الأربعاء، 21 أكتوبر 2015


النصيحة للأمة والحذر من مبايعة خوارج العصر ( دولة الفتن داعش ) )



فيا عباد الله )

أتقوا الله في أنفسكم وأعمالكم وأفعالكم وأقوالكم فيما بينكم
واحذروا الغلوا والجفاء والتطرف والقتل فإن ذلك من أفعال ( الخوارج )

فعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :

سيخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية فإذا لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجراً لمن قتلهم عند الله يوم القيامة "
رواه البخاري ومسلم


والخوارج لا يعرفهم كثير من الناس
لأن أهل البدع بصفة عامة لا يستطيع تمييزهم عامة الناس
إلا إذا كانوا أهل منعة وشوكة أو أن يكونوا منعزلين عن المخالفين لهم

قال شيخ الإسلام في كتاب ( النبوات ) :
وكذلك الخوارج لما كانوا أهل سيف وقتال ظهرت مخالفتهم للجماعة حين كانوا يقاتلون الناس وأما اليوم فلا يعرفهم أكثر الناس )

وللخوارج لهم صفات يعرفون بها
لكن ينبغي أن يعلم أن بعض هذه الصفات عرفت عنهم بالتتبع والاستقراء وكلام العلماء
ولا يشترط في كل صفة تذكر عنهم أن يقروا بها قال شيخ الإسلام كما في كتابه ( مجموع الفتاوى ) :
وأقوال الخوارج إنما عرفناها من نقل الناس عنهم لم نقف لهم على كتاب مصنف )


فلا يُشترط في الخارجي أن يكون منذ نشأته ومولده خارجياً حتى يُحكَم عليه بأنه من الخوارج
كما يعتقد البعض

بل قد يكون سنياً ويعيش دهراً من عمره وهو من أهل السنة والجماعة 
وملتزماً على طاعة الله عز وجل
ويعيش دهراً من عمره وهو من أهل السنة والجماعة 

ثم يحكم عليه من أهل الخوارج بسبب البيئة التي يعيش فيها وتحيط به والتلقي من الأشخاص
دون الرجوع إلى هدي الله عز وجل من الكتاب والسنة وعلماء الأمة


فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
كل مولودٍ يولد على الفطرة "

وفي رواية عند الترمذي :
يولد على الملة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه "
رواه البخاري

وقال صلى الله عليه وسلم :
فوالذي نفسي بيده إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها "
متفق عليه

والجماعات كالأفراد قد تبدأ راشدة سنيّة 
ثم مع الإهمال والتلقي لدى الأشخاص دون الرجوع إلى العلماء
وعدم المراجعة والتقييم الصادق ولأسباب من عند القائمين عليها يطرأ عليها انحراف يسير

ثم مع الزمن يتسع هذا الانحراف إلى أن يتوسع الاتساع ويصعب الترقيع فتصبح جماعة بدعية ضالة أقرب إلى منهج الغلو والغلاة أو أنها أقرب وألصق إلى منهج الجفاء والتكفير


ثم 

أعلموا هداني الله وإياكم إلى طريق الصراط المستقيم
أن الخوارج ليسوا حقبة تاريخية قد مضت وانتهت بآثارها السلبية المدمرة
بل هم بأخلاقهم وغلوهم باقون متجددون عبر القرون كلما ذهب منهم قرن نبت قرن آخر إلى أن يظهر فيهم المسيح الدجال فيُقاتلون معه ضد المؤمنين

كما في الحديث فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
ينشأ نشء يقرأون القرآن لا يُجاوز تراقيهم، كلما خرج قرن قُطِع "

ففي حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عند ابن ماجه :
كلما خرج قرن قُطع" قال عبد الله سمعت ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم عشرين مرة

وفي رواية أحمد أكثر من عشرين مرة حتى يخرج في عِراضهم الدجال
وفي نسخة :
إعراضهم " كما قال السندي في كتابه ( شرح سنن ابن ماجه ) قال :
هذا الحديث قال عنه في الزوائد إسناده صحيح واحتج برواته البخاري )
وقد صححه الألباني رحمه الله
ويُبين هذا رواية أحمد والنسائي وإن كان بها ضعف لكن الحديث السابق يعضد ذلك قال :
لا يزالون يخرجون حتى يخرج آخرهم مع المسيح الدجال "

والخوارج قد ورد ذمهم والتحذير منهم ومن شرهم على لسان النبي صلى الله عليه وسلم
وجمع من السلف الصالح
فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
الخوارج كلاب أهل النار "

ثم يأتي من يأتي ليفرض على المسلمين مبايعة خوارج هذا العصر ( دولة الفتن داعش )
بخليفتها المزعوم الخارجي ( أبو بكر البغدادي )

وأفعالهم لدى العامة والخاصة من الناس مشهودة ومشاهدة عليهم
فمن أفعالهم الرعناء :


وهي من أهم صفات وأصول وأخلاقيات الخوارج الغلاة في هذا العصر
المسمى كذباً وبهتاناً ( الدولة الإسلامية في العراق والشام )
ويحق لنا تسميتها ( دولة الفتن داعش ) :

1- تكفير أعيان المسلمين وحكامهم بكبائر الذنوب والمعاصي التي هي دون الكفر والشرك والحكم على أصحابها بالخلود في النار كخلود الكافرين المشركين لأنهم مرتدون


قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه ( مجموع الفتاوى ) :
الخوارج هم أول من كفّر أهل القبلة بالذنوب بل بما يرونه هم من الذنوب واستحلوا دماء أهل القبلة بذلك
فقال هؤلاء : ما الناس إلا مؤمن أو كافر والمؤمن من فعل جميع الواجبات وترك جميع المحرمات فمن لم يكن كذلك فهو كافر مخلد في النار ثم جعلوا كل من خالف قولهم كذلك 
)

وقال في ( مجموع الفتاوى ):
والخوارج هم أول من كفر المسلمين يكفرون بالذنوب ويكفرون من خالفهم في بدعتهم ويستحلون دمه وماله )

وكذلك منهم من يكفر المسلمين
بالظن السيء
والشبهات
والأمور المحتملة وبما يُستساغ فيه الخلاف والاجتهاد
وبما يراه هو ذنباً
وإن لم يكن في شرع الله ذنباً ويكون ذلك ديدنه مع المخالفين
فهذا قد وافق الخوارج في قولهم في أهل الكبائر وربما قد فاقهم سوءاً وغلواً وإن لم يصرح بفيه بأنه على قول الخوارج في تكفير أهل الكبائر من أهل القبلة إذ هو كفّر من هو دون أهل الكبائر ولمجرد خلافات في مسائل وأمور المجتهد فيها بين الأجر والأجرين

ومن علاماتهم إن رأوا حسنة عند مخالفهم من أهل القبلة لا ينصفونها
بل يسرعون في رمي صاحبها من غير بينة ولا دليل كقولهم

بالنفاق
والعمالة
والخيانة
والعداوة لله ولرسوله وللمؤمنين

ويشككون بصدق نيته وولائه وانتمائه فيطلقون عليه إطلاقات هي من مرادفات ومعاني التكفير
كأن يقولوا عنه :

الكذاب عدو الله
عدو الجهاد والمجاهدين
يحارب الجهاد والمجاهدين ( وللأسف قد قيل لي مثل هذا الكلام في هذا المنتدى )
وقد قيل للأخوة لنا في هذا المنتدى كذلك )
خائن
عميل
مرتبط بالعدو الكافر
يعمل لصالح أجندة خارجية معادية

وغيرها من المرادفات والاطلاقات التي تعني شرعاً التكفير والحكم على صاحبها بالكفر والخروج من الإسلام
ففي الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
من دعا رجلاً بالكفر أو قال عدو الله وليس كذلك إلا حار عليه "
رواه مسلم





- يقتلون ويُقاتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الشرك والأوثان
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخوارج :
يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد "
متفق عليه

قال ابن عمر رضي الله عنهما :
إنهم انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار فحملوها على المؤمنين )
رواه البخاري

ومعنى كلام ابن عمر رضي الله عنه :
أجروا عليهم أحكام الكافرين وعاملوهم معاملة الكافرين كما قاله الشراح

وهذه ( الدولة ) أقصد ( دولة الفتن داعش ) منهجهم غلظة وشدة وجفاء على المسلمين
واستخفافاً بحرماتهم وحقوقهم وانشغالاً بهم عن غيرهم من ( الكافرين )

قال تعالى :
مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ )

بينما هؤلاء الغلاة تراهم أشداء غلاظ على المسلمين وأخيارهم شغلهم الشاغل

تتبع عوراتهم وزلاتهم
والحديث عنهم
والطعن والتجريح بهم
يصرفون ساعة من أعمارهم في مواجهة المشركين وأياماً وأشهراً في مواجهة المسلمين

فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
سباب المسلم فسوق وقتاله كفر "
متفق عليه

وقال صلى الله عليه وسلم :
المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده "
رواه البخاري

وقال صلى الله عليه وسلم :
سباب المؤمن كالمُشرف على الهلكة "

وقال صلى الله عليه وسلم :
يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فإن من اتَّبع عوراتهم يتَّبعُ الله عورته ومن يتبع اللهُ عورته يفضحه الله في بيته "

وقال صلى الله عليه وسلم :
من رمى مسلماً بشيءٍ يريد شَينَه به حبسه الله على جسر جهنم حتى يخرج مما قال "

كذلك علاماتهم في هذا الشأن
الاستهانة والاستخفاف بحرمات ودماء المسلمين
ووضع القتل فيهم تحت ذرائع واهية كاذبة

كالتترس وقصد قتل الكافرين
أو أنهم أرادوا بقتلهم محاربة الكافرين
أو أن من يُقتلون من المسلمين لهم حكم المرتدين
أو من يوالون المرتدين
أو ممن سكتوا على المرتدين
أو ممن ساكنوا وجاورا المرتدين
أو أنهم أرادوا بفعلتهم الانتقام لحرمات المسلمين !

إلى آخر القائمة المشروخة التي ليس لها على أرض الواقع رصيد يُذكَر
ولا في دين الله مستند شرعي معتبر يبرر إزهاق الأنفس البريئة المعصومة كطع الرؤوس والتفاخر بها

ففي الحديث عن ابن عباس قال :
نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الكعبة فقال :
مرحباً بك من بيتٍ ما أعظمك وأعظم حرمتك وللمؤمن أعظم حرمة عند الله منك
إن الله حرم منك واحدة وحرم من المؤمن ثلاثاً دَمَه ومالَه وأن يُظَنَّ به ظنُّ السوء 
"

وقال صلى الله عليه وسلم :
إذا شهر المسلمُ على أخيه سلاحاً فلا تزال ملائكة الله تلعنه حتى يُشيمَه عنه "

وقال صلى الله عليه وسلم :
إن الملائكة لتلعنُ أحدكم إذا أشار إلى أخيه بحديدة وإن كان أخاه لأبيه وأمه "
رواه مسلم

وهذا الوعيد الشديد بحق من يشير بحديدة مجرد إشارة نحو أخيه المسلم
ولو كان ذلك على وجه المزاح

فكيف

بمن يضع بين بيوت
وأزقة
وشوارع المسلمين
السيارات المفخخة والملغومة )
التي تحصد عشرات الأبرياء من المسلمين وغيرهم قبل أن تنال شيئاً ممن يجوز قصده وقتاله ؟!!

قال صلى الله عليه وسلم :
لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يُصب دماً حراماً "
رواه البخاري

وقال صلى الله عليه وسلم :
من آذى مؤمناً فلا جهاد له "







3- الجرأة على أكابر وعظماء وعلماء الأمة والتعالي عليهم :
وهذه من أبرز خصال الخوارج الغلاة
فمن قبل تجرأوا على سيدِ الخلق
وأعدل الخلق فداه نفسي بأبي وأمي

فقال كبيرهم وجدهم الأول للحبيب صلى الله عليه وسلم :
( اتقِّ الله يا محمد اعدل يا محمد ما أراك تعدل )

وفي رواية عند مسلم قال :
يا رسول الله اعدل !
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
ويلَكَ ومن يعدل إذا لم أعدل "


فتأملوا أيها الأخوة والأخوات 

سيد الخلق صلوات ربي وسلامه عليه لم يسلم من
تعاليهم
وتعالمهم
ومن طول لسانهم
ووقاحتهم
وجرأتهم

فما بالكم بمن هم دونه من العلماء و العباد أترون أن يسلموا منهم
ومن شرهم
ومن تعاليهم
وسوء ظنهم

فقد صح الأثر عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه كان في صلاة الفجر فناداه رجل من الخوارج :
لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ )
فأجابه علي :
فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ )
وهذا التعالي
والتطاول
والجرأة على أكابر الأمة وخيارها حتى يروج على العباد يدرجونه في خانة النصيحة
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

ففي الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
ليسَ مِن أُمتي مَنْ لم يُجِلَّ كبيرَنا ويرحَم صَغِيرَنا ويَعرِف لعالِمنا "

أي يعرف لعالمنا ما له من حق التوقير والإجلال والاحترام

وقال صلى لله عليه وسلم :
إنَّ من إجلالِ اللهِ إكرامَ ذي الشَّيبَةِ المسلم وحاملِ القرآنِ غيرِ الغَالي فيه والجَّافي عنه وإكرامَ ذي السلطانِ المُقْسِط "

وقال صلى الله عليه وسلم :
أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم "

فأين الخوارج الغلاة من هذه الأخلاق الرفيعة النبيلة وأين هم من توجيهات الحبيب صلوات الله وسلامه عليه فيما للأكابر والفضلاء والعلماء من حق وإكرام وتوقير واحترام







4- الخروج على الحكام المسلمين العدول :
فمن منهجهم الخروج على أئمة المسلمين وحكامهم وكل من لا يرى رأيهم ويقول بقولهم وفيما يرونه هم من الذنوب وإعمال سوء الظن بهم فخرجوا من قبل على
عثمان
وعلي
ومعاوية رضي الله عنهم أجمعين

وأعملوا في الأمة وأبنائها
السيف
والقتل
والسطو
وقطع الطرقات

ثم هكذا كانت سيرتهم مع حكام بني أمية والعباسيين ومن بعدهم
فهم لا يُحسنون النظر للشيء من جميع جوانبه وأجزائه
لينصفوا جوانب الخير فيه كما يُنصفوا جوانب الشر
أو ليراجحوا بين المصالح والمفاسد
وهذا الانصاف لا يعرفونه ولا يُطيقونه وإنما يحسنون أن ينظروا فقط للجوانب السلبية القاتمة منه
والتي يترتب عليها أحكام سلبية قاتمة !


وهنا مسألة لابد من ذكرها هنا في هذا البحث :
ما الموقف من الخوارج في حال خروجهم على الحكام ؟

الحكام في هذه المسأله ثلاثة أصناف :

حاكم مسلم عدل :

فهذا لو خرجوا عليه يريدون نزعه وقتله
فإنه يجوز من المسلمين أن يُقاتلوا معه ضد ( الخوارج ) عليه ولا يُسمح لهم ولا لغيرهم أن ينالوا منه


حاكم مسلم ظالم شديد الظلم والسفه :

فهذا لو خرجوا عليه يُخلّى بينه وبينهم ما سلم منهم عوام المسلمين
أما إن تعدى قتالهم وشرهم ليطال المسلمين الآمنين وحرماتهم ومصالحهم حينئذٍ يُقاتلوا معه
حتى يردوا على أعقابهم خاسئين


حاكم كافراً مرتداً صريح الكفر والردة والعداء :

حينئذٍ يخرج المسلمون عليه بعيداً عن الخوارج وتجمعاتهم
لهم رايتهم المستقلة والمباينة لراية الخوارج
فإن تعثر ذلك وكان لا بد من القتال معهم يُقاتل معهم ضد الكافر المرتد من قبيل العمل بالقواعد الشرعية التي تنص على دفع أكبر المفسدتين والضررين بأقلهما مفسدة وضرراً
دون مبايعتهم على منهجهم وتأييدهم على ذالك







5 - الغدر والاستخفاف بالعهود والأمانات :
إذ من خصالهم أنهم لا يراعون حرمة للعهود فالغدر خلة من خلالهم وصفة لاصقة بهم فشره سفك الدم الحرام والغدر والسطو على الحرمات المصانة شرعاً يطغى عندهم على ما يجب التزامه ومراعاته من حرمة للعهود والأمانات !

قال تعالى:
الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ )

وعن مصعب بن سعد بن أبي وقاص، قال : سألت أبي أي عن المراد من هذه الآية فقال :
هم الحرورية يعني الخوارج )

وكان رضي الله عنه يُقسم ويقول :
والله الذي لا إله إلا هو إنهم الحرورية )

و علاماتهم في هذا الصدد أنهم يعتبرون

احترام العهود
وعدم نقضها
أو الغدر بها

خيانة
ونقص في الدين
والمروءة والرجولة
وسبة

وهو ما يتعارض مع جهادهم ومتطلباته القائم على الغدر أعاذنا الله من شرهم وسوء أخلاقهم !

فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
إن الغادر يُنصب له لواءٌ يوم القيامة فيُقال هذه غدرة فلان بن فلان "
متفق عليه

وقال صلى الله عليه وسلم :
من أمّن رجلاً على دمه فقتله فأنا بريء من القاتل وإن كان المقتول كافراً "

وقال صلى الله عليه وسلم :
من قتل نفساً معاهدة بغير حلها حرم الله عليه الجنة أن يشم ريحها "

فما بالكم بالصحفيين الذين دخلوا بلاد المسلمين وهم يعتقدون بأمانة المسلمين وعدم غدرهم
لكن فوجئوا برؤوسهم تقطع وجرمهم بجريرت غيرهم

وهذا مصداق لحديث النبي صلى الله عليه وسلم :
إذا اطمأنَّ الرجلُ إلى الرجل ثم قتله بعد ما اطمأنّ إليه نُصِب له يوم القيامة لواء غدرٍ "






6- اتباع المتشابه من الدين والقرآن :

فيتبعون المتشابه ويدورون معه حيثما دار ويُجادلون دونه فيسيئون فهمه وتفسيره ويردون به المحكم من الشريعة ويجعلونه حكماً على المحكم، وليس العكس

والمتشابه الذي يتبعونه من جهتين :
من جهة فهم واتباع النص الشرعي
فيتبعون المتشابه منه

ومن جهة فهم الواقع الذي يريدون حمل النص الشرعي عليه
حيث يكون فهمهم للواقع متشابهاً أيضاً أو الواقعة التي يريدون تنزيل النص عليه متشابهة حمالة أوجه ومعانٍ وتفاسير غير محكمة وواضحة
أو من الجهتين معاً فيتبعون نصاً متشابها وواقع متشابه فحينئذٍ يتضاعف ويتغلظ خطأهم وظلمهم وشرهم !

فيستدلون استدلالاً خاطئاً على واقعٍ خاطئٍ ليتبعه فعل خاطئ
ثم هم بعد ذلك يحسبون أنهم ممن يُحسنون صنعاً !

كما قال ابن عمر رضي الله عنه :
إنهم انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار، فحملوها على المؤمنين )
رواه البخاري

قال تعالى :
هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ )

قال ابن كثير في كتابه ( تفسير القرآن العظيم ) :
عن أبي أمامة الباهلي يُحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى :
فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ )
قال :
هم الخوارج )

وعن ابن عباس رضي الله عنهم وذُكر عنده الخوارج وما يلقون عند قراءة القرآن فقال :
يؤمنون بمحكمه ويهلكون عند متشابهه )

وعن علي رضي الله عنه أنه سُئل عن هذه الآية :
قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً )
قال :
لا أظن إلا أن الخوارج منهم )









7- التعمق والتنطع والتشدد والغلو في الدين :

إلى درجة لا يرى الصالحون عبادتهم قياساً إلى عبادتهم شيئاً كما جاء وصفهم في أحاديث عدة كما تقدم
فهم يتعمقون في الدين ليس قراءتكم إلى قراءتهم بشيء ولا صلاتكم إلى صلاتهم بشيء ولا صيامكم إلى صيامهم بشيء ولا ترون جهادكم مع جهادهم شيئا

ويدل ذلك أنه لما ذهب ابن عباس لمناظرتهم قال :
فدخلت على قومٍ لم أر قوماً قط أشد منهم اجتهاداً جباههم قُرّحت من السجود وأيديهم كأنها بقر الإبل وعليهم قمص مرحضة مشمرين مسهمة وجوههم من السهر فسلمت عليهم )
فقالوا : مرحباً يا ابن عباس ما جاء بك

وهذه الصفة لهم كانت تخيف الصحابة ومن بعدهم إذ كيف يُقاتلون قوماً قد عُرفوا بالتعمق بالدين وكثرة التعبّد

وفي الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
" إيّاكم والغلو في الدين فإنما هلك من كان قبلكم بالغلو في الدين "

والغلو في الدين هو كل ما زاد حده عن المشروع المنصوص عليه في الكتاب والسنة

وقال صلى الله عليه وسلم :
إنّ الدين يسر ولن يشادّ الدين أحد إلا غلبَه "
رواه البخاري
قال ابن حجر في ( فتح الباري ) :
المشادة بالتشديد المغالبة والمعنى لا يتعمق أحد في الأعمال الدينية ويترك الرفق إلا عجز وانقطع، فيُغلَب )

وقال صلى الله عليه وسلم :
عليكُم هدياً قاصِداً فإنَّهُ من يُغالِب هذا الدينَ يغلُبُه "

وقال صلى الله عليه وسلم :
إنَّ اللهَ رفيقٌ يُحبُّ الرِّفقَ في الأمرِ كُلِّه "
رواه البخاري

وقال صلى الله عليه وسلم :
إنَّ اللهَ رفيقٌ يُحبُّ الرِّفقَ ويُعطِي على الرفقِ ما لا يُعطي على العنفِ ومَا لا يُعطي على ما سواهُ "
رواه مسلم

وقال صلى الله عليه وسلم :
مَن يُحرَمِ الرِّفقَ يُحْرَمِ الخيرَ "
رواه مسلم

وللأسف في هذا الوقت أن ( دولة الفتن داعش ) ( خوارج هذا العصر )
قدموا خدمة للرافضة

ويقدمون الآن خدمات بالخروج على الحكام والواقع يشهد بهذا وهو دليل ساطع قاطع يقدمون خدمة للروافض من حيث لا يشعرون أو من حيث يشعرون
ولذلك لما خرجوا على عثمان رضي الله عنه خرجت الرافضة
كما أوضح ذلك شيخ الإسلام رحمه الله في كتابه ( منهاج السنة النبوية )

وكذلك للأسف ( دولة الفتن داعش ) ( خوارج هذا العصر )
يجعلون قتال المسلمين قربة ودينا يتقربون به إلى الله عز وجل فهم يقطعون رؤوس المسلمين ويكبرون عليها
وهذا كما قال شيخ الإسلام رحمه الله كذلك في كتابه ( منهاج السنة النبوية )




وأما قتال ( دولة الفتن داعش ) ( خوارج هذا العصر )
فقد حثَّ النبي صلى الله عليه وسلم على قتالهم

والأدلة كثيرة منها :

قال صلى الله عليه وسلم :
إذا خرجوا فاقتلوهم "
كما عند ابن أبي عاصم في كتابه ( السنة )


قال صلى الله عليه وسلم :
إذا خرجوا فاقتلوهم من قاتلهم كان أولى بالله منهم "

قال صلى الله عليه وسلم :
من قتلهم فله أجر شهيد ومن قتلوه فله أجر شهيدين"

قال صلى الله عليه وسلم :
طوبى لمن قتلهم وطوبى لمن قتلوه "

وكذلك ما جاء في الصحيحين من حديث أبي سعيد رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم :
لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد "

وفي رواية في الصحيحين " لأقتلنهم قتل ثمود "

وعند مسلم : قال علي رضي الله عنه :
لولا أن تبطروا لحدثتكم بما وعد الله جل وعلا الذين يقاتلونهم على لسان محمد صلى الله عليه وسلم )
لولا أن تبطروا ) يعني تتكلوا على العمل







وأخيراً


فعليكم أيها المسلمون
ملازمة غرز العلماء العاملين
ومراجعتهم عندما تعترضك شبهة من شبه القوم فتبادر إلى سؤالهم
وأحذر أن تتمكن شبهتهم منك كما قال تعالى :
فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ )

وقال تعالى :
وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ )

فهذه كلها كأسباب تساعد بإذن الله على السلامة من الوقوع في شبه الخوارج وانحرافاتهم وغيرهم من أهل البدع والأهواء 

والحذر كل الحذر مبايعتهم ومظاهرتهم والعمل معهم
حتى وإن كان بالسان والكتابة والأشارة
فإنك قد تدخل في الوعد والوعيد
ويكون لك نصيباً من ذلك

رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ )

والله الهادي إلى سواء السبيل

والله اعلمكد مفتي عام المملكة السعودية الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، أن تنظيم «داعش» خوارج هذا العصر، مشيراً إلي إنهم قتلة يقومون بقتل الأبرياء ولا يفهمون إلاّ سفك الدماء، موضحاً أنهم فرقة سيئة جاءت للتخريب والتدمير، فهم جماعة قطّاع طرق ضالين، فالحديث عنهم، وكشف ضلالهم وانحرافهم للناس أمر لابد منه، فيجب كشف حقيقتهم وتبيينها للناس كي لا يغتروا بهم، ولا بمسمّياتهم، حسب تعبيره. وأكد أن التعليم في المملكة تعليم إسلامي صحيح، يقوم على منهج الكتاب والسنّة، ومن الخطأ والافتراء ربط الإرهاب بالمناهج التعليمية، بل إن المناهج العلمية في المملكة تحذّر من الشر وتدل على الخير. وذكر أن الشأن السياسي أموره صعبة له ظاهر وباطن، ومهما أراد الخطيب مخاطبة المجتمع به فلن يستطيع، لأن السياسة متقلبة كل يوم لها وجه مختلف، ولو حلل الخطيب بعض المواقف قد لا يوافق الصواب، وقد لا يستفيد بعضهم منه، لكن لو حذر الخطيب من الشر ومن السوء. وحذّر المفتى الناس من الآراء السيئة والأفكار المنحرفة الضالة في ضوء ما عنده من معلومات على صيغة التحذير والترهيب والنهي والترغيب بتركها لكان هذا أفضل، فعلى الخطيب أن يحذر من بعض الجماعات والأحزاب ولكن بأسلوب علمي، وعليه أن يبين الأخطاء ويعالجها في ضوء الكتاب والسنّة النبوية. ودعا خطباء المساجد لمخاطبة الشباب خطابًا ليِّنًا يحذّرهم من المواقع الشريرة التي تنشر الرذيلة، وتحارب العقيدة، وتفرق المجتمع. فالتحذير من هذه المواقع من على المنبر فعلى الخطيب أن يحذر من أي موقع انخدع الناس به ليعلموا أن ما يُنشر فيه هو باطل وضلال وسفه، حسب قوله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق