السبت، 23 سبتمبر 2017


النهضة ،أنصار الشريعة،داعش،فجر ليبيا...وجوه لعملة واحدة ...

الأرض العربية الإسلامية مهد الحضارات ومكان نزول الديانات والرسائل المقدسة ،الأرض التي أولاها الرب رعايته فملأ ظهرها وباطنها بالخيرات وبث في أهلها قوام العلم والعمل والأخلاق أعظم كتاب مقدس عرفته البشرية عبر كل تاريخها ممثلا في القرآن الكريم...هذه الأرض المعطاء التي قدمت للإنسانية الكثير لدفعها نحو التقدم تحولت اليوم وبقدرة قادر إلى بؤرة فساد ومستنقع للاقتتال وسفك الدماء والى ساحة للحرب الأهلية وحرب العصابات والطائفية وقودها أطفال وشباب ونساء وأطفال أبرياء لا ذنب لهم سوى تواجدهم بالصدفة في أماكن القتال او حملهم لعقيدة ما بالفطرة فيتلقون في صدورهم الرصاص أو تهدم فوق رؤوسهم البنايات المستهدفة بالصواريخ والبراميل المتفجرة ...فاليمن السعيد بات حزينا بعد أن اجتاحته الحرب الأهلية والعراق بلاد الرافدين نهشته الطائفية والوحوش الداعشية وقضت حتى على تاريخه والشام لم تسلم هي الأخرى وتحولت إلى المحرقة التي تلتهم كل شيء حي على أرضها والسودان ارض الخيرات التي كانت تسمى بسلة غذاء العالم العربي قسمتها الحرب الاثنية فأصبحت سودان الشمال وسودان الجنوب القاحلة وأما ليبيا فحدث ولا حرج بعد ان أصبحت على أرضها حرب مدبرة تدار  بالوكالة بين العشائر والقبائل من ناحية وبين المنظمات والجماعات الإرهابية المغلفة بغطاء ديني ولولا ألطاف الله لكان لمصر نفس المصير بعد أن سيطر الاخوان المسلمون عليها لبرهة وكادوا يغرقوها في الهاوية ...لا يختلف اثنان في ان كل هذه الحروب الأهلية البشعة والوحشية الدائرة رحاها في البلدان العربية الإسلامية يغذيها الجهل والتخلف والفقر والتفاوت الكبير بين الطبقات الاجتماعية  ويغلفها الاختلاف الديني والعرقي والطائفي لكن مع ذلك هناك أسباب أخرى لا تظهر للعيان بسهولة هي المصالح السياسية والاقتصادية والمالية المتقاطعة في بعض الأحيان والمتنافرة في أحيان أخرى بين الدول والمنظمات ومختلف التشكيلات الاجتماعية والسياسية الأخرى وتلك المصالح بكل بساطة هي المحرك الرئيسي والدافع الأقوى للسيطرة على ارض الثروة ولا يهم على هذا المستوى من ينفذ ومن يكون الضحية المهم أن يتحقق الهدف وتتحقق المصلحة وفي هذا الصدد يبرز التنظيم العالمي للإخوان المسلمين وفروعه في الدول العربية  كأداة رئيسية بها يخرب العالم العربي الإسلامي ذلك أنها الواجهة السياسية وإلام الحنون التي ولدت مختلف التنظيمات الإرهابية الأخرى التي ترفع شعار الإسلام مبررا للعنف ولنشر الدمار والخراب إذ أن غالبية خبراء السياسة والجيو سياسة والاستراتيجيا يؤكدون بأدلة دامغة وجود علاقة فكرية وعقائدية وسياسية ومالية وحتى هيكلية بين الإخوان المسلمين وتنظيمات إرهابية  على رأسها القاعدة وداعش.

تنظيم الاخوان اصل تنظيم القاعدة و داعش
إن المتتبع لأصول الجماعات الإرهابية الإسلامية المختلفة يكتشف بسهولة مدى ارتباطها بالإخوان وإذا كان من المعروف أن بن لادن هو من انشأ تنظيم القاعدة إلا انه في الواقع لم يفعل ذلك بمفرده فهذا التنظيم الذي اعتبر منظمة إرهابية منذ سنة 2000 من قبل الأمم المتحدة نشا في افغانستان بين عامي 1988 و1989 على يد أعضاء منتمين للتنظيم الدولي للإخوان حيث أن هناك وثائق تؤكد اجتماع كل من أسامة بن لادن وايمن الظواهري وعبد الله يوسف عزام في اوت 1988 وهؤلاء الثلاثة لهم علاقة مباشرة بالخوان المسلمين إذ أن عبد الله يوسف الذي يصفه البعض بالاب الروحي للجهاد الحديث هو فلسطيني مقيم بالأردن درس بالأزهر والتحق بالإخوان سنة 1950 ليصبح واحدا من ضمن 5 أعضاء في مجلس شورى الجماعة وخلال سنة 1980 بدا التدريس في جامعة جدة بالسعودية أين تأثر به تلميذه أسامة بن لادن والمعروف انه سافر لأفغانستان ليساعد المقاومة الأفغانية فأسس هنالك ما يسمى ببيت الضيوف الذي أصبح فيما بعد معسكرا لتدريب المجاهدين واللبنة الأولى لتنظيم القاعدة وفي نفس السياق فان ايمن الظواهري الرئيس الحالي لنفس التنظيم فقد التحق في سن مبكرة للإخوان متأثرا بخاله محفوظ عزام الذي كان اقرب المقربين للسيد قطب وبعد ذلك أرسله الإخوان إلى أفغانستان ضمن رحلة منظمة ولما عاد كوّن ما يسمى حركة الجهاد الإسلامي المصري التي كانت مسؤولة عن مقتل الرئيس المصري انور السادات ...وكما ساهم الإخوان في تأسيس تنظيم القاعدة ساهموا بنفس الطريقة تقريبا في تأسيس ما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام  ”داعش” التي انضمت لها مؤخرا أكثر من 31 منظمة إرهابية من مختلف أنحاء العالم الإسلامي نذكر منها جيش الصحابة في بلاد الشام (سوريا(لواء أحرار السنة في بعلبك( لبنان وسوريا(أنصار الإسلام (العراق(تحرير طالبان "جماعة الأحرار"( باكستان( حركة أوزباكستان الإسلامية (باكستان وأفغانستان(أنصار التوحيد في الهند"أسود الهند" (الهند وباكستان(كتيبة أبطال الإسلام ببلاد خراسان (باكستان وأفغانستان وإيران(جماعة أبو سياف (الفلبين (حركة مقاتلي "بانجسامورو" الأحرار الإسلامية  (الفلبين(حركة العدالة بانجسامورو "أنصار الخلافة"  (الفلبينشبكة مجاهدي شرق "إندونيسيا "أنصار التوحيد  (إندونيسيا(جند الخلافة في أرض الكنانة (مصر(كتيبة أبي محجن الطائفي (ليبيا(مجلس شورى شباب الإسلام "الدولة الإسلامية في درنة" (ليبيا(أنصار الشريعة (ليبيا وتونس(كتيبة عقبة بن نافع (تونس(جند الخلافة  (الجزائرجماعة الاعتصام بالكتاب والسنة (السودان (جماعة بوكو حرام (نيجيريا(...مع العلم وان معظم قيادات تلك المنظمات الإرهابية كانت قبل ذلك منخرطة في جماعة الإخوان المسلمين ...


نفس المشرب الفكري والعقائدي ونفس الأهداف
حيث أكدت بعض التقارير العالمية وأخرها تقرير أعده مكتب ناين بدفورد الدولي للمحاماة بانجلترا بتاريخ 2 افريل من هذه السنة  الذي يتعلق بجماعة الإخوان نشأتها وتنظيمها وأنشطتها وعلاقتها بالمنظمات الإرهابية التي ترفع شعار الإسلام بان جميع هذه المنظمات التنظيمات تتشارك في نفس المنظومة القيمية والإيديولوجية لجماعة الإخوان المسلمين التي ومنذ نشأتها سنة 1928 بررت العنف والإرهاب تبريرا لاهوتيا دينيا وهو نفس التمشي للجماعات الإرهابية الأخرى ونفس التقرير المذكور أشار إلى كونه لولا أشخاص مثل سيد قطب وحسن البنا ومؤلفات مثل المعالم ورسالة الدعوى ومفاهيم مثل الحكمة الإلهية وأستاذية العالم لما لطخ الإسلام بالإرهاب وما وجد أشخاص مثل أسامة بن لادن وايمن الظواهري وأبو مصعب الزرقاوي وابو بكر البغدادي وغيرهم من الإرهابيين الذين يتخذون نفس الأفكار الاخوانية منهجا لهم وهي تلك الخاصة بمفهوم الجاهلية التي تم اعتماد التعريف القطبي لها على أنها غياب المعتقد الإسلامي وكذلك التكفيرية والجهاد العالمي ودولة الخلافة ولا ننسى في هذا الصدد فتاوى القرضاوي التي تبيح قتل المدنيين من الأمريكان والتي تدعو المسلمين لمحاربة الحضارة الغربية وهي نفس الفتاوى التي أطلقها بن لادن نفسه ...وأما فيما يتعلق بالأهداف الاستراتيجية لتنظيم الإخوان نجدها نفسها لدى تنظيم القاعدة وداعش وعلى راس تلك الأهداف المشتركة نجد إنشاء دولة الخلافة عبر اعتماد منهج حسن البنا ”قاتلهم حتى تنتهي الفتنة وحتى يصبح الدين لله وحده” ...


الإخوان يمثلون الركيزة السياسية للتنظيمات الإرهابية
لا يخفى على احد بان الإخوان المسلمين في مختلف دول العالم وخاصة في الدول التي قامت فيها ثورات الخراب ساندوا سياسيا بالسر والعلن التنظيمات الإرهابية وما تقوم به كل يوم من انتهاكات لحقوق الإنسان وللإنسانية جمعاء وهذا الدعم السياسي لا يزال متواصلا إلى يوم الناس هذا عبر مواقف اخوانية على أعلى مستوى فلا ننسى أن إخوان تونس وعلى رأسهم راشد الغنوشي قد مكنوا تنظيم ما يعرف بأنصار الشريعة بقيادة ابو عياض والذي بايع مؤخرا ابو بكر البغدادي من مختلف الفضاءات والوسائل والأدوات السياسية للنشاط بكل أريحية على ارض البلاد وقد كانت عديد الأطراف المحسوبة على التيار السلفي الجهادي المتشدد تقابل راشد الغنوشي بصفة متواترة والذي عبر لهم في اكثر من مناسبة عن تأييده لهم واعطائهم كامل الحرية لكي ينشطوا بكل أمان ولعل الفيديو المسرب والذي احتوى إحدى تلك اللقاءات بين بالكاشف تدعيم حركة النهضة كفرع من فروع التنظيم الاخواني العالمي لانتشار الفكر الوهابي المتطرف وللجماعات التي تحمل تلك الفكر وعلى نفس ذلك المنوال فقد وجدت التنظيمات الإرهابية الأكثر دموية مثل داعش دعما سياسيا كبيرا من إخوان مصر والأردن الذين رفضوا مشاركة الاردن في التحالف العالمي لمحاربة داعش وأدانوا قصف الطائرات الاردنية أراضي العراق وسوريا وحتى بعد مقتل الطيار الأردني معاذ الكساسبة بتلك الطريقة البشعة من قبل داعش رفض إخوان الاردن الانضمام لباقي الأردنيين في وقوفهم ضد التنظيم الإرهابي المذكور وقد وصل الأمر أن أرسل بعض الأعضاء المنتمين لتنظيم الإخوان العالمي برسالة إلى الرئيس الامريكي باراك اوباما يطالبونه فيها بشجب الضربات المصرية لمعاقل داعش بليبيا بعد عملية ذبح ال21 مصريا ...

الإخوان يمثلون الركيزة المادية للتنظيمات الإرهابية
لا يخفى على احد الدعم المادي والبشري الذي يقدمه الإخوان في مختلف أنحاء العالم للتنظيمات الإرهابية من القاعدة إلى تنظيم داعش في العراق وسوريا وليبيا وقد كشفت بعض التحقيقات التي تمت في ايطاليا وسويسرا والباهاما حول ما يعرف ببنك التقوى تمويل هذا البنك لجماعات إرهابية بمبالغ وصلت إلى 60 مليون دولار وقد كان يترأس البنك المذكور حينها القيادي الاخواني يوسف الندى الذي انضم منذ أن كان يافعا إلى جماعة الإخوان المسلمين وقد أدت نفس تلك التحقيقات إلى اكتشاف قائمة المساهمين ببنك التقوى والتي تضم الأب الروحي للجماعة يوسف القرضاوي واثنين من أقارب اسامة بن لادن ومحمد محمود سليم وهو واحد من مؤسسي تنظيم القاعدة وقد أدت نتائج تلك التحقيقات إلى اعتبار يوسف ندا ضمن الأفراد المرتبطين بتنظيم القاعدة الإرهابي وخلال سنة 2001 ثبت بالفعل ان هذا الأخير قد قدم مساعدات مالية لاسامة بن لادن وتنظيم القاعدة وخلال محاكمته برزت بعض الوثائق التي تدين بعض المنتمين على مستوى عال لجماعة الاخوان من بينهم يوسف القرضاوي وموسى ابو مرزوق وعمر احمد وعبد الرحمان المعدودي وجمال بدوي وعبد العزيز الرنتيسي وغيرهم  ...إلى يوم الناس هذا يقوم الإخوان من مختلف المواقع والمجالات وسواء أكانوا في السلطة أو خارجها بدعم المد الإرهابي بقيادة داعش ويقف وراء هؤلاء الإخوان محور الشر المتمثل في الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل وتركيا و قطر وقد وجد هذا المحور الفرصة مناسبة جدا للانقضاض على كبرى الدول العربية لتقسيمها من الداخل بأياد اخوانية قذرة تحت يافطة الأحزاب السياسية والجمعيات الخيرية ...




إخوان تونس لم يخرجوا عن القاعدة 
الجميع يعرف أن النهضة هي فرع من فروع التنظيم العالمي للإخوان وهو جزء لا يتجزأ منها رغم عدة محاولات من طرف قياديين بارزين فيها للتنصل من هذا التنظيم خصوصا بعد الضربة القوية التي وجهت له في عقر داره مصر وهناك عدة علامات وأدلة تؤكد بان حركة النهضة وعلى رأسها الشيخ راشد الغنوشي تختزل في عمقها الفكر الاخواني والأساليب الاخوانية في السياسة والإدارة إذ لا يخفى على احد مدى الدعم السياسي المتبادل بين إخوان تونس وأخوان مصر خصوصا لما تم عزل محمد مرسي على يد الشعب المصري والى حد اليوم لا تزال ترفع شعارات رابعة في المؤتمرات والتظاهرات الرسمية لحزب حركة النهضة ولا يزال إلى اليوم أغلب قياديي هذه الأخيرة يحملون مواقف وردود فعل حادة تجاه نظام السيسي في مصر ويعتبرون ما حدث انقلابا كما انه على نفي خطى التنظيم العالمي للإخوان لم تحد النهضة على القاعدة في دعم التشكيلات الإرهابية خصوصا بعد وصولها الى السلطة عبر استقبال عديد القيادات الإرهابية في المقرات الرسمية للدولة في المناسبات وغير المناسبات كما أن جزءا هام من الحزب الاخواني المذكور سواء على مستوى القواعد او القيادات يحمل نفس الايديولوجيا الوهابية الجهادية التكفيرية التي لا تختلف عن الايدولوجيا الداعشية ونذكر على سبيل الذكر لا الحصر الصادق شورو والحبيب اللوز والصحبي عتيق ولا ننسى حمادي الجبالي في إحدى تخميراته الخطابية حينما نطق بالخلافة السادسة وانه سيكون بمثابة الخليفة السادس  وفي نفس هذا السياق يؤكد زميم الإخوان في تونس على أن فجر ليبيا الذي يعد من بين التنظيمات الإرهابية حليفا استراتيجيا للبلاد ككل سعيا منه لافتكاك اعتراف الدولة التونسية بالتنظيم الإرهابي المذكور ولعل إسناد التأشيرة لحزب التحرير الذي يعد ضمن المنظمات الراديكالية التي تتخذ من الإسلام شعارا اكبر دليل على أن الإخوان في تونس متواطئون مع الإرهاب  ...

حركة النهضة ومنذ أول ظهور لها على الساحة السياسية التونسية نادت بضرورة تطبيق الشريعة وقد حاولت مرارا وتكرارا استخدام الشارع لبث الفوضى والضغط من اجل الهيمنة من خلال المليشيات التابعة لها من السلفيين وغير السلفيين على غرار أنصار الشريعة ورابطات تخريب الثورة ولما وصلت إلى السلطة عبر الاتجار بالدين واللعب على مشاعر الجهلة استخدمت مؤسسات الدولة لدعم الإرهاب والإرهابيين فمكنتهم بفضل تواطؤها بقاعدة في الشعانبي ومكنت ابا عياض من الهرب إلى ليبيا بكل سهولة وأمنت القنوات لتسفير الشباب إلى سوريا وليبيا بإيعاز من قطر وتركيا ذراعي أمريكا وإسرائيل للقضاء على العالم العربي مقابل دعم الأنظمة السياسية الفاسدة للشيخة موزة ولاوردوغان اللذان يضخان الأموال الطائلة في حسابات الغنوشي وخدامه السرية لتمهيد الطريق أمام مخطط إسرائيل الشيطاني لضرب تونس ثم الانتقال إلى الجزائر الشقيقة ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق