الرد على شمس طمس دين بوربيى ==التهمة الجاهزة التي يرمي بها دعاةُ الشرك والضلالة من المتصوفة دعاةَ التوحيد والرسالة
في كل زمان ومكان ، وهذه التهمة - بزعمهم - هي الجرح الذي لا برأ منه ، والله المستعان .
في كل زمان ومكان ، وهذه التهمة - بزعمهم - هي الجرح الذي لا برأ منه ، والله المستعان .
بل وصل الأمر بعلماء السوء ( في عهد الاستدمار الفرنسي بالجزائر ) إلى تحريض إدارة الاحتلال الفرنسي على علماء الدعوة السلفية
فكان أن أصدر الكاتب العام للشؤون الأهلية والشرطة العامة [color="red"]" ميشال "[/color]
فكان أن أصدر الكاتب العام للشؤون الأهلية والشرطة العامة [color="red"]" ميشال "[/color]
قراره المشهور بتاريخ ( 16 فبراير 1933 م ) ، جاء فيه ما نصه :
(أُنهي إليَّ من مصادر متعددة أن الأهالي دخلت عليهم الحيرة والتشويش بسبب دعاية تنشر في أوساطهم يقوم بها إما دعاة استمدوا[color="red"] فكرتهم من الحركة الوهابية السائدة بمكة[/color]، وإما حجاج جزائريون تمكنت فيهم عاطفة التعصب الإسلامي ... وإما جمعيات كجمعية العلماء المؤسسة بالجزائر بقصد افتتاح مدارس عربية حرة لتعليم القرآن والعربية ...
(أُنهي إليَّ من مصادر متعددة أن الأهالي دخلت عليهم الحيرة والتشويش بسبب دعاية تنشر في أوساطهم يقوم بها إما دعاة استمدوا[color="red"] فكرتهم من الحركة الوهابية السائدة بمكة[/color]، وإما حجاج جزائريون تمكنت فيهم عاطفة التعصب الإسلامي ... وإما جمعيات كجمعية العلماء المؤسسة بالجزائر بقصد افتتاح مدارس عربية حرة لتعليم القرآن والعربية ...
إن المقصد العام من هذه الدعاية هو نشر التعاليم والأصول الوهابية بين الأوساط الجزائرية بدعوى الرجوع بهم إلى أصول الدين الصحيح وتطهير الإسلام من الخرافات القديمة التي يستغلها أصحاب الطرق وأتباعهم ، ولكن لا يبعد أن يكون في نفسالأمر وراء هذه الدعاية مقصد سياسي يرمي إلى المس بالنفوذ الفرنسوي .
[color="red"]لا يخفى أن أكثر رؤساء الزوايا وكثيرا من المرابطين المعظَّمين في نفوس الأهالي اطمأنت قلوبهم للسيادة الفرنسوية[/color] ، وبمقتضاه صاروا يطلبون الاعتماد على حكومتنا لمقاومة الأخطار التي أمست تهددهم من جراء تلك الجمعية التي لا يزال أنصارها يتكاثرون يوما فيوما بفضل دعاية متواصلة الجهود ، ماهرة الأساليب ، وعلى الأخص فيما بين الناشئة المتعلمة بالمدارس القرآنية) .
إلى أن قال : ( وعليه فإني أعهد إليكم أن تراقبوا بكامل الاهتمام ما يروج في الاجتماعات والمسامرات الواقعة باسم الجمعية التي يترأسها السيد ابن باديس ، ولسانها الرسمي في الجزائر [العاصمة ] الشيخ الطيب العقبي ، كما يجب أن تشمل مراقبتكم المكاتب القرآنية المقصود بها استبدال الطلبة القائمين بها بطلبة [color="red"]اعتنقوا الفكرة الوهابية [/color])
إلى أن قال : ( وعليه فإني أعهد إليكم أن تراقبوا بكامل الاهتمام ما يروج في الاجتماعات والمسامرات الواقعة باسم الجمعية التي يترأسها السيد ابن باديس ، ولسانها الرسمي في الجزائر [العاصمة ] الشيخ الطيب العقبي ، كما يجب أن تشمل مراقبتكم المكاتب القرآنية المقصود بها استبدال الطلبة القائمين بها بطلبة [color="red"]اعتنقوا الفكرة الوهابية [/color])
(===دمالاستعمارية[/color]
بتاريخ (25/ربيع الأول / 1434هـ) أطل علينا (مطموس الدين بوروبي) في برنامجه (افضحوني) [color=Red]باكيا متباكيا على شخص قتله (الخوارج كلاب النار)[/color] =(الإرهابيون) ليقول للجزائريين المغبونين(!) أن هذه الجماعات التكفيرية ([color=Red]وهابية سلفية أثرية[/color])..
ونحن نقول له -بكل بساطة- : الإرهاب والتكفير والتدمير ما جاءنا إلا من حزبك (جبهة الإنقاذ) الذي تنتمي إليه..
وما جاءنا إلا من (أخيك) علي بن حاج التكفيري الذي يرمي السعودية وعلماءها بالعمالة لأمريكا ، ورسالة (نصيحتك) له خير دليل على [color=#FF0000](مودتك)[/color] إياه..
وما جاءنا إلا من ([color=Red]كتب سيد قطب[/color]) الذي قلت ذات مرة في جريدة الشروق العربي-متهكما بالسلفيين-: (وإذا رأيت الرجل يطعن في الغزالي والبوطي والقرضاوي وسيد قطب وعمرو خالد فإنه حشوي..) ؛ (سيد قطب) ذاك الذي يؤول الصفات على مذهب الأشاعرة ويقول بوحدة الوجود على طريقة المتصوفة في تفسير سورة (الإخلاص)..[/font]
[font=traditional arabic]وأخيرا وليس آخرا : ([color=red]لمين بن شنب[/color]) منفذ عملية " تيقنتورين" الأخيرة خريج زاوية ؛ صوفي أشعري..
جاء في جريدة الشروق (جريدتكم) هذه الفضيحة: [/font][font=Traditional arabic]([/font][font=Traditional arabic]حفظ نصف القرآن الكريم على يد الشيخ علي عياض ، و مستواه التعليمي ابتدائي ، و [color=#FF0000]معروف عنه أنه ضد التيار السلفي أو التكفيري [/color]، ولم يكن يوما يؤمن به و [color=#FF0000]يعد من بين المدافعين عن المذهب المالكي ؛ حتى إنه لا يقبض في الصلاة[/color]...[/font]
[font=Traditional arabic]كل من عرفه يعرف أنه: [color=#FF0000]رجل صوفي [/color]؛ يزور مقامات أولياء الله الصالحين ؛ على غرار زيارة وليمة ( سيدي الرقاني بأدرار ) ========
192 المشاركات
تاريخ المشاركة : AM 10:12 | 2013 Feb 08
[size=6][font="traditional arabic"]مزيد من الهدايا...
-بثت قناة [color="red"](النهار) الجزأرية العفنة[/color]-عجل الله بحرقها- شريطا يتكلم عن فتنة حزب (جبهة الإنقاذ) وفيه قال المحلل السياسي (حميدة عياشي) : إن (مصطفى بويعلي) أول تكفيري حمل السلاح في تاريخ الجزائر ؛ [color="red"]تأثر بفكر (سيد قطب)[/color].....
إذن ؛ كل من جاء بعده فهو على نفس الطريق...
بتاريخ (25/ربيع الأول / 1434هـ) أطل علينا (مطموس الدين بوروبي) في برنامجه (افضحوني) [color=Red]باكيا متباكيا على شخص قتله (الخوارج كلاب النار)[/color] =(الإرهابيون) ليقول للجزائريين المغبونين(!) أن هذه الجماعات التكفيرية ([color=Red]وهابية سلفية أثرية[/color])..
ونحن نقول له -بكل بساطة- : الإرهاب والتكفير والتدمير ما جاءنا إلا من حزبك (جبهة الإنقاذ) الذي تنتمي إليه..
وما جاءنا إلا من (أخيك) علي بن حاج التكفيري الذي يرمي السعودية وعلماءها بالعمالة لأمريكا ، ورسالة (نصيحتك) له خير دليل على [color=#FF0000](مودتك)[/color] إياه..
وما جاءنا إلا من ([color=Red]كتب سيد قطب[/color]) الذي قلت ذات مرة في جريدة الشروق العربي-متهكما بالسلفيين-: (وإذا رأيت الرجل يطعن في الغزالي والبوطي والقرضاوي وسيد قطب وعمرو خالد فإنه حشوي..) ؛ (سيد قطب) ذاك الذي يؤول الصفات على مذهب الأشاعرة ويقول بوحدة الوجود على طريقة المتصوفة في تفسير سورة (الإخلاص)..[/font]
[font=traditional arabic]وأخيرا وليس آخرا : ([color=red]لمين بن شنب[/color]) منفذ عملية " تيقنتورين" الأخيرة خريج زاوية ؛ صوفي أشعري..
جاء في جريدة الشروق (جريدتكم) هذه الفضيحة: [/font][font=Traditional arabic]([/font][font=Traditional arabic]حفظ نصف القرآن الكريم على يد الشيخ علي عياض ، و مستواه التعليمي ابتدائي ، و [color=#FF0000]معروف عنه أنه ضد التيار السلفي أو التكفيري [/color]، ولم يكن يوما يؤمن به و [color=#FF0000]يعد من بين المدافعين عن المذهب المالكي ؛ حتى إنه لا يقبض في الصلاة[/color]...[/font]
[font=Traditional arabic]كل من عرفه يعرف أنه: [color=#FF0000]رجل صوفي [/color]؛ يزور مقامات أولياء الله الصالحين ؛ على غرار زيارة وليمة ( سيدي الرقاني بأدرار ) ========
192 المشاركات
تاريخ المشاركة : AM 10:12 | 2013 Feb 08
[size=6][font="traditional arabic"]مزيد من الهدايا...
-بثت قناة [color="red"](النهار) الجزأرية العفنة[/color]-عجل الله بحرقها- شريطا يتكلم عن فتنة حزب (جبهة الإنقاذ) وفيه قال المحلل السياسي (حميدة عياشي) : إن (مصطفى بويعلي) أول تكفيري حمل السلاح في تاريخ الجزائر ؛ [color="red"]تأثر بفكر (سيد قطب)[/color].....
إذن ؛ كل من جاء بعده فهو على نفس الطريق...
-كتب التائب (عبد الحفيظ) في جريدة (الشروق) مقالا عنوانه : (أعضاء [color="red"][b]الجزأرة تحولوا إلى أمراء[/b] في [b]الجيا[/b][/color] وخططوا لتنصيب محمد السعيد على رأسها).
ومما جاء فيه : (وبعد وقف المسار الانتخابي ودخل الإسلاميون المسلحون السرية [color="red"]وتأسست الجماعة الإسلامية المسلحة وتَقَوَّتْ عملت "الجزأرة" على الانخراط فيها واحتوائها ووصل بعض أفرادها إلى مناصب كبيرة كأمراء مناطق مثلا[/color]، وكانوا يريدون تنصيب محمد السعيد أميرا وطنيا عليها، ولما كشف جمال زيتوني الأمير الوطني للجماعة وقتها قتل عدد كبير منهم ومن بينهم محمد السعيد وعبد الرزاق رجام (وهما من قيادات جبهة الإنقاذ التي أفرزها مؤتمر باتنة)".اهـ
ومن هؤلاء (التكفيريين الجزأريين) مدني مزراق ؛ وما أدراك ما مدني مزراق ..[/font][/size]
ومما جاء فيه : (وبعد وقف المسار الانتخابي ودخل الإسلاميون المسلحون السرية [color="red"]وتأسست الجماعة الإسلامية المسلحة وتَقَوَّتْ عملت "الجزأرة" على الانخراط فيها واحتوائها ووصل بعض أفرادها إلى مناصب كبيرة كأمراء مناطق مثلا[/color]، وكانوا يريدون تنصيب محمد السعيد أميرا وطنيا عليها، ولما كشف جمال زيتوني الأمير الوطني للجماعة وقتها قتل عدد كبير منهم ومن بينهم محمد السعيد وعبد الرزاق رجام (وهما من قيادات جبهة الإنقاذ التي أفرزها مؤتمر باتنة)".اهـ
ومن هؤلاء (التكفيريين الجزأريين) مدني مزراق ؛ وما أدراك ما مدني مزراق ..[/font][/size]
[size=6][font="traditional arabic"]-هل حركة طالبان التي نشأ فيها التكفير وترعرع في أفغانستان سلفية أثرية وهابية ؟
الجواب : [font="traditional arabic"][color="navy"]قال : [color="black"]مولوي حفيظ الله حقاني[/color] في كتابه / [color="red"]طالبان أفغانستان من حلم المُلا إلى إمارة المؤمنين ص 138 .[/color][/color][/font]
الجواب : [font="traditional arabic"][color="navy"]قال : [color="black"]مولوي حفيظ الله حقاني[/color] في كتابه / [color="red"]طالبان أفغانستان من حلم المُلا إلى إمارة المؤمنين ص 138 .[/color][/color][/font]
[font="traditional arabic"][color="navy"]( أما موقف [u][color="red"]الحركة من الوهابية " السلفيون فلا تخفى عداءها تجاههم لأنهم يعتبرونها جماعة منحرفة معادية للمذاهب مكفرة المسلمين [/color][/u][/color][/font]
[font="traditional arabic"][color="navy"]ويقولون أيضا [u][color="red"]هذه الأسطورة بعض من يسمون أنفسهم سلفيين[/color][/u] وليس فيهم أدنى ذرة من آثار السلف ، بل هم أناس [color="red"]جعلوا نصوص الشريعة تابعة لأهوائهم[/color] ، وينظرون إلى [color="red"]مقام السلف بعين السخط والغضب[/color] ، ومنهم من يجعل [color="red"]الأئمة آثمين[/color] ، ومن سوء حظهم أنهم يسبون بعض الأئمة- والعياذ بالله-. [/color][/font]
[font="traditional arabic"][color="navy"]ووالله هؤلاء شرار الخلق عند الله وهم أشد خطراً على الدين من أعدائه وهؤلاء الشرذمة ينظرون إلى أنفسهم نظرة المجتهدين وليس فيهم أدنى مسحة من الاجتهاد ، وهم يظنون أنهم يحسنون في صنيعهم ، ولكن هيهات اتسع الخرق على الراقع ، وشتان بين الثرى والثريا .. ماذا يكون مصير هؤلاء الذين يدعون الاجتهاد وهم منه بر=======
192 المشاركات
تاريخ المشاركة : AM 11:14 | 2013 Feb 09
[size=6][color=#FF0000]جزأري تكفيري (إنها لإحدى الكبر)!!!!![/color]
من المعلوم عند (مطموس الدين بوروبي) أن [color=#FF0000]أبا قتادة الفلسطيني تكفيري جلد[/color] ؛ قالها [color=#FF0000]بوروبي[/color] بعظمة لسانه مرة في قناة (النهار) الجزأرية..وأضاف إليها أبا قطيطة (استهزاء باسم الصحابي الجليل أبي هريرة) و أبا نقيطة وأبا قينقاع...إلى آخر تلك الكلمات..[/size]
[font="traditional arabic"][color="navy"]ويقولون أيضا [u][color="red"]هذه الأسطورة بعض من يسمون أنفسهم سلفيين[/color][/u] وليس فيهم أدنى ذرة من آثار السلف ، بل هم أناس [color="red"]جعلوا نصوص الشريعة تابعة لأهوائهم[/color] ، وينظرون إلى [color="red"]مقام السلف بعين السخط والغضب[/color] ، ومنهم من يجعل [color="red"]الأئمة آثمين[/color] ، ومن سوء حظهم أنهم يسبون بعض الأئمة- والعياذ بالله-. [/color][/font]
[font="traditional arabic"][color="navy"]ووالله هؤلاء شرار الخلق عند الله وهم أشد خطراً على الدين من أعدائه وهؤلاء الشرذمة ينظرون إلى أنفسهم نظرة المجتهدين وليس فيهم أدنى مسحة من الاجتهاد ، وهم يظنون أنهم يحسنون في صنيعهم ، ولكن هيهات اتسع الخرق على الراقع ، وشتان بين الثرى والثريا .. ماذا يكون مصير هؤلاء الذين يدعون الاجتهاد وهم منه بر=======
192 المشاركات
تاريخ المشاركة : AM 11:14 | 2013 Feb 09
[size=6][color=#FF0000]جزأري تكفيري (إنها لإحدى الكبر)!!!!![/color]
من المعلوم عند (مطموس الدين بوروبي) أن [color=#FF0000]أبا قتادة الفلسطيني تكفيري جلد[/color] ؛ قالها [color=#FF0000]بوروبي[/color] بعظمة لسانه مرة في قناة (النهار) الجزأرية..وأضاف إليها أبا قطيطة (استهزاء باسم الصحابي الجليل أبي هريرة) و أبا نقيطة وأبا قينقاع...إلى آخر تلك الكلمات..[/size]
[size=6]ومما يدل على أن (أبا قتادة الفلسطيني تكفيري) سبه لمشايخنا السلفيين (السعوديين) وحكامهم الأفاضل ؛ قال (أبو قتادة الفلسطيني) : (في مجلة ’الأنصار‘، العدد (128)، في (ص 7)، بتاريخ: (29 رجب 1416 هـ): ”[color=#FF0000]لقد استطاعت الحكومة الطاغوتية السعودية أن تجنِّد الكثير من المشايخ السلفيين[/color] في العالم عملاء لها يكتبون لها التقارير الأمنية عن نشاط الحركات الإسلامية، و هذه كذلك نتيجة سننيَّة؛ فإن السلفي الذي يعتقد بإمامة [color=#FF0000]عبد العزيز بن باز و محمد بن صالح العثيمين و اللحيدان و الفوزان و ربيع المدخلي[/color]، كائنا من كان هذا السلفي، و من أي بلد كان، فإنه سيعتقد في النهاية بإمامة آل سعود؛ لأن مشايخه هؤلاء يدينون بالولاء و الطاعة لآل سعود، فإمام شيخي إمامي، و إمام ابن باز إمام السلفيين، و لذلك ففهد بن عبد العزيز هو إمام السلفيين في العالم أجمع...!!“.
[color=#FF0000]لكن جاء في أحد أعداد جريدة (الشروق العربي)[/color] سؤال وجه لـ (شمس الدين بوروبي) مضمونه : ما قولكم في [color=#FF0000]طعن (علماء السعودية) في سيد قطب؟![/col=============
تاريخ المشاركة : PM 09:05 | 2013 Feb 09
[color=#0000CD]شبهة وجوابها[/color]
استدل الدجال (بوروبي) [color=#FF0000]على سلفية هاته الحركات التكفيرية[/color] (التوحيد والجهاد وأنصار الدين) بأنها لما أرادت الفرار من (القوات الفرنسية) أ[color=#FF0000]حرقت مخطوطات معهد (بابا أحمد) بمدينة تمبكتو[/color] ؛ لأنه يحتوي على (مخطوطات صوفية أشعرية) وقال : الوهابية أعداء للصوفية الأشعرية.
ونقول له : عجيب هذه (السلفية) المدعاة لهؤلاء التكفيريين ؛ يجعلون (إحراق كتب أهل البدع من المتصوفة والقبوريين والأشاعرة) آخر من يفعلون ...بل هذا فعل لصوص لا علاقة لهم بالدين..
بل هذا يا أحمق (الجزأرة) من أكبر الأدلة على أن هؤلاء (طلاب دنيا وملك) وليسوا (طلاب عقيدة ومنهج سلفي)..
[color=#FF0000]وإحراق الكتب البدعية (إن سماه أمثالك إرهابا) فهو حق[/color] ؛ حتى لو فعله أمثال هؤلاء (التكفيريين) ؛ فهل ستصير (الصلاة وقراءة القرآن) إرهابا كون هؤلاء (التكفيريين) يصلون ويقرءون القرآن ؛ كما في حديث قرأته (بنفسك) من صحيح مسلم.
[color=#FF0000]لكن جاء في أحد أعداد جريدة (الشروق العربي)[/color] سؤال وجه لـ (شمس الدين بوروبي) مضمونه : ما قولكم في [color=#FF0000]طعن (علماء السعودية) في سيد قطب؟![/col=============
تاريخ المشاركة : PM 09:05 | 2013 Feb 09
[color=#0000CD]شبهة وجوابها[/color]
استدل الدجال (بوروبي) [color=#FF0000]على سلفية هاته الحركات التكفيرية[/color] (التوحيد والجهاد وأنصار الدين) بأنها لما أرادت الفرار من (القوات الفرنسية) أ[color=#FF0000]حرقت مخطوطات معهد (بابا أحمد) بمدينة تمبكتو[/color] ؛ لأنه يحتوي على (مخطوطات صوفية أشعرية) وقال : الوهابية أعداء للصوفية الأشعرية.
ونقول له : عجيب هذه (السلفية) المدعاة لهؤلاء التكفيريين ؛ يجعلون (إحراق كتب أهل البدع من المتصوفة والقبوريين والأشاعرة) آخر من يفعلون ...بل هذا فعل لصوص لا علاقة لهم بالدين..
بل هذا يا أحمق (الجزأرة) من أكبر الأدلة على أن هؤلاء (طلاب دنيا وملك) وليسوا (طلاب عقيدة ومنهج سلفي)..
[color=#FF0000]وإحراق الكتب البدعية (إن سماه أمثالك إرهابا) فهو حق[/color] ؛ حتى لو فعله أمثال هؤلاء (التكفيريين) ؛ فهل ستصير (الصلاة وقراءة القرآن) إرهابا كون هؤلاء (التكفيريين) يصلون ويقرءون القرآن ؛ كما في حديث قرأته (بنفسك) من صحيح مسلم.
-ثم إن إحراق (كتب من يخالفك في العقيدة)[color=#FF0000] طريقة معروفة عند المتصوفة [/color]؛ وخير مثال (الأمير عبد القادر الجزائري) كان يجمع (كتب الإمام ابن تيمية) [color=#FF0000]ويحرقها دفاعا عن ابن عربي ؛ فهل هو إرهابي تكفيري[/color]؟!!!
-إن مخطوطات (معهد بابا أحمد) ليست (صوفية خالصة) بل فيها كتب سلفية ؛ كما هو في فهرس هاته المخطوطات..[color=#FF0000]وهل يحرق السلفي كتبه؟![/==
-إن مخطوطات (معهد بابا أحمد) ليست (صوفية خالصة) بل فيها كتب سلفية ؛ كما هو في فهرس هاته المخطوطات..[color=#FF0000]وهل يحرق السلفي كتبه؟![/==
ممَّن طال السُّكوت عن باطلهم، ظنًّا أنَّ صاحبَه سيرعوي أو أنَّ باطله سيبطل مِن نفسِه، إلَّا أنَّ هذا السُّكوت لم يزده إلَّا جراءةً وتماديًا في غيِّه، فأوشكَ أن يكونَ هذا السُّكوتُ إقرارًا لأباطيله، وعونًا على انتشار افتراءاته؛ فلهذا لم يعُد يحسُن الإعراض ولا السُّكوت عن ذيَّاك الزَّاعم النُّصحَ لعُموم الأمَّة الجزائريَّة في إحدى القَنوات التِّلفزيونيَّة منذُ مدَّةٍ، متَّخذًا أسلوبَ التَّهكُّم والسُّخرية والاستِهتار وسيلتَه لإيصال أفكاره المثيرة، وأجوبته الغريبة، في دقائق زمنيَّة يقضي فيها المشاهد أوقاتًا ينفصلُ منها ولا يدري أكانَ في مجلس فتوى أو مجلس (تنكيت) وفكاهة أو مجلس قِصَص وأحاجي أو غير ذلك من الأجواء الَّتي يملؤها هذا المتَزيِّي بزِيِّ المشايخ بالتَّهويل والتَّهريج، والانفعال والاندفاع، فلا يتكلَّمُ كلامَ أهلِ العِلم، ولا ينتهجُ أسلوبَ أهل العلم، ولا يلزمُ أدبَ أهل العلم في إيراد المسائل الشَّرعيَّة والاستِدلال لها، ولا منهجَهم في الفَتوى، فضلًا عن طريقَة ردودِه ومناقشتِه لمخالفيه بلغَة فيها كثيرٌ من الاستِعلاء والعُنْجهيَّة، والفَوْرَة الغضبيَّة مع نفسيَّةٍ متشنِّجةٍ مشحونةٍ بحقدٍ دفينٍ وحنقٍ شديدٍ، ممَّا ينبئ عن ضِيق عَطَن هذا الشَّخص، ولا يضيقُ العَطَن إلَّا بسبَب الإفلاس العِلمي والخواء الفِقهي.
ويكفي أن تعلمَ أنَّه تَرد عليه أسئلة في أمور الشَّرع فيقابلها بإجابات فيها حيدةٌ قبيحةٌ هي أقرب إلى اللَّعب بأمور الدِّين، ولا يخفى ما في ذلكَ منَ الجُرم واللَّوم؛ والأمثلة على ذلك كثيرةٌ مسجَّلةٌ في الشَّبكة العنكبوتيَّة، لكن من أقربها ما نُمي إليَّ أنَّ سائلًا سأله إذا استيقظ بعد خروج وقت الفَجر، بمَ يبدَأ بصَلاة ركعتي الفَجر أم بالفَريضة؟ فلو رجع أحدُنا إلى كتب فتاوى أهل العِلم لوجَد مثل هذا السُّؤال ووجد إجابةً صريحةً عنه؛ أمَّا هذا الزَّاعم للنُّصح فقال للسَّائل: ابدَأ بفطور الصَّباح!! أهكَذا يكون جوابُ أهل العلم والفتوى والنُّصح؛ فواأسفاه على الإسلام إذا صار مثلُكَ ـ يا هذا ـ مفتيًا ومعلِّمًا وناصحًا!
ولمَّا كان الجهل الفاضحُ سمةَ هذا المتجاسِر تحلَّل من القُيود والضَّوابط وسمح لنفسِه أن يخوضَ في كثيرٍ من الموضوعات الَّتي لا تَعنيه، وإلَّا فما شأنُ شيخٍ مُعمَّمٍ يتحدَّث بإسهاب عن كيفيَّة توزيع تذاكر الدُّخول إلى ملعب كرة القدم لإجراء مقابلة كرويَّة! أو يتحدَّث عن هدف سُجِّلَ في مرمى فريق الخصم!!
كما سمَح لنفسه أن يحمل حملات شعواء على أئمَّةٍ أجلَّاء وأعلام راسخين في العلم غابَت أعيانُهم وبقيت آثارُهم الحسنة؛ كشيخ الإسلام ابن تيميَّة والإمام البربهاري والإمام محمَّد ابن عبد الوهَّاب والإمام ابن باز والإمام الألباني والشَّيخ مقبل الوادعي وغيرهم ـ رحمهم الله جميعًا ـ، ويصفُ بعضَهم بالإرهابي دون حياء أو خجل، كما نال الشَّيخ محمَّد علي فركوس ـ حفظه الله ـ من طعونه نصيبٌ وافرٌ.
ومن فظاعاته أنَّه لمَّازٌ للدَّعوة السَّلفيَّة بأشنع الأسمَاء والأوصَاف ومن قبيح زعمه وأسمجِ هُرائه أنَّ الدَّعوةَ السَّلفيَّةَ مِن صُنع المخابرات البريطانيَّة!!
ويُجهز على السَّلفيِّين ببُهتٍ وسباب وشتَائم يأباها السُّوقة؛ كوصفهم بالحشويَّة والوهَّابيَّة واللَّامذهبيَّة، وأنَّهم أهل ضلال وفظاظة وغلظة وسوء أخلاق؛ وأنَّهم خطرٌ على الدِّين والوطن؛ بل يصرُّ على أنَّ الإرهابَ والسَّلفيَّةَ قرينان لا يفتَرقان، فيقول إفكًا وزورًا: «إنَّ كُلَّ دم، وكلَّ سَبي، وكلَّ عنفٍ وراءه فتوى سلفيَّة» [جريدة «المحقِّق» عدد 134]، ويتمَادى في غيِّه وجهله، ويقول: «كلُّ دم سال في الجَزائر وراءَه فتوى سلفيَّة، وأنَّ كلَّ القَتلى الَّذين قُتلوا خلالَ الأزمَة الأمنيَّة في الجزائر ذنوبُهم في ميزان محمَّد بن عبد الوهَّاب» [جريدة الخبر الأسبوعي507]؛ وغيرها منَ الإطلاقات الخطيرة والافتراءات العظيمة، ولا عجبَ في ذلك؛ لأنَّ الجهل لا يولِّد غير الجهالات، و«مَن جهل قَدْر نفسِه كانَ بقَدْر غيرِه أجهَل».
إنَّ من الاستخفاف بالعقول أن يقدَّمَ مثل هذا المتَعَجْرف المتحامل على أنَّه ناصح لطُلَّاب النَّصيحة ومرشدٌ لعُموم الأمَّة؛ وكأنَّ بلادَنا العَزيزة على سعَتها وكثرة المتعلِّمين فيها أضحت عقرى عن إنجاب الأكفَاء المؤهَّلين للتَّعليم والفتوى والإرشادِ حتَّى يؤول الأمرُ إلى هذا المتشبِّع بما لم يعط، ليسطو على هذه الوظيفة العظيمة وهي النَّصيحةُ، و«الدِّين النَّصيحة» كما قال صلَّى الله عليه وسلَّم، فيصُول ويجُول دونَ رقيب ولا حسيب.
فالأمَّة بحاجة إلى عالم أمين وناصحٍ مشفِقٍ في نصحِه؛ كنصح الوالد لولده والمعلِّم لتلميذِه، فلا يتكلَّم إلَّا بعلم في حِلمٍ ووقارٍ وهدوءٍ، ولا يكون له قصدٌ وراء ذلك إلَّا هدايةَ النَّاس إلى الحقِّ والأخذ بأيديهم إلى طريق الخير والصَّلاح، وتعليمهم أمر دينِهم وحثِّهم على لزوم كتاب ربٍّهم ومتابعة سنَّة نبيِّهم صلَّى الله عليه وسلَّم، ويبعث في النُّفوس تعظيمَ شأنِ الدِّينِ كلِّه؛ وليس كمَا يفعَلُ هذا النَّاصح المزعومُ بأسلوبه الخالي منَ العلم والفقه، وجرأتِه على مخالفة سُنن نبويَّة ثابتَةٍ قطعًا، وحديثه عن أمور عقديَّة عظيمة بطريقة مستقبحة؛ ككلامه المستَهجَن عن نار جهنَّم ـ حينما طَلب منه سائلٌ أن يحدِّثه عنها ـ، فأخذَ يعدِّد بعضَ ما يعيشه الجزائريُّ من ضيق عيش ومتاعب ماديَّة وزعَم أنَّه نفس ما هو موجودٌ في جهنَّم، فلا حاجَةَ للحديث عنها؛ وهذا جهلٌ صريح وقلَّة حياءٍ وخفَّة دين؛ ـ ومن سمَّى هذه الشَّناعات نصحًا أو نصيحةً فهو غاشٌّ لأمَّتِه ـ.
ولمَّا اتَّخذ هذه الطَّريقة في نصحِه نُزعت مهابتُه من النُّفوس، فصار تَرِدُ عليه أسئلةٌ هي إلى الهزل أقرب منها إلى الجدِّ في طلب الفتوى والنَّصيحة؛ كالفتاة الَّتي طلبت منه أن يساعدها على الظَّفر بزوج مِن بلاد الهند، والمرأة العجوز الَّتي بلغت السَّبعين عامًا تطلب عونَه لتزويجها برجل لا يتجاوز سنُّه خمسًا وسبعين سنة، ونحوها منَ المسائل الواردة عليه، والَّتي ما كانَت لتَرد على عالم يعظِّمُ العلمَ والسُّنَّةَ؛ بل تحوَّل بأسلوبه هذا إلى مادَّةٍ للهزؤ والتَّفكُّه، يتضاحَكُ الشَّبابُ من شطحاتِه ويتندَّرون بخَرجَاته؛ ويتناقلون ذلك على هواتفهم المحمولة والمواقع الإلكترونيَّة؛ ولا أرى ذلك إلَّا ثمرةً مُرَّةً يَجنيها من سُوء صَنيعه؛ لأنَّ الجزاءَ مِن جنس العَمل، فإنَّه لمَّا أرادَ أن يحُطَّ مِن أقدار أولياء الله وهُم علماء السُّنَّة الأبرار، خاب سعيُه وعُومل بنقيض قصده، فاستُخِفَّ بأمره وحُطَّ من قَدره في نفوس العامَّة، وإنَّه إن لم يرعو، فسَيَرى إلى ما يَصير إليه أمرُه، «فإنَّ لُحُومَ العلمَاءِ ـ رحْمَة الله عَلَيْهِم ـ مَسْمُومَة، وعَادَة الله في هتكِ أَسْتَار منتَقصِيهم مَعْلُومَة؛ لأَنَّ الوقيعةَ فيهم بمَا هُم مِنْهُ برَاء أمرُه عَظِيمٌ، والتَّنَاولُ لأعراضِهم بالزُّور والافتراءِ مرتَعٌ وخيمٌ» [«تبيين كذب المفتري» (ص29)].
وإنَّه لنَذير سوءٍ ألَّا يؤخَذ على يَد هذا الزَّاعم للنُّصح لتُحمى الأمَّةُ مِن جهالاتِه وضلالاتِه، ويُصانَ الدِّينُ الصَّحيح من تحريفاتِه وتزييفاتِه، وتُحفظ السُّنَّة مِن تشويشه وطيشِه؛ وكان اللَّائقُ به أن ينصَح لنفسِه قبلَ أن ينتَصب ناصحًا لغيره، فيمسكُ لسانَه ويُقبلُ على شأنِه، ويُقلِّب النَّظر في قَول النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم: «إِنَّ الله لا يَقْبِضُ العِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ النَّاسِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ العِلْمَ بِقَبْضِ العُلَمَاءِ، حَتَّى إِذَا لَمْ يَتْرُكْ عَالِمًا، اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالًا، فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا»، وإن شاء فليسمَع تحذيرَ علَّامة الجزائر ابن باديس ـ رحمه الله ـ ونصيحتَه، ـ وإن لم يكُن على مشربه، إذ لم يكن طرقيًّا ولا صوفيَّا ـ حيث يقول: «وحذَار منَ الكلام في دين الله والإفتَاء للنَّاس بغَيْر علم مؤَهِّل لذلكَ، وحذَار مِن صَرف النَّاس عن العِلم وأهلِه إذا رأيتَهُم قَد افتُتِنُوا بكَ» [«آثار ابن باديس» (2/275)].
فأعطِ القَوس باريها، ودع الفَتوى فلستَ من أهلها، وأنصِف نفسَك والزَم قدرَك، ولا يغرَّنَّك سطوع أضواء الأستوديو الكاشفة في وجهك؛ فإنَّ شموسَ الحقِّ السَّاطعة ستُخمد شموسَ الباطل المظلِمة، ولو بعد حين؛ فالحقُّ روحه العلم، والباطل يسيِّره الجهل، ولا فلاح للأمَّة إلَّا بالعلم الصَّحيح؛ و$مَن تحدَّث في العلم بغَيْر أمانَة، فقَد مسَّ العلمَ بقُرحة، ووضع في سبيل فَلاح الأمَّة حَجَر عَثرة» [«رسائل الإصلاح» للشَّيخ محمَّد الخضر حسين (ص81)].
فلا تقف حجرَ عثرَةٍ في طريق تقَدُّم الأمَّة وفلاحِها، فتعطِّلَ مسيرةَ الخير والنَّجاح، وتؤخِّر عجلةَ الإصلاح، وتشوِّه صورةَ ديننا الحنيف، وتطمسَ معالمه وحقائقه.
حمى اللهُ أمَّتَنا مِن مُضِلَّات الأهواء والفتَن، ومن جميع المحدثات والبدع والخرافات. ا===
شمس الدين بوروبي والدعاوى الاستعمارية
بتاريخ (25/ربيع الأول / 1434هـ) أطل علينا (مطموس الدين بوروبي) في برنامجه (افضحوني) باكيا متباكيا على شخص قتله (الخوارج كلاب النار) =(الإرهابيون) ليقول للجزائريين المغبونين(!) أن هذه الجماعات التكفيرية (وهابية سلفية أثرية)..
ونحن نقول له -بكل بساطة- : الإرهاب والتكفير والتدمير ما جاءنا إلا من حزبك (جبهة الإنقاذ) الذي تنتمي إليه..
وما جاءنا إلا من (أخيك) علي بن حاج التكفيري الذي يرمي السعودية وعلماءها بالعمالة لأمريكا ، ورسالة (نصيحتك) له خير دليل على (مودتك) إياه..
وما جاءنا إلا من (كتب سيد قطب) الذي قلت ذات مرة في جريدة الشروق العربي-متهكما بالسلفيين-: (وإذا رأيت الرجل يطعن في الغزالي والبوطي والقرضاوي وسيد قطب وعمرو خالد فإنه حشوي..) ؛ (سيد قطب) ذاك الذي يؤول الصفات على مذهب الأشاعرة ويقول بوحدة الوجود على طريقة المتصوفة في تفسير سورة (الإخلاص)..
وأخيرا وليس آخرا : (لمين بن شنب) منفذ عملية " تيقنتورين" الأخيرة خريج زاوية ؛ صوفي أشعري..
جاء في جريدة الشروق (جريدتكم) هذه الفضيحة: (حفظ نصف القرآن الكريم على يد الشيخ علي عياض ، و مستواه التعليمي ابتدائي ، و معروف عنه أنه ضد التيار السلفي أو التكفيري ، ولم يكن يوما يؤمن به و يعد من بين المدافعين عن المذهب المالكي ؛ حتى إنه لا يقبض في الصلاة...
كل من عرفه يعرف أنه: رجل صوفي ؛ يزور مقامات أولياء الله الصالحين ؛ على غرار زيارة وليمة ( سيدي الرقاني بأدرار ) وغيرها....)
لكنهم حذفوها ...لشدة وقعها..
================
التعاون التكفيري الجزأري.
لما أُسست جبهة الإنقاذ كانت نواة تأسيسها من رجلين ؛ أحدهما تكفيري والآخر جزأري ، مما يدل على التحام البدعة مع بعضها البعض رغم (الفوارق المزعومة) ..
ثم دخل الجزأريون أفواجا في هذا الحزب العفن ، كل هذا بحثا عن (الكرسي ، وما أدراك ما الكرسي).
وكان من الذين جرفهم تيار (الكراسي) شمس الدين بوروبي (مفتي الجرائد ثم قناة النهار) فكان يصيح وقتها : (عليها نحيا وعليها نموت)..والظاهر أنه فعلا -والعلم عند الله-سيموت عليها إن لم يغيره الله..إلى الهدى أو إلى ضلال آخر..
بعد خسارة الجبهة يئس شمس الدين بوروبي من التحزب والكرسي فاتجه إلى (العمل الخيري) -زعموا-: فأنشأ جمعية خيرية بحي "محمد بلوزداد" فاشتغل في (تجارة الكباش) المعدة للأضاحي..
ثم اشتغل (جمعويا) في تزويج الشباب ، وألف كتابا بعنوان " تزويج العوانس" وهو (غاطس في جمهور الناس) لا يسمع به أحد من الناس إلا المحيطون به والقريبون منه...
وبعد أحداث (11 سبتمبر) تُوبع شمس الدين قضائيا بخصوص جمعيته بعد ثبوت عدة مخالفات قانونية بشأنها...فانتهى الأمر بإغلاقها..
فاتجه إلى (الجرائد= المنبر الحر) للتعبير عن أفكاره...وبئس الفكر ..فخرجت مقالات كلها سب وشتم وكذب وافتراء وتطاول ووقاحة لم يعرف السلفيون مثلها في تاريخ الجزائر...كلها (نسخ ولصق من مواقع الصوفية والجهمية)..
فظن كثير من الناس (وأنا منهم) حينها أنه شخص جزائري قح متأثر بعقيدة أجداده ، ويسعى للحفاظ على الهوية الوطنية ضد الفتاوى المست والأفكار الدخيلة ...وما أكثر الدعاوى!
خاصة أنه يهجم على خصومه (السلفيين) هجوم من لا يرحم واصفا إياهم بـ(الطائفة المنحلة) و(الإرهابيين) و(الصناعة الإمريكية)و(ذبحوا الناس ذبح النعاج) حتى كتب بعض الأشخاص مقالا "ردا عليه" أرسله إلى مجلة (الإصلاح) بعنوان : (هل كتب السنة تذبح عقول الأمة؟)..وكلنا متسائل : ما الحامل على هذه الحملة الشرسة؟؟؟؟أهو الحفاظ على الوطن وحمايته ، أم محاربة التكفير والغلو والتطرف ، أم الحفاظ على دين الأجداد (إنا وجدنا) ، أم محاربة الغزو الوهابي القادم من الشرق؟؟؟
وإذا بالأيام تمر ؛ وشمس الدين يتمادى في غيه ؛ فلم يسكت عنه السلفيون بل قمعوه وردوا عليه...
وقبل (الربيع العربي) بيسير طلعت علينا جريدة النهار بوثيقة خطيرة جدا ؛ كشف حقيقة البوروبي وأنه عامل بقاعدة (سب الملاح باش يقولوا مليح)..
رسالة الإرهابي الجزأري شمس الدين بوروبي إلى (أخيه) علي بن حاج..
جاء فيها :
ويكفي أن تعلمَ أنَّه تَرد عليه أسئلة في أمور الشَّرع فيقابلها بإجابات فيها حيدةٌ قبيحةٌ هي أقرب إلى اللَّعب بأمور الدِّين، ولا يخفى ما في ذلكَ منَ الجُرم واللَّوم؛ والأمثلة على ذلك كثيرةٌ مسجَّلةٌ في الشَّبكة العنكبوتيَّة، لكن من أقربها ما نُمي إليَّ أنَّ سائلًا سأله إذا استيقظ بعد خروج وقت الفَجر، بمَ يبدَأ بصَلاة ركعتي الفَجر أم بالفَريضة؟ فلو رجع أحدُنا إلى كتب فتاوى أهل العِلم لوجَد مثل هذا السُّؤال ووجد إجابةً صريحةً عنه؛ أمَّا هذا الزَّاعم للنُّصح فقال للسَّائل: ابدَأ بفطور الصَّباح!! أهكَذا يكون جوابُ أهل العلم والفتوى والنُّصح؛ فواأسفاه على الإسلام إذا صار مثلُكَ ـ يا هذا ـ مفتيًا ومعلِّمًا وناصحًا!
ولمَّا كان الجهل الفاضحُ سمةَ هذا المتجاسِر تحلَّل من القُيود والضَّوابط وسمح لنفسِه أن يخوضَ في كثيرٍ من الموضوعات الَّتي لا تَعنيه، وإلَّا فما شأنُ شيخٍ مُعمَّمٍ يتحدَّث بإسهاب عن كيفيَّة توزيع تذاكر الدُّخول إلى ملعب كرة القدم لإجراء مقابلة كرويَّة! أو يتحدَّث عن هدف سُجِّلَ في مرمى فريق الخصم!!
كما سمَح لنفسه أن يحمل حملات شعواء على أئمَّةٍ أجلَّاء وأعلام راسخين في العلم غابَت أعيانُهم وبقيت آثارُهم الحسنة؛ كشيخ الإسلام ابن تيميَّة والإمام البربهاري والإمام محمَّد ابن عبد الوهَّاب والإمام ابن باز والإمام الألباني والشَّيخ مقبل الوادعي وغيرهم ـ رحمهم الله جميعًا ـ، ويصفُ بعضَهم بالإرهابي دون حياء أو خجل، كما نال الشَّيخ محمَّد علي فركوس ـ حفظه الله ـ من طعونه نصيبٌ وافرٌ.
ومن فظاعاته أنَّه لمَّازٌ للدَّعوة السَّلفيَّة بأشنع الأسمَاء والأوصَاف ومن قبيح زعمه وأسمجِ هُرائه أنَّ الدَّعوةَ السَّلفيَّةَ مِن صُنع المخابرات البريطانيَّة!!
ويُجهز على السَّلفيِّين ببُهتٍ وسباب وشتَائم يأباها السُّوقة؛ كوصفهم بالحشويَّة والوهَّابيَّة واللَّامذهبيَّة، وأنَّهم أهل ضلال وفظاظة وغلظة وسوء أخلاق؛ وأنَّهم خطرٌ على الدِّين والوطن؛ بل يصرُّ على أنَّ الإرهابَ والسَّلفيَّةَ قرينان لا يفتَرقان، فيقول إفكًا وزورًا: «إنَّ كُلَّ دم، وكلَّ سَبي، وكلَّ عنفٍ وراءه فتوى سلفيَّة» [جريدة «المحقِّق» عدد 134]، ويتمَادى في غيِّه وجهله، ويقول: «كلُّ دم سال في الجَزائر وراءَه فتوى سلفيَّة، وأنَّ كلَّ القَتلى الَّذين قُتلوا خلالَ الأزمَة الأمنيَّة في الجزائر ذنوبُهم في ميزان محمَّد بن عبد الوهَّاب» [جريدة الخبر الأسبوعي507]؛ وغيرها منَ الإطلاقات الخطيرة والافتراءات العظيمة، ولا عجبَ في ذلك؛ لأنَّ الجهل لا يولِّد غير الجهالات، و«مَن جهل قَدْر نفسِه كانَ بقَدْر غيرِه أجهَل».
إنَّ من الاستخفاف بالعقول أن يقدَّمَ مثل هذا المتَعَجْرف المتحامل على أنَّه ناصح لطُلَّاب النَّصيحة ومرشدٌ لعُموم الأمَّة؛ وكأنَّ بلادَنا العَزيزة على سعَتها وكثرة المتعلِّمين فيها أضحت عقرى عن إنجاب الأكفَاء المؤهَّلين للتَّعليم والفتوى والإرشادِ حتَّى يؤول الأمرُ إلى هذا المتشبِّع بما لم يعط، ليسطو على هذه الوظيفة العظيمة وهي النَّصيحةُ، و«الدِّين النَّصيحة» كما قال صلَّى الله عليه وسلَّم، فيصُول ويجُول دونَ رقيب ولا حسيب.
فالأمَّة بحاجة إلى عالم أمين وناصحٍ مشفِقٍ في نصحِه؛ كنصح الوالد لولده والمعلِّم لتلميذِه، فلا يتكلَّم إلَّا بعلم في حِلمٍ ووقارٍ وهدوءٍ، ولا يكون له قصدٌ وراء ذلك إلَّا هدايةَ النَّاس إلى الحقِّ والأخذ بأيديهم إلى طريق الخير والصَّلاح، وتعليمهم أمر دينِهم وحثِّهم على لزوم كتاب ربٍّهم ومتابعة سنَّة نبيِّهم صلَّى الله عليه وسلَّم، ويبعث في النُّفوس تعظيمَ شأنِ الدِّينِ كلِّه؛ وليس كمَا يفعَلُ هذا النَّاصح المزعومُ بأسلوبه الخالي منَ العلم والفقه، وجرأتِه على مخالفة سُنن نبويَّة ثابتَةٍ قطعًا، وحديثه عن أمور عقديَّة عظيمة بطريقة مستقبحة؛ ككلامه المستَهجَن عن نار جهنَّم ـ حينما طَلب منه سائلٌ أن يحدِّثه عنها ـ، فأخذَ يعدِّد بعضَ ما يعيشه الجزائريُّ من ضيق عيش ومتاعب ماديَّة وزعَم أنَّه نفس ما هو موجودٌ في جهنَّم، فلا حاجَةَ للحديث عنها؛ وهذا جهلٌ صريح وقلَّة حياءٍ وخفَّة دين؛ ـ ومن سمَّى هذه الشَّناعات نصحًا أو نصيحةً فهو غاشٌّ لأمَّتِه ـ.
ولمَّا اتَّخذ هذه الطَّريقة في نصحِه نُزعت مهابتُه من النُّفوس، فصار تَرِدُ عليه أسئلةٌ هي إلى الهزل أقرب منها إلى الجدِّ في طلب الفتوى والنَّصيحة؛ كالفتاة الَّتي طلبت منه أن يساعدها على الظَّفر بزوج مِن بلاد الهند، والمرأة العجوز الَّتي بلغت السَّبعين عامًا تطلب عونَه لتزويجها برجل لا يتجاوز سنُّه خمسًا وسبعين سنة، ونحوها منَ المسائل الواردة عليه، والَّتي ما كانَت لتَرد على عالم يعظِّمُ العلمَ والسُّنَّةَ؛ بل تحوَّل بأسلوبه هذا إلى مادَّةٍ للهزؤ والتَّفكُّه، يتضاحَكُ الشَّبابُ من شطحاتِه ويتندَّرون بخَرجَاته؛ ويتناقلون ذلك على هواتفهم المحمولة والمواقع الإلكترونيَّة؛ ولا أرى ذلك إلَّا ثمرةً مُرَّةً يَجنيها من سُوء صَنيعه؛ لأنَّ الجزاءَ مِن جنس العَمل، فإنَّه لمَّا أرادَ أن يحُطَّ مِن أقدار أولياء الله وهُم علماء السُّنَّة الأبرار، خاب سعيُه وعُومل بنقيض قصده، فاستُخِفَّ بأمره وحُطَّ من قَدره في نفوس العامَّة، وإنَّه إن لم يرعو، فسَيَرى إلى ما يَصير إليه أمرُه، «فإنَّ لُحُومَ العلمَاءِ ـ رحْمَة الله عَلَيْهِم ـ مَسْمُومَة، وعَادَة الله في هتكِ أَسْتَار منتَقصِيهم مَعْلُومَة؛ لأَنَّ الوقيعةَ فيهم بمَا هُم مِنْهُ برَاء أمرُه عَظِيمٌ، والتَّنَاولُ لأعراضِهم بالزُّور والافتراءِ مرتَعٌ وخيمٌ» [«تبيين كذب المفتري» (ص29)].
وإنَّه لنَذير سوءٍ ألَّا يؤخَذ على يَد هذا الزَّاعم للنُّصح لتُحمى الأمَّةُ مِن جهالاتِه وضلالاتِه، ويُصانَ الدِّينُ الصَّحيح من تحريفاتِه وتزييفاتِه، وتُحفظ السُّنَّة مِن تشويشه وطيشِه؛ وكان اللَّائقُ به أن ينصَح لنفسِه قبلَ أن ينتَصب ناصحًا لغيره، فيمسكُ لسانَه ويُقبلُ على شأنِه، ويُقلِّب النَّظر في قَول النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم: «إِنَّ الله لا يَقْبِضُ العِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ النَّاسِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ العِلْمَ بِقَبْضِ العُلَمَاءِ، حَتَّى إِذَا لَمْ يَتْرُكْ عَالِمًا، اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالًا، فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا»، وإن شاء فليسمَع تحذيرَ علَّامة الجزائر ابن باديس ـ رحمه الله ـ ونصيحتَه، ـ وإن لم يكُن على مشربه، إذ لم يكن طرقيًّا ولا صوفيَّا ـ حيث يقول: «وحذَار منَ الكلام في دين الله والإفتَاء للنَّاس بغَيْر علم مؤَهِّل لذلكَ، وحذَار مِن صَرف النَّاس عن العِلم وأهلِه إذا رأيتَهُم قَد افتُتِنُوا بكَ» [«آثار ابن باديس» (2/275)].
فأعطِ القَوس باريها، ودع الفَتوى فلستَ من أهلها، وأنصِف نفسَك والزَم قدرَك، ولا يغرَّنَّك سطوع أضواء الأستوديو الكاشفة في وجهك؛ فإنَّ شموسَ الحقِّ السَّاطعة ستُخمد شموسَ الباطل المظلِمة، ولو بعد حين؛ فالحقُّ روحه العلم، والباطل يسيِّره الجهل، ولا فلاح للأمَّة إلَّا بالعلم الصَّحيح؛ و$مَن تحدَّث في العلم بغَيْر أمانَة، فقَد مسَّ العلمَ بقُرحة، ووضع في سبيل فَلاح الأمَّة حَجَر عَثرة» [«رسائل الإصلاح» للشَّيخ محمَّد الخضر حسين (ص81)].
فلا تقف حجرَ عثرَةٍ في طريق تقَدُّم الأمَّة وفلاحِها، فتعطِّلَ مسيرةَ الخير والنَّجاح، وتؤخِّر عجلةَ الإصلاح، وتشوِّه صورةَ ديننا الحنيف، وتطمسَ معالمه وحقائقه.
حمى اللهُ أمَّتَنا مِن مُضِلَّات الأهواء والفتَن، ومن جميع المحدثات والبدع والخرافات. ا===
شمس الدين بوروبي والدعاوى الاستعمارية
بتاريخ (25/ربيع الأول / 1434هـ) أطل علينا (مطموس الدين بوروبي) في برنامجه (افضحوني) باكيا متباكيا على شخص قتله (الخوارج كلاب النار) =(الإرهابيون) ليقول للجزائريين المغبونين(!) أن هذه الجماعات التكفيرية (وهابية سلفية أثرية)..
ونحن نقول له -بكل بساطة- : الإرهاب والتكفير والتدمير ما جاءنا إلا من حزبك (جبهة الإنقاذ) الذي تنتمي إليه..
وما جاءنا إلا من (أخيك) علي بن حاج التكفيري الذي يرمي السعودية وعلماءها بالعمالة لأمريكا ، ورسالة (نصيحتك) له خير دليل على (مودتك) إياه..
وما جاءنا إلا من (كتب سيد قطب) الذي قلت ذات مرة في جريدة الشروق العربي-متهكما بالسلفيين-: (وإذا رأيت الرجل يطعن في الغزالي والبوطي والقرضاوي وسيد قطب وعمرو خالد فإنه حشوي..) ؛ (سيد قطب) ذاك الذي يؤول الصفات على مذهب الأشاعرة ويقول بوحدة الوجود على طريقة المتصوفة في تفسير سورة (الإخلاص)..
وأخيرا وليس آخرا : (لمين بن شنب) منفذ عملية " تيقنتورين" الأخيرة خريج زاوية ؛ صوفي أشعري..
جاء في جريدة الشروق (جريدتكم) هذه الفضيحة: (حفظ نصف القرآن الكريم على يد الشيخ علي عياض ، و مستواه التعليمي ابتدائي ، و معروف عنه أنه ضد التيار السلفي أو التكفيري ، ولم يكن يوما يؤمن به و يعد من بين المدافعين عن المذهب المالكي ؛ حتى إنه لا يقبض في الصلاة...
كل من عرفه يعرف أنه: رجل صوفي ؛ يزور مقامات أولياء الله الصالحين ؛ على غرار زيارة وليمة ( سيدي الرقاني بأدرار ) وغيرها....)
لكنهم حذفوها ...لشدة وقعها..
================
التعاون التكفيري الجزأري.
لما أُسست جبهة الإنقاذ كانت نواة تأسيسها من رجلين ؛ أحدهما تكفيري والآخر جزأري ، مما يدل على التحام البدعة مع بعضها البعض رغم (الفوارق المزعومة) ..
ثم دخل الجزأريون أفواجا في هذا الحزب العفن ، كل هذا بحثا عن (الكرسي ، وما أدراك ما الكرسي).
وكان من الذين جرفهم تيار (الكراسي) شمس الدين بوروبي (مفتي الجرائد ثم قناة النهار) فكان يصيح وقتها : (عليها نحيا وعليها نموت)..والظاهر أنه فعلا -والعلم عند الله-سيموت عليها إن لم يغيره الله..إلى الهدى أو إلى ضلال آخر..
بعد خسارة الجبهة يئس شمس الدين بوروبي من التحزب والكرسي فاتجه إلى (العمل الخيري) -زعموا-: فأنشأ جمعية خيرية بحي "محمد بلوزداد" فاشتغل في (تجارة الكباش) المعدة للأضاحي..
ثم اشتغل (جمعويا) في تزويج الشباب ، وألف كتابا بعنوان " تزويج العوانس" وهو (غاطس في جمهور الناس) لا يسمع به أحد من الناس إلا المحيطون به والقريبون منه...
وبعد أحداث (11 سبتمبر) تُوبع شمس الدين قضائيا بخصوص جمعيته بعد ثبوت عدة مخالفات قانونية بشأنها...فانتهى الأمر بإغلاقها..
فاتجه إلى (الجرائد= المنبر الحر) للتعبير عن أفكاره...وبئس الفكر ..فخرجت مقالات كلها سب وشتم وكذب وافتراء وتطاول ووقاحة لم يعرف السلفيون مثلها في تاريخ الجزائر...كلها (نسخ ولصق من مواقع الصوفية والجهمية)..
فظن كثير من الناس (وأنا منهم) حينها أنه شخص جزائري قح متأثر بعقيدة أجداده ، ويسعى للحفاظ على الهوية الوطنية ضد الفتاوى المست والأفكار الدخيلة ...وما أكثر الدعاوى!
خاصة أنه يهجم على خصومه (السلفيين) هجوم من لا يرحم واصفا إياهم بـ(الطائفة المنحلة) و(الإرهابيين) و(الصناعة الإمريكية)و(ذبحوا الناس ذبح النعاج) حتى كتب بعض الأشخاص مقالا "ردا عليه" أرسله إلى مجلة (الإصلاح) بعنوان : (هل كتب السنة تذبح عقول الأمة؟)..وكلنا متسائل : ما الحامل على هذه الحملة الشرسة؟؟؟؟أهو الحفاظ على الوطن وحمايته ، أم محاربة التكفير والغلو والتطرف ، أم الحفاظ على دين الأجداد (إنا وجدنا) ، أم محاربة الغزو الوهابي القادم من الشرق؟؟؟
وإذا بالأيام تمر ؛ وشمس الدين يتمادى في غيه ؛ فلم يسكت عنه السلفيون بل قمعوه وردوا عليه...
وقبل (الربيع العربي) بيسير طلعت علينا جريدة النهار بوثيقة خطيرة جدا ؛ كشف حقيقة البوروبي وأنه عامل بقاعدة (سب الملاح باش يقولوا مليح)..
رسالة الإرهابي الجزأري شمس الدين بوروبي إلى (أخيه) علي بن حاج..
جاء فيها :
(نصيحــــة للشيـــخ علــي بن حـــاج سميتــــها
''الإحتجــــاج علـــى مشاركـــة علـــي بلحــــــاج''
الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم أما بعد:
فقد صدمت كما صدم غيري من أهل العلم والتقوى والصلاح، بل وكما صدم سائر أهل الإسلام من مشاركتكم في مسيرة 12 فيفري التي تزعمها سعيد سعدي رأس حربة أعداء الدين في هذا الوطن العزيز، فهل خفي عليك أن هذا السعدي ساند المرتد سلمان رشدي في شتمه لرسول الله صلى الله عليه وسلم، أم ذهلت ونسيت جريمته النكراء في حق بيت من بيوت الله تعالى، التي أمر الله أن ترفع، فعمد هذا الحزب إلى هدم مسجد قرية أغريب، وتحويل أرضيته إلى ملهى وساحة للحفلات، فكيف تضع يدك وأنت المسلم الذي تناضل لتحكيم شريعة الله تعالى في يد من سخر حياته وكل ما يملك لمحاربة كل ماله علاقه بالشريعة والتدين........ولعلمك فأنا لا أنكر عليك مشاركتك جنبا إلى جنب مع هذا العلماني اللاديني من منطلق سياسي أو حزبي معاذ الله تعالى فالسياسة ميدان واسع للمناورة والحيل....................
الشيخ شمس الدين 12 ربيع الأول الثلاثاء 15 فيفري 2011
بلوزداد الجزائر العاصمة)
حينها تبين من التكفيري الإرهابي الخبيث الذي يؤاخي التكفيريين أمثاله...
ويئست (شخصيا) من وطنيته ودين أجداده وهويته ووسطيته و" وتنفيره من التكفير" كما هو عنوان مؤلَّف له...وأنه ليس من أهل العلم والتقوى والصلاح كما قال عن نفسه...شمس الدين بوروبي والدعاوى الاستعمارية
بتاريخ (25/ربيع الأول / 1434هـ) أطل علينا (مطموس الدين بوروبي) في برنامجه (افضحوني) باكيا متباكيا على شخص قتله (الخوارج كلاب النار) =(الإرهابيون) ليقول للجزائريين المغبونين(!) أن هذه الجماعات التكفيرية (وهابية سلفية أثرية)..
ونحن نقول له -بكل بساطة- : الإرهاب والتكفير والتدمير ما جاءنا إلا من حزبك (جبهة الإنقاذ) الذي تنتمي إليه..
وما جاءنا إلا من (أخيك) علي بن حاج التكفيري الذي يرمي السعودية وعلماءها بالعمالة لأمريكا ، ورسالة (نصيحتك) له خير دليل على (مودتك) إياه..
وما جاءنا إلا من (كتب سيد قطب) الذي قلت ذات مرة في جريدة الشروق العربي-متهكما بالسلفيين-: (وإذا رأيت الرجل يطعن في الغزالي والبوطي والقرضاوي وسيد قطب وعمرو خالد فإنه حشوي..) ؛ (سيد قطب) ذاك الذي يؤول الصفات على مذهب الأشاعرة ويقول بوحدة الوجود على طريقة المتصوفة في تفسير سورة (الإخلاص)..
وأخيرا وليس آخرا : (لمين بن شنب) منفذ عملية " تيقنتورين" الأخيرة خريج زاوية ؛ صوفي أشعري..
جاء في جريدة الشروق (جريدتكم) هذه الفضيحة: (حفظ نصف القرآن الكريم على يد الشيخ علي عياض ، و مستواه التعليمي ابتدائي ، و معروف عنه أنه ضد التيار السلفي أو التكفيري ، ولم يكن يوما يؤمن به و يعد من بين المدافعين عن المذهب المالكي ؛ حتى إنه لا يقبض في الصلاة...
كل من عرفه يعرف أنه: رجل صوفي ؛ يزور مقامات أولياء الله الصالحين ؛ على غرار زيارة وليمة ( سيدي الرقاني بأدرار ) وغيرها....)
لكنهم حذفوها ...لشدة وقعها..
رد مع اقتباس======س المُحاضر على سامعيه حين أحالهم على كتاب «التمهيد» لابن عبد البرِّ مدَّعيًا روايتَه تأويلَ صفة النزول عن الإمام مالكٍ -رحمه الله- بالسند الصحيح، وإذا رجَعْنا إلى المصدر الذي ذكره نجد أنه خان الأمانةَ العلمية ونقل مِن كلام ابن عبد البرِّ -رحمه الله- ما حَسِبَه موافقًا لمعتقَده الأشعريِّ وأخفى الحقيقةَ، على طريقة أهل البدع في بتر النصوص وتقطيعها لتتماشى وأهواءَهم، ويحسن إيرادُ سياق كلام ابن عبد البرِّ -رحمه الله- بتمامه إذ يقول -رحمه الله-:
«وأمَّا قوله صلَّى الله عليه وسلَّم في هذا الحديث «يَنْزِلُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا» فقَدْ أكْثَرَ الناسُ التنازعَ فيه، والذي عليه جمهور أئمَّة أهل السنَّة أنهم يقولون: ينزل كما قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، ويصدِّقون بهذا الحديث ولا يكيِّفون، والقول في كيفية النزول كالقول في كيفية الاستواء والمجيء، والحجَّةُ في ذلك واحدةٌ، وقد قال قومٌ مِن أهل الأثر -أيضًا- إنه ينزل أمرُه وتنزل رحمتُه، وروي ذلك عن حبيبٍ كاتب مالكٍ وغيرِه، وأنكره منهم آخَرون وقالوا: هذا ليس بشيءٍ، لأنَّ أمْرَه ورحمته لا يزالان ينزلان أبدًا في الليل والنهار، وتعالى الملك الجبَّار الذي إذا أراد أمرًا قال له: كن فيكون في أيِّ وقتٍ شاء ويختصُّ برحمته مَن يشاء متى شاء لا إله إلاَّ هو الكبير المتعال. وقد روى محمَّد بن عليٍّ الجبليُّ -وكان من ثِقَاتِ المسلمين بالقيروان- قال: حدَّثنا جامع بن سوادة بمصر قال: حدَّثنا مطرِّفٌ عن مالكِ بن أنسٍ أنه سئل عن الحديث: «إِنَّ اللهَ يَنْزِلُ فِي اللَّيْلِ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا»، فقال مالكٌ: «يتنزَّل أمرُه»، وقد يحتمل أن يكون كما قال مالكٌ -رحمه الله- على معنى أنه تتنزَّل رحمتُه وقضاؤه بالعفو والاستجابة، وذلك مِن أمره أي: أكثرُ ما يكون ذلك في ذلك الوقت واللهُ أعلم»(١١).
والملاحَظُ مِن كلام ابن عبد البرِّ -رحمه الله- أنَّ للإمام مالكٍ روايتين في صفة النزول، أُولاهما موافِقةٌ لِما هو مقرَّرٌ عند أهل السنَّة والجماعة مِن إثباتها حقيقةً كما تليق بالله تعالى، والثانية موافِقةٌ لمذهب أهل التأويل. وحالتئذٍ يجب على الباحث المنصف دراسةُ الرواية التي ظاهرُها المخالَفة، لمعرفة مدى مطابَقتها لمنهج الإمام في العقيدة.
وقد ذكر ابن عبد البرِّ أنَّ رواية التأويل لها سندان:
السند الأوَّل: عن حبيبٍ كاتب الإمام مالكٍ -رحمه الله-.
والسند الثاني: عن مطرِّف بن عبد الله.
وكلا الطريقين معلولٌ سندًا ومتنًا، فأمَّا السند الأوَّل: فإنَّ حبيب بن أبي حبيبٍ هو المصريُّ كاتب مالكٍ، يكنَّى أبا محمَّدٍ واسمُ أبيه إبراهيمُ أو مرزوقٌ (ت: ٢١٨)، أصلُه من خراسان، وهو ضعيفٌ باتِّفاق أهل العلم بالنقل، يروي عن الثِّقَات الموضوعاتِ ويُدْخِل عليهم ما ليس مِن أحاديثهم. قال يحيى بن مَعِينٍ: «أَشَرُّ السماعِ من مالكٍ عرضُ حبيبٍ، كان يقرأ على مالكٍ فإذا انتهى إلى آخر القراءةِ صفح أوراقًا وكتب: بَلَغ، وعامَّة سماع المصريين عرضُ حبيبٍ»، وقال أحمد بن حنبلٍ: «ليس بثقةٍ، كان يكذب»، ولم يكن يوثِّقه ولا يرضاه، وأثنى عليه شرًّا وسوءًا، وقال أبو داود: «كان مِن أكذب الناس»، وقال أبو حاتمٍ: «متروك الحديث»، وقال ابن حبَّان: «أحاديثه كلُّها موضوعةٌ»، وقال النسائيُّ: «متروكٌ أحاديثُه كلُّها عن مالكٍ وغيرِه»، وقال ابن عدِيٍّ: «أحاديثُه كلُّها موضوعةٌ، وعامَّة حديث حبيبٍ موضوعُ المتن مقلوبُ الإسناد، ولا يحتشم حبيبٌ في وضعِ الحديث على الثقات وأمرُه بيِّنٌ في الكذَّابين»(١٢)، وقد أشار ابن عبد البرِّ إلى ضعفها بنقلها بصيغة التمريض.
أمَّا الرواية الثانية فكسابقتها فيها علَّتان:
الأولى: في سندها محمَّد بن عليٍّ الجبليُّ المتوفَّى سنة (٤٣٩ﻫ)(١٣)، قال الذهبيُّ في «ميزان الاعتدال»: «محمَّد بن عليِّ بن محمَّد، أبو الخطَّاب الجبليُّ الشاعر، فصيحٌ سائر القول. روى عن عبد الوهَّاب الكلابيِّ، ومدح أبا العلاء المعرِّيَّ فجاوبه بأبياتٍ. قال الخطيب: «قيل: إنه كان رافضيًّا»»(١٤)، ولفظ الخطيب: قيل: إنه كان رافضيًّا شديدَ الرفض.
الثانية: ضعف جامع بن سوادة، نقل ابن حجرٍ -رحمه الله- تضعيفَ الدارقطنيِّ -رحمه الله- له(١٥)، وأورد له الذهبيُّ حديثًا موضوعًا في الجمع بين الزوجين، ثمَّ قال: «كأنه آفَتُه»(١٦)، وعدَّه ابن الجوزيِّ مِن جملة المجاهيل(١٧).
فتبيَّن لكلِّ مُنْصِفٍ عدمُ صحَّة هذين الأثرين عن إمام دار الهجرة -رحمه الله- وأسكنه فسيحَ الجنان.
وعلى فرض التسليم بصحَّة الرواية المثبِتَة للتأويل فيتمُّ الجواب بما يلي:
١- أنها مخالِفةٌ للمحفوظ عن مالكٍ -رحمه الله- كما في رواية الوليد بن مسلمٍ، فتُقَدَّم الروايةُ المشهورة الموافِقة للأصول الصحيحة على الرواية الموافِقة للأصول البدعية إحسانًا للظنِّ بأئمَّة الهدى وأعلام السنَّة، ولذلك لم ينقلها المشاهير مِن أصحابه -رحمه الله-.
٢- يمكن توجيهها بحملها على ما لا يخالف الإيمانَ بحقيقة النزول له -سبحانه- وهو قصدُه أنَّ نزول الربِّ إلى سماء الدنيا يصاحبه الرحمةُ والعفو والاستجابة، وذلك أمرُه، وبهذا التوجيه خَتَمَ ابنُ عبد البرِّ -رحمه الله- قولَه: «وقد يحتمل أن يكون كما قال مالكٌ -رحمه الله- على معنى أنه تتنزَّل رحمتُه وقضاؤه بالعفو والاستجابة، وذلك مِن أمره أي: أكثرُ ما يكون ذلك في ذلك الوقت، والله أعلم».
٣- أنَّ تفسير النزول بنزول أمْرِه غيرُ متَّفقٍ عليه بين المؤوِّلة أنْفُسهم، فقد تضاربت أقوالُهم في تفسير النزول في الحديث، فحَمَله بعضُهم على نزول الملَك بأمره أو نزول أمرِه، وفسَّره آخَرون بنزول برِّه وعطائه وإحسانه، ومنهم مَن حَمَله على نزول رحمته -وهو موافقٌ لِما قبله-، ومنهم مَن زعم أنه الاطِّلاعُ والإقبال على العباد بالرحمة ونحوِ ذلك، فكان -حينئذٍ- التأويل محتملاً لا قطعية فيه باتِّفاق المؤوِّلة، ولا يخفى أنَّ الاحتمال لا يزيل الإشكال، ولا يمكن التعويل عليه في ارتضاء تفسيرٍ مُقْنِعٍ شافٍ.
٤- ولو سلَّمْنا -جدلاً- أنَّ تفسير النزول بنزول أمرِه أو نزول الملَك بأمره، أو نزول رحمته؛ فإنه يظهر بطلانُه من جهةِ قوله تعالى كما في الحديث: «أَنَا الْمَلِكُ، مَنْ ذَا الَّذِي يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، ..»(١٨)، وقد قال تعالى: ﴿وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِنْ دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ﴾ [الأنبياء: ٢٩].
ومِن جهةٍ أخرى فإنَّ أمْرَه ورحمته لا يزالان ينزلان، فقَدْ أخبر الله تعالى عن أمره بقوله: ﴿يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ﴾ [السجدة: ٥]، كما أنَّ الثابت نزولُ جزءٍ مِن رحمة الله مرَّةً واحدةً إلى الأرض في قوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «جَعَلَ اللهُ الرَّحْمَةَ مِائَةَ جُزْءٍ، فَأَمْسَكَ عِنْدَهُ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ جُزْءًا، وَأَنْزَلَ فِي الأَرْضِ جُزْءًا وَاحِدًا..»(١٩)، وفي الحديث تصريحٌ بنزول جزءٍ من الرحمة مرَّةً واحدةً إلى الأرض، بينما إذا حمَلْناه على تفسير المؤوِّلة لَلزم أن تكون أجزاءُ رحماته تنزل كلَّ يومٍ غيرَ الجزء الذي دلَّ عليه الحديث، وهذا بلا شكٍّ مناقضٌ لمقتضى الحديث.
ثمَّ إنَّ المعلوم مِن جهةٍ ثالثةٍ أنَّ الأمر والرحمة إنما ينزلان إلى الأرض، وتأويلُ حديث النزول بنزولهما يَلزم منه بقاؤُهما في السماء، فما فائدة العباد منهما إذا ما بقيت الرحمةُ والأمر في سماء الدنيا؟!!
٥- إذا وقع الخلاف بين العلماء فالمصيرُ إلى الحجَّة التي تفصل بين الناس نزاعَهم، فيرجَّح قولُ مَن كانت حجَّته أقوى، وهذا في كلِّ خلافٍ امتثالاً لقوله تعالى: ﴿فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً﴾ [النساء: ٥٩]، وقوله: ﴿وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللهِ﴾ [الشورى: ١٠]، فالعبرة بالدليل لا بالأشخاص -مهما سَمَت منزلتُهم-، وهذا منهج الإمام مالكٍ إذ قال: «إنما أنا بشرٌ، أخطئ وأصيب، فانظروا في رأيي، فكلُّ ما وافق الكتابَ والسنَّة فخُذُوا به، وكلُّ ما لم يوافق الكتابَ والسنَّة فاتركوه»(٢٠)، وقال أيضًا: «ليس أحدٌ مِن خلق الله إلاَّ يؤخذ مِن قوله ويُترك إلاَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم»(٢١).
وبهذا يتمُّ تفنيدُ تدليسه وبيانُ الخداع الذي انطوى عليه كلامُه.
دفع فرية تشبيه الخالق بالمخلوق في صفة النزول:
افترى المُحاضر على عقيدة أهل السنَّة فريةً عظيمةً حين ادَّعى أنهم يمثِّلون صفاتِ الله بصفات المخلوقين فقال: «ولكنَّ الحشوية الذين يزعمون التمسلف يقولون ينزل حقيقةً كنزولك أنت مِن شجرةٍ أو مِن الطابق العلويِّ أو من المنبر»، وإنما أُتِيَ مِن قِبَل جهله بعقيدة السلف، وحِقده الذي أعماه عن الحقِّ، ذلك لأنَّ كلمة أهل السنَّة مُطْبِقَة على تحريم تمثيل صفات الله بصفات المخلوقين.
قال الإمام ابن عبد البرِّ -رحمه الله-: «أهل السنَّة مُجْمِعون على الإقرار بالصفات الواردة كلِّها في القرآن والسنَّة والإيمان بها وحملِها على الحقيقة لا على المجاز إلاَّ أنهم لا يُكيِّفون شيئًا مِن ذلك ولا يحدُّون فيه صفةً محصورةً، وأمَّا أهل البدع والجهمية والمعتزلة كلُّها والخوارج فكلُّهم ينكرها ولا يحمل شيئًا منها على الحقيقة ويزعمون أنَّ مَن أقرَّ بها مشبِّهٌ، وهم عند مَن أثبتها نافون للمعبود، والحقُّ فيما قاله القائلون بما نطق به كتاب الله وسنَّةُ رسوله وهم أئمَّة الجماعة، والحمد لله»(٢٢).
وقال ابن تيمية -رحمه الله- عن مذهب السلف في الصفات «فطريقتهم تتضمَّن إثباتَ الأسماء والصفات، مع نفي مماثلة المخلوقات، إثباتًا بلا تشبيهٍ، وتنزيهًا بلا تعطيلٍ، كما قال تعالى: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ﴾ [الشورى: ١١]، ففي قوله: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ ردٌّ للتشبيه والتمثيل، وقوله: ﴿وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ﴾ ردٌّ للإلحاد والتعطيل»(٢٣).
وفي نسبة المُحاضر فريةَ التشبيه للسلفية محاكاةٌ للمقرَّر عند نفاة الصفات على اختلاف طبقاتهم في النفي -مِن الجهمية والمعتزلة والأشاعرة- حيث يدَّعون أنَّ إثبات الصفاتِ أو بعضِها يسمَّى تشبيهًا، ذلك لأنَّ دعواهم مبنيَّةٌ على أنَّ ما في الشاهد إلاَّ صفاتُ المخلوقين، لذلك يلتزمون النفيَ مستدلِّين بأنه يَلْزَم مِن إثبات الصفاتِ تشبيهُ الخالق بالمخلوق، وهذا ما يفسِّر رميَهم لمثبتي الصفات مِن السلف وغيرهم بالتجسيم والتشبيه.
وهذا خطأٌ، إذ لا يصحُّ الاعتماد في النفي والإثبات على لزوم التشبيه وعدمه؛ لأنَّ اتِّفاق المسلمين في بعض الأسماءِ والصفاتِ ليس هو التشبيهَ والتمثيلَ الذي نَفَتْه الأدلَّة السمعية والعقلية، فما مِن شيئين إلاَّ وبينهما قدرٌ مشتركٌ وقدرٌ مميِّزٌ، فنفيُه عمومًا نفيٌ للقدر المشترك وهو باطلٌ، وإثباتُه بعمومه إثباتٌ لتساويهمَا في القدر المميِّز وهو باطلٌ، إذ لا يَلزم من التشابه في بعض الوجوه التشابهُ من كلِّ وجهٍ(٢٤).
قال شارح «الطحاوية»: «ويجب أن يُعلم أنَّ المعنى الفاسد الكفريَّ ليس هو ظاهرَ النصِّ ولا مقتضاه، وأنَّ من فَهِمَ ذلك منه فهو لقصور فهمِه ونقصِ علمه، وإذا كان قد قيل في قول بعض الناس:
وَكَمْ مِنْ عَائِبٍ قَوْلاً صَحِيحًا * وَآفَتُهُ مِنَ الفَهْمِ السَّقِيمِ
وقيل:
عَلَيَّ نَحْتُ القَوَافِي مِنْ مَعَادِنِِهَا * وَمَا عَلَيَّ إِذَا لَمْ تَفْهَمِ البَقَرُ
كيف يقال في قول الله -الذي هو أصدق الكلام وأحسنُ الحديث، وهو الكتاب الذي ﴿أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ﴾ [هود: ١]-: إنَّ حقيقة قولهم أنَّ ظاهرَ القرآن والحديث هو الضلال، وأنه ليس فيه بيانُ ما يصلح مِن الاعتقاد، ولا فيه بيانُ التوحيد والتنزيه؟! هذا حقيقة قول المتأوِّلين، والحقُّ أنَّ ما دلَّ عليه القرآن فهو حقٌّ، وما كان باطلاً لم يدلَّ عليه، والمنازعون يدَّعون دلالتَه على الباطل الذي يتعيَّن صرفُه!»(٢٥).
وقال الشنقيطيُّ -رحمه الله-: «فتحصَّلَ مِن جميع هذا البحث أنَّ الصفاتِ مِن بابٍ واحدٍ، وأنَّ الحقَّ فيها متركِّبٌ من أمرين:
الأوَّل: تنزيه الله جلَّ وعلا عن مشابهة الخلق.
والثاني: الإيمان بكلِّ ما وصف به نفْسَه، أو وصَفَه به رسولُه صلَّى الله عليه وسلَّم إثباتًا أو نفيًا، وهذا هو معنى قوله تعالى: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ﴾ [الشورى: ١١]، والسلف الصالح رضي الله عنهم ما كانوا يشكُّون في شيءٍ من ذلك، ولا كان يُشْكِلُ عليهم، ألا ترى إلى قول الفرزدق وهو شاعرٌ فقط، وأمَّا مِن جهة العلم فهو عامِّيٌّ:
وَكَيْفَ أَخَافُ النَّاسَ وَاللهُ قَابِضٌ * عَلَى النَّاسِ وَالسَّبْعِينَ فِي رَاحَةِ اليَدِ
ومرادُه بالسبعين: سبع سماواتٍ، وسبع أَرَضِين، فمَنْ عَلِمَ مثلَ هذا مِن كون السماوات والأَرَضين في يده جلَّ وعلا أصغرَ مِن حبَّة خردلٍ؛ فإنه عالمٌ بعظمة الله وجلاله، لا يسبق إلى ذهنه مشابهةُ صفاته لصفات الخلق، ومَن كان كذلك زال عنه كثيرٌ مِن الإشكالات التي أشكلت على كثيرٍ مِن المتأخِّرين، وهذا الذي ذكَرْنا مِن تنزيه الله جلَّ وعلا عمَّا لا يليق به، والإيمانِ بما وصف به نفسَه، أو وصفه به رسولُه صلَّى الله عليه وسلَّم، هو معنى قول الإمام مالكٍ -رحمه الله-: الاستواء غيرُ مجهولٍ، والكيف غيرُ معقولٍ، والسؤال عنه بدعةٌ»(٢٦).
وإن تعجب فعجبٌ تبجُّح المُحاضر في مقالاته المنشورة في الصحف -المملوءة بصور النساء المتبرِّجات والإعلانات المحشوَّة بالمعاصي- ومجالسِه الإضلالية المتلفزة بأنَّه مالكيٌّ، ولو كان كذلك لَاقتفى أثرَ الإمام مالكٍ في العقيدة، فكيف ارتضاه إمامًا في الفروع الفقهية وسوَّغ لنفسه مخالفتَه في الأصول الاعتقادية؟ فاللَّهمَّ احفَظْ علينا عقولَنا، وقد حَكَم على نفسه بنفسه مِن حيث اندراجُه في سلك مَن حذَّر منهم الإمام مالكٌ -رحمه الله-، ومِن أحسنِ ما قاله ابن تيمية -رحمه الله-: «كلام مالكٍ في ذمِّ المبتدعة وهجرِهم وعقوبتهم كثيرٌ، ومِن أعظمهم عنده الجهميةُ الذين يقولون: إنَّ الله ليس فوق العرش، وإنَّ الله لم يتكلَّم بالقرآن كلِّه، وإنه لا يُرى كما وردت به السنَّة، وينفون نحو ذلك مِن الصفات، ثمَّ إنَّه كثيرٌ في المتأخِّرين مِن أصحابه مَن يُنكر هذه الأمورَ كما يُنكرها فروعُ الجهمية، ويجعل ذلك هو السنَّةَ ويجعل القولَ الذي يخالفها -وهو قولُ مالكٍ وسائرِ أئمَّة السنَّة- هو البدعةَ، ثمَّ إنه مع ذلك يعتقد في أهل البدعة ما قاله مالكٌ، فبدَّل هؤلاء الدينَ فصَاروا يطعنون في أهل السنَّة»(٢٧).
والعلمُ عندَ الله تَعَالى، والحمدُ لله أوَّلاً وآخرًا، والصلاةُ والسلامُ عَلى المبعوثِ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه ومَنْ تَبعهُم بإحسانٍ إلى يوم الدِّين.===
يَا أَكْرَمَ الخَلْقِ مَا لِي مَنْ أَلُوذُ بِهِ * سِوَاكَ عِنْدَ حُلُولِ الحَادِثِ العَمِمِ
بتاريخ (25/ربيع الأول / 1434هـ) أطل علينا (مطموس الدين بوروبي) في برنامجه (افضحوني) باكيا متباكيا على شخص قتله (الخوارج كلاب النار) =(الإرهابيون) ليقول للجزائريين المغبونين(!) أن هذه الجماعات التكفيرية (وهابية سلفية أثرية)..
ونحن نقول له -بكل بساطة- : الإرهاب والتكفير والتدمير ما جاءنا إلا من حزبك (جبهة الإنقاذ) الذي تنتمي إليه..
وما جاءنا إلا من (أخيك) علي بن حاج التكفيري الذي يرمي السعودية وعلماءها بالعمالة لأمريكا ، ورسالة (نصيحتك) له خير دليل على (مودتك) إياه..
وما جاءنا إلا من (كتب سيد قطب) الذي قلت ذات مرة في جريدة الشروق العربي-متهكما بالسلفيين-: (وإذا رأيت الرجل يطعن في الغزالي والبوطي والقرضاوي وسيد قطب وعمرو خالد فإنه حشوي..) ؛ (سيد قطب) ذاك الذي يؤول الصفات على مذهب الأشاعرة ويقول بوحدة الوجود على طريقة المتصوفة في تفسير سورة (الإخلاص)..
وأخيرا وليس آخرا : (لمين بن شنب) منفذ عملية " تيقنتورين" الأخيرة خريج زاوية ؛ صوفي أشعري..
جاء في جريدة الشروق (جريدتكم) هذه الفضيحة: (حفظ نصف القرآن الكريم على يد الشيخ علي عياض ، و مستواه التعليمي ابتدائي ، و معروف عنه أنه ضد التيار السلفي أو التكفيري ، ولم يكن يوما يؤمن به و يعد من بين المدافعين عن المذهب المالكي ؛ حتى إنه لا يقبض في الصلاة...
كل من عرفه يعرف أنه: رجل صوفي ؛ يزور مقامات أولياء الله الصالحين ؛ على غرار زيارة وليمة ( سيدي الرقاني بأدرار ) وغيرها....)
لكنهم حذفوها ...لشدة وقعها..
رد مع اقتباس======س المُحاضر على سامعيه حين أحالهم على كتاب «التمهيد» لابن عبد البرِّ مدَّعيًا روايتَه تأويلَ صفة النزول عن الإمام مالكٍ -رحمه الله- بالسند الصحيح، وإذا رجَعْنا إلى المصدر الذي ذكره نجد أنه خان الأمانةَ العلمية ونقل مِن كلام ابن عبد البرِّ -رحمه الله- ما حَسِبَه موافقًا لمعتقَده الأشعريِّ وأخفى الحقيقةَ، على طريقة أهل البدع في بتر النصوص وتقطيعها لتتماشى وأهواءَهم، ويحسن إيرادُ سياق كلام ابن عبد البرِّ -رحمه الله- بتمامه إذ يقول -رحمه الله-:
«وأمَّا قوله صلَّى الله عليه وسلَّم في هذا الحديث «يَنْزِلُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا» فقَدْ أكْثَرَ الناسُ التنازعَ فيه، والذي عليه جمهور أئمَّة أهل السنَّة أنهم يقولون: ينزل كما قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، ويصدِّقون بهذا الحديث ولا يكيِّفون، والقول في كيفية النزول كالقول في كيفية الاستواء والمجيء، والحجَّةُ في ذلك واحدةٌ، وقد قال قومٌ مِن أهل الأثر -أيضًا- إنه ينزل أمرُه وتنزل رحمتُه، وروي ذلك عن حبيبٍ كاتب مالكٍ وغيرِه، وأنكره منهم آخَرون وقالوا: هذا ليس بشيءٍ، لأنَّ أمْرَه ورحمته لا يزالان ينزلان أبدًا في الليل والنهار، وتعالى الملك الجبَّار الذي إذا أراد أمرًا قال له: كن فيكون في أيِّ وقتٍ شاء ويختصُّ برحمته مَن يشاء متى شاء لا إله إلاَّ هو الكبير المتعال. وقد روى محمَّد بن عليٍّ الجبليُّ -وكان من ثِقَاتِ المسلمين بالقيروان- قال: حدَّثنا جامع بن سوادة بمصر قال: حدَّثنا مطرِّفٌ عن مالكِ بن أنسٍ أنه سئل عن الحديث: «إِنَّ اللهَ يَنْزِلُ فِي اللَّيْلِ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا»، فقال مالكٌ: «يتنزَّل أمرُه»، وقد يحتمل أن يكون كما قال مالكٌ -رحمه الله- على معنى أنه تتنزَّل رحمتُه وقضاؤه بالعفو والاستجابة، وذلك مِن أمره أي: أكثرُ ما يكون ذلك في ذلك الوقت واللهُ أعلم»(١١).
والملاحَظُ مِن كلام ابن عبد البرِّ -رحمه الله- أنَّ للإمام مالكٍ روايتين في صفة النزول، أُولاهما موافِقةٌ لِما هو مقرَّرٌ عند أهل السنَّة والجماعة مِن إثباتها حقيقةً كما تليق بالله تعالى، والثانية موافِقةٌ لمذهب أهل التأويل. وحالتئذٍ يجب على الباحث المنصف دراسةُ الرواية التي ظاهرُها المخالَفة، لمعرفة مدى مطابَقتها لمنهج الإمام في العقيدة.
وقد ذكر ابن عبد البرِّ أنَّ رواية التأويل لها سندان:
السند الأوَّل: عن حبيبٍ كاتب الإمام مالكٍ -رحمه الله-.
والسند الثاني: عن مطرِّف بن عبد الله.
وكلا الطريقين معلولٌ سندًا ومتنًا، فأمَّا السند الأوَّل: فإنَّ حبيب بن أبي حبيبٍ هو المصريُّ كاتب مالكٍ، يكنَّى أبا محمَّدٍ واسمُ أبيه إبراهيمُ أو مرزوقٌ (ت: ٢١٨)، أصلُه من خراسان، وهو ضعيفٌ باتِّفاق أهل العلم بالنقل، يروي عن الثِّقَات الموضوعاتِ ويُدْخِل عليهم ما ليس مِن أحاديثهم. قال يحيى بن مَعِينٍ: «أَشَرُّ السماعِ من مالكٍ عرضُ حبيبٍ، كان يقرأ على مالكٍ فإذا انتهى إلى آخر القراءةِ صفح أوراقًا وكتب: بَلَغ، وعامَّة سماع المصريين عرضُ حبيبٍ»، وقال أحمد بن حنبلٍ: «ليس بثقةٍ، كان يكذب»، ولم يكن يوثِّقه ولا يرضاه، وأثنى عليه شرًّا وسوءًا، وقال أبو داود: «كان مِن أكذب الناس»، وقال أبو حاتمٍ: «متروك الحديث»، وقال ابن حبَّان: «أحاديثه كلُّها موضوعةٌ»، وقال النسائيُّ: «متروكٌ أحاديثُه كلُّها عن مالكٍ وغيرِه»، وقال ابن عدِيٍّ: «أحاديثُه كلُّها موضوعةٌ، وعامَّة حديث حبيبٍ موضوعُ المتن مقلوبُ الإسناد، ولا يحتشم حبيبٌ في وضعِ الحديث على الثقات وأمرُه بيِّنٌ في الكذَّابين»(١٢)، وقد أشار ابن عبد البرِّ إلى ضعفها بنقلها بصيغة التمريض.
أمَّا الرواية الثانية فكسابقتها فيها علَّتان:
الأولى: في سندها محمَّد بن عليٍّ الجبليُّ المتوفَّى سنة (٤٣٩ﻫ)(١٣)، قال الذهبيُّ في «ميزان الاعتدال»: «محمَّد بن عليِّ بن محمَّد، أبو الخطَّاب الجبليُّ الشاعر، فصيحٌ سائر القول. روى عن عبد الوهَّاب الكلابيِّ، ومدح أبا العلاء المعرِّيَّ فجاوبه بأبياتٍ. قال الخطيب: «قيل: إنه كان رافضيًّا»»(١٤)، ولفظ الخطيب: قيل: إنه كان رافضيًّا شديدَ الرفض.
الثانية: ضعف جامع بن سوادة، نقل ابن حجرٍ -رحمه الله- تضعيفَ الدارقطنيِّ -رحمه الله- له(١٥)، وأورد له الذهبيُّ حديثًا موضوعًا في الجمع بين الزوجين، ثمَّ قال: «كأنه آفَتُه»(١٦)، وعدَّه ابن الجوزيِّ مِن جملة المجاهيل(١٧).
فتبيَّن لكلِّ مُنْصِفٍ عدمُ صحَّة هذين الأثرين عن إمام دار الهجرة -رحمه الله- وأسكنه فسيحَ الجنان.
وعلى فرض التسليم بصحَّة الرواية المثبِتَة للتأويل فيتمُّ الجواب بما يلي:
١- أنها مخالِفةٌ للمحفوظ عن مالكٍ -رحمه الله- كما في رواية الوليد بن مسلمٍ، فتُقَدَّم الروايةُ المشهورة الموافِقة للأصول الصحيحة على الرواية الموافِقة للأصول البدعية إحسانًا للظنِّ بأئمَّة الهدى وأعلام السنَّة، ولذلك لم ينقلها المشاهير مِن أصحابه -رحمه الله-.
٢- يمكن توجيهها بحملها على ما لا يخالف الإيمانَ بحقيقة النزول له -سبحانه- وهو قصدُه أنَّ نزول الربِّ إلى سماء الدنيا يصاحبه الرحمةُ والعفو والاستجابة، وذلك أمرُه، وبهذا التوجيه خَتَمَ ابنُ عبد البرِّ -رحمه الله- قولَه: «وقد يحتمل أن يكون كما قال مالكٌ -رحمه الله- على معنى أنه تتنزَّل رحمتُه وقضاؤه بالعفو والاستجابة، وذلك مِن أمره أي: أكثرُ ما يكون ذلك في ذلك الوقت، والله أعلم».
٣- أنَّ تفسير النزول بنزول أمْرِه غيرُ متَّفقٍ عليه بين المؤوِّلة أنْفُسهم، فقد تضاربت أقوالُهم في تفسير النزول في الحديث، فحَمَله بعضُهم على نزول الملَك بأمره أو نزول أمرِه، وفسَّره آخَرون بنزول برِّه وعطائه وإحسانه، ومنهم مَن حَمَله على نزول رحمته -وهو موافقٌ لِما قبله-، ومنهم مَن زعم أنه الاطِّلاعُ والإقبال على العباد بالرحمة ونحوِ ذلك، فكان -حينئذٍ- التأويل محتملاً لا قطعية فيه باتِّفاق المؤوِّلة، ولا يخفى أنَّ الاحتمال لا يزيل الإشكال، ولا يمكن التعويل عليه في ارتضاء تفسيرٍ مُقْنِعٍ شافٍ.
٤- ولو سلَّمْنا -جدلاً- أنَّ تفسير النزول بنزول أمرِه أو نزول الملَك بأمره، أو نزول رحمته؛ فإنه يظهر بطلانُه من جهةِ قوله تعالى كما في الحديث: «أَنَا الْمَلِكُ، مَنْ ذَا الَّذِي يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، ..»(١٨)، وقد قال تعالى: ﴿وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِنْ دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ﴾ [الأنبياء: ٢٩].
ومِن جهةٍ أخرى فإنَّ أمْرَه ورحمته لا يزالان ينزلان، فقَدْ أخبر الله تعالى عن أمره بقوله: ﴿يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ﴾ [السجدة: ٥]، كما أنَّ الثابت نزولُ جزءٍ مِن رحمة الله مرَّةً واحدةً إلى الأرض في قوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «جَعَلَ اللهُ الرَّحْمَةَ مِائَةَ جُزْءٍ، فَأَمْسَكَ عِنْدَهُ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ جُزْءًا، وَأَنْزَلَ فِي الأَرْضِ جُزْءًا وَاحِدًا..»(١٩)، وفي الحديث تصريحٌ بنزول جزءٍ من الرحمة مرَّةً واحدةً إلى الأرض، بينما إذا حمَلْناه على تفسير المؤوِّلة لَلزم أن تكون أجزاءُ رحماته تنزل كلَّ يومٍ غيرَ الجزء الذي دلَّ عليه الحديث، وهذا بلا شكٍّ مناقضٌ لمقتضى الحديث.
ثمَّ إنَّ المعلوم مِن جهةٍ ثالثةٍ أنَّ الأمر والرحمة إنما ينزلان إلى الأرض، وتأويلُ حديث النزول بنزولهما يَلزم منه بقاؤُهما في السماء، فما فائدة العباد منهما إذا ما بقيت الرحمةُ والأمر في سماء الدنيا؟!!
٥- إذا وقع الخلاف بين العلماء فالمصيرُ إلى الحجَّة التي تفصل بين الناس نزاعَهم، فيرجَّح قولُ مَن كانت حجَّته أقوى، وهذا في كلِّ خلافٍ امتثالاً لقوله تعالى: ﴿فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً﴾ [النساء: ٥٩]، وقوله: ﴿وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللهِ﴾ [الشورى: ١٠]، فالعبرة بالدليل لا بالأشخاص -مهما سَمَت منزلتُهم-، وهذا منهج الإمام مالكٍ إذ قال: «إنما أنا بشرٌ، أخطئ وأصيب، فانظروا في رأيي، فكلُّ ما وافق الكتابَ والسنَّة فخُذُوا به، وكلُّ ما لم يوافق الكتابَ والسنَّة فاتركوه»(٢٠)، وقال أيضًا: «ليس أحدٌ مِن خلق الله إلاَّ يؤخذ مِن قوله ويُترك إلاَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم»(٢١).
وبهذا يتمُّ تفنيدُ تدليسه وبيانُ الخداع الذي انطوى عليه كلامُه.
دفع فرية تشبيه الخالق بالمخلوق في صفة النزول:
افترى المُحاضر على عقيدة أهل السنَّة فريةً عظيمةً حين ادَّعى أنهم يمثِّلون صفاتِ الله بصفات المخلوقين فقال: «ولكنَّ الحشوية الذين يزعمون التمسلف يقولون ينزل حقيقةً كنزولك أنت مِن شجرةٍ أو مِن الطابق العلويِّ أو من المنبر»، وإنما أُتِيَ مِن قِبَل جهله بعقيدة السلف، وحِقده الذي أعماه عن الحقِّ، ذلك لأنَّ كلمة أهل السنَّة مُطْبِقَة على تحريم تمثيل صفات الله بصفات المخلوقين.
قال الإمام ابن عبد البرِّ -رحمه الله-: «أهل السنَّة مُجْمِعون على الإقرار بالصفات الواردة كلِّها في القرآن والسنَّة والإيمان بها وحملِها على الحقيقة لا على المجاز إلاَّ أنهم لا يُكيِّفون شيئًا مِن ذلك ولا يحدُّون فيه صفةً محصورةً، وأمَّا أهل البدع والجهمية والمعتزلة كلُّها والخوارج فكلُّهم ينكرها ولا يحمل شيئًا منها على الحقيقة ويزعمون أنَّ مَن أقرَّ بها مشبِّهٌ، وهم عند مَن أثبتها نافون للمعبود، والحقُّ فيما قاله القائلون بما نطق به كتاب الله وسنَّةُ رسوله وهم أئمَّة الجماعة، والحمد لله»(٢٢).
وقال ابن تيمية -رحمه الله- عن مذهب السلف في الصفات «فطريقتهم تتضمَّن إثباتَ الأسماء والصفات، مع نفي مماثلة المخلوقات، إثباتًا بلا تشبيهٍ، وتنزيهًا بلا تعطيلٍ، كما قال تعالى: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ﴾ [الشورى: ١١]، ففي قوله: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ ردٌّ للتشبيه والتمثيل، وقوله: ﴿وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ﴾ ردٌّ للإلحاد والتعطيل»(٢٣).
وفي نسبة المُحاضر فريةَ التشبيه للسلفية محاكاةٌ للمقرَّر عند نفاة الصفات على اختلاف طبقاتهم في النفي -مِن الجهمية والمعتزلة والأشاعرة- حيث يدَّعون أنَّ إثبات الصفاتِ أو بعضِها يسمَّى تشبيهًا، ذلك لأنَّ دعواهم مبنيَّةٌ على أنَّ ما في الشاهد إلاَّ صفاتُ المخلوقين، لذلك يلتزمون النفيَ مستدلِّين بأنه يَلْزَم مِن إثبات الصفاتِ تشبيهُ الخالق بالمخلوق، وهذا ما يفسِّر رميَهم لمثبتي الصفات مِن السلف وغيرهم بالتجسيم والتشبيه.
وهذا خطأٌ، إذ لا يصحُّ الاعتماد في النفي والإثبات على لزوم التشبيه وعدمه؛ لأنَّ اتِّفاق المسلمين في بعض الأسماءِ والصفاتِ ليس هو التشبيهَ والتمثيلَ الذي نَفَتْه الأدلَّة السمعية والعقلية، فما مِن شيئين إلاَّ وبينهما قدرٌ مشتركٌ وقدرٌ مميِّزٌ، فنفيُه عمومًا نفيٌ للقدر المشترك وهو باطلٌ، وإثباتُه بعمومه إثباتٌ لتساويهمَا في القدر المميِّز وهو باطلٌ، إذ لا يَلزم من التشابه في بعض الوجوه التشابهُ من كلِّ وجهٍ(٢٤).
قال شارح «الطحاوية»: «ويجب أن يُعلم أنَّ المعنى الفاسد الكفريَّ ليس هو ظاهرَ النصِّ ولا مقتضاه، وأنَّ من فَهِمَ ذلك منه فهو لقصور فهمِه ونقصِ علمه، وإذا كان قد قيل في قول بعض الناس:
وَكَمْ مِنْ عَائِبٍ قَوْلاً صَحِيحًا * وَآفَتُهُ مِنَ الفَهْمِ السَّقِيمِ
وقيل:
عَلَيَّ نَحْتُ القَوَافِي مِنْ مَعَادِنِِهَا * وَمَا عَلَيَّ إِذَا لَمْ تَفْهَمِ البَقَرُ
كيف يقال في قول الله -الذي هو أصدق الكلام وأحسنُ الحديث، وهو الكتاب الذي ﴿أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ﴾ [هود: ١]-: إنَّ حقيقة قولهم أنَّ ظاهرَ القرآن والحديث هو الضلال، وأنه ليس فيه بيانُ ما يصلح مِن الاعتقاد، ولا فيه بيانُ التوحيد والتنزيه؟! هذا حقيقة قول المتأوِّلين، والحقُّ أنَّ ما دلَّ عليه القرآن فهو حقٌّ، وما كان باطلاً لم يدلَّ عليه، والمنازعون يدَّعون دلالتَه على الباطل الذي يتعيَّن صرفُه!»(٢٥).
وقال الشنقيطيُّ -رحمه الله-: «فتحصَّلَ مِن جميع هذا البحث أنَّ الصفاتِ مِن بابٍ واحدٍ، وأنَّ الحقَّ فيها متركِّبٌ من أمرين:
الأوَّل: تنزيه الله جلَّ وعلا عن مشابهة الخلق.
والثاني: الإيمان بكلِّ ما وصف به نفْسَه، أو وصَفَه به رسولُه صلَّى الله عليه وسلَّم إثباتًا أو نفيًا، وهذا هو معنى قوله تعالى: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ﴾ [الشورى: ١١]، والسلف الصالح رضي الله عنهم ما كانوا يشكُّون في شيءٍ من ذلك، ولا كان يُشْكِلُ عليهم، ألا ترى إلى قول الفرزدق وهو شاعرٌ فقط، وأمَّا مِن جهة العلم فهو عامِّيٌّ:
وَكَيْفَ أَخَافُ النَّاسَ وَاللهُ قَابِضٌ * عَلَى النَّاسِ وَالسَّبْعِينَ فِي رَاحَةِ اليَدِ
ومرادُه بالسبعين: سبع سماواتٍ، وسبع أَرَضِين، فمَنْ عَلِمَ مثلَ هذا مِن كون السماوات والأَرَضين في يده جلَّ وعلا أصغرَ مِن حبَّة خردلٍ؛ فإنه عالمٌ بعظمة الله وجلاله، لا يسبق إلى ذهنه مشابهةُ صفاته لصفات الخلق، ومَن كان كذلك زال عنه كثيرٌ مِن الإشكالات التي أشكلت على كثيرٍ مِن المتأخِّرين، وهذا الذي ذكَرْنا مِن تنزيه الله جلَّ وعلا عمَّا لا يليق به، والإيمانِ بما وصف به نفسَه، أو وصفه به رسولُه صلَّى الله عليه وسلَّم، هو معنى قول الإمام مالكٍ -رحمه الله-: الاستواء غيرُ مجهولٍ، والكيف غيرُ معقولٍ، والسؤال عنه بدعةٌ»(٢٦).
وإن تعجب فعجبٌ تبجُّح المُحاضر في مقالاته المنشورة في الصحف -المملوءة بصور النساء المتبرِّجات والإعلانات المحشوَّة بالمعاصي- ومجالسِه الإضلالية المتلفزة بأنَّه مالكيٌّ، ولو كان كذلك لَاقتفى أثرَ الإمام مالكٍ في العقيدة، فكيف ارتضاه إمامًا في الفروع الفقهية وسوَّغ لنفسه مخالفتَه في الأصول الاعتقادية؟ فاللَّهمَّ احفَظْ علينا عقولَنا، وقد حَكَم على نفسه بنفسه مِن حيث اندراجُه في سلك مَن حذَّر منهم الإمام مالكٌ -رحمه الله-، ومِن أحسنِ ما قاله ابن تيمية -رحمه الله-: «كلام مالكٍ في ذمِّ المبتدعة وهجرِهم وعقوبتهم كثيرٌ، ومِن أعظمهم عنده الجهميةُ الذين يقولون: إنَّ الله ليس فوق العرش، وإنَّ الله لم يتكلَّم بالقرآن كلِّه، وإنه لا يُرى كما وردت به السنَّة، وينفون نحو ذلك مِن الصفات، ثمَّ إنَّه كثيرٌ في المتأخِّرين مِن أصحابه مَن يُنكر هذه الأمورَ كما يُنكرها فروعُ الجهمية، ويجعل ذلك هو السنَّةَ ويجعل القولَ الذي يخالفها -وهو قولُ مالكٍ وسائرِ أئمَّة السنَّة- هو البدعةَ، ثمَّ إنه مع ذلك يعتقد في أهل البدعة ما قاله مالكٌ، فبدَّل هؤلاء الدينَ فصَاروا يطعنون في أهل السنَّة»(٢٧).
والعلمُ عندَ الله تَعَالى، والحمدُ لله أوَّلاً وآخرًا، والصلاةُ والسلامُ عَلى المبعوثِ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه ومَنْ تَبعهُم بإحسانٍ إلى يوم الدِّين.===
يَا أَكْرَمَ الخَلْقِ مَا لِي مَنْ أَلُوذُ بِهِ * سِوَاكَ عِنْدَ حُلُولِ الحَادِثِ العَمِمِ
مع أنَّ هذا البيت له أصلٌ في السنَّة .. أنَّ الناس يلوذون يومَ القيامة بآدَمَ...فإذا جاؤوا رسولَ الله ولاذوا به ... وقال:
فَإِنَّ مِنْ جُودِكَ الدُّنْيَا وَضَرَّتَهَا * وَمِنْ عُلُومِكَ عِلْمَ اللَّوْحِ وَالقَلَمِ
«مِن» تبعيضيةٌ أي: أنَّ مِن بعضِ علمِ رسول الله ما أَطْلَعَهُ اللهُ عليه ليلةَ الإسراء والمعراج ...ثمَّ مَدَحُوا ابنَ تيمية: كتاب «العقود الدُّرِّية في مَناقِبِ ابن تيمية» لابن عبد الهادي، يمدح ابنَ تيمية بأنه أَعْلَمُ الخَلْقِ منذ أَنْ خَلَقَ اللهُ الخَلْقَ إلى يومِنا هذا...يقول:
يَا مَن حَوَى مِن عُلُومِ الْخَلْقِ مَا قَصُرَتْ * عَنْهُ الْأَوَائِلُ مُذْ كَانُوا إِلَى الآنَا
ويقول له:
إِنْ تُبْتَلَى بِلِئَامِ النَّاسِ يَرْفَعُهُمْ * دَهْرٌ عَلَيْكَ لِأَهْلِ الْفَضْلِ قَدْ خَانَا
إِنِّي لَأُقْسِمُ ـ وَالْإِسْلَامُ مُعْتَقَدِي * وَإِنَّنِي مِنْ ذَوِي الْإِيمَانِ أَيْمَانَا ـ
لَمْ أَلْقَ قَبْلَكَ إِنْسَانًا أُسَرُّ بِهِ * فَلَا بَرِحْت لِعَيْنِ الْمَجْدِ إِنْسَانَا
هذا لم يَلْقَ قطُّ إنسانًا يُسَرُّ به، لا رسولَ الله ولا أبا بكرٍ الصدِّيقَ ولا عمر ولا علي ولا عثمان ولا آدَمَ ولا إبراهيم، وأنا أعجبُ كيف لا تعمد الجهاتُ الرسميةُ إلى منعِ هذه الكُتُبِ التي تُضلِّلُ الشبابَ وتُعلِّمُهم التكفيرَ والتبديع والتضليل».
الجواب:
اختلق صاحِبُ المُحاضَرةِ في هذا الكلام إفكًا، حين اتَّهم أهلَ السنَّةِ بتكفير البوصيري، مُلْصِقًا بهم تهمةَ التكفير قَصْدَ تنفيرِ الناس منهم ومِن دعوة التوحيد الخالص التي رفعوا شِعارَها، وعَقَدوا ألويتَها، كما بَهْرَجَ الباطلَ الصُّرَاحَ بألوانٍ مِن الحقِّ مُحاوِلًا بذلك مَحْوَ آثارِه وطَمْسَ أعلامه، فجَعَلَ لكلام البوصيري مَخْرَجًا شرعيًّا على الشفاعة العظمى لِيَسْلَمَ بذلك مِن التنديد والتفنيد.
ـ تفنيد فرية تكفير السلفية للبوصيري:
ـ تفنيد فرية تكفير السلفية للبوصيري:
أمَّا رميُ أئمَّةِ التوحيد بتكفير البوصيري ففريةٌ تُبيِّنُ مدى الجَوْرِ المُتولِّدِ عن الحقد، وإلَّا فإنَّ أهل السنَّةِ السلفيِّين لا يُكفِّرون المُعيَّنَ إلَّا بعد تَحقُّقِ شروطٍ فيه وانتفاءِ مَوانِعَ عنه، وقد قام بالبوصيري صاحِبِ قصيدة «البُرْدةِ» مانعٌ مِن موانعِ التكفير هو الجهلُ بالعلم الشرعيِّ(١)، ونشأتُه في مُحيطٍ يُصوِّرُ له الشركَ توحيدًا والبدعةَ سنَّةً. وضِمْنَ هذا المنظور يقول ابنُ تيمية ـ رحمه الله ـ: «كنتُ أقول للجهمية مِن الحلولية والنُّفاةِ الذين نَفَوْا أنَّ اللهَ فوق العرش لمَّا وقَعَتْ محنتُهم: «أنا لو وافَقْتُكُمْ كنتُ كافرًا لأنِّي أَعْلَمُ أنَّ قولكم كفرٌ، وأنتم عندي لا تَكْفُرُون لأنَّكم جُهَّالٌ»، وكان هذا خطابًا لعُلَمائهم وقُضاتِهم وشيوخِهم وأُمَرائِهم، وأَصْلُ جَهْلِهم شُبُهاتٌ عقليةٌ حصَلَتْ لرؤوسهم في قصورٍ مِن معرفة المنقولِ الصحيح والمعقولِ الصريح المُوافِقِ له»(٢).
ولبيانِ كَذِبِ المُحاضِرِ على عُلَماءِ السلفية نَسوقُ نَقْلَيْنِ لعَلَمَيْنِ مِن عُلَماءِ التوحيد يُبيِّنانِ حُكْمَهما على صاحِبِ قصيدة «البُرْدة»:
قال الشيخان حسينٌ وعبد الله ابنا الشيخ محمَّد بنِ عبد الوهَّاب: «إنَّ صاحِبَ «البُرْدة» وغيرَه، ممَّن يُوجَدُ الشركُ في كلامِه والغُلُوُّ في الدِّين وماتوا، لا يُحْكَمُ بكفرهم، وإنما الواجب إنكارُ هذا الكلام، وبيانُ أنَّ مَن اعتقد هذا على الظاهر فهو مُشْرِكٌ كافرٌ، وأمَّا القائل: فيُرَدُّ أمرُه إلى الله سبحانه، ولا ينبغي التعرُّضُ للأموات؛ لأنه لا يُعْلَمُ: هل تابوا أم لا»(٣).
وقال الشيخ عبد الله أبا بطين: «ولْيُعْلَمْ أنَّنا لم نجترئ على تكفيرِ مَن وَجَدْنا في كلامه ألفاظًا شركيةً كصاحب «البُرْدة» وأمثالِه، وهذه زلَّاتٌ عظيمةٌ ربَّما لو نُبِّهوا عليها لَتنبَّهُوا، ولا نَسُبُّ الأمواتَ وقد أَفْضَوْا إلى ما قدَّموا، ونسأل اللهَ ألا يُزيغَ قلوبَنا بعد إذ هَدَانَا وأَنْ يَهَبَ لنا مِن لَدُنْهُ رحمةً إنه هو الوهَّابُ»(٤).
تفنيد تأويل البيت الشعريِّ المحمول على الشفاعة:
تفنيد تأويل البيت الشعريِّ المحمول على الشفاعة:
قد يَتوهَّمُ مَن سَمِعَ المُحاضَرةَ أنَّ تأويلَ بيتِ قصيدة البوصيري: «يَا أَكْرَمَ الخَلْقِ مَا لِي مَنْ أَلُوذُ بِهِ * سِوَاكَ عِنْدَ حُلُولِ الحَادِثِ العَمِمِ» على الشفاعة العظمى مِن تخريجات المُحاضِر المُتعالِم، وليس الأمرُ كذلك؛ فقَدْ تَلقَّفَه مِن ألَدِّ أعداءِ دعوة التوحيد في هذا العصر والذي قبله ﻛ: داود بنِ جرجيس العراقيِّ(٥)، وعبد الله الغُماريِّ المغربيِّ(٦) وغيرِهما، وزيادةً في التلبيس لم يَجْرُؤْ على تسميةِ مَن سَلَفُه: إمَّا خجلًا بهم، وإمَّا تشبُّعًا بما لم يُعْطَ، وأَحْلاهُما مُرٌّ.
أمَّا ما يتعلَّقُ بالبيت الشعريِّ مِن «البُرْدة» وحَمْلِه على الشفاعة العُظْمى فغيرُ سليمٍ؛ لأنَّ «الحادث العَمِم» عند الصوفية هو العامُّ والشاملُ لجميع الخَلْق، وهذا محصورٌ ـ عندهم ـ في القيامة الصغرى وهي الموت، والقيامةِ الكبرى وهي الساعة، وبهذا فسَّرَ شُرَّاحُ «البُرْدة» البيتَ(٧)، وقد جاء البيتُ بأسلوب الحصر نافيًا بذلك كُلَّ مَلاذٍ له إذا حلَّتْ به الحوادثُ، ما عدا النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم، ثمَّ الشاعرُ ـ في دعائه وندائه ـ يُظْهِرُ الفاقةَ والتضرُّعَ للمسؤول بتوحيده وإفرادِه لهذا المطلوب العظيم والخَطْبِ الجسيم؛ الشيءُ الذي يزيد الأمرَ نكارةً.
فاحتمالُ كونِ الشاعر قَصَدَ الشفاعةَ العظمى في الساعة الكبرى بعيدٌ وتأويلٌ مُتكلَّفٌ تأباهُ نظائرُه في القصيدة مِن الاستجارة والاستغاثة بالنبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، ومنها قولُ البوصيري:
إِنْ لَمْ تَكُنْ فِي مَعَادِي آخِذًا بِيَدِي * فَضْلًا وَإِلَّا فَقُلْ: يَا زَلَّةَ القَدَمِ
يقول الخريوتيُّ في شرحه لهذا البيت مِن «البُرْدة»: «والمرادُ به: حالةُ الموت وما بعده، والأخذُ باليد عبارةٌ عن النصر والإمدادِ والمعونة ودفعِ البلاية»(٨).
ويقول البوصيريُّ ـ أيضًا ـ:
حَاشَاهُ أَنْ يُحْرَمَ الرَّاجِي مَكَارِمَهُ * أَوْ يَرْجِعَ الجَارُ مِنْهُ غَيْرَ مُحْتَرَمِ
قال الخريوتيُّ شارحًا البيتَ: «وحاصِلُ معنى البيتِ: أنه عليه السلام مُنزَّهٌ عن أَنْ يَحْرِمَ راجِيَه وسائلَه مِن الإكرام، أو يَرُدَّ المستجيرَ منه بغيرِ احترامٍ؛ فإنه معدنُ الكرامات ومنبعُ الاحترامات، بل جميعُ أهلِ الدنيا مستغيثٌ بذاته عليه السلام»(٩).
ويقول البوصيري ـ أيضًا ـ:
مَا سَامَنِي الدَّهْرُ ضَيْمًا وَاسْتَجَرْتُ بِهِ * إِلَّا وَنِلْتُ جِوَارًا مِنْهُ لَمْ يُضَمِ
وَلَا الْتَمَسْتُ غِنَى الدَّارَيْنِ مِنْ يَدِهِ * إِلَّا الْتَمَسْتُ النَّدَى مِنْ خَيْرِ مُسْتَلَمِ
ومعنى ذلك: أي: ما ظَلَمَني أهلُ الدهرِ في وقتٍ مِن الأوقات وطلبتُ مِن النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم أَنْ يُدْخِلَني في جِوارِه ليَحْمِيَنِي مِن ضيمِ الدهر إلَّا وقرَّبَني منه(١٠).
وأَشَدُّ مِن ذلك دعاؤه النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم أَنْ يَصْفَحَ عنه وأَنْ يَقْبَلَ عُذْرَه بقوله:
يَا مَنْ خَزَائِنُ جُودِهِ مَمْلُوءَةٌ * كَرَمًا وَبَابُ عَطَائِهِ مَفْتُوحُ
نَدْعُوكَ عَنْ فَقْرٍ إِلَيْكَ وَحَاجَةٍ * وَمَجَالُ فَضْلِكَ للعُفَاةِ(١١) فَسِيحُ
فَاصْفَحْ عَنِ العَبْدِ المُسِيءِ تَكَرُّمًا * إِنَّ الكَرِيمَ عَنِ المُسِيءِ صَفُوحُ
وَاقْبَلْ ـ رَسُولَ اللهِ ـ عُذْرَ مُقَصِّرٍ! * هُوَ ـ إِنْ قَبِلْتَ ـ بِمَدْحِكَ المَمْدُوحُ
فِي كُلِّ وَادٍ مِنْ صِفَاتِكَ هَائِمٌ * وَبِكُلِّ سِرٍّ مِنْ نَدَاكَ سَبُوحُ(١٢)
فليس في كلام الشاعرِ إلَّا استغاثةٌ ولِياذٌ بالنبيِّ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم وهو عينُ الشرك؛ لأنه استغاثةٌ بالأموات واتِّخاذٌ لهم وسائطَ بين الخَلْقِ وبين الله تعالى، واللِّياذُ عبادةٌ كالعِياذ؛ فلا تُطْلَبُ إلَّا مِن الله وَحْدَه لا شريك له، وقد قال الله تعالى: ﴿وَلَا تَدۡعُ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَا يَنفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَۖ فَإِن فَعَلۡتَ فَإِنَّكَ إِذٗا مِّنَ ٱلظَّٰلِمِينَ ١٠٦ وَإِن يَمۡسَسۡكَ ٱللَّهُ بِضُرّٖ فَلَا كَاشِفَ لَهُۥٓ إِلَّا هُوَۖ وَإِن يُرِدۡكَ بِخَيۡرٖ فَلَا رَآدَّ لِفَضۡلِهِۦۚ يُصِيبُ بِهِۦ مَن يَشَآءُ مِنۡ عِبَادِهِۦۚ وَهُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ ١٠٧﴾ [يونس]، وقال تعالى: ﴿وَإِذَا مَسَّكُمُ ٱلضُّرُّ فِي ٱلۡبَحۡرِ ضَلَّ مَن تَدۡعُونَ إِلَّآ إِيَّاهُ﴾ [الإسراء: ٦٧]، وقال تعالى: ﴿قُلۡ أَرَءَيۡتَكُمۡ إِنۡ أَتَىٰكُمۡ عَذَابُ ٱللَّهِ أَوۡ أَتَتۡكُمُ ٱلسَّاعَةُ أَغَيۡرَ ٱللَّهِ تَدۡعُونَ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ ٤٠ بَلۡ إِيَّاهُ تَدۡعُونَ فَيَكۡشِفُ مَا تَدۡعُونَ إِلَيۡهِ إِن شَآءَ وَتَنسَوۡنَ مَا تُشۡرِكُونَ ٤١﴾ [الأنعام].
ودلَّتِ السنَّةُ على أنَّ الدعاء ـ بمُخْتَلَفِ أنواعِه ـ عبادةٌ؛ ففي حديث النعمان بنِ بشيرٍ مرفوعًا: «الدُّعَاءُ هُوَ العِبَادَةُ»، ثمَّ قرأ رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ٱدۡعُونِيٓ أَسۡتَجِبۡ لَكُمۡۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَسۡتَكۡبِرُونَ عَنۡ عِبَادَتِي﴾ [غافر: ٦٠](١٣)، ومِن أنواع الدعاء: الاستعاذةُ والاستعانة والاستغاثة والاستجارة، ولا يجوز صرفُ شيءٍ منها إلَّا لله وَحْدَه؛ فمَن صَرَفَها لغيره تعالى فهو مُشْرِكٌ بالله تعالى.
وقد تَتابَعَ العلماءُ العدولُ على إنكارِ ما حَوَاهُ البيتُ المذكور مِن مُنْكَرٍ، واتَّفَقَتْ كلمتُهم على أنه مِن صُوَرِ الشرك وألوانِ الغُلُوِّ المَقيت، قال الشيخ محمود شكري الألوسي ـ رحمه الله ـ كاشفًا عمَّا في قول البوصيري مِن الباطل: «وأمَّا ما انتقده أهلُ العلم والدين على كلام البوصيري فكثيرٌ جدًّا، مِن ذلك قولُه:
يَا أَكْرَمَ الخَلْقِ مَا لِي مَنْ أَلُوذُ بِهِ * سِوَاكَ عِنْدَ حُلُولِ الحَادِثِ العَمِمِ... إنَّ قول البوصيري هذا أَشْنَعُ وأَبْشَعُ...؛ لِما تَضمَّنَهُ مِن الحصر، ولِما فيه مِن اللِّياذ بغير الله في الخَطْب الجَلَلِ والحادثِ العمِمِ وهو قيامُ الساعة، وقد قال تعالى: ﴿قُلۡ أَرَءَيۡتَكُمۡ إِنۡ أَتَىٰكُمۡ عَذَابُ ٱللَّهِ أَوۡ أَتَتۡكُمُ ٱلسَّاعَةُ أَغَيۡرَ ٱللَّهِ تَدۡعُونَ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ ٤٠﴾ [الأنعام]؛ فدُعاءُ غيرِ الله في الأمور العامَّة الكُلِّيَّةِ أَبْشَعُ مِن دُعاءِ غيرِه في الأمور الجزئية؛ ولذلك أخبر أنَّ عُبَّاد الأصنامِ لا يَدْعُون غيرَه عند إتيان العذاب أو إتيانِ الساعة التي هي الحادث العَمِمُ»(١٤).
ـ وقال محمَّد بن علي الشوكاني ـ رحمه الله ـ عن هذا البيت: «فانظر كيف نَفَى كُلَّ مَلاذٍ ما عدا عَبْدَ الله ورسولَه صلَّى الله عليه وسلَّم، وغَفَلَ عن ذِكْرِ ربِّه وربِّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم؟! إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون»(١٥).
وعلى فرضِ التسليم بحملِ البيت على الشفاعة العظمى فإنَّ استغاثة الناسِ بالأنبياء يومَ القيامة إنما هي استغاثةٌ بأحياءٍ حاضرين قادرين، وتلك مشروعةٌ بنصوصٍ شرعيةٍ مِن كتابٍ وسنَّةٍ، ومشروطةٌ برِضًا مِن الله تعالى على الشافع وكونِ الشفاعة مَرْضيَّةً لله تعالى، يقع الإذنُ أو الأمرُ تفضُّلًا منه وكرمًا لقوله تعالى: ﴿يَوۡمَئِذٖ لَّا تَنفَعُ ٱلشَّفَٰعَةُ إِلَّا مَنۡ أَذِنَ لَهُ ٱلرَّحۡمَٰنُ وَرَضِيَ لَهُۥ قَوۡلٗا ١٠٩﴾ [طه]، بخلافِ الاستغاثة بالموتى ـ ولو كانوا أنبياءَ فممنوعةٌ، والاستدلالُ بالأوَّل المشروعِ لتقريرِ الثاني غيرِ المشروعِ هو عينُ شبهةِ المشركين في تجويزِ عبادة الأولياء. قال تعالى: ﴿ وَٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِۦٓ أَوۡلِيَآءَ مَا نَعۡبُدُهُمۡ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى ٱللَّهِ زُلۡفَىٰٓ إِنَّ ٱللَّهَ يَحۡكُمُ بَيۡنَهُمۡ فِي مَا هُمۡ فِيهِ يَخۡتَلِفُونَۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي مَنۡ هُوَ كَٰذِبٞ كَفَّارٞ ٣﴾ [الزُّمَر]؛ فاعتذارُ أنصارِ «البُرْدة» المذكورُ مِن أنهم يطلبون الشفاعةَ فقط هو مِن قبيلِ اعتذار المشركين عن عبادة الأصنام، يَلُوكها المُنافِحون عن الضلال، ويتوارثونها جيلًا عن جيلٍ، وإنما تَتغايَرُ الأحداثُ وتتبدَّلُ الشخصياتُ، والشبهةُ واحدةٌ لا تتغيَّرُ ولا تَتبدَّلُ.
كما أنَّ الشفاعة لا تُطْلَبُ مِن الرسول صلَّى الله عليه وآله وسلَّم، ولم يُنْقَلْ عن أحَدٍ مِن أصحابه رضي الله عنهم السابقين إلى الخير والمُتنافِسين لتحصيله، ولا عن أحَدٍ مِن أئمَّةِ الإسلام بعدهم أنه دعاهُ صلَّى الله عليه وسلَّم أو طَلَبَ منه شفاعةً، ولو كان خيرًا لَسبقونا إليه، وإنما سبيلُ تحصيلها سؤالُها مِن الذي وَهَبَها لرسوله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم، وهو اللهُ مالكُ المُلكِ الآمرُ لنبيِّه أَنْ يقول: ﴿قُل لِّلَّهِ ٱلشَّفَٰعَةُ جَمِيعٗا﴾ [الزُّمَر: ٤٤].
قال الشيخ عبد العزيز محمَّد آل عبد اللطيف ـ رحمه الله ـ: «ويزعم بعضُ المُتعصِّبين للقصيدة أنَّ مُرادَ البوصيريِّ طَلَبُ الشفاعة؛ فلو صحَّ ذلك فالمحذورُ بحاله؛ لِما تَقرَّرَ أنَّ طَلَبَ الشفاعةِ مِن الأموات شركٌ؛ بدليلِ قوله تعالى: ﴿وَيَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمۡ وَلَا يَنفَعُهُمۡ وَيَقُولُونَ هَٰٓؤُلَآءِ شُفَعَٰٓؤُنَا عِندَ ٱللَّهِۚ قُلۡ أَتُنَبُِّٔونَ ٱللَّهَ بِمَا لَا يَعۡلَمُ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَلَا فِي ٱلۡأَرۡضِۚ سُبۡحَٰنَهُۥ وَتَعَٰلَىٰ عَمَّا يُشۡرِكُونَ ١٨﴾ [يونس]؛ فسمَّى اللهُ تعالى اتِّخاذَ الشُّفَعاءِ شركًا»(١٦).
ـ تفنيد تأويل البيت الشعريِّ الثاني المحمولِ على التبعيض:
ـ تفنيد تأويل البيت الشعريِّ الثاني المحمولِ على التبعيض:
وأمَّا قول المُحاضِرِ المُتعالِم: «فَإِنَّ مِنْ جُودِكَ الدُّنْيَا وَضَرَّتَهَا * وَمِنْ عُلُومِكَ عِلْمَ اللَّوْحِ وَالقَلَمِ: «مِنْ» تبعيضيةٌ، أي: أنَّ مِن بعضِ علمِ رسول الله ما أَطْلَعَهُ اللهُ عليه ليلةَ الإسراء والمعراج..».
فلم يخرج عن عادته في التدليس، وغايةُ ما في الأمر أنه أضافَ إليه جهلًا عريضًا بالعربية وتبجُّحًا قبيحًا بتطبيق قواعدها، وكُلُّ مَن له أَدْنى معرفةٍ بعلم اللغة العربية يُدْرِكُ المقصودَ الظاهر للشاعر؛ ﻓ «مِن» التبعيضيةُ في كلامه داخلةٌ على كلمةِ «علومِك» أي: مِن بعضِ علومك، ولم تدخل على «علم اللوح والقلم»؛ فهي باقيةٌ على عمومها وشمولِها لكونها مُفْرَدةً مُضافةً؛ فيكون المعنى: «مِن بعض علومك كُلُّ علمِ اللوح المحفوظ وكُلُّ علمِ القلم»؛ وعليه فالرسولُ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ في نظرِ الشاعر ـ يعلم الغيبَ، وهو بعضُ عِلْمِه صلَّى الله عليه وسلَّم، وهذا ما قالَهُ شُرَّاحُ «البُرْدة»:
قال الأزهريُّ: «فإنك أَعْظَمُ الخَلْقِ على الله تعالى ... وعِلْمَيِ اللوحِ والقلم مِن عِلْمك، وأنتَ الحقيقُ بذلك، والمعوَّلُ في الشفاعة عليك، ولا أَقْطَعُ رجائي منك»(١٧).
ويقول الحسينيُّ: « ... وإِنَّ مِن علومك التي أفاضَها اللهُ عليك: عِلْمَ اللوح والقلم»(١٨).
ولعلَّ المُحاضِرَ أخَذَ تأويلَ البيتِ مِن الهيتميِّ حيث قال عند شرحِه البيتَ: «ووجهُ كونِ علمِ اللوح المحفوظِ مِن بعضِ علومه صلَّى الله عليه وسلَّم: أنَّ الله أَطْلَعَهُ ليلةَ الإسراء على جميعِ ما في اللوح المحفوظ وزادَهُ علومًا أُخَرَ كالأسرار المُتعلِّقةِ بذاته سبحانه وتعالى وصفاتِه»(١٩).
ومحاوَلتُه فاشلةٌ؛ لأنَّ ادِّعاءَ إِطْلاعِ اللهِ نبيَّه ليلةَ الإسراء على جميعِ ما في اللوح المحفوظ يفتقر إلى دليلٍ، ولم يأتِ في قصَّةِ الإسراء شيءٌ مِن هذا، وهي أمورٌ غيبيةٌ لا تَثْبُتُ بمجرَّدِ الرأي، وكُلُّ مَن روى قصَّتَه مِن الرُّواة لم يذكروا ما ذَكَرَه الهيتميُّ، ولو حَصَلَ لنُقِل.
ولا يخفى مُناقَضةُ هذا الادِّعاء لخصوصية الله تعالى في استئثاره بعلم الغيب كما أخبر به تعالى في قوله: ﴿ وَعِندَهُۥ مَفَاتِحُ ٱلۡغَيۡبِ لَا يَعۡلَمُهَآ إِلَّا هُوَۚ وَيَعۡلَمُ مَا فِي ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِۚ وَمَا تَسۡقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلَّا يَعۡلَمُهَا وَلَا حَبَّةٖ فِي ظُلُمَٰتِ ٱلۡأَرۡضِ وَلَا رَطۡبٖ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَٰبٖ مُّبِينٖ ٥٩﴾ [الأنعام]، قال ابنُ مسعودٍ رضي الله عنه: «أُعْطِيَ نَبِيُّكُمْ كُلَّ شَيْءٍ إِلَّا مَفَاتِحَ الغَيْبِ»(٢٠)، وقد أَمَرَ ـ سبحانه ـ نبيَّه أَنْ يقول: ﴿قُل لَّا يَعۡلَمُ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ ٱلۡغَيۡبَ إِلَّا ٱللَّهُ﴾ [النمل: ٦٥]، وقال كذلك: ﴿وَلَوۡ كُنتُ أَعۡلَمُ ٱلۡغَيۡبَ لَٱسۡتَكۡثَرۡتُ مِنَ ٱلۡخَيۡرِ﴾ [الأعراف: ١٨٨].
وقال صلَّى الله عليه وآله وسلَّم للجارية التي كانَتْ تُغنِّي: «مَا يَعْلَمُ مَا فِي غَدٍ إِلَّا اللهُ» عندما قالت: «وفينا رسولُ الله يعلم ما في غَدِ»(٢١).
وإنما بَنَى صاحبُ «البُرْدة» هذا على أصلٍ مِن أصول الصوفية يَتَّضِحُ مِن قول صاحِبِ «النفحات»: «ولا يخفاك ما سَبَقَ غيرَ مرَّةٍ أنه لولاه لَما وُجِدَ لوحٌ ولا قلمٌ كما في الحديث القدسيِّ: «لولاك لولاك ما خَلَقْتُ الأفلاكَ»، لا سيَّما وقد خُلِقَ اللوحُ والقلمُ وسائرُ الأفلاك مِن نوره صلَّى الله عليه وسلَّم؛ فيكون عِلْمُ اللوحِ والقلم مِن ضِمْنِ علومه صلَّى الله عليه وسلَّم»(٢٢).
تلك هي عقيدةُ القوم مؤسَّسةً على حديثٍ كذبٍ مُخْتَلَقٍ: «لولاك ما خلقتُ الأفلاكَ»(٢٣)، ويكفي لبطلانه قولُه تعالى: ﴿وَمَا خَلَقۡتُ ٱلۡجِنَّ وَٱلۡإِنسَ إِلَّا لِيَعۡبُدُونِ ٥٦﴾ [الذاريات].
وكذلك اعتقادُهم بأنَّ النبيَّ خُلِق مِن نورٍ مُعارِضٌ للآيات الدالَّة على بشريته صلَّى الله عليه وآله وسلَّم. قال تعالى: ﴿قُلۡ سُبۡحَانَ رَبِّي هَلۡ كُنتُ إِلَّا بَشَرٗا رَّسُولٗا ٩٣﴾ [الإسراء]، وقال ـ أيضًا ـ: ﴿وَمِنۡ ءَايَٰتِهِۦٓ أَنۡ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٖ ثُمَّ إِذَآ أَنتُم بَشَرٞ تَنتَشِرُونَ ٢٠﴾ [الروم]، وهُمْ كُلُّهم مخلوقون مِن ترابٍ بلا استثناءٍ.
وعن عائشة رضي الله عنها أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال: «خُلِقَتِ الْمَلَائِكَةُ مِنْ نُورٍ، وَخُلِقَ الْجَانُّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ، وَخُلِقَ آدَمُ مِمَّا وُصِفَ لَكُمْ»(٢٤)، قال الشيخ الألبانيُّ ـ رحمه الله ـ: «وفيه إشارةٌ إلى بطلان الحديث المشهور على ألسنة الناس: «أوَّلُ ما خَلَقَ اللهُ نورُ نبيِّك يا جابرُ!» ونحوِه مِن الأحاديث التي تقول بأنه صلَّى الله عليه وسلَّم خُلِقَ مِن نورٍ؛ فإنَّ هذا الحديثَ دليلٌ واضحٌ على أنَّ الملائكة فقط هم الذين خُلِقوا مِن نورٍ؛ دون آدَمَ وبَنِيهِ»(٢٥).
ـ تفنيد حَمْلِ كلامِ ابنِ عبد الهادي على الغُلُوِّ في ابن تيمية ـ رحمهما الله ـ:
ـ تفنيد حَمْلِ كلامِ ابنِ عبد الهادي على الغُلُوِّ في ابن تيمية ـ رحمهما الله ـ:
تحميلُ كلامِ ابنِ عبد الهادي مَحامِلَ لم يُصرِّحْ بها، وتَصوُّرُ إلزاماتٍ لا تَلْزَمُ كلامَه كتفضيله ابنَ تيمية ـ رحمه الله ـ على رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم وسائرِ أصحابه الكرام، لا يَصْدُرُ إلَّا مِن نفسٍ أُشْبِعَتْ حِقدًا، وارتَوَتْ بغضًا لعَلَمٍ شَهِدَ له المُخالِفُ قبل المُوافِقِ بسَعَةِ عِلْمِه ودقَّةِ فَهْمِه. وجُرأةُ المُحاضِرِ في بُغْضِ أعلام السنَّة وجبالِ العلم والثقةِ ظاهرةٌ لا يُخْفِيها، وباديةٌ لا يسترها بالتلميحات والإشارات كشأن الحاقدين الآخَرين.
ولو أنَّ المُحاضِرَ الحقود أَعْمَلَ القاعدةَ اللغوية التي بها سوَّغَ غُلُوَّ البوصيري صاحبِ «البُرْدة» في هذا المَقامِ لَزال عنه الإشكالُ، ولكِنْ عمَّاهُ التعصُّبُ، ودَفَعَهُ الشنآنُ إلى البغي؛ إذ «مِن» ـ في كلام ابنِ عبد الهادي ـ تبعيضيةٌ دخَلَتْ على قوله: «علوم الخَلْق»، والمعنى: «مَنْ حَوَى بعضَ علومِ الخَلْق الذي قَصُرَتْ عنه الأوائلُ».
ويمكن أَنْ تكون «مِن» بيانيةً أي: لبيانِ الجنس، ويكونُ المعنى ـ حينئذٍ ـ: «الذي حَوَى علمًا مِن جنسِ علوم الخَلْق ـ لا مِن جنسِ علوم غيرِهم ـ الذي قَصُرَتْ عنه الأوائلُ».
أمَّا الحمل الأوَّلُ فلا غموضَ فيه، وأمَّا الثاني ـ وهو بيانُ الجنس ـ فلا يَلْزَمُ منه عمومٌ ولا خصوصٌ لأنه معنًى عارضٌ يُلْتَمَسُ مِن قرينةٍ خارجيةٍ، هذا مِن جهةٍ.
ومِن جهةٍ أخرى، فإنَّ الألف واللام في «الأوائل» للعهد، ويَقْصِدُ بهم الأوائلَ الذين هم في مرتبة شيخ الإسلام ابنِ تيمية ـ رحمه الله ـ، ويجوز شرعًا تفضيلُه عليهم، وليسَتِ الجنسيةَ التي تعمُّ كُلَّ مَن سَبَقَهُ ولو مِن الأنبياء والصحابةِ الممنوعِ شرعًا المُفاضَلةُ عليهم ممَّن جاء بعدهم.
وهل يُعْقَلُ أَنْ يفهم رجلٌ سَلِمَ قلبُه مِن الحسد وصحَّ عقلُه ممَّا يَشِينُه أَنْ يَنْسِبَ إلى ابنِ عبد الهادي ـ رحمه الله ـ أنه يَدَّعي مَعيشةَ سبعةِ قرونٍ لقي فيها النبيَّ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم وصحابتَه الكِرامَ، وفاضَلَ بينهم وبين ابنِ تيمية ـ رحمه الله ـ، فضلًا عن أَنْ يُفضِّله عليهم، وإنما المُنْصِفُ يفهم ظاهِرَ كلامِه وحقيقتَه في تفضيله ابنَ تيمية ـ رحمه الله ـ على عُلَماءِ عصره الذين لَقِيَهُمُ ابنُ عبد الهادي بنفسه، وكانوا المُقَدَّمين على غيرِهم.
وممَّا يُوضِّحُ أنَّ مقصود ابنِ عبد الهادي تَفوُّقُ ابنِ تيمية على أترابه قولُه في موضعٍ آخَرَ: «هو الشيخ الإمام الربَّانيُّ، إمامُ الأئمَّة، ومفتي الأمَّة، وبحرُ العلوم، سيِّدُ الحُفَّاظ، وفارسُ المعاني والألفاظ، فريدُ العصر، وقريعُ الدهر(٢٦)، شيخُ الإسلام، وعلَّامةُ الزمانِ، ترجمانُ القرآن»(٢٧).
وعلى نحوِ صنيعِ ابنِ عبد الهادي حَذَا جماعةٌ مِن العلماء؛ إذ أخبروا عن شيخ الإسلام ابنِ تيمية ـ رحمه الله ـ بما عَلِموا مِن سَعَةِ اطِّلاعه على أقوالِ المُوافِقِ والمُخالِفِ، ومنهم:
ـ ابن حجرٍ ـ رحمه الله ـ: ومِن ضمنِ كلامه قولُه: «وفَاق الأقرانَ، وَصَارَ عَجَبًا فِي سرعةِ الاستحضار، وقُوَّةِ الجَنان، والتوسُّع في المنقول والمعقول، والإطالةِ على مَذاهِبِ السلف والخلف»(٢٨).
ـ وماذا عَسَى المُحاضِرُ ـ الحقود ـ مُعلِّقًا على كلام ابنِ دقيق العيد الأصوليِّ في ابنِ تيمية ـ رحمهما الله ـ لمَّا لَقِيَه: «ما أظنُّ بقي يُخْلَقُ مِثْلُك»(٢٩).
وقد صَدَقَ السبكيُّ الشافعيُّ حين قال لبَعْضِ مَن ذَكَرَ له الكلامَ في ابن تيمية: «وَاللهِ يَا فلانُ مَا يبغض ابنَ تيمية إلَّا جاهلٌ أَو صاحبُ هوًى؛ فالجاهل لا يدري ما يقول، وصاحِبُ الهوى يصدُّه هَوَاهُ عن الحقِّ بعد معرفته به»(٣٠).
وأمَّا قول المُحاضِرِ ـ هداهُ الله ـ: «أنا أعجبُ كيف لا تعمد الجهاتُ الرسميةُ إلى مَنْعِ هذه الكتبِ التي تُضلِّلُ الشبابَ وتُعلِّمُهم التكفيرَ والتبديع والتضليل».
فجوابُه: أنَّ التكفير حكمٌ شرعيٌّ لا يجوز إلغاؤه أو إسقاطُه، وهو حقٌّ مِن حقوق الله تعالى الذي فرَّق بين الناسِ بالإيمان والكفر فقال سبحانه: ﴿هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَكُمۡ فَمِنكُمۡ كَافِرٞ وَمِنكُم مُّؤۡمِنٞۚ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرٌ ٢﴾ [التغابن]، ومِن إقامةِ شَرْعِ الله تعالى وصفُ مَن يَسْتحِقُّ الكفرَ بأنه أهلٌ له، كإلحاقِ وصفِ الإيمان بمن استجمع شرائطَه وأركانَه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق