حقيقة داعش - البعث يحكم من جديد - حروب التقسيم
مجاهد ديرانية
mujahed_dira بسم الله الرحمن الرحيم 1- يجب أن نعلم أن ما يجري في سوريا هو معركتان مختلفتان يخوضهما فريقان مختلفان، وأن ما يجري في العراق معركتان مختلفتان يخوضهما فريقان مختلفان 2- معركتا سوريا هما معركة ضد النظام يخوضها الثوار لتحرير سوريا، ومعركة ضد الثوار تخوضها داعش لاحتلال المناطق المحررة وإنشاء كيانها المشبوه 3- معركتا العراق هما معركة شكلية تخوضها داعش وحلفاؤها ضمن ترتيبات وتفاهمات مسبقة ومعركة حقيقية شرسة تخوضها قوات العشائر والفصائل الإسلامية 4- تشارك في الثورة العراقية 4 قوى مختلفة: (1) الفصائل الإسلامية المستقلة، كجيش المجاهدين والجيش الإسلامي وكتائب العشرين وحماس وأنصار السنة 5- (2) مسلحو العشائر الذين حملوا السلاح وبدؤوا بتنظيم أنفسهم مؤخرا ردا على البطش الطائفي ومجازر المالكي في ساحات الاعتصام 6- (3) جيش رجال الطريقة النقشبندية الذي يضم كثيرا من عناصر الجيش العراقي القديم والحرس الجمهوري والأجهزة الأمنية السابقة ويقوده عزت الدوري 7- (4) داعش التي عملت طوال السنين الماضية على الفتك بالجماعات الأخرى، ثم مارست نفس المهمة القذرة في سوريا ولا بد أن تمارسها في العراق من جديد 8- من القوى السابقة كانت العشائر المسلحة في طور التكوين ولم تستكمل بناء قوة عسكرية منظمة قادرة على المشاركة الفعالة في المعركة 9- أما الفصائل الإسلامية الأخرى فإنها لم تبرأ قط من الضربات القاسية التي تلقتها من داعش والنظام الطائفي خلال السنوات العشر الماضية 10- القوتان السابقتان قوتان مستقلتان نظيفتان مخلصتان ولكنهما أضعف بكثير من أن تستطيعا قيادة معركة على مستوى العراق كله كما يحصل الآن 11- بعكس داعش والنقشبندية اللتين كانتا في عافية واستعداد للقتال، فحددتا زمان ومكان المعركة وبدأتا بها وبقيتا في موقع القيادة والسيطرة حتى الآن 12- ما علاقة داعش بالنقشبندية التي يقودها البعثيون؟ ولماذا تعاونا في معركة الموصل؟ سنتوقف لتوضيح هذه العلاقة ثم نعود إلى موضوع سوريا والعراق 13- بدأت علاقة البعثيين بداعش أيام أبي عمر البغدادي الذي صار بعد مقتل الزرقاوي عام 2006 أميرا لمجلس شورى المجاهدين ثم لدولة العراق الإسلامية 14- استطاع ضابط بعثي كبير هو العقيد سمير الخليفاوي (المشهور باسم حجي بكر ) أن يخترق أبا عمر ويحوز ثقته حين قدم له أسرارا ومعلومات عسكرية مهمة 15- وسرعان ما قدم العقيد بكر لأبي عمر البغدادي مزيدا من الضباط "التائبين" الذين قدموا المزيد من الخبرات العسكرية والمعلومات المفيدة للتنظيم 16- ثم قتل أبو عمر في هجوم أميركي على موقع سري كان يضم اجتماعا لكبار قادة التنظيم، وقتل معه عدد من مساعديه على رأسهم نائبه أبو حمزة المهاجر 17- كانت تلك حادثة غامضة لم تنكشف أسرارها حتى اليوم، فالمعلوم أن المكان الذي استهدف بالهجوم لم يكن معروفا إلا للقيادات العليا في التنظيم 18- قتل القادة أو أسروا في العملية، وبطريقة ما نجا الرجل الذي قدر له أن يلعب الدور الرئيسي في كل ما سيجري بعد ذلك من أحداث، العقيد حجي بكر 19- أعاد حجي بكر ترتيب البيت الداخلي للتنظيم، فشكل مجلسا قياديا من زملائه الضباط البعثيين واختار خلفا لأبي عمر رجلا يجهله معظم القادة 20- لم يكن إبراهيم عواد من قادة الصف الثاني، ولكن العقيد حجي بكر استطاع أن يستله من الصفوف الخلفية ويعينه أميرا جديدا باسم أبي بكر البغدادي 21- ما حصل بعد ذلك كان كارثة، ضاع التنظيم إلى الأبد. عزل العقيد حجي بكر (الذي صار القائد الفعلي للتنظيم) أبا بكر البغدادي عن القيادات الوسطى 22- ثم أعاد تشكيل مجلس الشورى الذي صار يتكون من الضباط البعثيين، وأنشأ جهازا أمنيا يشبه الأجهزة الأمنية التي أنشأها البعث الحاكم أيام صدام 23- جمع العقيد عناصر الجهاز الجديد من عناصر الأمن السابقين في الحقبة البعثية، وكلف الجهاز بمراقبة التنظيم وتنفيذ الاغتيالات داخله وخارجه 24- نفذ جهاز الأمن عملية "تطهير" ذهب ضحيتها عشرات من المجاهدين في تنظيم الدولة وفي غيره من الجماعات الإسلامية التي كانت تقاتل الأميركيين 25- وهكذا ضاع التنظيم من أصحابه الأصليين ، ومنذ ذلك الوقت (2011) فقدت القاعدة ابنها الشرعي -تنظيم دولة العراق- إلى الأبد، لقد سرقه البعثيون 26- لنتعرف بعد ذلك على "جيش رجال الطريقة النقشبندية" الذي يقوده عزت الدوري: ما هو وما علاقته بداعش؟ ولماذا يتحرك الطرفان بتعاون وتنسيق؟ 27- يعتبر "جيش رجال الطريقة النقشبندية" الذراع العسكرية لحزب البعث العراقي الجديد، وقد أعلن عنه لأول مرة بداية عام 2007، بعد إعدام صدام حسين 28- يتكون أكثر جيش رجال الطريقة النقشبندية من ضباط وعناصر منتخبين من الحرس الجمهوري وجيش صدام السابق وأجهزته الأمنية والاستخبارات العسكرية 29- أكد تقرير استخباري أميركي نشرته جامعة ستانفورد أن التعاون بين جيش النقشبندية ودولة العراق الإسلامية كان كبيرا جدا خلال السنوات الأخيرة 30- وذكرت دراسة لمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى (22/7/2011) أن جيش النقشبندية استعمل داعش كمقاول بالباطن لتنفيذ هجمات ضد أهداف مدنية عراقية 31- كما جاء في مقالة بجريدة نيويورك تايمز (18/6/2014) فإن دور البعثيين في المعارك الأخيرة هو العامل الخفي الذي يفسر الانتصارات السريعة لداعش 32- وهذا كله ينسجم مع نظرية اختراق البعث العراقي لداعش وسيطرته عليها، فإذا كان هو مؤسس جيش رجال الطريقة النقشبندية وهو المسيطر على داعش = 33- فإن من المنطقي أن ينسق بين القوتين وأن يشركهما في المعركة معا وصولا إلى تحقيق هدفه الأعلى، وهو الوصول إلى الحكم وإعادة الدولة البعثية 34- كل ما سبق يؤكد أن ثوار العراق فريقان مختلفان يخوضان معركتين مختلفتين: (1) تحالف داعش-البعث الذي بدأ المعركة بالموصل في الوقت الذي اختاره 35- (2) الفصائل الإسلامية المستقلة وقوات العشائر التي تحارب بيأس للتقدم إلى بغداد وديالي منذ عدة أسابيع دون أن تنجح في تحقيق أي إنجاز جوهري 36- الغريب أن جيش المالكي انسحب أمام تقدم داعش-البعث السريع وسلمه المواقع العسكرية بلا قتال يذكر، في حين يقاوم بشراسة تقدم الفصائل والعشائر 37- كما نلاحظ أن تحالف داعش-البعث ترك بغداد وديالي وفيها خمسة ملايين سني تحت الاحتلال الشيعي واقتصر على محافظات صلاح الدين ونينوى والأنبار 38- والآن علينا أن نكتشف علاقة حزب البعث العراقي الجديد (بقيادة عزت الدوري) بالولايات المتحدة الأميركية: 39- بعد إعدام صدام حسين تداعى كبار البعثيين وأعلنوا إعادة تشكيل حزب البعث وانتخاب عزت إبراهيم الدوري أمينا عاما للحزب ورئيسا جديدا للعراق 40- في خطاب بتاريخ 6/1/2009 عرض عزت الدوري على الرئيس الأميركي الجديد باراك أوباما المصالحة بين حزب البعث والولايات المتحدة، حيث خاطبه بقوله: 41- "نتعهد لكم إن أعلنتم الانسحاب الشامل من العراق أن نتحاور معكم فورا لإقامة أفضل وأوسع وأعمق العلاقات على أساس المصالح المتبادلة والمشتركة " 42- تواصل الدوري مع إدارة أوباما الجديدة وأجرى اتصالات مع مسؤولين في السفارة الأميركية ببيروت عن طريق مندوبه العميد الركن عبد القادر علوان الحمد 43- لا يستبعد أن تكون اتصالات الدوري مع الأميركيين قد رتبت عودة البعث إلى الحكم من خلال قوة داعش التي يسيطر عليها وجيش النقشبندية الذي يملكه 44- والآن سنتعرف على الرؤية الأميركية الإستراتيجية لمنطقة الشرق الأوسط، ثم نستأنف محاولتنا لتفسير الحوادث السورية والعراقية الأخيرة: 45- اعتمد جوزيف بايدن (الذي صار نائب الرئيس الأميركي الجديد) في حملته الانتخابية الفاشلة سنة 2007 على ترويج خطة تقسيم العراق إلى ثلاث دول = 46- وقد دافع عن هذه الخطة وقدمها لمجلس الشيوخ حينما كان رئيس لجنة العلاقات الخارجية فيه، وتكللت جهوده بمصادقة المجلس عليها في خريف عام 2007 47- نشر موقع إمبراطورية النفط (وهو موقع أميركي غير حكومي) عقب فوز أباما عام 2009 مقالة عنوانها "تدمير العراق بين الشرطي الجيد والشرطي السيئ" = 48- جاء فيها: "لقد كان بوش هو شرطي الإمبراطورية السيئ، فيما يحمل أوباما المؤهلات الكافية ليكون شرطيها الجيد الذي سيقوم بتنفيذ خطة التقسيم" 49- نشرت جريدة نيويورك تايمز (28/9 / 2013) مقالة عنوانها "الشرق الأوسط في خرائط جديدة" ونشرت معها خريطة عنوانها "كيف تصبح 5 بلدان 14 بلدا؟" 50- أثارت المقالة ضجة كبيرة في العالم العربي وتناقلها كثيرون، ولا بد أن ثلاثة أرباع القراء قد اطلعوا عليها أو سمعوا عنها، فماذا جاء فيها؟ 51- تقول كاتبة المقالة: "إن سوريا التي تمثل المركز الإستراتيجي للشرق الأوسط قد تكون القادح الذي سيحرك عملية إعادة رسم حدود بلدان المنطقة" 52- وتقول: "كلما طال أمد الحرب في سوريا سيتعاظم الخطر في المنطقة كلها ويهتز استقرارها، فإن حدودا جديدة يمكن أن ترسم في ظلال اليأس والفوضى " 53- ثم تتوقع أن تنتهي سوريا إلى ثلاث دول: دولة علوية تمتد بشريط ضيق من دمشق إلى الساحل، ودولة كردية في الشمال الشرقي تنضم إلى كردستان العراق = 54- ودولة سنية في الوسط تنضم إلى الدولة السنية التي ستتكون في وسط العراق. الخريطة على الرابط التالي 55- هل يمكن أن تكون الخريطة تسريبا من جهات رسمية؟ محتمل، لا سيما وأن الكاتبة مختصة بتغطية "السياسة الأميركية الخارجية" لجريدة الواشنطن بوست 56- قبل ذلك بسبع سنوات نشر موقع "مجلة القوات المسلحة" (وهو موقع أميركي بحثي غير حكومي) مقالة بعنوان "حدود الدم: الشرق الأوسط في صورة أفضل" 57 - ونشرت معها خريطة جديدة لبلدان المنطقة أثارت ضجة كبيرة وانتشرت في عشرات المواقع العربية، ولا بد أن غالبية قراء هذه التغريدة قد شاهدوها 58- وهي تظهر حدودا جديدة للعراق وإيران وتركيا والأردن وبلدان الجزيرة العربية. الخريطة على الرابط التالي: http://www.oilempire.us/new-map.html 59- أكثر الذين رأوا الخريطة لم يقرؤوا المقالة التي نشرت معها، وقد كتبها الضابط الأميركي المتقاعد رالف بيترز (سأتحدث عنه بعد قليل) وقال فيها: 60 - "لم تكن الحدود عادلة قط، ولعل أكثرها اعتباطية في العالم كله هي حدود دول الشرق الأوسط التي تسبب من المتاعب أكثر مما يمكن امتصاصه محليا" 61- "لن يستقر الشرق الأوسط إلا بمراجعة جذرية للحدود. لقد ضيعنا فرصة ذهبية بعد سقوط بغداد، فقد كان ينبغي تقسيم العراق إلى ثلاث دول على الفور " 62- "بعد التقسيم لن تجد الدولة السنية الضعيفة في الوسط خيارا سوى الانضمام للدولة السنية التي ستبقى في سوريا بعد أن تنفصل عنها منطقة الساحل" 63- " قد يبدو تصحيح الحدود مستحيلا الآن، ولكن مع مرور الوقت ومع الدماء التي لا بد أن تسفك سوف تظهر إلى الوجود حدود طبيعية جديدة أكثر عدلا " 64- لا نستطيع الجزم بأن تلك الخرائط تعكس رأيا رسميا في السياسة الأميركية الخارجية، وقد أخطأ الذين نشروها باسم " خطة أميركية لتقسيم المنطقة " 65- لكنها يمكن أن تكون مؤثرة في صناعة القرار بحسب أهمية كاتبها، ويبدو أن كاتب مقالة "حدود الدم" التي تضمنت الخريطة السابقة من النوع المؤثر = 66- فهو ضابط أميركي متقاعد وباحث عسكري وإستراتيجي شهير ومن مؤيدي الحروب التوسعية الأميركية ومن أكبر مناصري الحرب على العراق = 67- وقد خدم عشر سنوات في الاستخبارات العسكرية وكان يشغل منصبا بمكتب نائب رئيس هيئة الأركان لشؤون الاستخبارات عند تقاعده من الخدمة عام 1998 68- رغم أن خريطة رالف بيترز لا تمثل رؤية رسمية إلا أنها استعملت في الأكاديمية الحربية الوطنية وفي دوائر التخطيط العسكرية الأميركية لعدة سنوات 69- كما عرضت في برنامج تدريبي لكلية الدفاع التابعة لحلف الناتو في روما في شهر 9/2006 مما يدل على أنها أكثر من مجرد رأي شخصي. نكمل مع الأحداث: 70- بدأت المعركة في العراق بعد شهرين من بداية هجوم داعش الجديد في الشرق السوري الذي كرست فيه احتلالها لحوض الفرات كله من جرابلس إلى البوكمال 71- بعد ذلك انفجرت العمليات في العراق وسيطرت داعش على وسطه بسرعة خيالية فاتصلت مناطق سيطرتها شرق الحدود مع المناطق التي سيطرت عليها غربها 72- وبذلك ولدت أرض جديدة متصلة عبر البلدين (سوريا والعراق) تخضع لتنظيم يعتبره العالم -نظريا- إرهابيا ومهددا لأمن وسلامة الإقليم 73- لماذا تركت داعش مناطق الشيعة في العراق ومناطق النظام في سوريا وركزت حروبها وسيطرتها على مناطق السنة في العراق والمناطق المحررة في الشام؟ 74- لو كان مشروع داعش مشروعا محليا لما قابلته تركيا وإيران وبقية دول الإقليم بالسكوت والاستسلام رغم أنه يشكل في الظاهر خطرا عليها جميعا 75- قاعدة: إن حراكا بهذا الحجم أكبر من حجم الدول المحلية والإقليمية، ولن يتم بمعزل عن تفاهمات مسبقة مع القوة الكبرى التي تسيطر على المنطقة 76- قاعدة: إن تغيير الحدود ليس "لعبة أطفال" في العالم المعاصر الذي نعيش فيه؛ لقد دفع صدام حسين حياته ونظامه ثمنا لعدم إدراك هذه البديهية 77- قاعدة: إن الولايات المتحدة لا تنام عن مصالحها أبدا، وهي لن تفرط في بناء خاضت من أجله حربا منهكة وأنفقت في بنائه ترليونات الدولارات 78- مع ذلك كان رد أميركا "الحاسم" على سقوط ثلث العراق بيد داعش هو إرسال 300 خبير لدعم نظام المالكي، ثم استقبلت إعلان الخلافة ببرود ولامبالاة 79- نستنتج أن القوة التي تدير معارك داعش في سوريا والعراق والتي رسمت مسارها وحددت حدودها ليست قوة محلية ولا إقليمية، وإنما هي الولايات المتحدة 80- وأن الهدف من حروب داعش في سوريا والعراق ليس إنشاء دولة إسلامية، بل هو إعادة تقسيم المنطقة بما يوافق السياسة الاستعمارية الأميركية الجديدة 81- ينسجم سياق حوادث العراق مع هذه النظرية، حيث راعت قوة البعث-داعش الحدود المسموح بها ولم تقترب من المناطق المحرمة (بغداد وديالي وسامراء) = 82- في حين تستميت للتقدم فيها القوى الإسلامية والعشائرية التي لا تخضع لأي تفاهمات مسبقة والتي تشكل خطرا حقيقيا على نفوذ إيران ونظام المالكي = 83- لذلك تتعرض لمقاومة شرسة من قوات المالكي والمليشيات الشيعية التي عادت من سوريا لقتال تلك الفصائل في تلك الجبهات حصرا ولم تقاتل داعش أبدا 84- نتيجة خطيرة: داعش كيان واحد في سوريا والعراق، فإذا كانت أميركا ترعى مشروع داعش في العراق فإنها قطعا ترعى المشروع الذي تنفذه داعش في سوريا 85- وكما رضخ المالكي لأميركا ضمن خطة ستعيد توزيع المساحة والنفوذ في العراق فكذلك رضخ الأسد لها ضمن خطة ستعيد توزيع المساحة والنفوذ في سوريا 86- هذه النظرية تفسر سكوت النظام السوري عن تمدد داعش في مساحات واسعة من سوريا كما تفسر قيام المالكي بعملية "التسليم النظيف" لداعش بلا قتال 87- إذا كانت النظرية السابقة صحيحة فإنها سترتبط بلحظة حاسمة في عمر الأزمة السورية، كانت أميركا تصر قبلها على إخراج بشار الأسد من المعادلة = 88- وإحلال بديل آخر محله، بديل من داخل النظام أو من داخل الطائفة (علي حبيب مثلا)، ثم تغير المزاج الأميركي فجأة وتغيرت مفردات خطابه السياسي = 89- فتوقف الحديث عن "مصير الأسد" وتحول عنوان المعركة إلى "الأسلحة الكيماوية". هذا الانقلاب المفاجئ في العناوين حصل في أواخر آب (أغسطس) 2013 90- خلال الأسابيع التالية ظهرت معالم الصفقة الجديدة: بدأ النظام بإجراءات جادة لتسليم مخزونه الكيماوي، وبدأت داعش بالانتشار في المناطق المحررة 91- ولمدة أربعة أشهر استمر تسليم السلاح الكيماوي، واستمر أيضا الاجتياح الداعشي للرقة والحسكة ودير الزور وحلب وإدلب دون أي تدخل يذكر للنظام 92- إنني أكاد أجزم بأن كل ما رأيناه بعد الهجوم الكيماوي على الغوطة الشرقية كان نتيجة لصفقة سرية عقدها نظام الأسد مع الإدارة الأميركية = 93- "بقاؤه في السلطة حاكما لقسم من سوريا مقابل سيطرة داعش على القسم الآخر ثم فصله ليضم لاحقا إلى أرض عراقية فتقام عليهما معا دولة جديدة " 94- إلى أين سيمضي المشروع الداعشي وما حدوده المرسومة؟ بدأت المعركة الأولى مع داعش (آخر 2013) بسبب هجومها على المعابر الحدودية حتى باب الهوا 95- اليوم تزحف داعش بمحاذاة الحدود التركية وتوشك أن تستولي على معبر باب السلامة، ولو سقط فأخشى أن تتقدم إلى المعبر الأخير كما صنعت أول مرة 96- تقتفي داعش في تمددها الجديد مسار تمددها الأول، وهذا يشير إلى احتمال مرعب: سيطرة الدولة التي ترعاها أميركا على كامل الحدود السورية التركية 97- هذا يعني أن الثورة سوف تختنق حتما لأن تركيا هي الرئة التي تتنفس منها، فهل هذا معقول؟ نعم، فمن الضروري القضاء على الثورة السورية بالكامل = 98- هذه خطوة حتمية لتنفيذ الصفقة الأميركية-الأسدية: توزيع المساحة والنفوذ وتسليم جزء من سوريا لداعش (دولة البعث الجديدة) وتسليم الباقي للنظام 99- ماذا ينبغي أن نفعل وماذا نستطيع أن نفعل؟ ينبغي أن نفعل الكثير ونستطيع أن نفعل الكثير -بإذن الله- إذا صدقنا النية وأحسنا التخطيط والتنفيذ 100- إننا بحاجة لخطة عاجلة، خطة طوارئ (إطفاء حرائق) يجب تنفيذها على وجه السرعة مهما تكن الصعوبات، وبعد ذلك تأتي خطوات التصحيح وإعادة البناء 101- تقتضي الخطة دفع قوة كبيرة بقيادة موحدة إلى الشمال لتطهير الشريط الحدودي من داعش، من جرابلس لباب الهوا، لأن سقوطه سينهي الثورة لا سمح الله 102- وبعد ذلك يتوجب تمديد مناطق السيطرة إلى الطرف الشرقي من الفرات، باتجاه عين العرب وتل أبيض، لإجلاء داعش نهائيا عن الحدود السورية التركية 103- بعد هذه الخطوة العاجلة (العاجلة جدا) ينبغي على الثورة أن تنتقل بسرعة إلى إعادة البناء وتصحيح المسار ضمن تصور عسكري وسياسي وإداري متكامل 104-1- تحالف القوى العسكرية على الأرض وإنشاء غرفة عمليات كبرى تغطي جبهات الحرب كلها في جميع أنحاء سوريا وتكون بمثابة "هيئة أركان الحرب العليا" 105-2- تطهير المناطق المحررة والمحاصرة من خلايا داعش الصغيرة والنائمة، وتشمل هذه الخطة غوطتي دمشق وحوران وريف حماة وريفي حمص الشرقي والشمالي 106-3- شن حملة مركزة على خزان داعش البشري في البادية بين حمص ودير الزور، فهي مصدر الخطر الدائم ولن تنكسر شوكة داعش إلا باجتثاثها من البادية 107-4- إطلاق رصاصة الرحمة على الائتلاف الوطني الذي صار أداة لخيانة الثورة والذي تحول أكثر أعضائه إلى كائنات طفيلية تتصارع على المكاسب والمناصب 108-5- ملء الفراغ السياسي الناشئ عن إسقاط الائتلاف بكيان ثوري سياسي جديد نظيف يمثل الثورة تمثيلا صادقا ويستطيع محاورة الخارج بقوة واحترافية 109-6- الخطوة الأخيرة الكبيرة التي ستنقذ سوريا بإذن الله هي "إعادة إنتاج الثورة" بنسخة جديدة تتدارك أخطاء الثورة الأولى التي أوشكت على التلاشي 110- على أن تكون " ثورة تكنوقراط "، بمعنى احترام الاختصاص وعدم خلط العمل المسلح بالإدارة المدنية، وإنشاء أجهزة ثورية احترافية للإدارة والقضاء 111- الوصايا الأخيرة هي لإخواننا المجاهدين في العراق. لا جدال في أن الحالة التي يعيش فيها المسلمون السنة في العراق هي أسوأ حالة يمكن تخيلها = 112- وهذا يعني أن أي حل مهما يكن سيئا أفضل من الواقع المرير، ولو كان البديل داعش أو البعث، ولكن تبقى مسألتان في غاية الخطورة يجب الانتباه لهما: 113-1- إن داعش عدو مجرب معروف، وقد بطشت سابقا بالمجاهدين في العراق وقتلت خيارهم وكسرت شوكتهم، وأخشى أنها ستكرر الخطة نفسها لا قدر الله 114-2- إذا كانت النظرية التي قدمتها هذه التغريدات صحيحة فإن السنة في وسط العراق -وعددهم ستة ملايين - سينتقلون إلى واقع أقل سوءا بإذن الله = 115- لكن ماذا عن سنة ديالي وبغداد وحزامها الكبير (التاجي والطارمية والمحمودية واليوسفية وأبو غريب) وعددهم نحو خمسة ملايين؟ لأي مصير سيتركون؟ 116- إن على مجاهدي العراق المخلصين الكرام أن يستعدوا لغدر داعش منذ اليوم، وأن يجمعوا قواهم كلها في قيادة واحدة وينشئوا غرفة عمليات عليا = 117- وأن يضعوا خطة شاملة تنقذ السنة جميعا من الاضطهاد، لا أن يفرحوا بإخراج نصفهم لدولة جديدة (مهما تكن) ويتركوا النصف الآخر لمصير مظلم مجهول 118- تمر ثورتا سوريا والعراق بظروف عصيبة، ولا نجاة لثورة العراق إلا بدرء شر داعش القريب، ولا نجاة لثورة الشام إلا بولادة جديدة تتلافى العيوب 119- الخلاصة: يبدو أن داعش أداة يحركها البعثيون الذين سيطروا عليها واتفقوا مع أميركا على صناعة دولة بعثية جديدة مع إعادة تقسيم سوريا والعراق 120- هذه اللعبة الخطيرة تشترك فيها 3 أطراف: طرف قوي مسيطر يضع قواعدها ويديرها، وطرف ذكي مستفيد يتحرك ضمن القواعد لتحقيق هدفه والعودة إلى الحكم = 121- وطرف غبي هو جسم داعش المكون من جهاديين مغفلين يقتصر دورهم على تنفيذ المخطط بغباء، وهم وقود يحترق لتحقيق المشروع الأميركي الاستعماري الجديد 122- لقد عاد البعث إلى الحكم، ليس على أكتاف القوميين الذين حملوه قبل نصف قرن، وإنما على جثث من كان ينبغي أن يكونوا من صفوة مجاهدي الأمة في الزمان الأخير 123- ذات يوم ارتدى عميل بريطاني لباس البدو وتحدث لغة العرب ثم قاد جموعاً من الغوغاء فرسموا بدمائهم حدود الدول الجديدة التي ورثت دولة بني عثمان 124- اليوم وبعد تلك المأساة بقرن كامل يخرج من البادية عميلٌ جديد، تنظيمٌ لم ينطق بالعربية فحسب بل رفع راية إسلامية أيضاً، ثم كرر القصة نفسها= 125- فجمع جموعاً من الغوغاء الذين يرسمون بدمائهم الحدودَ السياسية الجديدة لسادة القرن الجديد، المستعمرين الجدد الذين ورثوا إمبراطوريات القرن الغابر==========الرئيسية> الرد على التكفيريين - خوارج العصر> (داعش) صنيعة التفسير السياسي للإسلام
ح
mujahed_dira بسم الله الرحمن الرحيم 1- يجب أن نعلم أن ما يجري في سوريا هو معركتان مختلفتان يخوضهما فريقان مختلفان، وأن ما يجري في العراق معركتان مختلفتان يخوضهما فريقان مختلفان 2- معركتا سوريا هما معركة ضد النظام يخوضها الثوار لتحرير سوريا، ومعركة ضد الثوار تخوضها داعش لاحتلال المناطق المحررة وإنشاء كيانها المشبوه 3- معركتا العراق هما معركة شكلية تخوضها داعش وحلفاؤها ضمن ترتيبات وتفاهمات مسبقة ومعركة حقيقية شرسة تخوضها قوات العشائر والفصائل الإسلامية 4- تشارك في الثورة العراقية 4 قوى مختلفة: (1) الفصائل الإسلامية المستقلة، كجيش المجاهدين والجيش الإسلامي وكتائب العشرين وحماس وأنصار السنة 5- (2) مسلحو العشائر الذين حملوا السلاح وبدؤوا بتنظيم أنفسهم مؤخرا ردا على البطش الطائفي ومجازر المالكي في ساحات الاعتصام 6- (3) جيش رجال الطريقة النقشبندية الذي يضم كثيرا من عناصر الجيش العراقي القديم والحرس الجمهوري والأجهزة الأمنية السابقة ويقوده عزت الدوري 7- (4) داعش التي عملت طوال السنين الماضية على الفتك بالجماعات الأخرى، ثم مارست نفس المهمة القذرة في سوريا ولا بد أن تمارسها في العراق من جديد 8- من القوى السابقة كانت العشائر المسلحة في طور التكوين ولم تستكمل بناء قوة عسكرية منظمة قادرة على المشاركة الفعالة في المعركة 9- أما الفصائل الإسلامية الأخرى فإنها لم تبرأ قط من الضربات القاسية التي تلقتها من داعش والنظام الطائفي خلال السنوات العشر الماضية 10- القوتان السابقتان قوتان مستقلتان نظيفتان مخلصتان ولكنهما أضعف بكثير من أن تستطيعا قيادة معركة على مستوى العراق كله كما يحصل الآن 11- بعكس داعش والنقشبندية اللتين كانتا في عافية واستعداد للقتال، فحددتا زمان ومكان المعركة وبدأتا بها وبقيتا في موقع القيادة والسيطرة حتى الآن 12- ما علاقة داعش بالنقشبندية التي يقودها البعثيون؟ ولماذا تعاونا في معركة الموصل؟ سنتوقف لتوضيح هذه العلاقة ثم نعود إلى موضوع سوريا والعراق 13- بدأت علاقة البعثيين بداعش أيام أبي عمر البغدادي الذي صار بعد مقتل الزرقاوي عام 2006 أميرا لمجلس شورى المجاهدين ثم لدولة العراق الإسلامية 14- استطاع ضابط بعثي كبير هو العقيد سمير الخليفاوي (المشهور باسم حجي بكر ) أن يخترق أبا عمر ويحوز ثقته حين قدم له أسرارا ومعلومات عسكرية مهمة 15- وسرعان ما قدم العقيد بكر لأبي عمر البغدادي مزيدا من الضباط "التائبين" الذين قدموا المزيد من الخبرات العسكرية والمعلومات المفيدة للتنظيم 16- ثم قتل أبو عمر في هجوم أميركي على موقع سري كان يضم اجتماعا لكبار قادة التنظيم، وقتل معه عدد من مساعديه على رأسهم نائبه أبو حمزة المهاجر 17- كانت تلك حادثة غامضة لم تنكشف أسرارها حتى اليوم، فالمعلوم أن المكان الذي استهدف بالهجوم لم يكن معروفا إلا للقيادات العليا في التنظيم 18- قتل القادة أو أسروا في العملية، وبطريقة ما نجا الرجل الذي قدر له أن يلعب الدور الرئيسي في كل ما سيجري بعد ذلك من أحداث، العقيد حجي بكر 19- أعاد حجي بكر ترتيب البيت الداخلي للتنظيم، فشكل مجلسا قياديا من زملائه الضباط البعثيين واختار خلفا لأبي عمر رجلا يجهله معظم القادة 20- لم يكن إبراهيم عواد من قادة الصف الثاني، ولكن العقيد حجي بكر استطاع أن يستله من الصفوف الخلفية ويعينه أميرا جديدا باسم أبي بكر البغدادي 21- ما حصل بعد ذلك كان كارثة، ضاع التنظيم إلى الأبد. عزل العقيد حجي بكر (الذي صار القائد الفعلي للتنظيم) أبا بكر البغدادي عن القيادات الوسطى 22- ثم أعاد تشكيل مجلس الشورى الذي صار يتكون من الضباط البعثيين، وأنشأ جهازا أمنيا يشبه الأجهزة الأمنية التي أنشأها البعث الحاكم أيام صدام 23- جمع العقيد عناصر الجهاز الجديد من عناصر الأمن السابقين في الحقبة البعثية، وكلف الجهاز بمراقبة التنظيم وتنفيذ الاغتيالات داخله وخارجه 24- نفذ جهاز الأمن عملية "تطهير" ذهب ضحيتها عشرات من المجاهدين في تنظيم الدولة وفي غيره من الجماعات الإسلامية التي كانت تقاتل الأميركيين 25- وهكذا ضاع التنظيم من أصحابه الأصليين ، ومنذ ذلك الوقت (2011) فقدت القاعدة ابنها الشرعي -تنظيم دولة العراق- إلى الأبد، لقد سرقه البعثيون 26- لنتعرف بعد ذلك على "جيش رجال الطريقة النقشبندية" الذي يقوده عزت الدوري: ما هو وما علاقته بداعش؟ ولماذا يتحرك الطرفان بتعاون وتنسيق؟ 27- يعتبر "جيش رجال الطريقة النقشبندية" الذراع العسكرية لحزب البعث العراقي الجديد، وقد أعلن عنه لأول مرة بداية عام 2007، بعد إعدام صدام حسين 28- يتكون أكثر جيش رجال الطريقة النقشبندية من ضباط وعناصر منتخبين من الحرس الجمهوري وجيش صدام السابق وأجهزته الأمنية والاستخبارات العسكرية 29- أكد تقرير استخباري أميركي نشرته جامعة ستانفورد أن التعاون بين جيش النقشبندية ودولة العراق الإسلامية كان كبيرا جدا خلال السنوات الأخيرة 30- وذكرت دراسة لمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى (22/7/2011) أن جيش النقشبندية استعمل داعش كمقاول بالباطن لتنفيذ هجمات ضد أهداف مدنية عراقية 31- كما جاء في مقالة بجريدة نيويورك تايمز (18/6/2014) فإن دور البعثيين في المعارك الأخيرة هو العامل الخفي الذي يفسر الانتصارات السريعة لداعش 32- وهذا كله ينسجم مع نظرية اختراق البعث العراقي لداعش وسيطرته عليها، فإذا كان هو مؤسس جيش رجال الطريقة النقشبندية وهو المسيطر على داعش = 33- فإن من المنطقي أن ينسق بين القوتين وأن يشركهما في المعركة معا وصولا إلى تحقيق هدفه الأعلى، وهو الوصول إلى الحكم وإعادة الدولة البعثية 34- كل ما سبق يؤكد أن ثوار العراق فريقان مختلفان يخوضان معركتين مختلفتين: (1) تحالف داعش-البعث الذي بدأ المعركة بالموصل في الوقت الذي اختاره 35- (2) الفصائل الإسلامية المستقلة وقوات العشائر التي تحارب بيأس للتقدم إلى بغداد وديالي منذ عدة أسابيع دون أن تنجح في تحقيق أي إنجاز جوهري 36- الغريب أن جيش المالكي انسحب أمام تقدم داعش-البعث السريع وسلمه المواقع العسكرية بلا قتال يذكر، في حين يقاوم بشراسة تقدم الفصائل والعشائر 37- كما نلاحظ أن تحالف داعش-البعث ترك بغداد وديالي وفيها خمسة ملايين سني تحت الاحتلال الشيعي واقتصر على محافظات صلاح الدين ونينوى والأنبار 38- والآن علينا أن نكتشف علاقة حزب البعث العراقي الجديد (بقيادة عزت الدوري) بالولايات المتحدة الأميركية: 39- بعد إعدام صدام حسين تداعى كبار البعثيين وأعلنوا إعادة تشكيل حزب البعث وانتخاب عزت إبراهيم الدوري أمينا عاما للحزب ورئيسا جديدا للعراق 40- في خطاب بتاريخ 6/1/2009 عرض عزت الدوري على الرئيس الأميركي الجديد باراك أوباما المصالحة بين حزب البعث والولايات المتحدة، حيث خاطبه بقوله: 41- "نتعهد لكم إن أعلنتم الانسحاب الشامل من العراق أن نتحاور معكم فورا لإقامة أفضل وأوسع وأعمق العلاقات على أساس المصالح المتبادلة والمشتركة " 42- تواصل الدوري مع إدارة أوباما الجديدة وأجرى اتصالات مع مسؤولين في السفارة الأميركية ببيروت عن طريق مندوبه العميد الركن عبد القادر علوان الحمد 43- لا يستبعد أن تكون اتصالات الدوري مع الأميركيين قد رتبت عودة البعث إلى الحكم من خلال قوة داعش التي يسيطر عليها وجيش النقشبندية الذي يملكه 44- والآن سنتعرف على الرؤية الأميركية الإستراتيجية لمنطقة الشرق الأوسط، ثم نستأنف محاولتنا لتفسير الحوادث السورية والعراقية الأخيرة: 45- اعتمد جوزيف بايدن (الذي صار نائب الرئيس الأميركي الجديد) في حملته الانتخابية الفاشلة سنة 2007 على ترويج خطة تقسيم العراق إلى ثلاث دول = 46- وقد دافع عن هذه الخطة وقدمها لمجلس الشيوخ حينما كان رئيس لجنة العلاقات الخارجية فيه، وتكللت جهوده بمصادقة المجلس عليها في خريف عام 2007 47- نشر موقع إمبراطورية النفط (وهو موقع أميركي غير حكومي) عقب فوز أباما عام 2009 مقالة عنوانها "تدمير العراق بين الشرطي الجيد والشرطي السيئ" = 48- جاء فيها: "لقد كان بوش هو شرطي الإمبراطورية السيئ، فيما يحمل أوباما المؤهلات الكافية ليكون شرطيها الجيد الذي سيقوم بتنفيذ خطة التقسيم" 49- نشرت جريدة نيويورك تايمز (28/9 / 2013) مقالة عنوانها "الشرق الأوسط في خرائط جديدة" ونشرت معها خريطة عنوانها "كيف تصبح 5 بلدان 14 بلدا؟" 50- أثارت المقالة ضجة كبيرة في العالم العربي وتناقلها كثيرون، ولا بد أن ثلاثة أرباع القراء قد اطلعوا عليها أو سمعوا عنها، فماذا جاء فيها؟ 51- تقول كاتبة المقالة: "إن سوريا التي تمثل المركز الإستراتيجي للشرق الأوسط قد تكون القادح الذي سيحرك عملية إعادة رسم حدود بلدان المنطقة" 52- وتقول: "كلما طال أمد الحرب في سوريا سيتعاظم الخطر في المنطقة كلها ويهتز استقرارها، فإن حدودا جديدة يمكن أن ترسم في ظلال اليأس والفوضى " 53- ثم تتوقع أن تنتهي سوريا إلى ثلاث دول: دولة علوية تمتد بشريط ضيق من دمشق إلى الساحل، ودولة كردية في الشمال الشرقي تنضم إلى كردستان العراق = 54- ودولة سنية في الوسط تنضم إلى الدولة السنية التي ستتكون في وسط العراق. الخريطة على الرابط التالي 55- هل يمكن أن تكون الخريطة تسريبا من جهات رسمية؟ محتمل، لا سيما وأن الكاتبة مختصة بتغطية "السياسة الأميركية الخارجية" لجريدة الواشنطن بوست 56- قبل ذلك بسبع سنوات نشر موقع "مجلة القوات المسلحة" (وهو موقع أميركي بحثي غير حكومي) مقالة بعنوان "حدود الدم: الشرق الأوسط في صورة أفضل" 57 - ونشرت معها خريطة جديدة لبلدان المنطقة أثارت ضجة كبيرة وانتشرت في عشرات المواقع العربية، ولا بد أن غالبية قراء هذه التغريدة قد شاهدوها 58- وهي تظهر حدودا جديدة للعراق وإيران وتركيا والأردن وبلدان الجزيرة العربية. الخريطة على الرابط التالي: http://www.oilempire.us/new-map.html 59- أكثر الذين رأوا الخريطة لم يقرؤوا المقالة التي نشرت معها، وقد كتبها الضابط الأميركي المتقاعد رالف بيترز (سأتحدث عنه بعد قليل) وقال فيها: 60 - "لم تكن الحدود عادلة قط، ولعل أكثرها اعتباطية في العالم كله هي حدود دول الشرق الأوسط التي تسبب من المتاعب أكثر مما يمكن امتصاصه محليا" 61- "لن يستقر الشرق الأوسط إلا بمراجعة جذرية للحدود. لقد ضيعنا فرصة ذهبية بعد سقوط بغداد، فقد كان ينبغي تقسيم العراق إلى ثلاث دول على الفور " 62- "بعد التقسيم لن تجد الدولة السنية الضعيفة في الوسط خيارا سوى الانضمام للدولة السنية التي ستبقى في سوريا بعد أن تنفصل عنها منطقة الساحل" 63- " قد يبدو تصحيح الحدود مستحيلا الآن، ولكن مع مرور الوقت ومع الدماء التي لا بد أن تسفك سوف تظهر إلى الوجود حدود طبيعية جديدة أكثر عدلا " 64- لا نستطيع الجزم بأن تلك الخرائط تعكس رأيا رسميا في السياسة الأميركية الخارجية، وقد أخطأ الذين نشروها باسم " خطة أميركية لتقسيم المنطقة " 65- لكنها يمكن أن تكون مؤثرة في صناعة القرار بحسب أهمية كاتبها، ويبدو أن كاتب مقالة "حدود الدم" التي تضمنت الخريطة السابقة من النوع المؤثر = 66- فهو ضابط أميركي متقاعد وباحث عسكري وإستراتيجي شهير ومن مؤيدي الحروب التوسعية الأميركية ومن أكبر مناصري الحرب على العراق = 67- وقد خدم عشر سنوات في الاستخبارات العسكرية وكان يشغل منصبا بمكتب نائب رئيس هيئة الأركان لشؤون الاستخبارات عند تقاعده من الخدمة عام 1998 68- رغم أن خريطة رالف بيترز لا تمثل رؤية رسمية إلا أنها استعملت في الأكاديمية الحربية الوطنية وفي دوائر التخطيط العسكرية الأميركية لعدة سنوات 69- كما عرضت في برنامج تدريبي لكلية الدفاع التابعة لحلف الناتو في روما في شهر 9/2006 مما يدل على أنها أكثر من مجرد رأي شخصي. نكمل مع الأحداث: 70- بدأت المعركة في العراق بعد شهرين من بداية هجوم داعش الجديد في الشرق السوري الذي كرست فيه احتلالها لحوض الفرات كله من جرابلس إلى البوكمال 71- بعد ذلك انفجرت العمليات في العراق وسيطرت داعش على وسطه بسرعة خيالية فاتصلت مناطق سيطرتها شرق الحدود مع المناطق التي سيطرت عليها غربها 72- وبذلك ولدت أرض جديدة متصلة عبر البلدين (سوريا والعراق) تخضع لتنظيم يعتبره العالم -نظريا- إرهابيا ومهددا لأمن وسلامة الإقليم 73- لماذا تركت داعش مناطق الشيعة في العراق ومناطق النظام في سوريا وركزت حروبها وسيطرتها على مناطق السنة في العراق والمناطق المحررة في الشام؟ 74- لو كان مشروع داعش مشروعا محليا لما قابلته تركيا وإيران وبقية دول الإقليم بالسكوت والاستسلام رغم أنه يشكل في الظاهر خطرا عليها جميعا 75- قاعدة: إن حراكا بهذا الحجم أكبر من حجم الدول المحلية والإقليمية، ولن يتم بمعزل عن تفاهمات مسبقة مع القوة الكبرى التي تسيطر على المنطقة 76- قاعدة: إن تغيير الحدود ليس "لعبة أطفال" في العالم المعاصر الذي نعيش فيه؛ لقد دفع صدام حسين حياته ونظامه ثمنا لعدم إدراك هذه البديهية 77- قاعدة: إن الولايات المتحدة لا تنام عن مصالحها أبدا، وهي لن تفرط في بناء خاضت من أجله حربا منهكة وأنفقت في بنائه ترليونات الدولارات 78- مع ذلك كان رد أميركا "الحاسم" على سقوط ثلث العراق بيد داعش هو إرسال 300 خبير لدعم نظام المالكي، ثم استقبلت إعلان الخلافة ببرود ولامبالاة 79- نستنتج أن القوة التي تدير معارك داعش في سوريا والعراق والتي رسمت مسارها وحددت حدودها ليست قوة محلية ولا إقليمية، وإنما هي الولايات المتحدة 80- وأن الهدف من حروب داعش في سوريا والعراق ليس إنشاء دولة إسلامية، بل هو إعادة تقسيم المنطقة بما يوافق السياسة الاستعمارية الأميركية الجديدة 81- ينسجم سياق حوادث العراق مع هذه النظرية، حيث راعت قوة البعث-داعش الحدود المسموح بها ولم تقترب من المناطق المحرمة (بغداد وديالي وسامراء) = 82- في حين تستميت للتقدم فيها القوى الإسلامية والعشائرية التي لا تخضع لأي تفاهمات مسبقة والتي تشكل خطرا حقيقيا على نفوذ إيران ونظام المالكي = 83- لذلك تتعرض لمقاومة شرسة من قوات المالكي والمليشيات الشيعية التي عادت من سوريا لقتال تلك الفصائل في تلك الجبهات حصرا ولم تقاتل داعش أبدا 84- نتيجة خطيرة: داعش كيان واحد في سوريا والعراق، فإذا كانت أميركا ترعى مشروع داعش في العراق فإنها قطعا ترعى المشروع الذي تنفذه داعش في سوريا 85- وكما رضخ المالكي لأميركا ضمن خطة ستعيد توزيع المساحة والنفوذ في العراق فكذلك رضخ الأسد لها ضمن خطة ستعيد توزيع المساحة والنفوذ في سوريا 86- هذه النظرية تفسر سكوت النظام السوري عن تمدد داعش في مساحات واسعة من سوريا كما تفسر قيام المالكي بعملية "التسليم النظيف" لداعش بلا قتال 87- إذا كانت النظرية السابقة صحيحة فإنها سترتبط بلحظة حاسمة في عمر الأزمة السورية، كانت أميركا تصر قبلها على إخراج بشار الأسد من المعادلة = 88- وإحلال بديل آخر محله، بديل من داخل النظام أو من داخل الطائفة (علي حبيب مثلا)، ثم تغير المزاج الأميركي فجأة وتغيرت مفردات خطابه السياسي = 89- فتوقف الحديث عن "مصير الأسد" وتحول عنوان المعركة إلى "الأسلحة الكيماوية". هذا الانقلاب المفاجئ في العناوين حصل في أواخر آب (أغسطس) 2013 90- خلال الأسابيع التالية ظهرت معالم الصفقة الجديدة: بدأ النظام بإجراءات جادة لتسليم مخزونه الكيماوي، وبدأت داعش بالانتشار في المناطق المحررة 91- ولمدة أربعة أشهر استمر تسليم السلاح الكيماوي، واستمر أيضا الاجتياح الداعشي للرقة والحسكة ودير الزور وحلب وإدلب دون أي تدخل يذكر للنظام 92- إنني أكاد أجزم بأن كل ما رأيناه بعد الهجوم الكيماوي على الغوطة الشرقية كان نتيجة لصفقة سرية عقدها نظام الأسد مع الإدارة الأميركية = 93- "بقاؤه في السلطة حاكما لقسم من سوريا مقابل سيطرة داعش على القسم الآخر ثم فصله ليضم لاحقا إلى أرض عراقية فتقام عليهما معا دولة جديدة " 94- إلى أين سيمضي المشروع الداعشي وما حدوده المرسومة؟ بدأت المعركة الأولى مع داعش (آخر 2013) بسبب هجومها على المعابر الحدودية حتى باب الهوا 95- اليوم تزحف داعش بمحاذاة الحدود التركية وتوشك أن تستولي على معبر باب السلامة، ولو سقط فأخشى أن تتقدم إلى المعبر الأخير كما صنعت أول مرة 96- تقتفي داعش في تمددها الجديد مسار تمددها الأول، وهذا يشير إلى احتمال مرعب: سيطرة الدولة التي ترعاها أميركا على كامل الحدود السورية التركية 97- هذا يعني أن الثورة سوف تختنق حتما لأن تركيا هي الرئة التي تتنفس منها، فهل هذا معقول؟ نعم، فمن الضروري القضاء على الثورة السورية بالكامل = 98- هذه خطوة حتمية لتنفيذ الصفقة الأميركية-الأسدية: توزيع المساحة والنفوذ وتسليم جزء من سوريا لداعش (دولة البعث الجديدة) وتسليم الباقي للنظام 99- ماذا ينبغي أن نفعل وماذا نستطيع أن نفعل؟ ينبغي أن نفعل الكثير ونستطيع أن نفعل الكثير -بإذن الله- إذا صدقنا النية وأحسنا التخطيط والتنفيذ 100- إننا بحاجة لخطة عاجلة، خطة طوارئ (إطفاء حرائق) يجب تنفيذها على وجه السرعة مهما تكن الصعوبات، وبعد ذلك تأتي خطوات التصحيح وإعادة البناء 101- تقتضي الخطة دفع قوة كبيرة بقيادة موحدة إلى الشمال لتطهير الشريط الحدودي من داعش، من جرابلس لباب الهوا، لأن سقوطه سينهي الثورة لا سمح الله 102- وبعد ذلك يتوجب تمديد مناطق السيطرة إلى الطرف الشرقي من الفرات، باتجاه عين العرب وتل أبيض، لإجلاء داعش نهائيا عن الحدود السورية التركية 103- بعد هذه الخطوة العاجلة (العاجلة جدا) ينبغي على الثورة أن تنتقل بسرعة إلى إعادة البناء وتصحيح المسار ضمن تصور عسكري وسياسي وإداري متكامل 104-1- تحالف القوى العسكرية على الأرض وإنشاء غرفة عمليات كبرى تغطي جبهات الحرب كلها في جميع أنحاء سوريا وتكون بمثابة "هيئة أركان الحرب العليا" 105-2- تطهير المناطق المحررة والمحاصرة من خلايا داعش الصغيرة والنائمة، وتشمل هذه الخطة غوطتي دمشق وحوران وريف حماة وريفي حمص الشرقي والشمالي 106-3- شن حملة مركزة على خزان داعش البشري في البادية بين حمص ودير الزور، فهي مصدر الخطر الدائم ولن تنكسر شوكة داعش إلا باجتثاثها من البادية 107-4- إطلاق رصاصة الرحمة على الائتلاف الوطني الذي صار أداة لخيانة الثورة والذي تحول أكثر أعضائه إلى كائنات طفيلية تتصارع على المكاسب والمناصب 108-5- ملء الفراغ السياسي الناشئ عن إسقاط الائتلاف بكيان ثوري سياسي جديد نظيف يمثل الثورة تمثيلا صادقا ويستطيع محاورة الخارج بقوة واحترافية 109-6- الخطوة الأخيرة الكبيرة التي ستنقذ سوريا بإذن الله هي "إعادة إنتاج الثورة" بنسخة جديدة تتدارك أخطاء الثورة الأولى التي أوشكت على التلاشي 110- على أن تكون " ثورة تكنوقراط "، بمعنى احترام الاختصاص وعدم خلط العمل المسلح بالإدارة المدنية، وإنشاء أجهزة ثورية احترافية للإدارة والقضاء 111- الوصايا الأخيرة هي لإخواننا المجاهدين في العراق. لا جدال في أن الحالة التي يعيش فيها المسلمون السنة في العراق هي أسوأ حالة يمكن تخيلها = 112- وهذا يعني أن أي حل مهما يكن سيئا أفضل من الواقع المرير، ولو كان البديل داعش أو البعث، ولكن تبقى مسألتان في غاية الخطورة يجب الانتباه لهما: 113-1- إن داعش عدو مجرب معروف، وقد بطشت سابقا بالمجاهدين في العراق وقتلت خيارهم وكسرت شوكتهم، وأخشى أنها ستكرر الخطة نفسها لا قدر الله 114-2- إذا كانت النظرية التي قدمتها هذه التغريدات صحيحة فإن السنة في وسط العراق -وعددهم ستة ملايين - سينتقلون إلى واقع أقل سوءا بإذن الله = 115- لكن ماذا عن سنة ديالي وبغداد وحزامها الكبير (التاجي والطارمية والمحمودية واليوسفية وأبو غريب) وعددهم نحو خمسة ملايين؟ لأي مصير سيتركون؟ 116- إن على مجاهدي العراق المخلصين الكرام أن يستعدوا لغدر داعش منذ اليوم، وأن يجمعوا قواهم كلها في قيادة واحدة وينشئوا غرفة عمليات عليا = 117- وأن يضعوا خطة شاملة تنقذ السنة جميعا من الاضطهاد، لا أن يفرحوا بإخراج نصفهم لدولة جديدة (مهما تكن) ويتركوا النصف الآخر لمصير مظلم مجهول 118- تمر ثورتا سوريا والعراق بظروف عصيبة، ولا نجاة لثورة العراق إلا بدرء شر داعش القريب، ولا نجاة لثورة الشام إلا بولادة جديدة تتلافى العيوب 119- الخلاصة: يبدو أن داعش أداة يحركها البعثيون الذين سيطروا عليها واتفقوا مع أميركا على صناعة دولة بعثية جديدة مع إعادة تقسيم سوريا والعراق 120- هذه اللعبة الخطيرة تشترك فيها 3 أطراف: طرف قوي مسيطر يضع قواعدها ويديرها، وطرف ذكي مستفيد يتحرك ضمن القواعد لتحقيق هدفه والعودة إلى الحكم = 121- وطرف غبي هو جسم داعش المكون من جهاديين مغفلين يقتصر دورهم على تنفيذ المخطط بغباء، وهم وقود يحترق لتحقيق المشروع الأميركي الاستعماري الجديد 122- لقد عاد البعث إلى الحكم، ليس على أكتاف القوميين الذين حملوه قبل نصف قرن، وإنما على جثث من كان ينبغي أن يكونوا من صفوة مجاهدي الأمة في الزمان الأخير 123- ذات يوم ارتدى عميل بريطاني لباس البدو وتحدث لغة العرب ثم قاد جموعاً من الغوغاء فرسموا بدمائهم حدود الدول الجديدة التي ورثت دولة بني عثمان 124- اليوم وبعد تلك المأساة بقرن كامل يخرج من البادية عميلٌ جديد، تنظيمٌ لم ينطق بالعربية فحسب بل رفع راية إسلامية أيضاً، ثم كرر القصة نفسها= 125- فجمع جموعاً من الغوغاء الذين يرسمون بدمائهم الحدودَ السياسية الجديدة لسادة القرن الجديد، المستعمرين الجدد الذين ورثوا إمبراطوريات القرن الغابر==========الرئيسية> الرد على التكفيريين - خوارج العصر> (داعش) صنيعة التفسير السياسي للإسلام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق