الأربعاء، 18 مارس 2015

>

ثامنًا: من إرهاصات خروجهم إعلانهم المشين عمّا أسموه : <لجنة الدفاع عن الحقوق الشرعية

حيث يقول سلمان في شأنها: <... فهذه الجمعية أو اللجنة عملها جليل وهي قامت بفرض كفاية بالنيابة عنَّا جميعًا، فعلينا أن نؤازرها، وأن نساعدها، وأن نراسلها، وأول ذلك: أن نبعث إليها ببرقيات الشكر على هذا المشروع الجليل الذي بدأوا به...>.علمًا بأنّ سلمان العودة قد مهّد لقيام هذه الجمعية قبل ظهورها بسبعة أشهر ـ تقريبًا ـ حيث دعا إلى إنشائها في محاضرته التي بعنوان: <حقوق الإنسان في الإسلامحيث قال فيها: <...نحن نحتاج إلى جمعيات تدافع عن حقوق الإنسان المسلم، ولا يجوز أن يكون الدفاع عن حقوق الإنسان حكرًا على النصارى الذين يستخدمون مثل هذه الأشياء ـ أحيانًا ـ لأغراض دعائية.ينبغي أن ينبري من أهل القدرة والإمكانية مَن يقيمون في بلاد العالم كلها جمعيات للدفاع عن حقوق الإنسان، وخاصَّة الدفاع عن حقوق الإنسان المسلم؛ مثلما نجد في منظمات العفو...>.

والجواب عن ذلك قد تولَّته هيئة كبار العلماء حينما قالت: <الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن اهتدى بهداهأمَّا بعد:فإنّ مجلس هيئة كبار العلماء، في دورته الأربعين، المنعقدة في الرياض، في الفترة من 10/11/1413ﻫ إلى 19/11/1413ﻫ، اطَّلع على النشرة المعنون لها ﺑ <إعلان عن تأسيس لجنة الدفاع عن الحقوق الشرعية>، الموقعة من كلّ من: حمد الصليفيح، وعبد الله بن سليمان المسعري، وعبد الله بن عبد الرحمن الجبرين، وعبد الله الحامد، وسليمان بن إبراهيم الرشودي، وعبد الله بن حمود التوجري، الذين عيَّنوا أنفسهم لجنة للدفاع عن الحقوق الشرعية ـ كما يقولون ـ وأبدوا استعدادهم في هذه النشرة لاستقبال مَن يرغب موافاتهم بمظلمة، أو معلومة موثقة، تعينهم على القيام فيما نصَّبوا أنفسهم له، ووضعوا لذلك عناوين وهواتف يمكن استقبال الرسائل والمكالمات عليها.والمجلس إذ يستغرب تصرّف هؤلاء الإخوة في تكوينهم أنفسهم لجنة للدفاع عن الحقوق الشرعية، وإعلانها في وسائل الإعلام الأجنبية، ويستنكر هذا العمل، يقرّر بالإجماع عدم شرعية قيام هذه اللجنة، وعدم جواز إقرارها، لأنّ المملكة العربية السعودية بحمد الله تُحكِّم شرع الله، والمحاكم الشرعية منتشرة في جميع أرجائها، ولا يمنع أحد من رفع ظلامته إلى الجهات المختصّة في المحاكم أو ديوان المظالم، وكاتبو النشرة يعلمون ذلك تمام العلم، ولِما يترتّب على وجود هذه اللجنة من أمور لا تُحمَد عقباها، والله ولي التوفيق والهداية.
وصلى الله وسلم على نبيّنا محمّد وآله وصحبه>. انتهى
واعلم ـ أخي القارئ ـ بأنّ الناطق الرسمي لهذه اللجنة في بريطانيا محمّد ابن عبد الله المسعري قد فضح نفسه ـ ولله الحمد ـ فسقط في أيدي أتباعه ومادحيه، حيث قال في نشرة له بعنوان: <إيضاح من الناطق الرسمي للجنة الدفاع عن الحقوق الشرعيةوالصادرة في لندن، يوم الخميس 22/10/1415ﻫ الموافق 23/3/1995م حيث جاء فيها:<أولاً: لم أتَّهم الشيخ عبد العزيز بن باز بالكفر، وإنَّما قلت بالحرف الواحد: <إنّ كثيرًا من العلماء والمشايخ يرون أنّه بعد فتواه بجواز الصلح مع إسرائيل قد وصل إلى مرحلة تقارب الكفر>.ولقد نقلت رأي هؤلاء العلماء والمشايخ، أمَّا رأيي الشخصي فهو: أنّ الشيخ ابن باز قد وصل إلى مرحلة من الخرف والسفه، والضعف التام، ولكنِّي لم أرى منه كفرًا لديَّ عليه برهان من الله سبحانه وتعالى.
ثانيًّا: لم أتعرض لعقيدة الشيخ محمّد بن عبد الوهاب رحمه الله، وإنَّما ذكرت الحقيقة، وهي أنّه كان رجلاً ساذجًا، وليس عالِمًا وتبنَّى قضايا ومواقف ساذجة، تتناسب مع سذاجة القوم في نجد، في تلك الأيام، ولم أهاجمه شخصيًّا وحسابه على الله، وإنَّما هاجمت موقفه من إعطاء السلطة الدينية للمشايخ والسلطة الدنيوية لآل سعود، وقلت: إنّ هذا لا يتماشى مع الإسلام، بل مع المسيحية التي تعطي لقيصر ما لقيصر، ولله ما لله، والحقّ أحقّ أن يتبع.
ثالثًا: فيما يتعلّق بمعاوية بن أبي سفيان، قلت في معرض ردِّي على سؤال من أحد الإخوة الشيعة الحضور: إنَّني أعتبر معاوية <مغتصبًا>، وأنَّني أعتقد أنّه سيلقى جزاءه من الله يوم القيامة على ما ارتكبه من جرائم ولكنِّي لم أُكفِّره، بل أكدت على أنّني أعتبر عهده أصلح من عهد آل سعود.رابعًا: لم أُمجِّد الخميني كما زعمت الأجهزة السعودية، أمَّا عن إشارتي إليه بتعبير <الإمام>، فإنّما هي من باب استعمال اللفظ الشائع، ولا يعني اعترافي بإمامته بالمعنى الشرعي، كما أنّ قولي: <إنّه زعيم تاريخي عظيم وعبقري>، لا يعني أبدًا اعترافي بولاية الفقيه، كما أوضحت في جوابي على سائل آخر.خامسًا: صحيح أنّني قلت: إنّ أركان الإسلام <ستّة>، ولكنِّي لم أكن جادًّا، وإنّما كنت أسخر من النظام السعودي الذي قلت إنّه أضاف إلى أركان الإسلام الخمسة ركنًا جديدًا هو <التابعية السعودية>.سادسًا: ..أمّا الحقيقة التي يعرفها الجميع فهي: أنّني عضو في حزب التحرير الإسلامي، منذ أكثر من عشرين عامًا، وأنا أفتخر بهذه العضوية، كما أنَّني أفتخر بأنِّي أول مَن أسّس قواعد هذا الحزب في جزيرة العرب، وقد سجَّلت هذه الحقيقة طائعًا مختارًا أمام المحكمة الشرعية الكبرى بالرياض، وسوف أظلّ وفيًّا لمبادئ هذا الحزب الإسلامي العظيم حتى ألقى الله عزّ وجلّ دون أن أبدِّل تبديلاً إن شاء الله..>. اﻫولي مع هذا الإيضاح وقفات:الوقفة الأولىمع قوله: <إنّ كثيرًا من العلماء والمشايخ يرون أنّه بعد فتواه بجواز الصلح مع إسرائيل قد وصل إلى مرحلة تقارب الكفر>.أقولـ يا مسعري ـ ألا تستحي من نسبة هذه المقولة الضالَّة الظالمة، لكثير من العلماء والمشايخ، لأنّ ذلك لا يمكن أن يصدر عن جاهل فضلاً عن عالم، وإنِّي هنا أطالبك ـ يا مسعري ـ بأن تسمِّي لنا واحدًا من أولئك العلماء، هذا أولاً.وثانيًا: ألم تعلم ـ يا مسعري ـ ويعلم أولئك الذين نسبت إليهم ذلك القول ـ بأنّ الصلح مع المشركين ـ ومنهم اليهود ـ من المسائل الفقهية الفرعية، وليست من نواقض الإيمان ؟!!
وثالثًا: لماذا لم تصدر ويصدر أولئك ذلك الحكم على مَن دعا إلى وحدة الأديان، أو على مَن زعم أنّ النِّزاع الدائر بيننا وبين اليهود ليس سببه الدين، وإنَّما لأنّ اليهود غصبوا أرضًا عربيةً ؟!!
الوقفة الثانية: مع قوله: <أمّا رأيي الشخصي فهو أنّ الشيخ ابن باز قد وصل إلى مرحلة الخرف والسفه والضعف التامّ ولكنّي لم أر منه كفرًا بواحًا لديّ عليه برهان من الله سبحانه وتعالى>.فما أقول إلاّ كما قال الله تعالى}قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ{ [سورة آل عمران، آية: 119].وكما قال الله تعالى}كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلاَّ كَذِبًا{ [سورة الكهف، آية: 5].وأقول أيضًا: قد أظهرت ـ يا مسعري ـ ما كنت تبطنه من كره وحسد وحقد لعلماء الدعوة السلفية النجدية، حينما قلت: <قد وصل إلى مرحلة من الخرف والسفه والضعف التامّ...>. وأقول: سبحان الله: هذا الشيخ عبد العزيز ـ حفظه الله وأمدّ في عمره ـ يفتي الناس ليل نهار، وها هو يدرِّس منذ الصباح دروسه المعتادة، وأبناؤه الطلبة يقرأون عليه، وإخوانه العلماء يستفيدون منه، فهل خفي تخريف الشيخ وسفهه وضعفه على هؤلاء عامّة، وعلمه مسعري بريطانيا خاصّة ؟!! سبحانك اللهمّ إلاّ أن تكون كهانة ؟!!
وأمّا قوله: <ولكنّني لم أر منه كفرًا بواحًا لديّ عليه برهان من الله سبحانه وتعالى>.فأقول: هذا عذر أقبح من ذنب، إذ الشيخ ابن باز ـ حفظه الله ورعاه ـ في نظر المسعري لم يصل إلى درجة الكفر المخرج من الملة لكنّه أوغل في الضلال والإضلال !!! سبحانك اللهمّ، إنّ هذا إلاّ اختلاق.
وأقول ـ أيضًا ـ إذا كان هذا هو موقف المسعري من فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز ـ وهو مَن هو ـ إذن فموقفه من باقي هيئة كبار العلماء وطلبة العلم أردأ، وأسوأ وأخبث !!!
فهل بعده يسوغ لمسلم أن يسمع من المسعري قولاً في أحد منهم.الوقفة الثالثة: مع قوله: <لم أتعرّض لعقيدة الشيخ محمّد ابن عبد الوهاب... الخ>.فأقول: إنّ قوله: <إنّه كان رجلاً ساذجًا وليس عالِمًا>، يدلّ على أنّ الحسد والحقد قد أكل قلبه، وأعمى بصره وبصيرته، والعياذ بالله، وإلاّ فإنّ أقوال وأفعال وكتب إمام الدعوة السلفية النجدية والمجدّد المصلح الشيخ: محمّد ابن عبد الوهاب ـ رحمه الله رحمة واسعة ـ تشهد له بالعلم والحلم والفضل، وشهد ـ أيضًا ـ له بذلك العلماء الصالحون المصلحون، فهو قد جاوز القنطرة، فلا يحتاج إلى تعديل من عدل، فكيف يحتاجه من مدخول مجروح مفتون ؟!!!
وقوله: <وتبنَّى قضايا ومواقف ساذجة تتناسب مع سذاجة القوم في نجد في تلك الأيام...>.
أقول: لم يأت الشيخ محمّد بن عبد الوهاب ـ رحمه الله تعالى ـ إلاّ بما جاء به الرسول r من الأمر بالتوحيد والنهي عن الكفر والشرك بالله، والأمر بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان، وحجّ البيت لِمَن استطاع إليه سبيلاً، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والجهاد في سبيل الله، وإقامة شعائر الله وحدوده، فهل الدعوة إلى هذه القضايا ـ يا مسعري ـ تعتبر دعوة إلى قضايا ساذجة ؟!!
وهل السعي في اتخاذ الأسباب الشرعية المؤدِّية لإقامة شرع الله وحكمه كما أمر الله مواقف ساذجة ؟!!الوقفة الرابعة: مع قوله: <فيما يتعلّق بمعاوية بن أبي سفيان، قلت في معرض ردِّي على سؤال من أحد الإخوة الشيعة الحضور...>.
أقول: يكفيك ـ يا مسعري ـ خذلانًا من الله أن يكون مَن قال بتحريف كتاب الله بالزيادة والنقصان فيه، ومَن قال: بالبداءة على الله، ومَن قال: إنّ الصحابة قد ارتدّوا جميعًا إلاّ نفرًا قليلاً، ومن قال: إنّ الأئمة يعلمون ما كان وما يكون وما لم يكن لو كان كيف سيكون، ومَن قال إنّ قبر أمير المؤمنين يزوره الله مع ملائكته، ويزوره الأنبياء ويزوره المؤمنون، ومَن يقول إنّ تسعة أعشار الدين في التقية، ولا دين لِمَن لا تقية له، ومَن يقول: إنّ لأئمّتنا مقامًا لا يبلغه ملك مقرّب، ولا نبي مرسل، ومَن قال لا يتصوّر في الأئمّة السهو أو الغفلة... الخ، أخًا لك، فلتهنأك تلك الأخوّة !! فإنّ الرجل يحشر مع مَن أحبّ، والأخوّة ثمرة الحبّ، والله تعالى يقول}لاَ تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَاليَوْمَ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ{ [سورة المجادلة، آية (22)].وقولك ـ يا مسعري ـ عن معاوية بن أبي سفيان t: <إنَّني أعتبر معاوية مغتصبًا، وأنَّني أعتقد أنَّه سيلقى جزاءه من الله يوم القيامة، على ما ارتكبه من جرائم...>، فهو مخالف لقول النبي r: <إِذَا ذُكِرَ أَصْحَابِي فَأَمْسِكُوا>([6]) وفي الوقت نفسه موافق لقول أخيك الشيعي !!
ولتعلم ـ يا مسعري ـ بأنّ معاوية بن أبي سفيان ـ t من كُتّاب النبي r، ومن كُتّاب الوحي، فطعنك فيه، طعن في رسول الله وفي كتاب الله، وكفى بذلك خزيًا.واعلم ـ أيضًا ـ بأنّ العام الذي بويع له بالخلافة، يسمى بعام الجماعة.
وأمّا اتِّهامك له t بارتكاب الجرائم فأعدّ له جوابًا حين يقف لك خصمًا بين يدي الله يوم القيامة، وقولك: <ولكنِّي لم أكفّره>، فهذا ـ أيضًا ـ عذر أقبح من ذنب، إذ هو في نظرك أفسق الفاسقين، وأضلّ الضالين، فلا حول ولا قوّة إلاّ بالله.الوقفة الخامسة: زعم المسعري بأنّه لم يمجّد الخميني، ومع ذلك وصفه بأنّه إمام، وزعيم تاريخي عظيم، وعبقري، فإذا لم يكن ذلك تمجيدًا فما هو التمجيد إذن ؟!
ألم تعلم ـ يا مسعري ـ بأنّ الإمام لا يطلق إلاّ على مَن يقتدى به، كما قال الله تعالى عن إبراهيم عليه السلام}إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا للهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ المُشْرِكِينَ{ [سورة النحل، آية: 120]. فإذا أطلق لفظ الإمام بلا تقييد ـ كإمام في البدعة أو إمام ضلالة، أو إمام المشركين ـ يوضّح المراد منه، انصرف إلى المعنى المحمود، هذا أوّلاً.وأمّا ثانيًا: ففي أيِّ شيء كان الخميني إمامًا؟!! وفي أيّ شيء كان عظيمًا؟!! وفي أيِّ شيء صار عبقريًّا؟!!الوقفة السادسةمع قوله: <أمّا الحقيقة التي يعرفها الجميع، فهي أنّني عضو في حزب التحرير الإسلامي منذ أكثر من عشرين عامًا، وأنا أفتخر بهذه العضوية>.أقول: لا أملك إلاّ أن أقول للمسعري هنيئًا لك هذا الحزب، وتلك العضوية فيه !!! إذ قد استبدلت الهدى بالضلال، والنور بالظلمات، والحقّ بالباطل، والدعوة السلفية النقية، بالدعوة البدعية الحزبية، فهنيئًا لك ثمّ هنيئًا لك !!!ولتعلم ـ يا مسعري ـ بأنّ حزب التحرير حزب نشأ في الأردن، أسَّسه تقي الدين النبهاني المتخرج في جامعة الأزهر، والذي من مبادئ حزبه([7]) أنّ العقائد لا تؤخذ إلاّ عن يقين، وأنّه يحرّم أخذ العقيدة بناءً على دليل ظنِّي، كأخبار الآحاد، ولهذا يحرِّم على أعضاء حزب التحرير الاعتقاد بعذاب القبر، وظهور المسيح الدحال، لأنّ أحاديثها ظنية...
ومنها: <أنّ الإسلام قد بنى العقيدة على العقل فيما يدركه، أو عن طريق مصادر ثابتة بالعقل، مثل القرآن والحديث المتواتر>.
ولا يرى الحزب القيام بأيِّ أعمال؛ من دعوة إلى الأخلاق الفاضلة، أو الصلاة والصيام، أو رفع مستوى الأمَّة التعليمي والعلمي، يدل على ذلك قوله: <لذلك يجب أن تكون الكتلة التي تحمل الدعوة الإسلامية كتلة سياسية، ولا يجوز أن تكون روحية، ولا كتلة أخلاقية، ولا كتلة علمية، ولا كتلة تعليمية، ولا شيئًا من ذلك ولا ما يشبهه، بل يجب أن تكون كتلة سياسية، ومن هنا كان حزب التحرير حزبًا سياسيًّا يشتغل بالسياسة... الخ>.
ومن آراء حزب التحرير الفقهية؛ القول بجواز تقبيل المرأة الأجنبية، ومصافحتها.ومن أقواله الشاذّة أيضًا: إباحته النظر إلى الصور العارية، وغير ذلك.ومن آراء حزب التحرير السياسية تجويزه لغير المسلمين أن يكونوا في مجلس الشورى، وتجويزه ـ أيضًا ـ للمرأة أن تكون عضوًا في مجلس الشورى.
وآخرًا وليس أخيرًا، أعتذر لك أخي القارئ عن نقلي تلك الآراء الباطلة الساقطة، والمنحرفة عقائديًّا وسلوكيًّا وأخلاقيًّا، ولكن حتى تعلم مدى ضلال وانحراف حزب التحرير وأهله، ومع ذلك الضلال كلّه، يقول المسعري: <وأنا أفتخر بهذه العضوية..، وسوف أظلّ وفيًّا لمبادئ هذا الحزب الإسلامي العظيم حتى ألقى الله عزّ وجلّ، دون أن أبدِّل تبديلاً..>.وأمّا قوله: <كما أنّني أفتخر بأنّي أوَّل مَن أسّس قواعد هذا الحزب في جزيرة العرب..>.
أقول: بادر بالتوبة ـ يا مسعري ـ عما أنت عليه من الضلال والانحراف وأصلح ما أفسدت، من قبل أن يأتيك الأجل، وإلاّ فإنّ عليك إثم مَن تبعك إلى يوم القيامة، كما قال المصطفى r: <وَمَنْ سَنَّ فِي الإِسْلاَمِ سُنَّةً سَيِّئَةً، كَانَ لَهُ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مَنْ بَعْدَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌرواه مسلم (2/705).واعلم ـ يا مسعري ـ بأنّ هذه الجزيرة العربية بعد أن طهّرها الله من الشرك والأوثان والبدع بفضله أوّلاً، ثمّ بفضل دعوة الشيخ محمّد بن عبد الوهاب ومؤازرة الإمام محمّد بن سعود ـ رحم الله الجميع ـ واستمرار ذلك الوضع إلى يومنا هذا، نعمة كبرى تحتاج من الجميع الشكر والعمل على حفظها ورعايتها، وما أرى إحداثك في هذه الجزيرة وإحداث زعماء الجماعات الإسلامية المنحرفة إلاّ وهو شبيه بإحداث عمرو بن يحي فيها، إذ هو أوّل مَن أحدث فيها عبادة الأوثان، وأنت ومَن شابهك أول مَن أحدث فيها البدع والتحزّبات الشيطانية، فإلى الله المشتكى.أخي القارئ، بعد ذلك كلّه أودّ أن ألفت انتباهك إلى أنّ هؤلاء قد أنشأوا ـ بزعمهم ـ لجنة للدفاع عن الحقوق الشرعية، فأيُّ حقوق شرعية حفظوا، وأي ظلم وعدوان دفعوا، حيث لم يسلم من طعنهم الأموات، الذين لا حول لهم ولا قوّة، ولم يسلم من طعنهم الأحياء ـ أيضًا ـ.فلم يسلم من طعنهم معاوية t حيث وصفوه بأنّه مغتصب للخلافة، بل قد طعنوه فيمن عاصره من الصحابة والتابعين، حيث لم يقوموا برفع ذلك الظلم والغصب، ولم يأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر.وطعنوا ـ أيضًا ـ في الشيخ محمّد بن عبد الوهاب ودعوته وعلماء عصره الذين تابعوه.وطعنوا في ولاة أمر المسلمين الذين ناصروا ذلك الإمام ودعوته.وطعنوا ـ أيضًا ـ في علماء المسلمين في هذا البلد حيث اتبعوا ـ بزعمهم ـ شيخًا قد أصابه الخرف والسفه والضعف التامّ.والغريب العجيب من أمر تلك اللجنة وناطقها الرسمي؛ أنّها وصفت الخميني بأنّه إمام، وزعيم تاريخي عظيم وعبقري، ووصفت معاوية بن أبي سفيان t بأنّه غاصب وسيلقى جزاءه من الله يوم القيامة على ما ارتكبه من جرائم، ولم تصف الخميني بذلك مع أنّ معاوية t بريء مِمَّا نسب إليه، والخميني يداه ملطّختان بدماء الأبرياء الأتقياء الأنقياء ؟!!اللهمّ اكفنا شرّ هذه اللجنة وناطقها بما شئت.



([1]) فابن القيم يريد بفقه الواقع ملابسات الواقعة بعد وقوعها، أمَّا هؤلاء فإنَّهم يريدون بفقه الواقع فهم الحادثة قبل وقوعها.([2]) رواها مسلم (3/1478، 1476، 1467).([3]) رواه مسلم (3/1466).([4]) رواه مسلم (3/1467).([5]) مَن أراد الزيادة باختصار وفائدة عظيمة في الوقت نفسه، فعليه بقراءة رسالة: <نصيحة مهمة في ثلاث قضايا>، و<المعلوم من واجب العلاقة بين الحاكم والمحكوم>، إعداد أبي عبد الله الوائلي، و<حقوق الراعي والرعيةللشيخ ابن عثيمين، ومعها فتوى للشيخ ابن باز، و<وجوب طاعة السلطان في غير معصية الرحمنلمحمد العريني.([6]) انظر الكلام حول الحديث في سلسلة الأحاديث الصحيحة، رقم (34).

([7]) انظر تلك المبادئ وغيرها في الطريق إلى جماعة المسلمين لحسين جابر (281 ـ 294)، والموسوعة الميسرة (135 ـ 1


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق