجعل الخلاف بين الجماعات الإسلامية انما هو خلاف في الفروع، لا في الأصول؟ بل تجعله من باب الاجتهادات السائغة؟ !!

وانظر ألى ما قاله  عبد العزيز بن ناصر الجليل ، في كتابه  <وقفات تربوية>  ص (160  162)، بعد أن أخذ حسنة السلفيين، وهو منهجهم العقدي السليم، وحسنة الإخوان المسلمين  على فرض التسليم بأنها حسنة وهو تنظيمهم، وسريتهم، ومواجهتهم للمشاكل العصرية.

ثم  بعد ذلك نصب منهجا وهميا، جعله هدفا له، أسماه ب  < المنهج السلفي >  صب عليه   جام غضبة، مع العلم بأن ما ادعاه من النقص في ذلك المنهج، آن ما هو في ذهنه فقط، ولا حقيقة له في الخارج، فسبحان الله وبحمده! !

قال الجليل:  <أي: أننا نريد منهجا دعويا، يقوم على سلفية المنهج وعصرية المواجهة. ونقصد بالسلفية: العودة بأصول الفهم والاستدلال إلى الكتاب والسنة، وقواعد الفهم المعتبرة ( [1] ) ، لدى أصحاب رسول الله  ص ومن تبعهم بإحسان، وذلك لنتمكن من خلال، هذا المنهج من المواجهة السلفية  المعاصرة لمشكلات عصرنا المتجددة، حيث  لا نقصد بالسلفية: الوقوف فحسب عند القضايا العقدية، التي واجه بها سلفنا الصالح انحرافات عصرهم، وكانت فريضة الوقت يومئذ،  ثم نتخل ى عن المعارك الطاحنة آلتي تديرها الجاهلية في المجتمعات المعاصرة، حيث ضاعت إسلامية الراية وإسلامية النظم.

إن السلفية الحقة لا تقبل أن تستهدف الدعوة في بعض المواقع، تحرير العقائد من شرك الأموات، والتمائم، وتضرب صفحا عن شرك الأحياء، والأوضاع، والنظم، والتي لا تقل عن شرك الأصنام، وكلا الشركين خطير.

كمآ لا تقبل السلفية الحقه آن تحارب التشبيه والتعطيل في صفات الله  عز وجل وتقف عند ذلك ولا تعلن الحرب على تعطيل الشريعة، وتحكيم القوانين الوضعية، وفصل الدين عن الدولة.

وإننا بهذا المنهج الشامل والسلفية المعاصرة، نسلم تسلم عقيدتنا الثابته من آي خلط او اهتزاز، كما هو الحاصل في هذه الأيام، ولكنها الفتن نعوذ بالله منها ما ظهر منها وما بطن  > . اه

وانظر ألى  ما قاله محمد محمد بدري في مجلة  < البيان >  عدد (28) ص  ( 15  18)   بعنوان:  < تحت راية أهل السن ة والجماعة > :  < وهي الجماعة التي ندعو فصائل الحركة الإسلامية إلى الالتزام بها، جماعة أهل السنة، الجماعة العام ة  الواسعة ..  ولا شك أن وجود هذا الصنف من الدعاة هو المقدمة الصحيحة لتعميم مفاهيم  < أهل السنة والجماعة >  في كل الحركة الإسلامية وإزالة الحواجز بين العاملين للإسلام، بحيث لا يتحرج فرد من الانتساب إلى فصيل من فصائل الحركة الإسلامية والتعاون مع الآخر في الخير ..

إننا ندعوا كل إخواننا إلى العمل على تكامل فصائل الحركة الإسلامية وتعاونها في هذا الإطار الذي نحسبه صوابا، ولا ندعي له الكمال، وإنما هو محاولة وخطوة على الطريق يعوزها التواصل المستمر .. >  الخ .

قآل في كتابه  أيضآ < نحو وحدة العمل الإسلامي >  ص  ( 43  44):  < ألى م ن ينفصل بطريق دون إخوانه في الحركة الإسلامية، ويعتقد أن مجموعته هي الوحيدة صاحبة الحق في التواجد على الساحة الإسلامية ..

وأقول: إن التعصب لجماعة، والولاء لها، ورفض بقية الجماعات التي تنتمي ل  < أهل السنة والجماعة >  ومعاداتها، هي في حقيقتها دعوى جاهلية، يقال لأهلها كما قال النبي  ص للمهاجرين والأنصار:  < دعوها فإنها منتنة >> . اه

وانظر إلى ما قاله  < البيانوني >  في كتابه:  < وحدة العمل الإسلامي بين الأمل والواقع >  ص  ( 18 20):  < ومنهم  من  لا يستوعب فهم حقيقة تعدد الجماعات الإسلامية، فيسيئون إليها بتصرفاتهم ومواقفهم ..! فكثرا ما تصور الشباب المسلم العامل للإسلام، تعدد الجماعات الإسلامية العاملة في الساحة الإسلامية عقبة كئودا أمام تحقيق وحدة العمل الإسلامي، إذ كيف يمكن أن يكون هناك عمل إسلامي واحد مع وجود تجمعات وجماعات إسلامية متعددة؟ !!

فإذا كان تعدد الآراء العلمية في المسألة الواحدة، في الدين الواحد  أحيانا أمرا طبيعيا وشرعيا ( [2] )  لاسباب تعرف في محال السعري،  فإن تعدد الجماعات الإسلامية في الساحة الإسلامية، في الإسلام الواحد أمر طبيعي، وشرعي أيضا، ولا سيما في هذا الزمن > . اه

وانظر إلى المقال الذي بعنوان :  <عندما يتحول الخلاف من تنوع إلى تضاد>،  المنشور في مجلة  < البيان >  عدد (52)، ص  ( 98)، حيث قال صاحبه:  < كما أن العبادات تتعدد وتتنوع، ما بين صيام، وصدقة، وصلاة  ، وهذآ من رحمة الله وحكمته كذلك  أيضآ تتعدد أساليب الدعوة ومجالاتها، وتتنوع ما بين وعظ وخطابة، وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر، وتأليف وتصنيف، وتربية، وأعمال خيرية، وإغاثة ... الخ.

وهذآ التعدد ينصب في الدعوة، والعمل الإسلامي ينصب  في قناة   < اختلاف التنوع > ([3] ) .. ويؤد ي هذا ألى ظهور التحزب والتفرق ويصاحب ذلك شعور العداء والبغضاء بينهم، رغم آن هم يستظل ون تحت راية الدعوة الإسلامية، ومنهج أهل السنة والجماعة > . اه

وانظر إلى ما قاله وكتبه محمد محمد بدري في مجلة < البيان>، عدد (13) ص (38  39) تحت عنوان < الوحدة والائتلاف .. ونبذ الفرقة والاختلاف> حيث قال :  < وأن من أعظم ما أصاب المسيرة الإسلامية الفرقة والتنازع والاختلاف، فساحة العمل الإسلامي تغص بجماعات كثيرة، دعواها واحدة وهي الإسلام، وإعادة مجد الإسلام، وأمة الإسلام، ولكن السعري متنافرة فيمآ بينها، تتراشق الاتهام .. بل يصل الأمر إلى الرمي بالمروق من الدين، والاتهام بالضلال، وهذا هو الخلاف المذموم، الناشئ عن الهوى، والتعصب، لرجل أو جماعة، بدون ت عر ف على الحق تبي ن له..



( [1] ) هل أفهم بإن هنآك قواعد فهم لدي الصحابة  رضوان الله عليهم غير معتبرة؟ !!

( [2] ) هذا قياس فاسد، إذ يقول: كما أنه ساغ الخلاف في الفروع، فليسغ الخلاف في الأصول! فهل بعد هذا الضلال من ضلال؟! إذ فيه تسويغ الخلاف في الأصول، وهذآ مخالف ل م ا أجمع عليه العلماء، من أنه لا يجوز الخلاف في الأصول، وإلا كان اختلافا مذموما، لا اختلافا جائزا، بل م ن قال لك: إن كل خلاف في الفروع فهو سائغ؟ !

( [3] ) قلت: سبحان الله! تشابهت مقولاتهم، لتشابه منهجهم، وبعد ذلك يزعمون آن هم ليسوا جماعة، وليس لهم منهج إلا منهج أهل السنة والجماعة، الذين هم سلفنا الصالح، فهل هذا هو منهج السلف الصالح، والذي يجمع تحت لوائه: الصوفي، والقبوري، والتكفيري، والرافضي، والأشعري ، والماتريدي، بل والداعي إلى وحدة الأديان؟ !! سبحانك اللهم وبحمدك، إن هذا إلا افتراء على المنهج السلفي وأهله. ====================== بينها، تتراشق الاتهام .. بل يصل الأمر إلى الرمي بالمروق من الدين، والاتهام بالضلال، وهذا هو الخلاف المذموم، الناشئ عن الهوى، والتعصب، لرجل أو جماعة، بدون ت عر ف على الحق تبي ن له .. ونحاول إيجاد صيغة للالتقاء والانسجام ( [1] )  بين تجمعات أهل السنة والجماعة، العاملة في الساحة الإسلامية، بحيث تمضي القافلة المسلمة في طريق واحد نحو هدفها > . اه

وانظر ألى ما جاء في بريد القراء في  م جلة  < البيان >  عدد (26)، ص  ( 97)،  قولهم:  < .. نقول للأخ البراك: منذ البداية د ع و ن ا جماعات أهل السنة  يعني بها فصائل الجهاد الأفغاني إلى الاتحاد والتعاون، وحذ ر نا من أمثال  < المجددي > ،  والظروف الصعبة آلتي ي مر بها المسلمون ت  حت م عليهم التعاون والتناصر ما داموا ضمن إطار أهل السنة > . اه

وانظر إلى ما جاء في كتاب المنتدى الإسلامي الأول والذي بعنوان:  < جهاد المسلمين في أفغانستان يمر بأخطر مراحله >  في ص  ( 12  13)، حيث قال كاتبه:  < يستحيل اجتماع كلمة المجاهدين  الأفغان على حزب من الأحزاب، أو جماعة من الجماعات ، وقد بذلوا محاولات من هذا القيبل ففشلوا،  لكنهم يؤكدون بأنهم يسيرون على ما كان عليه الرسول  ص، وما كان عليه الصحابة رضوان الله عليهم  هكذا !! وم ن تبعهم من رجال خير القرون ( [2]  ) أي منهج أهل السنة والجماعة .. وقد التقينا بمعظم قادة المجاهدين فقالوا لنا: إنهم يلتزمون منهج أهل السنة والجماعة > . اه

واستمع إلى ما قاله عائض القرني في شريطه  < نصر أو هزيمة >  الوجه الثاني، حيث قال:  < والإسلام أوسع، أوسع من أن تجعل لي دوائر ضيقة لتقييدي، الإسلام رحب، والإسلام واسع، أستفيد من كل أحد .

الداعية الذي يهتم بالرقائق معي.

والداعية الذي يهتم بالعقيدة معي.

والداعية الذي ينادي بالحاكمية لله معي.

أم ا آن يجعل، الإنسان حوله دوائر مغلقه، ويري آن م ن دخل معه هو المصيب، وم ن خالفه المخطئ، فلا ... الخ > .  بل استمع إلى شريطه:  < ف ر من الحزبية فرارك من الأسد  > ، يتضح لك صدق ما قلت لك آنفا ([3] ) .

واستمع  أيضآ ألى  ما قاله العودة في شريطه  < تقويم الرجال > .. قال:  < أيها الإخوة:  رجالات الإسلام في هذا العصر:  هم ميادين شتى، فأنت إذا نظرت مثلا في ميدان الدعوة إلى الله، وجدت رجالا عرفوا بالدعوة، وأثروا في مجتمعاتهم أبلغ تأثير،  لعل من الأسماء البارزة المشهورة أمثال الشيخ حسن البنا، او أبو  الأعلى المودودي،  أو غيرهم من المصلحين.

واذا  نظرت في مجال الأدب والفكر، أمثال الأستاذ سيد قطب، ومحمد  قطب،  وغيرهم من الكتاب المشهورين، وكذلك كتابات أبو  الأعلى المودودي، وأبو  الحسن الندوي، وغيرهم.

وفي مجال العلم الشرعي، والفقه، والفتوى، والحديث، وجدت علماء أفذاذ، في هذة الجزيرة  او غيرها ولعل من الأجياد الذين يشاد بذكرهم أمثال الشيخ: محمد ناصر الدين الألباني، في مجال الحديث والسنة، والشيخ عبد العزيز بن باز، ومحمد بن صالح العثمين، وكذلك لا تنكر جهود الآخرين في غير هذه البلاد،  تجد بحوث للدكتور مصطفى الزرقا، ويوسف القرضاوي.

وإذا نظرت في مجال الجهاد وجدت شخصيات بارزة، ولعل الجهاد الأفغاني على الساحة أبرز ما يلفت الأنظار، أمثال:  عبد، رب الرسول سياف وبرهان الدين رباني، وحكمتيار، او م ن تبن ى الجهاد كعبد الله عزام، أو غيره ..



( [1] ) أرأيت هذا المنهج الترقيعي التل ف يقي، فالداعية الملهم  < بدري > ، يريد إيجاد صيغة للالتقاء والانسجام بين الأحزاب والجماعات الإسلامية، ولم يقل لهم: دعوا ما أنتم عليه من  الباطل، وارجعوا إلى المنهج المتكامل، والمنهج الحق، منهج السلف الصالح !! فبدلا من أن تخضع المنهج السلفي لرغبات أولئك، اسع إلى إخضاعهم للانقياد له، وإلا انقلبت الموازين، فصار الحاكم محكوما، والمحكوم حاكما، وهذا عين الباطل.

( [2] ) قلت:  } قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين { .  ألم تتحد هذة الأحزاب  آلتي لم تكن متحدة في يوم ما على قتل أهل ك ن ر من أهل السنة وأميرهم، وتشريد الباقين منهم  ألم يقل حزب حكمتيار في جريدته  < شهادات >  في عددها (338)، الصادر بتاريخ 28 ذي  القعدة عام 1411 ه تحت عنوان  < الفرصة لا زالت موجودة > :  < ولكن مع ذلك فإن أعداء الإسلام قد أدخلوا فينا فتنة ثانية بديلة من القاديانية، ألا وهي فتنة الوهابية.

فإن الوهابية مذهب دخيل على الإسلام، وهذه أخطر خطط الاستعمار والصهيونية ضد الإسلام، لأن الأعداء يريدون أن يحاربوا الإسلام بأن يفجروه من الداخل.  فآن الوهابية  الذين يستخدمون مباشرة من تل أبيب، وواشنطن، ولندن، هم الذين يحكمون على المسلمين بالشرك .. ولله الحمد كما رفع الستار عن وجه الاستعمار  أيضآ كشفت مخططات هؤلاء، وعرف الناس ما هي هذه الطائفة العميلة للأجانب واكتشفوا جيدا .. > . اه

فاقرأ أخي القارئ، واعجب من موقف هؤلاء، وقلبهم الحق باطلا، والباطل حقا، لكنه كما قال عليه الصلاة والسلام:  < إذا لم تستح فاصنع ما شئت > .

( [3] ) وتراجعه عن بعض ما أخطأ فيه في كتابه  < معالم في المنهج >  هو تراجع بألفاظ مجملة، تحتاج إلى إيضاح وتطبيق عملي بين، وفق الله الجميع لمرضاته وأخلص نياتنا، وأصلح أعمالنا، آمين. ======== ============= وفي مجال الخطبة والوعظ  مثل:  . عبد الحميد كشك، وأحمد قطان، وإبراهيم عزت، وغيرهم، الاسماء كثيرة  وليس هدفي في هذة الجلسه ذكر الأسماء، ولكن ذكرت هذه الأسماء حيث يكثر الكلام حول عدد منهم.

خذ نموذجا آخر: الشيخ حسن البنا  رحمه الله رجل داعية، أث ر في المجتمع المصري تأثيرا كبيرا، وقتل فيمآ نحسبه  آن شاء الله في سبيل الله تعالى، وترك آثارا طيبة بكل حال، سواء آثار علمية، أو ما كتب في عدد من الموضوعات، تجد كثيرا من الناس آن ينظرون إليه نظرة معي  نة، فيها كثير من الانتقاص، والإشارة ألى ضعف علم هذا الرجل  مثلا وإنه لا يتقن فن الحديث .. وقد ينتقد لأنه اجتهد في عدد من المسائل الدعوية والواقعية، اجتهادا قابلا للنقاش، والأخذ والرد، وقد تجد م ن ينتقد الرجل لانه تكلم في عدد من مسائل الإعتقاد، كلاما يخالف ما عليه منهج السلف ..  المقصود الآن: الأشارة ألى  أ ن هذا الخطأ ينبغي آن يوضع في إطاره الصحيح، فلا يسقط الرجل بالكل ية، بل يقال: أخطأ في كذا، ويبقى للرجل منزلته وكرامته وبلاؤه في الإسلام .. > . اه

واقرأ ما قاله عائض القرني في رسالته  < قل هذه سبيلي >  ص  ( 8):  < وباكستان أرض الأستاذ أبي الأعلى المودودي الداعية الشهير والكاتب الخطير والذي أوذي في سبيل الله وحبس فصبر واحتسب:


نفسي فدتك أبا الأعلى وهل بقيت
آمآ استحى السجن من شيخ ومفرقه

 

 

نفسي لأفديك من أهل وم ن صحب  نور لغير طلاب الحق لم يشب > . اه


وانظر ألى ما قاله  أيضآ عن حكمتيار في الرسالة السابقه (ص 23  24). 

وقال عائض القرني في رسالته < كتب في الساحة الإسلامي ة> ص  (66) وهو يتكل م عن الكتب المهمة في هذا العصر ـ:  <.. وكتب سيد قطب، ومحمد قطب، وكتب أبي الأعلى المودودي، وأبي الحسن الندوي، وكتب المنطق والرقائق والعو ا ئق، لمحمد أحمد الراشد وغيرهم.. > .

واقرأ  أيضآ عائض القرني ما قاله في كتابه  < لحن الخلود >  ص  ( 20)، حيث مدح سيد قطب، بقصيدة أسماها  < في جنازة شهيد > ، والتي قال فيها:


كم حاولوا إغراء عز  فحلفت لا ترضى ولا  فصمدت يا قطب المعاأهديت للشعب اليتي شعب سيحيا في ظلا ما زال زجعك في الربو الحق صداح بكم     

 

ك بالمناصب والندى  تبخل على المجد الفدا  لي رغم م ن قد هددا
م معال  م معال
ما فيه الهدى
لك في حماسك غردا
ع على الروابي منشدا
والبغي أدبر مرعدا لك في حماسك غردا ع على الروابي منشداوالبغي أدبر مرعدا     
> . اه



وانظر إلى مقالة منصور الأحمد، والتي بعنوان:  < مغالطة وتحريض حاقد > ، التي نشرتها مجلة  < البيان > ، عدد (19)، في ص  ( 100)، حيث قال فيها:  < ..  أو حسدا للمكامن الفكرية التي يتمتع بها الندوي والمودودي بين المسلمين عام ة،  لا بين مسلمي الهند فقط ..، وطمأنت محدثي، لا تغضب ولا يؤلمك إتاحة جريدة القبس صفحاتها الأخيرة، ويوم الجمعة لهذا الموتور كي ينضحها بفكره،  فلعل قراء لم يقرأوا فكر المودودي والندوي بعد، يهرعون إليهما فيكتشفون فكرا أصيلا، وتحليلا عميقا، وعفة في الجدل، وسموا في القصد والغاية .. > . اه

واقرأ ما سطره محمد صالح المنجد في رسالته:  < أربعون نصيحة ل إ صلاح البيوت >  ص  ( 23  25) حيث قال:  < كما أن هناك عددا من الكتب الجيدة في المجالات المختلفة، فمنها: كتب الأستاذ سيد قطب  رحمه الله مثل: المستقبل لهذا الدين، هذا الدين، معالم في الطريق، خصائص التصور الإسلامي ومقوماته.  وكتب الأستاذ محمد قطب مثل: منهج التربية الإسلامية 1 2، واقعنا المعاصر، رؤية إسلامية في أحوال العالم المعاصر، قبسات من الرسول، معركة التقاليد، هل نحن مسلمون، . جاهلية القرن العشرين، ومذاهب فكرية معاصرة  ومن كتب الأستاذ أبي الأعلى المودودي، تفسير سورة النور، والحجاب، والجهاد.  وللأستاذ أبي الحسن الندوي، مثل: ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين، والصراع بين الفكرة الإسلامية، والفكرة الغربية > . اه

وانظر إلى ما قاله محمد سرور بن نايف زين العابدين في كتابه:  < دراسات في السيرة النبوية> ص  (321  323)، حيث قال:  < ويظلم سيد قطب( [1] )  صنفان من الناس: يظلمه بعض تلاميذه محب يه، لان هم معجبون به



( [1] ) أم ا سيد قطب، فقد كفى الشيخ ربيع بن هادي  حفظه الله أهل العلم وطلابه في  بيان أخطائه، وضلالاته، وانحرافاته العقدية، في أربعة كتب له، هي:  < أضواء إسلامية على عقيدة سيد قطب > ، و < مطاعن سيد قطب في الصحابة > ، و < العواصم م م ا في كتب سيد قطب من القواصم > ، و < الحد الفاصل بين الحق والباطل > .

وإليك  أخي القارئ ملخصا لما فيها، وعليك بالرجوع إليها لترى تفصيل ذلك، طعن سيد في موسى عليه السلام، وطعنه في الصحابة وخاص ة عثمان، وتكفيره للمجتمعات قاطبة، وقوله بخلق القرآن، ووحدة الوجود، والحلول والجبر، وتعطيله لبعض صفات الله على طريقة الجهمية الغلاة، وعدم قبوله لأخبار الآحاد الصحيحة والمتواترة في العقائد، وقوله بالاشتراكية المادية الغالية ... الخ. فهل بعد هذا كله يستحق التبجيل والتلميع والإمامة؟ !! اللهم لا، إلا عند من أحرق التعصب الممقوت قلبه وعقله. ================================ أشد الإعجاب: معجبون بثباته على الحق، وصبره على الأذى في سبيل الله، معجبون بسعة أفقه وصفاء فطرته، وعمق خبرته ...  ونحن نشاركهم في هذا كله ...  وأما الصنف الآخر من الناس، فلا يذكرون سيدا  رحمه الله إلا من خلال، أخطائه العلمية:

فتارة يزعمون بأنه أشعري، وتارة أخرى يقولون: إنه من دعاة وحدة الوجود، وفي غير هذه وتلك يرددون أقوال الظالمين:  <إنه من غلاة الخوارج !!>.

وما كان  رحمه الله أشعريا ( [1] )  ولا  صوفيا ( [2] ) ، وإنما كان أديبا من تلامذة العق اد، وعندما سلك طريق الدعاة اتجه  ألى الكتابة في العلوم الإسلامية، كالتوحيد والتفسير، وغيرهما، فوفقه الله سبحانه في معظم ما كتب ( [3] ) ، واجتمع في أسلوبه الصفات والمزايا التالية:

كان  رحمه الله جريئا ( [4] )  لا يخشى في الله لومة لائم، وكان يعلم أن الطاغوت يتربص به الدوائر، ويقدم له العروض والإغراءات، فأعرض  رحمه الله عن المناصب الرفيعة، والجاه العريض، ابتغاء مرضاة الله سبحانه وتعالى، وطمعا بجنته.  كان متجردا لا يتعصب لمذهب من المذاهب، او  ح زب من الأحزاب، وما كان يتحدث عن نفسه، ولو فعل لكان معه كثير من الحق.  وقد بلينا في هذا العصر بأشخاص لا يذكرون مكرمة ولا فضلا من خلال الحديث عن ذواتهم.

لا أعرف كاتبا في العصر الحديث عرض مشكلات العصر كسيد قطب ـ رحمه الله ـ فقد كان أمينا في عرضها، وفي وضع الحلول المناسبة لعل



( [1] ) ماذا سيقول سرور وم ن شاكله م م ن استمات في الدفاع عن سيد قطب، حينما يقرأ تفسيره لاستواء الله بالسيطرة والهيمنة كما في ظلاله، حيث قال: في (3/1762):  < الاستواء على العرش كناية عن مقام السيطرة العلوية الثابتة ... > . وانظر أيضا (1/53)، (1/54)، (3/1296)، (4/2045)، (5/2807) وغيرها.

وحينما يقرأ قوله بوحدة الوجود، كمآ في ظلاله  أيضآ حيث قال في (6/4002):  < إنها أحدية الوجود، فليس هناك حقيقة إلا حقيقته، وليس هناك وجود حقيقي إلا وجوده، وكل موجود آخر فآن ما يستمد جوده من ذلك الوجود الحقيقي، ويستمد حقيقته من تلك  الحقيقة الذاتية ... ومتى استقر هذا التصور الذي لا يرى في الوجود إلا حقيقة الله، فستصحبه رؤية هذه الحقيقة في كل وجود آخر انبثق منها > .

وحينما يقرأ تقريره أن الخلاف بين الرسل وأقوامهم لم يكن في توحيد الألوهية، وان ما في توحيد الربوبية، بقوله في ظلاله (4/1846):  < فقضية الألوهية لم تكن محل خلاف، آن ما قضية الربوبية هي آلتي تواجهها الرسالات، وهي التي كانت تواجهها الرسالة الأخيرة ... >.

وحينما يقرأ رده لأحاديث الآحاد وعدم قبولها في باب العقائد، بقوله فيه (6/4008):  < وأحاديث الآحاد لا يؤخذ بها في أمر العقيدة، والمرجع هو القرآن، والتواتر شرط للأخذ بالأحاديث في أصول الاعتقاد ... > .

فماذا نقول بعد يا سرور؟ هل نصدقك في قولك الذي لم تقم عليه دليلا واحدا إلا النفي الدال على جهلك أو تجاهلك؟ أو نصدق المقولة نفسها، والذي يشهد كلامه عليه بأنه أضل أيضا من الأشاعرة؟ !!

( [2] ) بل كان صوفيا، يدل على ذلك قوله في ظلاله (6/3291):  < هنآك أناسا يعبدون الله لان هم =

= يشكرونه على  ن عمه آلتي لا يحصونها، ولا ينظرون وراء ذلك إلى جنة أو نار، ولا إلى نعيم أو عذاب على الإطلاق > .

( [3] ) وبعد كل ما سبق ذكره من بعض انحرافاته وضلالاته تقول يا سرور: وفقه الله في معظم ما كتب !! سبحانك اللهم وبحمدك، وصدق الله إذ يقول:  } فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور {  [سورة الحج، آية: 46].

( [4] ) نعم، كان جريئا في تحريفه لكتاب الله، وطعنه في نبي الله موسى عليه الصلاة والسلام، وسادات الأمة من الصحابة رضوان الله عليهم، وتكفيره المجتمعات قاطبة ... الخ.