الجمعة، 15 مايو 2015

الرد  على الخوارج داعش
1-المشاريع الأمريكية والإيرانية في منطقتي العراق وسوريا تتقاطع في مراحل عديدة لكنها لا تتفق وهذا يفسر تباينهما أحيانا وتوافقهما في المنطقة.

2-فيما يخص داعشا بعض أعمالها تخدم نقاط التوافق وبعضها تضر بالجانب الأمريكي لصالح الإيراني وهذا يفسر الضربات الأمريكية المحدودة ضد داعش.

3- داعش خدمت المشروعين معا الأمريصفيوني فيما يتقاطعان فيه أي الذي تلتقي مصالحهما عنده وهو تعطيل الثورة السورية ووأد الثورة العراقية.

4-خدمت داعش إيران في حمايتها لنظام حزب الدعوة وتوقف الثورة على تخوم بغداد وذلك بوضعها العشائر في خيار صعب إما محاربة داعش وإما تعطيل الثورة.

5 -المشروع الصفوي يفترق عن الأمريكي في نظرته لأكراد العراق فأمريكا تطمح لانفصالهم كليا وترى إيران أن الانفصال يؤثر على المنطقة الكردية عندها.

6-تقاتل داعش شمالا لإضعاف الحكومة المحلية الكردية التي تريد أمريكا تقويتها وتريد إيران إضعافها هنا تختلف مصلحة الدولتين وتقف داعش مع إيران.

7 -تعاطفت الحكومة الكردية مع ثورة العشائر في الموصل أول ظهورها والآن تعاقبها إيران بتسليط داعش عليها كما أن لها في ذلك مكاسب أخرى.

8-قد تضطر داعش للاشتباك مع إيران استجابة لضغوط جنودها المغرر بهم واللذين لن تستطيع الإبقاء عليهم دون إرضائهم بمعركة من هذا النوع.

9-إدانة مجلس الأمن لداعش حركة استباقية كي تقضي عليها الدول التي صنعتها حين تنتهي مهمتها أو تصعب السيطرة عليها أو يصبح ضررها أكبر من نفعها.

10-أمريكا وإيران لا تخشيان تنظيم داعش بل أفراد داعش أن يتمردوا على التنظيم أو يتحركوا دون أمره لذا تضربانهما بين الفينة والأخرى للحد من ذلك.======================


على مدى ثلاث سنين عجاف ونظام بشار يستبيح دماء السوريين بكل وحشية مستخدما كل أنواع جرائم الحرب من أسلحة ثقيلة وطيران واسلحة كماوية واعدامات بالجملة ولم نسمع من الإدارة الامريكية سوى الاستنكار والكلمات الجوفاء التي لم تزد هذا النظام سوى مزيد من الوحشية في قتل المستضعفين من الشعب السوري.

باراك أوباما كان كريما مع الشعب السوري ولم يبخل عليهم بالكلمات الجميلة التي لا يتجاوز تأثيرها باب مكتبه ومنها قوله: "نجدد القول إن على نظام بشار الأسد أن ينتهي لتنتهي معاناة الشعب السوري، ويبزغ فجر جديد" وأخرى: إن الرئيس السوري بشار الأسد فقد شرعيته كاملة لحكم سوريا ولم يعد له مكان في مستقبل سوريا "، هذه التصاريح ماهي إلا مجرد كلمات تحتوي على مسكن للشعوب العربية ولكنها لا تزيل الألم ولن تزيله.  

190 ألف قتيل في سوريا ودمار يقدر بمئات المليارات، ارتكبها النظام السوري بحق شعبه من أجل بقاء شخص واحد في السلطة وتستمر التضحية بالشعب السوري وحتى وان فني بأكمله.

على النقيض من ذلك تسعى الإدارة الأمريكية لإنشاء تحالف دولي وإقليمي بالتعاون مع إيران وتركيا في حالة وافقت الأخيرة لمحاربة تنظيم الدول الإسلامية "داعش"، نعم نحن نرى بأن تنظيم "داعش" خطر يهدد أمن المنطقة ويؤسس لنظام اجرامي لا يمت للإسلام بصلة، ولكن قبل أن يقدم هذا التحالف الدولي على دخول العراق مرة أخرى واستباحة دماء العراقيين بحجة محاربة "داعش" كان من الأولى أن يتم معالجة أسباب ومسببات وجود هذا التنظيم والداعمين له الذين وجدوا في انشاءه مخرجا لما يحيط بأنظمتهم من ثورات شعبية وسخط عالمي جراء جرائم الإنسانية التي ارتكبتها هذه الأنظمة القمعية.

تركيا ترفض المشاركة في الحرب ضد داعش في العراق، ليس لأنها تؤيد هذا التنظيم ولكن من منطلق أن الإدارة الامريكية لا ترى إلا جرائم "داعش" بينما تغض الطرف عما يرتكبه النظام السوري من جرائكم إبادة لم يشهد التاريخ الحديث مثيلا لها، وكذلك جرائكم المليشيات الإرهابية الشيعية الطائفية في العراق التي تقتل على الهوية الدينية، وحزب الله وعصائب الباطل وفيلق القدس وعناصر الحرس الثوري الإيراني وغيرها من العصابات الشيعية التي تقاتل في العراق أو في سوريا، واخرها تنظيم الحوثيين في اليمن الذي يتمدد باتجاه العاصمة اليمنية ويهدد سيادة اليمن ويعرض شعبها للخطر ويتعد من بقوة السلاح الذي يحمله ولم نجد أي استنكار دولي فعلي لردع هذا التنظيم العقدي الذي لا يقل خطرا عن تنظيم "داعش"، فمن وجهة نظر الإدارة الامريكية كل هذه التنظيمات والأحزاب والمليشيات يعتبرون أناس لطفاء لا يحملون في أيديهم سوى ورود بيضاء رمزا للسلام!

المعارضة السورية حفت اقدامها وهي تطرق أبواب الدول السبع لمساعدتها وامداد الجيش السوري الحر بالسلاح لمعادلة موازين القوى وتحقيق النصر ولم يطلبوا من أكثر من ذلك وهم كفيلون بتحقيق النصر بوقت وجيز، في الوقت نفسه يقوم الطيران الأمريكي بضرب التنظيمات السنة في العراق واليمن والصومال بل وتلزم إدارة أوباما الدول العربية بالخضوع لرغباتها وتأييد مواقفهم العدائية لأهل السنة، فلم يعد يخفى على كل فطين هذه اللعبة الخبيثة التي تمارسها الإدارة الأمريكية وخاصة في اضعاف منطقة الشرق الأوسط لتبقى الهيمنة والسيادة لحلفائها الإسرائيليين والإيرانيين.

الاستراتيجية الأمريكية تخل بالتوازن السياسي والعسكري في منطقة الشرق الأوسط وتغلب طرف على آخر وهذا ما حدا بتركيا برفض طلب المشاركة في الحرب ضد "داعش" وترى بأن هذه السياسة تسعى لتسيد الأنظمة الطائفية الموالية لإيران دول المنطقة كما فعلت في العراق بعد الحرب على النظام العراقي السابق 2003 وتسليم دولة بحجم العراق لنظام طائفي موالي لإيران جعل من أرض الرافدين جحيم مسعور تفشت منه تنظيمات خارجة عن القانون تستبيح دماء المسلمين بلا إنسانية ودون وجه حق.++++++++++++++
لقد اغتر بعض الشباب بشبهات المتعاطفين مع دولة البغدادي ورأى بعضهم فيها حججا لاتقبل النقض، فأحببت التعليق على بعضها

(2) فمنها
الشجاعة والإقدام الذى يوجد في رجال داعش، وهذآ الاقدام يدل على إيمان ويقين
فأقول آمآ دلالته على إيمان ويقين فربما، لكن إيمان بماذا؟

(3) فإن الإيمان واليقين ربما دفعت صاحبها إلى الإقدام، ولكن هذا لا يدل على صحة ما يؤمن به، فكم تجد من صاحب إيمان ببدعة من أشجع الناس في سبيلها

(4) وتاريخ الخوارج زاخر بذلك، بل وحتى التتار الذي مسحوا الأرض ذبحا وقتلا، فهل كان ذلك ليشككنا في ضلالهم، وأين شجاعة قطري وابن الأزق ...

(5) والمختار، وابن تومرت وغيرهم عبر التاريخ، ممن تتقاصر في جانبهم شجاعة الشجعان، بل الذين حاصروا عثمان وقتلوه كانوا من أشجع الخلق، وهم من هم

(6) فلا تغتر أخي بشجاعة المقاتل حتى يكون الحاكم لك وله الكتاب والسنة، التي كانت تقيد شجاعة الصحابة والسلف، فلا يتجاوزونها ولو كان هواهم في غيرها

(7) وكان حديث (الإيمان قيد الفتك) هو معيارهم، فكم يحجم أحدهم حين يأمره الشرع بالإحجام وهو يريد الإقدام، لأنه يصرف هواه إلى أمر الله ورسوله

(8) ولعلك تذكر تلك الطلبات من عمر وخالد وغيرهما، حين يطلبون الإذن من رسول الله لضرب عنق من بدرت منه بادرة كفر أو نفاق، فلا يتجاوزون أمره ونهيه

(9) فهذا والله الجهاد الذي يراد به وجه الله ، وهذه والله الشجاعة التي تدل على نزاهة صاحبها ودينه وورعه، أما بلا ذلك فهو قاطع طريق مقدام على ذلك

(10) فهذا جواب هذه الشبهة الأولى باختصار شديد أوجبه ضيق المقام، ولنا بإذن الله في الليالي القادمة وقفات مع شبهات أخرى، ونسأل الله الهداية

( 11) آمآ الشبهة الثانية ألتي يلبس بها أتباع البغدادي على الناس  
فقولهم: لقد أطبق العالم على معاداتهم كما فعل المشركون برسول الله وأصحابه

(12) وليس ذلك إلا لأنهم على الحق، كما كان حال الشيخ محمد بن عبدالوهاب وأتباعه حين رماهم الناس عن قوس واحدة، وستكون العاقبة لنا كما كانت لهم

(13) والجواب عن هذة الشبهة من جهين
أولا: لا نسلم لكم بهذه الدعوى، فإن المجاهدين يقصفون في كل تجمع وفي كل خندق، وأنتم تستعرضون قواتكم ليل نهار

(14) وهذا أميركم يخطب جهارا نهارا، وأنتم تزعمون أن المطلوب الأول عند الشرق والغرب، فهل كان ابن لادن أو الظواهري سيخطب كخطبته ثم يخرج سالما !؟

(15) وهذه جموع الدواعش تستعرض في العراق والشام، وقد غطت براميل الرافضة الجو والبر، ولم يسلم منها كبير ولا صغير، فمادلالة ذلك عندك أخي المتعاطف

( 16) بل أنت أخي المتعاطف تعلم يقينا أنكم تنسقون وتجمعون الدعم وتتكلمون في مختلف الدول، والمخابرات على علم بذلك، وأنتم تكفرونهم، ومع ذلك !!!!

(17) وأنتم ترون الدعاة يعتقلون لعشر معشار فعلكم، وأنتم تسرحون وتمرحون وتدعمون وتكفرون، ثم تزعمون أن العالم رمتكم عن قوس واحدة !؟

(18) أما لو سلمنا لك بذلك، فإن مجرد عداوة الناس لك لا تدل على صوابك ولا عدمه، فقد عادوا القذافي شرقا وغربا ولم يكن ذلك تزكية له ولا مدح عليه

(19) ولن تجد أخي المتعاطف دليلا يدعم نظريتك هذه، فإن الحق يعرف بدليله وليس بكثرة الموافقين أو المخالفين، ولو تأملت في وضع داعش ومن يخالفها

(20) فستجد أن أمة الإسلام من علماء ودعاة ومفكرين وعباد وعامة لم تجمع من قرون على أمر كما أجمعت على مخالفة داعش ومنابذتها والتخلي عنها

(21 ) فهل كانت هذه الجموع من الأمة بمختلف مشاربها وتوجهاتها ومصالحها، لتجمع على مخالفة داعش وهي على الصراط المستقيم!؟

(22) فلا تغرنك أخي المتعاطف هذه الدعوى، فهي كذب في ذاتها ولو صحت لم يكن فيها دلالة على ما يرمون إليه، وإنما هي من التهويش بالدعاوي لا أكثر

(23) فلم يكن رسول الله وأصحابه يحددون الحق بكثرة المخالفين أو قلتهم، بل عرفوا الحق من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فلا تخدع بذلك

(24) هذا جواب هذه الشبهة باختصار، ولنا بإذن الله وقفة مع شبهات أخرى لهم في الليالي القادمات بإذن الله، وجزاكم الله خيرا على النشر والتفاعل

(25) الشبهة الثالثة التي تلبس بها داعش على أتباعها والمتعاطفين معها، قولهم: الدولة الإسلامية تريد أن تطبق شرع الله، وتقيم الخلافة الإسلامية

(26) وهذا هو حلم الأمة من أزمان مديدة، فلماذا تقفون في وجهها وتحاربون هذا المشروع الإسلامي العظيم، وهو حلم لكل مسلم، ولا يكرهه إلا منافق وعميل

(27) فأقول جوابا على هذه الشبهة: ما أسهل الدعاوى، وما أعسر الحقائق، لقد سمعنا هذه الدعوى الكبيرة من كثير من الطواغيت، فلم تزدنا بهم إلا بصيرة

(28) ولن يكون البغدادي بمجرد دعواه أحسن حالا منهم، بل أقول ما أشبه الليلة بالبارحة، فهذه هي دعوى الخوارج الأولى لما خرجوا علي أمير المؤمنين

(29) بل أعجب من ذلك، إنها دعوى جد الخوارج ذي الخويصرة حين اعترض على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم في غنائم حنين، فهي دعوى كاذبة ظالمة

(30) فهم يريدون تطبيق فهمهم للشرع وليس حقيقة الشرع كما يفهمه العلماء على منهاج السلف وطريقتهم في الاستدلال، وإلا فكل مبتدع يزعم التمسك بالقرآن

(31) فإن قلت: هذه محاكم دولة البغدادي في كل بلدة يسيطر عليها، تقيم شرع الله وتطبق الحدود وتحكم بين الناس، فهل تقارن ذلك بحكومات الطواغيت !؟

(32) فأقول: أما الحكم بين الناس بشرع الله فقد طبقه كثير ممن تكفرونهم وتصفونهم بالطواغيت، فهم يقيمون المحاكم بين الناس ويأخذ الناس حقوقهم من بعض

(33) بل هم أفضل منكم في ذلك، بكثرة محاكمهم وكفاءة قضاتهم بلا مقارنة مع شبابكم الذين قلدتموهم القضاء وكثير منهم من أجهل الناس بالأحكام القضائية

(34) بل إن الظلم في محاكم تلك الدول أقل منه في محاكم البغدادي، بسبب جهل قضاته أو ضعف الرقابة عليهم، فأي فضل للبغدادي في فتح محاكم تشوه شرع الله

(35) أما من جهة أخرى فإن محاكم البغدادي أسوء حالا من محاكم الدول التي يكفرها هو وحزبه، وذلك أن أبرز ما تنبز به تلك الأنظمة عدم نزولها للشرع

(36) ليس في آحاد الناس بل في رموزها وقادتها، وهذا ما نقمه المجاهدون على البغدادي وزمرته وقادته، فإنهم تنكبوا شرع الله في أنفسهم وذويهم

(37) وليس في الأموال فقط، بل في أخطر المظالم وهي الدماء، فكم اتهم الناس البغدادي وجماعته بالقتل والظلم والتعدي على الأموال والدماء

( 38) وكم نادوا بالتحاكم إلى شرع الله، والبغدادي يقول تحاكموا إلى شرعي ومحاكمي وقضاتي، فقل لي بربك أي فرق بينه وبين أشد الطواغيت الذي يكفرهم هو

(39) فتمنعه ​​عن تحكيم شرع الله على نفسه وحزبه، إما أن يكون لعدم كفاءة غير قضاته، أو لعدم عدالة غيرهم أو لعدم إسلام غيرهم، فأيا كان الجواب

(40) فهو يبين لك منزلة الأمة عند البغدادي وحزبه، وقد بينت الأحداث في الشام قيمة قضاء البغدادي واستخفافه بالدماء وأحكام الردة بالريحة

(41) وهل سمعتم حكما على قائد من قادته، على كثرة تجاوزاتهم وتعديهم وظلمهم، وما قصص أبي أيمن العراقي عنكم ببعيدة، فمن يأمن هذا القضاء الظالم!

(42) ولست أقول هذا بسبب سماعي عنهم، بل بسماعي منهم في مقاطعهم وبياناتهم التي يخرجونها بعد جرائمهم، وتكييفات شرعييهم التي تضحك المحزون

(43) فوالله لن تجد طالب علم أو من شم القضاء وعرف بعض أحكامه إلا يعجب كل العجب من تلك المهازل التي تقيمها تلك المحاكم الهزلية الهزيلة

(44) فلسنا والله نكره أن يطبق شرع الله في شبر من الأرض، لكن شرع الله وليس شرع الطواغيت، بأي شعار وأي صورة، فلا تغرنك أخي الشعارات فهي السراب

(45) هذا تعليق مختصر على هذه الشبهة، وهي تحتمل أكثر من هذا، لكن هذا ما جاد به الوقت والمحل، وفق الله الجميع للحق والسنة

(46) الشبهة الرابعة التي شبهت بها داعش على أتباعها وعلى المتعاطفين معها قولهم لكل من ينكر عليهم تعدياتهم وتجاوزاتهم: لماذا لا تنكرون على الحكام

(47) ويقولون: أنتم تسكتون أو تجاملون أو تطبلون لطواغيت قد حاربوا الإسلام والدعاة وسجنوا المصلحين، فكيف نقبل نقدكم في الدولة وأميرها وقادتها !؟

(48) وللجواب على هذا التلبيس نقول: قد كذبتم ثم صدقتم كذبتكم هذه، فلا نعلم عالما أو داعية ممن تنبزونهم بالسرورية إلا وهم نصحة للخاصة والعامة

(49) وقد تكبدوا في سبيل ذلك كثيرا من السجن والتضييق والمتاعب، وقد أخذوا من السجن أكثر مما أخذتم، لكنكم تريدون نوعا خاصا من الإنكار

(50) فهم على منهج السلف في إنكارهم وأمرهم ونهيهم، ولا ينكرون على طريقتكم بالتكفير والتفجير والإفساد، فهل أصبحت طريقتكم معيارا للأمة تحذوها !؟

(51) وليتك أخي تتبع طرق الإنكار على الظلمة عبر التاريخ، فستجد طريقتين، طريقة سلفية نهجها الصحابة ومن بعدهم من الأئمة، وطريقة المبتدعة الخوارج

(52) وليس من شرط العالم الصادق أن ينكر كل منكر، فإن هذا أمر لا يطيقه أحد إلا أصحاب المعرفات الوهمية التويترية، وإنما كل مسلم ينكر ما يستطيع

(53) ولم أجد أحدا في تاريخ المسلمين استطاع أن ينكر كل منكر في زمانه، وإنما العبرة في عدم تسويغ ذلك المنكر وشرعنته، ثم إنكار ما يمكن إنكاره

(54) وهذا شاهد ذلك في شرعيي البغدادي وقضاته، لم نجد لهم حرفا في إنكار جرائم البغدادي وقادته وحزبه، خوفا أو مداهنة، إلا أن تقولوا بعصمتكم

(55) ولقد رأينا من الواقع أن محاكم تلك الأنظمة التي تكفرونها، تخرج الدواعش من سجونها أسرابا وتعتقل كثيرا ممن تسمونهم سرورية، فأيهما أظلم !؟

(56) إن العلماء الصادقين ينكرون المنكر بلا منكر ويأمرون بالمعروف بالمعروف، وأنتم تريدون أن تنزلوا سواد الأمة على طريقتكم ومنهجكم مع جهلكم

(57) ولو فرضنا صحة دعواكم، بأن من ينكر على صاحب منكر لا يقبل منه حتى ينكر كل منكر سواه، فمن سينطبق عليه هذا الشرط، من الأولين والآخرين !!

؟؟ (58) والله ما هذه إلا حيلة شيطانية للتنصل من كل محتسب عليكم، وإذا أغلقتم باب الحسبة عليكم فالويل والثبور لمن يفعل ذلك، لقد اتخذ إلهه هواه

(59) وهذا ما دعاكم لرفض المحاكم المستقلة بهذه الحيل الشيطانية، مع أنه لو دعاك يهودي للتحاكم لشرع الله لوجب عليك أن تجيبه، فكيف بمسلم !!

؟؟ (60) إن رفضكم نصح الناصحين بهذه الدعاوي، لم نسمعها والله من أصحاب الأنظمة الذين تكفرونهم، بل كم سمعت من ذهب لنصح بعضهم فكان أحسن جوابا منكم

(61) إن أصحاب الأنظمة ملوكا وزعماء يتفاوتون في خيرهم وشرهم ولا ندافع عن أحد منهم بل كل منهم له وعليه بين مقل ومستكثر ، بل بعضهم هو مارق من الدين

(62) لكن العبرة في العالم الصادق في طريقة التعامل معهم حسب شرع الله ودينه وليس حسب المصالح الشخصية والمواقف الخاصة، كما تفعلون من حيث لا تشعرون

(63) ألم تتركوا استهداف إيران لمدة عقود لأجل مصلحة الجهاد بزعمكم، فلماذا تنكرون على شيوخ المصالح كما تزعمون، ألستم ترفضون نقد البغدادي علانية

(64) فما الفرق بينكم وبين قطعان الجامية، مع أن أميركم يظهر من الشعارات الإسلامية ما لم يظهره عمر بن عبدالعزيز، وهو أبعد الناس عنها

(65) ولا زلت أذكر حين كتبت بياناتي الخمسة عن دولتكم، كم راسلتموني على الخاص، وطلبتم مناصحته سرا وعدم النقد العلني، ثم تعيرون من يطبق ذلك مع غيركم

(66) هذا بعض البيان لهذه الشبهة الرابعة، ولنا بإذن الله في الليالي القادمة قفات مع شبهات أخرى بإذن الله
وفق الله الجميع للحق وأرشدنا والسنة

(67) الشبهة الخامسة التي يلبس بها أتباع البغدادي على الناس، قولهم: لا تجعل خصمك مجاهدا أو شهيدا، يحتج عليك يوم القيامة وهو يحمل رأسه

(68) وهذه حجة عاطفية، لا تحق حقا ولا تبطل باطلا، فليس الجهاد أو الشهادة أعظم حرمة من التوحيد والإسلام، ومع ذلك لم يكن التوحيد أو الإسلام ..

(69) كل ذلك ليس مانعا من النقد والاحتساب عليه، بل أعظم من ذلك، فقد عاتب الله نبيه على ما لم يرضه منه سبحانه وتعالى، ثم الصحابة من بعده

(70) فقد اشتد الرسول ﷺ على بعض الصحابة في أمور لا تبلغ عشر معشار جرائم البغدادي وحزبه، ولم تكن صحبتهم وفضلهم وسابقتهم وجهادهم مانعة من ذلك

(71) وهذه بدعة داعشية بامتياز، وهي العصمة لكل من حمل بندقية حتى ولو كانت موجهة إلى صدور المسلمين بله المجاهدين، فبأي دليل منعتم نقد المجاهد !؟

(72) وهذا والله من أثر الجهل بالنصوص وبسيرة رسول الله ﷺ وأصحابه الكرام، وإلا فأي جهاد كجهاد خالد، ثم يقال له: اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد

(73) وأين فهمكم للجهاد من فهم عمر حين لبب خالد بثيابه وجره إلى أبي بكر ليحكم فيه بحكمه، ولم يقل خالد: يا عمر لا تجعل خصمك من قاد عشرات المعارك

(74) وأينكم من موقف رسول الله ﷺ من أسامة بن زيد حين تأول في قتل رجل كان كافرا وأجرم في خيار الصحابة، ثم يأتيه من العتاب على قتله ما جعله يقول:

(75) ما جعله يقول: حتى تمنيت أن لم أكن أسلمت إلا هذا اليوم. فكيف لو رأى رسول اللهﷺ ما تأولتم فيه من قتل لخيار القادة والمجاهدين !؟ بالمئات

(76) وأين نقد بغداديكم من محاسبة عموم المسلمين لقادة الجهاد العظام الذين فتحوا الأمصار وجندوا الجنود، وكانوا حصنا للأمة وللدين

(77) ثم لم يكسبهم ذلك حصانة، بل مع فضلهم فقد نقدتهم الأمة واعترضت على تصرفاتهم التي تخالف الشرع، كما فعل ابن عمر وابن عوف مع خالد يوم بني جذيمة

(78) ولولا ضيق المقام لذكرت أمثلة عديدة من نقد السلف الكبار من صحابة ومن بعدهم، لقادة الجهاد الذين شهد بفضلهم القاصي والداني، أم أنكم استثناء!

(79) ولعل أحدهم يقول: لو كان ما تفعلونه نقدا ونصحا لقبلناه، ولكنه تخوين وتبديع ورما تكفير لهؤلاء المجاهدين، فكيف يقبلون منكم!؟ فأقول:

(80) فأقول جوابا على هذا التلبيس: لقد رأيت أكثر من ينقدكم اليوم بشدة ويحذر من شركم، في بداية نقدهم لكم، كانوا أرفق بكم من الوالدة بولدها

(81) حتى أصابتهم الأذية من هذا الترفق بكم، لكن ذلك الرفق وللأسف لم يزدكم إلا غيا وتماديا في دماء المسلمين والمجاهدين وأموالهم وتلبيسا عليهم

(82) ولقد اتخذتم من ذلك الترفق، ذريعة لتمرير كثير من باطلكم وبغيكم، حتى أصبح التعاطف معكم مشاركة في إجرامكم، وتحرج كل محب ومتعاطف معكم من ذلك

(83) بل والله لقد رأيت من بغيكم على المتعاطفين معكم عند أول مخالفة لهم معكم، ما لم نره إلا من الرافضة واللبراليين وأضرابهم، فأين دينكم وجهادكم !؟

(84) حتى أصبح سكوت العلماء عنكم مطلبا لكم، لتمرروا من التلبيس مالا يعرفه أكثر الناس، وأصبح الناصحون من العلماء والدعاة لا يرون سعة في السكوت

(85) ثم إن هذه الشبهة التي تلبسون بها وهي (لا تجعل خصمك شهيدا أو مجاهد) ترتد عليكم بأشد مما رميتم به أضعافا مضاعفة، وليس مثل دعواكم بل أشد

(86) فكم سيخصمكم من شهيد قتلتموه بأتفه الحيل، ومجاهد كفرتموه بأمر هو لديكم أضعافا مضاعفة، وكم سيخصمكم من عالم صادق خونتموه ثم كفرتموه

(87) عفوا عن عشرات الدعاة وطلبة العلم وعموم المسلمين الذين لم تتركوا لهم من حرمة الإسلام صغيرة ولا كبيرة، فما هي حجتكم لهم يوم القيامة !!

؟؟ (88) ولا مخرج لكم من ذلك إلا بتكفير كل من خالفكم حتى لا يبقى لهم حق ولا حرمة-وهذا ما يفعله بعضكم بل كثير منكم- ثم تتباكون حين ترمون بالخوارج

(89) وكل من يتابع معرفاتكم ومقاطعكم وكلمات رموزكم، يقطع بأنكم لا ترون مجاهدا ولا موحدا حقيقة إلا أنتم، فهل زاد عليكم الخوارج بشيء !!

؟؟ (90) هذا ما يتعلق بهذه الشبهة، وهي تحتمل أكثر من هذا الجواب، لكن يكفي من القلادة ما أحاط بالعنق، وفق الله الجميع للحق والسنة، وشكر الله لكم

(91) الشبهة السادسة التي يلبس بها أتباع البغدادي على الناس حتى اغتر بها بعض الفضلاء هي ردهم على من اتهمهم بأنهم خوارج، فقالوا:

(92) فقالوا: هذه أصول الخوارج معلومة -التكفير بالكبيرة، إنكار الشفاعة، عدم العمل بالسنة، تعطيل الصفات، الإمامة في غير قريش) فأي أصل وافقناهم فيه

(93) والحقيقة أن هذه الشبهة قد اغتر بها حتى بعض طلبة العلم، بل بعض من يخالف الدواعش، يقول: لا يصح وصفهم بأنهم خوارج لعدم قولهم بأصول الخوارج

(94) وللجواب على هذه الشبهة نقول: ليس من شرط نسبة أحد إلى فرقة أو جماعة بدعية، أن يقول بكل أصولهم وفروعهم، بل يكفي أن يوافقهم في أهم أصولهم

(95) فمن سب الصحابة فهو رافضي، ولو لم يلتزم أصول الرافضة كاملة من عصمة الأئمة وغيرها، ومن عطل بعض الصفات سمي معطلا ولو أثبت كثيرا من الصفات

(96) بل إن تسمية المعطلة بمختلف درجات تعطيلهم جهمية، معروف عن كثير من الأئمة، مع أنهم لا يوافقون الجهمية في كثير من أصول الجهمية البدعية

(97) وإذا أردنا معرفة أهم أصول الخوارج، فهي الأوصاف التي ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم في عشرة أحاديث في صحيح مسلم وبعضها في البخاري

(98) وليس الأوصاف التي لحقت بهم بعد ذلك، والتي أخذوها من المعتزلة أو غيرهم، فلو كانت تلك الأوصاف التي وافقوا فيه الفرق الأخرى هي أهم أصولهم

(99) لم يحذر الرسول منهم ويترك تلك الفرق البدعية التي هي أصل تلك البدع، فلم يصح في فرق من النصوص التحذيرية ما صح في الخوارج، بسبب ما تفردوا به

(100) فكيف نتجاهل الأوصاف الواردة في النصوص، ونذهب لأوصاف بدعية هم فيها فرع وغيرهم أصل، ولو كانت تلك الأوصاف هي المقصودة لكان التحذير من الأصل

(101) فحري بنا معرفة أوصافهم التي وصفهم بها رسول الله أولا، وليس الأوصاف التي اكتسبوها بعد ذلك من المدارس الكلامية، وسأذكر هنا أبرز تلك الأوصاف

(102) فأول أوصافهم تلك الحال التي أتى عليها جد الخوارج الأول حينما اعترض على رسول الله، بقوله: (اعدل يا محمد) إنه الاعتراض على طريقة الحكم حتى

(103) حتى ولو كان الحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمتتبع للفكر الخارجي اليوم يجد هذا معلما في سياستهم وتفكيرهم وتعاطيهم مع كل من سواهم

(104) وما أمر المحاكم المستقلة عنا ببعيد، فكم تحايلوا ليسقطوا شرعية كل حكم لا يخرج من دهاقينهم، ولم نجد لهم قبولا لحكم مهما كان ذلك الذي حكم

(105) بل إنها هي أول ما هوش به الخوارج في طورهم الثاني على عثمان رضي الله عنه حتى أهدروا دمه، بدعاوي الظلم وتولية من ليس أهلا في نظرهم القاصر

(106) أما في طورهم الثالث وهو خروجهم على علي رضي الله عنه، فأشهر من أن تذكر، إنها زوبعة الحاكمية وليس التكفير بالكبيرة كما يعتقد بعض المخدوعين

(107) فهذا وصفهم الأول، وقد اقتفيتم سيرهم قذة بقذة، ولولم يكن إلا هذا لكفاكم مشابهة للخوارج ، ولكفانا مسوغا لوصفكم بأنكم من الخوارج

(108) لقد اعتمدت الخوارج الأولى على مسائل الحاكمية وشغبوا بها حتى على رسول الله وخيرة الخلفاء من بعده وجلة أصحابه حتى أصبح من أسماءهم المحكمة

(109) ومن يتابع أطروحات الدواعش والمتعاطفين معهم يجدهم لا يكادون يخرجون عن هذه القضية ، حتى كفروا بسببها كثيرا ممن خالفهم في بعض فروعها

(110) هذا ما يتعلق بهذا الوصف، وسأكمل في الليالي القادمة بقية الأوصاف بإذن الله، وربما أطلنا في الجواب عن هذه الشبهة لكثرة ما وقع فيها من تلبيس

(111) هذا استكمال للجواب على الشبهة السادسة للدواعش وهي أن أوصاف الخوارج لا تنطبق عليهم، فقلنا أن الوصف الأول هو أنهم محكمة كما سبق تفصيله

(112) أما الوصف الثاني فهو ما ذكره الرسول في قوله (حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام) ولا يشك أحد أن غالبية الدواعش يدورون بين هذين الوصفين أو بهما

( 113) بل الحقيقة أنهم تميزوا بهذا الوصف، فلا تكاد تجد فيهم صاحب سن أو صاحب علم أو صاحب سابقة، فقد نابذهم أصحاب السن والعقل والسابقة

(114) حتى بعض من كان يوافقهم في بعض أفكارهم وأطروحاتهم، لم يستطع الاستمرار معهم، لشدة غلوهم، وتفرد حدثاء الأسنان فيهم بالرأي والقرار الخداج

(115) وليس سرا أنك لا تكاد تجد في شرعيي داعش صاحب سن أو رسوخ علمي أو رأي عميق، عفوا عن غير الشرعي، أما عامة الأتباع والمتعاطفين فحدثاء الحدثاء

(116) أما السفه في الأحلام فأشهر من أن يذكر، ولا عليك أخي إلا أن تنظر لردودهم وردود المتعاطفين والمتعاطفات معهم على العلماء عفوا عن غيرهم

(117) فإذا خالفهم عالم أو صاحب سابقة في العلم أو الدعوة أو حتى في الجهاد، فانظر لردودهم عليه، وكيف يستحلون منهم كل محرم، حتى كأنهم يتكلمون عن

(118 ) حتى كأنهم يتكلمون عن يهودي أو عن منافق معلوم النفاق بوحي من الله، ولك عبرة في نقاشهم مع نخبة من العلماء الذين لا يحسبون على أي جهة

(119) وكيف كفروا بعضهم وبدعوا وفسقوا، وكيف استخفوا بهم وبعلمهم، واتهموهم بالعمالة للمخابرات وغير ذلك من التهم التي لا تصدر إلا من سفهاء أحلام

(120) ألم يقل كبير المتعاطفين معهم والمنظر لأتباعهم ناصر الثقيل عن الشيخ البراك يستتاب من كلامه في الدستور المصري، فأي سفه بعد هذا السفه

(121) أما كلامهم عن العلامة الطريفي الذي عرف فضله القاصي والداني في العلم والدعوة والاحتساب ومناصرة الجهاد، لكن انظر لقيمته عند الدواعش

(122) بل انظر لكلامهم عن رموز كانوا يقدسونهم ويعظمونهم ولهم من السابقة ما ليس للدواعش مجتمعين، مثل كلامهم عن رموزهم السابقة المعظمة لديهم سابقا

(123) مثل كلامهم عن الظواهري والجولاني وأبي مارية القحطاني والمقدسي والقنيبي والمحيسني وغيرهم ممن لا يمكن أن يتميزوا عليهم بشيء في جهاد أو غيره

(124) وليس كلامي في خلافهم مع غيرهم ،وإنما كلامي في طريقة خلافهم مع غيرهم من أهل الفضل والسابقة ،وكيف ينطبق عليه أنه خلاف سفهاء الأحلام حقيقة

(125) أما خلافهم مع عامة المسلمين من طلبة العلم وعامة،وعامة المجاهدين ،فشيء مهول والله ،فهم يستحلون قذف مخالفهم وشتمه وتخوينه وتكفيره وحتى قتله

(126) ومن يرد شواهدا على ذلك فهو يعيش خارج التغطية ،فإن جولة في مجالسهم أو مواقعهم أو معرفاتهم أو مقاطعهم وجرائمهم المصورة تبين ذلك بجلاء

( 127) لقد فرضوا على أنفسهم قطيعة عامة مع سواد الأمة عامتها وخاصتها، مما أورثهم هذا الحال الذي كان عليه الخوراج الأولى ،وهو تفرد حدثائهم بالأمر

(128) ومن إعجازه صلى الله عليه وسلم أنه وصفهم بهذين الوصفين المقترنين في النص وفي واقعهم عبر العصور،فإن المجتمع الذي يغلب عليه حدثاء الأسنان

(129) لا بد أن يكون طابعه العام سفه الأحلام ،فلا يرعون لصاحب حق حرمة،ولا يعرفون لصاحب سابقة سابقته ،فهذا وصفهم النبوي يتحقق فيهم كالشمس

(130) فهل يحق لأحد أن يزعم أن أوصاف الخوارج لا تنطبق عليهم !؟






















































































































































(202) فلا تعجب من هذا في الشباب الصالح، فهو أثر لهذه المرحلة العمرية وربما طال به هذا الأثر كما نراه في غير الصالحين، من تتبع للموضات والتقليعات

(203) وأذكر أن أحدهم حدثني وهو من أعقلهم، قال: كنا في السجن إذا رأينا أحد الشباب وقد أطال شعره، قلنا بيننا: هذا المنهج، إعجابا بفعله وشكله

(204) وارتباط هذه الصفة وهي العاشرة بما قبلها من الصفات مهم لمعرفة النسق الفكري لهذه المجموعات في القديم والحديث، وإدراك هذا الإعجاز النبوي

(205) هذه هي الصفة العاشرة وهي من وجه آخر الشبهة السابعة للدواعش الذي ظنوا أن عدم وجود التحليق فيهم يكفي لإخراجهم من الخوارج، وهذا جهل كبير

(206) هذا مايتعلق بالوصف العاشر الذي وافق فيها خوارج اليوم خوارج الأمس، وهي كذلك شبهتهم السابعة، وسأكمل غدا بإذن الله وصفهم الحادي عشر

وفق الله الجميع لطاعته ورضوانه
وأرحب بكل نقاش او نقد في سبيل معرفة الحق
وإنقاذ شبابنا من براثن البدع والضلال
https://twitter.com/Alkareemiy  

(207) بسم الله، نستكمل معكم الجواب على الشبهة الثامنة وهو الوصف الحادي عشر الذي وجدته للخوارج في النصوص، ووجدتها تنطبق على الدواعش اليوم

(208) وهي أنهم يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان، وقد لبسوا على أتباعهم بذلك، فقالوا: هذا وصف الخوارج ونحن إنما نقتل أهل الصليب والرافضة

!؟ (209) وعباد القبور والمرتدين، فأين حالنا من وصف الخوارج الوارد في الحديث، وللجواب على هذه الشبهة، لابد من ذكر شبهة أخرى حتى نجيب على الشبهتين

(210) وهي الشبهة التاسعة والوصف الثاني عشر للخوارج، وهو قولهم الخوارج يكفرون مرتكب الكبيرة، فهل وجدتم للدولة بيانا تكفر فيه بالكبيرة !؟

(211) فأقول: لم يرد في نص واحد مما صح في وصف الخوارج أنهم يكفرون بالكبيرة، فالعجب ممن يترك الأوصاف الواردة في النصوص الصحيحة ويذهب إلى كتب الفرق

(212) فإن قالوا: فهل تريد أن تلغي هذا الوصف عن الخوارج !؟ ، فأقول: ليس كذلك وإنما أقول: إن هذا الوصف وقع متأخرا عن ظهورهم، فهم لم ينطلقوا منه

(213) وإنما غلوا في بعض أحكام الدين وبالغوا في النكير على من خالفهم فيها حتى أوصلهم غلوهم، أن أصبح حالهم تكفير أصحاب المعاصي الكبائر

(214) فأول أمر كفروا به علي ومعاوية وبقية أصحابهما، لم يكن تخريجا عندهم على تكفير صاحب الكبيرة، وإنما غالوا بعقولهم القاصرة في هذه المسألة

(215) ولم ينكر عليهم الصحابة انطلاقا من هذا الأصل البدعي، بل أنكروا عليهم جعل مسائل من فروع الدين أو من مسائل الاجتهاد ، جعلوها من الأصول

(216) التي يكفر عليها، وهذا هو عين ما يقع فيه خوارج اليوم-داعش-فليسوا يؤصلون لتكفير أصحاب الكبائر ولكنهم جعلوا ما ليس مكفرا مكفرا فكفروا به

(217) ومن أشهر ما كفروا به في السابق واللاحق، مسائل من الحاكمية وجعلوه بابا مطردا، وجميع المخالفة فيه ردة بمختلف صورها المكفرة وغير المكفرة

(218) بل وحتى مسائل الاجتهاد منها، كفروا المخالف فيها، وسأذكر لها مزيد تفصيل بإذن الله في فقرة مستقلة، وكذلك فعلوا في باب الولاء والبراء

(219) فجعلوها وجها واحدا، وأحكامه ردة حتى في صور لا تصل إلى الكفر والردة، بل في صور منه هي من مسائل الاجتهاد، إلى غير ذلك من الأبواب

(220) فلا تجد في النصوص ولا في خطب الخوارج الأوائل، النص على تكفير صاحب الكبيرة، وإنما واقعهم وتطبيقهم أوصلهم إلى ذلك، فجعله العلماء من أصولهم

(221) فلما أصبح الخوارج فرقة كلامية لها تنظيرها، التزموا ذلك كما تجده في كتب وارثة الخوارج نظريا وهم الإباضية، فالعبرة بالتطبيق والواقع

(222) وهذا هو حال الدواعش اليوم حذو القذة بالقذة، فلم يصرحوا بكفر صاحب الكبيرة، لكنهم جعلوا ما ليس مكفرا مكفرا، ثم كفروا به، فإذا النتيجة واحدة

(223) فلا تغترأخي بقولهم: أين وجدتم أن الدولة تكفر بالكبيرة !؟
فإن هذا لا وجود له حتى في خطب نافع بن الأزرق وشبيب الخارجي، وإنما النظر في واقعهم

(224) إذا تبين لك هذا الجواب على هذه الشبهة الشيطانية، أيقنت أنهم أحق الناس بهذا الوصف الوارد في كتب الفرق، الذي أصبح من أشهر أوصافهم وأحوالهم

(225) وهنا يتبين الجواب عن الشبهة السابقة ذكرها وهي أنهم يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان، فهذا وصف من كلام الصادق صلى الله عليه وسلم

(226) فإن قلت كيف ذلك، قلت لك لقد رأينا وسمعنا من بياناتهم الرسمية مرات ومرات، أن قتال المرتدين وتفجيرهم أولى من قتال الكافر الأصلي

(227) أمر مشهور ومعلوم من خطبهم وبياناتهم وتطبيقهم وهو الأهم، ولن يخبرك عن واقعية هذا الأمر أصدق من الفصائل المجاهدة التي رأت منهم تطبيقا لذلك

(228) فهي كما ذكر الله، خطوات الشيطان، فهم كفروهم حتى يخرجوا من حرج قتال المسلمين وترك الكافرين، ثم جعلوا الأولوية لقتال هذا المرتد الصحوجي

(229) وقد جعلوا هذا المصطلح غطاء لتكفيرهم الجماعي، فقالوا صحوات-ونحن لا ننكر وجود نوع من الصحوات حالفوا الرافضة والنصارى-ويقصدون به من خالفهم

(230) بل رأينا من معرفاتهم المعلوم قطعا أنها لبعضهم، من يفضل ويقدم قتال حماس على قتال اليهود، لأنه من باب قتال المرتد أولى من الكافر الأصلي

(231) واسألوا عنهم أهل الشام، وعن كلبهم على الفصائل المجاهدة حتى أقرب الناس إليهم كما يزعمون سابقا وهي جبهة النصرة، فقد كفروهم واستحلوا قتلهم

(232) وقل مثل ذلك عن مجازرهم ضد الأحرار وغيرهم من الكتائب المجاهدة، فقد أعملوا فيهم القتل والتفجير والتفخيخ، وقتلوهم قتل ردة لا قتل دفع

(233) ولا أقول هذا افتياتا عليهم، بل هذا نص كلام العدناني، وغيره من متحدثيهم، حتى قال أحدهم: نحن أخطاؤنا معاصي وأنتم أخطاءكم ردة !!!!

(234) فإذ ضممت كلامهم مع قولهم: قتال المرتد أولى من قتال الكافر الأصلى، وعلمت من المرتد عندهم، تبين لك أنهم يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان

(235) فإن قالوا: كيف تزعم اننا لم نقاتل أهل الأوثان وهذة مواقعنا فيهم قد شهدة القاصي والداني  
فأقول: هذه شبهة تحتاج إلى جواب يبين تلبيسكم فيها

(236) وللجواب أقول: إن هذا الوصف على شقين
فالأول: أنهم يقتلون أهل الإسلام وهذا ما عرفه عنكم القاصي والداني ولا يوجد جماعة جهادية إلا نحرت منكم

(237) وقد بلغ قتلاكم من أهل التوحيد آلافا، وإن سميتموهم مرتدين أو صحوات أو محرضين أعوان السلاطين أو أو أو بمختلف الأسماء التي أخرجتموهم بها

(238) من الإسلام، واسألوا القتيل المظلوم، الجيش الإسلامي في العراق، كم نحرتم فيهم وكم استحللتم من دمائهم، تحت مسميات مختلفة والنتيجة واحدة

(239) وكأني ببعضكم فرح بذكري للجيش الإسلامي حتى يعترض بقوله: ألم تعلم أنه قد دخل في الصحوات وانحل بين هارب أو مستسلم أو مرتد مع الصحوات !؟

(240) فأقول: علمت والله، وصدقت في بعض ذلك، لكنكم أنتم والصحوات الحقيقة ساهمتم في ذبحهم، وإن كان قد التحق بعضهم بالصحوات فإن غالبهم ذبح بأيديكم

(241) ولا يوجد فصيل جهادي في العالم الإسلامي اليوم قتل من المجاهدين، عفوا عن عموم المسلمين، مثلما قتلتم أو قريبا من ذلك، هذا أمر لا مرية فيه

(242) بل إن كثيرا من الأنظمة التي تكفرونها، لم يقتلوا من المسلمين عشر ما قتلتم، وخصوصا القتل النوعي لقادة الجهاد وعقوله المدبرة والفاعلة

(243) فهل يقول عاقل اليوم أن هذا الوصف (يقتلون أهل الإسلام) لا ينطبق عليكم، بل والله هذا من خداع الأمة عن حقيقة عدوها، فقد نافستم اليهود في ذلك

(244) هذا في الواقع والتطبيق، أما في التنظير، فاسألوهم عن عموم المسلمين ما حكمهم، فسيقولون لا نكفرهم بل هم على أصل الإسلام عندنا ما لم يرتكبوا

(245) ما لم يرتكبوا مكفرا، وهذا كلام ظاهره الحق وباطنه السم الزعاف، فإنك ستجد في خانة المكفرات أن غالبية سواد الأمة لم يسلم من مكفر وقع فيه

(246) فاسألهم عن ملايين من الجيوش، واسألهم عن ملايين من رجال الأمن، واسألهم عن جميع الجماعات الإسلامية التي تخالفهم، اسألوهم عن حماس والإخوان

(247) واسألهم عن جميع الفصائل الجهادية التي تخالفهم، واسألوهم عن العامة الذين لا يرون رأيهم وينابذونهم ويعادونهم، واسألوهم عن كل عالم خالفهم

(248) واسألوهم عن أعلام العلم والفكر والدعوة الذين لا يرون رأيهم ويخالفونهم ويحذرون منهم، كل هذه الأعداد من الخاصة والعامة عندهم لهم أحكام

(249) أحكام مختلفة الألفاظ متفقة المعنى، فهم بين صحوات أو طغاة، أو أعوان ظلمة أو طوائف ممتنعة، أو أو أو، لكن هذا أسماء لمعنى واحد وهو الردة

(250) وإنك إذا حاققتهم في المسلم من أعيان الأمة وخاصتها وعامتها، لم تجد إلا الدعاوى الفارغة، وإنما هو التكفير للخاصة والعامة بأغرب الذرائع

(251) فهل يقول عاقل بعد هذا أنهم لا يكفرون أهل الإسلام ولا يقتلون أهل الإيمان من العلماء والمجاهدين والقادة الذين عجز عنهم أعداء الأمة !!

؟؟ (252) فهذا ما يتعلق بهذا الشق من وصفهم وهو قتلهم لأهل الإسلام، أما الشق الثاني وهو أنهم يدعون أهل الأوثان، فقد نظروا لها وطبقوها عمليا

( 253) فقد نظروا لأولوية قتال المرتد على قتال الكافر الأصلى، وقد سبق بيان المرتد عندهم، حتى قال قائلهم: إن قتال حماس أوجب من قتال اليهود !!

؟؟ (254) هذا ما نظروا به، أما تطبيقهم، فتجدونه في الإحصائيات لعملياتهم في الشام ، وذلك بالمقارنة بين عدد عملياتهم في المناطق المحررة والمحتلة

(255) والمقارنة بين عدد عملياتهم ومفخخاتهم وتفجيراتهم في النصيرية وعدد عملياتهم في الفصائل المجاهدة بمختلف مسمياتها، وستجدون مفارقة مخيفة

(256) وانظروا عملياتهم في العراق وقارنوا بينها في المناطق السنية والمناطق الرافضية، وعدد من قتل على أيديهم من الرافضة ومن السنة لتعلموا الحقيقة

(257) بل انظروا لأتباعهم وأشباههم في اليمن كيف توجهوا لقتل العساكر السعودية وترك الحوثي يعيث في اليمن فسادا !! ؟؟ كل هذا طردا لأصلهم الفاسد

(258) وانظروا لأعداد تفجيراتهم في المجاهدين وقارنوها بأعداد عملياتهم في إيران، لتعلموا حقيقة قتلهم لأهل الإسلام وتركهم لأهل الكفر والأوثان

(258) وليس شرطا لأن ينطبق عليهم الوصف، أنهم لا يقتلوا كافرا أبدا، فهذا لا يوجد في الخوارج الذين لا شك في خارجيتهم، وإنما العبرة بالغالب

(258) ومن قرأ سيرة خوارج المغرب الذين قاتلوا العبيديين، وجد أنهم أحسن حالا من خوارج داعش، فقد قاتلوا العبيديين الكفرة، ومع ذلك لم يختلف

(260) العلماء في كونهم خوارج، فهل نعقل التاريخ ونعي الواقع ولا نخدع من جحر مرتين بل مرارا، وهذا والله من ضريبة الجهل بالدين والتاريخ

(261) هذا ما يتعلق بهاتين الشبهتين بل الشبه التي لبسوا بها على شباب الأمة وعامتها، حتى أصبح بعض الفضلاء مع مخالفته لهم يتحرج من وصفهم بالخوارج

(262) وأنا أقول والله وبالله وتالله، ما يخالجني شك في خارجيتهم، ولم أجد وصفا نبويا لهم إلا وجدته فيهم كالشمس، فهل نخادع أنفسنا ونخدع الناس!

(263) هذا ما استطعته في هذه الليلة، وسأكمل بإذن الله في الليالي القادمة الجواب على بعض شبههم الأخرى التي لا زال يخدع بها بعض الشباب
وفقكم الله

(264) بسم الله، نستأنف الكلام على شبهات الدواعش التي لبسوا بها على شباب المسلمين، وقد أجبت ولله الحمد على تسع شبهات لهم وهي أهم ما لبسوا به

(265) وقد فصلت في شبهتهم السادسة وهي قولهم أن صفات الخوارج لا تنطبق عليهم، وقد بينت ولله الحمد انطباق صفات الخوارج عليهم من النصوص والواقع

266) وسأكمل هذه الليلة بإذن الله بقية أوصاف الخوارج التي وجدتها تنطبق على أتباع البغدادي، وقد صورت هذه من صحيح مسلم

(267) فتضمن هذا الحديث عدة أوصاف للخوارج، غير ما سبق ذكره فيما سبق، فمنها قوله (يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية) ففيه وصف غيبي ووصف حسي

(268) فأما الوصف الغيبي فلا يعلمه إلا الله لكنه ربطه بوصف ظاهر، وهو سرعة تقلبهم وتغيرهم وتقحمهم على الأمور العظام التي ربما أخرجتهم من الدين

( 269) وهذا وصف ظاهر فيهم قديما وحديثا، ومن جرب نقاشهم اليوم يعرف مصداق ذلك، وخصوصا إذا ربطت ذلك بوصف حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام

(270) وقد وردت عدة صيغ لوصفهم هذا في عدة روايات كلها تدل على سرعة خروجم من الدين، حتى شبهه بالسهم الذي سبق الدم والفرث، فأي تشبيه أراد غير هذا

(271) ومنها كذلك قوله (فتذهبون إلى معاوية وأهل الشام وتتركون هؤلاء يخلفونكم في ذراريكم وأموالكم) فقد رأينا كتائب المجاهدين لا يروعهم

(272) لا يروعهم على من خلفهم وعلى مقراتهم، حين يهاجمون العدو إلا الدواعش ، وقد حصل هذا منهم مرات، يدعونهم حتى يواجهوا النصيرية، ثم يخلفونهم

(273) فهذا والله من أوصاف الخوارج الأولين وأحوالهم، وهو الغدر بالمجاهدين وإشغالهم عن عدوهم، تحت ذرائع وأعذار ليس أحسن حالا من أعذار أسلافهم

(274) ومنها قول قائد الخوارج ابن وهب الراسبي (ألقوا الرماح، وسلوا سيوفكم من جفونها، فإني أخاف أن يناشدوكم كما ناشدوكم يوم حروراء) إنه الإعراض

(275) عن سماع النصح وسماع الحجة والبيان حتى لا يتأثر الأتباع، كما تأثروا بكلام ابن عباس سابقا، وانظر بالله عليك في ردود الدواعش وتحذيرهم

( 276) من سماع بيان الناصحين والعلماء وأصحاب الحجة والبرهان، وكثرة تحذيرهم من سماع كلام المخالفين لهم حتى لا يتأثر أتباعهم من الشباب الأغرار

(277) فسبحان الله كيف تشابهت صفاتهم، وكيف توافقت أحوالهم حتى انطبق عليهم قول الصادق (يخرج من ضئضئ هذا) فهم والله على نفس الشاكلة والمنهاج

(278) ومنها في هذا الحديث استحلاف عبيدة السلماني لعلي ثلاث مرات، وما ذلك إلا لما وقع في قلوبهم من قتلهم لأقوام قد أنهكتهم العبادة والصلاة

(279) وهذا والله ما يعانيه كثير من قادة الجهاد الذين يريدون رد عاديتهم، فيستعصي عليهم بعض أتباعهم، اغترارا بما يظهرونه من التدين والشعارات

(280) فأقول سبحان الله ما أشبه الليلة، بالبارحة، وما أرحم الله بهذه الأمة حيث بين لها على لسان نبيها، بيانا شافيا، لا يخدع بعده إلا جاهل

(281) فعجبي ممن يغتر ببيانات الخوارج، ولا يقتنع بكلام الصادق المصدوق، وأنصح الخلق للخلق، فمع هذا البيان النبوي، فقد اغتر بهم آلاف الشباب الأحداث

(282) هذا ما يتعلق بالشبهة السادسة لهم، وقد صالوا وجالوا بها على كل من رماهم بالخارجية، وتنصلوا من صفات الخوارج، وقد والله تحريت تلك الأوصاف

(283) من كلام الذي لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم، وقد ذكر الإمام مسلم في الخوارج عشرة أحاديث، لم أجد فيها وصفا، إلا هو فيهم بجلاء

(284) إلا الأوصاف المعينة المختصة، مثل وجود ذي الثديتين، وخروجهم على حين فرقة من المسلمين، ويقتلهم أقرب الطائفتين إلى الحق، فهذه أوصاف مختصة

(285) بتلك التي خرجت على علي رضي الله عنه، ومع ذلك ففيها إشارات لطيفة، إلى أوجه تشابه مع خوارج اليوم، فمن ذلك خروجهم في وقت الفتن والفرقة

(286) فهذا ملحظ لطيف، أنهم من الأمراض التي تخرج في الأزمات، وكيف يزيدون أزمة الأمة، ولعلكم تذكرون وقت دخول داعش إلى الشام وكيف ضاعفت أزمتهم

(287) وكذلك فصيلهم الذي خرج في غزة في تلك الأزمة بين الغزاوية واليهود، والحصار الذي كانوا فيه، ثم يخرجون فيهم ليزيدوا وهنهم ويشتتوا أمرهم

(288) وكذلك ذكره لذي الثديتين، ليكون برهانا لعلي رضي الله عنه حين يقاتلهم، لعلمه صلى الله عليه وسلم بكثرة من سيخدع بهم وبظاهرهم الموهوم

(289) مع أن الذي سيقاتلهم هو أفضل أهل زمانه بلا خلاف، ومع ذلك احتاج مع الخبر الذي ينقله وما كذب فيه ولا كذب، احتاج إلى أمارة ظاهرة تصدق خبره

(290) كل ذلك، يبين شدة لبس أمرهم على كثر من الناس فهذا عبيدة السلماني من خيار التابعين، ومن أفقه أصحاب علي، ومع ذلك يستحلف علي في أمرهم ثلاثا

(291) فلا غرابة أن يلتبس أمرهم على بعض الفضلاء، وإني لأرجو الله أن يجعل هذه الكتابة مما يساهم في بيان حقيقة حالهم ويجلي دقائق أوصافهم

(292) وكذلك قوله يقتلهم أقرب الطائفتين إلى الحق، مع أنه وصف لعلي وأصحابه في مقابل أهل الشام، إلا أن في ذلك ما يوحي أن الذين يتبصرون لأمرهم

(293) وتتجلى له حقيقتهم، على كثرة ما يكتنفهم من لبس وما يظهرون من شعارات وعبادات وأقوال، هي من خير أقوال البرية، كل ذلك لم يخدعهم عن حقيقتهم

(294) فهذا عندي مما يشعر بأن من يتبين له أمر الخوارج على مر العصور مع شدة التباس أمرهم، هم أصحاب البصيرة من العلماء والمجاهدين والقادة

(295) فمع أن هذه في ظاهرها أوصاف مختصة بمن خرج على علي، إلا أن في طيها ما يدلك على أمر الخوارج بمثل ما ذكرناه من إشارات نبوية عظيمة

(296) وبهذا يتبين لك أخي مطابقة صفات الخوارج الواردة في النصوص وفي كلام السلف ومن أحوالهم في الماضي والحاضر، ما يدلك على خارجية الدواعش قطعا

(297) فمن كان عنده علم فليجد به على من لا علم عنده، فهذا ما توصلنا إليه في أمرهم، فمن تبين له خطأ هذا التوصيف فليبينه لنا ونحن نعود إلى الحق

(298) فقد كنت والله باحثا عن الحق في أمرهم، وقد دفعني إلى زيادة التفصيل في هذه الشبهة السادسة، ما رأيت لها من وقع على الشباب وكيف غرتهم

(299) وقد رأيت بعض العلماء والفضلاء يصفهم بأنهم خوارج ثم لا يفصل في ذلك، فيردونها شبهة عليه بقولهم: هذه أصول الخوارج وهذه أصولنا السلفية !؟

! (300) فأين التشابه بيننا وبينهم، ونحن نصرح بمخالفتنا للخوارج جملة وتفصيلا، فلما رأيت هذا التلبيس استعنت الله في توضيح شبههم عموما وهذه خصوصا

(301 ) وبهذا أكون أتممت الجواب على هذه الشبهة، وأثبت بإذن الله أنهم لم يخالفوا الخوارج في صغير ولا كبير، وأنهم أشبه بهم من الثعبان بالثعبان

(302) وأكمل بإذن الله في الليالي القادمة الجواب على شبه لهم أخرى، أسأل الله لى ولهم ولكم الهداية لصراطه المستقيم ولدينه القويم  
303- بسم الله، سنكمل الليلة بإذن الله الجواب على بعض شبهات داعش التي لبست بها على الشباب، وهذه الشبهة العاشرة التي نجيب عليها في هذه التغريدات

304- وشبهة هذه الليلة طالما أشهروها في وجه من يحتسب عليهم أو ينكر تجاوزاتهم، فيقول قائلهم: لماذا لا تنكروا على بقية الفصائل الأخرى التي عندهم

305- التي عندهم من التكفير والقتل والتجاوزات مثلما عندنا، وهذه الشبهات فيها إقرار للتجاوزات والجرائم التي عندهم، وكأنهم يقولون اسكتوا عنا كما

306- كما سكتم عنهم، وهذا فيه حق وباطل، فأما الباطل الذي فيه فهو جعلهم تجاوزات غيرهم مسوغة لهم ولإجرامهم، وهذا لا يقوله عاقل، بل يجب سماع النصح

307- من الناصحين، ولا يتعذر عن قبول الحق إلا من كان في قلبه وعمله دخن، نسأل الله العافية، ولقد رأيتها أصبحت سمة أصحاب الفكر الداعش، كلما أنكرت

308- كلما أنكرت كليهم أمرا من تجاوزاتهم، وجرائمهم، أخرجوا لك ملفا عن الآخرين وتجاوزاتهم، وكأن هذا حجة لهم عند الله وعند الناس فأين العقل !؟

309- ولعلكم رأيتم هذا في ردودهم على بعض كتاباتي السابقة، إن المؤمن يفرح بالنصح والنقد مهما كانت مرارته، لأنه يعمل لله وليس للسمعة والتطبيل

310- وقد رأيت من سمات الدواعش أنهم يكرهون النقد والنصح مهما كانت لطافته ورقته، ولن تجد أنهم قبلوا نصح ناصح أبدا، وما موقفهم من الظواهري ببعيد

311- وكذلك تجد فرحهم بالمدح والتطبيل ولو من شباب أغرار أو من مجاهيل، أشد من فرح أهل الدنيا وأصحاب الرئاسات، ثم يزعمون أنهم ليسوا أهل دنيا !!!

312- وإني اسأل كل متعاطف مع هذا الفكر الخارجي، هل موقفهم عند سماعهم للنصح والنقد هو الموقف الشرعي، وهل تجد في السنة ما يشفع لهم في هذا التهرب !؟

313 - لقد أصبح لديهم ملفات جاهزة يفتحونها في وجه كل ناقد لهم، وكلها فيما يتعلق بغيرهم، فسبحان الله كيف فرخ الشيطان في تلك العقول حتى رأوا ذلك حجة

314- وربما كان في تلك الملفات بعض إنجازاتهم العسكرية، فلو سلمنا لهم بكل ما فيها، فهل يكون فعلك الحسن مسوغا لفعلك القبيح، وهل قتل عشرات الرافضة

315- مبرر لقتل مئات السنة الذين حكمتم بردتهم جهلا وجورا، بل أصبح لديكم من الإنجازات قتل الصحوات والمرتدين، وكل ذلك لتغطية إجرامكم بأهل السنة

316- فأي دين هذا وأي جهاد، إنها والله الخارجية العصرية، التي أحكمها الشيطان في قلوبكم وغلفها بشبهات واهية، لا يشهد لها نص ولا عقل ولا سياسة حتى

317- هذا ما في هذه الشبهة من باطل، أما ما فيها من حق، فهو أن بعض ما ننتقده على الدواعش هو موجود عند غيرهم من الفصائل الجهادية الأخرى

318 - وهذا الكلام وإن كان فيه شيئ من الحق إلا أن لدي جوابان، الأول أن حقيقة هذا النقد وإن كان موجها إلى الدواعش بشكل مباشر، فهو كذلك موجه لكل

319- لكل من يحمل هذا الفكر الخارجي، وإن كان نائما في بيته، وقد علمت بوجود بعض تلك الأفكار في بعض الكتائب الجهادية، فهذا الكلام يتناولهم كذلك

320- لأن حقيقة الأمر هو النصح للأمة ولشبابها من هذا الفكر حيث وجد وتحت أي شعار خرج، فلا نخدع بإخراج هذه الخارجية من تحت عباءة أخرى وشعار آخر

321- أما الجواب الثاني، وهو سبب توجيه هذا الكلام إلى داعش مباشرة دون غيرها، فذلك لأسباب منها، أن هذا الفكر الخارجي قد تكامل وتمت صورته فيهم بلا ريب

322- ولأن هذا الحزب الداعشي قد تبنى هذا المذهب بقضه وقضيضه كما بينته في الرد على شبهتهم السادسة، ولا تجد فصيلا جهاديا تعصب لهذا الفكر مثلهم

323- وكذلك فإن هذا الفكر الخارجي في قيادة داعش وفي جنودها على حد سواء،وهذا ما لم نجده عند غيرهم بهذه الصورة الصارخة،وذلك لتقاربهم في السن والعلم

324- ومن الأسباب أن قيادة داعش قد فرضت على نفسها وأتباعها طوقاً ساخناً من الأفكار الخارجية، لا تسمح لهم بالتواصل مع سواد الأمة وعلماءها ومفكريها

325- فكل الفصائل يمكن لبعض العلماء التواصل معهم والنصح والتصحيح ،وهذا صمام الأمان لتلك الفصائل ولعموم الأمة وإنما الكارثة ممن يتمايز عن أمته

326- ومن الأسباب ،أن غالب تلك التجاوزات في تلك الفصائل هي من الجنود والأتباع وليست من القيادات ،وأما في داعش فيحصل التجاوز من القائد والأتباع

327- ثم تجد القادة في داعش تبارك تلك التجاوزات من جنودها ،وما مجازر أبي أيمن العراقي التي دعمه البغدادي على إثرها بمئات الجنود ،إلا شاهد

328- فإن قال أحدهم وهل القادة من غير داعش ليس لهم تجاوزات!؟












































































































































































(399) وأكتفي بذكر مثال واحد، وهو عندما اتهموا الشيخ محمد الفراج بتهمهم القبيحة، وتدخل بينهم وبينه الشيخ يوسف الأحمد، فدعاهم الشيخ الفراج

(400) للمباهلة، فنكلوا، وقالوا هو يكذب ولا نقبل مباهلته، فدعاهم الشيخ الفراج إلى المباهلة من طرف واحد يدعو فيها على نفسه ويدعو لهم فرفضوا

(401) فتبين بهذا الموقف وبغيره، أنهم لا يقبلون هذه المباهلات إلا بالمعرفات التويترية الوهمية،  
ومع ذلك فإني أنصح لي ولهم بعدم المباهلات

(402) والتوجه إلى الحجج والعلم والبراهين كما قال تعالى (قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين )  
وليست المباهلات ولعن المسلم نفسه وأخيه على أمور تحتاج

(403) تجلية وتوضيح وكشف لما فيها من شبهات لبس وتلبيس  
هذا بعض ما يتعلق بهذه الشبهة

(404) وقد بقي عدة شبهات نستخير الله في الجواب عليها، او في تركها إلي ما بعد رمضان
شكر الله لكم متابعتكم جميعا

والي جواب شبهة أخرى بإذن الله
وفق الله الجميع للحق والسنة


(405) بسم الله، نكمل الرد على شبهات الدواعش التي لبسوا بها على شباب المسلمين، وشبهة هذه الليلة قولهم: هذه صور الشهداء وهم يبتسمون، فهل قتلوا

(406) على باطل ، وهل هؤلاء هم كلاب النار؟، مالكم كيف تحكمون، لقد أصبح حسن الخاتمة من المتواترات عن رجال الدولة ولا يجحدها إلا مكابر أو حسود!

(407) فأقول جوابا على هذه الشبهة التي تصيدوا بها كبارا وصغارا، وقد رأيت وسمعت من اغتر بهذه الشبهة من الكبار والصغار، وهذه والله شبهة ملبسة

(408) اعلم أخي وفقك الله أن هذه الشبهة لا تنطلي على صاحب علم وبصيرة، وذلك لعدة أسباب
أولا: لا يوجد دليل في الكتاب أو السنة يجعل حسن الخاتمة

(409) من أدلة إصابتك للحق في حياتك، ولا أدري كيف لبسوا على الناس أن الابتسامة عند الموت يدل على أني على حق وأن خصمي على باطل، هذا تلبيس عظيم

(410) ثانيا: قد قتل من رجال داعش مئات كمآ قتل من غيرهم أكثر من ذلك
فهل صورة الشهيد المبتسم وقعت لكل من قتل منهم، أم أنها لبعضهم وقلة منهم !؟

(411) لقد رأينا من قتلاكم وقتلى غيركم من ليس عليه أي أثر للابتسامة، ولو جمعت صور من ابتسم لكانت أفرادا قليلة من آلاف القتلى
وليس أمرا مطردا

(412) ثالثا: أين الدليل على أن من مات غير مبتسم ، لا يكون على حسن خاتمة!
وقد رأيت من هؤلاء الشباب عجبا في تفخيم أمور لم يرد له في الشرع أي حجة

(413) وإنك حين تقرأ في سير السلف والصالحين والشهداء وقبلهم الصحابة لا تكاد تجد هذا التفخيم لأمر ابتسامة الميت أو الشهيد بهذا الشكل الذي نراه

(414) مع أنني لا أنكر أنها من أمارات حسن الخاتمة، لكنها ليست أمارة ولا شبه أمارة على أن صاحبها كان على الحق ومخالفيه كانوا على باطل وضلال

(415) كما أنني مع قطعي بخارجية داعش وضلالها واختراقها، لكني أعرف أن في صفوفها من غرر به ، أو أحسن الظن بهم، أو أراد استصلاحهم أو التحق بهم

(416) قبل أن تتبين له جرائمهم، او اعتقد إنهم أحسن الموجودين في المنطقة ألتي ذهب إليهآ
او غير ذلك من الأعذار ألتي نعتذر لهم بها نرجو لهم بذلك

(417) حسن الخاتمة، لكن هذا كله لا يقدم ولا يؤخر في معرفة الحق، فإن له أدلته وبراهينه المعتبرة، وليست بهذه الشبهات العاطفية التي تغر الأحداث

(418) ولم يقل أحد من العلماء أن كل من قتل من داعش من أهل النار أو أنه لا عذر له عند الله، فهذه أمور غيبية أمرها إلى الله، ولا نحكم لأحد بجنة

(419) ولا نار كما هو معتقد أهل السنة والجماعة، وإنما حكمنا على طائفتكم أنها طائفة بدعة وضلالة وأنها خارجية، وقد أثبتنا ذلك بالأدلة وليس بالشبه

(420) العاطفية التي تتصيدون بها الشباب والعامة، ولا عذر لمن تبين له ضلال داعش وخارجيتها أن يستمر معهم أو يتعاطف معهم، معتمدا على شبههم العاطفية

(421) فإن العاطفة لا تغني من الحق شيئا، وهذه الشبهة شبيهة بشبهة المباهلة السابق ذكرها، فهم يهوشون بها على الناس فإذا فتشتها لم تجد لها حجة

(422) ثم إن المؤمن يموت بعرق الجبين كما قال صلى الله عليه وسلم، ولم يقل آن من علامة الإيمان ابتسامة الميت
فهذه أحوال تكون لناس دون ناس بلا تهمه

(423) ثم لو سلمنا لكم بصحة هذه الصور فهي في قتال الكفار والرافضة والنصيرة، وليست في مفخخاتكم ضد المجاهدين والمسلمين، فقد رأيت صورهم ولم أرهم

(424) يبتسمون كما زعمتم، فقد كان بعض الخوارج يقاتلون في صفوف الجيوش الإسلامية ضد الفرس، فلما خرجت نابتة الخوارج التحق بهم وقاتل علي وأصحابه

(425) وهذا ما حدث تماما من بعض الشباب الذين يحملون جينات الفكر الخارجي، فمن قتل في أثناء قتال النصارى والرافضة رجونا له الشهادة، وبعضهم

(426) أدرك قتال داعش للمجاهدين فتحرك فيه فكر الخوارج والتحق بهم، فهو منهم، فهل عندكم برهان على حسن خاتمة من قتل المجاهدين وكفرهم وفجر فيهم !!

؟؟ (427) ثم هناك وجه آخر للرد على هذه الشبهة، وهو: أن هذه الصور قد رأيناها عند جميع الفصائل التي تقاتلونها وتستحلون دماءهم، بل وتكفرونهم، فهل هي

(428) حجة لكم ولهم، أم هي حجة لكم فقط !؟  
فإن كانت حجة للطرفين فهذا يدل على إنهآ لا تبين حقا ولا باطلا
بل هي أحوال مختصه بأصحابها ليس أكثر

(429) وإن قلتم بل هي حجة لنا فقط، لان تلك الصور عندهم كآنت قبل آن يكونوا صحوات ويرتدوا ويقاتلوا الدولة
فأقول ويمكنهم اجابتكم بنفس الجواب

(430) فيقولوا: بل هي حجة لنا فقط، الصور ألتي عند الدواعش إنما هي قبل آن يظهروا خارجيتهم ويقاتلوا المسلمين ويكفرونهم
وبذلك لا يكون فيها حجة لاحد

(431) وهذا هو الصحيح أنه لا حجة لأحد فيها، لان أقصى ما فيها حسن الظن بخاتمة هذا القتيل  
وان كان له أخطاء فلعله معذور عند الله أو له تأويل

(432) وكما سبق آن الذى يهمنا هو أحكام الدنيا وليست أحكام الآخرة
فلا تفتات أخي على الله وتجزم لاحد بجنة او نار. بمجرد اجتهادك وظنك وتخمينك

(433) بل هناك نقض عليكم أشد مما سبق، فهذه صور شهداء حماس فيها عشرات الصور على الحالة التي ذكرتموها وهي الابتسامة، مع أن حماس عند كثير منكم كفار

(434) بل بعضكم صرح بأن قتالها أولى من قتال اليهود، فهل ستنفعهم هذه الصور لديكم وتخففوا عنهم تلك الأحكام !؟
أم أنكم ستخرجون منها بألف حيلة وحيلة

(435) التي تغر ولا تسر، فإنها لا تحق حقا ولا تبطل باطلا، وتفحص أخي كلما تسمعه ممن يريد أن يلبس عليك، فتبين الحجة من غير الحجة ولا تغتر

(436) ولا تغتر بالظواهر، فهذه صفات الخوارج التي ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ظاهرها الحسن وباطنها الشر المحض
يقولون من خير قول البرية

(437) ثم هم أشد على المسلمين من كل أحد
ولعلك تذكر فقك الله قاتل علي رضي الله عنه
فأنه لا خلاف في ابن ملجم خارجية
وقد صح الحديث انة في النار

(438) فقد قدم للقتل بعد آن قتل أمير المؤمنين
فكان هذا الخارجي يقرأ القرآن ويذكر الله
فهل أغتر الصحابة بحاله هذة
او اعتذروا له
او شكوا في آن

(439) أو شكوا في أن عليا على الحق وان هذا الخارجي من كلاب النار
مع هذة الأحوال المغرية، لم يغتروا لأنهم يعرفون حجج الحق  
ولا تغرهم الأحوال

(440) الظاهرة والعاطفية مهما كآنت
فليت شعري لو كان ابن ملجم حيا كم سيفتن به، وكم سيغتر بصلاحه الظاهر
فكيف لو راوه يقرأ القرآن وهو يساق للقتل !؟

(441) هذا جوابي على هذه الشبهة التي شرقوا بها وغربوا، وحشدوا لها في كل إصدار يخرجونه، ليتصيدوا بها من قل نصيبه من العلم والبصيرة

(442) أما الشبهة الرابعة عشرة، فهي قولهم: كيف تقاتلون أهل التوحيد والموحدين، ويدندنون حول هذا الوصف  
ليزكوا به انفسهم ويثلبوا به الآخرين

(443) وهذآ والله من مكر الشيطان بهم
فان مجرد الأسماء لا تحق حقا ولا تبطل باطلا
إنما العبرة بمآ تحت هذة الأسماء
فكل البدع تجد أهلها قد

(444) قد اختاروا لأنفسهم أحسن وافضل الأسماء
فالرافضة شيعة آل البيت
والخوارج الشراة (يعني، إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم)  
والمعتزلة أهل

(445) والمعتزلة أهل العدل والتوحيد
بل حتى الباطنية أهل الحقائق والتوحيد
فهل أغنت عنهم تلك الأسماء شيئا، وهل غيرت من حقيقة بدعته وضلالهم !؟

(446) فينبغي أن تحرص أخي على الحقائق والمعاني، وليس على الشعارات الاسماء
ثم إن هذا الاسم على وجه الخصوص وهو التوحيد
قد رفعه أبعد الناس عن الحق

(447) فقد رفعه الخوارج الأوائل، ثم المعتزلة إلى اليوم وهو من أصولهم الخمسة، ثم خوارج المغرب رفعوه وذبحوا أهل السنة من تحته، وسموا دولتهم

(448) دولة الموحدين، مع أنها دولة البغي والقتل والبدعة، التي أزاحت دولة المرابطين، بنفس حجج الدواعش اليوم حذو القذة بالقذة، فما أشبه البدعة

(449) بالبدعة، وقد كانوا يشنعون على المرابطين بمنكرات ومخالفات، فلما صار الأمر إليهم فإذا المرابطون كانوا خلافة راشدة مقارنة بالموحدين

(450) ولم يكن هذا الاسم مانعا للعلماء من وصمهم بالبدعة والخروج، وأنهم أهل ضلالة وبدعة، وإني والله ما رأيت في المبتدعة في عصرنا أكثر شبها

(451) من الدواعش بالموحدين، ولا أشبه بطريقة ابن تومرت من طريقة البغدادي، ومن عرف تاريخ الرجلين عرف صدق ذلك، وقد سبق أن كتبت مقارنة بينهما

(452) فإن زعق أحدهم وقال: فهل ينجر هذا على دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب ومدرسته، فقد كانوا يتسمون بذلك وسخروا دعوتهم لتحقيق التوحيد فما جوابك

(453) فأقول إن دعوة الشيخ لم تكتسب فضلها وأحقيتها بهذه الأسماء والشعارات، فلو لم يكن لها من التوحيد إلا مجرد الأسماء والشعارات لم تختلف عن داعش

(454) ولكن الناظر فيها وفي رسائلها التي قرروا بها التوحيد، يجد العلم والحجة والنصوص التي قدموها على كل قول وفعل، فهم أهل توحيد لأنهم كذلك

(455) وليس لأنهم رفعوا هذا الشعار فقط
ثم أين الدواعش الذين لا تكاد تجد فيهم طالب علم عفوا عن عالم  
عن دعوة الشيخ ألتي قارعت خصومها بالأدلة

(456) والحجج، وهذا تاريخها حافل بالعلماء الراسخين، وبمؤلفاتهم التي شهد لها القريب والبعيد، وتخرج بها علماء وأئمة
فهل تقارنهم بقتلة المجاهدين!

(457) هذا ما يتعلق بهذه الشبهة، فليتك أخي المتعاطف مع هذه الجماعة الخارجية تقرأ بعدل وإنصاف، وبلا تعصب فإنه يعميك عن الحق ويصمك

(458) وقد والله نصحت لنفسي ولك، ولم أقتصر جهدا في بيان الحق لنفسي ولك
ووالله وبالله وتالله ما كتبت كل هذا إلا نصحا لشباب أغرار، غرتهم

(459) غرتهم الخطب العدنانية والشبه البغدادية
فأحببت آن اضعها على محك العلم والدليل والحجة  
فان جدت في كلامي حقا فلا تتنكب عنه فإنك لا تعذر

(460) وفق الله الجميع لمعرفة الحق ولبيانه  
هذا ما امكن التعليق به هذة الليلة
والي شبهة أخرى في الليلة القادمة بإذن الله تعالى
شكر الله لكم



(461) بسم الله نكمل هذة الليلة الجواب على شبه داعش ألتي لبست بها على الشباب  
وشبهة هذة الليلة هي الشبهة الخامسة عشرة
وهى قولهم:

462) لماذا لا تناصرون الدولة على النصارى والرافضة، حتى ولو كانت خوارج، فقد جاهد فقهاء المالكية مع دول خارجية قامت في المغرب لما جاهدت العبيديين

463) والجواب على هذه الشبهة، أن الرسول صلى الله عليه وسلم أمرنا بمقاتلة الخوارج وليس المقاتلة معهم، بل ورد النص بقتلهم قتلا ذريعا فكيف ....

464) تدعون الناس لبيعتكم المزعومة وأنتم أشر على أهل السنة وأشد كلابا عليهم من غيركم، وكيف يبايعونكم وقد نحرتم فلذات أكبادهم وخيرة قادتهم !؟

465) فالعمل بالنصوص، ومباينتكم ورفض الأمة لكم حتى تعودوا إليها فهي الأصل وأنتم الفرع، فكيف يعود الأصل للفرع !؟
هذه والله نكسة عظيمة لو حدثت ....

466) أما شاهدكم وهو قتال فقهاء المالكية مع خوارج المغرب، فأقول صدقتم والله، وهو خير دليل لنا عليكم، فقد كانت نتيجة تلك المعاونة كارثية .....

467) فقد رجعت عليهم سيوف الخوارج بأسوأ مما حذرت منه من العبيديين، فقد قتلت الخوارج كثيرا من أهل السنة وفقهاء المغرب الذين وقفوا معهم ......

468) فهل يلدغ المؤمن من جحر مرتين !؟
إن النصوص والتاريخ والواقع يبين ويثبت أن الخوارج لا عهد لهم ولا ذمة، فهم أهل غدر وخيانة ومداهمة للسنة

469) ثم إن هذه الشبهة يمكن أن تروج أكثر لو أغلق باب الجهاد إلا عن طريق الجهاد مع الخوارج، وهذا أمر لا يكون شرعا ولا قدرا ولله الحمد

470) فهذه كتائب الجهاد السني السلفي ولله الحمد في كل بلد ترفع فيه راية الجهاد، ولم ولن يحوج الله الأمة للخوارج ولا لغيرهم من أهل المروق عليها

471) سأقف عند هذه الشبهة فيما يتعلق بشبههم العامة، وسأعرج على بعض التلبيسات الخاصة التي أرادوا أن يشوشوا بها على ما كتبته عن شبهاتهم العامة

472) ولولا ما رأيت من سعيهم بها حتى يصدوا الشباب عن قراءة ما كتبته عنهم، لم أتعرض للجواب عليها، فإن شخصي ليس مقياسا للحق ولا للباطل

473) فمن ذلك قولهم كيف كان البغدادي شخصية العام عندك، ثم بعد ذلك بأشهر أصبح عندك طاغوتا، فهذا من تناقضك وجهلك وتعجلك ، أو عمالتك وخيانتك

474) وما عجبت والله من شبهة عجبي من هذه، وزاد عجبي أن رددها بعض من أحسن الظن بفهمه وعقله،
لكن المفيد في الأمر أن تتبين لك تلك العقليات

475) وطريقة تفكيرهم، وكيف يريد أحدهم أن تزكي بغداديه إلى الأبد مهما أحدث من الأوابد والجرائم، وأين هذا في كتاب أو سنة أو عقل، أن المدح لازم

476) أبدا، أو أن الذم لازم أبدا، وهل مر عليكم أن من صحابة رسول الله من ارتد على عقبيه، وقد كان رسول الله يوليه كتابة الوحي، كما حدث مع

477) مع ابن أبي السرح، وهل مر عليكم أن عشرات الأئمة اغتروا بالمختار بن أبي عبيد واصطفوا معه في جيشه، وكان ابن عمر يحسن به الظن وشفع له حتى

478) أخرجه من سجن مصعب ابن الزبير، ثم هو بعد ذلك مرق من الدين، وكفره من كان يقاتل معه، فهل تعقلون مثل هذه الأفعال؟!
ألا تجدون في كتب الجرح

479) والتعديل الكلام ونقيضه في الرجل الواحد من بعض كبار الأئمة والنقاد، وهل تذكرون كلام الإمام مالك عن عبدالكريم بن أبي مخارق، فهل كان مالك

480) متناقضا !؟
إن هذه قضية بدهية لا تقبل النقاش، أن من أظهر خيرا مدح به ومن أظهر شرا أخذ به، وهذا هو عين ما فعلت ولله الحمد فلست متعصبا

481) لأحد لا من قبل ولا من بعد، وقد كتبت إشادة ببعض الأعمال التي عملتها جماعة البغدادي، وكنت صادقا في ذلك والله يعلم أنه لم يدفعني لذلك

482) إلا حب ذكر الحق لأهله، ولم أحابي فيه أحدا، وقد كنت في تلك الفترة أناصحهم سرا وقد أجهدت نفسي في ذلك، وإن منهم من يعلم ذلك، وقد كنت أخاطبهم

483) في تلك الفترة بما أظهرته لهم بعد ذلك، وما أظهرت نقدهم إلا بعد أن تعذر تغيير فكرهم الخارجي سرا، وقد جرب هذا معهم عدد من المشايخ وطلبة

483) وطلبة العلم، بل وصل الأمر أنهم اتخذوا إشادة المشايخ بهم حجة وذريعة في التطاول على بقية الفصائل المجاهدة، وحتى قال بعض المجاهدين الآخرين

484) لقد آذانا سكوت المشايخ وطلبة العلم أكثر من تطاول الخوارج علينا، لقد رفض البغدادي تحكيم شرع الله بحيل وتمحلات تضحك المحزون، ثم يتبجح هو

486) هو وجماعته بأن همهم تطبيق شرع الله!؟
وليت شعري آي شرع ستطبقه خلافة داعش
شرع البغدادي
أم شرع العدناني
أم شرع الأنباري  
أم شرع العراقي !؟

487) فكفاكم استخفا لعقول شبابنا الذين اتخذتموهم سلما لدولتكم الغاشمة، وإن ذكرتم بعض الإنجازات والحسنات لها، فسأجد لأسوء دولة عربية أكثر من

488) أكثر من ذلك، وليست العبرة هل عندهم حق أم لا، فإن الباطل المحض لا يوجد حتى في إبليس،
فما من أحد أو نظام أو جماعة إلا ولها بعض الحق

489) فمن اتخذ هذا الحق ذريعة لتبرير أو تمرير باطله فهو شيطان، وقد ذكر ابن تيمية قاعدة بديعة جدا أدعوك أخي أن تتدبرها وتحكمها في كل قول

490 ) تسمعه، وهي قوله: إن الحق المحض لا يرده أحد والباطل المحض لا يقبله أحد، وإنما يروج الباطل الذي يمزج بالحق، فإن عرض لك الباطل فلا تقبله

491) ولوا خلطوه لك بكثير من الحق،
وهذآ ما يميز أهل العلم والبصيرة والخبرة
عن حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام
ولا علاج لها إلا لزوم العلماء

492) فهذا ما يتعلق بشبهتهم تلك وهي مع كونها شخصية بي، إلا آن فيها ما يتعلق بفهمهم وعقولهم وطريقة تفكيرهم
ولولا ذلك ما ذكرتها وأجبت عنها

493) وقبل أن أختم هذه السلسلة أود أن أذكر بعض أوجه التشابه بين الدواعش الذين هم في أقصى الشمال، والجامية الذين هم في أقصى اليمين، فإنهما

494) فإنهما يفكران بعقلية واحدة وفهم واحد وأصول بدعية واحدة، وإن مقارنة بسيطة بين كتاباتهم وخطبهم، ستوصلك إلي هذة النتيجة قطعا  
وهذآ أمر

495) تجده في غالب أهل البدع، أنهم ينطلقون من أصل بدعي واحد، وإن تباينت النتائج في أقوالهم، كما تجد ذلك في الوعيدية والمرجئة حينما انطلقوا من

496) من أصل واحد وهو أن الإيمان لا يزيد ولا ينقص، ثم تباينوا في التطبيق
وهكذا الجبرية والقدرية، وغيرهم كثير
فالدواعش والجامية وجهان لعملة احدة

497 ) وإن اختلفت الأسماء وبدع بعضهم بعضا وكفر بعضهم بعضا، فلا تغتر بأصحاب الأهواء، فأصولهم الفاسدة تنتج نتائج متباينة، لكنها كلها فاسدة

498) وقد صدع الدواعش عقولنا بنقد الجامية حينما كانوا ينادون بسرية نصح الحكام، والعلماء، فلما خرج خليفتهم المزعوم، فإذا هم على خطوات الجامية

499) وقد رأيت نقاط التشابه بين الطائفتين في عدة أمور
مثل
بذاءة اللسان على المخالف
والتعجل في التبديع والتكفير لمخالفيهم
وضيق التفكير والفهم

500) والقبول لأصحابهم بالجملة
ورفض مخالفيهم بالجملة
وضيق عطنهم بالمصلحين الدعاة
وقلة فهمهم للنصوص ولكلام السلف
وتنزيلهم لنصوص الكفار على

501) على مخالفيهم،
إلي غير ذلك من أوجه التشابه العجيبة
حتى لقد رأيت بعض من أوغل في التدعشن، كان جاميا محترقا
فهم لا يمرون بالمنطقة الوسط

502) فهذا بعض ما يتعلق بهذه الشبهات التي تعلق بها أتباع داعش والمتعاطفون معهم، أجبت عليها بمآ فتح الله به  
والله من وراء القصد والنية

503) أقول هذا وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق