إن الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله ، فلا مضل له ، ومن يضلل ، فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له.
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وصفيه وخليله ، الداعي إلى دين الحق وإلى صراط مستقيم ، هدانا الله به من الضلالة، وأخرجنا به من ظلمات الجهالة، ظلمات الشرك ، وظلمات الفواحش والبدع والمنكرات ، وظلمات الأخلاق الرديئة من الكذب والغش والدجل والشعوذة والسحر والكهانة، وزكانا بالتوحيد الخالص لله رب العالمين ، والإيمان القوي الصادق ، وربانا على الصدق ، وبايعنا على قول الحق أينما كنا، وحذرنا من الكذب والفجور فقال صلى الله عليه وسلم : "عليكم بالصدق ، فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا، وإياكم والكذب ، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا"( )
وشدد فيه أيما تشديد حتى جعله من آيات النفاق ، فقال صلى الله عليه وسلم : "آية المنافق ثلاث : إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا ائتمن خان "( )
ومن جزاء الكذاب ما أخبرنا به هذا النبي الكريم صاحب الخلق العظيم : "رأيت رجلين أتياني . . . قالا: الذي رأيته يشق شدقه ، فكذاب يكذب بالكذبة تحمل عنه حتى تبلغ الآفاق ، فيصنع به إلى يوم القيامة
وما أكثر الكذابين اليوم على حملة الدعوة السلفية ودعاتها، وما أقدرهم على الشائعات التي تحمل عنهم حتى تبلغ الافاق ، يصدون بها الناس عن سبيل الله ويبغونها عوجا، ينصرون بذلك الأباطيل والترهات والبدع المدمرة للعقيدة الصحيحة والمناهج الصحيحة والأخلاق الفاضلة .
وألزمنا بالنصيحة ، فقال صلى الله عليه وسلم : " الدين النصيحة (ثلاثا)" ، قلنا : لمن ؟ قال : "لله ، ولكتابه ، ولرسوله ، ولأئمة المسلمين وعامتهم "( ) .
فقل لي بربك هل من يهون من شأن المنهج السلفي -منهج الله الشامل دينا ودولة - ويدعي الشمولية والكمال لمناهج ضالة فاسدة، تقوم على أصول البدع ، وتضم أصناف أهل البدع من روافض وخوارج ومرجئة ومعتزلة، بل تتسع لأكثر من هذه ، فتحالف - بل تندمج - مع الأحزاب العلمانية والشيوعية هنا وهنا في مختلف البلدان ، هل من يفعل ذلك يكون ناصحا لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم
==إنني أريد بما أسطر هنا وهناك النصح لمن يعقل عن الله ورسوله ومن يحترم الدين العظيم ، دين الهدى والحق الذي أرسل الله به محمدا صلى الله عليه وسلم ، وفي الوقت نفسه يحترم عقله ، وينأى بنفسه وبدينه وبعقله وبشرفه ورجولته أن يسقط في الهوة التي ارتطم فيها اليهود والنصارى باتخاذهم أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله .
قال تعالى مخبرا عن واقعهم الأسود المزري : {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لا إِلَهَ إِلا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} ( )
ويخشى العاقل البصير بدينه الذي يأخذ العبر من القرآن والسنة وتأريخ الأمم - بل تأريخ هذه الأمة - أن تفضي هذه الفعلة الخطيرة من زحلقة الشباب عن المنهج السلفي بتشويه صورته وصور أهله ، وتحسين وتلميع مناهج البدع والضلال ، وتلطيف بدعهم الكبرى المخزية، ورفع أهلها إلى مراتب المجتهدين ، وإطراء كتبهم وتوجيه الشباب إليها وتربيتهم على ما حوته من بلايا لا يدركونها ظانين أنها الحق ، يخشى العاقل المعتبر أن يفضي ما ذكرناه ====أن يتحقق فيهم قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم : "لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر، وذراعا بذراع ، حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم "( ) .
ولقد حذرنا رسولنا الكريم صلوات الله عليه وسلامه من الغش وتبرأ من الغشاشين :
فعن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على صبرة طعام ، فأدخل يده فيها، فنالت أصابعه بللا، فقال : "ما هذا يا صاحب الطعام ؟". قال : أصابته السماء يا رسول الله. قال: "أفلا جعلته فوق الطعام كي يراه الناس؟ من غش فليس مني ".
وفي رواية عنه: "من حمل علينا السلاح فليس منا، ومن غشنا فليس منا
======هذا من غش المسلمين في دنياهم، فكيف بمن يغش الناس في دينهم ويزين لهم الباطل ويزخرفه ويلمعه وأهله، ويشوه الحق وأهله ويستخدم وسائل رهيبة قد تعجز عنها شياطين الجن وقد لا يحسنونها، وينفذ خططا رهيبة جهنمية لتحقيق أهدافه الباطلة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله- في الغش في الديانات: فأما الغش في الديانات، فمثل البدع المخالفة للكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة من الأقوال والأفعال .
مثل إظهار المكاء والتصدية في مساجد المسلمين .
ومثل سب جمهور الصحابة، وجمهور المسلمين ، أو سب أئمة المسلمين ومشايخهم وولاة أمورهم المشهورين عند عموم الأمة بالخير.
ومثل التكذيب بأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم التي تلقاها أهل العلم بالقبول .
ومثل رواية الأحاديث الموضوعة المفتراة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
=====ومثل الغلو في الدين بأن ينـزل البشر منـزلة الإله( ) .
ومثل تجويز الخروج عن شريعة النبي صلى الله عليه وسلم .
ومثل الإلحاد في أسماء الله وآياته ، وتحريف الكلم عن مواضعه ، والتكذيب بقدر الله ومعارضة أمره ونهيه بقضائه وقدره .
ومثل إظهار الخزعبلات السحرية، والشعبذة الطبيعية، وغيرها، التي يضاهى بها ما للأنبياء والأولياء من المعجزات والكرامات ، ليصد بها عن سبيل الله ، أو يظن بها الخير فيمن ليس من أهله
====وهذا باب واسع يطول وصفه .
فمن ظهر منه شيء من هذه المنكرات ، وجب منعه من ذلك وعقوبته عليها إذا لم يتب حتى قُدِرَ عليه ، بحسب ما جاءت به الشريعة من قتل أو جلد أو غير ذلك .
وأما المحتسب ، فعليه أن يعزر من أظهر من ذلك قولا أو فعلا، ويمنع من الاجتماع في مظان التهم ، فالعقوبة لا تكون إلا على ذنب ثابت ، وأما المنع والاحتراز ، فيكون مع التهمة ، كما منع عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أن يجتمع الصبيان بمن كان يتهم بالفاحشة .
ومثل هذا الاحتراز عن قبول شهادة من يتهم بالكذب ، وائتمان المتهم بالخيانة، ومعاملة المتهم بالمطل( )
رحم الله شيخ الإسلام ابن تيمية، ورحم الله سلفنا الصالح جميعا.
انظر إلى هذا الكلام الرصين الجزل في بيان أنواع الغش في الديانات
=============فماذا فات سيد قطب مما ذكره شيخ الإسلام ؟! اللهم إلا القليل ، وقد عوض ما فاته بأشياء ذكرتها في "أضواء إسلامية"، وفي "مطاعنه في الصحابة" ، وفي "الحد الفاصل " .
وأضيف اليوم جديدا في هذا الكتيب الذي سترى فيه ما لا يطاق من القول على الله وفي دينه بغير علم ، ومن الطعن في العلماء بما لم يسبق أن سمعته أذناك أو قرأته في كتاب من الكتب .
فإن قلت : لماذا كل هذا مع سيد قطب ؟ فأجيبك :
لماذا وقع أكثر من هذا أضعافا مضاعفة مع الجهم بن صفوان ، والجهمية ، ومع عمرو بن عبيد، وواصل بن عطاء، وأبي هاشم الجبائي ، والجاحظ ، وثمامة بن أشرس ، ومع الروافض
ورؤوسهم ، والجبرية ورؤوسهم ، والمرجئة ورؤوسهم ، والصوفية ورؤوسهم ، بل والأشعرية ورؤوسهم منذ ذرت قرون هذه البدع إلى يومنا هذا .
واقرأ كتب الجرح والتعديل والكتب التي خصصت للجرح .
واقرأ كتب السنة (العقائد الصحيحة)، وانظر ماذا قالوا في أهل البدع وأئمتهم ودعاتهم وطوائفهم
===============واقرأ كتب المقالات ، وكتب الملل والنحل حتى لمن وقعوا في بدع حيث لم يسعهم السكوت عما يرونه باطلا.
فقد انتقدوا الفرق والأشخاص ، وبينوا ما وقعت فيه كل فرقة من ضلال وانحراف عن الحق الذي جاء به محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فقد ذكر العلماء من رؤوس أهل الضلال مثل :
غيلان بن أبي غيلان الدمشقي ، كان يدعو إلى القدر،
فقتله هشام بن عبد الملك، فكتب إليه رجاء بن حيوة: بلغني يا أمير المؤمنين أنه دخل عليك شيء من قتل غيلان وصالح، وأقسم لك يا أمير المؤمنين أن قتلهما أفضل من قتل ألفين من الروم والترك( ) .
2- الجعد بن درهم، عداده في التابعين، مبتدع ضال، زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلا، ولم يكلم موسى تكليما، فقتل على ذلك بالعراق يوم النحر، والقصة مشهورة.
3- معبد الجهني، أول من تكلم في القدر
=================ذكر عبد القاهر بن طاهر البغدادي هؤلاء الثلاثة من القدرية
ثم قال: وتبرأ منهم المتأخرون من الصحابة كعبد الله بن عمر، وجابر بن عبد الله، وأبي هريرة، وابن عباس، وأنس بن مالك، وعبد الله بن أبي أوفى، وعقبة بن عامر، وأقرانهم. وأوصوا أخلافهم بأن لا يسلموا على القدرية ولا يصلوا على جنائزهم ولا يعودوا مرضاهم( ) .
وذكر العلماء فرق الضلال ورؤوسها بكل ما يستحقونه من المقت والطعن، وما أثروه عنهم من خبث المعتقد.
فذكروا البكرية أتباع بكر بن أخت عبد الواحد بن زيد، والضرارية أتباع ضرار بن عمرو، والجهمية أتباع جهم بن صفوان، والهشامية أتباع هشام بن الحكم أو أتباع هشام الجواليقي، والزرارية أتباع زرارة بن أعين، واليونسية أتباع يونس القمي، هذه من فرق الروافض.
================وتحدثوا عن فرق الخوارج كالأزارقة أتباع نافع بن الأزرق الحنفي ، والنجدات أتباع نجدة بن عامر الحنفي ، والصفرية أتباع زياد الأصفر، والصلتية أتباع صلت بن عثمان وقيل : الصلت ابن أبي الصلت ، والحمزية أتباع حمزة بن أكرك ، والإباضية أتباع عبد الله ابن إباض وهم فرق .
وعن فرق المرجئة كالنجارية أتباع الحسين بن محمد النجار، والبرغوثية أتباع محمد بن عيسى الملقب برغوث ، واليونسية أتباع يونس بن عون ، والغسانية أتباع غسان المرجىء، والتومنية أتباع أبي معاذ التومني ، والثوبانية أتباع أبي ثوبان المرجىء ، والمريسية أتباع بشر المريسي .
وعن مرجئة الفقهاء كحماد بن أبي سليمان ، وأتباعه من أهل الكوفة وعن الخطابية والكرامية والمشبهة، وسائر أصناف أهل البدع ، فلم يسكت أئمة السنة عن أهل البدع أفرادا أو جماعات .
بل حتى من وقع في بدعة لم يسكت عنهم ، وألف عدد من هذا الصنف مؤلفات في طوائف أهل البدع ، وبين زيغهم وضلالهم سواء كانت هذه البدع مكفرة أو غير مكفرة
==إن دافع ذلك البيان الواسع الذي يأخذ حيزا كبيرا من المكتبات الإسلامية، بل تزخر به المكتبات الإسلامية هو النصيحة لله ، ولكتابه ، ولرسوله صلى الله عليه وسلم ، ولأئمة المسلمين وعامتهم .
هذا المبدأ يشعر به ويحس به حتى من وقع في بدع فما بالك بأهل السنة المحضة .
وليتذكر المطلع الناصح كم كتب شيخ الإسلام ابن تيمية من الكتب نقدا للأشعرية وحدهم ، فما "الواسطية" و"الحموية" و"التدمرية" و"درء تعارض العقل والنقل " و"تلبيس الجهمية" إلا بعض من جهوده وجهاده في نقد الأشعرية مع أنه يراها أقرب الطوائف إلى السنة، ولم يسكت هذا الإمام الناصح عن الروافض والخوارج والمعتزلة وغيرهم من الفرق .
فهل يجب السكوت عن فكر الإخوان المسلمين وقد حوى جل أو كل ما ذكره شيخ الإسلام فيما نقلناه عنه آنفا ؟ وهل يجوز السكوت عنه وقد استخدم أخطر أساليب الغزو الفكري ، وأخطر خططه لغزو مؤسسات المنهج السلفي ومعاقله الشامخة ؟! وإن من أخطر وأفتك أسلحة هذا الغزو هي كتب سيد قطب ونسج الهالات الضخمة حول شخصيته وفكره ومنهجه وكتبه .
فهل السكوت عن كل هذا من النصيحة والأمانة، ومن الاعتصام بالكتاب والسنة ، والأخلاق الفاضلة ، والآداب الراقية أو هو من الغش والخيانة ؟!
قد يعذر من لا يعرف ذلك ولا يدركه لسبب من الأسباب التي يعذره الله بها، أما أنا وقد عرفت ذلك فقد آليت على نفسي لأقومن بذلك الواجب ما استطعت إلى ذلك سبيلا، فرارا من جريمة الغش الكبرى في الدين ، الغش لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم
----------------------------------- وفرارا من جريمة الكتمان وعواقبه الوخيمة التي توعد الله بها الكاتمين في قوله العظيم : {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنْ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُوْلَئِكَ يَلْعَنُهُمْ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمْ اللاعِنُونَ* إِلا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُوْلَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}( )
وقوله : {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنْ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً أُوْلَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلا النَّارَ وَلا يُكَلِّمُهُمْ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ(174)أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوْا الضَّلالَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ(175)ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ} ( )
إن من يشحن تفسير كتاب الله بالبدع والأهواء والتحريف ، وإن من يؤلف كتبا يشحنها كذلك بالبدع والأهواء القديمة والحديثة باسم الإسلام يعتبر متجرئا على كتاب الله وسنة رسوله ، وآراؤه وأفكاره مشوهة للحق الذي نزل ==================وفرارا من جريمة الكتمان وعواقبه الوخيمة التي توعد الله بها الكاتمين في قوله العظيم : {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنْ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُوْلَئِكَ يَلْعَنُهُمْ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمْ اللاعِنُونَ* إِلا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُوْلَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}( )
وقوله : {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنْ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً أُوْلَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلا النَّارَ وَلا يُكَلِّمُهُمْ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ(174)أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوْا الضَّلالَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ(175)ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ} ( )
إن من يشحن تفسير كتاب الله بالبدع والأهواء والتحريف ، وإن من يؤلف كتبا يشحنها كذلك بالبدع والأهواء القديمة والحديثة باسم الإسلام يعتبر متجرئا على كتاب الله وسنة رسوله ، وآراؤه وأفكاره مشوهة للحق الذي نزل الله الكتاب به صارفة للناس عن الحق الذي تضمنه الكتاب والسنة التي هي بيان هذا الكتاب ، وذلك موجود في كتب هذه الفرقة، ولا سيما كتب سيد قطب ، وإني لأذكر الذين يعرفون كل هذا ويؤيدون هذه الدعوة من قريب أو بعيد بقول الله تعالى : {يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} ( )
إنني أنطلق في عملي هذا من منطلق النصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ، متبعا لكتاب الله وسنة رسوله في التحذير من الضلال والبدع ، ومتأسيا بالسلف الصالح رضوان الله عليهم في جهادهم ، ونصحهم لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ، والرد على أهل البدع جهاد.
أقول ذلك وإن ساءت ظنون المبطلين والمخذلين ، وإن كثرت إشاعات المرجفين ، فهذه سنة الله في خلقه ، صراع بين الحق والمنافحين عنه ، وبين دعاة الباطل وأنصار الباطل { ولن تجد لسنة الله تبديلا
=========وأقول للمخدوعين المغشوشين : استخدموا عقولكم بجد وعزم وإخلاص وصدق ، وحاكموا ما يقدمه الناصحون لكم شفقة عليكم ورحمة بكم إلى كتاب الله ، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ومنهج السلف الصالح ، وكل ذلك والحمد لله متوفر بين أيديكم ، فما وجدتموه موافقا لكل ما ذكرت فاقبلوه ، لا لأجل فلان وفلان ، بل لأنه الحق وما وجدتموه من خطأ فاضربوا به عرض الحائط كائنا من كان قائله .
وأخرجوا أنفسكم وعقولكم من الزنزانات والجدران المظلمة التي وضعكم فيها من لا يرقب فيكم إلا ولا ذمة من سماسرة السياسة والحزبية الذين لا يهمهم إلا تحقيق مطامعهم وأهدافهم السياسية .
واتقوا الله في أنفسكم فإنكم بهذا الاستخذاء والتبعية العمياء لا تضرون إلا أنفسكم ، ولا نملك إلا البيان الواضح والنصيحة التي أوجبها الله ، ولم يأل الناصحون فيكم جهدا، ولم يدخروا وسعا . وأزيدكم وأبلغ في النصيحة فأقول لكم : اقرأوا كتاب الله ، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، وما دونه سلف الأمة الصالح وأئمتها في ذم التعصب والتحزب والهوى والبدع وأهلها ، لعل ذلك يساعدكم على الخروج مما أوقعكم فيه المخادعون
========= أسأل الله الكريم أن يوفق شباب هذه الأمة وشيبها لاتباع الحق ، وموالاة أهله ، ولبغض الباطل والهوى والبدع وأهلها، خاصة المعاندين المخاصمين للحق وأهله . إن ربي لسميع الدعاء .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق