ضلالت طارق السويدان وحقيقته=الرد على دعوة طارق السويدان المسلمين القول بإباحة الردة عن دينهم لليهودية والنصرانية والمجوسية
بسم الله الرحمن الرحيم=====فضح بروتوكولات تنظيم الإخوان -===فضح بروتوكولات تنظيم الإخوان-1: عودة الخلافة الراشدة بالاغتيالات والانتخابات
بسم الله الرحمن الرحيم=====فضح بروتوكولات تنظيم الإخوان -===فضح بروتوكولات تنظيم الإخوان-1: عودة الخلافة الراشدة بالاغتيالات والانتخابات
هُنَاكَ عِبَارَة ٌجَاءَتْ فِي الشَّرِيطِ ([1]): مَسْأَلَةُ الاِغْتِيَالَاتِ.
مِمَّا يُؤْسَفُ لَهُ أَنَّ الذِينَ يَنْتَسِبُونَ إِلَى الدَّعْوَةِ إِلَى اللهِ وَيَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ يَسْعَوْنَ إِلَى إِقَامَةِ دَوْلَةٍ إِسْلَامِيَّةٍ وَبَعْضُهُمْ يُبَالِغُ فَيَقُولُ نُرِيدُ إِعَادَةِ الْخِلَافَةِ الرَّاشِدَةِ وَيَتَّخِذُونَ إِلَى ذَلِكَ وَسَائِلَ، مِنَ الْوَسَائِلِ: الْمُظَاهَرَاتُ الصَّاخِبَةُ التِي قَدْ يَشْتَرِكُ فِيهَا الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ وَالاِغْتِيَالَاتُ، لَيْسَ فِي الْإِسْلَامِ الْمُظَاهَرَاتِ فَضْلًا عَنْ الْاِغْتِيَالَاتِ، اعْتِبَارُ الْمُظَاهَرَاتِ وَسِيلَةً مِنْ وَسَائِلِ الدَّعْوَةِ وَوَسِيلَةً مِنْ وَسَائِلِ إِقَامَةِ الدَّوْلَةِ الْإِسْلَامِيَّةِ هَذَا تَقْلِيدٌ لِلْأُورِوبِيِّينَ لَيْسَتْ عَادَةً إِسْلَامِيَّةً وَلَا أَدَبًا مِنْ آدَابِ الإِسْلَامِ، أَمَّا الاِغْتِيَالَاتُ فَشَرٌّ مُسْتَطِيرٌ، اسْتِبَاحَةُ اغْتِيَالِ خَصْمِكَ لِلْوُصُولِ إِلَى الْكُرْسِيِّ، تَغْتَالُهُ لِيَطِيحَ مِنَ الْكُرْسِيِّ وَأَنْتَ تَعْتَلِيهِ، هَلْ الْإِسْلَامُ يَأْمُرُ بِهَذَا؟ لِمَاذَا نُفْسِدُ سُمْعَةَ الْإِسْلَامِ بِهَذَا الْعَمَلِ الْهَمَجِيِّ؟ لَيْسَ هَذَا مِنَ الْإِسْلَامِ فِي شَيْءٍ وَالْإِسْلَامُ لَا يُبِيحُ دَمَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ إِلَّا بِالْأُمُورِ التِي تَعْرِفُونَهَا([2]): الزَّانِي الْمُحْصَنُ وَالتَّارِكُ لِدِينِهِ الْمُفَارِقُ لِلْجَمَاعَةِ وَ[النَّفْسُ بِالنَّفْسِ].([3]) هَؤُلَاءِ خُصُومُهُمْ لَا يَصِلُونَ إِلَى دَرَجَةِ الرَدَّةِ إِلَّا مَا شَاءَ اللهُ، ثُمَّ إِنَّهُمْ يُحَاوِلُونَ الْوُصُولَ إِلَى الْكَرَاسِي فَإِذَا وَصَلُوا إِلَى الْكَرَاسِي بِمَ يَحْكُمُونَ؟ يُرِيدُونَ إِجْرَاءَ انْتِخَابَاتٍ وَيُسَمُّونَ الْانْتِخَابَ الْحُرَّ وَالْانْتِخَابَ النَّزِيهَ وَلَا يُوجَدُ فِي الدُّنْيَا انْتِخَابٌ حُرٌ أَوْ نَزِيهٌ، غِشٌّ وَشِرَاءُ الأَصْوَاتِ وَتَلْبِيسٌ عَلَى النَّاسِ، هَذَا مَعْرُوفٌ لِكُلِّ مَنْ يَعْرِفُ حَيَاةَ الانْتِخَابِ، لَا يُوجَدُ انْتِخَابٌ حُرٌّ وَنَزِيهٌ أَبَدًا، ثُمَّ تَعْيِينُ رَئِيسِ الدَّوْلَةِ بِالاِنْتِخَابِ لَيْسَ طَرِيقَةً إِسْلَامِيَّةً، الْاِنْتِخَابُ وَسِيلَةٌ مِنْ وَسَائِلِ تَعْيِينِ أَرْبَابٍ يَحْكُمُونَ بِالْقَوَانِينِ أَيْ: تَعْيِينُ رَئِيسِ الْبَرْلَمَانِ وَأعْضَاءِ البَرْلَمَانِ أَوْ رَئِيسِ مَجْلِسِ الشَّعْبِ وَأَعْضَاءِ مَجْلِسِ الشَّعْبِ، هَؤُلَاءِ بِمَ يَحْكُمُونَ؟ بَالشَّرِيعَةِ؟ لَا، بْالقَانُونِ، قَوَانِينٌ وَضْعِيّةٌ، كُلُّ عُضْوٍ مِنْ أَعْضَاءِ مَجْلِسِ الشَّعْبِ يُمَثِّلُ إِمَّا حِزْبًا أَوْ مَنْطِقَةً مِنَ الْمَنَاطِقِ وَالْحِزْبُ يُمْلِي عَلَيْهِ وَيُلْزِمُهُ أَنْ يُقَدِّمَ مَشْرُوعًا نَافِعًا لِحِزْبِهِ فَيُصَوَّتُ عَلَيْهِ وَالْعُضْوُ الثَّانِي كَذَلِكَ وَالْعُضْوُ الثَّالِثُ كَذَلِكَ، تَقَعُ الْمُنَافَسَةُ أَيُّ قَانُونٍ يُصَوَّتُ عَلَيْهِ فَيُقْبَلُ؟ الْقَانُونُ الذِي قَدَّمُهُ عُضْوُ الْحِزْبِ الْفُلَانِيّ أَوْ الْقَانُونُ الآخَرُ، الْمَشْرُوعُ الآخَرُ وَهَكَذَا أَيْ إِنَّ الْاِنْتِخَابَاتِ عِبَارَةٌ عَنْ وَسِيلَةٍ لِإِيجَادِ رِجَالٍ يَحْكُمُونَ بِالْقَوانِينِ أَيْ لِإِيجَادِ أَرْبَابٍ مِنْ دُونِ اللهِ يَحْكُمُونَ بِغَيْرِ مَا أَنْزَلَ اللهُ، هَذِهِ وَسِيلَةٌ مِنَ الْوَسَائِلِ. إِذَا كَانَ الْحُكْمُ بِغَيْرِ [مَا أَنْزَلَ] اللهُ كُفْرٌ وَمَا يُؤَدِّي إِلَى الْكُفْرِ فَهُوَ كُفْرٌ فَالإِيمَانُ بِالاِنْتِخَابِ كُفْرٌ، اعْرِفْ: لِلْوَسَائِلِ حُكْمُ الْمَقَاصِدِ، مَا هِيَ الْمَقَاصِدُ الْمَنْهِيُّ عَنْهَا؟ الْحُكْمُ بِغَيْرِ مَا أَنْزَلَ اللهُ، اسْتِخْدَامُ أَيِّ وَسِيلَةٍ مِنَ الْوَسَائِلِ لِلْوُصُولِ إِلَى الْحُكْمِ بِغَيْرِ مَا أَنْزَلَ اللهُ حُكْمُهُ حُكْمُ الْمَقَاصِدِ تَمَامًا، لِذَلِكَ لَمَّا سُئِلَ الشَّيْخُ الأَلْبَانِي حَفْظَهُ اللهُ([4]) سَأَلَهُ أَفْرَادٌ مِنْ أَعْضَاءِ جَبْهَةِ الإِنْقَاذِ عَنْ الْاِنْتِخَابَاتِ التِي يُحَاوِلُونَ مِنْ خِلَالِهَا -عَلَى حَسَبِ تَعْبِيرِهِمْ- إِلَى إِقَامَةِ دَوْلَةٍ إِسْلَامِيَّةٍ وَإِلَى إِعَادَةِ الْخِلَافَةِ الرَّاشِدَةِ أَجَابَ الشَّيْخُ بَأَنَّ هَذْهِ طَرِيقَةٌ غَيْرُ إِسْلَامِيَّةٍ وَنَصَحَهُمْ وَبَيَّنَ لَهُمْ بَأَنَّ الْحُكُومَةَ الإِسْلَامِيَّةَ إِنَّمَا تَقُومُ عَلَى الْعِلْمِ النَّافِعِ وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ وَشَرَحَ شَرْحًا وَاسِعًا، كَتَبَ رِسَالَةً تَتَكَوَّن مِنْ سْتِّةِ صَفَحَاتٍ كُلُّهَا نَصِيحَةٌ وَاسْتِبْعَادُ أَنَّهُمْ يَسْتَطِيعُونَ إِقَامَةَ دَوْلَةٍ إِسْلَامِيَّةٍ لِأَنَّهُمْ غَيْرُ مُؤَهَّلِينَ، هَذَا خُلَاصَةُ مَا جَاءَ فِي رِسَالَةِ الشَّيْخِ الْأَلْبَانِي وَنَحْنُ نُؤَيِّدُ ذَلِكَ بَلْ كُلُّ طَالِبِ عِلْمٍ فَاهِمٍ يُؤَيِّدُ هَذَا.
إِذًا الْانْتِخَابَاتُ وَالْاغْتِيَالَاتُ وَالمُظَاهَرَاتُ أَخْلَاقٌ أَجْنَبِيَّةٌ وَرْثَهَا هَؤُلَاءِ مِنَ الْأُورُبِيِّينَ وَالْعَجِيبُ فِي الْأَمْرِ يَحْكُمُونَ عَلَى حُكُّامِ بِلَادِهِمْ بِأَنَّهُمْ طَوَاغِيتٌ [وَهُمْ يَسَيِّرُونَ]([5]) بِالْقَوَانِينِ الْأَجْنَبِيَّةِ الْكَافِرَةِ، هَذِهِ مِنَ التَّنَاقُضَاتِ، تَنَاقُضَاتٌ عَجِيبَةٌ. الإِسْلَامُ هُوَ الْاسْتِسْلَامُ وَلَا يُمْكِنُ أَنْ تَقُومَ دَوْلَةٌ إِلَّا عَلَى الْعَقِيدَةِ، لِذَلِكَ نَقُولُ هُنَا: الذِينَ يُحَاوِلُونَ أَنْ يُحَافِظُوا عَلَى دَوْلَتِهِمْ الإِسْلَامِيَّةِ وَالذِينَ يُحَاوِلُونَ الْمُحَافَظَةَ عَلَى الْأَمْنِ عَلَيْهِمْ أَنْ يُحَافِظُوا عَلَى الْعَقِيدَةِ.
أُذَكِّرُكُمْ بَهَذِهِ الْمُنَاسَبَةِ بِمَا قَالَهُ ابْنُ خَلْدُون فِي مُقَدِّمَتِهِ فَيَقُولُ([6]): «إِنَّ الْعَرَبَ لَا تَقُومُ لَهُمْ دَوْلَةٌ إِلَّا عَلَى الدِّينِ» لِأَنّ أَوَّلَ دَوْلَةٍ عَرَبِيَّةٍ قَامَتْ عَلَى الدِّينِ فَإِذَا تَخَلَّى الْعَرَبُ عَنِ الدِّينِ لَا تَقُومُ لَهُمْ دَوْلَةٌ أَبَدًا وَهَذَا هُوَ الْوَاقِعُ لِذَلِكَ الْوَاجِبُ الْمُحَافَظَةُ عَلَى الْعَقْيدَةِ وَالْمُحَافَظَةُ عَلَى الْعَقِيدَةِ تُعْتَبَرُ مُحَافَظَةً عَلَى الأَمْنِ وَمُحَافَظَةً عَلَى الدَّوْلَةِ. لَا دَوْلَةَ إِلَّا بِالْعَقِيدَةِ وَلَا أَمْنَ إِلَّا بِالْعَقِيدَةِ إِذًا فَلْنُحَافِظْ عَلَى الْعَقِيدَةِ وَبِاللهِ التَّوْفِيقُ.
مِمَّا يُؤْسَفُ لَهُ أَنَّ الذِينَ يَنْتَسِبُونَ إِلَى الدَّعْوَةِ إِلَى اللهِ وَيَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ يَسْعَوْنَ إِلَى إِقَامَةِ دَوْلَةٍ إِسْلَامِيَّةٍ وَبَعْضُهُمْ يُبَالِغُ فَيَقُولُ نُرِيدُ إِعَادَةِ الْخِلَافَةِ الرَّاشِدَةِ وَيَتَّخِذُونَ إِلَى ذَلِكَ وَسَائِلَ، مِنَ الْوَسَائِلِ: الْمُظَاهَرَاتُ الصَّاخِبَةُ التِي قَدْ يَشْتَرِكُ فِيهَا الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ وَالاِغْتِيَالَاتُ، لَيْسَ فِي الْإِسْلَامِ الْمُظَاهَرَاتِ فَضْلًا عَنْ الْاِغْتِيَالَاتِ، اعْتِبَارُ الْمُظَاهَرَاتِ وَسِيلَةً مِنْ وَسَائِلِ الدَّعْوَةِ وَوَسِيلَةً مِنْ وَسَائِلِ إِقَامَةِ الدَّوْلَةِ الْإِسْلَامِيَّةِ هَذَا تَقْلِيدٌ لِلْأُورِوبِيِّينَ لَيْسَتْ عَادَةً إِسْلَامِيَّةً وَلَا أَدَبًا مِنْ آدَابِ الإِسْلَامِ، أَمَّا الاِغْتِيَالَاتُ فَشَرٌّ مُسْتَطِيرٌ، اسْتِبَاحَةُ اغْتِيَالِ خَصْمِكَ لِلْوُصُولِ إِلَى الْكُرْسِيِّ، تَغْتَالُهُ لِيَطِيحَ مِنَ الْكُرْسِيِّ وَأَنْتَ تَعْتَلِيهِ، هَلْ الْإِسْلَامُ يَأْمُرُ بِهَذَا؟ لِمَاذَا نُفْسِدُ سُمْعَةَ الْإِسْلَامِ بِهَذَا الْعَمَلِ الْهَمَجِيِّ؟ لَيْسَ هَذَا مِنَ الْإِسْلَامِ فِي شَيْءٍ وَالْإِسْلَامُ لَا يُبِيحُ دَمَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ إِلَّا بِالْأُمُورِ التِي تَعْرِفُونَهَا([2]): الزَّانِي الْمُحْصَنُ وَالتَّارِكُ لِدِينِهِ الْمُفَارِقُ لِلْجَمَاعَةِ وَ[النَّفْسُ بِالنَّفْسِ].([3]) هَؤُلَاءِ خُصُومُهُمْ لَا يَصِلُونَ إِلَى دَرَجَةِ الرَدَّةِ إِلَّا مَا شَاءَ اللهُ، ثُمَّ إِنَّهُمْ يُحَاوِلُونَ الْوُصُولَ إِلَى الْكَرَاسِي فَإِذَا وَصَلُوا إِلَى الْكَرَاسِي بِمَ يَحْكُمُونَ؟ يُرِيدُونَ إِجْرَاءَ انْتِخَابَاتٍ وَيُسَمُّونَ الْانْتِخَابَ الْحُرَّ وَالْانْتِخَابَ النَّزِيهَ وَلَا يُوجَدُ فِي الدُّنْيَا انْتِخَابٌ حُرٌ أَوْ نَزِيهٌ، غِشٌّ وَشِرَاءُ الأَصْوَاتِ وَتَلْبِيسٌ عَلَى النَّاسِ، هَذَا مَعْرُوفٌ لِكُلِّ مَنْ يَعْرِفُ حَيَاةَ الانْتِخَابِ، لَا يُوجَدُ انْتِخَابٌ حُرٌّ وَنَزِيهٌ أَبَدًا، ثُمَّ تَعْيِينُ رَئِيسِ الدَّوْلَةِ بِالاِنْتِخَابِ لَيْسَ طَرِيقَةً إِسْلَامِيَّةً، الْاِنْتِخَابُ وَسِيلَةٌ مِنْ وَسَائِلِ تَعْيِينِ أَرْبَابٍ يَحْكُمُونَ بِالْقَوَانِينِ أَيْ: تَعْيِينُ رَئِيسِ الْبَرْلَمَانِ وَأعْضَاءِ البَرْلَمَانِ أَوْ رَئِيسِ مَجْلِسِ الشَّعْبِ وَأَعْضَاءِ مَجْلِسِ الشَّعْبِ، هَؤُلَاءِ بِمَ يَحْكُمُونَ؟ بَالشَّرِيعَةِ؟ لَا، بْالقَانُونِ، قَوَانِينٌ وَضْعِيّةٌ، كُلُّ عُضْوٍ مِنْ أَعْضَاءِ مَجْلِسِ الشَّعْبِ يُمَثِّلُ إِمَّا حِزْبًا أَوْ مَنْطِقَةً مِنَ الْمَنَاطِقِ وَالْحِزْبُ يُمْلِي عَلَيْهِ وَيُلْزِمُهُ أَنْ يُقَدِّمَ مَشْرُوعًا نَافِعًا لِحِزْبِهِ فَيُصَوَّتُ عَلَيْهِ وَالْعُضْوُ الثَّانِي كَذَلِكَ وَالْعُضْوُ الثَّالِثُ كَذَلِكَ، تَقَعُ الْمُنَافَسَةُ أَيُّ قَانُونٍ يُصَوَّتُ عَلَيْهِ فَيُقْبَلُ؟ الْقَانُونُ الذِي قَدَّمُهُ عُضْوُ الْحِزْبِ الْفُلَانِيّ أَوْ الْقَانُونُ الآخَرُ، الْمَشْرُوعُ الآخَرُ وَهَكَذَا أَيْ إِنَّ الْاِنْتِخَابَاتِ عِبَارَةٌ عَنْ وَسِيلَةٍ لِإِيجَادِ رِجَالٍ يَحْكُمُونَ بِالْقَوانِينِ أَيْ لِإِيجَادِ أَرْبَابٍ مِنْ دُونِ اللهِ يَحْكُمُونَ بِغَيْرِ مَا أَنْزَلَ اللهُ، هَذِهِ وَسِيلَةٌ مِنَ الْوَسَائِلِ. إِذَا كَانَ الْحُكْمُ بِغَيْرِ [مَا أَنْزَلَ] اللهُ كُفْرٌ وَمَا يُؤَدِّي إِلَى الْكُفْرِ فَهُوَ كُفْرٌ فَالإِيمَانُ بِالاِنْتِخَابِ كُفْرٌ، اعْرِفْ: لِلْوَسَائِلِ حُكْمُ الْمَقَاصِدِ، مَا هِيَ الْمَقَاصِدُ الْمَنْهِيُّ عَنْهَا؟ الْحُكْمُ بِغَيْرِ مَا أَنْزَلَ اللهُ، اسْتِخْدَامُ أَيِّ وَسِيلَةٍ مِنَ الْوَسَائِلِ لِلْوُصُولِ إِلَى الْحُكْمِ بِغَيْرِ مَا أَنْزَلَ اللهُ حُكْمُهُ حُكْمُ الْمَقَاصِدِ تَمَامًا، لِذَلِكَ لَمَّا سُئِلَ الشَّيْخُ الأَلْبَانِي حَفْظَهُ اللهُ([4]) سَأَلَهُ أَفْرَادٌ مِنْ أَعْضَاءِ جَبْهَةِ الإِنْقَاذِ عَنْ الْاِنْتِخَابَاتِ التِي يُحَاوِلُونَ مِنْ خِلَالِهَا -عَلَى حَسَبِ تَعْبِيرِهِمْ- إِلَى إِقَامَةِ دَوْلَةٍ إِسْلَامِيَّةٍ وَإِلَى إِعَادَةِ الْخِلَافَةِ الرَّاشِدَةِ أَجَابَ الشَّيْخُ بَأَنَّ هَذْهِ طَرِيقَةٌ غَيْرُ إِسْلَامِيَّةٍ وَنَصَحَهُمْ وَبَيَّنَ لَهُمْ بَأَنَّ الْحُكُومَةَ الإِسْلَامِيَّةَ إِنَّمَا تَقُومُ عَلَى الْعِلْمِ النَّافِعِ وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ وَشَرَحَ شَرْحًا وَاسِعًا، كَتَبَ رِسَالَةً تَتَكَوَّن مِنْ سْتِّةِ صَفَحَاتٍ كُلُّهَا نَصِيحَةٌ وَاسْتِبْعَادُ أَنَّهُمْ يَسْتَطِيعُونَ إِقَامَةَ دَوْلَةٍ إِسْلَامِيَّةٍ لِأَنَّهُمْ غَيْرُ مُؤَهَّلِينَ، هَذَا خُلَاصَةُ مَا جَاءَ فِي رِسَالَةِ الشَّيْخِ الْأَلْبَانِي وَنَحْنُ نُؤَيِّدُ ذَلِكَ بَلْ كُلُّ طَالِبِ عِلْمٍ فَاهِمٍ يُؤَيِّدُ هَذَا.
إِذًا الْانْتِخَابَاتُ وَالْاغْتِيَالَاتُ وَالمُظَاهَرَاتُ أَخْلَاقٌ أَجْنَبِيَّةٌ وَرْثَهَا هَؤُلَاءِ مِنَ الْأُورُبِيِّينَ وَالْعَجِيبُ فِي الْأَمْرِ يَحْكُمُونَ عَلَى حُكُّامِ بِلَادِهِمْ بِأَنَّهُمْ طَوَاغِيتٌ [وَهُمْ يَسَيِّرُونَ]([5]) بِالْقَوَانِينِ الْأَجْنَبِيَّةِ الْكَافِرَةِ، هَذِهِ مِنَ التَّنَاقُضَاتِ، تَنَاقُضَاتٌ عَجِيبَةٌ. الإِسْلَامُ هُوَ الْاسْتِسْلَامُ وَلَا يُمْكِنُ أَنْ تَقُومَ دَوْلَةٌ إِلَّا عَلَى الْعَقِيدَةِ، لِذَلِكَ نَقُولُ هُنَا: الذِينَ يُحَاوِلُونَ أَنْ يُحَافِظُوا عَلَى دَوْلَتِهِمْ الإِسْلَامِيَّةِ وَالذِينَ يُحَاوِلُونَ الْمُحَافَظَةَ عَلَى الْأَمْنِ عَلَيْهِمْ أَنْ يُحَافِظُوا عَلَى الْعَقِيدَةِ.
أُذَكِّرُكُمْ بَهَذِهِ الْمُنَاسَبَةِ بِمَا قَالَهُ ابْنُ خَلْدُون فِي مُقَدِّمَتِهِ فَيَقُولُ([6]): «إِنَّ الْعَرَبَ لَا تَقُومُ لَهُمْ دَوْلَةٌ إِلَّا عَلَى الدِّينِ» لِأَنّ أَوَّلَ دَوْلَةٍ عَرَبِيَّةٍ قَامَتْ عَلَى الدِّينِ فَإِذَا تَخَلَّى الْعَرَبُ عَنِ الدِّينِ لَا تَقُومُ لَهُمْ دَوْلَةٌ أَبَدًا وَهَذَا هُوَ الْوَاقِعُ لِذَلِكَ الْوَاجِبُ الْمُحَافَظَةُ عَلَى الْعَقْيدَةِ وَالْمُحَافَظَةُ عَلَى الْعَقِيدَةِ تُعْتَبَرُ مُحَافَظَةً عَلَى الأَمْنِ وَمُحَافَظَةً عَلَى الدَّوْلَةِ. لَا دَوْلَةَ إِلَّا بِالْعَقِيدَةِ وَلَا أَمْنَ إِلَّا بِالْعَقِيدَةِ إِذًا فَلْنُحَافِظْ عَلَى الْعَقِيدَةِ وَبِاللهِ التَّوْفِيقُ.
=====
س: جَاءَ فِي كَلَامِكُمْ أَثْنَاءَ الْمُحَاضَرَةِ أَنَّ لَكُمْ تَجَارُبًا مَعَ جَمَاعَةِ الْإِخْوَانِ الْمُسْلِمِينَ فَنُرُيدُ مِنْكُمْ تَسْلِيطَ الضَّوْءِ عَلَيْهَا لَعَلَّنَا نَسْتَفِيدُ مِنْ هَذِهِ التَّجَارُبِ.
.
أَمَّا الْقِسْمُ الأَوَّلُ: فِي أَوَّلِ شَبَابِي حَاوَلَ دُعاةُ الجَمَاعَةِ - الذِينَ عَلَى حَسَبِ تَعْبِيرِهِم يَسْعَوْنَ فِي كَسْبِ النَّاسِ - حَاوَلُوا أَنْ يَكْسِبَونِي بِشَتَّى الْوَسَائِلِ وَفِي أَثْنَاءِ الْمُحَاوَلَةِ ذَاتَ مَرَّةٍ أَخَذُونِي إِلَى زَعِيمٍ كَبِيرٍ لَهُمْ فِي مَدِينَةٍ مِنْ الْمُدُنِ، سَافَرْنَا يَوْمًا كَامِلًا وَأَنَا شِبْهُ [..] لَكِنْ لَمَّا دَخَلْنَا عَلَى الرَّجُلِ الْكَبِيرِ الذِي يُدِيرُهُمْ فَإِذَا الرَّجُلُ يَمْلِكُ مَجْلِسًا كَبِيرًا وَقَدْ وُزِّعَ فِي الْمَجْلِسِ طَفَّايَاتُ السَّجَائِرِ عَلَى الطَّرَبِيزَةِ، قُلْتُ فِي نَفْسِي هَذِهِ الْأُولَى، هَذِهِ وَاحِدَةٌ مِنَ النِّقَاطِ.
فَلَمَّا جَلَسْنَا جَلْسَةً لَمْ يَشْتَرِكْ فِيهَا إِلَّا أَنَا وَمَنْ حَمَلَنِي إِلَيْهِ وَالشَّيْخُ، دَخَلَ عَلَيْنَا شَابٌ حَلِيقٌ كَأَنَّهُ خَرَجَ الآنَ مِنْ صَالُونِ الْحِلَاقَةِ، تَحَفَّظْتُ فِي الْكَلَامِ، حَسِبْتُهُ أَجْنَبِيًّا عَنَّا قَالُوا: لَا هَذَا مِنْ خَوَاصِّ الْإِخْوَانِ - خَرِبَتْ خَيْبَرُ - قُلْتُ هَذِهِ الثَّانِيَةُ، إِذَا كَانَ هَذَا مِنْ خَوَاصِّ الْإِخْوَانِ إِلَى مَا الدَّعْوَةُ؟ إِذَا كُنَّا نَسْتَبِيحُ السَّجَائِرَ وَنُهَيّئُ الطَّفَايَاتِ لِلْمُدَخِّنِينَ وَالْحَلِيقُ الذِي يَسْتَحِقُّ الدَّعْوَةَ وَالإِرْشَادَ وَالتَّوْجِيهَ مِنْ خَاصَّةِ الْخَاصَّةِ إِلَى مَا الدَّعْوَةُ؟
انْفَضَّ الْمَجْلِسُ وَرَجَعْنَا أَنَا وَصَاحِبِي وَتَحَدَّثْتُ مَعَهُ فِي الطَّرِيقِ قُلْتُ: إِلَى أَيِّ شَيْءٍ تُرِيدُونَ الدَّعْوَةَ؟ قَالَ: يَا فُلَان أَنْتَ مَا فَهِمْتَ مَنْهَجَ الْإِخْوَانِ ! فِي مَنْهَجِ الْإِخْوَانِ لَا يُتَكَلّمُ الآنَ لَا فِي الْفُجُورِ وَلَا فِي الْفُسُوقِ وَلَا فِي الْخُمُورِ وَلَا فِي السُّطُورِ وَلَا فِي أَيِّ مَعْنًى وَلَكِنْ نَسْعَى لِإِقَامَةِ خِلَافَةٍ عَامَّةٍ نُرِيدُ أَنْ نُقِيمَ دَوْلَةً إِسْلَامِيَّةً فَوْقَ كُلِّ أَرْضٍ وَتَحْتَ كُلِّ سَمَاءٍ، الْأَرْضُ كُلُّهَا لَهُمْ.
بَعْدَ أَنْ نُقِيمَ الدَّوْلَةَ الْعَامَّةَ - الْخِلَافَةَ الْعَامَّةَ - كَانُوا يَبْكُونَ عَلَى الْخِلَافَةِ الْعُثْمَانِيّةِ وَلَا يَدْرُونَ مَا فِيهَا مِنَ المَطَبَّاتِ وَاللهُ المُسْتَعَانُ.
بَعْدَ أَنْ نُقِيمَ الْخِلَافَةَ الْعَامَّةَ بَعْدَ ذَلِكَ نَبْدَأُ فِي الْإِسْلَامِ: الْخَمْرُ حَرَامٌ وَالْفُجُورُ حَرَامٌ وَحَلْقُ اللِّحَى حَرَامٌ بَعْدَ ذَلِكَ، أَمَّا الآنَ فَلَا، قُلْتُ: هَكَذَا، قَالَ: هَكَذَا، قُلْتُ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ، مِنَ الآنَ فَصَاعِدًا لَا تُحَاوِلْ، كُنْتَ تُحَاوِلُ أَمَّا الْآنَ فَلَا. مَنْهَجُ الْإِسْلَامِ لَيْسَ هَكَذَا، مَنْهَجُ الْإِسْلَامِ يَبْدَأُ بِالْإِصْلَاحِ فِي كُلِّ شَيْءٍ أَوَّلُ مَا يَبْدَأُ مَنْهَجُ الْإِسْلَامِ بِالْإِصْلَاحِ إِصْلَاحُ الْعَقِيدَةِ إِذَا مَا تَغَالَطْنَا وَتَجَاهَلْنَا الْوَاقِعَ عَقَائِدُ كَثِيرٍ مِنْ شُعُوبِ الْمُسْلِمِينَ الْيَوْمَ فَاسِدَةٌ انْتَشَرَتْ الْوَثَنِيَّةُ وَالشِّرْكُ بِاللهِ بِجَمِيعِ أَنْوَاعِهِ إِذَا كُنَّا نَتْرُكُ كُلَّ هَذَا لَا نُنْكِرُ الشِّرْكَ وَلَا الابْتِدَاعَ نَسْعَى لِإِقَامَةِ دَوْلَةٍ وَنَجْعَلَ الْإِسْلَامَ شِعَارًا، شِعَارًا أَجْوَفًا لَا يُعْمَلُ بِهِ نَخْدَعُ بِهِ النَّاسَ ليَنْخَدِعَ النَّاسُ إِذَا رَفَعْنَا لَوْحَةً فِيهَا الْإِسْلَامُ الْعَظِيمُ لَا أَمَلَ عَلَيْكَ وَقَدْ صَرَّحَ زُعَمَاؤُهُمْ أَنَّهُمْ إِنَّمَا يَسْعَوْنَ لِلْوُصُولِ إِلَى قُبَّةِ الْبَرْلَمَانِ بِمَعْنَى: إِنَّ الْإِسْلَامَ مَطِيَّةٌ يَرْكَبُونَ ظَهْرَهَا حَتَّى يَصِلُوا إِلَى قُبَّةِ الْبَرْلَمَانِ ثُمَّ يُطْلِقُونَهَا وَيَطْرُدُونَهَا، هَذَا الْإِسْلَامٌ عِنْدَهُمْ هَذِهِ سُخْرِيَّةٌ بِالْإِسْلَامِ، يَتَّخِذُونَ الْإِسْلَامَ وَسِيلَةً وَمَطِيَّةً وَسُلَّمًا إِلَى البَرْلَمَانِ. هَذَا طَرَفٌ مَنَ التَّجَارُبِ وَأَنْتُمْ تَشْتَرِكُونَ فِي الْقِسْمِ الْأَخِيرِ.
أَمَّا التَّجَارُبُ التِي تَشْتَرِكُونَ مَعِيَ فِيهَا:
عِنْدَمَا ظَهَرَتِ الرَّافِضَةُ وَقَامَتْ لَهَا دَوْلَةٌ مَاذَا فَعَلَ قَادَةُ الْإِخْوَانِ؟ سَافَرُوا مِنْ كُلِّ بَلَدٍ - إِذَا اسْتَثْنَيْنَا هَذَا الْبَلَدَ - فَذَهَبُوا يُهَنِّئُونَ فَيُبَارِكُونَ فَيُقَبِّلُونَ جَبْهَةَ الرَّفْضِ وَرَأْسَ الرَّفْضِ فَيَأْخُذُونَ تَوْصِيَةً: كُونُوا خُمَيْنِيِّينَ، كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ يَكُونُ خُمُيْنِيًّا فِي بَلَدِهِ أَيْ: إِنَّ الْإِخْوَانَ كَانُوا مَعَ الْخُمَيْنِيِّينَ عِنْدَمَا كَانُوا يُحَاوِلُونَ تَخْرِيبَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَالاِعْتِدَاَء عَلَى سُكَّانِ الْحَرَمَيْنِ وَالْإِسَاءَةَ إِلَى حُجَّاجِ بَيْتِ اللهِ الْحَرَامِ كَانَ الْإِخْوَانُ أَصْدِقَاءَهُمْ وَحُلَفَاءَهُمْ وَأُثْبِتَ ذَلِكَ فِي الصُّوَرِ الْتِي أُخِذَتْ لَهُمْ مَعَ الرَّجُلِ وَعِنْدَمَا صَلُّوا عَلَى قَتْلَاهُمْ وَسَمَّوْهُمْ شُهَدَاءً، قَتْلَى الرَّوَافِضِ سَمَّوْهُمْ شُهَدَاءَ وَصَلُّوا عَلَيْهِمْ وَعَاشُوا مَعَ الرَّجُلِ فَتْرَةً مِنَ الزَّمَنِ.
وَتَقَلَّبَتِ السِّيَاسَةُ كَعَادَتِهَا وَظَهَرَ صَاحِبُ بَغْدَاد وَكَفَرُوا بِصَاحِبِ طَهْرَانَ وَانْتَقَلُوا إِلَى بَغْدَاد وَعَكَفُوا عَلَى عَتَبَةِ صَدَّامٍ وَلَقَّبُوهُ بِصَلَاحِ الدِّينِ الْأَيُّوبِيّ الْمُجَاهِدِ الْكَبِيرِ الْمُصْلِحِ الْكَبِيرِ وَسَمَّوا تَدْمِيرَهُ لِلْكُوَيْتِ وَعَزْمَهُ عَلَى تَدْمِيرِ دُوَلِ الْخَلِيجِ وَالسُّعُودِيَّةِ سَمَّوا ذَلِكَ إِصْلَاحًا وَفَتْحًا لِلْقُدْسِ، تَحَوَّلَتِ الْقُدْسُ إِلَى الْكُوَيْتِ. هَكَذَا فَعَلَ الإِخْوَانُ وَلَا يَزَالُونُ يَفْعَلُونَ ذَلِكَ وَإِلَى وَقْتٍ قَرِيبٍ يَتَرَدَّدُ كَثِيرٌ مِنْ قَادَتِهِمْ إِلَى صَدَّامٍ مِنْ وَقْتٍ لِآخَرَ حَتَّى سَخِرَتْ الصُّحُفِ فِي الآوِنَةِ الأَخِيَرةِ: وَهَلْ عِنْدَمَا يَذْهَبُ التُّرَابِي إِلَى صَدَّامٍ هَلْ لِيُفْتِي أَوْ لِيَأْخُذَ مِنْهُ الْفَتْوَى أَيُّهُمَا الْمُفْتِي؟ لِأَنَّ التُّرَابِي يَسْعَى لِمَا يَسْعَى لَهُ صَدَّام كَمَا ظَهَرَتِ النَّتَائِجُ أَخِيرًا، وَهَلْ تَجْهَلُونَ فِقْهَ الْوَاقِعِ؟ وَهَلْ فِقْهُ الْوَاقِعِ إِلَّا هَذَا؟ إِنْ كُنْتُمْ تَجْهَلُونَ هَذَا وَأَنْتُمْ مِنْ أَجْهَلِ النَّاسِ بِفِقْهِ الْوَاقِعِ، هَذَا فِقْهُ الْوَاقِعِ وَاقِعُ الْقَوْمِ هُوَ هَذَا مِنْ يَوْمِ أَنْ ظَهَرُوا إِلَى وَقْتِنَا هَذَا وَهُمْ يَتَعَاوَنُونَ مَعَ الْمُجْرِمِينَ وَمَعَ المُخَرِّبِينَ وَقَدْ يُزَيِّنُونَ لِشَبَابِنَا الطَّيِّبِ - شَبَابُنَا تَغْلِبُ عَلَيْهِمْ الطِّيبَةُ - إِذَا ظَهَرَتْ حَرَكَاتُ الْإِخْوَانِ فِي الْجَزَائِرِ، فِي تُونُسْ فِي أَيِّ مَكَانٍ سَمَّوا تِلْكَ الْحَرَكَةِ حَرَكَةً إِسْلَامِيَّةً وَهِيَ مُدَمِّرَةٌ جَاهِلِيَّةٌ تَدْعُو إِلَى الْبَرْلَمَانِ وَالْبَرْلَمَانُ كُفْرٌ لَمْ يَدْعُ مَدَنِيٌّ يَوْمًا مَا إِلَى التَّحَاكُمِ بِالْإِسْلَامِ بَلْ يَدْعُ إِلَى الْبَرْلَمَانِ، لَا فَرْقَ بَيْنَ مَدَنِيٍّ - الذِي أُطْلِقَ عَلَيْهِ مِنْ عِنْدِ بَعْضِ النَّاسِ أَنَّهُ سَلَفِيٌّ وَدَاعِيَةٌ - لَا فَرْقَ بَيْنَهٌ وَبَيْنَ الذِينَ عَلَى الْكَرَاسِي هُنَاكَ، إِذَا كَانَ الذِينَ عَلَى الْكَرَاسِي يَحْكُمُونَ بِالْقَانُونِ الْفَرَنْسِي إِنْ تَشَجَّعَ مَدَنِيٌّ وَوَصَلَ إِلَى الْحُكْمِ وَأَرَادَ أَنْ يَتَجَرَّدَ سَوْفَ يَتْركُ الْقَانُونَ الْفَرَنْسِي وَيَضَعُ هُوَ وَزُمَلَاؤُهُ قَانُونًا جَزَائِرِيًّا فَيَحْكُمُونَ بِهِ فِي بَرْلَمَانِهِمْ. هُنَا أَتَسَاءَلُ مَعَ طُلَّابِ الْعِلْمِ: هَلْ هُنَاكَ فَرْقٌ بَيْنَ الْكُفْرِ الْمُسْتَوْرَدَ وَبَيْنَ الْكُفْرِ الْمَحَلِّيّ؟ لَا فَرْقَ بَيْنَهُمَا، وَيَكُونُ قَانُونُهُمْ كُفْرًا مَحَلِّيًّا وَالْقَانُونُ الْفَرَنْسِي كُفْرًا مُسْتَوْرَدًا، فِي الْإِسْلَامِ لَا فَرْقَ بَيْنَ الْكُفْرِ الْمُسْتَوْرَدِ وَالْكُفْرِ الْمَحَلِّيّ بَلْ تَوَالِيفُ شُيُوخِ البَادِيَةِ لَوْ اتُّبِعَتْ فِي التَّحْلِيلِ وَالتَّحْرِيمِ تُصْبِحُ قَانُونًا وَطَاغُوتًا وَحُكْمًا بِغَيْرِ مَا أَ=للهِ.
هَذِهِ بَعْضُ التَّجَارُبِ وَالْقَوْمُ لَمْ يُغَيِّرُوا مَنْهَجَهُمْ وَلَا يَزَالُونَ يَتَعَاوَنُونُ مَعَ أَعْدَاءِ الدَّعْوَةِ الْإِسْلَامِيَّةِ وَلَكِنْ التَّعَلُّقُ بِاسْمِ الإِسْلَامِ هَذِهِ سِيَاسَةٌ، إِسْلَامٌ سِيَاسِيٌّ.
وَمِنْ سِيَاسَتِهِمْ: تَجْهِيلُ الْجَمَاهِيرِ، الْجَمَاهِيرُ عِنْدَهُمْ يَجِبُ أَنْ يَبْقَوْا جَاهِلِينَ لَا يَتَعَلَّمُونَ. تَجْهِيلُهُمْ وَتَجْمِيعُهُمْ عَلَى طَرِيقَةِ الرَّوَافِضِ وَهَلْ تَعْلَمُونِ أَنَّ عَوَامَ الرَّوَافِضِ مِنْ أَجْهَلِ النَّاسِ، أَجْهَلُ مِنْ جُهَّالِنَا لِأَنَّهُمْ يَعْتَقِدُونَ وُجُوبَ طَاعَةِ عُلَمَائِهِمْ، عَوَامُنَا لَا يَعْتَقِدُونَ وُجُوبَ طَاعَةِ العُلَمَاءِ لَيْسَتْ عِنْدَنَا وُجُوبَ طَاعَةِ الْعُلَمَاءِ إِلَّا عِنْدَ الرَّوَافِضِ هَذِهِ الْعَقِيدَةُ انْتَقَلَتْ إِلَى الْإِخْوَانِ يَرَوْنَ أَنَّ الْجَمَاهِيرَ يَجْبُ أَنْ تُطِيعَهُمْ وَيَجِبُ أَنْ تَبْقَى فِي الْجَهْلِ حَتَّى تُطِيعَهُمْ طَاعَةً عَمْيَاءً.
هَذِهِ حَقِيقَةُ الْقَوْمِ بِاخْتِصَارٍ.======وثائق سرية مسرَّبة تكشف مخططات الشيعة الروافض أخزاهم الله
نقلت بعضاً منها من هنا وهناك عبر الشبكة بأخطائها الإملائية كما هي
وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ
س: جَاءَ فِي كَلَامِكُمْ أَثْنَاءَ الْمُحَاضَرَةِ أَنَّ لَكُمْ تَجَارُبًا مَعَ جَمَاعَةِ الْإِخْوَانِ الْمُسْلِمِينَ فَنُرُيدُ مِنْكُمْ تَسْلِيطَ الضَّوْءِ عَلَيْهَا لَعَلَّنَا نَسْتَفِيدُ مِنْ هَذِهِ التَّجَارُبِ.
.
أَمَّا الْقِسْمُ الأَوَّلُ: فِي أَوَّلِ شَبَابِي حَاوَلَ دُعاةُ الجَمَاعَةِ - الذِينَ عَلَى حَسَبِ تَعْبِيرِهِم يَسْعَوْنَ فِي كَسْبِ النَّاسِ - حَاوَلُوا أَنْ يَكْسِبَونِي بِشَتَّى الْوَسَائِلِ وَفِي أَثْنَاءِ الْمُحَاوَلَةِ ذَاتَ مَرَّةٍ أَخَذُونِي إِلَى زَعِيمٍ كَبِيرٍ لَهُمْ فِي مَدِينَةٍ مِنْ الْمُدُنِ، سَافَرْنَا يَوْمًا كَامِلًا وَأَنَا شِبْهُ [..] لَكِنْ لَمَّا دَخَلْنَا عَلَى الرَّجُلِ الْكَبِيرِ الذِي يُدِيرُهُمْ فَإِذَا الرَّجُلُ يَمْلِكُ مَجْلِسًا كَبِيرًا وَقَدْ وُزِّعَ فِي الْمَجْلِسِ طَفَّايَاتُ السَّجَائِرِ عَلَى الطَّرَبِيزَةِ، قُلْتُ فِي نَفْسِي هَذِهِ الْأُولَى، هَذِهِ وَاحِدَةٌ مِنَ النِّقَاطِ.
فَلَمَّا جَلَسْنَا جَلْسَةً لَمْ يَشْتَرِكْ فِيهَا إِلَّا أَنَا وَمَنْ حَمَلَنِي إِلَيْهِ وَالشَّيْخُ، دَخَلَ عَلَيْنَا شَابٌ حَلِيقٌ كَأَنَّهُ خَرَجَ الآنَ مِنْ صَالُونِ الْحِلَاقَةِ، تَحَفَّظْتُ فِي الْكَلَامِ، حَسِبْتُهُ أَجْنَبِيًّا عَنَّا قَالُوا: لَا هَذَا مِنْ خَوَاصِّ الْإِخْوَانِ - خَرِبَتْ خَيْبَرُ - قُلْتُ هَذِهِ الثَّانِيَةُ، إِذَا كَانَ هَذَا مِنْ خَوَاصِّ الْإِخْوَانِ إِلَى مَا الدَّعْوَةُ؟ إِذَا كُنَّا نَسْتَبِيحُ السَّجَائِرَ وَنُهَيّئُ الطَّفَايَاتِ لِلْمُدَخِّنِينَ وَالْحَلِيقُ الذِي يَسْتَحِقُّ الدَّعْوَةَ وَالإِرْشَادَ وَالتَّوْجِيهَ مِنْ خَاصَّةِ الْخَاصَّةِ إِلَى مَا الدَّعْوَةُ؟
انْفَضَّ الْمَجْلِسُ وَرَجَعْنَا أَنَا وَصَاحِبِي وَتَحَدَّثْتُ مَعَهُ فِي الطَّرِيقِ قُلْتُ: إِلَى أَيِّ شَيْءٍ تُرِيدُونَ الدَّعْوَةَ؟ قَالَ: يَا فُلَان أَنْتَ مَا فَهِمْتَ مَنْهَجَ الْإِخْوَانِ ! فِي مَنْهَجِ الْإِخْوَانِ لَا يُتَكَلّمُ الآنَ لَا فِي الْفُجُورِ وَلَا فِي الْفُسُوقِ وَلَا فِي الْخُمُورِ وَلَا فِي السُّطُورِ وَلَا فِي أَيِّ مَعْنًى وَلَكِنْ نَسْعَى لِإِقَامَةِ خِلَافَةٍ عَامَّةٍ نُرِيدُ أَنْ نُقِيمَ دَوْلَةً إِسْلَامِيَّةً فَوْقَ كُلِّ أَرْضٍ وَتَحْتَ كُلِّ سَمَاءٍ، الْأَرْضُ كُلُّهَا لَهُمْ.
بَعْدَ أَنْ نُقِيمَ الدَّوْلَةَ الْعَامَّةَ - الْخِلَافَةَ الْعَامَّةَ - كَانُوا يَبْكُونَ عَلَى الْخِلَافَةِ الْعُثْمَانِيّةِ وَلَا يَدْرُونَ مَا فِيهَا مِنَ المَطَبَّاتِ وَاللهُ المُسْتَعَانُ.
بَعْدَ أَنْ نُقِيمَ الْخِلَافَةَ الْعَامَّةَ بَعْدَ ذَلِكَ نَبْدَأُ فِي الْإِسْلَامِ: الْخَمْرُ حَرَامٌ وَالْفُجُورُ حَرَامٌ وَحَلْقُ اللِّحَى حَرَامٌ بَعْدَ ذَلِكَ، أَمَّا الآنَ فَلَا، قُلْتُ: هَكَذَا، قَالَ: هَكَذَا، قُلْتُ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ، مِنَ الآنَ فَصَاعِدًا لَا تُحَاوِلْ، كُنْتَ تُحَاوِلُ أَمَّا الْآنَ فَلَا. مَنْهَجُ الْإِسْلَامِ لَيْسَ هَكَذَا، مَنْهَجُ الْإِسْلَامِ يَبْدَأُ بِالْإِصْلَاحِ فِي كُلِّ شَيْءٍ أَوَّلُ مَا يَبْدَأُ مَنْهَجُ الْإِسْلَامِ بِالْإِصْلَاحِ إِصْلَاحُ الْعَقِيدَةِ إِذَا مَا تَغَالَطْنَا وَتَجَاهَلْنَا الْوَاقِعَ عَقَائِدُ كَثِيرٍ مِنْ شُعُوبِ الْمُسْلِمِينَ الْيَوْمَ فَاسِدَةٌ انْتَشَرَتْ الْوَثَنِيَّةُ وَالشِّرْكُ بِاللهِ بِجَمِيعِ أَنْوَاعِهِ إِذَا كُنَّا نَتْرُكُ كُلَّ هَذَا لَا نُنْكِرُ الشِّرْكَ وَلَا الابْتِدَاعَ نَسْعَى لِإِقَامَةِ دَوْلَةٍ وَنَجْعَلَ الْإِسْلَامَ شِعَارًا، شِعَارًا أَجْوَفًا لَا يُعْمَلُ بِهِ نَخْدَعُ بِهِ النَّاسَ ليَنْخَدِعَ النَّاسُ إِذَا رَفَعْنَا لَوْحَةً فِيهَا الْإِسْلَامُ الْعَظِيمُ لَا أَمَلَ عَلَيْكَ وَقَدْ صَرَّحَ زُعَمَاؤُهُمْ أَنَّهُمْ إِنَّمَا يَسْعَوْنَ لِلْوُصُولِ إِلَى قُبَّةِ الْبَرْلَمَانِ بِمَعْنَى: إِنَّ الْإِسْلَامَ مَطِيَّةٌ يَرْكَبُونَ ظَهْرَهَا حَتَّى يَصِلُوا إِلَى قُبَّةِ الْبَرْلَمَانِ ثُمَّ يُطْلِقُونَهَا وَيَطْرُدُونَهَا، هَذَا الْإِسْلَامٌ عِنْدَهُمْ هَذِهِ سُخْرِيَّةٌ بِالْإِسْلَامِ، يَتَّخِذُونَ الْإِسْلَامَ وَسِيلَةً وَمَطِيَّةً وَسُلَّمًا إِلَى البَرْلَمَانِ. هَذَا طَرَفٌ مَنَ التَّجَارُبِ وَأَنْتُمْ تَشْتَرِكُونَ فِي الْقِسْمِ الْأَخِيرِ.
أَمَّا التَّجَارُبُ التِي تَشْتَرِكُونَ مَعِيَ فِيهَا:
عِنْدَمَا ظَهَرَتِ الرَّافِضَةُ وَقَامَتْ لَهَا دَوْلَةٌ مَاذَا فَعَلَ قَادَةُ الْإِخْوَانِ؟ سَافَرُوا مِنْ كُلِّ بَلَدٍ - إِذَا اسْتَثْنَيْنَا هَذَا الْبَلَدَ - فَذَهَبُوا يُهَنِّئُونَ فَيُبَارِكُونَ فَيُقَبِّلُونَ جَبْهَةَ الرَّفْضِ وَرَأْسَ الرَّفْضِ فَيَأْخُذُونَ تَوْصِيَةً: كُونُوا خُمَيْنِيِّينَ، كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ يَكُونُ خُمُيْنِيًّا فِي بَلَدِهِ أَيْ: إِنَّ الْإِخْوَانَ كَانُوا مَعَ الْخُمَيْنِيِّينَ عِنْدَمَا كَانُوا يُحَاوِلُونَ تَخْرِيبَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَالاِعْتِدَاَء عَلَى سُكَّانِ الْحَرَمَيْنِ وَالْإِسَاءَةَ إِلَى حُجَّاجِ بَيْتِ اللهِ الْحَرَامِ كَانَ الْإِخْوَانُ أَصْدِقَاءَهُمْ وَحُلَفَاءَهُمْ وَأُثْبِتَ ذَلِكَ فِي الصُّوَرِ الْتِي أُخِذَتْ لَهُمْ مَعَ الرَّجُلِ وَعِنْدَمَا صَلُّوا عَلَى قَتْلَاهُمْ وَسَمَّوْهُمْ شُهَدَاءً، قَتْلَى الرَّوَافِضِ سَمَّوْهُمْ شُهَدَاءَ وَصَلُّوا عَلَيْهِمْ وَعَاشُوا مَعَ الرَّجُلِ فَتْرَةً مِنَ الزَّمَنِ.
وَتَقَلَّبَتِ السِّيَاسَةُ كَعَادَتِهَا وَظَهَرَ صَاحِبُ بَغْدَاد وَكَفَرُوا بِصَاحِبِ طَهْرَانَ وَانْتَقَلُوا إِلَى بَغْدَاد وَعَكَفُوا عَلَى عَتَبَةِ صَدَّامٍ وَلَقَّبُوهُ بِصَلَاحِ الدِّينِ الْأَيُّوبِيّ الْمُجَاهِدِ الْكَبِيرِ الْمُصْلِحِ الْكَبِيرِ وَسَمَّوا تَدْمِيرَهُ لِلْكُوَيْتِ وَعَزْمَهُ عَلَى تَدْمِيرِ دُوَلِ الْخَلِيجِ وَالسُّعُودِيَّةِ سَمَّوا ذَلِكَ إِصْلَاحًا وَفَتْحًا لِلْقُدْسِ، تَحَوَّلَتِ الْقُدْسُ إِلَى الْكُوَيْتِ. هَكَذَا فَعَلَ الإِخْوَانُ وَلَا يَزَالُونُ يَفْعَلُونَ ذَلِكَ وَإِلَى وَقْتٍ قَرِيبٍ يَتَرَدَّدُ كَثِيرٌ مِنْ قَادَتِهِمْ إِلَى صَدَّامٍ مِنْ وَقْتٍ لِآخَرَ حَتَّى سَخِرَتْ الصُّحُفِ فِي الآوِنَةِ الأَخِيَرةِ: وَهَلْ عِنْدَمَا يَذْهَبُ التُّرَابِي إِلَى صَدَّامٍ هَلْ لِيُفْتِي أَوْ لِيَأْخُذَ مِنْهُ الْفَتْوَى أَيُّهُمَا الْمُفْتِي؟ لِأَنَّ التُّرَابِي يَسْعَى لِمَا يَسْعَى لَهُ صَدَّام كَمَا ظَهَرَتِ النَّتَائِجُ أَخِيرًا، وَهَلْ تَجْهَلُونَ فِقْهَ الْوَاقِعِ؟ وَهَلْ فِقْهُ الْوَاقِعِ إِلَّا هَذَا؟ إِنْ كُنْتُمْ تَجْهَلُونَ هَذَا وَأَنْتُمْ مِنْ أَجْهَلِ النَّاسِ بِفِقْهِ الْوَاقِعِ، هَذَا فِقْهُ الْوَاقِعِ وَاقِعُ الْقَوْمِ هُوَ هَذَا مِنْ يَوْمِ أَنْ ظَهَرُوا إِلَى وَقْتِنَا هَذَا وَهُمْ يَتَعَاوَنُونَ مَعَ الْمُجْرِمِينَ وَمَعَ المُخَرِّبِينَ وَقَدْ يُزَيِّنُونَ لِشَبَابِنَا الطَّيِّبِ - شَبَابُنَا تَغْلِبُ عَلَيْهِمْ الطِّيبَةُ - إِذَا ظَهَرَتْ حَرَكَاتُ الْإِخْوَانِ فِي الْجَزَائِرِ، فِي تُونُسْ فِي أَيِّ مَكَانٍ سَمَّوا تِلْكَ الْحَرَكَةِ حَرَكَةً إِسْلَامِيَّةً وَهِيَ مُدَمِّرَةٌ جَاهِلِيَّةٌ تَدْعُو إِلَى الْبَرْلَمَانِ وَالْبَرْلَمَانُ كُفْرٌ لَمْ يَدْعُ مَدَنِيٌّ يَوْمًا مَا إِلَى التَّحَاكُمِ بِالْإِسْلَامِ بَلْ يَدْعُ إِلَى الْبَرْلَمَانِ، لَا فَرْقَ بَيْنَ مَدَنِيٍّ - الذِي أُطْلِقَ عَلَيْهِ مِنْ عِنْدِ بَعْضِ النَّاسِ أَنَّهُ سَلَفِيٌّ وَدَاعِيَةٌ - لَا فَرْقَ بَيْنَهٌ وَبَيْنَ الذِينَ عَلَى الْكَرَاسِي هُنَاكَ، إِذَا كَانَ الذِينَ عَلَى الْكَرَاسِي يَحْكُمُونَ بِالْقَانُونِ الْفَرَنْسِي إِنْ تَشَجَّعَ مَدَنِيٌّ وَوَصَلَ إِلَى الْحُكْمِ وَأَرَادَ أَنْ يَتَجَرَّدَ سَوْفَ يَتْركُ الْقَانُونَ الْفَرَنْسِي وَيَضَعُ هُوَ وَزُمَلَاؤُهُ قَانُونًا جَزَائِرِيًّا فَيَحْكُمُونَ بِهِ فِي بَرْلَمَانِهِمْ. هُنَا أَتَسَاءَلُ مَعَ طُلَّابِ الْعِلْمِ: هَلْ هُنَاكَ فَرْقٌ بَيْنَ الْكُفْرِ الْمُسْتَوْرَدَ وَبَيْنَ الْكُفْرِ الْمَحَلِّيّ؟ لَا فَرْقَ بَيْنَهُمَا، وَيَكُونُ قَانُونُهُمْ كُفْرًا مَحَلِّيًّا وَالْقَانُونُ الْفَرَنْسِي كُفْرًا مُسْتَوْرَدًا، فِي الْإِسْلَامِ لَا فَرْقَ بَيْنَ الْكُفْرِ الْمُسْتَوْرَدِ وَالْكُفْرِ الْمَحَلِّيّ بَلْ تَوَالِيفُ شُيُوخِ البَادِيَةِ لَوْ اتُّبِعَتْ فِي التَّحْلِيلِ وَالتَّحْرِيمِ تُصْبِحُ قَانُونًا وَطَاغُوتًا وَحُكْمًا بِغَيْرِ مَا أَ=للهِ.
هَذِهِ بَعْضُ التَّجَارُبِ وَالْقَوْمُ لَمْ يُغَيِّرُوا مَنْهَجَهُمْ وَلَا يَزَالُونَ يَتَعَاوَنُونُ مَعَ أَعْدَاءِ الدَّعْوَةِ الْإِسْلَامِيَّةِ وَلَكِنْ التَّعَلُّقُ بِاسْمِ الإِسْلَامِ هَذِهِ سِيَاسَةٌ، إِسْلَامٌ سِيَاسِيٌّ.
وَمِنْ سِيَاسَتِهِمْ: تَجْهِيلُ الْجَمَاهِيرِ، الْجَمَاهِيرُ عِنْدَهُمْ يَجِبُ أَنْ يَبْقَوْا جَاهِلِينَ لَا يَتَعَلَّمُونَ. تَجْهِيلُهُمْ وَتَجْمِيعُهُمْ عَلَى طَرِيقَةِ الرَّوَافِضِ وَهَلْ تَعْلَمُونِ أَنَّ عَوَامَ الرَّوَافِضِ مِنْ أَجْهَلِ النَّاسِ، أَجْهَلُ مِنْ جُهَّالِنَا لِأَنَّهُمْ يَعْتَقِدُونَ وُجُوبَ طَاعَةِ عُلَمَائِهِمْ، عَوَامُنَا لَا يَعْتَقِدُونَ وُجُوبَ طَاعَةِ العُلَمَاءِ لَيْسَتْ عِنْدَنَا وُجُوبَ طَاعَةِ الْعُلَمَاءِ إِلَّا عِنْدَ الرَّوَافِضِ هَذِهِ الْعَقِيدَةُ انْتَقَلَتْ إِلَى الْإِخْوَانِ يَرَوْنَ أَنَّ الْجَمَاهِيرَ يَجْبُ أَنْ تُطِيعَهُمْ وَيَجِبُ أَنْ تَبْقَى فِي الْجَهْلِ حَتَّى تُطِيعَهُمْ طَاعَةً عَمْيَاءً.
هَذِهِ حَقِيقَةُ الْقَوْمِ بِاخْتِصَارٍ.======وثائق سرية مسرَّبة تكشف مخططات الشيعة الروافض أخزاهم الله
نقلت بعضاً منها من هنا وهناك عبر الشبكة بأخطائها الإملائية كما هي
وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ
********************
الوثيقة الأولى
الوثيقة الأولى
الي / شيعة اباالحسنين علي (سلام الله عليه)م/ نداء عاجل
الآن وبعد مرور ثلاث سنوات علي سقوط النظام الصدامي السني الكافر وتحرير العراق من ديكتاتوريتهم العفنة وسيطرتهم الظالمة وتسلطهم المرير والمقيت علي رقاب ابناء شيعتنا وبعد استلامنا السلطة في العراق بلد اهل البيت الاطهار وسيطرتنا الكامله علي الوزارات والمؤسسات والاجهزة الامنيه بمساعدة اهلنا في الجمهورية الاسلامية في ايران وبفضل تعاون حلفائنا الاوفياء من الأنكليز والأمريكان وبكفاح ابناء شعبنا من شيعة أهل العراق وبعد تصفية حساباتنا القديمة وانجاز واجباتنا المقدسة وعلي رأسها الثأر لشهدائنا الأبرار والقصاص العادل من ازلام النظام البائد وقادتهم ومفكريهم وعلمائهم والقضاء علي كل اوكار الأرهاب الفكري.... ومع أقتراب المعركة الحاسمة للانتخابات المقبلة علينا أن نتذكر دائما بأن مهمتنا لم تنتهي وان دربنا طويل وكفاحنا مستمر حتي تتحقق اهدافنا وغاياتنا العظمي في تنفيذ وصية أمامنا اية الله العظمي الامام الخميني (قدس سره) في تصدير الثورة الاسلامية الي انحاء العالم العربي والاسلامي وعلينا ان نسعي لنشر مذهبنا وعقيدتنا الشريفة بكل الوسائل والطرق في كافة دول الجوار ليكتمل لنا الهلال الشيعي (كما سماه عاهر الاردن) حتي يصبح بدرا تاما ومن هنا لابد ان ننطلق بقوة وعزيمة لنصرة اخواننا المستضعفين في معقل الوهابية الكفرة في السعودية وان نوسع قاعدتنا فيها لتشمل عدة محافظات بدل الاحساء والقطيف ونمدهم بكل اسباب الدعوة الامامية والتثقيف الشيعي وقد هيأت منظمتنا بالتعاون مع المسؤلون في الجمهوريه الاسلامية في ايران كل المستلزمات الماديه والمعنوية لانجاز مهمتنا وعلينا ان ننتهز هذه الفرصة في موسم الحج القادم لبدء عملنا المبارك
والله معنا وعلي ناصرنا والزهراء تحرسنا والحسين عصمتنا
عبد العزيز الحكيم
رئيس المجلس الاعلي للثورة الاسلامية في العراق
المقر المركزي بغداد
***************
والله معنا وعلي ناصرنا والزهراء تحرسنا والحسين عصمتنا
عبد العزيز الحكيم
رئيس المجلس الاعلي للثورة الاسلامية في العراق
المقر المركزي بغداد
***************
الوثيقة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد رسول الله وآله المعصومين
يا شيعة علي عليه السلام
وبعد سقوط النظام الصدّامي السني الكافر وإرجاع الحق لنا وما يمتلكه العراقيون من ثروات نفطية ومعدنية وزراعية ومائية فإنه عاد لنا الخمس واستلامه من قبل شيعة علي عليه السلام ومن قبل الحوزة العلمية ، وكما وعدتنا أمريكا وبريطانيا لاستلام الحكم بعد مرور سنة واستلامنا زمام الأمور في السنة المقبلة للأسف ظهر بعض الشيعة يتعاونون مع أبناء العامة ( السنّة ) على عدم السلب والنهب والحرق وعمل الفوضى وخصوصاً في بغداد من أجل استلامنا السلطة ومن قبل الحوزة . إن أهم عمل تقومون به حرق المكاتب العلمية وخصوصاً منها الدينية لأبناء العامة وأهم شيء حرق المطابع التي تطبع كتبهم لتعليم ما يسمى بتفسير القرآن والسنة والحديث الشريف والتاريخ الإسلامي حتى يتسنى لنا وضع كتب جديدة ودراسات جديدة لمعالم القرآن والسنة والحديث الشريف والتاريخ الإسلامي الشيعي وسنة أهل البيت المعصومين ومن خلالها تعليمهم رسالة الخميني قدس الله سره وترك ما جاء به أهل العامة والله يعصمنا منهم .
قيادة قوات بدر
والصلاة والسلام على محمد رسول الله وآله المعصومين
يا شيعة علي عليه السلام
وبعد سقوط النظام الصدّامي السني الكافر وإرجاع الحق لنا وما يمتلكه العراقيون من ثروات نفطية ومعدنية وزراعية ومائية فإنه عاد لنا الخمس واستلامه من قبل شيعة علي عليه السلام ومن قبل الحوزة العلمية ، وكما وعدتنا أمريكا وبريطانيا لاستلام الحكم بعد مرور سنة واستلامنا زمام الأمور في السنة المقبلة للأسف ظهر بعض الشيعة يتعاونون مع أبناء العامة ( السنّة ) على عدم السلب والنهب والحرق وعمل الفوضى وخصوصاً في بغداد من أجل استلامنا السلطة ومن قبل الحوزة . إن أهم عمل تقومون به حرق المكاتب العلمية وخصوصاً منها الدينية لأبناء العامة وأهم شيء حرق المطابع التي تطبع كتبهم لتعليم ما يسمى بتفسير القرآن والسنة والحديث الشريف والتاريخ الإسلامي حتى يتسنى لنا وضع كتب جديدة ودراسات جديدة لمعالم القرآن والسنة والحديث الشريف والتاريخ الإسلامي الشيعي وسنة أهل البيت المعصومين ومن خلالها تعليمهم رسالة الخميني قدس الله سره وترك ما جاء به أهل العامة والله يعصمنا منهم .
قيادة قوات بدر
***************
الوثيقة الثالثة
بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام على محمد رسول الله وآله المعصومين
يا شيعة أبا الحسنين علي سلام الله عليه وعلى آل بيته
بارك الله بكم وبما عملتموه من حرق وسلب وتهديم دور الكفرة يا أمة علي إن ورائكم قوة ضاربة. لا تخشوا أحد من أهل السنة ففيلق بدر بالإنذار ينتظرون الأمر بعد خروج دول التحالف واستلامنا السلطة فإن أهل الأنبار وتكريت والموصل قلة ونحن الأقوى وناصرنا علي فهو إمام أهل الأرض والسماء ولا تبدو العداوة لهم هذه الأيام ، لا نريد منكم سوى احتلال بغداد من قبل أهل العمارة خصوصاً والجنوب عامة وطبع الصور لسادتنا ونشر الكاسيت وأقراص الفيديو في أي مكان والشوارع والسيارات والمجلات وخصوصاً وقت رفع آذانهم أو خطبهم وقرب جوامعهم. إن كهرباء الجنوب لأهل الجنوب وليست لهم لا تجعلوها تصل إليهم. اشتروا كتبهم واحرقوها خصوصاُ ما يسمونه بالصحاح واندسوا في جوامعهم والتشويش على صلاتهم فلا صلاة لهم في ديارنا حتى ينصرنا الله عليهم وهذه الرسالة وصلتكم وهي وصية الإمام الحجة ( عج ) -يعني صاحب السرداب الذي يسمونه مهدي السرداب-. قيادة قوات فيلق بدر
**************
الوثيقة الرابعة وهي الأهم
الخطة الخمسينية لتصدير الثورة الإيرانية إلى الدول العربية
-منقولة باختصار-
الوثيقة الثالثة
بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام على محمد رسول الله وآله المعصومين
يا شيعة أبا الحسنين علي سلام الله عليه وعلى آل بيته
بارك الله بكم وبما عملتموه من حرق وسلب وتهديم دور الكفرة يا أمة علي إن ورائكم قوة ضاربة. لا تخشوا أحد من أهل السنة ففيلق بدر بالإنذار ينتظرون الأمر بعد خروج دول التحالف واستلامنا السلطة فإن أهل الأنبار وتكريت والموصل قلة ونحن الأقوى وناصرنا علي فهو إمام أهل الأرض والسماء ولا تبدو العداوة لهم هذه الأيام ، لا نريد منكم سوى احتلال بغداد من قبل أهل العمارة خصوصاً والجنوب عامة وطبع الصور لسادتنا ونشر الكاسيت وأقراص الفيديو في أي مكان والشوارع والسيارات والمجلات وخصوصاً وقت رفع آذانهم أو خطبهم وقرب جوامعهم. إن كهرباء الجنوب لأهل الجنوب وليست لهم لا تجعلوها تصل إليهم. اشتروا كتبهم واحرقوها خصوصاُ ما يسمونه بالصحاح واندسوا في جوامعهم والتشويش على صلاتهم فلا صلاة لهم في ديارنا حتى ينصرنا الله عليهم وهذه الرسالة وصلتكم وهي وصية الإمام الحجة ( عج ) -يعني صاحب السرداب الذي يسمونه مهدي السرداب-. قيادة قوات فيلق بدر
**************
الوثيقة الرابعة وهي الأهم
الخطة الخمسينية لتصدير الثورة الإيرانية إلى الدول العربية
-منقولة باختصار-
قال الخميني: "إنّ الذي لا يصدّر الثورة يُعتبر من الكفرة". (بروتوكولات آيات قُم ص 76).
سُمّيت الخمسينيّة أي مدتها لخمسين سنة، قُسمت على خمس مراحل كلّ مرحلة مدتها عشر سنوات، وقبل شروعهم في سرد مراحلهم صدّروا الكلام بذكر عدوّهم الحقيقي والوحيد فقالوا:
"لأنّ الخطر الذي يواجهنا من الحكّام الوهابيين وذوي الأصول السنّية أكبر بكثير من الخطر الذي يواجهنا من الشرق والغرب؛ لأنّ هؤلاء (الوهابيين وأهل السنّة) يناهضون حركتنا وهم الأعداء الأصليون لولاية الفقيه والأئمة المعصومين".
وفي هذه المراحل يتمّ الآتي:
توطين الشيعة رسميّاً في مناطق السُنة، وبمرور الزمن تؤخذ إدارات المدن والمراكز من المواطنين السابقين من السنّة دون ضجيج، وسلب الدول السنيّة أركان ثباتها، وهي (قوّة السلطان والعلم والمعرفة وقوة الاقتصاد)، وإيجاد الخلاف بين الحكام والعلماء، مع النظر إلى الفئات المكوّنة للدولة وكيفية استغلالها، والاستيلاء على التجارة، ونشر الفساد الأخلاقي لينغمس فيه معظم المواطنين؛ فيحارب العلماء هذا الفساد وفي هذه الحالة لابُدّ من استثارة علماء السنّة الوهابية ضدّ هذا الفساد مما يدفعهم لبعض الأعمال التي ستكون سبباً في سوء ظنّ الحكّام بجميع المتدينين مما ينمو عنه الحقد والنفرة بين العلماء والحكّام ويفقد أهل السنّة الوهابية حماية مراكزهم الداخلية، ولن يكون لهم حماية خارجية إطلاقاً، ووسط هذه البيئة ترسّخ الشيعة صداقاتها، ويتوجّب على بعض مشايخها المشهورين في البلاد أن يعلنوا ولاءهم ودفاعهم عن حكّام هذه البلاد ويبرزوا التشيّع كمذهب لا خطر منه عليهم، وفي هذه البيئة أيضاً تتردّى الأحوال الاقتصادية فلا بُدّ لرؤوس أموالنا وتجارنا من الانسحاب وإرسال جميع أرصدتهم إلى بلدنا؛ وبهذا فإنهم سيرحبون بمواطنينا، ويمنحونهم التسهيلات الاقتصادية للاستثمار؛ وبهذا سيكون مواطنينا وعملاءنا وحدهم حُماة السلطة والحكم؛ وبهذا يمكننا بسهولة بالغة أن نَشِيَ بالمخلصين لدى الحكّام على أنّهم خونة؛ فيطردون ويستبدلون بعناصرنا، وفي هذه الفترة سيفرّ كثير ممن أحسّ بالظلم لنأخذ نحن منهم أملاكهم بنصف قيمتها، وأخيراً سيكون الجو مُهيئاً لأننا أخذنا منهم العناصر الثلاثة (الأمن، والهدوء، والراحة)، والهيئة الحاكمة ستبدو كسفينة وسط طوفان مشرفة على الغرق، تقبل كلّ اقتراح للنجاة بأرواحها.وفي هذه الفترة سنقترح تشكيل مجلس شعبي لتهدئة الأوضاع، وسنساعد الحكام في المراقبة على الدوائر وضبط البلد، وسيحوز مرشحونا على معظم كراسي المجلس؛ مما يكون سبباً في فرار التجار والعلماء وحتى الخدمة المخلصين.
"لأنّ الخطر الذي يواجهنا من الحكّام الوهابيين وذوي الأصول السنّية أكبر بكثير من الخطر الذي يواجهنا من الشرق والغرب؛ لأنّ هؤلاء (الوهابيين وأهل السنّة) يناهضون حركتنا وهم الأعداء الأصليون لولاية الفقيه والأئمة المعصومين".
وفي هذه المراحل يتمّ الآتي:
توطين الشيعة رسميّاً في مناطق السُنة، وبمرور الزمن تؤخذ إدارات المدن والمراكز من المواطنين السابقين من السنّة دون ضجيج، وسلب الدول السنيّة أركان ثباتها، وهي (قوّة السلطان والعلم والمعرفة وقوة الاقتصاد)، وإيجاد الخلاف بين الحكام والعلماء، مع النظر إلى الفئات المكوّنة للدولة وكيفية استغلالها، والاستيلاء على التجارة، ونشر الفساد الأخلاقي لينغمس فيه معظم المواطنين؛ فيحارب العلماء هذا الفساد وفي هذه الحالة لابُدّ من استثارة علماء السنّة الوهابية ضدّ هذا الفساد مما يدفعهم لبعض الأعمال التي ستكون سبباً في سوء ظنّ الحكّام بجميع المتدينين مما ينمو عنه الحقد والنفرة بين العلماء والحكّام ويفقد أهل السنّة الوهابية حماية مراكزهم الداخلية، ولن يكون لهم حماية خارجية إطلاقاً، ووسط هذه البيئة ترسّخ الشيعة صداقاتها، ويتوجّب على بعض مشايخها المشهورين في البلاد أن يعلنوا ولاءهم ودفاعهم عن حكّام هذه البلاد ويبرزوا التشيّع كمذهب لا خطر منه عليهم، وفي هذه البيئة أيضاً تتردّى الأحوال الاقتصادية فلا بُدّ لرؤوس أموالنا وتجارنا من الانسحاب وإرسال جميع أرصدتهم إلى بلدنا؛ وبهذا فإنهم سيرحبون بمواطنينا، ويمنحونهم التسهيلات الاقتصادية للاستثمار؛ وبهذا سيكون مواطنينا وعملاءنا وحدهم حُماة السلطة والحكم؛ وبهذا يمكننا بسهولة بالغة أن نَشِيَ بالمخلصين لدى الحكّام على أنّهم خونة؛ فيطردون ويستبدلون بعناصرنا، وفي هذه الفترة سيفرّ كثير ممن أحسّ بالظلم لنأخذ نحن منهم أملاكهم بنصف قيمتها، وأخيراً سيكون الجو مُهيئاً لأننا أخذنا منهم العناصر الثلاثة (الأمن، والهدوء، والراحة)، والهيئة الحاكمة ستبدو كسفينة وسط طوفان مشرفة على الغرق، تقبل كلّ اقتراح للنجاة بأرواحها.وفي هذه الفترة سنقترح تشكيل مجلس شعبي لتهدئة الأوضاع، وسنساعد الحكام في المراقبة على الدوائر وضبط البلد، وسيحوز مرشحونا على معظم كراسي المجلس؛ مما يكون سبباً في فرار التجار والعلماء وحتى الخدمة المخلصين.
وقالوا تطميناً لأنفسهم وعملاءهم: "لا تفكروا في أن خمسين سنة تُعدّ عمراً طويلاً؛ فقد احتاج نجاح ثورتنا خطة دامت عشرين سنة".
الوثيقة الخامسة
تعميم سري يبيِّن مخططات الشيعة لنشر التشيع في العالم الإسلامي
وفيما يلي نص الوثيقة :المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق
الرئاسة إلى: قيادات المكاتب والفروع
م/ بيان سري وعاجل.بتوجيه ورعاية سماحة آية الله العظمى السيد علي خامنئي، المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران دام ظله وتحت شعارات "شيعة علي هم الغالبون" تم عقد المؤتمر التأسيسي الموسّع لشيعة العالم في مدينة قم المقدسة، حضره كافة قيادات الأحزاب الشيعية والمراجع ورؤساء الحوزات الدينية والأساتذة والمفكرين والباحثين، وتم مناقشة عدة جوانب مهمة وخرج بالتوصيات التالية :
وفيما يلي نص الوثيقة :المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق
الرئاسة إلى: قيادات المكاتب والفروع
م/ بيان سري وعاجل.بتوجيه ورعاية سماحة آية الله العظمى السيد علي خامنئي، المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران دام ظله وتحت شعارات "شيعة علي هم الغالبون" تم عقد المؤتمر التأسيسي الموسّع لشيعة العالم في مدينة قم المقدسة، حضره كافة قيادات الأحزاب الشيعية والمراجع ورؤساء الحوزات الدينية والأساتذة والمفكرين والباحثين، وتم مناقشة عدة جوانب مهمة وخرج بالتوصيات التالية :
1- ضرورة تأسيس منظمة عالمية تسمى: منظمة المؤتمر الشيعي العالمي، ويكون مقرها في إيران وفروعها في كافة أنحاء العالم، ويتم تحديد هيئات المنظمة وواجباتها، ويتم عقد مؤتمر خاص خلال كل شهر.
2- دراسة وتحليل الوضع الراهن على الساحة الإقليمية والاستفادة من تجربتنا الناجحة في العراق، وتعميمها على بقية الدول وأهمها السعودية -قلعة الوهابية الكفرة- والأردن -عميل اليهود- واليمن ومصر والكويت والإمارات والبحرين والهند وباكستان وأفغانستان، والتأكيد على الخطة الخمسينية والعشرينية، والبدء بتطبيقها فورًا.
3- بناء قوات عسكرية غير نظامية لكافة الأحزاب والمنظمات الشيعية بالعالم، عن طريق زجّ أفرادها في المؤسسات العسكرية والأجهزة الأمنية والدوائر الحساسة، وتخصيص ميزانية خاصة لتجهيزها وتسليحها وتهيئتها، لدعم وإسناد إخواننا في السعودية واليمن والأردن.
4- استثمار كافة الإمكانيات والطاقات في كافة الجوانب وتوجيهها لخدمة الأهداف الإستراتيجية للمنظمة، والتأكيد على احتلال الوظائف التربوية والتعليمية.
5- التنسيق الجدّي والعملي مع كافة القوميات والأديان الأخرى واستغلالها بشكل تام، لدعم المواقف والقضايا المصيرية لأبناء الشيعة بالعالم، والابتعاد عن التعصّب الذي يصب لمصلحة أبناء العامة.
5- التنسيق الجدّي والعملي مع كافة القوميات والأديان الأخرى واستغلالها بشكل تام، لدعم المواقف والقضايا المصيرية لأبناء الشيعة بالعالم، والابتعاد عن التعصّب الذي يصب لمصلحة أبناء العامة.
6- تصفية الرموز والشخصيات الدينية البارزة لأبناء العامة، ودس العناصر الأمنية في صفوفهم للاطلاع على خططهم ونواياهم.
7- على كافة المرجعيات والحوزات الدينية في العالم تقديم تقارير شهرية، وخطة عمل سنوية لرئاسة المؤتمر، تتضمن كافة المعوقات والإنجازات في بلدانهم والمقترحات اللازمة لتحسين وتطوير أدائها.
8- إنشاء صندوق مالي عالمي مرتبط برئاسة المؤتمر وتُفتح له فروع في كافة أنحاء العالم، وتكون الموارد أحيانًا جمع الأموال من الحكومات العرفية، وخاصة العراق، وتبرعات التجار الأثرياء، وزكاة الخمس، وكذلك التنسيق مع الجمعيات والمنظمات الخيرية والإنسانية؛ لاستلام المساعدات والمعونات المادية لدعم متطلبات المؤتمر الإدارية والإعلامية والعسكرية.
9- تشكيل لجنة متابعة مركزية لتنسيق الجهود في كافة الدول، وتقويم أعمالها.
10- متابعة الدول والسلطات والأحزاب، وشنّ حرب شاملة ضدها في كافة المجالات، وأهمها المجال الاقتصادي من خلال تشجيع الصادرات الإيرانية، ومقاطعة البضائع السعودية والأردنية والسورية والصينية.المكتب السياسي للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق بغداد
الوثيقة السادسة:
الوثيقة السادسة:
وثيقة ظهرت بعد سقوط الرئيس المصري محمد حُسني مبارك:
محمد حسني مبارك ومن قبله محمد أنور السادات حكما مصر ردحاً من الزمن، وقد قامت الثورة الإيرانية في فترة حكم السادات ثمّ مبارك ولم يستطع الروافض دخول مصر، بل لم يزر رئيساً إيرانياً مصر في عهديهما، ولم نر زيارة سبّابة الصحابة الطُعّان في الملائكة قَذَفة أمهات المؤمنين لمصر إلاّ في حكم الإخوان المسلمين فما السرّ يا ترى؟
قالوا في هذه الوثيقة:
"الهدف الثاني والجوهري هو: وصول الإخوان المسلمين إلى البرلمان وحصولهم على عدد من النوّاب يجعلهم القوة البرلمانية الرئيسة فنوفر إمكانية تعديل الدستور؛ لجعل مصر ذات نظام برلماني.إننا ننسّق مع جماعة الإخوان منذ فترة طويلة ونتفق معهم على ضرورة إضعاف التيار القومي الناصري، ومنعه من الوصول للسلطة بكافة الطرق؛ لأنّه تيار عنصري علماني... إلى أن قالوا: سيمكننا من تحويل مصر إلى دولة صديقة تُسهّل تنفيذ أهدافنا الكبرى".وقالوا أيضاً: "وعلينا تذكّر أنّ مجرّد رفض جماعة الإخوان المسلمين الدعاية المعادية لإيران.. وتأكيد أن إيران دولة إسلامية شقيقة لا تريد إثارة الفتن، وأنها ليست طائفية هو خير خدمة يقدّمها الإخوان لنا أمام كسْب أغلبية سُنّيّة في مصر تضع حدّاً للتيارات المعادية لإيران هناك". وقالوا أيضاً: "وعلينا أن نتذكر بأن تحالفنا مع الإخوان في مصر سيساعدنا في تحقبق الهدف الأهم في مصر، وهو: نشر المذهب على نطاق واسع، مستغلّين الفقر والأمية والأمراض والاضطهاد للطبقات الفقيرة والمعدمة والقيام بمشاريع خيرية لمساعدة هؤلاء الناس على مشاكلهم، وعندها: ننشر دعوتنا كما فعلنا بنجاح تام في سوريا.. فإنّ دعم جماعة الإخوان لنا عمل مهم جداً في إزالة المخاوف في الأوساط السنّيّة المصرية منّا، وعلينا أن ندفع الثمن الذي تريده جماعة الإخوان، مهما كان كبيراً مقابل ذلك". وقالوا أيضاً – وهي الطامة - : "أما في المرحلة الثانية من تنفيذ خطتنا في مصر، فإننا وبعد إكمال إقامة علاقات ممتازة بالجميع مهما تناقضت مواقفهم العامة، وبعد توسّع نفوذ شيعة مصر، فيجب دعم انتخاب رئيسٍ لمصر من الإخوان المسلمين؛ لتصبح هذه الجماعة القوة الرسمية التي تحكم مص=======
محمد حسني مبارك ومن قبله محمد أنور السادات حكما مصر ردحاً من الزمن، وقد قامت الثورة الإيرانية في فترة حكم السادات ثمّ مبارك ولم يستطع الروافض دخول مصر، بل لم يزر رئيساً إيرانياً مصر في عهديهما، ولم نر زيارة سبّابة الصحابة الطُعّان في الملائكة قَذَفة أمهات المؤمنين لمصر إلاّ في حكم الإخوان المسلمين فما السرّ يا ترى؟
قالوا في هذه الوثيقة:
"الهدف الثاني والجوهري هو: وصول الإخوان المسلمين إلى البرلمان وحصولهم على عدد من النوّاب يجعلهم القوة البرلمانية الرئيسة فنوفر إمكانية تعديل الدستور؛ لجعل مصر ذات نظام برلماني.إننا ننسّق مع جماعة الإخوان منذ فترة طويلة ونتفق معهم على ضرورة إضعاف التيار القومي الناصري، ومنعه من الوصول للسلطة بكافة الطرق؛ لأنّه تيار عنصري علماني... إلى أن قالوا: سيمكننا من تحويل مصر إلى دولة صديقة تُسهّل تنفيذ أهدافنا الكبرى".وقالوا أيضاً: "وعلينا تذكّر أنّ مجرّد رفض جماعة الإخوان المسلمين الدعاية المعادية لإيران.. وتأكيد أن إيران دولة إسلامية شقيقة لا تريد إثارة الفتن، وأنها ليست طائفية هو خير خدمة يقدّمها الإخوان لنا أمام كسْب أغلبية سُنّيّة في مصر تضع حدّاً للتيارات المعادية لإيران هناك". وقالوا أيضاً: "وعلينا أن نتذكر بأن تحالفنا مع الإخوان في مصر سيساعدنا في تحقبق الهدف الأهم في مصر، وهو: نشر المذهب على نطاق واسع، مستغلّين الفقر والأمية والأمراض والاضطهاد للطبقات الفقيرة والمعدمة والقيام بمشاريع خيرية لمساعدة هؤلاء الناس على مشاكلهم، وعندها: ننشر دعوتنا كما فعلنا بنجاح تام في سوريا.. فإنّ دعم جماعة الإخوان لنا عمل مهم جداً في إزالة المخاوف في الأوساط السنّيّة المصرية منّا، وعلينا أن ندفع الثمن الذي تريده جماعة الإخوان، مهما كان كبيراً مقابل ذلك". وقالوا أيضاً – وهي الطامة - : "أما في المرحلة الثانية من تنفيذ خطتنا في مصر، فإننا وبعد إكمال إقامة علاقات ممتازة بالجميع مهما تناقضت مواقفهم العامة، وبعد توسّع نفوذ شيعة مصر، فيجب دعم انتخاب رئيسٍ لمصر من الإخوان المسلمين؛ لتصبح هذه الجماعة القوة الرسمية التي تحكم مص=======
========الرد على مقالات كلاً من سلمان العودة وسليمان العلوان ويوسف القرضاوي وبن منيع في نصرة العمليات الانتحارية :
لقد اطلعت على مقال نشر في شبكة الإنترنت للشيخ سلمان العودة في الموقع المتعلق بالجهاد الفلسطيني عنوانه العمليات الاستشهادية في ميزان الشرع ذكر فيه الأدلة التي تدل عنده على أن العمليات الانتحارية من الدين في الرد على ما استشهد مما اعتده من الأدلة واستأنس فأقول مستعيناً بالله متوكلاً عليه :
أولاً ... قد ذكر ما يرجح جانب صحة مثل هذه العمليات بما رواه بن أبي شيبة في مصنفه من طريق ( محمد بن إسحاق ) عن عاصم بن محمد قال معاذ بن عفراء : يا رسول الله ما يضحك الرب من عبده قال غمسة في يده في العدو حاسراً قال : فألقى درعاً كانت عليه فقاتل حتى قتل .
قلت... وقد صرح بالسماع بن إسحاق في السيرة (3-175) دار الجيل ولكن ليس فيه وجه دلالة حيث أنه قال : ( غمسة يده في العدو حاسراً ) وفسره الصحابي أمام النبي بإلقاء الدرع ولم يفسره بإلقاء السلاح والمنتحرون بالعمليات يتيقنون القتل بالمتفجرات بلا احتمال في النجاة ومن كان معه سلاح ودخل على العدو وقاتل تحتمل نجاته فلا قياس مع كون سند الحديث ضعيف ثم أن ذلك المنغمس وراءه جيش عندما يصنع ذلك كما دلت على ذلك سنة جهاد النبي وأصحابه فيكون القتال المشروع لا التهور المذموم وهو أن يتسبب المنتحر بالمتفجرات في قتل العزل من خلفه عن السلاح فلا جيش يقاوم فيقتلوا بالمئات لأنهم عزل عن السلاح والعدو الصهيوني قاتله الله مدجج بالسلاح وسينتقم ظلماً وعلواً في الأرض بغير حق لمن قتل في هذه العمليات الانتحارية فتترتب مفسدة على المسلمين في فلسطين أكبر من مصلحة قتل عشرة أو ثلاثون من اليهود ودرء المفاسد مقدم على جلب المصالح سيما إذا كانت المفسدة أكبر بكثير من المصلحة حيث أن قتل عشرة من اليهود مصلحة ولكن المئات أو العشرات العزل بعد هذه العمليات مفسدة أعظم وليس من عادة أهل السنة فهم الحديث مجرداً عن العمل النبوي فهل فعل أحد من أصحاب النبي مثل هذا الانغماس في وقت الضعف حينما لا يكون جيش منظم مسلم يدافع ويقاتل فانظر الفارق بين أن ينغمس رجل في العدو ويكون وراءه جيش وبين أن يستفز رجل مسلم عدو نجس مثل اليهود لا يرقب في مؤمن إلا ولا ذمة بعملية انتحارية تستفز الكفار ضد المسلمين العزل وليس وراء أصحاب هذه العمليات جيش إلا مدنيون عزل السلاح والله يقول :(وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بغير علم)(الأنعام: من الآية108) فسب الأصنام مصلحة ولكن لما أدت إلى مفسدة راجحة عليها وهي سب الله منعت فتدبر ولا تتأثر بالرأي فتتهور فمن يرد الله به خيراً يفقهه في الدين فلماذا لم يدل النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه في صلح الحديبية على مثل هذا العمل بدل الصلح وقد فرض الجهاد .... ألم يكن قادر على أن يقول لأصحابه اهجموا بما تقدروا على الكفار حاسرين مقبلين غير مدبرين واجعلوا أرواحكم على أكفكم ولكن لأجل حقن الدماء وعدم التكافؤ ومن أجل مصلحة الدعوة صالحهم النبي صلى الله عليه وسلم بالشروط المعروفة ولم يعرض النبي أصحابه لما يعرضه صاحب المقال للفلسطينيين من كثرة القتل الناتج عن رده فعل اليهود ضد هذه العمليات على الشعب المسلم الأعزل الذي لم ينظم جيشاً يعد قتالياً وعتاد يرهب به عدوا الله وقد قال الله : (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ)(الأنفال: من الآية60) ولم يفهم الصحابة أن القوة أن يأتي واحداً منهم وقت الضعف وعدم التكافؤ يستفز الكفار المدججين بالسلاح والعدة والعتاد بما يشبه مثل هذه الانتحارية بل كان النبي صلى الله عليه وسلم يوصيهم بالصبر كما في حديث خباب بن الأرت الذي رواه البخاري ( 3343) ومسلم في صحيحهما أن خباب قال يا رسول الله ألا تدعوا لنا ألا تستنصر لنا فقال رسول الله : (أنه كان يؤتى بالرجل فيمن كان قبلكم فيحفر له حفرة فيوضع فيها ويؤتى بالمنشار فيشقه نصفين ويؤتى بأمشاط الحديد فيمشط ما دون لحمه من عظم وعصب ما يصده ذلك عن دينه ولكنكم قوم تستعجلون ...)الحديث فلم يأمرهم باستفزاز الكفار بما يشبه هذه العمليات أو الاغتيالات ولا يقال كما قال الكاتب أن المتفجرات لم تكن موجودة فلذلك لم يفعلوا فهذا أخطأ لأن الكاتب لم يراعي مقصود الشارع بترك المهاجمة بالاغتيالات وقت الضعف كما تبين من هدي النبي في مكة وصلح الحديبية بعد فرض الجهاد قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله : ( وكان هدي النبي مع الكفار وقت الضعف المسالمة وترك المقاتلة)... قلت فهذا هو العلم لا العاطفة التي مستندها الرأي والتعجل في الاستنباط بلا تأني لتأمل هدي النبي مع الكفار وقت الضعف فالله المستعان قال ابن القيم : ( وعادة قصار العلم النظر إلى المجمل من الدليل وترك عمل السلف المفصل له) انتهى كلامه بتصرف ( انظر كلامه رحمه الله في حاشية سنن أبي داوود عند التعليق على حديث عمرة في رمضان تعدل حجة ) ذلكم أن الأمر بإرهاب العدو جاء مجملاً في طريقة الإرهاب ولم يفسره السلف بعمل الاغتيالات وقت الضعف بل أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يغتل أحد في فترة الضعف في مكة حتى ذهب إلى المدينة أغتال كعب بن الأشرف ( بعد أن تقوى وكان له قوة ) يقدر بها على ردع أنصار كعب إذا هاجوا وحاصو حيصة الحمر.
قلت... وقد صرح بالسماع بن إسحاق في السيرة (3-175) دار الجيل ولكن ليس فيه وجه دلالة حيث أنه قال : ( غمسة يده في العدو حاسراً ) وفسره الصحابي أمام النبي بإلقاء الدرع ولم يفسره بإلقاء السلاح والمنتحرون بالعمليات يتيقنون القتل بالمتفجرات بلا احتمال في النجاة ومن كان معه سلاح ودخل على العدو وقاتل تحتمل نجاته فلا قياس مع كون سند الحديث ضعيف ثم أن ذلك المنغمس وراءه جيش عندما يصنع ذلك كما دلت على ذلك سنة جهاد النبي وأصحابه فيكون القتال المشروع لا التهور المذموم وهو أن يتسبب المنتحر بالمتفجرات في قتل العزل من خلفه عن السلاح فلا جيش يقاوم فيقتلوا بالمئات لأنهم عزل عن السلاح والعدو الصهيوني قاتله الله مدجج بالسلاح وسينتقم ظلماً وعلواً في الأرض بغير حق لمن قتل في هذه العمليات الانتحارية فتترتب مفسدة على المسلمين في فلسطين أكبر من مصلحة قتل عشرة أو ثلاثون من اليهود ودرء المفاسد مقدم على جلب المصالح سيما إذا كانت المفسدة أكبر بكثير من المصلحة حيث أن قتل عشرة من اليهود مصلحة ولكن المئات أو العشرات العزل بعد هذه العمليات مفسدة أعظم وليس من عادة أهل السنة فهم الحديث مجرداً عن العمل النبوي فهل فعل أحد من أصحاب النبي مثل هذا الانغماس في وقت الضعف حينما لا يكون جيش منظم مسلم يدافع ويقاتل فانظر الفارق بين أن ينغمس رجل في العدو ويكون وراءه جيش وبين أن يستفز رجل مسلم عدو نجس مثل اليهود لا يرقب في مؤمن إلا ولا ذمة بعملية انتحارية تستفز الكفار ضد المسلمين العزل وليس وراء أصحاب هذه العمليات جيش إلا مدنيون عزل السلاح والله يقول :(وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بغير علم)(الأنعام: من الآية108) فسب الأصنام مصلحة ولكن لما أدت إلى مفسدة راجحة عليها وهي سب الله منعت فتدبر ولا تتأثر بالرأي فتتهور فمن يرد الله به خيراً يفقهه في الدين فلماذا لم يدل النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه في صلح الحديبية على مثل هذا العمل بدل الصلح وقد فرض الجهاد .... ألم يكن قادر على أن يقول لأصحابه اهجموا بما تقدروا على الكفار حاسرين مقبلين غير مدبرين واجعلوا أرواحكم على أكفكم ولكن لأجل حقن الدماء وعدم التكافؤ ومن أجل مصلحة الدعوة صالحهم النبي صلى الله عليه وسلم بالشروط المعروفة ولم يعرض النبي أصحابه لما يعرضه صاحب المقال للفلسطينيين من كثرة القتل الناتج عن رده فعل اليهود ضد هذه العمليات على الشعب المسلم الأعزل الذي لم ينظم جيشاً يعد قتالياً وعتاد يرهب به عدوا الله وقد قال الله : (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ)(الأنفال: من الآية60) ولم يفهم الصحابة أن القوة أن يأتي واحداً منهم وقت الضعف وعدم التكافؤ يستفز الكفار المدججين بالسلاح والعدة والعتاد بما يشبه مثل هذه الانتحارية بل كان النبي صلى الله عليه وسلم يوصيهم بالصبر كما في حديث خباب بن الأرت الذي رواه البخاري ( 3343) ومسلم في صحيحهما أن خباب قال يا رسول الله ألا تدعوا لنا ألا تستنصر لنا فقال رسول الله : (أنه كان يؤتى بالرجل فيمن كان قبلكم فيحفر له حفرة فيوضع فيها ويؤتى بالمنشار فيشقه نصفين ويؤتى بأمشاط الحديد فيمشط ما دون لحمه من عظم وعصب ما يصده ذلك عن دينه ولكنكم قوم تستعجلون ...)الحديث فلم يأمرهم باستفزاز الكفار بما يشبه هذه العمليات أو الاغتيالات ولا يقال كما قال الكاتب أن المتفجرات لم تكن موجودة فلذلك لم يفعلوا فهذا أخطأ لأن الكاتب لم يراعي مقصود الشارع بترك المهاجمة بالاغتيالات وقت الضعف كما تبين من هدي النبي في مكة وصلح الحديبية بعد فرض الجهاد قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله : ( وكان هدي النبي مع الكفار وقت الضعف المسالمة وترك المقاتلة)... قلت فهذا هو العلم لا العاطفة التي مستندها الرأي والتعجل في الاستنباط بلا تأني لتأمل هدي النبي مع الكفار وقت الضعف فالله المستعان قال ابن القيم : ( وعادة قصار العلم النظر إلى المجمل من الدليل وترك عمل السلف المفصل له) انتهى كلامه بتصرف ( انظر كلامه رحمه الله في حاشية سنن أبي داوود عند التعليق على حديث عمرة في رمضان تعدل حجة ) ذلكم أن الأمر بإرهاب العدو جاء مجملاً في طريقة الإرهاب ولم يفسره السلف بعمل الاغتيالات وقت الضعف بل أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يغتل أحد في فترة الضعف في مكة حتى ذهب إلى المدينة أغتال كعب بن الأشرف ( بعد أن تقوى وكان له قوة ) يقدر بها على ردع أنصار كعب إذا هاجوا وحاصو حيصة الحمر.
ثانياً.... ثم احتج بما رواه بن حزم ( جزء 7- ص /2) في المحلى قال حدثنا عبدالله بن ربيع التميمي نا محمد بن معاوية المرواني أخبرنا أبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي نا عبدالله بن عبدا لوهاب الحجبي نا خالد بن الحارث الهجيمي نا شعبة عن أبي إسحاق السبيعي قال : سمعت رجلاً سأل البراء بن عازب أرأيت لو أن رجلاً حمل على الكتيبة وهم ألف ألقى بيده إلى التهلكة قال البراء لا ولكن التهلكة أن يصيب الرجل الذنب فيلقى بيده ويقول لا توبة لي ( قلت قال بن حجر أخرجه بن جرير وابن المنذر وغيرهما بإسناد صحيح ) ثم قلت : ليس في هذا الأثر مع فرض تسليمنا بصحته ما يدل على جواز ما يفعل اليوم من عمليات انتحارية لأن ذلك محمول على ما إذا كان هناك جيش وراء ذلك الرجل يردون عن المسلمين ما يلحقهم من قتل جراء انتقام الكتيبة لا على رجل يفجر نفسه فيهم ثم يكون ذلك سبباً في استفزاز الكفار من اليهود ضد العزل من المسلمين فيتمالئون عليهم بالطائرات المقاتلات ورجماً بقنابل الدبابات وغير ذلك مما يقتلون به المستضعفين من المؤمنين بالعشرات بل بالمئات بل قد يؤول الأمر إلى قتلهم بالآلاف فإذا قال قائل ... ما حملك على هذا الحمل ؟ قلت الأحاديث يفسر بعضها بعضاً فلم يأتي حديث أو أثر فيما أعلم أن الرسول أمر أحداً من أصحابه بالحمل على كتيبة وحده وقت الضعف بل كان يخرج لمقاتلة الكفار جيش منظم ولو كان عدده أقل من الكفار ولكن كان هديه عدم ترك أسباب القوة من رمي وخطة حربية لإرهاب العدو لا لإرهاب المسلمين بردة الفعل التي تكون عليهم من جراء ذلك العمل التفجيري الاغتيالي ولا حول ولا قوة إلا بالله .
ثم أحتج بما رواه الترمذي ( 2898) وأبو داود (2151) في قصة أبي أيوب في القسطنطينية وفيها فحمل رجل على العدو فقال الناس مه لا إله إلا الله يلقى بيديه إلى التهلكة فقال أبو أيوب إنما نزلت هذه الآية فينا معشر الأنصار لمَّا نصر الله نبيه وأظهر الإسلام قلنا هلم نقيم في أموالنا ونصلحها فأنزل الله تعالى : (وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ )(البقرة: من الآية195) فالإلقاء بالأيدي إلى التهلكة أن نقيم في أموالنا ونصلحها وندع الجهاد .
قلت .... وليس في هذا الأثر دليل على ما يصنعه أصحاب تلك العمليات الانتحارية لأن محل هذا الحمل ما إذا كان جيشاً وراء هذا الذي حمل على العدو هو ظاهر من الأثر ثم أن هلاك مثل هذا الذي جاء في الأثر غير متيقن وإذا قتل ذلك الرجل فأعداءه قتلوه أما هذا فيقتل نفسه وليس وراء هذه العمليات جيش يرد عن المسلمين العزل عن السلاح فيما إذا أراد اليهود أن ينتقموا والواقع يبين خطأ ذلك حيث أننا لا نزال نسمع ما تولده مثل هذه العمليات من ردة فعل اليهود للمخيمات الفلسطينية بالقتل والاعتقال ورشاشات الطائرات المروحية وقنابل الدبابات وقناصات إلى أن سمعنا أنه هدم ثلثي مخيم جنين وذهب الضحايا ربما بالآلاف من المسلمين وقد قال تعالى : (وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ )(الأنعام: من الآية108) .
فمن تدبر هذه الآية علم وجه الشبه في الاستدلال حيث أنه إذا أدى سب غير الله إلى سب الله حرم فتبين أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح عند التعارض فقتل سبعة من اليهود أو ثلاثين وإرهابهم مصلحة ولكن ما يتولد من ردة فعل لهؤلاء ضد المسلمين العزل عن السلاح فيقتلون بالمئات مفسدة راجحة تتقدم على تلك المصلحة . نعم يحصل نوع إرهاب على اليهود ولكن كما تقدم فالإرهاب الذي يحصل على المسلمين من ردة فعل ضد تلك العمليات من اليهود أعظم في قلوب المسلمين فالله المستعان .
قلت .... وليس في هذا الأثر دليل على ما يصنعه أصحاب تلك العمليات الانتحارية لأن محل هذا الحمل ما إذا كان جيشاً وراء هذا الذي حمل على العدو هو ظاهر من الأثر ثم أن هلاك مثل هذا الذي جاء في الأثر غير متيقن وإذا قتل ذلك الرجل فأعداءه قتلوه أما هذا فيقتل نفسه وليس وراء هذه العمليات جيش يرد عن المسلمين العزل عن السلاح فيما إذا أراد اليهود أن ينتقموا والواقع يبين خطأ ذلك حيث أننا لا نزال نسمع ما تولده مثل هذه العمليات من ردة فعل اليهود للمخيمات الفلسطينية بالقتل والاعتقال ورشاشات الطائرات المروحية وقنابل الدبابات وقناصات إلى أن سمعنا أنه هدم ثلثي مخيم جنين وذهب الضحايا ربما بالآلاف من المسلمين وقد قال تعالى : (وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ )(الأنعام: من الآية108) .
فمن تدبر هذه الآية علم وجه الشبه في الاستدلال حيث أنه إذا أدى سب غير الله إلى سب الله حرم فتبين أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح عند التعارض فقتل سبعة من اليهود أو ثلاثين وإرهابهم مصلحة ولكن ما يتولد من ردة فعل لهؤلاء ضد المسلمين العزل عن السلاح فيقتلون بالمئات مفسدة راجحة تتقدم على تلك المصلحة . نعم يحصل نوع إرهاب على اليهود ولكن كما تقدم فالإرهاب الذي يحصل على المسلمين من ردة فعل ضد تلك العمليات من اليهود أعظم في قلوب المسلمين فالله المستعان .
رابعاً..... ثم أستدل بما رواه ابن المبارك في كتاب الجهاد (1/124) قلت وكذلك رواها ابن عبد البر في كتاب الاستيعاب عن البراء أنه أمر أصحابه أن يحملوه على ترس على أسنة رماحهم ويلقوه في الحديقة فاقتحم إليهم وشد عليهم وقاتل حتى فتح باب الحديقة وجرح يومئذ بضعة وثمانين جرحاً وأقام خالد بن الوليد يومئذ شخصاً يداوي جراحة .
قلت ... قد مضى الكلام على بطلان الاحتجاج بهذا الأثر في رسالة لي سميتها النذارة لمنتحري فلسطين وأطفال الحجارة وقد تكلمت على إسنادها وبينت ضعفه وزاد الكاتب هنا بعض المصادر للقصة وهي كتاب الجهاد لعبد الله بن المبارك فينظر في سنده .
وأما التاريخ للطبري ففي سنده مجهول وهو شيخ من بني حنيفة .
وقد قلت هناك ... ولو صح الأثر لما كان دليلاً لما ذهب إليه العودة من الاستدلال على صحة العمليات الانتحارية لأن البراء لم يتيقن الهلاك وكان كذلك حيث أنه نجا ومرض شهر بعد ذلك ولأنه فعل ذلك عندما كان وراءه جيشاً قد حاصروا مسيلمة وحزبه في الحديقة واصحاب العمليات الانتحارية الفردية وراءهم شعب أعزل مسكين نساء وأطفال وشيوخ وشباب عزل عن السلاح فإذا رد عليهم اليهود نتاج العملية الانتحارية فلن يجد أولئك المساكين مقاومة من سلاح وعدة وعتاد وجيش يردوا به على اليهود فيكون قتالاً كما كان في بدر وغيرها لما استعد المسلمون ولو بعدد قليل ليس لهم إلا ذلك فهذا قول خطأ مبني على الرأي لا على الأثر لأن النبي صلى الله عليه وسلم في صلح الحديبية وموسى ومن معه لما لحقهم آل فرعون لم يقولوا نواجه بالحجارة ليس لنا إلا ذلك لأن في ذلك إذهاب للأنفس بلا مصلحة راجحة فقد شرع الجهاد الإسلامي الصحيح وفيه مفسدة قتل النفس ولكن مصلحة إقامة شرع الله في الأرض رجحت على تلك المفسدة إذا وجدت القدرة وأما في العمليات الانتحارية حصول مفسدتان ومصلحة تلاشت معها تلك المصلحة فالمفسدة الأولى قتل النفس والثانية ردة فعل اليهود على المسلمين بكثرة ما يحدثوه من القتل فيهم بدون أن يكون هناك شبه طريق للانتصار لعدم التكافؤ بين الحجارة والطائرات والدبابات أما مصلحة إرهاب اليهود وحدوث القتل فيهم فلا تساوي شئ أمام كثرة القتل في المسلمين وقطع طريق إقامة شرع الله في الأرض لأن الشرع بلا رجال لا يمكن تنفيذه وكثرة القتل والجوع يمنع تنظيم الدولة وإقامة الجهاد المؤدي للنصر عليهم ولنا في رسول الله أسوة حسنة حيث أنه لم يأمر أصحابه وقت الضعف وعدم التكافؤ بمثل هذه الاغتيالات ويقول هذا الذي نقدر عليه بل كان يأمر أصحابه بالصبر . يقول شيخ الإسلام بن تيمية كما في الإنصاف (4/116) يسن الانغماس في العدو لمصلحة المسلمين وإلاَّّ نهى عنه وهو من التهلكة ويلحظ في غالب هذه النصوص أنها في رجل أو رجال انطلقوا من جماعة من المسلمين وعسكرهم صوب العدو قلت فأين هذا من ذلك التهور الذي لا يقوم على ركن وثيق من العلم بل هو الرأي والعاطفة المهلكة وأما قوله رحمه الله في نفس الكلام ولكن في بعضها كما في قصة الغلام ما ليس كذلك فمحمول على حصول المصلحة كما ذكر في بداية كلامه وأين المصلحة اليوم من ردة الفعل الشنيعة من اليهود بعد العملية الانتحارية من قصف بالطائرات والدبابات وقتل العشرات والمئات ودخول هؤلاء المساكين من ضعف إلى ضعف يقتل العدو كل يوم العدد من الرجال المسلمين العزل فهل دعا رسول الله وأصحابه إلى مثل هذا وقت الضعف ( فاعتبروا يا أولي الأبصار ) ولو كانت الشبه في جريها كالأنهار وفي كثرتها كمد البحار وفي ألوانها وتنوعها كالأزهار .
خامساً..... ثم أحتج وهو يقول استأنس بما رواه أحمد عن أبي إسحاق قلت للبراء : الرجل يحمل على المشركين أهو ممن ألقى بيده إلى التهلكة قال لا لأن الله عز وجل بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك إنما ذلك في النفقة .
قلت.... في سنده ( أبو بكر بن عياش بن سالم الملقب بالمقرئ ) قال عنه بن حجر في التقريب : ثقة لما كبر ساء حفظه وكتابه صحيح قلت فلا أدري حدث هذا الأثر لما ساء حفظه من حفظه أو من كتاب ثم إبي إسحاق مختلط ولا أدري حدث عنه أبو بكر قبل الاختلاط أو بعده وقد يتجاوز عن ذلك لأنه باشر السؤال بنفسه فهل يوثق بتفرد بمن في مثل هذا السند ولو قبلنا مثله فلا حجة فيه.
أقول لاحجة في هذا الأثر لو صح على جواز العمليات الاغتيالية التفجيرية فإنه في رجل لا يتيقن هلاكه كما يفعل أصحاب تلك العمليات . بل نجاته محتملة ثم إنه محمول كما ذكر شيخ الإسلام بن تيمية في الإنصاف أن مثل هذه الأخبار في رجل أو رجال انطلقوا من جماعة المسلمين وعسكرهم صوب العدو فهذا إذن قياس مع الفارق فليس للفلسطينيين الآن صف من عسكر وجيش منتظم بل أن اليهود سيكرون بالانتقام على شعب أعزل يتفننون في سفك دمائهم بلا مبالاة .
فأوردها سعدٌ وسعدٌ مشتمل ما هكذا يا سعد تورد الإبل
قلت ... قد مضى الكلام على بطلان الاحتجاج بهذا الأثر في رسالة لي سميتها النذارة لمنتحري فلسطين وأطفال الحجارة وقد تكلمت على إسنادها وبينت ضعفه وزاد الكاتب هنا بعض المصادر للقصة وهي كتاب الجهاد لعبد الله بن المبارك فينظر في سنده .
وأما التاريخ للطبري ففي سنده مجهول وهو شيخ من بني حنيفة .
وقد قلت هناك ... ولو صح الأثر لما كان دليلاً لما ذهب إليه العودة من الاستدلال على صحة العمليات الانتحارية لأن البراء لم يتيقن الهلاك وكان كذلك حيث أنه نجا ومرض شهر بعد ذلك ولأنه فعل ذلك عندما كان وراءه جيشاً قد حاصروا مسيلمة وحزبه في الحديقة واصحاب العمليات الانتحارية الفردية وراءهم شعب أعزل مسكين نساء وأطفال وشيوخ وشباب عزل عن السلاح فإذا رد عليهم اليهود نتاج العملية الانتحارية فلن يجد أولئك المساكين مقاومة من سلاح وعدة وعتاد وجيش يردوا به على اليهود فيكون قتالاً كما كان في بدر وغيرها لما استعد المسلمون ولو بعدد قليل ليس لهم إلا ذلك فهذا قول خطأ مبني على الرأي لا على الأثر لأن النبي صلى الله عليه وسلم في صلح الحديبية وموسى ومن معه لما لحقهم آل فرعون لم يقولوا نواجه بالحجارة ليس لنا إلا ذلك لأن في ذلك إذهاب للأنفس بلا مصلحة راجحة فقد شرع الجهاد الإسلامي الصحيح وفيه مفسدة قتل النفس ولكن مصلحة إقامة شرع الله في الأرض رجحت على تلك المفسدة إذا وجدت القدرة وأما في العمليات الانتحارية حصول مفسدتان ومصلحة تلاشت معها تلك المصلحة فالمفسدة الأولى قتل النفس والثانية ردة فعل اليهود على المسلمين بكثرة ما يحدثوه من القتل فيهم بدون أن يكون هناك شبه طريق للانتصار لعدم التكافؤ بين الحجارة والطائرات والدبابات أما مصلحة إرهاب اليهود وحدوث القتل فيهم فلا تساوي شئ أمام كثرة القتل في المسلمين وقطع طريق إقامة شرع الله في الأرض لأن الشرع بلا رجال لا يمكن تنفيذه وكثرة القتل والجوع يمنع تنظيم الدولة وإقامة الجهاد المؤدي للنصر عليهم ولنا في رسول الله أسوة حسنة حيث أنه لم يأمر أصحابه وقت الضعف وعدم التكافؤ بمثل هذه الاغتيالات ويقول هذا الذي نقدر عليه بل كان يأمر أصحابه بالصبر . يقول شيخ الإسلام بن تيمية كما في الإنصاف (4/116) يسن الانغماس في العدو لمصلحة المسلمين وإلاَّّ نهى عنه وهو من التهلكة ويلحظ في غالب هذه النصوص أنها في رجل أو رجال انطلقوا من جماعة من المسلمين وعسكرهم صوب العدو قلت فأين هذا من ذلك التهور الذي لا يقوم على ركن وثيق من العلم بل هو الرأي والعاطفة المهلكة وأما قوله رحمه الله في نفس الكلام ولكن في بعضها كما في قصة الغلام ما ليس كذلك فمحمول على حصول المصلحة كما ذكر في بداية كلامه وأين المصلحة اليوم من ردة الفعل الشنيعة من اليهود بعد العملية الانتحارية من قصف بالطائرات والدبابات وقتل العشرات والمئات ودخول هؤلاء المساكين من ضعف إلى ضعف يقتل العدو كل يوم العدد من الرجال المسلمين العزل فهل دعا رسول الله وأصحابه إلى مثل هذا وقت الضعف ( فاعتبروا يا أولي الأبصار ) ولو كانت الشبه في جريها كالأنهار وفي كثرتها كمد البحار وفي ألوانها وتنوعها كالأزهار .
خامساً..... ثم أحتج وهو يقول استأنس بما رواه أحمد عن أبي إسحاق قلت للبراء : الرجل يحمل على المشركين أهو ممن ألقى بيده إلى التهلكة قال لا لأن الله عز وجل بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك إنما ذلك في النفقة .
قلت.... في سنده ( أبو بكر بن عياش بن سالم الملقب بالمقرئ ) قال عنه بن حجر في التقريب : ثقة لما كبر ساء حفظه وكتابه صحيح قلت فلا أدري حدث هذا الأثر لما ساء حفظه من حفظه أو من كتاب ثم إبي إسحاق مختلط ولا أدري حدث عنه أبو بكر قبل الاختلاط أو بعده وقد يتجاوز عن ذلك لأنه باشر السؤال بنفسه فهل يوثق بتفرد بمن في مثل هذا السند ولو قبلنا مثله فلا حجة فيه.
أقول لاحجة في هذا الأثر لو صح على جواز العمليات الاغتيالية التفجيرية فإنه في رجل لا يتيقن هلاكه كما يفعل أصحاب تلك العمليات . بل نجاته محتملة ثم إنه محمول كما ذكر شيخ الإسلام بن تيمية في الإنصاف أن مثل هذه الأخبار في رجل أو رجال انطلقوا من جماعة المسلمين وعسكرهم صوب العدو فهذا إذن قياس مع الفارق فليس للفلسطينيين الآن صف من عسكر وجيش منتظم بل أن اليهود سيكرون بالانتقام على شعب أعزل يتفننون في سفك دمائهم بلا مبالاة .
فأوردها سعدٌ وسعدٌ مشتمل ما هكذا يا سعد تورد الإبل
سادساً..... احتج بما رواه مسلم رحمه الله من حديث صهيب الطويل في قصة الغلام وقوله للملك : إنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك قال : وما هو قال تجمع الناس في صعيد واحد وتصلي على جذع ثم خذ سهماً من كنانتي ثم ضع السهم في كبد القوس ثم قل بسم الله رب الغلام ثم ارمني فإنك إذا فعلت ذلك قتلتني ... الحديث وفيه أن الملك فعل ما أمره به فمات الغلام فقال الناس : آمنا برب الغلام آمنا برب الغلام ... الحديث .
قال العودة : فهذا الغلام أرشد الملك إلى الطريقة التي يتحقق بها ما رمى وتحقق بها ما رمي إليه الغلام من المصلحة العظيمة العامة من إيمان الناس كلهم بالله بعدم بلغهم خبره .
قلت ... وليس في هذا الحديث مستند لما يذهب إليه العودة من جواز هذه العمليات الاغتيالية التفجيرية من وجوه اسردها مستعيناً بالله متوكلاً عليه :
أولاً// أن هذه الصورة وهي أن يتسبب الرجل الواحد في قتل نفسه للمصلحة التي ترجح على مفسدة التسبب في قتل نفسه غير موجودة في العملية الانتحارية حتى يستدل بها أصلاً حيث أن العملية الانتحارية قتل رجل واحد لنفسه بحمله المتفجرات في وسط العدو ولا يكون وراءه جيش ينطلق من عندهم بل يتسبب بهذه العملية حصول مفسدة كبرى لمن وراءه من العزل كما تقدم أكثر من مرة فلا مصلحة تجري من جراء قتل النفس بهذه الصورة إلا الحرب والدمار من قبل اليهود لشعب أعزل فأين المصلحة الراجحة على المفسدة هنا لاحول ولا قوة إلا بالله .
ثانياً// أن الغلام لم يقتل نفسه أصلاً بل قتل بيد الملك فقد دل الملك الناس على التوحيد الذي إذا نطق آمن الناس فينتقلون من الكفر إلى الإسلام وصاحب العملية يقتل نفسه مع غيره فلا يكون قتله من قبل أعداءه بل من قبل نفسه بنفسه فمع كثرة القتل الذي يجريه اليهود على المسلمين انتقاماً لمن قتل منهم في العملية الانتحارية بالطائرات والدبابات والقناصات والمدرعات التي تسحق المنازل على العزل من المسلمين قد يفتنوا عن دينهم فيخرجوا من دين الله أفواجاً وذلك مع قلة الإيمان وقلة العلم وفشوا المعاصي المنتشرة في تلك البلاد عافانا الله وإياكم فعمل الغلام ترتب عليه مصلحة على أنه لم يقتل نفسه بنفسه وعمل صاحب العملية ينجم من وراءه مفسدة كبرى ترجح على مصلحة قتل أربعة أو عشرة من اليهود على المسلمين .
فأين مطابقة مثل هذه العمليات الاغتيالية للمصلحة التي نتجت من عمل الغلام في تسببه في قتل نفسه
ثالثاً// فرق بين قتل النفس بالنفس وبذل السبب في القتال ولو من واحد ثم قتل العدو للمجاهد فوجه ذلك أن العدو إذا قتل المسلم بنفسه وكان هناك جيش مسلم وقتال لن تكون ردة فعل على من وراءه من المسلمين مثل ما إذا انطلق مسلم من شعب أعزل ليفجر نفسه مع العدو فسيحصل انتقام واسع يقتل معه المئات أوالآلاف من المسلمين العزل فافترقا.
قال العودة : فهذا الغلام أرشد الملك إلى الطريقة التي يتحقق بها ما رمى وتحقق بها ما رمي إليه الغلام من المصلحة العظيمة العامة من إيمان الناس كلهم بالله بعدم بلغهم خبره .
قلت ... وليس في هذا الحديث مستند لما يذهب إليه العودة من جواز هذه العمليات الاغتيالية التفجيرية من وجوه اسردها مستعيناً بالله متوكلاً عليه :
أولاً// أن هذه الصورة وهي أن يتسبب الرجل الواحد في قتل نفسه للمصلحة التي ترجح على مفسدة التسبب في قتل نفسه غير موجودة في العملية الانتحارية حتى يستدل بها أصلاً حيث أن العملية الانتحارية قتل رجل واحد لنفسه بحمله المتفجرات في وسط العدو ولا يكون وراءه جيش ينطلق من عندهم بل يتسبب بهذه العملية حصول مفسدة كبرى لمن وراءه من العزل كما تقدم أكثر من مرة فلا مصلحة تجري من جراء قتل النفس بهذه الصورة إلا الحرب والدمار من قبل اليهود لشعب أعزل فأين المصلحة الراجحة على المفسدة هنا لاحول ولا قوة إلا بالله .
ثانياً// أن الغلام لم يقتل نفسه أصلاً بل قتل بيد الملك فقد دل الملك الناس على التوحيد الذي إذا نطق آمن الناس فينتقلون من الكفر إلى الإسلام وصاحب العملية يقتل نفسه مع غيره فلا يكون قتله من قبل أعداءه بل من قبل نفسه بنفسه فمع كثرة القتل الذي يجريه اليهود على المسلمين انتقاماً لمن قتل منهم في العملية الانتحارية بالطائرات والدبابات والقناصات والمدرعات التي تسحق المنازل على العزل من المسلمين قد يفتنوا عن دينهم فيخرجوا من دين الله أفواجاً وذلك مع قلة الإيمان وقلة العلم وفشوا المعاصي المنتشرة في تلك البلاد عافانا الله وإياكم فعمل الغلام ترتب عليه مصلحة على أنه لم يقتل نفسه بنفسه وعمل صاحب العملية ينجم من وراءه مفسدة كبرى ترجح على مصلحة قتل أربعة أو عشرة من اليهود على المسلمين .
فأين مطابقة مثل هذه العمليات الاغتيالية للمصلحة التي نتجت من عمل الغلام في تسببه في قتل نفسه
ثالثاً// فرق بين قتل النفس بالنفس وبذل السبب في القتال ولو من واحد ثم قتل العدو للمجاهد فوجه ذلك أن العدو إذا قتل المسلم بنفسه وكان هناك جيش مسلم وقتال لن تكون ردة فعل على من وراءه من المسلمين مثل ما إذا انطلق مسلم من شعب أعزل ليفجر نفسه مع العدو فسيحصل انتقام واسع يقتل معه المئات أوالآلاف من المسلمين العزل فافترقا.
سابعاً.... ثم احتج بما رواه بن أبي شيبة (4/569) والطبراني وغيرهما عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الذين يلقون في الصف الأول فلا يلتفتون وجوههم حتى يقتلوا أولئك يتلبطون في الغرف العلى من الجنة ويضحك إليهم ربك إن ربك إذا ضحك إلى قوم فلا حساب عليهم قال المنذري رجاله ثقات .
قلت... وليس في هذا الحديث لو صح وجه دلالة صحيحة على ما ذهب إليه العودة من تجويز العمليات الانتحارية فهو أضعف مما سبقه من الدلالات حيث أن ليس فيه أن هذا الذي يلقى في الصف دون التفات منزوع السلاح أو أنه منفرد يتيقن قتل نفسه أو أنه بلا جيش وراءه يقي المسلمين شر الملحمة والقتال بل كل ما فيه الترغيب في البقاء والثبات في الصف الأول والقتال دون الفر والتولي يوم الزحف وذلك عندما يكون هناك صفان صف من المسلمين وصف من الكفار وكلاهما في حرب وملحمة لا أن يكون جيش كافر ضد مسلمون عزل عن السلاح فيكونوا ضد كفار مشركون كاليهود لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة ما أن يقتل منهم عشرة أو ثلاثون في عملية انتحارية ولا يرون أن جيشاً وراءه إلا سحقوا المسلمين بالدبابات والطائرات والاعتقالات وأذاقوهم أشد العذاب ولذلك جنب النبي أصحابه الجهاد وقت الضعف ولم يقل لهم بدل صلح الحديبية أضربوهم بما عندكم من قوة ترهبونهم بها بل صبر وانتظر هو وأصحابه حتى قوى على قتالهم وكان آخر ذلك فتح مكة فقال صلى الله عليه وسلم لهم وقت الضعف في مكة عندما قال له خباب بن الأرت ألا تدعوا لنا ألا تستنصر لنا قال : (إنه كان يؤتى بالرجل فيمن كان قبلكم فيحفر له حفرة فيوضع فيها ويؤتى بالمنشار فيوضع على مفرق رأسه فيشق نصفين ...إلى أن قال لا يرجعه ذلك عن دينه لكنكم قوم تستعجلون) وقد قال في حديث( العجلة من الشيطان)
ثامناً.... ثم أحتج بما رواه ابن أبي شيبة عن مدرك بن عوف الأحمسي قال كنت عند عمر رضي الله عنه فقال قلت : إن لي جاراً رمى بنفسه في الحرب فقتل فقال ناس ألقى بيده إلى التهلكة فقال عمر كذبوا لكنه اشترى الآخرة بالدنيا )
قلت... قال ابن حجر رواه بن جرير وابن المنذر بإسناد صحيح عن مدرك بن عوف ( الفتح)
قلت... وهذا الآثر كذلك ليس فيه حجة للعودة بالقول بجواز العمليات الاغتيالية فليس فيه أن الذي رمى بنفسه في الحرب أنه كان أعزلاً عن السلاح يتيقن القتل بل لفظه عكس ذلك فقال رمى بنفسه في الحرب فظاهره كما قال شيخ الاسلام في مثل هذه النصوص إنطلق من عسكر مسلمين قلت وكانوا في حرب وراءه جيش مسلم والنجاة عنده محتملة وإن كانت ضعيفة والذي يفجر نفسه قد يتيقن الهلاك ولا ينطلق من جيش والمفسدة يولدها على من وراءه من المدنيين العزل عن السلاح بإنتقام اليهود أكثر بكثير من مصلحة قتل اثنين أو ثلاثة أو إدخال الرهبة الجزئية في صفوف اليهود والتي لا تقارن بليالي الرهبة من شن هجوم شامل بالطائرات والمتفجرات بعد مثل هذه العمليات الانتحارية والقتل الذي يجري بالعشرات والمئات على الأطفال والنساء والشيوخ والشباب العزل فإنه يفرح والله بقتل يهودي أشد الفرح ولكن الحزن بظلمة انتقام اليهود وقتل المئات تطغى على هذا الفرح الذي يقضي على كل وبيص أمل في إقامة دولة إسلامية سيما وأصحاب هذه العمليات لم يصرحوا بالجهاد في سبيل الله ولا يستنون فيها بسنة رسول الله وأصحابه في الجهاد وطرقه وترك منهياته أو إعمال شروطه .
ثامناً.... ثم أحتج بما رواه ابن أبي شيبة عن مدرك بن عوف الأحمسي قال كنت عند عمر رضي الله عنه فقال قلت : إن لي جاراً رمى بنفسه في الحرب فقتل فقال ناس ألقى بيده إلى التهلكة فقال عمر كذبوا لكنه اشترى الآخرة بالدنيا )
قلت... قال ابن حجر رواه بن جرير وابن المنذر بإسناد صحيح عن مدرك بن عوف ( الفتح)
قلت... وهذا الآثر كذلك ليس فيه حجة للعودة بالقول بجواز العمليات الاغتيالية فليس فيه أن الذي رمى بنفسه في الحرب أنه كان أعزلاً عن السلاح يتيقن القتل بل لفظه عكس ذلك فقال رمى بنفسه في الحرب فظاهره كما قال شيخ الاسلام في مثل هذه النصوص إنطلق من عسكر مسلمين قلت وكانوا في حرب وراءه جيش مسلم والنجاة عنده محتملة وإن كانت ضعيفة والذي يفجر نفسه قد يتيقن الهلاك ولا ينطلق من جيش والمفسدة يولدها على من وراءه من المدنيين العزل عن السلاح بإنتقام اليهود أكثر بكثير من مصلحة قتل اثنين أو ثلاثة أو إدخال الرهبة الجزئية في صفوف اليهود والتي لا تقارن بليالي الرهبة من شن هجوم شامل بالطائرات والمتفجرات بعد مثل هذه العمليات الانتحارية والقتل الذي يجري بالعشرات والمئات على الأطفال والنساء والشيوخ والشباب العزل فإنه يفرح والله بقتل يهودي أشد الفرح ولكن الحزن بظلمة انتقام اليهود وقتل المئات تطغى على هذا الفرح الذي يقضي على كل وبيص أمل في إقامة دولة إسلامية سيما وأصحاب هذه العمليات لم يصرحوا بالجهاد في سبيل الله ولا يستنون فيها بسنة رسول الله وأصحابه في الجهاد وطرقه وترك منهياته أو إعمال شروطه .
تاسعاً... ثم أحجتج بما رواه محمد بن الحسن الشيباني في السير (1/163) أما من حمل على العدو فهو يسعى في إعزاز الدين ويتعرض للشهادة التي يستفيد بها الحياة الأبدية فكيف يكون ملقياً نفسه إلى التهلكة .
ثم قال : لا بأس بأن يحمل الرجل وحده وإن ظن أنه ثقيل إذا كان يرى أنه يصنع شيئاً فيقتل أو يجرح أو يهزم فقد فعل ذلك جماعة من الصحابة بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد ومدحهم على ذلك وقيل لأبي هريرة ألم ترى أن سعداً بن هشام لما التقى الصفان حمل فقاتل حتى قتل وألقى بيده إلى التهلكة فقال كلا ولكنه تأول آية في كتاب الله : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ )(البقرة: من الآية207) فأما إن كان يعلم أنه لا ينكي فيهم فإنه لا يحمل له أن يحمل عليهم لأنه لا يحصل بحملته شئ مما يرجع إلى إعزاز الدين ولكنه يقتل فقط وقد قال تعالى : (وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ)(النساء: من الآية29) الخ ما قال .
قلت ... ولا حجة فيما ذكره من وجوه سنسردها سرداً فأقول وبالله التوفيق : أن ذلك محمول على أن ينطلق صوب العدو من عسكر مسلم يكون في حرب مع الكفار كما سلف لأنه قال كما في أُحد ثم لا حجة في أثر أبي هريرة لأن السائل قال لما التقى الصفان وفي فلسطين ليس هناك صفان بل صف واحد من اليهود المدججين بالسلاح من الطائرات وعسكر فكان هدي النبي كما قال شيخ الإسلام بن تيمية مع الكفار وقت الضعف المسالمة ( قلت حتى يتقوى ) لا المواجهة قلت لأنه يترتب مفسدة أكبر فأطلق القول بن تيمية في ترك المواجهة وقت الضعف ثم اشترط في آخر الكلام الذي نقله العودة عن محمد بن الحسن حصول النكاية فهل في كلامه رحمه الله ما إذا كانت النكاية بالعدو تؤدي إلى النكاية بالمسلمين أضعاف مضاعفة لا تعد ولا تحصى كما يحصل من العمليات الانتحارية فماذا سيكون جوابه فكلامه رحمه الله غير وارد في مثل هذه العمليات التي فارقت كل حجة ساقها في فتواه فكل الصور في رجل مسلم يحمل على العدو ويكون وراءه جيش ولا يتيقن الهلاك ويكون قصده أن تكون كلمة الله هي العليا ويحدث نكاية بالعدو تكون سبيلاً للنصر عليهم فيقتله العدو لا يقتل نفسه بنفسه .
وفي هذه العمليات لا نسمع أنهم أعلنوا الجهاد وليس وراء المفجر نفسه جيش فانطلق كما قال بن تيمية من عسكر المسلمين إلى المشركين والنكاية التي يحدثها مقابله بأضعافها على المسلمين فيزداد ضعف المسلمين يوماً بعد يوم بمثل هذه العمليات حتى نخشى عليهم الفتنة في الدين حيث قد يقول قائلهم ما بالنا نقول لا إله إلا الله ولا ننتصر والجواب أنهم لم يتابعوا رسول الله وأصحابه في ضوابط الجهاد وقت الضعف فقد قال شيخ الإسلام: ( وكان هديه صلى الله عليه وسلم وقت الضعف المسالمة مع أعداءه وهؤلاء جرهم الحماس لترك سؤال أهل العلم المعروفين بالتحقيق العلمي كالشيخ عبدالعزيز وبن عثيمين في طريقة الجهاد والذين لهم فتاوى تخالف فتاوى العودة هدانا الله وإياه للصواب قال تعالى : (أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (آل عمران:165)
ثم قال : لا بأس بأن يحمل الرجل وحده وإن ظن أنه ثقيل إذا كان يرى أنه يصنع شيئاً فيقتل أو يجرح أو يهزم فقد فعل ذلك جماعة من الصحابة بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد ومدحهم على ذلك وقيل لأبي هريرة ألم ترى أن سعداً بن هشام لما التقى الصفان حمل فقاتل حتى قتل وألقى بيده إلى التهلكة فقال كلا ولكنه تأول آية في كتاب الله : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ )(البقرة: من الآية207) فأما إن كان يعلم أنه لا ينكي فيهم فإنه لا يحمل له أن يحمل عليهم لأنه لا يحصل بحملته شئ مما يرجع إلى إعزاز الدين ولكنه يقتل فقط وقد قال تعالى : (وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ)(النساء: من الآية29) الخ ما قال .
قلت ... ولا حجة فيما ذكره من وجوه سنسردها سرداً فأقول وبالله التوفيق : أن ذلك محمول على أن ينطلق صوب العدو من عسكر مسلم يكون في حرب مع الكفار كما سلف لأنه قال كما في أُحد ثم لا حجة في أثر أبي هريرة لأن السائل قال لما التقى الصفان وفي فلسطين ليس هناك صفان بل صف واحد من اليهود المدججين بالسلاح من الطائرات وعسكر فكان هدي النبي كما قال شيخ الإسلام بن تيمية مع الكفار وقت الضعف المسالمة ( قلت حتى يتقوى ) لا المواجهة قلت لأنه يترتب مفسدة أكبر فأطلق القول بن تيمية في ترك المواجهة وقت الضعف ثم اشترط في آخر الكلام الذي نقله العودة عن محمد بن الحسن حصول النكاية فهل في كلامه رحمه الله ما إذا كانت النكاية بالعدو تؤدي إلى النكاية بالمسلمين أضعاف مضاعفة لا تعد ولا تحصى كما يحصل من العمليات الانتحارية فماذا سيكون جوابه فكلامه رحمه الله غير وارد في مثل هذه العمليات التي فارقت كل حجة ساقها في فتواه فكل الصور في رجل مسلم يحمل على العدو ويكون وراءه جيش ولا يتيقن الهلاك ويكون قصده أن تكون كلمة الله هي العليا ويحدث نكاية بالعدو تكون سبيلاً للنصر عليهم فيقتله العدو لا يقتل نفسه بنفسه .
وفي هذه العمليات لا نسمع أنهم أعلنوا الجهاد وليس وراء المفجر نفسه جيش فانطلق كما قال بن تيمية من عسكر المسلمين إلى المشركين والنكاية التي يحدثها مقابله بأضعافها على المسلمين فيزداد ضعف المسلمين يوماً بعد يوم بمثل هذه العمليات حتى نخشى عليهم الفتنة في الدين حيث قد يقول قائلهم ما بالنا نقول لا إله إلا الله ولا ننتصر والجواب أنهم لم يتابعوا رسول الله وأصحابه في ضوابط الجهاد وقت الضعف فقد قال شيخ الإسلام: ( وكان هديه صلى الله عليه وسلم وقت الضعف المسالمة مع أعداءه وهؤلاء جرهم الحماس لترك سؤال أهل العلم المعروفين بالتحقيق العلمي كالشيخ عبدالعزيز وبن عثيمين في طريقة الجهاد والذين لهم فتاوى تخالف فتاوى العودة هدانا الله وإياه للصواب قال تعالى : (أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (آل عمران:165)
عاشراً .... ثم ذكر قول الحافظ بن حجر في مسألة حمل الواحد على العدو الكثير من العدو أن الجمهور رجحوا بأنه إذا كان لغرض شجاعته وظنه أنه يرهب العدو بذلك أو يجرئ المسلمين عليهم أو نحو ذلك من المقاصد الصحيحة فهو حسن ومتى كان مجرد تهور ممنوع .
قلت.... وهذا كسابقه محمول على ماإذا كان معه جيش وراءه وانطلق صوب العدو من عسكره أما منفرداً هكذا فلا أعلم أن المسألة بهذه الصورة وقعت في زمن النبي صلى الله عليه وسلم فإن واقع هذه العمليات الاعتقالية أنها جرئت اليهود على المسلمين وحركت غضبهم الذي نفذوه برميهم بالقنابل وهدم منازلهم فصارت النكاية والرهبة بالمسلمين أكثر منها من العدو ولم نسمع أن أصحاب هذه العمليات أعلنوا الجهاد ولو أعلنوه لما كان على طريقة رسول الله وأصحابه من المسالمة مع العدو وقت الضعف كما أفتى بذلك شيخ الإسلام بن تيمية .
الحادية عشر ..... ثم ذكر عن حاشية الدسوقي أن يكون قصده إعلاء كلمة الله .
قلت .... فهل أعلن أصحاب هذه العمليات الجهاد لإعلاء كلمة الله أم غضباً على الأرض والوطن ثم لو قيل قد صرح بعضهم بالجهاد قلنا له وهل هذه الطريقة في الجهاد هي التي ربى عليها رسول الله أصحابه وقت الضعف فلا بد مع النية من المتابعة لأن الجهاد عبادة وترك المتابعة فيه للرسول وأصحابه طريق للهزيمة بلا شك .
ثم ذكر عن الدسوقي : أن يظن تأثيره فيهم .
قلت... فهذه العبارة لم تحرر من قبل ناقلها فتنزل واقع هذه العمليات عليها لو كانت حجة وهي أن التأثير بعد إتمام هذه العمليات عكسي حيث يقتل أضعاف أضعاف العدد الذي قتل من اليهود في تلك العمليات إنتقاماً فذلك يكون من أعظم أسباب الضعف في المسلمين وترى القتل عليهم وهم عزل بالمئات ودرء المفاسد مقدم على جلب المصالح فلا يكون طريقاً للم الشتات والتنظيم الجهادي والانتصار أبداً .
قلت.... وهذا كسابقه محمول على ماإذا كان معه جيش وراءه وانطلق صوب العدو من عسكره أما منفرداً هكذا فلا أعلم أن المسألة بهذه الصورة وقعت في زمن النبي صلى الله عليه وسلم فإن واقع هذه العمليات الاعتقالية أنها جرئت اليهود على المسلمين وحركت غضبهم الذي نفذوه برميهم بالقنابل وهدم منازلهم فصارت النكاية والرهبة بالمسلمين أكثر منها من العدو ولم نسمع أن أصحاب هذه العمليات أعلنوا الجهاد ولو أعلنوه لما كان على طريقة رسول الله وأصحابه من المسالمة مع العدو وقت الضعف كما أفتى بذلك شيخ الإسلام بن تيمية .
الحادية عشر ..... ثم ذكر عن حاشية الدسوقي أن يكون قصده إعلاء كلمة الله .
قلت .... فهل أعلن أصحاب هذه العمليات الجهاد لإعلاء كلمة الله أم غضباً على الأرض والوطن ثم لو قيل قد صرح بعضهم بالجهاد قلنا له وهل هذه الطريقة في الجهاد هي التي ربى عليها رسول الله أصحابه وقت الضعف فلا بد مع النية من المتابعة لأن الجهاد عبادة وترك المتابعة فيه للرسول وأصحابه طريق للهزيمة بلا شك .
ثم ذكر عن الدسوقي : أن يظن تأثيره فيهم .
قلت... فهذه العبارة لم تحرر من قبل ناقلها فتنزل واقع هذه العمليات عليها لو كانت حجة وهي أن التأثير بعد إتمام هذه العمليات عكسي حيث يقتل أضعاف أضعاف العدد الذي قتل من اليهود في تلك العمليات إنتقاماً فذلك يكون من أعظم أسباب الضعف في المسلمين وترى القتل عليهم وهم عزل بالمئات ودرء المفاسد مقدم على جلب المصالح فلا يكون طريقاً للم الشتات والتنظيم الجهادي والانتصار أبداً .
الثانية عشر .... ثم ذكر عن ابن العربي أن الصحيح جواز إقدام الرجل الواحد على الجمع الكثير من الكفار لأن فيه أربعة وجوه :
الأول : طلب الشهادة
قلت... فهل هؤلاء طلبوا الشهادة وأعلنوا إرادة أن تكون كلمة الله هي العليا لقوله صلى الله عليه وسلم : ( من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله ) أم فعلت هذه العمليات حميَّة للأرض والوطن فإذا كان طلب الشهادة عبادة فلا بد مع الإخلاص المتابعة للنبي كما تقدم بدراسة سيرته مع أعداءه وقت الضعف والقوة ثم نتأسى به لقوله تعالى : (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ)(الأحزاب: من الآية21) .
الثاني : وجود النكاية .
قلت..... فأي النكايتين أعظم بعد إتمام هذه العمليات النكاية بالمسلمين العزل عن السلاح بانتقام اليهود المدججين بالسلاح أم قتل أربعة أو عشرون أو ثلاثون من اليهود فيظن العالم أنهم في حرب متكافئة .
الثالث: تجرئة المسلمين عليهم .
قلت ... إن جرءة اليهود على المسلمين تزيد بالقتل والتعذيب والتدمير للمخيمات انتقاماً لأنفسهم والنبي صلى الله عليه وسلم أعلم بمثل هذه التجرئة فهل كان يجرءهم وقت الضعف أم يأمرهم بالصبر فكان النصر مع الصبر حتى فتحت مكة وأعطى الكفار الجزية عن يد وهم صاغرون .
الرابع : ضعف نفوس الكفار ليروا أن هذا صنع واحد فيهم فما ظنك بالجميع .
قلت ... فإي النفوس أضعف بعد العملية نفوس المسلمين عندما يرون كثرة القتل فيهم أم اليهود عندما يكون القتل فيهم حافز على قتل المئات من الفلسطينين فإنهم يزدادون بهذه العملية وطئة على المسلمين بالقنابل والرشاشات وسحقاً لهذا الشعب الأعزل بعمل مثل هذه العمليات ولاحظ أن هذه العمليات خلال تلك المدة الطويلة لم يتقدم الأمر بها إلى الفتح بل إلى أسواء ثم أسواء كما أقر بذلك لي بعض وجهاء الفلسطينين وهو أدرى بواقعهم من أخواننا لأنها لم تكن على متابعة لهدي النبي في الجهاد وقت الضعف .
ثم إن العودة ختم كلامه بالرد على مثل تلك الاستشهادات من الأدلة التي ساقها بنقله لتحرير شيخ الإسلام بن تيمية لمثل هذه الأدلة التي ساقها :
فقال : وقال ابن تيمية كما في الإنصاف (4/116) ليس الإنغماس في العدو لمصلحة المسلمين وإلا نهي عنه وهو من التهلكة .
قلت .... فهذا الإنغماس في العدو لمصلحة الذي دعا إليه شيخ الإسلام بن تيمية لون والذي يدعو إليه العودة لون آخر والثاني من التهلكة حيث أن العملية الانتحارية تتولد منها مفسدة كبرى كما هو معلوم من ردة فعل اليهود وقتلهم لعشرات المئات من المسلمين تتلاشى معها مصلحة قتل ثلاثة أو عشرة منهم أو إحداث رعب جزئي لهم ويكون أضعافه على المسلمين بالقتل والاعتقال وغير ذلك من صنوف التعذيب.
ثم إن المنغمس في العدو تحتمل نجاته وإذا قتله أعداءه فهم القتلة أما هذا المنتحر إنما يقتل نفسه بنفسه لا بيد عدوه نسأل الله العافية فالقياس مع الفارق فإن المصلحة لو وجدت في مثل هذه العمليات تتلاشى مع المفسدة التي تجري على المسلمين العزل عن السلاح كما مضى أكثر من مرة .
ثم انفلق صبح الحق بهذه المقولة الآتية التي ساقها العودة عن شيخ الإسلام ليجتث بنيان كل الاستدلالات السالفة ببيان ضعفها وأن استعمالها إنما كان في غير محلها فقال رحمه الله ( بنقل العودة عنه ولا حول ولا قوة إلا بالله ) : ويلحظ في غالب هذه النصوص والأخبار أنها في رجل أو رجال انطلقوا من جماعة المسلمين وعسكرهم صوب العدو قلت فكان كل الذي ساقه العودة من الاستدلالات بتلك الأدلة إنما هو خارج موضع النزاع فقد تعلمنا منه رحمه الله : أن كلام العلماء يحتج له ولا يحتج به فإن المتأمل في قصة أبو أيوب وغيرها يجد أن الواقع ما ذكره الشيخ رحمة الله تعالى عليه ولكنه استثنى رحمه الله فقال : ( ولكن في بعضها كما في قصة الغلام المؤمن ماليس كذلك )
قلت.... أما الغلام فقد تقدم الجواب عن ضعف وجه الاستدلال بقصته على العمليات الانتحارية وأما أدلة أخرى نزِّلت عند الشيخ على طريقة عمل الغلام فلم أرى نصاً صريح يدل على ذلك ببحث علمي والذي رأيته أنها محتملة لوجود جيش وانطلق منه أو إنطلق يستفز الكفار بالنكاية بهم ووراءه عزل والنص إذا أحتمل نظر إلى عمل السلف رحمهم الله ولم يكن من هديهم أصلاً الجهاد وقت الضعف وذهاب واحد فيهم ينطلق يحدث النكاية ووراءه عزل ثم إن كلامه رحمه الله مقيد بحصول المصلحة ولقد عرف من نظر ببصيرة وتجرد عن العاطفة والرأي والهوى أن الواقع يبين أن المصلحة بإرهاب العدو قليلة متلاشية بجانب القتل والتعذيب الذي يجري على إخواننا المسلمين هناك بما يملكه الأعداء من كثرة الأسلحة وغاية ما يقال أنها متساوية مع المفسدة والقاعدة أنها إذا تساوت المصالح والمفاسد فدرء المفاسد مقدم على جلب المصالح .
ولذلك ترك النبي صلى الله عليه وسلم الاغتيالات في مكة وقت الضعف وفترة في بداية قعوده في المدينة بعدما هاجر إليها حتى تقوى في المدينة ثم أغتال كعب بن الأشرف بحيث لو حصلت ردة فعل اليهود بالسلاح ضد المسلمين سيجدوا جيش منظم بقيادة رسول الله يرد عليهم تكون حرباً لا قتلاً بالمئات وتعذيباً بالعشرات والله تعالى يقول : (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً) (الأحزاب:21)
ثم ذكر شروطاً لو نزلت على واقع العمليات الانتحارية الفلسطينية لافترقت فقال في آخر تلك الاستدلالات وتكون تلك العمليات صحيحة بشروط :
1- أن تكون لإعلاء كلمة الله قلت (ولم يعلنوا فيما أعلم إلا شعارات الحمية على الأرض ونحو ذلك).
2- أن يغلب على الظن أو يجزم أن في ذلك نكاية بالعدو بقتل أو جرح أو هزيمة أو تجرئ للمسلمين عليهم وإضعاف نفوسهم .
قلت .... والنكاية بالمسلمين العزل بإدي عدوهم بعد إجراء العمليات أعظم والمصلحة في إرهابهم مرجوحة بما تقدم .
ثم قال : وهذا التقدير لا يمكن أن يوكل لآحاد الناس وأفرادهم خصوصاً في مثل أحوال الناس اليوم بل لا بد أن يكون صادراً عن أهل الخبرة والدراية والمعرفة بالأحوال العسكرية والسياسية من أهل الإسلام وحماته وأولياءه .
قلت.... وهل هذا واقع الآن في مثل هذه العمليات إننا نرى القتلى الفلسطينيين يزيدون يوماً بعد يوم وفي كل عملية انتحارية يذهب من جراء انتقام اليهود العشرات أو المئات حتى هدم ثلثي مخيم وربما يذهب الآلاف في الأيام القادمة إن لم يكن قد ذهب .
ثم قال : أن يكون هذا ضد كفار أعلنوا الحرب على المسلمين .
قلت.... ولو أعلن الكفار الحرب ضد المسلمين وكان المسلمون ضعفاء عزل هل الحكمة أن يهاجروا أو يصالحوا مؤقتاً كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم أم يتصدوا وهم ضعفاء فتذهب أرواحهم وهم عزل عن السلاح بالآلاف وهل هذا الكلام إلا مخالف لمنهج الأنبياء عليهم السلام حيث أن فرعون لما أعلن الحرب على موسى ولحقه هو وجنده يريدون قتله هرب موسى عليه السلام بمن معه ولم يسلط الذين معه مع كونه على الحق وهو كليم الله وفرعون يدعي أنه إله فيقول لهم أحدثوا النكاية فيهم بما تقدروا عليهم فهم سيقتلوكم سيقتلوكم فموتوا محاربين خير لكم بل ضرب بعصاه وهرب من خلال البحر ثم أطبق البحر على فرعون ومن معه .وكذلك عيسى مع حوارييه وأنصاره لم يقاوم بالحجارة من أرادوا قتله بل رفعه الله إليه ، وكذلك آخرهم محمد عليه الصلاة والسلام خرج من مكة هارباً مع أبي بكر وأمر أصحابه بالهجرة وقد أعلنوا الحرب عليهم ولم ينزل فرض الجهاد لأن المفسدة المترتبة من المقاومة أعظم من مصلحة قتل عشرة أو مئة في المقاومة وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بالهجرة ولذلك يقول شيخ الإسلام بن تيمية وكان هدي النبي مع أعداءه وقت الضعف المسالمة قلت حتى في الحديبية ومع كون معه جيش ولكن القوة غير متكافئة صالحهم النبي مع كون العزة لله ولرسوله ولم يقل أعلنوا الحرب أقاتلهم وأترك مصالحتهم فإن دين الله ياأخواني لا يعرف بالتجربة والعقل والعاطفة وإنما يعلم بالدليل من الكتاب والسنة على فهم سلف الأمة ولنا عبرة في عمر بن الخطاب لما لم يرضى الصلح ماذا كان فقد رجع عن قوله لما علم أنه وحي وهؤلاء يقدمون الرأي على الوحي الآمر بالتأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم في وقت الضعف بترك القتال ولا يرجعون إلى هديه إلا أن يشاء الله ثم إن مثل هذه العمليات تجري على المدنيين من اليهود لا العسكريين المقاتلين . وقد تبينت العلة من عدم جواز قتل النساء فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( ما كان لهذه أن تقاتل) فدل أن من لم يكن له مشاركة في القتال لا يجوز أن يغتال .
ثم ذكر الشرط الرابع : أن يكون في بلادهم أو في بلاد دخلوها وتملكوها وحكموها وأراد المسلمون مقاومتهم وطردهم منها ثم ضرب مثلاً بفلسطين والشيشان .
قلت... فهل كان هناك حق لإقامة الكفار في مكة التي هي أحب البقاع إلى الله أم يستحقون الطرد منها ومن الأرض جميعاً فما دليل هذا الشرط فإن أي شرط كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس في كتاب الله فهو باطل ، فهل أمروا بالجهاد وهم ضعفاء عزل بدعوى أنها مكة أرض لا حق لهم فيها وهم كفار أم كان من الحكمة ترك فرض الجهاد حتى يتقووا ووصف الأرض أهي لهم أو للكفار ملغي لا يعول عليه في الحكم ما دامت الثمره سحق المسلمين وموت الدولة الإسلامية الوليدة وتفادي حصول مفسدة أرجح من مصلحة قتل العشرة منهم ونحو ذلك بمثل هذه العمليات الاغتيالية وقت النبي الصحابة الاغتيالات مكة وقت الضعف
ثم ذكر شرطاً خامساً : استئذان الوالدين .
قلت..... وهذا في الجهاد المعروف لا في عملية انتحارية يكون من جرائها العقوق للوالدين حيث أن هذا الشخص المفجر نفسه سيغيظ الكفار من اليهود ثم يطوقوا ربما قرية والديه العزل ويرموهم بالقنابل انتقاماً فلا تكون الضحية والديه بل قبيلته كلها فيكون كأنه سبباً في قطع رحمه بموتهم بسبب ردة فعل من لا يرقب في مؤمن إلا ولا ذمة .
الأول : طلب الشهادة
قلت... فهل هؤلاء طلبوا الشهادة وأعلنوا إرادة أن تكون كلمة الله هي العليا لقوله صلى الله عليه وسلم : ( من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله ) أم فعلت هذه العمليات حميَّة للأرض والوطن فإذا كان طلب الشهادة عبادة فلا بد مع الإخلاص المتابعة للنبي كما تقدم بدراسة سيرته مع أعداءه وقت الضعف والقوة ثم نتأسى به لقوله تعالى : (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ)(الأحزاب: من الآية21) .
الثاني : وجود النكاية .
قلت..... فأي النكايتين أعظم بعد إتمام هذه العمليات النكاية بالمسلمين العزل عن السلاح بانتقام اليهود المدججين بالسلاح أم قتل أربعة أو عشرون أو ثلاثون من اليهود فيظن العالم أنهم في حرب متكافئة .
الثالث: تجرئة المسلمين عليهم .
قلت ... إن جرءة اليهود على المسلمين تزيد بالقتل والتعذيب والتدمير للمخيمات انتقاماً لأنفسهم والنبي صلى الله عليه وسلم أعلم بمثل هذه التجرئة فهل كان يجرءهم وقت الضعف أم يأمرهم بالصبر فكان النصر مع الصبر حتى فتحت مكة وأعطى الكفار الجزية عن يد وهم صاغرون .
الرابع : ضعف نفوس الكفار ليروا أن هذا صنع واحد فيهم فما ظنك بالجميع .
قلت ... فإي النفوس أضعف بعد العملية نفوس المسلمين عندما يرون كثرة القتل فيهم أم اليهود عندما يكون القتل فيهم حافز على قتل المئات من الفلسطينين فإنهم يزدادون بهذه العملية وطئة على المسلمين بالقنابل والرشاشات وسحقاً لهذا الشعب الأعزل بعمل مثل هذه العمليات ولاحظ أن هذه العمليات خلال تلك المدة الطويلة لم يتقدم الأمر بها إلى الفتح بل إلى أسواء ثم أسواء كما أقر بذلك لي بعض وجهاء الفلسطينين وهو أدرى بواقعهم من أخواننا لأنها لم تكن على متابعة لهدي النبي في الجهاد وقت الضعف .
ثم إن العودة ختم كلامه بالرد على مثل تلك الاستشهادات من الأدلة التي ساقها بنقله لتحرير شيخ الإسلام بن تيمية لمثل هذه الأدلة التي ساقها :
فقال : وقال ابن تيمية كما في الإنصاف (4/116) ليس الإنغماس في العدو لمصلحة المسلمين وإلا نهي عنه وهو من التهلكة .
قلت .... فهذا الإنغماس في العدو لمصلحة الذي دعا إليه شيخ الإسلام بن تيمية لون والذي يدعو إليه العودة لون آخر والثاني من التهلكة حيث أن العملية الانتحارية تتولد منها مفسدة كبرى كما هو معلوم من ردة فعل اليهود وقتلهم لعشرات المئات من المسلمين تتلاشى معها مصلحة قتل ثلاثة أو عشرة منهم أو إحداث رعب جزئي لهم ويكون أضعافه على المسلمين بالقتل والاعتقال وغير ذلك من صنوف التعذيب.
ثم إن المنغمس في العدو تحتمل نجاته وإذا قتله أعداءه فهم القتلة أما هذا المنتحر إنما يقتل نفسه بنفسه لا بيد عدوه نسأل الله العافية فالقياس مع الفارق فإن المصلحة لو وجدت في مثل هذه العمليات تتلاشى مع المفسدة التي تجري على المسلمين العزل عن السلاح كما مضى أكثر من مرة .
ثم انفلق صبح الحق بهذه المقولة الآتية التي ساقها العودة عن شيخ الإسلام ليجتث بنيان كل الاستدلالات السالفة ببيان ضعفها وأن استعمالها إنما كان في غير محلها فقال رحمه الله ( بنقل العودة عنه ولا حول ولا قوة إلا بالله ) : ويلحظ في غالب هذه النصوص والأخبار أنها في رجل أو رجال انطلقوا من جماعة المسلمين وعسكرهم صوب العدو قلت فكان كل الذي ساقه العودة من الاستدلالات بتلك الأدلة إنما هو خارج موضع النزاع فقد تعلمنا منه رحمه الله : أن كلام العلماء يحتج له ولا يحتج به فإن المتأمل في قصة أبو أيوب وغيرها يجد أن الواقع ما ذكره الشيخ رحمة الله تعالى عليه ولكنه استثنى رحمه الله فقال : ( ولكن في بعضها كما في قصة الغلام المؤمن ماليس كذلك )
قلت.... أما الغلام فقد تقدم الجواب عن ضعف وجه الاستدلال بقصته على العمليات الانتحارية وأما أدلة أخرى نزِّلت عند الشيخ على طريقة عمل الغلام فلم أرى نصاً صريح يدل على ذلك ببحث علمي والذي رأيته أنها محتملة لوجود جيش وانطلق منه أو إنطلق يستفز الكفار بالنكاية بهم ووراءه عزل والنص إذا أحتمل نظر إلى عمل السلف رحمهم الله ولم يكن من هديهم أصلاً الجهاد وقت الضعف وذهاب واحد فيهم ينطلق يحدث النكاية ووراءه عزل ثم إن كلامه رحمه الله مقيد بحصول المصلحة ولقد عرف من نظر ببصيرة وتجرد عن العاطفة والرأي والهوى أن الواقع يبين أن المصلحة بإرهاب العدو قليلة متلاشية بجانب القتل والتعذيب الذي يجري على إخواننا المسلمين هناك بما يملكه الأعداء من كثرة الأسلحة وغاية ما يقال أنها متساوية مع المفسدة والقاعدة أنها إذا تساوت المصالح والمفاسد فدرء المفاسد مقدم على جلب المصالح .
ولذلك ترك النبي صلى الله عليه وسلم الاغتيالات في مكة وقت الضعف وفترة في بداية قعوده في المدينة بعدما هاجر إليها حتى تقوى في المدينة ثم أغتال كعب بن الأشرف بحيث لو حصلت ردة فعل اليهود بالسلاح ضد المسلمين سيجدوا جيش منظم بقيادة رسول الله يرد عليهم تكون حرباً لا قتلاً بالمئات وتعذيباً بالعشرات والله تعالى يقول : (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً) (الأحزاب:21)
ثم ذكر شروطاً لو نزلت على واقع العمليات الانتحارية الفلسطينية لافترقت فقال في آخر تلك الاستدلالات وتكون تلك العمليات صحيحة بشروط :
1- أن تكون لإعلاء كلمة الله قلت (ولم يعلنوا فيما أعلم إلا شعارات الحمية على الأرض ونحو ذلك).
2- أن يغلب على الظن أو يجزم أن في ذلك نكاية بالعدو بقتل أو جرح أو هزيمة أو تجرئ للمسلمين عليهم وإضعاف نفوسهم .
قلت .... والنكاية بالمسلمين العزل بإدي عدوهم بعد إجراء العمليات أعظم والمصلحة في إرهابهم مرجوحة بما تقدم .
ثم قال : وهذا التقدير لا يمكن أن يوكل لآحاد الناس وأفرادهم خصوصاً في مثل أحوال الناس اليوم بل لا بد أن يكون صادراً عن أهل الخبرة والدراية والمعرفة بالأحوال العسكرية والسياسية من أهل الإسلام وحماته وأولياءه .
قلت.... وهل هذا واقع الآن في مثل هذه العمليات إننا نرى القتلى الفلسطينيين يزيدون يوماً بعد يوم وفي كل عملية انتحارية يذهب من جراء انتقام اليهود العشرات أو المئات حتى هدم ثلثي مخيم وربما يذهب الآلاف في الأيام القادمة إن لم يكن قد ذهب .
ثم قال : أن يكون هذا ضد كفار أعلنوا الحرب على المسلمين .
قلت.... ولو أعلن الكفار الحرب ضد المسلمين وكان المسلمون ضعفاء عزل هل الحكمة أن يهاجروا أو يصالحوا مؤقتاً كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم أم يتصدوا وهم ضعفاء فتذهب أرواحهم وهم عزل عن السلاح بالآلاف وهل هذا الكلام إلا مخالف لمنهج الأنبياء عليهم السلام حيث أن فرعون لما أعلن الحرب على موسى ولحقه هو وجنده يريدون قتله هرب موسى عليه السلام بمن معه ولم يسلط الذين معه مع كونه على الحق وهو كليم الله وفرعون يدعي أنه إله فيقول لهم أحدثوا النكاية فيهم بما تقدروا عليهم فهم سيقتلوكم سيقتلوكم فموتوا محاربين خير لكم بل ضرب بعصاه وهرب من خلال البحر ثم أطبق البحر على فرعون ومن معه .وكذلك عيسى مع حوارييه وأنصاره لم يقاوم بالحجارة من أرادوا قتله بل رفعه الله إليه ، وكذلك آخرهم محمد عليه الصلاة والسلام خرج من مكة هارباً مع أبي بكر وأمر أصحابه بالهجرة وقد أعلنوا الحرب عليهم ولم ينزل فرض الجهاد لأن المفسدة المترتبة من المقاومة أعظم من مصلحة قتل عشرة أو مئة في المقاومة وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بالهجرة ولذلك يقول شيخ الإسلام بن تيمية وكان هدي النبي مع أعداءه وقت الضعف المسالمة قلت حتى في الحديبية ومع كون معه جيش ولكن القوة غير متكافئة صالحهم النبي مع كون العزة لله ولرسوله ولم يقل أعلنوا الحرب أقاتلهم وأترك مصالحتهم فإن دين الله ياأخواني لا يعرف بالتجربة والعقل والعاطفة وإنما يعلم بالدليل من الكتاب والسنة على فهم سلف الأمة ولنا عبرة في عمر بن الخطاب لما لم يرضى الصلح ماذا كان فقد رجع عن قوله لما علم أنه وحي وهؤلاء يقدمون الرأي على الوحي الآمر بالتأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم في وقت الضعف بترك القتال ولا يرجعون إلى هديه إلا أن يشاء الله ثم إن مثل هذه العمليات تجري على المدنيين من اليهود لا العسكريين المقاتلين . وقد تبينت العلة من عدم جواز قتل النساء فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( ما كان لهذه أن تقاتل) فدل أن من لم يكن له مشاركة في القتال لا يجوز أن يغتال .
ثم ذكر الشرط الرابع : أن يكون في بلادهم أو في بلاد دخلوها وتملكوها وحكموها وأراد المسلمون مقاومتهم وطردهم منها ثم ضرب مثلاً بفلسطين والشيشان .
قلت... فهل كان هناك حق لإقامة الكفار في مكة التي هي أحب البقاع إلى الله أم يستحقون الطرد منها ومن الأرض جميعاً فما دليل هذا الشرط فإن أي شرط كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس في كتاب الله فهو باطل ، فهل أمروا بالجهاد وهم ضعفاء عزل بدعوى أنها مكة أرض لا حق لهم فيها وهم كفار أم كان من الحكمة ترك فرض الجهاد حتى يتقووا ووصف الأرض أهي لهم أو للكفار ملغي لا يعول عليه في الحكم ما دامت الثمره سحق المسلمين وموت الدولة الإسلامية الوليدة وتفادي حصول مفسدة أرجح من مصلحة قتل العشرة منهم ونحو ذلك بمثل هذه العمليات الاغتيالية وقت النبي الصحابة الاغتيالات مكة وقت الضعف
ثم ذكر شرطاً خامساً : استئذان الوالدين .
قلت..... وهذا في الجهاد المعروف لا في عملية انتحارية يكون من جرائها العقوق للوالدين حيث أن هذا الشخص المفجر نفسه سيغيظ الكفار من اليهود ثم يطوقوا ربما قرية والديه العزل ويرموهم بالقنابل انتقاماً فلا تكون الضحية والديه بل قبيلته كلها فيكون كأنه سبباً في قطع رحمه بموتهم بسبب ردة فعل من لا يرقب في مؤمن إلا ولا ذمة .
وختاماً أقول : لا تظن أيها الأخ المسلم أن نقول أن الجهاد منسوخ والعياذ بالله بل بابه مفتوح إلى يوم القيامة ولكن هناك فرق بين القول بتنظيم الجهاد على وفق طريقة رسول الله وأصحابه ومنع الجهاد وقد قال رسول الله في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه عن عمر مرفوعاً : ( إياكم والظن فإن أكذب الحديث ) فإذا عقلت ما مضى زال عنك الإشكال والعجب لماذا يقول هؤلاء لا إله إلا الله ويصلون ويصومون ويحاربون اليهود ولا ينصرهم الله بل في كل يوم يقتلون بالعشرات وربما في بعضها بالآلاف بأيدي عدوهم مع قول الله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) (محمد:7) .
قلت ... ذلكم لأنهم لم ينصروا الله بما بعثه حث عليه رسول الله باقتفاء هديه في جهاده وقت الضعف وغير ذلك ولم يرتضوه منهجاً في الجهاد بالصبر على الأعداء ولو طالت المدة بل رجعوا في ذلك إلى العواطف والرأي وضعف الاستدلال لمثل تلك العمليات التي حصل منها ما حصل من زيادة في هزيمة المسلمين لتركهم هديه صلى الله عليه وسلم مع أعداءه وقت الضعف فقال شيخ الإسلام بن تيمية وكان هديه صلى الله عليه وسلم وقت الضعف مع أعداءه المسالمة لا المواجهة أي لا بعمليات إنتحارية ولا أغتيالات ولا غير ذلك فلما رجعوا إلى رأيهم وكلوا إلى قوتهم فلم ولن ينتصروا حتى يحكموا شرع الله وطريقة رسوله في جهادهم ولذلك قد جاء في سنن أبو داود (3462) (دار الفكر) حدثنا سليمان بن داود المهري أخبرنا بن وهب أخبرني حيوة بن شريح ح وثنا جعفر بن مسافر التنيسي ثنا عبدالله بن يحى البرلسي ثنا حيوة بن شريح عن إسحاق أبي عبدالرحمن قال : سليمان عن أبي عبدالرحمن الخرساني أن عطاء الخرساني حدثه أن نافعاً حدثه عن بن عمر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إذا تبايعتم يالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم ) .
قلت... قال إلى دينكم إلى دين محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه بأن يتدينوا على طريقه في الجهاد وغيره لا على الإحداث في الدين بالرأي والعاطفة فلما تركوا نصرة الله بأعمال السنة في الجهاد وغير ذلك من مجالات الحياة لا زالت تلك الهزائم تتوالى عليهم فإذا عرف السبب بطل العجب.===
الرد على سليمان العلوان
الرد على سليمان العلوان في تجويز العمليات الاغتيالية في فلسطين .أكتب عنه في زاوية فتاوى الجهاد الفلسطيني ( الإنترنت )
قد صدر كلامه بقوله ففرض على أهل القدرة من المسلمين قتال اليهود .
قلت....وهذا حق فهل الفلسطينيون أهل قدرة حتى يكون الجهاد والعمليات الاغتيالية فرض عليهم وقد قال تعالى : (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ )(الأنفال: من الآية60) فلا رباط خيل عندهم أي ليس عندهم التجهيزات العسكرية اللازمة للقتل ولا الرمي الذي عند اليهود من الطائرات والدبابات ونحو ذلك مع قوله تعالى (ترهبون) بل إن الرهبة في قلوب الفلسطينين بعد إحداث عملية إغتيالية تفجيرية أعظم لأن ردة فعل اليهود بعد مثل هذه العمليات مفسدتها على المسلمين العزل عن السلاح أعظم فقتل جماعات جماعات منهم أعظم من مصلحة ضرب أربعة أو عشرة بالحجارة أو تفجير خمسة منهم أو ثلاثين ودرء المفاسد مقدم على جلب المصالح إذا تساوت المصالح والمفاسد فكيف والمفاسد بقتل المئات كردة فعل أعظم وأعظم من مصلحة إرهاب وقل القليل منهم إغتيالاً بالتفجيرات المفاجئة التي في سحق هذا الشعب الأعزل عن السلاح .
ثم قال : لا يجوز الصلح مع اليهود .
قلت......هذا قول مبني على غير علم فكيف يقال ذلك وقد جاء في صحيح البخاري قال حدثنا مسدد حدثنا بشر حدثنا يحى عن بشير بن يسار عن سهل بن أبي حثمة قال : انطلق عبدالله بن سهل ومحيصة وقد وضعه البخاري تحت باب الصلح مع المشركين ثم علق الحديث فقال :قال عوف بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم (ثم تكون هدنة بينكم وبين بني الأصفر) وقد صالح النبي من هو أشد من أهل الكتاب من لا تجوز مناكحتهم ولا طعامهم وهم كفار قريش فاليهود من باب أولى للمصلحة فقد روى البخاري في صحيحة تحت نفس الباب الذي مضى منه عن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال : صالح النبي صلى الله عليه وسلم المشركين يوم الحديبية على ثلاثة أشياء على أن من أتاه من المشركين رده إليهم ومن أتاهم من المسلمين لم يردوه وعلى أن يدخلها من قابل ويقيم بها ثلاثة أيام ولا يدخلها إلا بجلبان السلاح السيف والقوى ونحوه .... الحديث فهل يملك الأخ سليمان العلوان نسخ شئ من الشريعة برأيه وعاطفته فإذا كان ليس ذلك له وهو يكفر الحاكم إذا حكم بغير ما أنزل الله مطلقاً ويأتي برأي محدث في فهم كلام ابن عباس لم يفهمه تلامذته كمجاهد وطاووس وسعيد وغيرهم قائلاً كفر دون كفر أي كلاهما كفر أكبر وكفرهم بالحكم بغير ما أنزل الله الأكبر أقل من كفرهم الأكبر بإدعائهم أن عزير ابن الله مع أنه لا قائل بهذا من المتقدمين إلا الخوارج فهم الذين يكفرون بالمعصية لله ...ولي مناظرة معه ( أي العلوان) في هذه المسألة سأنشرها عما قريب إن شاء الله تعالى فهل نسخ صلح خيبر أم صلح الحديبية أم ذكر النبي أن هدنتنا مع بني الأصفر محرمة ومن سلف العلوان في نسخ جواز مصالحة اليهود فلو كانت محرمة لحذرنا النبي صلى الله عليه وسلم ولقال قولاً يدل على ذلك كما قال في الجبل الذي هو من ذهب والذي سيظهر فعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لاتقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب يقتتل الناس عليه فيقتل من كل مائة تسعة وتسعون ويقول كل رجل منهم لعلي أكون أنا الذي أنجو. وفي رواية من طريق عقبة بن خالد السكولي عن عبيد الله عن خبيب بن عبدالرحمن عن حفص بن عاصم عنأبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوشك الفرات أن يحسر عن كنز من ذهب فمن حضره فلا يأخذ منه شيئاً قلت فهلا قال فمن حضر الهدنة مع بني الأصفر فلا يصالح تحذير للأمة وهو أمين من في السماء ثم أن النبي كان يعلم أن اليهود أهل مكر وخديعة ونقض للعهود فكيف كانت خيبر يومئذ صلح وهل نسخ جواز الصلح معهم بدليل صريح فإين هو وقد قال تعالى : (وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)(لأنفال:61) وقد نقل بن حجر في الفتح (6/276) عن الشافعي أنه قال : إذا ضعف المسلمون عن قتال المشركين جازت لهم مهادنتهم على غير شئ يعطونهم لأن القتل للمسلمين شهادة وأن الإسلام أعز من أن يعطى المشركون على أن يكفوا عنهم إلا في حالة مخافة اصطلام المسلمين لكثرة العدو لأن ذلك من معاني الضرورات قلت وهل توجد ضرورة تدعوا للمصالحة أعظم مما يعيشه إخواننا الفلسطينين من قتل وتعذيب من قبل اليهود . فهل فهم الشافعي والسلف أهدى سبيلاً أم فهم العلوان هدانا الله وإياكم للتحاكم للسنة لا للرأي والاسترسال في ذكر الأحاديث والآيات بلا بحث محقق يحتكم فيه إلى السلف الصالح أقول قد قال الإمام أحمد إياك أن تتكلم في مسألة ليس لك فيها إمام فمن أمام العلوان في نسخ جواز الصلح مع المشركين عموماً سواءً كانوا وثنيين أو أهل كتاب ولله در شعبة عندما كان يقول متواضعاً للحق إذا أتاكم الحديث فخذوه وإذا أتاكم رأيي فبولوا عليه .
فهل الواجب العمل بهذه الرخصة عند الضرورة لحقن الدماء أو الهجرة إن استطاعوا أم عمل مثل هذه العمليات الفدائية الاغتيالية التفجيرية والضرب بالحجارة فيستفزون اليهود ضددهم فيقتلونهم بالطائرات والدبابات والقناصات حتى آخر رجل منهم ربما فلا تقام دولة إسلامية مع ترك متابعة رسول الله في هديه مع أعداءه وقت الضعف . قال شيخ الإسلام بن تيمية : ( وكان هديه مع أعداءه وقت الضعف المسالمة وترك المواجهة )
قلت.... فالاتباع للكتاب والسنة لون وما يدعون إليه سلمان العودة والعلوان والقرضاوي لون آخر من نصر مثل هذه العمليات التي تتسبب في قتل الآف المسلمين ولا حول ولا قوة إلا بالله .
وقد ذهب من المعاصرين لجواز الصلح مع اليهود سماحة العلامة الشيخ عبدالعزيز بن باز فأقام سفهاء الأحلام عليه الدنيا وما أقعدوها وقد قال الله تعالى فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون .
ثم أخذ يستدل لجواز تلك العمليات الاغتيالية التفجيرية وقد ذكر أن الأدلة كثيرة فقلت سبحان الله هل بلغت من الكثرة بحيث أنها خفيت على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث أنهم لم يثبت عن واحد منهم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم أنهم أحدثوا النكاية بالعدو بما يشبه هذه العمليات بإحداث الاغتيالات في مكة أو عند قدومه إلى المدينة وهم ضعفاء إلا لما حصلت لهم قوة اغتال النبي كعب بن الأشرف فكان يوجد معه صلى الله عليه وسلم من المهاجرين والأنصار ما يقدر معه على جهاد المنافقين إذا صار لهم ردة فعل لا أن ينطلق رجل مسلم من قوم عزل عن السلاح فيفجر نفسه مع كفار مدججين بالسلاح فيتسبب في ردة فعل على إخوانه من قتل بالمئات بل ربما بالآلاف دون هوادة مع قول الله تعالى : (وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ )(الأنعام: من الآية108) فلا أعلم أن واحد من الصحابة انطلق إلى الكفار وحده يحدث النكاية فيهم وليس وراءه جيش ينطلق منهم فهذه صورة محدثة لا دليل عليها تشبه محدثة التبليغ في كونهم يخرجون بالعشرات يدعون إلى الله في الأرض وما فيهم عالم فلم توجد هذه الصورة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم بل كان يرسل العلماء كأبي موسى الأشعري ومعاذ بن جبل ونحوهم فصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في الحديث الذي رواه أحمد عنه في مسنده من حديث العرباض بن سارية وإنه من يعش منكم فسيرى إختلافاً كثيراً . قلت صدق إختلاف في طريقة العبادة كالجهاد والدعوة إلى الله وغير ذلك.
ثم استدل بقوله تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ) (البقرة:207) على جواز العمليات الاغتيالية التفجيرية فقلت قال بن القيم رحمه الله تعالى في حاشية سنن أبي داوود ومن عادة القصار في العلم الاستدلال بالجمل من الآيات والأحاديث وترك النظر في تفصيل عمل السلف الصالح ... انتهى بالمعنى فهذه الآيات مجملة في طريقة اشتراء النفس وخير من فهم الاجمال الذي فيها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فهل فهموا أن اشتراء النفس أن ينطلق رجل منهم في وقت الضعف وليس معه جيش فيحدث اغتيالاً للمشركين بالسيف أو بما يستطيع فكيف يكون العمل فالإجمال في الآية لمثل تفسير العلوان به ملغي لأن فهمه لها كانت صورته ملغاة بينهم رضي الله عنهم لأنهم خير القرون بل كان الواحد إذا اشترى نفسه بالقتل كان في جيش والواقع الآن يبرهن أن الفلسطينيين ليسوا في تقدم فتنبه بل إن صح التعبير ( مكانك راوح) بل ( مكانك راجع).
ووجه الدلالة عند العلوان في هذه الآية والله أعلم أن الذي يقتل نفسه بتفجيرها بجانب أربعة أو خمسة من اليهود أنه مشتري نفسه وغفل عن آخر الآية أن يتأمله وهو قوله تعالى : ( والله رؤوف بالعباد ) حيث لم يكلفهم ما لا يطيقوا فمن ذلك أنه لم يفرض عليهم فرضاً أن يتيقنوا قتل انفسهم إذا قتل معهم أربعة أو خمسة من المحاربين الكفار فإذا قيل بل فرض قلت سمي لي حديث أو رواية يستدل بها صريحاً على ذلك الأمر ولك عشر سنوات فأكثر إن أردت وإنما تفهم هذه الآية وغيرها من الآيات المجملة على تفصيل فهم وعمل السلف الصالح رضوان الله عليهم فإن قيل قصة أبي أيوب في القسطنطينية وقصة البراء وحمله على الترس وقوله في أن من حمل نفسه على أنه ليس من التهلكة وغيرها ... وغيرها كثير قلت كل ذلك صورته أن يقتل المسلم بيد أعداءه لا يقتل نفسه ومعه أعداءه بنفسه فإن عمومات الأحاديث الناهية عن قتل النفس تشمل ذلك الحديث الذي أخرجه البخاري في صحيحه (1297) من طريق أبي قلابة عن ثابت الضحاك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال L من حلف بملة غير الإسلام كاذباً متعمداً فهو كما قال ومن قتل نفسه بحديدة عذب بها في نار جهنم . وكالحديث الذي أخرجه من طريق أبي الزناد عن الأعرج عن إبي هريرة رضي الله عنه قال : ( الذي يخنق نفسه يخنها في النار والذي يطعنها يطعنها في النار وغيرها وهنة الأحاديث عامة لا يجوز إخراج صورة تستثنى بلا دليل فلم يفرق النبي صلى الله عليه وسلم إلا من ألقى بنفسه من سطح بيت على أحد الكفار فيموت هو وإياه فإخراج هذه الصورة تحتاج إلى دليل واضح مبين لا أن يكون الرجل في استنباط الحكم ذهنه فارغ من عمل السلف ثم أن في تلك الصور فيها أنها في مجاهد لا يتيقن الهلاك فإن نجاته محتملة ولو قليلة الإحتمال فافترقا ثم أن الأمر فيها كما ذكر شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله صورته في تلك الأحاديث كحادثة أبي أيوب في القسطنطينية وما يشبهها محمول على أن رجل مسلم ينطلق من عسكره من شيج مسلم صوب العدو حتى إذا كانت ردة فعل من العدو وجدوا من يقاومهم لا أن ينطلق رجل من شعب أعزل عن السلاح فينتقم اليهود منهم بفتح النيران على أحادهم وعشراتهم ومئاتهم من كل مكان بالطائرات والدبابات والقناصات ثم الاعتقالات والتعذيب فافترقت الصورتين فافهم ولا تعجل فإن (العجلة من الشيطان) فتكون المفسدة بقتل النفس وردة فعل اليهود على المسلمين بعد العملية أرجح من قتل عشرة منهم وإدخال بعض الرعب على أفرادهم والله المستعان.ثم احتج بقصة الغلام وقد تقدم الرد على وجه الدلالة في ردي على سلمان العودة في رسالتي النذارة فليرجع إليه.
ثم احتج بما رواه مسلم في صحيحه (1915) من طريق سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال : ( من قتل في سبيل الله فهو شهيد ومن مات في سبيل الله فهو شهيد ).
فقلت... الشهادة عبادة كما لا يخفى ذلك على الأخ العلوان وكل عبادة لا دليل عليها فهي ضلالة فما هو الدليل على إخراج مثل هذه العمليات كما تقدم من أدلة تحريم مباشرة قتل النفس فإن الغلام قتل بيد أعداءه لا بيد نفسه فالقياس مع الفارق فافهم ولا تعجل والمصلحة المترتبة عن تسبب الغلام بقتل نفسه من دخول الناس في دين الله أفواجاً أرجح من مفسدة موته وقتل الرجل نفسه من هؤلاء أصحاب العمليات بالمتفجرات بجانب اليهود مفسدتها أرجح من مصلحة قتل هؤلاء النفر منهم والنكاية بالعدو لا تشرع إلا إذا كانت المصلحة أرجح من المفسدة وهنا على العكس فلا يكذب ذلك إلا مغالط لا يعلم الواقع الحقيقي الذي حدثني به بعض وجهاء فلسطين مما يوافق ما ذكرت للقراء.
ثم قال وقد اثبتت هذه العمليات فوائدها وآتت ثمارها وعمت مصلحتها وأصبحت ويلاً وثبوراً على اليهود والنصارى المفسدين وهي أكثر نكاية بالكفار من البنادق والرشاشات وقد زرعت الرعب في قلوب اليهود وقد ذكرت بعض الدراسات أن هذه العمليات سبباً في رحيل بعض اليهود من أراضي المسلمين .
فقلت... بالله عليك ياأخ سليمان هل هذا واقع أن هذه العمليات عمت مصلحتها وآتت ثمارها وأنت تسمع ما تولده مثل تلك العمليات من ردة فعل عنيفة من طائرات ودبابات وقناصات وبواخر حربية على الشعب العزل فتقتل منهم العشرات والمئات فإيهما تقدم دفع المفسدة أو جلب المصلحة إذا تساويا فكيف والمفسدة أرجح من تلك المصلحة الوهمية التي يكذبها الواقع الذي أخبرني به بعض وجهاء فلسطين .ثم إن هجرة المليون المدنين ماذا وراءه والعسكريين المنتقمين من هذه العمليات مقيمين يذبحون فيهم صباحاً مساءً فإذا سميت هجرة هؤلاء وإدخال الرعب فيهم وقتل عشرون أو ثلاثون مصلحة فهل تقدم هذه المصلحة على استمرار قتل المئات من هذا الشعب الأعزل بالدبابات والطائرات ردة لفعل مثل تلك العمليات فاتق الله ولا تزد في فتن أخوانك وإهلاكهم بمثل هذه الفتاوى المستعجلة .ثم قال إن تلك العمليات من أساليب النكاية بالعدوفقلت بالله عليك ياأخ سليمان أي النكايتين أعظم فأجبني فإن الله سميع يسمع ويعلم كل ما تقول أي النكايتين أعظم بعد إحداث مثل هذه العمليت النكاية بقتل أربعة جند وجرح عشرة أو نحو ذلك أم النكاية بالمسلمين بعد هذه العمليات من قتل العشرات والمئات واعتقال الرجال وربما النساء حتى ربما لن يبقى أحد يجاهد أو يبني دولة مسلمة ونحن كل يوم نسمع القتل فيهم ثم ياأخ سليمان ألم تسمع لقول الله تعالى :( وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ ) (الأنعام: من الآية108) ألا يفرح بسب الأصنام وهم سبب خلود ابن آدم في النار ولكن لما كانت المفسدة الناتجة عن سبهم أمام المشركين أعظم من مصلحة سبهم لتنفير بعض الناس عنهم ألم يمنع ربنا سبهم وكذلك قتل عشرة أو ثلاثون يهودي يُفرح به ولا شك ولكن لما يكون ذلك مؤدي إلى قتل المئات من العزل من المؤمنين ألا يمنع ذلك أليس الباب هو الباب فاعتبروا ياأولي الأبصار . ================
و إنما هي نصيحة محب فلا تستعجلوا
قلت ... ذلكم لأنهم لم ينصروا الله بما بعثه حث عليه رسول الله باقتفاء هديه في جهاده وقت الضعف وغير ذلك ولم يرتضوه منهجاً في الجهاد بالصبر على الأعداء ولو طالت المدة بل رجعوا في ذلك إلى العواطف والرأي وضعف الاستدلال لمثل تلك العمليات التي حصل منها ما حصل من زيادة في هزيمة المسلمين لتركهم هديه صلى الله عليه وسلم مع أعداءه وقت الضعف فقال شيخ الإسلام بن تيمية وكان هديه صلى الله عليه وسلم وقت الضعف مع أعداءه المسالمة لا المواجهة أي لا بعمليات إنتحارية ولا أغتيالات ولا غير ذلك فلما رجعوا إلى رأيهم وكلوا إلى قوتهم فلم ولن ينتصروا حتى يحكموا شرع الله وطريقة رسوله في جهادهم ولذلك قد جاء في سنن أبو داود (3462) (دار الفكر) حدثنا سليمان بن داود المهري أخبرنا بن وهب أخبرني حيوة بن شريح ح وثنا جعفر بن مسافر التنيسي ثنا عبدالله بن يحى البرلسي ثنا حيوة بن شريح عن إسحاق أبي عبدالرحمن قال : سليمان عن أبي عبدالرحمن الخرساني أن عطاء الخرساني حدثه أن نافعاً حدثه عن بن عمر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إذا تبايعتم يالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم ) .
قلت... قال إلى دينكم إلى دين محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه بأن يتدينوا على طريقه في الجهاد وغيره لا على الإحداث في الدين بالرأي والعاطفة فلما تركوا نصرة الله بأعمال السنة في الجهاد وغير ذلك من مجالات الحياة لا زالت تلك الهزائم تتوالى عليهم فإذا عرف السبب بطل العجب.===
الرد على سليمان العلوان
الرد على سليمان العلوان في تجويز العمليات الاغتيالية في فلسطين .أكتب عنه في زاوية فتاوى الجهاد الفلسطيني ( الإنترنت )
قد صدر كلامه بقوله ففرض على أهل القدرة من المسلمين قتال اليهود .
قلت....وهذا حق فهل الفلسطينيون أهل قدرة حتى يكون الجهاد والعمليات الاغتيالية فرض عليهم وقد قال تعالى : (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ )(الأنفال: من الآية60) فلا رباط خيل عندهم أي ليس عندهم التجهيزات العسكرية اللازمة للقتل ولا الرمي الذي عند اليهود من الطائرات والدبابات ونحو ذلك مع قوله تعالى (ترهبون) بل إن الرهبة في قلوب الفلسطينين بعد إحداث عملية إغتيالية تفجيرية أعظم لأن ردة فعل اليهود بعد مثل هذه العمليات مفسدتها على المسلمين العزل عن السلاح أعظم فقتل جماعات جماعات منهم أعظم من مصلحة ضرب أربعة أو عشرة بالحجارة أو تفجير خمسة منهم أو ثلاثين ودرء المفاسد مقدم على جلب المصالح إذا تساوت المصالح والمفاسد فكيف والمفاسد بقتل المئات كردة فعل أعظم وأعظم من مصلحة إرهاب وقل القليل منهم إغتيالاً بالتفجيرات المفاجئة التي في سحق هذا الشعب الأعزل عن السلاح .
ثم قال : لا يجوز الصلح مع اليهود .
قلت......هذا قول مبني على غير علم فكيف يقال ذلك وقد جاء في صحيح البخاري قال حدثنا مسدد حدثنا بشر حدثنا يحى عن بشير بن يسار عن سهل بن أبي حثمة قال : انطلق عبدالله بن سهل ومحيصة وقد وضعه البخاري تحت باب الصلح مع المشركين ثم علق الحديث فقال :قال عوف بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم (ثم تكون هدنة بينكم وبين بني الأصفر) وقد صالح النبي من هو أشد من أهل الكتاب من لا تجوز مناكحتهم ولا طعامهم وهم كفار قريش فاليهود من باب أولى للمصلحة فقد روى البخاري في صحيحة تحت نفس الباب الذي مضى منه عن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال : صالح النبي صلى الله عليه وسلم المشركين يوم الحديبية على ثلاثة أشياء على أن من أتاه من المشركين رده إليهم ومن أتاهم من المسلمين لم يردوه وعلى أن يدخلها من قابل ويقيم بها ثلاثة أيام ولا يدخلها إلا بجلبان السلاح السيف والقوى ونحوه .... الحديث فهل يملك الأخ سليمان العلوان نسخ شئ من الشريعة برأيه وعاطفته فإذا كان ليس ذلك له وهو يكفر الحاكم إذا حكم بغير ما أنزل الله مطلقاً ويأتي برأي محدث في فهم كلام ابن عباس لم يفهمه تلامذته كمجاهد وطاووس وسعيد وغيرهم قائلاً كفر دون كفر أي كلاهما كفر أكبر وكفرهم بالحكم بغير ما أنزل الله الأكبر أقل من كفرهم الأكبر بإدعائهم أن عزير ابن الله مع أنه لا قائل بهذا من المتقدمين إلا الخوارج فهم الذين يكفرون بالمعصية لله ...ولي مناظرة معه ( أي العلوان) في هذه المسألة سأنشرها عما قريب إن شاء الله تعالى فهل نسخ صلح خيبر أم صلح الحديبية أم ذكر النبي أن هدنتنا مع بني الأصفر محرمة ومن سلف العلوان في نسخ جواز مصالحة اليهود فلو كانت محرمة لحذرنا النبي صلى الله عليه وسلم ولقال قولاً يدل على ذلك كما قال في الجبل الذي هو من ذهب والذي سيظهر فعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لاتقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب يقتتل الناس عليه فيقتل من كل مائة تسعة وتسعون ويقول كل رجل منهم لعلي أكون أنا الذي أنجو. وفي رواية من طريق عقبة بن خالد السكولي عن عبيد الله عن خبيب بن عبدالرحمن عن حفص بن عاصم عنأبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوشك الفرات أن يحسر عن كنز من ذهب فمن حضره فلا يأخذ منه شيئاً قلت فهلا قال فمن حضر الهدنة مع بني الأصفر فلا يصالح تحذير للأمة وهو أمين من في السماء ثم أن النبي كان يعلم أن اليهود أهل مكر وخديعة ونقض للعهود فكيف كانت خيبر يومئذ صلح وهل نسخ جواز الصلح معهم بدليل صريح فإين هو وقد قال تعالى : (وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)(لأنفال:61) وقد نقل بن حجر في الفتح (6/276) عن الشافعي أنه قال : إذا ضعف المسلمون عن قتال المشركين جازت لهم مهادنتهم على غير شئ يعطونهم لأن القتل للمسلمين شهادة وأن الإسلام أعز من أن يعطى المشركون على أن يكفوا عنهم إلا في حالة مخافة اصطلام المسلمين لكثرة العدو لأن ذلك من معاني الضرورات قلت وهل توجد ضرورة تدعوا للمصالحة أعظم مما يعيشه إخواننا الفلسطينين من قتل وتعذيب من قبل اليهود . فهل فهم الشافعي والسلف أهدى سبيلاً أم فهم العلوان هدانا الله وإياكم للتحاكم للسنة لا للرأي والاسترسال في ذكر الأحاديث والآيات بلا بحث محقق يحتكم فيه إلى السلف الصالح أقول قد قال الإمام أحمد إياك أن تتكلم في مسألة ليس لك فيها إمام فمن أمام العلوان في نسخ جواز الصلح مع المشركين عموماً سواءً كانوا وثنيين أو أهل كتاب ولله در شعبة عندما كان يقول متواضعاً للحق إذا أتاكم الحديث فخذوه وإذا أتاكم رأيي فبولوا عليه .
فهل الواجب العمل بهذه الرخصة عند الضرورة لحقن الدماء أو الهجرة إن استطاعوا أم عمل مثل هذه العمليات الفدائية الاغتيالية التفجيرية والضرب بالحجارة فيستفزون اليهود ضددهم فيقتلونهم بالطائرات والدبابات والقناصات حتى آخر رجل منهم ربما فلا تقام دولة إسلامية مع ترك متابعة رسول الله في هديه مع أعداءه وقت الضعف . قال شيخ الإسلام بن تيمية : ( وكان هديه مع أعداءه وقت الضعف المسالمة وترك المواجهة )
قلت.... فالاتباع للكتاب والسنة لون وما يدعون إليه سلمان العودة والعلوان والقرضاوي لون آخر من نصر مثل هذه العمليات التي تتسبب في قتل الآف المسلمين ولا حول ولا قوة إلا بالله .
وقد ذهب من المعاصرين لجواز الصلح مع اليهود سماحة العلامة الشيخ عبدالعزيز بن باز فأقام سفهاء الأحلام عليه الدنيا وما أقعدوها وقد قال الله تعالى فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون .
ثم أخذ يستدل لجواز تلك العمليات الاغتيالية التفجيرية وقد ذكر أن الأدلة كثيرة فقلت سبحان الله هل بلغت من الكثرة بحيث أنها خفيت على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث أنهم لم يثبت عن واحد منهم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم أنهم أحدثوا النكاية بالعدو بما يشبه هذه العمليات بإحداث الاغتيالات في مكة أو عند قدومه إلى المدينة وهم ضعفاء إلا لما حصلت لهم قوة اغتال النبي كعب بن الأشرف فكان يوجد معه صلى الله عليه وسلم من المهاجرين والأنصار ما يقدر معه على جهاد المنافقين إذا صار لهم ردة فعل لا أن ينطلق رجل مسلم من قوم عزل عن السلاح فيفجر نفسه مع كفار مدججين بالسلاح فيتسبب في ردة فعل على إخوانه من قتل بالمئات بل ربما بالآلاف دون هوادة مع قول الله تعالى : (وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ )(الأنعام: من الآية108) فلا أعلم أن واحد من الصحابة انطلق إلى الكفار وحده يحدث النكاية فيهم وليس وراءه جيش ينطلق منهم فهذه صورة محدثة لا دليل عليها تشبه محدثة التبليغ في كونهم يخرجون بالعشرات يدعون إلى الله في الأرض وما فيهم عالم فلم توجد هذه الصورة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم بل كان يرسل العلماء كأبي موسى الأشعري ومعاذ بن جبل ونحوهم فصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في الحديث الذي رواه أحمد عنه في مسنده من حديث العرباض بن سارية وإنه من يعش منكم فسيرى إختلافاً كثيراً . قلت صدق إختلاف في طريقة العبادة كالجهاد والدعوة إلى الله وغير ذلك.
ثم استدل بقوله تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ) (البقرة:207) على جواز العمليات الاغتيالية التفجيرية فقلت قال بن القيم رحمه الله تعالى في حاشية سنن أبي داوود ومن عادة القصار في العلم الاستدلال بالجمل من الآيات والأحاديث وترك النظر في تفصيل عمل السلف الصالح ... انتهى بالمعنى فهذه الآيات مجملة في طريقة اشتراء النفس وخير من فهم الاجمال الذي فيها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فهل فهموا أن اشتراء النفس أن ينطلق رجل منهم في وقت الضعف وليس معه جيش فيحدث اغتيالاً للمشركين بالسيف أو بما يستطيع فكيف يكون العمل فالإجمال في الآية لمثل تفسير العلوان به ملغي لأن فهمه لها كانت صورته ملغاة بينهم رضي الله عنهم لأنهم خير القرون بل كان الواحد إذا اشترى نفسه بالقتل كان في جيش والواقع الآن يبرهن أن الفلسطينيين ليسوا في تقدم فتنبه بل إن صح التعبير ( مكانك راوح) بل ( مكانك راجع).
ووجه الدلالة عند العلوان في هذه الآية والله أعلم أن الذي يقتل نفسه بتفجيرها بجانب أربعة أو خمسة من اليهود أنه مشتري نفسه وغفل عن آخر الآية أن يتأمله وهو قوله تعالى : ( والله رؤوف بالعباد ) حيث لم يكلفهم ما لا يطيقوا فمن ذلك أنه لم يفرض عليهم فرضاً أن يتيقنوا قتل انفسهم إذا قتل معهم أربعة أو خمسة من المحاربين الكفار فإذا قيل بل فرض قلت سمي لي حديث أو رواية يستدل بها صريحاً على ذلك الأمر ولك عشر سنوات فأكثر إن أردت وإنما تفهم هذه الآية وغيرها من الآيات المجملة على تفصيل فهم وعمل السلف الصالح رضوان الله عليهم فإن قيل قصة أبي أيوب في القسطنطينية وقصة البراء وحمله على الترس وقوله في أن من حمل نفسه على أنه ليس من التهلكة وغيرها ... وغيرها كثير قلت كل ذلك صورته أن يقتل المسلم بيد أعداءه لا يقتل نفسه ومعه أعداءه بنفسه فإن عمومات الأحاديث الناهية عن قتل النفس تشمل ذلك الحديث الذي أخرجه البخاري في صحيحه (1297) من طريق أبي قلابة عن ثابت الضحاك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال L من حلف بملة غير الإسلام كاذباً متعمداً فهو كما قال ومن قتل نفسه بحديدة عذب بها في نار جهنم . وكالحديث الذي أخرجه من طريق أبي الزناد عن الأعرج عن إبي هريرة رضي الله عنه قال : ( الذي يخنق نفسه يخنها في النار والذي يطعنها يطعنها في النار وغيرها وهنة الأحاديث عامة لا يجوز إخراج صورة تستثنى بلا دليل فلم يفرق النبي صلى الله عليه وسلم إلا من ألقى بنفسه من سطح بيت على أحد الكفار فيموت هو وإياه فإخراج هذه الصورة تحتاج إلى دليل واضح مبين لا أن يكون الرجل في استنباط الحكم ذهنه فارغ من عمل السلف ثم أن في تلك الصور فيها أنها في مجاهد لا يتيقن الهلاك فإن نجاته محتملة ولو قليلة الإحتمال فافترقا ثم أن الأمر فيها كما ذكر شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله صورته في تلك الأحاديث كحادثة أبي أيوب في القسطنطينية وما يشبهها محمول على أن رجل مسلم ينطلق من عسكره من شيج مسلم صوب العدو حتى إذا كانت ردة فعل من العدو وجدوا من يقاومهم لا أن ينطلق رجل من شعب أعزل عن السلاح فينتقم اليهود منهم بفتح النيران على أحادهم وعشراتهم ومئاتهم من كل مكان بالطائرات والدبابات والقناصات ثم الاعتقالات والتعذيب فافترقت الصورتين فافهم ولا تعجل فإن (العجلة من الشيطان) فتكون المفسدة بقتل النفس وردة فعل اليهود على المسلمين بعد العملية أرجح من قتل عشرة منهم وإدخال بعض الرعب على أفرادهم والله المستعان.ثم احتج بقصة الغلام وقد تقدم الرد على وجه الدلالة في ردي على سلمان العودة في رسالتي النذارة فليرجع إليه.
ثم احتج بما رواه مسلم في صحيحه (1915) من طريق سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال : ( من قتل في سبيل الله فهو شهيد ومن مات في سبيل الله فهو شهيد ).
فقلت... الشهادة عبادة كما لا يخفى ذلك على الأخ العلوان وكل عبادة لا دليل عليها فهي ضلالة فما هو الدليل على إخراج مثل هذه العمليات كما تقدم من أدلة تحريم مباشرة قتل النفس فإن الغلام قتل بيد أعداءه لا بيد نفسه فالقياس مع الفارق فافهم ولا تعجل والمصلحة المترتبة عن تسبب الغلام بقتل نفسه من دخول الناس في دين الله أفواجاً أرجح من مفسدة موته وقتل الرجل نفسه من هؤلاء أصحاب العمليات بالمتفجرات بجانب اليهود مفسدتها أرجح من مصلحة قتل هؤلاء النفر منهم والنكاية بالعدو لا تشرع إلا إذا كانت المصلحة أرجح من المفسدة وهنا على العكس فلا يكذب ذلك إلا مغالط لا يعلم الواقع الحقيقي الذي حدثني به بعض وجهاء فلسطين مما يوافق ما ذكرت للقراء.
ثم قال وقد اثبتت هذه العمليات فوائدها وآتت ثمارها وعمت مصلحتها وأصبحت ويلاً وثبوراً على اليهود والنصارى المفسدين وهي أكثر نكاية بالكفار من البنادق والرشاشات وقد زرعت الرعب في قلوب اليهود وقد ذكرت بعض الدراسات أن هذه العمليات سبباً في رحيل بعض اليهود من أراضي المسلمين .
فقلت... بالله عليك ياأخ سليمان هل هذا واقع أن هذه العمليات عمت مصلحتها وآتت ثمارها وأنت تسمع ما تولده مثل تلك العمليات من ردة فعل عنيفة من طائرات ودبابات وقناصات وبواخر حربية على الشعب العزل فتقتل منهم العشرات والمئات فإيهما تقدم دفع المفسدة أو جلب المصلحة إذا تساويا فكيف والمفسدة أرجح من تلك المصلحة الوهمية التي يكذبها الواقع الذي أخبرني به بعض وجهاء فلسطين .ثم إن هجرة المليون المدنين ماذا وراءه والعسكريين المنتقمين من هذه العمليات مقيمين يذبحون فيهم صباحاً مساءً فإذا سميت هجرة هؤلاء وإدخال الرعب فيهم وقتل عشرون أو ثلاثون مصلحة فهل تقدم هذه المصلحة على استمرار قتل المئات من هذا الشعب الأعزل بالدبابات والطائرات ردة لفعل مثل تلك العمليات فاتق الله ولا تزد في فتن أخوانك وإهلاكهم بمثل هذه الفتاوى المستعجلة .ثم قال إن تلك العمليات من أساليب النكاية بالعدوفقلت بالله عليك ياأخ سليمان أي النكايتين أعظم فأجبني فإن الله سميع يسمع ويعلم كل ما تقول أي النكايتين أعظم بعد إحداث مثل هذه العمليت النكاية بقتل أربعة جند وجرح عشرة أو نحو ذلك أم النكاية بالمسلمين بعد هذه العمليات من قتل العشرات والمئات واعتقال الرجال وربما النساء حتى ربما لن يبقى أحد يجاهد أو يبني دولة مسلمة ونحن كل يوم نسمع القتل فيهم ثم ياأخ سليمان ألم تسمع لقول الله تعالى :( وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ ) (الأنعام: من الآية108) ألا يفرح بسب الأصنام وهم سبب خلود ابن آدم في النار ولكن لما كانت المفسدة الناتجة عن سبهم أمام المشركين أعظم من مصلحة سبهم لتنفير بعض الناس عنهم ألم يمنع ربنا سبهم وكذلك قتل عشرة أو ثلاثون يهودي يُفرح به ولا شك ولكن لما يكون ذلك مؤدي إلى قتل المئات من العزل من المؤمنين ألا يمنع ذلك أليس الباب هو الباب فاعتبروا ياأولي الأبصار . ================
و إنما هي نصيحة محب فلا تستعجلوا
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين و أصلي و أسلم على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد و آله و صحابته أجمعين و بعد
فمنذ عشرين عاما أو نيف ظهرت في بلاد المسلمين و في سوريا تحديدا موجة من الحوادث الإنتحارية بواسطة السيارات الملغومة أو الأحزمة الناسفة , و كان من يقوم بهذه الحوادث شباب من مقاتلي الإخوان المسلمين , و ذلك بناء على فتوى أصدرها قادتهم في ذلك الوقت لمنع سقوط المقاتلين أسرى في يد كلاب النصيرية , ذلك أن الموت الزؤام كان يبدو حلما جميلا يلوح في مخيلة الذي يسقط بين أنيابهم النجسة .
لم أقرأ تلك الفتوى في ذلك الوقت و لم أطلع على مبرراتها , و لكنني سمعت الكثيرين من مشايخنا رحمهم الله يتحدثون عن بطلانها جملة و تفصيلا .
ثم و بعد سحق المسلمين في الشام , تبنى النصيرية و حلفاؤهم في لبنان موضوع الحوادث الإنتحارية , و سعى في تحصيل لقب {شهيد} كثيرون من أعضاء الأحزاب اللبناينة بل و حتى عضوات هذه الأحزاب بدأً بالشيوعيين مرورا بالناصريين و البعثيين و إنتهاء ببعض النصارى , و لا عجب فلقد راحت الفتاوى تنزل على رؤوس هؤلاء كالمطر تمجد أعمالهم الإنتحارية و نصفها بأنها رمز البطولة و التضحية , و تبشر هؤلاء بالجنة و عليين من نصارى و مسلمين .
و بعد ذلك تبنى الرافضة هذا الملف و راح عناصر حزب الشيطان الرافضي ينفذون هذه الحوادث بدأً بعملية المارينز الشهيرة و تلاحقت و توالت قوافل { الشهداء} .
ثم تبنى كثيرون من المجاهدين المسلمين هذا الأمر و سمعت و قرأت كثيرا من الفتاوى التي تجعل هذه الإنتحار عملا مشروعا لا بل قربة إلى الله تعالى من أعظم القربات و تبنت هذه الفتاوى الإسم الذي أطلقه مفتي سوريا المتـنصر كفتارو على هذه الأعمال ألا و هو العملـيات الإسـتشهاديـة !!!
و إظهارا للحق إن شاء الله و طلبا لحقيقة حكم الله في هذه المسألة فإنني أنوه إلى الأمور التالية :
فمنذ عشرين عاما أو نيف ظهرت في بلاد المسلمين و في سوريا تحديدا موجة من الحوادث الإنتحارية بواسطة السيارات الملغومة أو الأحزمة الناسفة , و كان من يقوم بهذه الحوادث شباب من مقاتلي الإخوان المسلمين , و ذلك بناء على فتوى أصدرها قادتهم في ذلك الوقت لمنع سقوط المقاتلين أسرى في يد كلاب النصيرية , ذلك أن الموت الزؤام كان يبدو حلما جميلا يلوح في مخيلة الذي يسقط بين أنيابهم النجسة .
لم أقرأ تلك الفتوى في ذلك الوقت و لم أطلع على مبرراتها , و لكنني سمعت الكثيرين من مشايخنا رحمهم الله يتحدثون عن بطلانها جملة و تفصيلا .
ثم و بعد سحق المسلمين في الشام , تبنى النصيرية و حلفاؤهم في لبنان موضوع الحوادث الإنتحارية , و سعى في تحصيل لقب {شهيد} كثيرون من أعضاء الأحزاب اللبناينة بل و حتى عضوات هذه الأحزاب بدأً بالشيوعيين مرورا بالناصريين و البعثيين و إنتهاء ببعض النصارى , و لا عجب فلقد راحت الفتاوى تنزل على رؤوس هؤلاء كالمطر تمجد أعمالهم الإنتحارية و نصفها بأنها رمز البطولة و التضحية , و تبشر هؤلاء بالجنة و عليين من نصارى و مسلمين .
و بعد ذلك تبنى الرافضة هذا الملف و راح عناصر حزب الشيطان الرافضي ينفذون هذه الحوادث بدأً بعملية المارينز الشهيرة و تلاحقت و توالت قوافل { الشهداء} .
ثم تبنى كثيرون من المجاهدين المسلمين هذا الأمر و سمعت و قرأت كثيرا من الفتاوى التي تجعل هذه الإنتحار عملا مشروعا لا بل قربة إلى الله تعالى من أعظم القربات و تبنت هذه الفتاوى الإسم الذي أطلقه مفتي سوريا المتـنصر كفتارو على هذه الأعمال ألا و هو العملـيات الإسـتشهاديـة !!!
و إظهارا للحق إن شاء الله و طلبا لحقيقة حكم الله في هذه المسألة فإنني أنوه إلى الأمور التالية :
1ـ إن مباشرة المسلم قتل نفسه أو إتلاف بعضه محرم قطعا بمجموع مستقرأ من نصوص الشريعة الأمر الذي جعله أصلا شرعيا ثابتا إتفق عليه المسلمون جميعا دون أن يتخلف منهم عالم و احد ( أقصد علماء المذاهب الأربعة حصرا ).
2ـ إن تعريض النفس و المال في الجهاد للتلف في سبيل نكاية العدو و الذب عن البيضة أمر مشروع و جائز و إن رجح ظن التلف حتى يكاد يكون محققا , و هذا أيضا ثابت مجمع عليه و أصل يرجع إليه .
3ـ حين تيقن الهلكة في الجهاد ( جهاد الطلب فقط لأنه لا خلاف على وجوبه في جهاد الدفع ) وقع خلاف بين مصنفي الفقه ( أقصد علماء المذاهب الأربعة حصرا ) بين محرم و مجيز .
4ـ لا يوجد عالم واحد أو مصنف فقهي واحد يروي مسألة تبيح للمسلم مباشرة قتل نفسه لأي سبب كان , و ما زعمه من يفتون بجواز هذه الأعمال من أن هذا يصب في نكاية العدو و دفعه و قتل جنوده و يبررون لذلك للمسلم قتل نفسه , فنقول :
إن الشريعة جاءت للحفاظ على الكليات الخمس بترتيبها , و أولها الدين و تليه النفس . و النفوس تبذل لأجل الدين . و لكن حين تيقن تلف النفس أو بعضها أباح الله تعالى في كتابه للمكره الذي يخشى فوت نفسه أو بعض اعضائه أن يتلفظ بلفظ الكفر على أن يبقى قلبه مطمئنا بالإيمان , هذه الإباحة جاءت لمن لا يملك أن يدفع عن نفسه صولة غيره مع أن صبره عليها أمر مندوب , فكيف يتصور مع هذا أن يبيح الشرع له أن يجلب التلف لنفسه أو لبعض أعضائه بفعله المباشر ؟؟!
إن الشريعة جاءت للحفاظ على الكليات الخمس بترتيبها , و أولها الدين و تليه النفس . و النفوس تبذل لأجل الدين . و لكن حين تيقن تلف النفس أو بعضها أباح الله تعالى في كتابه للمكره الذي يخشى فوت نفسه أو بعض اعضائه أن يتلفظ بلفظ الكفر على أن يبقى قلبه مطمئنا بالإيمان , هذه الإباحة جاءت لمن لا يملك أن يدفع عن نفسه صولة غيره مع أن صبره عليها أمر مندوب , فكيف يتصور مع هذا أن يبيح الشرع له أن يجلب التلف لنفسه أو لبعض أعضائه بفعله المباشر ؟؟!
إن الكفر أكبر المفاسد , و مع ذلك فإن الشرع أباح الدخول فيه باللفظ دفعا لمفسدة فوت النفس أو الصولة على الأعضاء . هذا القتل بيد من كان قتلهم لهذه النفس إكراما لها . فكيف بمفسدة أن يباشر المسلم قتل نفسه ؟ إن مفسدة الإنتحار أكبر و لا شك بكثير من مفسدة فوت النفس بيد أعداء الله و شتان فالأولى جريمة عظيمة لا يختلف في ذلك إثنان من أهل الإسلام و الثانية قربة عظيمة .
و قتل الكفار أو نكايتهم أمر واجب و هو في نفسه مصلحة و درء أيضا لمفسدة إستيلائهم و إستحواذهم على المسلمين و لكن دخول المسلم في الكفر مفسدة هي أكبر من قتله و أكبر من أسره و مع ذلك فلقد أباح الله تعالى إظهار الدخول في الكفر بالتلفظ فقط (دون القلب) حتى لا تفوت نفس المسلم و ذلك تعظيما لمفسدة قتل المسلم و لو بيد عدوه مع ما وعد الله تعالى قتلانا في الجهاد به في دار كرامته , فكيف بعظم مفسدة إرتكاب هذه الجريمة الكبرى ألا و هي قتل المسلم نفسه بيده ؟؟.
دونكم و كتب الأولين و الفقهاء و المصنفين ( ماخلا المعاصرين المبيحين ) فاقرؤوها كلها و إبحثوا فيها عن نص واحد أو جملة واحدة سطرها أحد هؤلاء يزعم فيها أنه يجوز للمسلم أن يباشر قتل نفسه و لن تجدوا لأن نفس المسلم و أعضاؤه هي أعظم المحرمات بعد الدخول في الشرك طواعية , و لا يجوز أن تتلف هذه النفس إلا بما أذن أو أمر به الله تعالى في ما أوحاه إلى نبيه بالنص الواضح القاطع الثبوت و الدلالة , أي بما لا شبهة فيه .
فأدعوكم إلى التفكر في الأمر و التأني فإن إباحة ما علمت حرمته في دين الله تعالى بالضرورة باب ردة محبط للعمل و الدنيا كلها إنسها و جنها و مؤمنها و كافرها لا يغنون في حال السقوط في الردة شيئا .
رحم الله إخواننا و خاصة الذين قاموا بهذه الأعمال و غفر لنا و لهم نصر سبحانه بقيتنا على الكفر و أهله و هدانا جميعا إلى سواء الصراط .
#9 مساعدة: أبحث عن كتاب أو رد على شبهات المجيزين للعمليات الانتحاريةرابط المشاركة #9 جاسم الكوار========
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد
فقد روى البخاري في صحيحه عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنْ الْعِبَادِ وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالًا فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا
وفي رواية يفتون بالرأي مما يدل على أن الرأي المخالف للنص مذموما شرعا وقول على الله بغير علم
فكيف إذا كان ذلك القول كفر محض وخروج عن شريعة الرب وكيف إذا كان دعوة إلىالإنحلال عن الدين الدين الحق الذي أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم وهو الإسلام والخروج عنه بالكلية والردة إلى أي دين يختاره المسلم
سواءا كان دين المشركين الأولين عبدة اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى والذين نزل من القرآن آيات كثيرة في الرد عليهم نصرة للإسلام أو دين الملاحدة الذين ينكرون وجود الرب وفي كل شيء له آية تدل على أنه واحد أو دين اليهود الجاحدين للنبي الرسول محمد كبرا وحسدا وهو مكتوب عندهم في التوراة صفته ويعرفونه كما يعرفون أبناءهم والقائلين إن الله فقير ونحن أغنياء وقولهم يد الله مغلولة وقدرد عليهم الله بقوله غلت أيديهم ولعنوا بماقالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء
أو النصارى اللذين تكاد السموات أن تنشق وتخر الجبال هدا أن دعوا للرحمن ولدا فرد عليهم سبحانه بقوله بديع السموات والأرض أنا يكون له ولد ولم تكن له صاحبة
وفي رواية يفتون بالرأي مما يدل على أن الرأي المخالف للنص مذموما شرعا وقول على الله بغير علم
فكيف إذا كان ذلك القول كفر محض وخروج عن شريعة الرب وكيف إذا كان دعوة إلىالإنحلال عن الدين الدين الحق الذي أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم وهو الإسلام والخروج عنه بالكلية والردة إلى أي دين يختاره المسلم
سواءا كان دين المشركين الأولين عبدة اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى والذين نزل من القرآن آيات كثيرة في الرد عليهم نصرة للإسلام أو دين الملاحدة الذين ينكرون وجود الرب وفي كل شيء له آية تدل على أنه واحد أو دين اليهود الجاحدين للنبي الرسول محمد كبرا وحسدا وهو مكتوب عندهم في التوراة صفته ويعرفونه كما يعرفون أبناءهم والقائلين إن الله فقير ونحن أغنياء وقولهم يد الله مغلولة وقدرد عليهم الله بقوله غلت أيديهم ولعنوا بماقالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء
أو النصارى اللذين تكاد السموات أن تنشق وتخر الجبال هدا أن دعوا للرحمن ولدا فرد عليهم سبحانه بقوله بديع السموات والأرض أنا يكون له ولد ولم تكن له صاحبة
وهذا مادعى إليه طارق السويدان في برنامج وندوة في قناة الرسالة أخرج من رأسه ومن عفن كيسه فيها قولا عظيما لم يتكلم به أحد من أهل الإسلام قبله قولا هو الإلحاد بعينه والكفر الأكبر برأسه والشرك المخرج من الملة بذاته إقتفى فيه أثر اليهود بتحريف الكلم عن مواضعه إرضاءا للخلق دون الخالق
وهو قوله جائز للمسلم أن يبدل دينه إلى أي دين يختاره مستدلا تحريفا وتلبسا على أهل الإسلام
بقوله تعالى في سورة الكهف فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر
وقد أتي في الندوة بأناس ليس لهم في العلم شيئا منهم من صوت بالرفض ومنهم بالجواز ومنهم من فصل فإذا كان سرا جاز لاجتناب الفتنة وإذا كان يرتد جهرا فلا فإن ذلك فتنة دعوة إلى دين المنافقين الأولين الذين هم في الدرك الأسفل من نار رب العالمين
وهو قوله جائز للمسلم أن يبدل دينه إلى أي دين يختاره مستدلا تحريفا وتلبسا على أهل الإسلام
بقوله تعالى في سورة الكهف فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر
وقد أتي في الندوة بأناس ليس لهم في العلم شيئا منهم من صوت بالرفض ومنهم بالجواز ومنهم من فصل فإذا كان سرا جاز لاجتناب الفتنة وإذا كان يرتد جهرا فلا فإن ذلك فتنة دعوة إلى دين المنافقين الأولين الذين هم في الدرك الأسفل من نار رب العالمين
والرد على هذا الداعي للكفر الأكبر من أوجه :
ا
الوجه الأول / أن التخير وهو قوله تعالى فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إذا جاء بعده وعيد دل على التهديد والنهي الأكيد فقد قال تعالى بعد ذلك إنا أعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها
وهذا يدل على أن من اختار الظلم الأكبر وهو الكفر على الإسلام أن النار التي تلك صفتها موعده وهذا كقول الوالد للولد إن شئت فاخرج خارج المنزل ليلا اولا تخرج لو خرجت لضربتك فهل يدل على جواز خروجه عند من كان عنده أدنى مسكة من عقل ولكنه الضلال والإضلال الذي دعى له الشيطان طارق السويدان ليقول هذا الكلام فاجابه فهو صاحب قلب ولسان شيطان في جثمان إنسان
و كما قال بعض السلف قاتل الله أهل الأهواء يذكرون الذي لهم ويدعون الذي عليهم
ا
الوجه الثاني / أن الله قال ومن يرتد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعملهم في الدنيا والآخرة وألئك أصحاب النار هم فيها خالدون
فما ذا بعد الحق إلا الضلال وأي دليل على تحريم الردة وكفر من جحد وقوع من يرتد عن الإسلام إلى الكفر بعد هذا الذي انزله الله على عباده في سورة البقرة فاللهم أخز هذا الضال الرويبضة بما خالف كلامك وإرادته إخراج الناس من نور التوحيد والسنة إلى ظلمات الشرك والكفر والإلحاد والبدعة
ا
الوجه الثالث / مارواه البخاري في صحيحه من طريق أَيُّوبَ عَنْ عِكْرِمَةَ أَنَّ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حَرَّقَ قَوْمًا فَبَلَغَ ابْنَ عَبَّاسٍ فَقَالَ لَوْ كُنْتُ أَنَا لَمْ أُحَرِّقْهُمْ لِأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا تُعَذِّبُوا بِعَذَابِ اللَّهِ وَلَقَتَلْتُهُمْ كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ
ا
الوجه الأول / أن التخير وهو قوله تعالى فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إذا جاء بعده وعيد دل على التهديد والنهي الأكيد فقد قال تعالى بعد ذلك إنا أعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها
وهذا يدل على أن من اختار الظلم الأكبر وهو الكفر على الإسلام أن النار التي تلك صفتها موعده وهذا كقول الوالد للولد إن شئت فاخرج خارج المنزل ليلا اولا تخرج لو خرجت لضربتك فهل يدل على جواز خروجه عند من كان عنده أدنى مسكة من عقل ولكنه الضلال والإضلال الذي دعى له الشيطان طارق السويدان ليقول هذا الكلام فاجابه فهو صاحب قلب ولسان شيطان في جثمان إنسان
و كما قال بعض السلف قاتل الله أهل الأهواء يذكرون الذي لهم ويدعون الذي عليهم
ا
الوجه الثاني / أن الله قال ومن يرتد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعملهم في الدنيا والآخرة وألئك أصحاب النار هم فيها خالدون
فما ذا بعد الحق إلا الضلال وأي دليل على تحريم الردة وكفر من جحد وقوع من يرتد عن الإسلام إلى الكفر بعد هذا الذي انزله الله على عباده في سورة البقرة فاللهم أخز هذا الضال الرويبضة بما خالف كلامك وإرادته إخراج الناس من نور التوحيد والسنة إلى ظلمات الشرك والكفر والإلحاد والبدعة
ا
الوجه الثالث / مارواه البخاري في صحيحه من طريق أَيُّوبَ عَنْ عِكْرِمَةَ أَنَّ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حَرَّقَ قَوْمًا فَبَلَغَ ابْنَ عَبَّاسٍ فَقَالَ لَوْ كُنْتُ أَنَا لَمْ أُحَرِّقْهُمْ لِأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا تُعَذِّبُوا بِعَذَابِ اللَّهِ وَلَقَتَلْتُهُمْ كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ
فأي عقوبة أعظم من القتل في الشرع وذلك جزاء من بدل دينه وكفر سواءا ألحد أو صار يهوديا أو نصرانيا أو مجوسيا أو عابد شيطان أو عابدا للأوثان وليس كما يقول المعاند طارق السويدان من أن من بدل دينه فله الحرية ولاضير عليه ولايقتل سود الله وجهه يوم تسود وجوه وتبيض وجوه
فأي حديث أوضح على تحريم الردة أوضح من هذا فمن جحد بعد ذلك فهو من الكافرين الضالين الملحدين في دين رب العالمين
فأي حديث أوضح على تحريم الردة أوضح من هذا فمن جحد بعد ذلك فهو من الكافرين الضالين الملحدين في دين رب العالمين
الوجه الرابع / قول ذلك الفاجر الآخر في الندوة تلك المظلمة تجوز الردة سرا حتى لاتكون فتنة فهذه دعوة للنفاق الأكبر فقتله بلااستتابة كما خرج مالك وذهب إليه فقال كما في الموطأ
حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ مَالِك عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ غَيَّرَ دِينَهُ فَاضْرِبُوا عُنُقَهُ وَمَعْنَى قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا نُرَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ مَنْ غَيَّرَ دِينَهُ فَاضْرِبُوا عُنُقَهُ أَنَّهُ مَنْ خَرَجَ مِنْ الْإِسْلَامِ إِلَى غَيْرِهِ مِثْلُ الزَّنَادِقَةِ وَأَشْبَاهِهِمْ فَإِنَّ أُولَئِكَ إِذَا ظُهِرَ عَلَيْهِمْ قُتِلُوا وَلَمْ يُسْتَتَابُوا لِأَنَّهُ لَا تُعْرَفُ تَوْبَتُهُمْ وَأَنَّهُمْ كَانُوا يُسِرُّونَ الْكُفْرَ وَيُعْلِنُونَ الْإِسْلَامَ فَلَا أَرَى أَنْ يُسْتَتَابَ هَؤُلَاءِ وَلَا يُقْبَلُ مِنْهُمْ قَوْلُهُمْ وَأَمَّا مَنْ خَرَجَ مِنْ الْإِسْلَامِ إِلَى غَيْرِهِ وَأَظْهَرَ ذَلِكَ فَإِنَّهُ يُسْتَتَابُ فَإِنْ تَابَ وَإِلَّا قُتِلَ وَذَلِكَ لَوْ أَنَّ قَوْمًا كَانُوا عَلَى ذَلِكَ رَأَيْتُ أَنْ يُدْعَوْا إِلَى الْإِسْلَامِ وَيُسْتَتَابُوا فَإِنْ تَابُوا قُبِلَ ذَلِكَ مِنْهُمْ وَإِنْ لَمْ يَتُوبُوا قُتِلُوا وَلَمْ يَعْنِ بِذَلِكَ فِيمَا نُرَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ مَنْ خَرَجَ مِنْ الْيَهُودِيَّةِ إِلَى النَّصْرَانِيَّةِ وَلَا مِنْ النَّصْرَانِيَّةِ إِلَى الْيَهُودِيَّةِ وَلَا مَنْ يُغَيِّرُ دِينَهُ مِنْ أَهْلِ الْأَدْيَانِ كُلِّهَا إِلَّا الْإِسْلَامَ فَمَنْ خَرَجَ مِنْ الْإِسْلَامِ إِلَى غَيْرِهِ وَأَظْهَرَ ذَلِكَ فَذَلِكَ الَّذِي عُنِيَ بِهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ
شاركة سيئة
حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ مَالِك عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ غَيَّرَ دِينَهُ فَاضْرِبُوا عُنُقَهُ وَمَعْنَى قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا نُرَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ مَنْ غَيَّرَ دِينَهُ فَاضْرِبُوا عُنُقَهُ أَنَّهُ مَنْ خَرَجَ مِنْ الْإِسْلَامِ إِلَى غَيْرِهِ مِثْلُ الزَّنَادِقَةِ وَأَشْبَاهِهِمْ فَإِنَّ أُولَئِكَ إِذَا ظُهِرَ عَلَيْهِمْ قُتِلُوا وَلَمْ يُسْتَتَابُوا لِأَنَّهُ لَا تُعْرَفُ تَوْبَتُهُمْ وَأَنَّهُمْ كَانُوا يُسِرُّونَ الْكُفْرَ وَيُعْلِنُونَ الْإِسْلَامَ فَلَا أَرَى أَنْ يُسْتَتَابَ هَؤُلَاءِ وَلَا يُقْبَلُ مِنْهُمْ قَوْلُهُمْ وَأَمَّا مَنْ خَرَجَ مِنْ الْإِسْلَامِ إِلَى غَيْرِهِ وَأَظْهَرَ ذَلِكَ فَإِنَّهُ يُسْتَتَابُ فَإِنْ تَابَ وَإِلَّا قُتِلَ وَذَلِكَ لَوْ أَنَّ قَوْمًا كَانُوا عَلَى ذَلِكَ رَأَيْتُ أَنْ يُدْعَوْا إِلَى الْإِسْلَامِ وَيُسْتَتَابُوا فَإِنْ تَابُوا قُبِلَ ذَلِكَ مِنْهُمْ وَإِنْ لَمْ يَتُوبُوا قُتِلُوا وَلَمْ يَعْنِ بِذَلِكَ فِيمَا نُرَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ مَنْ خَرَجَ مِنْ الْيَهُودِيَّةِ إِلَى النَّصْرَانِيَّةِ وَلَا مِنْ النَّصْرَانِيَّةِ إِلَى الْيَهُودِيَّةِ وَلَا مَنْ يُغَيِّرُ دِينَهُ مِنْ أَهْلِ الْأَدْيَانِ كُلِّهَا إِلَّا الْإِسْلَامَ فَمَنْ خَرَجَ مِنْ الْإِسْلَامِ إِلَى غَيْرِهِ وَأَظْهَرَ ذَلِكَ فَذَلِكَ الَّذِي عُنِيَ بِهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ
شاركة سيئة
الوجه الخامس / مارواه الدارمي في مسنده أَعَنْ عُثْمَانَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ إِلَّا بِإِحْدَى ثَلَاثٍ بِكُفْرٍ بَعْدَ إِيمَانٍ أَوْ بِزِنًى بَعْدَ إِحْصَانٍ أَوْ يَقْتُلُ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ فَيُقْتَلُ
فالكفر بعد الإيمان يحل الدم فكيف يكون حلال الدم مخير بين البقاء على الإسلام أو الردة عن دين الرحمن ولو أصبح عابد شيطان أو ساجدا للأوثان أفلايعقل السويدان أمرا واضحا بينا جليا أم أنه دسيسة يهودية أو رافضية لإخراج الناس عن دينهم الحق الذي جاء به محمد تزلف للناس من طريق قصص الأنبياء وحبهم ذلك ثم دس لهم السم في العسل ليقبل قوله فيموتوا كافرين والله المستعان
الوجه السادس / أن هذا فهم الصحابة وهو قتل المرتد وتحريم عمله بإجماع وقد قال تعالى : ومن يشاقق الرسول من بعد ماتبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ماتوله ونصله جهنم وساءت مصيرا
فقد شاق السويدان طريقة الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام وقال لابأس بالردة بعد الإسلام وخالف سبيل الصحابة الكرام
ولاأدل على تحريم الردة وكفر من اقترفها من قتال أبي بكر للمرتدين ووافقه الصحابة أجمعين ممن جحد الزكاة وقال لانؤديها إلا للنبي صلى الله عليه وسلم وقد مات ومارواه الإمام أحمد في مسنده من قتل علماء الصحابة أبو موسى ومعاذ للمرتد من طريق أَيُّوبَ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ الْعَدَوِيِّ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ قَالَ قَدِمَ عَلَى أَبِي مُوسَى مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ بِالْيَمَنِ فَإِذَا رَجُلٌ عِنْدَهُ قَالَ مَا هَذَا قَالَ رَجُلٌ كَانَ يَهُودِيًّا فَأَسْلَمَ ثُمَّ تَهَوَّدَ وَنَحْنُ نُرِيدُهُ عَلَى الْإِسْلَامِ مُنْذُ قَالَ أَحْسَبُهُ شَهْرَيْنِ فَقَالَ وَاللَّهِ لَا أَقْعُدُ حَتَّى تَضْرِبُوا عُنُقَهُ فَضُرِبَتْ عُنُقُهُ فَقَالَ قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَنَّ مَنْ رَجَعَ عَنْ دَيْنِهِ فَاقْتُلُوهُ أَوْ قَالَ مَنْ بَدَّلَ دَيْنَهُ فَاقْتُلُوهُ
فقد شاق السويدان طريقة الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام وقال لابأس بالردة بعد الإسلام وخالف سبيل الصحابة الكرام
ولاأدل على تحريم الردة وكفر من اقترفها من قتال أبي بكر للمرتدين ووافقه الصحابة أجمعين ممن جحد الزكاة وقال لانؤديها إلا للنبي صلى الله عليه وسلم وقد مات ومارواه الإمام أحمد في مسنده من قتل علماء الصحابة أبو موسى ومعاذ للمرتد من طريق أَيُّوبَ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ الْعَدَوِيِّ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ قَالَ قَدِمَ عَلَى أَبِي مُوسَى مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ بِالْيَمَنِ فَإِذَا رَجُلٌ عِنْدَهُ قَالَ مَا هَذَا قَالَ رَجُلٌ كَانَ يَهُودِيًّا فَأَسْلَمَ ثُمَّ تَهَوَّدَ وَنَحْنُ نُرِيدُهُ عَلَى الْإِسْلَامِ مُنْذُ قَالَ أَحْسَبُهُ شَهْرَيْنِ فَقَالَ وَاللَّهِ لَا أَقْعُدُ حَتَّى تَضْرِبُوا عُنُقَهُ فَضُرِبَتْ عُنُقُهُ فَقَالَ قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَنَّ مَنْ رَجَعَ عَنْ دَيْنِهِ فَاقْتُلُوهُ أَوْ قَالَ مَنْ بَدَّلَ دَيْنَهُ فَاقْتُلُوهُ
فشاق السويدان الله و الرسول صلى الله عليه وسلم وإجماع الصحابة والعلماء إلى عصرنا متفقون على كفر المرتد وتبويباتهم تترا في فصول معقودة في المطولات الفقهية والمختصرات في حكم المرتد وأنه يكفر ويقتل على خلاف في استتابته ولكنه قضى بغير قضاءه فقال لابأس بأن يرتد إلى أي دين ونسب ذلك كذبا وافتراءا على الله
قال تعالى ومن يشاقق الرسول من بعد ماتبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ماتوله ونصله جهنم وساءت مصيرا
التعديل الأخير تم بواسطة : ماهر بن ظافر القحطاني بتاريخ اليوم الساعة 05:27 Am.
التعديل الأخير تم بواسطة : ماهر بن ظافر القحطاني بتاريخ اليوم الساعة 05:27 Am.
الوجه السابع / قول السويدان كذبا وافتراء بلاعلم لم يقتل النبي صلى الله عليه وسلم المرتد في عصره كذب على النبي صلى الله عليه وسلم فقد أهدر دم من ارتد وهو والأمر بقتله واحد وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كذب علي متعمدا فليلج النار كما في صحيح البخاري
فقد خرج أبوداود في سننه عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ أَنَّ أَعْمَى كَانَتْ لَهُ أُمُّ وَلَدٍ تَشْتُمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَقَعُ فِيهِ فَيَنْهَاهَا فَلَا تَنْتَهِي وَيَزْجُرُهَا فَلَا تَنْزَجِرُ قَالَ فَلَمَّا كَانَتْ ذَاتَ لَيْلَةٍ جَعَلَتْ تَقَعُ فِي النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَشْتُمُهُ فَأَخَذَ الْمِغْوَلَ فَوَضَعَهُ فِي بَطْنِهَا وَاتَّكَأَ عَلَيْهَا فَقَتَلَهَا فَوَقَعَ بَيْنَ رِجْلَيْهَا طِفْلٌ فَلَطَّخَتْ مَا هُنَاكَ بِالدَّمِ فَلَمَّا أَصْبَحَ ذُكِرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَمَعَ النَّاسَ فَقَالَ أَنْشُدُ اللَّهَ رَجُلًا فَعَلَ مَا فَعَلَ لِي عَلَيْهِ حَقٌّ إِلَّا قَامَ فَقَامَ الْأَعْمَى يَتَخَطَّى النَّاسَ وَهُوَ يَتَزَلْزَلُ حَتَّى قَعَدَ بَيْنَ يَدَيْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا صَاحِبُهَا كَانَتْ تَشْتُمُكَ وَتَقَعُ فِيكَ فَأَنْهَاهَا فَلَا تَنْتَهِي وَأَزْجُرُهَا فَلَا تَنْزَجِرُ وَلِي مِنْهَا ابْنَانِ مِثْلُ اللُّؤْلُؤَتَيْنِ وَكَانَتْ بِي رَفِيقَةً فَلَمَّا كَانَ الْبَارِحَةَ جَعَلَتْ تَشْتُمُكَ وَتَقَعُ فِيكَ فَأَخَذْتُ الْمِغْوَلَ فَوَضَعْتُهُ فِي بَطْنِهَا وَاتَّكَأْتُ عَلَيْهَا حَتَّى قَتَلْتُهَا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَلَا اشْهَدُوا أَنَّ دَمَهَا هَدَرٌ
فقد خرج أبوداود في سننه عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ أَنَّ أَعْمَى كَانَتْ لَهُ أُمُّ وَلَدٍ تَشْتُمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَقَعُ فِيهِ فَيَنْهَاهَا فَلَا تَنْتَهِي وَيَزْجُرُهَا فَلَا تَنْزَجِرُ قَالَ فَلَمَّا كَانَتْ ذَاتَ لَيْلَةٍ جَعَلَتْ تَقَعُ فِي النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَشْتُمُهُ فَأَخَذَ الْمِغْوَلَ فَوَضَعَهُ فِي بَطْنِهَا وَاتَّكَأَ عَلَيْهَا فَقَتَلَهَا فَوَقَعَ بَيْنَ رِجْلَيْهَا طِفْلٌ فَلَطَّخَتْ مَا هُنَاكَ بِالدَّمِ فَلَمَّا أَصْبَحَ ذُكِرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَمَعَ النَّاسَ فَقَالَ أَنْشُدُ اللَّهَ رَجُلًا فَعَلَ مَا فَعَلَ لِي عَلَيْهِ حَقٌّ إِلَّا قَامَ فَقَامَ الْأَعْمَى يَتَخَطَّى النَّاسَ وَهُوَ يَتَزَلْزَلُ حَتَّى قَعَدَ بَيْنَ يَدَيْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا صَاحِبُهَا كَانَتْ تَشْتُمُكَ وَتَقَعُ فِيكَ فَأَنْهَاهَا فَلَا تَنْتَهِي وَأَزْجُرُهَا فَلَا تَنْزَجِرُ وَلِي مِنْهَا ابْنَانِ مِثْلُ اللُّؤْلُؤَتَيْنِ وَكَانَتْ بِي رَفِيقَةً فَلَمَّا كَانَ الْبَارِحَةَ جَعَلَتْ تَشْتُمُكَ وَتَقَعُ فِيكَ فَأَخَذْتُ الْمِغْوَلَ فَوَضَعْتُهُ فِي بَطْنِهَا وَاتَّكَأْتُ عَلَيْهَا حَتَّى قَتَلْتُهَا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَلَا اشْهَدُوا أَنَّ دَمَهَا هَدَرٌ
الوجه الثامن / لايحل أصلالمثل طارق السويدان الرويبضة القصاص الفيزيائي الجهول أن يتكلم في العلم وأمور العامة أو يؤخذ عنه فلايعرف له عالم تلقى عنه أو أحد من أهل العلم أثنى على علمه وكما قال الإمام أحمد إسحاق بن أبي فروة ليس بأهل أن يؤخذ عنه العلم فكيف لوصادف الإمام أحمد مثل السويدان هذا القصاص الظالم لنفسه والذي قال كما في محاضرة له في الكويت في تقريب الرافضة مع السنة وأنت ياشيعي تبسم في وجه السني وإذا أردت أن تسب أبو هريرة فسبه في بيتك وليس أمام أهل السنة وقد قال الإمام أحمد الرافضي من سب واحد من الصحابة وهذا السويدلن قد أقر سب راوية الحديث أبي هريرة والذي حفظ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من خمسة آلاف حديثا يرويها كما في مسند بقي بن مخلد وهو من المكثرين
قال الناظم
والمكثرون بحرهم وأنس عائشة وجابر مقدس
قال الناظم
والمكثرون بحرهم وأنس عائشة وجابر مقدس
صاحب دوس (أبو هريرة ) وكذا ابن عمر ربي قني والمكثرين الضرر
قال أبو زرعة الذي يسب واحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فهو عندنا زنديق ذلك أن الكتاب حق والسنة حق فمن طعن في الصحابة فقد طعن في الإسلام
فصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما خرج أحمد في مسنده عن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ السَّاعَةِ سِنُونَ خَدَّاعَةٌ يُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ وَيُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ وَيُخَوَّنُ فِيهَا الْأَمِينُ وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ قَالَ سُرَيْجٌ وَيَنْظُرُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ
والرويبضة الرجل التافه يتكلم في أمور العامة بغير علم كما فعل طارق السويدان
فرضي الله عن أبي هريرة وجزاه الله عن الإسلام خيرا وقد روى هذا الحديث ونحن نذكره انتصارا له وللسنة على السويدان الذي نال من عرضه بإقراره بسبه في المنزل للرافضة سرا لاعلانية مراعة لشعور السنيين
والرويبضة الرجل التافه يتكلم في أمور العامة بغير علم كما فعل طارق السويدان
فرضي الله عن أبي هريرة وجزاه الله عن الإسلام خيرا وقد روى هذا الحديث ونحن نذكره انتصارا له وللسنة على السويدان الذي نال من عرضه بإقراره بسبه في المنزل للرافضة سرا لاعلانية مراعة لشعور السنيين
الوجه التاسع/ يلزم من إباحة السويدان للمسلم أن يرتد إلى أي دين يختاره تكذيب الآيات التي جاءت في عاقبة الكافرين فالكافر لايوصف بالإسلام باتفاق فهو إما مسلم مرتد أو مشرك أو كافر أصلي وليس ثم كافر يدخل الجنة وهو يجحد دين الله ويشرك به ويتخذ وثنا إله لايبصر ولايسمع ويرجع إليه قولا
قال تعالى :إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين خالدين فيها لايخفف عنهم العذاب ولاهم ينظرون
وإلهكم إله واحد لاإله إلا هو الرحمن الرحيم
وإلهكم إله واحد لاإله إلا هو الرحمن الرحيم
الوجه الحادي عشر/ لايجوز للمكلف أن يتفري الكذب على الله ولاعلى رسوله ثم ينسب القول لهما فإن عاقبة ذلك أن يفضح في الدنيا ويذل وفي الآخرة على رؤس الخلائق يذم ويكون وجهه يوم القيامة مسود يوم تسود وجوه وتبض وجوه
ومن الإفتراء على الله القول بإباحة الله سبحانه وتعالى للناس أن يرتدوا عن دينهم ويبدلوه تحريف لقوله تعالى فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر
وتركا لتمام الآية الناهية عن الكفر والمهددة من اقترفه وارتد (إنا أعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشارب وساءت مرتفقا)
ومن الإفتراء على الله القول بإباحة الله سبحانه وتعالى للناس أن يرتدوا عن دينهم ويبدلوه تحريف لقوله تعالى فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر
وتركا لتمام الآية الناهية عن الكفر والمهددة من اقترفه وارتد (إنا أعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشارب وساءت مرتفقا)
قال تعالى ومن أظلم ممن افترى على الكذب ليضل الناس بغير علم
أي لاأحد أظلم منه
وأي ظلم أعظم من نسبة القول بإباحة الردة إلى الله بغير علم
أي لاأحد أظلم منه
وأي ظلم أعظم من نسبة القول بإباحة الردة إلى الله بغير علم
قال تعالى ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجههم مسودة
روى مسلم في صحيحه عَنْ قَتَادَةَ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ قَالَ قَالَ رَجُلٌ لِابْنِ عُمَرَ كَيْفَ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي النَّجْوَى قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ يُدْنَى الْمُؤْمِنُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ حَتَّى يَضَعَ عَلَيْهِ كَنَفَهُ فَيُقَرِّرُهُ بِذُنُوبِهِ فَيَقُولُ هَلْ تَعْرِفُ فَيَقُولُ أَيْ رَبِّ أَعْرِفُ قَالَ فَإِنِّي قَدْ سَتَرْتُهَا عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا وَإِنِّي أَغْفِرُهَا لَكَ الْيَوْمَ فَيُعْطَى صَحِيفَةَ حَسَنَاتِهِ وَأَمَّا الْكُفَّارُ وَالْمُنَافِقُونَ فَيُنَادَى بِهِمْ عَلَى رُءُوسِ الْخَلَائِقِ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ
ولم يفرق بين من ارتد ومن كان كافرا أصليا
ا
الوجه الثاني عشر/ أن تصويتهم ثلاثة فرق في مسألة حكم الردة في الحلقة والندوة تلك المظلمة دليل واضح على جهل هؤلاء بدين الله إذ دين الله لايعرف بالتصويت فالأكثر أصواتا هو الأصوب بل أن الله تعالى قال إن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيله
بل يعرف بالكتاب وصحيح السنة وماكان عليه سلف الأمة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه
روى أبوداود في سننه عن عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ لَوْ كَانَ الدِّينُ بِالرَّأْيِ لَكَانَ أَسْفَلُ الْخُفِّ أَوْلَى بِالْمَسْحِ مِنْ أَعْلَاهُ وَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْسَحُ عَلَى ظَاهِرِ خُفَّيْهِ
===========
فضح بروتوكولات تنظيم الإخوان -===فضح بروتوكولات تنظيم الإخوان-1: عودة الخلافة الراشدة بالاغتيالات والانتخاباتا
الوجه الثاني عشر/ أن تصويتهم ثلاثة فرق في مسألة حكم الردة في الحلقة والندوة تلك المظلمة دليل واضح على جهل هؤلاء بدين الله إذ دين الله لايعرف بالتصويت فالأكثر أصواتا هو الأصوب بل أن الله تعالى قال إن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيله
بل يعرف بالكتاب وصحيح السنة وماكان عليه سلف الأمة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه
روى أبوداود في سننه عن عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ لَوْ كَانَ الدِّينُ بِالرَّأْيِ لَكَانَ أَسْفَلُ الْخُفِّ أَوْلَى بِالْمَسْحِ مِنْ أَعْلَاهُ وَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْسَحُ عَلَى ظَاهِرِ خُفَّيْهِ
===========
هُنَاكَ عِبَارَة ٌجَاءَتْ فِي الشَّرِيطِ ([1]): مَسْأَلَةُ الاِغْتِيَالَاتِ.
مِمَّا يُؤْسَفُ لَهُ أَنَّ الذِينَ يَنْتَسِبُونَ إِلَى الدَّعْوَةِ إِلَى اللهِ وَيَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ يَسْعَوْنَ إِلَى إِقَامَةِ دَوْلَةٍ إِسْلَامِيَّةٍ وَبَعْضُهُمْ يُبَالِغُ فَيَقُولُ نُرِيدُ إِعَادَةِ الْخِلَافَةِ الرَّاشِدَةِ وَيَتَّخِذُونَ إِلَى ذَلِكَ وَسَائِلَ، مِنَ الْوَسَائِلِ: الْمُظَاهَرَاتُ الصَّاخِبَةُ التِي قَدْ يَشْتَرِكُ فِيهَا الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ وَالاِغْتِيَالَاتُ، لَيْسَ فِي الْإِسْلَامِ الْمُظَاهَرَاتِ فَضْلًا عَنْ الْاِغْتِيَالَاتِ، اعْتِبَارُ الْمُظَاهَرَاتِ وَسِيلَةً مِنْ وَسَائِلِ الدَّعْوَةِ وَوَسِيلَةً مِنْ وَسَائِلِ إِقَامَةِ الدَّوْلَةِ الْإِسْلَامِيَّةِ هَذَا تَقْلِيدٌ لِلْأُورِوبِيِّينَ لَيْسَتْ عَادَةً إِسْلَامِيَّةً وَلَا أَدَبًا مِنْ آدَابِ الإِسْلَامِ، أَمَّا الاِغْتِيَالَاتُ فَشَرٌّ مُسْتَطِيرٌ، اسْتِبَاحَةُ اغْتِيَالِ خَصْمِكَ لِلْوُصُولِ إِلَى الْكُرْسِيِّ، تَغْتَالُهُ لِيَطِيحَ مِنَ الْكُرْسِيِّ وَأَنْتَ تَعْتَلِيهِ، هَلْ الْإِسْلَامُ يَأْمُرُ بِهَذَا؟ لِمَاذَا نُفْسِدُ سُمْعَةَ الْإِسْلَامِ بِهَذَا الْعَمَلِ الْهَمَجِيِّ؟ لَيْسَ هَذَا مِنَ الْإِسْلَامِ فِي شَيْءٍ وَالْإِسْلَامُ لَا يُبِيحُ دَمَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ إِلَّا بِالْأُمُورِ التِي تَعْرِفُونَهَا([2]): الزَّانِي الْمُحْصَنُ وَالتَّارِكُ لِدِينِهِ الْمُفَارِقُ لِلْجَمَاعَةِ وَ[النَّفْسُ بِالنَّفْسِ].([3]) هَؤُلَاءِ خُصُومُهُمْ لَا يَصِلُونَ إِلَى دَرَجَةِ الرَدَّةِ إِلَّا مَا شَاءَ اللهُ، ثُمَّ إِنَّهُمْ يُحَاوِلُونَ الْوُصُولَ إِلَى الْكَرَاسِي فَإِذَا وَصَلُوا إِلَى الْكَرَاسِي بِمَ يَحْكُمُونَ؟ يُرِيدُونَ إِجْرَاءَ انْتِخَابَاتٍ وَيُسَمُّونَ الْانْتِخَابَ الْحُرَّ وَالْانْتِخَابَ النَّزِيهَ وَلَا يُوجَدُ فِي الدُّنْيَا انْتِخَابٌ حُرٌ أَوْ نَزِيهٌ، غِشٌّ وَشِرَاءُ الأَصْوَاتِ وَتَلْبِيسٌ عَلَى النَّاسِ، هَذَا مَعْرُوفٌ لِكُلِّ مَنْ يَعْرِفُ حَيَاةَ الانْتِخَابِ، لَا يُوجَدُ انْتِخَابٌ حُرٌّ وَنَزِيهٌ أَبَدًا، ثُمَّ تَعْيِينُ رَئِيسِ الدَّوْلَةِ بِالاِنْتِخَابِ لَيْسَ طَرِيقَةً إِسْلَامِيَّةً، الْاِنْتِخَابُ وَسِيلَةٌ مِنْ وَسَائِلِ تَعْيِينِ أَرْبَابٍ يَحْكُمُونَ بِالْقَوَانِينِ أَيْ: تَعْيِينُ رَئِيسِ الْبَرْلَمَانِ وَأعْضَاءِ البَرْلَمَانِ أَوْ رَئِيسِ مَجْلِسِ الشَّعْبِ وَأَعْضَاءِ مَجْلِسِ الشَّعْبِ، هَؤُلَاءِ بِمَ يَحْكُمُونَ؟ بَالشَّرِيعَةِ؟ لَا، بْالقَانُونِ، قَوَانِينٌ وَضْعِيّةٌ، كُلُّ عُضْوٍ مِنْ أَعْضَاءِ مَجْلِسِ الشَّعْبِ يُمَثِّلُ إِمَّا حِزْبًا أَوْ مَنْطِقَةً مِنَ الْمَنَاطِقِ وَالْحِزْبُ يُمْلِي عَلَيْهِ وَيُلْزِمُهُ أَنْ يُقَدِّمَ مَشْرُوعًا نَافِعًا لِحِزْبِهِ فَيُصَوَّتُ عَلَيْهِ وَالْعُضْوُ الثَّانِي كَذَلِكَ وَالْعُضْوُ الثَّالِثُ كَذَلِكَ، تَقَعُ الْمُنَافَسَةُ أَيُّ قَانُونٍ يُصَوَّتُ عَلَيْهِ فَيُقْبَلُ؟ الْقَانُونُ الذِي قَدَّمُهُ عُضْوُ الْحِزْبِ الْفُلَانِيّ أَوْ الْقَانُونُ الآخَرُ، الْمَشْرُوعُ الآخَرُ وَهَكَذَا أَيْ إِنَّ الْاِنْتِخَابَاتِ عِبَارَةٌ عَنْ وَسِيلَةٍ لِإِيجَادِ رِجَالٍ يَحْكُمُونَ بِالْقَوانِينِ أَيْ لِإِيجَادِ أَرْبَابٍ مِنْ دُونِ اللهِ يَحْكُمُونَ بِغَيْرِ مَا أَنْزَلَ اللهُ، هَذِهِ وَسِيلَةٌ مِنَ الْوَسَائِلِ. إِذَا كَانَ الْحُكْمُ بِغَيْرِ [مَا أَنْزَلَ] اللهُ كُفْرٌ وَمَا يُؤَدِّي إِلَى الْكُفْرِ فَهُوَ كُفْرٌ فَالإِيمَانُ بِالاِنْتِخَابِ كُفْرٌ، اعْرِفْ: لِلْوَسَائِلِ حُكْمُ الْمَقَاصِدِ، مَا هِيَ الْمَقَاصِدُ الْمَنْهِيُّ عَنْهَا؟ الْحُكْمُ بِغَيْرِ مَا أَنْزَلَ اللهُ، اسْتِخْدَامُ أَيِّ وَسِيلَةٍ مِنَ الْوَسَائِلِ لِلْوُصُولِ إِلَى الْحُكْمِ بِغَيْرِ مَا أَنْزَلَ اللهُ حُكْمُهُ حُكْمُ الْمَقَاصِدِ تَمَامًا، لِذَلِكَ لَمَّا سُئِلَ الشَّيْخُ الأَلْبَانِي حَفْظَهُ اللهُ([4]) سَأَلَهُ أَفْرَادٌ مِنْ أَعْضَاءِ جَبْهَةِ الإِنْقَاذِ عَنْ الْاِنْتِخَابَاتِ التِي يُحَاوِلُونَ مِنْ خِلَالِهَا -عَلَى حَسَبِ تَعْبِيرِهِمْ- إِلَى إِقَامَةِ دَوْلَةٍ إِسْلَامِيَّةٍ وَإِلَى إِعَادَةِ الْخِلَافَةِ الرَّاشِدَةِ أَجَابَ الشَّيْخُ بَأَنَّ هَذْهِ طَرِيقَةٌ غَيْرُ إِسْلَامِيَّةٍ وَنَصَحَهُمْ وَبَيَّنَ لَهُمْ بَأَنَّ الْحُكُومَةَ الإِسْلَامِيَّةَ إِنَّمَا تَقُومُ عَلَى الْعِلْمِ النَّافِعِ وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ وَشَرَحَ شَرْحًا وَاسِعًا، كَتَبَ رِسَالَةً تَتَكَوَّن مِنْ سْتِّةِ صَفَحَاتٍ كُلُّهَا نَصِيحَةٌ وَاسْتِبْعَادُ أَنَّهُمْ يَسْتَطِيعُونَ إِقَامَةَ دَوْلَةٍ إِسْلَامِيَّةٍ لِأَنَّهُمْ غَيْرُ مُؤَهَّلِينَ، هَذَا خُلَاصَةُ مَا جَاءَ فِي رِسَالَةِ الشَّيْخِ الْأَلْبَانِي وَنَحْنُ نُؤَيِّدُ ذَلِكَ بَلْ كُلُّ طَالِبِ عِلْمٍ فَاهِمٍ يُؤَيِّدُ هَذَا.
إِذًا الْانْتِخَابَاتُ وَالْاغْتِيَالَاتُ وَالمُظَاهَرَاتُ أَخْلَاقٌ أَجْنَبِيَّةٌ وَرْثَهَا هَؤُلَاءِ مِنَ الْأُورُبِيِّينَ وَالْعَجِيبُ فِي الْأَمْرِ يَحْكُمُونَ عَلَى حُكُّامِ بِلَادِهِمْ بِأَنَّهُمْ طَوَاغِيتٌ [وَهُمْ يَسَيِّرُونَ]([5]) بِالْقَوَانِينِ الْأَجْنَبِيَّةِ الْكَافِرَةِ، هَذِهِ مِنَ التَّنَاقُضَاتِ، تَنَاقُضَاتٌ عَجِيبَةٌ. الإِسْلَامُ هُوَ الْاسْتِسْلَامُ وَلَا يُمْكِنُ أَنْ تَقُومَ دَوْلَةٌ إِلَّا عَلَى الْعَقِيدَةِ، لِذَلِكَ نَقُولُ هُنَا: الذِينَ يُحَاوِلُونَ أَنْ يُحَافِظُوا عَلَى دَوْلَتِهِمْ الإِسْلَامِيَّةِ وَالذِينَ يُحَاوِلُونَ الْمُحَافَظَةَ عَلَى الْأَمْنِ عَلَيْهِمْ أَنْ يُحَافِظُوا عَلَى الْعَقِيدَةِ.
أُذَكِّرُكُمْ بَهَذِهِ الْمُنَاسَبَةِ بِمَا قَالَهُ ابْنُ خَلْدُون فِي مُقَدِّمَتِهِ فَيَقُولُ([6]): «إِنَّ الْعَرَبَ لَا تَقُومُ لَهُمْ دَوْلَةٌ إِلَّا عَلَى الدِّينِ» لِأَنّ أَوَّلَ دَوْلَةٍ عَرَبِيَّةٍ قَامَتْ عَلَى الدِّينِ فَإِذَا تَخَلَّى الْعَرَبُ عَنِ الدِّينِ لَا تَقُومُ لَهُمْ دَوْلَةٌ أَبَدًا وَهَذَا هُوَ الْوَاقِعُ لِذَلِكَ الْوَاجِبُ الْمُحَافَظَةُ عَلَى الْعَقْيدَةِ وَالْمُحَافَظَةُ عَلَى الْعَقِيدَةِ تُعْتَبَرُ مُحَافَظَةً عَلَى الأَمْنِ وَمُحَافَظَةً عَلَى الدَّوْلَةِ. لَا دَوْلَةَ إِلَّا بِالْعَقِيدَةِ وَلَا أَمْنَ إِلَّا بِالْعَقِيدَةِ إِذًا فَلْنُحَافِظْ عَلَى الْعَقِيدَةِ وَبِاللهِ التَّوْفِيقُ.
مِمَّا يُؤْسَفُ لَهُ أَنَّ الذِينَ يَنْتَسِبُونَ إِلَى الدَّعْوَةِ إِلَى اللهِ وَيَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ يَسْعَوْنَ إِلَى إِقَامَةِ دَوْلَةٍ إِسْلَامِيَّةٍ وَبَعْضُهُمْ يُبَالِغُ فَيَقُولُ نُرِيدُ إِعَادَةِ الْخِلَافَةِ الرَّاشِدَةِ وَيَتَّخِذُونَ إِلَى ذَلِكَ وَسَائِلَ، مِنَ الْوَسَائِلِ: الْمُظَاهَرَاتُ الصَّاخِبَةُ التِي قَدْ يَشْتَرِكُ فِيهَا الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ وَالاِغْتِيَالَاتُ، لَيْسَ فِي الْإِسْلَامِ الْمُظَاهَرَاتِ فَضْلًا عَنْ الْاِغْتِيَالَاتِ، اعْتِبَارُ الْمُظَاهَرَاتِ وَسِيلَةً مِنْ وَسَائِلِ الدَّعْوَةِ وَوَسِيلَةً مِنْ وَسَائِلِ إِقَامَةِ الدَّوْلَةِ الْإِسْلَامِيَّةِ هَذَا تَقْلِيدٌ لِلْأُورِوبِيِّينَ لَيْسَتْ عَادَةً إِسْلَامِيَّةً وَلَا أَدَبًا مِنْ آدَابِ الإِسْلَامِ، أَمَّا الاِغْتِيَالَاتُ فَشَرٌّ مُسْتَطِيرٌ، اسْتِبَاحَةُ اغْتِيَالِ خَصْمِكَ لِلْوُصُولِ إِلَى الْكُرْسِيِّ، تَغْتَالُهُ لِيَطِيحَ مِنَ الْكُرْسِيِّ وَأَنْتَ تَعْتَلِيهِ، هَلْ الْإِسْلَامُ يَأْمُرُ بِهَذَا؟ لِمَاذَا نُفْسِدُ سُمْعَةَ الْإِسْلَامِ بِهَذَا الْعَمَلِ الْهَمَجِيِّ؟ لَيْسَ هَذَا مِنَ الْإِسْلَامِ فِي شَيْءٍ وَالْإِسْلَامُ لَا يُبِيحُ دَمَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ إِلَّا بِالْأُمُورِ التِي تَعْرِفُونَهَا([2]): الزَّانِي الْمُحْصَنُ وَالتَّارِكُ لِدِينِهِ الْمُفَارِقُ لِلْجَمَاعَةِ وَ[النَّفْسُ بِالنَّفْسِ].([3]) هَؤُلَاءِ خُصُومُهُمْ لَا يَصِلُونَ إِلَى دَرَجَةِ الرَدَّةِ إِلَّا مَا شَاءَ اللهُ، ثُمَّ إِنَّهُمْ يُحَاوِلُونَ الْوُصُولَ إِلَى الْكَرَاسِي فَإِذَا وَصَلُوا إِلَى الْكَرَاسِي بِمَ يَحْكُمُونَ؟ يُرِيدُونَ إِجْرَاءَ انْتِخَابَاتٍ وَيُسَمُّونَ الْانْتِخَابَ الْحُرَّ وَالْانْتِخَابَ النَّزِيهَ وَلَا يُوجَدُ فِي الدُّنْيَا انْتِخَابٌ حُرٌ أَوْ نَزِيهٌ، غِشٌّ وَشِرَاءُ الأَصْوَاتِ وَتَلْبِيسٌ عَلَى النَّاسِ، هَذَا مَعْرُوفٌ لِكُلِّ مَنْ يَعْرِفُ حَيَاةَ الانْتِخَابِ، لَا يُوجَدُ انْتِخَابٌ حُرٌّ وَنَزِيهٌ أَبَدًا، ثُمَّ تَعْيِينُ رَئِيسِ الدَّوْلَةِ بِالاِنْتِخَابِ لَيْسَ طَرِيقَةً إِسْلَامِيَّةً، الْاِنْتِخَابُ وَسِيلَةٌ مِنْ وَسَائِلِ تَعْيِينِ أَرْبَابٍ يَحْكُمُونَ بِالْقَوَانِينِ أَيْ: تَعْيِينُ رَئِيسِ الْبَرْلَمَانِ وَأعْضَاءِ البَرْلَمَانِ أَوْ رَئِيسِ مَجْلِسِ الشَّعْبِ وَأَعْضَاءِ مَجْلِسِ الشَّعْبِ، هَؤُلَاءِ بِمَ يَحْكُمُونَ؟ بَالشَّرِيعَةِ؟ لَا، بْالقَانُونِ، قَوَانِينٌ وَضْعِيّةٌ، كُلُّ عُضْوٍ مِنْ أَعْضَاءِ مَجْلِسِ الشَّعْبِ يُمَثِّلُ إِمَّا حِزْبًا أَوْ مَنْطِقَةً مِنَ الْمَنَاطِقِ وَالْحِزْبُ يُمْلِي عَلَيْهِ وَيُلْزِمُهُ أَنْ يُقَدِّمَ مَشْرُوعًا نَافِعًا لِحِزْبِهِ فَيُصَوَّتُ عَلَيْهِ وَالْعُضْوُ الثَّانِي كَذَلِكَ وَالْعُضْوُ الثَّالِثُ كَذَلِكَ، تَقَعُ الْمُنَافَسَةُ أَيُّ قَانُونٍ يُصَوَّتُ عَلَيْهِ فَيُقْبَلُ؟ الْقَانُونُ الذِي قَدَّمُهُ عُضْوُ الْحِزْبِ الْفُلَانِيّ أَوْ الْقَانُونُ الآخَرُ، الْمَشْرُوعُ الآخَرُ وَهَكَذَا أَيْ إِنَّ الْاِنْتِخَابَاتِ عِبَارَةٌ عَنْ وَسِيلَةٍ لِإِيجَادِ رِجَالٍ يَحْكُمُونَ بِالْقَوانِينِ أَيْ لِإِيجَادِ أَرْبَابٍ مِنْ دُونِ اللهِ يَحْكُمُونَ بِغَيْرِ مَا أَنْزَلَ اللهُ، هَذِهِ وَسِيلَةٌ مِنَ الْوَسَائِلِ. إِذَا كَانَ الْحُكْمُ بِغَيْرِ [مَا أَنْزَلَ] اللهُ كُفْرٌ وَمَا يُؤَدِّي إِلَى الْكُفْرِ فَهُوَ كُفْرٌ فَالإِيمَانُ بِالاِنْتِخَابِ كُفْرٌ، اعْرِفْ: لِلْوَسَائِلِ حُكْمُ الْمَقَاصِدِ، مَا هِيَ الْمَقَاصِدُ الْمَنْهِيُّ عَنْهَا؟ الْحُكْمُ بِغَيْرِ مَا أَنْزَلَ اللهُ، اسْتِخْدَامُ أَيِّ وَسِيلَةٍ مِنَ الْوَسَائِلِ لِلْوُصُولِ إِلَى الْحُكْمِ بِغَيْرِ مَا أَنْزَلَ اللهُ حُكْمُهُ حُكْمُ الْمَقَاصِدِ تَمَامًا، لِذَلِكَ لَمَّا سُئِلَ الشَّيْخُ الأَلْبَانِي حَفْظَهُ اللهُ([4]) سَأَلَهُ أَفْرَادٌ مِنْ أَعْضَاءِ جَبْهَةِ الإِنْقَاذِ عَنْ الْاِنْتِخَابَاتِ التِي يُحَاوِلُونَ مِنْ خِلَالِهَا -عَلَى حَسَبِ تَعْبِيرِهِمْ- إِلَى إِقَامَةِ دَوْلَةٍ إِسْلَامِيَّةٍ وَإِلَى إِعَادَةِ الْخِلَافَةِ الرَّاشِدَةِ أَجَابَ الشَّيْخُ بَأَنَّ هَذْهِ طَرِيقَةٌ غَيْرُ إِسْلَامِيَّةٍ وَنَصَحَهُمْ وَبَيَّنَ لَهُمْ بَأَنَّ الْحُكُومَةَ الإِسْلَامِيَّةَ إِنَّمَا تَقُومُ عَلَى الْعِلْمِ النَّافِعِ وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ وَشَرَحَ شَرْحًا وَاسِعًا، كَتَبَ رِسَالَةً تَتَكَوَّن مِنْ سْتِّةِ صَفَحَاتٍ كُلُّهَا نَصِيحَةٌ وَاسْتِبْعَادُ أَنَّهُمْ يَسْتَطِيعُونَ إِقَامَةَ دَوْلَةٍ إِسْلَامِيَّةٍ لِأَنَّهُمْ غَيْرُ مُؤَهَّلِينَ، هَذَا خُلَاصَةُ مَا جَاءَ فِي رِسَالَةِ الشَّيْخِ الْأَلْبَانِي وَنَحْنُ نُؤَيِّدُ ذَلِكَ بَلْ كُلُّ طَالِبِ عِلْمٍ فَاهِمٍ يُؤَيِّدُ هَذَا.
إِذًا الْانْتِخَابَاتُ وَالْاغْتِيَالَاتُ وَالمُظَاهَرَاتُ أَخْلَاقٌ أَجْنَبِيَّةٌ وَرْثَهَا هَؤُلَاءِ مِنَ الْأُورُبِيِّينَ وَالْعَجِيبُ فِي الْأَمْرِ يَحْكُمُونَ عَلَى حُكُّامِ بِلَادِهِمْ بِأَنَّهُمْ طَوَاغِيتٌ [وَهُمْ يَسَيِّرُونَ]([5]) بِالْقَوَانِينِ الْأَجْنَبِيَّةِ الْكَافِرَةِ، هَذِهِ مِنَ التَّنَاقُضَاتِ، تَنَاقُضَاتٌ عَجِيبَةٌ. الإِسْلَامُ هُوَ الْاسْتِسْلَامُ وَلَا يُمْكِنُ أَنْ تَقُومَ دَوْلَةٌ إِلَّا عَلَى الْعَقِيدَةِ، لِذَلِكَ نَقُولُ هُنَا: الذِينَ يُحَاوِلُونَ أَنْ يُحَافِظُوا عَلَى دَوْلَتِهِمْ الإِسْلَامِيَّةِ وَالذِينَ يُحَاوِلُونَ الْمُحَافَظَةَ عَلَى الْأَمْنِ عَلَيْهِمْ أَنْ يُحَافِظُوا عَلَى الْعَقِيدَةِ.
أُذَكِّرُكُمْ بَهَذِهِ الْمُنَاسَبَةِ بِمَا قَالَهُ ابْنُ خَلْدُون فِي مُقَدِّمَتِهِ فَيَقُولُ([6]): «إِنَّ الْعَرَبَ لَا تَقُومُ لَهُمْ دَوْلَةٌ إِلَّا عَلَى الدِّينِ» لِأَنّ أَوَّلَ دَوْلَةٍ عَرَبِيَّةٍ قَامَتْ عَلَى الدِّينِ فَإِذَا تَخَلَّى الْعَرَبُ عَنِ الدِّينِ لَا تَقُومُ لَهُمْ دَوْلَةٌ أَبَدًا وَهَذَا هُوَ الْوَاقِعُ لِذَلِكَ الْوَاجِبُ الْمُحَافَظَةُ عَلَى الْعَقْيدَةِ وَالْمُحَافَظَةُ عَلَى الْعَقِيدَةِ تُعْتَبَرُ مُحَافَظَةً عَلَى الأَمْنِ وَمُحَافَظَةً عَلَى الدَّوْلَةِ. لَا دَوْلَةَ إِلَّا بِالْعَقِيدَةِ وَلَا أَمْنَ إِلَّا بِالْعَقِيدَةِ إِذًا فَلْنُحَافِظْ عَلَى الْعَقِيدَةِ وَبِاللهِ التَّوْفِيقُ.
=====
س: جَاءَ فِي كَلَامِكُمْ أَثْنَاءَ الْمُحَاضَرَةِ أَنَّ لَكُمْ تَجَارُبًا مَعَ جَمَاعَةِ الْإِخْوَانِ الْمُسْلِمِينَ فَنُرُيدُ مِنْكُمْ تَسْلِيطَ الضَّوْءِ عَلَيْهَا لَعَلَّنَا نَسْتَفِيدُ مِنْ هَذِهِ التَّجَارُبِ.
.
أَمَّا الْقِسْمُ الأَوَّلُ: فِي أَوَّلِ شَبَابِي حَاوَلَ دُعاةُ الجَمَاعَةِ - الذِينَ عَلَى حَسَبِ تَعْبِيرِهِم يَسْعَوْنَ فِي كَسْبِ النَّاسِ - حَاوَلُوا أَنْ يَكْسِبَونِي بِشَتَّى الْوَسَائِلِ وَفِي أَثْنَاءِ الْمُحَاوَلَةِ ذَاتَ مَرَّةٍ أَخَذُونِي إِلَى زَعِيمٍ كَبِيرٍ لَهُمْ فِي مَدِينَةٍ مِنْ الْمُدُنِ، سَافَرْنَا يَوْمًا كَامِلًا وَأَنَا شِبْهُ [..] لَكِنْ لَمَّا دَخَلْنَا عَلَى الرَّجُلِ الْكَبِيرِ الذِي يُدِيرُهُمْ فَإِذَا الرَّجُلُ يَمْلِكُ مَجْلِسًا كَبِيرًا وَقَدْ وُزِّعَ فِي الْمَجْلِسِ طَفَّايَاتُ السَّجَائِرِ عَلَى الطَّرَبِيزَةِ، قُلْتُ فِي نَفْسِي هَذِهِ الْأُولَى، هَذِهِ وَاحِدَةٌ مِنَ النِّقَاطِ.
فَلَمَّا جَلَسْنَا جَلْسَةً لَمْ يَشْتَرِكْ فِيهَا إِلَّا أَنَا وَمَنْ حَمَلَنِي إِلَيْهِ وَالشَّيْخُ، دَخَلَ عَلَيْنَا شَابٌ حَلِيقٌ كَأَنَّهُ خَرَجَ الآنَ مِنْ صَالُونِ الْحِلَاقَةِ، تَحَفَّظْتُ فِي الْكَلَامِ، حَسِبْتُهُ أَجْنَبِيًّا عَنَّا قَالُوا: لَا هَذَا مِنْ خَوَاصِّ الْإِخْوَانِ - خَرِبَتْ خَيْبَرُ - قُلْتُ هَذِهِ الثَّانِيَةُ، إِذَا كَانَ هَذَا مِنْ خَوَاصِّ الْإِخْوَانِ إِلَى مَا الدَّعْوَةُ؟ إِذَا كُنَّا نَسْتَبِيحُ السَّجَائِرَ وَنُهَيّئُ الطَّفَايَاتِ لِلْمُدَخِّنِينَ وَالْحَلِيقُ الذِي يَسْتَحِقُّ الدَّعْوَةَ وَالإِرْشَادَ وَالتَّوْجِيهَ مِنْ خَاصَّةِ الْخَاصَّةِ إِلَى مَا الدَّعْوَةُ؟
انْفَضَّ الْمَجْلِسُ وَرَجَعْنَا أَنَا وَصَاحِبِي وَتَحَدَّثْتُ مَعَهُ فِي الطَّرِيقِ قُلْتُ: إِلَى أَيِّ شَيْءٍ تُرِيدُونَ الدَّعْوَةَ؟ قَالَ: يَا فُلَان أَنْتَ مَا فَهِمْتَ مَنْهَجَ الْإِخْوَانِ ! فِي مَنْهَجِ الْإِخْوَانِ لَا يُتَكَلّمُ الآنَ لَا فِي الْفُجُورِ وَلَا فِي الْفُسُوقِ وَلَا فِي الْخُمُورِ وَلَا فِي السُّطُورِ وَلَا فِي أَيِّ مَعْنًى وَلَكِنْ نَسْعَى لِإِقَامَةِ خِلَافَةٍ عَامَّةٍ نُرِيدُ أَنْ نُقِيمَ دَوْلَةً إِسْلَامِيَّةً فَوْقَ كُلِّ أَرْضٍ وَتَحْتَ كُلِّ سَمَاءٍ، الْأَرْضُ كُلُّهَا لَهُمْ.
بَعْدَ أَنْ نُقِيمَ الدَّوْلَةَ الْعَامَّةَ - الْخِلَافَةَ الْعَامَّةَ - كَانُوا يَبْكُونَ عَلَى الْخِلَافَةِ الْعُثْمَانِيّةِ وَلَا يَدْرُونَ مَا فِيهَا مِنَ المَطَبَّاتِ وَاللهُ المُسْتَعَانُ.
بَعْدَ أَنْ نُقِيمَ الْخِلَافَةَ الْعَامَّةَ بَعْدَ ذَلِكَ نَبْدَأُ فِي الْإِسْلَامِ: الْخَمْرُ حَرَامٌ وَالْفُجُورُ حَرَامٌ وَحَلْقُ اللِّحَى حَرَامٌ بَعْدَ ذَلِكَ، أَمَّا الآنَ فَلَا، قُلْتُ: هَكَذَا، قَالَ: هَكَذَا، قُلْتُ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ، مِنَ الآنَ فَصَاعِدًا لَا تُحَاوِلْ، كُنْتَ تُحَاوِلُ أَمَّا الْآنَ فَلَا. مَنْهَجُ الْإِسْلَامِ لَيْسَ هَكَذَا، مَنْهَجُ الْإِسْلَامِ يَبْدَأُ بِالْإِصْلَاحِ فِي كُلِّ شَيْءٍ أَوَّلُ مَا يَبْدَأُ مَنْهَجُ الْإِسْلَامِ بِالْإِصْلَاحِ إِصْلَاحُ الْعَقِيدَةِ إِذَا مَا تَغَالَطْنَا وَتَجَاهَلْنَا الْوَاقِعَ عَقَائِدُ كَثِيرٍ مِنْ شُعُوبِ الْمُسْلِمِينَ الْيَوْمَ فَاسِدَةٌ انْتَشَرَتْ الْوَثَنِيَّةُ وَالشِّرْكُ بِاللهِ بِجَمِيعِ أَنْوَاعِهِ إِذَا كُنَّا نَتْرُكُ كُلَّ هَذَا لَا نُنْكِرُ الشِّرْكَ وَلَا الابْتِدَاعَ نَسْعَى لِإِقَامَةِ دَوْلَةٍ وَنَجْعَلَ الْإِسْلَامَ شِعَارًا، شِعَارًا أَجْوَفًا لَا يُعْمَلُ بِهِ نَخْدَعُ بِهِ النَّاسَ ليَنْخَدِعَ النَّاسُ إِذَا رَفَعْنَا لَوْحَةً فِيهَا الْإِسْلَامُ الْعَظِيمُ لَا أَمَلَ عَلَيْكَ وَقَدْ صَرَّحَ زُعَمَاؤُهُمْ أَنَّهُمْ إِنَّمَا يَسْعَوْنَ لِلْوُصُولِ إِلَى قُبَّةِ الْبَرْلَمَانِ بِمَعْنَى: إِنَّ الْإِسْلَامَ مَطِيَّةٌ يَرْكَبُونَ ظَهْرَهَا حَتَّى يَصِلُوا إِلَى قُبَّةِ الْبَرْلَمَانِ ثُمَّ يُطْلِقُونَهَا وَيَطْرُدُونَهَا، هَذَا الْإِسْلَامٌ عِنْدَهُمْ هَذِهِ سُخْرِيَّةٌ بِالْإِسْلَامِ، يَتَّخِذُونَ الْإِسْلَامَ وَسِيلَةً وَمَطِيَّةً وَسُلَّمًا إِلَى البَرْلَمَانِ. هَذَا طَرَفٌ مَنَ التَّجَارُبِ وَأَنْتُمْ تَشْتَرِكُونَ فِي الْقِسْمِ الْأَخِيرِ.
أَمَّا التَّجَارُبُ التِي تَشْتَرِكُونَ مَعِيَ فِيهَا:
عِنْدَمَا ظَهَرَتِ الرَّافِضَةُ وَقَامَتْ لَهَا دَوْلَةٌ مَاذَا فَعَلَ قَادَةُ الْإِخْوَانِ؟ سَافَرُوا مِنْ كُلِّ بَلَدٍ - إِذَا اسْتَثْنَيْنَا هَذَا الْبَلَدَ - فَذَهَبُوا يُهَنِّئُونَ فَيُبَارِكُونَ فَيُقَبِّلُونَ جَبْهَةَ الرَّفْضِ وَرَأْسَ الرَّفْضِ فَيَأْخُذُونَ تَوْصِيَةً: كُونُوا خُمَيْنِيِّينَ، كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ يَكُونُ خُمُيْنِيًّا فِي بَلَدِهِ أَيْ: إِنَّ الْإِخْوَانَ كَانُوا مَعَ الْخُمَيْنِيِّينَ عِنْدَمَا كَانُوا يُحَاوِلُونَ تَخْرِيبَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَالاِعْتِدَاَء عَلَى سُكَّانِ الْحَرَمَيْنِ وَالْإِسَاءَةَ إِلَى حُجَّاجِ بَيْتِ اللهِ الْحَرَامِ كَانَ الْإِخْوَانُ أَصْدِقَاءَهُمْ وَحُلَفَاءَهُمْ وَأُثْبِتَ ذَلِكَ فِي الصُّوَرِ الْتِي أُخِذَتْ لَهُمْ مَعَ الرَّجُلِ وَعِنْدَمَا صَلُّوا عَلَى قَتْلَاهُمْ وَسَمَّوْهُمْ شُهَدَاءً، قَتْلَى الرَّوَافِضِ سَمَّوْهُمْ شُهَدَاءَ وَصَلُّوا عَلَيْهِمْ وَعَاشُوا مَعَ الرَّجُلِ فَتْرَةً مِنَ الزَّمَنِ.
وَتَقَلَّبَتِ السِّيَاسَةُ كَعَادَتِهَا وَظَهَرَ صَاحِبُ بَغْدَاد وَكَفَرُوا بِصَاحِبِ طَهْرَانَ وَانْتَقَلُوا إِلَى بَغْدَاد وَعَكَفُوا عَلَى عَتَبَةِ صَدَّامٍ وَلَقَّبُوهُ بِصَلَاحِ الدِّينِ الْأَيُّوبِيّ الْمُجَاهِدِ الْكَبِيرِ الْمُصْلِحِ الْكَبِيرِ وَسَمَّوا تَدْمِيرَهُ لِلْكُوَيْتِ وَعَزْمَهُ عَلَى تَدْمِيرِ دُوَلِ الْخَلِيجِ وَالسُّعُودِيَّةِ سَمَّوا ذَلِكَ إِصْلَاحًا وَفَتْحًا لِلْقُدْسِ، تَحَوَّلَتِ الْقُدْسُ إِلَى الْكُوَيْتِ. هَكَذَا فَعَلَ الإِخْوَانُ وَلَا يَزَالُونُ يَفْعَلُونَ ذَلِكَ وَإِلَى وَقْتٍ قَرِيبٍ يَتَرَدَّدُ كَثِيرٌ مِنْ قَادَتِهِمْ إِلَى صَدَّامٍ مِنْ وَقْتٍ لِآخَرَ حَتَّى سَخِرَتْ الصُّحُفِ فِي الآوِنَةِ الأَخِيَرةِ: وَهَلْ عِنْدَمَا يَذْهَبُ التُّرَابِي إِلَى صَدَّامٍ هَلْ لِيُفْتِي أَوْ لِيَأْخُذَ مِنْهُ الْفَتْوَى أَيُّهُمَا الْمُفْتِي؟ لِأَنَّ التُّرَابِي يَسْعَى لِمَا يَسْعَى لَهُ صَدَّام كَمَا ظَهَرَتِ النَّتَائِجُ أَخِيرًا، وَهَلْ تَجْهَلُونَ فِقْهَ الْوَاقِعِ؟ وَهَلْ فِقْهُ الْوَاقِعِ إِلَّا هَذَا؟ إِنْ كُنْتُمْ تَجْهَلُونَ هَذَا وَأَنْتُمْ مِنْ أَجْهَلِ النَّاسِ بِفِقْهِ الْوَاقِعِ، هَذَا فِقْهُ الْوَاقِعِ وَاقِعُ الْقَوْمِ هُوَ هَذَا مِنْ يَوْمِ أَنْ ظَهَرُوا إِلَى وَقْتِنَا هَذَا وَهُمْ يَتَعَاوَنُونَ مَعَ الْمُجْرِمِينَ وَمَعَ المُخَرِّبِينَ وَقَدْ يُزَيِّنُونَ لِشَبَابِنَا الطَّيِّبِ - شَبَابُنَا تَغْلِبُ عَلَيْهِمْ الطِّيبَةُ - إِذَا ظَهَرَتْ حَرَكَاتُ الْإِخْوَانِ فِي الْجَزَائِرِ، فِي تُونُسْ فِي أَيِّ مَكَانٍ سَمَّوا تِلْكَ الْحَرَكَةِ حَرَكَةً إِسْلَامِيَّةً وَهِيَ مُدَمِّرَةٌ جَاهِلِيَّةٌ تَدْعُو إِلَى الْبَرْلَمَانِ وَالْبَرْلَمَانُ كُفْرٌ لَمْ يَدْعُ مَدَنِيٌّ يَوْمًا مَا إِلَى التَّحَاكُمِ بِالْإِسْلَامِ بَلْ يَدْعُ إِلَى الْبَرْلَمَانِ، لَا فَرْقَ بَيْنَ مَدَنِيٍّ - الذِي أُطْلِقَ عَلَيْهِ مِنْ عِنْدِ بَعْضِ النَّاسِ أَنَّهُ سَلَفِيٌّ وَدَاعِيَةٌ - لَا فَرْقَ بَيْنَهٌ وَبَيْنَ الذِينَ عَلَى الْكَرَاسِي هُنَاكَ، إِذَا كَانَ الذِينَ عَلَى الْكَرَاسِي يَحْكُمُونَ بِالْقَانُونِ الْفَرَنْسِي إِنْ تَشَجَّعَ مَدَنِيٌّ وَوَصَلَ إِلَى الْحُكْمِ وَأَرَادَ أَنْ يَتَجَرَّدَ سَوْفَ يَتْركُ الْقَانُونَ الْفَرَنْسِي وَيَضَعُ هُوَ وَزُمَلَاؤُهُ قَانُونًا جَزَائِرِيًّا فَيَحْكُمُونَ بِهِ فِي بَرْلَمَانِهِمْ. هُنَا أَتَسَاءَلُ مَعَ طُلَّابِ الْعِلْمِ: هَلْ هُنَاكَ فَرْقٌ بَيْنَ الْكُفْرِ الْمُسْتَوْرَدَ وَبَيْنَ الْكُفْرِ الْمَحَلِّيّ؟ لَا فَرْقَ بَيْنَهُمَا، وَيَكُونُ قَانُونُهُمْ كُفْرًا مَحَلِّيًّا وَالْقَانُونُ الْفَرَنْسِي كُفْرًا مُسْتَوْرَدًا، فِي الْإِسْلَامِ لَا فَرْقَ بَيْنَ الْكُفْرِ الْمُسْتَوْرَدِ وَالْكُفْرِ الْمَحَلِّيّ بَلْ تَوَالِيفُ شُيُوخِ البَادِيَةِ لَوْ اتُّبِعَتْ فِي التَّحْلِيلِ وَالتَّحْرِيمِ تُصْبِحُ قَانُونًا وَطَاغُوتًا وَحُكْمًا بِغَيْرِ مَا أَ=للهِ.
هَذِهِ بَعْضُ التَّجَارُبِ وَالْقَوْمُ لَمْ يُغَيِّرُوا مَنْهَجَهُمْ وَلَا يَزَالُونَ يَتَعَاوَنُونُ مَعَ أَعْدَاءِ الدَّعْوَةِ الْإِسْلَامِيَّةِ وَلَكِنْ التَّعَلُّقُ بِاسْمِ الإِسْلَامِ هَذِهِ سِيَاسَةٌ، إِسْلَامٌ سِيَاسِيٌّ.
وَمِنْ سِيَاسَتِهِمْ: تَجْهِيلُ الْجَمَاهِيرِ، الْجَمَاهِيرُ عِنْدَهُمْ يَجِبُ أَنْ يَبْقَوْا جَاهِلِينَ لَا يَتَعَلَّمُونَ. تَجْهِيلُهُمْ وَتَجْمِيعُهُمْ عَلَى طَرِيقَةِ الرَّوَافِضِ وَهَلْ تَعْلَمُونِ أَنَّ عَوَامَ الرَّوَافِضِ مِنْ أَجْهَلِ النَّاسِ، أَجْهَلُ مِنْ جُهَّالِنَا لِأَنَّهُمْ يَعْتَقِدُونَ وُجُوبَ طَاعَةِ عُلَمَائِهِمْ، عَوَامُنَا لَا يَعْتَقِدُونَ وُجُوبَ طَاعَةِ العُلَمَاءِ لَيْسَتْ عِنْدَنَا وُجُوبَ طَاعَةِ الْعُلَمَاءِ إِلَّا عِنْدَ الرَّوَافِضِ هَذِهِ الْعَقِيدَةُ انْتَقَلَتْ إِلَى الْإِخْوَانِ يَرَوْنَ أَنَّ الْجَمَاهِيرَ يَجْبُ أَنْ تُطِيعَهُمْ وَيَجِبُ أَنْ تَبْقَى فِي الْجَهْلِ حَتَّى تُطِيعَهُمْ طَاعَةً عَمْيَاءً.
هَذِهِ حَقِيقَةُ الْقَوْمِ بِاخْتِصَارٍ.======وثائق سرية مسرَّبة تكشف مخططات الشيعة الروافض أخزاهم الله
نقلت بعضاً منها من هنا وهناك عبر الشبكة بأخطائها الإملائية كما هي
وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ
س: جَاءَ فِي كَلَامِكُمْ أَثْنَاءَ الْمُحَاضَرَةِ أَنَّ لَكُمْ تَجَارُبًا مَعَ جَمَاعَةِ الْإِخْوَانِ الْمُسْلِمِينَ فَنُرُيدُ مِنْكُمْ تَسْلِيطَ الضَّوْءِ عَلَيْهَا لَعَلَّنَا نَسْتَفِيدُ مِنْ هَذِهِ التَّجَارُبِ.
.
أَمَّا الْقِسْمُ الأَوَّلُ: فِي أَوَّلِ شَبَابِي حَاوَلَ دُعاةُ الجَمَاعَةِ - الذِينَ عَلَى حَسَبِ تَعْبِيرِهِم يَسْعَوْنَ فِي كَسْبِ النَّاسِ - حَاوَلُوا أَنْ يَكْسِبَونِي بِشَتَّى الْوَسَائِلِ وَفِي أَثْنَاءِ الْمُحَاوَلَةِ ذَاتَ مَرَّةٍ أَخَذُونِي إِلَى زَعِيمٍ كَبِيرٍ لَهُمْ فِي مَدِينَةٍ مِنْ الْمُدُنِ، سَافَرْنَا يَوْمًا كَامِلًا وَأَنَا شِبْهُ [..] لَكِنْ لَمَّا دَخَلْنَا عَلَى الرَّجُلِ الْكَبِيرِ الذِي يُدِيرُهُمْ فَإِذَا الرَّجُلُ يَمْلِكُ مَجْلِسًا كَبِيرًا وَقَدْ وُزِّعَ فِي الْمَجْلِسِ طَفَّايَاتُ السَّجَائِرِ عَلَى الطَّرَبِيزَةِ، قُلْتُ فِي نَفْسِي هَذِهِ الْأُولَى، هَذِهِ وَاحِدَةٌ مِنَ النِّقَاطِ.
فَلَمَّا جَلَسْنَا جَلْسَةً لَمْ يَشْتَرِكْ فِيهَا إِلَّا أَنَا وَمَنْ حَمَلَنِي إِلَيْهِ وَالشَّيْخُ، دَخَلَ عَلَيْنَا شَابٌ حَلِيقٌ كَأَنَّهُ خَرَجَ الآنَ مِنْ صَالُونِ الْحِلَاقَةِ، تَحَفَّظْتُ فِي الْكَلَامِ، حَسِبْتُهُ أَجْنَبِيًّا عَنَّا قَالُوا: لَا هَذَا مِنْ خَوَاصِّ الْإِخْوَانِ - خَرِبَتْ خَيْبَرُ - قُلْتُ هَذِهِ الثَّانِيَةُ، إِذَا كَانَ هَذَا مِنْ خَوَاصِّ الْإِخْوَانِ إِلَى مَا الدَّعْوَةُ؟ إِذَا كُنَّا نَسْتَبِيحُ السَّجَائِرَ وَنُهَيّئُ الطَّفَايَاتِ لِلْمُدَخِّنِينَ وَالْحَلِيقُ الذِي يَسْتَحِقُّ الدَّعْوَةَ وَالإِرْشَادَ وَالتَّوْجِيهَ مِنْ خَاصَّةِ الْخَاصَّةِ إِلَى مَا الدَّعْوَةُ؟
انْفَضَّ الْمَجْلِسُ وَرَجَعْنَا أَنَا وَصَاحِبِي وَتَحَدَّثْتُ مَعَهُ فِي الطَّرِيقِ قُلْتُ: إِلَى أَيِّ شَيْءٍ تُرِيدُونَ الدَّعْوَةَ؟ قَالَ: يَا فُلَان أَنْتَ مَا فَهِمْتَ مَنْهَجَ الْإِخْوَانِ ! فِي مَنْهَجِ الْإِخْوَانِ لَا يُتَكَلّمُ الآنَ لَا فِي الْفُجُورِ وَلَا فِي الْفُسُوقِ وَلَا فِي الْخُمُورِ وَلَا فِي السُّطُورِ وَلَا فِي أَيِّ مَعْنًى وَلَكِنْ نَسْعَى لِإِقَامَةِ خِلَافَةٍ عَامَّةٍ نُرِيدُ أَنْ نُقِيمَ دَوْلَةً إِسْلَامِيَّةً فَوْقَ كُلِّ أَرْضٍ وَتَحْتَ كُلِّ سَمَاءٍ، الْأَرْضُ كُلُّهَا لَهُمْ.
بَعْدَ أَنْ نُقِيمَ الدَّوْلَةَ الْعَامَّةَ - الْخِلَافَةَ الْعَامَّةَ - كَانُوا يَبْكُونَ عَلَى الْخِلَافَةِ الْعُثْمَانِيّةِ وَلَا يَدْرُونَ مَا فِيهَا مِنَ المَطَبَّاتِ وَاللهُ المُسْتَعَانُ.
بَعْدَ أَنْ نُقِيمَ الْخِلَافَةَ الْعَامَّةَ بَعْدَ ذَلِكَ نَبْدَأُ فِي الْإِسْلَامِ: الْخَمْرُ حَرَامٌ وَالْفُجُورُ حَرَامٌ وَحَلْقُ اللِّحَى حَرَامٌ بَعْدَ ذَلِكَ، أَمَّا الآنَ فَلَا، قُلْتُ: هَكَذَا، قَالَ: هَكَذَا، قُلْتُ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ، مِنَ الآنَ فَصَاعِدًا لَا تُحَاوِلْ، كُنْتَ تُحَاوِلُ أَمَّا الْآنَ فَلَا. مَنْهَجُ الْإِسْلَامِ لَيْسَ هَكَذَا، مَنْهَجُ الْإِسْلَامِ يَبْدَأُ بِالْإِصْلَاحِ فِي كُلِّ شَيْءٍ أَوَّلُ مَا يَبْدَأُ مَنْهَجُ الْإِسْلَامِ بِالْإِصْلَاحِ إِصْلَاحُ الْعَقِيدَةِ إِذَا مَا تَغَالَطْنَا وَتَجَاهَلْنَا الْوَاقِعَ عَقَائِدُ كَثِيرٍ مِنْ شُعُوبِ الْمُسْلِمِينَ الْيَوْمَ فَاسِدَةٌ انْتَشَرَتْ الْوَثَنِيَّةُ وَالشِّرْكُ بِاللهِ بِجَمِيعِ أَنْوَاعِهِ إِذَا كُنَّا نَتْرُكُ كُلَّ هَذَا لَا نُنْكِرُ الشِّرْكَ وَلَا الابْتِدَاعَ نَسْعَى لِإِقَامَةِ دَوْلَةٍ وَنَجْعَلَ الْإِسْلَامَ شِعَارًا، شِعَارًا أَجْوَفًا لَا يُعْمَلُ بِهِ نَخْدَعُ بِهِ النَّاسَ ليَنْخَدِعَ النَّاسُ إِذَا رَفَعْنَا لَوْحَةً فِيهَا الْإِسْلَامُ الْعَظِيمُ لَا أَمَلَ عَلَيْكَ وَقَدْ صَرَّحَ زُعَمَاؤُهُمْ أَنَّهُمْ إِنَّمَا يَسْعَوْنَ لِلْوُصُولِ إِلَى قُبَّةِ الْبَرْلَمَانِ بِمَعْنَى: إِنَّ الْإِسْلَامَ مَطِيَّةٌ يَرْكَبُونَ ظَهْرَهَا حَتَّى يَصِلُوا إِلَى قُبَّةِ الْبَرْلَمَانِ ثُمَّ يُطْلِقُونَهَا وَيَطْرُدُونَهَا، هَذَا الْإِسْلَامٌ عِنْدَهُمْ هَذِهِ سُخْرِيَّةٌ بِالْإِسْلَامِ، يَتَّخِذُونَ الْإِسْلَامَ وَسِيلَةً وَمَطِيَّةً وَسُلَّمًا إِلَى البَرْلَمَانِ. هَذَا طَرَفٌ مَنَ التَّجَارُبِ وَأَنْتُمْ تَشْتَرِكُونَ فِي الْقِسْمِ الْأَخِيرِ.
أَمَّا التَّجَارُبُ التِي تَشْتَرِكُونَ مَعِيَ فِيهَا:
عِنْدَمَا ظَهَرَتِ الرَّافِضَةُ وَقَامَتْ لَهَا دَوْلَةٌ مَاذَا فَعَلَ قَادَةُ الْإِخْوَانِ؟ سَافَرُوا مِنْ كُلِّ بَلَدٍ - إِذَا اسْتَثْنَيْنَا هَذَا الْبَلَدَ - فَذَهَبُوا يُهَنِّئُونَ فَيُبَارِكُونَ فَيُقَبِّلُونَ جَبْهَةَ الرَّفْضِ وَرَأْسَ الرَّفْضِ فَيَأْخُذُونَ تَوْصِيَةً: كُونُوا خُمَيْنِيِّينَ، كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ يَكُونُ خُمُيْنِيًّا فِي بَلَدِهِ أَيْ: إِنَّ الْإِخْوَانَ كَانُوا مَعَ الْخُمَيْنِيِّينَ عِنْدَمَا كَانُوا يُحَاوِلُونَ تَخْرِيبَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَالاِعْتِدَاَء عَلَى سُكَّانِ الْحَرَمَيْنِ وَالْإِسَاءَةَ إِلَى حُجَّاجِ بَيْتِ اللهِ الْحَرَامِ كَانَ الْإِخْوَانُ أَصْدِقَاءَهُمْ وَحُلَفَاءَهُمْ وَأُثْبِتَ ذَلِكَ فِي الصُّوَرِ الْتِي أُخِذَتْ لَهُمْ مَعَ الرَّجُلِ وَعِنْدَمَا صَلُّوا عَلَى قَتْلَاهُمْ وَسَمَّوْهُمْ شُهَدَاءً، قَتْلَى الرَّوَافِضِ سَمَّوْهُمْ شُهَدَاءَ وَصَلُّوا عَلَيْهِمْ وَعَاشُوا مَعَ الرَّجُلِ فَتْرَةً مِنَ الزَّمَنِ.
وَتَقَلَّبَتِ السِّيَاسَةُ كَعَادَتِهَا وَظَهَرَ صَاحِبُ بَغْدَاد وَكَفَرُوا بِصَاحِبِ طَهْرَانَ وَانْتَقَلُوا إِلَى بَغْدَاد وَعَكَفُوا عَلَى عَتَبَةِ صَدَّامٍ وَلَقَّبُوهُ بِصَلَاحِ الدِّينِ الْأَيُّوبِيّ الْمُجَاهِدِ الْكَبِيرِ الْمُصْلِحِ الْكَبِيرِ وَسَمَّوا تَدْمِيرَهُ لِلْكُوَيْتِ وَعَزْمَهُ عَلَى تَدْمِيرِ دُوَلِ الْخَلِيجِ وَالسُّعُودِيَّةِ سَمَّوا ذَلِكَ إِصْلَاحًا وَفَتْحًا لِلْقُدْسِ، تَحَوَّلَتِ الْقُدْسُ إِلَى الْكُوَيْتِ. هَكَذَا فَعَلَ الإِخْوَانُ وَلَا يَزَالُونُ يَفْعَلُونَ ذَلِكَ وَإِلَى وَقْتٍ قَرِيبٍ يَتَرَدَّدُ كَثِيرٌ مِنْ قَادَتِهِمْ إِلَى صَدَّامٍ مِنْ وَقْتٍ لِآخَرَ حَتَّى سَخِرَتْ الصُّحُفِ فِي الآوِنَةِ الأَخِيَرةِ: وَهَلْ عِنْدَمَا يَذْهَبُ التُّرَابِي إِلَى صَدَّامٍ هَلْ لِيُفْتِي أَوْ لِيَأْخُذَ مِنْهُ الْفَتْوَى أَيُّهُمَا الْمُفْتِي؟ لِأَنَّ التُّرَابِي يَسْعَى لِمَا يَسْعَى لَهُ صَدَّام كَمَا ظَهَرَتِ النَّتَائِجُ أَخِيرًا، وَهَلْ تَجْهَلُونَ فِقْهَ الْوَاقِعِ؟ وَهَلْ فِقْهُ الْوَاقِعِ إِلَّا هَذَا؟ إِنْ كُنْتُمْ تَجْهَلُونَ هَذَا وَأَنْتُمْ مِنْ أَجْهَلِ النَّاسِ بِفِقْهِ الْوَاقِعِ، هَذَا فِقْهُ الْوَاقِعِ وَاقِعُ الْقَوْمِ هُوَ هَذَا مِنْ يَوْمِ أَنْ ظَهَرُوا إِلَى وَقْتِنَا هَذَا وَهُمْ يَتَعَاوَنُونَ مَعَ الْمُجْرِمِينَ وَمَعَ المُخَرِّبِينَ وَقَدْ يُزَيِّنُونَ لِشَبَابِنَا الطَّيِّبِ - شَبَابُنَا تَغْلِبُ عَلَيْهِمْ الطِّيبَةُ - إِذَا ظَهَرَتْ حَرَكَاتُ الْإِخْوَانِ فِي الْجَزَائِرِ، فِي تُونُسْ فِي أَيِّ مَكَانٍ سَمَّوا تِلْكَ الْحَرَكَةِ حَرَكَةً إِسْلَامِيَّةً وَهِيَ مُدَمِّرَةٌ جَاهِلِيَّةٌ تَدْعُو إِلَى الْبَرْلَمَانِ وَالْبَرْلَمَانُ كُفْرٌ لَمْ يَدْعُ مَدَنِيٌّ يَوْمًا مَا إِلَى التَّحَاكُمِ بِالْإِسْلَامِ بَلْ يَدْعُ إِلَى الْبَرْلَمَانِ، لَا فَرْقَ بَيْنَ مَدَنِيٍّ - الذِي أُطْلِقَ عَلَيْهِ مِنْ عِنْدِ بَعْضِ النَّاسِ أَنَّهُ سَلَفِيٌّ وَدَاعِيَةٌ - لَا فَرْقَ بَيْنَهٌ وَبَيْنَ الذِينَ عَلَى الْكَرَاسِي هُنَاكَ، إِذَا كَانَ الذِينَ عَلَى الْكَرَاسِي يَحْكُمُونَ بِالْقَانُونِ الْفَرَنْسِي إِنْ تَشَجَّعَ مَدَنِيٌّ وَوَصَلَ إِلَى الْحُكْمِ وَأَرَادَ أَنْ يَتَجَرَّدَ سَوْفَ يَتْركُ الْقَانُونَ الْفَرَنْسِي وَيَضَعُ هُوَ وَزُمَلَاؤُهُ قَانُونًا جَزَائِرِيًّا فَيَحْكُمُونَ بِهِ فِي بَرْلَمَانِهِمْ. هُنَا أَتَسَاءَلُ مَعَ طُلَّابِ الْعِلْمِ: هَلْ هُنَاكَ فَرْقٌ بَيْنَ الْكُفْرِ الْمُسْتَوْرَدَ وَبَيْنَ الْكُفْرِ الْمَحَلِّيّ؟ لَا فَرْقَ بَيْنَهُمَا، وَيَكُونُ قَانُونُهُمْ كُفْرًا مَحَلِّيًّا وَالْقَانُونُ الْفَرَنْسِي كُفْرًا مُسْتَوْرَدًا، فِي الْإِسْلَامِ لَا فَرْقَ بَيْنَ الْكُفْرِ الْمُسْتَوْرَدِ وَالْكُفْرِ الْمَحَلِّيّ بَلْ تَوَالِيفُ شُيُوخِ البَادِيَةِ لَوْ اتُّبِعَتْ فِي التَّحْلِيلِ وَالتَّحْرِيمِ تُصْبِحُ قَانُونًا وَطَاغُوتًا وَحُكْمًا بِغَيْرِ مَا أَ=للهِ.
هَذِهِ بَعْضُ التَّجَارُبِ وَالْقَوْمُ لَمْ يُغَيِّرُوا مَنْهَجَهُمْ وَلَا يَزَالُونَ يَتَعَاوَنُونُ مَعَ أَعْدَاءِ الدَّعْوَةِ الْإِسْلَامِيَّةِ وَلَكِنْ التَّعَلُّقُ بِاسْمِ الإِسْلَامِ هَذِهِ سِيَاسَةٌ، إِسْلَامٌ سِيَاسِيٌّ.
وَمِنْ سِيَاسَتِهِمْ: تَجْهِيلُ الْجَمَاهِيرِ، الْجَمَاهِيرُ عِنْدَهُمْ يَجِبُ أَنْ يَبْقَوْا جَاهِلِينَ لَا يَتَعَلَّمُونَ. تَجْهِيلُهُمْ وَتَجْمِيعُهُمْ عَلَى طَرِيقَةِ الرَّوَافِضِ وَهَلْ تَعْلَمُونِ أَنَّ عَوَامَ الرَّوَافِضِ مِنْ أَجْهَلِ النَّاسِ، أَجْهَلُ مِنْ جُهَّالِنَا لِأَنَّهُمْ يَعْتَقِدُونَ وُجُوبَ طَاعَةِ عُلَمَائِهِمْ، عَوَامُنَا لَا يَعْتَقِدُونَ وُجُوبَ طَاعَةِ العُلَمَاءِ لَيْسَتْ عِنْدَنَا وُجُوبَ طَاعَةِ الْعُلَمَاءِ إِلَّا عِنْدَ الرَّوَافِضِ هَذِهِ الْعَقِيدَةُ انْتَقَلَتْ إِلَى الْإِخْوَانِ يَرَوْنَ أَنَّ الْجَمَاهِيرَ يَجْبُ أَنْ تُطِيعَهُمْ وَيَجِبُ أَنْ تَبْقَى فِي الْجَهْلِ حَتَّى تُطِيعَهُمْ طَاعَةً عَمْيَاءً.
هَذِهِ حَقِيقَةُ الْقَوْمِ بِاخْتِصَارٍ.======وثائق سرية مسرَّبة تكشف مخططات الشيعة الروافض أخزاهم الله
نقلت بعضاً منها من هنا وهناك عبر الشبكة بأخطائها الإملائية كما هي
وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ
********************
الوثيقة الأولى
الوثيقة الأولى
الي / شيعة اباالحسنين علي (سلام الله عليه)م/ نداء عاجل
الآن وبعد مرور ثلاث سنوات علي سقوط النظام الصدامي السني الكافر وتحرير العراق من ديكتاتوريتهم العفنة وسيطرتهم الظالمة وتسلطهم المرير والمقيت علي رقاب ابناء شيعتنا وبعد استلامنا السلطة في العراق بلد اهل البيت الاطهار وسيطرتنا الكامله علي الوزارات والمؤسسات والاجهزة الامنيه بمساعدة اهلنا في الجمهورية الاسلامية في ايران وبفضل تعاون حلفائنا الاوفياء من الأنكليز والأمريكان وبكفاح ابناء شعبنا من شيعة أهل العراق وبعد تصفية حساباتنا القديمة وانجاز واجباتنا المقدسة وعلي رأسها الثأر لشهدائنا الأبرار والقصاص العادل من ازلام النظام البائد وقادتهم ومفكريهم وعلمائهم والقضاء علي كل اوكار الأرهاب الفكري.... ومع أقتراب المعركة الحاسمة للانتخابات المقبلة علينا أن نتذكر دائما بأن مهمتنا لم تنتهي وان دربنا طويل وكفاحنا مستمر حتي تتحقق اهدافنا وغاياتنا العظمي في تنفيذ وصية أمامنا اية الله العظمي الامام الخميني (قدس سره) في تصدير الثورة الاسلامية الي انحاء العالم العربي والاسلامي وعلينا ان نسعي لنشر مذهبنا وعقيدتنا الشريفة بكل الوسائل والطرق في كافة دول الجوار ليكتمل لنا الهلال الشيعي (كما سماه عاهر الاردن) حتي يصبح بدرا تاما ومن هنا لابد ان ننطلق بقوة وعزيمة لنصرة اخواننا المستضعفين في معقل الوهابية الكفرة في السعودية وان نوسع قاعدتنا فيها لتشمل عدة محافظات بدل الاحساء والقطيف ونمدهم بكل اسباب الدعوة الامامية والتثقيف الشيعي وقد هيأت منظمتنا بالتعاون مع المسؤلون في الجمهوريه الاسلامية في ايران كل المستلزمات الماديه والمعنوية لانجاز مهمتنا وعلينا ان ننتهز هذه الفرصة في موسم الحج القادم لبدء عملنا المبارك
والله معنا وعلي ناصرنا والزهراء تحرسنا والحسين عصمتنا
عبد العزيز الحكيم
رئيس المجلس الاعلي للثورة الاسلامية في العراق
المقر المركزي بغداد
***************
والله معنا وعلي ناصرنا والزهراء تحرسنا والحسين عصمتنا
عبد العزيز الحكيم
رئيس المجلس الاعلي للثورة الاسلامية في العراق
المقر المركزي بغداد
***************
الوثيقة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد رسول الله وآله المعصومين
يا شيعة علي عليه السلام
وبعد سقوط النظام الصدّامي السني الكافر وإرجاع الحق لنا وما يمتلكه العراقيون من ثروات نفطية ومعدنية وزراعية ومائية فإنه عاد لنا الخمس واستلامه من قبل شيعة علي عليه السلام ومن قبل الحوزة العلمية ، وكما وعدتنا أمريكا وبريطانيا لاستلام الحكم بعد مرور سنة واستلامنا زمام الأمور في السنة المقبلة للأسف ظهر بعض الشيعة يتعاونون مع أبناء العامة ( السنّة ) على عدم السلب والنهب والحرق وعمل الفوضى وخصوصاً في بغداد من أجل استلامنا السلطة ومن قبل الحوزة . إن أهم عمل تقومون به حرق المكاتب العلمية وخصوصاً منها الدينية لأبناء العامة وأهم شيء حرق المطابع التي تطبع كتبهم لتعليم ما يسمى بتفسير القرآن والسنة والحديث الشريف والتاريخ الإسلامي حتى يتسنى لنا وضع كتب جديدة ودراسات جديدة لمعالم القرآن والسنة والحديث الشريف والتاريخ الإسلامي الشيعي وسنة أهل البيت المعصومين ومن خلالها تعليمهم رسالة الخميني قدس الله سره وترك ما جاء به أهل العامة والله يعصمنا منهم .
قيادة قوات بدر
والصلاة والسلام على محمد رسول الله وآله المعصومين
يا شيعة علي عليه السلام
وبعد سقوط النظام الصدّامي السني الكافر وإرجاع الحق لنا وما يمتلكه العراقيون من ثروات نفطية ومعدنية وزراعية ومائية فإنه عاد لنا الخمس واستلامه من قبل شيعة علي عليه السلام ومن قبل الحوزة العلمية ، وكما وعدتنا أمريكا وبريطانيا لاستلام الحكم بعد مرور سنة واستلامنا زمام الأمور في السنة المقبلة للأسف ظهر بعض الشيعة يتعاونون مع أبناء العامة ( السنّة ) على عدم السلب والنهب والحرق وعمل الفوضى وخصوصاً في بغداد من أجل استلامنا السلطة ومن قبل الحوزة . إن أهم عمل تقومون به حرق المكاتب العلمية وخصوصاً منها الدينية لأبناء العامة وأهم شيء حرق المطابع التي تطبع كتبهم لتعليم ما يسمى بتفسير القرآن والسنة والحديث الشريف والتاريخ الإسلامي حتى يتسنى لنا وضع كتب جديدة ودراسات جديدة لمعالم القرآن والسنة والحديث الشريف والتاريخ الإسلامي الشيعي وسنة أهل البيت المعصومين ومن خلالها تعليمهم رسالة الخميني قدس الله سره وترك ما جاء به أهل العامة والله يعصمنا منهم .
قيادة قوات بدر
***************
الوثيقة الثالثة
بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام على محمد رسول الله وآله المعصومين
يا شيعة أبا الحسنين علي سلام الله عليه وعلى آل بيته
بارك الله بكم وبما عملتموه من حرق وسلب وتهديم دور الكفرة يا أمة علي إن ورائكم قوة ضاربة. لا تخشوا أحد من أهل السنة ففيلق بدر بالإنذار ينتظرون الأمر بعد خروج دول التحالف واستلامنا السلطة فإن أهل الأنبار وتكريت والموصل قلة ونحن الأقوى وناصرنا علي فهو إمام أهل الأرض والسماء ولا تبدو العداوة لهم هذه الأيام ، لا نريد منكم سوى احتلال بغداد من قبل أهل العمارة خصوصاً والجنوب عامة وطبع الصور لسادتنا ونشر الكاسيت وأقراص الفيديو في أي مكان والشوارع والسيارات والمجلات وخصوصاً وقت رفع آذانهم أو خطبهم وقرب جوامعهم. إن كهرباء الجنوب لأهل الجنوب وليست لهم لا تجعلوها تصل إليهم. اشتروا كتبهم واحرقوها خصوصاُ ما يسمونه بالصحاح واندسوا في جوامعهم والتشويش على صلاتهم فلا صلاة لهم في ديارنا حتى ينصرنا الله عليهم وهذه الرسالة وصلتكم وهي وصية الإمام الحجة ( عج ) -يعني صاحب السرداب الذي يسمونه مهدي السرداب-. قيادة قوات فيلق بدر
**************
الوثيقة الرابعة وهي الأهم
الخطة الخمسينية لتصدير الثورة الإيرانية إلى الدول العربية
-منقولة باختصار-
الوثيقة الثالثة
بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام على محمد رسول الله وآله المعصومين
يا شيعة أبا الحسنين علي سلام الله عليه وعلى آل بيته
بارك الله بكم وبما عملتموه من حرق وسلب وتهديم دور الكفرة يا أمة علي إن ورائكم قوة ضاربة. لا تخشوا أحد من أهل السنة ففيلق بدر بالإنذار ينتظرون الأمر بعد خروج دول التحالف واستلامنا السلطة فإن أهل الأنبار وتكريت والموصل قلة ونحن الأقوى وناصرنا علي فهو إمام أهل الأرض والسماء ولا تبدو العداوة لهم هذه الأيام ، لا نريد منكم سوى احتلال بغداد من قبل أهل العمارة خصوصاً والجنوب عامة وطبع الصور لسادتنا ونشر الكاسيت وأقراص الفيديو في أي مكان والشوارع والسيارات والمجلات وخصوصاً وقت رفع آذانهم أو خطبهم وقرب جوامعهم. إن كهرباء الجنوب لأهل الجنوب وليست لهم لا تجعلوها تصل إليهم. اشتروا كتبهم واحرقوها خصوصاُ ما يسمونه بالصحاح واندسوا في جوامعهم والتشويش على صلاتهم فلا صلاة لهم في ديارنا حتى ينصرنا الله عليهم وهذه الرسالة وصلتكم وهي وصية الإمام الحجة ( عج ) -يعني صاحب السرداب الذي يسمونه مهدي السرداب-. قيادة قوات فيلق بدر
**************
الوثيقة الرابعة وهي الأهم
الخطة الخمسينية لتصدير الثورة الإيرانية إلى الدول العربية
-منقولة باختصار-
قال الخميني: "إنّ الذي لا يصدّر الثورة يُعتبر من الكفرة". (بروتوكولات آيات قُم ص 76).
سُمّيت الخمسينيّة أي مدتها لخمسين سنة، قُسمت على خمس مراحل كلّ مرحلة مدتها عشر سنوات، وقبل شروعهم في سرد مراحلهم صدّروا الكلام بذكر عدوّهم الحقيقي والوحيد فقالوا:
"لأنّ الخطر الذي يواجهنا من الحكّام الوهابيين وذوي الأصول السنّية أكبر بكثير من الخطر الذي يواجهنا من الشرق والغرب؛ لأنّ هؤلاء (الوهابيين وأهل السنّة) يناهضون حركتنا وهم الأعداء الأصليون لولاية الفقيه والأئمة المعصومين".
وفي هذه المراحل يتمّ الآتي:
توطين الشيعة رسميّاً في مناطق السُنة، وبمرور الزمن تؤخذ إدارات المدن والمراكز من المواطنين السابقين من السنّة دون ضجيج، وسلب الدول السنيّة أركان ثباتها، وهي (قوّة السلطان والعلم والمعرفة وقوة الاقتصاد)، وإيجاد الخلاف بين الحكام والعلماء، مع النظر إلى الفئات المكوّنة للدولة وكيفية استغلالها، والاستيلاء على التجارة، ونشر الفساد الأخلاقي لينغمس فيه معظم المواطنين؛ فيحارب العلماء هذا الفساد وفي هذه الحالة لابُدّ من استثارة علماء السنّة الوهابية ضدّ هذا الفساد مما يدفعهم لبعض الأعمال التي ستكون سبباً في سوء ظنّ الحكّام بجميع المتدينين مما ينمو عنه الحقد والنفرة بين العلماء والحكّام ويفقد أهل السنّة الوهابية حماية مراكزهم الداخلية، ولن يكون لهم حماية خارجية إطلاقاً، ووسط هذه البيئة ترسّخ الشيعة صداقاتها، ويتوجّب على بعض مشايخها المشهورين في البلاد أن يعلنوا ولاءهم ودفاعهم عن حكّام هذه البلاد ويبرزوا التشيّع كمذهب لا خطر منه عليهم، وفي هذه البيئة أيضاً تتردّى الأحوال الاقتصادية فلا بُدّ لرؤوس أموالنا وتجارنا من الانسحاب وإرسال جميع أرصدتهم إلى بلدنا؛ وبهذا فإنهم سيرحبون بمواطنينا، ويمنحونهم التسهيلات الاقتصادية للاستثمار؛ وبهذا سيكون مواطنينا وعملاءنا وحدهم حُماة السلطة والحكم؛ وبهذا يمكننا بسهولة بالغة أن نَشِيَ بالمخلصين لدى الحكّام على أنّهم خونة؛ فيطردون ويستبدلون بعناصرنا، وفي هذه الفترة سيفرّ كثير ممن أحسّ بالظلم لنأخذ نحن منهم أملاكهم بنصف قيمتها، وأخيراً سيكون الجو مُهيئاً لأننا أخذنا منهم العناصر الثلاثة (الأمن، والهدوء، والراحة)، والهيئة الحاكمة ستبدو كسفينة وسط طوفان مشرفة على الغرق، تقبل كلّ اقتراح للنجاة بأرواحها.وفي هذه الفترة سنقترح تشكيل مجلس شعبي لتهدئة الأوضاع، وسنساعد الحكام في المراقبة على الدوائر وضبط البلد، وسيحوز مرشحونا على معظم كراسي المجلس؛ مما يكون سبباً في فرار التجار والعلماء وحتى الخدمة المخلصين.
"لأنّ الخطر الذي يواجهنا من الحكّام الوهابيين وذوي الأصول السنّية أكبر بكثير من الخطر الذي يواجهنا من الشرق والغرب؛ لأنّ هؤلاء (الوهابيين وأهل السنّة) يناهضون حركتنا وهم الأعداء الأصليون لولاية الفقيه والأئمة المعصومين".
وفي هذه المراحل يتمّ الآتي:
توطين الشيعة رسميّاً في مناطق السُنة، وبمرور الزمن تؤخذ إدارات المدن والمراكز من المواطنين السابقين من السنّة دون ضجيج، وسلب الدول السنيّة أركان ثباتها، وهي (قوّة السلطان والعلم والمعرفة وقوة الاقتصاد)، وإيجاد الخلاف بين الحكام والعلماء، مع النظر إلى الفئات المكوّنة للدولة وكيفية استغلالها، والاستيلاء على التجارة، ونشر الفساد الأخلاقي لينغمس فيه معظم المواطنين؛ فيحارب العلماء هذا الفساد وفي هذه الحالة لابُدّ من استثارة علماء السنّة الوهابية ضدّ هذا الفساد مما يدفعهم لبعض الأعمال التي ستكون سبباً في سوء ظنّ الحكّام بجميع المتدينين مما ينمو عنه الحقد والنفرة بين العلماء والحكّام ويفقد أهل السنّة الوهابية حماية مراكزهم الداخلية، ولن يكون لهم حماية خارجية إطلاقاً، ووسط هذه البيئة ترسّخ الشيعة صداقاتها، ويتوجّب على بعض مشايخها المشهورين في البلاد أن يعلنوا ولاءهم ودفاعهم عن حكّام هذه البلاد ويبرزوا التشيّع كمذهب لا خطر منه عليهم، وفي هذه البيئة أيضاً تتردّى الأحوال الاقتصادية فلا بُدّ لرؤوس أموالنا وتجارنا من الانسحاب وإرسال جميع أرصدتهم إلى بلدنا؛ وبهذا فإنهم سيرحبون بمواطنينا، ويمنحونهم التسهيلات الاقتصادية للاستثمار؛ وبهذا سيكون مواطنينا وعملاءنا وحدهم حُماة السلطة والحكم؛ وبهذا يمكننا بسهولة بالغة أن نَشِيَ بالمخلصين لدى الحكّام على أنّهم خونة؛ فيطردون ويستبدلون بعناصرنا، وفي هذه الفترة سيفرّ كثير ممن أحسّ بالظلم لنأخذ نحن منهم أملاكهم بنصف قيمتها، وأخيراً سيكون الجو مُهيئاً لأننا أخذنا منهم العناصر الثلاثة (الأمن، والهدوء، والراحة)، والهيئة الحاكمة ستبدو كسفينة وسط طوفان مشرفة على الغرق، تقبل كلّ اقتراح للنجاة بأرواحها.وفي هذه الفترة سنقترح تشكيل مجلس شعبي لتهدئة الأوضاع، وسنساعد الحكام في المراقبة على الدوائر وضبط البلد، وسيحوز مرشحونا على معظم كراسي المجلس؛ مما يكون سبباً في فرار التجار والعلماء وحتى الخدمة المخلصين.
وقالوا تطميناً لأنفسهم وعملاءهم: "لا تفكروا في أن خمسين سنة تُعدّ عمراً طويلاً؛ فقد احتاج نجاح ثورتنا خطة دامت عشرين سنة".
الوثيقة الخامسة
تعميم سري يبيِّن مخططات الشيعة لنشر التشيع في العالم الإسلامي
وفيما يلي نص الوثيقة :المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق
الرئاسة إلى: قيادات المكاتب والفروع
م/ بيان سري وعاجل.بتوجيه ورعاية سماحة آية الله العظمى السيد علي خامنئي، المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران دام ظله وتحت شعارات "شيعة علي هم الغالبون" تم عقد المؤتمر التأسيسي الموسّع لشيعة العالم في مدينة قم المقدسة، حضره كافة قيادات الأحزاب الشيعية والمراجع ورؤساء الحوزات الدينية والأساتذة والمفكرين والباحثين، وتم مناقشة عدة جوانب مهمة وخرج بالتوصيات التالية :
وفيما يلي نص الوثيقة :المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق
الرئاسة إلى: قيادات المكاتب والفروع
م/ بيان سري وعاجل.بتوجيه ورعاية سماحة آية الله العظمى السيد علي خامنئي، المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران دام ظله وتحت شعارات "شيعة علي هم الغالبون" تم عقد المؤتمر التأسيسي الموسّع لشيعة العالم في مدينة قم المقدسة، حضره كافة قيادات الأحزاب الشيعية والمراجع ورؤساء الحوزات الدينية والأساتذة والمفكرين والباحثين، وتم مناقشة عدة جوانب مهمة وخرج بالتوصيات التالية :
1- ضرورة تأسيس منظمة عالمية تسمى: منظمة المؤتمر الشيعي العالمي، ويكون مقرها في إيران وفروعها في كافة أنحاء العالم، ويتم تحديد هيئات المنظمة وواجباتها، ويتم عقد مؤتمر خاص خلال كل شهر.
2- دراسة وتحليل الوضع الراهن على الساحة الإقليمية والاستفادة من تجربتنا الناجحة في العراق، وتعميمها على بقية الدول وأهمها السعودية -قلعة الوهابية الكفرة- والأردن -عميل اليهود- واليمن ومصر والكويت والإمارات والبحرين والهند وباكستان وأفغانستان، والتأكيد على الخطة الخمسينية والعشرينية، والبدء بتطبيقها فورًا.
3- بناء قوات عسكرية غير نظامية لكافة الأحزاب والمنظمات الشيعية بالعالم، عن طريق زجّ أفرادها في المؤسسات العسكرية والأجهزة الأمنية والدوائر الحساسة، وتخصيص ميزانية خاصة لتجهيزها وتسليحها وتهيئتها، لدعم وإسناد إخواننا في السعودية واليمن والأردن.
4- استثمار كافة الإمكانيات والطاقات في كافة الجوانب وتوجيهها لخدمة الأهداف الإستراتيجية للمنظمة، والتأكيد على احتلال الوظائف التربوية والتعليمية.
5- التنسيق الجدّي والعملي مع كافة القوميات والأديان الأخرى واستغلالها بشكل تام، لدعم المواقف والقضايا المصيرية لأبناء الشيعة بالعالم، والابتعاد عن التعصّب الذي يصب لمصلحة أبناء العامة.
5- التنسيق الجدّي والعملي مع كافة القوميات والأديان الأخرى واستغلالها بشكل تام، لدعم المواقف والقضايا المصيرية لأبناء الشيعة بالعالم، والابتعاد عن التعصّب الذي يصب لمصلحة أبناء العامة.
6- تصفية الرموز والشخصيات الدينية البارزة لأبناء العامة، ودس العناصر الأمنية في صفوفهم للاطلاع على خططهم ونواياهم.
7- على كافة المرجعيات والحوزات الدينية في العالم تقديم تقارير شهرية، وخطة عمل سنوية لرئاسة المؤتمر، تتضمن كافة المعوقات والإنجازات في بلدانهم والمقترحات اللازمة لتحسين وتطوير أدائها.
8- إنشاء صندوق مالي عالمي مرتبط برئاسة المؤتمر وتُفتح له فروع في كافة أنحاء العالم، وتكون الموارد أحيانًا جمع الأموال من الحكومات العرفية، وخاصة العراق، وتبرعات التجار الأثرياء، وزكاة الخمس، وكذلك التنسيق مع الجمعيات والمنظمات الخيرية والإنسانية؛ لاستلام المساعدات والمعونات المادية لدعم متطلبات المؤتمر الإدارية والإعلامية والعسكرية.
9- تشكيل لجنة متابعة مركزية لتنسيق الجهود في كافة الدول، وتقويم أعمالها.
10- متابعة الدول والسلطات والأحزاب، وشنّ حرب شاملة ضدها في كافة المجالات، وأهمها المجال الاقتصادي من خلال تشجيع الصادرات الإيرانية، ومقاطعة البضائع السعودية والأردنية والسورية والصينية.المكتب السياسي للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق بغداد
الوثيقة السادسة:
الوثيقة السادسة:
وثيقة ظهرت بعد سقوط الرئيس المصري محمد حُسني مبارك:
محمد حسني مبارك ومن قبله محمد أنور السادات حكما مصر ردحاً من الزمن، وقد قامت الثورة الإيرانية في فترة حكم السادات ثمّ مبارك ولم يستطع الروافض دخول مصر، بل لم يزر رئيساً إيرانياً مصر في عهديهما، ولم نر زيارة سبّابة الصحابة الطُعّان في الملائكة قَذَفة أمهات المؤمنين لمصر إلاّ في حكم الإخوان المسلمين فما السرّ يا ترى؟
قالوا في هذه الوثيقة:
"الهدف الثاني والجوهري هو: وصول الإخوان المسلمين إلى البرلمان وحصولهم على عدد من النوّاب يجعلهم القوة البرلمانية الرئيسة فنوفر إمكانية تعديل الدستور؛ لجعل مصر ذات نظام برلماني.إننا ننسّق مع جماعة الإخوان منذ فترة طويلة ونتفق معهم على ضرورة إضعاف التيار القومي الناصري، ومنعه من الوصول للسلطة بكافة الطرق؛ لأنّه تيار عنصري علماني... إلى أن قالوا: سيمكننا من تحويل مصر إلى دولة صديقة تُسهّل تنفيذ أهدافنا الكبرى".وقالوا أيضاً: "وعلينا تذكّر أنّ مجرّد رفض جماعة الإخوان المسلمين الدعاية المعادية لإيران.. وتأكيد أن إيران دولة إسلامية شقيقة لا تريد إثارة الفتن، وأنها ليست طائفية هو خير خدمة يقدّمها الإخوان لنا أمام كسْب أغلبية سُنّيّة في مصر تضع حدّاً للتيارات المعادية لإيران هناك". وقالوا أيضاً: "وعلينا أن نتذكر بأن تحالفنا مع الإخوان في مصر سيساعدنا في تحقبق الهدف الأهم في مصر، وهو: نشر المذهب على نطاق واسع، مستغلّين الفقر والأمية والأمراض والاضطهاد للطبقات الفقيرة والمعدمة والقيام بمشاريع خيرية لمساعدة هؤلاء الناس على مشاكلهم، وعندها: ننشر دعوتنا كما فعلنا بنجاح تام في سوريا.. فإنّ دعم جماعة الإخوان لنا عمل مهم جداً في إزالة المخاوف في الأوساط السنّيّة المصرية منّا، وعلينا أن ندفع الثمن الذي تريده جماعة الإخوان، مهما كان كبيراً مقابل ذلك". وقالوا أيضاً – وهي الطامة - : "أما في المرحلة الثانية من تنفيذ خطتنا في مصر، فإننا وبعد إكمال إقامة علاقات ممتازة بالجميع مهما تناقضت مواقفهم العامة، وبعد توسّع نفوذ شيعة مصر، فيجب دعم انتخاب رئيسٍ لمصر من الإخوان المسلمين؛ لتصبح هذه الجماعة القوة الرسمية التي تحكم مص========
سيد قطب يرى أن الثورة التي قادها ابن سبأ اليهودي أقرب إلى روح الإسلام من عثمان بن عفانمحمد حسني مبارك ومن قبله محمد أنور السادات حكما مصر ردحاً من الزمن، وقد قامت الثورة الإيرانية في فترة حكم السادات ثمّ مبارك ولم يستطع الروافض دخول مصر، بل لم يزر رئيساً إيرانياً مصر في عهديهما، ولم نر زيارة سبّابة الصحابة الطُعّان في الملائكة قَذَفة أمهات المؤمنين لمصر إلاّ في حكم الإخوان المسلمين فما السرّ يا ترى؟
قالوا في هذه الوثيقة:
"الهدف الثاني والجوهري هو: وصول الإخوان المسلمين إلى البرلمان وحصولهم على عدد من النوّاب يجعلهم القوة البرلمانية الرئيسة فنوفر إمكانية تعديل الدستور؛ لجعل مصر ذات نظام برلماني.إننا ننسّق مع جماعة الإخوان منذ فترة طويلة ونتفق معهم على ضرورة إضعاف التيار القومي الناصري، ومنعه من الوصول للسلطة بكافة الطرق؛ لأنّه تيار عنصري علماني... إلى أن قالوا: سيمكننا من تحويل مصر إلى دولة صديقة تُسهّل تنفيذ أهدافنا الكبرى".وقالوا أيضاً: "وعلينا تذكّر أنّ مجرّد رفض جماعة الإخوان المسلمين الدعاية المعادية لإيران.. وتأكيد أن إيران دولة إسلامية شقيقة لا تريد إثارة الفتن، وأنها ليست طائفية هو خير خدمة يقدّمها الإخوان لنا أمام كسْب أغلبية سُنّيّة في مصر تضع حدّاً للتيارات المعادية لإيران هناك". وقالوا أيضاً: "وعلينا أن نتذكر بأن تحالفنا مع الإخوان في مصر سيساعدنا في تحقبق الهدف الأهم في مصر، وهو: نشر المذهب على نطاق واسع، مستغلّين الفقر والأمية والأمراض والاضطهاد للطبقات الفقيرة والمعدمة والقيام بمشاريع خيرية لمساعدة هؤلاء الناس على مشاكلهم، وعندها: ننشر دعوتنا كما فعلنا بنجاح تام في سوريا.. فإنّ دعم جماعة الإخوان لنا عمل مهم جداً في إزالة المخاوف في الأوساط السنّيّة المصرية منّا، وعلينا أن ندفع الثمن الذي تريده جماعة الإخوان، مهما كان كبيراً مقابل ذلك". وقالوا أيضاً – وهي الطامة - : "أما في المرحلة الثانية من تنفيذ خطتنا في مصر، فإننا وبعد إكمال إقامة علاقات ممتازة بالجميع مهما تناقضت مواقفهم العامة، وبعد توسّع نفوذ شيعة مصر، فيجب دعم انتخاب رئيسٍ لمصر من الإخوان المسلمين؛ لتصبح هذه الجماعة القوة الرسمية التي تحكم مص========
قال سيد قطب: ((وأخيرًا ثارت الثائرة على عثمان، واختلط فيها الحقُّ بالباطل، والخير بالشر، ولكن لا بدّ لمن ينظر إلى الأمور بعين الإسلام ويستشعر الأمور بروح الإسلام أن يقرّر أن تلك الثورة في عمومها كانت أقربَ إلى روح الإسلام واتجاهه من موقف عثمان، أو بالأدق من موقف مروان ومِن ورائه بنو أمية)) ([1]).
وهكذا يصدر هذا الحكم وهذا القرار على عثمان بأن الثورة الجاهلية الهمجية التي قادها ابن سبأ في عمومها أقرب إلى روح الإسلام واتجاهه؛ لأنه هو والسبئيين والروافض ينظرون إلى الأمر بعين الإسلام ويستشعرون بروح الإسلام.
أما الصحابة والتابعون لهم بإحسان من علماء الأمة فقهاء ومحدِّثين وأئمة العقيدة لم ينظروا إلى الأمور بعين الإسلام ولم يستشعروا بروح الإسلام، ولذلك فهم يعتبرون أن عثمان ثالث الخلفاء الراشدين والأئمة المهديين ويعتبرونه شهيدًا مظلومًا، ويعتبرون هذه الثورة من أخبث الثورات وأفجرها، وأنّ أهلها خوارج آثمون ظالمون، قد تخللهم زنادقة، ومنهم ابن سبأ والغلاة الذين قتلهم علي حرقًا بالنار.
والأمة الإسلامية تمقتهم من ذلك العهد وإلى يوم التلاق، ولقد فتحوا على الأمة من الفتن والشرور ما لا يعلم مداه إلا الله.
هذه نظرة الأمة الإسلامية إلى الروافض والخوارج الذين يرى سيد أنه وإياهم ينظرون بروح الإسلام ويستشعرون بروح الإسلام؛ فاعتبروا يا أولي الأبصار.
ولا يغرنك قوله: ((دون إغفال لما كان وراءها من كيد اليهودي ابن سبأ عليه لعنة الله)) ([2]) فإنه لو كان ناقمًا على هذا الكيد وصاحبه لصبّ جام غضبه عليه وعلى أتباعه، ولكشف عوارَهم، وتحمّس لإبراز جريمتهم وفضحها، ولكانت هذه الحملة التي وجهها إلى عثمان وإخوانه موجهةً إليهم.
ولا يغرنك قوله: ((دون إغفال لما كان وراءها من كيد اليهودي ابن سبأ عليه لعنة الله)) ([2]) فإنه لو كان ناقمًا على هذا الكيد وصاحبه لصبّ جام غضبه عليه وعلى أتباعه، ولكشف عوارَهم، وتحمّس لإبراز جريمتهم وفضحها، ولكانت هذه الحملة التي وجهها إلى عثمان وإخوانه موجهةً إليهم.
فقولته إنما هي لذرّ الرماد في العيون.
قال سيد: ((واعتذارنا لعثمان ـ رحمه الله ـ: أنّ المصادفات السيئة قد ساقت إليه الخلافة متأخرة، فكانت العصبة الأموية حوله وهو يدلف إلى الثمانين واهن القوى، ضعيف الشيخوخة؛ فكان موقفه كما وصفه صاحبه علي بن أبي طالب: إني إن قعدت في بيتي، قال: تركتني وقرابتي وحقي، وإن تكلمت فجاء ما يريد، يلعب به مروان؛ فصار سيقة له حيث شاء بعد كبر السن وصحبته لرسول الله صلى الله عليه وسلم)) ([3]).
وهكذا يكون الإيمان بالقدر، وهكذا يكون الاعتذار (عذر أقبح من فعل) على حد قول القائل: (فليتك لم تزني ولم تتصدقي)، وهكذا يكون احترام أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم!.
وانظر إلى هذا الاعتذار لعثمان الذي يحق أن يقال فيه: إنه عذر أقبح من فعل، فما الذي فعله عثمان حتى توجه إليه هذه المطاعن الآثمة الظالمة؟؟!، ثم تعتذر له هذا العذر المريض؟!.
بل هو طعن جديد في شخصيّة هذا الخليفة العادل النبيل، بل إنّ هذا طعن فيه وفي عقول الصحابة ودينهم؛ حيث اختاروا للنهوض بأعباء الخلافة شخصًا يدلف إلى الثمانين، ثم أفسحوا المجال للعصبة الأموية تلعب به وتبتزّ المناصب والأموال وتستأثر بها؛ الصحابة الذي قالوا لعمر في قوته وبأسه: (لو وجدنا فيك اعوجاجًا لقوّمناه بحدّ سيوفنا) ـ كما يزعم سيد ـ فأين هم؟، وأين حدّ سيوفهم؟، وكيف يتركون عثمان سيقةً لمروان؟.
ثم كيف يرضى عثمان لنفسه وعقله ودينه أن يكون سيقة ولعبة لمروان؟.
والله لا يقبل مثل هذه الأقوال والطعون الرافضية في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا لعبة وسيقة للروافض والاشتراكيين.
والله لا يقبل مثل هذه الأقوال والطعون الرافضية في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا لعبة وسيقة للروافض والاشتراكيين.
—
([1]) ((العدالة)) (ص: 189) ط خامسة، (ص: 160 ـ 161) ط ثانية عشرة.
وقد تغير هذا النص شيئًا من التغيير مع الإصرار على مضمونه، وصرّح أن هذه الثورة من كيد ابن سبأ اليهودي.=====تضخم الثروات نتيجة لسياسة عثمان عند سيد قطب
قال سيد قطب مواصلاً طعونَه وحملاته: ((ولقد كان من جرّاء مباكرة الدين الناشيء بالتمكين منه للعصبة الأموية على يدي الخليفة الثالث في كبرته أنّ تقاليده العملية لم تتأصل على أسس من تعاليمه النظرية لفترة أطول، وقد نشأ عن عهد عثمان الطويل في الخلافة أن تنمو السلطة الأموية ويستفحل أمرها في الشام وفي غير الشام، وأن تتضخم الثروات نتيجة لسياسة عثمان (كما سيجيء) وأن تخلخل الثورة على عثمان بناء الأمة الإسلامية في وقت مبكر)) ([1]).
أقول: واضحٌ أن سيداً ينطلق في تجنيه ونفث سمومه من منطلقين:
الأول: منطلق اشتراكي قد تشبّع به غرس في نفسه الحقد الدفين على من يظن أنهم من طبقة الإقطاعيين والرأسماليين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن بني أمية.
والثاني: تشبعه بروح التشيّع وأحقاده على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلم تكن مواقفه هذه التي تقطر حقدًا على خيرة الناس من أصحاب رسول الله من رجلٍ سليم الفطرة حسن النية، ولكنها وليدة دراسة وقائمة على منهج راسخ متأصّل في أعماق سيد قطب، قد تشربتها روحه ورسخت في أعماقه؛ فصبّ ذلك سمومًا قاتلة في هذه الصفحات السوداء.
وفي هذا النص يرى سيد أن الإسلام قد أصيب في مقاتله؛ فهو دين ناشيء باكره عثمان بالتمكين للعصبة الأموية، فلم تتأصل تقاليده العملية على أسس من تعاليمه النظريّة.
إذ السياسة في الإسلام في نظر سيد تقوم على المساواة المطلقة وعلى الحريّة المطلقة، أي: أنها تفوق الديمقراطية في هذا المجال.
وتقوم في الاقتصاد على أن المال للجماعة، وأن أصحاب المال لا يعدون أن يكونوا وكلاء وموظفين.
والإسلام يوجب التوازن في المال، ويقضي على الفوارق بين طبقات المجتمع.
والإسلام يوجب التوازن في المال، ويقضي على الفوارق بين طبقات المجتمع.
فالإسلام إذًا يفوق الاشتراكية في هذا المجال، لكن عثمان باكر هذا الدين في طور النشوء فضربه في مقتله بالتمكين للعصبة الأموية قبل أن تتأصل تقاليده الديمقراطية الاشتراكية!!!.
كأن بني أمية عصبة يهودية أحكمت التدابير والمؤامرات لضرب الإسلام في طور النشوء!.
لقد استغلت هذه العصبة عهد عثمان الطويل فنمت سلطتها واستفحل أمرُها وتضخّمت ثرواتها، فأصبحوا من أعظم الطبقات الإقطاعية والرأسمالية، بالإضافة إلى استيلائها على المناصب في الدولة نتيجة لسياسة عثمان، فتحولت الخلافة إلى ملك وراثي، وتحوّل الاقتصاد إلى رأسمالية وإقطاعية.
أين الأدلة والبراهين لإثبات هذه الدعاوي؟.
الجواب: أغمض عينيك وردد:
وما أنا إلا من غزية إن غوت
غويت وإن ترشد غزية أرشد
أو قل رغم أنفك:
إذا قالت حذام فصدقوها
فإن القولَ ما قالت حذام
ولو كان طعنًا في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يشفي غيظ قلوب الروافض ويدمي قلوب المؤمنين.
—
([1]) ((العدالة)) (ص: 161)، وفي الطبعة الخامسة (ص: 189 ـ 190) ما يلي:
قال سيد قطب: ((ألا إنه لسوء الحظ فلقد كان من جرّاء مباكرة الدين الناشيء بالتمكين منه للعصبة الأموية على يدي الخليفة الثالث في كبرته أن تقاليده العملية لم تتأًصل في البيئة العربية على أسس من تعاليمه النظرية لفترة أطول. ولو تقدم الزمن بعثمان لكان الخير، حيث لم تضعف قوته بعد، ولو تأخر به فوليها علي بعد الشيخين قبل أن تنموا البذرة الأموية ويستفحل أمرُها في الشام وفي غير الشام، وقبل أن تتضخم الثروات نتيجة لسياسة عثمان (كما سيجيء)، وقبل أن تخلخل الثورة على عثمان بناء الأمة الإسلامية وارتباطها بروح الدين … لو كان هذا لتغير وجه التاريخ الإسلامي، ولسار في طريق غير الذي سار فيه.
وليس في هذا القول مبالغة ولا تضخيم لدور الفرد في الأحداث العامة؛ فمن الواضح أن اتجاه الخليفة الثالث في توزيع الأموال واتجاه مستشاره مروان وتوليته معظم المناصب لبني أمية؛ هذا كله أنشأ أوضاعًا وأحوالاً عامة كان لها أثرها في خطّ سير التاريخ؛ فلم تعد دور فرد إنما انتهت إلى أن تكون أوضاعًا لها ثقل ولها دفع. وهذا هو المعنى الذي قصدت إلى تقريره في هذا المجال)).
وليس في هذا القول مبالغة ولا تضخيم لدور الفرد في الأحداث العامة؛ فمن الواضح أن اتجاه الخليفة الثالث في توزيع الأموال واتجاه مستشاره مروان وتوليته معظم المناصب لبني أمية؛ هذا كله أنشأ أوضاعًا وأحوالاً عامة كان لها أثرها في خطّ سير التاريخ؛ فلم تعد دور فرد إنما انتهت إلى أن تكون أوضاعًا لها ثقل ولها دفع. وهذا هو المعنى الذي قصدت إلى تقريره في هذا المجال)).
تعليقات و مشاركات اجتماعية===========قلة بعيدة جدًّا في التصور للحياة والحكم وحقوق الأمراء
قال سيد: ((ومع كل ما يحمله تأريخ هذه الفترة وأحداثها من أمجاد لهذا الدين وتكشف عن نقلة بعيدة جدًّا في تصوّر الناس للحياة والحكم وحقوق الأمراء وحقوق الرعية إلاّ أن الفتنة التي وقعت لا يمكن التقليل من خطرها وآثارها البعيدة المدى)) ([1]).
الظاهر أن سيد قطب يريد بهذه الفترة ذات الأمجاد … إلخ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر؛ أما فترة عثمان فليس لها شيءٌ من الأمجاد، بل هي مرحلة فتنة ومحنة على الأمة باكر بها هذا الدين الناشي، فأهدرت فيه حقوق الرعية.
ولم يحتج أمراء العصبة الأموية إلى من يعرف ويعترف بحقوقهم، وإنما لسان حالهم: (من عزَّ بزَّ، ومن غلب استلب)، (وإنما تؤخذ الدنيا غلابًا).
وكلُّ هذا على رأي سيد، والدليل على هذا التفسير سياق الكلام وسباقه.========
كتب
ترجمة سعد الحصين
PrevNext
a11
أحمد بن حنبل
أحمد بن تيمية
ابن القيم الجوزية
محمد بن عبد الوهاب
عبد العزيز بن باز
محمد ناصر الدّين الألباني
c2
ابن جرير الطبري
ابن كثير الدمشقي
الجلالين/ المحلي والسيوطي
عبد الرحمن بن سعدي
b2
محمد بن سعود آل سعود
عبد العزيز بن محمد بن سعود
سعود بن عبد العزيز بن محمد
تركي بن عبد الله آل سعود
ﻓﻳﺻﻝ ﺑﻥ ﺗﺭﻛﻲ ﺁﻝ ﺳﻌﻭﺩ
عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود
FacebookTwitterGoogle Bookmarks
شرر التكفير والهجرة والثورة من كتب سيّد قطب PDF طباعة إرسال إلى صديق
بسم الله الرحمن الرحيم
أ – نقلت جريدة الشرق الأوسط في عددها 8407 بتاريخ 4 / 12 / 2001 م الموافق 19 / 9 / 1422 هـ في الحلقة الثالثة مما وصف بالوصية الأخيرة من مذكرات د / أيمن الظواهري القائد الثاني – أو الأول – لتنظيم القاعدة : (أن سيّد قطب هو الذي وضع دستور التكفيرين الجهاديين) في كتابه الديناميت معالم على الطريق، وأن فكر سيّد هو (وحده) مصدر الأحياء الأصولي، وأن كتابه العدالة الاجتماعية في الإسلام يعد أهمّ إنتاج عقلي وفكري للتيارات الأصولية، وأن فكر سيّد كان شرارة البدء في إشعال الثورة (التي وصفها بالإسلامية) ضد (من سماهم) أعداء الإسلام في الداخل والخارج، والتي ما زالت فصولها الدامية تتجدد يوماً بعد يوم).
وأشهد لقد صدق أيمن الظواهري في هذا الادعاء فلم يتجاوز الحقيقة والواقع، وفيما يلي برهان ذلك من فكر سيّد قطب ونقده من الفقه في الدين بعامّة، وبخاصّة من فقه واحد من العلماء المحققين المعجبين بجانب من جوانب هذا الفكر الموصوف بالأصولي:
1. يقول سيّد قطب في كتابه معالم على الطريق ص 101 – الطبعة 10 دار الشروق التي خصها ورثة سيّد تجاوز الله عنه وعنهم بما يصفونه الطبعة الشرعية : (ويدخل في إطار المجتمع الجاهلي (الكافر) تلك المجتمعات التي تزعم لنفسها أنها مسلمة لا لأنها تعتقد بألوهية أحد غير الله ولا لأنها تقدم الشعائر التعبدية لغير الله، ولكنها تدخل في هذا الإطار لأنها لا تدين بالعبودية لله وحده في نظام حياتها) ولا أعرف مسلماً – قبل سيّد قطب تجاوز الله عنا وعنه – كفّر من يعتقد بألوهية الله وحده ويقدم الشعائر التعبدية لله وحده لأنه لا يدين لله وحده بتنظيم حياته.
وتنظيم الحياة – خارج حدود الاعتقاد القبلي وأعمال الجوارح التعبدية – يغلب عليه الإباحة ولا يتجاوز – فيما ثبت الأمر أو النهي عنه – حدود السنن والنوافل أو المكروهات والصغائر، ولا يُعرَفُ التكفير بالمعاصي إلا عن الخوارج ومن نهج نهجهم، ويبرأ منه فقهاء الأمة المعتد بهم في الماضي والحاضر وإلى أن تقوم الساعة.
2. وتبعاً لهذا الفكر الموصوف زوراً بالإسلامي المنحرف عن الوحي والفقه فيه من أهله مجّد سيّد قطب – عفا الله عنا وعنه – الثورة على عثمان بن عفان الخليفة الراشد المهدي رضي الله عنه وأرضاه، ووصفها في كتابـــه (العـــدالة الاجتماعية في الإسلام ص 161 ط دار الشروق عام 1415 هـ بأنها (فورة من روح الإسلام) ووصف الثوار عليه بأنهم (الذين أُشربت نفوسهم روح الدين إنكاراً وثأثماً) وأسقط خلافة عثمان رضي الله عنه ص 172 فوصف عهده بأنه (كان فجوة بين خلافة الشيخين وبين خلافة علي) رضي الله عنهم أجمعين خلافاً لجميع فقهاء أهل السنة والجماعــة ، وفي ص 175 ، ضرب مثـــلاً للتضخـــم الفاحش في الثروات الذي ظنه (يحطم الأسس التي جاء هذا الدين ليقيمها بين الناس) ومثلاً للذين (جرفتهم مطامع الدنيا) برواية ساقطة عن إخباري منحرف بما تركه خمسة من المبشرين بالجنة من المال والخيل والإماء والدور، وخص معاوية وابن العاص رضي الله عنهما في كتابه (كتب وشخصيات ص 242 ط دار الشروق) بأوصاف (الكذب والفسق والخديعة والنفاق والرشوة وشراء الذمم) وهما من كبار الصحابة ورواة الأحاديث النبوية.
قال الشيخ د / بكر أبو زيد عضو هيئة كبار العلماء في كتابه : تصنيف الناس يين الظن واليقين ص 26 ط دار العاصمة (قال أبو زرعة الرازي رحمه الله في فتح المغيث 4 / 94: إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق، وذلك أن القرآن حق والرسول حق، وما جاء به حق، وإنما أدى الينا ذلك كله الصحابة .. فالقدح بالحامل يقضي إلى القدح بما يحمله من رسالة البلاغ لدين الله وشرعه، ولهذا أطبق العلماء رحمهم الله على أن من أسباب الإلحاد القدح بالعلماء)0
3. وقال سيّد قطب عفا الله عنا وعنه في كتابه (في ظلال القرآن ص 1057 ط دار الشروق: (ارتدت البشرية عن عبادة العباد وجور الأديان وإن ظل فريق منها يردد على المآذن لا اله إلا الله) وفي ص 2033 جعل من الشرك الواضح الظاهر – في مقابل الشرك الخفي : (الدينوية (لغير الله) في تقليد من التقاليد كاتخاذ أعياد ومواسم يشرعها الناس ولم يشرعها الله والدنيوية في زيّ من الأزياء يخالف ما أمر الله به من الستر ويكشف أو يحدد العورات التي نصت شريعة الله أن تستر) والتقليد مرض منتشر في هذه الأمة وقع فيه سيّد قطب كما وقع فيه غيره، وما كان منه معصية فلا يتجاوز الصغيرة (فيما عدى الاعتقاد والعبادة، والمنصوص عليه من الكبائر والموبقات) ولا يكفر المسلم به.
وقال سيّد قطب في كتابه (العدالة الاجتماعية في الإسلام ص 185 ط دار الشروق (ونحن نعلم أن الحياة الإسلامية على هذا النحو قد توقفت منذ فترة طويلة في جميع أنحاء الأرض، وأن وجود الإسلام ذاته من ثم قد توقف كذلك) فحكم بكفر جميع المسلمين في كل مكان ومنذ فترة طويلة (بمن فيهم أولئك الذين يرددون على المآذن في مشـــارق الأرض ومغاربها كلمــــات لا الـــه إلا الله بـــلا مدلول ولا واقع) في ظلال القرآن ص 1057.
وفي ص 216 في كتابه (العدالة الاجتماعية في الإسلام ط دار الشروق) بشر الذين يكفرون كل المسلمين وينفون وجود الإسلام بأنهم سائرون على صراط الله وهداه وحكم على الذين (يظنون لحظة واحدة أن الإسلام قائم وأن الذين يدّعون أنهم مسلمون ويتسمون بأسماء المسلمين هم فعلاً مسلمون، بالسير وراء سراب كاذب تلوح فيه عمائم تحرف الكلم عن مواضعه وترفع راية الإسلام على مساجد الضّرار).
قال الشيخ بكر أبو زيد عضو هيئة كبار العلماء في كتابه (درء الفتنه عن أهل السنة ص 61 ط 2 دار العاصمة (لا يلزم من قيام شعبة من شعب الكفر بالعبد أن يصير كافراً الكفر المطلق الناقل من الملة حتى يقوم به أصل الكفر بناقض من نواقض الإسلام، فالواجب وضع النصوص في مواضعها وتفسيرها حسب المراد منها من العلماء العاملين الراسخين .. وعلى الناصح لنفسه أن يحس بخطورة الأمر ودقته وأن يقف عند حدّه).
وبعد أن أورد هذا العالم المحقق عدداً من نصوص الكتاب والسنة في (التحذير الشديد والنهي الأكيد عن سوء الظن بالمسلم فضلاً عن النيل منه فكيف بتكفيره) قال شفاه الله وزاده توفيقاً (فهذه النصوص وغيرها فيها الوعيد الشديد لمن كفّر أحداً من المسلمين وليس هو كذلك وهذا – والله أعلم – لما في إطلاق الكفر بغير حق على المؤمن من الطعن في نفس الإيمان … وهذه الحالة الكريمة والحصانة للمسلمين في أعراضهم وأديانهم من أصول الاعتقاد في دين الإسلام) ص 65.
4. ونتيجة لتلك المقدمة المسرفة في تكفير المسلمين، وبعد أن وصف مساجدهم فيما سبق بمساجد الضرّار، وصف مساجد المسلمين بمعابد الجاهلية في كتابه (ظلال القرآن ص 1816 ط دار الشروق فقال في تفسير قول الله تعالى {واجعلوا بيوتكم قبلة} [يونس: 87] (وهنا يرشدنا الله إلى اعتزال معابد الجاهلية واتخاذ بيوت العصبة المسلمة مساجد تحس فيها بالانعزال عن المجتمع الجاهلي) وإضافة إلى أمره عصابته المسلمة لفكره باعتزال مساجد المسلمين والصلاة معهم اعتزالاً ظاهراً حكَم في الظلال ص 2212 (أنه لا نجاة للعصبة المسلمة في كل أرض من أن يقع عليها العذاب إلا بأن تنفصل عقيدياً وشعورياً ومنهج حياة عن أهل الجاهلية من قومها حتى يأذن الله لها بقيام دار إسلام تعتصم بها، و إلا أن تشعر شعوراً كاملاً بأنها هي الأمة المسلمة وأن ما حولها ومن حولها ممن لم يدخلوا فيما دخلت فيه جاهلية وأهل جاهلية)، وصدًّق سيّد قطب على أتباعه – تجاوز الله عن الجميع – فِكرهُ فأسلموا له قيادهم، وانفصلوا عقيدياً وشعورياً عن جماعة المسلمين في بلادهم، ثم اعتزلوهم ظاهراً وتفرقوا في بلاد النصارى تحت ظلال الحكم العلماني، وفي بلاد المسلمين المنحرفين عن الاعتقاد والإتباع الصحيح وبخاصة أفغانستان طالبان حيث يُتقرب إلى الله بالشرك والبدعة عند مقامات ومزارت المنتمين إلى السنة في قندهار وغيرها وبما دون ذلك من أداء الواجبات – وبخاصة الحجاب – وترك المكروهات، ويتقرب إلى الله بمحاربة أوثان البوذيين النائية، والشيعة في مزار شريف.
ورد الله الجميع إلى الوحي والفقه فيه وأعاذهم من شطحات الفكر والهو====================
شرر التكفير والهجرة والثورة من كتب سيّد قطب PDF طباعة إرسال إلى صديق
بسم الله الرحمن الرحيم
أ – نقلت جريدة الشرق الأوسط في عددها 8407 بتاريخ 4 / 12 / 2001 م الموافق 19 / 9 / 1422 هـ في الحلقة الثالثة مما وصف بالوصية الأخيرة من مذكرات د / أيمن الظواهري القائد الثاني – أو الأول – لتنظيم القاعدة : (أن سيّد قطب هو الذي وضع دستور التكفيرين الجهاديين) في كتابه الديناميت معالم على الطريق، وأن فكر سيّد هو (وحده) مصدر الأحياء الأصولي، وأن كتابه العدالة الاجتماعية في الإسلام يعد أهمّ إنتاج عقلي وفكري للتيارات الأصولية، وأن فكر سيّد كان شرارة البدء في إشعال الثورة (التي وصفها بالإسلامية) ضد (من سماهم) أعداء الإسلام في الداخل والخارج، والتي ما زالت فصولها الدامية تتجدد يوماً بعد يوم).
وأشهد لقد صدق أيمن الظواهري في هذا الادعاء فلم يتجاوز الحقيقة والواقع، وفيما يلي برهان ذلك من فكر سيّد قطب ونقده من الفقه في الدين بعامّة، وبخاصّة من فقه واحد من العلماء المحققين المعجبين بجانب من جوانب هذا الفكر الموصوف بالأصولي:
1. يقول سيّد قطب في كتابه معالم على الطريق ص 101 – الطبعة 10 دار الشروق التي خصها ورثة سيّد تجاوز الله عنه وعنهم بما يصفونه الطبعة الشرعية : (ويدخل في إطار المجتمع الجاهلي (الكافر) تلك المجتمعات التي تزعم لنفسها أنها مسلمة لا لأنها تعتقد بألوهية أحد غير الله ولا لأنها تقدم الشعائر التعبدية لغير الله، ولكنها تدخل في هذا الإطار لأنها لا تدين بالعبودية لله وحده في نظام حياتها) ولا أعرف مسلماً – قبل سيّد قطب تجاوز الله عنا وعنه – كفّر من يعتقد بألوهية الله وحده ويقدم الشعائر التعبدية لله وحده لأنه لا يدين لله وحده بتنظيم حياته.
وتنظيم الحياة – خارج حدود الاعتقاد القبلي وأعمال الجوارح التعبدية – يغلب عليه الإباحة ولا يتجاوز – فيما ثبت الأمر أو النهي عنه – حدود السنن والنوافل أو المكروهات والصغائر، ولا يُعرَفُ التكفير بالمعاصي إلا عن الخوارج ومن نهج نهجهم، ويبرأ منه فقهاء الأمة المعتد بهم في الماضي والحاضر وإلى أن تقوم الساعة.
2. وتبعاً لهذا الفكر الموصوف زوراً بالإسلامي المنحرف عن الوحي والفقه فيه من أهله مجّد سيّد قطب – عفا الله عنا وعنه – الثورة على عثمان بن عفان الخليفة الراشد المهدي رضي الله عنه وأرضاه، ووصفها في كتابـــه (العـــدالة الاجتماعية في الإسلام ص 161 ط دار الشروق عام 1415 هـ بأنها (فورة من روح الإسلام) ووصف الثوار عليه بأنهم (الذين أُشربت نفوسهم روح الدين إنكاراً وثأثماً) وأسقط خلافة عثمان رضي الله عنه ص 172 فوصف عهده بأنه (كان فجوة بين خلافة الشيخين وبين خلافة علي) رضي الله عنهم أجمعين خلافاً لجميع فقهاء أهل السنة والجماعــة ، وفي ص 175 ، ضرب مثـــلاً للتضخـــم الفاحش في الثروات الذي ظنه (يحطم الأسس التي جاء هذا الدين ليقيمها بين الناس) ومثلاً للذين (جرفتهم مطامع الدنيا) برواية ساقطة عن إخباري منحرف بما تركه خمسة من المبشرين بالجنة من المال والخيل والإماء والدور، وخص معاوية وابن العاص رضي الله عنهما في كتابه (كتب وشخصيات ص 242 ط دار الشروق) بأوصاف (الكذب والفسق والخديعة والنفاق والرشوة وشراء الذمم) وهما من كبار الصحابة ورواة الأحاديث النبوية.
قال الشيخ د / بكر أبو زيد عضو هيئة كبار العلماء في كتابه : تصنيف الناس يين الظن واليقين ص 26 ط دار العاصمة (قال أبو زرعة الرازي رحمه الله في فتح المغيث 4 / 94: إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق، وذلك أن القرآن حق والرسول حق، وما جاء به حق، وإنما أدى الينا ذلك كله الصحابة .. فالقدح بالحامل يقضي إلى القدح بما يحمله من رسالة البلاغ لدين الله وشرعه، ولهذا أطبق العلماء رحمهم الله على أن من أسباب الإلحاد القدح بالعلماء)0
3. وقال سيّد قطب عفا الله عنا وعنه في كتابه (في ظلال القرآن ص 1057 ط دار الشروق: (ارتدت البشرية عن عبادة العباد وجور الأديان وإن ظل فريق منها يردد على المآذن لا اله إلا الله) وفي ص 2033 جعل من الشرك الواضح الظاهر – في مقابل الشرك الخفي : (الدينوية (لغير الله) في تقليد من التقاليد كاتخاذ أعياد ومواسم يشرعها الناس ولم يشرعها الله والدنيوية في زيّ من الأزياء يخالف ما أمر الله به من الستر ويكشف أو يحدد العورات التي نصت شريعة الله أن تستر) والتقليد مرض منتشر في هذه الأمة وقع فيه سيّد قطب كما وقع فيه غيره، وما كان منه معصية فلا يتجاوز الصغيرة (فيما عدى الاعتقاد والعبادة، والمنصوص عليه من الكبائر والموبقات) ولا يكفر المسلم به.
وقال سيّد قطب في كتابه (العدالة الاجتماعية في الإسلام ص 185 ط دار الشروق (ونحن نعلم أن الحياة الإسلامية على هذا النحو قد توقفت منذ فترة طويلة في جميع أنحاء الأرض، وأن وجود الإسلام ذاته من ثم قد توقف كذلك) فحكم بكفر جميع المسلمين في كل مكان ومنذ فترة طويلة (بمن فيهم أولئك الذين يرددون على المآذن في مشـــارق الأرض ومغاربها كلمــــات لا الـــه إلا الله بـــلا مدلول ولا واقع) في ظلال القرآن ص 1057.
وفي ص 216 في كتابه (العدالة الاجتماعية في الإسلام ط دار الشروق) بشر الذين يكفرون كل المسلمين وينفون وجود الإسلام بأنهم سائرون على صراط الله وهداه وحكم على الذين (يظنون لحظة واحدة أن الإسلام قائم وأن الذين يدّعون أنهم مسلمون ويتسمون بأسماء المسلمين هم فعلاً مسلمون، بالسير وراء سراب كاذب تلوح فيه عمائم تحرف الكلم عن مواضعه وترفع راية الإسلام على مساجد الضّرار).
قال الشيخ بكر أبو زيد عضو هيئة كبار العلماء في كتابه (درء الفتنه عن أهل السنة ص 61 ط 2 دار العاصمة (لا يلزم من قيام شعبة من شعب الكفر بالعبد أن يصير كافراً الكفر المطلق الناقل من الملة حتى يقوم به أصل الكفر بناقض من نواقض الإسلام، فالواجب وضع النصوص في مواضعها وتفسيرها حسب المراد منها من العلماء العاملين الراسخين .. وعلى الناصح لنفسه أن يحس بخطورة الأمر ودقته وأن يقف عند حدّه).
وبعد أن أورد هذا العالم المحقق عدداً من نصوص الكتاب والسنة في (التحذير الشديد والنهي الأكيد عن سوء الظن بالمسلم فضلاً عن النيل منه فكيف بتكفيره) قال شفاه الله وزاده توفيقاً (فهذه النصوص وغيرها فيها الوعيد الشديد لمن كفّر أحداً من المسلمين وليس هو كذلك وهذا – والله أعلم – لما في إطلاق الكفر بغير حق على المؤمن من الطعن في نفس الإيمان … وهذه الحالة الكريمة والحصانة للمسلمين في أعراضهم وأديانهم من أصول الاعتقاد في دين الإسلام) ص 65.
4. ونتيجة لتلك المقدمة المسرفة في تكفير المسلمين، وبعد أن وصف مساجدهم فيما سبق بمساجد الضرّار، وصف مساجد المسلمين بمعابد الجاهلية في كتابه (ظلال القرآن ص 1816 ط دار الشروق فقال في تفسير قول الله تعالى {واجعلوا بيوتكم قبلة} [يونس: 87] (وهنا يرشدنا الله إلى اعتزال معابد الجاهلية واتخاذ بيوت العصبة المسلمة مساجد تحس فيها بالانعزال عن المجتمع الجاهلي) وإضافة إلى أمره عصابته المسلمة لفكره باعتزال مساجد المسلمين والصلاة معهم اعتزالاً ظاهراً حكَم في الظلال ص 2212 (أنه لا نجاة للعصبة المسلمة في كل أرض من أن يقع عليها العذاب إلا بأن تنفصل عقيدياً وشعورياً ومنهج حياة عن أهل الجاهلية من قومها حتى يأذن الله لها بقيام دار إسلام تعتصم بها، و إلا أن تشعر شعوراً كاملاً بأنها هي الأمة المسلمة وأن ما حولها ومن حولها ممن لم يدخلوا فيما دخلت فيه جاهلية وأهل جاهلية)، وصدًّق سيّد قطب على أتباعه – تجاوز الله عن الجميع – فِكرهُ فأسلموا له قيادهم، وانفصلوا عقيدياً وشعورياً عن جماعة المسلمين في بلادهم، ثم اعتزلوهم ظاهراً وتفرقوا في بلاد النصارى تحت ظلال الحكم العلماني، وفي بلاد المسلمين المنحرفين عن الاعتقاد والإتباع الصحيح وبخاصة أفغانستان طالبان حيث يُتقرب إلى الله بالشرك والبدعة عند مقامات ومزارت المنتمين إلى السنة في قندهار وغيرها وبما دون ذلك من أداء الواجبات – وبخاصة الحجاب – وترك المكروهات، ويتقرب إلى الله بمحاربة أوثان البوذيين النائية، والشيعة في مزار شريف.
ورد الله الجميع إلى الوحي والفقه فيه وأعاذهم من شطحات الفكر والهو====================
قال سيد قطب في كتابه “معالم في الطريق”: ((وأخيراً؛ يدخل في إطار المجتمع الجاهلي تلك المجتمعات التي تزعم لنفسها أنها مسلمة!، … وإذا تعين هذا؛ فإنَّ موقف الإسلام من هذه المجتمعات الجاهلية كلها يتحدد في عبارة واحدة: إنه يرفض الاعتراف بإسلامية هذه المجتمعات كلها)).
وقال: ((ثم أن يتجمَّع هؤلاء الذين يشهدون أن لا إله إلا الله على هذا النحو وبهذا المدلول في تجمع حركي بقيادة مسلمة، وينسلخوا من التجمع الجاهلي وقيادته الجاهلية!، وهذا ما ينبغي أن يتبينه الذين يريدون أن يكونوا مسلمين، فلا تخدعهم عن حقيقة ما هم فيه خدعة أنهم مسلمون اعتقاداً وتعبداً؛ فإنَّ هذا وحده لا يجعل الناس مسلمين ما لم يتحقق لهم أنهم يفردون الله سبحانه بالحاكمية، ويرفضون حاكمية العبيد، ويخلعون ولاءهم للمجتمع الجاهلي ولقيادته الجاهلية)).
وقال: ((فإنَّ الحنفاء الذين اعتزلوا عبادة الأصنام هذه وقدَّموا لله وحدة الشعائر ما اعتبروا مسلمين)).
وقال: ((والمسألة في حقيقتها مسألة كفر وإيمان، مسألة شرك وتوحيد، مسألة جاهلية وإسلام، وهذا ما ينبغي أن يكون واضحاً، إنَّ الناس ليسوا مسلمين كما يدَّعون، وهم يحيون حياة الجاهلية، وإذا كان فيهم من يريد أن يخدع نفسه، أو يخدع الآخرين، فيعتقد أنَّ الإسلام ممكن أن يستقيم مع هذه الجاهلية، فله ذلك، ولكن انخداعه أو خداعه لا يغيِّر من حقيقة الواقع شيئاً، ليس هذا إسلاماً، وليس هؤلاء مسلمين)).
وقال سيد قطب تحت عنوان (حاضر الإسلام ومستقبله): ((ونحن ندعو إلى استئناف حياة إسلامية في مجتمع إسلامي تحكمه العقيدة الإسلامية والتصور الإسلامي كما تحكم الشريعة الإسلامية والنظام الإسلامي، ونحن نعلم: أنَّ الحياة الإسلامية – على هذا النحو – قد توقفت منذ فترة طويلة في جميع أنحاء الأرض، وأنَّ وجود الإسلام ذاته من ثم قد توقف كذلك. ونحن نجهر بهذه الحقيقة الأخيرة على الرغم مما قد تحدثه من صدمة وذعر وخيبة أمل ممن لا يزالون يحبون أن يكونوا مسلمين…، نرى أنَّ الجهر بهذه الحقيقة المؤلمة – حقيقة: أنَّ الحياة الإسلامية قد توقفت منذ فترة طويلة في جميع أنحاء الأرض، وأن وجود الإسلام ذاته من ثم قد توقف كذلك – نرى أنَّ الجهر بهذه الحقيقة ضرورة من ضرورات الدعوة إلى الإسلام، ومحاولة استئناف حياة إسلامية ضرورة لا مفر منها)).
وقال: ((ففي مثل هذا الأمر الخطير الذي يترتب عليه تقرير مفهوم لدين الله كما يترتب عليه الحكم بتوقف وجود الإسلام في الأرض اليوم، وإعادة النظر في دعوى مئات الملايين من الناس أنهم مسلمون)).
وقال: ((وحين نستعرض وجه الأرض كله اليوم، على ضوء هذا التقرير الإلهي لمفهوم الدين والإسلام، لا نرى لهذا الدين وجوداً…، إنَّ هذا الوجود قد توقف منذ أن تخلَّت آخر مجموعة من المسلمين عن إفراد الله بالحاكمية في حياة البشر، وذلك يوم أن تخلَّت عن الحكم بشريعته وحدها في كل شؤون الحياة. ويجب أن نقرر هذه الحقيقة الأليمة، وأن نجهر بها، وأن لا نخشى خيبة الأمل التي تحدثها في قلوب الكثير الذين يحبون أن يكونوا مسلمين؛ فهؤلاء من حقهم أن يستيقنوا؛ كيف يكونون مسلمين؟!. إنَّ أعداء هذا الدين بذلوا طوال قرون كثيرة وما يزالون يبذلون جهوداً ضخمة ماكرة خبيثة؛ ليستغلوا إشفاق الكثيرين الذين يحبون أن يكونوا مسلمين، من وقع هذه الحقيقة المريرة، ومن مواجهتها في النور، وتحرجهم كذلك من إعلان أنَّ وجود هذا الدين قد توقف منذ أن تخلَّت آخر مجموعة مسلمة في الأرض عن تحكيم شريعة الله في أمرها كله، فتخلَّت بذلك عن إفراد الله سبحانه بالحاكمية)).
وقال سيد قطب: ((لقد استدار الزمان كهيئته يوم جاء هذا الدين إلى البشرية بـ (لا إله إلا الله)؛ فقد ارتدت البشرية إلى عبادة العباد، وإلى جور الأديان، ونكصت عن لا إله إلا الله، وإن ظل فريق منها يردد على المآذن: لا إله إلا الله؛ دون أن يدرك مدلولها، ودون أن يعني هذا المدلول وهو يرددها، ودون أن يرفض شرعية الحاكمية التي يدعيها العباد لأنفسهم، وهي مرادف الألوهية، سواء ادعوها كأفراد، أو كتشكيلات تشريعية، أو كشعوب فالأفراد كالتشكيلات كالشعوب ليست آلهة، فليس لها إذن حق الحاكمية…، إلا أنَّ البشرية عادت إلى الجاهلية، وارتدت عن لا إله إلا الله، فأعطت لهؤلاء العباد خصائص الألوهية، ولم تعد توحد الله، وتخلص له الولاء…، البشرية بجملتها، بما فيها أولئك الذين يرددون على المآذن في مشارق الأرض ومغاربها كلمات لا إله إلا الله؛ بلا مدلول ولا واقع…، وهؤلاء أثقل إثماً وأشد عذاباً يوم القيامة؛ لأنهم ارتدوا إلى عبادة العباد – من بعد ما تبين لهم الهدى – ومن بعد أن كانوا في دين الله!)).
وقال: ((إنه لا نجاة للعصبة المسلمة في كل أرض من أن يقع عليها هذا العذاب – “أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ” – إلا بأن تنفصل هذه العصبة عقيدياً وشعورياً ومنهج حياة عن أهل الجاهلية من قومها، حتى يأذن الله لها بقيام (دار إسلام) تعتصم بها، وإلا أن تشعر شعوراً كاملاً بأنها هي الأمة المسلمة، وأن ما حولها ومن حولها ممن لم يدخلوا فيما دخلت فيه جاهلية وأهل جاهلية)).
وقال: ((إنه ليس على وجه الأرض اليوم دولة مسلمة ولا مجتمع مسلم قاعدة التعامل فيه هي شريعة الله والفقه الإسلامي)).
وقال: ((فأما اليوم؛ فماذا؟! أين هو المجتمع المسلم الذي قرر أن تكون دينونته لله وحده، والذي رفض بالفعل الدينونة لأحد من العبيد، والذي قرر أن تكون شريعة الله شريعته، والذي رفض بالفعل شريعة أي تشريع لا يجيء من هذا المصدر الشرعي الوحيد؟ لا أحد يملك أن يزعم أنَّ هذا المجتمع المسلم قائم موجود!)).=========قول سيد قطب بخلق القرآن وأن كلام الله عبارة عن الإرادة
مسألة إنكار كلام الله والقول بأن القرآن مخلوق من البدع الكبرى التي كفر بها السلف، وهي مشهورة جداً بين فرق المسلمين، ومن يجهل من طلبة العلم ماجرى للإمام أحمد وأهل السنة على أيدي الجهمية والمعتزلة في خلافة المأمون والمتعصم والواثق؟! وسيد قطب لا يجهل هذا الحدث الكبير.
يقول في “الظلال” (1) في تفسير قوله تعالى:] وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ [(2):
“هنا نصل إلى فكرة الإسلام التجريدية الكاملة عن الله سبحانه، وعن نوع العلاقة بين الخالق وخلقه، وعن طريقة صدور الخلق عن الخالق، وهي أرفع وأوضح تصور عن هذه الحقائق جميعاً … لقد صدر الكون عن خالقه عن طريق توجه الإرادة المطلقة القادرة: (كن)، فتوجه الإرادة إلى خلق كائن ما كفيل وحده بوجود هذا الكائن، على هذه الصورة المقدرة له، بدون وسيط من قوة أو مادة، أما كيف تتصل هذه الإرادة التي لا نعرف كنهها بذلك الكائن المراد صدوره عنها؛ فذلك هو السر الذي لم يكشف للإدراك البشري عنه؛ لأن الطاقة البشرية غير مهيأة لإدراكه”.
ويقول في كتابه “السلام العالمي والإسلام” (3):
“عن إرادة هذا الإله الواحد يصدر الكون بطريق واحد،] إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ [(4)؛ فلا واسطة بين الإرادة الموجدة والكون المخلوق، ولا تعدد في الطريقة التي يصدر بها هذا الكون كله عن الخالق الواحد، إنها مجرد الإرادة التي يعبر عنها القرآن بكلمة (كن)، وتوجه هذه الإرادة كافٍ وحده لصدور الكون عنها”. (5)
ويقول في الظلال (6):
“فقوله تعالى إرادة، وتوجه الإرادة ينشئ الخلق المراد”.
ويقول عن القرآن في كتابه “الظلال” (7):
ويقول عن القرآن في كتابه “الظلال” (7):
“والشأن في هذا الإعجاز هو الشأن في خلق الله جميعاً، وهو مثل صنع الله في كل شيء وصنع الناس … إن هذه التربة الأرضية مؤلفة من ذرات معلومة الصفات، فإذا أخذ الناس هذه الذرات؛ فقصارى ما يصوغون منها لبنة أو آجرة أو آنية أو أسطوانة أو هيكل أو جهاز، كائناً في دقته ما يكون … ولكن الله المبدع يجعل من تلك الذرات حياة، حياة نابضة خافقة، تنطوي على ذلك السر الإلهي المعجز … سر الحياة، ذلك السر الذي لا يستطيعه بشر ولا يعرف سره بشر”.
ويقول بعد أن تكلم عن الحروف المقطعة:
“ولكنهم لا يملكون أن يؤلفوا منها مثل هذا الكتاب؛ لأنه من صنع الله، لا من صنع الإنسان”. (8)
ويقول في تقرير أن القرآن مصنوع (أي: مخلوق):
“وكما أن الروح من الأسرار التي اختص الله بها؛ فالقرآن من صنع الله الذي لا يملك الخلق محاكاته، ولا يملك الجن والإنس – وهما يمثلان الخلق الظاهر والخفي – أن يأتوا بمثله، ولو تظاهروا وتعاونوا في هذه المحاولة،] قُلْ لَئِنْ اجْتَمَعَتْ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا [(9)؛ فهذا القرآن ليس ألفاظاً وعبارات (10) يحاول الإنس والجن أن يحاكوها، إنما هو كسائر مايبدعه الله يعجز المخلوقون أن يصفوه، فهو كالروح من أمر الله، لا يدرك الخلق سره الشامل الكامل، وإن أدركوا بعض أوصافه وخصائصه وآثاره”. (11)
ويقول في تفسير سورة (ص):
“هذا الحرف … (صاد) … يقسم به الله سبحانه كما يقسم بالقرآن ذي الذكر، وهذا الحرف من صنعة الله تعالى، فهو موجده صوتاً في حناجر البشر، وموجده حرفاً من حروف الهجاء التي يتألف من جنسها التعبير القرآني، وهي في متناول البشر، ولكن القرآن ليس في متناولهم؛ لأنه من عند الله، وهو يتضمن صنعة الله التي لا يملك البشر الإتيان بمثلها لا في القرآن ولا في غير القرآن.
وهذا الصوت … (صاد) … الذي تخرجه حنجرة الإنسان، إنما يخرج هكذا من هذه الحنجرة بقدرة الخالق المبدع الذي صنع الحنجرة، وما تخرجه من أصوات، وما يملك البشر أن يصنعوا مثل هذه الحنجرة الحية التي تخرج هذه الأصوات، وإنها لمعجزة خارقة لو كان الناس يتدبرون الخوارق المعجزة في كل جزئية من جزئيات كيانهم القريب”. (12)
وهذا الصوت … (صاد) … الذي تخرجه حنجرة الإنسان، إنما يخرج هكذا من هذه الحنجرة بقدرة الخالق المبدع الذي صنع الحنجرة، وما تخرجه من أصوات، وما يملك البشر أن يصنعوا مثل هذه الحنجرة الحية التي تخرج هذه الأصوات، وإنها لمعجزة خارقة لو كان الناس يتدبرون الخوارق المعجزة في كل جزئية من جزئيات كيانهم القريب”. (12)
فصرح بأن هذا الحرف من صنعة الله، فالله موجده صوتاً وموجده حرفاً، مع أن التحدي ليس بخلق الحروف ولا بصناعتها، وصرح بأن القرآن صنعة الله المعجزة، وشبهه بالمخلوقات كلها، إذ هي تشارك القرآن في كونه وإياها جميعاً خوارق معجزة!!.
ويؤكد ما سبق إنكاره أن الله يتكلم، حيث قال في تفسير قول الله تعالى:] فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي يَامُوسَى إِنِّي أَنَا رَبُّكَ [. (13)
“نودي بهذا البناء للمجهول، فما يمكن تحديد مصدر النداء، ولا اتجاهه، ولا تعيين صورته، ولا كيفيته، ولا كيف سمعه موسى أو تلقاه؛ نودي بطريقة ما، فتلقى بطريقة ما، فذلك من أمر الله، نؤمن بوقوعه، ولا نسأل عن كيفيته؛ لأن كيفيته وراء مدارك البشر”. (14)
هكذا يقول: “بالبناء للمجهول، فما يمكن تحديد مصدر النداء”!! وهذا قول من لا يؤمن ولا يتصور أن الله كلم موسى تكليماً؛ لأنه لا يؤمن بأن هذا النداء من الله.
وهل هو يجهل تصريح الله تعالى بقوله:] وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا [(15)، وقوله تعالى:] إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِي الْمُقَدَّسِ طُوًى [(16)، وقوله تعالى:] ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه [(17)؟!
ويقول إنكاراً لتكليم الله موسى عليه السلام، وإنكاراً لسماع موسى لكلام الله حقيقة:
“ولا ندري نحن كيف … ولا ندري كيف كان كلام الله سبحانه لعبده موسى … ولا ندري بأي حاسة أو جارحة أو أداة تلقى موسى كلمات الله … فتصوير هذا على وجه الحقيقة متعذر علينا نحن البشر”.
وهذا تشكك وتشكيك بالغ النهاية، وفيه تأييد لمذاهب أهل الضلال من الجهمية والمعتزلة والخوارج، وخذلان لمذهب أهل الحق، أهل السنة والجماعة.
وهذا تشكك وتشكيك بالغ النهاية، وفيه تأييد لمذاهب أهل الضلال من الجهمية والمعتزلة والخوارج، وخذلان لمذهب أهل الحق، أهل السنة والجماعة.
ثم ما فائدة تمويهه بقوله: “فذلك من أمر الله نؤمن بوقوعه”، وهو لا يؤمن بأن مصدره هو الله، ولا يؤمن بسماع موسى لكلام الله
وهكذا أوقع نفسه ومن يتأثر بكلامه في هوة البدعة والجحود لكلام الله تعالى.
وعلى كل حال؛ فالرجل مغرق في إنكار أن الله يتكلم، مغرق في القول بخلق القرآن.
وهل قالت الجهمية والمعتزلة أكثر من هذا؟!.
وهل فطرة سيد السليمة قادته إلى هذا القول الخطير في القرآن العظيم وفي كلام الله عموماً؟!.
وهل سيد يعيش في غابات وأدغال وكهوف، فلم يسمع بتلك الفتنة الكبيرة التي دارت رحاها على أهل السنة ردحاً من الزمن أيام المأمون والمعتصم والواثق، يقود تلك الفتنة، ويؤجج نيرانها الجهمية والمعتزلة على الأمة الإسلامية التي يقودها أئمة السنة والحق، وعلى رأسهم الإمام أحمد بن حنبل.
تلك الفتنة التي يتردد صداها إلى يومنا هذا في مسامع كثير من صغار طلاب العلم وعوام المسلمين عربهم وعجمهم.
ألا إنه انحياز من سيد قطب إلى صفوف خصوم أهل الحق والسنة، إلى أهل البدع الكبرى من الجهمية والخوارج والمعتزلة، الذين يقولون تلك المقولة الضالة: “إن القرآن مخلوق”.
أقوال السلف فيمن يقول بخلق القرآن:
قال الإمام البخاري في “خلق أفعال العباد” (18):
“وحلف يزيد بن هارون بالله الذي لا إله إلا هو” من قال: القرآن مخلوق؛ فهو كافر.
وقيل لأبي بكر بن عياش: إن قوماً ببغداد يقولون: إنه مخلوق. فقال: ويلك! من قال هذا؟ على من قال القرآن مخلوق لعنة الله، وهو كافر، ولا تجالسوهم.
وقال ابن مقاتل: سمعت ابن المبارك يقول: من قال:] إنني أنا الله لا إله إلا أنا [: مخلوق؛ فهو كافر”.
وقال البخاري: “وقال ابن عيينة ومعاذ والحجاج بن محمد ويزيد بن هارون وهاشم بن القاسم والربيع بن نافع الحلبي ومحمد بن يوسف وعاصم بن علي بن عاصم ويحيى بن يحيى وأهل العلم: من قال القرآن مخلوق؛ فهو كافر”! (19)
وقال وكيع بن الجراح: “لا تستخفوا بقولهم: القرآن مخلوق؛ فإنه من شر قولهم، وإنما يذهبون إلى التعطيل”. (20)=========================
تكفير السيد قطب الصحابة=
قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم:
((إبنا العاصي مؤمنان: هشام وعمرو))
رواه ابن سعد في الطبقات والطبراني وهو صحيح (انظر الصحيحة 156)
ويقول عليه السلام: ((عمرو بن العاص من صالحي قريش)) ويقول
((أسلم النّاس وآمن عمرو بن العاص)) انظر (السلسلة الصحيحة2/263 الحديث رقم 653)
((إبنا العاصي مؤمنان: هشام وعمرو))
رواه ابن سعد في الطبقات والطبراني وهو صحيح (انظر الصحيحة 156)
ويقول عليه السلام: ((عمرو بن العاص من صالحي قريش)) ويقول
((أسلم النّاس وآمن عمرو بن العاص)) انظر (السلسلة الصحيحة2/263 الحديث رقم 653)
قلتُ: والشهادةُ لعمرو رضي الله عنه بالإيمان شهادة له بالجنّة فإنّه لن تدخل الجنّة إلا نفس مؤمنة !
وقال عليه الصلاة والسلام في معاوية رضي الله عنه:
((اللهم اجعله هاديا مهديا واهد به)) رواه الترمذي بسند صحيح (3842)
((اللهم اجعله هاديا مهديا واهد به)) رواه الترمذي بسند صحيح (3842)
وقيل لابن عباس رضي الله عنه: هل لك في أمير المؤمنين معاوية فإنّه ما أوتر إلا بواحدة ؟ قال: أصاب إنّه فقيه، وفي رواية قال دعه فإنّه قد صحب النبي صلى الله عليه وسلّم. رواه البخاري. وهو في (المشكاة 1277)
~~~~~~~~~~~~
وبالمقابل يقول سيّد قطب الذي تربى على كتب البدع والماسونيين
يقول سيّد: ((فلما جاء معاوية ، وصير الخلافة الإسلامية ملكاً عضوضاً في بني أمية ؛ لم يكن ذلك من وحي الإسلام ، إنما كان من وحي الجاهلية ))
يقول سيّد: ((فلما جاء معاوية ، وصير الخلافة الإسلامية ملكاً عضوضاً في بني أمية ؛ لم يكن ذلك من وحي الإسلام ، إنما كان من وحي الجاهلية ))
ولم يكتف بهذا ، بل شمل بني أمية جميعاً ، فقال: ((فأمية بصفة عامة لم يعمر الإيمان قلوبهم ، وما كان الإسلام لها إلا رداء تخلعه وتلبسه حسب المصالح والملابسات)).
وما أشبه كلام هذا بكلام ذلك الطاغية المجوسي الكافر آية الشيطان الخميني حيث يقول عن خلافة بني أمية: (( في صدر الاسلام سعى الأمويون ومن يسايرهم لمنع استقرار حكومة الامام علي بن أبي طالب وبمساعيهم البغيضة تغير أسلوب الحكم ونظامه وانحرف عن الاسلام لأن برامجهم كانت تخالف وجهة الاسلام في تعاليمه تماما…) الحكومة الاسلامية ص33.
ألم أقل لك أنّ للرجل عرق ماسونى
ثم يذكر سيّد قطب يزيد بن معاوية رحمه الله بأسوأ الذكر، ويقول:
((وهذا هو الخليفة الذي يفرضه معاوية على الناس ، مدفوعاً إلى ذلك بدافع لا يعرفه الإسلام ، دافع العصبية العائلية القبلية ، وما هي بكثيرة على معاوية ولا بغريبة عليه؛ فمعاوية هو ابن أبي سفيان وابن هند بنت عتبة ، وهو وريث أحد قومه جميعاً ، وأشبه شيء بهم في بعد روحه عن حقيقة الإسلام ؛ فلا يأخذ أحد الإسلام بمعاوية أو بني أمية؛ فهو منه ومنهم بريء)).
((وهذا هو الخليفة الذي يفرضه معاوية على الناس ، مدفوعاً إلى ذلك بدافع لا يعرفه الإسلام ، دافع العصبية العائلية القبلية ، وما هي بكثيرة على معاوية ولا بغريبة عليه؛ فمعاوية هو ابن أبي سفيان وابن هند بنت عتبة ، وهو وريث أحد قومه جميعاً ، وأشبه شيء بهم في بعد روحه عن حقيقة الإسلام ؛ فلا يأخذ أحد الإسلام بمعاوية أو بني أمية؛ فهو منه ومنهم بريء)).
وقال بعد ذلك:
((ولسنا ننكر على معاوية في سياسة الحكم ابتداعه نظام الوراثة وقهر الناس عليها فحسب ، إنما ننكر عليه أولاً وقبل كل شيء إقصاءه العنصر الأخلاقي في صراعه مع علي وفي سيرته في الحكم بعد ذلك إقصاءً كاملاً لأول مرة في تاريخ الإسلام …فكانت جريمة معاوية الأولى التي حكمت روح الإسلام في أوائل عهده هي نفي العنصر الأخلاقي من سياسته نفياً باتاً ، ومما ضاعف الجريمة أن هذه الكارثة باكرت الإسلام ولم تنقض إلا ثلاثون سنة على سننه الرفيع…ولكي ندرك عمق هذه الحقيقة يجب أن نستعرض صوراً من سياسة الحكم في العهود المختلفة على أيدي ابي بكر وعمر ، وعلى أيدي عثمان ومروان …ثم على أيدي الملوك من أمية …ومن بعدهم من بني العباس ، بعد أن خُنقت روح الإسلام خنقاً على أيدي معاوية وبني أمية )).
ثم يقول :
((فلئن كان إيمان عثمان وورعه ورقته كانت تقف حاجزاً أمام أمية؛ لقد انهار هذا الحاجز ، وانساح ذلك السد ، وارتدت أمية طليقة حرة إلى وراثاتها في الجاهلية والإسلام ، وجاء معاوية تعاونه العصبة التي على شاكلته ، وعلى رأسها عمرو بن العاص ، قوم تجمعهم المطامع والمآرب ، وتدفعهم المطامح والرغائب ، ولا يمسكهم خلق ولا دين ولا ضمير))!!!.
((فلئن كان إيمان عثمان وورعه ورقته كانت تقف حاجزاً أمام أمية؛ لقد انهار هذا الحاجز ، وانساح ذلك السد ، وارتدت أمية طليقة حرة إلى وراثاتها في الجاهلية والإسلام ، وجاء معاوية تعاونه العصبة التي على شاكلته ، وعلى رأسها عمرو بن العاص ، قوم تجمعهم المطامع والمآرب ، وتدفعهم المطامح والرغائب ، ولا يمسكهم خلق ولا دين ولا ضمير))!!!.
ثم قال :
((ولا حاجة بنا للحديث عن معاوية؛ فنحن لا نؤرخ له هنا ، وبحسبنا تصرفه في توريث يزيد الملك لنعلم أي رجل هو ، ثم بحسبنا سيرة يزيد لنقدر أية جريمة كانت تعيش في أسلاخ أمية على الإسلام والمسلمين )).
((ولا حاجة بنا للحديث عن معاوية؛ فنحن لا نؤرخ له هنا ، وبحسبنا تصرفه في توريث يزيد الملك لنعلم أي رجل هو ، ثم بحسبنا سيرة يزيد لنقدر أية جريمة كانت تعيش في أسلاخ أمية على الإسلام والمسلمين )).
ثم يذكر خطبة أخرى لمعاوية في أهل المدينة:
((أما بعد؛ فإني والله ما وليتها بمحبة علمتها منكم)).
((أما بعد؛ فإني والله ما وليتها بمحبة علمتها منكم)).
ثم يعلق عليها فيقول: ((أجل ، ما وليها بمحبة منهم ، وإنه ليعلم أن الخلافة بيعة الرضى في دين الإسلام ، ولكن ما لمعاوية وهذا الإسلام ، وهو ابن هند وابن ابي سفيان؟!)).
وبالمقابل تجد إمام الكفر في عصره طاغوت الروافض الأول آية الشيطان الخميني عليه من الله ما يستحق يقول في أنفس كتبه ((الحكومة الإسلامية ص18)): (( … معاوية ترأس قومه أربعين عاما ، ولكنه لم يكسب لنفسه سوى لعنة الدنيا وعذاب الآخرة )).
ويقول عن معاوية رضي الله عنه :
(وقد حدث مثل ذلك في أيام معاوية فقد كان يقتل الناس على الظنة والتهمة ويحبس طويلا وينفي من البلاد ويخرج كثيرا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله) .
ويقول عن حكومة معاوية :
(ولم تكن حكومة معاوية تمثل الحكومة الاسلامية أو تشبهها من قريب ولا من بعيد) .
(نفس الكتاب ص71)
(نفس الكتاب ص71)
ألم أقل لك أنّ الرجل فيه عرق ماسونى
ثمّ ينتقل سيّد إلى صحابي آخر وهو أبو سفيان بن حرب رضي الله عنه فيقول:
((أبو سفيان هو ذلك الرجل الذي لقي الإسلام منه والمسلمون ما حفلت به صفحات التاريخ ، والذي لم يسلم إلا وقد تقررت غلبة الإسلام ؛ فهو إسلام الشفة واللسان ، لا إيمان القلب والوجدان ، وما نفذ الإسلام إلى قلب ذلك الرجل؛ فلقد ظل يتمنى هزيمة المسلمين ويستبشر لها في يوم حنين ، وفي قتال المسلمين والروم فيما بعد ، بينما يتظاهر بالإسلام ، ولقد ظلت العصبية الجاهلية تسطير على فؤاده…وقد كان أبو سفيان يحقد على الإسلام والمسلمين ، فما تعرض فرصة للفتنة إلا انتهزها))!!
ثم يقول عن هند بن عتبة أم معاوية:
((ذلك أبو معاوية ، فأما أمه هند بنت عتبة ، فهي تلك التي وقفت يوم أحد تلغ في الدم إذ تنهش كبد حمزة كاللبؤة المتوحشة ، لا يشفع لها في هذه الفعلة الشنيعة حق الثأر على حمزة؛ فقد كان قد مات ، وهي التي وقفت بعد إسلام زوجها كرها بعد إذ تقررت غلبة الإسلام تصيح: ((اقتلوا الخبيث الدنس الذي لا خير فيه ، قبح من طليعة قوم ، هلا قاتلتم ودفعتم عن أنفسكم وبلادكم؟)).
قال الأستاذ الشيخ المؤرّخ محمود محمّد شاكر رحمه الله تعالى
في ردّه على كلام الجاهل الضال الماسونى سيّد قطب هذا:
في ردّه على كلام الجاهل الضال الماسونى سيّد قطب هذا:
((هؤلاء أربعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلّم ، يذكرهم كاتب مسلم بمثل هذه العبارات الغريبة النابية ، بل زاد ، فلم يعصم كثرة بني أمية من قلمه ، فطرح عليهم كل ما استطاع من صفات تجعلهم جملة واحدة براء من دين الله ، ينافقون في إسلامهم ، ونفون من حياتهم كل عنصر أخلاقي – كما سماه –
ثمّ نقل رحمه الله تعالى بعض الأحاديث والآثار في فضل الأربعة المذكورين وسائر بني أميّة ثمّ قال:
ولو صح كل ما يذكر مما اعتمد عليه الكاتب في تمييز صفات هؤلاء الأربعة وصفة بني أمية عامة؛ لكان طريق أهل الإسلام أن يحملوه على الخطأ في الاجتهاد من الصحابي المخطيء ، ولا يدفعهم داء العصر أن يوغلوا من أجل خبر أو خبرين في نفي الدين والخلق والضمير عن قوم هم لقرب زمانهم وصحبتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلّم أولى أهل الإسلام بأن يعرفوا حق الله وحق رسوله ، وأن يعلموا من دين الله ما لم يعلمه مجترئ عليهم طعان فيهم.
ولو صح كل ما يذكر مما اعتمد عليه الكاتب في تمييز صفات هؤلاء الأربعة وصفة بني أمية عامة؛ لكان طريق أهل الإسلام أن يحملوه على الخطأ في الاجتهاد من الصحابي المخطيء ، ولا يدفعهم داء العصر أن يوغلوا من أجل خبر أو خبرين في نفي الدين والخلق والضمير عن قوم هم لقرب زمانهم وصحبتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلّم أولى أهل الإسلام بأن يعرفوا حق الله وحق رسوله ، وأن يعلموا من دين الله ما لم يعلمه مجترئ عليهم طعان فيهم.
وأسدي النصحية لمن كتب هذا وشبهه أن يبرأ إلى الله علانية مما كتب وأن يتوب توبة المؤمنين مما فرط منه ، وأن ينزه لسانه ويعصم نفسه ويطهر قلبه ، وأن يدعو بدعاء أهل الإيمان:
((رَبَّنا اغفِرْ لَنا ولإخوانِنا الَذينَ سَبَقُونا بالإيمانِ ولا تَجعَل في قُلوبِنا غِلا للذينَ آمَنُوا رَبّنا إنَكَ رَؤوفٌ رحِيمٌ)) اهـ
(من كتاب مطاعن سيّد قطب في أصحاب النبي للإمام ربيع المدخلي حفظه الله==========
((رَبَّنا اغفِرْ لَنا ولإخوانِنا الَذينَ سَبَقُونا بالإيمانِ ولا تَجعَل في قُلوبِنا غِلا للذينَ آمَنُوا رَبّنا إنَكَ رَؤوفٌ رحِيمٌ)) اهـ
(من كتاب مطاعن سيّد قطب في أصحاب النبي للإمام ربيع المدخلي حفظه الله==========
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق