الجمعة، 18 سبتمبر 2015

الرد على الخوارج=حكميتار=الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه.

أما بعد: 
فإنَّ من الفتن العظيمة التي أصابت كثيراً من المسلمين في دينهم وعقولهم وأثرت في حياتهم وحياة المسلمين عموماً ، الركون إلى أهل الضلال والبدع والجهل بأصول الإسلام ثم الانحراف عنها واتباع المتشابهات من النصوص الشرعية والإعراض عن المحكمات المسلمة لدى أئمة العلم والسنة والهدى من الخلفاء الراشدين فمن بعدهم من الأئمة المهديين .
والفتن كثيرة وقد يجتمع كثير منها في شخص أو جماعة ومن أشد هذه الفتن فتنة خوارج ومرجئة العصر حقاً، فلهذه الفتنة بشقيها المتناقضين انتشار واسع ولهما ضجيج إعلامي مزلزل ومرعب يعرض بكل قوة في شتى الوسائل ، كالكتب والرسائل وفي سائر وسائل الإعلام والتوجيه فعم شره وطم.
وإغراء مادي قد يفوق النوع الأول يغري أخساء النفوس الذين يبيعون دينهم بدنياهم ويشترون الحياة الدنيا بالآخرة فزاد البلاء وعم.
وفي هذه المناقشة سنواجه هاتين الفتنتين وما رافقهما من إفك وظلم للحق وأهله.
أما فتنة الخوارج حقاً فهي فتنة الخوارج القديمة التي تطاول مؤسسها الأول على رسول الله صلى الله عليه وسلم فطعن في عدالته، وواجه الخارجون من ضئضئه صحابة رسول الله صلى لله عليه وسلم ورضي الله عنهم وعلى رأسهم على بن أبي طالب الخليفة الراشد فاستأصل شأفتهم بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي وصفهم بأنهم شر الخلق والخليقة وحض على قتلهم ورغب فيه.
وجاء الخوارج الجدد فطوروا هذه الفتنة وزخرفوها بشعارات ودعايات إسلامية مبطنة بأكاذيب وأباطيل وتلبيسات وقلب للحقائق يتنـزه عنها أسلافهم الغلاة، وتبلغ فتنتهم أوجها حين يتظاهرون بمحاربة فكر الخوارج والإرجاء وتزداد خطورتها وخطورتهم حين يقذفون بها بهتاً أهل الحق الأبرياء الذابين عن دين الله الحق، والمحاربين للبدع صغيرها وكبيرها 
فكر الخوارج وعقيدة الإرجاء
هذه الفئة قد أرهقت الأمة بمشاكلها ولا تعالج مشاكلها العقدية ولا المنهجية ولا السياسية بل أهملت الأولين بل حاربت من يقوم بهما وهما الأساس الذي لا بديل له في الدنيا والآخرة ولا يسبقهما سابق. 
وأغرقتهم في السياسة الباطلة بما فيها من أوهام وأحلام وتكهنات باسم فقه الواقع فأساءوا أيما إساءة إلى الإسلام والمسلمين فأفسدوا خلاصة شباب الأمة وأذكياءها، فربوهم على بغض أهل السنة وتشويههم وتشويه منهج الله الحق الذي يدعوا إليه أهل السنة والتوحيد، ويربون عليه من استطاعوا تربيته من أبناء المسلمين.
تعلق هؤلاء القوم السياسيون بجانب من الإسلام، هو ما سموه بالحاكمية تعلقاً سياسياً فحرفوا من أجل ذلك أصل الإسلام كلمة التوحيد (لا إله إلا الله) وفسروها بمعنى لا يعرفه الأنبياء ولا العلماء من الصحابة فمن بعدهم فقالوا: إن معنى لا إله الا الله : لا حاكم إلا الله، والحاكمية أخص خصائص الألوهية، وشهد كبراؤهم أن الذي فسر لا إله إلا الله قد بين معنى لا إله إلا الله بياناً لا نظير له في هذا العصر، وصدقوا فلم يسبق الرجل إلى هذا المعنى أحد، لا الأنبياء ولا المصلحون ، ذلك المعنى الذي ضيع المعنى الحقيقي للا إله إلا الله وجاء فريق منهم لما لم يسلم العلماء حقاً بـهذا التفسير فقالوا: إن التوحيد أربعة أقسام، رابعها توحيد الحاكمية، وهي لعبة سياسية من جملة ألاعيبهم وحيلهم على الأمة يريدون تخدير من استطاعوا من الشباب السلفي حتى إذا سلموا بهذا التقسيم واطمأنوا إليه جعلوا الحاكمية هي المعنى الأول والأخير للا إله إلا الله.
والأدلة على هذا كثيرة من واقعهم:
1- فهم لا يوالون ولا يعادون من بدء أمرهم إلى الآن إلا على هذا المعنى 
( الحاكمية ).
2- وينشرون الكتب التي عنيت به نشراً عجيباً.
3- ويقدسون من اخترع لهم هذا المعنى على ما فيه من ضلالات.
4- ويحاربون من وضع هذا المعنى في موضعه بل يكفرونهم ويعتبرونهم عملاء وجواسيس إلى آخر الاتهامات .
وليتهم إذ تبنوا هذا المعنى ( الحاكمية ) التزموه بصدق وطبقوه على أنفسهم وعلى شيوخهم وعلى خصومهم، بل تجدهم من أشد الناس مخالفة لحاكمية الله وأشد الناس ظلماً في أبواب حاكمية الله والأمثلة لا تحصى من أقوالهم وأفعالهم وموافقتهم.
ويكفي من يعرف دين الله الحق أن يطلع على ما تزخر به مواقعهم في الانترنت من الظلم للأبرياء والبهت الشديد الذي تفننوا فيه وبرعوا في شتى ميادينه الأمر الذي تجازوا فيه طغيان الطغاة وظلم أشد الناس تجبراً وتكبراً، وسأعرض قليلاً من كثير من موقع واحد ألا وهو ما سموه إفكاً بموقع الخوارج يريدون به السلفيين كل السلفيين في المشارق والمغارب، بل سأعرض لك بعضاً من هذا البعض من كتاب سمى صاحبه نفسه "الموحد"؛ أي العدو الألد للموحدين وسمى كتابه "تنقيح المناهج من بدع الخوارج" وما هو إلا تقذير المناهج الصافية بما هو شر من بدع الخوارج.
وسأعرض بعضاً مما حواه الكتاب المذكور، وهو المتعلق فقط بمن سماهم ب"الجامية" و"المدخلية"، وسأدع الباقي لمن يرغب في الذب عن دين الله الحق، وأهله.
فمن ذلك البلاء و الظلم وقلب الحقائق ما يأتي:
1- تشبيه من يحث على إقامة شرع الله ويمدح على إقامة الحدود الشرعية، ويحث على حماية الناس من كتب الضلال ب "المحكمة" من الخوارج، فالمنكر عنده معروف والمعروف عنده منكر.
2- تشبيه السلفيين ب "الشعبية" و"العجاردة" في التولي والتبري، وهذا طعن حتى في منهج الأنبياء والصحابة والسلف في باب الولاء والبراء.
3- اعتماده على المدعو "بأبي قتادة" الذي هو شر من الخوارج، ويعيش في ظلال الانجليز وحمايتهم ورعايتهم، فيقوم هو بالمقابل بتكفير المسلمين وإفتاء الخوارج بسفك دماء المسلمين والمذابح الجماعية للرجال العزل والنساء والأطفال.
4- قام بعض الناس بتحذير وزير الداخلية من نشاط الأحزاب السرية التخريبية للعقائد والمناهج والتربية بل وللعقول ولعل هذا الرجل من رجال الأمن السعودي، فرأى هذا الكاتب الخارجي أن هذا التحذير منكر وجريمة مخابراتية وعبودية منهم لآل سعود، ثم الصقها بالسلفيين، وجعل عمل هذا الرجل عبودية من السلفيين لآل سعود فالنصيحة والتحذير من الفساد والخيانة والدمار، أصبحت من أشد المنكرات وأصبحت في منهج القوم عبودية للبشر.
5- أصبحت الكتب والأشرطة الداعية إلى الكتاب والسنة وإلى منهج السلف الصالح والذابة عن ذلك والداحضة للبدع والضلال والتضليل، أصبحت عمالة وأصحابـها عملاء وجواسيس للأئمة الكفرة المرتدين. 
يقول هذا من يدعي إفكاً محاربة الخوارج وتنقيح المناهج من مذهب الخوارج، وهو في الحقيقة ينشر مذهب الخوارج ويدافع عن رؤوسهم في هذا العصر.
6- من إفك هذا الخارجي وشيخه أبي قتادة قوله:
« لقد استطاعت الحكومة السعودية أن تجند الكثير من المشايخ السلفيين في العالم عملاء لها، يكتبون التقارير الأمنية عن نشاط الحركات الإسلامية، وهذه كذلك نتيجة سننية، فإن السلفي الذي يعتقد بإمامة عبد العزيز بن باز ومحمد صالح العثيمين واللحيدان والفوزان وربيع المدخلي كائناً من كان، هذا السلفي ومن أي بلد كان فإنه سيعتقد في النهاية بإمامة آل سعود؛ لأن مشايخه يدينون بالولاء والطاعة لأل سعود … ومن ثم لا نستغرب من وجود طلبة علم سلفيين من الجزائر ومن ليبيا ومن الأردن ومن مصر وسوريا ومن الهند وباكستان وغيرها من الدول عملاء لآل سعود، عملاً بالقاعدة المتقدمة ».
ألا يرى العاقل أن أبا قتادة والكاتب ومن سار على نهجهما أعداء ألداء للمنهج السلفي وعلمائه وطلابه، انظر كيف يضع القواعد الخبيثة ثم يبني عليها أحكاماً أشد خبثاً منها.
ألا ترى أن هذا الأسلوب الخطير من أكبر أنواع الصد عن الإسلام، ومن أكبر أنواع التشويه للإسلام وحملته، كيف استطاع أبو قتادة أن يكتشف هذه الأسرار في كل أنحاء العالم، هل هو وإخوانه الخوارج يتعانون مع أجهزة المخابرات الانجليزية واليهودية والأوربية والأمريكية والهندية والإيرانية، فبجهود هذه الأجهزة مجتمعةاكتشفت هذه الامور والأسرار الخفية.
7- ولما عجز هذا الصنف من البشر عن مقارعة الحجة بالحجة وانهزموا (ص:60) في الميدان العقدي والمنهجي لجأ الكاتب وشيخه أبو قتادة إلى أساليب الشيوعيين والبعثيين في محاربة الإسلام وأهله، بالاتهامات الإجرامية بالعمالة والجاسوسية والارتزاق، فتبين ضياع القوم وأخلاقهم فلجأوا إلى استخدام هذا السلاح وهو سلاح كل عاجز فاجر.
ويمكننا أن نقول: أنتم قد جعلتم السياسة وما يتصل بـها مما تسمونه بفقه الواقع واكتشاف خطط الخصوم وأسرارهم، فهل تعرفون هذه الأمور عن طريق الوحي أو عن طريق شبكات تجسسية تستخدم كل الأساليب الدنيئة للحصول على هذه الأسرار.
8- اعترف الكاتب الخارجي بأن لهم تنظيمات وأعمال سرية فقال:
« إنما نقول حقيقة وواقع، فإن الكثير من الأعمال والحركات قد تم كشف أمرها وفضح سريتها عن طريق هؤلاء العملاء السلفيين ».
وهذا اعتراف بالأعمال الإجرامية السرية ما علم منها ومالم يعلم، وأشار إلى تقريرين نص على اسم واحد منهما بعينه وعجز عن ذكر أسماء الباقين المنتشرين في العالم، مع أن التقريرين لا يخرجان عن النصيحة الشرعية، المطلوبة شرعاً من المسلمين.
9- جعل تجويز الاستعانة بالمشركين التي أجازها الإسلام وعليها جمهور علماء الأمة، جعلها كفراً، وجعل قول العلماء والمؤرخين بأن قبيلة خزاعة عقدت حلفاً مع رسول الله  ضد قريش، وحلفائها وبمقتضى هذا الحلف قاتل رسول الله  قريشاً؛ لأنها غدرت بخزاعة حلفائه، جعل هذا القول اتهاماً لرسول الله ، وكفر من يقول به، وما وصلت الخوارج الأقدمون إلى هذه الأحكام.
10- يرى نقد الشيخ محمد أمان لسفر تفسيق وتبديع وشن للحرب، ويرى أن السلفيين عموماً خوارج ويدافعون بـهذا النقد عن المشركين والصليبيين ويشنون غاراتهم على الموحدين، بل قد فاقوا الخوارج في ضلالهم وغيهم، 
وهكذا يكون العلم والحكم بالعدل في منهج القطبيين، ومن حكمهم بالإسلام وعد لهم حرب من يذب عن قائد الإسلام وعن الأنبياء والصحابة الكرام، وبأنهم عملاء وجواسيس و إلى آخر قواميس أحكامهم، ومن يرتكب هذه الضلالات الكبرى ومن بينها وحدة الأديان والحلول عندهم أئمة هدى ومجددون.
11- يدعي ظلماً أن السلفيين عطلوا الحاكمية؛ لأنهم أخرجوا الحاكمية من التوحيد وجعلوها غير متعلقة بأصل الدين، فهم جهمية مرجئة مع الحكام المرتدين وخوارج مارقة مع علماء المسلمين والموحدين، وشبههم أيضاً بفرق الخوارج "البيهسية" و"الشيبانية". 
والذين تكلموا في أقسام التوحيد هم الشيخ ابن باز والشيخ العثيمين والشيخ الفوزان، واعتقد أن من يسميهم ظلماً ب "الجاميين" و"المدخليين"، لم يردوا على القطبيين في هذا التقسيم، فهذه الأحكام المقصود بـها ابن باز ومن ذكر معه من العلماء، علماً بأن العلماء ما أخرجوا الحاكمية عن أنواع التوحيد، بل أدخلوها في توحيد الربوبية، وبعضهم في توحيد الألوهية.
أما سيد قطب ومحمد قطب وأمثالهما فهم أهل التوحيد، وهكذا أيضاً تكون الحاكمية وتطبيقها العملي.
12- قال الكاتب الخارجي: ومن بدعهم -أيضاً- موافقة المحكمة (ص:62) في بدعة(1)الإمامة في غير قريش، كفر الملك عبد العزيز وأبناءه وكفرهم وكفر أهل الكويت بأمور تقتضي تكفير الأمة بأسرها.
ومع ذلك يرى نفسه وأشياعه هم أهل التوحيد، وافترى افتراءات عديدة في أبيات ساقها للمقدسي.
13- ومما نقله عن أبي بصير الأعمى من الطعن في علماء السنة (ص:63):
« رهبان سوء كغربان تمر بمن يمشي مكباً علـى رجس أوثان
قد أفسدوا الدين ضلوا في فتاويهم وضللوا النـاس عن آيات قرآن
وسلموا الأمر وانقادوا لبيعة مـن لا شرط عقل ولا أركان إيمان
وشوهوا كذباً في كل داعيـة يدعـو لحق وتوحيـد وإيمـان
قالوا خوراج هم، مع أنهم خرجوا لما رأوا حكمهم كفراً ببرهـان
كفـراً بواحـاً صراحاً لا خفـاء به لكنه سفهـاً يحلـو لعميـان
يرونـه شططاً إيمـان مرجئة وينعتونـه كفراً دون كفران »
ثم علق على قوله "لا شرط عقل وأركان إيمان" بقوله:
« معلوم أن أول وأهم شروط الإمام القوام الذي يبايع له بالإمرة على المسلمين أن يكون مسلماً منها: العقل والقرشية، ونحوها مما هو معلوم في مواضعه بأدلته الشرعية، وهؤلاء الحكام الكفرة الذين بايعهم هؤلاء الرهبان وأعطوهم صفقة أيديهم، وثمرة أفئدتهم يفتقرون لأدنى هذه الشروط كالعقل، إذ من يفعل أفاعيلهم من تضييع البلاد والعباد، وجعل خيراتها نهباً لأعدائها، ناهيك عن استبدالهم زبالات شرائع البشر بأحكام الله المطهرة ، من يفعل ذلك دون شك هو من أسفه السفهاء قال تعالى: ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه(2)، وقال: ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون(3)، ناهيك عن فقدانهم لأهم من ذلك وهو شرط الإسلام والإيمان » (ص:63).
التعليق:
ا- لقد أبرز هذا الكاتب حقيقة مذهب القطبية من تكفيره للأمة وعلى رأسهم سادة العلماء ابن باز وإخوانه.
وكشف حقيقة ما يخفيه كل قطبي ماكر من تكفير الأمة والعلماء، ثم يسترون ذلك بتقيتهم المشابهة للتقية الباطنية، فيظهرون للناس أنهم لا يكفرون وأنهم يحاربون التكفير ومذهب الخوارج وأنهم هم أهل السنة والجماعة، فلو كانوا في حقيقتهم كما يظهرون لما تباكى عليهم هذا الخارجي التكفيري المحترق، ولقد شهد عليهم بالخروج وبرر خروجهم بأنه رأوا الكفر البواح الصراح، وأنهم دعاة حق وتوحيد وإيمان.
وشهد زوراً على العلماء بأنهم سفهاء قد رغبوا عن ملة إبراهيم، وأنهم فقدوا شرط الإسلام والإيمان والعقل.
إن مذهب سيد قطب واضح وضوح الشمس في تكفير المجتمعات الإسلامية منذ قرونها الأولى،وأنه يكفر بالجزئية وبالمعاصي وبالعادة والتقاليد، والقوم يقدسونه ويقدسون كتبه ومنهجه وينشرونه بكل حماس ونشاط، ويربون عليه أتباعهم، وعليه يوالون وعليه يعادون، ومع ذلك كله يتظاهرون بعدم التكفير.
وهم يركضون بمنهج سيد قطب الغالي في التكفير في مشارق الأرض ومغاربـها، وما هذا الرجل التكفيري الصريح وأمثاله إلا ثمرة من ثمرات جهودهم القوية المتوصلة على وجه البسيطة، كفى الله شرهم وفتنتهم.
ب- إن موقف هؤلاء الحقيقي من العلماء ملموس لمس اليد، ويراه البصر والبصيرة النافذة، رغم محاولتهم ستر هذه الحقيقة بتقيتهم وتلبيساتهم الماكرة، ولكن كما قال الله فيمن يستر حقيقة أمره ويظهر خلافها: أم حسب الذين في قلوبـهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم :: ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنّهم في لحن القول والله يعلم أعمالكم(4).
فلهم نصيب من صفات هؤلاء المرضى وأضغانهم وأحوالهم التي تعرف من لحن أقوالهم ومن مواقفهم وأعمالهم.
قال ابن كثير –رحمه الله-: « أي: أيعتقد المنافقون أن الله لا يكشف أمرهم لعباده المؤمنين، بل سيوضح أمرهم ويجليه حتى يفهمهم ذووا البصائر.
وقال: ولتعرفنّهم في لحن القول أي: فيما يبدوا من كلامهم الدال على مقاصدهم يفهم المتكلم من أي الحزبين هو بمعاني كلامه وفحواه، وهو المراد من لحن القول، كما قال أمير المؤمنين عثمان : "ما أسر أحد سريرة إلا أبداها الله على صفات وجهه وفلتات لسانه" (5).
نحن لا نكفر القوم، ولكن نعتقد أن في القوم من صفات المنافقين، من الكذب والتقية والتلبيس والحقد على أهل السنة والجماعة الشيء المهلك.
وهو أمر قد جلاه الله وكشفه وفضحهم به، ومهما بالغوا في دس رؤوسهم في الرمال فإن عوراتهم مكشوفة للعيان.
ومهما تكن عند امرء من خليقة وإن خالها تخفى على الناس تعلم.
وفي المثل: " تعرف أحوال كبار القوم من صغارهم".
ومع وضوح أمرهم لدى أولي الألباب، فإن تصريحات هذا الصغير بالحقيقة قد زادت أمرهم وضوحاً، ولا سيما نظرتهم إلى العلماء.
14- ساق أبياتاً للمقدسي مليئة بالبهت والظلم للعلماء، من ضمنها الأبيات الآتية:
وقايسوا سفهـا حكـام ردتهم على حكومـات إسلام وإيمان
لا عجب قد خنعوا فالجبن صيرهم حرباً على الدين أجناد لقرصـان
هذي طريقة أهل الغي ديدنهم مع أهل توحيدنـا في كل أزمـان
وعلق على البيت الأول منها بقوله: « إشارة إلى بعض شبهات وتلبيسات علماء الضلالة من أهل التجهم والإرجاء، الذين يقايسون حكومات الردة في هذا الزمان على حكومات الخلافة، وينـزلون أقاويل السلف في الحكام المسلمين الظلمة الذين كان كفرهم دون كفر على أئمة الكفر المشرعين المرتدين المتولين للكفار المحاربين لدين الله في هذا الزمان ».
فيتضح من حرب هذا الرجل وأمثاله على من يسمونهم بالجامية والمدخلية أنهم يقصدون السلفيين في كل أقطار الأرض وعلى رأسهم علماء المملكة العربية السعودية، وعلى رأس الجميع ابن باز والعثيمين والفوزان.
مع مولاة إمامهم سيد قطب للروافض، بل والعلمانيين، ومولاة سيدهم عمر عبد الرحمن للروافض، ودعوته للشباب أن يتخذوا من الثورة الإيرانية أسوة.
ومع عيش قادتهم الأبطال في ظلال وحماية ورعاية المشركين والصليبيين في أوربا وأمريكا، بل وأكثر تنظيماتهم وحركاتهم تحيا هذه الحياة، وهكذا يكون تطبيق حاكمية الله في نظرهم، وإنما هو تطبيق لحاكمية الشيطان في جل أو كل خصوماتهم لعلماء السنة وضد السلفية والسلفيين، بل لا ينصفون لا الصحابة ولا المؤمنين، فهم من أشد الناس مخالفة لحاكمية الله وتمرداً عليها ولا أعرف أحداً منهم يرجع إلى الحق خضوعاً لحاكمية الله بدءً بسيد قطب ومحمد قطب، ومروراً بقياداتهم، وانتهاءاً بحثالاتهم.
ونحن ننتظر موقف هذا الذي سمى نفسه بالموحد بعد بيان ظلمه للعلماء والطلاب السلفيين الموحدين حقاً في كل أنحاء المعمورة: هل يرجع إلى الحق تنفيذاً وانقياداً لحاكمية الله، أو يصر على أحكامه الطاغوتية المضادة لحاكمية الله.
وإلا فلينتظر جولات سلفية قادمة تكشف الألاعيب والتلاعب بعقول شباب الأمة وشيبها .
والله ينصر دينه الحق ويكبت خصومه إنه سميع الدعاء.==================


السلام عليكم ورحمة الله

الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين.

أما بعد:

فيقول الشاعر:

يقضى على المرء في أيام محنته **** حتى يرى حسنا ما ليس بالحسن

لقد خرج علينا المدعو حمزة كشغري بتقليعات جديدة وهلوسات بلا حدود فمما قاله نقتطف الآتي:

من أقوال حمزة كشغري في ذات الله:

1) هل معرفة الله ضرورية أم استدلالية ؟

2) لا يستطيع الجزم إلا شخص رأه أو كلمه أو حسه ! وجزمه ـ لو كان ـ ليس ملزماً لغيره.

3) لو افترضنا وجود الله سيجعلكم في عينه على الدوام ..

4) لكل المخلوقات ردة فعل ولكن ما اسم ذلك الشيء العظيم الذي يشاهد كل هذا الخراب والدمار والأذى .. ولا يقوم بأدنى ردة فعل .. ماذا يصح أن نسميه؟

5) صديقي صرخ في وجهي: أين الله عن كل هذا الظلم؟ قلت له: أنني فعلاً لا أعرف !

6) لله موسيقى تعيد الروح ! لله موسيقى تحييك بعد موات ! لله موسيقى تهبط من الجنة ! أو تصعد من القلوب ! أو تنزّل من أنوار العلو وأقداس المتعالي.

7) الصلاة ليست فعل عقلاني.

8) إن كل الآلهة الضخمة التي نعبدها، كل المخاوف العظيمة التي نرهبها، كل الرغبات التي ننتظرها بشغف .. ليست إلا من خلق عقولنا !


ومن أقوال حمزة كشغري في الرسول صلى الله عليه وسلم:

1) في يوم مولدك لن أنحني لك، لن أقبل يدك، سأصافحك مصافحة الند للند وأبتسم لك كما تبتسم لي، وأتحدث معك كصديق فحسب وليس أكثر.

2) سأقول لك أنني أحببت أشياء فيك وكرهت أشياء.. ولم أفهم الكثير من الأشياء الأخرى... في يوم مولدك سأقول أنني أحببت الثائر فيك.. وأنني لم أحب هالات القداسة، لن أصلي عليك.


سلمان العودة؛ يقبل اعتذار الكشغري في نيله من ذات الله تعالى ومن شخص الرسول صل الله عليه وسلم بعد كل ما كتبه الكشغري الذي يُلقب بـ "الشاعر السعودي".

ஓ●ஓ●ஓ●ஓ

فيقول العودة:

"قرأت ما كتبه حمزة الكشغري تحت عنون (بيان حول كتاباتي) وتبرؤه مما صدر منه ودعوته ألا نعين الشيطان عليه، وما قاله أثلج صدري".

ஓ●ஓ●ஓ●ஓ

نقول للعودة في نقاط:

1) لو كان الكشغري تكلم في ذاتك أو في عرضك أو انتهك حق من حقوقك، أو نالك بما تكره ثم اعتذر ؛ هل كنت تعفيه وتقبل منه اعتذاره من غير محاكمة ؟

2) أنت كنت طالبت جريدة الوطن بالمحاكمة ـ في قضية اختفاء ابنك عندما أراد أن يذهب للعراق وغضبت ـ عندما أدلت بتصريحات لك، كرهت أنت حينها أن تخرج للجمهور تلك التصريحات، فلماذا اليوم لم تغضب على من نال من ذات الله جل وعلا وشخص محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، ولم تطلب بمحاكمته على أقل تقدير؛ ـ وسواء خرج مذنباً أو بريئا ـ بل نراك تقبل اعتذاره وتدعو بالشفقة عليه والرأفة به والأخذ بيده، بل أثلجت صدرك تلك الكلمات.

نحن لا نتكلم عن قبول توبته أو عدمها؛ فهذا أمره إلى الله تعالى، لكنّا نتحدث عن سبه لله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم؛ هل نعذره بمجرد أنه أطلق تلك الجُمل حين قال: "أعلن توبتي وانسلاخي من كل الأفكار الضالة التي تأثرت بها .." ؟؟

قبول توبته عند الله شي وتقديمه للمحاكمة ومعاقبته شي آخر تماما، لإقامة الحد عليه.

3) هل النيل من الله تعالى ومن شخص النبي صلى الله عليه وسلم من المسائل التي يُعذر فيها الجاهل المسلم يا سلمان العودة ويقبل تراجعه ببساطة.. يا فقيه زمانه وعضو "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين" المزعوم ؟؟

إن كان سلمان العودة انشغل عن مطالعة ودراسة احكام المرتدين في كتب العقائد والفقه فلعلنا نجمع له بعض أقوال اهل العلم في ذلك فنقول:

ذِكْر كلام العلماء فيمن سب الله، أو الرسول صلى الله عليه وسلم:


قال القاضي عياض بن موسى - رحمه الله - في كتابه (الشفاء بتعريف حقوق المصطفى) في حكم سب النبي صلى الله عليه وسلم ص 233 ما نصه:
(اعلم وفقنا الله وإياك، أن جميع من سب النبي صلى الله عليه وسلم أو عابه، أو ألحق به نقصا في نفسه أو نسبه أو دينه أو خصلة من خصاله أو عرض به، أو شبهه بشيء، على طريق السب له أو الإزراء عليه، أو التصغير لشأنه، أو الغض منه والعيب له، فهو ساب له، والحكم فيه حكم الساب - يقتل.

وكذلك من لعنه أو دعا عليه أو تمنى له أو نسب إليه ما لا يليق بمنصبه، على طريق الذم، أو عبث في جهته العزيزة بسخف من الكلام وهجر ومنكر من القول وزور، أو عيره بشيء مما جرى من البلاء أو المحنة عليه، أو غمصه ببعض العوارض البشرية الجائزة، والمعهودة لديه، وهذا كله إجماع العلماء وأئمة الفتوى من لدن الصحابة - رضوان الله عليهم إلى هلم جرا.


قال أبو بكر بن المنذر:
أجمع عوام أهل العلم على أن من سب النبي صلى الله عليه وسلم يقتل، وممن قال ذلك: مالك بن أنس، والليث، وأحمد، وإسحاق، وهو مذهب الشافعي). انتهى.


وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه (الصارم المسلول على شاتم الرسول) ص 3 ما نصه:
(المسألة الأولى: إن من سب النبي صلى الله عليه وسلم من مسلم وكافر، فإنه يجب قتله، هذا مذهب عليه عامة أهل العلم، ثم قال: وقد حكى أبو بكر الفارسي - من أصحاب الشافعي - إجماع المسلمين على أن حد من سب النبي صلى الله عليه وسلم القتل، كما أن حد من سب غيره الجلد".


قال الإمام ابن باز:
"أراد به إجماعهم على أن ساب النبي صلى الله عليه وسلم يجب قتله إذا كان مسلما، وكذلك قيّده القاضي عياض، فقال: أجمعت الأمة على قتل متنقصه من المسلمين وسابه.

وكذلك حكي عن غير واحد الإجماع على قتله وتكفيره، وقال الإمام إسحاق بن راهويه أحد الأئمة الأعلام رحمه الله: أجمع المسلمون على أن من سب الله، أو سب رسوله صلى الله عليه وسلم أو دفع شيئا مما أنزل الله عز وجل، أو قتل نبيا من أنبياء الله عز وجل أنه كافر بذلك، وإن كان مقرا بكل ما أنزل الله، قال الخطابي رحمه الله: لا أعلم أحدا من المسلمين اختلف في وجوب قتله، وقال محمد بن سحنون: أجمع العلماء على أن شاتم النبي صلى الله عليه وسلم والمنتقص له كافر، والوعيد جاء عليه بعذاب الله له، وحكمه - عند الأمة - القتل، ومن شك في كفره وعذابه كفر.

ثم قال شيخ الإسلام أبو العباس رحمه الله: وتحرير القول فيه أن الساب - إن كان مسلما - فإنه يكفر ويقتل بغير خلاف, وهذا مذهب الأئمة الأربعة, وقد تقدم ممن حكى الإجماع على ذلك إسحاق بن راهويه وغيره".


ثم ذكر رحمه الله في آخر الكتاب، ص 512 ما نصه:
"إن سب الله، أو سب رسوله صلى الله عليه وسلم كفر ظاهر وباطن، سواء كان الساب يعتقد أن ذلك محرم أو كان مستحلا له، أو كان ذاهلا عن اعتقاده، هذا مذهب الفقهاء وسائر أهل السنة القائلين بأن الإيمان قول وعمل".


إلى أن قال رحمه الله ص 540:
"السب نوعان: دعاء وخبر, فأما الدعاء: ... وكذلك لو قال عن نبي: لا صلى الله عليه أو لا سلم, أو لا رفع الله ذكره ..., فهذا كله إذا صدر من مسلم أو معاهد, فهو سب, فأما المسلم فيقتل به بكل حال, وأما الذمي فيقتل بذلك إذا أظهره.

النوع الثاني: الخبر, فكل ما عدّه الناس شتما, أو سبا أو تنقصا فإنه يجب به القتل, فإن الكفر ليس مستلزما للسب, وقد يكون الرجل كافرا ليس بساب, والناس يعلمون علما عاما أن الرجل قد يبغض الرجل ويعتقد فيه العقيدة القبيحة ولا يسبه, وقد يضم إلى ذلك مسبة, وإن كانت المسبة مطابقة للمعتقد, فليس كل ما يحتمل عقدا يحتمل قولا, ولا ما يحتمل أن يقال سرا, يحتمل أن يقال جهرا, والكلمة الواحدة تكون في حال سبا وفي حال ليست بسب, فعلم أن هذا يختلف باختلاف الأقوال والأحوال, وإذا لم يأت للسب حد معروف في اللغة ولا في الشرع, فالمرجع فيه إلى عرف الناس, فما كان في العرف سبا للنبي صلى الله عليه وسلم فهو الذي يجب أن ننزل عليه كلام الصحابة والعلماء, وما لا فلا) انتهى المقصود.
المرجع "مجموع فتاوى ابن باز" (1/92ـ 94 ).



وقال الإمام ابن باز رحمه الله جواباً على سؤال:

كل من سب الله سبحانه بأي نوع من أنواع السب , أو سب الرسول محمدا صلى الله عليه وسلم , أو غيره من الرسل بأي نوع من أنواع السب أو سب الإسلام , أو تنقص أو استهزأ بالله أو برسوله صلى الله عليه وسلم فهو كافر مرتد عن الإسلام إن كان يدعي الإسلام بإجماع المسلمين لقول الله عز وجل : { قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ } (1) { لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ } (2) الآية .
"مجموع فتاوى ابن باز" (7/75 ـ 76 ).


وقال رحمه الله في موضع آخر من الفتاوى:
"فمن انتقص الله أو سبه أو عابه بشيء فهو كافر مرتد عن الإسلام - نعوذ بالله من ذلك - وهذه ردة قولية".
(8/15).

ஓ●ஓ●ஓ●ஓ

فتاوى مختارة

أجابت اللجنة الدائمة على سؤال تحت عنوان: السؤال الثاني والثالث من الفتوى رقم ( 7150 ): 
"الردة هي الكفر بعد الإسلام، وتكون بالقول، والفعل، والاعتقاد، والشك، فمن أشرك بالله، ... أو سب الله أو رسوله، .. أو شك في صدق محمد صلى الله عليه وسلم أو غيره من الأنبياء، فقد كفر وارتد عن دين الإسلام. 

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب رئيس اللجنة ... الرئيس
عبد الله بن قعود ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
"مجموع فتاوى اللجنة الدائمة" (2/9).

ஓ●ஓ●ஓ●ஓ

فتوى الشيخ العثيمين

السائل: شيخ حفظكم الله مسألة العذر بالجهل هل داخلة في مسألة سب الدين وسب الرب؟

الشيخ: هل أحد يجهل أن الرب يجب تعظيمه؟ !أسألك؟ أسألك قل نعم ولا لا؟

السائل: لا ما أحد.

الشيخ: ما أحد يجهل أن الرب له من التعظيم والإجلال ما لا يمكن أن يسبه أحد، وكذلك الشرع، فهذه مسألة فرضية في الذهن لا وجود لها في الواقع.

وعلى كل حال كل من سب الله فهو كافر مرتد حتى وإن كان يمزح، فيجب أن يقتل ويجب أن يرفع عنه إلى ولي الأمر ولا ولا تبرأ الذمة إلا بذلك.

ثم إن تاب وأناب وصلحت حاله وصار يسبح الله ويعظمه ويقوم بعبادته.

فقال بعض أهل العلم: إن توبته لا تقبل، وأنه يقتل كافرا، قالوا: وذلك لعظم ذنبه وردَّته فيقتل، وفي الآخرة أمره إلى الله، لكن في الدنيا نقتله على أنه كافر، فلا نغسله ولا نكفنه ولا نصلي عليه ولا ندفنه مع المسلمين ولا ندعوا له بالرحمة، أفهمت؟ هذا هو مذهب الحنابلة المشهور عند الحنابلة الآن والذي يعمل به.

وقال بعض أهل العلم: إذا تاب وصلحت حاله وعرف أنه استقام وندم فإنها تقبل توبته ويرفع عنه القتل وإذا مات فشأنه شأن المسلمين، لأن هذا حق لله وقد بين الله تعالى في كتابه أنه يغفر الذنوب جميعا، فقال:" قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعا ".

وهذا القول هو الراجح، أننا إذا علمنا صدق توبته وصدق حاله فهو مسلم لا يحل قلته، فهمت؟ 

أمّا من سب الرسول صلى الله عليه وسلم فيقتل بكل حال كافرا مرتدا، ولا تقبل توبته أيضا عند الحنابلة رحمهم الله لعظم ذنبه، ولكن لو تاب وحسنت حاله ورأينا منه تعظيم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وتعظيم شريعته فهل نقبل توبته ونرفع عنه القتل أو نقبل توبته ولا نرفع عنه القتل؟ هذا القول الثاني هو الصحيح: أننا نقبل توبته ونقول: أنت الآن مسلم، ولكن لا بد أن نقتله، فهمت؟ طيب.

فإن قال إنسان: كيف تقول: لا بد أن نقلته وأنت تذكر أن سب الرب عز وجل إذا تاب منه الإنسان فإنه لا يقتل؟! هل حق الرسول أعظم من حق الله؟

الجواب: لا، حق الله أعظم بلا شك، ولكن الله أخبر عن نفسه بأنه يتوب على من تاب إليه، والحق لله، إذا تاب الله على هذا العبد وعفا عن حقه فالأمر له، لكن الرسول عليه الصلاة والسلام إذا سبه الساب فقد انتقصه شخصيا، والحق لمن؟ للرسول صلى الله عليه وسلم، ونحن الآن لا نعلم هل الرسول عفا أو لا لأنه ميت، فيجب علينا أن نأخذ بالثأر ونقتل، وإذا علمنا أنه تائب حقيقة قلنا: هو مسلم يغسل ويكفن ويصلى عليه ويدفن مع المسلمين، ويدل لهذا أن النبي صلى الله عليه وآله سلم عفا عن أقوام سبوه بعد أن أسلموا عفا عنهم وسقط عنهم القتل، نعم.

المرجع: "لقاء الباب المفتوح"
لمحقق العصر محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
وهذا الربط المقطع الصوتي : 

http://ia600303.us.archive.org/26/it...inotaimeen.mp3

ஓ●ஓ●ஓ●ஓ

فتوى الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله ـ


"من كان بين المسلمين لا يعذر بالجهل في مثل هذا ، سب الدين ردة عن الإسلام، .. وهكذا سب الله وسب الرسول، والاستهزاء بالله أو الاستهزاء بالرسول كل هذا ردة، ما يعذر فيها بالجهل دعوى جهل وهو بين المسلمين؛ لأن هذا معروف بين المسلمين ومضطر ضرورة معرفة هذا بين المسلمين لا يخفى على أحد".

وهذا الرابط الصوتي :

http://ia600303.us.archive.org/26/it...ofr/binbaz.mp3 
ஓ●ஓ●ஓ●ஓ

فتوى الشيخ صالح بن فوزان الفوزان -حفظه الله ـ

فضيلة الشيخ: بعض الناس يقولون: إن من ساب الله ورسوله لا يكفر حتى يعتقد ذلك بقلبه، فربما يكون غاضبا أو جاهلا فما رأي فضيلتكم في هذا وهل يعذر الجاهل في أصول التوحيد ؟

لا يجوز هذا ولا يعذر هذا بالمزح أو اللعب أو الجهل، ما فيه جهل ولا فيه مزح، 


من سب الله ورسوله فقد ارتد عن الإسلام، سواء كان قاصدا هذا بقلبه أو لم يقصده أو قصد به المزح واللعب، هذا لا يجوز فيه اللعب، العقيدة لا يجوز اللعب فيها، ما فيها لعب العقيدة ولا فيها مزح. نعم.

هذا الرابط الصوتي:
http://ia600303.us.archive.org/26/items/elkofr/fawzan.mp3

ஓ●ஓ●ஓ●ஓ

فتوى معالي الشيخ اللحيدان

سئل سماحة الشيخ صالح اللحيدان، عضو هيئة كبار العلماء ورئيس مجلس القضاء الأعلى السابق، في درسه مغرب يوم الإثنين 14/ ربيع الأول / 1433هـ في جامع عثمان بن عفان في حي الوادي بالرياض: عن الحكم الشرعي فيما تضمن كلام حمزة كاشغري من إساءة للرسول صلى الله عليه وسلم،

فأحال الشيخ إلى كتاب الصارم المسلول على شاتم الرسول لشيخ الإسلام ابن تيمية، ثم قال الشيخ: 

أن الحكم الشرعي فيمن سب رسول الله هو القتل حتى وإن تاب، لأن حق الرسول صلى الله عليه وسلم لا يتنازل عنه.

وعن سؤال وجه لفضيلته: حول ما إذا صدر حكم في أيام عهده في القضاء بالقتل في حالة مشابهة؟

فأجاب: بنعم إلا أني لا أعلم هل نفذ أم لا. انتهى.

ஓ●ஓ●ஓ●ஓ

قامت قيامتكم عندما تطاول ذاك الكافر الملحد الدنمركي وغيره على رسولنا صلى الله عليه وسلم وعلى امتهان القرآن الكريم ، وهنا عندما تطاول من هو من بني جلدتنا على الله وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم؛ لم نجدكم متحمسين ولا غاضبين، بل قبلتم اعتذاره وكأنه ارتكب أمراً مكروهاً لا غير.

هل حرام على الكافر أن ينال من ديننا وربنا ورسولنا وحلال على رجل من بني جلدتنا يحدث منه ذلك وهو على علم وثقافة وبين ظهراني المسلمين بل وبلد العلماء الربانيين وفي مهبط الوحي ؟؟؟

لسنا نحلل للكافر النيل من ديننا أو من إلهنا سبحانه وتعالى أو من نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ـ حتى لا يصطاد في الماء العكر أهل تلك الصنعة ـ، ولكننا نقول: ليس بغريب أن يتأتى كل ذلك من كافر فقد قالوا: قال الله تعالى: ( وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ ).

( وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ).

( قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ ).


أما أن يتطاول على ذات الله تعالى وعلى شخص الرسول صلى الله عليه وسلم؛ شخص من بني جلدتنا ويتكلم بلساننا ويعيش معنا في أرضنا، ولا يُحاكم ولا نقدمه للمحاكمة بل نقبل اعتذاره، ونربت على كتفه وندعو له ونشد من عضده ؟؟!!!!

فماذا يقول الكافر بعد ذلك .. إذا رأى أن من ينتسب للإسلام لا يعاقب إذا سب الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم ؟؟؟

أين صرختكم التي صرختموها لليبيا ومصر ... ؟؟

الكلاب تغار وتنتصر للنبي محمد صلى الله عليه وسلم فأين غيرتك يا سلمان

"ذكر عن جمال الدين إبراهيم بن محمد الطيبي أن بعض أمراء المغل تنصر فحضر عنده جماعة من كبار النصارى والمغل فجعل واحد منهم ينتقص النبي صلى الله عليه وسلم وهناك كلب صيد مربوط فلما أكثر من ذلك وثب عليه الكلب فخمشه فخلصوه منه وقال بعض من حضر هذا بكلامك في محمد صلى الله عليه وسلم فقال كلا بل هذا الكلب عزيز النفس رآني أشير بيدي فظن أني أريد أن أضربه ثم عاد إلى ما كان فيه فأطال فوثب الكلب مرة أخرى فقبض على زردمته فقلعها فمات من حينه فأسلم بسبب ذلك نحو أربعين ألفا من المغل".
"الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامة" (3/202ـ203) لابن حجر.


ஓ●ஓ●ஓ●ஓ
وروى القصة الذهبي بسنده: حدثنا الزين علي بن مرزوق بحضرة شيخنا تقي الدين المنصاتي: سمعت الشيخ جمال الدين إبراهيم بن محمد الطيبي ابن الواصلي يقول في مَلإٍ من الناس: حضرت عند سونجق خزندار هولاكو وأَبَغَا . وكان ممن تنصر من المُغُل، وذلك في دولة أبَغَا في أولها، وكنا في مخيّمِه وعنده جماعة من أمراء المغول وجماعة من كبار النصارى في يوم ثلج فقال نصراني كبير لعين : أي شيء كان محمد ؟ - يعني نبينا صلى الله عليه وسلم _ كان راعيا ، وقام في ناس عرب جياع فبقي يعطيهم المال ويزهد فيه فيربطهم ، وأخذ يبالغ في تنقص الرسول ، وهناك كلب صيد عزيز على سونجق في سلسلة ذهب فنهض الكلب وقلع السلسة ووثب على ذاك النصراني فخمشه وأدماه ، فقاموا إليه وكفُّوه عنه وسَلْسَلُوه ، فقال بعض الحاضرين : هذا كلامك في محمد صلى الله عليه وسلم فقال : أتظنون أن هذا من أجل كلامي في محمد ؟ لا ، ولكن هذا كلب عزيز النفس رآني أشير بيدي فظن أني أريد ضربَه فوثب . ثم أخذ أيضاً يتنقص النبي صلى الله عليه وسلم ويزيد في ذلك فوثب إليه الكلب – ثانياً- وقطع السلسة وافترسه – والله العظيم – وأنا أنظر ثم عضَّ على زَرْدَمتِه فاقتلعها فمات الملعون .
وأسلم بسبب هذه الواقعة العظيمة من المغل نحو من أربعين ألفاً واشتهرت الواقعة".
"معجم الشيوخ" (2/55ـ56) ترجة علي بن مرزوق السّلامي رقم (558).

ஓ●ஓ●ஓ●ஓ

سبحان الله ما تأتي كارثة ولا مصيبة إلا وينكشف عنكم غطاء، وينفسخ عنكم جلد، ويفتضح أمركم للخاصة والعامة

نسأل الله أن يهدي ضال المسلمين .=========================رفض ردود أهل السنة وأحكامهم
بدعوى أنَّ لازمها التكفير وليس مجرد التبديع

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه إلى يوم الدين؛ أما بعد:
فقد لاحظتُ في كلام المأربي في كتابه [الدفاع عن أهل الإتباع] كيف ينكر ردود الشيخ ربيع حفظه الله تعالى على قيادات ورؤوس الإخوان المسلمين [مثل: حسن البنا وسيد قطب والمودودي والغزالي وحكمتيار وغيرهم]!؛ بدعوى أنَّ كلام الشيخ ربيع في هؤلاء وردوده يلزم منه تكفيرهم!.
يبدأ المأربي بصرف أنظار القراء من النقاش في انحرافات القوم - هل هي ثابتة أم لا؟ وما حكم المتلبِّس فيها؟ وكيف يُعامل؟ - إلى النقاش في ألفاظ الشيخ ربيع فيهم!؛ هل يستحقون مثل هذه الألفاظ أم لا بد من تخفيفها وتهوينها؟، وهذه الألفاظ ألا يلزم منها تكفيرهم أم لا؟.
ومن أمثلة ذلك:
قال المأربي وهو يُعرض كلام الشيخ ربيع في أحد أشرطته ويُعلِّق عليه؛ في كتابه [الدفاع عن أهل الإتباع 2/438]: ((وفي شريط "لقاء في منزل أبي معاذ" [أ]، قال [يقصد الشيخ ربيعاً]: "البنا دعا، الغزالي دعا إلى أخوة اليهود والنصارى!، نتآخى ونقف صفاً واحداً في وجه الإلحاد!". فإذا كان الرجل مقتنعاً بما يقول؛ فلماذا لا يصرح بكفره؟!، وقد سبق أن قال – كما في شريط "لقاء مع فضيلته بحائل" [أ] -: "ما فيش أكفر من الدعوة إلى وحدة الأديان" اﻫ.
فإما أن يصرِّح الرجل بما يعتقده من تكفيره!، وإلا فهو متناقض!، أو لا يدري ما يخرج من دماغه!!!، أم أنَّ دعوة وحدة الأديان من الأمور الخفية التي تحتاج إلى إقامة حجة؟!، وإذا كان الأمر كذلك؛ فلماذا تصفها بقولك: "ما فيش أكفر من الدعوة إلى وحدة الأديان"؟!!)). انتهى كلام المأربي.
قلتُ: المأربي بهذا التهويل والتشغيب صرف ذهن القارئ من أصل الخلاف؛ وهو تبني حسن البنا ومحمد الغزالي دعوة وحدة الأديان، إلى منازعة الشيخ ربيع في دعوى تكفير هؤلاء!!!.
مع إنَّ الشيخ حفظه الله تعالى لم يزد عن ذكر ضلالاتهم!، ولم يتطرق إلى الحكم بتكفيرهم أبداً!، لكنَّ المأربي ملبِّس ماكر، ومدافع عنيد عن الإخوان المسلمين؛ الذين يعتبرهم - كما صرح بذلك - من أهل السنة!.
وقد قال حسن البنا مؤسس حزب الإخوان المسلمين في كتاب [الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ1/409]: ((فأُقرر:أنَّ خصومتنا لليهود ليست دينية!!، لأن القرآن حَضَّ على مصافاتهم ومصادقتهم!!، والإسلام شريعة إنسانية قبل أن يكون شريعة قومية)).
ويقول محمد الغزالي في كتابه [من هنا نعلم]: ((إنَّ هناك أُسساً لجمع المنتسبين إلى الأديان في صعيد واحد؛ وهي تجمع بين اليهودي والنصراني والمسلم على أنَّهم إخوة سواء بسواء!!!)).
وقال:((إننا نستريح من صميم قلوبنا إلى قيام اتحاد بين الصليب والهلال!!، والذين يخوضون في العلاقات بين عناصر الشعب المصري صنف من الناس لا يطمئن إلى تقواه ولا ابتغاء وجه الله)).
وقال: ((فإننا يجب أن نمدَّ أيدينا وأن نفتح آذاننا وقلوبنا إلى كل دعوة تؤاخي بين الأديان وتقرب بينها!، وتنتزع من قلوب أتباعها أسباب الشقاق. إننا نقبل مرحبين على كل وحدة توجِّه قوى المتدينين إلى البناء لا الهدم، وتذكرهم بنسبهم السماوي الكريم، وتصرفهم إلى تكريس الجهود لمحاربة الإلحاد والفساد، وابتكار أفضل الوسائل لرد البشر إلى دائرة الوحي بعدما كانوا يفلتون منها إلى الأبد)).
قلتُ: فدعوة وحدة الأديان ليس معناها أن يقر أصحابها أنها كلها ديانات حقة ليس فيها أباطيل أو ضلالات!، وأنها كلها تؤدي إلى مرضاة الله وجنته وليس بينها خلاف!؛ كما يزعم الطيباوي محرفاً وملبساً!، كلا، بل يُراد بها: توحيد الأديان التي تنتسب في أصلها إلى إبراهيم عليه السلام والتي لها رسول موحى إليه بكتاب منزَّل من عند الله، توحيد هذه الأديان لمحاربة الإلحاد والفساد، وهذا في زمان البنا والغزالي حينما كانت الشيوعية والماسونية هي القطب الأكبر في محاربة الأديان.
وأما اليوم وبعد سقوط الشيوعية الملحدة، وتصاعد الإرهاب والتطرف الديني حتى صار يمثل القطب الجديد الذي حلَّ محل الشيوعية، لهذا تُعقد مؤتمرات الحوار بين الأديان من أجل توحيد الجهود في محاربة الإرهاب والتطرف!.
وهذا الأمر لا يمكن أن يتحقق في الواقع؛ إلا بشرطين:
الأول: إيجاد القواسم المشتركة بين الأديان؛ والتركيز عليها والعمل على تحقيقها.
الثاني: الإعراض عن الفوارق بين الأديان والسكوت عنها، وعدم التعرض للآخر بسببها.
وكل دعوة تقوم على التقريب أو التوحيد بين الفرقاء لا بد أن تبدأ بهذين الشرطين: العمل بنقاط الاتفاق، والإعراض عن نقاط الخلاف، ولهذا قال الإخوان المسلمون: ((نتعاون فيما اتفقنا عليه، ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه)).
فهذه هي حقيقة دعوات التقريب والتوحيد الباطلة؛ فليفطن السلفي لهذا.
أقول: فهذه أقوال حسن البنا ومحمد الغزالي؛ هل زاد الشيخ ربيع - في الكلام الذي نقله المأربي منتقداً مستنكراً! – عن مجرد ذكر ما عندهم من ضلالات كما هي، فماذا يريد المأربي؟!
هل يريد أن نسكت عن بيان ضلالات الإخوان المسلمين وأن نعرض عنها؛ وإلا لزمنا القول بتكفيرهم؟!! 
والشيخ ربيع حفظه الله تعالى قد شخَّص حال المأربي تشخيصاً دقيقاً فقال في كتابه الماتع ورده النافع المسمَّى [أبو الحسن يدافع بالباطل والعدوان عن الإخوان ودعاة حرية ووحدة الأديان]:
((ومع هذه الغرابة؛ فالرجل لم يسلك طريقة أهل العلم - أو حتى طريق أهل الباطل! - في الأخذ والرد وسوق ما يراه من الحجج أو الشبه أو نفي ما أدينهم به من البدع والضلال!.
بل سلك طريقاً غريباً انفرد به!؛ وهو أنه يرى أنَّ مجرد سياق الكلام المنتقد وبيانه من هذا أو ذاك أو منهج هذه الجماعات وعقيدتها أو تلك؛ يراه جريمة وتكفيراً من خلال إلزاماته الباطلة!. فإذا سقتَ كلاماً لشخص معين وبينتَ ما فيه من الضلال، فهذه عنده تكفير المعين!، ومخالف لمنهج السلف!، وغلو!؛ مع إنك لم تصرح بالتكفير!!)). 
قلتُ: وهذه طريقة يستعملها كل مميع!، بل ويستعملها الروافض والصوفية!!، الذين ينكرون على أهل السنة وصف الدعاء من الأموات بالشرك، بدعوى أنَّ في ذلك تكفيراً لهم!.
واليوم الحلبي - وهو يحذو حذو المأربي في كل شيء مع الأسف! - يستنكر على السلفيين - الذين بيَّنوا أنَّ رسالة عمان تشتمل في طياتها على فكرة التسامح بين الأديان والتعايش السلمي بينها من خلال إيجاد قاعدة مشتركة للالتقاء مع الأديان؛ وهذه هي فكرة وحدة الأديان - الحلبي ينكر عليهم ذلك، ويعده تكفيراً لصاحب الرسالة والموقعين عليها والمؤيدين لها!!.
فماذا يريد الحلبي؟!
يريد من السلفيين أن يسكتوا عما في رسالة عمان من ضلالات وانحرافات؛ وإلا لزمهم تكفير الحكام والموقعين على الرسالة!، أو لزمهم فتح باب للخوارج للطعن في الحكام!!.
ولما كان الحلبي من المؤيدين للرسالة، المثنين عليها، المدافعين عنها، فقد تكلَّم الشيخ ربيع والمشايخ وطلبة العلم فيه بسبب ذلك، ولكنه أصرَّ وعاند وراوغ وتلاعب وجنَّد أنصاره لنصرة هذه الرسالة ومحاربة مَنْ يطعن بها ويبين ما فيها من باطل وضلال، حتى حكم المشايخ بتبديعه في آخر المطاف بعد أن عجزوا معه.
واليوم الحلبي يطالب السلفيين الذين بدَّعوه بتكفيره!، ويقرُّ على نفسه أنه قد توفرت فيه شروط التكفير!، وانتفت عنه موانعه!، وقامت عليه الحجة!، فيلح بشدة على السلفيين على الحكم بتكفيره وأن لا يكتفوا بتبديعه!!، ويعد تبديعه تنازلاً مرفوضاً أو تناقضاً مردوداً!!!.
وهذا الأمر – حقيقة – غريب، يدل على المستوى المنحدر الذي بلغه هذا الرجل!.
فبدلاً من أن يثبت بالأدلة والبراهين وأقوال أهل العلم أنَّ الرسالة ليس فيها ما يدل على فكرة وحدة الأديان، ويثبت أنَّه لا فرق بينها وبين رسالة الإسلام الحق الوسطية؛ وهي شارحة لها، أو ينفي عن نفسه أنه يثني على هذه الرسالة، بدلاً من ذلك: راح يصرف أنظار القراء إلى مسألة تكفيره وتكفير الموقعين والمؤيدين!.
يطالب الحلبي الشيخ ربيعاً حفظه الله تعالى أن يكفِّره!؛ ما دام أنه – يعني الحلبي - يقول بوحدة الأديان ويدافع عنها، مع علمه بأنها عقيدة كفرية، وصرَّح بذلك من غير إكراه، وبقصد القلب.
فيتساءل الحلبي:
لماذا توقف الشيخ ربيع في تكفيره؟
أو
لماذا تنازل من التكفير إلى التبديع؟!
والحلبي يريد جواباً على هذا السؤال.
وجوابه هو:
أنَّ مانع (الجهل) الذي يمنع من تكفير المعين ليس المراد به: جهل الحكم وهو الكفر وما يترتب عليه، بل يراد به: جهل ما في القول أو الفعل من كفر.
مثال للتوضيح:
المسلم الذي يجهل أنَّ الدعاء من الصالحين الأموات شرك، لكنه يعلم أنَّ الشرك لا يغفره الله، ويحبط العمل، ويجعل صاحبه مخلداً في جهنم.
فهذا يجهل ما في قوله أو عمله من شرك، لكنه لا يجهل الحكم!، فهذا معذور بالجهل.
لكنَّ المسلم الذي يعلم أنَّ الدعاء من الصالحين الأموات شرك، لكنه يجهل الأحكام المترتبة على ذلك في الدنيا والآخرة، فهذا يجهل الحكم!، فليس بمعذور.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى في شرح كشف الشبهات: ((فالواجب قبل الحكم بالتكفير أن ينظر في أمرين:
الأمر الأول: دلالة الكتاب والسنة على أنَّ هذا مكفِّر؛ لئلا يفتري على الله الكذب.
الأمر الثاني: انطباق الحكم على الشخص المعين بحيث تتم شروط التكفير في حقه، وتنتفي الموانع.
ومن أهم الشروط: أن يكون عالماً بمخالفته التي أوجبت كفره؛ لقوله تعالى: "ومَنْ يشاقق الرسول من بعدما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً"، فاشترط للعقوبة بالنار أن تكون المشاقة للرسول من بعد أن يتبين الهدى له.
ولكن؛ هل يشترط أن يكون عالماً بما يترتب على مخالفته من كفر أو غيره، أو يكفي أن يكون عالماً بالمخالفة وإنْ كان جاهلاً بما يترتب عليها؟
الجواب: الظاهر الثاني؛ أي إنَّ مجرد علمه بالمخالفة كاف في الحكم بما تقتضيه؛ لأنَّ النبي صلى الله عليه وسلم أوجب الكفارة على المجامع في نهار رمضان لعلمه بالمخالفة مع جهله بالكفارة، ولأنَّ الزاني المحصن العالم بتحريم الزنى يرجم وإنْ كان جاهلاً بما يترتب على زناه، وربما لو كان عالماً ما زنى)).
ثم ذكر الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى - بعد هذا - كلاماً نافعاً في مسألة التوقف في التكفير لشبهة أو تأويل، مع عدم التوقف في التبديع، وضرب مثالاً في ذلك: الخوارج؛ الذين كفَّروا أكثر الصحابة واستحلوا دماء المسلمين، ولم يرد عن أحد من الصحابة أنه كفَّرهم؛ مع إنَّ استحلال دماء المسلمين كفر كما هو معلوم، ومع هذا لم يتوقفوا في تضليلهم وقتالهم ومفارقتهم وتسميتهم بالخوارج.
ونضرب مثالاً آخر: الجهمية؛ الذين قالوا بخلق القرآن، فإنَّ الإمام أحمد رحمه الله تعالى دعا للخليفة وغيره ممن ضربه وحبسه، واستغفر لهم، وحللهم مما فعلوه به من الظلم والدعاء إلى القول الذي هو كفر، فلم يحكم بكفرهم، لكنه بدَّعهم وضللهم.
أقول: فهؤلاء المبتدعة لم يكفروا لمانع التأويل والشبهة، ولكنهم مبتدعة!.
فأي شيء يعيبه الحلبي على الشيخ ربيع حفظه الله تعالى؟!
هل توقف السلف الصالح في تبديع هؤلاء؟
كلا.
هل توقف السلف الصالح في تكفيرهم؟
نعم.
فأين المخالفة؟!
وأي الفريقين موافق لما عليه السلف؟!
الجواب يعرفه اللبيب الفطن.

وينبغي أن نعلم أنَّ أصل الخلاف مع الحلبي في مسألة رسالة عمان هو: 
هل رسالة عمان تحتوي في طياتها على الدعوة إلى وحدة الأديان أم لا؟!
وكان على علي الحلبي أن يقبل حكم الشيخ العباد حفظه الله تعالى - ولطالما تمسَّح به وتستر - ولكنه تجرأ هذه المرة وخرج على الشيخ العباد نفسه، وجعل ما استنكره الشيخ العباد من رسالة عمان - بعد أن لاحظ فيها الشيخ حفظه الله تعالى عبارات ترشد إلى هذه الفكرة الخبيثة القبيحة الباطلة - هو الدليل الظاهر الجلي على سلامة الرسالة من فكرة وحدة الأديان!!.
وقد فصَّلتُ ذلك في مقال [أمثلة من مخالفات الحلبي للشيخ العباد حفظه الله تعالى].
فبمَنْ يقبل الحلبي حَكماً؛ إنْ رفض حكم الشيخ العباد؟!
وأي انتكاسة في الفهم بلغها هذا الرجل؟!

ومسألة أخرى: وهي أنَّ الحلبي أقر – أخيراً - أنَّ رسالة عمان عليها ملاحظات وانتقادات؛ فقال مخاطباً الشيخ ربيع:((هل لا تَزالُ سدَّدَكَ اللهُ غارِقاً في وَهَم ومُغالَطَةِ أنَّ "رسالة عمّان -مَعَ التسليمِ بأنّ عليها مُلاحظاتٍ، أو انتقاداتٍ-تدعُوإلى عقيدةِ (وحدة الأديان) – الكُفريَّة -؟!)).
أقول: وفي كلامه هذا أمور:
الأول: هذا الكلام يدل على أمرين؛ إما أنَّ الحلبي لا زال يجهل فحوى هذه الرسالة التي تدل على فكرة وحدة الأديان، وإما أنَّ تهوينه وتمييعه الذي صار نهجاً جديداً له في كل خلاف أو مخالفة هو السبب؛ والأمر الثاني هو الأظهر، والله أعلم.
الثاني: لم يذكر الحلبي ما هي هذه الملاحظات أو الانتقادات؟!
ومعلوم أنَّ القراء لا يعرفون عنه إلى الآن إلا ثناءه العام على فحوى الرسالة!!، فكان الواجب عليه أن يبيِّن هذه الملاحظات، والمقام مقام بيان.
وقد قال الحلبي: ((السلفيُّ الفَطِن هو الذي يَخافُ اللهَ تعالى ويتَّقِيهِ، ولا يُقيمُ لِتخوِّفِهِ مِن بعضِ الخَلْقِ أو إرهابِهم له - كائناً مَن كان كيفما كانَ! - وَزناً؛ "فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ")).
فأين العمل بهذا التوجيه؟!
الثالث: أنَّ الحلبي يستعمل الألفاظ التي تهوِّن من حجم المخالفة!، فسمى الكفريات أو الضلالات أو المنكرات أو الانحرافات بإنها (ملاحظات أو انتقادات)، ولو وجد ألفاظاً أهون لأستعملها هنا!.
ولا أدري كيف تكون مجرد ملاحظات أو انتقادات؛ بينما يقول في بعض عباراتها الشيخ العباد: ((أما كونه يقال: إنَّالديانات بعد بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم كلها حق!، وأنها معتبرة!، وأنه لا فرق بينها!؛ فهذا الكلام من أبطل ما يكون, ومن أقبح ما يكون)).
ولينظر القارئ ماذا فهم الشيخ العباد من الرسالة؟!
الديانات كلها حق!
الديانات كلها معتبرة!
لا فرق بين الديانات!
ألا يعني هذا؛ أنَّ الشيخ العباد حفظه الله تعالى فهم - من فقرة واحدة من فقرات الرسالة! - أنها تدعو إلى فكرة وحدة الأديان؟!
أم إنه يُسأل عن رسالة عمان، فيتكلَّم عن غيرها؟!
ثم كيف يُقال لمجرد ملاحظات إنها من أبطل ما يكون ومن أقبح ما يكون؟!
أم إنَّ هذا من الغلو في الألفاظ أيضاً؟!
وكذلك لينظر القارئ إلى ما وصف به الشيخ الفوزان رسالة عمان: ((هذا كلامٌ ضلالٌ والعياذ بالله))، ((هؤلاء ليسوا مؤمنين، ليسوا من المؤمنين، فهذا خَلْطٌ وتضليل للنَّاس، يجب إنكاره)).

بل هذا الطيباوي – صاحب التزكيات والثناء العريض من قبل الحلبي! – يقول في وصف الرسالة:
((وبعد قراءتها بتمعن وروية وجدتُ في نصها الأصلي أو ميثاقها أموراً باطلة في ديننا!!،إما بطريق مباشر أو بطريق غير مباشر، وإنْ كان يوجد فيها ما يُستغلّ لتأويل هذه الأمور.
جاء فيها: "هذه الرّسالة السمحة التي أوحى بها الباري جلّت قدرته للنبي الأمين محمد صلوات الله وسلامه عليه،وحملهاخلفاؤه وآل بيته من بعده عنوان اخوّة إنسانيّة،وديناً يستوعب النشاط الإنساني كله،ويصدع بالحق ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ويكرّم الإنسان،ويقبل الآخر".
وصفهم الإسلام بأنه رسالة سمحة، أوحى بها الله إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فيه: إقرار بأنَّ الإسلام دين الله، وأنَّ محمداً صلى الله عليه وسلم نبي ورسول الإسلام، فهذا جيد.
لكن التعريف الحق هو: أن يبيّنوا أنَّ الإسلام نسخ كل الأديان، فلا يقبل الله دينا سواه، وأنَّ محمداً صلى الله عليه وسلمخاتم الرسل والنبيين.
ولكن هل من الحكمة في سياق الدفاع عن الإسلام والتعريف به أن يبدؤوا بهذا القيد؟!)).
قلتُ: فوصف الطيباوي الرسالة بإنَّ فيها أموراً باطلة في ديننا، يعني ليست مجرد ملاحظات كما يزعم الحلبي!!.
ثم لينظر القارئ إلى دفاع الطيباوي وتأويلاته لهذه الأمور الباطلة:
قوله: ((وصفُهم الإسلامَ بأنه رسالة سمحة، أوحى بها الله إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فيه: إقرار بأنَّ الإسلام دين الله، وأنَّ محمداً صلى الله عليه وسلم نبي ورسول الإسلام، فهذا جيد)).
قلتُ: وهل يُنكر هذا اليهود والنصارى الذين يقبلون فكرة حوار الأديان ومن ثم دعوة وحدة الأديان؟!
هم يقرون بأنَّ الإسلام دين الله!
ويقرون أنَّ محمداً نبي الإسلام!
لكن؛ هل الإسلام دين الله الذي لا يقبل سواه؟!
وهل أديانهم سماوية أو محرفة؟
وهل النبي صلى الله عليه وسلم رسول لجميع العالمين أم للمسلمين فقط؟
هذا الذي لا يقرون به!
فأين الجديد الذي يستحق أن يوصف بأنه ((جيد))؟!!
أما قوله: ((لكن التعريف الحق هو: أن يبيّنوا أنَّ الإسلام نسخ كل الأديان، فلا يقبل الله دينا سواه، وأنَّ محمداً صلى الله عليه وسلم خاتم الرسل والنبيين)).
قلتُ: نعم هذا هو المفروض، لكن هل تعرضت الرسالة لذلك؟!
كلا!
فماذا يعني هذا؟!
يعني: تمييع الثوابت وتضييع المسلَّمات!!.
وأما قوله: ((ولكن هل من الحكمة في سياق الدفاع عن الإسلام والتعريف به أن يبدؤوا بهذا القيد؟!)).
قلتُ: سبحان الله!
وهل الحكمة – في مفهومكم! – تعني التمييع والتضييع؟!
هل من أجل الدفاع عن الإسلام والتعريف به يجب أن لا أذكر مسلمات وثوابت لا يصح دين المرء إلا بها؟!
هذا تسويغ واضح لدعاة فكرة وحدة الأديان!؛ فلينتبه الطيباوي وأمثاله لهذا.
ثم يقولون: نحن لا ندافع عن وحدة الأديان!!
وقال الطيباوي: ((وجاء فيها: "ذلك أنّ أصل الديانات الإلهيّة واحد"، وصف المسيحية واليهودية الحالية بأنها ديانات إلهية كلام باطل!،بل هي ديانات شيطانية!!، وكما قال ابن القيم في (هداية الحيارى): الأديان ستة، واحد للرحمن وخمسة للشيطان، وهذه الأديان الستة مذكورة في آية الفصل في قوله تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَىوَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ" الحجفالعبارة الصحيحة أن نقول: "أصل الديانات الإلهي"، ولعل هذا كان قصد المحررين للرسالة، أما الديانات الحالية فشيطانية)).
وقال الطيباوي: ((وجاء فيها: "ترفضها الديانات السّماوية السمحة جميعها"، قلتُ: هذا خطأ بيّن، لا يوصف بالسماحة إلا الإسلام، وهذا مدخل لفظي إلى عقيدة وحدة الأديان!!، وإنْ لم يقصده – ربما - كاتب الرسالة، لأنَّ الديانات الأخرى ديانات شيطانية كافرة!، لا سماحة فيها، ولا خير، وهي محل سخط الله، فيجب أن تكون محل سخط المسلمووصفها بأنها سماوية وصف لها بالشرعية، والأولى تسميتهم كما سماهم القرآن: أهل الكتاب)).
قلتُ: ظاهر من كلام الطيباوي أنه يستنكر ما في الرسالة من باطل وضلال، ولكنه لا يريد إظهار حجمه وثقله كما هو؛ لئلا يُطعن في الحلبي الذي أثنى عليها!!.
ومع هذا؛ لم يتحمَّل الطيباوي في آخر المقال فصرَّح قائلاً:
((وقد قمتُ بنفسي بسؤال الشيخ الحلبي - كتابة - عن الأمر، فقال لي: "بأنه لم يثن على بنود الرسالة!، وإنما كانت خطبته أمام ولي أمر بلده!!، فمدح المبادرة التي جاءت في عقب سلسلة تفجيرات استهدفت بلدهم، والتي كان القصد منها - أي الرسالة - دفع تشويه الغرب للإسلام، وتحريضه على المسلمين. وأنه يستنكر ويرفض كل كلمة وردت في هذه الرسالة أو في غيرها تخالف القرآن أو السنة أو الإجماع". ففهمتُ من كلامه أنه يوم أثنى عليها لم ينتبه إلى تفاصيل ما جاء في هذه الرسالة، وإلى ماحوته من مخالفات لشريعتنا الغراء)).
قلتُ: وهذا تصريح من الطيباوي في تخطئة الحلبي في ثنائه على رسالة عمان!
وإذا كان الأمر هكذا؛ فلماذا كان الحلبي يُراوغ ويصر على سلامة الرسالة من المخالفات!؛ والتي منها: ألفاظ لهامدخل إلى عقيدة وحدة الأديان كما أقر الطيباوي هنا؟!
وأما كون الحلبي لم يثن على بنود الرسالة؛ فهذا لا يعفيه عن الإدانة!، لأنه أثنى على فحوى الرسالة كما صرح، وفحواها الدعوة إلى هذه الفكرة الخبيثة!.
وأما كونه أثنى عليها بين يدي ولي أمرهم؛ فهذا جزء من الحقيقة!، فقد أثنى عليها في كتابين أو ثلاث من كتبه منتشرة، ولا زال ثناؤه إلى الآن!، وأثنى عليها طلابه وأنصاره ثناء كبيراً، وقاموا بنصرتها وشرحها في عدة مقالات ومجالس ولقاءات؛ ولا زالت في منتداهم إلى الآن!!.
ولم يبين لا الحلبي ولا طلابه ولا أنصاره شيئاً من هذه المخالفات أو الملاحظات!!.
بل قاموا بتسويغها وتأويلها تأويلاً متعسِّفاً، يدل على تأثرهم بهذه الفكرة الخبيثة!؛ والله المستعان.
ولا أعرف – بحسب علمي – أحداً منهم انتقدها وذكر شيئاً مما فيها من مخالفات إلا الطيباوي على حياء!.
ومقال الطيباوي [صِناعَة التَّبدِيع فِي زَمَن الشَّيخ رَبِيع - النَمَوذَج: وَحْدَةُ الأَديَان -] يشتمل على عدة تناقضات ومغالطات وتحريفات وتلبيسات!، هذا ما عدا مقدماته السفسطائية الفلسفية!، لكنه صرَّح فيه بشيء من مخالفات أو ضلالات رسالة عمان، وأوَّلَ الباقي؛ وهو الأصرح والأظهر!!!.
ثم يقولون:
نحن لا ندافع عن وحدة الأديان!!
أقول:

وأكتفي بهذا القدر، وأما باقي كلام الحلبي في مقاله الجديد فمجرد تهويل وتشغيب شبعنا منه ومن أمثاله مثل ذلك، فلا يستحق الجواب عنه، ولا ضياع الوقت فيه.والله الموفِّق.==========================================الوجه الآخر لموقف الشيخ ربيع المدخلي من أهل الأهواء والبدع : اضطراب أم تلاعب ؟!!!
الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على محمد وعلى آله وصحبه والتابعين ...أما بعد:فإن الله تعالى قد جعل المسلم أخا لكل مسلم ؛ فقال سبحانه [إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ] , وأوجب على المسلمين حقوقا مشتركة فيما بينهم بناء على حق الإخوة هذا , كما في حديث أبي هريرة –رضي الله عنه- عن النبي –صلى الله عليه وسلم- أنه قال [المسلم أخو المسلم , لا يظلمه , ولا يخذله , ولا يحقره] .ومن حديثه –رضي الله عنه- عن النبي –صلى الله عليه وسلم- أنه قال : [خمس من حق المسلم على المسلم : رد التحية , وإجابة الدعوة , وشهود الجنازة , وعيادة المريض , وتشميت العاطس إذا حمد الله عزوجل] .ورغب –عليه الصلاة والسلام- بتمتين آصرة الأخوة بين أهل الإيمان فقال من حديث أبي موسى الأشعري [المؤمن للمؤمن كالبنيان , يشد بعضه بعضا , ثم شبك بين أصابعه] .وما كان هذا الحرص على جانب الإخوة الإيمانية وحقوقها إلا ليكون خادما لحفظ الدين , ولهذا فقد وجه النبي –صلى الله عليه وسلم- إلى إهدار بعض حقوق المسلم المخالف لأحكام الدين وشرائع رب العالمين ؛ فحق الدين مقدم على حق أشخاص المسلمين , ومن هنا قال السلف بهجر أهل البدع والأهواء وعقوبتهم وإذلالهم –إن كانت المصلحة فيه- كما دلت عليه الآثار الكثيرة المتضافرة ، والفهوم الفقهية الناضرة .ولكنه ليس هجرا عاما مطلقا –كما هي مقالة الخوارج- , بل هو هجر منضبط برجحان المصلحة منه , متفاوت تبعا لما في المبتدع من خير وشر , وتبعا لنوع الشر إلى غير ذلك مما قرره شيخ الإسلام في قاعدة جامعة هامة في مجموع الفتاوى (28\205-210) , وكان مما قاله فيها –باختصار وتصرف يسير- :
1- "إن التعزير بالهجر لمن كان داعيا إلى البدع المخالفة للكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة التي ظهر أنها بدع , وهو حقيقة قول من قال من السلف والأئمة بالهجر .

2- إن الهجر يختلف باختلاف الهاجرين في قوتهم وضعفهم وقلتهم وكثرتهم فإن المقصود به زجر المهجور وتأديبه ورجوع العامة عن مثل حاله . فإن كانت المصلحة في ذلك راجحة بحيث يفضي هجره إلى ضعف الشر وخفيته كان مشروعا . وإن كان لا المهجور ولا غيره يرتدع بذلك بل يزيد الشر والهاجر ضعيف بحيث يكون مفسدة ذلك راجحة على مصلحته لم يشرع الهجر .

3- لا يكون هجر المخالفين من المبتدعة ونحوهم هو الصالح دائما , بل قد يكون ضده من التأليف هو الأنفع ؛ فالتأليف لبعض الناس قد يكون أنفع من الهجر , والهجر لبعض الناس أنفع من التأليف ؛ ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يتألف قوما ويهجر آخرين ؛ كما أن الثلاثة الذين خلفوا كانوا خيرا من أكثر المؤلفة قلوبهم لما كان أولئك كانوا سادة مطاعين في عشائرهم فكانت المصلحة الدينية في تأليف قلوبهم وهؤلاء كانوا مؤمنين والمؤمنون سواهم كثير فكان في هجرهم عز الدين وتطهيرهم من ذنوبهم , وجواب الأئمة كأحمد وغيره في هذا الباب مبني على هذا الأصل ولهذا كان يفرق بين الأماكن التي كثرت فيها البدع كما كثر القدر في البصرة والتنجيم بخراسان والتشيع بالكوفة وبين ما ليس كذلك ويفرق بين الأئمة المطاعين وغيرهم وإذا عرف مقصود الشريعة سلك في حصوله أوصل الطرق إليه .

4- الهجر لِحظّ الدين هو الهجر الشرعي وهو من الأعمال التي أمر الله بها ورسوله . فالطاعة لا بد أن تكون خالصة لله وأن تكون موافقة لأمره فتكون خالصة لله صوابا ؛ فمن هجر لهوى نفسه أو هجر هجرا غير مأمور به : كان خارجا عن هذا .

5- إن الهجر لِحظّ الدين لا يقطع الموالاة الإيمانية , لأن الهجر من باب العقوبات الشرعية فهو من جنس الجهاد في سبيل الله . وهذا يفعل لأن تكون كلمة الله هي العليا ويكون الدين كله لله . والمؤمن عليه أن يعادي في الله ويوالي في الله فإن كان هناك مؤمن فعليه أن يواليه وإن ظلمه ؛ فإن الظلم لا يقطع الموالاة الإيمانية قال تعالى : [وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ المُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ المُقْسِطِينَ , إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ] ؛ فجعلهم إخوة مع وجود القتال والبغي والأمر بالإصلاح بينهم .
فليتدبر المؤمن الفرق بين هذين النوعين ؛ فما أكثر ما يلتبس أحدهما بالآخر وليعلم أن المؤمن تجب موالاته وإن ظلمك واعتدى عليك والكافر تجب معاداته وإن أعطاك وأحسن إليك .

6- إذا اجتمع في الرجل الواحد خير وشر وفجور وطاعة ومعصية وسنة وبدعة : استحق من الموالاة والثواب بقدر ما فيه من الخير واستحق من المعاداة والعقاب بحسب ما فيه من الشر فيجتمع في الشخص الواحد موجبات الإكرام والإهانة فيجتمع له من هذا وهذا كاللص الفقير تقطع يده لسرقته ويعطى من بيت المال ما يكفيه لحاجته .
هذا هو الأصل الذي اتفق عليه أهل السنة والجماعة وخالفهم الخوارج والمعتزلة ومن وافقهم عليه فلم يجعلوا الناس لا مستحقا للثواب فقط ولا مستحقا للعقاب فقط" .


موقف الشيخ ربيع المدخلي من أهل الأهواء والبدع

وبعد هذه اللمحة السريعة حول (منهج سلف الأمة في الموقف من أهل الأهواء والبدع) –من خلال تقرير شيخ الإسلام ابن تيمية له- ؛ ننتقل لعرض موقف الشيخ ربيع المدخلي –المشهور عنه- من أهل الأهواء والبدع , مصدرين إياه بإيضاح حقيقة موقف الشيخ ربيع المدخلي مما قرره شيخ الإسلام ابن تيمية –آنفا- !!
فالشيخ ربيع قد صرح في مواطن عدة من كتبه وأجوبته بمخالفته لما قرره شيخ الإسلام من أصول وضوابط في باب الموقف من هجر أهل البدع والأهواء , بما يدلل على التباين والاختلاف -في هذه المسألة الهامة التي تميز منهج الشيخ ربيع- بين الشيخ ربيع –من جهة- وشيخ الإسلام ابن تيمية –من جهة أخرى- , ومن ذلك :

أولا- تقريره : أن هجر أهل البدع هو عام مطلق غير مقيد بالمصلحة والمفسدة , وبالتالي رفض ما قرره شيخ الإسلام من التفصيل في هجر المبتدع , وتقييده بالمصلحة والمفسدة , كما جاء في أجوبته المنشورة تحت عنوان (رد شبهات المائعين والذب عن السلفيين) , جوابا على السؤال التالي:
"(س\7) : هل هجر أهل البدع والتضييق عليهم وعدم مخالطتهم بإطلاق كما نقل السلف ودوّن الأئمة في كتبهم ؟ أم هو على التفصيل وينظر كل شخص إلى المصلحة والمفسدة وكل يرجع إلى عقله مما يؤدي إلى التمييع؟
قال الشيخ : لقد قال شيخ الإسلام -رحمه الله- ينظر إلى المصلحة فيها ، والسلف ما قالوا هذا وشيخ الإسلام جزاه الله خيرا قال هذا وهو اجتهاد منه فإذا أخذنا بقوله ، فمن هو الذي يميز المصالح من المفاسد ؟
فهل الشباب وصلوا إلى هذا المستوى ؟... .
(س\8) : بارك الله فيك يا شيخ إذا الواجب علينا أن نعمل بقول السلف وليس بقول شيخ الاسلام ابن تيمية -رحمه الله- خاصة في زماننا هذا الذي صار فيه الجلوس لأهل البدع شعارا للعلم والله المستعان ؟
الشيخ : الذي يقوله السلف هو الأحوط بالتجربة والواقع ، والمصلحة والمفسدة إذا أدركها العالم فليستخدمها، أما الصغير ما يستطيع , إذا أدركها العالم المحصن , لا بعض العلماء قد يكون ضعيف الشخصية فتخطفه البدع كما حصل لعدد كثير من الأكابر خطفتهم البدع بسهولة ...
"!!

ثانيا- تقريره : أن المبتدع لا يحب على قدر طاعاته , ويبغض على قدر بدعته ومعاصيه ؛ بل ليس له إلا البغض والهجران والمقاطعة , وبالتالي صرح بمخالفته لشيخ الإسلام ابن تيمية في تقريره لأن المبتدع قد يجتمع في حقه حب وبغض , وانتصر للقول : أن أهل البدع ليس لهم إلا البغض المطلق ؛ فلا يجتمع في حقهم حب على ما فيهم من السنة وبغض على ما فيهم من البدعة ؛ بل ليس لهم إلا البغض , وقول الشيخ ربيع هو من جنس أقوال الخوارج والمعتزلة –كما تقدم حكايته عن شيخ الإسلام ابن تيمية- .
وتقرير الشيخ ربيع –هذا- ورده على شيخ الإسلام ابن تيمية –في هذه المسألة- قد جاء في كتابه عون الباري (2\978-981) –مختصرا- جوابا على السؤال : "س\هل يجتمع في الرجل المبتدع حب وبغض؟
الجواب ... : إذا تأملنا كلام السلف ، واستقرأنا عموم كتب السنة ، فلا نجد هذا التوزيع، توزيع القلب في قضية أهل البدع ، إلى حب من جهة ، وبُُغض من جهة ، لا نجد ذلك ، و لا نجد من السلف إلا الحث على بُغضهم وهجرانهم، بل قد حكى عدد من الأئمة الإجماع على بُغضهم وهجرهم ومقاطعتهم ... ، حكوا الإجماع على بُغض أهل البدع ، وهجرانهم ، ومقاطعتهم ، هذا الإجماع من الصحابة ومن بعدهم.
وأظن أنه ما يستطيع إنسان أن يجمع بين الحب والبُغض ، ويوزعهما ويقسمهما قسمين، البغض على قدر ما ارتكب من البدعة ، والحب على ما بقي عليه من السنة ، فهذا تكليف بما لا يُطاق، وكل ّ يؤخذ من قوله ويردّ .... .
فالقول بأن نُحبَّه على قدر ما عنده من سنة، ونُبغضه على قدر ما عنده من البدع ، هذا الكلام لا يوجد عند السلف .
وقد ناقشنا هذه الفكرة في بعض الكتابات . الرد على أهل الموازنات ، ومن يتعلق بالموازنات ، ويتستر بكلام شيخ الإسلام ابن تيمية الذي يرى أن الانسان يُحَبُّ على قدر ما عنده من السنة ، ويُبغض على قدر ما عنده من البدع.
ورددنا على هذه الأشياء بكلام السلف ، ومواقفهم ، بل بإجماعهم 
"!!

ثالثا- تقريره : أن المبتدع لا يوالى على قدر طاعته وإيمانه , بل ليس له إلا الهجران والمقاطعة , وهذا ما دفعه إلى التقول على مقصد شيخ الإسلام في تقريره : أن المبتدع يوالى على قدر طاعته وإيمانه ؛ كما جاء في مجموع الكتب والرسائل (14\155-157) جوابا على سؤال: "هل يعامل المبتدع معاملة الفاسق في الولاء والبراء أي يُوالى على ما فيه من إيمان ,ويُعادى على ما فيه من بدع ؟
الجواب : الذي قرّره أهل السنة وحكوا عليه الإجماع أن المبتدع أشدّ من الفاسق ؛الفاسق له صفة فاسقة ؛الفاسق غالبا يحترم أهل العلم وأهل الفضل وأهل الاستقامة ويتمنى أن يلحق بهم ,لكن المبتدع يُخاصمهم ويؤذيهم ويعاديهم ويحتقرهم وينتقصهم ... .
فالسلف قرروا هجرانهم وبغضهم ومقاطعتهم ,وهذا الذي يسأل لا أدري إن كان سلفيا أو هو مخدوع بمنهج الموازنات ,يعني يحبه على ما فيه من إسلام ,ويبغضه على ما عنده من بدع ؛هذا منهج الموازنات ويُنسب هذا الكلام إلى ابن تيمية لكن لا يقصد شيخ الإسلام هذا الذي يقصده هؤلاء
" !!

رابعا- يرى الشيخ ربيع المدخلي : أن من بدعه العلماء بحجة فلا يجوز الدفاع عنه , وعلى كل الناس المحتكين به أن يأخذوا بهذا القول , كما قال في مجموع الكتب والرسائل (1\490) : "إن كان مع العلماء حجة على تبديع هذا الرجل ؛ فعلى طلابه وعلى كل الناس الذين يحتكون به أن يأخذوا بهذا الحق , ولا يجوز لهم أن يدافعوا عنه"!!
نقول : وغالب صنيع الشيخ يدل على غضّ النظر عن كون هذه الحجة معتبرة ، أم لا !

خامسا- ويرى الشيخ ربيع المدخلي : أن إحسان الظن بأهل البدع مخالفٌ لمنهج الله تبارك وتعالى ؛ كما هو نص كلامه في شريطه (الموقف الصحيح من أهل البدع) : "فإحسان الظن بأهل الانحرافات، وأهل البدع والضلالات، مخالفٌ لمنهج الله تبارك وتعالى، فلا بد من الحذر منهم"!
نقول : هكذا ... دون تمييز منه -غفر الله له-بي مبتدع ومبتدع !
وبغضّ النظر عن قدْر بدعة هذا ، أو بدعة ذاك !
ودون تمييز بين الملاحظ التي ذكرها شيخ الإسلام ابن تيمية -فيما يتعلق بقوة أهل السنة ، أو ضعفهم، وقوة أهل البدع وضعفهم- !

سادسا- ويرى الشيخ ربيع المدخلي : أن السلفيين لا يستطيعون التعايش مع أهل البدع ؛ كما في كتابه"أهل الحديث هم الطائفة المنصورة"-والذي كان قد طلب من شيخنا الحلبي- قبل نحو عشرين سنة!- تقريظه - أيامَ كان معدوداً -عنده-من أهل العلم ! ومعتبرا من تلاميذ الشيخ الألباني!-:
"والمجاهدون السلفيون يجاهدون في سبيل الله لإعلاء كلمة الله، فإذا طهروا بلداً من أدناس الشرك والإلحاد؛ أقاموا فيه حاكمية الله قبل أن يستعيدوا أنفاسهم؛ لأن حاكمية الله وبغض الطواغيت تجري في دمائهم لا كلاماً يلاك على الألسن .
وأما موالاة أعداء الله؛ فحدِّث ولا حرج عن غيرهم، أما هم؛ فالحمد لله هم أنظف الناس وأنزههم منها، بل حتى لا يستطيعون التعايش مع أهل البدع؛ فكيف بالكفار الصرحاء؟!
".

سابعا- ويرى الشيخ ربيع المدخلي : (التحذير المطلق) من مخالطة أهل البدع ومجالستهم , كما قال في مقال (أئمة الحديث ومن سار على نهجهم هم أعلم الناس بأهل الأهواء والبدع) : "وكان الأئمة من التابعين ومن بعدهم يحذرون من مجالسة أهل الأهواء".
وقال في مجموع المؤلفات (14\348): "إياكم ومجالسة أهل الأهواء؛ فإن لهم شُبها , وربما أحدهم يستدرجك ويقول لك : ادخل معهم وأصلح من الداخل وهم لا يصلحون إلا ما شاء الله نادر جدا , أو لتعرف ما عندهم , هذه الطريقة ليست من الإسلام , الإسلام يرفضها".
وفي مقال (علماء الجرح والتعديل هم حماة الدين) يقرر أن : "علماء السنة وأئمة الجرح والتعديل فهم والله العلماء حقاً وهم الذين يقومون على أهل البدع ويقمعونهم في كل زمان ومكان , وكتب الجرح والتعديل وكتب الجرح الخاص مليئة ببيان حال أهل البدع ... . وما اكتفوا بهذا بل قاموا بتأليف الكتب في بيان عقائد أهل السنة والذب عنها وعن أهلها وعلى رأسهم الصحابة وبيان البدع وأهلها والطعن فيهم والتحذير منهم ومن بدعهم ومن كتبهم , والتحذير المطلق من دعاتهم وغلاتهم فلا يُجالَسون ولا يؤخذ منهم الحديث".

ثامنا – ويرى الشيخ المدخلي : أن أهل البدع لا يستفاد منهم شيئ من علوم القرآن والسنة , ومن ذلك قوله في مجموع الكتب (15\28) : "أنت في بلد ما تجد من طلبة العلم إلا أهل البدع والضلال , ولا تجد من أهل السنة أحدا , فأنا أفضل لك الجهل مع سلامة الفطرة على أخذ العلم من أهل البدع , اللهم إلا إذا كان هذا الشخص لا يدعو إلى بدعته إطلاقا ؛ فيمكن أن تأخذ منه النحو أو بعض العلوم , أما العقيدة , بل القرآن والحديث , لا تأخذ منه , لأن الحديث قد دُوِّن , والقرآن محفوظ –والحمد لله- وتفسيره موجود ومحفوظ –والحمد لله- ".
وقال في مجموع الكتب والرسائل (15\52-53) -ناصحا بعدم الانتفاع من أشرطة الحزبيين- : "لا تستمع لأشرطة الحزبيين ؛ فضررها أكبر من نفعها ... , فالحذر الحذر من السماع لاهل البدع , ومن السماع لأهل الأحزاب المنحرفة عن منهج الحق... .
فعلى من يريد أن يحافظ على عقيدته ودينه ومنهجه أن يبتعد عن أسباب الفتن , فيبتعد عنها سواء كانت أشرطة أو كتب أو مجلات
".
وقال في نفس المصدر (15\58) –نافيا وجود ردود نافعة للحزبيين على المبتدعة من الأشاعرة ونحوهم- : "لم نر لهم ردودا ينتفع بها , بل رأيناهم ينقلون كلام شيخ الإسلام ابن تيمية ثم يأتون بمنهج الموازنات ليميعوا هذه الردود".
ولم تسلم تحقيقات الحزبيين لكتب التراث من نقد الشيخ ربيع حيث قال في مجموع الكتب والرسائل (15\177) : "رأينا الكتب التي تناولها الحزبيون : أنهم أساءوا إلى تحقيق هذه الكتب , ونهجوا فيها نهج التمييع؛ فيكون مقصود المؤلف أمرا معينا وقضية معينة يعالجها ويريد أن يقنع المسلمين في ضوء الكتاب والسنة ومنهج السلف , ويأتي هذا المتحزب فيؤوّل كلام المؤلف ويميعه ويبعد النُّجعة عن قصد المؤلف... .
فيجب على أهل السنة أن يشمروا عن ساعد الجد لخدمة التراث السلفي حتى لو سبق هؤلاء إلى خدمته , وعبثوا به , فعلى هؤلاء أن يصححوا , أن يتناولوا المخطوطات من جديد ويصححوها ويحققوها تحقيقا صحيحا , ويبينوا مضامينها في ضوء منهج السلف
".

تاسعا- ويرى الشيخ المدخلي عدم مشروعية النظر في كتب أهل البدع سواء ألفوها حال بدعتهم , أو قبل وقوعهم في البدعة , وسواء كانت مشتملة على البدع أو غير مشتملة عليها , كما جاء هذا واضحا وصريحا في جوابه على السؤال الآتي الذي نقله أحمد بازمول في "صيانته" (ص\692): "السؤال : هل ينتفع بكتب أهل البدع إذا كانت قد ألفت قبل انحرافهم أو بعده إذا كانت خالية من الانحراف وجيدة في الباب؟
فأجاب : إن في كتاب الله وسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وفي تراث سلفنا الصالح الطاهر النظيف من البدع ما يغني عن الرجوع إلى كتب أهل البدع سواء ألفوها قبل أن يقع في البدع أو ألفوها بعد ذالك لأن من مصلحة المسلمين إخماد وإخمال ذكر أهل البدع فتعلق بكتبهم بقصد الاستفادة يرفع من شأنهم ويعلي منازلهم في قلوب كثير من الناس ومن مصلحة المسلمين والإسلام إخماد وإخمال ذكر رءوس البدع والضلالة وما يخلو كتاب من الحق حتى كتب اليهود والنصارى وطوائف الضلال...فالأولى بالمسلم أن يركّز على ما ذكرناه سلفا فإنه آمن للمسلم وأضمن له وأبعد له من أن يكرم من أهانه الله .
هذا ما أقول عن إجابة هذا السؤال وقد لمح بعض الأئمة وذهب إلى أنه لا ينبغي الأخذ عن أهل البدع حتى لو يعني كان حقا وإذا أمكن أخذ الحديث من غير طريق المبتدع فالأولى الابتعاد عنه ولو كان عنده هذا الحديث الأولى الابتعاد عنه إخمادا لذكره كما أسلفنا
".
بل ومنع من الاستشهاد بكلام أهل البدع –ولو كان حقا- ومحققا لمصلحة دون جلب مفسدة في الحال أو في المآل , كما قال في مجموع الكتب والرسائل (13\266) متعقبا الشيخ أبي الحسن بقوله : "(وأرى جواز الاستشهاد بكلام المخالف إن كان حقاً وفي مصلحة دون جلب مفسدة في الحال أو في المآل).
فقال : "هذا منه معارضة منه لمن يحذر من القراءة في كتب أهل الأهواء، مثل سيد قطب وكتَّاب الإخوان المسلمين وهذه هي حيلة الحزبيين في جر كثير من الشباب السلفي إلى الانحراف عن النهج السلفي والارتماء في هوة الضلال، فكم ضاع من أناس بهذه الحيلة ثم أصبحوا خصوماً للمنهج السلفي وأهله".

عاشرا- يرى الشيخ ربيع المدخلي : عدم مشروعية التعاون مع أهل البدع والأهواء ولو كان وفق الضوابط العلمية في المنهج السلفي , كما جاء في رسالة (نصيحة الشيخ ربيع لأهل العراق) –كما هو في قوله - : "قلتم - سدد الله خطاكم وثبتنا وإياكم على منهج السلف الصالح -: قلتم: (أن يتعاون مع كافة المسلمين وفقا للضوابط العلمية في المنهج السلفي، وهذا هو اختيار الشيخ ابن باز، وابن عثيمين، والألباني , ومن أخذ بفتوى الشيخ ربيع فلا يعاب عليه؛ لأن ما هذا الاختلاف في الأخذ، إنما هو من باب الأولى).
أقول –والكلام لا يزال للشيخ المدخلي-: .... سامحكم الله لماذا تجعلونني وحدي في مقابلة الأئمة. فهل أنا وحدي الذي لا يرى التعاون مع أهل البدع والأهواء؟! ؛ فآلاف السلفيين -وعلى رأسهم الأئمة الكبار- وعشرات من المعاصرين يقولون ما نسبتموه إلى ربيع وحده. ومئات النصوص من كلام أئمة السلف فيها التحذير من أهل الأهواء وهجرانهم، بل هناك أئمة نقلوا إجماع أهل السنة على هجران أهل البدع، والتحذير منهم، ومن مجالستهم فضلا عن التعاون معهم
" .
وقال في مجموع الكتب والرسائل (13\270) : "يجب أن نفهم جيدا أن من الصعب أو من المستحيل أن يحصل هذا التعاون في باب الدعوة إلى الله، وذلك أن مفهوم البر والتقوى يختلف فيما بيننا وبين أهل الأهواء والتحزب، فقد يكون ما هو بر وتقوى عند أهل السنة إثم وعدوان عند أهل الأهواء والضلال، فأصول التبليغ الضالة هي بر وتقوى عندهم، وللإخوان المسلمين وغيرهم بدع وضلالات يرونها برا وتقوى ونقدها عندهم ضلال وفتن وأهل الباطل وإن دعوا إلى التعاون فلا يريدون بذلك التعاون على نشر الحق والتوحيد والسنة ومحاربة الضلال والبدع، وإنما يريدون التعاون معهم على نشر باطلهم وبدعهم، ومن هنا نرى أنه يستحيل التعاون معهم... .
ولو كان التعاون معهم ينفع الإسلام والمسلمين لرأيت الإمام أحمد ومن قبله ومن بعده من أهل السنة من أشد الناس استباقا إليه ودعوة متحمسة له دون فرق بين الجهمية والمعتزلة والخوارج والمرجئة
".


نماذج لمواقف الشيخ ربيع المدخلي من أهل الأهواء والبدع

كنّا قد ذكرنا في مقالنا (طعونات الشيخ ربيع المدخلي –وكبار أعوانه- بالسلفيين –علماء ودعاة-) طائفة من أهل السنة والجماعة ممن رماهم الشيخ ربيع المدخلي بالبدعة , وأخرجهم من السلفية بسببها , ومن ثم أجرى فيهم أحكام أهل البدع .
ولكن هذه الأحكام ليست عامة –عند الشيخ المدخلي- فيمن يبدعهم , وإنما هي تكاد تكون مختصة بمن يخاصمهم ممن يبدعهم , وأما من كان يراهم مبتدعة من غير أن تكون بينه وبينهم خصومة شخصية ؛ فإن لهؤلاء-عنده- أحكاما أخرى ومواقف أخرى تعارض تأصيلاته –أعلاه- , وتخالف سلوكياته مع أهل السنة السلفيين الذين قام بتبديعهم وأمر بهجرهم .
وليس معنى هذا أننا نخالف الشيخ ربيع في مواقفه التي سوف نعرضها –أدناه- أو نوافقه عليها , ولا أننا نخالفه في تأصيلاته –أعلاه- أو نوافقه عليها , وإنما مقصودنا من هذا المقال المضي في سلسلتنا الإلزامية للشيخ ربيع المدخلي , ولأتباعه -كشفا لتناقضهم!-: بأن يجروا في الشيخ ربيع ما يجروه في غيره من أحكام بسبب وحدة العلة التي هي مناط الحكم , جاعلينها في أقسام ؛ فنقول وبالله التوفيق :

القسم الأول : التأصيلات .
أولا : يرى الشيخ ربيع المدخلي أن تبديع الأعيان ليس ملزما , وإنما الملزم هو بيان البدع والتحذير منها , كما قال الشيخ ربيع المدخلي في مجموع الكتب والرسائل (15\220): "يسألك: هل ابن حجر مبتدع أو ليس مبتدع؟ تقول: ما أستطيع أن أقول مبتدع، أقول: أشعري عنده أشعرية بينت.
يقول: لا، قل مبتدع.
ما يلزمني شرعا أن أقول هذا , السلف كثيرا ما يترجمون لبعض المبتدعة ولا يقول أحدهم مبتدع ولا يقول قدري ولا يقول رافضي، يترجم له ويمشي، فلا يلزمني أن أقول فلان مبتدع فلان مبتدع، يلزمني أن أبين بدعه وأحذر منها
".
نقول : فإن كان الشيخ المدخلي يرى أنه لا يلزم من الحكم على المعين من الرافضة والقدرية بالتبديع ؛ فما بال الشيخ المدخلي وأتباعه يلزمون بتبديع من لا نسبة بينهم وبين القدرية والروافض ؟!

ثانيا : يرى الشيخ ربيع المدخلي أنه لا يجب اتباع العلماء في تبديعهم من لم تقم الحجة على تبديعه , كما قاله الشيخ ربيع المدخلي في مجموع المؤلفات (9\40-41): "قولك: (أما العلماء إذا تكلموا في مبتدع فيجب اتباعهم) ... .
[أقول:] بناءً على قاعدتك في باب التبديع يلزمك تبديع الإمام البخاري لأن الإمام محمد بن يحيى الذهلي وأصحابه قد بدعوا الإمام البخاري وآذوه ولكن العلماء وعلى رأسهم مسلم إلى يومنا هذا خالفوا الإمام محمد بن يحيى؛ فهل تبدعهم لأنهم لم يتبعوا محمد بن يحيى، وتقول لماذا خالفوه ؛ فأقول: لأنه ليس معه ولا مع أصحابه حجة.
والإمام أحمد نفسه خالف الناس في شريك بن عبد الله النخعي وأبي نعيم لأنه لم تقدم له الحجة على تبديعهما ولو قدموها له لقبلها والتزمها كما عهدنا ذلك منه ومن أمثاله رحمهم الله.
فمدار القبول والرد هو الحجة وعدمها لا الهوى كما قررت أنت هنا في قضايا الاختلاف أي اختلاف أئمة الجرح والتعديل ولا يبعد أن تقررها في كل القضايا كما يفعل أهل الأهواء الذين قلدتهم
".
نقول : إن محمد بن يحيى الذهلي –الثقة- وأصحابه قد بدعوا الإمام البخاري , وجرحوه بسبب مبين مفسر -عندهم-, وهو: ادعاؤهم عليه أنه يقول بخلق القرآن , ومع ذلك ردّه الإمام مسلم لعدم ثبوته عنده .
فأين قول الشيخ ربيع المدخلي –هنا- من إيجابه قبول الجرح المفسر –مطلقا- , لا بل وإيجابه قبول حكم الثقة -باعتباره خبرا واجب القبول- ؟!
بل ما قول الشيخ ربيع المدخلي فيمن رفض موافقته على تبديعه للأبرياء , لأنه نظر في أقواله فلم ير فيها حجة تُثبت التبديع ؟!

ثالثا : رفضه لقاعدة (من لم يبدّع المبتدع فهو مبتدع) واعتباره إياها قاعدة حدادية , كما قال في مجموع الكتب والرسائل (9\508-509): "لماذا لم تذكر منهج الحداد الذي تعرفه حق المعرفة، ألا وهو: الحرب على علماء المنهج السلفي المعاصرين، والعداوة والبغضاء لهم دون استثناء أحد، والحط على شيخ الإسلام ابن تيمية، وابن القيم، وابن أبي العز، وكتابه: (شرح الطحاوية).
وقيام هذا المنهج على الغلو في التبديع، وأن من لم يبدع من يبدعه الحداديون فهو مبتدع , وعلى هذا الأساس ناقشني عبد اللطيف ـ بحضور الحداد ـ في تبديع أشخاص معينين، يتقاعس عن تبديعهم العلماء
".
وقوله في مجموع الكتب والرسائل (9\401) -مبينا معالم"منهج الحدادية-:
1 - بغضهم لعلماء المنهج السلفي المعاصرين وتحقيرهم وتجهيلهم وتضليلهم والافتراء عليهم ولا سيما أهل المدينة، ثم تجاوزوا ذلك إلى ابن تيمية وابن القيم وابن أبي العز شارح الطحاوية، يدندنون حولهم لإسقاط منزلتهم ورد أقوالهم.
2 - قولهم بتبديع كل من وقع في بدعة، وابن حجر عندهم أشد وأخطر من سيد قطب.
3 - تبديع من لا يبدع من وقع في بدعة وعداوته وحربه، ولا يكفي عندهم أن تقول: عند فلان أشعرية مثلا أو أشعري، بل لابد أن تقول: مبتدع وإلا فالحرب والهجران والتبديع
".

القسم الثاني : موقفه من أهل الأهواء والبدع .

رابعا : مدحه وثناؤه على أهل الأهواء والبدع , وقد تقدم أمثلة ذلك في مقالنا السابق (ثناء الشيخ ربيع المدخلي على أصحاب بدع الاعتقادات(!) وإثبات تناقضه في الموازنات!) .

خامسا : موازنته في معرض نقده لبعض أهل البدع والأهواء , كما تقدم أمثلة ذلك في مقالنا السابق (ثناء الشيخ ربيع المدخلي على أصحاب بدع الاعتقادات(!) وإثبات تناقضه في الموازنات!) .

سادسا : توقيره لبعض أهل الأهواء والبدع , ومن أمثلة ذلك :
1- وصفه لـ(عصام البرقاوي) –التكفيري الخارجي- الشهير بـ(أبي محمد المقدسي التكفيري الخارجي) بـ(الأخ) و (أخي) في مواضع عدة من مجموع الكتب والرسائل ومن ذلك : (1\249) –موضعين- , (1\251) .
2- وفي رد الشيخ ربيع المدخلي على سلمان العودة المسمى (أهل الحديث هم الطائفة المنصورة الناجية) والمطبوع ضمن مجموع الكتب والرسائل (10\527-711) وصف (سلمان العودة) بـ(الشيخ) أكثر من خمس وعشرين مرة .
3- ومثل ذلك صنع مع سفر الحوالي حيث وصفه بالشيخ –في معرض رده عليه- في أكثر من عشرين موضعا , وفي مقدمتها عنوان رده وهو (مآخذ منهجية على الشيخ سفر الحوالي) .
وقال في مقدمة رسالته –هذه- (11\232) –ضمن مجموع الكتب والرسائل- :"أرسلت هذه المناقشة إلى الشيخ سفر إكراماً له وستراً عليه".

سابعا : ثناؤه على أهل البدع و(حمده لهم) في معرض انتقادهم لغيرهم من أهل البدع , كما قال في مجموع الكتب والرسائل (7\225) : " لو كان انتقاد سيد قطب لمن يسميهم (رجال الدين ) !! منصبّاً على أهل البدع وبدعهم من تعطيل صفات الله تبارك وتعالى وما عندهم من تصوف وغيره ، ومنصبّاً على بدع من يسميهم بالدراويش ، لتعلقهم بالقبور، وتقديمهم الذبائح والنذور لها، واعتقادهم في أهلها أنهم يعلمون الغيب ويتصرفون في الكون . . . ولو كان نقده نصحا لهم وبيانا لضلالهم بالحجة والبرهان لا تهكما وسخرية ، لحمده الله وأهل الحق على ذلك" .

ثامنا : شكر أهل البدع على ما عندهم من الحق , ومن ذلك :
1- شكره للإخوان المسلمين , كما في مجموع الكتب والرسائل (1\329) : "جماعة اهتمت بجوانب من الإسلام سياسيَّة واقتصاديَّة واجتماعيَّة وقدمت الكثير، ويُعرف ما قدّموه بما هو في المكتبات والمنابر والجامعات، وهم يشكرون على هذا الجهد الذي قدّموه".
2- شكره للصوفي -كما هو وصف الشيخ المدخلي له- عبد العزيز قاري , كما في مجموع الكتب والرسائل (11\484) -بقوله-: "من هم أئمة الهدى الذين يشملهم كلامي ؟ سمهم لنا ودع الإجمال في الكلام , فإذا ذكرت أسماءهم فإن كانوا أئمة هدى حقا كالإمام أحمد وإسحاق ومالك والشافعي والبخاري وأمثال هؤلاء تكون قد أسديت إلي معروفا تشكر عليه".
3- شكره لسفر الحوالي , كما في مجموع الكتب والرسائل (11\251) : "نشكر الشيخ سفرا في الجملة على غيرته هذه".
وقال في نفس الصفحة : "نشكر سفرا على غضبه على أبي رية الذي طعن في الصحابيين الجليلين : أبي هريرة ومعاوية –رضي الله عنهما-".
وقوله في مجموع الكتب والرسائل (11\253) : "نشكر الشيخ سفرا على هذه الغيرة وهذا البيان والنصح للإسلام والمسلمين".
4- شكره لعبد الرحمن عبد الحالق , كما قال مجموع الكتب والرسائل (10\245) : " ونحن نشكره في الجملة على هذا الحماس للتوحيد".
وقال في نفس المصدر (10\248) : "إن السلفيين حقا يوافقون الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق ويشكرونه على هذه الغيرة وهذا الموقف من المظاهر الشركية وأنها من الشرك الأكبر".
وقال كذلك في نفس المصدر (10\270) : "ونحن نشكره على هذه الغيرة".
5- شكره لسلمان العودة بقوله في مجموع الكتب والرسائل (10\556) : "وهذه ومضة سلفية يشكر عليها، ولكنه سيناقضها فيما بعد !".

تاسعا : الاعتذار إلى أهل البدع -عنده- في نقده لبعض رموزهم , كما صنع الشيخ ربيع مع جمعية إحياء التراث , حيث قال في مجموع الكتب والرسائل (10\14) : "كانت بيني وبين عبد الرحمن بن عبد الخالق زمالة ومحبة ومودة قائمة من قبلي على الحب في الله عز وجل لما كنت أعتقده فيه من الخير، ولما أبرزه من رسائل تخدم الدعوة السلفية وتسير على المنهج السلفي في الجملة .
وما كنت أعنى كثيرا بقراءة رسائله وليس عندي من أشرطته فيما مضى شيء يذكر.
ثم منذ سنوات صدرت لجمعية إحياء التراث مجلة الفرقان فاطلعت على بعض أعدادها فرأيتها تسير في طريق سياسي طغى على الدعوة، من مقالات سياسية وصور ومقابلات مع النساء وإلغاء بسم الله الرحمن الرحيم منها .
وعلق الشيخ ربيع على هذا الموضع بالقول : (القصد من سوق هذا الكلام بيان ما جرى بيني وبين عبد الرحمن عبد الخالق فقط ، فنرجو من جمعية إحياء التراث :
أولا : عدم التأثر من هذا الكلام وقد عرفت قصدي .
وثانيا : نرجو منها أن تحاول جادة السير في هذه المجلة وغيرها على منهج السلف مع اتساع صدرها للملاحظات النافعة التي لا تريد لها إلا الخير وبذلك تتميز عن غيرها من الجمعيات التي لا تريد نقدا ولا توجيها)
".

عاشرا- مدحه لمن يعامل المبتدعة معاملة حسنة!!من ذلك :
1- مدحه لولاة أمره على معاملتهم الحسنة للرافضة!!
كما جاء في مجموع الكتب والرسائل (12\465) –مخاطبا ابن عطية الرافضي- : "كان ينبغي أن تتذكر المعاملة الحسنة والعناية الطيبة التي تقوم بها قيادة هذه البلاد نحو الشيعة في هذا البلد, وأن تنقل هذه الصورة إلى القيادات الشيعية في إيران والعراق لتعامل أهل السنة بمثلها أو بقريب منها".
2- وكذلك مدحه للشيخين القرعاوي والحكمي –رحمهما الله- , بأنهما كانا لا يهجران أحدا من الفساق والمبتدعة , كما قرره في مجموع الكتب والرسائل (9\161-162) –قائلا- : "وكان من أقوم الدعاة إلى الله بهذه الصفات الشيخ بن باز -رحمه الله- وهو مشهور بذلك , والشيخ عبد الله القرعاوي - رحمه الله- فلقد كان حكيماً رفيقاً لا يواجه الناس بسوء ولا فحش ولقد انتشرت دعوته بهذه الحكمة من اليمن إلى مكة ونجران في زمن قصير وقضى بعد عون الله بدعوته الحكيمة على كثير من مظاهر الجهل والشرك والبدع ، وكان من أبعد الناس عن الشدة والتنفير وكان يشبهه في أخلاقه : الحلم والحكمة والأناة والرفق تلميذه النجيب الشيخ حافظ بن أحمد الحكمي -رحمه الله- فقد ساعد في نشر الدعوة السلفية شيخه القرعاوي -رحمه الله- بهذه الأخلاق وبالعلم الذي بثه وكانا لا يسبان بل ولا يهجران أحداً حسب علمي ويأتيهم الجاهل والفاسق والزيدي والصوفي فيتعاملان معهم بالعلم والحلم والرفق والحكمة الأمور التي تجعل هذه الأصناف تقبل الحق وتعتنق الدعوة السلفية الخالصة".
نقول : هنا الشيخ ربيع يمدح الشيخين القرعاوي والحكمي بأنهما لا يهجران أحدا مع أنه يذم في العادة من لم يهجر أهل البدع لا سيما من يبدعهم هو !!

أحد عشر : قبوله لتوبة أهل البدع , واستعداده للتراجع عن نقد من كانت توبته واضحة وصريحة , ومن ذلك قوله في مجموع الكتب والرسائل (7\38) " بذلت جهدا كبيرا في الوقوف على التوبة الواضحة النصوح من سيد قطب عن أفكاره وعقائده فلم أجد شيئا من ذلك، فإن وجدت ذلك واضحا تراجعت عن نقدي له".
نقول : وكم من رجل انتقده الشيخ ربيع بعد ثبوت تراجعه الواضح الصريح لكن الشيخ رفض قبول هذا التراجع , معللا رفضه , بأن توبته سياسية !!

القسم الثالث : الموقف من تبديع الأعلام لبعض الأعيان .
اثنا عشر : دفاعه عمّن رماه الأعلام بالبدعة ونسبوه إليها , كما في دفاعه عن أبي إسحاق الجوزجاني الناصبي الذي حكم الأئمة بانحرافه , ومنهم :
- ابن حبان كما في كتاب الثقات (8\81082) حيث قال : "إبراهيم بن يعقوب بن إسحاق الجوزجاني كنيته أبو إسحاق السعدي سكن دمشق يروى عن يزيد بن هارون والعراقيين روى عنه أهل العراق والشام وكان حريزي المذهب ولم يكن بداعية إليه وكان صلبا في السنة حافظا للحديث إلا أنه من صلابته ربما كان يتعدى طوره".
ومعنى قوله "حريزي المذهب" أي ناصبي , كما أوضح هذا المعنى الحافظ ابن حجر بقوله في تهذيب التهذيب (1\159) : "ورأيت في نسخة من كتاب ابن حبان حريزي المذهب -وهو بفتح الحاء المهملة وكسر الراء وبعد الياء زاي-: نسبة إلى حريز بن عثمان المعروف بالنصب وكلام بن عدي يؤيد هذا" .
- ومنهم ابن عدي في الكامل (1\310) , حيث قال : "إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني كان مقيما بدمشق يحدث على المنبر ويكاتبه احمد بن حنبل فيتقوى بكتابه ويقرؤه على المنبر وكان شديد الميل إلى مذهب أهل دمشق في التحامل على علي" .
- ومنهم -أيضا- الحافظ الذهبي , حيث قال في سير أعلام النبلاء (1\76) : "قال ابن عدى ... : الجوزجانى كان مقيما بدمشق، يحدث على المنبر , وكان أحمد يكاتبه فيتقوى بكتابه، ويقرؤه على المنبر، وكان شديد الميل إلى مذهب أهل دمشق في التحامل على علي رضي الله عنه ؛ فقوله في إسماعيل: مائل عن الحق يريد به ما عليه الكوفيون من التشيع.
قلت: قد كان النصب مذهبا لأهل دمشق في وقت ، كما كان الرفض مذهبا لهم في وقت، وهو في دولة بنى عبيد ثم عدم - ولله الحمد - النصب، وبقي الرفض خفيفا خاملا" .
- ومنهم -كذلك- الحافظ ابن حجر العسقلاني كما في هدي الساري (ص\406) : "والجوزجاني غال في النصب" , وقال في نفس المصدر (ص\446) : "وأما الجوزجاني فقد قلنا غير مرة إن جرحه لا يقبل في أهل الكوفة لشدة انحرافه ونصبه" .
وقال في لسان الميزان (2\16) : " وممن ينبغي أن يتوقف في قبول قوله في الجرح من كان بينه وبين من جرحه عداوة سببها الاختلاف في الاعتقاد فان الحاذق إذا تأمل ثلب أبي إسحاق الجوزجاني لأهل الكوفة رأى العجب وذلك لشدة انحرافه في النصب وشهرة أهلها بالتشيع فتراه لا يتوقف في جرح من ذكره منهم بلسان ذلقة وعبارة طلقة حتى انه أخذ يلين مثل الأعمش وأبي نعيم وعبيد الله بن موسى وأساطين الحديث وأركان الرواية" .
فالحافظ ابن حجر يرى أن من القرائن القوية التي تدلل على نصب الجوزجاني هو شدة تحامله على أهل الكوفة بسبب تشيعهم , وقال في تهذيب التهذيب (1\159) :"وكتابه في الضعفاء يوضح مقالته" .
بل حكم عليه الحافظ ابن حجر بأنه مبتدع فقال في هدي الساري (ص\556): "الجوزجاني كان ناصبيا منحرفا عن علي ؛ فهو ضد الشيعي المنحرف عن عثمان ؛ والصواب موالاتهما جميعا , ولا ينبغي أن يسمع قول مبتدع في مبتدع" .
ومنهم العلامة المعلمي اليماني حيث قال في التنكيل (1\232) : "وأول من نسب إليه هذا القول إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني وكان هو نفسه : مبتدعاً , منحرفاً عن أمير المؤمنين علي , متشدداً في الطعن على المتشيعين".
لكن الشيخ ربيعا دافع في مجموع الكتب والرسائل عن الجوزجاني , ورفض قبول كلام الأئمة الأعلام فيه ؛ فقال (10\512) : "أبو إسحاق الجوزجاني لم يثبت عنه ما رمي به من النصب -وأنا أعلم هذا والحمد لله- ولكتابه (الشجرة في أحوال الرواة) عندي نسختان وقد نفى محققاهما هذه التهمة بالأدلة الواضحة :.... " .
ثم ساقها الشيخ-غفر الله له- .
نقول : فأين ذهب تأصيل الشيخ ربيع المدخلي أن أقوال الأئمة في باب الجرح والتعديل من قبيل الأخبار الواجب قبولها ؟!
وأين ذهب تقريره –أعلاه- : أن من بدعه العلماء بحجة فلا يجوز الدفاع عنه ؟
وكيف سوّغ الشيخ ربيع لنفسه أن يرد أحكامهم = أخبارهم –عنده- بدعوى عدم ثبوت اتهامهم للجوزجاني عنده , مع أن أقوالهم في القدح بالجوزجاني ثابتة في كتبهم !!
ثم سلّمنا لك –أيها الشيخ- رفضك الأخذ بأقوال الأئمة الأعلام في الجوزجاني ؛ فأخبرنا :
ما الذي يسوغ لك أن ترد أقوال الأئمة الأعلام وهي عندك (أخبار) يجب قبولها ويحرم ردها , وتشنع على من رد أقوالك وهي عنده (أحكام) اجتهادية يسوغ مخالفتها ؟!!
ونحن لو كنّا نتبنى كل ما يقوله الشيخ المدخلي ؛ لقلنا : إن من أصول الشيخ المدخلي ردّ الحق بدعوى (لا يقنعني) !! –كما يشنع هو على مخالفيه- !

ثلاثة عشر : تشنيعه على الملزم له بتبديع من قد بدعه الأئمة الأعلام , معللا بثبوت براءته من البدعة -عنده- ؛ كما صنع في رده على صاحب المعيار في مجموع المؤلفات والرسائل (10\513-514) : " قال صاحب المعيار : (ومما بدّع به ربيع سيد قطب : تنقصه لعثمان -رضي الله عنه- وطعنه فيه، فما له أحجم عن تبديع الجوزجاني مع تحقق علة التبديع وقد ذكرنا نصوص الأئمة في بيان بدعته ؟ بل ما باله يستشهد بكلامه ـ وهو كما بينا ـ في تقرير منهج أهل السنة والجماعة ؟! نترك الإجابة لربيع ومريديه).
أقول ... : من ظلم أهل التحزب تفضيل أهل البدع على أهل السنة وطعنهم في أهل السنة ودفاعهم عن أئمة البدع والضلال وعلى الأقل مساواتهم بين أئمة السنة وأئمة البدع .
فانظر إليه كيف يشغب عليَّ بسيد قطب الذي جمع من البدع الكبرى ما لم يجتمع في غيره .
أيطالبني بتبديع إمام ثبتت براءته عندي لأني ناقشت سيد قطب في ضلالاته الكبرى الكثيرة التي نقلتها بالحرف من كتب ألفها بيده ، وكان يشرف على طبعها ونشرها في حياته إلى أن مات، فكيف يُسوّى بين هذا وبين إمام وجهت له تهمة لم تثبت على محك النقد
" .
نقول : إن كنت -أيها الشيخ- تشنع على من يلزمك بتبديع من بدعه الأئمة الأعلام بجرح مفسر , وأنت ترى مشروعية الإلزام بالجرح المفسر ؛ فعلام تشنع على من يرفض إلزامك له بان يأخذ بتجريحاتك لأنه يراها غير موجبة للجرح , أو مدفوعة بما هو أقوى منها ؟!!
ونحن لو كنّا نتبنى كل ما يقوله الشيخ المدخلي ؛ لقلنا : إن من أصول الشيخ المدخلي ردّ الحق بدعوى (لا يلزمني) !! –كما يشنع هو على مخالفيه- !

القسم الرابع : الموقف من كتب أهل الأهواء والبدع .
أربعة عشر : ثناؤه على بعض كتب أهل البدع , ومن أمثلة ذلك :
1- ثناؤه على مؤلفات ابن عقيل الحنبلي الذي قال فيه ابنُ رجب في «ذيل طبقاتِ الحنابلة» (1/322) عند ترجمته له: «وذلك أن أصحابَنا كانوا ينقمون على ابن عقيل تردُّدَه إلى ابن الوليد وابن التبان -شيخي المعتزلة-، وكان يقرأ عليهما في السِّر علمَ الكلام ويظهر منه في بعض الأحيان نوع انحراف عن السُّنَّة وتأول لبعض الصِّفات، ولَم يزل فيه بعض ذلك إلى أن مات -رحمه الله-».
نقول :
ومع ذلك فقد أثنى الشَّيخ ربيع على مؤلَّفاته في تعليقه على «النُّكت» (1/352) على ابن عقيل فقال: «هو شيخ الحنابلة في وقته ببغداد علي بن عقيل بن محمد أبو الوفاء صاحب «الفُنون» وغيرها من التصانيف المفيدة».
2- وأثنى –كذلك- على السيوطي الأشعري المتصوف , ومدح سائر مصنفاته على ما اشتملت عليه من البدع والانحرافات ؛ فقال في «مجموعِ الكُتبِ والرَّسائل» (3/283) في ترجمته: «هو عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد بن أبي بكر بن عمر بن خليل بن نصر بن الخضر بن الهمام الجلال السيوطي الحافظ الكبير صاحب التصانيف...، وأجاز له أكابر علماء عصره من سائر الأمصار، وبرز في جميع الفنون، وفاق الأقران، واشتهر ذكره، وبعُد صِيتُه، وصنف التَّصانيف المفيدة، كالجامِعَين في الحديث، و«الدُّر المنثور في التفسير»، و«الإتقان في علوم القرآن»، وتصانيفه في كل فن من الفنون مقبولة، وقد سارت في الأقطار مسير النهار».
3- مبالغته في الثناء على كتاب عبد الجبار المعتزلي "تثبيت دلائل النبوة" ، كما جاء في مجموع المؤلفات والكتب (6\152) –قائلا- : "وألف في ذلك القاضي عبد الجبار أحد رؤوس المعتزلة كتابا سماه "تثبيت دلائل النبوة"، أتى فيه بالعجب العجاب في تقرير نبوة رسول الله، حتى إن كثيرا منه لا يدرك أنه من دلائل النبوة إلا بعد تقريره وبيانه".

خمسة عشر : ثناؤه على بعض الكتب التي تقرر البدع , ومن أمثلة ذلك :
1- ثناؤه على كتاب ابن حزم "الفصل في الملل والأهواء والنحل" , على ما فيه من تقرير للعديد من البدع والمخالفات العقدية كما قال في مجموع الكتب والرسائل (6\152) : "وهذه كتب السلف مبثوثة منتشرة بين الناس : كأصول السنة للإمام أحمد , ولابن أبي حاتم والسنة للخلال والشريعة للآجري والإبانة لابن بطة وأصول اعتقاد أهل السنة للالكائي والحجة للأصفهاني وكتب مقالات الفرق ومنها مقالات الإسلاميين لأبي الحسن الأشعري والفصل في الملل والنحل لابن حزم وغير ما ذكرنا كثير , وكلها تنطلق من النصح للأمة ولحمايتهم من غوائل أهل البدع" .
2- وفي النقل السابق ثناؤه –أيضا- على كتاب مقالات الإسلاميين لأبي الحسن الأشعري , والذي يقول فيه شيخ الإسلام ابن تيمية في النبوات (ص\631) : "وتأمّلت ما وجدته في الصفات من المقالات؛ مثل كتاب (الملل والنحل) للشهرستاني، وكتاب (مقالات الإسلاميين) للأشعري؛ وهو أجمع كتابٍ رأيته في هذا الفن، وقد ذكر فيه ما ذكر أنّه مقالة أهل السنة والحديث، وأنّه يختارها، وهي أقرب ما ذكره من المقالات إلى السنّة والحديث، لكنْ فيه أمور لم يقلها أحدٌ من أهل السنة والحديث. ونفس مقالة أهل السنة والحديث لم يكن يعرفها، ولا هو خبيرٌ بها؛ فالكتب المصنّفة في مقالات الطوائف التي صنفها هؤلاء، ليس فيها ما جاء به الرسول، وما دلّ عليه القرآن؛ لا في المقالات المجرّدة، ولا في المقالات التي يذكر فيها الأدلة؛ فإنّ جميع هؤلاء دخلوا في الكلام المذموم الذي عابه السلف وذموه".
نقول : شنع الشيخ ربيع المدخلي وأتباعه على شيخنا الحلبي ثناءه المجمل على (رسالة عمان) , ووصل الأمر بهم إلى أن نسبوه إلى القول بـ(وحدة الأديان) !!!
فهل يصح لنا–إلزاما للشيخ ربيع بصنيعه- أن ننسب إليه القول بما في هذين الكتابين من بدع اعتقادية إليه , لأنه يقرر أنهما من كتب السلف , ويحميان الأمة من غوائل أهل البدع ؛ فهو ينسب للسلف ما فيهما , ويفارق بين البدع وبين ما تضمناه!!

ستة عشر : نقله من كتب أهل البدع –مقرا لها , ومستشهدا بها- في العديد من المواضع , بل ومدحه لنفسه بأمانته في نقله عنهم ؛ فقال في مجموع المؤلفات (10\447) : " إنني والحمد لله لا أستفيد من شخص نصا أو كلمة إلا أنسب ذلك إلى قائله مهما انحط شأنه ببدعة أو غيرها".
ومن أمثلة هذا النقل :
1- نقل في تعليقه على النكت (1\255) عن السبكي الصوفي الأشعري .
2- نقل عن بدر الدين العيني الأشعري , كما في «مجموعِ الكُتبِ والرَّسائل» (11/405) قائلا: «وقال العلامة بدر الدِّين العيني في «عمدة القاري شرح صحيح البخاري»... ».
3- نقل عن الأُبِّي المالكي الأشعري , ووصفه بـ(العلامة)، كما في «مجموعِ الكُتبِ والرَّسائل» (11/405) : «وقال العلامة أبو عبد الله محمد بن خليفة الوشناني الأُبِّي المالكي....».
4- ونقل في مجموع الكتب والرسائل (10\601) عن كتاب (الحسبة في الإسلام) لمحمد رشيد رضا ، ونقل عنه –أيضا- في مجموع المؤلفات (4\395) -ويبدعه الشيخ مقبل بن هادي الوادعي ، ويرفض ذلك الشيخ الألباني-.
5- ونقل –ضمن كلام محمد رشيد رضا- في مجموع الكتب والرسائل (10\602) عن (محمد عبده) ؛ مقرا إياه بقوله : "ومحمد عبده عليه مؤاخذات، منها مخالفته لما عليه أهل السنة والحديث، لكن كلامه هنا يتفق مع منهج السلف وتفسيرهم لهذه الآية".
6- ونقل في مجموع المؤلفات (7\267-) عن كتاب (تجديد الدين) لأبي الأعلى المودودي.
كما ونقل –أيضا- في مجموع الكتب والرسائل (11\329-330) عن كتاب المودودي (الإسلام في مواجهة التحديات) .
7- وأما سيد قطب ؛ فقد أجاز نقل ما كان صوابا من كلامه ؛ كما قال في مجموع الكتب والرسائل (11\55-56) : "فلو اقتصرت على الاستشهاد ببعض كلامه الذي ترى أنه صواب، ثم وقفت عند هذا الحد لاحتمل أهل السنة ذلك".
وليس هذا فحسب , بل نقل الشيخ ربيع –نفسه- عن تفسير سيد قطب (في ظلال القرآن) في أكثر من موضع من مجموع الكتب والرسائل ؛ كما في : (7\10) , (11\330) .
ونقل في مجموع المؤلفات (1\364) عن كتاب سيد قطب : (لماذا أعدموني) .
8- ونقل –كذلك- في مجموع الكتب والرسائل (1\366) عن كتاب عمر التلمساني : (الموهوب أستاذ الجيل) .
9- ونقل عن محمد حسن هيتو الصوفي الأشعري , كما في تعليقه على النكت (2\500) .

سبعة عشر : إحالته إلى كتب أهل البدع , المشتملة على مخالفات عقدية , ومن ذلك :
1- إحالته في تعليقه على النكت (1\218) إلى كلام الرازي في التفسير .
2- وإحالته في تعليقه على النكت (1\218) إلى كلام الغزالي في (المقصد الأسنى في شرح الأسماء الحسنى) .
نقول : فهذه شواهد متواترة دالة على تناقض موقف الشيخ ربيع المدخلي في موقفه من كتب أهل الأهواء والبدع ؛ فهو من جهة يقرر عدم مشروعية النظر في كتب أهل البدع سواء ألفوها حال بدعتهم , أو قبل وقوعهم في البدعة , وسواء كانت مشتملة على البدع أو غير مشتملة عليها .
ومن جهة أخرى : نجده يمدح كتب أهل البدع , لا بل ويمدح بعض الكتب التي تقرر البدع , ويستشهد بالنقل من كتب أهل البدع , ويحيل عليها .
فأي تناقض واضطراب أشد من هذا ؟!
وإن شئت فقل : وأي تلاعب بعقول الشباب أشد من هذا ؟!

القسم الخامس : مشاركة أهل الأهواء والبدع في مجالسهم ومنابرهم .
ثمانية عشر : تجويزه حضور محافل أهل البدع والدعوة إلى الله من على منابرهم , كما قال في مجموع المؤلفات (14\231-232) جوابا على السؤال التالي: "السؤال: هل يجوز الدعوة إلى الله وإلى منهج السلف على منابر بعض المخالفين؟ يعني في أماكنهم وتجمعاتهم ومراكزهم؟
الجواب: إذا سمحوا لك أن تبين الحق , وما أظنهم يسمحون فبين , شرط ألا تداري ولا تجاري , إذا قال: تعال إلى هذا المنبر واخطب في مسجدنا , نحن جماعة تبليغ أو نحن إخوان نخصص لك منبرنا , وقل كلمة الحق , اذهب واصدع بالحق يا أخي , لكن لا تجاملهم , بين الحق وامش , لا تعاشرهم بعدها وتؤاكلهم وتشاربهم وتضاحكهم وتسافر معهم وإلخ , لا , بيّن الحق بحكمة وبحجة وبرهان , إذا فعلت ذلك فقد قمت بالواجب عليك وأديت رسالتك وواجبك إن شاء الله
".
والشيخ ربيع –نفسه- حضر مثل هذه المحافل , ودعا فيها إلى الله ؛ كما قال في مجموع المؤلفات (1\477-478): "ثم رأت رؤوس الصوفية الشياطين، رأوا خطورة هذا السلوك وهذا المنهج في الدعوة، فاجتمعوا وتآمروا ونسّقوا لأنفسهم كلاما يردون به عليّ، وأعلنوا لي عن محاضرة في ميدان كبير ؛ فاجتمعنا في هذا الميدان وتكلمت... ".

تسعة عشر : إجازته الكتابة في الصحف التي لا تخلو من منكرات , بل وتلقّي الأجر من المسئولين على هذه الصحف .
يرى الشيخ ربيع المدخلي مشروعية الكتابة في الجرائد التي لا تخلو من منكرات , كما في مجموع الكتب والرسائل (15\408) جوابا على السؤال : "ما رأي فضيلتكم في الكتابة في الجرائد , وتلقّي أجرا على ذلك , مع العلم أن الجرائد لا تخلو من منكرات , وأسلوب الكتابة فيها في غير الصفحات الدينية لا يتأسى بالأسلوب العلمي الشرعي المحض ؟
فكان من ضمن جواب الشيخ : "على المسلم أن يقول الحق في أي ميدان من الميادين , وعليه أن يتحرى الصدق , ويبتعد عن الكذب , والأخبار المثيرة ... مثل هذه الشروط ؛ فله أن يكتب إذا استوفت هذه الشروط.. .
وإذا كان ذلك فله أن يأخذ أجرا فيما يبدو لي من المسئولين عن هذه الوسيلة
".
وليس هذا فحسب , بل قد نشر الشيخ ربيع المدخلي بعض مقالاته في مثل هذه المجلات , ومن ذلك :
قوله في مجموع المؤلفات (11\ 527): "فقد اطلعت على مقال الهادي المختار الذي نشر في الرسالة عدد الجمعة الموافق 12ربيع الآخر عام 1426هـ والذي تضمن ردا على مقالي الذي نشر في الرسالة في يوم الجمعة 5ربيع الآخر 1426هـ ".
وقوله في مجموع المؤلفات (14\ 165): "أنا قد أجبت على مثل هذا السؤال في مقال طويل نشر في جريدة المسلمون".

عشرون : إعانته للإخوانيِّ المعروف (عبد المجيد الزنداني) في كتابة بعض فصول كتابه (التوحيد) , كما قاله الشيخ ربيع في مجموع الكتب والرسائل (15\190) جوابا على السؤال التالي : "سؤال : ما رأيكم في كتاب (التوحيد ) للزنداني وهل تنصحون بقراءته ؟
الجواب : هذا الرجل أعطاني هذا الكتاب هنا في مكة وأنا أدرس آنذاك وقال : ما رأيك في هذا الكتاب ؟ فقلت له : هذا الكتاب أثبتَّ فيه توحيد الربوبية ,أين توحيد العبادة ؟ أين توحيد الأسماء والصفات ؟ فسكت ,ثم سافرت إلى اليمن أنا وبعض الأصدقاء و قابلناه هناك وأثرت معه القضية فقلت له: أنت اقتصرت في كتاب التوحيد على توحيد الربوبية فقط والرسل جميعا ما بعثوا إلاّ بتوحيد الإلهية لأن الناس كلّهم في كلّ زمان و مكان مسلّمون بتوحيد الربوبية وإن كان يتظاهر الشيوعيون بإنكار توحيد الربوبية لكنّهم كذّابون والأحداث تبيّن كذبهم ,فما رأيك أن تضيف إلى هذا الكتاب الكلام على توحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات فقال : اكتبوا موجزا وكتابي الآن تحت الطبع في مصر وأنا سأرسل بهذا الملحق ليتمّ طبعه مع الكتاب ,فكتبت أنا فصلا في توحيد الألوهية وفصلا في توحيد الأسماء والصفات موجزا جيّدا فأعطيناه وهو يذكر أنّه أرسله ثم جاء الكتاب ورأيته وقد جعلوا الكلام (كلامي) أشلاء في الكتاب هذا ,يمكن حذفوا منه ما حذفوا وإذا وضعوا قطعة هنا وقطعة هناك ضاع وأصبح لا جدوى في ذلك
" .


القسم السادس : مخالطة أهل الأهواء والبدع ومجالستهم والتعامل معهم .

واحد وعشرون : زيارته لأماكن الشرك والبدع من غير إنكار , بل وصلاته في أحدها !!!!
قال الشيخ ربيع في مجموع الكتب والرسائل (1\154) : "زرت (بنقلاديش) فجاءني أحد خريجي الجامعة الإسلامية وقال: لأطوفن بك الليلة على اثني عشر قبرا ترى فيها مشاهد فظيعة ما رأت عيناك مثلها؛ فذهبنا وكان المشوار طويلا فجئنا إلى مسجد فيه قبر عليه مقصورة من أفخر أنواع الخشب ، و العشرات من الناس مجندلين صرعى حول القبور باكين خاشعين، وهذا راكع وهذا ساجد، و السوق حول هذا المسجد قائم لشراء الزهور والنذور والخرافات ...!.
ورأيت منظرا آخر مفظعا ـ مع الأسف الشديد- ؛ فقلت –والله- : لو رأى أبو جهل هذه المناظر لخجل منها! ما كانت قريش تفعل هذا؛ ما كانوا يصلون إلى هذا المنحدر السخيف السحيق، هذا يفعله أناس يقولون: إنهم مسلمون
".
وقال في مجموع الكتب والرسائل (8\688) : "ولقد رأيت بعيني ما يفعله القبوريون عند قبور الصالحين أو غيرهم ما يندى له الجبين.
وزرت الهند أنا والشيخ عبد الرزاق العباد وعبد الرب نواب أحد المدرسين بالجامعة الإسلامية في حدود 1410هـ ؛ فذهب بنا بعض طلاب العلم السلفيين إلى مسجد نظام الدين بدهلي ؛ فرأينا فيه خمس قباب أكبرها قبة نظام الدين ورأينا من الزائرين من الغلو والخشوع والتذلل ما لا تراه عند بيت الله العتيق وجاء رجل لابسا إزارا ورداء مصبوغين بالأحمر أو الأصفر مكشوف الرأس في هيئة المحرم وخر ساجدا أمام قبة نظام الدين ثم قام يمشي القهقرى ثم سجد سجدة أخرى عند عتبة القبة ونحن واقفون مشدوهون من هذه الأعمال الشركية الفظيعة ولا نستطيع الكلام
".
وأما الصلاة في مثل هذه الأماكن ؛ فيحكيه الشيخ عن نفسه في مجموع الكتب والرسائل (2\289-290) قائلا : "وقد صليت التراويح في المسجد الأموي في دمشق , يعني سبحان الله عجب من العجائب ! ما أدري ! خمسة أو ستة مؤذنين عندهم مكبرات يرفعون أصواتهم عاليا ليدوي في أنحاء دمشق ! والإمام يركع , يقرأ الفاتحة بسرعة , ويقرأ آية –والله أحيانا يقرأ الشرط ولا يذكر الجواب- : الله أكبر , سمع الله لمن حمده , الله أكب !! صليت معهم الركعتين الأوليين وانسحبت".
نقول : والمسجد الأموي في دمشق يحوي -على ما يقول أهلُه- أضرحة تعبد من دون الله -يؤمها السنة والرافضة والنصارى –كذلك- !!!

اثنان وعشرون : دخول الشيخ ربيع المدخلي في صفوف أهل البدع من الإخوان المسلمين , ومكثه بينهم سنوات طويلة , كما تقدم تقريره –مفصلا- في مقال : (العبرة بنهاية الشيخ ربيع المدخلي (السلفية) ! لا بنقص بدايته (الإخوانية)=(البدعية) !!!) .

والشيخ ربيع –كان ولا يزال- يرى أن دخوله –هذا- في صفوف الإخوان ليس موجبا للذم!! بل هو يستشهد له بصنيع الشيخ الألباني –زعم- , حيث قال في هامش كتاب «انقضاض الشهب السلفية» ضمن مجموع الكتب والرسائل (11\69) : "ربيع لم يكن إخوانيًّا قط (!)، وإنما مشى معهم(!) مدة بشرط أن يخرجوا أهل البدع من صفوفهم (!)، وبشرط أن يربوا شبابهم على المنهج السلفي!! وكان (يمشي مع من ينتسبون إلى المنهج السلفي)، لا مع أهل البدع منهم ، وقد فعل مثل هذا بعض السلفيين ، ومنهم الشيخ الألباني (!)، فهل تقول يا عدنان: إن الألباني كان إخوانيًّا أو في الإخوان؟! وهل تطالبه بالتراجع؟! "!!
نقول : فكيف التوفيق بين زعم الشيخ ربيع هذا , وبين ما قرره -هو نفسُه- من أن الدخول في صفوف المبتدعة لإصلاحهم من الداخل ليس من الإسلام في شيء !!
وكيف التوفيق بين هذا وبين دعواه أنه أن السلفيين لا يستطيعون التعايش مع أهل البدع ؛ إلا بإبطال دعوى الشيخ المدخلي , أو بتقرير أن الشيخ المدخلي لم يكن حينها سلفيا , وهو الحق الذي قررناه في مقال (العبرة بنهاية الشيخ ربيع المدخلي (السلفية) ! لا بنقص بدايته (الإخوانية)=(البدعية) !!!) .

ثلاثة وعشرون : مجالسته لأهل الأهواء والبدع ومخالطته لهم على مدى أكثر من ثلاثين عاما , كما قال في مجموع الكتب والرسائل (14\350) : "إذا كان الرسول –عليه الصلاة والسلام- يحذر الصحابة , والسلف كانوا أئمة أمثال الجبال يسدون آذانهم , ولا يريدون أن يسمعوا لأهل البدع .
أما أنك تذهب وتزوره وتحضر المحاضرات يصيبك من شرره ومن دخانه ومن نفثه .
نحن جربنا كثيرا , جربنا الكثير , أكثر من ثلاثين سنة نحن مجربون , هؤلاء المغرورون ضاعوا وتاهوا , نهايتهم محتومة , يضيعون نسأل الله العافية , مهما بلغوا من الذكاء فإن الله يعاقبه , نقول له : ذكاؤك لا ينفعك
".
نقول : وخلال الثلاثين عاما هذه خالط الشيخ ربيع المدخلي أصنافا من أهل البدع , ومنهم :
1- خالط الإخوان بمختلف كوادرهم وقياداتهم .
2- وخالط السروريين كأمثال سفر الحوالي وشاركهم في مؤتمراتهم وندواتهم .
3- وجالس قيادات الجهاد الإفغاني من المبتدعة كما قال في مجموع الكتب والرسائل (14\500) : "والإخوان المسلمون : سياف وحكمتيار والبرهاني ويونس خالص وإلى آخره , من عام 1402 أو 1403 زرنا بيشاور واجتمعوا عندنا وقالوا : الآن بأيدينا من أفغانستان ثمانين بالمائة".
نقول : وهذه المجالسة لأهل البدع طوال الثلاثين سنة تؤكد أن الشيخ المدخلي لم يكن منهجه في تلك المرحلة مطابقا لمنهجه في هذه المرحلة , مع أن الشيخ المدخلي يرفض أن يقال أنه له منهجا قديما وآخر جديدا , كما قال في مجموع الكتب والرسائل (10\517) : "من أفرى الفرى أن ينسب إلي منهج قديم أو جديد".
وبعد : فهل ترك الشيخ المدخلي –بعد أن صار إلى منهجه الجديد- مجالسة أهل البدع ؟!
هذا ما سنعرفه في التالي :

أربعة وعشرون : نصح الشيخ ربيع للسلفيين في العام (2001) بأن يكونوا مع جماعة طالبان الصوفية الديوبندية البدعية , ويناصروهم في معاركهم وحروبهم ضد الفصائل الأفغانية المعارضة لهم , كما قال في مجموع الكتب والرسائل (15\380-381) يقول : "نحن رأينا في طالبان من سنوات أنهم أحسن الموجودين في أفغانستان بعد السلفيين , وأنهم خير من الإخوان المسلمين , فلو قابلنا بين الإخوان المسلمين وبين هؤلاء لوجدنا أن هؤلاء خير منهم , لهذا منذ قام الطالبان و بدأ الصراع بينهم وبين التحالف الشمالي المكون من الإخوان المسلمين و الشيوعيين و الروافض و الباطنية والمدعوم من قبل روسيا ومن الحكومة الهندية ومن الروافض الإيرانيين كنا ننصح السلفيين من الأفغان أن يكونوا مع طالبان" .
نقول : أين هذه الدعوة من تقرير الشيخ ربيع عدم مشروعية إعانة أهل البدع مطلقا ؟! بل وأين مدحه لهم هنا من إنكاره الثناء على أهل البدع ؟!
وتقريره عدم مشروعية الدخول في صفوف أهل البدع , وأن أهل البدع ليس لهم إلا الهجر المطلق ؟!!
فكيف به –هنا- يدعو السلفيين لأن يعينوا الطالبان ويناصروهم في حروب الفتنة التي خاضوها ضد إخوانهم المسلمين !!!

خمسة وعشرون : مشاركته لأهل الأهواء والبدع ومجالسته إياهم في مؤتمرات (الوحدة الوطنية) التي أقيمت في العام (2003) , كما جاء تقريره –مفصلا- في مقال الأخ (أبي العباس) : (وقفات مع مجالسة الشيخ ربيع المدخلي للمبتدعة والباطنية في (لقاءات الوحدة الوطنية)!!) .
نقول : ولم يكتف الشيخ ربيع بمشاركة المبتدعة في مجلسهم وهذا وإقراره لمقرراتهم , بل ومدح المشاركين في حوارات (الوحدة الوطنية) كما قاله في مجموع الكتب والرسائل (12\461) : "إن القاري لهذا الكلام يجد رغبة قوية من قائله في تحقيق الوحدة الإسلامية وثناء عاطرا على قيادة هذه البلاد الحكيمة وعلى العلماء الذي فتحوا صدورهم للحوار فينبغي شكرهم والتعامل معهم بكل صراحة ووضوح ولا يشك أحد في رغبة القيادة والعلماء الصادقة في إزالة أسباب الفرقة والاختلاف والفتن وهذا أمر يشاركهم فيه كل مسلم ناصح لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ولا سيما علماء هذا البلد"!
ويقول في المصدر (12\464) : "يجب احترام القيادة الحكيمة لهذه البلاد وشكرها بعد الله على حرصها على وحدة الأمة وبذلها كل ما تستطيعه لتحقيق هذه الغاية من عهد الملك عبد العزيز آل سعود - رحمه الله- الذي وحّد الله أهل الجزيرة على يديه بعد شتات وتمزق وتناحر وتلاه أنجاله الكرام في الحفاظ على هذه الوحدة وتوسيع دائرتها لتحقيق الوحدة الشاملة للأمة الإسلامية وعقد المؤتمرات لتحقيق هذه الغاية النبيلة"!.
وقال -أيضا- في المصدر نفسه (12\457) : "جاء في هذا المقال : ثناء على خادم الحرمين -حفظه الله- الذي تبنى الحوار الوطني ويشجعه لحرصه على جمع كلمة الأمة وحرصه على ما يصلحها ويدفع عنها الفتن , وأثنى على علماء السنة الذين يدعون إلى الحوار بين السنة والشيعة.
ونحن نؤيد الدعوة إلى الحوار النزيه , وأطلب من أطراف الحوار أن يضعوا الأصول الصحيحة التي يقوم عليها الحوار والتي توصلنا إلى النتائج المحمودة التي ينشدها كل مصلح مخلص , مع رجائي أن يتوفر الصدق والإخلاص والحرص على الوصول إلى الحق والأخذ به
" .
نقول : فأين ذهبت كل تقريرات الشيخ ربيع في التحذير من مجالسة أهل الأهواء والبدع , أم أنها شعارات للاستهلاك الداخلي –لا أكثر- ؟!

القسم الثامن : الموقف من الجمعيات الحزبية .
ستة وعشرون : يرى الشيخ ربيع جواز أخذ المحتاج للمال من الجمعيات الحزبية –إن كانت مساعدة غير مشروطة- ؛ كما في مجموع الكتب والرسائل (14\377) جوابا على السؤال التالي :
"السؤال : هل يجوز للسلفيين أن يأخذوا من المساعدات التي أعطيت من عند الحزبيين ؛ علما بأن الحزبيين لا يعطون هذا إلا وهم يريدون أن يكسبوا السلفيين؟
الجواب : إذا كان العطاء من باب البيع والشراء والمساومات على العقيدة فلا يجوز أن يأخذ , إذا كان بهذا الشكل فلا يجوز أن يأخذ .
هم يأخذون أموال المسلمين للمسلمين ؛ فإذا أعطوه بدون شرط –وهو محتاج- يأخذ , لكن بشرط أن لا يبيع دينه .
ولكن الغالب على هؤلاء الناس إذا قبل منهم المال فسد ؛ فإذا أراد المسلم أن يحمي دينه وعقيدته فليزهد بما عندهم , ويبتعد عنهم , وليصبر على شظف الحياة حتى يفتح الله عليه
".

سبعة وعشرون : إجازته لكبار أتباعه بإجابة دعوة الجمعيات الحزبية لهم , كما :
1- إجاز لـ(عبد الله البخاري) بإجابة دعوة (جمعية الفرقان) التي استضافت قبله (الشيخ محمد حسان) و(الدكتور زغلول النجار)" , وقد نشر (عبد الله البخاري) إعلانا عن هذه الزيارة جاء فيه : "وقد استشير فيها جمع من أهل العلم , وعلى رأسهم فضيلة الشيخ العلامة الوالد ربيع بن هادي المدخلي –حفظه الله- فأيدها , وكانت استشارته يوم الثلاثاء الموافق 19 رجب من عام 1432هـ بعد صلاة المغرب".
2- وإجازته وإقراره لما جاء في تفاصيل زيارة أسامة عطايا إلى الجزائر , والتي تضمنت إلقاء محاضرات بالتنسيق مع (جمعية النجاح الثقافية) التي لا يمكن أن تصنف على أصول الغلاة إلا بأنها جمعية حزبية ؛ ومع ذلك فالشيخ ربيع بارك له هذه الزيارة بالقول له : (رحلة الشيخ عبد الله البخاري , ورحلتك نفع الله بها) , كما نقله أسامة عطايا في خاتمة مقاله (سياق رحلتي إلى البلاد الجزائرية) .
نقول : ولا يخفى أن الشيخ المدخلي يرى أن الجمعيات كلها (حزبية) , ومع ذلك أجاز لكبار أتباعه إجابة الدعوات التي وجهتها هذه الجمعيات لهم!!

ثمانية وعشرون- زيارته للحزبيين من أصحاب الجمعيات في مقراتهم وتجوله فيها , وحفاوته بهم وحفاوتهم به , ومعانقته لبعض رموزهم .
كما قاله الشيخ سالم الطويل في مقال : (وعليكم !!!) , ونص كلامه : "أخي القارئ العزيز اليك هذا الموقف الذي والله لن أنساه إلى أن يشاء الله تعالى، 
في عام 1416هـ/ 1996م تقريبا كتب الدكتور الشيخ المحدّث ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى كتابا سماه (جماعة واحدة ﻻ جماعات وصراط واحد ﻻ عشرات في الرد على عبد الرحمن عبد الخالق) , ثم قام الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق بالرد على الشيخ ربيع برسالة صغيرة وشريط مسجل يحمل المادة نفسها تقريبا , وأيضا كتب أحد طلاب الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق رسالة أخرى تهجم فيها على الشيخ ربيع هجوما شديدا عنيفا كما أخرج شريطا مسجلا أساء فيه إلى الشيخ ربيع إساءة بليغة .
ثمّ في العام نفسه تقريبا زار الشيخ ربيع الكويت وحاضر في مخيم ربيعي بعض المحاضرات، وانتقد في محاضرته ما عند الجماعات والجمعيات من أخطاء ومخالفات، 
وفي أثناء المحاضرة حضر بعض الشباب ووزعوا رسالة بعنوان «البديع في منهج الدكتور ربيع» تضمنت تلك الرسالة إساءات متعددة فيها قسوة شديدة في حق الشيخ ربيع -حفظه الله تعالى- , وفي تلك الزيارة جاء بعض أفراد جمعية الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق ودعوا الشيخ ربيع للمناقشة والمناصحة فوافق الشيخ ربيع -جزاه الله خيرا- بكل ثبات وشجاعة للمواجهة , وليقول ما عنده من الملاحظات.
وفعلا انطلق الشيخ ربيع , وكان معه الشيخ فلاح بن إسماعيل مندكار -حفظه الله تعالى- , وكنت بصحبتهما في سيارة الشيخ فلاح، وكان موعد اللقاء في الجمعية ,
وكنت انتظر لحظة لقاء الشيخ ربيع الشيخ عبد الرحمن وأسأل نفسي : هل سيسلم الشيخ ربيع على الشيخ عبد الرحمن؟ أو سيُعرض عنه بسبب الخلاف الشديد الذي نشب بينهما ﻻ سيما أن الخلاف في حرارته وقد بلغ ذروته؟!
المفاجأة الكبرى : أننا لما وصلنا , ودخلنا الجمعية سلم الشيخ ربيع على جميع الأخوة ورحب بهم ورحبوا به، فلما رأى الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق سلم عليه بسلام شديد , وترحيب أكيد , وعانقه , وأخذ يضرب بيده على ظهره، ويقول: زميلي , زميلي ؛ وكأن ليس بينهما خلاف!!
سبحان الله , لقد كان الشيخ ربيع كبيرا في عيني وأصبح بعد هذا الموقف عملاقا، ثم دخل الشيخ ربيع -حفظه الله- وأخذ جولة في الجمعية للاستطلاع , ثم جلس معهم جلسة للمناصحة لمدة أربع ساعات ، قال ما عنده عليهم من ملاحظات من غير مجاملة وﻻ تحفظ ؛ لكن لم يحضر الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق في تلك الجلسة , ثم ودّعوا الشيخ ربيع بمثل الحفاوة التي استقبلوه بها".
نقول : إن موقف الشيخ المدخلي من عبد الرحمن عبد الخالق معلوم مشهور , ومع ذلك نراه –بعد أن بلغ الخلاف بينهم ذروته- يلتقيه , ويعانقه , ويفتخر بزمالته له !!
فكيف لو فعل غير الشيخ المدخلي مثل فعله , فماذا سيكون حكمه عند الشيخ ربيع ؟!!

*************************************

تلخيص وتنصيص :

أولا : إن ما يقرره غلاة التجريح من أن (هجر أهل البدع هو الصالح دائما) مردود بما قرره شيخ الإسلام ابن تيمية من أنه : " لا يكون هجر المخالفين من المبتدعة ونحوهم هو الصالح دائما , بل قد يكون ضده من التأليف هو الأنفع ؛ فالتأليف لبعض الناس قد يكون أنفع من الهجر , والهجر لبعض الناس أنفع من التأليف ؛ ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يتألف قوما ويهجر آخرين ؛ كما أن الثلاثة الذين خلفوا كانوا خيرا من أكثر المؤلفة قلوبهم لما كان أولئك كانوا سادة مطاعين في عشائرهم فكانت المصلحة الدينية في تأليف قلوبهم وهؤلاء كانوا مؤمنين والمؤمنون سواهم كثير فكان في هجرهم عز الدين وتطهيرهم من ذنوبهم , وجواب الأئمة كأحمد وغيره في هذا الباب مبني على هذا الأصل ولهذا كان يفرق بين الأماكن التي كثرت فيها البدع كما كثر القدر في البصرة والتنجيم بخراسان والتشيع بالكوفة وبين ما ليس كذلك ويفرق بين الأئمة المطاعين وغيرهم وإذا عرف مقصود الشريعة سلك في حصوله أوصل الطرق إليه" .
نقول : وهذا من أوجه التفريق الهامة بين المنهج السلفي القائم على العلم بالشرع والرحمة للخلق , وبين منهج (جماعة التجريح والهجر) القائم على الجهل بالحق , والتشديد على الخلق .

ثانيا : إنّ رد الشيخ ربيع المدخلي لتقريرات شيخ الإسلام ابن تيمية السلفية في ضوابط هجر أهل البدع والاأهواء : لهو من أظهر الأدلة على الفرق الشاسع بين المنهجية السلفية لشيخ الإسلام ابن تيمية ومنهجية الشيخ المدخلي , وإن أكثر الشيخ المدخلي من تكرار زعمه أنه على طريقة شيخ الإسلام سائر !
ففرق بين الادعاء والتطبيق !!
وكيف يكون الشيخ المدخلي سائرا على طريقة شيخ الإسلام في باب الموقف من أهل الأهواء , وهو ينقض تأصيلاته ويعارضها !!
فكيف بالتباين بين مواقف شيخ الإسلام –رحمه الله- من خصومه ومخالفيه من مواقف الشيخ المدخلي من خصومه ؛ فالناظر في مواقف شيخ الإسلام من مخالفيه من أهل البدع والأهواء -مع مقارنتها بمواقف الشيخ المدخلي من مخالفيه من أهل السنة والجماعة- :يقطع بأن الشيخ المدخلي يقف على طرف نقيض من كثير من مواقف شيخ الإسلام مع المخالفين من أهل البدع والأهواء .
وليست هذه المخالفة مقتصرة على اختيارات شيخ الإسلام ومواقفه-المذكورة- , بل هي متعدية لتشمل مخالفة الشيخ ربيع المدخلي لأعلام الدعوة السلفية من المعاصرين وعلى جهة الخصوص : أركان الدعوة الثلاثة : (ابن باز , والألباني , وابن عثيمين) ؛ فالمشايخ الثلاثة –رحمهم الله- يعلقون الهجر بالمصالح والمفاسد –كما هو معلوم مشهور عنهم- .
بل والشيخ ابن عثيمين –رحمه الله- يرى : أن الأصل في الهجر التحريم , كما قال –رحمه الله- في الشرح الممتع (12\324) : " والقول الراجح أن الهجر لا يجب، ولا يسن، ولا يباح إلا حيث تحققت المصلحة، فإذا كان هناك مصلحة هجرنا وإلا فلا؛ لأن الهجر إما دواء وإما تعزير، فإن كان من أجل معصية مستمرة فهو دواء، وإن كان من أجل معصية مضت وانتهت فهو تعزير، فيحرم أن يهجر أخاه المؤمن ما لم يصل إلى الكفر، والدليل على ذلك عمومات الأدلة الدالة على حقوق المسلم على المسلم، والمؤمن لا يخرج من الإيمان بمجرد الفسوق والعصيان عند أهل السنة والجماعة، ولذلك الأصل تحريم هجر المؤمنين، ولو فعلوا المعصية وتجاهروا بها؛ لأنهم مؤمنون، وقد قال النبي صلّى الله عليه وسلّم: «وحق المسلم على المسلم ست، ومنها: إذا لقيته فسلم عليه» , فقال: حق المسلم، ولم يقل: حق المؤمن؛ لأن الإسلام أوسع من الإيمان، لـكن إذا كان في الهجر مصلحة فإنه إما أن يسن، وإما أن يجب، حسب ما تقتضيه المصلحة، وحسب عظم الذنب".
- وأما الشيخ الألباني فيرى أن زماننا هذا ليس زمان هجر –مع قوله بمشروعيته وضبطه له- , كما في الهدى والنور (ش\666) : " الذي أراه والله أعلم أن كلام السلف يَرِِدُ في الجو السلفي يعني الجو العامر بالإيمان القوي والاتباع الصحيح للنبي –صلى الله عليه وسلم- والصحابة ، هو تماما كالمقاطعة، مقاطعة المسلم لمسلم تربيةً وتأديبا له هذه سنة معروفة، لكن في اعتقادي وكثيرا ما سئلت فأقول:
زماننا لا يصلح للمقاطعة، زماننا إذن لا يصلح لمقاطعة المبتدعة لأن معنى ذلك أن تعيش على رأس الجبل، أن تنزوي عن الناس وأن تعتزلهم ذلك أنك حينما تقاطع الناس إما لفسقهم أو لبدعتهم لا يكون ذلك الأثر الذي كان يكون له يوم كان أولئك الذين تكلموا بتلك الكلمات وحضوا الناس على مجانبة أهل البدعة".

ثالثا : إن مأخذ الشيخ المدخلي في موقفه المنحرف عن طريقة أعلام الدعوة السلفية من أهل البدع والأهواء هو قاعدته الفاسدة في (عدم حمل مطلق كلام غير المعصوم على مقيده , وعامه على خاصه , ومجمله على مفصله) فأبقى أقوالهم المطلقة على إطلاقاتها , ورفض تقييدها بما هو مناسب من قيود وضوابط –كما هي طريقة أهل العلم- .
لا بل هو ينكر على من ضبط باب الهجر ولو أكثر من الضوابط ؛ كما في إنكاره على الشيخ الرحيلي , حيث قال في رسالته (بيان ما في نصيحة إبراهيم الرحيلي من الخلل والإخلال) , (ص\8) : "وتصدى لعلاج هذه الفتنة الكبيرة الدكتور إبراهيم بن عامر الرحيلي في رسالته التي سماها (النصيحة فيما يجب مراعاته عند الاختلاف وضوابط هجر المخالف والرد عليه) ؛ فلم تكن نصيحته واضحة ؛ فلم يفرق فيها بين الظالم والمظلوم , ولم يبين الغث من السمين , مع كثرة ضوابطه التي لا يستفيد منها إلا الظالم المخالف المسعر لهذه الفتنة".
وقال (ص\45) : "وهذا الإكثار من الضوابط والشروط مما يفرح به أهل الأهواء , ويثبط كثيرا من أهل السنة".
نقول : إن هذا المأخذ هو نفسه مأخذ أهل الأهواء والبدع في تشبثهم بالنصوص المطلقة من غير التفات إلى ما يقيدها ويضبطها , كما قرر هذا أهل العلم ومنهم ابن القيم –رحمه الله- حيث قال في نونيته :
وعـلـيك بالتفصيل والتبيين *** فالـ إجمال والإطلاق دون بيان
قد أفسدا هذا الوجود وخبـطا الـ *** أذهان والآراء كل زمـان.
والعجيب أن الشيخ ربيعا –نفسه- يقول في مجموع الكتب والرسائل (13\39) : "والإجمال والإطلاق هو سلاح أهل الأهواء ومنهجهم، والبيان والتفصيل والتصريح هو سبيل أهل السنة والحق", ثم ساق كلام ابن القيم وهو ظاهر جدا في مخاطبته به لغير المعصوم !! بما معناه : أن إجمال كلام غير المعصوم وإطلاقاته من غير تفصيل ولا تقييد مفسدة للذهن والرأي .

رابعا : بسبب موافقة الشيخ المدخلي لأهل الأهواء في طريقتهم في الاستدلال بالمجملات والمطلقات ؛ فقد أوقعه هذا في مشابهتهم في المقالات والتقريرات في باب هجر أهل البدع والاهواء , حيث انتصر الشيخ المدخلي للقول بأن المبتدع لا يجتمع في حقه حب وبغض , ولا ولاء وبراء , بل ليس له إلا البغض المطلق , والهجر المطلق , والبراء المطلق , وهذا هو حقيقة قول الخوارج والمعتزلة , كما قرره شيخ الإسلام ابن تيمية بقوله –أعلاه- : " إذا اجتمع في الرجل الواحد خير وشر وفجور وطاعة ومعصية وسنة وبدعة : استحق من الموالاة والثواب بقدر ما فيه من الخير واستحق من المعاداة والعقاب بحسب ما فيه من الشر فيجتمع في الشخص الواحد موجبات الإكرام والإهانة فيجتمع له من هذا وهذا كاللص الفقير تقطع يده لسرقته ويعطى من بيت المال ما يكفيه لحاجته . هذا هو الأصل الذي اتفق عليه أهل السنة والجماعة وخالفهم الخوارج والمعتزلة ومن وافقهم عليه فلم يجعلوا الناس لا مستحقا للثواب فقط ولا مستحقا للعقاب فقط".

خامسا : إن المتأمل في مواقف الشيخ المدخلي من مخالفيه من أهل السنة والجماعة ممن عدّهم –هو- من أهل الأهواء البدع , ويقارنها بمواقفه منهم قبل خصومته معهم , وكذلك مع غير خصومه الواقعين بجنس مآخذه على خصومه , وكذلك مع مواقفه –أعلاه- مع أهل الأهواء والبدع –ممن ليس له معهم خصومة وخلاف- , ليخرج بنتيجة مفادها : أن الخلاف الشخصي بين الشيخ المدخلي وخصومه من أهل السنة والجماعة هو دافعه الأساس لاتخاذه لمواقفه وأحكامه المعروفة من هؤلاء المخالفين -كما امتدح مواقف سفر الحوالي وسلمان العودة بأنهما لم يردّا عليه-وبالتالي: لم يتابع -هو-في الرد عليهم-بل لم يبدّعهم-!!
وهذا يتنافى مع التقرير –أعلاه- لشيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- : " إن الهجر لحظ الدين لا يقطع الموالاة الإيمانية , لأن الهجر من باب العقوبات الشرعية فهو من جنس الجهاد في سبيل الله . وهذا يفعل لأن تكون كلمة الله هي العليا ويكون الدين كله لله . والمؤمن عليه أن يعادي في الله ويوالي في الله فإن كان هناك مؤمن فعليه أن يواليه وإن ظلمه ؛ فإن الظلم لا يقطع الموالاة الإيمانية قال تعالى : [وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ المُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ المُقْسِطِينَ , إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ] ؛ فجعلهم إخوة مع وجود القتال والبغي والأمر بالإصلاح بينهم . فليتدبر المؤمن الفرق بين هذين النوعين فما أكثر ما يلتبس أحدهما بالآخر وليعلم أن المؤمن تجب موالاته وإن ظلمك واعتدى عليك والكافر تجب معاداته وإن أعطاك وأحسن إليك" .

سادسا : إن الاضطراب البين الواضح , والتناقض الصريح الفاضح بين تقريرات الشيخ ربيع المدخلي لا ينكره إلا مكابر ؛ فهو :

1- من جهة يلزم غيره بتبديع من اجتهد هو بتبديعه معللا هذا الإلزام بأن القول في الرجال من قبيل أخبار الثقات الواجب قبولها , وينكر أشد الإنكار على من يدافع عمن بدعه –هو- , ومن جهة يرفض تبديع الأعلام لبعض الأعيان , ويرى أن تبديع الأعيان ليس ملزما , وأنه لا يجب اتباع العلماء في تبديعهم ما لم تقم الحجة (المقنعة) على تبديعه , بل ويدافع بشدة عمّن رماه الأئمة الأعلام بالبدعة , ويشنع على من يلزمه بتبديع من قد بدعه الأعلام !!

2- ونراه يلحق أحكام التبديع بمن رفض موافقته على تبديع بعض الأعيان , ومن جهة أخرى يرى أن هذا الإلحاق هو من طرق الحدادية –المبتدعة-عنده- !!.

3- ونراه ينكر أشد الإنكار على من يمدح بعض من يبدعهم –هو- , ولو كان في معرض ترجمته لهم أو نقده لهم –من غير إيجاب لهذا المدح- , ونراه من جهة أخرى يتوسع في الثناء على العشرات من أهل البدع المعروفين بالبدعة , بل ويوزان –على مفهومه- في كلامه على آخرين منهم , ويوقر آخرين منهم !!.

4- ونراه يوجب أخذ أقوال العلماء إذا بدعوا واحدا , ومن جهة أخرى ينكر على من يقول بنفس هذا القول , وبل ويرفض تبديع من يراهم -هو- علماء لأناس يراهم -هو- سلفيين , مع أن تبديعهم كان مبنيا على حجة , كما في رفضه تبديع الجابري للحجوري , والعكس , ورفضه كذلك تبديع الحجوري لفركوس !!

5- ونراه يرى أن أهل البدع ليس لهم إلا الهجر والبغض , ومن جهة أخرى نراه يشكرهم , ويعتذر إليهم , ويمدح من يعاملهم المعاملة الحسنة , بل ويمدح من لم يكن يهجرهم كالشيخين القرعاوي والحكمي !!.

6- ونراه يحذر أشد التحذير من كتب أهل البدع , ولو ألفوها حال استقامتهم , ويوجه إلى عدم الانتقاع منها بشيء , ولو على سبيل الاستشهاد , بينما نراه من جهة أخرى يثني على بعض كتب أهل البدع , بل ويثني على بعض الكتب التي تقرر البدع , بل وينقل من كتب أهل البدع , ويحيل إليها!! .

7- ونراه يحذر من مجالسة أهل البدع أشد تحذير , ونراه من جهة أخرى , يحضر محافلهم وأماكنهم , ويجالسهم ويدعو إلى الله من على منابرهم , ويكتب في صحفهم ومجلاتهم , بل ويشاركهم في بعض مؤتمراتهم !!.

8- ونراه يمنع من إعانة أهل البدع مطلقا , بينما نراه من وجه آخر يدخل في صفوفهم لإعانتهم على العودة إلى الحق –بزعمه- , وينصح السلفيين بان يكونوا معهم في حربهم لغيرهم من المسلمين !!.

9- ومع شدة نكير الشيخ المدخلي على الجمعيات –بعامة- إلا أننا نراه من وجه آخر : يجيز أخذ المال منهم للمحتاج , ويجيز لاتباعه إجابة دعواتهم , بل ويجيب هو بنفسه دعوة جمعية إحياء التراث , فيزورهم في مقرهم ويتجول فيه , ويحتفي بهم , ويحتفون به , ويعانق بعض رموزهم !!

10 وييى أن السلفيين لا يستطيعون التعايش مع أهل البدع , وهو مع ذلك جرب مخالطتهم لأكثر من ثلاثين عاما , ويصر بعد ذلك على أنه كان على نهج السلف منذ نعومة أظفاره , وأنه ليس له منهجان , وأنه لم يكن إخوانيا !!

نقول : إن لم تكن هذه أمثلة واضحة صارخة في دلالتها على قمة التناقض أو التلاعب ؛ فلا ندري –بعد ذللاك- بم يصح التمثيل !!

سابعا : إن ما تقدم معنا -أعلاه- لا يتنافى -فحسب- مع تقريرات الشيخ ربيع –نفسه- التي يخبر بها عن المنهج السلفي –وفق فهمه- , وإنما يتنافى –قبل ذلك- مع إخبار الشيخ ربيع المدخلي عن نفسه ؛ فهو كان قد قال في مجموع الكتب والرسائل (9\226) مادحاً نفسه وجهوده في الدعوة إلى الله : "إنني من شبابي وأول حياتي العلمية :
أدعو الناس إلى التمسك بأصول الدين وفروعه وواجباته ومستحباته .
وأحذّر من محرماته ومكروهاته ، وأنكر البدع صغيرها وكبيرها نصيحة لله ولكتابه ولرسوله وللمؤمنين وعامتهم .
وأوالي على ذلك وأعادي فيه
".
نقول : إن كان الشيخ المدخلي يرى نفسه-منذ شبابه وأول حياته العلمية- ينكر البدع صغيرها وكبيرها ويوالي ويعادي على ذلك؛ كيف يتصور أن يبدر منه ما تقدم من تقريرات وسلوكيات تتنافى مع منهجه الذي يزعم أنه كان ولا يزال واحدا لم يتغير , بل ويقول في مجموع الكتب والرسائل (10\517) : "من أفرى الفرى أن ينسب إليّ منهج قديم أو جديد" .
ونقول : وليست هذه هي المرة الأولى التي يخبر الشيخ المدخلي عن نفسه بخلاف حقيقتها ؛ فهو قد سبق له وأن نفى أن يكون إخوانيا , مع أن عشرات النقولات عنه وعن غيره من الشهود تثبت أنه كان إخوانيا , بما يؤكد –قطعا- أنه كان له –على الأقل- منهجان : قديم وجديد .
وهنا نؤكد على مسألة هامة وهي : أن رجلا لا يتقن (الإخبار) عن حال نفسه ؛ كيف يؤتمن (إخباره) عن منهج السلف , لا سيما مع ثبوت تناقضه واضطرابه ؟!!

ويوضحه:

ثامنا : إن اضطراب الشيخ ربيع المدخلي الواضح في باب الموقف من أهل الأهواء والبدع بين التأصيل من جهة والتطبيق من جهة أخرى , بل واضطرابه –قبل- في باب التأصيل –كما تقدم أعلاه- إنما يدلل بجلاء على تهاوي المنهج الذي يسير عليه الشيخ المدخلي ؛ فهو –مثلا- : عندما يرد على خصومه ممن يصفهم –هو- بالحدادية نراه يعتمد التقريرات السلفية في هذا الباب وغيره .
وعندما ينتقد خصومه ممن يصفهم –هو- بالمميعة , تراه يعتمد في رده عليهم على نفس التقريرات الغالية لمن سبق له ووصفهم بالحدادية!!
وهذا إنما يؤكد أن اختيارات الشيخ المدخلي العلمية –في خلافاته- إنما تكون تابعة لخصوماته , لا أن اختياراته –في هذه المسائل- محكومة بالعلم وتريجات أهله وفق قواعد العلم وأصوله وضوابطه , وهذا –أيضا- هو المبرر الظاهر للتأصيلات المحدثة التي يضطر الشيخ المدخلي إلى تقريرها ؛ خروجا من إلزام خصومه له بمقتضى العلم .
نقول : وإن هذا التناقض الفاضح إنما يدلل على تلاعب واضح -وللأسف الشديد- من الشيخ المدخلي بالتقريرات الشرعية انسياقا –منه- خلف مخاصماته الشخصية , وهو ما يتنافى مع أمانة العلم في نصح الأمة بالبيان المستقيم .

تاسعا : يشنع كثير من مقلدي الشيخ المدخلي على خصومه بأنهم حضروا محافل لأهل البدع –كالروافض- ولو كانوا قد تكلموا فيها بحق- كما في تشنيعهم –مثلا- على شيخنا الحلبي أنه خرج على قناة المنار الرافضية ؛ رغم أن شيخنا الحلبي ما خرج على هذه القناة إلا مدافعا عن إخوانه السلفيين الذين وُجهت إليهم حراب الروافض في العراق , ومبرّئاً لهم مما نُسب إليهم مما هم بريئون منه من أعمال القتل وسفك الدماء وغيرها من مظاهر الفساد .
وصنيع شيخنا الحلبي يتوافق مع ما تقدم من تقريرات الشيخ ربيع المدخلي وسلوكياته , ويضاف إلى ما تقدم : موافقته لحضور الشيخ ربيع المدخلي إلى مسجد التيجانية لإيضاح الحق ونصح الخلق ورد الباطل , كما أخبر الشيخ المدخلي عن نفسه في مجموع الكتب والرسائل (1\479) : "ثم ذهبنا إلى (الغظارف) ، وهي مدينة صغيرة –هناك- , ودرنا على المساجد التي فيها جميعا ، قالوا : لم يبق في هذه المدينة إلا مسجد واحد للتيجانية لا نستطع أن نصل إليه.
قلت :كيف ؟ قالوا هم متعصبون تعصبا شديدا .
قلت : نذهب إليهم ونستأذنهم، إن أذنوا لنا بالكلام بلَّغنا ، وإن منعونا فعذرنا عند الله ، نحن ما نجيهم , ولا ينبغي أن نواجههم بالإرغام والقوة –بارك الله فيكم- .
فجئنا وصلى بنا الإمام , وبعد ما فرغ جئت , سلمت عليه ، وقلت له : أتسمح لي ألقي أن ألقي كلمة في الأخوان هؤلاء ؟ قال تفضل ؛ فتكلمت : أدعو إلى الله , وإلى التوحيد , وإلى السنة , وإلى أشياء أخرى من أمور العلم , وأنتقد بعض الأخطاء الموجودة
".
نقول : فموقف شيخنا الحلبي –وغيره ممن انتقدهم غلاة التجريح-بهذا- هو كموقف الشيخ المدخلي –مع الفارق أن شيخنا –مثلا- لم يذهب إلى موطنهم وإنما هم من جاءوه-بخلاف الشيخ المدخلي- , ولكن يبقى كلا الموقفين مما يوجب مدح صاحبه لا ذمه والطعن فيه .


2- إن الهجر يختلف باختلاف الهاجرين في قوتهم وضعفهم وقلتهم وكثرتهم فإن المقصود به زجر المهجور وتأديبه ورجوع العامة عن مثل حاله . فإن كانت المصلحة في ذلك راجحة بحيث يفضي هجره إلى ضعف الشر وخفيته كان مشروعا . وإن كان لا المهجور ولا غيره يرتدع بذلك بل يزيد الشر والهاجر ضعيف بحيث يكون مفسدة ذلك راجحة على مصلحته لم يشرع الهجر .

3- لا يكون هجر المخالفين من المبتدعة ونحوهم هو الصالح دائما , بل قد يكون ضده من التأليف هو الأنفع ؛ فالتأليف لبعض الناس قد يكون أنفع من الهجر , والهجر لبعض الناس أنفع من التأليف ؛ ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يتألف قوما ويهجر آخرين ؛ كما أن الثلاثة الذين خلفوا كانوا خيرا من أكثر المؤلفة قلوبهم لما كان أولئك كانوا سادة مطاعين في عشائرهم فكانت المصلحة الدينية في تأليف قلوبهم وهؤلاء كانوا مؤمنين والمؤمنون سواهم كثير فكان في هجرهم عز الدين وتطهيرهم من ذنوبهم , وجواب الأئمة كأحمد وغيره في هذا الباب مبني على هذا الأصل ولهذا كان يفرق بين الأماكن التي كثرت فيها البدع كما كثر القدر في البصرة والتنجيم بخراسان والتشيع بالكوفة وبين ما ليس كذلك ويفرق بين الأئمة المطاعين وغيرهم وإذا عرف مقصود الشريعة سلك في حصوله أوصل الطرق إليه .

4- الهجر لِحظّ الدين هو الهجر الشرعي وهو من الأعمال التي أمر الله بها ورسوله . فالطاعة لا بد أن تكون خالصة لله وأن تكون موافقة لأمره فتكون خالصة لله صوابا ؛ فمن هجر لهوى نفسه أو هجر هجرا غير مأمور به : كان خارجا عن هذا .

5- إن الهجر لِحظّ الدين لا يقطع الموالاة الإيمانية , لأن الهجر من باب العقوبات الشرعية فهو من جنس الجهاد في سبيل الله . وهذا يفعل لأن تكون كلمة الله هي العليا ويكون الدين كله لله . والمؤمن عليه أن يعادي في الله ويوالي في الله فإن كان هناك مؤمن فعليه أن يواليه وإن ظلمه ؛ فإن الظلم لا يقطع الموالاة الإيمانية قال تعالى : [وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ المُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ المُقْسِطِينَ , إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ] ؛ فجعلهم إخوة مع وجود القتال والبغي والأمر بالإصلاح بينهم .
فليتدبر المؤمن الفرق بين هذين النوعين ؛ فما أكثر ما يلتبس أحدهما بالآخر وليعلم أن المؤمن تجب موالاته وإن ظلمك واعتدى عليك والكافر تجب معاداته وإن أعطاك وأحسن إليك .

6- إذا اجتمع في الرجل الواحد خير وشر وفجور وطاعة ومعصية وسنة وبدعة : استحق من الموالاة والثواب بقدر ما فيه من الخير واستحق من المعاداة والعقاب بحسب ما فيه من الشر فيجتمع في الشخص الواحد موجبات الإكرام والإهانة فيجتمع له من هذا وهذا كاللص الفقير تقطع يده لسرقته ويعطى من بيت المال ما يكفيه لحاجته .
هذا هو الأصل الذي اتفق عليه أهل السنة والجماعة وخالفهم الخوارج والمعتزلة ومن وافقهم عليه فلم يجعلوا الناس لا مستحقا للثواب فقط ولا مستحقا للعقاب فقط" .

موقف الشيخ ربيع المدخلي من أهل الأهواء والبدع

وبعد هذه اللمحة السريعة حول (منهج سلف الأمة في الموقف من أهل الأهواء والبدع) –من خلال تقرير شيخ الإسلام ابن تيمية له- ؛ ننتقل لعرض موقف الشيخ ربيع المدخلي –المشهور عنه- من أهل الأهواء والبدع , مصدرين إياه بإيضاح حقيقة موقف الشيخ ربيع المدخلي مما قرره شيخ الإسلام ابن تيمية –آنفا- !!
فالشيخ ربيع قد صرح في مواطن عدة من كتبه وأجوبته بمخالفته لما قرره شيخ الإسلام من أصول وضوابط في باب الموقف من هجر أهل البدع والأهواء , بما يدلل على التباين والاختلاف -في هذه المسألة الهامة التي تميز منهج الشيخ ربيع- بين الشيخ ربيع –من جهة- وشيخ الإسلام ابن تيمية –من جهة أخرى- , ومن ذلك :

أولا- تقريره : أن هجر أهل البدع هو عام مطلق غير مقيد بالمصلحة والمفسدة , وبالتالي رفض ما قرره شيخ الإسلام من التفصيل في هجر المبتدع , وتقييده بالمصلحة والمفسدة , كما جاء في أجوبته المنشورة تحت عنوان (رد شبهات المائعين والذب عن السلفيين) , جوابا على السؤال التالي:
"(س\7) : هل هجر أهل البدع والتضييق عليهم وعدم مخالطتهم بإطلاق كما نقل السلف ودوّن الأئمة في كتبهم ؟ أم هو على التفصيل وينظر كل شخص إلى المصلحة والمفسدة وكل يرجع إلى عقله مما يؤدي إلى التمييع؟
قال الشيخ : لقد قال شيخ الإسلام -رحمه الله- ينظر إلى المصلحة فيها ، والسلف ما قالوا هذا وشيخ الإسلام جزاه الله خيرا قال هذا وهو اجتهاد منه فإذا أخذنا بقوله ، فمن هو الذي يميز المصالح من المفاسد ؟
فهل الشباب وصلوا إلى هذا المستوى ؟... .
(س\8) : بارك الله فيك يا شيخ إذا الواجب علينا أن نعمل بقول السلف وليس بقول شيخ الاسلام ابن تيمية -رحمه الله- خاصة في زماننا هذا الذي صار فيه الجلوس لأهل البدع شعارا للعلم والله المستعان ؟
الشيخ : الذي يقوله السلف هو الأحوط بالتجربة والواقع ، والمصلحة والمفسدة إذا أدركها العالم فليستخدمها، أما الصغير ما يستطيع , إذا أدركها العالم المحصن , لا بعض العلماء قد يكون ضعيف الشخصية فتخطفه البدع كما حصل لعدد كثير من الأكابر خطفتهم البدع بسهولة ...
"!!

ثانيا- تقريره : أن المبتدع لا يحب على قدر طاعاته , ويبغض على قدر بدعته ومعاصيه ؛ بل ليس له إلا البغض والهجران والمقاطعة , وبالتالي صرح بمخالفته لشيخ الإسلام ابن تيمية في تقريره لأن المبتدع قد يجتمع في حقه حب وبغض , وانتصر للقول : أن أهل البدع ليس لهم إلا البغض المطلق ؛ فلا يجتمع في حقهم حب على ما فيهم من السنة وبغض على ما فيهم من البدعة ؛ بل ليس لهم إلا البغض , وقول الشيخ ربيع هو من جنس أقوال الخوارج والمعتزلة –كما تقدم حكايته عن شيخ الإسلام ابن تيمية- .
وتقرير الشيخ ربيع –هذا- ورده على شيخ الإسلام ابن تيمية –في هذه المسألة- قد جاء في كتابه عون الباري (2\978-981) –مختصرا- جوابا على السؤال : "س\هل يجتمع في الرجل المبتدع حب وبغض؟
الجواب ... : إذا تأملنا كلام السلف ، واستقرأنا عموم كتب السنة ، فلا نجد هذا التوزيع، توزيع القلب في قضية أهل البدع ، إلى حب من جهة ، وبُُغض من جهة ، لا نجد ذلك ، و لا نجد من السلف إلا الحث على بُغضهم وهجرانهم، بل قد حكى عدد من الأئمة الإجماع على بُغضهم وهجرهم ومقاطعتهم ... ، حكوا الإجماع على بُغض أهل البدع ، وهجرانهم ، ومقاطعتهم ، هذا الإجماع من الصحابة ومن بعدهم.
وأظن أنه ما يستطيع إنسان أن يجمع بين الحب والبُغض ، ويوزعهما ويقسمهما قسمين، البغض على قدر ما ارتكب من البدعة ، والحب على ما بقي عليه من السنة ، فهذا تكليف بما لا يُطاق، وكل ّ يؤخذ من قوله ويردّ .... .
فالقول بأن نُحبَّه على قدر ما عنده من سنة، ونُبغضه على قدر ما عنده من البدع ، هذا الكلام لا يوجد عند السلف .
وقد ناقشنا هذه الفكرة في بعض الكتابات . الرد على أهل الموازنات ، ومن يتعلق بالموازنات ، ويتستر بكلام شيخ الإسلام ابن تيمية الذي يرى أن الانسان يُحَبُّ على قدر ما عنده من السنة ، ويُبغض على قدر ما عنده من البدع.
ورددنا على هذه الأشياء بكلام السلف ، ومواقفهم ، بل بإجماعهم 
"!!

ثالثا- تقريره : أن المبتدع لا يوالى على قدر طاعته وإيمانه , بل ليس له إلا الهجران والمقاطعة , وهذا ما دفعه إلى التقول على مقصد شيخ الإسلام في تقريره : أن المبتدع يوالى على قدر طاعته وإيمانه ؛ كما جاء في مجموع الكتب والرسائل (14\155-157) جوابا على سؤال: "هل يعامل المبتدع معاملة الفاسق في الولاء والبراء أي يُوالى على ما فيه من إيمان ,ويُعادى على ما فيه من بدع ؟
الجواب : الذي قرّره أهل السنة وحكوا عليه الإجماع أن المبتدع أشدّ من الفاسق ؛الفاسق له صفة فاسقة ؛الفاسق غالبا يحترم أهل العلم وأهل الفضل وأهل الاستقامة ويتمنى أن يلحق بهم ,لكن المبتدع يُخاصمهم ويؤذيهم ويعاديهم ويحتقرهم وينتقصهم ... .
فالسلف قرروا هجرانهم وبغضهم ومقاطعتهم ,وهذا الذي يسأل لا أدري إن كان سلفيا أو هو مخدوع بمنهج الموازنات ,يعني يحبه على ما فيه من إسلام ,ويبغضه على ما عنده من بدع ؛هذا منهج الموازنات ويُنسب هذا الكلام إلى ابن تيمية لكن لا يقصد شيخ الإسلام هذا الذي يقصده هؤلاء
" !!

رابعا- يرى الشيخ ربيع المدخلي : أن من بدعه العلماء بحجة فلا يجوز الدفاع عنه , وعلى كل الناس المحتكين به أن يأخذوا بهذا القول , كما قال في مجموع الكتب والرسائل (1\490) : "إن كان مع العلماء حجة على تبديع هذا الرجل ؛ فعلى طلابه وعلى كل الناس الذين يحتكون به أن يأخذوا بهذا الحق , ولا يجوز لهم أن يدافعوا عنه"!!
نقول : وغالب صنيع الشيخ يدل على غضّ النظر عن كون هذه الحجة معتبرة ، أم لا !

خامسا- ويرى الشيخ ربيع المدخلي : أن إحسان الظن بأهل البدع مخالفٌ لمنهج الله تبارك وتعالى ؛ كما هو نص كلامه في شريطه (الموقف الصحيح من أهل البدع) : "فإحسان الظن بأهل الانحرافات، وأهل البدع والضلالات، مخالفٌ لمنهج الله تبارك وتعالى، فلا بد من الحذر منهم"!
نقول : هكذا ... دون تمييز منه -غفر الله له-بي مبتدع ومبتدع !
وبغضّ النظر عن قدْر بدعة هذا ، أو بدعة ذاك !
ودون تمييز بين الملاحظ التي ذكرها شيخ الإسلام ابن تيمية -فيما يتعلق بقوة أهل السنة ، أو ضعفهم، وقوة أهل البدع وضعفهم- !

سادسا- ويرى الشيخ ربيع المدخلي : أن السلفيين لا يستطيعون التعايش مع أهل البدع ؛ كما في كتابه"أهل الحديث هم الطائفة المنصورة"-والذي كان قد طلب من شيخنا الحلبي- قبل نحو عشرين سنة!- تقريظه - أيامَ كان معدوداً -عنده-من أهل العلم ! ومعتبرا من تلاميذ الشيخ الألباني!-:
"والمجاهدون السلفيون يجاهدون في سبيل الله لإعلاء كلمة الله، فإذا طهروا بلداً من أدناس الشرك والإلحاد؛ أقاموا فيه حاكمية الله قبل أن يستعيدوا أنفاسهم؛ لأن حاكمية الله وبغض الطواغيت تجري في دمائهم لا كلاماً يلاك على الألسن .
وأما موالاة أعداء الله؛ فحدِّث ولا حرج عن غيرهم، أما هم؛ فالحمد لله هم أنظف الناس وأنزههم منها، بل حتى لا يستطيعون التعايش مع أهل البدع؛ فكيف بالكفار الصرحاء؟!
".

سابعا- ويرى الشيخ ربيع المدخلي : (التحذير المطلق) من مخالطة أهل البدع ومجالستهم , كما قال في مقال (أئمة الحديث ومن سار على نهجهم هم أعلم الناس بأهل الأهواء والبدع) : "وكان الأئمة من التابعين ومن بعدهم يحذرون من مجالسة أهل الأهواء".
وقال في مجموع المؤلفات (14\348): "إياكم ومجالسة أهل الأهواء؛ فإن لهم شُبها , وربما أحدهم يستدرجك ويقول لك : ادخل معهم وأصلح من الداخل وهم لا يصلحون إلا ما شاء الله نادر جدا , أو لتعرف ما عندهم , هذه الطريقة ليست من الإسلام , الإسلام يرفضها".
وفي مقال (علماء الجرح والتعديل هم حماة الدين) يقرر أن : "علماء السنة وأئمة الجرح والتعديل فهم والله العلماء حقاً وهم الذين يقومون على أهل البدع ويقمعونهم في كل زمان ومكان , وكتب الجرح والتعديل وكتب الجرح الخاص مليئة ببيان حال أهل البدع ... . وما اكتفوا بهذا بل قاموا بتأليف الكتب في بيان عقائد أهل السنة والذب عنها وعن أهلها وعلى رأسهم الصحابة وبيان البدع وأهلها والطعن فيهم والتحذير منهم ومن بدعهم ومن كتبهم , والتحذير المطلق من دعاتهم وغلاتهم فلا يُجالَسون ولا يؤخذ منهم الحديث".

ثامنا – ويرى الشيخ المدخلي : أن أهل البدع لا يستفاد منهم شيئ من علوم القرآن والسنة , ومن ذلك قوله في مجموع الكتب (15\28) : "أنت في بلد ما تجد من طلبة العلم إلا أهل البدع والضلال , ولا تجد من أهل السنة أحدا , فأنا أفضل لك الجهل مع سلامة الفطرة على أخذ العلم من أهل البدع , اللهم إلا إذا كان هذا الشخص لا يدعو إلى بدعته إطلاقا ؛ فيمكن أن تأخذ منه النحو أو بعض العلوم , أما العقيدة , بل القرآن والحديث , لا تأخذ منه , لأن الحديث قد دُوِّن , والقرآن محفوظ –والحمد لله- وتفسيره موجود ومحفوظ –والحمد لله- ".
وقال في مجموع الكتب والرسائل (15\52-53) -ناصحا بعدم الانتفاع من أشرطة الحزبيين- : "لا تستمع لأشرطة الحزبيين ؛ فضررها أكبر من نفعها ... , فالحذر الحذر من السماع لاهل البدع , ومن السماع لأهل الأحزاب المنحرفة عن منهج الحق... .
فعلى من يريد أن يحافظ على عقيدته ودينه ومنهجه أن يبتعد عن أسباب الفتن , فيبتعد عنها سواء كانت أشرطة أو كتب أو مجلات
".
وقال في نفس المصدر (15\58) –نافيا وجود ردود نافعة للحزبيين على المبتدعة من الأشاعرة ونحوهم- : "لم نر لهم ردودا ينتفع بها , بل رأيناهم ينقلون كلام شيخ الإسلام ابن تيمية ثم يأتون بمنهج الموازنات ليميعوا هذه الردود".
ولم تسلم تحقيقات الحزبيين لكتب التراث من نقد الشيخ ربيع حيث قال في مجموع الكتب والرسائل (15\177) : "رأينا الكتب التي تناولها الحزبيون : أنهم أساءوا إلى تحقيق هذه الكتب , ونهجوا فيها نهج التمييع؛ فيكون مقصود المؤلف أمرا معينا وقضية معينة يعالجها ويريد أن يقنع المسلمين في ضوء الكتاب والسنة ومنهج السلف , ويأتي هذا المتحزب فيؤوّل كلام المؤلف ويميعه ويبعد النُّجعة عن قصد المؤلف... .
فيجب على أهل السنة أن يشمروا عن ساعد الجد لخدمة التراث السلفي حتى لو سبق هؤلاء إلى خدمته , وعبثوا به , فعلى هؤلاء أن يصححوا , أن يتناولوا المخطوطات من جديد ويصححوها ويحققوها تحقيقا صحيحا , ويبينوا مضامينها في ضوء منهج السلف
".

تاسعا- ويرى الشيخ المدخلي عدم مشروعية النظر في كتب أهل البدع سواء ألفوها حال بدعتهم , أو قبل وقوعهم في البدعة , وسواء كانت مشتملة على البدع أو غير مشتملة عليها , كما جاء هذا واضحا وصريحا في جوابه على السؤال الآتي الذي نقله أحمد بازمول في "صيانته" (ص\692): "السؤال : هل ينتفع بكتب أهل البدع إذا كانت قد ألفت قبل انحرافهم أو بعده إذا كانت خالية من الانحراف وجيدة في الباب؟
فأجاب : إن في كتاب الله وسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وفي تراث سلفنا الصالح الطاهر النظيف من البدع ما يغني عن الرجوع إلى كتب أهل البدع سواء ألفوها قبل أن يقع في البدع أو ألفوها بعد ذالك لأن من مصلحة المسلمين إخماد وإخمال ذكر أهل البدع فتعلق بكتبهم بقصد الاستفادة يرفع من شأنهم ويعلي منازلهم في قلوب كثير من الناس ومن مصلحة المسلمين والإسلام إخماد وإخمال ذكر رءوس البدع والضلالة وما يخلو كتاب من الحق حتى كتب اليهود والنصارى وطوائف الضلال...فالأولى بالمسلم أن يركّز على ما ذكرناه سلفا فإنه آمن للمسلم وأضمن له وأبعد له من أن يكرم من أهانه الله .
هذا ما أقول عن إجابة هذا السؤال وقد لمح بعض الأئمة وذهب إلى أنه لا ينبغي الأخذ عن أهل البدع حتى لو يعني كان حقا وإذا أمكن أخذ الحديث من غير طريق المبتدع فالأولى الابتعاد عنه ولو كان عنده هذا الحديث الأولى الابتعاد عنه إخمادا لذكره كما أسلفنا
".
بل ومنع من الاستشهاد بكلام أهل البدع –ولو كان حقا- ومحققا لمصلحة دون جلب مفسدة في الحال أو في المآل , كما قال في مجموع الكتب والرسائل (13\266) متعقبا الشيخ أبي الحسن بقوله : "(وأرى جواز الاستشهاد بكلام المخالف إن كان حقاً وفي مصلحة دون جلب مفسدة في الحال أو في المآل).
فقال : "هذا منه معارضة منه لمن يحذر من القراءة في كتب أهل الأهواء، مثل سيد قطب وكتَّاب الإخوان المسلمين وهذه هي حيلة الحزبيين في جر كثير من الشباب السلفي إلى الانحراف عن النهج السلفي والارتماء في هوة الضلال، فكم ضاع من أناس بهذه الحيلة ثم أصبحوا خصوماً للمنهج السلفي وأهله".

عاشرا- يرى الشيخ ربيع المدخلي : عدم مشروعية التعاون مع أهل البدع والأهواء ولو كان وفق الضوابط العلمية في المنهج السلفي , كما جاء في رسالة (نصيحة الشيخ ربيع لأهل العراق) –كما هو في قوله - : "قلتم - سدد الله خطاكم وثبتنا وإياكم على منهج السلف الصالح -: قلتم: (أن يتعاون مع كافة المسلمين وفقا للضوابط العلمية في المنهج السلفي، وهذا هو اختيار الشيخ ابن باز، وابن عثيمين، والألباني , ومن أخذ بفتوى الشيخ ربيع فلا يعاب عليه؛ لأن ما هذا الاختلاف في الأخذ، إنما هو من باب الأولى).
أقول –والكلام لا يزال للشيخ المدخلي-: .... سامحكم الله لماذا تجعلونني وحدي في مقابلة الأئمة. فهل أنا وحدي الذي لا يرى التعاون مع أهل البدع والأهواء؟! ؛ فآلاف السلفيين -وعلى رأسهم الأئمة الكبار- وعشرات من المعاصرين يقولون ما نسبتموه إلى ربيع وحده. ومئات النصوص من كلام أئمة السلف فيها التحذير من أهل الأهواء وهجرانهم، بل هناك أئمة نقلوا إجماع أهل السنة على هجران أهل البدع، والتحذير منهم، ومن مجالستهم فضلا عن التعاون معهم
" .
وقال في مجموع الكتب والرسائل (13\270) : "يجب أن نفهم جيدا أن من الصعب أو من المستحيل أن يحصل هذا التعاون في باب الدعوة إلى الله، وذلك أن مفهوم البر والتقوى يختلف فيما بيننا وبين أهل الأهواء والتحزب، فقد يكون ما هو بر وتقوى عند أهل السنة إثم وعدوان عند أهل الأهواء والضلال، فأصول التبليغ الضالة هي بر وتقوى عندهم، وللإخوان المسلمين وغيرهم بدع وضلالات يرونها برا وتقوى ونقدها عندهم ضلال وفتن وأهل الباطل وإن دعوا إلى التعاون فلا يريدون بذلك التعاون على نشر الحق والتوحيد والسنة ومحاربة الضلال والبدع، وإنما يريدون التعاون معهم على نشر باطلهم وبدعهم، ومن هنا نرى أنه يستحيل التعاون معهم... .
ولو كان التعاون معهم ينفع الإسلام والمسلمين لرأيت الإمام أحمد ومن قبله ومن بعده من أهل السنة من أشد الناس استباقا إليه ودعوة متحمسة له دون فرق بين الجهمية والمعتزلة والخوارج والمرجئة
".


نماذج لمواقف الشيخ ربيع المدخلي من أهل الأهواء والبدع

كنّا قد ذكرنا في مقالنا (طعونات الشيخ ربيع المدخلي –وكبار أعوانه- بالسلفيين –علماء ودعاة-) طائفة من أهل السنة والجماعة ممن رماهم الشيخ ربيع المدخلي بالبدعة , وأخرجهم من السلفية بسببها , ومن ثم أجرى فيهم أحكام أهل البدع .
ولكن هذه الأحكام ليست عامة –عند الشيخ المدخلي- فيمن يبدعهم , وإنما هي تكاد تكون مختصة بمن يخاصمهم ممن يبدعهم , وأما من كان يراهم مبتدعة من غير أن تكون بينه وبينهم خصومة شخصية ؛ فإن لهؤلاء-عنده- أحكاما أخرى ومواقف أخرى تعارض تأصيلاته –أعلاه- , وتخالف سلوكياته مع أهل السنة السلفيين الذين قام بتبديعهم وأمر بهجرهم .
وليس معنى هذا أننا نخالف الشيخ ربيع في مواقفه التي سوف نعرضها –أدناه- أو نوافقه عليها , ولا أننا نخالفه في تأصيلاته –أعلاه- أو نوافقه عليها , وإنما مقصودنا من هذا المقال المضي في سلسلتنا الإلزامية للشيخ ربيع المدخلي , ولأتباعه -كشفا لتناقضهم!-: بأن يجروا في الشيخ ربيع ما يجروه في غيره من أحكام بسبب وحدة العلة التي هي مناط الحكم , جاعلينها في أقسام ؛ فنقول وبالله التوفيق :

القسم الأول : التأصيلات .
أولا : يرى الشيخ ربيع المدخلي أن تبديع الأعيان ليس ملزما , وإنما الملزم هو بيان البدع والتحذير منها , كما قال الشيخ ربيع المدخلي في مجموع الكتب والرسائل (15\220): "يسألك: هل ابن حجر مبتدع أو ليس مبتدع؟ تقول: ما أستطيع أن أقول مبتدع، أقول: أشعري عنده أشعرية بينت.
يقول: لا، قل مبتدع.
ما يلزمني شرعا أن أقول هذا , السلف كثيرا ما يترجمون لبعض المبتدعة ولا يقول أحدهم مبتدع ولا يقول قدري ولا يقول رافضي، يترجم له ويمشي، فلا يلزمني أن أقول فلان مبتدع فلان مبتدع، يلزمني أن أبين بدعه وأحذر منها
".
نقول : فإن كان الشيخ المدخلي يرى أنه لا يلزم من الحكم على المعين من الرافضة والقدرية بالتبديع ؛ فما بال الشيخ المدخلي وأتباعه يلزمون بتبديع من لا نسبة بينهم وبين القدرية والروافض ؟!

ثانيا : يرى الشيخ ربيع المدخلي أنه لا يجب اتباع العلماء في تبديعهم من لم تقم الحجة على تبديعه , كما قاله الشيخ ربيع المدخلي في مجموع المؤلفات (9\40-41): "قولك: (أما العلماء إذا تكلموا في مبتدع فيجب اتباعهم) ... .
[أقول:] بناءً على قاعدتك في باب التبديع يلزمك تبديع الإمام البخاري لأن الإمام محمد بن يحيى الذهلي وأصحابه قد بدعوا الإمام البخاري وآذوه ولكن العلماء وعلى رأسهم مسلم إلى يومنا هذا خالفوا الإمام محمد بن يحيى؛ فهل تبدعهم لأنهم لم يتبعوا محمد بن يحيى، وتقول لماذا خالفوه ؛ فأقول: لأنه ليس معه ولا مع أصحابه حجة.
والإمام أحمد نفسه خالف الناس في شريك بن عبد الله النخعي وأبي نعيم لأنه لم تقدم له الحجة على تبديعهما ولو قدموها له لقبلها والتزمها كما عهدنا ذلك منه ومن أمثاله رحمهم الله.
فمدار القبول والرد هو الحجة وعدمها لا الهوى كما قررت أنت هنا في قضايا الاختلاف أي اختلاف أئمة الجرح والتعديل ولا يبعد أن تقررها في كل القضايا كما يفعل أهل الأهواء الذين قلدتهم
".
نقول : إن محمد بن يحيى الذهلي –الثقة- وأصحابه قد بدعوا الإمام البخاري , وجرحوه بسبب مبين مفسر -عندهم-, وهو: ادعاؤهم عليه أنه يقول بخلق القرآن , ومع ذلك ردّه الإمام مسلم لعدم ثبوته عنده .
فأين قول الشيخ ربيع المدخلي –هنا- من إيجابه قبول الجرح المفسر –مطلقا- , لا بل وإيجابه قبول حكم الثقة -باعتباره خبرا واجب القبول- ؟!
بل ما قول الشيخ ربيع المدخلي فيمن رفض موافقته على تبديعه للأبرياء , لأنه نظر في أقواله فلم ير فيها حجة تُثبت التبديع ؟!

ثالثا : رفضه لقاعدة (من لم يبدّع المبتدع فهو مبتدع) واعتباره إياها قاعدة حدادية , كما قال في مجموع الكتب والرسائل (9\508-509): "لماذا لم تذكر منهج الحداد الذي تعرفه حق المعرفة، ألا وهو: الحرب على علماء المنهج السلفي المعاصرين، والعداوة والبغضاء لهم دون استثناء أحد، والحط على شيخ الإسلام ابن تيمية، وابن القيم، وابن أبي العز، وكتابه: (شرح الطحاوية).
وقيام هذا المنهج على الغلو في التبديع، وأن من لم يبدع من يبدعه الحداديون فهو مبتدع , وعلى هذا الأساس ناقشني عبد اللطيف ـ بحضور الحداد ـ في تبديع أشخاص معينين، يتقاعس عن تبديعهم العلماء
".
وقوله في مجموع الكتب والرسائل (9\401) -مبينا معالم"منهج الحدادية-:
1 - بغضهم لعلماء المنهج السلفي المعاصرين وتحقيرهم وتجهيلهم وتضليلهم والافتراء عليهم ولا سيما أهل المدينة، ثم تجاوزوا ذلك إلى ابن تيمية وابن القيم وابن أبي العز شارح الطحاوية، يدندنون حولهم لإسقاط منزلتهم ورد أقوالهم.
2 - قولهم بتبديع كل من وقع في بدعة، وابن حجر عندهم أشد وأخطر من سيد قطب.
3 - تبديع من لا يبدع من وقع في بدعة وعداوته وحربه، ولا يكفي عندهم أن تقول: عند فلان أشعرية مثلا أو أشعري، بل لابد أن تقول: مبتدع وإلا فالحرب والهجران والتبديع
".

القسم الثاني : موقفه من أهل الأهواء والبدع .

رابعا : مدحه وثناؤه على أهل الأهواء والبدع , وقد تقدم أمثلة ذلك في مقالنا السابق (ثناء الشيخ ربيع المدخلي على أصحاب بدع الاعتقادات(!) وإثبات تناقضه في الموازنات!) .

خامسا : موازنته في معرض نقده لبعض أهل البدع والأهواء , كما تقدم أمثلة ذلك في مقالنا السابق (ثناء الشيخ ربيع المدخلي على أصحاب بدع الاعتقادات(!) وإثبات تناقضه في الموازنات!) .

سادسا : توقيره لبعض أهل الأهواء والبدع , ومن أمثلة ذلك :
1- وصفه لـ(عصام البرقاوي) –التكفيري الخارجي- الشهير بـ(أبي محمد المقدسي التكفيري الخارجي) بـ(الأخ) و (أخي) في مواضع عدة من مجموع الكتب والرسائل ومن ذلك : (1\249) –موضعين- , (1\251) .
2- وفي رد الشيخ ربيع المدخلي على سلمان العودة المسمى (أهل الحديث هم الطائفة المنصورة الناجية) والمطبوع ضمن مجموع الكتب والرسائل (10\527-711) وصف (سلمان العودة) بـ(الشيخ) أكثر من خمس وعشرين مرة .
3- ومثل ذلك صنع مع سفر الحوالي حيث وصفه بالشيخ –في معرض رده عليه- في أكثر من عشرين موضعا , وفي مقدمتها عنوان رده وهو (مآخذ منهجية على الشيخ سفر الحوالي) .
وقال في مقدمة رسالته –هذه- (11\232) –ضمن مجموع الكتب والرسائل- :"أرسلت هذه المناقشة إلى الشيخ سفر إكراماً له وستراً عليه".

سابعا : ثناؤه على أهل البدع و(حمده لهم) في معرض انتقادهم لغيرهم من أهل البدع , كما قال في مجموع الكتب والرسائل (7\225) : " لو كان انتقاد سيد قطب لمن يسميهم (رجال الدين ) !! منصبّاً على أهل البدع وبدعهم من تعطيل صفات الله تبارك وتعالى وما عندهم من تصوف وغيره ، ومنصبّاً على بدع من يسميهم بالدراويش ، لتعلقهم بالقبور، وتقديمهم الذبائح والنذور لها، واعتقادهم في أهلها أنهم يعلمون الغيب ويتصرفون في الكون . . . ولو كان نقده نصحا لهم وبيانا لضلالهم بالحجة والبرهان لا تهكما وسخرية ، لحمده الله وأهل الحق على ذلك" .

ثامنا : شكر أهل البدع على ما عندهم من الحق , ومن ذلك :
1- شكره للإخوان المسلمين , كما في مجموع الكتب والرسائل (1\329) : "جماعة اهتمت بجوانب من الإسلام سياسيَّة واقتصاديَّة واجتماعيَّة وقدمت الكثير، ويُعرف ما قدّموه بما هو في المكتبات والمنابر والجامعات، وهم يشكرون على هذا الجهد الذي قدّموه".
2- شكره للصوفي -كما هو وصف الشيخ المدخلي له- عبد العزيز قاري , كما في مجموع الكتب والرسائل (11\484) -بقوله-: "من هم أئمة الهدى الذين يشملهم كلامي ؟ سمهم لنا ودع الإجمال في الكلام , فإذا ذكرت أسماءهم فإن كانوا أئمة هدى حقا كالإمام أحمد وإسحاق ومالك والشافعي والبخاري وأمثال هؤلاء تكون قد أسديت إلي معروفا تشكر عليه".
3- شكره لسفر الحوالي , كما في مجموع الكتب والرسائل (11\251) : "نشكر الشيخ سفرا في الجملة على غيرته هذه".
وقال في نفس الصفحة : "نشكر سفرا على غضبه على أبي رية الذي طعن في الصحابيين الجليلين : أبي هريرة ومعاوية –رضي الله عنهما-".
وقوله في مجموع الكتب والرسائل (11\253) : "نشكر الشيخ سفرا على هذه الغيرة وهذا البيان والنصح للإسلام والمسلمين".
4- شكره لعبد الرحمن عبد الحالق , كما قال مجموع الكتب والرسائل (10\245) : " ونحن نشكره في الجملة على هذا الحماس للتوحيد".
وقال في نفس المصدر (10\248) : "إن السلفيين حقا يوافقون الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق ويشكرونه على هذه الغيرة وهذا الموقف من المظاهر الشركية وأنها من الشرك الأكبر".
وقال كذلك في نفس المصدر (10\270) : "ونحن نشكره على هذه الغيرة".
5- شكره لسلمان العودة بقوله في مجموع الكتب والرسائل (10\556) : "وهذه ومضة سلفية يشكر عليها، ولكنه سيناقضها فيما بعد !".

تاسعا : الاعتذار إلى أهل البدع -عنده- في نقده لبعض رموزهم , كما صنع الشيخ ربيع مع جمعية إحياء التراث , حيث قال في مجموع الكتب والرسائل (10\14) : "كانت بيني وبين عبد الرحمن بن عبد الخالق زمالة ومحبة ومودة قائمة من قبلي على الحب في الله عز وجل لما كنت أعتقده فيه من الخير، ولما أبرزه من رسائل تخدم الدعوة السلفية وتسير على المنهج السلفي في الجملة .
وما كنت أعنى كثيرا بقراءة رسائله وليس عندي من أشرطته فيما مضى شيء يذكر.
ثم منذ سنوات صدرت لجمعية إحياء التراث مجلة الفرقان فاطلعت على بعض أعدادها فرأيتها تسير في طريق سياسي طغى على الدعوة، من مقالات سياسية وصور ومقابلات مع النساء وإلغاء بسم الله الرحمن الرحيم منها .
وعلق الشيخ ربيع على هذا الموضع بالقول : (القصد من سوق هذا الكلام بيان ما جرى بيني وبين عبد الرحمن عبد الخالق فقط ، فنرجو من جمعية إحياء التراث :
أولا : عدم التأثر من هذا الكلام وقد عرفت قصدي .
وثانيا : نرجو منها أن تحاول جادة السير في هذه المجلة وغيرها على منهج السلف مع اتساع صدرها للملاحظات النافعة التي لا تريد لها إلا الخير وبذلك تتميز عن غيرها من الجمعيات التي لا تريد نقدا ولا توجيها)
".

عاشرا- مدحه لمن يعامل المبتدعة معاملة حسنة!!من ذلك :
1- مدحه لولاة أمره على معاملتهم الحسنة للرافضة!!
كما جاء في مجموع الكتب والرسائل (12\465) –مخاطبا ابن عطية الرافضي- : "كان ينبغي أن تتذكر المعاملة الحسنة والعناية الطيبة التي تقوم بها قيادة هذه البلاد نحو الشيعة في هذا البلد, وأن تنقل هذه الصورة إلى القيادات الشيعية في إيران والعراق لتعامل أهل السنة بمثلها أو بقريب منها".
2- وكذلك مدحه للشيخين القرعاوي والحكمي –رحمهما الله- , بأنهما كانا لا يهجران أحدا من الفساق والمبتدعة , كما قرره في مجموع الكتب والرسائل (9\161-162) –قائلا- : "وكان من أقوم الدعاة إلى الله بهذه الصفات الشيخ بن باز -رحمه الله- وهو مشهور بذلك , والشيخ عبد الله القرعاوي - رحمه الله- فلقد كان حكيماً رفيقاً لا يواجه الناس بسوء ولا فحش ولقد انتشرت دعوته بهذه الحكمة من اليمن إلى مكة ونجران في زمن قصير وقضى بعد عون الله بدعوته الحكيمة على كثير من مظاهر الجهل والشرك والبدع ، وكان من أبعد الناس عن الشدة والتنفير وكان يشبهه في أخلاقه : الحلم والحكمة والأناة والرفق تلميذه النجيب الشيخ حافظ بن أحمد الحكمي -رحمه الله- فقد ساعد في نشر الدعوة السلفية شيخه القرعاوي -رحمه الله- بهذه الأخلاق وبالعلم الذي بثه وكانا لا يسبان بل ولا يهجران أحداً حسب علمي ويأتيهم الجاهل والفاسق والزيدي والصوفي فيتعاملان معهم بالعلم والحلم والرفق والحكمة الأمور التي تجعل هذه الأصناف تقبل الحق وتعتنق الدعوة السلفية الخالصة".
نقول : هنا الشيخ ربيع يمدح الشيخين القرعاوي والحكمي بأنهما لا يهجران أحدا مع أنه يذم في العادة من لم يهجر أهل البدع لا سيما من يبدعهم هو !!

أحد عشر : قبوله لتوبة أهل البدع , واستعداده للتراجع عن نقد من كانت توبته واضحة وصريحة , ومن ذلك قوله في مجموع الكتب والرسائل (7\38) " بذلت جهدا كبيرا في الوقوف على التوبة الواضحة النصوح من سيد قطب عن أفكاره وعقائده فلم أجد شيئا من ذلك، فإن وجدت ذلك واضحا تراجعت عن نقدي له".
نقول : وكم من رجل انتقده الشيخ ربيع بعد ثبوت تراجعه الواضح الصريح لكن الشيخ رفض قبول هذا التراجع , معللا رفضه , بأن توبته سياسية !!

القسم الثالث : الموقف من تبديع الأعلام لبعض الأعيان .
اثنا عشر : دفاعه عمّن رماه الأعلام بالبدعة ونسبوه إليها , كما في دفاعه عن أبي إسحاق الجوزجاني الناصبي الذي حكم الأئمة بانحرافه , ومنهم :
- ابن حبان كما في كتاب الثقات (8\81082) حيث قال : "إبراهيم بن يعقوب بن إسحاق الجوزجاني كنيته أبو إسحاق السعدي سكن دمشق يروى عن يزيد بن هارون والعراقيين روى عنه أهل العراق والشام وكان حريزي المذهب ولم يكن بداعية إليه وكان صلبا في السنة حافظا للحديث إلا أنه من صلابته ربما كان يتعدى طوره".
ومعنى قوله "حريزي المذهب" أي ناصبي , كما أوضح هذا المعنى الحافظ ابن حجر بقوله في تهذيب التهذيب (1\159) : "ورأيت في نسخة من كتاب ابن حبان حريزي المذهب -وهو بفتح الحاء المهملة وكسر الراء وبعد الياء زاي-: نسبة إلى حريز بن عثمان المعروف بالنصب وكلام بن عدي يؤيد هذا" .
- ومنهم ابن عدي في الكامل (1\310) , حيث قال : "إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني كان مقيما بدمشق يحدث على المنبر ويكاتبه احمد بن حنبل فيتقوى بكتابه ويقرؤه على المنبر وكان شديد الميل إلى مذهب أهل دمشق في التحامل على علي" .
- ومنهم -أيضا- الحافظ الذهبي , حيث قال في سير أعلام النبلاء (1\76) : "قال ابن عدى ... : الجوزجانى كان مقيما بدمشق، يحدث على المنبر , وكان أحمد يكاتبه فيتقوى بكتابه، ويقرؤه على المنبر، وكان شديد الميل إلى مذهب أهل دمشق في التحامل على علي رضي الله عنه ؛ فقوله في إسماعيل: مائل عن الحق يريد به ما عليه الكوفيون من التشيع.
قلت: قد كان النصب مذهبا لأهل دمشق في وقت ، كما كان الرفض مذهبا لهم في وقت، وهو في دولة بنى عبيد ثم عدم - ولله الحمد - النصب، وبقي الرفض خفيفا خاملا" .
- ومنهم -كذلك- الحافظ ابن حجر العسقلاني كما في هدي الساري (ص\406) : "والجوزجاني غال في النصب" , وقال في نفس المصدر (ص\446) : "وأما الجوزجاني فقد قلنا غير مرة إن جرحه لا يقبل في أهل الكوفة لشدة انحرافه ونصبه" .
وقال في لسان الميزان (2\16) : " وممن ينبغي أن يتوقف في قبول قوله في الجرح من كان بينه وبين من جرحه عداوة سببها الاختلاف في الاعتقاد فان الحاذق إذا تأمل ثلب أبي إسحاق الجوزجاني لأهل الكوفة رأى العجب وذلك لشدة انحرافه في النصب وشهرة أهلها بالتشيع فتراه لا يتوقف في جرح من ذكره منهم بلسان ذلقة وعبارة طلقة حتى انه أخذ يلين مثل الأعمش وأبي نعيم وعبيد الله بن موسى وأساطين الحديث وأركان الرواية" .
فالحافظ ابن حجر يرى أن من القرائن القوية التي تدلل على نصب الجوزجاني هو شدة تحامله على أهل الكوفة بسبب تشيعهم , وقال في تهذيب التهذيب (1\159) :"وكتابه في الضعفاء يوضح مقالته" .
بل حكم عليه الحافظ ابن حجر بأنه مبتدع فقال في هدي الساري (ص\556): "الجوزجاني كان ناصبيا منحرفا عن علي ؛ فهو ضد الشيعي المنحرف عن عثمان ؛ والصواب موالاتهما جميعا , ولا ينبغي أن يسمع قول مبتدع في مبتدع" .
ومنهم العلامة المعلمي اليماني حيث قال في التنكيل (1\232) : "وأول من نسب إليه هذا القول إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني وكان هو نفسه : مبتدعاً , منحرفاً عن أمير المؤمنين علي , متشدداً في الطعن على المتشيعين".
لكن الشيخ ربيعا دافع في مجموع الكتب والرسائل عن الجوزجاني , ورفض قبول كلام الأئمة الأعلام فيه ؛ فقال (10\512) : "أبو إسحاق الجوزجاني لم يثبت عنه ما رمي به من النصب -وأنا أعلم هذا والحمد لله- ولكتابه (الشجرة في أحوال الرواة) عندي نسختان وقد نفى محققاهما هذه التهمة بالأدلة الواضحة :.... " .
ثم ساقها الشيخ-غفر الله له- .
نقول : فأين ذهب تأصيل الشيخ ربيع المدخلي أن أقوال الأئمة في باب الجرح والتعديل من قبيل الأخبار الواجب قبولها ؟!
وأين ذهب تقريره –أعلاه- : أن من بدعه العلماء بحجة فلا يجوز الدفاع عنه ؟
وكيف سوّغ الشيخ ربيع لنفسه أن يرد أحكامهم = أخبارهم –عنده- بدعوى عدم ثبوت اتهامهم للجوزجاني عنده , مع أن أقوالهم في القدح بالجوزجاني ثابتة في كتبهم !!
ثم سلّمنا لك –أيها الشيخ- رفضك الأخذ بأقوال الأئمة الأعلام في الجوزجاني ؛ فأخبرنا :
ما الذي يسوغ لك أن ترد أقوال الأئمة الأعلام وهي عندك (أخبار) يجب قبولها ويحرم ردها , وتشنع على من رد أقوالك وهي عنده (أحكام) اجتهادية يسوغ مخالفتها ؟!!
ونحن لو كنّا نتبنى كل ما يقوله الشيخ المدخلي ؛ لقلنا : إن من أصول الشيخ المدخلي ردّ الحق بدعوى (لا يقنعني) !! –كما يشنع هو على مخالفيه- !

ثلاثة عشر : تشنيعه على الملزم له بتبديع من قد بدعه الأئمة الأعلام , معللا بثبوت براءته من البدعة -عنده- ؛ كما صنع في رده على صاحب المعيار في مجموع المؤلفات والرسائل (10\513-514) : " قال صاحب المعيار : (ومما بدّع به ربيع سيد قطب : تنقصه لعثمان -رضي الله عنه- وطعنه فيه، فما له أحجم عن تبديع الجوزجاني مع تحقق علة التبديع وقد ذكرنا نصوص الأئمة في بيان بدعته ؟ بل ما باله يستشهد بكلامه ـ وهو كما بينا ـ في تقرير منهج أهل السنة والجماعة ؟! نترك الإجابة لربيع ومريديه).
أقول ... : من ظلم أهل التحزب تفضيل أهل البدع على أهل السنة وطعنهم في أهل السنة ودفاعهم عن أئمة البدع والضلال وعلى الأقل مساواتهم بين أئمة السنة وأئمة البدع .
فانظر إليه كيف يشغب عليَّ بسيد قطب الذي جمع من البدع الكبرى ما لم يجتمع في غيره .
أيطالبني بتبديع إمام ثبتت براءته عندي لأني ناقشت سيد قطب في ضلالاته الكبرى الكثيرة التي نقلتها بالحرف من كتب ألفها بيده ، وكان يشرف على طبعها ونشرها في حياته إلى أن مات، فكيف يُسوّى بين هذا وبين إمام وجهت له تهمة لم تثبت على محك النقد
" .
نقول : إن كنت -أيها الشيخ- تشنع على من يلزمك بتبديع من بدعه الأئمة الأعلام بجرح مفسر , وأنت ترى مشروعية الإلزام بالجرح المفسر ؛ فعلام تشنع على من يرفض إلزامك له بان يأخذ بتجريحاتك لأنه يراها غير موجبة للجرح , أو مدفوعة بما هو أقوى منها ؟!!
ونحن لو كنّا نتبنى كل ما يقوله الشيخ المدخلي ؛ لقلنا : إن من أصول الشيخ المدخلي ردّ الحق بدعوى (لا يلزمني) !! –كما يشنع هو على مخالفيه- !

القسم الرابع : الموقف من كتب أهل الأهواء والبدع .
أربعة عشر : ثناؤه على بعض كتب أهل البدع , ومن أمثلة ذلك :
1- ثناؤه على مؤلفات ابن عقيل الحنبلي الذي قال فيه ابنُ رجب في «ذيل طبقاتِ الحنابلة» (1/322) عند ترجمته له: «وذلك أن أصحابَنا كانوا ينقمون على ابن عقيل تردُّدَه إلى ابن الوليد وابن التبان -شيخي المعتزلة-، وكان يقرأ عليهما في السِّر علمَ الكلام ويظهر منه في بعض الأحيان نوع انحراف عن السُّنَّة وتأول لبعض الصِّفات، ولَم يزل فيه بعض ذلك إلى أن مات -رحمه الله-».
نقول :
ومع ذلك فقد أثنى الشَّيخ ربيع على مؤلَّفاته في تعليقه على «النُّكت» (1/352) على ابن عقيل فقال: «هو شيخ الحنابلة في وقته ببغداد علي بن عقيل بن محمد أبو الوفاء صاحب «الفُنون» وغيرها من التصانيف المفيدة».
2- وأثنى –كذلك- على السيوطي الأشعري المتصوف , ومدح سائر مصنفاته على ما اشتملت عليه من البدع والانحرافات ؛ فقال في «مجموعِ الكُتبِ والرَّسائل» (3/283) في ترجمته: «هو عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد بن أبي بكر بن عمر بن خليل بن نصر بن الخضر بن الهمام الجلال السيوطي الحافظ الكبير صاحب التصانيف...، وأجاز له أكابر علماء عصره من سائر الأمصار، وبرز في جميع الفنون، وفاق الأقران، واشتهر ذكره، وبعُد صِيتُه، وصنف التَّصانيف المفيدة، كالجامِعَين في الحديث، و«الدُّر المنثور في التفسير»، و«الإتقان في علوم القرآن»، وتصانيفه في كل فن من الفنون مقبولة، وقد سارت في الأقطار مسير النهار».
3- مبالغته في الثناء على كتاب عبد الجبار المعتزلي "تثبيت دلائل النبوة" ، كما جاء في مجموع المؤلفات والكتب (6\152) –قائلا- : "وألف في ذلك القاضي عبد الجبار أحد رؤوس المعتزلة كتابا سماه "تثبيت دلائل النبوة"، أتى فيه بالعجب العجاب في تقرير نبوة رسول الله، حتى إن كثيرا منه لا يدرك أنه من دلائل النبوة إلا بعد تقريره وبيانه".

خمسة عشر : ثناؤه على بعض الكتب التي تقرر البدع , ومن أمثلة ذلك :
1- ثناؤه على كتاب ابن حزم "الفصل في الملل والأهواء والنحل" , على ما فيه من تقرير للعديد من البدع والمخالفات العقدية كما قال في مجموع الكتب والرسائل (6\152) : "وهذه كتب السلف مبثوثة منتشرة بين الناس : كأصول السنة للإمام أحمد , ولابن أبي حاتم والسنة للخلال والشريعة للآجري والإبانة لابن بطة وأصول اعتقاد أهل السنة للالكائي والحجة للأصفهاني وكتب مقالات الفرق ومنها مقالات الإسلاميين لأبي الحسن الأشعري والفصل في الملل والنحل لابن حزم وغير ما ذكرنا كثير , وكلها تنطلق من النصح للأمة ولحمايتهم من غوائل أهل البدع" .
2- وفي النقل السابق ثناؤه –أيضا- على كتاب مقالات الإسلاميين لأبي الحسن الأشعري , والذي يقول فيه شيخ الإسلام ابن تيمية في النبوات (ص\631) : "وتأمّلت ما وجدته في الصفات من المقالات؛ مثل كتاب (الملل والنحل) للشهرستاني، وكتاب (مقالات الإسلاميين) للأشعري؛ وهو أجمع كتابٍ رأيته في هذا الفن، وقد ذكر فيه ما ذكر أنّه مقالة أهل السنة والحديث، وأنّه يختارها، وهي أقرب ما ذكره من المقالات إلى السنّة والحديث، لكنْ فيه أمور لم يقلها أحدٌ من أهل السنة والحديث. ونفس مقالة أهل السنة والحديث لم يكن يعرفها، ولا هو خبيرٌ بها؛ فالكتب المصنّفة في مقالات الطوائف التي صنفها هؤلاء، ليس فيها ما جاء به الرسول، وما دلّ عليه القرآن؛ لا في المقالات المجرّدة، ولا في المقالات التي يذكر فيها الأدلة؛ فإنّ جميع هؤلاء دخلوا في الكلام المذموم الذي عابه السلف وذموه".
نقول : شنع الشيخ ربيع المدخلي وأتباعه على شيخنا الحلبي ثناءه المجمل على (رسالة عمان) , ووصل الأمر بهم إلى أن نسبوه إلى القول بـ(وحدة الأديان) !!!
فهل يصح لنا–إلزاما للشيخ ربيع بصنيعه- أن ننسب إليه القول بما في هذين الكتابين من بدع اعتقادية إليه , لأنه يقرر أنهما من كتب السلف , ويحميان الأمة من غوائل أهل البدع ؛ فهو ينسب للسلف ما فيهما , ويفارق بين البدع وبين ما تضمناه!!

ستة عشر : نقله من كتب أهل البدع –مقرا لها , ومستشهدا بها- في العديد من المواضع , بل ومدحه لنفسه بأمانته في نقله عنهم ؛ فقال في مجموع المؤلفات (10\447) : " إنني والحمد لله لا أستفيد من شخص نصا أو كلمة إلا أنسب ذلك إلى قائله مهما انحط شأنه ببدعة أو غيرها".
ومن أمثلة هذا النقل :
1- نقل في تعليقه على النكت (1\255) عن السبكي الصوفي الأشعري .
2- نقل عن بدر الدين العيني الأشعري , كما في «مجموعِ الكُتبِ والرَّسائل» (11/405) قائلا: «وقال العلامة بدر الدِّين العيني في «عمدة القاري شرح صحيح البخاري»... ».
3- نقل عن الأُبِّي المالكي الأشعري , ووصفه بـ(العلامة)، كما في «مجموعِ الكُتبِ والرَّسائل» (11/405) : «وقال العلامة أبو عبد الله محمد بن خليفة الوشناني الأُبِّي المالكي....».
4- ونقل في مجموع الكتب والرسائل (10\601) عن كتاب (الحسبة في الإسلام) لمحمد رشيد رضا ، ونقل عنه –أيضا- في مجموع المؤلفات (4\395) -ويبدعه الشيخ مقبل بن هادي الوادعي ، ويرفض ذلك الشيخ الألباني-.
5- ونقل –ضمن كلام محمد رشيد رضا- في مجموع الكتب والرسائل (10\602) عن (محمد عبده) ؛ مقرا إياه بقوله : "ومحمد عبده عليه مؤاخذات، منها مخالفته لما عليه أهل السنة والحديث، لكن كلامه هنا يتفق مع منهج السلف وتفسيرهم لهذه الآية".
6- ونقل في مجموع المؤلفات (7\267-) عن كتاب (تجديد الدين) لأبي الأعلى المودودي.
كما ونقل –أيضا- في مجموع الكتب والرسائل (11\329-330) عن كتاب المودودي (الإسلام في مواجهة التحديات) .
7- وأما سيد قطب ؛ فقد أجاز نقل ما كان صوابا من كلامه ؛ كما قال في مجموع الكتب والرسائل (11\55-56) : "فلو اقتصرت على الاستشهاد ببعض كلامه الذي ترى أنه صواب، ثم وقفت عند هذا الحد لاحتمل أهل السنة ذلك".
وليس هذا فحسب , بل نقل الشيخ ربيع –نفسه- عن تفسير سيد قطب (في ظلال القرآن) في أكثر من موضع من مجموع الكتب والرسائل ؛ كما في : (7\10) , (11\330) .
ونقل في مجموع المؤلفات (1\364) عن كتاب سيد قطب : (لماذا أعدموني) .
8- ونقل –كذلك- في مجموع الكتب والرسائل (1\366) عن كتاب عمر التلمساني : (الموهوب أستاذ الجيل) .
9- ونقل عن محمد حسن هيتو الصوفي الأشعري , كما في تعليقه على النكت (2\500) .

سبعة عشر : إحالته إلى كتب أهل البدع , المشتملة على مخالفات عقدية , ومن ذلك :
1- إحالته في تعليقه على النكت (1\218) إلى كلام الرازي في التفسير .
2- وإحالته في تعليقه على النكت (1\218) إلى كلام الغزالي في (المقصد الأسنى في شرح الأسماء الحسنى) .
نقول : فهذه شواهد متواترة دالة على تناقض موقف الشيخ ربيع المدخلي في موقفه من كتب أهل الأهواء والبدع ؛ فهو من جهة يقرر عدم مشروعية النظر في كتب أهل البدع سواء ألفوها حال بدعتهم , أو قبل وقوعهم في البدعة , وسواء كانت مشتملة على البدع أو غير مشتملة عليها .
ومن جهة أخرى : نجده يمدح كتب أهل البدع , لا بل ويمدح بعض الكتب التي تقرر البدع , ويستشهد بالنقل من كتب أهل البدع , ويحيل عليها .
فأي تناقض واضطراب أشد من هذا ؟!
وإن شئت فقل : وأي تلاعب بعقول الشباب أشد من هذا ؟!

القسم الخامس : مشاركة أهل الأهواء والبدع في مجالسهم ومنابرهم .
ثمانية عشر : تجويزه حضور محافل أهل البدع والدعوة إلى الله من على منابرهم , كما قال في مجموع المؤلفات (14\231-232) جوابا على السؤال التالي: "السؤال: هل يجوز الدعوة إلى الله وإلى منهج السلف على منابر بعض المخالفين؟ يعني في أماكنهم وتجمعاتهم ومراكزهم؟
الجواب: إذا سمحوا لك أن تبين الحق , وما أظنهم يسمحون فبين , شرط ألا تداري ولا تجاري , إذا قال: تعال إلى هذا المنبر واخطب في مسجدنا , نحن جماعة تبليغ أو نحن إخوان نخصص لك منبرنا , وقل كلمة الحق , اذهب واصدع بالحق يا أخي , لكن لا تجاملهم , بين الحق وامش , لا تعاشرهم بعدها وتؤاكلهم وتشاربهم وتضاحكهم وتسافر معهم وإلخ , لا , بيّن الحق بحكمة وبحجة وبرهان , إذا فعلت ذلك فقد قمت بالواجب عليك وأديت رسالتك وواجبك إن شاء الله
".
والشيخ ربيع –نفسه- حضر مثل هذه المحافل , ودعا فيها إلى الله ؛ كما قال في مجموع المؤلفات (1\477-478): "ثم رأت رؤوس الصوفية الشياطين، رأوا خطورة هذا السلوك وهذا المنهج في الدعوة، فاجتمعوا وتآمروا ونسّقوا لأنفسهم كلاما يردون به عليّ، وأعلنوا لي عن محاضرة في ميدان كبير ؛ فاجتمعنا في هذا الميدان وتكلمت... ".

تسعة عشر : إجازته الكتابة في الصحف التي لا تخلو من منكرات , بل وتلقّي الأجر من المسئولين على هذه الصحف .
يرى الشيخ ربيع المدخلي مشروعية الكتابة في الجرائد التي لا تخلو من منكرات , كما في مجموع الكتب والرسائل (15\408) جوابا على السؤال : "ما رأي فضيلتكم في الكتابة في الجرائد , وتلقّي أجرا على ذلك , مع العلم أن الجرائد لا تخلو من منكرات , وأسلوب الكتابة فيها في غير الصفحات الدينية لا يتأسى بالأسلوب العلمي الشرعي المحض ؟
فكان من ضمن جواب الشيخ : "على المسلم أن يقول الحق في أي ميدان من الميادين , وعليه أن يتحرى الصدق , ويبتعد عن الكذب , والأخبار المثيرة ... مثل هذه الشروط ؛ فله أن يكتب إذا استوفت هذه الشروط.. .
وإذا كان ذلك فله أن يأخذ أجرا فيما يبدو لي من المسئولين عن هذه الوسيلة
".
وليس هذا فحسب , بل قد نشر الشيخ ربيع المدخلي بعض مقالاته في مثل هذه المجلات , ومن ذلك :
قوله في مجموع المؤلفات (11\ 527): "فقد اطلعت على مقال الهادي المختار الذي نشر في الرسالة عدد الجمعة الموافق 12ربيع الآخر عام 1426هـ والذي تضمن ردا على مقالي الذي نشر في الرسالة في يوم الجمعة 5ربيع الآخر 1426هـ ".
وقوله في مجموع المؤلفات (14\ 165): "أنا قد أجبت على مثل هذا السؤال في مقال طويل نشر في جريدة المسلمون".

عشرون : إعانته للإخوانيِّ المعروف (عبد المجيد الزنداني) في كتابة بعض فصول كتابه (التوحيد) , كما قاله الشيخ ربيع في مجموع الكتب والرسائل (15\190) جوابا على السؤال التالي : "سؤال : ما رأيكم في كتاب (التوحيد ) للزنداني وهل تنصحون بقراءته ؟
الجواب : هذا الرجل أعطاني هذا الكتاب هنا في مكة وأنا أدرس آنذاك وقال : ما رأيك في هذا الكتاب ؟ فقلت له : هذا الكتاب أثبتَّ فيه توحيد الربوبية ,أين توحيد العبادة ؟ أين توحيد الأسماء والصفات ؟ فسكت ,ثم سافرت إلى اليمن أنا وبعض الأصدقاء و قابلناه هناك وأثرت معه القضية فقلت له: أنت اقتصرت في كتاب التوحيد على توحيد الربوبية فقط والرسل جميعا ما بعثوا إلاّ بتوحيد الإلهية لأن الناس كلّهم في كلّ زمان و مكان مسلّمون بتوحيد الربوبية وإن كان يتظاهر الشيوعيون بإنكار توحيد الربوبية لكنّهم كذّابون والأحداث تبيّن كذبهم ,فما رأيك أن تضيف إلى هذا الكتاب الكلام على توحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات فقال : اكتبوا موجزا وكتابي الآن تحت الطبع في مصر وأنا سأرسل بهذا الملحق ليتمّ طبعه مع الكتاب ,فكتبت أنا فصلا في توحيد الألوهية وفصلا في توحيد الأسماء والصفات موجزا جيّدا فأعطيناه وهو يذكر أنّه أرسله ثم جاء الكتاب ورأيته وقد جعلوا الكلام (كلامي) أشلاء في الكتاب هذا ,يمكن حذفوا منه ما حذفوا وإذا وضعوا قطعة هنا وقطعة هناك ضاع وأصبح لا جدوى في ذلك
" .


القسم السادس : مخالطة أهل الأهواء والبدع ومجالستهم والتعامل معهم .

واحد وعشرون : زيارته لأماكن الشرك والبدع من غير إنكار , بل وصلاته في أحدها !!!!
قال الشيخ ربيع في مجموع الكتب والرسائل (1\154) : "زرت (بنقلاديش) فجاءني أحد خريجي الجامعة الإسلامية وقال: لأطوفن بك الليلة على اثني عشر قبرا ترى فيها مشاهد فظيعة ما رأت عيناك مثلها؛ فذهبنا وكان المشوار طويلا فجئنا إلى مسجد فيه قبر عليه مقصورة من أفخر أنواع الخشب ، و العشرات من الناس مجندلين صرعى حول القبور باكين خاشعين، وهذا راكع وهذا ساجد، و السوق حول هذا المسجد قائم لشراء الزهور والنذور والخرافات ...!.
ورأيت منظرا آخر مفظعا ـ مع الأسف الشديد- ؛ فقلت –والله- : لو رأى أبو جهل هذه المناظر لخجل منها! ما كانت قريش تفعل هذا؛ ما كانوا يصلون إلى هذا المنحدر السخيف السحيق، هذا يفعله أناس يقولون: إنهم مسلمون
".
وقال في مجموع الكتب والرسائل (8\688) : "ولقد رأيت بعيني ما يفعله القبوريون عند قبور الصالحين أو غيرهم ما يندى له الجبين.
وزرت الهند أنا والشيخ عبد الرزاق العباد وعبد الرب نواب أحد المدرسين بالجامعة الإسلامية في حدود 1410هـ ؛ فذهب بنا بعض طلاب العلم السلفيين إلى مسجد نظام الدين بدهلي ؛ فرأينا فيه خمس قباب أكبرها قبة نظام الدين ورأينا من الزائرين من الغلو والخشوع والتذلل ما لا تراه عند بيت الله العتيق وجاء رجل لابسا إزارا ورداء مصبوغين بالأحمر أو الأصفر مكشوف الرأس في هيئة المحرم وخر ساجدا أمام قبة نظام الدين ثم قام يمشي القهقرى ثم سجد سجدة أخرى عند عتبة القبة ونحن واقفون مشدوهون من هذه الأعمال الشركية الفظيعة ولا نستطيع الكلام
".
وأما الصلاة في مثل هذه الأماكن ؛ فيحكيه الشيخ عن نفسه في مجموع الكتب والرسائل (2\289-290) قائلا : "وقد صليت التراويح في المسجد الأموي في دمشق , يعني سبحان الله عجب من العجائب ! ما أدري ! خمسة أو ستة مؤذنين عندهم مكبرات يرفعون أصواتهم عاليا ليدوي في أنحاء دمشق ! والإمام يركع , يقرأ الفاتحة بسرعة , ويقرأ آية –والله أحيانا يقرأ الشرط ولا يذكر الجواب- : الله أكبر , سمع الله لمن حمده , الله أكب !! صليت معهم الركعتين الأوليين وانسحبت".
نقول : والمسجد الأموي في دمشق يحوي -على ما يقول أهلُه- أضرحة تعبد من دون الله -يؤمها السنة والرافضة والنصارى –كذلك- !!!

اثنان وعشرون : دخول الشيخ ربيع المدخلي في صفوف أهل البدع من الإخوان المسلمين , ومكثه بينهم سنوات طويلة , كما تقدم تقريره –مفصلا- في مقال : (العبرة بنهاية الشيخ ربيع المدخلي (السلفية) ! لا بنقص بدايته (الإخوانية)=(البدعية) !!!) .

والشيخ ربيع –كان ولا يزال- يرى أن دخوله –هذا- في صفوف الإخوان ليس موجبا للذم!! بل هو يستشهد له بصنيع الشيخ الألباني –زعم- , حيث قال في هامش كتاب «انقضاض الشهب السلفية» ضمن مجموع الكتب والرسائل (11\69) : "ربيع لم يكن إخوانيًّا قط (!)، وإنما مشى معهم(!) مدة بشرط أن يخرجوا أهل البدع من صفوفهم (!)، وبشرط أن يربوا شبابهم على المنهج السلفي!! وكان (يمشي مع من ينتسبون إلى المنهج السلفي)، لا مع أهل البدع منهم ، وقد فعل مثل هذا بعض السلفيين ، ومنهم الشيخ الألباني (!)، فهل تقول يا عدنان: إن الألباني كان إخوانيًّا أو في الإخوان؟! وهل تطالبه بالتراجع؟! "!!
نقول : فكيف التوفيق بين زعم الشيخ ربيع هذا , وبين ما قرره -هو نفسُه- من أن الدخول في صفوف المبتدعة لإصلاحهم من الداخل ليس من الإسلام في شيء !!
وكيف التوفيق بين هذا وبين دعواه أنه أن السلفيين لا يستطيعون التعايش مع أهل البدع ؛ إلا بإبطال دعوى الشيخ المدخلي , أو بتقرير أن الشيخ المدخلي لم يكن حينها سلفيا , وهو الحق الذي قررناه في مقال (العبرة بنهاية الشيخ ربيع المدخلي (السلفية) ! لا بنقص بدايته (الإخوانية)=(البدعية) !!!) .

ثلاثة وعشرون : مجالسته لأهل الأهواء والبدع ومخالطته لهم على مدى أكثر من ثلاثين عاما , كما قال في مجموع الكتب والرسائل (14\350) : "إذا كان الرسول –عليه الصلاة والسلام- يحذر الصحابة , والسلف كانوا أئمة أمثال الجبال يسدون آذانهم , ولا يريدون أن يسمعوا لأهل البدع .
أما أنك تذهب وتزوره وتحضر المحاضرات يصيبك من شرره ومن دخانه ومن نفثه .
نحن جربنا كثيرا , جربنا الكثير , أكثر من ثلاثين سنة نحن مجربون , هؤلاء المغرورون ضاعوا وتاهوا , نهايتهم محتومة , يضيعون نسأل الله العافية , مهما بلغوا من الذكاء فإن الله يعاقبه , نقول له : ذكاؤك لا ينفعك
".
نقول : وخلال الثلاثين عاما هذه خالط الشيخ ربيع المدخلي أصنافا من أهل البدع , ومنهم :
1- خالط الإخوان بمختلف كوادرهم وقياداتهم .
2- وخالط السروريين كأمثال سفر الحوالي وشاركهم في مؤتمراتهم وندواتهم .
3- وجالس قيادات الجهاد الإفغاني من المبتدعة كما قال في مجموع الكتب والرسائل (14\500) : "والإخوان المسلمون : سياف وحكمتيار والبرهاني ويونس خالص وإلى آخره , من عام 1402 أو 1403 زرنا بيشاور واجتمعوا عندنا وقالوا : الآن بأيدينا من أفغانستان ثمانين بالمائة".
نقول : وهذه المجالسة لأهل البدع طوال الثلاثين سنة تؤكد أن الشيخ المدخلي لم يكن منهجه في تلك المرحلة مطابقا لمنهجه في هذه المرحلة , مع أن الشيخ المدخلي يرفض أن يقال أنه له منهجا قديما وآخر جديدا , كما قال في مجموع الكتب والرسائل (10\517) : "من أفرى الفرى أن ينسب إلي منهج قديم أو جديد".
وبعد : فهل ترك الشيخ المدخلي –بعد أن صار إلى منهجه الجديد- مجالسة أهل البدع ؟!
هذا ما سنعرفه في التالي :

أربعة وعشرون : نصح الشيخ ربيع للسلفيين في العام (2001) بأن يكونوا مع جماعة طالبان الصوفية الديوبندية البدعية , ويناصروهم في معاركهم وحروبهم ضد الفصائل الأفغانية المعارضة لهم , كما قال في مجموع الكتب والرسائل (15\380-381) يقول : "نحن رأينا في طالبان من سنوات أنهم أحسن الموجودين في أفغانستان بعد السلفيين , وأنهم خير من الإخوان المسلمين , فلو قابلنا بين الإخوان المسلمين وبين هؤلاء لوجدنا أن هؤلاء خير منهم , لهذا منذ قام الطالبان و بدأ الصراع بينهم وبين التحالف الشمالي المكون من الإخوان المسلمين و الشيوعيين و الروافض و الباطنية والمدعوم من قبل روسيا ومن الحكومة الهندية ومن الروافض الإيرانيين كنا ننصح السلفيين من الأفغان أن يكونوا مع طالبان" .
نقول : أين هذه الدعوة من تقرير الشيخ ربيع عدم مشروعية إعانة أهل البدع مطلقا ؟! بل وأين مدحه لهم هنا من إنكاره الثناء على أهل البدع ؟!
وتقريره عدم مشروعية الدخول في صفوف أهل البدع , وأن أهل البدع ليس لهم إلا الهجر المطلق ؟!!
فكيف به –هنا- يدعو السلفيين لأن يعينوا الطالبان ويناصروهم في حروب الفتنة التي خاضوها ضد إخوانهم المسلمين !!!

خمسة وعشرون : مشاركته لأهل الأهواء والبدع ومجالسته إياهم في مؤتمرات (الوحدة الوطنية) التي أقيمت في العام (2003) , كما جاء تقريره –مفصلا- في مقال الأخ (أبي العباس) : (وقفات مع مجالسة الشيخ ربيع المدخلي للمبتدعة والباطنية في (لقاءات الوحدة الوطنية)!!) .
نقول : ولم يكتف الشيخ ربيع بمشاركة المبتدعة في مجلسهم وهذا وإقراره لمقرراتهم , بل ومدح المشاركين في حوارات (الوحدة الوطنية) كما قاله في مجموع الكتب والرسائل (12\461) : "إن القاري لهذا الكلام يجد رغبة قوية من قائله في تحقيق الوحدة الإسلامية وثناء عاطرا على قيادة هذه البلاد الحكيمة وعلى العلماء الذي فتحوا صدورهم للحوار فينبغي شكرهم والتعامل معهم بكل صراحة ووضوح ولا يشك أحد في رغبة القيادة والعلماء الصادقة في إزالة أسباب الفرقة والاختلاف والفتن وهذا أمر يشاركهم فيه كل مسلم ناصح لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ولا سيما علماء هذا البلد"!
ويقول في المصدر (12\464) : "يجب احترام القيادة الحكيمة لهذه البلاد وشكرها بعد الله على حرصها على وحدة الأمة وبذلها كل ما تستطيعه لتحقيق هذه الغاية من عهد الملك عبد العزيز آل سعود - رحمه الله- الذي وحّد الله أهل الجزيرة على يديه بعد شتات وتمزق وتناحر وتلاه أنجاله الكرام في الحفاظ على هذه الوحدة وتوسيع دائرتها لتحقيق الوحدة الشاملة للأمة الإسلامية وعقد المؤتمرات لتحقيق هذه الغاية النبيلة"!.
وقال -أيضا- في المصدر نفسه (12\457) : "جاء في هذا المقال : ثناء على خادم الحرمين -حفظه الله- الذي تبنى الحوار الوطني ويشجعه لحرصه على جمع كلمة الأمة وحرصه على ما يصلحها ويدفع عنها الفتن , وأثنى على علماء السنة الذين يدعون إلى الحوار بين السنة والشيعة.
ونحن نؤيد الدعوة إلى الحوار النزيه , وأطلب من أطراف الحوار أن يضعوا الأصول الصحيحة التي يقوم عليها الحوار والتي توصلنا إلى النتائج المحمودة التي ينشدها كل مصلح مخلص , مع رجائي أن يتوفر الصدق والإخلاص والحرص على الوصول إلى الحق والأخذ به
" .
نقول : فأين ذهبت كل تقريرات الشيخ ربيع في التحذير من مجالسة أهل الأهواء والبدع , أم أنها شعارات للاستهلاك الداخلي –لا أكثر- ؟!

القسم الثامن : الموقف من الجمعيات الحزبية .
ستة وعشرون : يرى الشيخ ربيع جواز أخذ المحتاج للمال من الجمعيات الحزبية –إن كانت مساعدة غير مشروطة- ؛ كما في مجموع الكتب والرسائل (14\377) جوابا على السؤال التالي :
"السؤال : هل يجوز للسلفيين أن يأخذوا من المساعدات التي أعطيت من عند الحزبيين ؛ علما بأن الحزبيين لا يعطون هذا إلا وهم يريدون أن يكسبوا السلفيين؟
الجواب : إذا كان العطاء من باب البيع والشراء والمساومات على العقيدة فلا يجوز أن يأخذ , إذا كان بهذا الشكل فلا يجوز أن يأخذ .
هم يأخذون أموال المسلمين للمسلمين ؛ فإذا أعطوه بدون شرط –وهو محتاج- يأخذ , لكن بشرط أن لا يبيع دينه .
ولكن الغالب على هؤلاء الناس إذا قبل منهم المال فسد ؛ فإذا أراد المسلم أن يحمي دينه وعقيدته فليزهد بما عندهم , ويبتعد عنهم , وليصبر على شظف الحياة حتى يفتح الله عليه
".

سبعة وعشرون : إجازته لكبار أتباعه بإجابة دعوة الجمعيات الحزبية لهم , كما :
1- إجاز لـ(عبد الله البخاري) بإجابة دعوة (جمعية الفرقان) التي استضافت قبله (الشيخ محمد حسان) و(الدكتور زغلول النجار)" , وقد نشر (عبد الله البخاري) إعلانا عن هذه الزيارة جاء فيه : "وقد استشير فيها جمع من أهل العلم , وعلى رأسهم فضيلة الشيخ العلامة الوالد ربيع بن هادي المدخلي –حفظه الله- فأيدها , وكانت استشارته يوم الثلاثاء الموافق 19 رجب من عام 1432هـ بعد صلاة المغرب".
2- وإجازته وإقراره لما جاء في تفاصيل زيارة أسامة عطايا إلى الجزائر , والتي تضمنت إلقاء محاضرات بالتنسيق مع (جمعية النجاح الثقافية) التي لا يمكن أن تصنف على أصول الغلاة إلا بأنها جمعية حزبية ؛ ومع ذلك فالشيخ ربيع بارك له هذه الزيارة بالقول له : (رحلة الشيخ عبد الله البخاري , ورحلتك نفع الله بها) , كما نقله أسامة عطايا في خاتمة مقاله (سياق رحلتي إلى البلاد الجزائرية) .
نقول : ولا يخفى أن الشيخ المدخلي يرى أن الجمعيات كلها (حزبية) , ومع ذلك أجاز لكبار أتباعه إجابة الدعوات التي وجهتها هذه الجمعيات لهم!!

ثمانية وعشرون- زيارته للحزبيين من أصحاب الجمعيات في مقراتهم وتجوله فيها , وحفاوته بهم وحفاوتهم به , ومعانقته لبعض رموزهم .
كما قاله الشيخ سالم الطويل في مقال : (وعليكم !!!) , ونص كلامه : "أخي القارئ العزيز اليك هذا الموقف الذي والله لن أنساه إلى أن يشاء الله تعالى، 
في عام 1416هـ/ 1996م تقريبا كتب الدكتور الشيخ المحدّث ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى كتابا سماه (جماعة واحدة ﻻ جماعات وصراط واحد ﻻ عشرات في الرد على عبد الرحمن عبد الخالق) , ثم قام الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق بالرد على الشيخ ربيع برسالة صغيرة وشريط مسجل يحمل المادة نفسها تقريبا , وأيضا كتب أحد طلاب الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق رسالة أخرى تهجم فيها على الشيخ ربيع هجوما شديدا عنيفا كما أخرج شريطا مسجلا أساء فيه إلى الشيخ ربيع إساءة بليغة .
ثمّ في العام نفسه تقريبا زار الشيخ ربيع الكويت وحاضر في مخيم ربيعي بعض المحاضرات، وانتقد في محاضرته ما عند الجماعات والجمعيات من أخطاء ومخالفات، 
وفي أثناء المحاضرة حضر بعض الشباب ووزعوا رسالة بعنوان «البديع في منهج الدكتور ربيع» تضمنت تلك الرسالة إساءات متعددة فيها قسوة شديدة في حق الشيخ ربيع -حفظه الله تعالى- , وفي تلك الزيارة جاء بعض أفراد جمعية الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق ودعوا الشيخ ربيع للمناقشة والمناصحة فوافق الشيخ ربيع -جزاه الله خيرا- بكل ثبات وشجاعة للمواجهة , وليقول ما عنده من الملاحظات.
وفعلا انطلق الشيخ ربيع , وكان معه الشيخ فلاح بن إسماعيل مندكار -حفظه الله تعالى- , وكنت بصحبتهما في سيارة الشيخ فلاح، وكان موعد اللقاء في الجمعية ,
وكنت انتظر لحظة لقاء الشيخ ربيع الشيخ عبد الرحمن وأسأل نفسي : هل سيسلم الشيخ ربيع على الشيخ عبد الرحمن؟ أو سيُعرض عنه بسبب الخلاف الشديد الذي نشب بينهما ﻻ سيما أن الخلاف في حرارته وقد بلغ ذروته؟!
المفاجأة الكبرى : أننا لما وصلنا , ودخلنا الجمعية سلم الشيخ ربيع على جميع الأخوة ورحب بهم ورحبوا به، فلما رأى الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق سلم عليه بسلام شديد , وترحيب أكيد , وعانقه , وأخذ يضرب بيده على ظهره، ويقول: زميلي , زميلي ؛ وكأن ليس بينهما خلاف!!
سبحان الله , لقد كان الشيخ ربيع كبيرا في عيني وأصبح بعد هذا الموقف عملاقا، ثم دخل الشيخ ربيع -حفظه الله- وأخذ جولة في الجمعية للاستطلاع , ثم جلس معهم جلسة للمناصحة لمدة أربع ساعات ، قال ما عنده عليهم من ملاحظات من غير مجاملة وﻻ تحفظ ؛ لكن لم يحضر الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق في تلك الجلسة , ثم ودّعوا الشيخ ربيع بمثل الحفاوة التي استقبلوه بها".
نقول : إن موقف الشيخ المدخلي من عبد الرحمن عبد الخالق معلوم مشهور , ومع ذلك نراه –بعد أن بلغ الخلاف بينهم ذروته- يلتقيه , ويعانقه , ويفتخر بزمالته له !!
فكيف لو فعل غير الشيخ المدخلي مثل فعله , فماذا سيكون حكمه عند الشيخ ربيع ؟!!

*************************************

تلخيص وتنصيص :

أولا : إن ما يقرره غلاة التجريح من أن (هجر أهل البدع هو الصالح دائما) مردود بما قرره شيخ الإسلام ابن تيمية من أنه : " لا يكون هجر المخالفين من المبتدعة ونحوهم هو الصالح دائما , بل قد يكون ضده من التأليف هو الأنفع ؛ فالتأليف لبعض الناس قد يكون أنفع من الهجر , والهجر لبعض الناس أنفع من التأليف ؛ ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يتألف قوما ويهجر آخرين ؛ كما أن الثلاثة الذين خلفوا كانوا خيرا من أكثر المؤلفة قلوبهم لما كان أولئك كانوا سادة مطاعين في عشائرهم فكانت المصلحة الدينية في تأليف قلوبهم وهؤلاء كانوا مؤمنين والمؤمنون سواهم كثير فكان في هجرهم عز الدين وتطهيرهم من ذنوبهم , وجواب الأئمة كأحمد وغيره في هذا الباب مبني على هذا الأصل ولهذا كان يفرق بين الأماكن التي كثرت فيها البدع كما كثر القدر في البصرة والتنجيم بخراسان والتشيع بالكوفة وبين ما ليس كذلك ويفرق بين الأئمة المطاعين وغيرهم وإذا عرف مقصود الشريعة سلك في حصوله أوصل الطرق إليه" .
نقول : وهذا من أوجه التفريق الهامة بين المنهج السلفي القائم على العلم بالشرع والرحمة للخلق , وبين منهج (جماعة التجريح والهجر) القائم على الجهل بالحق , والتشديد على الخلق .

ثانيا : إنّ رد الشيخ ربيع المدخلي لتقريرات شيخ الإسلام ابن تيمية السلفية في ضوابط هجر أهل البدع والاأهواء : لهو من أظهر الأدلة على الفرق الشاسع بين المنهجية السلفية لشيخ الإسلام ابن تيمية ومنهجية الشيخ المدخلي , وإن أكثر الشيخ المدخلي من تكرار زعمه أنه على طريقة شيخ الإسلام سائر !
ففرق بين الادعاء والتطبيق !!
وكيف يكون الشيخ المدخلي سائرا على طريقة شيخ الإسلام في باب الموقف من أهل الأهواء , وهو ينقض تأصيلاته ويعارضها !!
فكيف بالتباين بين مواقف شيخ الإسلام –رحمه الله- من خصومه ومخالفيه من مواقف الشيخ المدخلي من خصومه ؛ فالناظر في مواقف شيخ الإسلام من مخالفيه من أهل البدع والأهواء -مع مقارنتها بمواقف الشيخ المدخلي من مخالفيه من أهل السنة والجماعة- :يقطع بأن الشيخ المدخلي يقف على طرف نقيض من كثير من مواقف شيخ الإسلام مع المخالفين من أهل البدع والأهواء .
وليست هذه المخالفة مقتصرة على اختيارات شيخ الإسلام ومواقفه-المذكورة- , بل هي متعدية لتشمل مخالفة الشيخ ربيع المدخلي لأعلام الدعوة السلفية من المعاصرين وعلى جهة الخصوص : أركان الدعوة الثلاثة : (ابن باز , والألباني , وابن عثيمين) ؛ فالمشايخ الثلاثة –رحمهم الله- يعلقون الهجر بالمصالح والمفاسد –كما هو معلوم مشهور عنهم- .
بل والشيخ ابن عثيمين –رحمه الله- يرى : أن الأصل في الهجر التحريم , كما قال –رحمه الله- في الشرح الممتع (12\324) : " والقول الراجح أن الهجر لا يجب، ولا يسن، ولا يباح إلا حيث تحققت المصلحة، فإذا كان هناك مصلحة هجرنا وإلا فلا؛ لأن الهجر إما دواء وإما تعزير، فإن كان من أجل معصية مستمرة فهو دواء، وإن كان من أجل معصية مضت وانتهت فهو تعزير، فيحرم أن يهجر أخاه المؤمن ما لم يصل إلى الكفر، والدليل على ذلك عمومات الأدلة الدالة على حقوق المسلم على المسلم، والمؤمن لا يخرج من الإيمان بمجرد الفسوق والعصيان عند أهل السنة والجماعة، ولذلك الأصل تحريم هجر المؤمنين، ولو فعلوا المعصية وتجاهروا بها؛ لأنهم مؤمنون، وقد قال النبي صلّى الله عليه وسلّم: «وحق المسلم على المسلم ست، ومنها: إذا لقيته فسلم عليه» , فقال: حق المسلم، ولم يقل: حق المؤمن؛ لأن الإسلام أوسع من الإيمان، لـكن إذا كان في الهجر مصلحة فإنه إما أن يسن، وإما أن يجب، حسب ما تقتضيه المصلحة، وحسب عظم الذنب".
- وأما الشيخ الألباني فيرى أن زماننا هذا ليس زمان هجر –مع قوله بمشروعيته وضبطه له- , كما في الهدى والنور (ش\666) : " الذي أراه والله أعلم أن كلام السلف يَرِِدُ في الجو السلفي يعني الجو العامر بالإيمان القوي والاتباع الصحيح للنبي –صلى الله عليه وسلم- والصحابة ، هو تماما كالمقاطعة، مقاطعة المسلم لمسلم تربيةً وتأديبا له هذه سنة معروفة، لكن في اعتقادي وكثيرا ما سئلت فأقول:
زماننا لا يصلح للمقاطعة، زماننا إذن لا يصلح لمقاطعة المبتدعة لأن معنى ذلك أن تعيش على رأس الجبل، أن تنزوي عن الناس وأن تعتزلهم ذلك أنك حينما تقاطع الناس إما لفسقهم أو لبدعتهم لا يكون ذلك الأثر الذي كان يكون له يوم كان أولئك الذين تكلموا بتلك الكلمات وحضوا الناس على مجانبة أهل البدعة".

ثالثا : إن مأخذ الشيخ المدخلي في موقفه المنحرف عن طريقة أعلام الدعوة السلفية من أهل البدع والأهواء هو قاعدته الفاسدة في (عدم حمل مطلق كلام غير المعصوم على مقيده , وعامه على خاصه , ومجمله على مفصله) فأبقى أقوالهم المطلقة على إطلاقاتها , ورفض تقييدها بما هو مناسب من قيود وضوابط –كما هي طريقة أهل العلم- .
لا بل هو ينكر على من ضبط باب الهجر ولو أكثر من الضوابط ؛ كما في إنكاره على الشيخ الرحيلي , حيث قال في رسالته (بيان ما في نصيحة إبراهيم الرحيلي من الخلل والإخلال) , (ص\8) : "وتصدى لعلاج هذه الفتنة الكبيرة الدكتور إبراهيم بن عامر الرحيلي في رسالته التي سماها (النصيحة فيما يجب مراعاته عند الاختلاف وضوابط هجر المخالف والرد عليه) ؛ فلم تكن نصيحته واضحة ؛ فلم يفرق فيها بين الظالم والمظلوم , ولم يبين الغث من السمين , مع كثرة ضوابطه التي لا يستفيد منها إلا الظالم المخالف المسعر لهذه الفتنة".
وقال (ص\45) : "وهذا الإكثار من الضوابط والشروط مما يفرح به أهل الأهواء , ويثبط كثيرا من أهل السنة".
نقول : إن هذا المأخذ هو نفسه مأخذ أهل الأهواء والبدع في تشبثهم بالنصوص المطلقة من غير التفات إلى ما يقيدها ويضبطها , كما قرر هذا أهل العلم ومنهم ابن القيم –رحمه الله- حيث قال في نونيته :
وعـلـيك بالتفصيل والتبيين *** فالـ إجمال والإطلاق دون بيان
قد أفسدا هذا الوجود وخبـطا الـ *** أذهان والآراء كل زمـان.
والعجيب أن الشيخ ربيعا –نفسه- يقول في مجموع الكتب والرسائل (13\39) : "والإجمال والإطلاق هو سلاح أهل الأهواء ومنهجهم، والبيان والتفصيل والتصريح هو سبيل أهل السنة والحق", ثم ساق كلام ابن القيم وهو ظاهر جدا في مخاطبته به لغير المعصوم !! بما معناه : أن إجمال كلام غير المعصوم وإطلاقاته من غير تفصيل ولا تقييد مفسدة للذهن والرأي .

رابعا : بسبب موافقة الشيخ المدخلي لأهل الأهواء في طريقتهم في الاستدلال بالمجملات والمطلقات ؛ فقد أوقعه هذا في مشابهتهم في المقالات والتقريرات في باب هجر أهل البدع والاهواء , حيث انتصر الشيخ المدخلي للقول بأن المبتدع لا يجتمع في حقه حب وبغض , ولا ولاء وبراء , بل ليس له إلا البغض المطلق , والهجر المطلق , والبراء المطلق , وهذا هو حقيقة قول الخوارج والمعتزلة , كما قرره شيخ الإسلام ابن تيمية بقوله –أعلاه- : " إذا اجتمع في الرجل الواحد خير وشر وفجور وطاعة ومعصية وسنة وبدعة : استحق من الموالاة والثواب بقدر ما فيه من الخير واستحق من المعاداة والعقاب بحسب ما فيه من الشر فيجتمع في الشخص الواحد موجبات الإكرام والإهانة فيجتمع له من هذا وهذا كاللص الفقير تقطع يده لسرقته ويعطى من بيت المال ما يكفيه لحاجته . هذا هو الأصل الذي اتفق عليه أهل السنة والجماعة وخالفهم الخوارج والمعتزلة ومن وافقهم عليه فلم يجعلوا الناس لا مستحقا للثواب فقط ولا مستحقا للعقاب فقط".

خامسا : إن المتأمل في مواقف الشيخ المدخلي من مخالفيه من أهل السنة والجماعة ممن عدّهم –هو- من أهل الأهواء البدع , ويقارنها بمواقفه منهم قبل خصومته معهم , وكذلك مع غير خصومه الواقعين بجنس مآخذه على خصومه , وكذلك مع مواقفه –أعلاه- مع أهل الأهواء والبدع –ممن ليس له معهم خصومة وخلاف- , ليخرج بنتيجة مفادها : أن الخلاف الشخصي بين الشيخ المدخلي وخصومه من أهل السنة والجماعة هو دافعه الأساس لاتخاذه لمواقفه وأحكامه المعروفة من هؤلاء المخالفين -كما امتدح مواقف سفر الحوالي وسلمان العودة بأنهما لم يردّا عليه-وبالتالي: لم يتابع -هو-في الرد عليهم-بل لم يبدّعهم-!!
وهذا يتنافى مع التقرير –أعلاه- لشيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- : " إن الهجر لحظ الدين لا يقطع الموالاة الإيمانية , لأن الهجر من باب العقوبات الشرعية فهو من جنس الجهاد في سبيل الله . وهذا يفعل لأن تكون كلمة الله هي العليا ويكون الدين كله لله . والمؤمن عليه أن يعادي في الله ويوالي في الله فإن كان هناك مؤمن فعليه أن يواليه وإن ظلمه ؛ فإن الظلم لا يقطع الموالاة الإيمانية قال تعالى : [وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ المُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ المُقْسِطِينَ , إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ] ؛ فجعلهم إخوة مع وجود القتال والبغي والأمر بالإصلاح بينهم . فليتدبر المؤمن الفرق بين هذين النوعين فما أكثر ما يلتبس أحدهما بالآخر وليعلم أن المؤمن تجب موالاته وإن ظلمك واعتدى عليك والكافر تجب معاداته وإن أعطاك وأحسن إليك" .

سادسا : إن الاضطراب البين الواضح , والتناقض الصريح الفاضح بين تقريرات الشيخ ربيع المدخلي لا ينكره إلا مكابر ؛ فهو :

1- من جهة يلزم غيره بتبديع من اجتهد هو بتبديعه معللا هذا الإلزام بأن القول في الرجال من قبيل أخبار الثقات الواجب قبولها , وينكر أشد الإنكار على من يدافع عمن بدعه –هو- , ومن جهة يرفض تبديع الأعلام لبعض الأعيان , ويرى أن تبديع الأعيان ليس ملزما , وأنه لا يجب اتباع العلماء في تبديعهم ما لم تقم الحجة (المقنعة) على تبديعه , بل ويدافع بشدة عمّن رماه الأئمة الأعلام بالبدعة , ويشنع على من يلزمه بتبديع من قد بدعه الأعلام !!

2- ونراه يلحق أحكام التبديع بمن رفض موافقته على تبديع بعض الأعيان , ومن جهة أخرى يرى أن هذا الإلحاق هو من طرق الحدادية –المبتدعة-عنده- !!.

3- ونراه ينكر أشد الإنكار على من يمدح بعض من يبدعهم –هو- , ولو كان في معرض ترجمته لهم أو نقده لهم –من غير إيجاب لهذا المدح- , ونراه من جهة أخرى يتوسع في الثناء على العشرات من أهل البدع المعروفين بالبدعة , بل ويوزان –على مفهومه- في كلامه على آخرين منهم , ويوقر آخرين منهم !!.

4- ونراه يوجب أخذ أقوال العلماء إذا بدعوا واحدا , ومن جهة أخرى ينكر على من يقول بنفس هذا القول , وبل ويرفض تبديع من يراهم -هو- علماء لأناس يراهم -هو- سلفيين , مع أن تبديعهم كان مبنيا على حجة , كما في رفضه تبديع الجابري للحجوري , والعكس , ورفضه كذلك تبديع الحجوري لفركوس !!

5- ونراه يرى أن أهل البدع ليس لهم إلا الهجر والبغض , ومن جهة أخرى نراه يشكرهم , ويعتذر إليهم , ويمدح من يعاملهم المعاملة الحسنة , بل ويمدح من لم يكن يهجرهم كالشيخين القرعاوي والحكمي !!.

6- ونراه يحذر أشد التحذير من كتب أهل البدع , ولو ألفوها حال استقامتهم , ويوجه إلى عدم الانتقاع منها بشيء , ولو على سبيل الاستشهاد , بينما نراه من جهة أخرى يثني على بعض كتب أهل البدع , بل ويثني على بعض الكتب التي تقرر البدع , بل وينقل من كتب أهل البدع , ويحيل إليها!! .

7- ونراه يحذر من مجالسة أهل البدع أشد تحذير , ونراه من جهة أخرى , يحضر محافلهم وأماكنهم , ويجالسهم ويدعو إلى الله من على منابرهم , ويكتب في صحفهم ومجلاتهم , بل ويشاركهم في بعض مؤتمراتهم !!.

8- ونراه يمنع من إعانة أهل البدع مطلقا , بينما نراه من وجه آخر يدخل في صفوفهم لإعانتهم على العودة إلى الحق –بزعمه- , وينصح السلفيين بان يكونوا معهم في حربهم لغيرهم من المسلمين !!.

9- ومع شدة نكير الشيخ المدخلي على الجمعيات –بعامة- إلا أننا نراه من وجه آخر : يجيز أخذ المال منهم للمحتاج , ويجيز لاتباعه إجابة دعواتهم , بل ويجيب هو بنفسه دعوة جمعية إحياء التراث , فيزورهم في مقرهم ويتجول فيه , ويحتفي بهم , ويحتفون به , ويعانق بعض رموزهم !!

10 وييى أن السلفيين لا يستطيعون التعايش مع أهل البدع , وهو مع ذلك جرب مخالطتهم لأكثر من ثلاثين عاما , ويصر بعد ذلك على أنه كان على نهج السلف منذ نعومة أظفاره , وأنه ليس له منهجان , وأنه لم يكن إخوانيا !!

نقول : إن لم تكن هذه أمثلة واضحة صارخة في دلالتها على قمة التناقض أو التلاعب ؛ فلا ندري –بعد ذللاك- بم يصح التمثيل !!

سابعا : إن ما تقدم معنا -أعلاه- لا يتنافى -فحسب- مع تقريرات الشيخ ربيع –نفسه- التي يخبر بها عن المنهج السلفي –وفق فهمه- , وإنما يتنافى –قبل ذلك- مع إخبار الشيخ ربيع المدخلي عن نفسه ؛ فهو كان قد قال في مجموع الكتب والرسائل (9\226) مادحاً نفسه وجهوده في الدعوة إلى الله : "إنني من شبابي وأول حياتي العلمية :
أدعو الناس إلى التمسك بأصول الدين وفروعه وواجباته ومستحباته .
وأحذّر من محرماته ومكروهاته ، وأنكر البدع صغيرها وكبيرها نصيحة لله ولكتابه ولرسوله وللمؤمنين وعامتهم .
وأوالي على ذلك وأعادي فيه
".
نقول : إن كان الشيخ المدخلي يرى نفسه-منذ شبابه وأول حياته العلمية- ينكر البدع صغيرها وكبيرها ويوالي ويعادي على ذلك؛ كيف يتصور أن يبدر منه ما تقدم من تقريرات وسلوكيات تتنافى مع منهجه الذي يزعم أنه كان ولا يزال واحدا لم يتغير , بل ويقول في مجموع الكتب والرسائل (10\517) : "من أفرى الفرى أن ينسب إليّ منهج قديم أو جديد" .
ونقول : وليست هذه هي المرة الأولى التي يخبر الشيخ المدخلي عن نفسه بخلاف حقيقتها ؛ فهو قد سبق له وأن نفى أن يكون إخوانيا , مع أن عشرات النقولات عنه وعن غيره من الشهود تثبت أنه كان إخوانيا , بما يؤكد –قطعا- أنه كان له –على الأقل- منهجان : قديم وجديد .
وهنا نؤكد على مسألة هامة وهي : أن رجلا لا يتقن (الإخبار) عن حال نفسه ؛ كيف يؤتمن (إخباره) عن منهج السلف , لا سيما مع ثبوت تناقضه واضطرابه ؟!!

ويوضحه:

ثامنا : إن اضطراب الشيخ ربيع المدخلي الواضح في باب الموقف من أهل الأهواء والبدع بين التأصيل من جهة والتطبيق من جهة أخرى , بل واضطرابه –قبل- في باب التأصيل –كما تقدم أعلاه- إنما يدلل بجلاء على تهاوي المنهج الذي يسير عليه الشيخ المدخلي ؛ فهو –مثلا- : عندما يرد على خصومه ممن يصفهم –هو- بالحدادية نراه يعتمد التقريرات السلفية في هذا الباب وغيره .
وعندما ينتقد خصومه ممن يصفهم –هو- بالمميعة , تراه يعتمد في رده عليهم على نفس التقريرات الغالية لمن سبق له ووصفهم بالحدادية!!
وهذا إنما يؤكد أن اختيارات الشيخ المدخلي العلمية –في خلافاته- إنما تكون تابعة لخصوماته , لا أن اختياراته –في هذه المسائل- محكومة بالعلم وتريجات أهله وفق قواعد العلم وأصوله وضوابطه , وهذا –أيضا- هو المبرر الظاهر للتأصيلات المحدثة التي يضطر الشيخ المدخلي إلى تقريرها ؛ خروجا من إلزام خصومه له بمقتضى العلم .
نقول : وإن هذا التناقض الفاضح إنما يدلل على تلاعب واضح -وللأسف الشديد- من الشيخ المدخلي بالتقريرات الشرعية انسياقا –منه- خلف مخاصماته الشخصية , وهو ما يتنافى مع أمانة العلم في نصح الأمة بالبيان المستقيم .

تاسعا : يشنع كثير من مقلدي الشيخ المدخلي على خصومه بأنهم حضروا محافل لأهل البدع –كالروافض- ولو كانوا قد تكلموا فيها بحق- كما في تشنيعهم –مثلا- على شيخنا الحلبي أنه خرج على قناة المنار الرافضية ؛ رغم أن شيخنا الحلبي ما خرج على هذه القناة إلا مدافعا عن إخوانه السلفيين الذين وُجهت إليهم حراب الروافض في العراق , ومبرّئاً لهم مما نُسب إليهم مما هم بريئون منه من أعمال القتل وسفك الدماء وغيرها من مظاهر الفساد .
وصنيع شيخنا الحلبي يتوافق مع ما تقدم من تقريرات الشيخ ربيع المدخلي وسلوكياته , ويضاف إلى ما تقدم : موافقته لحضور الشيخ ربيع المدخلي إلى مسجد التيجانية لإيضاح الحق ونصح الخلق ورد الباطل , كما أخبر الشيخ المدخلي عن نفسه في مجموع الكتب والرسائل (1\479) : "ثم ذهبنا إلى (الغظارف) ، وهي مدينة صغيرة –هناك- , ودرنا على المساجد التي فيها جميعا ، قالوا : لم يبق في هذه المدينة إلا مسجد واحد للتيجانية لا نستطع أن نصل إليه.
قلت :كيف ؟ قالوا هم متعصبون تعصبا شديدا .
قلت : نذهب إليهم ونستأذنهم، إن أذنوا لنا بالكلام بلَّغنا ، وإن منعونا فعذرنا عند الله ، نحن ما نجيهم , ولا ينبغي أن نواجههم بالإرغام والقوة –بارك الله فيكم- .
فجئنا وصلى بنا الإمام , وبعد ما فرغ جئت , سلمت عليه ، وقلت له : أتسمح لي ألقي أن ألقي كلمة في الأخوان هؤلاء ؟ قال تفضل ؛ فتكلمت : أدعو إلى الله , وإلى التوحيد , وإلى السنة , وإلى أشياء أخرى من أمور العلم , وأنتقد بعض الأخطاء الموجودة
".
نقول : فموقف شيخنا الحلبي –وغيره ممن انتقدهم غلاة التجريح-بهذا- هو كموقف الشيخ المدخلي –مع الفارق أن شيخنا –مثلا- لم يذهب إلى موطنهم وإنما هم من جاءوه-بخلاف الشيخ المدخلي- , ولكن يبقى كلا الموقفين مما يوجب مدح صاحبه لا ذمه والطعن فيه .================================
الرد على بعض ما جاء من أباطيل وتشغيبات في مقال [الشوائب الحزبية، والرواسب الإخوانية ...]
((شبهة)) تأمير الشيخ ربيع - حفظه الله - لأبي منار العلمي!!

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه إلى يوم الدين؛ أما بعد:

فلا زال أهل الباطل يسعون بكل سبيل إلى تنفير الناس عن أهل العلم الراسخين، والطعن بهم، وفصل الشباب والعوام عنهم؛ بالتشغيب والتلبيس والكذب والباطل، لأنهم يعلمون أنَّه لا نجاة للناس – وبالأخص في أيام الفتن - إلا بالالتفاف حول علمائهم، وما دام الناس متمسكين بعلمائهم فلا سبيل إلى دعوتهم إلى المناهج الباطلة أبداً.

قال ابن مسعود رضي الله عنه: ((لا يزال الناس صالحين متماسكين ما أتاهم العلمُ من أصحاب محمد ومن أكابرهم، فإذا أتاهم من أصاغرهم هلكوا))، وقال سلمان الفارسي رضي الله عنه: ((لا يزالُ الناسُ بخير ما بقي الأولُ حتى يتعلَّمَ الآخرُ؛ فإن هلك الأول قبل أن يتعلَّمَ الآخرُ هلك الناسُ)).

قال العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى في نونيته: 

والجهلُ داءٌ قاتلٌ وشفـــاؤه أمران في التركيب متفقــانِ

نصٌّ من القرآن أو من سنــة وطبيب ذاك العالم الربانــي


ومن أمثلة أهل الباطل الذين يسعون إلى تنفير الناس عن علمائهم ما يقوم به مشرفو [منتديات كل السلفيين] – منذ زمان! - والتي هي بإشراف علي الحلبي، من نشر مقالات بعيدة كل البعد عن لغة العلم والحجة والبرهان، وإنما تشتمل على التلبيس والتشغيب والبهتان.

ومن ذلك: مقالهم الأخير والذي هو بعنوان [الشوائب الحزبية، والرواسب الإخوانية، العالقة في منهجية الشيخ ربيع المدخلي!!].

ولو كان في وجوههم مسحة حياء لما سوَّدوا مقالهم بمثل هذا الكذب والهراء؛ فضلاً عن هذا العنوان الذي هو ظاهر البطلان بلا مراء، ولكنَّ القوم لا يقفون عند حد معين في حربهم وعداوتهم ضد العلامة المجاهد الشيخ ربيع حفظه الله تعالى وضد السلفيين الذين لا يسكتون عن باطلهم ولا عن باطل مَنْ يدافعون عنهم من أهل البدع.

لهذا فهم قد فتحوا مع السلفيين باب الجرح والتجريح والطعن والتقريح والانتقاص والتهم الباطلة والتحذير والتنفير والتأليب بشتى الأساليب الفاجرة على مصراعيه!!!، ومن غير حواجز ولا حدود !.

وأما حالهم مع المبتدعة؛ فلا جرح ولا تحذير ولا تشنيع ولا تبديع ولا إنكار ولا إلزام، بل ولا تصريح بأعيانهم حتى في نقدهم الهزيل أحياناً والمليء بالاعتذار والموازنة بين الحسنات والسيئات!!، لأنَّ باب الجرح مع هؤلاء مغلق بإحكام، ومفتاحه في سرداب مظلم!، والله المستعان.

ولو أردنا أنَّ نردَّ على كل ما جاء في هذا المقال من أباطيل لطال بنا المقام والكلام، لكننا نريد أن نقف عندهم فيما جاء في مقالهم من تهمة الشيخ ربيع حفظه الله تعالى بتأمير بعض الناس على البلاد!!، التي أكثروا فيها اللغط والتشغيب في مقالهم المشار إليه، بل لعلها المقصود الأول من كتابة مقالهم!، وإنما ما سواها جاء تبعاً أو تتميماً لها!.

فلنشرع في الرد على هؤلاء بعون الله تعالى وتوفيقه:

قال هؤلاء المبطلون : (( ونحن - في هذا المقال - سوف نحاول أن نسلط الضوء على بعض السلوكيات والممارسات الحزبية التي لا زالت حاضرة في منهجية الشيخ ربيع, ولم تُعرَف عن غيره من المشايخ السلفيين المعروفين, وإنما هي رواسب لا تزال عالقة في منهجيته - سدده الله - من تلك العلاقة الإخوانية السابقة!! )).
نقول لهؤلاء:

لا يعرف السلفيون – في هذا العصر بل والذي قبله- رجلاً كشف مناهج الإخوان، وأباطيل وانحرافات وضلالات زعمائهم مثل الشيخ ربيع حفظه الله تعالى، وكتابات وأشرطة الشيخ وفقه الله تعالى في فضح الإخوان والرد عليهم والتحذير من قواعدهم ومسالكهم متوفرة ومنتشرة ومستفيضة، ولا يُمكن لأحد – مهما تكابر ومهما تعالى عن قبول الحق – أن يُنكر هذا!.

فاتهام الشيخ ربيع بالإخوانية هو كاتهام الإمام أحمد بقول المعتزلة في خلق القرآن!!!، أو كاتهام شيخ الإسلام ابن تيمية بالأشعرية ونفاة الصفات أو بالرفض والقدرية!!!، أو كاتهام مجدد التوحيد الشيخ محمد عبد الوهاب بالقبورية وتقليد دين الآباء والأجداد!!!، أو كاتهام الشيخ الألباني رحمه الله تعالى بمخالفة منهج السلف أو الدعوة إلى السياسة الحزبية المعاصرة!!!.

فهل يقبل هذا عاقل فضلاً عن طالب علم أو عالم؟!!

ووالله لو قيل للإخوان المسلمين: إنَّ الشيخ ربيعاً المدخلي متأثر بكم!، لضحكوا على سذاجة عقل هذا القائل بلا أدنى ريب!!!.

قلنا : ماأشبه اليوم بالبارحة ! فقد قال رجل لابن المبارك :" ما تقول فيمن يزني ويشرب الخمر; أمؤمن هو ؟ قال : لا أخرجه من الإيمان ; فقال الرجل : على كبر السن صرت مرجئا !؟ فقال له ابن المبارك : إن المرجئة لا تقبلني ! ... " [رواه ابن راهويه في مسنده :( 3ج ص670)]

ولكنَّ أهل الباطل فيهم شبه قوي ممن قال الله تعالى فيهم: ((وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ)).

ونقول لهؤلاء:

ثم لماذا لا يُسلِّط هؤلاء المبطلون – مثلاً - الضوء على السلوكيات والممارسات الحزبية التي لا زالت حاضرة في منهج جمعية إحياء التراث؟!

ألم يقل شيخهم ومشرفهم علي الحلبي وهو يذكر ملاحظاته على هذه الجمعية:

((أَوَّلها: انْشِغَالُهُم الكَبِير بِالعَمَلِ السِّيَاسِي، واستغراقهم فيه.

وَثَانِيهَا: بعض المَسَالِكُ الحِزْبِيَّةُ فِيهِم؛ وَقَد اعْتَرَفَ بِهَا كَبِيرٌ مِنْ كُبَرَائِهِم أَمَامِي.

وَثَالِثُها: عَدَمُ تَبَرُّئِهِم مِنْ رَأْسٍ مِنْ رُؤُوسِهِم السَّابِقِين -وَهُوَ (عَبْدُ الرَّحْمَنِ عَبْد الخَالِق)- وَقَد انْحَرَفَ مَنْهَجُهُ نازعًا مَنْزِعَ التكفيرِ؛ وَهُمْ يَعْرِفُون!!)).

أم أنَّ حزبية الشيخ ربيع – في نظر هؤلاء! – أشد من حزبية هذه الجمعية؟!

ولماذا لا يعتذرون للشيخ ربيع كما يعتذرون لهذه الجمعية وزعمائها وأعضائها؟!

وقد قال شيخهم الحلبي في كتاب [حُكْم العَمَل الجَمَاعِي] لعبدالله السبت، وما فيه من دعوة صريحة إلى العمل المنظم والإمارة والبيعة: ((نعم؛ قد يكون تجويز الشيخين الفاضلين لهذا الأمر من باب الترتيب والنظام الإداري، لا من باب الإمارة الحزبية أو البيعة غير الشرعية!، والإلزام بما لا يلزم!)).

فما بال (قد) أعضاء هذه الجمعية تعمل، و(قد) الشيخ ربيع لا تعمل؟! 

وقال هؤلاء: (( ومن أبرز أمثلة ذلك:
أولاً: تنصيبه الأمراء على السلفيين في بعض البلدان والأمصار!!!!!.
إنَّ من أبرز سمات دعوة الإخوان المسلمين الحزبية, تنصيبهم الأمراء على أتباعهم في البلدان والمناطق, وقد يستغرب الكثيرون من قولنا: أن هذه السمة لا زالت عالقة في منهجية الشيخ ربيع المدخلي, ولهذا تراه ينصب الأمراء على السلفيين في بعض المناطق والأمصار, ومن ذلك ما تستمعون إليه في [هذا المقطع] المسجل في شهر شعبان الماضي، جواباً على السؤال التالي :
"السائل: شيخنا الذي وصلنا منكم أن [فلانا] أمير العراق؛ هذا الذي بلغنا, هذا الذي نعلمه؟
الشيخ: نعم أمّرته, أمّرته على العراق، ولكن طلع شيء ثاني؛ فماذا أصنع؟! كان عمر يولي واحداً على البلاد, وبعدين لما يشوف فيه شيء يعزله؛ أجبتك أم لا؟!.
السائل: وما الذي ظهر في [فلان]؟
الشيخ: هذا ليس أميراً على السلفيين أبداً, لا إمارة له أبداً، لأنه على الباطل!، والباطل كثير وكثير وكثير, منها واحد: أنه مع علي حسن, وعلي حسن يفرق السلفيين في العالم وهو معه)).


نقول لهؤلاء: في كلامكم هذا عدة مغالطات:

الأولى: دعوى أنَّ الشيخ ربيعاً حفظه الله تعالى يؤمِّر بعض الناس على السلفيين في بعض البلاد، هذه دعوى كاذبة، فهذا التعميم في الكلام من أبطل ما يكون.

الثانية: أنَّ المقطع المنقول، هو من أحد الأشرطة المسجَّلة بين مجموعة من المقلِّدة العوام من أهل العراق وبين الشيخ ربيع حفظه الله تعالى، وهذه الأشرطة مَنْ يستمعها يلاحظ مدى إساءة الأدب من قبل هذه المجموعة الماكرة المتعصبة، وذلك مثل: علو صوتهم على الشيخ مراراً، وكثرة مقاطعتهم لكلام الشيخ، وعدم تقدير واحترام الشيخ في توجيهم إليه بعض العبارات التي لا تليق ، وعدم التفاتهم لحديث الشيخ ولا للحجج التي يذكرها، وإنما الجدل المتواصل بالباطل وبلا علم ولا برهان، هذا مع جهل مركب فضيع، وتضخيم لحال السلفيين في العراق بعد فتنة الحلبي بالكذب والتلبيس.

ومع كونهم جهلة؛ إلا أنهم يتحدثون من علو مكانة، وكأنَّ لهم سلطاناً على الحلبي وعلى أبي منار، فهم يتعهدون للشيخ ربيع حفظه الله تعالى بإقناع الحلبي وأبي منار بالتوبة!!!، وإعلانها في المواقع وفي جميع الأمصار التي انتشرت فيها فتنة الحلبي وتأصيلاته الباطلة!!!، وكذا في تعاملهم مع الشيخ ربيع حفظه الله تعالى؛ فهم لم يأتوا ليسألوا الشيخ ولا ليسمعوا منه أدلة وبراهين تبديعه للحلبي ولأبي منار، ولا ليسمعوا منه نصائحه وتوجيهاته في مثل هذه الفتن، وإنما جاؤوا لينصحوا الشيخ حفظه الله تعالى!، جاؤوا ليقولوا له: كف يا شيخ – لوجه الله! - عن الكلام في الحلبي وفي أبي منار!، والشيخ يقول لهم أما حقي وطعوناتهم فيَّ فأنا متنازل عنه كله، وأما حق الله – وهو الانتصار للمنهج السلفي وكشف المبطلين والرد عليهم - فلا أتنازل عنه ؛ لأنه ليس من حقي، ولكنهم عندهم من الجهل والبلادة ما لا يُطاق، بل إننا والله عجبنا كيف صبر عليهم الشيخ حفظه الله تعالى كل هذه المدة، وهم أهل جهل وجدل وشقاق وباطل، ليس من غايتهم معرفة المحق ومعرفة المبطل، وإنما غايتهم إسكات الشيخ من الكلام في الحلبي وأبي منار فحسب.

والمستمع للجلسة يلاحظ أنَّ هذه المجموعة كلها تتكلَّم في آن واحد مع الشيخ!، ويتنقَّلون من موضوع إلى آخر في أقل من دقيقة!، وكم مرة حاول الشيخ حفظه الله تعالى بحزم وشدة إسكاتهم بقوله: اسمع اسمع اسمع؛ ليعرِّفهم بالأدلة والبراهين، ولكنهم لا ينصتون له ولا يلتفتون، حتى يضطر الشيخ أن يكرر عليهم هذه الكلمة مراراً حتى يسكتوا!.

وفي أثناء هجمتهم جميعاً على الشيخ حفظه الله تعالى، وكان الشيخ يرد على هذا، ويجيب هذا، وينصح هذا، فيرى منهم عدم التفات بل مواصلة في الجدل والشقاق، فيشدد عليهم الشيخ القول، فإذا بأحدهم يستغل هذه الفرصة فينتقل إلى السؤال عن تأمير أبي منار على العراق؛ قائلاً: ((شيخنا الذي وصلنا منكم أن أبو المنار أمير العراق؛ هذا الذي بلغنا, هذا الذي نعلمه؛ الآن في هذه العمرة سمعنا كلام غير هذا؟))، فلم يكن سؤال متعلِّم أو مستفهم، وإنما سؤال معترض مستنكر!.

والشيخ حفظه الله تعالى لم يسأله متى أمَّره؟ ولا وقف عند هذه المسألة ولا التفت إليها، وإنما قاطعه قائلاً: ((نعم أمّرته على العراق، ولكن طلع شيء ثاني؛ فماذا أصنع؟! عمر يولي واحداً على البلاد, وبعدين لما يشوف فيه شيء يعزله؛ أجبتك أم لا؟!))، فالشيخ -حفظه الله- قال هذا الكلام إما من باب التنزل معهم - أي لوكان الأمر كما تقولون أني أمّرته على العراق فقد عزلته - أو قاله من باب إبطال حجتهم بغض النظر عن صدق أو كذب دعواهم فأراد أن يجيبهم عن سبب تغير حكمه في أبي منار، ليس إلا، وليس في ذلك إقرار لمبدأ التأمير الحزبي كما زعم هؤلاء المبطلون! ، وهذا هو المتعين لإن الشيخ ربيع – حفظه الله - أنكر هذا التأمير من قبل ومن بعد ، وأما طلبة العلم السلفيون في العراق فقد وجهنا لعدد منهم هذه الأسئلة : 

هل الشيخ ربيع أمّر أبي منار العلمي ؟! 

وهل شهد أحد منكم على ذلك ؟! أو سمع بذلك ؟!

وكان الجواب بالنفي مطلقاً .

ثم نوجه سؤالاً لابي منار نفسه : هل الشيخ ربيع أمرك على العراق ؟! ومتى كان ذلك ؟! وهل فهمت من ذلك أن المقصود من ذلك الإمارة الحزبية ؟!!!!!! 

ونحن ننتظر الجواب منك.

هذه الأمور تدفعنا جميعا إلى أن قول ما قلناه ، هذا على فرض أنهم لم يتلاعبوا بالتسجيل .

ونقول لهؤلاء:

نحن كنا نتمنَّى منهم - لو كانوا صادقين – أن يخرجوا للقراء الجلسة بكاملها؛ ليعرفوا كيف كان القوم يتعالون!، وكيف كانوا يتعهدون بأشياء لا قبل لهم بها!، وكيف أنهم جهلة متعصبون، وكيف أنهم لا يعرفون إلا الجدل والشقاق، وكيف أساؤوا الأدب مع الشيخ ربيع، وكيف كان الشيخ يلقي عليهم الحجة تلو الحجة وهم لا يلتفتون لذلك، ولكن َّهؤلاء القوم ليس همهم الحق والعلم، وإنما همهم تصيِّد الأخطاء وتربص الزلات وتتبع العثرات لعلهم يجدون ما يشغبون به على الشيخ ربيع، فلم يجدوا إلا هذه الكلمات!، والله المستعان على ما يصفون.

الثالثة: أنَّ هؤلاء المبطلين لم ينقلوا لنا ما حصل بين الشيخ ربيع وبين مجموعة أهل العراق قديماً، هذه الجلسة التي يزعمون فيها أنَّ الشيخ أمَّر أبا منار على السلفيين في العراق.

والذي نعرفه من الإخوة الثقات ممَنْ حضروا تلك الجلسة: أنَّ أبا المنار وبعض طلبة العلم المعروفين في العراق وبعض الشباب السلفي أيام ما كانوا على وفاق ودعوة واحدة، جاؤوا إلى الشيخ ربيع حفظه الله تعالى في وقت كان أهل العراق في فتن عظيمة وتشتت وتمزق وفوضى ، وكان بعض السياسيين طرح فكرة تقسيم العراق إلى إمارات ، وأنَّ محافظة صلاح الدين ستكون إمارة منفصلة، فأخبر أبو منار وآخرون الشيخ ربيعاً حفظه الله تعالى أنَّ لهم قدرة وسلطاناً على إدارة شؤون محافظة صلاح الدين؛ من شرطة ودوائر رسمية ومؤسسات مدنية، والوقف السني والمساجد التابع له في المحافظة، هذا مع علاقات واسعة وروابط وثيقة بالعشائر ووجهاء وساسة المحافظة، وطلبوا من الشيخ المشورة والنصيحة، فسألهم الشيخ ربيع على وجه الاستفهام، لو أمّرتم أميراً عليكم، فهل يمكنكم ذلك؟

فكان جواب بعضهم: نعم يمكن، وكان جواب البعض: لا يمكن، والأكثر سكتوا ولم يتكلموا، فقال الشيخ: لو أمكن تأمير أحدكم، وليكن المحافظ [يقصد: حسين جبارة في وقته] مثلا، وكان رجلاً يظهر نصرة الدعوة السلفية وهو محافظ صلاح الدين في ذلك الوقت، وقد زار الشيخ ربيعاً في موسم الحج ذلك العام ، وقال في وقتها للشيخ ربيع:أنا معي عشائر الجبور،ومعي عدة ملايين منهم.

ثم استقر بعد ذلك رأي الإخوة السلفيين بأن ذلك غير ممكن؛ لأنه ليس من مصلحة السلفيين إعلان مثل هذا الأمر، فالسيادة بيد الأمريكان، والسلفيون لا يمكن لهم أن يجاملوا على حساب عقيدتهم ومنهجهم ولا يمكن أن يتلونوا كحال الإخوان المسلمين.

هذا ما حصل أو قريباً منه.

فهل يجد السلفي المنصف أنَّ الشيخ ربيعاً حفظه الله تعالى من خلال هذه القصة يقر مبدأ الإمارة الحزبية؟!

أم هو مجرد التشغيب والترصد بالباطل والتلبيس؟!

والسؤال الذي يطرح نفسه: لو فرضنا أنَّ الشيخ ربيعاً حفظه الله تعالى أمَّر أبا المنار على العراق؛ فهل رضي هو بذلك أم لا؟

بل هل كان أبو منار حريصاً على الإمارة هذه أم لا ؟

ولماذا لم ينكر ذلك ويرفضه في تلك الجلسة؟!

ولماذا رضي الذين يلتفون حول أبي منار في ذلك الوقت؟!

أم كانوا ببغاوات؟!
الرابعة: أنَّ الشيخ ربيعاً حفظه الله تعالى لو صدرت منه في تلك الجلسة لفظة التأمير لأبي منار، فليس مراده الإمارة الحزبية قطعاً، لأنَّ سياق القصة يأبى ذلك، وكذلك المعروف من منهج الشيخ ربيع في محاربة الحزبية وما يتعلَّق بها من إمارة وبيعة وتنظيم يدفع تلك التهمة .

وإنما مراد الشيخ حفظه الله تعالى إدارة المحافظة في حال تقسيم العراق إلى إمارات؛ وهذا أمر غير مستنكر، بل يجب تعيين أميراً على إدارة شؤون الناس الدنيوية .

قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى [مجموع الفتاوى ج28ص390 –392]: ((فصل: يجب أن يُعرف أنَّ ولاية أمر الناس من أعظم واجبات الدين، بل لا قيام للدين ولا للدنيا إلا بها، فان بني آدم لا تتم مصلحتهم إلا بالاجتماع لحاجة بعضهم إلى بعض، ولابد لهم عند الاجتماع من رأس، حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا خرج ثلاثة في سفر فليؤمروا أحدهم" رواه أبو دواد من حديث أبي سعيد وأبي هريرة، وروى الإمام أحمد في المسند عن عبد الله بن عمرو أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يحل لثلاثة يكونون بفلاة من الأرض إلا أمروا عليهم أحدهم"، فأوجب صلى الله عليه وسلم تأمير الواحد في الاجتماع القليل العارض في السفر تنبيهاً بذلك على سائر أنواع الاجتماع.
ولأنَّ الله تعالى أوجب الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر؛ ولا يتم ذلك إلا بقوة وإمارة، وكذلك سائر ما أوجبه من الجهاد والعدل وإقامة الحج والجمع والأعياد ونصر المظلوم وإقامة الحدود لا تتم إلا بالقوة والامارة؛ ولهذا روي "أنَّ السلطان ظل الله في الأرض"، ويقال: "ستون سنة من إمام جائر أصلح من ليلة واحدة بلا سلطان"، والتجربة تبين ذلك ... فالواجب اتخاذ الإمارة ديناً وقربةً يتقرب بها إلى الله؛ فإنَّ التقرب إليه فيها بطاعته وطاعة رسوله من أفضل القربات، وإنما يفسد فيها حال أكثر الناس لابتغاء الرياسة أو المال بها، وقد روى كعب بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ما ذئبان جائعان أرسلا في زريبة غنم بأفسد لها من حرص المرء على: المال والشرف لدينه" قال الترمذي حديث حسن صحيح، فأخبر أنَّ حرص المرء على المال والرياسة يفسد دينه، مثل أو أكثر من فساد الذئبين الجائعين لزريبة الغنم)).

ثم قال رحمه الله تعالى [مجموع الفتاوى ج28ص396]:: ((فمن ولي ولاية يقصد بها طاعة الله وإقامة ما يمكنه من دينه ومصالح المسلمين وأقام فيها ما يمكنه من الواجبات واجتناب ما يمكنه من المحرمات: لم يُؤاخذ بما يعجز عنه، فإنَّ تولية الأبرار خير للأُمة من تولية الفجار، ومن كان عاجزاً عن إقامة الدين بالسلطان والجهاد ففعل ما يقدر عليه من النصيحة بقلبه والدعاء للأئمة ومحبة الخير وفعل ما يقدر عليه من الخير: لم يكلف ما يعجز عنه، فإنَّ قوام الدين: بالكتاب الهادي والحديد الناصر كما ذكره الله تعالى)).

وقال رحمه الله تعالى في [منهاج السنة النبوية ج1ص557-559]: ((وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ خرج من الطاعة وفارق الجماعة ثم مات مات ميتة جاهلية، ومن قتل تحت راية عمية يغضب لعصبة أو يدعو إلى عصبة أو ينصر عصبة فقتل فقتلته جاهلية، ومن خرج على أمتي يضرب برها وفاجرها ولا يتحاشى من مؤمنها ولا يفي لذي عهد عهده فليس مني ولست منه"، فذم الخروج عن الطاعة ومفارقة الجماعة، وجعل ذلك ميتة جاهلية؛ لأنَّ أهل الجاهلية لم يكن لهم رأس يجمعهم.
والنبي صلى الله عليه وسلم دائماً يأمر بإقامة رأس؛ حتى أمر بذلك في السفر إذا كانوا ثلاثة فأمر بالإمارة في أقل عدد وأقصر اجتماع )).

قلنا:

فولاية أمر الناس من أعظم واجبات الدين، بل لا قيام للدين ولا للدنيا إلا بها؛ وهذه الإمارة هي التي سُئل عنها الشيخ ربيع حفظه الله تعالى، وهي إمارة سياسة الناس وإدارة شؤون حياتهم وإقامة الشعائر والحدود، ولم يُسأل عن الإمارة الحزبية المبنية على التنظيم السري والبيعة السرية في وسط حكومات رسمية!.

فأين وجه الإنكار في هذا التأمير؟!

الخامسة: أنهم حملوا الإمارة الشرعية على الإمارة الحزبية؛ وهذا تلبيس قبيح، لأنَّ حمل الإمارة الشرعية على الحزبية والعكس من قبيل قياس الشبه الباطل (وهو مجرد التشابه بالصورة الخالية من الأوصاف والمعاني)؛ الذي لم يتفوه به إلا المبطلون.

قال العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى في [إعلام الموقعين 1/148-150]: ((فصل قياس الشبه: وأما قياس الشبه فلم يحكه الله سبحانه إلا عن المبطلين: فمنه قوله تعالى إخباراً عن إخوة يوسف أنهم قالوا لما وجدوا الصواع في رحل أخيهم: "إنْ يسرق فقد سرق أخ له من قبل"، فلم يجمعوا بين الأصل والفرع بعلة ولا دليلها، وإنما ألحقوا أحدهما بالآخر من غير دليل جامع سوى مجرد الشبه الجامع بينه وبين يوسف، فقالوا: هذا مقيس على أخيه بينهما شبه من وجوه عديدة وذاك قد سرق فكذلك هذا، وهذا هو الجمع بالشبه الفارغ والقياس بالصورة المجردة عن العلة المقتضية للتساوي، وهو قياس فاسد، والتساوي في قرابة الأخوة ليس بعلة للتساوي في السرقة لو كانت حقاً، ولا دليل على التساوي فيها فيكون الجمع لنوع شبه خال عن العلة ودليلها )).

قلنا:

ومجرد تشابه الألفاظ - مع اختلاف المعنى - لا يسوغ لأحد أن يُعبِّر عن المعنى الحق باللفظ الباطل؛ قال العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى في [مفتاح دار السعادة 1/141]: ((وإذا تأمل العاقل الفطن هذا القدر وتدبره: رأى أكثر الناس يقبل المذهب والمقالة بلفظ ويردها بعينها بلفظ آخر، وقد رأيتُ أنا من هذا في كتب الناس ما شاء الله، وكم رد من الحق بتشنيعه بلباس من اللفظ قبيح؟.)).

وقال رحمه الله تعالى في رده على المعطلة لصفات الله عز وجل [الصواعق المرسلة 3/944]: ((فنفيتم المعنى الحق وسميتموه بالاسم المنكر!، وكنتم في ذلك بمنزلة من سمع أنَّ في العسل شفاء ولم يره، فسأل عنه فقيل له: مائع رقيق أصفر يشبه العذرة تتقيأه الزنابير!!، ومَنْ لم يعرف العسل ينفر عنه بهذا التعريف، ومَنْ عرفه وذاقه لم يزده هذا التعريف عنده إلا محبة له ورغبة فيه، وما أحسن ما قال القائل: 

تقول هذا جني النحل تمدحه ... وإن تشاء قلتَ: ذا قيء الزنابير

مدحاً وذماً وما جاوزت وصفهما ... والحق قد يعتريه سوء تعبير


وأشد ما حاول أعداء الرسول من التنفير عنه: سوء التعبير عما جاء به، وضرب الأمثال القبيحة له، والتعبير عن تلك المعاني التي لا أحسن منها بألفاظ منكرة!، ألقوها في مسامع المغترين المخدوعين، فوصلت إلى قلوبهم فنفرت منه، وهذا شأن كل مبطل!، وكل مَنْ يكيد الحق وأهله!، هذه طريقه ومسلكه، وأكثر العقول كما عهدت تقبل القول بعبارة، وترده بعينه بعبارة أخرى)).

نقول:

وما أشبه هؤلاء المبطلون اليوم الذين حملوا كلام الشيخ ربيع على الإمارة الحزبية بحال أولئك المبطلين الذين يكيدون الحق وأهله، ويخدعون الناس الذين يسمعون له ويغترون بهم؟!

ولا يقول مبطل: أنَّ هذا من حمل المجمل على المفصل؛ والشيخ ربيع لا يقول به؟!

فجواب ذلك: أنَّ كلام الشيخ ربيع حفظه الله تعالى في الجلسة القديمة ليس مجملاً؛ بل يوضحه سياق الكلام الذي دار بينه وبين العراقيين، وأنه أراد الإمارة في إدارة شؤون المحافظة بعد غياب الأمن والاستقرار، ولا يحق لأحد أن يزعم أنه مجمل من غير أن يستمع له أو يعلم تفاصيل ما جرى في الجلسة!.

ونقول:

وإنَّ من أغرب ما نراه من صنيع هؤلاء المبطلين أنهم يعتذرون لأهل البدع والمنحرفين بدعوى قصور في العبارة أو خطأ لفظي!، كمثل اعتذارهم للمأربي في وصفه لبعض الصحابة بأنهم غثاء، واعتذارهم للحويني في تكفيره للمصر على الذنب، مع أنَّ ألفاظ هؤلاء وسياق كلامهم لا يحتمل التأويل ولا الاعتذار، ثم إذا جاؤوا إلى كلمة يقولها الشيخ ربيع في سياق معين، فيقطعونها من ذلك السياق، ويلبسونها بلباس من اللفظ القبيح، ويحملونها على المعنى الباطل، ثم يأتي بعدها التجريح والتحذير والتنفير والتكسير والتأليب، ويزعمون أنهم على خطى رسالة [رفقاً أهل السنة بأهل السنة]!!.

وقال هؤلاء المبطلون: (( والشيخ ربيع المدخلي يستدل على مشروعية تأميره لـ(فلان) على السلفيين في العراق؛ بفعل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب في تنصيبه الأمراء على البلدان والأمصار وعزله لهم؛ فواضح من الاستدلال - دون تكلف الرد أو القبول! - أن المقصود بالإمارة هي الإمارة العامة التي توجب السمع والطاعة)).

نقول لهؤلاء:

الشيخ ربيع حفظه الله تعالى لم يؤمِّر أحداً من العراقيين ابتدءاً !، بل هم طلبوا مشورته ونصيحته، وصوَّروا له حالهم وواقعهم بما لا يحتمل إلا الإذن لهم بإدارة شؤون محافظتهم كما تقدَّم بيان ذلك، وهذا يشبه كلام العلماء الذين أجازوا المشاركة في الانتخابات – مع إنها من مسالك الحزبيين والإخوانيين كما هو معلوم – من باب تقليل الشر، وحماية الدين الحق وأهله من بطش وتسلط المخالفين.

فهل يُقال للعلماء الذين أجازوا المشاركة في الانتخابات من أجل تقليل الشر؛ أنَّ عندهم شوائب حزبية ورواسب إخوانية؟!

ما لكم لا تنطقون؟

وأما الكلام في الاستدلال بفعل عمر رضي الله عنه؛ فلا يلزم الاستدلال بفعل أحد الخلفاء الراشدين أن يجعل المستدل نفسه في مقام ذلك الخليفة من حيث وجوب السمع والطاعة، ولو لزم ذلك لبطل الاستدلال بفعل الخلفاء من غير الخليفة، وهذا باطل بيقين.


وقال هؤلاء المبطلون: (( خامساً: فصل الشيخ ربيع لمخالفيه وإقصائهم من دائرة الدعوة السلفية.
ولا أدل على هذه السلوكية مما تقدم معنا في المقطع الصوتي السابق, حيث إنه (خلع) فلاناً من الإمارة, وفي نفس الشريط نسبه إلى البدعة والضلالة بعد أن كان أميراً!!, والسبب الوحيد لأنه خالفه في موقفه من الشيخ علي الحلبي! )).


نقول لهؤلاء:

وأما فصل المخالفين للمنهج السلفي عن الاختلاط بالشباب وإقصاؤهم من دائرة الدعوة السلفية؛ فهذا هو الحق، وما سواه فهو من قبيل التمييع الباطل!.

وأما كون الشيخ ربيع بدَّع أبا منار لسبب واحد؛ وهو عدم موافقته على تبديع الحلبي، فهذا خلاف ما صرَّح به الشيخ حفظه الله تعالى!؛ حيث قال كما نقله المبطلون أنفسهم: (( لا إمارة له أبداً، لأنه على الباطل!، والباطل كثير وكثير وكثير, منها واحد: أنه مع علي حسن, وعلي حسن يفرق السلفيين في العالم وهو معه ))، فكون الشيخ حفظه الله تعالى يذكر سبباً واحداً كمثال، لا ينفي الباطل الكثير الذي وصف به أبا منار!.

وقال هؤلاء المبطلون: (( من خلال ما تقدم عرضه، يمكننا الخلوص بالنتائج التالية:
أولاً: إنَّ الشيخ ربيعاً بن هادي المدخلي واقعٌ فعلاً في جملة كبيرة من السلوكيات والممارسات الحزبية المرفوضة في المنهجية السلفية , والتي من أبرزها
1- تنصيبه الأمراء على السلفيين في بعض البلدان والأمصار!!)).

نقول لهؤلاء:

وهذا إصرارٌ على الباطل والتلبيس!

فالشيخ حفظه الله تعالى لم يُنصِّب أحداً أميراً على بلد من بلاد المسلمين، وأما تأمير أبي منار فقد أجبنا عنه آنفاً .
وأما باقي السلوكيات والممارسات المذكورة في مقالهم؛ فلا قيمة لها، ولا تستحق الجواب عنها أصلاً!.

وقال هؤلاء المبطلون: (( ثانياً: إنَّ الشيخ ربيعاً المدخلي قد نصّب (فلاناً) أميراً على السلفيين في العراق, ولا نعرف أيضاً مَنْ قد نصب على غير العراق, أو مَن نصب على العراق بعد أن (عزل) أمير السلفيين في العراق!!، وهنا حُق لنا أن نتساءل: أليست هذه هي حقيقة الصورة الحزبية التي ذمها مشايخ الدعوة السلفية قاطبة؛ فلم اختلاف الكلمة؟!!.
ثم ما مدى صلاحية الشيخ ربيع المدخلي التي تؤهله لمثل هذا التنصيب؛ بل والعزل أيضاً؟!
فإن كان؛ فمن الذي أعطاه هذا الحق؟؟!!.
ومن أي منطلق قام الشيخ ربيع بتنصيبه (لفلان) أميراً على السلفيين في العراق , وربما غيره في بلد آخر؟!.
ومَن سبقه إلى هذا التنصيب من أهل العلم؟!
وما الفرق بينه وبين غيره من القيادات الحزبية في هذا الأمر؟!
وبأي وجه يمكن للشيخ ربيع ومقلديه أن يردوا على من يتهمهم بأنهم تنظيم حزبي يتزعمه الشيخ ربيع المدخلي بدليل هذا التأمير والعزل؟!)).

نقول:

فلينظر القارئ المنصف إلى هذا التهويل والتشغيب الذي بينا عواره آنفاً، ثم لينظر إلى اعتذار هؤلاء لأهل البدع والضلال وما يصدر عنهم من كلمات ومواقف تدل على الانحراف ولا تحتمل التأويل، والدفاع عنهم، والطعن بمَنْ يحذِّر منهم، والتبرير لهم بشتى الأساليب ولو كان العقل السليم يرفضها فضلاً عن الشرع الحكيم!.

ولينظر القارئ كيف يبني هؤلاء أحكامهم على الشيخ ربيع بالظنون والأوهام؛ كقولهم: (( ولا نعرف أيضاً مَن قد نصَّب على غير العراق, أو مَن نصَّب على العراق بعد أن (عزل) أمير السلفيين في العراق!!))، وقولهم: (( قام الشيخ ربيع بتنصيبه (لفلان) أميراً على السلفيين في العراق, وربما غيره في بلد آخر!))، وأما أحكام العلماء في تجريح أهل الانحراف؛ حتى لو كانت بالأدلة الصريحة والبراهين القاطعة؛ فلا عبرة لها إلا بشرط أن يقتنعوا كما صرح بذلك شيخهم الحلبي في كتابه!، وإقناع مثل هؤلاء من أعسر الأمور وأصعبها!!.

ولينظر القارئ إلى تسويغهم وصف الشيخ ربيع حفظه الله تعالى والسلفيين الذين يقفون معه في نصرة الحق ورد الباطل بأنهم (( تنظيم حزبي))!!!، ولينظر إلى دليلهم الواضح (!) وبرهانهم القاطع (!): ((بدليل هذا التأمير والعزل)).

فلا أدري أين مثل هذا الوصف مع جمعية إحياء التراث؛ وما عندها من إمارة وبيعة وتنظيم؟!

وكذا موقفهم من الوثيقة التي كتبها أبو الحسن المأربي، والتي ربط فيها الشباب في بلاد الكفر بالحلبي وسليم الهلالي فقط، فلهما القرار في المواقف والهجر والتبديع، ولا يتقدَّم أحد بين أيديهما، ولا يُرجع لغيرهما!.

أليس هذا تنظيماً حزبياً؟!

أم ماذا تسمونه؟!

أم أنَّ ألسنتكم في وضع (صامت!) مع المبتدعة، بينما هي في وضع (تنشيط!) مع الشيخ ربيع والسلفيين؟!!

وقال هؤلاء المبطلون: ((ولو عكسنا لقلنا: إننا قد أقمنا الأدلة على وقوع الشيخ ربيع المدخلي في جملة كبيرة من السلوكيات والممارسات الحزبية؛ وبناء على أصل الشيخ ربيع؛ فإنَّ كل من ينبري للدفاع عنه في هذه التهمة أو غيرها فهو حزبي!!. ولا نقول: جوابه علينا هو جوابنا عليه!، ذلكم لأنَّ جوابنا مقرون بالدليل، وجوابه عن الدليل معزول!)).نقول لهؤلاء:

طيب؛ ليكن (التأمير والعزل) دليلاً على الحزبية، أليس في جميعة إحياء التراث عدة حالات على مثل هذا التأمير والعزل!.

فما بال الدليل يعمل تارة ولا يعمل تارة أخرى؟!

وأما أنَّ أجوبة الشيخ ربيع معزولة عن الدليل؛ فنعم هذا يقوله مَنْ وصفه ربنا جلَّ وعلا بقوله: ((فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ))، وأما أهل البصر والبصيرة فلا يخفى عليهم ذلك أبداً.

فكيف وقد ظهر لكثير ممَنْ كان أعمى مثلكم حال محمد حسان وسلفية الإسكندرية والمأربي وعدنان عرعور بعد هذه الثورات المعاصرة؟!!

وقال هؤلاء المبطلون: (( وعلى هذا التأصيل: فمَن كان يرى أنَّ الشيخ ربيعاً واقع في الحزبية المذمومة؛ كان له أن يراه (مبتدعاً) - على وفق ما تقتضيه أصوله – هو!!، ونحن (إلى الآن) -مع كل التبديع الذي مارسه علينا الشيخ ربيع - بالباطل- لا نبدعه )).
نقول:

فلينظر القارئ إلى تلاعب هؤلاء بعقول الناس!

كيف يفتحون المجال لتبديع الشيخ ربيع، ويصفونه بالحزبية والإخوانية، ويذكرون الدليل على ذلك (التأمير والعزل)!!، ثم يقولون: ونحن إلى الآن لا نبدِّعه!!!.

لكن مَنْ كان يرى أنَّ الشيخ ربيعاً واقع في الحزبية المذمومة كان له أن يراه مبتدعاً!!!.

فالأمر على حسب إرادة ورؤية الناظر في أحوال الشيخ!، حتى لا يختلفون فيه أو يتخاصمون!، مَنْ راه مبتدعاً فليبدِّعه!، ومَنْ لم يره مبتدعاً فلا يُبدِّعه!، والخلاف شر!، ولا نجعل تبديع الشيخ ربيع سبباً للخلاف بيننا!!، بل يعذر بعضنا بعضاً فيما اختلافنا فيه من تبديع الشيخ ربيع!!؛ هذا هو لسان حالهم، بل هذا هو لازم قالهم.

ولا أدري لماذا لا يصرِّح هؤلاء بتبديع الشيخ ربيع؛ وهم الذين قالوا: (( إنَّ الشيخ ربيعاً بن هادي المدخلي واقعٌ فعلاً في جملة كبيرة من السلوكيات والممارسات الحزبية المرفوضة في المنهجية السلفية))؟

أليس هذا يتناقض مع قولهم السابق في عدم تبديع الشيخ؛ مع أنهم قيدوا التبديع بقولهم: (( فمَن كان يرى أنَّ الشيخ ربيعاً واقع في الحزبية المذمومة؛ كان له أن يراه: مبتدعاً)).

فهو في نظرهم واقع في الحزبية المذمومة؛ فلماذا لا يُصرِّحون بتبديعه؟!!

وإذا كانت السلوكيات والممارسات الحزبية الكثيرة مع الأدلة المقرونة معها لا تكون سبباً لتبديع الرجل؛ فحقاً هؤلاء مميعة إلى النخاع!!، ولا يُرجى منهم التصريح بالتبديع في حق مَنْ يستحق التبديع بعد موت الأئمة الثلاث!، لأنَّ باب التبديع أغلق بعدهم، وهذا هو لسان حالهم.

وقال هؤلاء المبطلون: (( خامساً: إنَّ كثيراً من السلوكيات والممارسات الحزبية التي قامت في الشيخ ربيع المدخلي قد تعدت إلى أتباعه ومقلديه بسب توجيهه لهم وتقليدهم إياه, بما أفضى إلى تفرق مَنْ حوله إلى جماعات وأحزاب متناحرة متآكلة )).نقول لهؤلاء:

أما التفرق والتحزب؛ فهذا ظاهر لكل قارئ في أحوال مَنْ كنتم تنافحون عنهم!

فهذا محمد حسان؛ قد تفرَّقتم فيه، بعد أن ولاكم ظهره متوجهاً إلى أصحاب الدرب الأوائل الإخوان المسلمين!

وهذا المأربي؛ قد أنشأ حزباً وولاكم ظهره، وجمع فيه القطبيين والسروريين وغيرهم.

وهذا عدنان عرور؛ انظروا إلى أعضاء منتداكم كيف يتشاجرون فيه، بين مؤيِّد للشيخ العباد في التحذير منه، وبين رافض مدافع عنه بالباطل.

وأما الحويني؛ فهو في نظر كثير منكم: بين بين؛ لا يصرِّح إلى الآن بما يدين الله تعالى به في هذه الأحداث، ولهذا تفرقتم في بيان قوله!.

فمَنْ بقي معكم؟!

مع أنَّ القلة والكثرة ليست معياراً لمعرفة الحق!

وكذلك ليس كل تفرق مذموماً، بل تفريق الحق وأهله عن الباطل وأهله محمود، ومن أجله جاءت دعوة الرسل وأنزل الله تعالى الكتب.

وقال هؤلاء المبطلون: (( والشيخ ربيع المدخلي - وأنصاره وأعوانه - من أكثر الناس طعناً بالعلماء السلفيين؛ حتى لا تكاد تجد أحداً منهم نجى منهم!!، بل وصفوا كثيراً منهم بالتمييع!، فهم - على ضوء هذا التأصيل - قد ساروا على طريقة الإخوان المسلمين في إسقاط المنهج السلفي من خلال إسقاط رموزه )).
نقول لهؤلاء:

يظهر أنَّكم تكتبون في ظلمة الليل بلا نور ولا إضاءة!

وإلا فماذا تسمون مقالكم هذا: ابتداء من عنوانه، ومروراً بطياته، ووصولاً إلى خلاصته وخاتمته؟!

أليس طعناً - وفتحاً لباب الطعن على مصراعيه! - في عالم من علماء الأمة شهد له الأكابر ممَنْ تتمسحون بهم؟!

وهل صار رموز السلفيين في هذا العصر: محمد حسان وسلفية الإسكندرية وعدنان عرعور والحويني والمأربي وصادق الغرياني ومحمد المغراوي؟!

أم تقصدون: حسن البنا وسيد قطب والمودودي وحكمتيار وغيرهم من زعماء الإخوان، ممن دافع عنهم وتباكى عليهم المأربي في كتابه [الدفاع عن أهل الإتباع]؟!

أم تقصدون: الذين وقعَّوا على رسالة عمان من كافة المذاهب والفرق والأديان، أنهم رموز السلفيين، والذين وصفهم شيخكم الحلبي بالعلماء الثقات؟!

أم تقصدون: شيخكم الحلبي فحسب؟!

لكن هذا لا يصدق عليه قولكم: (( حتى لا تكاد تجد أحداً منهم نجى منهم!!، بل وصفوا كثيراً منهم بالتمييع! )).

فمَنْ هم هؤلاء الكثير والذين هم رموز السلفيين في هذا العصر؟!!

لعلكم قصرتم في العبارة!، وإنما تقصدون:

إسقاطكم للجنة الدائمة برئاسة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ حفظه الله تعالى؛ لأنها طعنت في شيخكم وحذَّرت منه!.

أو إسقاطك للشيخ الغديان رحمه الله تعالى لإنه بدع شيخكم الحلبي.

أو إسقاطكم للشيخ صالح الفوزان حفظه الله تعالى لأنه تكلَّم في شيخكم الحلبي.

أو إسقاطكم للشيخ أحمد النجمي رحمه الله تعالى لأنه بدَّع شيوخكم. 

أو إسقاطكم للشيخ ربيع المدخلي حفظه الله تعالى لأنه بدَّع شيخكم الحلبي.

أو إسقاطكم للشيخ عبيد الجابري حفظه الله تعالى لأنه بدَّع شيخكم الحلبي.

أو إسقاطكم للشيخ زيد المدخلي وصالح السحيمي حفظهما الله تعالى لأنهما بدَّعا شيخكم المأربي.

أو إسقاطكم للشيخ عبدالمحسن العباد لأنه حذَّر من شيخكم عدنان عرعور!

أو غيرهم.... ممَنْ تصفونهم بـ(الغلاة) تسقيطاً وتنفيراً وتأليباً.

فعجباً لمنهجكم القائم على الدفاع والاعتذار والتبرير والرفق بأهل البدع من جهة، ومن جهة أخرى قائم على الطعن والإنكار والتشنيع والغلظة مع أهل السنة.


نسأل الله تعالى أن يُبصِّر الجميع بالمنهج الحق، وأن يرزقنا الثبات عليه وحسن الخاتمة، إنه ولي المؤمنين.=======================================الرد على التكفيري الخارجي المنحرف { محمد الفزازي المغربي}
بسم الله الرحمن الرحيم وبعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته "
اليكم اخواني موضع مهم جدا وهو تحذير وتنفير للإخوة الملتزمين من أحد دعاة الخروج والتكفير في بلاد المغرب الحبيب وقد نقلت هذه الردود من بعض المنتديات عبر شبكة الانترت في التوضيح ضلالات الخارجي الفتان المنحرف التكفيري المتعالم المدعو< محمد الفزازي< المغربي معلم اللغة الفرنسية ثم ادخل رأسه في العلم والعلماء وتعالم على أئمة السنة المعاصرين أن هذا المبتدع النحرف الضال الداعي الى الفتنة والى منهج الخوارج التكفيريين المتفجرين يحارب سنة رسولنا الكريم بمخالفته النهج الصحيح ويحارب علماء السنة السلفيين بالطعن فيهم والتنفير منهم في بلاد المغرب وغيره وقد انتقم الله منه بعد تفجير الدار البيضاء 2003 بالمغرب وهو الان في السجن مع العشرات من اتباعه وحكم على أربعة من رؤوس خوارج المغرب ومنهم هذا المنحرف الضال ب 30 سنة نافدة وكل ذالك انتقاماَ من الله لعلماء السنة
ان محمد بن محمد الفزازي من طواغيت الخوارج، جاهل بعقيدة السلف الصالح، عدو للعلماء السلفيين ومن المحاربين لهم، داعية للفتنة والخروج على حكام المسلمين، خارجي مقيت، ضال مضل بـ (فتاويه)، زرع شرا كثيرا ولم ينشر علما ينتفع به1.
هو محمد بن محمد الفزازي معلم للغة الفرنسية سابقا، لم يأخذ العلم عن أهله ولا عرف له شيوخ. رفع هذا الضال الطاغية عقيرته آخر أيام الحرب الأفغانية ثم نصب نفسه (للفتوى) والعلم أثناء قيام الفتنة بالجزائر التي أشعل نارها الجاهلان عباسي مدني، وعلي بلحاج. فبدأ هذا الطاغية ووالده محمد بن الحسن الفزازي رأس الفتنة يتصدران المجالس باسم مساندة الجهاد الأفغاني، ثم مناصرة (الجهاد) بالجزائر – زعما – والدعوة إليه.
وهذا الطاغية الفتان لا يثبت على حال ولا يستقر على مقال إلا على مسألتين اثنتين.
- الأولى : الدعوة للخروج على حكام المسلمين بعد تكفيرهم.
- الثانية : الطعن في العلماء السلفيين المعاصرين ورميهم بالعظائم بل ذهب هذا الضال إلى تكفير بعضهم ووصف الباقين بالإرجاء.
وإليكم أمثلة على تقلبه والإنقياذ وراء فكر المبتدعة مثله. فقبل فتنة الجزائر كان يثني على الشيخ الإمام محمد ناصر الدين الألباني – رحمه الله تعالى – وكان يصرح في مجالسه بأن الشيخ الألباني محدث وعالم وفقيه ولم يعرف عالما معاصرا مثله، وبعد إشعال نار الفتنة بالجزائر وأفتى الشيخ الإمام محمد ناصر الدين الألباني أن ما يقع في الجزائر هي فتنة وبغي وحرابة وخروج على ولاة الأمور، وسد الطريق على المهربين من أهل الفتنة باسم (الجهاد)، وسمع الطاغية محمد بن محمد الفزازي كلام كبار رؤوس الخوارج عملاء الغرب المقيمين بأوربا من الطعن في الشيخ الألباني – رحمه الله تعالى – بدأ هو أيضا يردد كلامهم أن الألباني ليس بفقيه جهاد إنما هو عالم بالتصحيح والتضعيف للأحاديث فقط، وبدأ يدعي أن (العالم) بالجهاد هو عمر عبد الرحمن رأس الخوارج الموجود بـ(السجن) بأمريكا. وبقي يردد هذا الكلام مدة من الزمن أي أن الألباني رحمه الله تعالى محدث عالم بالتصحيح والتضعيف وليس بفقيه (جهاد) ولا يزيد على هذا الكلام.
وفي سنة (1416هـ-1996م) لما دخل إلى المغرب كتاب "الانتصار لأهل التوحيد والرد على من جادل على الطواغيت" لصاحبه : أبو بصير عبد المنعم حليمة"، واتهم فيه هذا الخارجي الشيخ الألباني بالإرجاء حمل الطاغية الفزازي هذا الكلام على محامله، وبدأ يردده في مجالسه وأشرطته وأسبابه العداء الذي يكنه للسلفيين 2 لأنهم لا يقولون بالخروج على الحكام المسلمين والدعوة للبغي والحرابة كما نهتهم النصوص الشرعية على ذلك.
دليل آخر على تقلبه :
أثناء الحرب الأفغانية بل في أواخرها كان محمد بن محمد الفزازي يثني على غلب الدين حكمتيار الأفغاني ويدافع عنه ويمدح عمله وذكر بعضا من ذلك في كتابه "رسالة الإسلام إلى مرشد العدل والإحسان"3، (الصفحة 193 هامش رقم 2)، وقد جاء هذا الثناء منه في سنة (1414هـ-1993م)، ولما بدأت تصله طعون أنصار أسامة بلادن بالغرب في حكمتيار انقلب على رأيه الأول وبدأ يطعن في حكمتيار ونسخ كلامه الأول فقال بمسجد القدس بألمانيا جوابا على أسئلة "الصحفيين الأفغان" "لا فنحن أعلم بالساحة الأفغانية لربما أكثر من غيرنا، ونحن نعلم من كانوا يتسمون من قبل مجاهدين، لم يكونوا على دين ولو كانوا على دين لما كانوا الآن واحد مع الشيوعيين، وواحد مع موسكو، وواحد مع حكومة الأتراك وواحد مع الروافض". [محاضرات بألمانيا (1421-2000) الشريط رقم 4 شريط مرئي].
قلت : فالذي يعينه الروافض هو حكمتيار.
في حين قال في حكمتيار سنة (1414-1993) "... فكان الصوفية هناك لصوص ثمرة الجهاد وقطاع الطريق على دولة الإسلام الحقيقية ... ولكن الرجال، أمثال المهندس غلب الدين حكمتيار هناك بالمرصاد. نسأل الله لهم النصر والسداد – آمين – (نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا)" [رسالة الإسلام ... ص 193 هامش رقم 2].
دليل آخر على تقلبه وعدم ثباته على قول
عند بداية الفتنة بالجزائر كان يثني الثناء الحسن على جبهة الإنقاذ الجزائرية وعلى عباسي مدني وعلي بلحاج، فقال : "يقولون إن الجهاد لابد له من علماء، وهذا كذب على العلماء، وكذب على التاريخ وكذب على الجزائريين كلهم، أنا أستطيع القول إن أبناء الدعوة في الجزائر كلهم طلبة العلم حتى الأميين منهم وقد تحدثت إلى الكثيرين منهم، أقول إن الأميين منهم على معرفة جيدة على الأقل بما هو معلوم من الدين بالضرورة والجهاد معلوم من الدين بالضرورة أما العلماء والدعاة فمنهم الشيء الكثير، هل حدثوكم على الشيخ محمد يونس إمام دار الحديث في تلمسان وهو من المجاهدين في سبيل الله، هل حدثوكم عن الشيخ السحنوني، هل حدثوكم عن الشيخ بن عائشة، هل حدثوكم عن عدة شيوخ. ولست هنا لأعدّ شيوخ الجزائر فشيوخ الجزائر اليوم هم امتداد للدعوة الجهادية التي قامت في الجزائر لتحارب الاستعمار الفرنسي. لقد جاء أبناءهم اليوم ليحاربوا الكفار الشيوعيين الذين يتكلمون بألسنتنا ولهم نفس الجلدة التي لنا" اهـ. [شريط احذروا علماء الحرمين 1414-1993 – شريط سمعي].
ثم نسف هذا الكلام وقال فيما بعد عن (المجاهدين) الذين لمع صورتهم ولم يفتأ على رفعهم إلى الثريا من أهل الفتنة بالجزائر :
"يجب على الشعب المسلم أن يغضب لله كلما وردت النزاعات والخلافات إليه، وكلما حكم في شيء، إذ – وهو مسلم – لا يجوز أن يرضى باتخاذه مع الله ربا، ويجب على المتنازعين والمختلفين، وهم – مسلمين – أن يتحاكموا إلى شريعة الله، لا إلى صناديق الكفر والإشراك بالله عز وجل" اهـ. [الشورى المفترى عليها والديموقراطية، ص 35].
وقال في جهة أخرى :
"فقل لي بربك ما حكم انتخابات قامت أصلا على شهادة هؤلاء ؟ شهادة باطلة شرعا وكل ما بني على غير شرعي فهو غير شرعي، وليت شعري ما موقف الإسلاميين من هذه الحقائق وماذا يقول لهم المفتون المفتونون المتكئون على الأرائك والنمارق" اهـ [لماذا لا نشارك في الانتخابات الديموقراطية ص 20].
قلت : هكذا هو حال هذا الطاغية المفتون لا يثبت على حال ولا يستقر على مقال.
وأخرا أرجو من الاخوة السلفيين وضع اخطاء رأس الفتنة < الفزازي< ووضع ردود علماء السنة عليه ان وجدت لأنه غير معروف الا عند المغاربة ولأنه ليس بعالم ولا طالب علم ولا يعرف له شيوخ اللهم بعض التكفيريين أمثاله < الحدوشي" الكتاني " أبوحفص " وغيرهم من المنحرفين والسلام عليكم ورحمة الله



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق