القطبية هي الفتنة فاحذروها=========
الحمد لله القائل في
كتابه: }اليَوْمَ أَكْمَلْتُ
لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ
دِينًا{ [المائدة، آية: 6].
والقائل:
}فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ
يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكٍِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُوا
فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا{ [النساء، آية: 65].
والقائل
أيضًا: }وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ
مِنَ المُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَضِيَ
اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ
خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الفَوْزُ العَظِيمُ{ [التوبة، آية: 100].
والصلاة
والسلام على خليله ومصطفاه محمّد بن عبد الله القائل: <تَرَكْتُكُمْ عَلَى البَيْضَاءِ،
لَيْلِهَا كَنَهَارِهَا، لاَ يَزِيغُ عَنْهَا إِلاَّ هَالِكٌ...>. أحمد في مسنده (4/126)، والقائل
أيضًا: <مَنْ عَمِلَ عَمَلاً
لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ>. البخاري (8/156).
وعلى آله وصحبه الذين قال لهم الرسول
الكريم r: <أُوصِيكُمْ
بِتَقْوَى اللهِ، وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، وَإِنْ كَانَ عَبْدًا حَبَشِيًّا،
فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ يَرَى بعدي اخْتِلاَفًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ
بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ المَهْدِيِّينَ، وَعَضُّوا
عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتُ الأُمُورِ، فَإِنَّ كُلَّ
مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وإِنَّ كُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ>. أحمد في المسند (4/126).والقائل:
<وَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي
عَلَى ثَلاَثٍ وَسَبْعِينَ مِلَّةً، كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلاَّ مِلَّة وَاحِدَة،
فقيل له: ما الواحدة ؟
قال: مَا أَنَا عَلَيْهِ اليَوْمَ وَأَصْحَابِي > الحاكم (1/128 ـ 129)([1]). وبعد:فإنّه قد كثر الكلام في هذه الأيام حول
ما يسمّى ﺑ <الجماعات الإسلامية>، وانقسم غالبية المتكلّمين فيها إلى
قسمين:
قادح، ومادح؛ لاختلاف غايات النقد، ولذا أحببت أن أتكلّم حول جماعتين منها، لأبيّن
ما أعتقد أنّه الصواب، ولأبيّن بعض الإشكالات التي يستشكلها بعض الإخوة الفضلاء،
ولأجيب على بعض التساؤلات التي تدور في أذهان كثير من الشباب، رابطًا الفروع
بالأصول التي تنطلق منها تلك الجماعات، فأقول وبالله التوفيق:
اعلم
أخي ـ وفّقني الله وإيّاك لكلّ
خير ـ بأنّ الدعوة الحقّ هي الدعوة
المتمسّكة بالكتاب والسنّة على فهم السلف الصالح، وأنّ أيّ دعوة تركت شيئًا ممّا
سبق فهي دعوة منحرفة عن طريق الحقّ والصواب بقدر ما تركت من ذلك.
واعلم
ـ أيضًا ـ بأنّ كلّ الدعوات تدَّعي التمسّك بالكتاب
والسنّة، فيا تُرى
ما هي الفروق بين هذه الدعوات والدعوة الحقّ ؟
الفروق كثيرة جدًّا، أهمّها
تمهيد:
الفروق
بين الدعوات الباطلة والدعوة الحقّ:================================= أوّلاً: أنّ الدعوة الحقّ
هي المتمسّكة بالكتاب والسنّة على فهم السلف الصالح.
أمّا
الدعوات الأخرى، فهي متمسّكة بفهم مَن أنشأها ـ وقد يدَّعي هو أو تدّعي
لنفسها أنّها بذلك تتمسّك بالكتاب والسنّة ـ فالجهمية متمسّكة بفهم الجعد بن درهم،
وجهم بن صفوان.والأشعرية متمسّكة بفهم أئمّتهم المنتسبين لأبي الحسن
الأشعري([1])، والتبليغية
متمسّكة بفهم مؤسّسها محمّد إلياس، والإخوانية بفصائلها ـ ومنها
القطبية ـ متمسّكة بفهم مؤسّسها <حسن
البنّا> و<سيّد قطب> و<الهضيبي>
وغيرهم.ثانيًا: أنّ الدعوة الحقّ أصحابها يأخذون
علمهم عن أئمّة الدعوة السلفية في كلّ عصر، ويتتلمذون على أيدي الأحياء منهم،
ويقرأون للميّت منهم ـ جيلاً بعد
جيل ـ بخلاف أصحاب الدعوات الباطلة؛ فإنّهم أعداء
لأئمّة السلف، الأحياء منهم والأموات، بل هم خلف كلّ مخالف لأولئك، وإن ادَّعوا
ظاهرًا بأنَّهم
متّبعون لهم.ثالثًا: أصحاب الدعوة الحقّ يهتمّون بالكتب
السلفية، وذلك بقراءتها وحفظها وفهمها وتحقيقها ونشرها([2])
والذبّ عنها، بخلاف أصحاب الدعوات الباطلة، فإنّهم مبغضون لتلك
الكتب، بل ومحاربون لها، ولنشرها، وهم ساعون ـ أيضًا ـ لربط أتباعهم بكتب مؤسسي تلك الجماعات.
([1]) لقد مرّ أبو الحسن بثلاثة أطوار؛ الأوّل:
طور الاعتزال، والثاني: طور الكلابية، والطور الثالث: رجوعه إلى مذهب السلف.
فالأشاعرة ينتسبون لطوره الثاني.([2]) قد ينشر بعضهم كتب السلف، مع تحريف لها،
ولا يُرى عليه أي أثر لتلك الكتب، ولا على دعوته وأتباعه.========================================================وبعد:
فقد يقول قائل: مَن هم السلف ؟ وما هي مؤلّفاتهم ؟
فالجواب: السلف هم الصحابة والتابعون
وتابعو التابعين. فهؤلاء هم سلفنا، ومَن
سار على نهجهم فهو سلفي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق