الاخوان المسلمين وعلاقتهم بالماسونيةالقرضاوي السيد قطب وضلاالته بلا تجميل !!======ين الجماعة وعلاقتهم بالماسونية = التى نشأت بفرد واحد هو حسن البنا والتى تحولت إلى لغز وأسطورة تكيفت مع كل النظم وكل الأجواء لتخرج من كل المعارك مهما لحق بها من خسائر لتعود تتصدر واجهة الأحداث وتمثل الرقم الصعب في السياسة الدولية في منطقة الشرق الأوسط على إختلاف دوله
ومع ما يحيط الجماعة من غموض فيما يخص التنظيم والتمويل والإمتداد الدولي يصبح الأمر مثيرا للتساؤل عن ماهية الجماعة وكيفية تجاوبها مع المتغيرات لتمثل إما داعما للملك أو مقبرته
يمكننا أن نقول بإستقراء تاريخي بسيط أن حسن البنا مؤسس الجماعة قد عانى في فترات حياته الأخيرة من فقدان السيطرة على بعض أجنحة الجماعة التى أصبحت قبل موت البنا أشبه بكيان كبير لا يعرف مؤسسه من يديره فعليا وهي حالة عانت منها بعض التنظيمات في أماكن أخرى من العالم كما عانت منها دول أيضا فكان بعض قادة الدول ومنهم قيصر ألمانيا فيما أعقب الحرب العالمية الثانية يقول بأنه يشعر بأن هناك أصابع خفية تحرك الدولة يشعر بأثرها لكنه لا يراها
يمكننا أن نقول بإستقراء تاريخي بسيط أن حسن البنا مؤسس الجماعة قد عانى في فترات حياته الأخيرة من فقدان السيطرة على بعض أجنحة الجماعة التى أصبحت قبل موت البنا أشبه بكيان كبير لا يعرف مؤسسه من يديره فعليا وهي حالة عانت منها بعض التنظيمات في أماكن أخرى من العالم كما عانت منها دول أيضا فكان بعض قادة الدول ومنهم قيصر ألمانيا فيما أعقب الحرب العالمية الثانية يقول بأنه يشعر بأن هناك أصابع خفية تحرك الدولة يشعر بأثرها لكنه لا يراها
نفس الحالة هي ما كانت عليه الجماعة قبل موت حسن البنا وحتى مقتله لكن الجماعة التى كانت مرشحة للزوال سرعان ما عادت لواجهة الأحداث للدرجة التى جعلت ثوار يوليو يطلبون ودها قبل أن يشعروا بخطورتها وتنتهى علاقتهم إلى صدام عاد بالجماعة إلى حالة من حالات البيات الشتوى قبل أن تخرج ثانية للحياة
لكن الملاحظ أنه بينما تدخل الجماعة في حالات من الصدام أو الضعف في مصر فإنها في نفس الوقت تحافظ على حالة من حالات النشاط والقوة في الدول الأخرى سواء كان ذلك حالها في الاردن كدولة عربية أو عبر تواجدها في القارة الأوروبية بمصالحها الإقتصادية المتعددة فالجماعة تمرض لكنها لا تموت بما يوحي دائما بأنك لا تطال من الجماعة سوى أطرافها بينما الرأس دائما بمنأي عن الخطر ولديه حضانته التى يلجأ إليها دائما فتتغير الأسماء والقيادات وتظل الجماعة تمارس دورها ... دورها الذي حار الكثيرون في فهمه فتارة تدعم الجماعة ملوكا ورؤساء وتارة تنقلب عليهم وتارة تضع يدها في يد المستعمر وتارة تعلن الجهاد عليه وتارة تناصب أمريكا العداء وتارة تعقد معها الصفقات .... هي جماعة الإخوان المسلمين التى تملك المنح والمنع وتشكل الرقم الصعب في السياسة العربية وحائط الصد ضد التحرر دائما لكن في كل الأحوال تبقى الشبهات تحيط بالجماعة منذ نشأتها وحتى الآن وقبيل لحظات من وصولها لغايتها المرحلية بالسيطرة والسطو على ثورات الربيع العربي
ما نحاول الخوض فيه معززين بالأسانيد هو ما نزعمه من كون جماعة الإخوان المسلمين هي جزء من الحركة الماسونية العالمية مع تأكيد واضح بأن الكوادر الوسيطة في الجماعة لا تعلم أكثر من كونها جماعة دعوية أو حتى سياسية ليظل السر حبيس الرأس المدبر
لكن الملاحظ أنه بينما تدخل الجماعة في حالات من الصدام أو الضعف في مصر فإنها في نفس الوقت تحافظ على حالة من حالات النشاط والقوة في الدول الأخرى سواء كان ذلك حالها في الاردن كدولة عربية أو عبر تواجدها في القارة الأوروبية بمصالحها الإقتصادية المتعددة فالجماعة تمرض لكنها لا تموت بما يوحي دائما بأنك لا تطال من الجماعة سوى أطرافها بينما الرأس دائما بمنأي عن الخطر ولديه حضانته التى يلجأ إليها دائما فتتغير الأسماء والقيادات وتظل الجماعة تمارس دورها ... دورها الذي حار الكثيرون في فهمه فتارة تدعم الجماعة ملوكا ورؤساء وتارة تنقلب عليهم وتارة تضع يدها في يد المستعمر وتارة تعلن الجهاد عليه وتارة تناصب أمريكا العداء وتارة تعقد معها الصفقات .... هي جماعة الإخوان المسلمين التى تملك المنح والمنع وتشكل الرقم الصعب في السياسة العربية وحائط الصد ضد التحرر دائما لكن في كل الأحوال تبقى الشبهات تحيط بالجماعة منذ نشأتها وحتى الآن وقبيل لحظات من وصولها لغايتها المرحلية بالسيطرة والسطو على ثورات الربيع العربي
ما نحاول الخوض فيه معززين بالأسانيد هو ما نزعمه من كون جماعة الإخوان المسلمين هي جزء من الحركة الماسونية العالمية مع تأكيد واضح بأن الكوادر الوسيطة في الجماعة لا تعلم أكثر من كونها جماعة دعوية أو حتى سياسية ليظل السر حبيس الرأس المدبر
ونعود للبداية المرصودة لدخول الماسون في جسد الجماعة مع تأكيد على أن بداية دخول الماسون للجماعة أقدم مما نعرضه بكثير ويمكن القول أنه بدأ مع نشأتها لكننا نبدأ بداية قابلة للإثبات بالدليل والقرينة مخافة التكذيب والجدل والسفسطة من منتسبى الجماعة وحملة أقلامها
العام هو 1906 وهو العام الذي ولد فيه منظر جماعة الإخوان المسلمين سيد قطب
سيد قطب الصعيدي المولد بأحد قرى محافظة أسيوط نشأ في نفس القرية إلى أن سافر للقاهرة على عادة المقتدرين في تلك الأيام ليلتحق بمدرسة المعلمين والتى خرج منها إلى دار العلوم ليتخرج فيها عام 1932 ويعمل مدرسا قبل أن يتحول لموظف بوزارة المعارف في عهد إسماعيل باشا القباني
سيد قطب الصعيدي المولد بأحد قرى محافظة أسيوط نشأ في نفس القرية إلى أن سافر للقاهرة على عادة المقتدرين في تلك الأيام ليلتحق بمدرسة المعلمين والتى خرج منها إلى دار العلوم ليتخرج فيها عام 1932 ويعمل مدرسا قبل أن يتحول لموظف بوزارة المعارف في عهد إسماعيل باشا القباني
سيد قطب مؤلف كتاب معالم على الطريق الذي مثل الأساس النظري لكل عنف الإخوان كانت بداياته لا تبشر بنهاياته فالرجل بدأ ليبراليا وبصورة متطرفة فكان دائم الإلتحاق بالأحزاب الليبرالية فإلتحق بالوفد ثم بالسعديين قبل أن يمل العمل الحزبي تماما ويتفرغ لمؤلفاته ومقالاته المثيرة للجلد فينشر في الأهرام عام 1934 ما يمكن وصفه بأنه تطرفا ليبراليا صادما حتى للطبيعة المصرية في هذه الفترة ويبدو أن حب سيد قطب لفتاة أمريكية قد غلبه تماما للدرجة التى دفعته بعد زواج تلك الفتاة من أمريكي مثلها إلي الإنقلاب على أشكال الإمتلاك الجنسي التى يمثلها الزواج فنادي بالتحرر التام في العلاقات الجنسية ونشر دعوته تلك من خلال دعوته للتعري وهي دعوة كان لها أنصار كثر في الغرب
سيد قطب الذي وجد إعراضا عن نشر معتقداته وأراءه في الأهرام بعد ذلك فاجأ الجميع بنشر مقالاته في جريدة ( التاج المصري ) وهي جريدة ماسونية تنطق بلسان حال المحفل الأكبر في مصر وكان معلوما بالطبع أن الجرائد الماسونية لا تسمح لأحد من خارج الحركة الماسونية بالكتابة فيها كما لم تكن تسمح لأعضاء الحركة الماسونية بالكتابة في جرائد لا تنتمى للحركة ولعل أبسط تدليل على ذلك من هو الأمر العالي الصادر بتاريخ 29 أغسطس عام 1922 من إدريس راغب أستاذ المحفل الأكبر الماسوني المصري بحظر إستقدام كتاب من خارج المحفل الماسوني للكتابة في الصحف الماسونية التابعة للمحفل وأيضا بالتنبية على الكتاب المنتمين للحركة الماسونية بعدم مناقشة أيا مما يخص الماسون في الجرائد السيارة وقرر إدريس راغب في ذلك الأمر إحالة الكاتب وعضو المحفل محمد مصطفي عبده للمحاكمة بالمحفل مع إيقافه حتى تمام المحاكمة لخرقه ذلك بتاريخ 27 أغسطس 1922 أي أن ما إقترفه الكاتب وعضو المحفل محمد مصطفي عبده لم يكن قد مضى عليه يومان قبل أن يتم التحقيق فيه وإيقاف العضو وإحالته للمحاكمة
الأكثر من ذلك أن (المجلة الماسونية ) وهي تشبه ( الوقائع المصرية) حيث تنشر الأوامر التنظيمية والإعلانات الرسمية للحركة نشرت خلال نفس الأسبوع وقائع الأمر ( الجلل) منبهة على كل المنتمين للمحفل الماسوني بأخذ حذرهم وعدم السقوط في ذلك الخطأ مع تأكيدها على ترحيب الصحف الماسونية بالباحثين الماسون للكتابة والنشر عبر صحفها
الأكثر من ذلك أن (المجلة الماسونية ) وهي تشبه ( الوقائع المصرية) حيث تنشر الأوامر التنظيمية والإعلانات الرسمية للحركة نشرت خلال نفس الأسبوع وقائع الأمر ( الجلل) منبهة على كل المنتمين للمحفل الماسوني بأخذ حذرهم وعدم السقوط في ذلك الخطأ مع تأكيدها على ترحيب الصحف الماسونية بالباحثين الماسون للكتابة والنشر عبر صحفها
ما ذكرناه كان لزاما أن نذكره للتدليل على إقتصار النشر والكتابة بهذه الصحف على الكتاب المنتمين للحركة الماسونية فقط لكن سيد قطب وبعد مقالته في الأهرام عن العرى أصبح كاتبا أساسيا في عدد من المجلات والدوريات الماسونية ويرى البعض ومنهم رجال إنتموا لحركة الإخوان المسلمين في السابق أن سيد قطب جرى إستقطابه ودخوله المحفل الماسوني بعد هذا المقال ثم حددت له مهمته داخل حركة الإخوان المسلمين بعد ذلك ومن هؤلاء الإمام الغزالي الذي كتب في كتابه (من ملامح الحق ) أن سيد قطب لم يكن على طريق البنا بل كان واحدا ممن زرعتهم الماسونية داخل جماعة الإخوان المسلمين عدد منهم بعض الأسماء المعروفة لنا كماسونيين جرى الدفع بهم إلى داخل جماعة الإخوان ذاكرا أسماء سيد قطب وحسن الهضيبى ومصطفي السباعي
أكثر من ذلك أن أوضاع جماعة الإخوان بعد وفاة البنا أثارت دهشة الغزالي فأصر على أن الماسونيين قد ملكوا الجماعة وأمرها تماما دون أن يعرف سببا لتلك الهجمة الماسونية للسيطرة على جماعة الإخوان المسلمين والرجل بالطبع كان محكوما بمعرفة ضيقة لا تتيح له سوى معرفة وجود المحفل الماسوني في مصر لكن أهدافه وطريقة عمله لم يكن مستطيعا له الوصول لها بحكم عدم إجادته للغات الأجنبية وبحكم حالة السرية الشديدة التى كانت تحيط بمحفل مصر الماسوني لكنه في النهاية كتب غاضبا يقول عن سيطرة الماسون على الإخوان المسلمين:
"فلم يشعر أحد بفراغ الميدان من الرجالات المقتدرة في الصف الأول من جماعة الأخوان المسلمين إلا يوم قتل حسن البنا في الأربعين من عمره ، لقد بدا الأقزام على حقيقتهم بعد أن ولى الرجل الذي طالما سد عجزهم وكان في الصفوف التالية من يصلحون بلا ريب لقيادة الجماعة اليتيمة ، ولكن المتحاقدين الضعاف من أعضاء مكتب الإرشاد حلوا الأزمة أو حلت بأسمائهم الأزمة بأن استقدمت الجماعة رجلاً غريباً عنها ليتولى قيادتها وأكاد أوقن بأن من وراء هذا الاستقدام أصابع هيئات سرية عالمية أرادت تدويخ النشاط الإسلامي الوليد فتسللت من خلال الثغرات المفتوحة في كيان جماعة هذه حالها وصنعت ما صنعت ولقد سمعنا كلاما كثيرا عن انتساب عدد من الماسون بينهم الأستاذ حسن الهضيبي نفسه لجماعة الأخوان "
"فلم يشعر أحد بفراغ الميدان من الرجالات المقتدرة في الصف الأول من جماعة الأخوان المسلمين إلا يوم قتل حسن البنا في الأربعين من عمره ، لقد بدا الأقزام على حقيقتهم بعد أن ولى الرجل الذي طالما سد عجزهم وكان في الصفوف التالية من يصلحون بلا ريب لقيادة الجماعة اليتيمة ، ولكن المتحاقدين الضعاف من أعضاء مكتب الإرشاد حلوا الأزمة أو حلت بأسمائهم الأزمة بأن استقدمت الجماعة رجلاً غريباً عنها ليتولى قيادتها وأكاد أوقن بأن من وراء هذا الاستقدام أصابع هيئات سرية عالمية أرادت تدويخ النشاط الإسلامي الوليد فتسللت من خلال الثغرات المفتوحة في كيان جماعة هذه حالها وصنعت ما صنعت ولقد سمعنا كلاما كثيرا عن انتساب عدد من الماسون بينهم الأستاذ حسن الهضيبي نفسه لجماعة الأخوان "
بشكل أو بآخر كان هناك ما يشير إلى أن جماعة الإخوان تم إختراقها مرة واحدة وللأبد فالأسماء التى نعرف إرتباطها بالماسونية المصرية والدولية مازالت حتى اللحظة في حكم المؤثر داخل الجماعة كما أنه من المعروف أن الماسونية عندما تقوم بزراعة عضو داخل جماعة تصبح من مهام ذلك العضو عندما تنتهى فترة كمونة أن يمكن لغيره من الماسونيين من التغلغل والسيطرة مع بقاء الأعضاء الجدد كامنين بل وحتى متطرفين لفكر الجماعة ومتحمسين لها ولعل ذلك ما يفسر العديد من الأحداث التى حدثت داخل جماعة الإخوان المسلمين على مدار العقود السابقة من عمليات تصعيد سريع لرجال إلى الصف الثاني والأول والصدام مع البعض الآخر والغموض الذي يحيط دائما بعملية تولية مرشد الإخوان ومعاونيه إضافة إلى إصرار الجماعة على عدم الإلتزام بأي شرط قانوني لوجودها كأن تصبح جمعية قانونية يمكن مراقبة حساباتها بينما تبقى نقطة هامة تخص علاقة الجماعة بالنظام القائم في الدولة والذي لم يحاول ولو مجرد المحاولة توجيه ضربات حقيقية لرؤس الجماعة مستعيضا عن ذلك بتوجيه ضربات مستمرة لكوادر شبابية صغيرة وبعض القيادات الوسطى ولم يوجه ضربات قاسية لقيادات ذات شعبية داخل الجماعة إلا لتلك القيادات التى كانت على خلاف مع مكتب الإرشاد أو مثلت شكل من أشكال الحداثة والشفافية داخل الجماعة فظل العديد من رجال الإخوان يحظون بإضطهاد النظام ومكتب الإرشاد في آن معا (كحالة دكتور عبد المنعم أبو الفتوح) بينما ظل مكتب الإرشاد والمرشد نفسه بمنأى عن أي تحرك تقوم به الدولة دائما فكأن هناك من داخل جهاز الدولة من يتحرك بوحي من محفل خفي يدير الأمر ويستخدم سلطاته ومنصبه لحماية وحدة الجماعة وبقاء قيادات الماسون فيها بسيف الدولة وقانونها
نعود لسيد قطب فبعد قيام ثورة 1952 في مصر كان هناك شهر عسل بين الثوار والإخوان المسلمين وسط منغصات تمثلت في رغبة الإخوان المسلمين في عرض مجلس قيادة الثورة لقرارات المجلس على الإخوان المسلمين (لمطابقتها بمقررات الشريعة ) وهو ما كان يمثل عودة لفكرة الصدر الأعظم في تركيا العثمانية وكان الوضع ينبئ بأن شهر العسل سيقضي سريعا إما بهزيمة لثوار يوليو أو بهزيمة للإخوان المسلمين
بداية الصدام بين سيد قطب والعسكر بدأت مع عام 1954 عندما رفع مقترحات إسلامية يراها جديرة بالتطبيق لكن رؤسائه حولوا الأمر لمجلس قيادة الثورة فحاول سيد قطب أن ينجو بنفسه وقدم إستقالته التى قبلها مجلس قيادة الثورة على الفور قبل أن يعتقله ثوار يوليو
المفاجأة أن رئيس العراق وقتها وهو عبد السلام عارف تدخل شخصيا للإفراج عن سيد قطب المحكوم بخمسة عشر عاما ليخرج سيد قطب مطلقا مقولة شهيرة في ذلك الوقت : "أن إقامة النظام الإسلامي تستدعي جهودًا طويلة في التربية والإعداد وأنها لا تجئ عن طريق إحداث انقلاب"
بداية الصدام بين سيد قطب والعسكر بدأت مع عام 1954 عندما رفع مقترحات إسلامية يراها جديرة بالتطبيق لكن رؤسائه حولوا الأمر لمجلس قيادة الثورة فحاول سيد قطب أن ينجو بنفسه وقدم إستقالته التى قبلها مجلس قيادة الثورة على الفور قبل أن يعتقله ثوار يوليو
المفاجأة أن رئيس العراق وقتها وهو عبد السلام عارف تدخل شخصيا للإفراج عن سيد قطب المحكوم بخمسة عشر عاما ليخرج سيد قطب مطلقا مقولة شهيرة في ذلك الوقت : "أن إقامة النظام الإسلامي تستدعي جهودًا طويلة في التربية والإعداد وأنها لا تجئ عن طريق إحداث انقلاب"
بعد ذلك كان سيد قطب قد ألف كتابه الأشهر معالم على الطريق وهو الكتاب الذي عرض على جمال عبد الناصر شخصيا وكان هو من أقر نشره وسرعان ما نفذت الطبعة الأولى منه وهنا قال ناصر معلقا على طلب إصدار طبعة جديدة منه أنه يجيز إعادة طبع الكتاب لكن أجهزة الأمن يجب أن تدرك أن هناك تنظيما وراء هذا الكتاب
بعدها تحركت أجهزة الأمن واعتقلت سيد قطب بالفعل وأثناء إعتقاله جاءت محاولة إغتيال جمال عبد الناصر في ليقدم أقطاب الجماعة للمحاكمة ويعدم سيد قطب الذي مثل كتابه معالم على الطريق الأساس النظري لتحرك الإخوان المسلمين
لكن يبقى السؤال معلقا حول جماعة الإخوان المسلمين دائمة الصدام مع الدولة ودائمة التحالف معها في نفس الوقت كما يبقى سؤال أساسي حول تغلغل جماعة الإخوان عبر شبكة ماسونية دولية في رؤوس الحكم للدرجة التى تدفع بالعديد للدهشة من حالة التناغم التى نشاهدها جلية بين طبقة العسكر الحاكمة وبين الإخوان المسلمين وحتى في لحظات الصدام يصبح الصدام أقرب ما يكون لعتاب المحبين منه لصدام الأعداء المتنازعين وإذا ربطنا بين ما أوردناه وبين ما ذكرناه في مقال سابق عن المخطط الإخواني الأمريكي برعاية تركية ومساعدة قطرية قبل سقوط مبارك بشهور طويلة لجاز لنا أن نقول أن هناك تحركا قد أعد سلفا ورجال جرى تصعيدهم مسبقا ولن يكون أي صدام قادم بين الطبقة العسكرية والإخوان إلا لخروج أحد منهما عن النص الموضوع بصورة شخصية أو لخوف فردي لكن في النهاية فإن شبكة المصالح التى حكمت الحركة منذ نشأتها تكفل لها وحتى الآن أن تصبح الرقم الصعب في السياسة في تلك المنطقة من العالمحقائق جماعة الإخوان التي كانت محظورة
الإخوان و الماسونية
الإخوان و الماسونية
ظهرت الماسونية في مصر بعد وقت قصير من غزو نابليون في 1798 عندما أنشأ الجنرال كليبر، ماسون فرنسي وقائد في جيش نابليون "محفل إيزيس". الماسونية الفرنسية سيطرت مصر حتى بدأ اللودج البريطاني في الظهور بعد الاحتلال البريطاني في 1882. الماسونية كانت تحظى بشعبية كبيرة في النصف الأول من القرن العشرين، وعديد من الشخصيات المصرية الهامة كانت من الماسون جنبا إلى جنب مع الحكام و المحتلين البريطانيين
في الواقع الملوك المصريين من "الخديوي إسماعيل" إلى الملك فؤاد نالوا "الدرجة الفخرية ماستر ماسون" في بداية حكمهم. من 1940 إلى عام 1957 كان هناك تقريباً سبعين من المحافل الماسونية في جميع أنحاء مصر. في وقت واحد كان زعماء الأحزاب القومية وحزب الوفد من البناؤن الأحرار، وعدد كبير من أعضاء البرلمان المصري كانوا ماسون أيضاً، وكذلك، حيث أنهم اختلطوا مع القادة العسكريين والأرستقراطيين من الطبقة الحاكمة
اثنان من الزعماء الإسلاميين المهمين جداً في مصر، جمال الدين الأفغاني، ومحمد عبده، كانوا أيضا من الماسون. وكان الأفغاني أن أجنبي و كان رئيس وزراء أفغانستان قبل أن يصبح ناشط في إيران وروسيا قبل مثوله في مصر. و يعتبر "مؤسس حركة إسلامية سياسية"، و معروف حركته كحركة سلفية
و كان يغضب ضد الإمبريالية البريطانية ولكن في الوقت نفسه دعا إلى تحديث للعالم الإسلامي قبل طرده من مصر وأصبح شخصية هامة في جامعة الأزهر في القاهرة و قال أهم تلميذ محمد عبده. طوال حياته كان يناضل من أجل تقرير مصير المسلمين، ولكن عدة مرات وقام بزيارة لندن حيث، وفقا لما ذكره أحد كتاب السيرة، "أنه أعاد العلاقات مع أعضاء اللودج الماسوني" توفي الأفغاني في عام 1897 و ترك من ورائه مجموعة كبيرة من الكتابات السياسية والدينية التي تشكل جزءاً أساسياً للحركات الإسلامية بعد
الإخوان المسلمون و علاقتها بالنازية
جماعة الإخوان المسلمين صنيعة لندن، أقامت كحامل القديم المعادية (أغان) بدعة من الذي ابتلي بها الإسلام منذ إنشاء الجماعة الإسلامية (حزب الأمة) بالنبي محمد في القرن السابع
تمثل المنظمة الأصولية الإسلامية، منظمة تدعي "جماعة الإخوان المسلمين" رسميا أسسها في مصر، في عام 1929، الوكيل البريطاني حسن البنا، الصوفي ميستيك. اليوم، "جماعة الإخوان المسلمين" هي المظلة التي تزدهر مجموعة أصولية الجماعات الصوفية السنية والراديكالية الدينية الشيعية والمجتمعات
تمثل المنظمة الأصولية الإسلامية، منظمة تدعي "جماعة الإخوان المسلمين" رسميا أسسها في مصر، في عام 1929، الوكيل البريطاني حسن البنا، الصوفي ميستيك. اليوم، "جماعة الإخوان المسلمين" هي المظلة التي تزدهر مجموعة أصولية الجماعات الصوفية السنية والراديكالية الدينية الشيعية والمجتمعات
حسن البنا
وكان مؤسس "جماعة الإخوان المسلمين" ماسوني حسن البنا، ولد في عام 1906، الذين وضعت من نفوذ الإصلاحيين الثلاثة في السلفية، الأفغاني وعبده ورضا.
مؤسس الإخوان المسلمين هو حسن البنا الماسوني
وكان مؤسس "جماعة الإخوان المسلمين" ماسوني حسن البنا، ولد في عام 1906، الذين وضعت من نفوذ الإصلاحيين الثلاثة في السلفية، الأفغاني وعبده ورضا.
مؤسس الإخوان المسلمين هو حسن البنا الماسوني
كان الأب للبنا كطالب محمد عبده، ونفسه تأثر إلى حد كبير برضا رشيد. حسب العمر واحد وعشرون، قدم البنا إلى قيادة المنار، التي أسسها رضا،، وتبدأ في أوائل العشرينات من القرن الماضي، كثيرا ما اجتمع مع رضا. من خلال رضا، وضع البنا معارضته للنفوذ الغربي في مصر، لصالح "الإسلام النقي"، مما يعني إصدار الخبيث من المذهب الوهابي.
عند وصول هتلر إلى السلطة في عام 1930، والمخابرات النازية أجرى اتصالات مع البنا لمعرفة إذا كان يمكن أن تعمل معا. وكان البنا أيضا معجب بهتلر
وكانت رسائل البنا لهتلر داعمة حتى تم توظيف أنه وأعضاء آخرين من جماعة الإخوان المسلمين، "الاستخبارات العسكرية النازية" تقديم معلومات عن البريطانية والعمل سراً إلى تقويض سيطرة بريطانيا في مصر. وقال البنا نفسه بأنه "من كبار المعجبين النازية" وتنظيم قواته على غرار الفاشية. جماعة الإخوان المسلمين للبنا وتعاونت أيضا مع حركة "الشباب في مصر" علنا الفاشي، تأسست في تشرين الأول/أكتوبر 1933، من قبل المحامي أحمد حسين، وعلى غرار مباشرة على الطرف هتلر، كاملة مع "القمصان الخضراء" شبه العسكرية، تقليد "القمصان براون النازية" والتحية النازية وترجمة حرفية للشعارات النازية. بين أعضائها، "مصر الشباب" إحصاء الرئيسان لاحقاً، جمال الناصر وأنور السادات
وكانت رسائل البنا لهتلر داعمة حتى تم توظيف أنه وأعضاء آخرين من جماعة الإخوان المسلمين، "الاستخبارات العسكرية النازية" تقديم معلومات عن البريطانية والعمل سراً إلى تقويض سيطرة بريطانيا في مصر. وقال البنا نفسه بأنه "من كبار المعجبين النازية" وتنظيم قواته على غرار الفاشية. جماعة الإخوان المسلمين للبنا وتعاونت أيضا مع حركة "الشباب في مصر" علنا الفاشي، تأسست في تشرين الأول/أكتوبر 1933، من قبل المحامي أحمد حسين، وعلى غرار مباشرة على الطرف هتلر، كاملة مع "القمصان الخضراء" شبه العسكرية، تقليد "القمصان براون النازية" والتحية النازية وترجمة حرفية للشعارات النازية. بين أعضائها، "مصر الشباب" إحصاء الرئيسان لاحقاً، جمال الناصر وأنور السادات
القاعدة هي نتاج مجموعة الفاشية العربية و التي أنشئت في العشرينات 1920 و الممولة من قبل هتلر، و تستخدم بواسطة بريطانيا و فرنسا و الاستخبارات الأمريكية بعد الحرب العالمية الثانيةو تم دعمها في وقت لاحق بواسطة السعوديين ثم تمت استعادتها و تنشيطها بواسطة الاستخبارات الأمريكية
منقول و مترجم
المصدر
http://www.thyselfknown.com/…/the-muslim-brotherhood-and-the
المصدر
http://www.thyselfknown.com/…/the-muslim-brotherhood-and-the
لمزيد من التفاصيل
http://www.bibliotecapleyades.net/es...rhood.htm#menu
http://www.bibliotecapleyades.net/es...rhood.htm#menu
فيديو مهم
The Arab Muslim Brotherhood Project. The Project
http://www.youtube.com/watch?v=JgjF9...eature=related
The Arab Muslim Brotherhood Project. The Project
http://www.youtube.com/watch?v=JgjF9...eature=related
أوباما قام بدعوة عناصر من الإخوان المسلمين خاصة في خطابه بالقاهرة عام 2009
http://www.tnr.com/node/49999
http://www.tnr.com/node/49999
و مقال آخر يقول بناء على خطاب أوباما فإن الولايات المتحدة تحاول صعود الإخوان المسلمين للحكم و جعل مصر دولة على الطريقة الإيرانية
http://www.fireandreamitchell.com/20...cairo-in-2009/
http://www.fireandreamitchell.com/20...cairo-in-2009/
فيديو يشرح الصورة بطريقة مبسطة بصرف النظر عن خطاب
The Muslim Brotherhood Exposed: Obama's support of the Muslim Brotherhood Terrorists is
http://www.youtube.com/watch?v=7PArRkg9bk8
The Muslim Brotherhood Exposed: Obama's support of the Muslim Brotherhood Terrorists is
http://www.youtube.com/watch?v=7PArRkg9bk8
فيديو يقول أن ثورة مصر ماهي إلا صورة أخرى من ثورة إيران
Egypt crisis 4 Feb 2011 - Iran, Muslim Brotherhood, USA & conspiracies going back to 2002 Chavez Cup
http://www.youtube.com/watch?v=MhAIZ3VWxog
Egypt crisis 4 Feb 2011 - Iran, Muslim Brotherhood, USA & conspiracies going back to 2002 Chavez Cup
http://www.youtube.com/watch?v=MhAIZ3VWxog
الإخوان يعتبرون البرادعي هو المتحدث الرسمي بإسمهم مع الحكومة
http://www.bibliotecapleyades.net/so...therhood20.htm
http://www.bibliotecapleyades.net/so...therhood20.htm
مقال آخر خطير و مريب جداً
http://www.thewatcherfiles.com/islam-network.html
http://www.thewatcherfiles.com/islam-network.html
و نحن نثق أن كثير من جماعة الإخوان لا يعلمون هذه المعلومات بل الأغلبية لا تعلم شئ عن هذه الأسرار الفظيعة و لكن وجب لمن علم أن يبتعد عن هذه الجماعة المشبوهة .. فلنأمل أن يبتعد كل من لا ينتمي لهذه الأفكار عنها و إلا سيكون جزءاً منهم
المناطق التي تسيطر عليها الولايات المتحدة عن طريق التنظيمات الإرهابية
https://fbcdn-sphotos-h-a.akamaihd.n..._4315160_n.jpg
القاعدة = الاستخبارات الأمريكية و مطلوبة بواسطة الإف بي آي
خطة النخبة الماسونية الصهيونية التنويرية للسيطرة على العالم الإسلامي : الإخوان المسلمون
https://fbcdn-sphotos-h-a.akamaihd.n..._5643072_n.jpg
القاهرة اخبار سارة عن الإصلاحيين السياسيين والإسلاميين : في بت غير متوقع من الكوريغرافيا الدبلوماسية ، وقد وجهت الدعوة عدد من أعضاء جماعة الإخوان مسلم لحضور خطاب باراك أوباما في القاهرة غدا . هذا هو انتصار صغير لكثير من الناس بالضيق أن زيارة أوباما سوف ببساطة نؤكد شبه احتكار حسني مبارك في الخطاب السياسي هنا ، و إذا التقارير صحيحة أن الدعوة جاءت بعد دفعة لواشنطن ، تشير إلى أن أوباما لا يضع على إظهار مصممة تماما تروق مبارك.
الى الاميركي نموذجي ، قد الإخوان مسلم يبدو أكثر خبثا مما هي عليه : مكرس ل مجتمع إسلامي في مصر ، فهي حزب سياسي ضعفت بشدة والتي - على الرغم من أن لها صلة بالإرهاب في العقود الماضية - يعمل الآن بشكل سلمي في البرلمان المصري ، في حالة ما الثمينة لالتقاط الانفاس قليلا مبارك الأمن يسمح .
كيف ترويض هي الأخوة ؟ يكفي بأن ما تتمتعون به مراسل أجنبي الخضراء نسبيا زار مع واحد من كبار قادتهم اليوم . بعد الضرب من خلال حركة المرور في القاهرة شرس غريب إلى حي هادئ على ضفة النهر ، وأنا أصعد رحلتين من الخطوات الرخام للعثور على باب خشبي مزخرف متواضعة تحمل لافتة صغيرة زرقاء و بيضاء كتب عليها " الإخوان مسلم . " وكان داخل الكئيب ، الفلورسنت مضاءة المساحات المكتبية حيث تم ضبطها التلفزيون لقناة الجزيرة. كنت بشرت إلى مكتب الداخلية من محمد حبيب ، نائب رئيس جماعة الإخوان في مصر . وكان حبيب لطيف إذا زميل غير ملحوظة ، تشبه ليس الاسلاميين النمطية ولكن مثقف - وهو أكاديمي ، ربما ، أو محررا - في النظارات وقميصا بياقة بيضاء. على مكتبه وضع صحيفة عربية تعرض صورة ل أوباما على صفحتها الأولى . بجانبه كانت مسبحة ، طبق الحلوى الفضة ، وزوج من الهواتف المحمولة .
وأوضح حبيب شكوكه حول خطاب أوباما هنا اليوم الخميس. " ، إذا لم يكن هناك تغيير جذري في السياسات الأميركية ، وأنا لا أعتقد أنه يهم ما يقول " قال حبيب لي من خلال مترجم . " أشفق أوباما لأنني أعرف أنه ليس من تلقاء نفسه وهو محاط القوى المختلفة - . congolmerates الأعمال واللوبي الصهيوني". ولم الرعاية حبيب كثيرا في المناقشة السائدة في الولايات المتحدة حول مدى التركيز وضعها على الترويج للديمقراطية . "فهم أن الديمقراطية في إدارة بوش لم يكن هدفا في حد ذاته ولكن ستارة لإخفاء الفظائع المرتكبة في العراق و أفغانستان . " عندما يتعلق الأمر بالشؤون الداخلية لمصر ، وجميع الاخوة مسلم نسأل، قال حبيب ، هو أن الولايات المتحدة تنهي دعمها ل نظام حسني مبارك . واضاف "اننا لا نريد أي شيء من الولايات المتحدة ولكن على التراجع عن دعم الديكتاتوريات الموجودة. هذا كل شيء " ، قال.
الغريب ، فإنه ليس من الاسلاميين مثل حبيب الذين هم الأكثر مستاء مع أوباما في الوقت الراهن . ومن المصلحين الطائفية مثل أيمن نور ، مرشح الرئاسة عام 2005 الذي كان قد سجن في عام 2006 وأفرج عنه في وقت سابق من هذا العام بشكل غير متوقع . والتقيت أيضا اليوم مع نور ، الذي قال لي أنه ، أيضا ، قد دعيت إلى خطاب أوباما - على الرغم من انه يقول انه لن يذهب ولا نتوقع أن نشيد به. غدا ، سوف أكتب المزيد عن نور ، ربما يمكن واحد المصري المعارض أوباما وراء الحصول .
صور: مكاتب الإخوان مسلم في حي المنيل في القاهرة
- مايكل كرولي
Obamania في القاهرة، حسب مايكل كراولي ( 6/1/09 )
تقرير : أوباما لإلقاء كلمة في جامعة القاهرة، حسب مايكل كراولي ( 5/26/09 ) الإسلام الشبكة داخل الولايات المتحدة الأمريكية
http://www.vaticanassassins.org
http://www.vaticanassassins.org
الخريطة أدناه توضح الشبكة الإرهابية الإسلامية البابا الأسود في أمريكا . و إبليس اليسوعية العليا العام ، عبر له العديد من المساعدين الشخصيين وخمسة وثمانين أبناء الضواحي في جميع أنحاء العالم ، وتسيطر على " الإمبراطورية الخفية" غامض ، رفيع المستوى ، الاسكتلندي شعيرة و الشرق الأكبر الماسونية إبليس . ( الأبيض ) الاسكتلندي شعيرة ، (أسود) قاعة الأمير شعيرة و الشرق الأكبر الماسونية تحكم جميع القيادات الإسلامية ، ليس فقط في أمريكا (بما في ذلك مكتب التحقيقات الفدرالي مخبر ، " أمة الإسلام " المتحدث باسم و يكرهون اليهود ، أبيض / أسود سباق داعية حرب و السمر معادية ، لويس فرقان ) في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط بأكملها . الشر " الإمبراطورية الخفية " من إبليس الماسونية تسيطر خصوصا سلالة سعود بالإدارة العليا العام اليسوعي بيتر هانز Kolvenbach في أوبك ، التي تسيطر عليها بونانزا النفط في بلاده ، المملكة العربية السعودية . يتم توجيه ماسوني سعود اسرة في سياساتها من قبل مجلس النظام و مقرها نيويورك سيتي العلاقات الخارجية (CFR) . لقد كان كل زيرة الخارجية الأمريكية عضوا في ، أو تسيطر عليها ، و CFR منذ إنشائها للمجلس في عام 1921 ، بما في ذلك المولدين كوندوليزا رايس و 33 درجة الماسوني كولن باول .
اليسوعيون إنشاء المملكة العربية السعودية في عام 1932 باستخدام المتعصبين ، عبادة لهم الإسلامية المعروفة باسم " الإسلام الوهابي ". الإسلام الوهابي ، وكان " السيف للكنيسة" يعتزم استخدامها ضد المرتد ، الأبيض البروتستانتي ، الحضارة الغربية ، و إنشاء جمعية يسوع استخدام بعض فرسان البابوية السيطرة على الإمبراطورية البريطانية مرة واحدة البروتستانتية . مع الإمبراطورية بعد أن كانت تحكم من قبل النظام من خلال الماسونية ل مئتي سنة الماضية، تم تحصين الإسلام الوهابي في عهد الشرير ، القاتل الذي تسيطر عليه اليسوعية من الشعب الايرلندي ، الملكة فيكتوريا في انكلترا. تظاهر البريطانية SIS وكيل والانكليزية النبيلة و فارس مالطة ، السير جون فيلبي ، لنفسه أن يكون الوهابية بين العرب ، وبالتالي تيسير تتويج ماسوني بن سعود أول ملك للمملكة العربية السعودية . كل الماسونيين ونستون تشرشل ، ونعم ، بينيتو موسوليني ، الذي كان و قوية اليسوعي الإيطالي وأمين الشركة ، بيترو Tacchi - فنتوري ، وساعد أيضا في إنشاء المملكة الإسلامية ماسوني من المملكة العربية السعودية المعترف . " الحلفاء " بريطانيا و " المحور " ايطاليا عملت معا، كما أنها خلال اليسوعية المدربين ، اليسوعية رعاية و اليسوعية ، نصح ، البابا بيوس الثاني عشر في الحرب العالمية الثانية ، النهائى من الحرب الثانية الثلاثين عاما البابا بلاك ( 1914 - 1945) .
المملكة العربية السعودية ، بسبب CFR إنشائه ، كارتل للرأسمالية الاحتكارية النفطية ، يمول شبكة إرهابية دولية البابا بلاك ؛ يشرف تلك الشبكة من قبل وكالة الاستخبارات " الأب العام " SS / الوسطى، والتي بدورها قد تم باستمرار إخراج CFR الشركات التابعة منذ إنشائها ، فإنها تكون إما فرسان مالطة oathbound ، 33 درجة الماسونيون أو أعضاء من جامعة ييل شيطانية الإخوان المعروفة باسم " الجمجمة و العظام ". وكالة المخابرات المركزية الموجهة حاليا من قبل CFR عضوا و الجمجمة و Bonesman ، بورتر غوس J. . حكومة جنوب السودان يجيب الآن إلى آخر CFR عضوا مرتبطة المخابرات البريطانية من خلال زوجته ، فهو آخر " الجمجمة شقيق و Bonesman ، " جون نغروبونتي ، و الاستخبارات الوطنية القيصر الجديد ( لدينا النازية هاينريش هيملر أو السوفياتي Lavrenti بيريا ) ، المعين من قبل آخر شقيق " Bonesman ، " الرئيس جورج دبليو بوش . هذا هو ، التي تسيطر عليها CFR ، النظام العالمي ل إبليس الشر أشرف من قبل البابا الأسود ، لصالح النهائي من البابا الأبيض ، التي من خلالها الشيطان يسيطر على كلا الجانبين من حاضرنا الذي يقوده انجلو امريكان " الحرب على الإرهاب ".
ونحن نعتقد أن اليسوعيين ، من خلال سيطرتها على مكتب الهجرة ، و بحذر و التي اقيمت بمكر شبكتها الإرهابية الإسلامية في أمريكا . واحد من أهدافها هو خلق الفوضى من خلال محسوبا بدقة " الهجمات الإرهابية ". وهناك دلائل قوية على أن لدينا خراب القادمة سوف تشمل العديد من التفجيرات من " قذرة" مشعة للغاية ، وأجهزة الذرية الآن في مكان في جميع أنحاء " الرومانية المقدسة " الرابع عشر الإمبراطورية الأمريكية التعديل البابا بلاك . و قال مسرح الجيزويت لنا قدر مع أفلام لها ، أكاذيب حقيقية ومجموع كل الخوف . بعض الجنرالات الاميركيين ، الذي استضافته في نادي الصحافة نيويورك في عام 2004 ، ويعتقد أنه سيتم تفجيرها بين خمس إلى عشر أجهزة في وقت واحد ، مما أسفر عن مقتل مئات الآلاف ، وربما الملايين ، من الاميركيين . سوف اليسوعيون اللوم الماسونية زعماء الشرق الأوسط الإسلامي ، ولكن الرجل مثل "السابق " بوش الأسرة شريك تجاري و " السابق " CIA المنطوق ، أسامة بن لادن . هذه " الهجمات الإرهابية " لم يسبق لها مثيل بالتفاصيل والأسماء قادة الإخوان المنتمين للحركة الماسونية منذ النشأة وحتى اليوم
بالتفاصيل والأسماء قادة الإخوان المنتمين للحركة الماسونية منذ النشأة وحتى اليوم
==
بالتفاصيل والأسماء قادة الإخوان المنتمين للحركة الماسونية منذ النشأة وحتى اليوم
==
https://fbcdn-sphotos-a-a.akamaihd.n...64194456_n.jpg
نحن لا نختلق شيئا لكننا فقط ننشر تقرير سري حول الإخوان المسلمين قدمته المخابرات الإنجليزية مؤخرا لرئيس الوزراء البريطاني حول الإخوان المسلمين وامكانية التعامل معهم بناء على طلبه
المخابرات البريطانية لم تفعل جديدا فقط استعانت بمعلوماتها الموثقة من داخل المحفل الماسوني الأعظم والذي لم يجد حرجا في مد المخابرات البريطانية بتقرير كامل يدعم وجهة نظره في ضرورة التعاون مع جماعة الإخوان المسلمين بإعتبارها أفضل للتعامل من غيرها من الحركات مدللا على ذلك بالعلاقات القديمة بين الماسون والإخوان المسلمين وتنظيمهم الدولي الذي ساعدت الحركة الماسونية على تدشينه ورعايته على مر العقود الماضية
التقرير نضعه بين أيديكم مع النسخة الإنجليزية ونترك لشعب مصر أن يقرر هل يقبل بأن يحكمه هؤلاء أم لا
المخابرات البريطانية لم تفعل جديدا فقط استعانت بمعلوماتها الموثقة من داخل المحفل الماسوني الأعظم والذي لم يجد حرجا في مد المخابرات البريطانية بتقرير كامل يدعم وجهة نظره في ضرورة التعاون مع جماعة الإخوان المسلمين بإعتبارها أفضل للتعامل من غيرها من الحركات مدللا على ذلك بالعلاقات القديمة بين الماسون والإخوان المسلمين وتنظيمهم الدولي الذي ساعدت الحركة الماسونية على تدشينه ورعايته على مر العقود الماضية
التقرير نضعه بين أيديكم مع النسخة الإنجليزية ونترك لشعب مصر أن يقرر هل يقبل بأن يحكمه هؤلاء أم لا
التقرير الخطير والمثير يذكر علاقة الاخوان المسلمين و سيد بمنظمات ماسونية و يقدم دلائل ثبت ان سيد قطب خادم مخلص للماسونية العالمية ، علما ان سيد كان له اتصالات مشبوهة قبل الثورة بمنظمات امريكية
و معلوم أن المحافل الماسونية خرجت أبطالا وهمين و ثوار تعلق صورهم في الجدران و تنصب لهم التماثيل و ماهو الا حمير يركبها اليهود لاثارة الفتن و الثورات و زعزعة استقرار الامم تمهيدا للقضاء عليها و انشاء الحكومة العالمية تحت قيادة اليهود
و معلوم أن المحافل الماسونية خرجت أبطالا وهمين و ثوار تعلق صورهم في الجدران و تنصب لهم التماثيل و ماهو الا حمير يركبها اليهود لاثارة الفتن و الثورات و زعزعة استقرار الامم تمهيدا للقضاء عليها و انشاء الحكومة العالمية تحت قيادة اليهود
https://fbcdn-sphotos-c-a.akamaihd.n...31840927_n.jpg
سيد قطب الأب الروحي لجماعات العنف الدموية جعلت كتابه النكبة معالم في الطريق دستورا للدمار و الخراب يعكفون عليه لا يفارقه الحركي و الإخوان المسلمون أول ما يدرسونه للمجند الجديد المسكين الواقع في حبالهم يدرسون له معالة في الطريق دستور الماسونية في العالم الإسلامي مثله مثل كتاب العقد الإجتماعي لروسو كتب خرجت من رحم الأفعى الماسونية
ولما كانت الماسونية تضرب بالثورات الإلحادية في أوروبا ضربت في العالم الإسلامي في توحيد الألوهية فآزاحت الإله و رفعت الحاكمية و جعلت الشرع محصور في المواجهة مع الحاكم ...
سيد قطب بين الماسونية والإخوان
سيد قطب إبراهيم حسن الشاذلي الذي عانى من التيه حتى عرف طريقه، عانى من الضياع الروحي والتيه النفسي حتى وجد ضالته المنشودة في حركة إسلامية إصلاحية سمت نفسها باسم «الأخوان المسلمين»
ولد «سيد قطب» في قرية (موشة) بمحافظة أسيوط في يوم 9/10/1906، وفى عام 1920 سافر إلى القاهرة لينضم إلى مدرسة المعلمين الأولية ونال منها شهادة الكفاءة، التحق بعدها إلى تجهيزية دار العلوم
وفى عام 1932 حصل على درجة البكالوريوس في الآداب من كلية دار العلوم. وعمل مدرسا لمدة ست سنوات، ثم موظفا في الحكومة. وبعد سنتين عين في وزارة المعارف – في عهد إسماعيل القباني – في وظيفة «مراقب مساعد» حتى قدم استقالته لأن رؤساءه لم يقتنعوا بمقترحاته
وقبل مجلس قيادة الثورة الاستقالة سنة 1954، وفي نفس السنة تم اعتقاله وحكم عليه بالسجن لمدة خمسة عشر عاما. ولكن الرئيس العراقي «عبد السلام عارف» تدخل وتم الإفراج عنه بسبب سوء حالته الصحية سنة 1964
وفي سنة 1965 اعتقل بتهمة محاولة «اغتيال جمال عبد الناصر». وقد صدر حكم الإعدام على سيد قطب بتاريخ 21/8/1966، وتم تنفيذه بسرعة بعد أسبوع واحد فقط في 29/8/1966قبل أن يتدخل أحد الزعماء العرب
وطوال حياته السياسية انضم قطب إلى حزب الوفد ثم انفصل عنه، وانضم إلى حزب السعديين لكنه مل من الأحزاب ورجالها وعلل موقفه هذا قائلاً : "لم أعد أرى في حزب من هذه الأحزاب ما يستحق عناء الحماسة له والعمل من أجله"
لقد مر "سيد قطب" في حياته بمراحل عديدة انتقل فيها من تيارات فكرية إلى أخرى، ويعترف "سيد قطب" أكثر من مرة بمروره بمرحلة التيه في عقيدته الدينية، وفى عام 1934 نشر في الأهرام دعوته للعرى التام، وأن يعيش الناس عرايا كما ولدتهم أمهاتهم، وقد كان ذلك منتشرا في البلدان الأوربية آنذاك
وقد أكدت ذلك مجلة روز اليوسف حين نشرت مقالا بعنوان "سيد قطب من الإلحاد إلى القداسة والعكس" وكتبت فيه عن دعوته للعرى، وعن حبه لفتاة أمريكية حتى أنه بكى حينما تزوجت من غيره
ويبدو أن الماسونية امتدت إلى "سيد قطب" وبعض الأعضاء من التنظيم المسمى"الأخوان المسلمين"، وكان يكتب بعض مقالاته الأدبية في جريدة ماسونية هي "التاج المصري" لسان حال المحفل الأكبر الوطني المصري، وإن لم يصرح أي من مصادر الماسونية أنه كان ماسونيا، لكن الصحف الماسونية لم تكن لتسمح لأحد من غير الأعضاء
في الماسونية بالكتابة فيها مهما كانت صفته أو منصبه
ولد «سيد قطب» في قرية (موشة) بمحافظة أسيوط في يوم 9/10/1906، وفى عام 1920 سافر إلى القاهرة لينضم إلى مدرسة المعلمين الأولية ونال منها شهادة الكفاءة، التحق بعدها إلى تجهيزية دار العلوم
وفى عام 1932 حصل على درجة البكالوريوس في الآداب من كلية دار العلوم. وعمل مدرسا لمدة ست سنوات، ثم موظفا في الحكومة. وبعد سنتين عين في وزارة المعارف – في عهد إسماعيل القباني – في وظيفة «مراقب مساعد» حتى قدم استقالته لأن رؤساءه لم يقتنعوا بمقترحاته
وقبل مجلس قيادة الثورة الاستقالة سنة 1954، وفي نفس السنة تم اعتقاله وحكم عليه بالسجن لمدة خمسة عشر عاما. ولكن الرئيس العراقي «عبد السلام عارف» تدخل وتم الإفراج عنه بسبب سوء حالته الصحية سنة 1964
وفي سنة 1965 اعتقل بتهمة محاولة «اغتيال جمال عبد الناصر». وقد صدر حكم الإعدام على سيد قطب بتاريخ 21/8/1966، وتم تنفيذه بسرعة بعد أسبوع واحد فقط في 29/8/1966قبل أن يتدخل أحد الزعماء العرب
وطوال حياته السياسية انضم قطب إلى حزب الوفد ثم انفصل عنه، وانضم إلى حزب السعديين لكنه مل من الأحزاب ورجالها وعلل موقفه هذا قائلاً : "لم أعد أرى في حزب من هذه الأحزاب ما يستحق عناء الحماسة له والعمل من أجله"
لقد مر "سيد قطب" في حياته بمراحل عديدة انتقل فيها من تيارات فكرية إلى أخرى، ويعترف "سيد قطب" أكثر من مرة بمروره بمرحلة التيه في عقيدته الدينية، وفى عام 1934 نشر في الأهرام دعوته للعرى التام، وأن يعيش الناس عرايا كما ولدتهم أمهاتهم، وقد كان ذلك منتشرا في البلدان الأوربية آنذاك
وقد أكدت ذلك مجلة روز اليوسف حين نشرت مقالا بعنوان "سيد قطب من الإلحاد إلى القداسة والعكس" وكتبت فيه عن دعوته للعرى، وعن حبه لفتاة أمريكية حتى أنه بكى حينما تزوجت من غيره
ويبدو أن الماسونية امتدت إلى "سيد قطب" وبعض الأعضاء من التنظيم المسمى"الأخوان المسلمين"، وكان يكتب بعض مقالاته الأدبية في جريدة ماسونية هي "التاج المصري" لسان حال المحفل الأكبر الوطني المصري، وإن لم يصرح أي من مصادر الماسونية أنه كان ماسونيا، لكن الصحف الماسونية لم تكن لتسمح لأحد من غير الأعضاء
في الماسونية بالكتابة فيها مهما كانت صفته أو منصبه
لقد كتب الشيخ "محمد الغزالي" في كتابه (من ملامح الحق)، وهو من أكبر رجالات الأخوان وصاحب للشيخ "حسن البنا" أن "سيد قطب" منحرف عن طريقة البنا، وأنه بعد مقتل البنا وضعت الماسونية زعماء لحزب الأخوان المسلمين، وقالت لهم ادخلوا فيهم لتفسدوهم وكان منهم "سيد قطب".
لم يكن وحده ماسونياً: يبدو أن الشكوك في تورط بعض الأعضاء من التنظيم المسمى "الأخوان المسلمين" إلى الماسونية تزيد حينما نذكر أن "مصطفى السباعي" الذي ساهم في الحركة الوطنية المصرية كان من أنشط الأعضاء الماسون في بيروت. ولكن لأي مدى كان انتماؤه للماسونية؟ وهل كان يخدم بها أهداف المسمين بالأخوان المسلمين في مصر وسوريا؟ ولقد انتخب "مصطفى السباعي" بعد عام 1945 رئيسا عاما للحركة المسماة "الإخوان المسلمين" في سوريا وأطلقوا عليه اسم المراقب العام. وقد انتخب "مصطفى السباعي" [1944 – 1945] مراقبا عاما لموهبته في الكتابة والخطابة
وهكذا فبعض الأعضاء في التنظيم المسمى "الأخوان المسلمين" كانوا أعضاء في الماسونية، ولو صدق ذلك فسوف يكون هناك علامات استفهام لا تجد من يجيب عليها، فما مدى انتمائهم إلى الماسونية؟ وما هو الغرض من انضمامهم ؟ ولأي مدى كان اقتناعهم بمبادئها ؟ كل ذلك لا يجد من يجيب عليه. خاصة وأنه شتان بين مبادىء الماسونية ومبادىء ما يسمونه "الأخوان المسلمين"
لم يكن وحده ماسونياً: يبدو أن الشكوك في تورط بعض الأعضاء من التنظيم المسمى "الأخوان المسلمين" إلى الماسونية تزيد حينما نذكر أن "مصطفى السباعي" الذي ساهم في الحركة الوطنية المصرية كان من أنشط الأعضاء الماسون في بيروت. ولكن لأي مدى كان انتماؤه للماسونية؟ وهل كان يخدم بها أهداف المسمين بالأخوان المسلمين في مصر وسوريا؟ ولقد انتخب "مصطفى السباعي" بعد عام 1945 رئيسا عاما للحركة المسماة "الإخوان المسلمين" في سوريا وأطلقوا عليه اسم المراقب العام. وقد انتخب "مصطفى السباعي" [1944 – 1945] مراقبا عاما لموهبته في الكتابة والخطابة
وهكذا فبعض الأعضاء في التنظيم المسمى "الأخوان المسلمين" كانوا أعضاء في الماسونية، ولو صدق ذلك فسوف يكون هناك علامات استفهام لا تجد من يجيب عليها، فما مدى انتمائهم إلى الماسونية؟ وما هو الغرض من انضمامهم ؟ ولأي مدى كان اقتناعهم بمبادئها ؟ كل ذلك لا يجد من يجيب عليه. خاصة وأنه شتان بين مبادىء الماسونية ومبادىء ما يسمونه "الأخوان المسلمين"
وكما رأينا أن أحد المعاصرين المقربين وهو الشيخ "محمد الغزالي" أكد بأن الماسونية زرعت وسط صفوف الأخوان رجالا ومنهم "سيد قطب". وهو أمر محير فمسألة مدى الانتماء إلى الماسونية ومدى صدق ذلك الانتماء ومدى الإيمان بمبادئها أمر غامض لا يباح به لأقرب الأقربين، كما لا تظهر المذكرات الشخصية لأي منهم أية علاقة من قريب ولا من بعيد بالماسونية وكأنهم لم يقربونها قط. لا يسمح لغير الماسون بالكتابة في صحف الماسون:
احتوت أوراق الماسونية في مصر على (أمر عال) بتاريخ 29 أغسطس عام 1922 يعترض فيه "إدريس راغب" أستاذ أعظم المحفل الأكبر الوطني المصري بشدة على أمر إفشاء أعمال الماسونية في الجرائد السيارة، فالموضوعات الماسونية تناقش في صحف الماسون فقط، ويبدو أنه قصد بصحف الماسون تلك التي كان يمتلكها الماسون دون غيرها، أو المتخصصة التي تصدر عن الشروق الماسونية ومحافلها تحت السلطة العامة للمحفل الأكبر الوطني المصري. ولقد صدر ذلك الأمر حينما نشر الماسوني "محمد مصطفى عبده" مقالا بعنوان "في الماسونية" بجريدة "وادي النيل" الغير متخصصة في الماسونية في عددها الصادر في 27 أغسطس 1922. وأمر "إدريس راغب" في نهاية اعتراضه الرسمي بإيقاف "محمد مصطفى عبده" عن الأعمال الماسونية وأوصى بلزوم محاكمته. وأعلنت "المجلة الماسونية" في إحدى الأعداد بأنها ترجو كل أخ ماسونى يريد نشر أي مقالة علمية أو أدبية أو ماسونية أن يرسلها على الجريدة مباشرة، وبالتالي لا يسمح لغير الماسون بالنشر في الصحف الماسونية كما لا يسمح بعكس ذلك. ومما يؤكد ذلك أن الصحف الماسونية كانت دائما ما تكرر الترحيب بالباحثين الماسون للكتابة في الصحف الماسونية ولا ترحب باستقبال أعمال العوام من غير الماسون، وكان هذا هو التقليد المتبع في كل صحف الماسون في العالم، وقد كانت الماسونية في مصر كمثيلتها في دول العالم لا تسمح لأحد من غير الماسون بالاقتراب من الماسونية بأي شكل من الأشكال إلا إذا كانت الماسونية ترغب في اقترابه ليكون عضوا فيها، وهذا من التقاليد المتبعة إلى الوقت الحاضر، وبالتالي فإن أي شخص يذكر في الصحف الماسونية مشاركا فيها أو حتى مبديا رأيه في أي من الموضوعات العامة أو الماسونية فهو منهم، فقوانين الماسونية صارمة أيا كانت طبيعة المجتمع الذي تعيش فيه
وأخيرا نذكر ما كتبه "محمد الغزالي" تتمة لما كتبناه سابقا وخاتمة له، فكتب يقول "فلم يشعر أحد بفراغ الميدان من الرجالات المقتدرة في الصف الأول من الجماعة المسماة الأخوان المسلمين إلا يوم قتل حسن البنا في الأربعين من عمره، لقد بدا الأقزام على حقيقتهم بعد أن ولى الرجل الذي طالما سد عجزهم. وكان في الصفوف التالية من يصلحون بلا ريب لقيادة الجماعة اليتيمة، ولكن المتحاقدين الضعاف من أعضاء مكتب الإرشاد حلوا الأزمة، أو حلت بأسمائهم الأزمة بأن استقدمت الجماعة رجلاً غريباً عنها ليتولى قيادتها، وأكاد أوقن بأن من وراء هذا الاستقدام أصابع هيئات سرية عالمية أرادت تدويخ النشاط الإسلامي الوليد فتسللت من خلال الثغرات المفتوحة في كيان جماعة هذه حالها وصنعت ما صنعت. ولقد سمعنا كلاما كثيرا عن انتساب عدد من الماسون بينهم الأستاذ حسن الهضيبي نفسه لجماعة الأخوان ولكنني لا أعرف بالضبط، استطاعت هذه الهيئات الكافرة بالإسلام أن تخنق جماعة كبيرة على النحو الذي فعلته، وربما كشف المستقبل أسرار هذه المأساة"
احتوت أوراق الماسونية في مصر على (أمر عال) بتاريخ 29 أغسطس عام 1922 يعترض فيه "إدريس راغب" أستاذ أعظم المحفل الأكبر الوطني المصري بشدة على أمر إفشاء أعمال الماسونية في الجرائد السيارة، فالموضوعات الماسونية تناقش في صحف الماسون فقط، ويبدو أنه قصد بصحف الماسون تلك التي كان يمتلكها الماسون دون غيرها، أو المتخصصة التي تصدر عن الشروق الماسونية ومحافلها تحت السلطة العامة للمحفل الأكبر الوطني المصري. ولقد صدر ذلك الأمر حينما نشر الماسوني "محمد مصطفى عبده" مقالا بعنوان "في الماسونية" بجريدة "وادي النيل" الغير متخصصة في الماسونية في عددها الصادر في 27 أغسطس 1922. وأمر "إدريس راغب" في نهاية اعتراضه الرسمي بإيقاف "محمد مصطفى عبده" عن الأعمال الماسونية وأوصى بلزوم محاكمته. وأعلنت "المجلة الماسونية" في إحدى الأعداد بأنها ترجو كل أخ ماسونى يريد نشر أي مقالة علمية أو أدبية أو ماسونية أن يرسلها على الجريدة مباشرة، وبالتالي لا يسمح لغير الماسون بالنشر في الصحف الماسونية كما لا يسمح بعكس ذلك. ومما يؤكد ذلك أن الصحف الماسونية كانت دائما ما تكرر الترحيب بالباحثين الماسون للكتابة في الصحف الماسونية ولا ترحب باستقبال أعمال العوام من غير الماسون، وكان هذا هو التقليد المتبع في كل صحف الماسون في العالم، وقد كانت الماسونية في مصر كمثيلتها في دول العالم لا تسمح لأحد من غير الماسون بالاقتراب من الماسونية بأي شكل من الأشكال إلا إذا كانت الماسونية ترغب في اقترابه ليكون عضوا فيها، وهذا من التقاليد المتبعة إلى الوقت الحاضر، وبالتالي فإن أي شخص يذكر في الصحف الماسونية مشاركا فيها أو حتى مبديا رأيه في أي من الموضوعات العامة أو الماسونية فهو منهم، فقوانين الماسونية صارمة أيا كانت طبيعة المجتمع الذي تعيش فيه
وأخيرا نذكر ما كتبه "محمد الغزالي" تتمة لما كتبناه سابقا وخاتمة له، فكتب يقول "فلم يشعر أحد بفراغ الميدان من الرجالات المقتدرة في الصف الأول من الجماعة المسماة الأخوان المسلمين إلا يوم قتل حسن البنا في الأربعين من عمره، لقد بدا الأقزام على حقيقتهم بعد أن ولى الرجل الذي طالما سد عجزهم. وكان في الصفوف التالية من يصلحون بلا ريب لقيادة الجماعة اليتيمة، ولكن المتحاقدين الضعاف من أعضاء مكتب الإرشاد حلوا الأزمة، أو حلت بأسمائهم الأزمة بأن استقدمت الجماعة رجلاً غريباً عنها ليتولى قيادتها، وأكاد أوقن بأن من وراء هذا الاستقدام أصابع هيئات سرية عالمية أرادت تدويخ النشاط الإسلامي الوليد فتسللت من خلال الثغرات المفتوحة في كيان جماعة هذه حالها وصنعت ما صنعت. ولقد سمعنا كلاما كثيرا عن انتساب عدد من الماسون بينهم الأستاذ حسن الهضيبي نفسه لجماعة الأخوان ولكنني لا أعرف بالضبط، استطاعت هذه الهيئات الكافرة بالإسلام أن تخنق جماعة كبيرة على النحو الذي فعلته، وربما كشف المستقبل أسرار هذه المأساة"
ويبدو أنه بين أمر "إدريس راغب" والمنشور في الصحف الماسونية بعدم السماح لغير الماسون في الكتابة بصحفها، وما كتبه تمام البرازي في كتابه عن ماسونية أحد أعضاء الأخوان وهو مصطفى السباعي، وما ذكره محمد الغزالي في كتابه تأكيد ولو من بعيد عن ماسونية البعض من جماعة الأخوان المسلمين مثل (سيد قطب – حسن الهضيبي – مصطفى السباعي). إننا لا نتهم ولا نبرىء بل نعرض حقائق ونلقي الضوء على مسائل كانت ولا تزال غامضة في التاريخ العربي، نقدم من الدلائل والبراهين ما يمكن أن يؤكد، لكن في نفس الوقت لا يمكن أن نتأكد.. لوجوب التزييف في الوثائق التاريخية، أو حتى.. تغلب الأهواء الشخصية على الشخصيات ذات الرأي، لكن من حقنا أن نعرض ما تصل إليه أيدينا لنفتح الطريق أمام الباحثين كي يؤكدوا أو ينفوا ما كتبه القلم كشف الاسرار الخفية بين الاخوان المسلمين والماسونية العالمية (الحلقة الرابعة )
العلاقة بين الإخوان المسلمين والحركة الماسونية
يعرف الكل أن أمريكا دولة ماسونية، هل في ذلك شك؟! وكان من المستغرب أن تقف دولة ماسونية أقامها الماسون، وما يزالون يديرونها، بجانب جماعة إسلامية تعادي في الظاهر الماسونية، وكانت لسنوات طويلة تعادي في الظاهر أمريكا وتحرق علمها وتدعو الناس لمقاطعة بضائعها، لذلك كان من الغرائب أن تقف أمريكا مع جماعة تعاديها! ليست جماعة دينية عادية ولكنها جماعة تقول في أدبياتها إنها تريد القضاء على إسرائيل، وكان لابد والحالة هكذا، أن أسبر غور هذا اللغز الذي قد يستغلق على البعض، أو يجد تفسيرات متنوعة تبتعد أو تقترب من الحقيقة.
وبطريقة تمهيدية أشرت في كتابي «سر المعبد» إلى أشياء لا مجال لإنكارها عن اختراق الماسون جماعة الإخوان.
إلا أنني لم أقل أبداً إن الإخوان جماعة ماسونية، وفارق كبير بين هذا وذاك، والحقيقة أن معلوماتي في هذا الشأن لم تكن وليدة شك أو تخمين، ولكنها كانت قد توفرت لي من خلال شهادات موثقة لبعض كبار الإخوان، فضلاً عن أدلة أشرت لبعضها ثم احتفظت ببعضها الآخر في أدراج مكتبي انتظاراً لبحث كبير أكتبه في هذا الشأن مستقبلاً يكون مخصصاً بأدلته الكاملة لهذا الموضوع، وكان مما كتبته في سر المعبد أن المخابرات الأمريكية جندت بعض المصريين الذين كانوا يدرسون في أمريكا ودفعتهم لدخول جماعة الإخوان.
كان قصدي الواضح وقتها الإشارة إلى محمد مرسي، وكان من اللافت أثناء حكم مرسي وحين تسلمه مسودة الدستور من حسام الغرياني، أن قام بإلقاء خطبة معدة سلفاً كانت عباراتها غريبة ومريبة، فكثير من كلماتها كانت لها خلفية ماسونية معروفة مثل «البناؤون العظام»، ثم استخدامه كلمة «بناء» خمس مرات، فضلاً عن رموز أخرى يعرفها كل دارس للماسونية.
أما ما أوردتُه في سر المعبد، فكان مبتدأه حواري مع الأستاذ أحمد أبو غالي وهو من القيادات القديمة في الإخوان ومن الرعيل الثاني للجماعة، ومازال الرجل حياً حتى الآن أطال الله في عمره، وقد كتبت نص الحوار في الكتاب، وها أنا ذا أنقل لكم بعض ما كتبته في هذا الشأن. قلت وأنا أستدرج الشيخ أبو غالي: الشيخ الغزالي قال عن بعض الإخوان إن لهم صلات بالماسونية، وكانت اتهاماته خطيرة.
رد الشيخ أحمد أبو غالي: لتريح وتستريح، هناك صلة نسب بين كل الجمعيات السرية في العالم، طريقتها واحدة حتى ولو اختلفت الأفكار والتوجهات، لا تقوم جمعية سرية إلا لأنها تؤمن أنها مختلفة ومتميزة عن باقي مجتمعها، أو أنها مختلفة عن العالم كله، لا تقوم جمعية سرية إلا لتُعد نفسها ليوم مشهود تكون فيه في منتهى الجاهزية لفرض أفكارها على العالم، والماسونية من هذه الجمعيات، وقد كانت لها هيمنة وتأثير على المجتمع المصري في بدايات القرن العشرين إلى منتصفه، وبعد أن ألغاها عبدالناصر أخذت تظهر في صور أخرى، لذلك كن على يقين أن الماسونية استطاعت دخول جماعة الإخوان.
ودخول جمعيات مصرية أخرى، بل إن الماسونية دخلت إلى القصر الرئاسي في مصر، وقصور رؤساء وملوك عرب، بل إن معظم وزراء مصر ورجالها الكبار ماسون، ولعلك قد قرأت من قبل أن أمريكا بجلالة قدرها تدار من المحفل الماسوني، وخذ عندك هذه واحفظها كما تحفظ اسمك.. الماسون هم الذين أقاموا أمريكا وأنشأوا دولتها، هذه حقيقة يعرفها كل العالم، وما أمريكا إلا قارة ماسونية، ثم ألم تقل لي إن الأمن المصري استطاع تجنيد بعض أفراد من الإخوان.
نفذ ثم ناقش!
ــ نعم حدث هذا كثيراً.
ــ إذن فلماذا لا تكون الماسونية قد فعلت ذلك أيضاً؟ و»خذ بالك يا فتى»، جمعية الإخوان جمعية عالمية، والماسونية جمعية عالمية، الماسون أخوية، والإخوان كذلك. ولذلك ليس من المستبعد أبداً أن تكون الماسونية قد قامت في أمريكا وغيرها من دول الغرب بتجنيد بعض مواطنين مصريين ودفعهم دفعاً لدخول تنظيمات الإخوان في المجتمعات الغربية.
ــ وأيضاً ليس من المستبعد أن تقوم بتجنيدهم وهم في مصر، أليست يد الماسون المخابراتية طويلة؟.
ــ نعم ممكن، ولكن تجنيد الشخص وتربيته وهو في بلاد الغربة أيسر بكثير من تجنيده في مصر، لذلك فما أن يذهب المبعوث المصري للدراسة والحصول على الدكتوراة في أمريكا مثلاً، حتى تتلقفه أجهزة استخباراتية أمريكية ــ وهي أجهزة ماسونية العقيدة ــ لتجنيده وتجهيزه كي يكون له دور ما في بلده في لحظة من اللحظات.
ــ يعني أي مبعوث يذهب للدراسة يخضع لهذا الأمر؟! هذا تصور غير منطقي!.
ــ ليس أي شخص يا ثروت، ألم تكن تقوم بتجنيد أفراد وإدخالهم الإخوان؟.
ــ نعم فعلت ذلك كثيراً.
ــ هل كنت تقوم بتجنيد أي فرد يقع عليه نظرك؟.
ــ لا طبعاً، ولكنني كنت أتخير أشخاصاً بأعينهم أتفرس فيهم الاستعداد.
ــ هذا هو منطق التجنيد لأي منظمة في الكون، الماسون أو أجهزة المخابرات الغربية تتفرس الأشخاص الذين لديهم الاستعداد، وتتأكد من قدراتهم وملكاتهم وإمكانياتهم ثم تخضعهم لاختبارات متعددة، المنطق واحد في كل العالم يا عم ثروت، ومِن هؤلاء المبعوثين من يتم دفعه لدخول الإخوان ومساعدته في ذلك وترقيته سريعاً في الجماعة، ومنهم من يتم دفعه للالتحاق بالحزب الحاكم، وحين يعود إلى مصر يلتحق بوظيفة مرموقة في الدولة حيث ينتظره دور ما في المستقبل تحدده وقتها هذه الأجهزة، فإذا كان إخوانياً يتم وضعه بمكان مميز في الجماعة ويظل تحت الرعاية إلى يوم الوقت المنشود. أجهزة استخبارات أمريكا الماسونية لا تلعب ولا تترك شيئاً للصدفة، والماسونية هي أكبر وأقدم جمعية محترفة في العالم.
قام الشيخ إلى ركن من أركان مكتبته وعاد بكتاب مغلف بطريقة خاصة، أعطاني الكتاب فأخذت أقلب صفحاته، فوجدت كل صفحة من صفحاته مغلفة بغلاف شفاف، في الصفحة الأولى عنوان الكتاب «الحقائق الأصلية في تاريخ الماسونية العملية» تأليف شاهين بك مكاريوس، ويتذيل الكتاب في صفحته الأخيرة عبارة «وكان الفراغ من طبعه في أول ديسمبر كانون الأول سنة 1879 مسيحية»، وتحتوي صفحة الغلاف على تعريف بالمؤلف، ومن التعريف يتضح أنه حاصل على درجة الأستاذية العليا في الماسون، وهي الدرجة الثالثة والثلاثين، وفي الصفحة الثانية صورة لرئيس المحفل الماسوني الأكبر إدريس بك راغب، ثم تعريف به وبتاريخه وأعماله من أجل الماسونية.
نظرت إلى الأستاذ وأنا أقول: يبدو أن هذا الكتاب قديم جداً، ولكن ما حكاية سنة 1879 مسيحية هذه؟.
ــ يقصدون ميلادية، ولكن الماسون لهم تعبيرات خاصة بهم، وقد مر على طبع هذا الكتاب أكثر من قرن من الزمان، وهو يحتوي على تأريخ للماسون وبعض وصاياهم وتعليماتهم، اقرأه لعلك تجد فيه شيئاً.
استمر الشيخ في حديثه: تاريخ الماسونية يكتنفه الغموض، وهي تـُعرف بجمعية «البنائين» أي المهندسين، وكانت عضويتها قاصرة على البنائين
والرسامين والمثَّالين، وانضم إلى هذه الجمعية مجموعة من عظماء العالم في هذه الفنون، الذين تمكنوا من إقامة البنايات الفخمة في جهات متعددة من العالم. وحدث أن تهاوت «فنون البناء» في العالم بسبب الحروب وانسحب البناؤون الكبار من عضوية الجمعية فكادت أن تتلاشى، وتوقفت كثير من المحافل الماسونية في كثير من دول العالم حتى غدت أثراً بعد عين.
فارتأى محفل «ماري بولس» في لندن أن يسمح بالعضوية لغير البنائين بشرط موافقة الأعضاء على ذلك، وكان ذلك عام 1715 ميلادية، وفي الماسون لا يتم إعطاء العضوية إلا لأصحاب الشهادات العليا، ولأن للماسون أهدافاً سرية فإنها تضع أسرارها هذه في جوف حصن من الرموز، بحيث لا يستطيع أحد الوصول إليها، وقد يظن المستمع للوهلة الأولى أننا نتحدث عن شيء أسطوري لا وجود له في الواقع، ولكنه واقع، وأظن أن معظم الرؤساء في العالم الآن يتبعون الماسونية ولهم درجاتهم في تلك الجمعية السرية الرهيبة، والهدف المعلن للماسونية هو توحيد العالم كله تحت راية واحدة هي رايتهم. والماسونية ليست جمعية محلية ولكنها جمعية دولية، كل دولة في العالم فيها «محفل رئيس» يسمى المحفل الأعظم، وتوجد في الدولة الواحدة عدة محافل.
وكان مقر المحفل الأعظم للعالم كله في لندن، ثم أصبح الآن في واشنطون، وستقرأ في صفحات الكتاب الذي بين يديك ما كتبه صاحبه «شاهين مكاريوس» من أن «الماسونية منتشرة في العالم انتشاراً يحسدها عليه أعظم الأديان «المولودة» التي امتدت في أقطار المعمورة، والماسونية ترغب في أن يكون العالم كله عائلة واحدة لا فرق بين أعضائها تجمعهم جامعة الإخاء، والماسون في سبيل تحقيق هدفهم يقومون بتجنيد الأفراد القادرين على تحقيق غاياتهم من كل الأديان والأجناس والمِلل، إلا أن الماسونية لا تقبل عضوية النساء، وهم ينادون على بعض بلقب «أخ» و «الإخوة».
وهناك قضية منطقية لها عدة فروض، تقول هذه القضية إنه: إذا كان قد ثبت أن الماسون يقومون بتجنيد أفراد من كل الديانات ومن كل الدول لتحقيق هدفهم الظاهر، وهو التحكم في العالم كله بحكوماته ومؤسساته المدنية، وجعل العالم «قرية واحدة»، وأنهم اهتموا بمصر اهتماماً كبيراً حتى أنهم كانوا السبب في إنشاء قناة السويس لتربط العالم بعضه ببعض، وإذا كان الحلم الماسوني الأمريكي الذي يعيش حكام أمريكا من أجله هو أن تصبح بلادهم إمبراطورية لم ينجب التاريخ مثلها، يدين لها كل العالم بالتبعية.
كانت أجهزة المخابرات الأمريكية ـ والغربية ـ تحت سيطرة الماسونية العالمية وتدار من خلالها ـ واقرأ في ذلك كتب الإخوان عن الماسونية ـ ليست أجهزة المخابرات فقط، بل إن أمريكا كلها تدار من خلال الماسون، ولا يجوز أن يحكم أمريكا رئيس لا ينتمي للماسونية، ثم أكمل مقدمات القضية، وقل إن مصر دولة لها أهمية عظمى في الشرق، وهي خاضعة لأمريكا منذ فترة، ولا ينبغي لها أن تفلت من قبضة الماسونية، وجماعة الإخوان أيضاً لها أهمية كبرى في مصر وفي العالم كله باعتبارها سيدة الحركة الإسلامية في العالم والمتحكمة فيها، وهي أيضاً جمعية دولية تبتغي ابتلاع العالم وجعله تحت «أستاذيتهم»، إذن فمن المنطقي أن يقوم الماسون ـ أو المخابرات الأمريكية والغربية ـ بتجنيد بعض المصريين المسلمين في الحركة الماسونية ودفعهم للالتحاق بالإخوان وتهيئة السبيل لهم حتى يصلوا إلى مبتغاهم، هذه فرضية لا ينبغي أن تغيب عن ذهن الباحثين أبداً.كشف الاسرار الخفية بين الاخوان المسلمين والماسونية العالمية (الحلقة الخامسة )
وثائق سريه تكشف علاقات مرشد الإخوان بالماسونية العالمية
العلاقات مستمرة بين الماسون وأعضاء كبار من الإخوان المسلمين بدءا من مؤسسها حسن البنا وحتى كبار قادتها اليوم، بالإضافة لعضوية عدد كبير من المنتمين الى تنظيمهم الدولي في فروع المحافل الماسونية في عدد كبير من دول العالم.
أشهر المنتمين للماسونية: الشيخ محمد عبده والأفغاني وحسن البنا وسيد قطب وحسن الهضيبي ومحمد رشيد رضا ومصطفى السباعي.
اللورد كرومر: أظن ان صديقي محمد عبده كان في الواقع ملحدا والحركة السلفية هم حلفاء طبيعيون للمخطط الأوروبي ويمكن أن تستخدم بشكل نافع لمصلحة بريطانيا.
الشيخ الغزالي: بعد اغتيال البنا أصبحت الحركة الماسونية هي من تختار زعماء الأخوان المسلمين وتزرع الماسونيين داخل الجماعة وتقول لهم “ادخلوا فيهم لتفسدوهم” وسيد قطب كان من ضمن هؤلاء.
علي الشرنوبي
في دراسة خطيرة نشرها موقع “ريدمون رايزنج” حول الإخوان المسلمين بإسم “الإخوان المسلمين- السلاح السري للعولمة”، وقدمت الدراسة تقرير سري قدمته المخابرات الإنجليزية mi6 لرئيس الوزراء البريطاني عن تاريخ الإخوان وكيفية التعامل معهم بعد أن تولوا حكم مصر وتونس وليبيا وقريبا سنراهم في سوريا.
كما استعانت المخابرات البريطانية في تقريرها بمعلومات قديمة وسرية مستقاة من المحفل الماسوني الأعظم وفروعه المنتشرة في الشرق الأوسط ومصر، وجاء في التقرير أن المحفل الماسوني ينصح الغرب بالتعاون مع الإخوان المسلمين على أساس أنها أفضل تعاونا وقيمة من غيرها، ويوضح المحفل الماسوني العالمي سبب هذه النصيحة بأنها مبنية على العلاقات القديمة بين الماسون وأعضاء كبار من الإخوان المسلمين بدءا من مؤسسها حسن البنا وحتى كبار قادتها اليوم، بالإضافة لعضوية عدد كبير من المنتمين الى تنظيمهم الدولي في فروع المحافل الماسونية في عدد كبير من دول العالم حيث تتواجد فروع الجماعة في أكثر من ثمانين دولة غربية وإسلامية، ويشير التقرير الى أن التنظيم الدولى للإخوان ساعدت الحركة الماسونية على تأسيسه ورعايته منذ بدايته وظل هذا الدعم متواصلا طوال السنوات الماضية وإلى الآن.
ويورد التقرير عدة دلائل على أن إنشاء جماعة الإخوان المسلمون وتسللها داخل المجتمع كان من ترويج الماسونية البريطانية وبإيحاء من المخابرات البريطانية، فيقول د. جون كولمان أن إنشاؤها تم على يد أسماء كبيرة في المخابرات البريطانية في الشرق الأوسط، كما كتب ستيفن دوريل أن نظام الشاه في إيران كان ينظر الى جماعة الإخوان على أنها مجرد أداة للماسونية البريطانية.
وربما يجد بعض المسلمين صعوبة في تصديق هذه الأدلة والوقائع ولكن لا ينبغي رفضها بصورة قاطعة الآن، فإذا كان حسن البنا وهو مسلم متدين قد تأثر بالماسونية البريطانية، و قبل المساعدات المالية والمعنوية البريطانية للمضي قدما في تأسيس وترسيخ حركته على الأقل في المراحل الأولى من تاريخ الجماعة، فلماذا لا تحاول المخابرات والماسونية استخدامه في مصر أيضا؟
وقد ظهرت الماسونية في مصر بعد غزو نابليون لها في 1798 وسيطرت الماسونية الفرنسية عليها حتى جاء الاحتلال البريطاني في 1882، وكان للماسونية شعبية كبيرة في النصف الأول من القرن العشرين، حتى أن كثير من النخبة المصرية كانوا أعضاء في الحركة الماسونية مع الحكام والأرستقراطيين الذين احتلوا البلاد، وكان هناك حوالي سبعين من المحافل الماسونية في جميع أنحاء مصر وكذلك كان قادة الأحزاب القومية مثل حزب الوفد من الماسونيين، وكذلك العديد من أعضاء البرلمان المصري.. حيث اختلطوا بالقادة العسكريين والأرستقراطيين من البريطانيين، والحقيقة أن الإنتماء للماسونية في ذلك الزمان لم يكن يُنظر اليه على أنه نقيصة أو خيانة الى غير ذلك من الأوصاف التي تطلق على المنتمين اليها، وربما يرجع ذلك الى أن اسرار وتفاصيل المحافل الماسونية وأهدافها وعلاقتها بالصهيونية العالمية ومن ورائها لم تكن قد تكشفت بعد في ذلك الزمان كما نعرفها نحن الآن.
وكذلك كان اثنان من كبار القادة الإسلاميون في مصر هم من الماسونيين، وهم الشيخ جمال الدين الأفغاني والشيخ محمد عبده، وكان الأفغاني يعتبر مؤسس “الحركة الإسلامية السياسية” والمعروفة بالحركة السلفية، وقام الأفغاني بتحريكها ضد الإمبريالية البريطانية ولكن في الوقت نفسه دافع عن التحديث أو الحداثة في العالم المسلم، وترك وراءه مجموعة كبيرة من الكتابات السياسية والدينية التي ستشكل الأساس الذي تستند عليه الحركات الإسلامية في وقت لاحق، وكان أهم تلاميذه الشيخ محمد عبده، والذي كان مدافعا عن حق المسلمين في تقرير المصير لأنفسهم، وبعد طرد الأفغاني من مصر في 1879 واصل محمد عبده نشر رسالته الاصلاحية، ثم طُرد عبده أيضا في 1882، وفي منفاه بباريس التقى عبده مع الأفغاني حيث توسعت اتصالاتهم داخل الجماعة الماسونية، وبعد أربع سنوات أعاد البريطانيون الشيخ محمد عبده الى مصر وعينه اللورد كرومر في منصب مفتي الديار المصرية، وفي الوقت نفسه أصبح محمد عبده كبير الماسونيين في مصر!.
وفي مقابل هذا التكريم من اللورد كرومر قام محمد عبده بإباحة الفوائد الربوية للبنوك بعدما استخدم تفسيرا حديثا للقرآن وإفتعل الثغرة التي سمح بموجبها بهذه الممارسات المحرمة وقتئذ والتي كانت تعد ضرب من ضروب الربا، وفي مذكرات اللورد كرومر يقول: “وأظن ان صديقي محمد عبده كان في الواقع ملحدا”، وعلق على الحركة السلفية التابعة لمحمد عبده قائلا: “هم حلفاء طبيعيون للمخطط الأوروبي” وأن “الحركة الإسلامية يمكن أن تستخدم بشكل نافع لمصلحة بريطانيا”.
وكان للشيخ محمد عبده تلميذين أخذا على عاتقهما مهمة استمرار الحركة السلفية بعد وفاته، واحدا منهم هو الشيخ أحمد عبد الرحمن البنا، والد الشيخ حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، والآخر كان محمد رشيد رضا، وهو الماسوني الذي أصبح صديق الشيخ عبده الحميم وناشر لمجلتة الشهرية “المنارة”.. ودخل رضا أيضا دائرة النفوذ البريطاني وعكست صحيفته وجهة النظر البريطانية ضد الإمبراطورية العثمانية.
وقد تأثر حسن البنا بكل هذه العوامل: الحركة الإسلامية والاحتلال البريطاني ووالده ومعلمه الأكثر أهمية.. محمد رشيد رضا؛ وقد وضع رضا قبل وفاته في 1935 كل أمله لإعادة النهضة الإسلامية في جماعة الإخوان المسلمون ومؤسسها حسن البنا.
وكان العامل الآخر المؤثر في حياة حسن البنا هو الحركة الماسونية، فقد جرب البنا الإنضمام للعديد من الطوائف الدينية والجماعات السياسية وعندما أصبح شابا إنضم أيضا الى الحركة الماسونية، وكان هذا الأمر طبيعي تماما لمن يطمح الى المراتب العليا في المجتمع المصري في ذلك الوقت، وكما سبق القول أنه لم تكن عضويته في الماسونية تعتبر خيانة للقيم الإسلامية كما هو الحال اليوم.
ويقول “ناصر القفاري” في كتابه “أصول مذهب الإثنا عشرية” أن جماعة الإخوان تتخذ شعارات تشبه شعارات الماسونية مثل (التقريب بين المذاهب الإسلامية) والتي نشرت “الموجز” من قبل كيف كان الشيخ حسن البنا عضوا مؤسسا وفاعلا فيها مع الشيعي نواب الصفوي، ويضيف القفاري أن قاعدة الإخوان (نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه) هي أيضا مأخوذة من الماسونية، ولهذا فالسند الإخواني متصل بالماسونية شاءوا أم أبوا.
كما يقول الشيخ ربيع بن هادي المدخلي، أن هذه القاعدة الخبيثة المدمرة هي ماسونية نجسة، وضعها الماسون لضم جميع الشعوب والأمم والأديان والملل تحت راية ماسونية واحدة، وتهدف الى إدخال الروافض والباطنية والصوفية فيها ثم الدعوة إلى أخوة النصارى واليهود والحزب الإبراهيمي وفي النهاية الى وحدة الأديان.
ويطرح التقرير سؤال مهم هو.. كيف استطاعت جماعة الإخوان المسلمين من بين العديد من المنظمات الإسلامية المتنافسة تحقيق هذه القفزات الكبيرة وضم أكثر من نصف مليون عضو فاعل في 10 سنوات فقط؟
يُرجع التقرير هذا النجاح لجماعة الإخوان مباشرة إلى المهارات التنظيمية لحسن البنا، وكذلك النشاط الدؤوب على المستوى الشعبي والاعتماد على وسائل الاتصال الجماهيري، كما يرجع الى انتقال البنا الى بناء حركة معقدة شاملة تتبنى هياكل الحكم المتطورة؛ وقسمها الى أقسام مسؤولة عن تعزيز قيم المجتمع بين الفلاحين والعمال والمهنيين؛ بجانب الوحدات المكلفة بالمهام الرئيسية مثل الدعوة والاتصال بالعالم الإسلامي والصحافة والترجمة واللجان المتخصصة للشؤون المالية والقانونية، وإعتمد البنا في ترسيخ هذه الجماعة على الشبكات الاجتماعية الموجودة من قبل، لا سيما في المساجد والجمعيات الخيرية الإسلامية.
لكن يقول التقرير أيضا أن نجاح الإخوان المسلمون يفسر تعاون البنا مع الحركة الماسونية وسبب كفاءة وتنظيم جماعة الإخوان التي أنشئت في البداية كمنظمة خيرية لتخفي أغراضها وأطماعها السياسية.
ويذكرنا هذا بما قاله عضو الإخوان السابق د. ثروت الخرباوي في كتابه سر المعبد حين يقول: انكببت في فترة من حياتي على القراءة عن الماسون والماسونيين، وكان مما قرأته أن الأفراد العاديين للماسون لا يعرفون الأسرار العظمى لتنظيمهم العالمي، تلك الأسرار تكون مخفية إلا الذين يؤتمنون على الحفاظ على سريتها، وتكون هي الهيكل الذي يحفظ كيان الماسونية، وعند بحثي في الماسونية استلفت نظري أن التنظيم الماسوني يشبه من حيث البناء التنظيمي جماعة الإخوان، حتى درجات الانتماء للجماعة وجدتها واحدة في التنظيمين.
كما يقدم التقرير أيضا دلائل أكيدة ثبت ان “سيد قطب” منظر الإخوان وملهم الحركات الجهادية والتي تحولت الى المنظمات الإرهابية فيما بعد، أنه كان خادما مخلصا للماسونية العالمية، وأن قطب كان له اتصالات مشبوهة قبل ثورة 1952 بمنظمات امريكية مشبوهه وغامضة.
كما يقول التقرير أن سيد قطب الأب الروحي لجماعات العنف الدموية، وضع كتابه “معالم في الطريق” كدستور للدمار و الخراب، ويقوم الإخوان المسلمون بإلزام أعضاءهم الجدد بدراسته، ويصف التقرير الكتاب بأنه دستور الماسونية في العالم الإسلامي وأنه مثل كتب كثيرة خرجت من رحم الأفعى الماسونية فيما بعد.
ويحكي التقرير أن سيد قطب عانى من التخبط الفكري والديني لفترات طويلة من شبابه قبل أن يعرف طريقه، وحتى وجد ضالته في هذه الحركة الإسلامية الصاعدة بقوة الصاروخ والمسماة بـ”الأخوان المسلمين”.
وللتأكيد على هذه الفترة التي عانى فيها سيد قطب من التخبط الديني والفكري يدلل التقرير على ذلك بما نشرته جريدة الأهرام المصرية في عام 1934 من دعوة سيد قطب لتبني “العرى التام”.. وأن يعيش الناس عرايا كما ولدتهم أمهاتهم، ووذلك تقليدا للأفكار الماسونية التي كانت تنتشر في البلدان الأوربية آنذاك.
كما أكدت مجلة روز اليوسف ذلك الأمر حين نشرت مقالا بعنوان “سيد قطب من الإلحاد إلى القداسة والعكس” وكتبت فيه عن دعوة قطب لنشر العرى وتبنيه بين افراد المجتمع المصري، وكذلك أوردت الصحيفة قصة عن حب قطب لفتاة أمريكية حبا شديدا وقالت أنه بكى بشدة عندما تزوجت بغيره.
ويؤكد التقرير أن الإنضمام للحركة الماسونية والإعتقاد بأفكارها أمر لم ينفرد به سيد قطب، بل طال كذلك بعض أعضاء الأخوان المسلمين الآخرين، وتأكيدا لإنتماء قطب للماسونية في ذلك الوقت يقول التقرير أنه كان ينشر مقالاته الأدبية في جريدة إسمها “التاج المصري” وهي لسان “المحفل الماسوني الأكبر” في مصر، ورغم أن قطب نفسه لم يصرح بأنه كان ماسونيا، لكن من المعروف أن الصحف الماسونية لا تسمح لأحد من غير الأعضاء المقيدين في المحافل الماسونية بالكتابة فيها مهما كان وضعه الإجتماعي والسياسي أو حتى منصبه الحكومي.
كما احتوت أوراق المحافل الماسونية في مصر والتي صودرت فيما بعد على خطاب بتاريخ 29 أغسطس عام 1922 يعترض فيه “إدريس راغب” كبير المحفل الأكبر المصري على أمر إفشاء أسرار الماسونية في الجرائد العادية وقتذاك، وكان سبب ذلك أن الشيخ محمد عبده نشر مقالا بعنوان “في الماسونية”، وذلك في جريدة اسمها “وادي النيل”، وأمر “إدريس راغب” في النهاية بإيقاف عضوية ونشاط محمد عبده ومحاكمته، وبعدها أعلنت “المجلة الماسونية” أن أي ماسونى يريد نشر مقالة فعليه أن يرسلها الى الجريدة، ولا يسمح لغير الماسونين بالنشر في الصحف الماسونية ولا للماسونيين بالنشر في الجرائد العادية، وكان هذا التقليد متبعا أيضا في كل صحف الماسون حول العالم، ويعد هذا دليلا دامغا على إن أي شخص يكتب أو ينشر في الصحف الماسونية فهو منهم، وليس في هذا جدال حيث أن قوانين الماسونية صارمة فيما يتعلق بتلك الأمور، كما أن هذه المحافل الماسونية تم إغلاقها في مصر سنة 1965 بعد أن ثبت تجسسهم لحساب إسرائيل.
وفي شهادة للشيخ “محمد الغزالي” يقول أن سيد قطب كان منحرفا عن طريق البنا، وأنه بعد اغتيال البنا سنة 1947 أصبحت الحركة الماسونية هي من تختار زعماء الأخوان المسلمين وتزرع الماسونيين بداخل الجماعة وتدعمهم فيها بكل الوسائل، وكانت تقول لهم “ادخلوا فيهم لتفسدوهم” ويضيف الغزالي في كتابه “من ملامح الحق” ان سيد قطب كان من ضمن هؤلاء الذين زرعتهم الحركة الماسونية داخل جماعة الإخوان المسلمين.
لكن للحق نقول أن قطب لم يكن هو الماسوني الوحيد في الجماعة، فكما ذكرنا من قبل من انتماء حسن البنا ومحمد عبده والأفغاني الى المحافل الماسونية المصرية، فنقول أنه بعد عشرات السنوات تورط بعض الأعضاء الآخرون من الأخوان في الإنتماء إلى الماسونية، وذلك مثل “مصطفى السباعي” الذي كان من أنشط أعضاء الماسونية في لبنان، وقد انتخب السباعي عام 1945 رئيسا عاما للإخوان المسلمين في سوريا وإتخذ لقب “المراقب العام”.
ويضيف الشيخ الغزالي في كتابه قائلا أنه بعد مقتل حسن البنا، بدا الأقزام من المنتمين للجماعة على حقيقتهم بعد أن ذهب الرجل الذي طالما حماهم وسد عجزهم، ومع أنه كان هناك في الصفوف التالية من يصلحون لقيادة الجماعة، لكن الجماعة استقدمت رجلاً غريباً عنها ليتولى قيادتها، ويؤكد الغزالي أن وراء هذا أصابع هيئات سرية عالمية أرادت وأد النشاط الإسلامي الوليد، ويضيف قائلا: “هناك كلاما كثيرا عن انتساب عدد من الماسون بينهم الأستاذ حسن الهضيبي نفسه لجماعة الأخوان، وقد استطاعت هذه الهيئات الكافرة والمعادية للإسلام أن تخنق هذه الجماعة.. وربما يكشف المستقبل أسرار هذه المأساة==
ولعل الجميع قد صادف يوماً تعبير الماسونية في حياته مذكوراً بالسب والاتهام وملحقا بالطعن والرجم، وبينما يظل تعريف الماسونية غامضاً عند الكثيرين فإنهم يحتفظون بصورة نمطية عنها شديدة السوء والسواد، وبعيدا عن أصول لفظ الماسونية والتي تعني «البناء الحر» ومن ثم فالماسونيون هم البناءون الأحرار، والماسونية تنظيم رغم علانية وجوده في بعض الدول فإنه تنظيم سري عالمي له طقوسه وقواعده الخفية وتركيبته صارمة وهياكله التنظيمية شديدة السرية والتعقيد وهو تنظيم متهم بأنه يدير العالم عبر محافله السرية التي تضم قيادات وشخصيات من جميع بلاد الدنيا تحت شعارات أخلاقية، لكن السؤال الآن: هل الماسونية كانت قريبة جدا من مصر؟
أشهر المنتمين للماسونية: الشيخ محمد عبده والأفغاني وحسن البنا وسيد قطب وحسن الهضيبي ومحمد رشيد رضا ومصطفى السباعي.
اللورد كرومر: أظن ان صديقي محمد عبده كان في الواقع ملحدا والحركة السلفية هم حلفاء طبيعيون للمخطط الأوروبي ويمكن أن تستخدم بشكل نافع لمصلحة بريطانيا.
الشيخ الغزالي: بعد اغتيال البنا أصبحت الحركة الماسونية هي من تختار زعماء الأخوان المسلمين وتزرع الماسونيين داخل الجماعة وتقول لهم “ادخلوا فيهم لتفسدوهم” وسيد قطب كان من ضمن هؤلاء.
علي الشرنوبي
في دراسة خطيرة نشرها موقع “ريدمون رايزنج” حول الإخوان المسلمين بإسم “الإخوان المسلمين- السلاح السري للعولمة”، وقدمت الدراسة تقرير سري قدمته المخابرات الإنجليزية mi6 لرئيس الوزراء البريطاني عن تاريخ الإخوان وكيفية التعامل معهم بعد أن تولوا حكم مصر وتونس وليبيا وقريبا سنراهم في سوريا.
كما استعانت المخابرات البريطانية في تقريرها بمعلومات قديمة وسرية مستقاة من المحفل الماسوني الأعظم وفروعه المنتشرة في الشرق الأوسط ومصر، وجاء في التقرير أن المحفل الماسوني ينصح الغرب بالتعاون مع الإخوان المسلمين على أساس أنها أفضل تعاونا وقيمة من غيرها، ويوضح المحفل الماسوني العالمي سبب هذه النصيحة بأنها مبنية على العلاقات القديمة بين الماسون وأعضاء كبار من الإخوان المسلمين بدءا من مؤسسها حسن البنا وحتى كبار قادتها اليوم، بالإضافة لعضوية عدد كبير من المنتمين الى تنظيمهم الدولي في فروع المحافل الماسونية في عدد كبير من دول العالم حيث تتواجد فروع الجماعة في أكثر من ثمانين دولة غربية وإسلامية، ويشير التقرير الى أن التنظيم الدولى للإخوان ساعدت الحركة الماسونية على تأسيسه ورعايته منذ بدايته وظل هذا الدعم متواصلا طوال السنوات الماضية وإلى الآن.
ويورد التقرير عدة دلائل على أن إنشاء جماعة الإخوان المسلمون وتسللها داخل المجتمع كان من ترويج الماسونية البريطانية وبإيحاء من المخابرات البريطانية، فيقول د. جون كولمان أن إنشاؤها تم على يد أسماء كبيرة في المخابرات البريطانية في الشرق الأوسط، كما كتب ستيفن دوريل أن نظام الشاه في إيران كان ينظر الى جماعة الإخوان على أنها مجرد أداة للماسونية البريطانية.
وربما يجد بعض المسلمين صعوبة في تصديق هذه الأدلة والوقائع ولكن لا ينبغي رفضها بصورة قاطعة الآن، فإذا كان حسن البنا وهو مسلم متدين قد تأثر بالماسونية البريطانية، و قبل المساعدات المالية والمعنوية البريطانية للمضي قدما في تأسيس وترسيخ حركته على الأقل في المراحل الأولى من تاريخ الجماعة، فلماذا لا تحاول المخابرات والماسونية استخدامه في مصر أيضا؟
وقد ظهرت الماسونية في مصر بعد غزو نابليون لها في 1798 وسيطرت الماسونية الفرنسية عليها حتى جاء الاحتلال البريطاني في 1882، وكان للماسونية شعبية كبيرة في النصف الأول من القرن العشرين، حتى أن كثير من النخبة المصرية كانوا أعضاء في الحركة الماسونية مع الحكام والأرستقراطيين الذين احتلوا البلاد، وكان هناك حوالي سبعين من المحافل الماسونية في جميع أنحاء مصر وكذلك كان قادة الأحزاب القومية مثل حزب الوفد من الماسونيين، وكذلك العديد من أعضاء البرلمان المصري.. حيث اختلطوا بالقادة العسكريين والأرستقراطيين من البريطانيين، والحقيقة أن الإنتماء للماسونية في ذلك الزمان لم يكن يُنظر اليه على أنه نقيصة أو خيانة الى غير ذلك من الأوصاف التي تطلق على المنتمين اليها، وربما يرجع ذلك الى أن اسرار وتفاصيل المحافل الماسونية وأهدافها وعلاقتها بالصهيونية العالمية ومن ورائها لم تكن قد تكشفت بعد في ذلك الزمان كما نعرفها نحن الآن.
وكذلك كان اثنان من كبار القادة الإسلاميون في مصر هم من الماسونيين، وهم الشيخ جمال الدين الأفغاني والشيخ محمد عبده، وكان الأفغاني يعتبر مؤسس “الحركة الإسلامية السياسية” والمعروفة بالحركة السلفية، وقام الأفغاني بتحريكها ضد الإمبريالية البريطانية ولكن في الوقت نفسه دافع عن التحديث أو الحداثة في العالم المسلم، وترك وراءه مجموعة كبيرة من الكتابات السياسية والدينية التي ستشكل الأساس الذي تستند عليه الحركات الإسلامية في وقت لاحق، وكان أهم تلاميذه الشيخ محمد عبده، والذي كان مدافعا عن حق المسلمين في تقرير المصير لأنفسهم، وبعد طرد الأفغاني من مصر في 1879 واصل محمد عبده نشر رسالته الاصلاحية، ثم طُرد عبده أيضا في 1882، وفي منفاه بباريس التقى عبده مع الأفغاني حيث توسعت اتصالاتهم داخل الجماعة الماسونية، وبعد أربع سنوات أعاد البريطانيون الشيخ محمد عبده الى مصر وعينه اللورد كرومر في منصب مفتي الديار المصرية، وفي الوقت نفسه أصبح محمد عبده كبير الماسونيين في مصر!.
وفي مقابل هذا التكريم من اللورد كرومر قام محمد عبده بإباحة الفوائد الربوية للبنوك بعدما استخدم تفسيرا حديثا للقرآن وإفتعل الثغرة التي سمح بموجبها بهذه الممارسات المحرمة وقتئذ والتي كانت تعد ضرب من ضروب الربا، وفي مذكرات اللورد كرومر يقول: “وأظن ان صديقي محمد عبده كان في الواقع ملحدا”، وعلق على الحركة السلفية التابعة لمحمد عبده قائلا: “هم حلفاء طبيعيون للمخطط الأوروبي” وأن “الحركة الإسلامية يمكن أن تستخدم بشكل نافع لمصلحة بريطانيا”.
وكان للشيخ محمد عبده تلميذين أخذا على عاتقهما مهمة استمرار الحركة السلفية بعد وفاته، واحدا منهم هو الشيخ أحمد عبد الرحمن البنا، والد الشيخ حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، والآخر كان محمد رشيد رضا، وهو الماسوني الذي أصبح صديق الشيخ عبده الحميم وناشر لمجلتة الشهرية “المنارة”.. ودخل رضا أيضا دائرة النفوذ البريطاني وعكست صحيفته وجهة النظر البريطانية ضد الإمبراطورية العثمانية.
وقد تأثر حسن البنا بكل هذه العوامل: الحركة الإسلامية والاحتلال البريطاني ووالده ومعلمه الأكثر أهمية.. محمد رشيد رضا؛ وقد وضع رضا قبل وفاته في 1935 كل أمله لإعادة النهضة الإسلامية في جماعة الإخوان المسلمون ومؤسسها حسن البنا.
وكان العامل الآخر المؤثر في حياة حسن البنا هو الحركة الماسونية، فقد جرب البنا الإنضمام للعديد من الطوائف الدينية والجماعات السياسية وعندما أصبح شابا إنضم أيضا الى الحركة الماسونية، وكان هذا الأمر طبيعي تماما لمن يطمح الى المراتب العليا في المجتمع المصري في ذلك الوقت، وكما سبق القول أنه لم تكن عضويته في الماسونية تعتبر خيانة للقيم الإسلامية كما هو الحال اليوم.
ويقول “ناصر القفاري” في كتابه “أصول مذهب الإثنا عشرية” أن جماعة الإخوان تتخذ شعارات تشبه شعارات الماسونية مثل (التقريب بين المذاهب الإسلامية) والتي نشرت “الموجز” من قبل كيف كان الشيخ حسن البنا عضوا مؤسسا وفاعلا فيها مع الشيعي نواب الصفوي، ويضيف القفاري أن قاعدة الإخوان (نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه) هي أيضا مأخوذة من الماسونية، ولهذا فالسند الإخواني متصل بالماسونية شاءوا أم أبوا.
كما يقول الشيخ ربيع بن هادي المدخلي، أن هذه القاعدة الخبيثة المدمرة هي ماسونية نجسة، وضعها الماسون لضم جميع الشعوب والأمم والأديان والملل تحت راية ماسونية واحدة، وتهدف الى إدخال الروافض والباطنية والصوفية فيها ثم الدعوة إلى أخوة النصارى واليهود والحزب الإبراهيمي وفي النهاية الى وحدة الأديان.
ويطرح التقرير سؤال مهم هو.. كيف استطاعت جماعة الإخوان المسلمين من بين العديد من المنظمات الإسلامية المتنافسة تحقيق هذه القفزات الكبيرة وضم أكثر من نصف مليون عضو فاعل في 10 سنوات فقط؟
يُرجع التقرير هذا النجاح لجماعة الإخوان مباشرة إلى المهارات التنظيمية لحسن البنا، وكذلك النشاط الدؤوب على المستوى الشعبي والاعتماد على وسائل الاتصال الجماهيري، كما يرجع الى انتقال البنا الى بناء حركة معقدة شاملة تتبنى هياكل الحكم المتطورة؛ وقسمها الى أقسام مسؤولة عن تعزيز قيم المجتمع بين الفلاحين والعمال والمهنيين؛ بجانب الوحدات المكلفة بالمهام الرئيسية مثل الدعوة والاتصال بالعالم الإسلامي والصحافة والترجمة واللجان المتخصصة للشؤون المالية والقانونية، وإعتمد البنا في ترسيخ هذه الجماعة على الشبكات الاجتماعية الموجودة من قبل، لا سيما في المساجد والجمعيات الخيرية الإسلامية.
لكن يقول التقرير أيضا أن نجاح الإخوان المسلمون يفسر تعاون البنا مع الحركة الماسونية وسبب كفاءة وتنظيم جماعة الإخوان التي أنشئت في البداية كمنظمة خيرية لتخفي أغراضها وأطماعها السياسية.
ويذكرنا هذا بما قاله عضو الإخوان السابق د. ثروت الخرباوي في كتابه سر المعبد حين يقول: انكببت في فترة من حياتي على القراءة عن الماسون والماسونيين، وكان مما قرأته أن الأفراد العاديين للماسون لا يعرفون الأسرار العظمى لتنظيمهم العالمي، تلك الأسرار تكون مخفية إلا الذين يؤتمنون على الحفاظ على سريتها، وتكون هي الهيكل الذي يحفظ كيان الماسونية، وعند بحثي في الماسونية استلفت نظري أن التنظيم الماسوني يشبه من حيث البناء التنظيمي جماعة الإخوان، حتى درجات الانتماء للجماعة وجدتها واحدة في التنظيمين.
كما يقدم التقرير أيضا دلائل أكيدة ثبت ان “سيد قطب” منظر الإخوان وملهم الحركات الجهادية والتي تحولت الى المنظمات الإرهابية فيما بعد، أنه كان خادما مخلصا للماسونية العالمية، وأن قطب كان له اتصالات مشبوهة قبل ثورة 1952 بمنظمات امريكية مشبوهه وغامضة.
كما يقول التقرير أن سيد قطب الأب الروحي لجماعات العنف الدموية، وضع كتابه “معالم في الطريق” كدستور للدمار و الخراب، ويقوم الإخوان المسلمون بإلزام أعضاءهم الجدد بدراسته، ويصف التقرير الكتاب بأنه دستور الماسونية في العالم الإسلامي وأنه مثل كتب كثيرة خرجت من رحم الأفعى الماسونية فيما بعد.
ويحكي التقرير أن سيد قطب عانى من التخبط الفكري والديني لفترات طويلة من شبابه قبل أن يعرف طريقه، وحتى وجد ضالته في هذه الحركة الإسلامية الصاعدة بقوة الصاروخ والمسماة بـ”الأخوان المسلمين”.
وللتأكيد على هذه الفترة التي عانى فيها سيد قطب من التخبط الديني والفكري يدلل التقرير على ذلك بما نشرته جريدة الأهرام المصرية في عام 1934 من دعوة سيد قطب لتبني “العرى التام”.. وأن يعيش الناس عرايا كما ولدتهم أمهاتهم، ووذلك تقليدا للأفكار الماسونية التي كانت تنتشر في البلدان الأوربية آنذاك.
كما أكدت مجلة روز اليوسف ذلك الأمر حين نشرت مقالا بعنوان “سيد قطب من الإلحاد إلى القداسة والعكس” وكتبت فيه عن دعوة قطب لنشر العرى وتبنيه بين افراد المجتمع المصري، وكذلك أوردت الصحيفة قصة عن حب قطب لفتاة أمريكية حبا شديدا وقالت أنه بكى بشدة عندما تزوجت بغيره.
ويؤكد التقرير أن الإنضمام للحركة الماسونية والإعتقاد بأفكارها أمر لم ينفرد به سيد قطب، بل طال كذلك بعض أعضاء الأخوان المسلمين الآخرين، وتأكيدا لإنتماء قطب للماسونية في ذلك الوقت يقول التقرير أنه كان ينشر مقالاته الأدبية في جريدة إسمها “التاج المصري” وهي لسان “المحفل الماسوني الأكبر” في مصر، ورغم أن قطب نفسه لم يصرح بأنه كان ماسونيا، لكن من المعروف أن الصحف الماسونية لا تسمح لأحد من غير الأعضاء المقيدين في المحافل الماسونية بالكتابة فيها مهما كان وضعه الإجتماعي والسياسي أو حتى منصبه الحكومي.
كما احتوت أوراق المحافل الماسونية في مصر والتي صودرت فيما بعد على خطاب بتاريخ 29 أغسطس عام 1922 يعترض فيه “إدريس راغب” كبير المحفل الأكبر المصري على أمر إفشاء أسرار الماسونية في الجرائد العادية وقتذاك، وكان سبب ذلك أن الشيخ محمد عبده نشر مقالا بعنوان “في الماسونية”، وذلك في جريدة اسمها “وادي النيل”، وأمر “إدريس راغب” في النهاية بإيقاف عضوية ونشاط محمد عبده ومحاكمته، وبعدها أعلنت “المجلة الماسونية” أن أي ماسونى يريد نشر مقالة فعليه أن يرسلها الى الجريدة، ولا يسمح لغير الماسونين بالنشر في الصحف الماسونية ولا للماسونيين بالنشر في الجرائد العادية، وكان هذا التقليد متبعا أيضا في كل صحف الماسون حول العالم، ويعد هذا دليلا دامغا على إن أي شخص يكتب أو ينشر في الصحف الماسونية فهو منهم، وليس في هذا جدال حيث أن قوانين الماسونية صارمة فيما يتعلق بتلك الأمور، كما أن هذه المحافل الماسونية تم إغلاقها في مصر سنة 1965 بعد أن ثبت تجسسهم لحساب إسرائيل.
وفي شهادة للشيخ “محمد الغزالي” يقول أن سيد قطب كان منحرفا عن طريق البنا، وأنه بعد اغتيال البنا سنة 1947 أصبحت الحركة الماسونية هي من تختار زعماء الأخوان المسلمين وتزرع الماسونيين بداخل الجماعة وتدعمهم فيها بكل الوسائل، وكانت تقول لهم “ادخلوا فيهم لتفسدوهم” ويضيف الغزالي في كتابه “من ملامح الحق” ان سيد قطب كان من ضمن هؤلاء الذين زرعتهم الحركة الماسونية داخل جماعة الإخوان المسلمين.
لكن للحق نقول أن قطب لم يكن هو الماسوني الوحيد في الجماعة، فكما ذكرنا من قبل من انتماء حسن البنا ومحمد عبده والأفغاني الى المحافل الماسونية المصرية، فنقول أنه بعد عشرات السنوات تورط بعض الأعضاء الآخرون من الأخوان في الإنتماء إلى الماسونية، وذلك مثل “مصطفى السباعي” الذي كان من أنشط أعضاء الماسونية في لبنان، وقد انتخب السباعي عام 1945 رئيسا عاما للإخوان المسلمين في سوريا وإتخذ لقب “المراقب العام”.
ويضيف الشيخ الغزالي في كتابه قائلا أنه بعد مقتل حسن البنا، بدا الأقزام من المنتمين للجماعة على حقيقتهم بعد أن ذهب الرجل الذي طالما حماهم وسد عجزهم، ومع أنه كان هناك في الصفوف التالية من يصلحون لقيادة الجماعة، لكن الجماعة استقدمت رجلاً غريباً عنها ليتولى قيادتها، ويؤكد الغزالي أن وراء هذا أصابع هيئات سرية عالمية أرادت وأد النشاط الإسلامي الوليد، ويضيف قائلا: “هناك كلاما كثيرا عن انتساب عدد من الماسون بينهم الأستاذ حسن الهضيبي نفسه لجماعة الأخوان، وقد استطاعت هذه الهيئات الكافرة والمعادية للإسلام أن تخنق هذه الجماعة.. وربما يكشف المستقبل أسرار هذه المأساة==
ولعل الجميع قد صادف يوماً تعبير الماسونية في حياته مذكوراً بالسب والاتهام وملحقا بالطعن والرجم، وبينما يظل تعريف الماسونية غامضاً عند الكثيرين فإنهم يحتفظون بصورة نمطية عنها شديدة السوء والسواد، وبعيدا عن أصول لفظ الماسونية والتي تعني «البناء الحر» ومن ثم فالماسونيون هم البناءون الأحرار، والماسونية تنظيم رغم علانية وجوده في بعض الدول فإنه تنظيم سري عالمي له طقوسه وقواعده الخفية وتركيبته صارمة وهياكله التنظيمية شديدة السرية والتعقيد وهو تنظيم متهم بأنه يدير العالم عبر محافله السرية التي تضم قيادات وشخصيات من جميع بلاد الدنيا تحت شعارات أخلاقية، لكن السؤال الآن: هل الماسونية كانت قريبة جدا من مصر؟
العجيب أن دراسة وائل إبراهيم الدسوقي تقول إنها ليست قريبة من مصر فقط بل لعلها نشأت في مصر أصلاً!
فقد رأي بعض المؤرخين أن الماسونية من حيث مبادئها وتعاليمها مصرية، وبعبارة أخري إن التعاليم الماسونية كانت موجودة في مصر، وتعمل علي أسلوب قريب من أسلوب الماسونية، وبنظم تقترب كثيراً من نظم الماسونية، الأمر الذي حمل بعضهم إلي القول بأن الجمعية الماسونية فرع من الكهانة المصرية، أو أنها ظهرت في العصر المسيحي أو بعد الفتح الإسلامي لمصر، واستدلوا علي صدق دعواهم بأدلة كثيرة، لكن لم يستطع أحد منهم إثبات شيء مؤكد. لكن تسرد الدراسة أمثلة تستحق الانتباه اللافت منها حكاية لوحة «فانوس»، وهي اللوحة الجدارية المعلقة علي جدران كنيسة الأنبا «ريوس» ببطريركية الأقباط الأرثوذكس بالعباسية وهي لوحة رسمها فنان مصري مسيحي وهو «إيزاك فانوس»، واللوحة ملونة (متر وعشرون سم في أربعين سم) وكتب تحتها بالقبطية «الأب باخوم أبوالمديرية، واللوحة تمثل الأب باخوم (292م ــ 347م) يمسك بيساره لفافة يمكن التخمين بأنها تحمل كلمات من الكتاب المقدس، وفي اليد اليمني أمسك بالزاوية والفرجار، ولذلك فهي تثير الكثير من التساؤلات التي تحتمل العديد من الإجابات عنها، فمن المعلوم أن الزاوية والفرجار لم يمثلا يوماً رموزاً مسيحية، ولا تعطيهما المسيحية أي قداسة، فلماذا يصور الأب باخوم بالرموز الماسونية؟ ولأول وهلة يمكن أن نحكم علي الأب باخوم بالماسونية، وبالتالي ندلل بذلك علي وجود الماسونية في مصر في العصر البيزنطي، ومما يدعم ذلك أن الأب كيرلس ـ بطريرك الإسكندرية في الفترة (384م ــ 412م) ـ مُصوَّر في كنيسة العذراء ـ إحدي الكنائس التي تخدم الأرثوذكس المصريين في لوس أنجلوس بالولايات المتحدة الأمريكية ـ وهو يتكئ علي عامود قصير من الطراز الروماني، وهو تقليد غير متبع في تصوير القديسين بالفن المسيحي، لكنه متبع في تصوير الأساتذة العظام في الماسونية، فالعامود رمز مهم من رموز الماسونية. والملاحظ هنا أن القاسم المشترك بين اللوحتين هو من رسمهما وهو «إيزاك فانوس»، مما يجعلنا نرجح أن «فانوس» ماسوني أخذته الحماسة الماسونية حتي صور الأب باخوم والأب كيرلس بالرموز الماسونية.
إذا كانت هذه القصة شدت انتباهك فإليك أخري، فيذكر المؤرخون أن (ابن طولون) حين شرع في بناء الجامع كلف مهندسا مسيحيا ماسونيا ببنائه فجاء معمار الجامع أقرب إلي الهندسة الماسونية ناطقا برموزها وشعاراتها كما يذهب عدد من المؤرخين وينفي آخرون.
لكن متي نشأت المحافل الماسونية في مصر؟
يقول وائل الدسوقي إن ترجيحات كثيرة تقول إن المحافل بدأت فعليا مع الحملة الفرنسية إلي مصر وتأسس معها محفل فرنسي للماسونية وهو ما صبغ نشأة الماسونية كلها بمحافلها بالطابع الأجنبي داخل القاهرة والإسكندرية وعواصم الأقاليم المصرية كذلك سواء في طنطا أو المنصورة أو الزقازيق، وضمن أجانب إلي جانب مصريين كثيرين من رموز المجتمعات ووجهاء البلد وأعيانها وسياسييها ومثقفيها بل وشيوخها ولكن عمليا في أكتوبر 1876 التأم المحفل المصري الأكبر والأشمل وسمي محفل الشرق الوطني المصري الأعظم وكرس بحضور الموظفين والمندوبين من قبل المحافل العظمي والأجنبية، والتي بلغ عددها حوالي ثمانين محفلاً في مصر كانت تحت رعاية رسمية من الدولة، ولم يزل مقر المحفل الأعظم في القاهرة حتي منعت الماسونية في مصر في عام 1964، وقرر المحفل الأكبر الوطني المصري انتخاب الخديو «توفيق باشا» أستاذاً أعظم له، فذهب وفد من الماسون لمقابلته وعرضوا عليه الرئاسة قائلين: «إنه إذا لم يشد أزرهم آل أمر الماسونية الوطنية إلي الاضمحلال، فوافق الخديو علي طلبهم وقبل أن يكون رئيساً للمحافل المصرية ووعدهم بالمساندة والمعاضدة، كما اعتذر عن عدم الحضور في الاجتماعات لدواع مختلفة، وكلف ناظره للحقانية «حسين فخري باشا» لينوب عنه في الرئاسة. وفي عام 1890 طلب الخديو توفيق إعفاءه من الرئاسة العملية في المحفل الأكبر الوطني المصري ليتولاها غيره من أبناء الشعب تشجيعاً لهم، وعقد أعضاء المحفل الأكبر اجتماعاً في 9 يناير سنة 1890، وانتخبوا رئيساً جديداً هو «إدريس بك راغب»؟
ومع ظهور هذا الاسم تحفر الماسونية طريقا جديدا نشيطا وهائلا لها في مصر، وإدريس باشا راغب هو «ابن إسماعيل باشا راغب، كان في عهد سعيد باشا هو القائم بأمور البلاد فصار ناظراً علي الجهادية والخارجية والخزانة،، وفي عصر إسماعيل تقلد إسماعيل راغب منصب باشمعاون رئاسة الوزراء ثم أصيب بشلل نصفي وتقاعد بعد غضب الخديو عليه»، وبدأ إدريس راغب عمله صحفيا يراسل جريدة «المقتطف» بمقالات رياضية وعلمية، ثم انضم إلي المحفل الماسوني وحصل علي درجة أستاذ معلم في محفل مصر ثم تولي رئاسة المحفل الأكبر الوطني المصري. وكان ساعتها مديراً (محافظا) للقليوبية، وأنشأ خلال إقامته في عاصمتها بنها محفلاً ماسونياً يحمل اسمه، ونمت الماسونية في عهد رئاسته لها، وكثرت محافلها حتي صار عددها أربعة وخمسين محفلاً، منها محفلان تأسسا علي اسمه، وهما محفل (إدريس رقم 43)، ومحفل (راغب رقم 51)، وكان تولي «إدريس راغب» لمنصبه يمثل دفعة قوية للماسونية في مصر، فذلك الثري البارز والماسوني المتحمس لماسونيته كرس كل طاقاته وأمواله لصعود الماسونية المصرية، وأصبح يسيطر بحرص علي طرق عمل المحافل، وعلاقتهم بالمحافل الأخري، وبصفة خاصة الإنجليزية منها لمدة خمس وعشرين سنة، وكان من أهم مصادر التمويل لدي الماسونية في مصر، إلا أنه عندما هبطت ثروته التي أنفقها كلها علي المشروعات الماسونية ضعفت سطوته مما جرأ بعض تابعيه في المحافل لعمل بعض المخالفات. (يعرف كثيرون راغب باشا بصفة واحدة هو أنه مؤسس النادي الأهلي عام 1907مع آخرين).
وتطرح دراسة وائل إبراهيم الدسوقي بقوة علاقة المحفل الماسوني في مصر بالماسونية والماسونيين في أمريكا وهو نفس ما يؤكده الروائي الأشهر دان براون ـ مؤلف شفرة دافنشي ـ في روايته الأحدث «الرمز المفقود» الذي يركز علي الماسونية في واشنطن شارحا ارتباطا مذهلا بينها وبين مصر وماسون ورموز مصر حتي تكاد لا تصدق أن هذه العلاقة الوثيقة اللصيقة تجري في خفاء أو بالأحري في إخفاء عن الوعي المصري، ولعل كتاب «الماسونية والماسون» يعود إلي أصول هذه العلاقة منذ أن زار 450 من الماسون الأمريكيين مصر في 1895.
ثم تظهر الأسماء التي تثير الأسئلة والألغاز في تاريخ المحافل الماسونية في مصر ويسرد بعضها الباحث وائل الدسوقي و كان أبرزها «[COLOR="Red"]جمال الدين الأفغاني ـ محمد عبده ـ محمد فريد ـ إبراهيم ناصف الورداني ـ سعد زغلول ـ عبدالله النديم ـ الخديو توفيق ـ الأمير عبدالحليم ـ الأمير عمر طوسون ـ الأمير محمد علي ـ [SIZE="7"]سيد قطب[/SIZE] ـ أحمد ماهر باشا ـ محمود فهمي النقراشي ـ مصطفي السباعي ـ عبدالخالق ثروت ـ فؤاد أباظة ـ خليل مطران ـ إسماعيل صبري ـ حفني ناصف ـ حسين شفيق المصري»[/COLOR]، ومن الفنانين: «يوسف وهبي ـ كمال الشناوي ـ محسن سرحان ـ محمود المليجي ـ زكي طليمات ـ أحمد مظهر»، وغيرهم من زعماء ووجهاء المجتمع المصري الذين كان لهم دور في نهضة مصر السياسية والاقتصادية والفكرية.
لكن هل معني ذلك أنهم جزء من مؤامرة مثلا أو خطة سرية خفية؟
يجيب باحثنا أن الانتماء إلي الماسونية في مصر كان عند البعض وسيلة للوصول إلي هدف بعينه، ويدل علي ذلك اعتراف «الأفغاني» أنه لم يدخل الماسونية إلا لهدف في نفسه وأنه خدع فيها وفي مبادئها. وهكذا، لم يكتف بنفض يده من الماسونية بعد طرده منها، بل فضحها وكشف عوراتها موجهاً إليها ولمبادئها ومزاعمها الانتقادات العنيفة، كما أعلن عن مقصده من دخول الماسونية بقوله: «إن أول ما شوقني للعمل في بناية الأحرار عنوان كبير: حرية إخاء ومساواة، وأن غرضها منفعة الناس ودك صروح الظلم وتشييد معالم العدل المطلق، هذا ما رضيته في الماسونية، ولكن وجدت جراثيم الأثرة والأنانية وحب الرئاسة والعمل بمقتضي الأهواء». ثم كان لعبدالله النديم موقف غاية في الأهمية ضد بعض الماسون الشوام، حين شكك في مصداقية مبادئ الماسونية لديهم، وعدم صدق انتمائهم للماسونية وإيمانهم بمبادئها أثناء مهاجمته لأصحاب جريدة المقطم الماسونيين، وكان انتماء زعيم وطني مثل «محمد فريد» إلي الماسونية وسط اعتراضات الكثيرين، مما كان له أكبر الأثر في ارتفاع شأن الماسونية بمصر، ومن الممكن أن يكون انضمام «فريد» إلي الماسونية تقليدا وليس اقتناعا بمبادئها، وربما كانت محاولة للتقرب من النظام الحاكم في تركيا ـ آنذاك ـ فقد كانت الماسونية تهيمن عليه، ومحاولة منه للاستفادة من التجربة التركية اعتقادا منه أنها ستنجح في مصر، وقد أصبح «فريد» أحد الأعضاء الماسون العالميين. ولا يوجد مصدر من المصادر يذكر لنا عملا واحدا قدمه «فريد» للماسونية، إلا أن انضمام «محمد فريد» إلي الماسونية. ويبدو أنه لنفس السبب الذي كان وراء انضمام «سعد زغلول» إلي الماسونية، لأنه يعرف مدي قوتها ورغبته في معرفة كل ما يدور بمصر من خلال الأعضاء الماسون والتقرب منهم كي يحقق أهدافه السياسية، فوجهاء المجتمع ـ في هذا الوقت ـ كان معظمهم من الماسون، وكان أولهم «بطرس غالي»، ومن الجائز أن سعد قد دخلها مثل «النديم» أو «محمد عبده كي يكون بجوار «الأفغاني» الذي اختار الماسونية كمكان مأمون للاجتماعات التي لا رقيب عليها. ومن الواضح أن خدمات سعد زغلول للماسونية لم تنته، فقد منح في العشرينيات لقب الأستاذ الأعظم الفخري للمحفل الأكبر الوطني المصري، مما جرأ المحفل الأكبر علي أن يكتب ذلك بصورة رسمية علي غلاف جريدة «حيرام» التي كانت تصدر في الإسكندرية، فقد كتب عليها بجوار اسم الجريدة «حرية - إخاء - مساواة، الأستاذ الأعظم الفخري وصاحب الدولة سعد زغلول باشا»، ثم يضرب وائل الدسوقي في العميق العميق ويقول (ويبدو أن الماسونية امتدت إلي بعض الأعضاء من تنظيم «الإخوان المسلمين» مثل «[COLOR="red"][SIZE="6"]سيد قطب»[/SIZE][/COLOR] الذي كان يكتب مقالاته في «التاج المصري» وهي لسان حال المحفل الأكبر الوطني المصري، وإن لم يصرح أي من مصادر الماسونية أنه كان ماسونيا، [COLOR="DarkGreen"]لكن الصحف الماسونية لم تكن لتسمح لأحد من غير الأعضاء في الماسونية بالكتابة فيها مهما كانت صفته أو منصبه ولو صدق انضمام «سيد قطب» إلي الماسونية فسوف يكون هناك علامة استفهام لا تجد من يجيب عنها، فما مدي انتمائه إلي الماسونية؟ وما الغرض من انضمامه؟ ولأي مدي كان اقتناعه بمبادئها؟.[/COLOR]
لكن قطب كان معروفا بتقلباته الفكرية قبل الرسو علي بر الإخوان فقد انضم إلي حزب الوفد ثم انفصل عنه، وانضم إلي حزب السعديين ونشر مثلا في «الأهرام» [COLOR="Red"]دعوته للعري التام، وأن يعيش الناس عرايا، كما ولدتهم أمهاتهم، ومن المعروف أن دعوة العري التام قد دعا إليها الكثير من رؤساء المحافل الماسونية الغربية، [/COLOR]
لكن قطب كان معروفا بتقلباته الفكرية قبل الرسو علي بر الإخوان فقد انضم إلي حزب الوفد ثم انفصل عنه، وانضم إلي حزب السعديين ونشر مثلا في «الأهرام» [COLOR="Red"]دعوته للعري التام، وأن يعيش الناس عرايا، كما ولدتهم أمهاتهم، ومن المعروف أن دعوة العري التام قد دعا إليها الكثير من رؤساء المحافل الماسونية الغربية، [/COLOR]
وكتب الشيخ «محمد الغزالي» في كتابه «من ملامح الحق»، (إنه بعد مقتل «البنا» [COLOR="red"]وضعت الماسونية زعماء لحزب الإخوان المسلمين، وقالت لهم ادخلوا فيهم لتفسدوهم)، وأضاف الغزالي: «... فلم يشعر أحد بفراغ الميدان من الرجالات المقتدرة في الصف الأول من جماعة الإخوان المسلمين إلا يوم قُتل حسن البنا في الأربعين من عمره، لقد بدا الأقزام علي حقيقتهم بعد أن ولي الرجل الذي طالما سد عجزهم، وكان في الصفوف التالية من يصلحون بلا ريب لقيادة الجماعة اليتيمة، ولكن المتحاقدين الضعاف من أعضاء مكتب الإرشاد حلوا الأزمة، أو حلت بأسمائهم الأزمة بأن استقدمت الجماعة رجلاً غريباً عنها ليتولي قيادتها، وأكاد أوقن بأن من وراء هذا الاستقدام أصابع هيئات سرية عالمية أرادت تدويخ النشاط الإسلامي الوليد فتسللت من خلال الثغرات المفتوحة في كيان جماعة هذه حالها وصنعت ما صنعت. ولقد سمعنا الكثير مما قيل عن انتساب عدد من الماسون بينهم الأستاذ [COLOR="DarkGreen" نفسه لجماعة الإخوان ولكنني لا أعرف بالضبط، هل استطاعت هذه الهيئات الكافرة بالإسلام أن تخنق جماعة كبيرة علي النحو الذي فعلته، وربما كشف المستقبل أسرار هذه المأساة.)[/COLOR]؟ (ملامح الحق صفحة 263 كما ثبت المؤلف في المراجع).===================
تعرف على القرضاوي عن قرب
فعلى سبيل المثال لا الحصر إليكم بعض نماذج من فتاويه المضلة :
(1)
وإليك الأدلة: قال هداه الله: (أنا من المطالبين بالديمقراطية بوصفها الوسيلة الميسورة والمنضبطة، لتحقيق هدفنا في الحياة الكريمة)[1].
وقال – أيضا -: (إن جوهر الديمقراطية أن يختار للناس من يحكمهم ويسوس أمرهم، وألا يفرض عليهم رأي يكرهونه)[2].
ثم يضيف قائلاً: (الواقع إن الذي يتأمل جوهر الديمقراطية يجد أنه من صميم الإسلام)[3].
وهذا القول بمنأى عن الصواب فما ذكره الشيخ هو مظهر من مظاهر الديمقراطية، وإنما الديمقراطية هي – في جوهرها – رفض (الثيوقراطية) أي سلطة الدين والحكم باسم الله في الأرض. فهي الوجه الآخر للعلمانية)[4].
وما دام الشيخ يؤمن بالديمقراطية فهو لا شك يؤمن بملحقاتها وهي قيام الأحزاب راجع في هذا الكتاب : فصل
(2) يوسف القرضاوي يؤمن بقيام الأحزاب:
يقول – هداه الله -: (رأيي الذي أعلنه من سنين في محاضرات عامة، ولقاءات خاصة: أنه لا يوجد مانع شرعي من وجود أكثر من حزب سياسي داخل الدولة إذ المنع الشرعي يحتاج إلى نص ولا نص)[5].
هذه الأحزاب التي يطالب بها الشيخ بقيامها عامل مهم في تفريق الأمة والله تبارك وتعالى يقول: (وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ)[6] ويقول: (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ)[7].
(3) يوسف القرضاوي يؤيد الاختلاط:
قال – غفر الله له -: (دخلت معجمنا الحديث كلمات أصبح لها دلالات لم تكن لها من قبل، من ذلك كلمة “الاختلاط” بين الرجل والمرأة)[8].
ثم قال: (والخلاصة: أن اللقاء بين بالرجال والنساء في ذاته إذن ليس محرماً، بل هو جائز أو مطلوب إذا كان القصد منه المشاركة في هدف نبيل، من عمل صالح، أو مشروع خير، أو جهاد لازم، أو غير ذلك)[9].
وقال أيضاً -: (أود أن أقول هنا بصراحة: إن العمل الإسلامي قد تسربت إليه أفكار متشددة غدت هي التي تحكم العلاقة بين الرجال والنساء، وتأخذ بأشد الأقوال تضييقاً في هذه المسألة)[10].
الرد على المضل القرضاوي : اختلاط الرجال بالنساء محرم و الأدلة كثيرة و منها حديث أسيد الأنصاري: أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول وهو خارج من المسجد فاختلط الرجال مع النساء في الطريق. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للنساء: “استأخرن فإنه ليس لكن أن تحققن الطريق. عليكن بحافات الطريق” فكانت المرأة تلتصق بالجدار حتى إن ثوبها ليتعلق بالجدار من لصوقها به . أخرجه أبو داود وغيره و حسنه الألباني ، وعن أم سلمة قالت إن النساء في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كن إذا سلمن من المكتوبة قمن وثبت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن صلى من الرجال ما شاء الله فإذا قام رسول الله صلى الله عليه وسلم قام الرجال . رواه البخاري .
(4) القرضاوي يُجوز تمثيل المرأة المسلمة:
قال – هداه الله -: (إن اشتراك المرأة المسلمة في التمثيل أمرٌ ضروري لابد منه)[11] ثم ذكر شروطاً لهذا التمثيل تثير الضحك من العامة فضلاً عن أهل العلم يقول القرضاوي: ولاشتراك المرأة في التمثيل عدد من الضوابط أهمها:
1) أن يكون أشتراكها ضرورياً.
2) أن تظهر بلباس الإسلام ولا تظهر المساحيق.
3) أن يراعي المخرج والمصور عدم إبراز مفاتنها، والتركيز عليها في التصوير.
4) أن تتفوه بالكلام الحسن وتبتعد عن الفاحش.[12]
(5) القرضاوي يقول بجواز سماع الأغاني:
قال القرضاوي – هداه الله -: (من اللهو الذي تستريح إليه النفوس وتطرب له القلوب، وتنعم به الأذان: الغناء وقد أباحه الإسلام ما لم يشمل على فحش أو خناء أو تحريض على إثم ولا بأس أن تصاحبه الموسيقى الغير المثيرة)[13][14].
والجواب عليه: والصواب هو تحريم الأغاني ويكفي طالب الحق حديثاً واحداً قال رسول الله ث: “ليكونن من أمتي اقوام يستلحون الحِرَ[15] والحرير والخمر والمعازف”[16].
قول القرضاوي : (( نريد من الفكر الجديد أن يهيل التراب على المشكلات التاريخية التي شغلت الفكر الإسلامي في وقت من الأوقات ، وبددت طاقته في غير طائل : مشكلة الذات والصفات ؛ هل الصفات هي عين الذات أو غيرها ؟ أو هي لا عين ولا غير ؟ مشكلة خلق القرآن وما ترتب عليها من محنة لأئمة الإسلام ، المبالغة في الكلام حول التأويل وعدمه بين السلف والخلف ، والطعن على الأشاعرة والماتريدية ومن وافقهم على نهجهم من رجال الجامعات الدينية في العالم الإسلامي : الأزهر ، والزيتونة ، والقرويين ، و ديوبند ، وغيرها )) [ أولويات الحركة الإسلامية : ص 100 ]
( 6) القرضاوي يُفتي لفنانة بالغناء أمام الرجال ،
القرضاوي يستمع بنفسه هو و زوجته وسط الرجال و النساء لغناء امرأة بمصاحبة الموسيقي :
فقد حصلت الفنانة الفلسطينية ميس شلش علي فتوي شفهية منالدكتور القرضاوي تجيز لها فيها إنشاد الأغاني أمام الجمهور من الرجال وتسجيلها عليأشرطة الكاسيت، وذلك في لقاء بينهما حضرته أمها الاثنين الماضي بمكناس.
وأضافت الشابة شلش، وهي من مواليد 1989، أن القرضاوي ابلغها ان صوتالمرأة ليس عورة، وان غناءها أمام جمهور الناس من الرجال والنساء ليس حراما ما دامتملتزمة بعدم إخضاع القول حتي لا يطمع الذي في قلبه مرض ، وما دام همها هو خدمةقضايا الأمة ،
و أعضاء من حركة التوحيد والإصلاح وقياديون من حزب العدالة والتنمية.
ولم يقتصر اللقاء بين ميس شلش والقرضاوي علي الفتوي، بل تعداه إلي تطبيق عملي، أنشدت فيه شلش في زي شرعي محتشم أمام الشيخ والحاضرين، بدون إيقاع أغنية بدأتها بـ أنا صوت الانتفاضة، ما يعلي علي صوتي صوت… أنا وصية الشهيد علي تراب الوطن عشت الموت تاركة بعض الحاضرين يغرقون في دموعهم،قبل أن تنشد أغنية أخري بالإيقاع الموسيقي صبت في نفس الموضوع وكان أخوها وراء آلة الأورغ الموسيقية.
المصادر
—————–
[13] “الحلال والحرام” للقرضاوي ( ص 391).
[14] أجرت “مجلة الراية” حوارا مع القرضاوي في عددها (597) الصادر في 20 جمادي الأولى 1419، جاء في ذلك الحوار أن المحاور قال في أثناء حواره للقرضاوي: (وتناهى إلى سمعي صوت غناء قادم من داخل منزل الشيخ القرضاوي فضحكت وأنا أقول لمن يستمع الشيخالقرضاوي)؟ فأجاب بقوله: (الحقيقة أنا مشغول عن سماع الغناء لكني أستمع إلى عبدالوهاب وهو يغني (البُلبُل) أو (يا سماء الشرق جُودي بالضياء) أو (أخي جاوز الظالمون المدى) واستمع أحياناً إلى أم كلثوم في (نهج البُردة) أو (سلوا لُىَّ سلا وتابا) واستمع بحب وأتأثر بشدة بصوت فائزة أحمد خاصة وهي تغني الأغنيات الخاصة بالأسرة (ست الحبايب)، و(يا حبيبي ياخويا ويا بو عيالي) و(بيت العز يا بتنا على بابك عنبتنا) وهذه أغنية لطيفة جداً إلى أن قال: صوت فائزة أحمد وهي تغني (ست الحبايب) ليست فيه إثارة، صوت شادية وهي تغني (يا دبلة الخطوبة عقبى لنا كلنا يا معباني يا غالي) فهذه أغنية نسمعها في الأفراح والأعراس. وايضاً فيروز احب سماعها في أغنية (القدس) واغنية (مكة) لكن لا أتابعها في الأغاني العاطفية ليس لأنها حرام وإنما لأنني مشغول)!==
أما بعد؛ فقد اطلعت على رسالة الشيخ يوسف القرضاوي لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله ووفقه لما فيه رضاه بشأن عضوية النساء في مجلس الشورى وترشحهن وتصويتهن في المجالس البلدية المنشورة في شبكة المعلومات، وأعلق على ما جاء في الرسالة بما يلي:
1. قال في رسالته: ((لقد ابتسمت ثغور المسلمين، وانشرحت صدور المؤمنين، وسعدنا وسعد الكثيرون بتصريحكم الحكيم، ورأيكم الرشيد حول السماح للمرأة بالترشح في كل من المجالس البلدية والمحلية، ومجلس الشورى))
أقول: الحقيقة أن الذين حصل لهم السرور والابتهاج المنوَّه به هم الغربيون والتغريبيون، فقد سبقوا الشيخ يوسف إلى الترحيب بذلك كما تناقلته وسائل الإعلام، وأما الغالبية العظمى من الشعب السعودي الحريصون على حراسة الفضيلة وعلى استمرار نسائها على الاحتشام والابتعاد عن أسباب فتنة النساء والافتتان بهن فقد تألموا لذلك.
2. وقال بعدما تقدم: ((بالإضافة إلى ما سمعناه في 19 رمضان في مكة المكرمة من المشروعات المستقبلية لكم في توسيع الحرمين الشريفين، والإضافة إليهما، إلى عدد من المشروعات الكبيرة))
أقول: مما يؤسف له أن هذه المشاريع العظيمة والإصلاحات المتنوعة التي يفرح بها كل مسلم جاءت في رسالة الشيخ يوسف مؤخرة غير مقدمة وتابعة غير متبوعة فكان ذكرها عَرضاً وتبعاً، وقد سبقها بسنوات إصلاحات مهمة من خادم الحرمين من أبرزها افتتاح الجامعات في جميع مناطق المملكة وبعض مدنها مما يسَّر لطلابها الدراسة عند أهليهم دون حاجة إلى سفر، ولم نسمع عن الشيخ تنويها بشيء من ذلك.
تعرف على القرضاوي عن قرب
فعلى سبيل المثال لا الحصر إليكم بعض نماذج من فتاويه المضلة :
(1)
وإليك الأدلة: قال هداه الله: (أنا من المطالبين بالديمقراطية بوصفها الوسيلة الميسورة والمنضبطة، لتحقيق هدفنا في الحياة الكريمة)[1].
وقال – أيضا -: (إن جوهر الديمقراطية أن يختار للناس من يحكمهم ويسوس أمرهم، وألا يفرض عليهم رأي يكرهونه)[2].
ثم يضيف قائلاً: (الواقع إن الذي يتأمل جوهر الديمقراطية يجد أنه من صميم الإسلام)[3].
وهذا القول بمنأى عن الصواب فما ذكره الشيخ هو مظهر من مظاهر الديمقراطية، وإنما الديمقراطية هي – في جوهرها – رفض (الثيوقراطية) أي سلطة الدين والحكم باسم الله في الأرض. فهي الوجه الآخر للعلمانية)[4].
وما دام الشيخ يؤمن بالديمقراطية فهو لا شك يؤمن بملحقاتها وهي قيام الأحزاب راجع في هذا الكتاب : فصل
(2) يوسف القرضاوي يؤمن بقيام الأحزاب:
يقول – هداه الله -: (رأيي الذي أعلنه من سنين في محاضرات عامة، ولقاءات خاصة: أنه لا يوجد مانع شرعي من وجود أكثر من حزب سياسي داخل الدولة إذ المنع الشرعي يحتاج إلى نص ولا نص)[5].
هذه الأحزاب التي يطالب بها الشيخ بقيامها عامل مهم في تفريق الأمة والله تبارك وتعالى يقول: (وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ)[6] ويقول: (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ)[7].
(3) يوسف القرضاوي يؤيد الاختلاط:
قال – غفر الله له -: (دخلت معجمنا الحديث كلمات أصبح لها دلالات لم تكن لها من قبل، من ذلك كلمة “الاختلاط” بين الرجل والمرأة)[8].
ثم قال: (والخلاصة: أن اللقاء بين بالرجال والنساء في ذاته إذن ليس محرماً، بل هو جائز أو مطلوب إذا كان القصد منه المشاركة في هدف نبيل، من عمل صالح، أو مشروع خير، أو جهاد لازم، أو غير ذلك)[9].
وقال أيضاً -: (أود أن أقول هنا بصراحة: إن العمل الإسلامي قد تسربت إليه أفكار متشددة غدت هي التي تحكم العلاقة بين الرجال والنساء، وتأخذ بأشد الأقوال تضييقاً في هذه المسألة)[10].
الرد على المضل القرضاوي : اختلاط الرجال بالنساء محرم و الأدلة كثيرة و منها حديث أسيد الأنصاري: أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول وهو خارج من المسجد فاختلط الرجال مع النساء في الطريق. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للنساء: “استأخرن فإنه ليس لكن أن تحققن الطريق. عليكن بحافات الطريق” فكانت المرأة تلتصق بالجدار حتى إن ثوبها ليتعلق بالجدار من لصوقها به . أخرجه أبو داود وغيره و حسنه الألباني ، وعن أم سلمة قالت إن النساء في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كن إذا سلمن من المكتوبة قمن وثبت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن صلى من الرجال ما شاء الله فإذا قام رسول الله صلى الله عليه وسلم قام الرجال . رواه البخاري .
(4) القرضاوي يُجوز تمثيل المرأة المسلمة:
قال – هداه الله -: (إن اشتراك المرأة المسلمة في التمثيل أمرٌ ضروري لابد منه)[11] ثم ذكر شروطاً لهذا التمثيل تثير الضحك من العامة فضلاً عن أهل العلم يقول القرضاوي: ولاشتراك المرأة في التمثيل عدد من الضوابط أهمها:
1) أن يكون أشتراكها ضرورياً.
2) أن تظهر بلباس الإسلام ولا تظهر المساحيق.
3) أن يراعي المخرج والمصور عدم إبراز مفاتنها، والتركيز عليها في التصوير.
4) أن تتفوه بالكلام الحسن وتبتعد عن الفاحش.[12]
(5) القرضاوي يقول بجواز سماع الأغاني:
قال القرضاوي – هداه الله -: (من اللهو الذي تستريح إليه النفوس وتطرب له القلوب، وتنعم به الأذان: الغناء وقد أباحه الإسلام ما لم يشمل على فحش أو خناء أو تحريض على إثم ولا بأس أن تصاحبه الموسيقى الغير المثيرة)[13][14].
والجواب عليه: والصواب هو تحريم الأغاني ويكفي طالب الحق حديثاً واحداً قال رسول الله ث: “ليكونن من أمتي اقوام يستلحون الحِرَ[15] والحرير والخمر والمعازف”[16].
قول القرضاوي : (( نريد من الفكر الجديد أن يهيل التراب على المشكلات التاريخية التي شغلت الفكر الإسلامي في وقت من الأوقات ، وبددت طاقته في غير طائل : مشكلة الذات والصفات ؛ هل الصفات هي عين الذات أو غيرها ؟ أو هي لا عين ولا غير ؟ مشكلة خلق القرآن وما ترتب عليها من محنة لأئمة الإسلام ، المبالغة في الكلام حول التأويل وعدمه بين السلف والخلف ، والطعن على الأشاعرة والماتريدية ومن وافقهم على نهجهم من رجال الجامعات الدينية في العالم الإسلامي : الأزهر ، والزيتونة ، والقرويين ، و ديوبند ، وغيرها )) [ أولويات الحركة الإسلامية : ص 100 ]
( 6) القرضاوي يُفتي لفنانة بالغناء أمام الرجال ،
القرضاوي يستمع بنفسه هو و زوجته وسط الرجال و النساء لغناء امرأة بمصاحبة الموسيقي :
فقد حصلت الفنانة الفلسطينية ميس شلش علي فتوي شفهية منالدكتور القرضاوي تجيز لها فيها إنشاد الأغاني أمام الجمهور من الرجال وتسجيلها عليأشرطة الكاسيت، وذلك في لقاء بينهما حضرته أمها الاثنين الماضي بمكناس.
وأضافت الشابة شلش، وهي من مواليد 1989، أن القرضاوي ابلغها ان صوتالمرأة ليس عورة، وان غناءها أمام جمهور الناس من الرجال والنساء ليس حراما ما دامتملتزمة بعدم إخضاع القول حتي لا يطمع الذي في قلبه مرض ، وما دام همها هو خدمةقضايا الأمة ،
و أعضاء من حركة التوحيد والإصلاح وقياديون من حزب العدالة والتنمية.
ولم يقتصر اللقاء بين ميس شلش والقرضاوي علي الفتوي، بل تعداه إلي تطبيق عملي، أنشدت فيه شلش في زي شرعي محتشم أمام الشيخ والحاضرين، بدون إيقاع أغنية بدأتها بـ أنا صوت الانتفاضة، ما يعلي علي صوتي صوت… أنا وصية الشهيد علي تراب الوطن عشت الموت تاركة بعض الحاضرين يغرقون في دموعهم،قبل أن تنشد أغنية أخري بالإيقاع الموسيقي صبت في نفس الموضوع وكان أخوها وراء آلة الأورغ الموسيقية.
المصادر
—————–
[13] “الحلال والحرام” للقرضاوي ( ص 391).
[14] أجرت “مجلة الراية” حوارا مع القرضاوي في عددها (597) الصادر في 20 جمادي الأولى 1419، جاء في ذلك الحوار أن المحاور قال في أثناء حواره للقرضاوي: (وتناهى إلى سمعي صوت غناء قادم من داخل منزل الشيخ القرضاوي فضحكت وأنا أقول لمن يستمع الشيخالقرضاوي)؟ فأجاب بقوله: (الحقيقة أنا مشغول عن سماع الغناء لكني أستمع إلى عبدالوهاب وهو يغني (البُلبُل) أو (يا سماء الشرق جُودي بالضياء) أو (أخي جاوز الظالمون المدى) واستمع أحياناً إلى أم كلثوم في (نهج البُردة) أو (سلوا لُىَّ سلا وتابا) واستمع بحب وأتأثر بشدة بصوت فائزة أحمد خاصة وهي تغني الأغنيات الخاصة بالأسرة (ست الحبايب)، و(يا حبيبي ياخويا ويا بو عيالي) و(بيت العز يا بتنا على بابك عنبتنا) وهذه أغنية لطيفة جداً إلى أن قال: صوت فائزة أحمد وهي تغني (ست الحبايب) ليست فيه إثارة، صوت شادية وهي تغني (يا دبلة الخطوبة عقبى لنا كلنا يا معباني يا غالي) فهذه أغنية نسمعها في الأفراح والأعراس. وايضاً فيروز احب سماعها في أغنية (القدس) واغنية (مكة) لكن لا أتابعها في الأغاني العاطفية ليس لأنها حرام وإنما لأنني مشغول)!==
أما بعد؛ فقد اطلعت على رسالة الشيخ يوسف القرضاوي لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله ووفقه لما فيه رضاه بشأن عضوية النساء في مجلس الشورى وترشحهن وتصويتهن في المجالس البلدية المنشورة في شبكة المعلومات، وأعلق على ما جاء في الرسالة بما يلي:
1. قال في رسالته: ((لقد ابتسمت ثغور المسلمين، وانشرحت صدور المؤمنين، وسعدنا وسعد الكثيرون بتصريحكم الحكيم، ورأيكم الرشيد حول السماح للمرأة بالترشح في كل من المجالس البلدية والمحلية، ومجلس الشورى))
أقول: الحقيقة أن الذين حصل لهم السرور والابتهاج المنوَّه به هم الغربيون والتغريبيون، فقد سبقوا الشيخ يوسف إلى الترحيب بذلك كما تناقلته وسائل الإعلام، وأما الغالبية العظمى من الشعب السعودي الحريصون على حراسة الفضيلة وعلى استمرار نسائها على الاحتشام والابتعاد عن أسباب فتنة النساء والافتتان بهن فقد تألموا لذلك.
2. وقال بعدما تقدم: ((بالإضافة إلى ما سمعناه في 19 رمضان في مكة المكرمة من المشروعات المستقبلية لكم في توسيع الحرمين الشريفين، والإضافة إليهما، إلى عدد من المشروعات الكبيرة))
أقول: مما يؤسف له أن هذه المشاريع العظيمة والإصلاحات المتنوعة التي يفرح بها كل مسلم جاءت في رسالة الشيخ يوسف مؤخرة غير مقدمة وتابعة غير متبوعة فكان ذكرها عَرضاً وتبعاً، وقد سبقها بسنوات إصلاحات مهمة من خادم الحرمين من أبرزها افتتاح الجامعات في جميع مناطق المملكة وبعض مدنها مما يسَّر لطلابها الدراسة عند أهليهم دون حاجة إلى سفر، ولم نسمع عن الشيخ تنويها بشيء من ذلك.
3. وقال: ((وإني إذ أبعث إليكم بتهنئتي هذه وتعبيري عن مدى فرحي وتقديري لتصريحاتكم وقراراتكم، لأرجو من الله أن يكون خير البلاد والعباد على أيديكم، وأن يتم في بلدكم العزيز السماح للمرأة المسلمة بمزاولة القيادة واستقلال السيارة بالضوابط الشرعية كغيرها في بلاد المسلمين))
أقول: عبَّر في هذه الفقرة عن مدى فرحه بما فرح به خصوصاً كما عبَّر في الفقرة الأولى عن فرح غيره من أمثاله عموما، أما أنا فيعلم الله أنني فوجئت بسماع النبأ وحزنت له حزناً شديداً وسألت الله عز وجل أن يحفظ بلاد الحرمين حكومةً وشعباً من كل شر وأن يوفقها لكل خير، وقد زاد الطين بلة بتمنيه ورغبته في أن تقود المرأة السيارة في هذه البلاد بالضوابط الشرعية كغيرها في بلاد المسلمين، فهل يريد الشيخ يوسف أن تكون المرأة في مكة والمدينة وغيرهما من بلاد الحرمين مثل غيرها في البلاد الأخرى وهو يعلم أن أول امرأة مسلمة في مصر كشفت وجهها هدى شعراوي في القرن الماضي؟! وقد لا يخفى عليه أن أول كشفٍ للوجه من امرأة مسلمة حصل في بلاد الشام من وكيلة مدرسة ثانوية في القرن الماضي كما جاء في ذكريات الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله (5/226)، وبعد مضي عشرات السنين آل أمر النساء في مصر والشام إلى ما هو مشاهد ومعاين من التبرج والسفور في هذه الجاهلية الجديدة بأسوأ مما كانت عليه في الجاهلية الأولى التي قال الله عز وجل فيها: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى)، وأما الضوابط الشرعية التي ذكرها الشيخ يوسف والتي يدندن حولها التغريبيون فلا تعدو عند الانفلات وانفراط العقد أن تكون حبراً على ورق.
. وقال: ((إن الحرام ما حرمه الله في كتابه، أو على لسان نبيه نصا صريحا، والحلال كذلك، والأصل في الأشياء أنها حلال ما لم يرد إلينا نص صريح بتحريمه))
أقول: من المعلوم أن شريعة الله كاملة مستوعبة لكل ما يحتاج إليه العباد، وذلك بنصوصها وعموماتها وقواعدها؛ ففي صحيح البخاري (5598) عن أبي الجويرية قال: ((سألت ابن عباس عن الباذق، فقال: سبق محمد صلى الله عليه وسلم الباذق، فما أسكر فهو حرام، قال: الشراب الحلال الطيب، قال: ليس بعد الحلال الطيب إلاّ الحرام الخبيث))، والباذق نوع من الأشربة، والمعنى أن الباذق لم يكن في زمنه صلى الله عليه وسلم ، ولكن ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم مستوعب له وغيره، وذلك في عموم قوله صلى الله عليه وسلم: ((ما أسكر فهو حرام))، فإن عموم هذا الحديث يدل على أن كل مسكر مما كان في زمنه صلى الله عليه وسلم أو وجد بعد زمنه ـ سواء كان سائلاً أو جامداً ـ فهو حرام، وأن ما لم يكن كذلك فهو حلال.
أقول: عبَّر في هذه الفقرة عن مدى فرحه بما فرح به خصوصاً كما عبَّر في الفقرة الأولى عن فرح غيره من أمثاله عموما، أما أنا فيعلم الله أنني فوجئت بسماع النبأ وحزنت له حزناً شديداً وسألت الله عز وجل أن يحفظ بلاد الحرمين حكومةً وشعباً من كل شر وأن يوفقها لكل خير، وقد زاد الطين بلة بتمنيه ورغبته في أن تقود المرأة السيارة في هذه البلاد بالضوابط الشرعية كغيرها في بلاد المسلمين، فهل يريد الشيخ يوسف أن تكون المرأة في مكة والمدينة وغيرهما من بلاد الحرمين مثل غيرها في البلاد الأخرى وهو يعلم أن أول امرأة مسلمة في مصر كشفت وجهها هدى شعراوي في القرن الماضي؟! وقد لا يخفى عليه أن أول كشفٍ للوجه من امرأة مسلمة حصل في بلاد الشام من وكيلة مدرسة ثانوية في القرن الماضي كما جاء في ذكريات الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله (5/226)، وبعد مضي عشرات السنين آل أمر النساء في مصر والشام إلى ما هو مشاهد ومعاين من التبرج والسفور في هذه الجاهلية الجديدة بأسوأ مما كانت عليه في الجاهلية الأولى التي قال الله عز وجل فيها: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى)، وأما الضوابط الشرعية التي ذكرها الشيخ يوسف والتي يدندن حولها التغريبيون فلا تعدو عند الانفلات وانفراط العقد أن تكون حبراً على ورق.
. وقال: ((إن الحرام ما حرمه الله في كتابه، أو على لسان نبيه نصا صريحا، والحلال كذلك، والأصل في الأشياء أنها حلال ما لم يرد إلينا نص صريح بتحريمه))
أقول: من المعلوم أن شريعة الله كاملة مستوعبة لكل ما يحتاج إليه العباد، وذلك بنصوصها وعموماتها وقواعدها؛ ففي صحيح البخاري (5598) عن أبي الجويرية قال: ((سألت ابن عباس عن الباذق، فقال: سبق محمد صلى الله عليه وسلم الباذق، فما أسكر فهو حرام، قال: الشراب الحلال الطيب، قال: ليس بعد الحلال الطيب إلاّ الحرام الخبيث))، والباذق نوع من الأشربة، والمعنى أن الباذق لم يكن في زمنه صلى الله عليه وسلم ، ولكن ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم مستوعب له وغيره، وذلك في عموم قوله صلى الله عليه وسلم: ((ما أسكر فهو حرام))، فإن عموم هذا الحديث يدل على أن كل مسكر مما كان في زمنه صلى الله عليه وسلم أو وجد بعد زمنه ـ سواء كان سائلاً أو جامداً ـ فهو حرام، وأن ما لم يكن كذلك فهو حلال.
ومن قواعدها المشهورة قاعدة سد الذرائع إلى المحرمات، وقد أورد شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه ((بيان الدليل على بطلان التحليل)) (ص283) ثلاثين دليلاً على اعتبار هذه القاعدة، وأوصلها ابن القيم في كتابه ((إعلام الموقعين)) (3/149ـ171) إلى تسعة وتسعين دليلاً، منها قوله: ((الوجه الحادي عشر: أنه صلى الله عليه وسلم حرَّم الخلوة بالأجنبية ولو في إقراء القرآن، والسفر بها ولو في الحج وزيارة الوالدين؛ سداً لذريعة ما يحاذر من الفتنة وغلبات الطباع، الوجه الثاني عشر: أن الله تعالى أمر بغض البصر وإن كان إنما يقع على محاسن الخلقة والتفكر في صنع الله؛ سدا لذريعة الإرادة والشهوة المفضية إلى المحظور))، ومنها قوله: ((الوجه السابع والخمسون: أنه نهى المرأة إذا خرجت إلى المسجد أن تتطيب أو تصيب بخوراً؛ وذلك لأنه ذريعة إلى ميل الرجال وتشوُّفهم إليها؛ فإن رائحتها وزينتها وصورتها وإبداء محاسنها تدعو إليها، فأمرها أن تخرج تفلة وأن لا تتطيب، وأن تقف خلف الرجال، وأن لا تسبح في الصلاة إذا نابها شيء، بل تصفق ببطن كفها على ظهر الأخرى، كل ذلك سداً للذريعة وحماية عن المفسدة))، وقد كتبت في ذلك كلمة بعنوان: ((قاعدة سد الذرائع إلى المحرمات ومقاومتها من هواة الانفلات المتبعين الشهوات)) نشرت في 14/11/1431هـ، وقيادة المرأة السيارة يقودها إلى أن تذهب بسيارتها متى شاءت من ليل أو نهار وتختلط بمن شاءت وتدخل على من شاءت وتسافر بغير محرم وغير ذلك من المحاذير، وقد كتبت في هذا الموضوع رسالة بعنوان: ((لماذا لا تقود المرأة السيارة في المملكة العربية السعودية؟!)) ذكرت فيها فتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء وفتوى الشيخين الجليلين عبد العزيز بن باز ومحمد بن عثيمين رحمهما الله في منع ذلك، وهما من العلماء الربانيين الذين تطمئن النفوس المؤمنة إلى فتاواهم، وأخذ ولاة الأمور بها أولى من الالتفات إلى كلام الشيخ القرضاوي وأمثاله، وقد كتبت في ذلك أيضاً كلمة بعنوان: ((قيادة المرأة السيارة يقودها إلى الانفلات)) نشرت في 8/7/1430هـ.
. لقيت رسالة الشيخ القرضاوي قبولاً في الديوان الملكي، ولهذا جاء الرد عليها سريعاً وهو منشور معها في شبكة المعلومات، وأما رسائلي الثمان التي بعثت بها إلى خادم الحرمين حفظه الله في انفلات النساء والتي أشرت إليها في كلمة ((إن هدى الله هو الهدى فماذا بعد الحق إلا الضلال يا دعاة التغريب؟!)) والتي نشرت في 19/12/1432هـ فلا أدري عن مصيرها وما فُعل بها في الديوان، والله المستعان وإليه المشتكى.
. لقيت رسالة الشيخ القرضاوي قبولاً في الديوان الملكي، ولهذا جاء الرد عليها سريعاً وهو منشور معها في شبكة المعلومات، وأما رسائلي الثمان التي بعثت بها إلى خادم الحرمين حفظه الله في انفلات النساء والتي أشرت إليها في كلمة ((إن هدى الله هو الهدى فماذا بعد الحق إلا الضلال يا دعاة التغريب؟!)) والتي نشرت في 19/12/1432هـ فلا أدري عن مصيرها وما فُعل بها في الديوان، والله المستعان وإليه المشتكى.
6. الشيخ القرضاوي من علماء الإخوان المسلمين، وقد قال عن حزبهم مؤسسه الشيخ حسن البنا رحمه الله مخاطباً أتباعه: ((فدعوتُكم أحقُّ أن يأتيها الناس ولا تأتي أحداً ... إذ هي جِماعُ كلِّ خير، وغيرها لا يسلم من النقص!!)). (مذكرات الدعوة والداعية ص 232، ط. دار الشهاب)، وقال أيضاً: ((وموقفنا من الدعوات المختلفة التي طغت في هذا العصر ففرَّقت القلوبَ وبلبلت الأفكار، أن نزنها بميزان دعوتنا، فما وافقها فمرحباً به، وما خالفها فنحن براء منه، ونحن مؤمنون بأنَّ دعوتنا عامة لا تغادر جزءاً صالحاً من أيَّة دعوة إلا ألمت به وأشارت إليه !!!)) (مجموعة رسائل حسن البنا ص240، ط. دار الدعوة سنة 1411هـ)، وبمقتضى كلام مؤسس هذه الحزب الذي تبرأ فيه ممن لا يوافقهم فإنه لا تلاقي بين دعوتهم والدعوة السلفية التي قامت عليها الدولة السعودية وهي تحكيم الكتاب والسنة وفقاً لما كان عليه سلف الأمة، ومن مهمات حزبهم الوصول إلى السلطة ولم يظفروا بها، وأما الدولة السعودية فقد مضى على تأسيسها على يد الإمام محمد بن سعود بتأييد وتسديد من الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمهما الله ما يقرب من ثلاثة قرون، فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض، وليس لعُبَّاد أصحاب القبور الذين يدعونهم ويستغيثون بهم ويسألونهم قضاء الحاجات وكشف الكربات ـ فيما أعلم ـ نصيب من دعوة الإخوان المسلمين، ومثلهم جماعة التبليغ إلا أنهم لا دعوة لهم إلى انفلات النساء.
7. لما حصلت المظاهرات في بعض البلاد العربية في هذا العام فرح بها الإخوان المسلمون وأصدرت لجنة الفتوى عندهم في مصر فتوى بتأييدها، وقد رد عليها الدكتور عبد العزيز السعيد في كتابه ((النقض على مجوزي المظاهرات والاعتصامات))، وكان الشيخ يوسف القرضاوي من مؤيديها، وبمناسبة تلك الأحداث تحرى دعاة التغريب المتبعون الشهوات في البلاد السعودية شراً، فحصل منهم كتابات تنادي باتخاذ إصلاحات في بلاد الحرمين تتفق مع أهوائهم، ومنها أن تكون الدولة دستورية وفقاً لما عليه الدولة البريطانية! وفيهم من يدعو في كتابته إلى انفلات النساء، ومما كُتب بهذه المناسبة رسالة موجهة إلى خادم الحرمين عنوانها: ((نحو دولة الحقوق والمؤسسات))، ومن بين الموقعين عليها أحد زملاء الشيخ يوسف في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين المزعوم صاحب ((الإسلام اليوم))، ولو كتب الشيخ يوسف لخادم الحرمين تأييداً وتثبيتا في هذه المناسبة لكان أولى من كتابته فيما يتعلق بأمر النساء، وقد كتبت بهذه المناسبة كلمتين بعنوان: ((خطورة الإفساد في بلاد الحرمين بعد إصلاحها)) و((من أسوأ المفسدين في بلاد الحرمين تركي الحمد)) نشرتا في 3 و 4/4/1432هـ، وأيضاً كلمة بعنوان: ((الأحداث الأخيرة أظهرت لولاة بلاد الحرمين الناصح والماكر والعدو والصديق)) نشرت في 30/6/1432هـ.
7. لما حصلت المظاهرات في بعض البلاد العربية في هذا العام فرح بها الإخوان المسلمون وأصدرت لجنة الفتوى عندهم في مصر فتوى بتأييدها، وقد رد عليها الدكتور عبد العزيز السعيد في كتابه ((النقض على مجوزي المظاهرات والاعتصامات))، وكان الشيخ يوسف القرضاوي من مؤيديها، وبمناسبة تلك الأحداث تحرى دعاة التغريب المتبعون الشهوات في البلاد السعودية شراً، فحصل منهم كتابات تنادي باتخاذ إصلاحات في بلاد الحرمين تتفق مع أهوائهم، ومنها أن تكون الدولة دستورية وفقاً لما عليه الدولة البريطانية! وفيهم من يدعو في كتابته إلى انفلات النساء، ومما كُتب بهذه المناسبة رسالة موجهة إلى خادم الحرمين عنوانها: ((نحو دولة الحقوق والمؤسسات))، ومن بين الموقعين عليها أحد زملاء الشيخ يوسف في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين المزعوم صاحب ((الإسلام اليوم))، ولو كتب الشيخ يوسف لخادم الحرمين تأييداً وتثبيتا في هذه المناسبة لكان أولى من كتابته فيما يتعلق بأمر النساء، وقد كتبت بهذه المناسبة كلمتين بعنوان: ((خطورة الإفساد في بلاد الحرمين بعد إصلاحها)) و((من أسوأ المفسدين في بلاد الحرمين تركي الحمد)) نشرتا في 3 و 4/4/1432هـ، وأيضاً كلمة بعنوان: ((الأحداث الأخيرة أظهرت لولاة بلاد الحرمين الناصح والماكر والعدو والصديق)) نشرت في 30/6/1432هـ.
وفي ختام هذه الكلمة أوصي الشيخ يوسف القرضاوي بأن يتقي الله في نفسه وفي غيره ممن يصغون إلى كلامه وأن يعنى بحراسة الفضيلة وأن لا يحصل منه فتاوى أو كلمات يلحق بها الضرر بغيره وتعود تبعاتها عليه في الدنيا والآخرة، وأسأل الله عز وجل أن يوفقنا وإياه وسائر طلبة العلم إلى تحصيل العلم النافع والعمل الصالح، وأن يعيذ الجميع من العلم الذي لا ينفع الذي يكون حجة على صاحبه لا له، وأن يوفق هذه البلاد وسائر بلاد المسلمين لكل خير وأن يقيها كل شر، إنه سميع مجيب==========
ثيقة اخوانية تشرح الفارق بين أفكار قطب و البنا .. فقه حسن البنا في التغيير قام علي الإصلاح المتدرج وفقه سيد قطب قام علي منهج الانقلاب الإسلامي
لم يؤثر في فكر جماعة الإخوان المسلمين ويحدد وجهتها الفكرية سوي اثنين من المفكرين رغم طول رحلة الجماعة الممتدة من القرن الماضي , بالتأكيد الأول هو مؤسس الجماعة الشهيد الراحل حسن البنا الذي سيطرت عليه النزعة الإسلامية منذ صغره وشغل همه تكوين جماعة اسلامية واعية تقود حركة النهضة الإسلامية التي أسسها في العصر الحديث جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده ورشيد رضا ثم جاء البنا تلميذا في مدرستهم ولكن لم يكتفي أن يسير علي نهج المدرسة الفكرية بشكل نخبوي ولتأثره بالحركة الصوفية في طفولته قرر أن يجعل هذه المدرسة الإسلامية الحديثة تنظيما له أتباعا ومريدين فأسس هو ورفاقه جماعة الإخوان المسلمين
المفكر الثاني الذي كان له عميق الأثر في فكر الإخوان هو سيد قطب الذي بدأ حياته مثقفا وأديبا وشاعرا ضمن جماعة " أبولوا " الأدبية وكان قطب تلميذا بارا للأديب محمود عباس العقاد ومنتميا في بداية حياتة لحزب الوفد ثم انتقل منه إلي حزب السعديين وفاءا لسعد زغلول إلي أن تطورت أفكاره بعد زيارته لأمريكا وتحوله للجانب الإسلامي من خلال كتابته الإسلامية " العدالة الإجتماعية في الإسلام " و " التصوير الفني للقرأن الكريم " حتي وجد أن الإخوان هم أقرب اليه وهو أقرب إليهم فانتمي للجماعة في عام 1953 وأصبح مسئولا عن قسم نشر الدعوة وتولي رئاسة تحرير جريدة الإخوان المسلمين الإسبوعية , واستمر قطب في مراجعة أفكاره حتي دخل السجن في 1954 علي أثر أول أزمة للإخوان مع عبدالناصر وتعرضه للتعذيب الشديد مما دعاه لاستخدام أساليب فكرية ربما كانت أقسي مما عرفته جماعة الاخوان وظهر ذلك جليا في كتابته من داخل السجن " هذا الدين " و " المستقبل لهذا الدين " والكتاب الأكثر جدلا في الفكر الإسلامي المعاصر " معالم علي الطريق " كما أنه عدل من تفسير القرأن في كتابه الأشهر " في ظلال القرأن " فعدل فيه 13 جزاء داخل سجنه
وأحدثت أفكار قطب انقلابا جذريا في جماعة الإخوان والتي كان أبرزها تكوين تنظيم 1965 الذي يختلف كليا عن منهج الإخوان في التغيير المتدرج عن طريق الإصلاح بل أصبحت أفكار قطب دستورا لأبناء الحركة الإسلامية الذين تبنوا العنف كمنهج للتغيير واتخاذهم كتابات قطب مرجعا فكريا أساسيا في معركتهم الجديدة
واختلف الباحثين والإخوان حول أفكار قطب حيث اعتبرها فريق كبير من الباحثين أنها تختلف عن أفكار حسن البنا وأنها لا تعبر عن جماعة الإخوان وشاركهم في هذا التصور القليل من أبناء الجماعة وعلي رأسهم العلامة الدكتور يوسف القرضاوي وعدد من تلامتذة من جيل السبعينات كالدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح والذين أبرزوا مسالب أفكار قطب وأوضحوا أن الجماعة رفضت هذه الأفكار من خلال كتاب "دعاة لا قضاة " الذي أخرجه مرشد الجماعة الثاني حسن الهضيبي
, بينما دافع الكثير من قيادات الإخوان عن فكر سيد قطب وخاصة الذي انتموا لتنظيم 1965 وحاولوا أن يبرروا مواقفه ويؤكدوا علي أن أفكاره هي من معين الجماعة
" الدستور " عثرت علي وثيقة علمية شديدة الأهمية كتبها أحد قيادات تنظيم 65 عن الفروق الفكرية بين منهج حسن البنا وسيد قطب , وهذه الوثيقة التي كتبها المهندس الراحل محمد الصروي
ضمن كتابه " محنة 1965 الزلزال والصحوة " وعرضها في فصل كامل بعنوان قضايا فكرية عن سيد قطب إلا أن لجنة المراجعة الفكرية عند الجماعة عندما راجعت الكتاب رأت أن تحذف منه الكثير من القصص والشهادات والأحداث التي يرويها "الصروي " باعتباره شاهدا وفاعلا في هذا التنظيم كما قررت حذف كل ما أورده "الصروي" في شكل مقارنات بين البنا وقطب واختذلت الفصل المشار اليه والذي كتبه" الصروي" في 77 صفحة إلي مبحث صغير في الكتاب ظهر في 7 صفحات فقط وحدث ذلك بموافقة الكاتب بدعوي عدم اثارة الشبهات لدي أعضاء الجماعة وصدر الكتاب في عام 2004 قبل وفاة الصروي بعام واحد وقدمه له الشيخ محمد عبدالله الخطيب عضو مكتب الإرشاد في حينه
إلا أن أحد أفراد أسرته والذي كان يساعد الصروي في الجمع والمراجعة أطلعنا علي النص الكامل للكتاب قبل تنقيحه أو حذف شهادة الصرواي علي قضايا فكرية وتنظيمية شديدة الأهمية والخطورة في تنظيم الإخوان في عهد عبدالناصر – والدستور تتحفظ علي النسخة الكاملة للكتاب لديها – ونشير هنا إلي أهم ما أورده الكاتب من فروقات فكرية ومنهجية بين العملاقين الإسلاميين حسن البنا وسيد قطب
فتحت عنوان " الاتجاه الإسلامي المحدد " كتب الصروي عن انتقال سيد قطب الي مدرسة الإخوان بشكل واضح ويقول أن أن حياته الفكرية مع " الإخوان المسلمين " تنقسم إلى مرحلتين :
المرحلة الأولى تبدأ منذ انتسابه في أواخر الأربعينات وحتى دخوله السجن عام 1954 , وهذه مرحلة فيها الغث وفيها السمين , ولعل خير ما يمثل هذه المرحلة كتاب " دراسات إسلامية ".
والمرحلة الثانية تبدأ منذ دخوله السجن , أو قل منذ ظهور كتابيه " هذا الدين " و " المستقبل لهذا الدين " كعلامة .. وحتى إعدامه عام 1966 , وهذه تعتبر مرحلة النضج الكامل , ولم يتخل ـ حين أعلن تخليه عن العديد من كتبه ـ عما كتبه في الفترة الواقعة بين سجنه وإعدامه . وإنما كان الأمر كذلك لان التقدم الفكري وصفاء التصور قد تكون لديه ـ بعون الله وتيسيره ـ بجهوده الشخصية , وليس معنى ذلك أنه لم يكن لحركة " الإخوان المسلمين " فضل عليه , فهذه الحركة هي التي أحيت فكرة العمل لإعادة الدولة الإسلامية , وأحيت معها جوا فكريا ضخما أثر على كافة المفكرين المسلمين في مصر بصورة ما , وبديهي أن تأثير هذه الحركة على أحد أبنائها كان اكبر من التأثير في بقية المفكرين الذين لم يعملوا مع الجماعة , إنما الذي نعنيه هو صفاء التصور ووضوح الميزان القائم على هذا التصور الصافي , فليس ثمة إنسان منصف ينكر أن سيد قطب قمة لا تطالها القمم المعاصرة جميعا في صفاء التصور ودقة ميزانه , ولا من ينكر أن ذلك لم يكن في أول أمره ..
ويقول الصروي لقد كان " قطب " معجبا جدا بحسن البنا وكان إعجابه يتركز - بصورة خاصة - على عبقرية البنا في ناحيتين , في البناء النفسي المتوازن لأعضاء الحركة , بإيجاد النسب المتكافئة بين العلم والروح والحركة من جهة , وبين المدارس الإسلامية " التخصصية " ـ كالصوفية والسلفية والمذهبية ـ من جهة ثانية والبناء التنظيمي للجماعة , وقد كان هذا البناء هو الأول من نوعه في العالم بالنسبة للعمل الجماعي المتجسد في صورة " حزب إسلامي ".
أما من الناحية الفكرية فيقول الصروي : " فلا ريب أن لسيد قطب تفرده , فهو ــ في رأينا ــ يمثل قمة النضج الفكري عند " الإخوان المسلمين " , بحيث يمكن أن يعتبر ظاهرة خاصة , لها طابعها المميز , ولا يعتبر مجرد استمرار لمدرسة البنا الفكرية , أو تلميذا متخرجا منها , كما ذهب إليه الأستاذ غازي التوبة ."
ويضيف الكاتب : " نعم إن سيد قطب استفاد من فكر " الإخوان المسلمين " الذي غذاه البنا ونماه , ويحتمل كثيرا أننا لم نكن لنجد سيد قطب " المفكر المسلم " لولا الإخوان المسلمون ولولا البنا ولكن ذلك لا يعنى انه كان تلميذا نجيبا فحسب , بل هو مجدد حقيقي , استقل بمنهج فكرى خاص به , يعرف بجلاء لدى قراءة كتبه التي كتبها فيما بين سجنه وإعدامه , ولدى مقارنة ذلك بكتب البنا الرائد , وبكتب كتّاب الإخوان المسلمين ومقالاتهم المكتوبة منذ إنشاء الحركة وحتى أوائل الخمسينيات
وفي بداية الفصل كتب" الصروي " بأنه أدق وأصعب أبواب هذا البحث موضوحا : " فهو يتناول القضايا الشائكة وما أكثرها .. ولكن لا بد من الكتابة فيه .. فان لي تجربة شخصية مع كتب ومنهج سيد قطب , ومع التنظيم الذي كان يرأسه الشهيد عليه رحمة الله ورضوانه فإذا كتبت فهو من واقع الأحداث , ومن قلب المعركة , ومن خضم المعاناة والمكابدة , ولقد دفع الشهيد سيد قطب حياته ثمنا لهذا الفكر , وتلك الحركة هو وزميلاه الشهيدان محمد يوسف هواش , وعبد الفتاح إسماعيل على حبل المشنقة .. "
وحاول الكاتب أن يضع في بداية بحثه الفرو بين المناخ الذي عاش فيها الإمام المؤسس حسن البنا والإمام المنظر سيد قطب
فقطب عاش حسب الصروي مقاتل صلب عنيد .. فلم تجد معه مساومات , ولم تنفع معه ضغوط .. هذا معناه انه ظل في حرب مع عبد الناصر وأعوانه تسعة أعوام في السجن ( 55 ــ 1964 ) معذبا في سجنه يوما بعد يوم أي حوالي 3285 يوم .. معركة استمرت ثلاثة آلاف يوم .. والجنود في المعركة يحاربون نهارا وينامون ليلا , أما سيد قطب فكانوا يحاربونه في سجنه ليل ونهارا .. في نومه ونبهه .. في يقظته وغفوته .
ولقد رأى سيد قطب إخوانه شهداء مذبحة طره عام ( 1957 ) ( 21 شهيدا ) ومثلهم من الجرحى يموتون في ساحة السجن في معركة غير متكافئة بل ورأى على سرير بجواره يموتون من التعذيب صبرا بمنع الدواء مثل الشهيد أحمد نار و غيره.
فأيقن أنها معركة حربية هو في قلب ساحتها .. والمعارك لها قانون ونظام غير نظام الحياة العادية .
ويضيف الصروي : " عاش سيد قطب ساحة قتال , وليست زنازين سجن وهو مريض لا يملك إلا قلمه .. فحارب الباطل بقلمه .. فنزلت كلماته ـ عليه رضوان الله ـ سيوفا على الباطل في كل أرجاء الأرض , جريء لا يتردد .. فالتردد في المعركة هزيمة نكراء "
من هنا حرص سيد قطب حسب الصروي على وضع كثير من النقط فوق الحروف , ورفض أي لبس , وعرّى الباطل , وحرص على التمايز عنه , وأختار لهم مفردات لغة لعلها من وجهة نظره المناسبة لساحة القتال ( مثل الجاهلية ــ دار الحرب وغيرها كثير ) هكذا كان اجتهاده رحمه الله .
أما حسن البنا فيري الصروي أنه كان في حقل مختلف , وظروف أخرى .. هو حقل الدعوة والتفهيم والشرح والبيان ...وكانت عنده معارك أخري لا تقل ضراوة
ويضيف الكاتب إن حسن البنا بلا شك هو مجدد القرن العشرين لهذه الأمة , وكثير من الناس لاحظ فروقا جوهرية من كلام حسن البنا , وكلام سيد قطب ويتسائل فما موقع هذا من التقييم الفكري والعلمي ؟
ويجيب علي نفسه قائلا : " والذي تستريح له نفسي , وتطمئن له تجربتي .. أن سيد قطب مثله مع حسن البنا . كمثل المجتهدين على أصول نفس المذهب .. أو بتعبير أدق " مجتهد على أصول نفس المنهج " موضحا فالإمامان الجليلان محمد , وأبو يوسف مجتهدان على مذهب الإمام أبو حنيفة النعمان .. فهما في إطار أصول مذهبه يجتهدان ولا يخرجان عن أصول المذهب , والاجتهاد في بعض الفروع والوسائل , وفق الظروف والأحوال المستجدة .
وأكد الصروي في بحثه المطول الذي تم اختذاله في الكتاب المطبوع عن دار " التوزيع والنشر الإسلامية " أنه سيعرض بالتفصيل والنصوص بعض الفروق التي فيها اجتهاد لسيد قطب في إطار منهج حسن البنا , لكنه حرص أن يعرض في البداية الأصول التي يلتزم بها كل من البنا وقطب
• هذا الدين نظام حياة لكن عامة الناس , وكل الحكام أو جلهم لا يحب هذا
• هذا الدين حضارة متكاملة لا تقبل القسمة ولا الترقيع ولا قطع الغيار لأنه منهج كامل متكامل من عند الله "
• إن الناس بعدوا كثيرا عن الدين والتدين .. ولا بد من رجوعهم إلى حظيرة الدين .
• لا بد من إيقاظ المسلمين في غفلتهم الشديدة
• إن الإصلاح لا يأتي أبدا من الرأس بمعنى تغيير الحكومة , فكلاهما ( أي حسن البنا وسيد قطب ) متفقان على أن الإصلاح يبدأ من القاعدة
• كما يتفق الإمام والشهيد بضرورة عودة الخلافة
• يتفق الإمام والشهيد على " ألا نكفر مسلما نطق بالشهادتين وعمل بمقتضاها "
ويقول الصروي على نفس الدرب سار سيد قطب لكنه كان شديدا جدا في وصفه لكل من بعد عن تعاليم الدين , ولعله أصدر بعض الأحكام على بعض الأفراد من الحكام ( والله أعلم ) كما أنه وصف علماء السلطان وصفا صعبا .. والعلماء أيضا قابلوا سيد قطب بكلمات قاسية في محنته ووصفوه ومن معه بأنهم الخوارج في موقف سيئ من العلماء في عام ( 1965 ) .. وعلى رأسهم للأسف شيخ الأزهر .. فلعله كان مكرها !!
كان سيد قطب حسب الكاتب متشددا في حكمه على بعض الحكام والأشخاص كما قلت ولكنه لم يكن يكفر عوام الناس , أو من ليس في جماعته أو تنظيمه
كما يري الصروي أن البنا وقطب يتفقان على ضرورة " التدرج " في الخطوات بهذا المنهج تدرجا يناسب الزمان والمكان و هذا المنهج سماه الإمام البنا " التدرج " وسماه قطب " المرحلية " ولم يتوسع البنا في شرح ( التدرج ) لكن قطب توسع في شرح " المرحلية " ففهم منها أناس مفاهيم شتى , لكن الأستاذ سيد قطب رحمه الله حسب – الكاتب - كانت له اجتهادات لعل أغلب ألفاظها ومصطلحاتها لا توجد في أديبات الإخوان التي تتمثل في رسائل حسن البنا كما أن هذه المصطلحات كانت موجودة من قبل في عصور الإسلام الأولى عند فقهاء الأمة مثل دار الحرب ودار الإسلام وغيرها , ولكن في ظروف عالمية ومحلية مختلفة .ولقد أثارت هذه المصطلحات أزمات كثيرة بعد وفاة الشهيد سيد قطب
وانقسمت الآراء بين متحامل عليها , وبين موائم بينها , وبين ناقد لها في موضوعية وبين من يصف عبارات الشهيد بالعاطفية , ومن يصفها ببلاغة الأدباء وتعبيرات الفصحاء .. وبين متعصب لها بدرجات متفاوتة فمنهم حتى الان من يتوقف في الحكم على إسلام الناس , ومنهم من يكفر الناس , ومنهم من يكفر من ليس على مزاجه ومقاسه وهواه .. حتى ظن بعضهم انه وحده على الحق وان الدنيا كلها على باطل ,
وهذه المصطلحات هي التي أتى بها الأستاذ سيد قطب إلى قاموس الدعاة هي :
الجاهلية , الجماعة المسلمة , معنى شهادة لا اله إلا الله , دار الحرب ودار الكفر ودار الإسلام , الحاكمية ,المرحلية , المفاصلة بين الشعورية والمادية ,استعلاء الإيمان
ولقد أفرد الكاتب الفروق الجوهرية في رؤية البنا لهذه المصطلحات ورؤية قطب وان كان يبرر لقطب رؤيته التي وصفها هو بالمتشددة وأفرد الكاتب لكل مصطلح من هذه المصطلحات الثمانية صفحات مطولة بينما النسخة التي صدر فيها الكتاب لم يزد توضيحه لهذه الأفكار سوي عن سطور قليلة تبرر فكر قطب فقط ونعرض هنا ما توصل له الاستاذ الصروي من فروقات جوهرية بين قطب والبنا في المصطلاحات الثمانية ونعرض هنا لاهم فارقين وهما الجاهلية والمرحلية
1- الجاهلية
ان الإمام حسن البنا حريصا على البعد عن استخدام أي مصطلحات فقهية لها مدلولات محددة .. أو يمكن إساءة فهمها , أو لها ظلال فتوى معينة , أو لها مدلول تاريخي أو مدلول في كتب علوم التوحيد والعقيدة .. قد يترتب عليها إصدار حكم ما في شخصية أو هيئة معينة , بل إن البنا حرص ألا يفرض مذهب فقهيا معينا على الإخوان حتى لا تنحصر الجماعة في إطار مذهبي فقهي , والتزم البنا سلوك الداعية , ولم يسلك طريق الفتوى والتزم أخلاق الدعاة
وكان البنا حريصا أن يري الناس من منطق ( إني أراكم بخير ) فهو يقول : " وليعلم قومنا , وكل المسلمين قومنا , أنهم أحب إلينا من أنفسنا ...ليس معنى هذا أن حسن البنا لم يحسن تشخيص حال المسلمين بل تشهد رسائله أنه يعرف بالتفصيل الشديد أمراض الأمة ويضع لها روشتة العلاج.
وشبه الصروي فقه حسن البنا في وصف حال المسلمين ومنهجه في الدعوة كمن رأى سيارة تحطمت وتهشمت في حادثة .. تهشم الموتور والسقف والعجل والشاسية وغيرها وبقيت اللوحة المعدنية سليمة .. فسحب البنا هذه السيارة وذهب بها إلى الورشة لإصلاح كل شيء من الألف إلى الياء وأصر على منهج الإصلاح .. دون الحكم على السيارة بالإعدام ما دامت اللوحات المعدنية سليمة .
أما الشهيد سيد قطب فنظر إلى السيارة وقال : لا بد من سيارة جديدة , والتخلص من هذه السيارة المهشمة ورميها في صناديق القمامة فلا يجدي معها الإصلاح
كان حسن البنا يقول على بلاد المسلمين وساكنيها انهم مسلمون وان فيهم أملا كبيرا وخيرا كثيرا لكن ينقصهم الكثير ويعدد ويوضح ويسهب في ذكر الأمراض وعلاجه ,
أما قطب فله نظرات في كتاب الله تعالى ووصف بجاهلية هذه المجتمعات وشبهها بجاهلية ما قبل الإسلام فمعتقدات الناس فيها جاهلية الظن بالله غير الحق بعدم تحكيم شريعته وسلوك النساء فيه تبرج الجاهلية الأولى أو يزيد وغضب الناس لغير الله أكثر من أن ينكر .
والحكم بغير ما انزل الله واضح لكل ذي عينين , والدين في واد والناس والحكام في واد آخر .. إلا ما رحم ربى .. وقليل ما هم .
وخلص سيد قطب إلى جاهلية المجتمع بهذه المواصفات وأنها أشبه ما تكون بالجاهلية قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم . ورتب الشهيد سيد قطب منهجا للحركة بناء على هذا التصور استلهمه من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم في مواجهة الجاهلية الأولى شبرا بشبرا , وذراعا بذراع .
وحسب الصروي لكن سيد قطب كان عالما .. فكان يفرق بين النظرة الإجمالية للمجتمع وبين النظرة إلى أفراد هذا المجتمع .. وهذه التفرقة صعبة جدا أن يستوعبها القارئ العادي بل والعالم المتخرج من الأزهر الشريف وهى عسيرة على العقل أن يفهمها
كان حسن البنا يصف الناس والمجتمعات أنها أمم إسلامية بعدت كثيرا عن الإسلام لكن أصل الإسلام واضح فيها . وباق فيها فشجرة الإسلام أصلها ثابت وفرعها في السماء لكن ساق الشجرة اجتثت من فوق الأرض .
وخلاصة منهج حسن البنا .. الإصلاح .. ثم الإصلاح .. ثم الإصلاح .. فهو يعترف بوجود الخير في هذه الأمة .. وذلك المجتمع وان الإصلاح ممكن .. وليس مستحيلا .. وخير له أن يقوم بالإصلاح فهو منهج غير مستفز , ولا يقلب للحكام ظهر المجن , ويعطى فرصة أطول للدعوة والدعاة للتغلغل داخل المجتمع , والغوص في أعماقه .
أما منهج التغييرالذي يحبذه سيد قطب .. أو إن شئت قل منهج الانقلاب الإسلامي .. فهو يشعل معركة مع الناس ومع الحكام .. معركة في وقت مبكر جدا .. كما يعطى تبريرات للحكام للتعامل بمنطق الرفض المتبادل ..
المفكر الثاني الذي كان له عميق الأثر في فكر الإخوان هو سيد قطب الذي بدأ حياته مثقفا وأديبا وشاعرا ضمن جماعة " أبولوا " الأدبية وكان قطب تلميذا بارا للأديب محمود عباس العقاد ومنتميا في بداية حياتة لحزب الوفد ثم انتقل منه إلي حزب السعديين وفاءا لسعد زغلول إلي أن تطورت أفكاره بعد زيارته لأمريكا وتحوله للجانب الإسلامي من خلال كتابته الإسلامية " العدالة الإجتماعية في الإسلام " و " التصوير الفني للقرأن الكريم " حتي وجد أن الإخوان هم أقرب اليه وهو أقرب إليهم فانتمي للجماعة في عام 1953 وأصبح مسئولا عن قسم نشر الدعوة وتولي رئاسة تحرير جريدة الإخوان المسلمين الإسبوعية , واستمر قطب في مراجعة أفكاره حتي دخل السجن في 1954 علي أثر أول أزمة للإخوان مع عبدالناصر وتعرضه للتعذيب الشديد مما دعاه لاستخدام أساليب فكرية ربما كانت أقسي مما عرفته جماعة الاخوان وظهر ذلك جليا في كتابته من داخل السجن " هذا الدين " و " المستقبل لهذا الدين " والكتاب الأكثر جدلا في الفكر الإسلامي المعاصر " معالم علي الطريق " كما أنه عدل من تفسير القرأن في كتابه الأشهر " في ظلال القرأن " فعدل فيه 13 جزاء داخل سجنه
وأحدثت أفكار قطب انقلابا جذريا في جماعة الإخوان والتي كان أبرزها تكوين تنظيم 1965 الذي يختلف كليا عن منهج الإخوان في التغيير المتدرج عن طريق الإصلاح بل أصبحت أفكار قطب دستورا لأبناء الحركة الإسلامية الذين تبنوا العنف كمنهج للتغيير واتخاذهم كتابات قطب مرجعا فكريا أساسيا في معركتهم الجديدة
واختلف الباحثين والإخوان حول أفكار قطب حيث اعتبرها فريق كبير من الباحثين أنها تختلف عن أفكار حسن البنا وأنها لا تعبر عن جماعة الإخوان وشاركهم في هذا التصور القليل من أبناء الجماعة وعلي رأسهم العلامة الدكتور يوسف القرضاوي وعدد من تلامتذة من جيل السبعينات كالدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح والذين أبرزوا مسالب أفكار قطب وأوضحوا أن الجماعة رفضت هذه الأفكار من خلال كتاب "دعاة لا قضاة " الذي أخرجه مرشد الجماعة الثاني حسن الهضيبي
, بينما دافع الكثير من قيادات الإخوان عن فكر سيد قطب وخاصة الذي انتموا لتنظيم 1965 وحاولوا أن يبرروا مواقفه ويؤكدوا علي أن أفكاره هي من معين الجماعة
" الدستور " عثرت علي وثيقة علمية شديدة الأهمية كتبها أحد قيادات تنظيم 65 عن الفروق الفكرية بين منهج حسن البنا وسيد قطب , وهذه الوثيقة التي كتبها المهندس الراحل محمد الصروي
ضمن كتابه " محنة 1965 الزلزال والصحوة " وعرضها في فصل كامل بعنوان قضايا فكرية عن سيد قطب إلا أن لجنة المراجعة الفكرية عند الجماعة عندما راجعت الكتاب رأت أن تحذف منه الكثير من القصص والشهادات والأحداث التي يرويها "الصروي " باعتباره شاهدا وفاعلا في هذا التنظيم كما قررت حذف كل ما أورده "الصروي" في شكل مقارنات بين البنا وقطب واختذلت الفصل المشار اليه والذي كتبه" الصروي" في 77 صفحة إلي مبحث صغير في الكتاب ظهر في 7 صفحات فقط وحدث ذلك بموافقة الكاتب بدعوي عدم اثارة الشبهات لدي أعضاء الجماعة وصدر الكتاب في عام 2004 قبل وفاة الصروي بعام واحد وقدمه له الشيخ محمد عبدالله الخطيب عضو مكتب الإرشاد في حينه
إلا أن أحد أفراد أسرته والذي كان يساعد الصروي في الجمع والمراجعة أطلعنا علي النص الكامل للكتاب قبل تنقيحه أو حذف شهادة الصرواي علي قضايا فكرية وتنظيمية شديدة الأهمية والخطورة في تنظيم الإخوان في عهد عبدالناصر – والدستور تتحفظ علي النسخة الكاملة للكتاب لديها – ونشير هنا إلي أهم ما أورده الكاتب من فروقات فكرية ومنهجية بين العملاقين الإسلاميين حسن البنا وسيد قطب
فتحت عنوان " الاتجاه الإسلامي المحدد " كتب الصروي عن انتقال سيد قطب الي مدرسة الإخوان بشكل واضح ويقول أن أن حياته الفكرية مع " الإخوان المسلمين " تنقسم إلى مرحلتين :
المرحلة الأولى تبدأ منذ انتسابه في أواخر الأربعينات وحتى دخوله السجن عام 1954 , وهذه مرحلة فيها الغث وفيها السمين , ولعل خير ما يمثل هذه المرحلة كتاب " دراسات إسلامية ".
والمرحلة الثانية تبدأ منذ دخوله السجن , أو قل منذ ظهور كتابيه " هذا الدين " و " المستقبل لهذا الدين " كعلامة .. وحتى إعدامه عام 1966 , وهذه تعتبر مرحلة النضج الكامل , ولم يتخل ـ حين أعلن تخليه عن العديد من كتبه ـ عما كتبه في الفترة الواقعة بين سجنه وإعدامه . وإنما كان الأمر كذلك لان التقدم الفكري وصفاء التصور قد تكون لديه ـ بعون الله وتيسيره ـ بجهوده الشخصية , وليس معنى ذلك أنه لم يكن لحركة " الإخوان المسلمين " فضل عليه , فهذه الحركة هي التي أحيت فكرة العمل لإعادة الدولة الإسلامية , وأحيت معها جوا فكريا ضخما أثر على كافة المفكرين المسلمين في مصر بصورة ما , وبديهي أن تأثير هذه الحركة على أحد أبنائها كان اكبر من التأثير في بقية المفكرين الذين لم يعملوا مع الجماعة , إنما الذي نعنيه هو صفاء التصور ووضوح الميزان القائم على هذا التصور الصافي , فليس ثمة إنسان منصف ينكر أن سيد قطب قمة لا تطالها القمم المعاصرة جميعا في صفاء التصور ودقة ميزانه , ولا من ينكر أن ذلك لم يكن في أول أمره ..
ويقول الصروي لقد كان " قطب " معجبا جدا بحسن البنا وكان إعجابه يتركز - بصورة خاصة - على عبقرية البنا في ناحيتين , في البناء النفسي المتوازن لأعضاء الحركة , بإيجاد النسب المتكافئة بين العلم والروح والحركة من جهة , وبين المدارس الإسلامية " التخصصية " ـ كالصوفية والسلفية والمذهبية ـ من جهة ثانية والبناء التنظيمي للجماعة , وقد كان هذا البناء هو الأول من نوعه في العالم بالنسبة للعمل الجماعي المتجسد في صورة " حزب إسلامي ".
أما من الناحية الفكرية فيقول الصروي : " فلا ريب أن لسيد قطب تفرده , فهو ــ في رأينا ــ يمثل قمة النضج الفكري عند " الإخوان المسلمين " , بحيث يمكن أن يعتبر ظاهرة خاصة , لها طابعها المميز , ولا يعتبر مجرد استمرار لمدرسة البنا الفكرية , أو تلميذا متخرجا منها , كما ذهب إليه الأستاذ غازي التوبة ."
ويضيف الكاتب : " نعم إن سيد قطب استفاد من فكر " الإخوان المسلمين " الذي غذاه البنا ونماه , ويحتمل كثيرا أننا لم نكن لنجد سيد قطب " المفكر المسلم " لولا الإخوان المسلمون ولولا البنا ولكن ذلك لا يعنى انه كان تلميذا نجيبا فحسب , بل هو مجدد حقيقي , استقل بمنهج فكرى خاص به , يعرف بجلاء لدى قراءة كتبه التي كتبها فيما بين سجنه وإعدامه , ولدى مقارنة ذلك بكتب البنا الرائد , وبكتب كتّاب الإخوان المسلمين ومقالاتهم المكتوبة منذ إنشاء الحركة وحتى أوائل الخمسينيات
وفي بداية الفصل كتب" الصروي " بأنه أدق وأصعب أبواب هذا البحث موضوحا : " فهو يتناول القضايا الشائكة وما أكثرها .. ولكن لا بد من الكتابة فيه .. فان لي تجربة شخصية مع كتب ومنهج سيد قطب , ومع التنظيم الذي كان يرأسه الشهيد عليه رحمة الله ورضوانه فإذا كتبت فهو من واقع الأحداث , ومن قلب المعركة , ومن خضم المعاناة والمكابدة , ولقد دفع الشهيد سيد قطب حياته ثمنا لهذا الفكر , وتلك الحركة هو وزميلاه الشهيدان محمد يوسف هواش , وعبد الفتاح إسماعيل على حبل المشنقة .. "
وحاول الكاتب أن يضع في بداية بحثه الفرو بين المناخ الذي عاش فيها الإمام المؤسس حسن البنا والإمام المنظر سيد قطب
فقطب عاش حسب الصروي مقاتل صلب عنيد .. فلم تجد معه مساومات , ولم تنفع معه ضغوط .. هذا معناه انه ظل في حرب مع عبد الناصر وأعوانه تسعة أعوام في السجن ( 55 ــ 1964 ) معذبا في سجنه يوما بعد يوم أي حوالي 3285 يوم .. معركة استمرت ثلاثة آلاف يوم .. والجنود في المعركة يحاربون نهارا وينامون ليلا , أما سيد قطب فكانوا يحاربونه في سجنه ليل ونهارا .. في نومه ونبهه .. في يقظته وغفوته .
ولقد رأى سيد قطب إخوانه شهداء مذبحة طره عام ( 1957 ) ( 21 شهيدا ) ومثلهم من الجرحى يموتون في ساحة السجن في معركة غير متكافئة بل ورأى على سرير بجواره يموتون من التعذيب صبرا بمنع الدواء مثل الشهيد أحمد نار و غيره.
فأيقن أنها معركة حربية هو في قلب ساحتها .. والمعارك لها قانون ونظام غير نظام الحياة العادية .
ويضيف الصروي : " عاش سيد قطب ساحة قتال , وليست زنازين سجن وهو مريض لا يملك إلا قلمه .. فحارب الباطل بقلمه .. فنزلت كلماته ـ عليه رضوان الله ـ سيوفا على الباطل في كل أرجاء الأرض , جريء لا يتردد .. فالتردد في المعركة هزيمة نكراء "
من هنا حرص سيد قطب حسب الصروي على وضع كثير من النقط فوق الحروف , ورفض أي لبس , وعرّى الباطل , وحرص على التمايز عنه , وأختار لهم مفردات لغة لعلها من وجهة نظره المناسبة لساحة القتال ( مثل الجاهلية ــ دار الحرب وغيرها كثير ) هكذا كان اجتهاده رحمه الله .
أما حسن البنا فيري الصروي أنه كان في حقل مختلف , وظروف أخرى .. هو حقل الدعوة والتفهيم والشرح والبيان ...وكانت عنده معارك أخري لا تقل ضراوة
ويضيف الكاتب إن حسن البنا بلا شك هو مجدد القرن العشرين لهذه الأمة , وكثير من الناس لاحظ فروقا جوهرية من كلام حسن البنا , وكلام سيد قطب ويتسائل فما موقع هذا من التقييم الفكري والعلمي ؟
ويجيب علي نفسه قائلا : " والذي تستريح له نفسي , وتطمئن له تجربتي .. أن سيد قطب مثله مع حسن البنا . كمثل المجتهدين على أصول نفس المذهب .. أو بتعبير أدق " مجتهد على أصول نفس المنهج " موضحا فالإمامان الجليلان محمد , وأبو يوسف مجتهدان على مذهب الإمام أبو حنيفة النعمان .. فهما في إطار أصول مذهبه يجتهدان ولا يخرجان عن أصول المذهب , والاجتهاد في بعض الفروع والوسائل , وفق الظروف والأحوال المستجدة .
وأكد الصروي في بحثه المطول الذي تم اختذاله في الكتاب المطبوع عن دار " التوزيع والنشر الإسلامية " أنه سيعرض بالتفصيل والنصوص بعض الفروق التي فيها اجتهاد لسيد قطب في إطار منهج حسن البنا , لكنه حرص أن يعرض في البداية الأصول التي يلتزم بها كل من البنا وقطب
• هذا الدين نظام حياة لكن عامة الناس , وكل الحكام أو جلهم لا يحب هذا
• هذا الدين حضارة متكاملة لا تقبل القسمة ولا الترقيع ولا قطع الغيار لأنه منهج كامل متكامل من عند الله "
• إن الناس بعدوا كثيرا عن الدين والتدين .. ولا بد من رجوعهم إلى حظيرة الدين .
• لا بد من إيقاظ المسلمين في غفلتهم الشديدة
• إن الإصلاح لا يأتي أبدا من الرأس بمعنى تغيير الحكومة , فكلاهما ( أي حسن البنا وسيد قطب ) متفقان على أن الإصلاح يبدأ من القاعدة
• كما يتفق الإمام والشهيد بضرورة عودة الخلافة
• يتفق الإمام والشهيد على " ألا نكفر مسلما نطق بالشهادتين وعمل بمقتضاها "
ويقول الصروي على نفس الدرب سار سيد قطب لكنه كان شديدا جدا في وصفه لكل من بعد عن تعاليم الدين , ولعله أصدر بعض الأحكام على بعض الأفراد من الحكام ( والله أعلم ) كما أنه وصف علماء السلطان وصفا صعبا .. والعلماء أيضا قابلوا سيد قطب بكلمات قاسية في محنته ووصفوه ومن معه بأنهم الخوارج في موقف سيئ من العلماء في عام ( 1965 ) .. وعلى رأسهم للأسف شيخ الأزهر .. فلعله كان مكرها !!
كان سيد قطب حسب الكاتب متشددا في حكمه على بعض الحكام والأشخاص كما قلت ولكنه لم يكن يكفر عوام الناس , أو من ليس في جماعته أو تنظيمه
كما يري الصروي أن البنا وقطب يتفقان على ضرورة " التدرج " في الخطوات بهذا المنهج تدرجا يناسب الزمان والمكان و هذا المنهج سماه الإمام البنا " التدرج " وسماه قطب " المرحلية " ولم يتوسع البنا في شرح ( التدرج ) لكن قطب توسع في شرح " المرحلية " ففهم منها أناس مفاهيم شتى , لكن الأستاذ سيد قطب رحمه الله حسب – الكاتب - كانت له اجتهادات لعل أغلب ألفاظها ومصطلحاتها لا توجد في أديبات الإخوان التي تتمثل في رسائل حسن البنا كما أن هذه المصطلحات كانت موجودة من قبل في عصور الإسلام الأولى عند فقهاء الأمة مثل دار الحرب ودار الإسلام وغيرها , ولكن في ظروف عالمية ومحلية مختلفة .ولقد أثارت هذه المصطلحات أزمات كثيرة بعد وفاة الشهيد سيد قطب
وانقسمت الآراء بين متحامل عليها , وبين موائم بينها , وبين ناقد لها في موضوعية وبين من يصف عبارات الشهيد بالعاطفية , ومن يصفها ببلاغة الأدباء وتعبيرات الفصحاء .. وبين متعصب لها بدرجات متفاوتة فمنهم حتى الان من يتوقف في الحكم على إسلام الناس , ومنهم من يكفر الناس , ومنهم من يكفر من ليس على مزاجه ومقاسه وهواه .. حتى ظن بعضهم انه وحده على الحق وان الدنيا كلها على باطل ,
وهذه المصطلحات هي التي أتى بها الأستاذ سيد قطب إلى قاموس الدعاة هي :
الجاهلية , الجماعة المسلمة , معنى شهادة لا اله إلا الله , دار الحرب ودار الكفر ودار الإسلام , الحاكمية ,المرحلية , المفاصلة بين الشعورية والمادية ,استعلاء الإيمان
ولقد أفرد الكاتب الفروق الجوهرية في رؤية البنا لهذه المصطلحات ورؤية قطب وان كان يبرر لقطب رؤيته التي وصفها هو بالمتشددة وأفرد الكاتب لكل مصطلح من هذه المصطلحات الثمانية صفحات مطولة بينما النسخة التي صدر فيها الكتاب لم يزد توضيحه لهذه الأفكار سوي عن سطور قليلة تبرر فكر قطب فقط ونعرض هنا ما توصل له الاستاذ الصروي من فروقات جوهرية بين قطب والبنا في المصطلاحات الثمانية ونعرض هنا لاهم فارقين وهما الجاهلية والمرحلية
1- الجاهلية
ان الإمام حسن البنا حريصا على البعد عن استخدام أي مصطلحات فقهية لها مدلولات محددة .. أو يمكن إساءة فهمها , أو لها ظلال فتوى معينة , أو لها مدلول تاريخي أو مدلول في كتب علوم التوحيد والعقيدة .. قد يترتب عليها إصدار حكم ما في شخصية أو هيئة معينة , بل إن البنا حرص ألا يفرض مذهب فقهيا معينا على الإخوان حتى لا تنحصر الجماعة في إطار مذهبي فقهي , والتزم البنا سلوك الداعية , ولم يسلك طريق الفتوى والتزم أخلاق الدعاة
وكان البنا حريصا أن يري الناس من منطق ( إني أراكم بخير ) فهو يقول : " وليعلم قومنا , وكل المسلمين قومنا , أنهم أحب إلينا من أنفسنا ...ليس معنى هذا أن حسن البنا لم يحسن تشخيص حال المسلمين بل تشهد رسائله أنه يعرف بالتفصيل الشديد أمراض الأمة ويضع لها روشتة العلاج.
وشبه الصروي فقه حسن البنا في وصف حال المسلمين ومنهجه في الدعوة كمن رأى سيارة تحطمت وتهشمت في حادثة .. تهشم الموتور والسقف والعجل والشاسية وغيرها وبقيت اللوحة المعدنية سليمة .. فسحب البنا هذه السيارة وذهب بها إلى الورشة لإصلاح كل شيء من الألف إلى الياء وأصر على منهج الإصلاح .. دون الحكم على السيارة بالإعدام ما دامت اللوحات المعدنية سليمة .
أما الشهيد سيد قطب فنظر إلى السيارة وقال : لا بد من سيارة جديدة , والتخلص من هذه السيارة المهشمة ورميها في صناديق القمامة فلا يجدي معها الإصلاح
كان حسن البنا يقول على بلاد المسلمين وساكنيها انهم مسلمون وان فيهم أملا كبيرا وخيرا كثيرا لكن ينقصهم الكثير ويعدد ويوضح ويسهب في ذكر الأمراض وعلاجه ,
أما قطب فله نظرات في كتاب الله تعالى ووصف بجاهلية هذه المجتمعات وشبهها بجاهلية ما قبل الإسلام فمعتقدات الناس فيها جاهلية الظن بالله غير الحق بعدم تحكيم شريعته وسلوك النساء فيه تبرج الجاهلية الأولى أو يزيد وغضب الناس لغير الله أكثر من أن ينكر .
والحكم بغير ما انزل الله واضح لكل ذي عينين , والدين في واد والناس والحكام في واد آخر .. إلا ما رحم ربى .. وقليل ما هم .
وخلص سيد قطب إلى جاهلية المجتمع بهذه المواصفات وأنها أشبه ما تكون بالجاهلية قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم . ورتب الشهيد سيد قطب منهجا للحركة بناء على هذا التصور استلهمه من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم في مواجهة الجاهلية الأولى شبرا بشبرا , وذراعا بذراع .
وحسب الصروي لكن سيد قطب كان عالما .. فكان يفرق بين النظرة الإجمالية للمجتمع وبين النظرة إلى أفراد هذا المجتمع .. وهذه التفرقة صعبة جدا أن يستوعبها القارئ العادي بل والعالم المتخرج من الأزهر الشريف وهى عسيرة على العقل أن يفهمها
كان حسن البنا يصف الناس والمجتمعات أنها أمم إسلامية بعدت كثيرا عن الإسلام لكن أصل الإسلام واضح فيها . وباق فيها فشجرة الإسلام أصلها ثابت وفرعها في السماء لكن ساق الشجرة اجتثت من فوق الأرض .
وخلاصة منهج حسن البنا .. الإصلاح .. ثم الإصلاح .. ثم الإصلاح .. فهو يعترف بوجود الخير في هذه الأمة .. وذلك المجتمع وان الإصلاح ممكن .. وليس مستحيلا .. وخير له أن يقوم بالإصلاح فهو منهج غير مستفز , ولا يقلب للحكام ظهر المجن , ويعطى فرصة أطول للدعوة والدعاة للتغلغل داخل المجتمع , والغوص في أعماقه .
أما منهج التغييرالذي يحبذه سيد قطب .. أو إن شئت قل منهج الانقلاب الإسلامي .. فهو يشعل معركة مع الناس ومع الحكام .. معركة في وقت مبكر جدا .. كما يعطى تبريرات للحكام للتعامل بمنطق الرفض المتبادل ..
من ثم فهو ـ أي الإمام البنا ـ يطالب بإصلاح كل شيء .. وليس تدمير أي شيء .. يطالب بالعلاج , وليس بالتغيير .
أما الشهيد سيد قطب فيصف المجتمعات كلها بالجاهلية .. ويترتب على هذا الوصف ضرورة اتباع منهج ( التغيير) وليس ( الإصلاح ) وهذا الوصف الذي قاله الشهيد سيد قطب عن ( الأمة ) وعن ( المجتمعات ) فهو يعنى به الأمة أو المجتمع كشخصية معنوية متمثل في الدولة ومؤسساتها الدستورية من تشريعية وتنفيذية وقضائية , ولا يتعلق هذا الحكم بالأفراد .
2- المرحلية
أما الشهيد سيد قطب فيصف المجتمعات كلها بالجاهلية .. ويترتب على هذا الوصف ضرورة اتباع منهج ( التغيير) وليس ( الإصلاح ) وهذا الوصف الذي قاله الشهيد سيد قطب عن ( الأمة ) وعن ( المجتمعات ) فهو يعنى به الأمة أو المجتمع كشخصية معنوية متمثل في الدولة ومؤسساتها الدستورية من تشريعية وتنفيذية وقضائية , ولا يتعلق هذا الحكم بالأفراد .
2- المرحلية
كان حديث قطب عن المرحلية قاصرا على كلامه حول مسائل الجهاد وذلك في مواضع متعددة " في ظلال القرآن " وفى كتابه " معالم في الطريق "ويقول الصروي هذا الكلام عن المرحلية حرّفه كثيرون ونسبوه إلى الشهيد سيد قطب , ولعله من كل هذا برئ .
وهو لا يتحمل وزر من نسبوا إليه تعطيل كثير من الأحكام الشرعية بحجة المرحلية , واستنبطوها ـ فقط ـ من فكرة المرحلية , ونسجوا حولها أحاديث شتى , وفتاوى عدة .. فقسموا الأحكام إلى مكي أي ما نزل بمكة , ومدني وهو ما نزل بالمدينة , وزعموا أن وضع الناس اليوم يشبه الوضع في مكة من حيث جاهلية المجتمع كله في مواجهة إيمان الرسول صلى الله عليه وسلم وصحبه القلائل في مكة ... بل وغالوا في ذلك فزعموا عدم فرضية الحج مثلا وكذلك الزكاة ـ الآن ـ على المسلمين لأن فريضة الحج نزلت في أواخر عهد المدينة ..
اما حسن البنا حينما تكلم عن ( التدرج في الخطوات ) تناول موضوعا آخر مختلفا تمام الاختلاف عن كلام الشهيد سيد قطب .. وقال البنا في احدي رسائله عن التدرج : " وأما التدرج والاعتماد على التربية ووضوح الخطوات في طريق الإخوان المسلمين، فذلك أنهم اعتقدوا أن كل دعوة لابد لها من مراحل ثلاث: مرحلة الدعاية والتعريف والتبشير بالفكرة وإيصالها إلى الجماهير من طبقات الشعب، ثم مرحلة التكوين وتخير الأنصار وإعداد الجنود وتعبئة الصفوف من بين هؤلاء المدعوين، ثم بعد ذلك كله مرحلة التنفيذ والعمل والإنتاج، وكثيراً ما تسير هذه المراحل الثلاث جنباً إلى جنب نظراً لوحدة الدعوة وقوة الارتباط بينها جميعاً، فالداعي يدعو، وهو في الوقت نفسه يتخير ويربي، وهو في الوقت عينه يعمل وينفذ كذلك ."=======
ضلالت السيد قطب= فكيف يخطر في البال بعد هذا أن هنالك خطرا على عقيدة المسيحيين وأحوالهم الشخصية؟ وهو لا يتحمل وزر من نسبوا إليه تعطيل كثير من الأحكام الشرعية بحجة المرحلية , واستنبطوها ـ فقط ـ من فكرة المرحلية , ونسجوا حولها أحاديث شتى , وفتاوى عدة .. فقسموا الأحكام إلى مكي أي ما نزل بمكة , ومدني وهو ما نزل بالمدينة , وزعموا أن وضع الناس اليوم يشبه الوضع في مكة من حيث جاهلية المجتمع كله في مواجهة إيمان الرسول صلى الله عليه وسلم وصحبه القلائل في مكة ... بل وغالوا في ذلك فزعموا عدم فرضية الحج مثلا وكذلك الزكاة ـ الآن ـ على المسلمين لأن فريضة الحج نزلت في أواخر عهد المدينة ..
اما حسن البنا حينما تكلم عن ( التدرج في الخطوات ) تناول موضوعا آخر مختلفا تمام الاختلاف عن كلام الشهيد سيد قطب .. وقال البنا في احدي رسائله عن التدرج : " وأما التدرج والاعتماد على التربية ووضوح الخطوات في طريق الإخوان المسلمين، فذلك أنهم اعتقدوا أن كل دعوة لابد لها من مراحل ثلاث: مرحلة الدعاية والتعريف والتبشير بالفكرة وإيصالها إلى الجماهير من طبقات الشعب، ثم مرحلة التكوين وتخير الأنصار وإعداد الجنود وتعبئة الصفوف من بين هؤلاء المدعوين، ثم بعد ذلك كله مرحلة التنفيذ والعمل والإنتاج، وكثيراً ما تسير هذه المراحل الثلاث جنباً إلى جنب نظراً لوحدة الدعوة وقوة الارتباط بينها جميعاً، فالداعي يدعو، وهو في الوقت نفسه يتخير ويربي، وهو في الوقت عينه يعمل وينفذ كذلك ."=======
2- إن معنى دين الدولة الإسلام ، العداء للأديان الأخرى، وانتقاص غير المسلمين في حقوقهم والنظر إليهم نظرا يختلف عن أتباع الدين الرسمي ، وهذا خطأ بالغ أيضا، فليس الإسلام دينا معاديا للنصرانية حتى يكون النص عليه عداء لها، بل هو معترف( ) بها ومقدس لسيدنا المسيح عليه السلام ، بل هو الدين الوحيد من أديان العالم الذي يعترف بالمسيحية وينزه رسولها الكريم وأمه البتول ، وقد أمر القرآن الكريم أتباعه أن يؤمنوا بالأنبياء جميعا ومنهم عيسى عليه السلام ، فأين العداء وأين الخصام بين الإسلام والمسيحية ؟ !
أو ليس النص على أن الإسلام دين الدولة ( ) الرسمي يتضمن أن المسيحية دين رسمي للدولة باعتبار الإسلام معترفا بها ومحترما لها ؟
وأما توهم الانتقاص من المسيحيين ، والامتياز للمسلمين ، فأين الامتياز؟
أفي حرية العقيدة، والإسلام يحترم العقائد جميعا ، والدستور سيكفل حرية العقائد للمواطنين جميعا ؟
أم في الحقوق المدنية والتساوي في الواجبات ، والإسلام لا يفرق بين مسلم ومسيحي فيها، ولا يعطي للمسلم في الدولة حقا أكثر من المسيحي ، والدستور سينص على تساوي المواطنين جميعا في الحقوق والواجبات( ) ؟
إني سأضع أمام القراء وأمام أبناء الشعب جميعا نص المادة المقترحة في هذا الشأن ليروا بعد ذلك أي خوف منها وأي غبن يلحق المسيحية فيها.
1- الإسلام دين الدولة .
2- الأديان السماوية محترمة ومقدسة.
3- الأحوال الشخصية للطوائف الدينية مصونة ومرعية.
4- المواطنون متساوون في الحقوق لا يحال بين مواطن وبين الوصول إلى أعلى مناصب الدولة بسبب الدين أو الجنس أو اللغة.
إني أسأل المنصفين جميعا وخاصة أبناء الطوائف الشقيقة : إذا كانت المادة التي تنص أن دين الدولة الإسلام هي التي تتضمن هذه الضمانات كلها ، فأين الخوف ، وأين الغبن ؟ وأين الامتياز للمسلمين ؟ وأين الانتقاص لغيرهم ؟
اعتراض القوميين :
ويعترض بعض القوميين بأن النص على دين معين للدولة ينفي الوحدة بين أبنائها، وأن سورية ذات أديان مختلفة فلا يصح أن ينص على دين معين .
والواقع أنه ليس في سورية إلا مسلمون ومسيحيون وقليل جدا من اليهود، أما الطوائف فهي كلها ترجع إلى هذين الدينين وفي النص الذي ذكرناه سابقا ضمان لحقوق المواطنين جميعا وتساويهم وضمان لعقائدهم وأحوالهم الشخصية، فأي تفرقة في هذا النص؟
وهل في الدنيا دولة ليس فيها إلا دين واحد أو مذهب واحد ؟
فهل منع تعدد الأديان أو المذاهب كثيرا من الدول على أن تنص على دين معين أو مذهب معين ؟
إن الوحدة القومية بين العرب ليست باطراح عواطف ثمانية وستين مليونا وإهمال هذا الرابط الديني القوي بينهم ، وإذا كان مفهوم القوميات في أوروبا يحتم إخراج الدين من عناصرها الأساسية، فذلك لا ينطبق علينا نحن العرب.
إن ألمانيا النازية قد تجد في المسيحية دينا غريبا عنها، وإن تركيا الطورانية قد تجد في الإسلام دينا غريبا عنها، ولكن العرب لن يجدوا في الإسلام دينا غريبا عنهم ، بل هم يؤمنون بأن قوميتهم العربية لم تولد إلا في أحضان الإسلام ولولاه لما كانت ذات وجود قائم... فليفرق دعاة القومية بين أوروبا والشرق ، وبين نصرانية الغرب وإسلام العرب.
وإذا أضفنا إلى ذلك أن الإسلام يحترم المسيحية ويؤمن بها دينا سماويا، لم يبق عندنا في القومية العربية دينان يصطرعان حتى نطرحهما لتسلم لنا قوميتنا، وإنما هناك دينان يتعاونان على بناء القومية العربية بناء سليما عالميا خالدا.
اعتراض العلمانيين:
ويعترض دعاه العلمانية في بلادنا كما جاء في البيان المنسوب إلى خريجي الجامعات العالية بأن الشعوب التي سبقتنا في ميدان الحضارة مرت من مرحلة الدين في التنظيم والحكم حيث كان رجال الدين يسيرون أمور الدولة إلى مرحلة القومية، ثم هي تنتقل اليوم إلى مرحلة التنظيم على أساس التكتل السياسي والاقتصادي ذي الصبغة العالمية .
ونحن نجيبهم بأن النص على دين الدولة ليس معناه أن يسير رجال الدين أمور الدولة، ولو كان كذلك لما وضعت هذه الأمم التي سبقتنا في ميدان الحضارة في دساتيرها النص على دين الدولة.
وفيما يلي بيان لبعض الدول الحديثة التي تنص في دساتيرها على دين معين :
أسوج ، نرويج ، دانيمرك ، إنكلترا ، بلغاريا ، بيرو ، كوستاريكا ، باناما ، أسبانيا ، بوليفيا ، الأرجنتين ، إيرلندا ، إيطاليا ، اليونان - قبل الحرب الأخيرة -، بولونيا - قبل النفوذ الشيوعي -، جميع دول شرق أوروبا - قبل النفوذ الشيوعي -، مصر، العراق ، الأردن ، ليبيا ، إيران ، الأفغان ، باكستان ، أندونيسيا ، إسرائيل المزعومة.
فما قول العلمانيين في صنع هذه الدول الحديثة ؟ ألا يدل على أن النص على دين الدولة لا يتنافى مع تطور الحضارة وتقدم المدنية ؟ أم يعتبرونها دولا رجعية لا تزال متأخرة؟
وأيضا فقد اعترف هؤلاء بأن الأمم انتهت من مرحلة القومية إلى مرحلة التكتل السياسي الاقتصادي ، فلماذا يرون من الأمور الطبيعية أن تتكتل بلغاريا وهنغاريا وتشكوسلوفاكيا وألبانيا ورومانيا والمجر والصين وغيرها على أساس الشيوعية، وهي عقيدة حديثة لديهم ، ولا يرون من الطبيعي أن تتكتل مصر وسورية والعراق واليمن والحجاز والأردن على أساس الإسلام وهو عقيدة هذه الأقطار؟ أليس الإسلام نظاما اجتماعيا شاملا كالشيوعية، ولكنه أسمى منها مبدأ وأنبل غاية ؟! أم أنتم لا ترونه كذلك أيها العلمانيون ؟ فلماذا لا تصارحون الشعب بسوء ظنكم بالإسلام وصلاحه للحياة؟!
ومن العجيب أن يحرص العلمانيون في بيانهم على الروابط التي تربط ما بين السوريين وبين المغتربين في الخارج وهي روابط نحرص عليها، ثم لا يبالون بالروابط بين السوريين وبين سبعين مليونا من إخوانهم العرب.
ولا ندري متى كان النص على دين الدولة سيقطع ما بيننا وبين إخواننا المغتربين؟
أليسوا يعيشون في دول قد نصت في دساتيرها على دين الدولة؟
أليسوا حريصين على قوة هذه البلاد ومصلحتها؟
ولو فرضنا أن النص سيجعل فتوراً بيننا وبينهم - وهذا فرض مستحيل - ولكنه سيربط ما بيننا وبين العرب ، فهل يريدون منا أن نغضب سبعين مليونا من العرب؟
لئن أردتم ذلك كنتم قد كفرتم بالعروبة رابطة قومية، بعد أن جحدتم الإسلام نظاما اجتماعيا صالحا.
وأعود فأقول لهؤلاء: إن (البعبع ) الذي يخوفون به بعض المثقفين من أن النص على الإسلام دينا للدولة يجعل لرجال الدين الكلمة الأولى في البلاد، هو بعبع لا يخيف إلا من خيم الوهم والباطل على عقولهم ، فليس في الإسلام رجال دين تكون لهم الكلمة العليا، ونحن لا نريد بهذا النص أن نلغي البرلمان ونطرد ممثلي الأمة ، ونمحو القوانين.
كلا، كونوا مطمئنين ! فسيظل كل شيء على حاله ، سيبقى لنا مجلسنا ونوابنا وقوانيننا وأنظمتنا" ولكن . . . مع سمو الروح ونظافة اليد ، واستقامة الأخلاق ، وعيش الإنسان الكريم.
اعتراض الحقوقيين:
ويعترض بعض الحقوقين بأن جعل دين الدولة الإسلام يلغي القوانين الحالية ويضطرنا إلى تنفيذ الحدود الإسلامية من قطع يد السارق وجلد الزاني ، وهذا قول خاطىء، فنحن لا نفكر قطعا بالدعوة إلى تنفيذ الحدود، لأن الإسلام نظام كامل لا يظهر صلاحه إلا في مجتمع كامل ومن كمال المجتمع أن يشبع كل بطن ، ويكتسي كل جسم ، ويتعلم كل إنسان ، ويكتفي كل مواطن ، فإذا وقعت السرقة مثلا بعد ذلك وقعت شرا محضا لا يقدم عليه إلا العريقون في الإجرام، والإسلام يريد أن يرهب هؤلاء الذين لم يردعهم العلم ولا الشبع ولا العيش الكريم عن الوقوع في الجريمة . . . .
على أن الإسلام قد حف تلك الحدود بشروط شديدة جدا يكاد يكون من المتعذر تنفيذ الحكم في حادثة واحدة من بين ألف حادثة مما يدل على أن قصد الإسلام من ذلك الإرهاب والتخويف ، وحسبكم القاعدة المشهورة (ادرؤوا الحدود بالشبهات)
وخلاصة القول : إننا لا نريد انقلابا في قوانيننا الحالية، وإنما نريد التقريب بينها في التشريعات المدنية وبين نظريات الإسلام الموافقة لروح هذا العصر، ولأصدق النظريات الحقوقية السائدة فيه ، فإذا أتفق التشريع الإسلامي مع النظريات الحديثة، فهل تجدون حرجا في الأخذ به تراثا قوميا عربيا تعتزون به وتفاخرون؟
هذا مع العلم بأن مسألة التشريع غير مسألة دين الدولة، فليس لوضع دين الدولة من غرض إلا صبغ الدولة بصبغة روحية خلقية تجعل النظم والقوانين منفذة من الشعب بوازع نفسي خلقي ، ومن أغراض هذه المادة تقوية الصلات بيننا وبين إخواننا العرب والتعاون بيننا وبين الشرق الإسلامي .
أما الحدود الإسلامية فلا تستلزمها هذه المادة بدليل أن مصر والعراق وضعتا هذه المادة في دستوريهما من ربع قرن ولم تفكرا بإقامة الحدود الإسلامية . . . هذا ما نصرح به علنا لا مجاملين ولا مواربين .
وبعد، فهذه خلاصة الأدلة التي تحتم علينا وضع هذه المادة في الدستور وخلاصة الأجوبة على ما يخاف منها، ونحن نرجوا أن يبحث هذا الأمر بحثا واقعيا بعيدا عن العصبية الطائفية والأهواء المستحكمة، ونعتقد أن الأحبار الأجلاء رؤساء الطوائف المسيحية يشعرون معنا بخطر الإلحاد على الأديان جميعا، ونحن نعلن أننا نفضل أن يكون دين الدولة المسيحية على دولة علمانية ملحدة، فهل هم يفضلون الإلحاد على الإسلام ؟ ونريد أن نذكرهم أن العلمانية لا تضمن حقوق الطوائف ولا تزيل التعصب الطائفي ، وإنما الذي يضمن ذلك الدين الذي جعل من تعاليمه أن يترك الناس وما يعتقدون ، وأن الناس جميعا عباد الله أكرمهم عنده أتقاهم وأنفعهم .
أما إخواننا القوميون ، فنحب أن يكونوا قوميين عربا حين يبحثون هذه الناحية ، وأن لا يفضلوا مراعاة شعور وهمي محصور في ناحية ضيقة على حقيقة ثابتة شائعة في دنيا العرب جميعا، نحب أن لا يكونوا قوميين سوريين ، بل قوميين عربا.
أما العلمانيون ، فلسنا نقول لهم بعد أكثر من أن نتوجه إليهم بالرجاء أن لا يحولوا بين هذه الأمة ومصادر قوتها. . . نحن شعب نريد أن نرجع إلى الله فلا تحولوا بيننا وبينه ، ونريد أن نمد أيدينا إلى إخواننا العرب فلا تحولوا بيننا وبينهم ، ونريد أن نستند إلى أصدقاء أقوياء فلا تحرمونا منهم ، ونريد أن نتعاون مسلمين ومسيحيين مستمعين إلى صوت السماء وتعاليم الإنجيل والقرآن ؟ فلا تملؤوا عقولنا بالباطل، ولا تصكوا أسماعنا بأغنية الشيطان ، {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلى اللهِ عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنْ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللهِ وَمَا أَنَا مِنْ الْمُشْرِكِينَ}( ) .
وقال التلمساني :
يجب احترام الرأي الحر للآخرين وليس من الحرية أن أحول بين الناس وبين آرائهم)( )
وقال حامد أبو النصر:
لا مانع من وجود حزب علماني أو شيوعي في ظل الحكم الإسلامي )( )
قال الغنوشي :
إنه يجب طرح الإسلام مثل غيره ويجب احترام إرادة الشعوب ولو طالبت بالإلحاد والشيوعية)( )
دعوة الترابي إلى وحدة الأديان :
وقد دعا الدكتور الترابي إلى ضرورة الحفاظ على الديانات وإذكاء روح الدين في المجتمعات بما يؤدي إلى تحقيق توحد الأديان موضحا أن قوة الدين لها أثر فاعل في الحكم.
وطالب الدكتور الترابي بضرورة توفير العدل في الحياة بإزالة الفوارق الطبقية بين الناس.
وعول الدكتور الترابي كثيرا على علماء الدين المسيحي والإسلامي ودعاهم إلى دور فاعل ومتعاظم من أجل إنقاذ البشرية وإرساء دعائم السلام وتوفير الطمأنينة ، مؤكداً بأن العالم الحالي يتجه نحو التوحد الديني بمختلف أشكاله ، وهي رسالة ينبغي أداؤها على الوجه الأكمل ، وأوضح الدكتور الترابي أن هذا المؤتمر يمكن أن يلعب دورا فاعلا ومؤثرا في توحيد الأفكار ومن ثم التوحيد على أساس إنساني بين الديانات كافة من أجل إسعاد البشرية( ) ا هـ.
فإذا رأيت علاقة طوائف الإخوان المسلمين هنا وهناك بالأحزاب العلمانية ودخولها معها في تحالفات وولاءات.
وإذا رأيت دولة السودان الإخوانية تدعو إلى وحدة الأديان( ) وإلى قيام الحزب الإبراهيمي المكون من أدعياء الإسلام ومن اليهود والنصارى.
وإذا رأيت تكريم دولة الإخوان في السودان للنصارى وتعيينهم في أعلى المناصب مع تشييد كنائسهم وفتح الإذاعة لهم يذيعون منها ديانتهم الباطلة.
فلا تستغرب ، فإن كل هذا أو ذاك إنما هو تطبيق عملي لهذا المنهج الذي قام عليه تنظيم الإخوان من أول يوم ، وأكده سيد قطب في كتاباته ، وسار عليه الإخوان في كل مكان ، فإذا تحدثوا عن الولاء والبراء فإنما هو من ذر الرماد في العيون ومن التشبيع بما لم يعطوه كلابس ثوبي زور.
الفصل الثامن
نظرة سيد إلى الجزية وأهلها
ومن بوائق سيد قطب أنه يخالف ما قرره القرآن والسنة وعلماء الإسلام من أن الجزية صغار ورمز إذلال لأهل الذمة، فأينما يذكرها في أي كتاب بما في ذلك "الظلال " يذكرها في صورة تشي بإكرامهم واحترامهم ، ففي تفسير قول الله تعالى : {حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} لا يذكر هذا الصغار ولا يفسره كتفسير المسلمين ، بل بأسلوب يدغدغ به عواطف المستشرقين واليهود والنصارى وغيرهم من الحاقدين على الإسلام فيقول :
والإسلام - بوصفه دين الحق الوحيد القائم في الأرض - لا بد أن ينطلق لإزالة العوائق المادية من وجهه ، ولتحرير الإنسان من الدينونة لغير دين الحق ، على أن يدع لكل فرد حرية الاختيار بلا إكراه منه ، ولا من تلك العوائق المادية كذلك .
وإذن ، فالوسيلة العملية لضمان إزالة العوائق المادية وعدم الإكراه على اعتناق الإسلام في الوقت نفسه هي كسر شوكة السلطات القائمة على غير دين الحق حتى تستسلم وتعلن استسلامها بقبول إعطاء الجزية فعلا، وعندئذ تتم عملية التحرير فعلا بضمان الحرية لكل فرد أن يختار دين الحق عن اقتناع ، فإن لم يقتنع بقي على عقيدته وأعطى الجزية لتحقق عدة أهداف :
أولها: أن يعلن بإعطائها استسلامه وعدم مقاومته بالقوة المادية للدعوة إلى دين الله الحق .
ثانيها: أن يساهم في نفقات الدفاع عن نفسه وماله وعرضه وحرماته التي يكفلها الإسلام لأهل الذمة، والذين يؤدون الجزية فيصبحون في ذمة المسلمين وضمانهم ، ويدفع عنها من يريد الاعتداء عليها من الداخل أو من الخارج بالمجاهدين من المسلمين .
ثالثها: المساهمة في بيت مال المسلمين الذي يضمن الكفالة والإعاشة لكل عاجز عن العمل بما في ذلك أهل الذمة بلا تفرقة بينهم وبين المسلمين دافعي الزكاة( ) .
أقول : أين معنى الصغار في هذه الأهداف فالهدف الأول لا بد منه حتى من المسلم ، فلا بد أن يعلن استسلامه لله رب العالمين ، وإذا قاوم الدولة المسلمة بالقوة المادية ، وجب قتاله وقتله ، والهدفان الآخران لصالح أهل الذمة، فهم في كليهما كالمسلمين ، بل العبء الأكبر على المسلمين ، ولأهل الذمة الغنم والراحة، لقد أضاع سيد قطب الهدف الإسلامي الأساسي من أخذ الجزية من أهل الذمة .
وأضاع أيضا الهدف الآخر وهو ما قاله عمر رضي الله عنه : (أوصيكم بذمه الله ، فإنه ذمة نبيكم ورزق عيالكم ) .
ثم قال : ولا نحب أن نستطرد هنا إلى الخلافات الفقهية حول من تؤخذ منهم الجزية، ومن لا تؤخذ منهم ، ولا عن مقادير هذه الجزية، ولا عن طرق ربطها، ومواضع هذا ا الربط (...) ذلك أن هذه القضية برمتها ليست معروضة علينا اليوم كما كانت معروضة على عهود الفقهاء الذين أفتوا فيها واجتهدوا رأيهم في وقتها .
إنها قضية تعتبر اليوم تاريخية وليست واقعية .
إن المسلمين اليوم لا يجاهدون!.. ذلك أن المسلمين اليوم لا يوجدون!.. إن قضية وجود الإسلام ووجود المسلمين هي التي حتاج اليوم إلى علاج !
والمنهج الإسلامي - كما قلنا من قبل مرارا - منهج واقعي جاد، يأبى أن يناقش القضايا المعلقة في الفضاء ، ويرفض أن يتحول إلى مباحث فقهية لا تطبق في عالم الواقع - لأن الواقع لا يضم مجتمعا مسلما تحكمه شريعة الله ، ويصرف حياته ، الفقه الإسلامي - ويحتقر الذين يشغلون أنفسهم ويشغلون الناس بمثل هذه المباحث في أقضية لا وجود لها بالفعل ويسميهم (الأرائتيين )000 الذين يقولون (أرأيت ) لو أن كذا وقع فما هو الحكم ؟) .
إن نقطة البدء الآن هي نقطة البدء في أول عهد الناس برسالة الإسلام . . . أن يوجد في بقعة من الأرض ناس يدينون دين الحق ، فيشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله . . ومن ثم يدينون لله وحده بالحاكمية والسلطان والتشريع ويطبقون هذا في واقع الحياة. . . ثم يحاولون أن ينطلقوا في الأرض بهذا الإعلان العام لتحرير الإنسان ، ويومئذ - ويومئذ فقط - سيكون هناك مجال لتطبيق النصوص القرآنية والأحكام الإسلامية في مجال العلاقات بين المجتمع المسلم وغيره من المجتمعات ، ويومئذ - ويومئذ فقط - يجوز الدخول في تلك المباحث الفقهية، والاشتغال بصياغة الأحكام والتقنين للحالات الواقعة التي يواجهها الإسلام بالفعل لا في عالم النظريات ) .
ثم يقول : معتذرا عن تفسيره لهذه الآية على الوجه الذي قرره (وإذا كنا قد تعرضنا لتفسير هذه الآية - من ناحية الأصل والمبدأ -، فإنما فعلنا هذا لأنها تتعلق بمسألة اعتقادية وترتبط بطبيعة المنهج الإسلامي ، وعند هذا الحد نقف فلا نتطرق ،وراءه إلى المباحث الفقهية الفرعية احتراما لجدية المنهج الإسلامي وواقعيته وترفعه على هذا الهزال )( ) .
أقول : نأسف أشد الأسف لهذا التفسير لكتاب الله من وجوه :
أولا: إغفال معنى الصغار في الجزية الذي فرضه الله في كتابه وأكده رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة والخلفاء الراشدون وأئمة الإسلام وعلماء الأمة من محدثين وفقهاء.
ثانيا : تضييع هدف تشريع هذا الصغار، وهو حمل أهل الذمة على الإسلام الذي فيه عزتهم وشرفهم في الدنيا وسعادتهم ونجاتهم من النار التي أعدت للكافرين . . . فأهل النخوة والذين ينشدون العزة والحرية منهم لا يستطيعون البقاء على الصغار، بل سيحفزهم ذلك على الخلاص منه ، لا سيما وكثير منهم يعرف أن الإسلام هو الحق ، وفيه العزة والسعادة في الدنيا والآخرة .
أما هذا الأسلوب وهذا المنهج الذي ينتهجه سيد قطب ، فإنه يغريهم بالبقاء على كفرهم الذي فيه شقاؤهم الأبدي وهلاكهم السرمدي ذلك إن كانوا قد اقتنعوا بما تضمنه هذا الأسلوب .
ثالثا : ماذا يريد سيد قطب بصياغة الأحكام والتقنين ؟
أيريد صياغة أحكام وقوانين في أمور قد قررها الله ورسوله وسار الخلفاء الراشدون وأئمة الإسلام في هدي هذا التقرير بما لا يحتاج إلى صياغة أحكام وقوانين جديدة ينشئها سيد قطب وأمثاله ؟ !
أو يريد صياغة أحكام وقوانين تميع الإسلام وتخالفه وترضي أعداءه ، كما يتحدث سيد عن الجزية في ضوء كلام سيرت ، وأرنولد من أن الجزية إنما هي في مقابل الخدمة العسكرية وأن الجزية ليست صغارا على أهل الذمة، وأن لهم أن يدفعوا الزكاة بدلا عن الجزية إذا شاؤوا ذلك ، وأنه لا مانع أن تضرب الجزية على المسلمين بدلا من الخدمة العسكرية إذا لم يقوموا بهذه الخدمة ؟ !
وبمثل هذه التشريعات الماسخة للتشريع الإسلامي يرفع سيد قطب وأمثاله عقيرتهم أن عملهم هذا من صميم حاكمية الله والذي يخالفهم يكون كافرا لأنه حكم بغير ما أنزل .
رابعا: في أسلوب سيد في هذا الموضع وفي عشرات المواضع من كتبه قسوة وعنف على المسلمين بتكفيرهم والاستخفاف بهم .
خامسا: استخفافه بالعلم والعلماء والفقه والفقهاء .
انظر إلى قوله : (والمنهج الإسلامي - كما قلنا من قبل مرارا - منهج واقعي جاد يأبى أن يناقش القضايا المعلقة في الفضاء . . . ويحتقر الذين يشغلون أنفسهم ويشغلون الناس بمثل هذه المباحث في أقضية لا وجود لها بالفعل ).
وانظر إلى تعاليه في قوله : (وعند هذا الحد نقف فلا نتطرق وراءه إلى المباحث الفقهية الفرعية احتراما لجدية المنهج الإسلامي وواقعيته وترفعه على هذا الهزال ) .
أليس في هذا صرف للناس وصد لهم عن العلم ؟!
أليس في هذا الإرهاب الفكري ما يسوق الكثير إلى الجهل بشريعة الله الذي تحدث عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله : "إن بين يدي الساعة أيام الهرج يزول فيها العلم ويظهر فيها الجهل ( ) .
هذا الأسلوب هو الذي ملأ أدمغة الكثير ممن يقدسون سيد قطب ، ودفعهم إلى احتقار العلم والعلماء، وإلى تسميتهم بعلماء الورقة لا علماء الحركة، وإلى وصفهم بأنهم علماء الحيض والنفاس ، وبأنهم لا يفقهون الواقع ، وبأنهم جواسيس وعملاء إلى آخر الطعون والتهم التي يوجهونها إلى أهل العلم وطلابه.
سادسا: كان في وقته دولة مسلمة في الجزيرة العربية قائمة على العقيدة الصحيحة والمنهج الإسلامي الصحيح المنبثقين من كتاب الله ومن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم وعلى رأسها أمراء وعلماء مسلمون يطبقون شريعة الله ويقيمون دين الله الحق ، فلماذا يتجاهلهم سيد ولا يعترف بهم ؟ فهل يحتقرهم هم أيضا لأنهم يشغلون أنفسهم ويشغلون الناس بمثل هذه المباحث . . . إلخ ؟
ليتك عشت حتى ترى تلاميذك اليوم كيف يطبقون الإسلام بعد أن قامت لهم دول هنا وهناك ، فيصدق عليهم المثل : (إنك لا تجني من الشوك العنب )، ويصدق عليهم (فاقد الشيء لا يعطيه ). . والباقون في انتظار هذا المصير الذي لا محيد لهم منه ولا محيص ، سنة الله في المناهج الفاسدة ولن تجد لسنة الله تبديلا.
فأفيقوا يا معشر العقلاء من المسلمين !
سابعا: إذا تحدث سيد قطب عن الجهاد فلا يجوز عنده البحث في الغنائم( ) إلى أن تقوم دولته( ) لأن الحديث سيجره إلى حرمان أهل الذمة من المشاركة في الغنائم وسيجره إلى الحديث عن الاسترقاق والتسري بنساء المغلوبين من المشركين وذلك أمر كريه ينافي كرامة الإنسان في نظره ، لأنه من دعاة الحرية والمساواة والعدالة( ) .
وإذا تحدث عن الجزية ، رأيت منه ما سبق ، ولا يدخل في التفاصيل ، بل يجب تعليقها ويجب الهجوم على الفقهاء الذين يبحثون في هذه الأمور التي تتحدث عن إذلال أهل الذمة وهو يريد إكرامهم وتدليلهم لا تذليلهم .
الفصل التاسع
مساواة سيد بين أهل الزكاة وأهل الجزية
ويقول سيد قطب مؤكدا هذا المنهج الذي لا يحيد عنه :
(فإذا استسلم من يطلب السلام ، فهؤلاء هم (الذميون)، أي الذين أعطاهم الإسلام ذمته وعهده لحمايتهم ورعايتهم ، وهؤلاء لهم ما للمسلمين وعليهم ما على المسلمين بنص الإسلام الصريح ، فأما ما يؤخذ منهم من الجزية، فهو مقابل ما يؤديه المسلمون من الزكاة، مساهمة في نفقات الدولة التي تحميهم كما تحمى رعاياها المسلمين سواء، والتي توفر لهم العدل المطلق بلا تفرقة ولا تمييز، وتحقق لهم ضماناتهم وتأميناتهم في حالة المرض والعجز والشيخوخة .
ولم يشأ الإسلام أن يجبرهم على أداء الزكاة، لأن الزكاة عبادة إسلامية خاصة وحرية الاعتقاد التي يكلفها( ) الإسلام للأفراد تمنعه أن يكره الذميين على أداء عبادة إسلامية .
ولم يشأ كذلك أن يجبرهم على الجندية في الصف المسلم ، لأن المسلم إنما يجاهد في سبيل الله عبادة لله ، لهذا يأخذ منهم الضريبة تحت عنوان الجزية لا تحت عنوان الزكاة، مراعاة لهذا المبدأ العام (لا إكراه في الدين ) ، فإذا شاءوا برضاهم واختيارهم أن يؤدوا ضريبة الزكاة كالمسلمين بدل الجزية كان لهم ذلك عن رضاء واختيار، وقد اختارت قبيلة بني تغلب على عهد عمر أن تؤدي الزكاة لا الجزية فأدتها على هذا الأساس ) .
أقول :
أولا: ليست الغاية من إعطائهم العهد هو رعايتهم وحمايتهم ، إنما الحماية من توابع العهد الذي يعقد بينهم وبين المسلمين ، والفرق بين الأمرين واضح جدا .
وقوله : (لهم ما للمسلمين وعليهم ما على المسلمين بنص الإسلام الصريح) تقول على الإسلام صريح ، وراجع ما سبق من الأدلة والشروط العمرية .
ثانيا: قوله : (فأما ما يؤخذ من الجزية ، فهو مقابل ما يؤدي المسلمون من الزكاة) فمغالطة مكشوفة يبرأ منها الإسلام ، فإن الزكاة تزكي أهلها المسلمين وتطهرهم ، وهي من أركان دينهم ، والجزية شعار الذل والصغار، فكيف تقابل هذا الركن العظيم والشعار الرفيع (الزكاة)، ولا أريد الاستطراد في مناقشة النص المليء بالباطل ، فقد مضى له نظائر قد ناقشتها.
والغريب هنا قوله بتخيرهم بين الجزية والزكاة استنادا إلى قضية بني تغلب التي اعتمد فيها على النصراني سيرت وأرنولد، وسيظهر لك زيف كلامه .
روى أبو عبيد بإسناده إلى زرعة بن النعمان أو النعمان بن زرعة، أنه سأل عمر بن الخطاب وكلمه في نصارى بني تغلب ، قال : وكان عمر قد هم أن يأخذ منهم الجزية، فتفرقوا في البلاد، فقال النعمان بن زرعة لعمر: يا أمير المؤمنين ! إن بني تغلب قوم عرب يأنفون من الجزية، وليست لهم أموال ، إنما هم أصحاب حروث ومواش ، ولهم نكاية في العدو، فلا تعن عدوك عليك بهم ، قال : فصالحهم عمر على أن أضعف عليهم الصدقة واشترط أن لا ينصروا أولادهم . . .
قال : (حدثنا عبد الله بن صالح ، عن الليث ، عن يونس ، عن ابن شهاب ، قال : لا نعلم في مواشي أهل الكتاب صدقة إلا الجزية التي تؤخذ منهم ، غير أن نصارى بني تغلب الذين جل أموالهم المواشي يؤخذ من أموالهم الخراج ، فيضعف عليهم حتى تكون مثلي الصدقة أو أكثر)( ) .
قال أبو عبيد: (فكذا ما يؤخذ من بني تغلب ، وهو الضعف على صدقة المسلمين ، ثم وجه فعل عمر رضي الله عنه وساق آثارا في سداد رأيه وتوفيق الله له . . . ).
ثم قال : (وإنما استجازها فيما نرى وترك الجزية مما رأى من نفارهم وأنفهم منها ، فلم يأمن شقاقهم واللحاق بالروم ، فيكونوا ظهيرا لهم على أهل الإسلام وعلم أن لا ضرر على المسلمين من إسقاط ذلك الاسم عنهم مع استبقاء ما يجب عليم من الجزية، فأسقطها عنهم واستوفاها منهم باسم الصدقة حين ضاعفها عليهم ، فكان في ذلك رتق ما خاف من فتقهم مع الاستبقاء لحقوق المسلمين في رقابهم وكان مسددا )( ) .
ثم قال : (فالذي يؤخذ من بني تغلب ، وإن كان يسمى صدقة، فليس بصدقة لما أعلمتك ، ولا يوضع في الأصناف الثمانية التي في سورة براءة، إنما موضعها موضع الجزية)( ) .
فيؤخذ من هذا أن الجزية صغار نفر منه عرب بني تغلب وانفوا منه .
2- إن عمر إنما أسقط عنهم لفظ الجزية، ولسداده وبعد نظره أخذها منهم جزية مضاعفة وإن أسقط عنهم لفظها .
3- إن عمر لم يفعل ذلك من منطلق أن لأهل الذمة الخيار بين أن يؤدوا الجزية أو الزكاة، وإنما فعل ذلك خشية من شقاق بني تغلب واللحاق بالروم ، فيكونون ظهيرا لهم على المسلمين ، فدرأ هذا الضرر بإسقاط لفظ الجزية عنهم وإطلاق لفظ الصدقة على الجزية المضاعفة .
4- ما أخذه عمر منهم هو في حقيقته خراج كما قال الزهري ، وجزية كما قال أبو عبيد، والدليل على ذلك أنها لا تصرف في مصارف الزكاة الثمانية المنصوص عليها في سورة براءة .
والآن قارن بين ما يقوله سيد قطب وبين ما حوت قصة بني تغلب من فقه ، لترى بطلان ما يقوله هذا الرجل ، وأن تعلقه بقصة بني تغلب تعلق باطل ، وأن أهل الذمة ليسوا مخيرين بين الجزية والزكاة ولا كرامة لهم .
ويعجب المسلم كيف يسهل تحريف الإسلام على بعض الناس ، وبمثل هذه الأفاعيل حرفت الكتب السماوية ووجد للمحرفين أتباع يعبدونهم ويقدسونهم ويقتلون من أجلهم الأنبياء والذين يأمرون الناس بالقسط والثبات على دين الله المنزل ، فاللهم رحماك . . .
فرح سيد قطب بما تلقاه عن سيرت وأرنولد النصراني من أن الجزية إنما فرضت في مقابل الخدمة العسكرية :
فقال نقلا عنه : (ومن الواضح أن أية جماعة مسيحية كانت تعفى من أداء هذه الضريبة إذا ما دخلت في خدمة الجيش الإسلامي ، وكان الحال على هذا النحو مع قبيلة الجراجمة، وهي قبيلة مسيحية كانت تقيم بجوار أنطاكية، سالمت المسلمين وتعهدت أن تكون عونا لهم ، وأن تقاتل معهم في مغازيهم على شريطة ألا تؤخذ بالجزية، وأن تعطى نصيبها من الغنائم ، ولما اندفعت الفتوح الإسلامية إلى شمال فارس في سنة 22 هـ ، أبرم مثل هذا الحلف مع إحدى القبائل التي تقيم على حدود هذه البلاد، وأعفيت من أداء الجزية في مقابل الخدمة العسكرية) .
ومضى ينقل عن هذا الرجل النصراني ضرب الأمثلة من هذا النوع في العصور المتأخرة، إلى أن قال (ص 59): (ومن جهة أخرى، أعفي الفلاحون المصريون من الخدمة العسكرية، على الرغم من أنهم كانوا على الإسلام ، وفرضت عليهم الجزية في نظير ذلك ، كما فرضت على المسيحيين.
ثم قال سيد معلقا: (مما يثبت بصفة قاطعة صفة الجزية على النحو الذي قررناه من قبل، ويبطل كافة الترهات الباطلة التي يثيرها المغرضون حول هذه المسألة بصفة خاصة، وحول علاقات الإسلام بمخالفيه في العقيدة ممن يعيشون في كنفه وتظللهم رايته وعدالته )( ) .
أقول : ليعجب العاقل من موقف سيد من هذا النقل من وجوه :
أولا: هذا التقبل لهذا النقل من هذا النصراني دون أي دليل ولا تأكد، هل هو ينقل عن ثقات المسلمين أو عن دجاجلة النصارى لغرض من الأغراض الدينية والسياسية، وإذا كان نقله عن مصدر إسلامي ، فهل له إسناد صحيح أو حسن أو في إسناده ثقة ضابط أو ضعيف أو كذاب أو متهم بالكذب ، فإن كان فيه ضعيف أو كذاب رفضه ، وإن كان ثابتا نظر من هو قائد المسلمين الذي وافقهم على إسقاط الجزية وإشراكهم مع المسلمين في الغنائم ، فإن الموضوع حساس ومهم جدا، ولا يجوز تناوله بهذه السهولة، ذلك لأنه يخالف الكتاب والسنة، ويخالف الشروط العمرية التي اتفق على قبولها والأخذ بها الخلفاء والعلماء والفقهاء من هذه الأمة المسلمة .
فإن كان الذي فعل ذلك مجتهدا ، حوكم عمله هذا واجتهاده برده إلى الله والرسول كما قال تعالى : {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلى اللهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً}( ) .
فإن كان موافقا لكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل ، وإن كان مخالفا ، رد .
وإن كان غير مجتهد ومتبعا لهواه ؟ رد تصرفه ولا كرامة .
وغالبا أن مثل هذا التصرف لا يحصل إلا من الجهل والهوى، فمن يفهم كتاب الله ويعلم معاملة رسول الله للمشركين وأهل الكتب ، فسيجد أن هذا المجتهد قد أخطأ دون شك ، لأن الله لم يفرض على أهل الكتاب إلا الجزية لإذلالهم وإصغارهم ، لأنهم أعداؤه ، وقد رفضوا دينه الحق ، وسيجد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يأخذ منهم إلا الجزية، ولم يخيرهم بينها وبين الخدمة العسكرية ، عملا بمقتضى الآية، وهو المبين لمراد الله تبارك وتعالى، والصحابة والخلفاء وأئمة الإسلام لم يذكروا إلا الجزية، وهي واحد من شروط كثيرة لإنزال أهل الذمة ووضعهم حيث وضعهم الله .
وكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وأقوال علماء الإسلام لم يرد فيها جميعا أن الجزية فرضت على أهل الكتاب في مقابل الخدمة العسكرية، فهذا لا يعرفه الإسلام ولا شرعه ، وإنما تشرعه الأنظمة العلمانية انطلاقا من قواعدها الديمقراطية والوطنية .
ثانيا: بعد أن آمن سيد بأن الجزية إنما فرضت على القادرين من الذكور من أهل الذمة مقابل الخدمة العسكرية، آمن بجواز ضرب الجزية على المسلمين كما فرضت على المسيحيين وفرح بذلك وساقه مساق الإقرار به والتقرير له .
ثالثا: من أعجب تفاعلاته مع كلام هذا النصراني قوله : (مما يثبت بصفة قاطعة صفة الجزية على النحو الذي قررناه )، أي من أنها في مقابل الخدمة العسكرية وأنه يستوي فيها أهل الذمة والمسلمون ! !
وقد علم من منهجه أنه لا يسلم بقطعية كثير من النصوص القرآنية ولا يقبل أخبار الآحاد الصحيحة ولو تلقتها الأمة بالقبول ودانت بها وبنت عليها عقائدها، بلى هو لا يبني عقائده على الأحاديث المتواترة .
وليس هذا بجديد من سيد ولا غريب ، فهو ينظر في كثير من المناسبات إلى مقررات وكلام الفلاسفة الغربيين بهذا المنظار ويتقبلها بثقة عمياء !!
واقرأ له في "الظلال " ما يتعلق بالعلوم الكونية تجد صدق ما أقول .
سيد يرى أن الإسلام يدلل الأقليات غير الإسلامية :
يقول : (إنني أحسب مجرد التخوف من حكم الإسلام على الأقليات القومية في بلاده نوعا من التجني الذي لا يليق ، فما من دين في العالم وما من حكم في الدنيا ضمن لهذه الأقليات حرياتها وكراماتها وحقوقها القومية كما صنع الإسلام في تاريخه الطويل .
بل ما من حكم دلل الأقليات فيه كما دلل الإسلام من تقلهم أرضه من أقليات لا الأقليات القومية التي تشارك شعوبه في الجنس واللغة والوطن ، بل الأقليات الأجنبية عنه وعن قومه )( ) .
نسي سيد قطب أن عداء اليهود والنصارى وسائر أصناف المشركين للإسلام عداء أصيل ، من أجل أنه الإسلام المتضمن للتوحيد والحق والهدى والنور، كسائر العداوات التي واجهت رسالات التوحيد من عهد نوح إلى خاتم الرسالات .
ولقد حاربوا محمدا صلى الله عليه وسلم منذ صدع بكلمة لا اله إلا الله محمد رسول الله قبل قيام دولة الإسلام وقبل إعلان الجهاد وقبل أن ينتصر عليهم الإسلام ويفرض عليهم الجزية.
ولقد نزل قول الله تعالى: {وَلنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللهِ هُوَ الْهُدَى} قبل أن تفرض عليهم الجزية وقبل أن يصطدم بالنصارى في المعارك .
نعم قد يرضون عمن يميع لهم الإسلام ويمدح لهم ديانتهم ويسميها بالرسالات السماوية رغم أنها قد أصبحت أرضية وثنية ويبادلهم ودا بود وحبا بحب .
الفصل العاشر
عالمية الإسلام كيف يقررها سيد قطب
ويقول : (المجتمع الإسلامي مجتمع عالمي ، بمعنى أنه مجتمع غير عنصري ولا قومي ولا قائم على الحدود الجغرافية، فهو مجتمع مفتوح لجميع بني الإنسان دون النظر إلى جنس أو لون أو لغة، بل دون نظر إلى دين أو عقيدة . . . ومن ثم تملك جميع الأجناس البشرية وجميع الألوان وجميع اللغات أن تجتمع في حمى الإسلام وفي ظل نظامه الاجتماعي ، وهي تحس آصرة واحدة تربط بينها جميعا آصرة الإنسانية التي لا تفرق بين أسود وأبيض ولا بين شمالي وجنوبي ، ولا بين شرقي وغربي ؟ لأنهم جميعا يلتقون عند الرابطة الإنسانية الكبرى) ( )
أقول : أولا: أن هذه هي الدعوة الماسونية العالمية، الدعوة في الظاهر إلى الإنسانية العالمية، وفي الباطن لتحقيق غايات صهيونية .
ثانيا: يحتج سيد لهذه الدعوة التي تقضي على مبدأ الولاء والبراء والبغض في الله والحب فيه الذي وردت فيه نصوص قرآنية ونبوية كثيرة، ويغرس في نفوس المسلمين الميوعة والسماجة السياسية المنافقة، فيصبح لا فرق عند المسلم الضائع بين اليهودي والنصراني والمجوسي وبين المسلم الموحد، يجمع الجميع آصرة الإنسانية، وتربط الجميع الرابطة الإنسانية الكبرى .
وينسى سيد قطب قول الله تعالى : {يَاأَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} وما جرى مجراها، وما أدري هل يعرف قول النبي صلى الله عليه وسلم : "أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين ، لا تتراءى ناراهما( ) وقوله صلى الله عليه وسلم فيما رواه جرير البجلي : أبايعك على أن تعبد الله ، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتناصح المسلمين ، وتفارق المشركين "( ) ، وله شاهد من حديث كعب بن عمرو بلفظه ، وقوله صلى الله عليه وسلم: "من جامع المشرك أو سكن معه فهو مثله "( ) .
إن كثيرا من قيادات الحركات القطبية والإخوانية لا يهنؤون بالعيش إلا في ظل الدول النصرانية وفي عواصم أوروبا ، زعما منهم أنهم يخدمون الإسلام ، مع الأسف ، وهم في حقيقة الأمر لا ترى آثارهم إلا في تمزيق صفوف السلفيين وبعثرتها وزحزحة الشباب السلفي عن العقيدة السلفية وعن منهج السلف وتشكيكهم في صلاحيتهما.
وكل هذا لا يخدم إلا أعداء الإسلام ، لا سيما الأوروبيين والأمريكان ، الذين يتظاهرون بالحماس ضدهم ، وفي الحقيقة أنهم لا يعملون إلا لتحقيق غاياتهم ومصالحهم .
لأن الأوروبيين لا يخافون إلا من الإسلام الخالص الذي لا يمثله إلا المنهج السلفي ، وتعرف ذلك جيدا بريطانيا التي حاربها أهل المنهج السلفي في الهند أكثر من مائة سنة، ولذلك كانت أيام الجهاد الأفغاني لا تحذر الخرافيين من الأفغان إلا من الوهابيين على حد قولها. هذه حقائق يجب أن يتنبه لها المخدوعون ويستيقظ لها النائمون .
ويؤكد سيد قطب أقواله ودعوته إلى ما سبق فيقول : (والإسلام لا يريد حرية العبادة لأتباعه وحدهم ، إنما يقرر هذا الحق لأصحاب الديانات المخالفة، ويكلف المسلمين أن يدافعوا عن هذا الحق للجميع ، ويأذن لهم في القتال تحت هذه الراية، راية ضمان الحرية لجميع المتدينين . . . وبذلك يحقق أنه نظام عالمي حر، يستطيع الجميع أن يعيشوا في ظله آمنين متمتعين بحرياتهم الدينية على قدم المساواة مع المسلمين وبحماية المسلمين )( )
أقول : أولا: إن الإسلام لا يكتفي بحرية العبادة للمسلمين ، فقد كان المسلمون في المجتمع المدني يعبدون الله في حرية ولهم قوة وشوكة، ومع ذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكتب إلى ملوك الدنيا يطلب منهم الدخول في الإسلام فقط كما في كتابه لقيصر ملك الروم : "أسلم تسلم ، يؤتك الله أجرك مرتين ، فإن أبيت ، فإنما عليك إثم الأريسيين ، ويا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله "، وما كان يطالب هؤلاء الملوك بمنح الأقليات حرية التدين ، وقد كان النصارى من العرب والروم واليونان يمارسون عبادتهم بحرية ، ويلقى أكثرهم تشجيعا من الدولة، فما كان الإسلام مستريحا لهذه الحرية، وقد كانت بعض الكنائس تلقى اضطهادا ، وكذلك اليهود ، فلم يطالب لهم رسول الله بحرية العبادة.
وقل مثل ذلك في سائر الممالك التي كاتبها رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه لم يطلب منهم إلا الدخول في الإسلام .
وقد قال تعالى : {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلهِ}( ).
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك ، فقد عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام ، وحسابهم على الله تعالى"( ) .
فتلك هي غاية الإسلام فقط : أن يكون الدين كله لله ، وأن تكون كلمته هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى.
أما الجزية، فمع أن فيها صغارا وإذلالا لأعداء الله ، فإنها حالة استثنائية لا غاية .
ثالثا: من التقول على الله وعلى الإسلام أن الإسلام يكلف المسلمين بالقتال من أجل حرية الأديان الباطلة، ويأذن لهم في القتال تحت هذه الراية، إن هذا القول قد بلغ الغاية في السوء والإساءة إلى الإسلام الذي شرع لأهله قتال أهل الأديان حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة، وحتى لا تكون في الأرض فتنة، كما نص على ذلك كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، ولم يشرع شيئا - والعياذ بالله - مما يدعيه سيد قطب .
رابعا: إن مقتضى قول سيد: (فالإسلام لا يريد حرية العبادة لأتباعه وحدهم إنما يقرر هذا الحق لأصحاب الديانات المخالفة ويكلف المسلمين أن يدافعوا عن هذا الحق للجميع ).
أنه إذا كان هناك دولة ديمقراطية تبث دعوة الماسونية في المساواة الإنسانية وفي حرية العبادة للجميع وطبقت هذا الأسلوب الماسوني فأعطت الحريات لجميع الديانات التي تعيش في ظلها، مقتضى ما يقوله سيد أنا لا ندعوها للإسلام فإنها قد حققت الغاية التي يريدها الإسلام ، وأن المسلمين لا يحق لهم إعلان الجهاد على مثل هذه الدولة، بل عليهم أن يتعايشوا معها في ظلال الأخوة الإنسانية الكبرى، وأن المسلمين إذا غزوا مثل هذه الدولة لإعلاء كلمة الله يكونون ظالمين وأهل عدوان واحتلال ، فإذا قهروهم ونفذوا فيهم الشروط العمرية يكونون ظالمين مستعبدين ، لأن المغلوبين لم يتمتعوا بحرياتهم ولم يقفوا مع المسلمين على قدم المساواة في ظل هذه الشروط ، ألا ما أضر أهل الأهواء - ولا سيما الأهواء السياسية - على الإسلام وما أخطرهم على دين المسلمين وعقائدهم .
خامسا: على قول سيد قطب في وصف هذا المجتمع الذي اخترعه : (ولا قائم على الحدود الجغرافية فهو مفتوح لجميع الناس . . . إلخ ). لا يكون هناك دار إسلام ولا دار حرب ، ولا هناك ثغور يرابط فيها جند الله لحماية المسلمين ودارهم من مكائد الأعداء وغاراتهم ، بل لا يكون هناك جهاد على ما يقول سيد قطب .
يؤكد هذا قوله : (نحن ندعو إلى نظام إنساني يقيم علاقاته الدولية على أساس المسالمة والمودة بينه وبين كل من لا يحاربونه ولا يحادونه ولا يؤذون معتنقيه ولا يفسدون في الأرض ولا يظلمون الناس ، فهو لا يحارب إلا المعتدين المفسدين الظالمين ، نحن ندعو إلى هذا النظام ، فما الذي يخيف فردا أو طائفة أو دولة من أن يقوم مثل هذا النظام في أي بقعة من بقاع الأرض )( ) .
أقول : وهل هناك فساد أكبر من الشرك بالله والكفر به وتكذيب رسول الله صلى الله عليه وسلم وبغض دينه والطعن فيه وعداوة أهله ؟! وهل تجوز موادة من حاد الله ورسوله ؟! وهل كلامك هذا لا يعني إلغاء الجهاد وقتل مبدأ الولاء والبراء ومبدأ الحب في الله والبغض فيه وتمييع النفوس والعقول التي تقبل هذا الباطل ؟!
إن هذا النظام الإنساني الذي تدعو إليه ليس هو الإسلام وإنما هو نظام المؤسسات الماسونية التي لعبت بعقول كثير من المنتسبين إلى الإسلام ، فأفسدت عقولهم ، ودفعتهم إلى تمييع الإسلام .
سادسا: من هوس سيد وطمعه ظنه أنه بهذا الأسلوب المميع للإسلام ولعقول أتباعه أن الدول والشعوب والطوائف الكافرة التي تعيش في بلاد الإسلام سوف يتجاوبون معه ويفتحون له الطرق والأبواب لإقامة الدولة التي يتصورها ويصورها على هذه الشاكلة، ولن يكون ذلك ، بل الذي حصل ويحصل إنما هو تمييع الإسلام وتشويهه وفتنة من لا يفهم الإسلام ولا يعقل بهذا التمييع والتشويه .
وقد وجدنا كثيرا من الناس في غير هذا البلد لا يفرق بين المسلمين واليهود والنصارى، ويعتقد أن الجنة ليست حكرا على المسلمين ! ومن هذا الصنف من يدرس في الجامعات مع شديد الأسف .
فيا لله ويا للإسلام !
الجزية عند سيد قطب فرضت على أهل الذمة في مقابل الخدمة العسكرية تقليدا لسيرت وليست عنده للصغار كما يقول القرآن والمسلمون :
ينقل سيد قطب عن النصراني سيرت وأرنولد قوله : (وقد فرضت الجزية كما ذكرنا على القادرين من الذكور في مقابل الخدمة العسكرية التي كانوا يطالبون بأدائها لو كانوا مسلمين )( ) .
ويفرح بهذا القول الضال ، وفي الوقت نفسه لا يأنف من ضرب الجزية على المسلمين ولا يستنكره ولا يرى في ذلك إهانة للمسلمين ولا ينكر ذلك على من يفعله من الحكام الجائرين .
ينقل هذه المهزلة التشريعية عن نصراني أفاك ، ويطير بها فرحا، ليرد بها على المغرضين كما يدعي ، قال فيما نقله عن كتاب "الدعوة إلى الإسلام " تأليف سيرت وأرنولد :
(ومن جهة أخرى أعفي الفلاحون المصريون من الخدمة العسكرية على الرغم أنهم كانوا على الإسلام وفرضت عليهم الجزية في نظير ذلك كما فرضت على المسيحيين )( ) .
فطار سيد قطب فرحا بهذا الإفك والتحريف المتعمد من هذا النصراني ، واتخذ منه برهانا قاطعا على أن صفة الجزية على النحو الذي يقرره .
وقال عقب الكلام السابق الذي نقله عن سيرت :
(مما يثبت بصفة قاطعة صفة الجزية على النحو الذي قررناه من قبل ، ويبطل كافة الترهات الباطلة التي يثيرها المغرضون حول هذه المسألة، وحول علاقات الإسلام بمخالفيه في العقيدة ممن يعيشون في كنفه وتظللهم رايته ).
والذي قرره سيد في هذا الكتاب وغيره أن الجزية لا تعني الصغار والذلة على قوم رفضوا الإسلام ، بل سياقاته تفيد أنها تدليل لهم .
قال : (إنني أحسب مجرد التخوف من حكم الإسلام على الأقليات القومية في بلاده نوعا من التجني الذي لا يليق ، فما من دين في العالم ، وما من حكم في الدنيا، ضمن لهذه الأقليات حرياتها وكراماتها وحقوقها كما صنع الإسلام في تأريخه الطويل ، بل ما من حكم دلل الأقليات فيه كما دلل الإسلام من تقلهم أرضه من أقليات ، لا الأقليات القومية التي تشارك شعوبه في الجنس واللغة والوطن ، بل الأقليات الأجنبية عنه ، وعن قومه )( ) .
بل إن الإسلام - في زعمه - بلغ من تدليله لهم أنه يحرم على المسلمين أشياء قد أباحها لأهل ذمته كالخنزير والخمر ويوجب " على المسلمين تكاليف يعفى أهل الذمة منها كالجهاد والزكاة( ) .
وما يدري أن الإسلام يرى في هذا أو ذاك إكراما للمسلمين ورفعا لدرجاتهم بالواجبات وتنزيها عن المحرمات والقاذورات ، وأن أهل الذمة الكفار أقل وأحقر من أن يكلفوا بتلك الواجبات العظيمة الكريمة( ) ، وأقل وأحقر من أن ينزهوا عن تلك القاذورات التي نزه عنها المسلمون .
الباب الثاني
طعون سيد قطب في العلماء
الفصل الأول
تمهيد هو منطلق الدفاع عن العلماء
لسيد قطب طعون كثيرة شديدة في العلماء ، وسخرية بهم وبفتاواهم وعلمهم وكتبهم ، وذلك مما غرس كل احتقار وازدراء في نفوس من يسمى بشباب الصحوة لعلماء السنة، وجرأهم على رميهم بأسوأ التهم .
حينما ألف سيد قطب كتابه هذا المتضمن لهذه الطعون( ) كانت السلفية في العالم الإسلامي في أوج قوتها وانتشارها، ففي الجزيرة العربية لها دولة قائمة على كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، تطبق الشريعة الإسلامية تطبيقا كاملا، وراية التوحيد والسنة مرفوعة، ومظاهر الشرك والبدع قد اختفت بل محيت ، يعلم ذلك الصديق والعدو حتى عوام المسلمين والمشركين ، فكيف يتجاهل ذلك سيد قطب .
لو كان انتقاد سيد قطب لمن يسميهم (رجال الدين ) !! منصبا على أهل البدع وبدعهم من تعطيل صفات الله تبارك وتعالى وما عندهم من تصوف وغيره ، ومنصبا على بدع من يسميهم بالدراويش ، لتعلقهم بالقبور، وتقديمهم الذبائح والنذور لها، واعتقادهم في أهلها أنهم يعلمون الغيب ويتصرفون في الكون . . . ولو كان نقده نصحا لهم وبيانا لضلالهم بالحجة والبرهان لا تهكما وسخرية ، لحمده الله وأهل الحق على ذلك .
لكنها السخرية الشاملة لهذا النوع ولغيره من علماء السنة والتوحيد .
ولكنها السخرية التي هب بها على العلماء عامة، حتى حينما يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكرات الشنيعة والتحلل الأخلاقي ، والسخرية حينما يستفتون فيفتون .
ولكنها الشماتة بهم حتى ولو اهتموا بالسنة النبوية والفقه الإسلامي .
ولكنها السخرية بهم وإن أقاموا الصلوات في مساجد الله وذكروا الله فيها كثيرا .
ولو كان للدراويش أذكار بدعية فيجب أن يبين ما فيها من ضلال بالأدلة والبراهين لا بالسخرية والاستهزاء، كما يجب أن يبين لهم الأدعية الشرعية، وذلك هو طريق الدعاة المصلحين دعاة الحق ، ولكن فاقد الشيء لا يعطيه ، لا سيما وسيد قطب يشارك المبتدعين في كثير من بدعهم الضالة، وإنكاره عليهم وسخريته بهم إنما هما من منطلق اشتراكي وسياسي يرضي بتلك السخريات من يسميهم بالرفاق والمثقفين العلمانيين .
لو كان سيد قطب مصلحا حقا لوضع يده في أيدي أنصار السنة المحمدية التي كانت في عهده في أوجها من القوة في الدعوة إلى توحيد الله وإلى هدم الشرك والبدع وتطهير الأرض منها في الوقت الذي ما كانت دعوتهم تغفل الدعوة إلى تحكيم شريعة الله والتطبيق الشامل الكامل للإسلام .
وكان على رأس دعاة أنصار السنة أعلام أفذاذ لهم المؤلفات النافعة والمقالات القوية والخطب المجلجلة والتحقيقات النافعة لكتب السنة والتفسير وكتب أئمة التوحيد والسنة إلى جانب مجلتهم (الهدي النبوي ) التي نفع الله بها لا في مصر وحدها، بل في سائر أنحاء الدنيا.
ومن هؤلاء الأفذاذ : العلامة محب الدين الخطيب ، والعلامة محمد حامد الفقي رئيس أنصار السنة، والشيخ أحمد محمد شاكر، والعلامة مصطفى درويش ، والشيخ عبد الرزاق حمزة، والشيخ عبد الرزاق عفيفي ، والشيخ أبو السمح إمام الحرم المكي ، والشيخ محمد خليل هراس ، والشيخ عبد الرحمن الوكيل ، وغيرهم في بلد سيد قطب مصر، وما كان أكثر أهل السنة في الهند وباكستان والشام والسودان وشرق آسيا .
فكيف يتجاهل سيد كل ذلك ويصور لأعداء الإسلام علماء الإسلام في هذه الصور المزرية ؟!
فإذا كنا نأخذ على سيد قطب سخريته برجال الدين واستهزاءه بهم ، فإنما ننطلق من الدفاع عن هؤلاء وعن دعوتهم الإسلامية الصحيحة الحقة، ومن منطلق الدفاع عن كتب السنة والفقه الإسلامي والفتاوى الإسلامية التي سخر منها سيد كما سترى نماذج من ذلك فيما سيأتي .
وإذا كان يدخل فيمن يسميهم رجال الدين رجال مبتدعون ، فنحن نستنكر اعتراضه على ما يقومون به من عبادات في مساجد الله وعلى ما يقومون به من جوانب إسلامية من مثل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومن مقاومة الشيوعية والاشتراكية ودعائهما ونستنكر سكوته عن بدعهم وضلالهم ، بل نرى أن هذا السكوت عن تلك البدع والضلالات إنما كان لأحد أمرين واقعين .
أحدهما: كونه شريكا قويا في كثير منها .
وثانيهما: عدم مبالاته بما يفرض أنه لم يقع فيه .
فليعرف هدفنا الإسلامي الأصيل الصادق إن شاء الله من هذا الدفاع .
وأخيرا : فإن سخرية سيد بمن يسميهم رجال الدين ما كانت إلا من منطلق اشتراكي وانتصارا للاشتراكيين الذين قاومهم العلماء وقاوموا الاشتراكية والشيوعية، فطعنه فيهم من أجل أنهم قالوا كلمة الحق في المنهج الاشتراكي والشيوعي .
والشيوعيون والاشتراكيون إنما كانوا يهاجمون الإسلام ويهاجمون العلماء، فالسخرية بمن يسميهم (رجال الدين )إ!
ويصفهم بالأوصاف الشنيعة التي لم يصف بها الشيوعيين إنما كانت انتصارا لهؤلاء الملاحدة شاء أم أبى .
فلا بد من محاسبة سيد، ولا بد من نقده ؟ نصرا للحق ونصرا للمظلومين من أهل السنة ومن شاركهم وأيدهم في الدفاع عن الإسلام .
الفصل الثاني
حكم المشايخ والدراويش
قال سيد قطب :
(حكم المشايخ والدراويش .
هناك آخرون يتصورون أن حكم الإسلام معناه حكم المشايخ والدراويش !
من أين جاءوا بهذا التصور؟ من الثقافة السطحية الناقصة، ومن ملابسات الواقع في هذا الجيل . . . فأما الإسلام الحقيقي الصحيح ، فلا يعرف هذا الوضع لا في أصوله النظرية، ولا في واقعه التأريخي حتى تلك الأزياء الخاصة للمشايخ والدراويش . . . إنها ليست شيئا في الدين ، فليس هناك زي إسلامي وزي غير إسلامي ، والإسلام لم يعين للناس لباسا، فاللباس مسألة إقليمية ومجرد عادة تأريخية 000 )( ) .
أقول :
أولا: هذه سخرية متعالية على علماء المسلمين تغري أذناب الإفرنج باحتقارهم واحتقار الإسلام نفسه .
وقد اعتاد سيد أنه لا يذكر العلماء في كثير من الأحيان في هذا الكتاب إلا ويقرنهم بالدراويش ؟ كما لا يذكر العبادات الإسلامية في هذا الكتاب في عدد من المناسبات إلا ويقرنها بالدروشة والبدع . . . لماذا؟
ثانيا: أما قوله : (أما الإسلام الحقيقي الصحيح فلا يعرف هذا الوضع لا في أصوله النظرية ولا في واقعه التأريخي . . . ) .
أسأل سيدا وغيره : هل الإسلام الحقيقي الصحيح يطارد العلماء من تسيير دفة الحكم ويسلمها للجهلة والمتفرنجين ؟
لقد ولى رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا ومعاذ بن جبل وأبا موسى الأشعري وغيره من علماء الصحابة، وكذلك خلفاؤه الراشدون لا يولون إلا الأكفاء .
وأول ميزاتهم العلم والوعي .
وواقع الإسلام التأريخي لا يعتمد على الجهلة في تولية مناصب الدولة، وإنما يعتمد على العلماء، وقد يحصل قصور وشذوذ ولكن هذه هي القاعدة.
ثالثا: لعل الإسلام الحقيقي الصحيح عند سيد هو ذلك المزيج من المسيحية والشيوعية( )
ولعله لو قامت دولته لاشترك في تسييرها المسيحيون والشيوعيون والمتفرنجون من أدعياء الإسلام التقدميين .
ولما أقوله شواهد وأدلة واقعية في السودان وأفغانستان ، ومؤشرات في غيرهما ، فليفقه أولو العقول والأبصار والأذهان .
رابعا : أن سيدا كان يحلق لحيته ويلبس بدلة إفرنجية وكرفتة ويعتز بذلك ويتعالى عن التشبه في لباسه بمن يسميهم هو (رجال الدين ) فيقول ساخرا من كل شيء يتصل بهم ، من ثقافتهم (أي علمهم ) وصورهم وهيئاتهم ولباسهم :
(وبعض هذه الشبهات ناشىء عن التباس فكرة الدين ذاته بمن يسمون في هذا العصر رجال الدين وهو التباس مؤذ للإسلام ولصورته في نفوس الناس ، فهؤلاء - الرجال الدين( ) أبعد خلق الله عن أن يمثلوا فكرته ، ويرسموا صورته ، لا بثقافتهم ، ولا بسلوكهم ، ولا حتى بزيهم وهيئتهم ، ولكن الجهل بحقيقة هذا الدين والثقافة المدرسية الباقية من عهد الاحتلال ، والتي ما يزال يشرف عليها الرجال الذين صنعهم الاحتلال والأدوات التنفيذية التي صاغها بيده لتسد مسده بعد رحيله ، هذا الجهل الناشيء عن تلك الثقافة لا يدع للناس صورة عن الإسلام يرونها إلا في هؤلاء الذين يعرفونهم (رجال الدين )، وهي أسوأ صورة ممكنة للإسلام ولأي دين من الأديان)( ) .
فأي تحقير وأي تشذيب للعلماء أشد من هذا التشذيب والتحقير؟ !
ومن هنا لا ترى لأتباع سيد أي تقدير وأي احترام للعلماء وإن بالغوا في التستر فإن هذا هو واقعهم .
خامسا: الإسلام لم يغفل عن توجيه المسلمين في قضايا الزي واللباس ، فلقد حبب إليهم النظافة والتجمل والتطيب ، ولعن المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال ، ونهى الرجال عن لباس الذهب والحرير، ونهى عن إسبال الإزار وجره خيلاء، وتوعد على ذلك وعيدا شديدا، ونهى عن حلق اللحى وعن التشبه بالكفار، وأمر بقص الشوارب .
وقد خصص المؤلفون كتبا في اللباس في ثنايا مؤلفاتهم ، ولم يكل الناس في كثير منه إلى عادتهم ، بل تدخل في ذلك لينقلهم إلى الأفضل والأكمل .
الفصل الثالث
العبادة ليست وظيفة حياة عند سيد قطب
ويقول سيد: (والإسلام عدو التبطل باسم العبادة والتدين ، فالعبادة ليست وظيفة حياة، وليس لها إلا وقتها المعلوم ، (فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله ).
وتمضية الوقت في التراتيل والدعوات بلا عمل منتج ينمي الحياة أمر لا يعرفه الإسلام ، ولا يقر عليه الألوف المؤلفة في مصر التي لا عمل لها إلا إقامة الصلوات في المساجد أو تلاوة الأدعية والأذكار في الموالد)( ) .
أقول :
أولا: العبادة هي وظيفة الحياة .
قال تعالى : {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ}( ) .
وقال تعالى: {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}( ).
وقال تعالى : {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً} ( ).
وقال تعالى : {وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا} ( ).
وقال تعالى : {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ* كَانُوا قَلِيلاً مِنْ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُون وبالأسحارِ يستغفرون * وفي أموالهم حق للسائل والمحروم} ( ) .
ففي هذه الآيات بيان أن العبادة هي وظيفة الحياة ، وثناء عاطر على من يذكرون الله قياما وقعودا وفي جميع أحوالهم وعلى العباد الذين يبيتون لربهم سجدا وقياما ولا يهجعون من الليل إلا قليلا لتعلق قلوبهم الطاهرة بالله .
فهم عباد أتقياء وفي الوقت نفسه أغنياء أسخياء يؤدون الحقوق في أموالهم وسماهم محسنين لا متبطلين ولم يحرض الدولة على أخذ أموالهم ولا على سوقهم بالعصي إلى المعامل والعمل المنتج .
والإسلام يحث على الرباط في المساجد وعلى انتظار الصلاة بعد الصلاة، وسيد يزهد في ذلك ، لا سيما في هذا العصر الذي يندر فيه المتعبدون ، لا سيما في وقته.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات " . قالوا بلى يا رسول الله ، قال : "إسباغ الوضوء على المكاره ، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط " .
قال الإمام مسلم : وليس في حديث شعبة ذكر الرباط " وفي حديث مالك ثنتين : "فذلكم الرباط ، فذلكم الرباط " ( ) .
والآيات والأحاديث في الحث على كثرة الصلاة والذكر كثيرة جدا، وهذا يعرفه ويعتني به علماء المسلمين من مفسرين ومحدثين وفقهاء، ويعرفه حتى عوام المسلمين، وهناك أحاديث صحيحة كثيرة تحث على الصيام وتبين فضل المتقربين إلى الله بهذه العبادة العظيمة ، ومنها : " أفضل الصيام صيام داود، كان يصوم يوما ويفطر يوما، ولا يفر إذا لاقى)( ) .
ولم يهمل الرسول صلى الله عليه وسلم معالجة من يتشدد في العبادة إلى درجة الإرهاق للنفس ويضيع الحقوق .
ومع ذلك فقد ركز على الترغيب فيها والحث عليها قولا وعملا، لأن النفس البشرية في الغالب ميالة إلى حب الدنيا والانشغال بها أكثر من إقبالها على العبادة، وميالة إلى الراحة والكسل ، قال تعالى : {أَلْهَاكُمْ التَّكَاثُرُ *حَتَّى زُرْتُمْ الْمَقَابِرَ} ، وقال تعالى : {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ}( )
ولم يقل مثل هذا فيمن يشغلهم ذكر الله وعبادته عن الدنيا، ولا مجال للإطالة في هذا، وكتب السنة والزهد والفقه مليئة به .
ثانيا: انظر إلى هذا التخبط والخلط من سيد قطب حيث لا يفرق بين المشروع الذي رغب فيه الإسلام وحث عليه وبين المبتدع الممنوع .
لا يفرق بين إقامة الصلوات في المساجد وعبادة الله وذكره فيها {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ * رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ} النور : 36 - 37 ، وبين البدع والموالد حول الأضرحة والمشاهد.
إن تمضية الكثير والكثير من الوقت لذكر الله والصلاة في المساجد أمر مشروع مرغب فيه يعرفه الإسلام ولا ينكره ، وصرف لحظة واحدة في البدع من موالد وغيرها سواء كانت في المساجد أو في المشاهد أمر لا يعرفه الإسلام وينكره ويحاربه حربا لا هوادة فيها ، فكيف يقرن سيد بين المشروع والممنوع؟
ثم إنه لا يحارب الممنوع من الجهة التي حاربه منها الإسلام ، وهي كونه ابتداعا في الدين ، وإنما أنكره من الجهة التي ينكره منها الاشتراكيون ، لأنهم يرون أن على الناس جميعا إلا حزبهم أن يكونوا عمالا كادحين وعبيدا مسخرين .
ويقول سيد: (ولو كان الأمر للإسلام لجند الجميع للعمل فإن لم يجدوا فالدولة حاضرة، وحق العمل كحق الطعام ، فالعمل زكاة للأرواح والأجسام وعبادة من عبادات الإسلام )( )
أقول : إن الإسلام قد حث على العمل وعلى الكسب الحلال وترك للناس حرياتهم ولم يجبر الجميع على العمل ، ولم يخرجهم من المساجد إلى الحقول والمناجم كرها، فهذا إنما هو أسلوب لينين وستالين ، وانظر إلى سيد كيف يرفع من شأن العمل من أنه زكاة للأرواح والأجسام . . . إلخ ؟ مع أنه لم يقل مثل هذا في الصلاة والزكاة والصيام والحج والذكر التي امتلأ الكتاب والسنة بمدحها ومدح أهلها وترتيب الجزاء العظيم في الدنيا والآخرة عليها( ).
فإذا كان دافعه إلى ذلك تقصير الناس في العمل الذي يغلو فيه ، فلماذا لا يدفعه الفساد العقائدي من تعطيل صفات الله وعبادة القبور واعتقاد أن أهلها يعلمون الغيب ويتصرفون في الكون والفساد العملي بما في ذلك ترك الصلاة والصيام وعقوق الوالدين وقطيعة الأرحام والاستخفاف بالدين وغير ذلك من الأمور المتفشية في عهده والتي يقع فيها أناس أضعاف المقبلين على العبادة والعقائد الصحيحة وأضعاف المتعطلين عن العمل المنتج الذي يتحمس له ويرفع من شأنه فوق العبادات التي خلق الله الجن والإنس من أجلها .
الفصل الرابع
سخريته بالعلماء بما في ذلك قراء كتب
السنة والفقه تزلفا للعلمانيين
ويقول : (والذين يخشون - لو حكم الإسلام - أن يبصروا فيروا على رأس الجيش مثلا في المعركة أو في مصلحة الكيمياء أو الطب الشرعي أو في وزارة الأشغال أو المالية شيخا مطمطما أو درويشا معمما لمجرد أنه قرأ كتب الفقه أو السنة أو حفظ المتون أو الحواشي والشروح أو التراتيل الدينية ودلائل الخيرات ، أولئك فليطمئنوا فواقع الإسلام التأريخي كأصوله النظرية لا يعترف إلا بالكفاية الخاصة في العمل الخاص، ولكل وجهة هو موليها)( ).
أقول : إذا كان واقع الإسلام التأريخي كأصوله النظرية لا يعترف إلا بالكفاية الخاصة في العمل الخاص فما الداعي للسخرية بمن يقرأ كتب الفقه أو السنة أو حفظ المتون والحواشي إن كان هذا مبتدعا ضالا فيناقش في بدعته ويدعى إلى السنة والحق ، وإن كان من أهل السنة والحق فلماذا تجعله سخرية أمام الملاحدة والزنادقة ؟؟
ويقال للملاحدة والعلمانيين : {فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنْ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون}( ) ولا يشاركون في الاستهزاء بعلماء المسلمين لا سيما حملة السنة ودعاتها.
والإسلام يحترم الكفاءات حقا .
وقد نفذ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه الراشدون ومن بعدهم ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما سئل عن أشراط الساعة، قال : "إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة . قال : كيف إضاعتها قال : ((إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة))( ) .
وإن العلماء بالكتاب والسنة لهم الأكفاء في الإمرة والقضاء والإفتاء والرئاسات العلمية، وهم مع الأمراء ولاة الأمر وأهل الحل والعقد، وأنت تريد أن يكونوا في طليعة الطرداء الى الأعمال المنتجة.
أليس من ينظر إلى العلماء هذه النظرة المزرية وينوي مطاردتهم إلى ميادين العمل المنتج أشد الناس خطرا وأخلق بتضييع الأمانة الذي هو من علامات الساعة== تأملوا معي الكلام التالي لسيد قطب في تفسيره لسورة المدثر الجزء29ص168-169من الطبعة الثالثة إصدار دار إحياء التراث((بيروت-لبنان)) قال سيد قطب:
تلقى النبي صلى الله عليه وسلم أوامر عديدة في قوله تعالى(((قرآن
يأيها المدثر قم فأنذر وربك فكبر وثيابك فطهر والرجز فأهجر ولاتمنن تستكثر ولربك فإصبر))
)..أوامر بسيطة ساذجة في الظاهربعيدة المدى والغاية قوية الأثر والفعل في الحقيقة ونفس الأمر.
فتأملوا وصفه لأوامر الله وآياته بالساذجة وسوء أدبه مع كتاب الله تعالى الذي لايجوز وصفه بمثل هذه الأوصاف التي لاتنزيه فيها عن النقص.
ثم بعد أن أورد تفسير كل آية على حدة قال:-
الله أكبر,ماأبسط هذه الأوامر في صورتها الظاهرة وماأروعها في إيقاعاتها الخلابة..
وتأملوا معي هنا كلامه عن آيات الله وكأنها مقطوعة موسيقية لها إيقاعات خلابة.
فهذا غيض من فيض الضلال الذي ورد في تفسير سيد قطب المسمى ((في ظلال القرآن))الذي ملئ بالبدع والإنحرافات والضلال فنسأل الله العافية=من ضلالات سيد قطب
يستهزئ بالأنبياء و يسب صحابة رسول الله صلي الله عليه و سلم بل و يتهمهم بالنفاق بل و بالكفر وهذا كلامه علي أنبياء الله داود و سليمان في التصوير الفني في القرآن صفحة 213 الي 215 طبعة دار الشروق قال فيهم- ( .. إنها قصة سليمان مع بلقيس , وكلاهما شخصية واضحة : شخصية ( الرجل ) !وشخصية : ( المرأة ) !ثم شخصية (الملك النبي ) وشخصية ( الملكة ) ... إن سليمان النبي لملك وإنه أيضاً ( لرجل )
! ... وهنا يستيقظ ( الرجل ) الذي يبهر ( المرأة ) بقوته وسلطانه !! ثم وضع بين قوسين : (وسليمان هو ابن داود !صاحب التسع والتسعين نعجة الذي فتن في نعجة واحدة )!!!فهاهو ذا يريد أن يأتي بعرش الملكة قبل أن تجيء وأن يمهد لها الصرح من قوارير !!).ويعلق في الهامش (ص213):عند قوله:(وسليمان هو ابن داود) قائلاً :(في قصة داود في القرآن إشارة إلى فتنته بامرأة مع كثرة نسائه...!) . يشير إلى الاسرائليات المكذوبة في هذا الأمر) ثم ها هو ذا ( الرجل ) يستيقظ في سليمان مرة أخرى !!! (قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ) وهنا يتهيأ (المسرح) لاستقبال الملكة , ونمسك نحن أنفسنا في ارتقاب مقدمها . فإذا بهرتنا المفاجأة الثانية,وأحست( بغريزتها )أن إعداد المفاجأة لها دليل على عناية(الرجل)! ألقت السلاح وألقت بنفسها إلى الرجل الذي بهرها وأبدى اهتمامه بها , بعد الحذر الأصيل في طبيعة المرأة , والتردد الخالد في نفس حواء ! وهنا يسدل الستار .)
هذا هو فكر سيد قطب في الانبياء و الصحابة فضلا عن ضلاله في العقيدة و في أسماء الله و صفاته و توحيده و فضلا عن تكفيره للمسلمين و استحلال دمائهم و غير ذلك كثير فهذا أحد مصادر العلم عند الاخوان المبتدعين=================
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق