السبت، 23 سبتمبر 2017

وثائق تفضح تحالف الإخوان وداعش والقاعدة.. الإرهاب يقسم ليبيا

الإثنين 25/يناير/2016 - 01:19 مطباعةوثائق تفضح تحالف
دخلت ليبيا مرحلة جديدة من التحالفات، فمع إعلان حكومة الوفاق الوطني في البلاد برئاسة فايز السراج، بدأت الميليشيات الإرهابية في البلاد إعادة ترتيب أوضاعه مع وجود حكومة متوافق عليها إقليميًّا ودوليًّا في شبه توافق أو دعم لها في الداخل؛ مما وضعها في مرحلة جديدة من تراجع وجودها ودورها مع 5 سنوات من الدماء.
تحالف الإرهاب
تحالف الإرهاب
بعد الاتفاق على حكومة وفاق في ليبيا، ارتبكت التنظيمات الإرهابية في البلاد التي تعمها الفوضى منذ 2011، وبدأت على ما يبدو تبحث عن وسيلة لرص صفوفها، لا سيما إثر الخلافات التي نشبت بين قاداتها.
فقد كشفت صحيفة الشرق الأوسط استناداً إلى وثائق حصلت عليها، عن بحث داعش والقاعدة والإخوان في ليبيا الاندماج في "مجلس شورى" موحد لمحاربة حكومة فايز سراج، وأيضًا الحصول على دعم أمريكي غربي متراجع وجودها في المشهد الليبي.
وأوضحت الصحيفة أن التحالف المتوقع بين الإخوان والجماعة المقاتلة القريبة النهج من تنظيم القاعدة، و"داعش" يأتي في إطار تراجع دور الإخوان في المشهد الليبي.
كما أشارت الوثائق إلى الدور المخرب لجماعة الإخوان في ليبيا، عبر إعلانها دعم حكومة الوفاق الوطني برئاسة السراج، فيما تبحث مع الميليشيات والجماعات الإرهابية في عمليات تخريبية ودموية ضد الشعب الليبي ودول الجوار.
الوثائق كشف عن مدي الترابط والتقارب بين جماعة الإخوان وتنظيم "داعش" في ليبيا وخارجها، وهو ما يؤكد على أن هذه التنظيمات كلها تنتمي لفكر وأيديولوجية واحدة.
وأشارت تلك الوثائق السرية إلى أن قيادياً في "الجماعة المقاتلة"، سأل زعيمًا إخوانيًّا مؤيدًا للحكومة المقترحة: "يا دكتور أريد أن أفهم بوضوح موقف الإخوان من حكومة السراج. من جهة تعلنون دعمها ومن جهة تقولون لنا إنكم ضدها".
فأجاب الزعيم الإخواني الليبي: "الذي لا يقال ولا ينشر للعامة هو الصدق. أما ما ينشر فهو لمواكبة الظروف حتى تتاح فرصة لتحطيمها". وتحدث الرجل عن فايز السراج بمعلومات تتعلق بماضيه السري المثير للجدل خاصة في أوروبا، قال إنه استقاها من قائد جماعة الإخوان في تونس.
الإخوان في ليبيا
الإخوان في ليبيا
كان أول ظهور لـ جماعة «الإخوان المسلمين» في ليبيا عام 1949. وقد أسس رجل الدين المصري عز الدين إبراهيم مصطفى وآخرون فرع جماعة «الإخوان المسلمين» في ليبيا، حيث منحهم الملك الليبي السابق إدريس ملاذاً آمناً بعد هروبهم من الاضطهاد السياسي في مصر. وقد سمح لهم الملك درجة نسبية من الحرية لنشر فكرهم، ولم يمر وقت قصير حتى جذبت الحركة عدداً من المواليين المحليين. وحصلت الحركة على زخمها عبر المعلمين المصريين الذين كانوا يعملون في ليبيا. غير أن القذافي اتخذ موقفاً أقل مرونة معتبراً «الإخوان» مصدراً محتملاً للمعارضة. وبعد فترة قصيرة من وصوله إلى السلطة، قام باعتقال عدد من «الإخوان» وترحيلهم إلى مصر. كما قامت الأجهزة الأمنية باعتقال وتعذيب أعضاء من «الإخوان المسلمين» الليبيين عام 1973، ووافق هؤلاء تحت الضغط على حل «الجماعة». ونتيجة لذلك، التزم «الإخوان» الصمت حتى نهاية سبعينيات القرن الماضي.
وفي عام 1999، عادت جماعة «الإخوان المسلمين» الليبية إلى الساحة من خلال الحوار مع نظام القذافي. واكتسب هذا التبادل المزيد من الزخم في الفترة بين 2005-2006، عندما ساعد نجل معمر القذافي، سيف الإسلام، في دفع العملية إلى الأمام. وقد قام سيف الإسلام بذلك خصيصاً لاستمالة «الجماعة». وفي عشية الانتفاضة الليبية في ربيع 2011، أشارت التقديرات إلى وجود ألف عضو من «الإخوان» داخل ليبيا ونحو 200 آخرين في المنفى.
وعقب سقوط نظام القذافي تصدر الإخوان المشهد السياسي والعسكري، ففي ديسمبر 2012، صرح محمد صوان، زعيم "حزب العدالة والبناء"- الذراع السياسي لـ جماعة «الإخوان المسلمين»- بأن «الجماعة» تضم الآن أكثر من 10,000 عضو، بإشارته إلى نجاحها في كسب مؤيدين جدد خلال السنتين الماضيتين.
وتعرض الإخوان للتراجع عقب سقوط الجماعة الأم في مصر، ولكن احتفظ الجماعة بنفوذها في طرابلس العاصمة، وعدد من المدن الأخرى، وكانت طرفًا رئيسًا في الحوارات التي أدارتها الأمم المتحدة حتى الإعلان عن حكومة السراج، قبل شهر.
للمزيد عن الإخوان المسلمين في ليبيا اضغط هناوللمزيد عن العلاقة بين الإخوان و"داعش" اضعط هنا الجماعة المقاتلة
الجماعة المقاتلة
فيما تعد الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة، صاحبة السيطرة التي تحدت نظام القذافي، فقد أعلنت عن تشكيلها حتى عام 1995، غير أنه يمكن اكتشاف أصولها من خلال حركة جهادية سرية، فقد أسسها عوض الزواوي في عام 1982. وقد تمكنت «الجماعة المقاتلة»، دون أن تعلن عن اسمها الرسمي ومن خلال عملها في سرية تامة، من التوسع وكسب الكثير من المؤيدين في جميع أنحاء ليبيا على مدى أكثر من عقد من الزمان.
وخططت الجماعة الإسلامية المقاتلة، للقيام بهجمات ضد شخصيات بارزة في حكومته. وبحلول عام 1989، اكتشفت السلطات هذا التمرد واعتقلت الكثير من المتمردين، بمن فيهم الزواوي نفسه بعد أن نفذت «الجماعة المقاتلة» عدة محاولات فاشلة لإسقاط نظام القذافي في الأعوام 1986 و1987 و1989. وقد اضطر أولئك الذين لم يتم القبض عليهم إلى الفرار إلى أفغانستان.
وتعد «قوات فجر ليبيا» أول تحالف بين الإخوان والجماعة المقاتلة، وتأسس لمحاربة السلطات الشرعية في البلاد، ومن أبرز المعارك التي خاضتها معركة مطار طرابلس في صيف عام 2014؛ ما تسبب في إحراقه بما فيه من طائرات. وتعرضت هذه القوة بدورها إلى الضعف والتفكك، خاصة بعد ارتفاع وتيرة التوافق بين الفرقاء الليبيين في الحوارات التي أدارتها الأمم المتحدة حتى الإعلان عن حكومة السراج، قبل شهر.
وقد دخل نظام القذافي في حرب شعواء مع «الجماعة المقاتلة»، تكبدت فيها الحركة العديد من الخسائر، من بينها مقتل أحد آبائها المؤسسين الشيخ صلاح فتحي بن سليمان (المعروف باسم أبي عبد الرحمن الخطاب)، الذي لقي حتفه في إحدى المعارك مع القوات الليبية بالقرب من درنة في سبتمبر 1997.
وتم سجن العديد من أعضاء الحركة في ليبيا، في حين قرر بعض الهاربين العودة إلى أفغانستان، بمن فيهم أمير «الجماعة المقاتلة» في ذلك الحين، الشيخ أبو عبد الله الصادق، والمسئول الديني الرئيسي، الشيخ أبو المنذر الساعدي، وأبو أنس الليبي، الذي تورط مؤخراً في "تفجيرات السفارة" عام 1998. غير أن حفنة من أعضاء الحركة بقوا في المنفى في لندن، ولعبوا في النهاية دوراً هاماً عندما بدأت «الجماعة المقاتلة» عملية المصالحة مع النظام الليبي عام 2005.
وعقب بداية احتياجات فبراير لعب الجماعة الإسلامية دورًا كبيرًا في إسقاط نظام القذافي عبر التحالف مع قوات حلف شمال الأطلسي "الناتو" والميليشيات الأخرى في ليبيا.
وبعد سقوط النظام القذافي أسست الجماعة الإسلامية المقاتلة ذراعًا سياسيًّا هو "الحركة الإسلامية الليبية للتغيير"، للتتماشي مع طبيعة الحكم الجديد في ليبيا ولكن أبقت على الميليشيا العسكرية.
للمزيد عن الجماعة الإسلامية المقاتلة.. اضغط هناتنظيم "داعش" في ليبيا
تنظيم داعش في ليبيا
تمدد تنظيم "داعش" جاء وفق موافقة إخوانية أخلت لها العديد من المدن للسيطرة عليها، وفي مقدمتها مدينتا درنة وسرت، وهو ما شكل قاعدة للتنظيم الإرهابي للانتشار في ليبيا.
فقد جرى بالفعل غض الطرف عن مقار داعشية في العاصمة وضواحيها، إضافة إلى إجدابيا وبنغازي، ليمثل لهم ورقة رابحة في أي حل سياسي أو عمل عسكري.
فالقادة المتطرفون الكبار في تنظيمي الإخوان و"الجماعة المقاتلة" يسعون إلى احتواء الأمراء الصغار الموالين لداعش.
ورصدت الوثائق طوال شهر ديسمبر جنوح قيادات من الجماعة المقاتلة ومن الإخوان، إلى التحالف مع داعش بشكل صريح ومعلن، مع زيادة الدعم للمتطرفين في الداخل الليبي وفي دول الجوار أي في كل من مصر وتونس والجزائر، في محاولة للضغط على المجتمع الدولي، وإجباره على التعامل مع هذا التيار في ليبيا كـ"سلة واحدة".
وبحسب ما ورد في الوثائق، فإن قيادياً آخر في الجماعة المقاتلة قال: إن "الوضع صار يستلزم الاندماج مع داعش، وأن تكون طرابلس لنا (للجماعة المقاتلة والإخوان)، وسرت لهم (لداعش)، ويأخذ تنظيم داعش التمدد المساحي شرق سرت، وما يحتويه، ونأخذ نحن طرابلس وامتداد الغرب لنا، ونواصل دعم مجلس شورى ثوار بنغازي (هذا المجلس كان يقتصر على تنظيم أنصار الشريعة، وأصبح منذ عدة أشهر يضم خليطًا من الإخوان و"المقاتلة" وداعش)، ومجاهدي درنة (خليط مشابه لكنه على خلاف مع الدواعش)".
وكشفت الوثائق عن الممثل الحقيقي لزعيم "داعش" أبو بكر البغدادي في ليبيا، وهو شخص يدعى "سفيان الغزالي". يقول قيادي الجماعة الإسلامية المقاتلة الأول، إنه وصل إلى منطقة "امعيتيقة" بالقرب من مطار طرابلس واستقبل محمد المدهونين زعيم المجلس العسكري لمدينة صبراتة وزعيم ميليشيات ما يسمى "المدهوني" الإرهابية المتطرفة في غرب طرابلس.
للمزيد عن تنظيم "داعش" في ليبيا.. اضغط هنا وكذلك "داعش" في ليبيا.. اضغط هنادور أمريكي
دور أمريكي
الوثائق التي نشرتها صحيفة الشرق الأوسط، تشير إلى العلاقات القوية بين الجماعات والميليشيات الإرهابية في ليبيا والمخابرات الأمريكية، فقد أكد القيادي الإخواني أنه يجب ضرب أعداء أمريكا في المنطقة؛ من أجل الحصول على الرضا الأمريكي، وهو ما وضحته الصحيفة.
كما ذكرت الصحيفة أن الولايات المتحدة الأمريكية تفاوضت مع تنظيم "داعش"، في ليبيا، وبحسب ما ورد في الوثائق، قال قيادي آخر في الجماعة المقاتلة: إن «أمريكا تتحاور مع داعش، متجاهلة دورنا في ليبيا، واستطاعت استقطاب محمد المدهوني قائد ميليشات المدهوني ببلد صبراتة، وجماعة أبو عبيدة الزاوي (قائد ميليشيا في غرب طرابلس أيضًا)، وخلقت لهم خط تواصل مع التنظيم في سرت، وغضت البصر عن تدفق مقاتلين للتنظيم بسرت والجنوب من كل الدول». وتابع قائلا: إن «أمريكا لن تحترم أي اتفاق معها، إلا إذا سيطرنا على طرابلس».
أهداف التحالف

ووفقًا لتقرير صحيفة الشرق الأوسط، فبعدما كان التحالف قبل 16 شهرًا بين الجماعات الإرهابية، هو قتال الجيش الليبي بقيادة الواء خليفة حفتر ورموز الحكومة والبرلمان الشرعي "برلمان طبرق"، لكن دون عمل مشترك تحت قيادة موحدة. في ذلك الوقت كان يمكن لقادة إخوان غض الطرف عن مرور شحنات أسلحة ومقاتلين لداعش في درنة، ويمكن لزعماء من الجماعة الليبية المقاتلة، تعضيد قوات أنصار الشريعة في بنغازي.
واليوم تعد أهداف التحالف الثلاثي بين الإخوان والجماعة الإسلامية المقاتلة و"داعش" هي:
- تجاوزات المحلية "ليبيا" إلى دول إقليمية ودولية عبر تقديم ضرب أعداء أمريكا.
- تأسيس تحالف لإدارة عمليات تحالف عليا في داخل البلاد، وأخرى عابرة للحدود، في محاولة لإظهار القوة والقدرة على التفاوض أمام عدة أطراف دولية خاصة الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وبلدان أخرى في منطقة الشرق الأوسط.
- محاربة الدولة المصرية عبر استهداف المنشآت الحوية في عدة مدن على رأسها القاهرة والإسكندرية.
- دعم تنظيم "أنصار بيت المقدس" الإرهابي، الموالي لتنظيم "داعش" في سيناء.
- تقديم الدعم لحركة حماس في غزة.
- تقديم الدعم للجماعات المتشددة في تونس والجزائر ومصر لإجبار أمريكا وأوروبا على التعامل مع الإسلام السياسي كسلة واحدة، خاصة في ليبيا.
المشهد الليبي
المشهد الليبي
يبدو أن المشهد الليبي سيشهد مزيدًا من الدماء والصراع، وربما ينتهي الأمر إلى تقسيم البلاد، في ظل سيطرة وحكم الميليشيات على مساحات واسعة، خاصة في غرب ليبيا.
التحالف الإرهابي الجديد في ليبيا، هو تحالف قوي ومدعوم من قوى خارجية، وهو ما يشير إلى أن الأوضاع في ليبيا ورغم التوصل إلى حكومة وفاق وطني ستشهد تغيرًا جديدًا على الأرض، بما يزيد من الصراع وسقوط مزيد من الدماء=
"البغدادي" ينقل مقره إلى "سرت".. ليبيا "حائط الصد" لتنظيم "داعش"

الخميس 21/يناير/2016 - 03:37 م
طباعة

البغدادي ينقل مقره



بعد أن انتشرت المعلومات حول مكان زعيم أكبر تنظيم إرهابي في العالم "داعش"، تداولت تقارير عالمية، "أن أبو بكر البغدادي" يقيم الآن في معقل التنظيم الجديد في سرت الليبية، وذلك فور هروبه من الرقة السورية.ليبيا مقر رئيسي لداعشليبيا مقر رئيسي لداعشصحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية، نقلت اليوم الخميس 21 يناير 2016، عن العقيد إسماعيل شكري، قائد الاستخبارات العسكرية في مدينة مصراته بليبيا، قوله: إن "تنظيم الدولة يسعى لجعل مدينة سرت مقرا رئيسيًّا له بدلًا من الرقة والموصل".وكشف شكري أن أبو بكر البغدادي أرسل شيخًا يكنى بأبي عمر من العراق إلى سرت، للمساهمة في زيادة سيطرة التنظيم عليها، ويعتبر أبو عمر- عراقي الجنسية- من الممكن أن يشرف على مقاتلي التنظيم في سرت، والبالغ عددهم ثلاثة آلاف مقاتل.وقال شكري: "إن عناصر داعش تلقوا ترحيبًا من فئة من أهالي سرت؛ نظرا لقتالهم أتباع معمر القذافي في مسقط رأسه". ووفقًا لشكري، فإن 70 % من مقاتلي داعش في ليبيا هم من التونسيين، مع أعداد صغيرة قدموا من سوريا، ودول الخليج، والسودان، والنيجر، وتشاد.ويتزعم التنظيم الإرهابي في ليبيا العراقي وسام عبد الزيدي "أبو نبيل الأنباري"، أو "أبو المغيرة القحطاني"، الذي كان واليًا لتنظيم الدولة في العراق، قبل أن يرسله "البغدادي" ليتولى مسئولية فرع ليبيا بالكامل، وقُتل في نوفمبر من العام الماضي بغارة أمريكية.كما قال ناشطون جهاديون إن "أبو علي الأنباري أحد أبرز قادة تنظيم الدولة، متواجد حاليًا في العراق"، وهو الأمر الذي لم يؤكده أنصار تنظيم الدولة بشكل قاطع.ومدينة سرت الليبية لها أهمية خاصة عند تنظيم "داعش"؛ وذلك بسبب قربها من حقول نفطية رئيسة ومصافٍ شرق ليبيا، فضلاً عن موقعها من السواحل الإيطالية، إذ يمكنه العبور منها إلى الاتحاد الأوروبي.ووفق محللين فإن تطور العمليات التي ينفذها تنظيم "داعش" داخل ليبيا دليل على قدرته على النمو والتكيف، حتى مع زيادة الحملة العسكرية ضده في العراق وسوريا من قبل التحالف الدولي بقيادة واشنطن والضربات الروسية.ووفق إحصائيات فقد وصل عدد المقاتلين التابعين لـ"داعش" في مدينة سرت لنحو 5000 مقاتل، وكان وصل نهاية ديسمبر الماضي عدد كبير من المقاتلين الأجانب وعائلاتهم إلى سرت، في دليل آخر على عزم التنظيم تقوية وجوده داخل المدينة. وكان التنظيم دعا المقاتلين إلى التوجه إلى ليبيا بدلاً عن سوريا، كما أرسل عددًا من قياداته ومقاتليه إلى ليبيا.وقال مسئولون ليبيون إنها فقط مسألة وقت قبل أن يحاول التنظيم السيطرة على مزيد من المنشآت النفطية والمصافي قرب مدينة سرت لزيادة مصادر الدخل والتمويل الخاصة به، والتي تمكنه من تمويل عملياته في الشرق الأوسط وأوروبا.وأوردت عن مسئول في الاستخبارات العسكرية بليبيا: "لقد أعلنوا نيتهم صراحة، يريدون نقل معركتهم إلى روما".كما يروج "داعش" عبر محطات الراديو الخاصة به في سرت أن "المدينة لن تكون أقل أهمية من مدينة الرقة".ويرى متابعون أن محاولات التنظيم للنمو داخل ليبيا بدأت مباشرة عقب رحيل القذافي، وأن التنظيم استطاع استغلال الانقسامات الشديدة داخل ليبيا والاشتباكات بين الفصائل المختلفة لإنشاء معاقل له قرب شواطئ البحر المتوسط وقرب إيطاليا، لافتةً إلى تحقيق التنظيم عدة انتصارات أمام جماعات مسلحة مختلفة بينها مصراتة.وعلى الرغم من التحديات التي يواجهها التنظيم، فإن لـ"داعش" خططًا كبيرة لسرت، وظهر ذلك في حوار نشرته مجلة "دابق" الإلكترونية التابعة للتنظيم مع أبو مغير القحطاني والذي تعهد "باستغلال موقع ليبيا الجغرافي ومواردها النفطية لمهاجمة أمن واقتصاد أوروبا".مدينة محصنةمدينة محصنة وفي وقت سابق من نهاية العام الماضي، أوردت تقارير عالمية بأن البغدادي عزم على نقل المقر الرئيسي للتنظيم من الرقة والموصل إلى "سرت" الليبية مسقط رأس الرئيس الراحل معمر القذافي، واضطر البغدادي إلى تغيير مكان إقامته حتى لا تلاحقه المخابرات العراقية، وفق متابعون؛ حيث أفادت وكالات عالمية آنذاك أن زعيم "داعش" كان يقيم في تركيا في الفترة الأخيرة لتلقي العلاج.وكانت أنباء قد تحدثت عن أن البغدادي أصيب في غارة للطيران العراقي في الأنبار على مجموعة من السيارات التي وجد البغدادي في إحداها، على الأرجح، في الـ 11 من أكتوبر الماضي.هذا وكانت جريدة الشروق الجزائرية كشفت عن خبر وجود معلومات في سرت الليبية تؤكد وصول زعيم "داعش" أبو بكر البغدادي، نهاية ديسمبر الماضي، إلى سرت بشكل مفاجئ.وتشير بعض التقارير إلى أن البغدادي قد يلجأ فعلا إلى سرت التي يسيطر عليها التنظيم بشكل كامل، خاصة وأن بها قاعدة "وجادوجو" المحصنة بشكل كبير، ولا يمكن أن تتأثر حتى بالقصف الجوي لتوفرها على مساحة كبيرة تحت الأرض.وأفادت معلومات في وقت سابق أن البغدادي وصل إلى مدينة سرت الليبية الأيام الماضية سرا، ومعه أبو بكر شيكاو، زعيم تنظيم "بوكو حرام" في نيجيريا، والذي بايع داعش مؤخرًا.وربط محللون من جهة أخرى، وجود البغدادي في سرت، يعني بداية حرب النفط في ليبيا بين داعش والقوى المسلحة الأخرى في المناطق النفطية، وهذا ما تم بالفعل في الأيام الأخيرة.ومع بداية إطلاق التنظيم الإرهابي حملة للسيطرة على آبار النفط في المنطقة الممتدة من سرت إلى طبرق شرقاً ومن سرت إلى سبها جنوباً، لتأمين احتياجاته المالية الكبيرة ولتمويل مشاريعه الإرهابية ضد أوروبا ودول المنطقة، يتوقع مراقبون بأن يسيطر التنظيم في ظل تواجد البغدادي بالمنطقة.ملاحقته في العراق وسوريا ملاحقته في العراقكانت أشارت "بوابة الحركات الإسلامية" إلى أن البغدادي هرب إلى ليبيا، في ظل ملاحقته المستمرة في العراق وسوريا، وأن التنظيم توسع في ليبيا وفرض سيطرته بقوة، ولذلك فإن منطقة سرت تعتبر الملاذ الوحيد للبغدادي في الوقت الحالي.ويؤكد مراقبون على أن إقامة زعيم التنظيم الإرهابي في ليبيا، سيصعد الأزمة الحالية وقد يعرقل كافة المساعي التي تقوم بها الأمم المتحدة، وكذلك قد يوقف جميع محاولات الصلح بين الأطراف المتنازعة في البلاد.ولم يُبْدِ التنظيم الإرهابي "داعش" أي رد فعل حول حقيقه هروب البغدادي إلى ليبيا، فيما تؤكد مصادر بليبيا استحالة دخول البغدادي إلى البلاد في ظل هذا الوضع المتوتر.ويتبين أن ليبيا دخلت حيز السيطرة من قبل تنظيم "داعش" الإرهابي، والذي يسعي باستماته لفرض السيطرة والاستحواذ على المنطقة بأكلمها، وبالأخص حقول النفط الليبية.
السبت 22/أغسطس/2015 - 04:34 مطباعةالإخوان وداعش وجهان

وفيما يبدو أن الغموض حول حقيقة المكان الفعلي لأبي بكر البغدادي سيظل غامضًا، وبالأخص مع محاولات التنظيم الإرهابي التوسع والتوغل في معظم الدول العربية.==لإخوان وداعش وجهان لعملة واحدة

 
أعلن مرصد الفتاوى الشاذة والتكفيرية التابع لدار الإفتاء المصرية أمس الجمعة 21 أغسطس 2015، دعوات أطلقها تنظيم "داعش" الإرهابي لجماعة الإخوان بمصر للانضمام إلى التنظيم وإعلان الولاء والبيعة لزعيم التنظيم أبوبكر البغدادي، وذلك بعد تلقي التنظيم الإرهابي عدة ضربات موجعة في مصر.
حيث أكد المرصد أن تلك الدعوة تأتي في سياق السباق والتنافس بين الجماعات والحركات الإرهابية للفوز بأعضاء جدد وتجنيد المزيد من المقاتلين، في ظل سعى عدد من الحركات الإرهابية والتكفيرية في المنطقة إلى كسب تأييد حركات إرهابية على شاكلتهم تتخذ من الإسلام ستارًا لمنهجيتهم الدموية مثل جماعة الإخوان الإرهابية وفق ما أقره القانون المصري.
ولفت المرصد أن الخسائر السياسية التي لحقت جماعة الإخوان في مصر عقب الثورة الشعبية في يونيو عام 2013، إضافة إلى فشل تنظيم "داعش" في تحقيق مكاسب بسيناء أدى إلى محاولة قادة الجماعتين الاندماج في كيان واحد تحت قيادة واحدة من أجل التصدي لقوات الجيش والشرطة المصرية بعدما فشلت الجهود المنفردة لكلا الحركتين في النيل من الدولة المصرية وزعزعة استقرارها.
أضاف المرصد أن دلائله الاستقصائية تكشف مساعي "داعش" التحالف مع تنظيمات موالية للقاعدة؛ من أجل حشد الجهود والقوات لمواجهة قوات الأمن المصرية، خاصة أن التنظيم قد فشل فشلاً ذريعًا ومُنيَ بهزيمة نكراء في سيناء جراء محاولته السيطرة على مساحات قليلة من الأرض لتكون نقاط تمركز وانطلاق، إلا أنها تم مواجهتها بقوات متعددة من الجيش والشرطة، واستبسال كبير من أفراد وضباط الشرطة والقوات المسلحة المكلفة بحماية سيناء وحفظ الأمن فيها، وهو ما أثبت للتنظيم عدم قدرته على هزيمة الأمن المصري بجهوده المنفردة؛ حيث إنه بحاجة ماسة لمعاونته من قبل تنظيمات عديدة في المنطقة لتكون له فرصة في تحقيق أهدافه.
أكد المرصد أن هناك تبادل أدوار بين داعش وجماعة الإخوان بمصر، حيث يوجه "داعش" الدعوة للإخوان مبايعته والانضمام إليه، بينما يقوم الإخوان بتكفير قيادات الدواعش في الداخل والخارج، بما يتفق ومنهجية علاقة داعش بتنظيم القاعدة الإرهابي، من مهاجمة كلاهما لمنهجية الآخر، رغم ثبوت علاقة وثيقة تجمعهما في الأهداف والمقاصد الساعية إلى نشر الفوضى والإرهاب.
ودعا المرصد إلى الحفاظ على حالة التماسك والتضامن الداخلي في مواجهة حركات وتنظيمات التكفير، واستمرار الدعم المجتمعي والحاضنة الشعبية لقوات الجيش والشرطة في حربها الشرسة ضد الفكر المتطرف وتنظيمات المتعددة.
كلينتون "داعش" وتقسيم العالم العربي
كلينتون داعش وتقسيم
فجّرت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون مفاجأة من الطراز الثقيل في أغسطس الماضي 2014، عندما اعترفت بأن الإدارة الأمريكية قامت بتأسيس ما يسمى بتنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" المعروف بـ"داعش"، لتقسيم منطقة الشرق الأوسط .
وقد نقل حينها موقع "الفرات" العراقي عن كلينتون أنها قالت في مذكراتها "خيارات صعبة" التي نشرتها في كتاب: "دخلنا الحرب العراقية والليبية والسورية وكل شيء كان على ما يرام وجيد جدًّا، وفجأة قامت ثورة 30 / 6- 3 / 7 في مصر وكل شيء تغير خلال 72 ساعة" .
وأضافت: تم الاتفاق على إعلان الدولة الإسلامية يوم 2013/7/5، وكنا ننتظر الإعلان؛ لكي نعترف نحن وأوروبا بها فورا" .
وأضاف الموقع العراقي أن كلينتون قالت في مذكراتها: "كنت قد زرت 112 دولة في العالم.. وتم الاتفاق مع بعض الأصدقاء على الاعتراف بـ"الدولة الإسلامية" حال إعلانها فورا وفجأة تحطم كل شيء" .
وتابعت القول: "كل شيء كسر أمام أعيننا بدون سابق إنذار، شيء مهول حدث!! فكرنا استخدام القوة ولكن مصر ليست سوريا أو ليبيا، فجيش مصر قوي للغاية وشعب مصر لن يترك جيشه وحده أبدًا".
وتزيد: "وعندما تحركنا بعدد من قطع الأسطول الأمريكي ناحية الإسكندرية تم رصدنا من قبل سرب غواصات حديثة جدا يطلق عليها ذئاب البحر 21 وهي مجهزة بأحدث الأسلحة والرصد والتتبع، وعندما حاولنا الاقتراب من قبالة البحر الأحمر فوجئنا بسرب طائرات ميج 21 الروسية القديمة، ولكن الأغرب أن راداراتنا لم تكتشفها من أين أتت وأين ذهبت بعد ذلك، ففضلنا الرجوع مرة أخرى.. ازداد التفاف الشعب المصري مع جيشه وتحركت الصين وروسيا رافضين هذا الوضع، وتم رجوع قطع الأسطول وإلى الآن لا نعرف كيف نتعامل مع مصر وجيشها".
وتقول هيلاري: "إذا استخدمنا القوة ضد مصر خسرنا، وإذا تركنا مصر خسرنا شيئًا في غاية الصعوبة، مصر هي قلب العالم العربي والإسلامي ومن خلال سيطرتنا عليها من خلال الإخوان عن طريق ما يسمى بـ «الدولة الإسلامية» وتقسيمها، كان بعد ذلك التوجه لدول الخليج الفارسي وكانت أول دولة مهيأة الكويت عن طريق أعواننا هنا، من الإخوان فالسعودية ثم الإمارات والبحرين وعمان، وبعد ذلك يعاد تقسيم المنطقة العربية بالكامل بما تشمله بقية الدول العربية ودول المغرب العربي، وتصبح السيطرة لنا بالكامل خاصة على منابع النفط والمنافذ البحرية، وإذا كان هناك بعض الاختلاف بينهم فالوضع يتغير".
البغدادي والإخوان
البغدادي والإخوان
وعن علاقة "أبو بكر البغدادي" زعيم تنظيم الدولة "داعش" بجماعة الإخوان فقد كشف تقرير نشرته صحيفة "القدس العربي" الصادرة في لندن في أول أكتوبر 2014، عن تفاصيل العلاقة بين أبوبكر البغدادي، زعيم تنظيم الدولة الإسلامية «داعش»، وجماعة «الإخوان المسلمين»، التي كان أحد أعضائها في العراق، قبل أن ينضم لاحقًا إلى تنظيم «القاعدة»، ومن ثم انتهى به المطاف في قيادة «داعش»، التنظيم الذي ينظر إليه بوصفه الأكثر تشددًا بين التنظيمات الجهادية في سوريا والعراق. تروي الصحيفة، أنه في بداية عام 2000 جلس البغدادي مع أحد قادة العرب السنة البارزين اليوم، بدا غاضبًا يشتكي من قيادته في الإخوان المسلمين، «جماعتنا مو حيل محتضنينا»، كلمات قالها البغدادي ويتذكرها القيادي السني، كان البغدادي حينها طالب دكتوراه في جامعة صدام للعلوم الإسلامية. البغدادي كان في تنظيم الإخوان المسلمين لكنه كان على خلاف دائم معهم لتوجهاته السلفية، وانفصل عنهم بعد الاصطدام بهم وانضم لـ «القاعدة»، هكذا نقلت الصحيفة عن قيادات وشخصيات سنية كانوا على علاقة بالبغدادي منذ إقامته في الطوبجي في بغداد حتى دراساته العليا في الشريعة. ويقول القيادي السني الذي كان يعرف البغدادي منذ أيام دراسته للدكتوراه، إنه وبرغم انتماء البغدادي للإخوان إلا أنه كان ذا ميول سلفية معروفة تمامًا كحال مرشده الأول القيادي الجهادي محمد حردان قائد جيش المجاهدين السلفي في العراق، فمحمد حردان كان قياديًّا معروفًا في تنظيم الإخوان المسلمين العراقي، ولكنه غادر لأفغانستان للقتال مع الجهاديين وعاد في بداية التسعينيات بميول سلفية واضحة، وخرج من التنظيم الإخواني في العراق، بحسب الصحيفة. وتابعت: "ارتبط البغدادي بمجموعة حردان تنظيميًّا وفكريًّا، وبعد سقوط بغداد (في 2003) أسس حردان جيش المجاهدين السلفي، أحد أكبر الفصائل الجهادية في العراق. وحسب مقربين من الفصائل الجهادية فإن البغدادي لحق بمعلمه حردان وانضم لفترة وجيزة إلى جيش المجاهدين، وبعد خروج البغدادي من سجن بوكا بدا أكثر تطرفًا، وانضم لمجلس شورى المجاهدين بقيادة قاعدة التوحيد والجهاد". ويتذكر صديق آخر للبغدادي وهو من قيادات «القاعدة في الفلوجة» خصلة ملفتة في شخصية البغدادي، فيقول: «كل تنظيم خرج منه البغدادي أصبح معاديًا له، خرج من الإخوان فأصبح يكفرهم علنا ويسميهم عملاء زلماي خليل زاده، خرج من جيش المجاهدين للقاعدة فاصطدم بهم كثيرًا، خصوصًا في الكرمة»، كما تنقل الصحيفة. وتشير إلى أن بعض قادة الفصائل الذين اجتمعوا مع البغدادي في أحد الاجتماعات عام 2007 لوضع حد للاقتتال السني السني بين «القاعدة» والفصائل الجهادية السنية الأخرى، يتذكرون كيف كان البغدادي يقول «هؤلاء حربهم أولى من الأمريكان»، وكثيرًا ما كان يهاجم الفصائل المقربة من الإخوان في العراق كجامع وكتائب صلاح الدين». ويروي قيادي من أحد الفصائل أن البغدادي كان يفضل إخفاء هويته والبقاء ملثما حتى في الاجتماعات مع فصائل تضم أقرباء له، وفي أحد الاجتماعات المخصصة للتفاوض من أجل إيقاف الحرب بين «القاعدة» والفصائل الإسلامية السنية عام 2007 كان البغدادي يجلس ملثما، وعندما تحدث عرفه أحد أقربائه بفضل علاقة نسب، فقد كان القيادي ينتمي لمدينة كبيسة العراقية وهي نفس مدينة زوجة البغدادي، وقال له: «يعني انت نسيبنا وتتلثم علينا» فضحك البغدادي ونزع اللثام. ولكن قياديًّا بارزًا من الإخوان المسلمين في الفلوجة ينفي انتماء البغدادي لتنظيم الإخوان العراقي، ويقول إنه كان مقربًا فقط منهم، بفضل علاقته بمحمد حردان. ويقول: إن البغدادي كان متشددًا سلفيًّا، ولم يكن لينسجم مع فكر الجماعة المعتدل، وحتى القيادي حردان الذي كان مع الإخوان ترك التنظيم بسبب رفضنا ذهابه لأفغانستان، وفق قوله. ويكشف القيادي مزيدًا من المعلومات التي لم تكشف من قبل عن مسيرة البغدادي ويقول إنه جاء للفلوجة لدراسة العلوم الشرعية في التسعينيات، وإنه درس النحو والفقه والقراءات القرآنية على يد علماء الفلوجة. ويوضح: «كثير من العلماء الذين درس البغدادي على يدهم في الفلوجة هم صوفيون، خصوصا في العلوم التي لا تتعلق بالمنهج السلفي، وهذا لا يعني أن البغدادي صوفي إذا درس على يد صوفيين». ويقول القيادي الإخواني: إن البغدادي درس علوم الفقه على يد عالم صوفي من الفلوجة هو حمزة العيساوي. وبحسب الصحيفة، فإن البغدادي كان معروفًا في أوساط الإسلاميين السنة من الإخوان والسلفيين، ولم يكن شخصية مجهولة كما روج البعض، بل إن عمه هو إسماعيل البدري عضو هيئة علماء المسلمين في العراق، ولكنه يكفره كما يكفر الهيئة وعلماءها جميعًا، ومن صلات القرابة الأخرى للبغدادي أن شقيقة زوجته متزوجة من قيادي في الحزب الإسلامي العراقي وهو تنظيم الإخوان المسلمين العراقي، وقد اعتقل الرجل أكثر من مرة من قبل الأمريكان بسبب صلة النسب هذه. وتتعمد بعض الفصائل السنية في العراق وسوريا الانتقاص من البغدادي بسبب روح الخصومة الدموية التي تسيطر على علاقتهم بتنظيم الدولة الذي أراد فرض سلطته على باقي الفصائل السنية بالقوة والبطش الوحشي، فلم يكن البغدادي مجرد لاعب كرة قدم ماهر يُطلق عليه ميسي في حي الطوبجي؛ حيث كان يقيم هناك في مسجد، لكنه وحسب المعلومات التي تكشفت أيضًا من رفاق البغدادي كان قياديا تدرج في مهام الإدارة بعد انضمامه للتنظيم، فتولى منصب المسئول الشرعي لـ «القاعدة» في قضاء الكرمة شرق الفلوجة، ثم المسئول الشرعي لمحافظة صلاح الدين، ثم الشرعي العام لتنظيم «القاعدة في العراق»، وفي تلك الفترة اعتمد عليه أبو عمر البغدادي وأبو حمزة المهاجر المصري؛ بسبب عدم معرفة شخصيته للأجهزة الأمنية والقوات الأمريكية، وبعد مقتل أبو عمر والمهاجر تولى أبو بكر البغدادي قيادة التنظيم عام 2010. ورغم أن معظم الشخصيات السنية الإسلامية التي تقول الصحيفة إنها التقتها تؤكد انتماء البغدادي للإخوان سابقًا، إلا أنها تشير أيضًا إلى العلاقة المتوترة فيما بينهم بسبب ميوله السلفية، واليوم فإن الإخوان المسلمين في العراق هم العدو الأول لتنظيم البغدادي وسقط بين الطرفين آلاف القتلى في المواجهات المسلحة الأهلية بين الفصائل السنية عام 2007. ومن غير الموضوعي النظر لهذه العلاقة بين الإخوان والجهاديين بقالب الحالة المتحالفة بناء على أصولهم الفكرية، كما تفعل الأنظمة العربية المعادية للإخوان (الذين فازوا في كل الانتخابات الديمقراطية التي جرت لأول مرة في الوطن العربي)، كما يشترك بهذه النظرة التيارات المعادية للإسلام السياسي الذي يمثل نصف المجتمع السني على الأقل، واختزالهم بكتلة متطرفة واحدة، وأصحاب هذه النظرة يتناسون دومًا حجم العداء الدموي بين «القاعدة» والفصائل السلفية في سوريا والعراق قبل العداء مع الإخوان، كما أنهم ربما لا يعرفون أن تنظيم الإخوان المسلمين في العراق ( الحزب الإسلامي) كان القوة الدافعة الأساسية لتشكيل الصحوات وتسليح الفصائل السنية التي قاتلت القاعدة وأضعفت وجودها بحلول عام 2007 في العراق. ولعل التطورات التي طرأت على انتماء البغدادي من الإخوان للسلفية المعتدلة ثم إلى يمين القاعدة بالجهادية المتطرفة، هذه المراحل لعلها تختصر تحولات طرأت على المجتمع السني في العراق وسوريا الذي بات أكثر استعدادًا للتطرف كردة فعل على التطرف المقابل، وهذا أدى لانحسار التيار الإسلامي المعتدل الممثل بالإخوان لصالح تيار جهادي أكثر راديكالية وعداء للآخر. وهي تحولات تبدو مرتبطة باستعار حدة الصراع الطائفي. فسقوط بغداد كان بالنسبة للبغدادي كسقوط حماة بالنسبة لأبو مصعب السوري الذي تحول هو الآخر من الإخوان المسلمين في سوريا إلى «القاعدة» في أفغانستان ليصبح من كبار منظريها، ولعل المفارقة أن زميل أبو مصعب السوري في قيادة الإخوان المفكر الإسلامي سعيد حوى كان بكتبه ومؤلفاته ملهمًا للقيادي محمد حردان الذي كان من قيادات الإخوان، كما قلنا في العراق، ثم انشق لميوله السلفية الجهادية، وحردان هو من أتى بالبغدادي للفلوجة ليدرس العلوم الشرعية كما أسلفنا. وفي المجتمع السني في سوريا يمكن لنا ملاحظة التحولات نفسها، تقول الصحيفة: معظمهم شباب بأعمار الثلاثينات وينتمون لعائلات إخوانية، فأبو طلحة القائد العسكري لأحرار الشام والذي قتل قبل أسابيع مع رفاقه كان والده من كوادر الإخوان في الثمانينيات، وسجن في تدمر، وقائد الجبهة الإسلامية قائد فصيل صقور الشام أبو عيسى الشيخ كان والده أيضًا من كوادر الإخوان المسلمين الذين اعتقلوا في أحداث حماة، وتوفي والده تحت التعذيب في سجن تدمر أيضًا، فماذا لا نتوقع أن يكون ابنه أكثر تشددًا ويتخذ السلفية الجهادية كمنهج يمنح صاحبها قدرًا أكبر من العداء والتحشيد والتحريض ضد الآخر؟! على عكس فكر الإخوان الأقل عدائية، فانتهاج الإخوان المسلمين عمومًا للسلمية في عملهم السياسي أضعف من دورهم في الساحة السنية في مرحلة عنف واقتتال مذهبي لعب فيها التيار السلفي الجهادي الدور الأكبر في تشكيل الفصائل المسلحة للسنة في عراق ما بعد صدام، وسوريا ما بعد الثورة، فالسلفية الجهادية تملك مشروع حرب أكثر مما تملك مشروع حكم على عكس الإخوان.
"داعش" جزء من التنظيم الدولي
داعش جزء من التنظيم
وحول ارتباط "داعش" بجماعة الإخوان يقول الدكتور إبراهيم عيد، الأستاذ بجامعة عين شمس، خبير الحركات الإسلامية: إن الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، والجيش السوري الحر، وجبهة النصرة، تكونت نتيجة دعوة الدكتور يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بالجهاد في سوريا، هي جزء من التنظيم الإرهابي العالمي، الذي يسمى التنظيم الدولي للإخوان. وأضاف "عيد": "أنشئ التنظيم الدولي للإخوان في أواخر الأربعينيات، بقيادة سعيد رمضان، صهر حسن البنا، مؤسس الإخوان، وكان مقره الرئيسي في جنيف بسويسرا، والغرض من هذا التنظيم وما نتج عنه من تنظيمات إرهابية مثل "داعش" وغيرها، هو إرضاء القوى الاستعمارية المتمثلة في الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل؛ من أجل أن يظلوا في الحكم إلى أبد الأبدين. وأضاف "عيد" أن لتصريحات "داعش" الأخيرة عن سيناء واهتمامهم بها ورغبتهم في فرض السيطرة عليها، بأن سيناء تعد نقطة البداية لهم في فرض سيطرتهم بالكامل على آسيا وإفريقيا بالكامل، وهي بوابة مصر الشرقية، وإذا استطاعوا في "داعش" أن يكونوا إمارة إسلامية في سيناء، فإنهم يستطيعون غزو أو عمل قلاقل للدول المحيطة بها مثل الأردن والعراق وسوريا ولبنان والمملكة العربية السعودية. وأوضح أن برنارد لويس، منظر مشروع الشرق الأوسط الكبير، قال: إن البداية لإنشاء الشرق الأوسط الجديد، هو إشعال حروب إقليمية داخل المنطقة بجوار مصر خاصة في السودان وليبيا، وإنشاء إمارة إسلامية في سيناء، كما أن علاقة "داعش" بالتنظيمات الجهادية في سيناء- خاصة أنصار بيت المقدس- يكشف حقيقة الدور الأمريكي؛ لأن علاقة "داعش" وطيدة بتنظيم القاعدة الذي هو صناعة أمريكية كما قالت هيلاري كيلنتون وزيرة الخارجية الأمريكية في تصريحات لها، وكما كشف جون ولسون المفكر الغربي في كتبه أن القاعدة صناعة أمريكية.
Related imageRelated imageImage result for ‫الاخوان  المسلمون وضلال القراءن‬‎


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق