الأربعاء، 18 مارس 2015

. الدين في تأجيج الصراعات، والتوسع الإمبريالي، والهيمنة وفرض اللادينية التي تسود العالم الآن. ودعا إلى أهمِّية إقامة أمم متحدة، ومجلس أمن جديد، لا يقوم على حقّ الفيتو وهضم حقوق الشعوب.

وأضاف أنّ أصل الأديان كلها واحد ويجب ألا يكون هناك صراع بين المسلمين والمسيحيين، ولا بين البيض والسود، ما دام يجمعهم مصير وإله واحد>. اﻫ

وما ذكرت هنا هو غيض من فيض من تلك الأقوال والأفعال الشنيعة والمخالفة صراحة للكتاب والسنَّة وإجماع الأمَّة، ومع ذلك كله، قام هؤلاء السياسيون بمدح حكومة السودان وقائدها <عمر البشير>، ومُنَظِّرها <حسن الترابي>، ومن ذلك:

قول سلمان العودة في شريطه <الصحوة في نظر الغربيين>: <...الإسلام ينتصر يومًا بعد يوم في السودان.

على الصعيد الاقتصادي تَمَّ إلغاء الربا في جميع البنوك، ومع ذلك حقَّق الاقتصاد السوداني ارتفاعًا في المعدلات ما حقَّقه منذ سنين طويلة، وحقَّق استغناء عن جميع المعونات..

وحقّق انتصارًا على صعيد الزراعة سواءً زراعة الذرة، أو السكر، أو القمح أو غيرها، وأنتم تعلمون اليوم أنّ السكر السوداني يباع حتى في هذا البلد، وفي جميع البقالات، تجد السكر السوداني يباع وبأسعار منخفضة.. إضافة إلى أنَّنا نتخوَّف من الأصابع الإيرانية التي تعمل داخل السودان، وتبذل مجهودًا، وتستغل الذي تخلى المسلمين جميعًا عن هذه الحكومة الصادقة في دعوتها إلى الإسلام.. إلاّ أنه ليس لديه ـ أي ذنب ـ استعدادًا أن يمنح الإسلام فرصة ليجرب، هل يملك الإسلام حلولاً في عهد عمر البشير كما كان يملك حلولاً في عهد عمر ابن الخطاب أم لا ؟ ليس لدى الغرب استعداد أن يجرب ذلك>. اﻫ

وقول سلمان العودة في شريطه: <حقيقة التطرف> عن الترابي: <...يقول مورفي ـ وهو مراسل لإحدى الصحف الأمريكية في الشرق الأوسط ـ يقول عن أحد زعماء الجبهة في السودان: <إنه منظر إسلامي فذ، لكنه أصولي، أصولي يعرف جيدًا كيف يستغل الظروف ويستخدمها لصالحه، وهو قادر على التأقلم مع الواقع ـ لاحظ الألفاظ: قادر على التأقلم مع الواقع ـ ويرضى بمهادنة الأنظمة بدون أن يتخلى عن مطالبه...>.

قال سلمان: <أولاً: لا أحد يستطيع أن يمدح الترابي ولا غيره بأفضل من مثل هذا الكلام>.

وقول محمّد سرور في مجلّته <السنَّة> العدد الخامس والعشرون، الصادر في ربيع الثاني عام 1413ﻫ (ص 21 ـ 23)، تحت عنوان: <حقّ للسودان في ذمَّة كلّ داعية>:

<مصر مبارك لا يهدأ لها بال ولا يقر لها قرار وهي ترى دولة مجاورة تحكم كتاب الله... وهذا الهدف يتلخص في سعيهم الحثيث من أجل إسقاط الحكومة الإسلامية في السودان، وعودة نظام الأحزاب الفاسدة، أو النظام العسكري الجاهلي المستبدّ...

وقصارى القول: فإنّ هذه الحملة الشرسة ضدّ السودان سببها تحكيم النظام السوداني للإسلام...

ـ ولأنّ هذه الدولة إسلامية، فقد نصرها الله سبحانه وتعالى على قوات قرنق...

ـ ولأنَّها دولة إسلامية، فقد خلصت السودان من نظام الأحزاب العلمانية العميلة، وجمعت الأمَّة على منهج ربَّاني لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.

ـ ولأنَّها دولة إسلامية فلقد انتعش الاقتصاد السوداني، واختفت السرقة، وأصبحت السودان من الدول المصدرة للسكر الذي كانت تستورده..

ـ ولأنَّها دولة إسلامية فلم تعد السودان منقادة للشرق أو للغرب.. لقد أصبحت السودان ـ والحمد لله ـ مستقلة متحررة لا سلطان عليها إلاَّ لله جل وعلا..>. اﻫ

أقول: ماذا نصنع بذلك المدح والثناء غير الواقعي، حين يقول البشير: <إنَّنا في هذه الليلة المباركة نحيِّي كلَّ أبناء الطرق الصوفية وشيوخها على ما قدموه خدمة للدين، لقد دخل الإسلام إلى السودان عن طريق مشائخنا مشائخ الطرق الصوفية>.

وحين نقرأ ما نقلته الصحف حول المؤتمرات التي تدعو إلى وحدة الأديان، والتي تبنَّتها السودان ودعت إليها.

وحين نقرأ من أفكار الترابي المنحرفة كقوله: <لا تجد في مباحث العقيدة حديثًا عن الفن، كأنّ التوحيد يجمع الحياة كلَّها صلاتها ونسكها ومحياها ومماتها ويترك الفن، ولكنَّ الواقع أنَّ مباحثنا العقدية الإسلامية مباحث فقيرة، وليست مباحث توحيدية>([1]).

وقوله: <إنَّه أمر ـ أي الأمر بغمس الذبابة إذا وقعت في الإناء ـ طبِّي، آخذ فيه بقول الكافر، ولا آخذ بقول الرسول r ولا أجد في ذلك حرجًا البتة>([2]).

وقوله: <أمَّا المصدر الذي يتعيَّن علينا أن نعيد إليه اعتباره، كأصل له مكانته ودوره، فهو العقل...>([3]).

وقوله: <إذا رأينا أن نأخذ من كلّ الصحابة أو لا نأخذ، قد نجي نعمل تنقيح جديد، نقول الصحابي إذا روى حديثًا عنده فيه مصلحة، نتحفظ فيه، ونُعمِل روايته ودرجة ضعيفة جدًّا.

وإذا روى حديثًا ما عنده فيه مصلحة، نأخذ حديثه بقوة أكثر، ويمكن تصنيف الصحابة مستويات معيَّنة في صدق الرواية>([4]).

قوله في ثورة الخميني: <..وهي اليوم تشهد تجارب جديدة في ثورة إيمان في النفوس تنقلب ثورة قوة في الواقع، ولعلَّ أروع نماذجها في الثورة الإيرانية الإسلامية، التي نسمع قصتها ونعيش عبرتها هذه الأيام..>. تجديد الفكر الإسلامي ص (203).

وقوله: <وأودُّ أن أقول إنَّه في إطار الدولة الواحدة والعهد الواحد يجوز للمسلم كما يجوز للمسيحي أن يبدل دينه>([5]).

وقوله: <...وكلاهما ـ أي الدف والآلة الوترية ـ يكاد يكون ضرب في الهواء، الدف والآلات والعزف والصفارة والمزمار ليست كلها إلاّ آلات وذبذبات في الهواء.

وهذه محاولات اصطناعية وهو فقه فني اصطناعي.

قد يكون باب الجنَّة الذي يدخلون به هو باب الفنانين في الجنة...

فالجمهور المسلم في ممارسته الصوفية، وفي مدائحه وفي فنونه الشعبية، لعلَّه أقرب إلى فطرة التدين الفني، أو الفن الديني...>([6]).

وحين نقرأ بعضًا من فقرات نص مبادرة الحكومة السودانية للسلام مع المتمرّدين في الجنوب، حيث جاء فيها قولهم: <الاعتراف بالتنوع الثقافي والعرقي والديني للسودان.

ـ توزيع عادل للثروة ومشاركة عامة في السلطة.

ـ السودان قطر واحد متنوع الأعراق والثقافات، ويجمع بين أهله العديد من العادات المشتركة والمواطنة والأخوة وحب الوطن.

ـ استثناء المناطق ذات الغالبية غير المسلمة من تطبيق الشريعة الجنائية، واعتماد العرف كمصدر للتشريع.

ـ تعتبر المواطنة هي الأساس الذي يتمُّ عليه بناء الوحدة الوطنية وتتخذ لتولِّي المناصب الدستورية والتنفيذية والتشريعية والوظائف التنفيذية الأخرى دون النظر إلى الدين أو العرق أو الجنس.

ـ تكفّل حرية الاعتقاد والعبادة وإقامة الشعائر والدعوة والتبشير لكافَّة المواطنين، وتسعى الدولة لتوقير المتديِّنين واحترام الأديان ورموزها...>. اﻫ جريدة الشرق الأوسط عدد (5097) بتاريخ 11/11/1992م.

وحين نسمع مادح السودان الجربوع وهو يقول في شريطه <أحوال السودان>: <.. وكفى أن يوجد ما يقارب من خمسين طريقة للصوفية.. ناهيكم عن القباب والأمور الشركية هنالك المتأصلة في نفوس بعض الناس هنالك.. ناهيكم النصرانية المختلطة بشعب السودان المسلم هنالك النصراني..>.

فهل هذا يا سرور ويا سلمان تحكيم الكتاب والسنَّة ؟!! وهل هذه هي الدولة الإسلامية التي تنشدون ولها تدَّعون ؟!!

وهل هذا هو المنهج الربَّاني الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه والذي جمعت الحكومة السودانية السودانيين عليه ؟ أو أنَّ هذا هو تصويركم للإسلام وتطبيقه ؟!!

وأمَّا قول سرور: <فلقد انتعش الاقتصاد السوداني... وأصبحت السودان من الدول المصدِّرة للسكر الذي كانت تستورده...>.

وزيادة سلمان عليه بقوله: <...وأنتم تعلمون اليوم أنَّ السكر السوداني يباع حتى في هذا البلد وفي جميع البقالات...>.

فعلى فرض تصديقهما والتسليم لهما بما قالاه ـ وإلاّ فالواقع يشهد بخلاف ذلك ـ فانتعاش السودان اقتصاديًّا ليس دليلاً على أنّ ذلك إنَّما هو ثمرة من ثمار تطبيق السودان للإسلام، وتحكيمه بل هذا قد يستوي فيه السودان وغيره من البلدان الأخرى كدول أوروبا وأمريكا واليابان وغيرها.

وأمَّا قول سرور: <ولأنّ هذه الدولة إسلامية، فقد نصرها الله سبحانه وتعالى على قوات قرنق...>.

فيكذبه قول الترابي: <...إنّ الدين لم يكن سببًا في الصراع الدائر في السودان، رغم المزاعم عن الاضطهاد الديني وعدم المساواة، مؤكِّدًا أنّ هذا المؤتمر العالمي جاء تأكيدًا على أنّ الخلاف ليس دينيًّا>. جريدة المستقلة عدد (29) السنة الثانية، والصادرة في يوم الاثنين 13 جمادى الأولى 1415ﻫ، الموافق 17 أكتوبر/تشرين الأول 1994م.

وأمَّا قول سلمان: <إلاّ أنَّه ليس لديه استعداد أن يمنح الإسلام فرصة ليجرب، هل يملك الإسلام حلولاً في عهد البشير كما يملك حلولاً في عهد عمر ابن الخطاب أم لا ؟>.

فما أملك أن أقول له بعد أن ذكرت لك ـ أخي القارئ ـ بعضًا من انحرافات القوم، لا أملك إلاّ أن أقول كما قال تعالى: }فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكْن تَعْمَى القُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ{. وإلاّ فمَن يجرؤ على أن يشبه عمر البشير بالفاروق والخليفة الراشد عمر بن الخطاب ؟!

وإن تعجب ـ أخي القارئ ـ فإنِّي أعجب أكثر مِمّا تعجب منه، إذ أولئك يصرِّحون ويصرخون ليل نهار بأنَّ مبادئهم كذا وكذا، وحكومتهم قائمة على كذا وكذا، وفهمهم للإسلام على نحو كذا، وهؤلاء مستميتون في الدفاع عنهم، بل مستميتون في تزكيتهم فسبحان الله }فَمَا لِهَؤُلاَءِ القَوْمِ لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا{ أم أنَّهم سائرون على مبدأ: <عنْز ولو طارت؟!!

10 ـ قال ناصر العمر في فقه الواقع: <مقومات فقه الواقع:

ـ التأصيل الشرعي.

ـ سعة الاطلاع وتجديده... فيحتاج المتخصِّص فيه إلى كثير من الفنون، سواءً العلوم الشرعية كالعقيدة، والفقه، أو العلوم الاجتماعية، كالتاريخ، أو العلوم المعاصرة كالسياسة والإعلامية، وهلمَّ جرَّا.

وإذا قصَّر في أيِّ علم من هذه العلوم أو غيرها مِمّا يحتاج إليه، فسينعكس ذلك سلبًا على قدرته على فقه الواقع، وتقويم الأحداث والحكم عليها.

فهذا العلم يحتاج إلى قدرة فائقة على المتابعة والبحث في كلّ جديد،.. لذا يلزم المتخصص أن يكون لديه دأب لا يكلُّ في متابعة الأحداث، ودراسة أحوال الأمم والشعوب، فلو انقطع عنه فترة من الزمن أثَّر على تحصيله وقدرته في فهم مجريات الأحداث وتقويمها..

ـ مصادر فقه الواقع: القرآن وتفسيره، السنَّة النبوية، سير السلف، كتب العقيدة، والفقه، دراسة التاريخ وفقه السنن، المصادر السياسية كمذكرات السياسيين، وسياسة العلاقات الدولية، والكتب التي تتحدّث عن خفايا السياسة، وأساليبها، ودور المنظمات الدولية ككتاب لعبة الأمم، والميكافيلية، ومنظمة الأمم المتحدة، وعصبة الأمم، ومجلس الأمن، والمصادر الإعلامية، كالصحف، والمجلات، والدوريات، ونشرات وكالات الأنباء العالمية، والإذاعات، والتلفزيونات، والأشرطة، والوثائق... الخ >.

وقال سلمان العودة في كتابه <هكذا علم الأنبياء> ص (44): <فجزء من هذا اليسر، اليسر في العقيدة، بحيث تستطيع أن تشرح لأيِّ إنسان عقيدة التوحيد في عشر دقائق أو نحوها...>.

أقول: هلاّ علّمت زعامات الجماعات الإسلامية ـ فضلاً عن أتباعهم ـ عقيدة التوحيد في عشر دقائق.

أو علَّمت شبيبة الجماعات الإسلامية عقيدة التوحيد، لا أقول في عشر دقائق كما قلت، بل أقول في عشر سنوات.

فها هو الجهاد الأفغاني قد انتهى، فماذا صنعت يا سلمان ـ هل علَّمتَهم عقيدة التوحيد، طيلة الجهاد الأفغاني ؟ وهل أصبحوا بعد ذلك على عقيدة التوحيد ؟!!

بل ها هم جماعة الإخوان المسلمين وجماعة التكفير وجماعة التبليغ وجماعة الترابي.. الخ. هل صححت عقائدهم وعلمتهم في عشر دقائق كما تزعم يا سلمان ؟!!

بل هاهم بعض جهلة المسلمين في بعض البلدان العربية والإسلامية يطوفون بالقبور ويذبحون لها ويستغيثون بأصحابها، فهلاَّ علمتهم أو علمهم أتباعك عقيدة التوحيد في عشر دقائق ؟!

بل هذه الطرق الصوفية المنتشرة في كثير من البلدان العربية والإسلامية، لا زالوا على طرقهم الضالَّة، فهلاَّ ذهبت إليهم لتعلِّمهم عقيدة التوحيد في عشر دقائق.

بل قل ـ يا سلمان ـ لناصر العمر: علِّم الناس فقه الواقع في عشر دقائق، وليقل هو لك: وأنت علّم الناس عقيدة التوحيد طيلة عمرك لا تكلُّ ولا تَمَل.

أم أنّ تعلُّم فقه الواقع ـ عندكم ـ أهمَّ من تعلّم عقيدة التوحيد ؟!!

!!!

 


فصل
تربية صوفية رافضية

للصوفية مبادئ في تربية الشيخ لمريده، وتعليمات يتقيَّد بها المريد بين يدي شيخه، منها قولهم: <كن بين يدي الشيخ كالميت بين يدي غاسله>.

وللرافضة مبدأ مشابه لهذا المبدأ، وهو قولهم: <إذا قال لك الإمام إنّ الشمس غائبة وهي في كبد السماء، فقل: غائبة>.

وقد سلك هؤلاء السياسيون مع أتباعهم هذين المبدئين، حيث غرسوا في أذهان أتباعهم ومريديهم بأنّ المشايخ معهم، قائلين لهم: <ألم تروا كيف أثنوا علينا، وأطرونا، ولقَّبونا بالعلماء والدعاة ؟!! لكن حينما أوقفونا ومنعونا من الخطابة، والتدريس، والمحاضرات، إنما كان ذلك بسبب الضغوط الواقعة عليهم من قِبَل الحكومة>.

وهذا أشبه بما كان يقوله <جهيمان> وأتباعه، حيث كانوا يطلقون على أنفسهم:<أهل الحديث>، وكانوا يقولون لِمَن تبعهم أو خالفهم: <إنّ الشيخ عبد العزيز بن باز معنا، مِنّا وفينا، فمَن شكّ في ذلك فما عليه إلاّ أن يذهب إلى الشيخ قائلاً له: يا شيخ، ما تقول في أهل الحديث ؟!! فإنَّه سيثني علينا خيرًا>.

قلت: سبحان الله، ما أخبث هذه التربية الصوفية الرافضية.

أليس في هذا القول وتلك المقولة طعن في تديُّن وصدق ونزاهة مشايخنا ؟!! بل إنّ فيها نسبة إظهار الباطل، ونصرته، وتأييده، وطمس الحقّ، ومحاربته، وكتمانه إليهم.

فسبحانك اللهم وبحمدك، اللهمَّ إنَّا نبرأ إليك مِمّا يقوله هؤلاء، ومِمّا قاله أولئك.

واعلم أُخيَّ أنَّه لا سبيل لهؤلاء إلاّ أن يقولوا تلك المقولات، إذ لو لم ينسبوا أنفسهم إلى أهل العلم؛ لاتضح أمرهم وانفضح، ولَمَا تبعهم أحد، ولأمكن كلّ أحد أن يقول: مَن مِن أهل العلم يوافقكم على ما أنتم عليه ؟!! فإن قالوا: لا أحد. افتضح أمرهم، وبان ضلالهم، فما لهم إلاّ أن يقولوا: معنا فلان وفلان، ولكن يمنعهم من التصريح خشية السلطان!!

أخي الكريم، هل رأيت فرقًا بين هذه التربيات، والتربية الصوفية، والتربية الرافضية ؟!! اللهمَّ لا !!!

!!!

 


الخاتمة

وفي الختام، أتوجَّه إلى الله العلي القدير أن يأخذ بيدي وبيد إخواني الشباب، ومشايخنا، ودعاتنا، وعامَّتنا، ووُلاَّتنا؛ لكلِّ ما يحبُّه الله ويرضاه ـ اللهمَّ آمين ـ.

مذكِّرًا إيَّاهم بِمَا هم فيه من الخير في الأمور الدينية، والأمور الدنيوية، وليعلموا أنَّ الله قد هيَّأ لهم علماء فضلاء، أئمة كبارا، على منهج السلف الصالح حقيقة لا دعوى، وهيَّأ لهم وُلاَّة صالحين مصلحين ـ إن شاء الله ـ ليسوا مبتدعة، فضلاً عن أن يكونوا كفارًا، بل هم مسلمون.

فعلى الأمَّة عامَّة والشباب خاصَّة أن يضعوا أيديهم في أيدي علمائهم الأعلام ـ كهيئة كبار العلماء ـ ناهلين من علمهم الصحيح، عاملين بما علموا منهم، متأدِّبين بأدبهم، حافظين لأعراضهم، ومقدِّرين لهم مَنْزلتهم العلية.

طائعين لوُلاَّة أمرهم في طاعة الله ـ سبحانه وتعالى ـ ناصحين لهم في السرِّ والعلن، ساعين في جمع الكلمة تحت لوائهم، سالكين سبل الصلاح والإصلاح.

واعلموا ـ أيضًا ـ إخوتاه بأنّ الكمال عزيز، فاستمتعوا بِمَا أنتم فيه من النعيم، واسألوا الله المزيد من فضله وتوفيقه، ولنَسْعَ جميعًا إخوتاه، لإقامة الدين في نفوسنا وفي بيوتنا، وفي مجتمعنا؛ بالطريق الصحيح القويم في ظلّ هذه الدولة المسلمة ـ ولله الحمد ـ نابذين تلك الجماعات والفرق التي وفدت إلينا ـ والتي لم تفلح في بلادها، لأنّ فاقد الشيء لا يعطيه ـ خلفنا ظهريًّا، ولنتمسَّك بالمنهج القويم الذي سلكه أئمَّة الدعوة النجدية ـ رحم الله ميِّتهم، وثبّت ووفّق الحيَّ منهم لِمَا فيه الخير للبلاد والعباد ـ.

فإنّ هذا المنهج هو منهج السلف الصالح، والعلماء في هذا البلد ـ ولله الحمد ـ له سالكون، ووُلاَّتنا له وعليه محافظون، فالله الله أن تتنكَّبوا عن هذا الصراط المستقيم وأهله، فتخسروا خسارة كبرى، ولا حول ولا قوة إلاّ بالله.

واعلموا إخواني بأنّ منازعة أهله هي فتنة في الدين والدنيا.

وأولوا أمرنا هنا هم العلماء والأمراء، فلا ننازع فيما رأوه، ولا الولاة فيما اتخذوه، بل ليقل كل منا لنفسه: <رحم الله امرءً عرف قدر نفسه>، ولنجعل الرسل بيننا وبين ولاة أمرنا علماءنا، فإنَّهم الصفوة، أهل العلم والإيمان، والحِلم، وأهل البصر والبصيرة.

ولنعلن إخوتاه بأنّا محسودون بسبب ديننا ودنيانا، وكم من ساع لإفساد ذلك علينا، فلنقف في وجه الحاسدين المفسدين وقفة صادقة، حازمة مفوتين عليه ما يريد؛ ليبقى لنا ديننا، وتبقى لنا دنيانا.

وليكن آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيّد المرسلين، محمّد بن عبد الله, وآله وصحبه أجمعين، آمين




([1]) نقلاً عن محاضرة ألقاها في الخرطوم.
([2]) نقلاً عن محاضرة ألقاها في الخرطوم.
([3]) تجديد الفكر الإسلامي ص (26).
([4]) عن محاضرة له بعنوان: <قضايا فكرية وأصولية وحديثية>.
وكلامه هذا موافق لكلام الرافضة، حيث لا يرون عدالة الصحابة رضوان الله عليهم، وهذا مخالف لكلام ومعتقد أهل السنَّة والجماعة، من كون الصحابة كلهم عدول.
([5]) عن محاضرة له بعنوان: <تحكيم الشريعة> ألقاها في جامعة الخرطوم.
([6]) عن محاضرة له بعنوان: <تحكيم الشريعة> ألقاها في جامعة الخرطوم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق