مدرسة " الإخوان " السيد قطب التنظيم الخاص للاخوان و جرائمه====سيرة سيد قطب في سطور
(البدايات الأولى)نشأ سيد قطب في أسرة لا تخلو من بعض البدع فكان أبوه يقرأ سورة الفاتحة كل ليلة بعد طعام العشاء ويهديها لروح أبيه وروح أمه، بحضر أولاده .
ومن العادات التي نشأ عليها التزام والده بإقامة حفلات ختم القرآن التي كان يقيمها في المنزل لا سيما في شهر رمضان .
كما كانت قريته تسمى بلدة (الشيخ عبد الفتاح) لأنه أحد أوليائها وله فيها مقام بارز. هكذا يحكى الخبر دون إنكار موجود لا من سيد ولا من الخالدي .
(الصبي يحفظ القرآن تحدياً)
حفظ سيد القرآن وهو صبي من باب التحدي وذلك أن مدرس القرآن فصل من عمله فأشاع أن الدولة تحارب القرآن وطالب أهل القرية سحب أولادهم من المدرسة وتحويلهم إليه في كُتّابه، فوافق بعض أولياء الأمور ومنهم والد سيد، ودرس سيد اليوم الأول فلم يعجبه الكُتّاب ورجع إلى المدرسة، وصار يحفظ في كل سنة عشرة أجزاء في منزله حتى يثبت أن المدرسة لا تحارب القرآن، وليت سيد واصل دراسة القرآن دراسة شرعية والانتفاع به ولكن للأسف لم يفعل ذلك.
(ثقافة صوفية خرافية منذ الصبا)
كان سيد مولعاً بالقراءة واقتناء الكتب منذ صباه، فجمع خمسة وعشرين كتاباً كان مولعاً بها إلى درجة العشق ومن هذه الكتب (البردة، سيرة إبراهيم الدسوقي، السيد البدوي،
عبد القادر الجيلاني، دلائل الخيرات، دعاء نصف شعبان) . وكلها من كتب البدع والتصوف والخرافات والقبورية والغلو كما هو معلوم.ومن العادات التي نشأ عليها التزام والده بإقامة حفلات ختم القرآن التي كان يقيمها في المنزل لا سيما في شهر رمضان .كما كانت قريته تسمى بلدة (الشيخ عبد الفتاح) لأنه أحد أوليائها وله فيها مقام بارز. هكذا يحكى الخبر دون إنكار موجود لا من سيد ولا من الخالدي .(الصبي يحفظ القرآن تحدياً)حفظ سيد القرآن وهو صبي من باب التحدي وذلك أن مدرس القرآن فصل من عمله فأشاع أن الدولة تحارب القرآن وطالب أهل القرية سحب أولادهم من المدرسة وتحويلهم إليه في كُتّابه، فوافق بعض أولياء الأمور ومنهم والد سيد، ودرس سيد اليوم الأول فلم يعجبه الكُتّاب ورجع إلى المدرسة، وصار يحفظ في كل سنة عشرة أجزاء في منزله حتى يثبت أن المدرسة لا تحارب القرآن، وليت سيد واصل دراسة القرآن دراسة شرعية والانتفاع به ولكن للأسف لم يفعل ذلك.(ثقافة صوفية خرافية منذ الصبا)كان سيد مولعاً بالقراءة واقتناء الكتب منذ صباه، فجمع خمسة وعشرين كتاباً كان مولعاً بها إلى درجة العشق ومن هذه الكتب (البردة، سيرة إبراهيم الدسوقي، السيد البدوي،عبد القادر الجيلاني، دلائل الخيرات، دعاء نصف شعبان) . وكلها من كتب البدع والتصوف والخرافات والقبورية والغلو كما هو معلوم.(ثم صار الصبي مشعوذاً)
ومن المؤسف أنه كان في مكتبة والده المنزلية كتابان غريبان يتعلقان بالشعوذة والسحر وهما كتاب (أبي معشر الفلكي) وكتاب السحر (شمهورش) ويستخدمان في قراءة الطالع وسحر الصرف والعطف.
وقد تعلم سيد قطب هذه الشعوذة في صغره، وصار يمارسها في قريته، فكان المشعوذ المفضل فيها لعموم النساء والفتيات والشبان لصغر سنه، ولكونه يقوم بتلك الأعمال بلا أجرة .
وقد سجل ذلك عن نفسه هو في كتابه (طفل من القرية) .
(تائه يقترب من الإلحاد)
لما انتقل من القرية إلى القاهرة في المرحلة الثانوية بدأ مرحلة الشك، وعدم اليقين، والتخلي عن الدين،والانشغال بعضوية حزب الوفد مدة طويلة ، واستمر معه هذا التيه والضياع حتى بلغ الأربعين .
خلال هذه المدة الطويلة اشتغل بالأدب والنقد، وكان نقده يمتاز بالقوة، والهجوم، والهمز واللمز، والسخرية المقذعة والهجاء .
(الانتقال)
سلك بعد ذلك طريقاً جديداً درس فيه القرآن من ناحية بيانية أدبيه، ثم أخذ يكتب المقالات التي ينتقد فيها أوضاع المجتمع، ثم شارك في الثورة ضد الأسرة المالكة في مصر حتى تم القضاء على ملكها، ثم التحق بالإخوان المسلمين، ثم اختط لنفسه منهجاً جديداً لكنه تحت إطار حركة الإخوان المسلمين، ونشر اتجاهه عبر خلايا سرية، اكتشفت فيما بعد، وحوكم وقتل على إثرها.
ماذا يستفاد من مجمل سيرته الذاتية
ليس في سيرته ما يشير من قريب ولا بعيد أنه درس علوم الإسلام من توحيد ولا حديث ولا تفسير ولا فقه ولا أصول فقه ولا غير ذلك على أحد من علماء المسلمين المعتبرين، وإنما غاية أمره اطلاعات ذاتية الله أعلم بحقيقة مصادره فيها، بل كان فيها كتب السحر والشعوذة والتصوف والقبورية والخرافة، والذي يظهر إلى ذلك أيضاً أنه كان يقرأ للشيعة والخوارج والمعتزلة و أضرابهم، وأنه كان بعيداً غاية البعد عن كتب أهل السنة والأثر لا يلتفت إليها ولا يرفع بها رأساً، ولهذا جاءت تقريراته في غاية البطلان والانحراف عن حقيقة الإسلام سواء في أصول الدين أو فروعه؛ وعلى هذا فمن الغش الكبير للمسلمين أن يُجعلَ منه إماماً يقتدون بهديه، ويستنون بسنته. إنّ من لم يجعل المتقين _ وعلى رأسهم محمد صلى الله عليه وسلم ثم أصحابه وأئمة التابعين لهم بإحسان _ من لم يجعلهم أئمة له لا يصلح أبداً أن يكون إماماً للمتقين من بعده، لأن الدين مبني على الاتباع وليس على الاختراع، وبهذا يحفظ الدين خالصاً نقياً من كل شائبة والله أعلم.
ثانياً: هل كان سيد قطب داعية على منهاج النبوة؟ أم ثائراً على منهاج الانقلابيين؟
حين دخل سيد قطب مرحلة العمل للإسلام صدر مجلة (الفكر الجديد) سنة 1948م وأصدر منها اثني عشر عدداً ثم أغلقتها الحكومة.
وكان من عناوين مقالاته فيها:
- أفخاذ ونهود.
- أنتم أيها المترفون تزرعون الشيوعية زرعاً.
- وضع مقلوب في جوائز فؤاد الأول.
- أولاد الذوات وبناتهم هم نتن الأرض ولعنة السماء.
- تحرروا يا عبيد الأمريكان والروس والإنجليز.
- ليس الشعب متسولاً فردوا له حقوقه وهو غني عن بركم .
ومن عرف الهدي الشرعي في معالجة أخطاء الحكام والسياسة العامة يدرك بعد هذه المقالات عن الطريقة الشرعية القائمة على السرية حفظاً لمقام ولاة الأمور، ورعاية لقاعدة الشرع في اجتماع الكلمة والبعد عن أسباب الفتن وشق العصا واختلاف الكلمة، كما يدرك أن هذا الأسلوب الذي انتهجه سيد قطب مماثل لأسلوب الخوارج القائم على الإنكار العلني حتى يحصل تأليب قلوب الرعية على ولاة أمرها، ثم يعقب ذلك ما يعقب من الخروج عليه.
وفي عام 1951م بعد عودته من أمريكا انشغل أيضاً بهذا النوع من النقد، يقول عن نفسه: "واستغرقت أنا عام 1951م في صراع شديد بالقلم والخطابة والاجتماعات ضد الأوضاع الملكية القائمة، والإقطاع والرأسمالية" .
وهذا تأكيد لما سبق من سلوكه منهج الإنكار العلني، وصراع ولاة الأمر، مع غض الطرف تماماً عن الأضرحة وعبادة القبور وهذا أمر يبين لنا كيف هو الإسلام عند سيد قطب، فليس هو إخلاص العبادة لله، ولكنه أن يحكم الإسلام الدولة، وإن كنت لا أعرف معنى الإسلام عنده.
وإليك هذا النموذج لبعض ما كان يكتب:
يقول: "لو وكل إلي الأمر لأنشأت مدرسة للسخط على هذا الجيل من رجال السياسة في هذا البلد، ومدرسة للسخط على أولئك الكتاب والصحفيين، ومدرسة للسخط على أولئك الوزراء" .
وأقول:
إن الإصلاح لا يبدأ من إسخاط الناس على ولاة أمرهم، ولكن ببذل النصيحة وتعليم الناس دينهم، وتربيتهم عليه، يقول صلى الله عليه وسلم (من أراد أن ينصح لذي سلطان فلا يبده علانية، ولكن ليأخذ بيده، وليخل به، وليكلمه فيما بينه وبينه فإن قبل منه فذاك وإلا كان قد أدى الذي عليه) رواه ابن أبي عاصم في السنة بإسناد صحيح.
• دوره في الانقلاب الذي أدى إلى إلغاء الملكية وقيام الجمهورية :
كنت أسمع أن سيد قطب ما هو إلا أديب أحب الإسلام بعد أن كان ملحداً أو قريباً من الإلحاد، فلما عرف الإسلام أحبه وكتب عنه، ودعا الناس إليه، فلماذا تهاجمون هذا الرجل المسكين؟
وحين قرأت كتاب الخالدي رأيت أن سيد ليس مجرد أديب مسكين، ولكنه أحد حملة راية الإصلاح على منهج الخوارج، وشارك بقلمه، وفكره في إسقاط الحكم الذي أدرك البلاد عليه، وجعل من بيته مقراً للضباط الذين أطاحوا بمليكهم، يعقدون فيه المؤامرات السرية في جنح الظلام، وكان يصدر الأوامر فتطاع، وحين تمت الثورة كان أحد رجال مجلس قيادة الثورة.
فسيد ثائر، يدعو إلى الثورات، وطبق ما يدعو إليه فقام بالثورة في بلده، وصدّرها إلى خارج بلاده، ورُبيَّ ألوف مؤلفة من شباب الأمة على فكره _ على أنه يمثل الإسلام ظلماً وزوراً _ ولو كان لهم عقول واعية لتأملوا عاقبة المنهج الثوري في الإصلاح حيث كان رائده في هذا العصر سيد قطب أول ضحاياه، إضافة إلى أنه لم يحقق الهدف المنشود من ورائه وصدق الله حيث يقول (إن الله لا يصلح عمل المفسدين) و حيث يقول تعالى (إن الله لا يهدي كيد الخائنين).
بعد هذه المقدمة إليك ملخصاً مما أرخه الخالدي في كتابه عن دوره في (ثورة الأحرار).
قال ما ملخصه:
بدأ تخطيط الإخوان المسلمون للثورة على الملكية في الأربعينات، وكان الضباط الإخوان المعنيون يقرؤون كثيراً من مقالات سيد قطب، وبعض كتبه المشهورة آنذاك ككتاب (العدالة الاجتماعية)، ولذلك فقد شبه بعضهم سيد قطب بالفرنسي الشهير (ميرابو) الذي كان له دور كبير في التمهيد للثورة الفرنسية فأطلقوا عليه (ميرابو الثورة المصرية) .
لم يقتصر دور سيد على تأثيره الفكري من خلال كتبه ومقالاته بل جعل من بيته منتدى سرياً لقادة الثورة، يقول سليمان فياض متحدثاً عن زيارته لسيد في حديقة منزله :
سألته عن رأيه في هذه الثورة؟
ابتسم. وقال لي: هنا تحت هذه الشجرة كان الضباط الأحرار يعقدون بعض اجتماعاتهم معي في فترة التحضير للثورة.
ثم دخل بيته وعاد يحمل مظروفاً، أخرج منه صوراً وخذ يريها لي واحدةً واحدة، وكان هو في كل صورة وتحت هذه الشجرة ، وكانت كلها صوراً ليلية أخذت في ضوء الفلاش، وفي كل صوره كان هؤلاء الضباط الأحرار وهو بينهم أبداً واسطة العقد" .
ويقول محمود العزب: "إن رائدنا وأستاذنا سيد قطب هو الذي رعى الثورة جنيناً فوليداً وأمرنا أن نستعد لها. إن الجيش لا يمكن أن ينسى أن سيد قطب هو أبو الثورة ، وأبو الثوار، وتواضعه يزيدنا تعلقاً به، وإكباراً له".
ثم قال: "قبيل الثورة بأيام تلقينا من الأستاذ قطب أمراً بأن نكون على استعداد، وكنت على رأس تنظيم الإخوان المسلمين في بور سعيد، ولما تلقيت الأمر حضرت إلى القاهرة، ومضيت إلى منزل الأستاذ سيد قطب، وكان في يوم 19 يوليو 1952م وكان لديه بعض قادة الثورة منهم البكباشي جمال عبد الناصر، وذكر لي الأستاذ سيد أن أكون أنا ومن معي على أهبة الاستعداد، وأن يكون الإخوان المسلمون المدنيون على استعداد أيضاً، فإذا سمعنا بقيام الثورة كنا حماتها، وحفظة الأمن في بور سعيد، وحذرنا من سفك الدماء" .
• لمحات عن بعض جهود ومكانة سيد قطب عقب الثورة:
قال عبد الغفور عطار الأديب المعروف وأحد المقربين من سيد قطب: كان هو – سيد قطب _ المدني الوحيد الذي يحضر جلسات مجلس قادة الثورة، وكانوا _ أي أعضاء المجلس _ يتردون على منزله في حلوان" .
وقال عادل حمودة: "الذين عاصروا تفاصيل الأيام للثورة يؤكدون أن سيد قطب كان له مكتب في مبنى مجلس قيادة الثورة، وأنه كان يقيم هناك إقامة شبه دائمة.." .
وقال سيد قطب عن نفسه: "استغرقت في العمل مع رجال الثورة 23يوليو حتى فبراير شباط 1953م عندما بدأ تفكيري وتفكيرهم يفترق حول هيئة التحرير، ومنهج تكوينها" وقال : كنت أعمل أكثر من ثنتي عشرة ساعة يومياً قريباً من رجال الثورة، معهم ومع من يحيط بهم" .
وبعد شهر من نجاح الثورة المصرية أعد رجالها حفلاً تكريمياً لسيد قطب على مستوى رفيع في نادي الضباط في الزمالك، وكان تحت رعاية رئيس الجمهورية محمد نجيب، لكنه اعتذر عن الحضور وأناب عنه جمال عبد الناصر، ولم يكتف بذلك بل أرسل برسالة حملها أنور السادات وتليت على الحاضرين. ثم قام سيد وألقى كلمته وأعلن فيها تخوفه حتى بعد الثورة من السجن وما هو أشد من السجن فقال جمال بصوته الجهوري ما نصه : "أخي الكبير سيد، والله لن يصلوا إليك إلا على أجسادنا جثثاً هامدة، ونعاهدك باسم الله، بل نجدد عهدنا لك أن نكون فداءك حتى الموت" .
- لم يدم الصفاء بين عبد الناصر والإخوان بل انقلب عليهم وحاول سيد أن يصلح بين الفريقين لكن دون جدوى.
وبعد ذلك انضم سيد قطب إلى الإخوان رسمياً في مارس 1953وعند ذلك بدأ في ما يسميه بعض تلامذة منهجه مرحلة (الإسلاميات الحركية) والذي يمثل في نظرهم النظرة الصحيحة للإسلام فماذا فعل فيها؟
تولى سيد قطب أمور الثقافة و النشر في الجماعة، فأشرف على إصدار جريدة الإخوان، وكان يلقي حديث الثلاثاء، وانتدب إلى سوريا والأردن وفلسطين ممثلاً للجماعة.
وقيل : إن سيد كان عضواً في التنظيم السري للإخوان، وأنه أوقف الجريدة العلنية، وبدأ ضد حكومة الثورة (حرب المنشورات السرية)، ونسب له الإشراف على النشرة التي كان يصدرها التنظيم السري (الإخوان في المعركة) والتي كان سيد يفضح فيها عبد الناصر، ويذكر عمالته للأمريكان ولليهود..
قال الخالدي عن هذه التهمة: نسكت عليها ونتوقف فيها، لأننا لا نملك أدوات يقينية للحكم لها أو عليها .
قلت: ليس في منهج سيد ولا نظرته للدعوة الحركية ما يأباها، فهي تسير على الخط نفسه (السرية، الطعن في النظام الحاكم) بدعوى الدعوة إلى الله.
حلّ عبد الناصر الإخوان المسلمين في 15/يناير/ 1954م واعتقل كثيراً من الإخوان وقادتهم ومنهم سيد قطب، وأقال بعد عشرة أيام محمد نجيب، وفي 28 من الشهر نفسه نظم الإخوان مظاهرة ضخمة حاشدة، وكان من نتيجتها رضوخ عبد الناصر لمطالبها، فأعاد محمد نجيب، وأفرج عن المعتقلين ومنهم سيد قطب.
قلت: المظاهرات ليست وسيلة شرعية في الإنكار على الحكام، وليست وسيلة شرعية في الدعوة إلى الله، بل طرق غربية قلدها المسلمون، وركبها (الإسلاميون) تحت شعار الدعوة.
بعد ذلك نشط سيد قطب ومن معه في إصدار النشرات السرية ضد عبد الناصر حتى 26/10/1954م حيث أعلن عبد الناصر عن محاولة اغتياله من قبل بعض الإخوان وهو (محمود عبد اللطيف) عضو أسرة من أسر النظام الخاص في القاهرة، وهو المشهور بحادث المنشية، فسجن سيد مع من سجن من الإخوان.
ومكث ف السجن تسع سنين ثم أفرج عنه بواسطة رئيس العراق عبد السلام عارف سنة 1964م
• ماذا فعل سيد بعد الإفراج عنه؟
قبل سنتين من خروجه قاد مجموعة من الإخوان المسلمين داخل السجن وفقه منهجه الجديد – سيأتي بيانه – وبلغ عددهم في سجن لقناطر خمسة وعشرين أخاً.
وبعد أن أفرج عنه لم يتصل بتلك المجموعة إلا لماماً، وفضل أن ترتبط بصفيه محمد يوسف هواش المعتقل معهم، لكنه اتصل باللجنة الخماسية (التنظيم الإخواني الرسمي السري الجديد) التي أنشأها عبد الفتاح إسماعيل، وقد كانوا وصلوا إليه قبل خروجه من السجن واتفقوا معه (أن يكون أباً روحياً لجماعة من الإخوان خارج السجن ليصحح مفاهيمها، ويهديها الصراط المستقيم، وأنهم يتوسمون فيه هذه القدرة). ووافق سيد فكانت كتاباته في السجن تصل إليهم ، وقد أوجز لهم سيد تصوراته الدعوية الجديدة في النقاط التالية:
(النهاية)
رأت اللجنة الخماسية بموافقة سيد قطب على البدء في التدريب العسكري لحماية الحركة تنفيذاً للفقرة السادسة عند حدوث أي اعتداء من النظام الحاكم؛ وذلك لقوة الإشاعات، وكثرة التحذيرات بشأن اقتراب ضربة قوية على الإخوان، وكانت خطة العمل المتفق عليها هي (الرد فور وقوع اعتقالات لأعضاء التنظيم بإزالة رؤوس، وفي مقدمتها: رئيس الجمهورية، ورئيس الوزارة، ومدير مكتب المشير، ومدير المخابرات، ومدير البوليس الحربي) .
ونتيجة للأجواء المشحونة اعتقلت أجهزة الأمن محمد قطب في 30/يوليو/1965م، ثم اعتقلت سيد قطب في 9/8/1965م ، وفي 20/8 اكتشفت الدولة التنظيم السري الجديد للإخوان وقبضت على قياداته الخمسة .
• كيف اكتشفت الدولة التنظيم الجديد السري؟
حصلت مشكلة (حسين توفيق) ومجموعته، فاعتقلت أجهزة الأمن (سامي عبد القادر) واعترف هذا بزيارته لـ (يوسف القرش) وهو من الإخوان القدامى، بحثوا عنه فوجدوه عند (حبيب عثمان) وهو عضو في أسرة إخوانية تابعة للتنظيم السري الجديد، ثم في ليلة 20/8 اعتقلت أجهزة الأمن (محمود فخري) فاعترف على (مرسي مصطفى) فداهموا شقته وجعلت منها فخاً، وفي منتصف الليل طرق باب الشقة ثلاثة من أعضاء اللجنة الخماسية وهم : عبد الفتاح إسماعيل، وعلي عشماوي، ومبارك عبد العظيم، وبعد التحقيق معهم اعترف بعضهم بكامل تفاصيل التنظيم، وأسراره، وأهدافه، وغير ذلك، فاعتقلت الدولة الآلاف من الإخوان المسلمين .
وحُقِّق مع سيد قطب على إثر انكشاف التنظيم السري الذي يتزعمه، ولم يكن هو قد أفصح عنه، حماية لأفراد التنظيم، ثم قررت السلطات قتله وقتل اثنين من قادة اللجنة الخماسية فنفذ فيهم الحكم شنقاً يوم الاثنين 29/8/1966م، وهم سيد قطب، عبد الفتاح إسماعيل، يوسف هواش . والله المستعان.
ثالثاً: مختارات من محضر التحقيق مع سيد قطب
الحزبية المقيتة عند سيد قطب
سؤال: هل ترى أن هناك فرقاً بين المسلم المنتمي لجماعة الإخوان، وغير المنتمي لتلك الجماعة؟
جواب: الذي يميز الإخوان: أن لهم برنامجاً محدداً في تحقيق الإسلام، فيكونون مقدمين في نظري على من ليس لهم برنامج محدد.
هل دعوة سيد إصلاحية أم ثورة على النظام تحت ستار الدعوة؟
سؤال: هل كان التنظيم سرياً أم علنياً؟
جواب: كان سرياً.
سؤال: وما الغرض من جعله سرياً إذا كان الهدف تربية دينية أخلاقية؟
جواب: عندنا اعتقاد استقيناه من كل التجارب الماضية، ومن معرفتنا بالخطط الصليبية والصهيونية والشيعية في المنطقة لمحاربة ومنع أي تربية إسلامية حركية تهدف لتحقيق مثل هذا الهدف، وإقامة حكم إسلامي.
• هل الدولة السعودية دولة إسلامية عند سيد قطب؟
سؤال:هل كنتم ترون أن وجود الأمة المسلمة قد انقطع منذ مدة طويلة، ولا بد من إعادتها للوجود؟
جواب: لا بد من تفسير مدلول كلمة الأمة المسلمة التي أعنيها، فالأمة المسلمة هي التي تحكم كل جل جانب من جوانب حياتها الفردية والعامة، السياسية، والاجتماعية، والاقتصادية، والأخلاقية، شريعة الله ومنهجه.وهي بهذا الوصف غير قائمة الآن في مصر، ولا في أي مكان في الأرض( ). وإن كان هذا لا يمنع من وجود الأفراد المسلمين، لأنه فيما يتعلق بالفرد الاحتكام إلى عقيدته، وخلقه، وفيما يتعلق بالأمة الاحتكام نظام حياتها كله.
حكم سفك الدماء بين المسلمين في سبيل الوصول إلى الحكم عند سيد
سؤال: ألا ترى أن في قيام تنظيم سري مسلح بين المسلمين ما يؤدي إلى فتنة يأباها الدين الإسلامي، وينهى عنها؟
جواب: قد يؤدي إلى فتنة، ولكن الذي يكون عليه وزرها هو الذي يمنع النشاط العلني، فيضطر الآخرون للنشاط السري، ويمكن إنقاذها بإباحة النشاط العلني.
الحزبي يخفي انتماءه حتى عن أقرب الناس إليه فلا تأمنهم
سؤال: هل يعرف محمد قطب تنظيمك السري؟
جواب: لا.
سؤال: ولِم لمْ تبلغه به، وهو يساير أفكارك في كتاباته؟
جواب: أنا أعرف من طبيعة محمد عدم الميل إلى الاختلاط بأية تجمعات، ومن ناحية أخرى: كنت حريصاً دائماً ألا يعرف أحد بأمر هذا التنظيم ولو كان أقرب الناس إلي؛ لتضيق دائرة من يعرفون ذلك.
• هل وصل التنظيم الإخواني القطبي إلى السعودية في زمن سيد قطب؟
سؤال: إن تمويل هذا التنظيم من (الخارج) يعني الإخوان في السعودية وغيرها؟
جواب: نعم من الخارج، ولكن في إحساسنا اعتبار عام أن أي أخ في أي بلد هو مرتبط بنا على أساس العقيدة والفكرة، لا على الأساس الإقليمي، وعندما تذكر (إخوان) لا نسأل عن جنسياتهم من الناحية الإقليمية.
وفي تحقيق آخر جاء ما يلي:
الدجوي: محدش من أفراد التنظيم كان يتصل بك وحده؟
سيد: علي عشماوي.
الدجوي: وقال لك إيه؟
سيد: عن أسلحة ستأتي من السعودية عن طريق السودان...
رابعاً: موقفان مهمان يدلان على ما وراءهما
الموقف الأول:
روى الشيخ عبد القادر شيبة الحمد هذا الموقف عن حسن البنا قال:
(بالنسبة للإخوان المسلمين أسسوا وأنا طالب في أولى ثانوي في الأزهر، وزار طنطا التي كنت أدرس فيها حسن البنا، مؤسس حركة الإخوان المسلمين، وكانوا يبذلون كل جهد لجمع الطلاب معهم فجاءني عدد من الطلاب وألحوا علي لأحضر،وكان عدد الطلاب في طنطا ذلك الوقت قرابة(1000)طالب؛ولم يكن أحد منهم معفيا لحيته سواي وطالب آخر اسمه محمود عبد الوهاب،فكانت تلك علامة من علامات التدين فكانوا يحرصون على حضوري أشد الحرص،وبالتالي ألحوا على أن أحضر معهم محاضرة الحسن البنا التي سيلقيها في حضرة جموع الطلاب الحاشدة.فجئت بعد صلاة العصر وبدأ يخطب، وكان رجلاً فصيحاً بليغاً مؤثراً، فأذكر أنه استمر من بعد صلاة العصر حتى غربت الشمس ولم يقم أحد لصلاة المغرب وانتظرت أن يوقفوا الخطابة لإقامة الصلاة ، فلم يفعلوا، ثم انتظرت قليلاً فقمت فصليت وحدي.ثم عندما انتهى حسن البنا من خطبته قام رجل متسماً بزي المشايخ وأخذ يثني على الشيخ البنا حتى بالغ في الثناء عليه، حتى جعله كأنه يقارب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام أحد الجالسين واعترض على الشيخ فقام البنا مرة أخرى وقال أبياتاً من الشعر منها:
إن الله قد جعل الأقل لنوره *** مثلاً من المشكاة والمصباح
إشارة إلى قوله تعالى في سورة النور{الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح......}إلخ الآيات..ومنذ ذلك اليوم (وأنا أخذت انطباعاً سيئاً عن جماعة الإخوان المسلمين) عن موقع صيد الفوائد قسم التعريف بالعلماء أعد الترجمة : وليد العلي.
الموقف الثاني:
قال علي عشماوي في كتابه التنظيم السري ص 112وهو يحكي أحد لقاءاته بسيد قطب: وجاء وقت الجمعة، فقلت لسيد قطب: دعنا نقوم ونصلي، وكانت المفاجأة! أن علمت ولأول مرة أنه لا يصلي الجمعة، وقال :إنه يرى أن صلاة الجمعة تسقط إذا سقطت الخلافة ، وأنه لا جمعة إلا بخلافة.
خامساً: مختارات من أقوال سيد قطب مما انتقده عليه أهل العلم
تكفير المسلمين تكفيراً عاماً
ما حكم ذبيحة المسلم غير الإخواني عند (المفتي الفقيه) سيد قطب؟
وفي هذه الفتوى الموقرة يتضح تكفير سيد لعموم المسلمين من غير المنتظمين في الحزب الإخواني إذ الإخوان هم العصبة المؤمنة فقط.
وفيها يتضح ميل سيد قطب إلى التيسير في الفتوى وعدم التشدد والتضييق إذ لم يحرم ذبائح المسلمين حيث وجد للإخوانيين رخصة فيها.
وفيها أيضاً تفضيله لأهل الكتاب من اليهود والنصارى على المسلمين حيث شبه المسلمين بأهل الكتاب والمشبه به لا بد أن يكون أعلى رتبة من المشبه.
القول بوحدة الوجود تعالى الله وتقدس عن ذلك
موسيقى السور عند المفسر (العظيم!!)
هل يليق هذا الكلام عن موسى عليه السلام؟
هل قائل هذا الكلام يتذكر قول الله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيها) ونحن نقول: بل كان موسى عبد الله ورسوله وكليمه عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام.
طعن سيد في بعض خيار أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
قبل أن تقرأ اعلم ما يلي: لا يجوز سب أحد من الصحابة، ولا ذكره بسوء لحديث (لا تسبوا أصحابي) وحديث (إذا ذكر أصحابي _ أي بالسوء _ فأمسكوا) أي لا تذكروهم بالسوء ، والطعن في الصحابة من علامات أهل البدع لا سيما الخوارج والروافض. وقد كان لسيد قطب نصيب من صفاتهما وبئس النصيب.
أقول: هذا نَفَسٌ شيعي رافضي، أما أهل السنة والجماعة فيحبون عثمان، ويجلونه، ويعتقدونه خليفة راشداً، فقد قال صلى الله عليه وسلم (الخلافة بعدي ثلاثون سنة) رواه ابن حبان والحاكم وغيرهما وخلافة عثمان داخلة فيها قطعاً، ويشهدون أن عثمان من أهل الجنة، ويشهدون أن عصر عثمان كان من خير العصور التي مرت على المسلمين وأزهاها، وكان المسلمون فيها على خير حال حتى نبغت الشرذمة الخارجية بمكر يهودي فطعنوا في عثمان، وأنكروا عليه علناً، وأشاعوا عنه الشائعات التي انطلت على الغوغاء الهمج الرعاع، فثاروا على عثمان، وانقلبوا عليه بدعوى تصحيح الأوضاع، واستئناف خلافة كخلافة الشيخين، فحصروه ثم قتلوه لعنهم الله، ولعن من يمجد عملهم هذا ويجعله من أحسن مناقبهم.
وواضح من هذه الكلمة الآثمة الفاجرة أن عثمان لم يكن ينظر إلى الأمور بعين الإسلام ولم يستشعر روح الإسلام، حتى ولو كان المتمكن هو مروان رضي الله عنه
فهذه ست صفات من أخبث الصفات وأقبحها يصف بها سيد اثنين من سادات الصحابة وخيارهم وأهل الشأن فيهم وكان سيد قطب أحق بها وأهلها.
سيد قطب يدعي علم ما تخفي الصدور وهو يطعن صهر رسول الله صلى الله عليه وسلم :
ومن هذه الأقوال يتجلى مدى تأثر سيد بفكر الشيعة والروافض في موقفهم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الدعوة إلى الثورات والانقلابات
(يشيد سيد بالثورة على عثمان ويشيد بثورة القرامطة)
يقول عامله الله بعدله: (والواقع أن اتهام النظام الإسلامي بأنه لا يحمل ضماناته، إغفال للممكنات الواقعة في كل نظام كما أن فيه إغفالاً لحقائق التاريخ الإسلامي الذي شهد الثورة الكبرى على عثمان، وشهد ثورة الحجاز على يزيد، كما شهد ثورة القرامطة وسواها ضد الاستغلال والسلطة الجائرة وفوارق الطبقات وما يزال الروح الإسلامي يصارع ضد هذه الاعتبارات جميعاً على الرغم من الضربات القاصمة التي وجهت إليه في ثلاثمائة وألف عام) العدالة 223
وعلى هذا فالثورة على عثمان رضي الله عنه، وثورة القرامطة تمثل روح الإسلام عند سيد قطب. وهذا يعطيك صورة واضحة عن حقيقة الإسلام عند سيد قطب، الإسلام الذي يدعو إليه، وينادي به، إنه ليس إسلام الكتاب والسنة ولكنه إسلام الخوارج والقرامطة وباطل الاشتراكية، وبغض الروافض لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم.
اكتشاف سيد قطب أن الإسلام مزيج من النصرانية والشيوعية!!
قال الشيخ ابن عثيمين عن قائل هذا الكلام (إما جاهل بالإسلام، وإما مغرور بما عليه الأمم الكافرة من النصارى) عن كتاب العواصم للشيخ ربيع ص (22).
وقال الشيخ حماد الأنصاري : قائل هذا الكلم إن كان حياً فيجب أن يستتاب فإن تاب وإلا قتل.
سيد يرد مئات الأحاديث الصحيحة في الصحيحين وغيرهما، وينكر عشرات المسائل العقدية عند أهل السنة والجماعة بجملة واحدة فيقول:
ومعلوم أن أكثر الحديث النبوي غير متواتر، ومقرر أيضاً عند أهل السنة أنه متى ثبت الحديث ولو بطريق واحد وجب العمل به، واعتقاد ما فيه إن كان خبراً، والعمل بمقتضاه فعلاً أو تركاً إن كان طلباً. ولم يخرج عن هذه القاعدة العظيمة إلا أهل الأهواء والبدع الذين يرفضون السنة ولا يرفعون بها رأساً إنما يعظمون أفكار البشر، وزبالات العقول والأذهان السقيمة، كما هو مفصل في مواضعه من كتب أهل العلم.
(عند سيد: كتب التفسير السابقة ركام لا بد أن يستنقذ القرآن منه)
يقول عن كتابه مشاهد يوم القيامة والتصوير الفني :(في اعتقادي أنني لم أصنع بهذا الكتاب، وبسابقه ولن أصنع بلواحقه إلا أن أرد القرآن في إحساسنا جديداً كما تلاه العرب أول مرة، فسحروا به أجمعين، فلا أقل من أن يعاد عرضه، وأن ترد إليه جدته، وأن يستنقذ من ركام التفسيرات اللغوية، والنحوية والفقهية، والتاريخية والأسطورية، أيضاً) .
أقول: إن بعض كتب التفسير دخلها الحديث الضعف أو الموضوع وكثير من الإسرائيليات فلو كان الدعوة موجهة إلى هذا النوع من التنقية لكان حسناً أما دعوة سيد إلى إلغائها فإنها من أعظم ما يحول بين الناس وبين فقه كتاب ربهم ومعرفة ومعانيه ومقاصده وأحكامه والله المستعان.
وأخيراً : مجدد العصر لا يعرف معنى لا إله إلا الله
أقول: الإشكال ليس فيمن يعتقد جواز التشريع لغير الله، ولكن السؤال عن حكم من يعتقد أن الحاكم هو الله ولكنه يدعو الأولياء ويتقرب إليهم بالذبح أو غيره من العبادات فعلى كلام سيد قطب أن مثل هذا مسلم موحد لأنه حقق كلمة التوحيد على تفسيره.
مثله مثل من لا يكفر هذا النوع من الناس لكونه يعتقد أنه لا خالق إلا الله لأن معنى كلمة التوحيد عنده أنه لا خالق إلا الله.
وهذه الجملة التي فسر بها سيد كلمة التوحيد هي حق في نفسها لكنْ جعلُها معنى كلمة التوحيد هذا هو الباطل العظيم، والجهل الكبير بحقيقة التوحيد الذي بعثت لأجله الرسل عليهم الصلاة والسلام وهو إفراد الله بالعبادة قال تعالى (وما أرسلنا من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون).
[URL]http://www.sahab.net/forums/showthread.php… 4/12/1423هـ 2- تربية الشباب المسلم الفاهم لدينه على الأساس السابق على الأخلاق الإسلامية،وتوعيتهم بما يجري حولهم في المعسكرات المحلية والخارجية المعادية( ). 3- عدم البدء بتنظيم الأفراد إلا بعد وصولهم إلى درجة عالية من فهم العقيدة، ومن الخلق والسلوك، ومن الوعي بكل ما يجري ويحدث( ). 4- نقطة البدء في الحركة الإسلامية ليست في المطالبة بإقامة النظام الإسلامي، وإنما بنقل المجتمعات – أو قطاعات مؤثرة فيها- إلى الإسلام وفق النقاط السابقة لتطالب هي بتطبيق الإسلام . 5- لا يكون الوصول إلى إقامة النظام الإسلامي عن طريق انقلاب في الحكم يجيء من أعلى، ولكن عن طريق تغيير تصورات المجتمع – أو قطاعات مؤثرة فيه – وقيمه وأخلاقه والتزامه بالإسلام، بحيث يعلم أفراده أن تطبيق الإسلام فريضة لا بد منها. 6- في الوقت ذاته تجب حماية الحركة الإسلامية وهي سائرة في خطواتها السابقة، بحيث إذا اعتدي عليها و على أفرادها ترد الاعتداء، وما دامت هي لا تريد أن تعتدي على غيرها، ولا تريد أن تفرض نظام الله بالقوة من أعلى فيجب أن تترك لتؤدي واجبها، وألا يعتدى عليها وعلى أهلها، فإذا وقع الاعتداء عليها كان الرد عليه من جانبها بضرب القوة المعتدية، بالقدر الذي يسمح للحركة أن تستمر في طريقها. 2- نحن ندعو إلى استئناف الحياة حياة إسلامية في مجتمع إسلامي تحكمه العقيدة الإسلامية، والتصور الإسلامي، كما تحكمه الشريعة الإسلامية والنظام الإسلامي، ونحن نعلم أن الحياة الإسلامية على هذا النحو قد توقفت منذ فترة طويلة في جميع أنحاء الأرض. وإن وجود الإسلام ذاته من ثم قد توقف كذلك. ونحن نجهر بهذه الحقيقة الأخيرة على الرغم مما قد تحدثه من صدمة وذعر وخيبة أمل للكثير ممن لا يزالون يحبون أن يكونوا مسلمين. العدالة الاجتماعية 3- قال علي عشماوي: جاءني حد الإخوان وقال لي بأنه سوف يرفض أكل ذبيحة المسلمين الموجودة حالياً، فذهبت إلى سيد قطب وسألته عن ذلك فقال: دعهم يأكلونها فيعتبرونها ذبيحة أهل الكتاب فعلى الأقل المسلمون الآن هم أهل كتاب؟! . كتاب (التاريخ السري للإخوان المسلمين ص 80) 1- قال عند قوله تعالى(هو الأول والآخر) قال: مستغرقاً كل حقيقة الزمان (والظاهر والباطن) مستغرقاً حقيقة المكان، وهما مطلقان، ويلتفت القلب البشري فلا يجد كينونة لشيء إلا لله. الظلال 2- وقال : لا كينونة لشيء في هذا الوجود على الحقيقة، فالكينونة الواحدة الحقيقة هي لله وحده سبحانه. الظلال 1- وصف موسيقى سورة الضحى (بالموسيقى الرتيبة الحركات الوئيدة الخطى الرقيقة الأصداء الشجية الإيقاع) التصوير الفني 2- ووصف موسيقى سورة الليل فقال (الموسيقى المصاحبة فيها أخشن وأعلى من موسيقى الضحى). التصوير الفني 3- وصف موسيقى سورة العاديات (بموسيقى شبيهة بالنازعات، بل هي أشد وأعنف، وفيها خشونة، ودمدمة ، وفرقعة). التصوير الفني 4- ثم قال هذا المفسر العظيم مطمئناً لنا صواب تصنيفاته ومطابقته لقواعد الموسيقى: (تفضل الموسيقي المبدع الأستاذ محمد حسن الشجاعي بمراجعة هذا الجزء الخاص بالموسيقى في القرآن الكريم، وكان له الفضل في ضبط بعض المصطلحات الفنية الموسيقية) التصوير الفني ص (89) 1- قال في كتابه التصوير الفني في لقرآن: ص 200 (لنأخذ موسى إن مثال للزعيم المندفع العصبي المزاج) 2- وقال إنه يوم تحولت العصا إلى حية لم يثبت ثبات الرجال !! التصوير الفني 2- يقول سيد قطب: (وأخيراً ثارت الثائرة على عثمان واختلط فيها الحق بالباطل، والخير بالشر، ولكن لا بد لمن ينظر إلى الأمور بعين الإسلام ، ويستشعر الأمور بروح الإسلام أن يقرر أن تلك الثورة في عمومها كانت أقرب إلى روح الإسلام واتجاهه من موقف عثمان أو بالأدق من موقف مروان ) العدالة (189) 3- ولم يكتف سيد بالطعن في عثمان بل أضاف إلى ذلك الطعن في معاوية وعمرو بن العاص رضي الله عنهما فقال: (وحين يركن معاوية وزميله _ يعني عمرو بن العاص _ إلى الكذب والغش والخديعة والنفاق والرشوة شراء الذمم لا يملك علي أن يتدلى إلى هذا الدرك الأسفل) كتب وشخصيات ص (206) 2- وقال ( وهذه المهمة مهمة إحداث انقلاب إسلامي عام غير منحصر في قطر دون قطر. بل مما يريده الإسلام ويضعه نصب عينيه أن يحدث هذا الانقلاب الشامل في جميع أنحاء المعمورة، هذه غايته العليا ومقصده الأسمى، الذي يطمح إليه ببصره، إلا أنه لا مندوحة للمسلمين أو أعضاء الحزب الإسلامي عن الشروع في مهمتهم بإحداث الانقلاب المنشود والسعي وراء تغيير نظم الحكم في بلادهم التي يسكنونها) الظلال (3/145) 21- ويقول (إن الأمر المستيقن في هذا الدين أنه لا يمكن أن يقوم في الضمير عقيدة ولا في واقع الحياة ديناً إلا أن يشهد الناس أن لا إله إلا الله أي: لا حاكمية إلا لله، حاكمية تتمثل في شرعه وأمره).[/SIZE][/FONT][SIZE=5] 4- وقال سيد قطب عن أبي سفيان رضي الله عنه: (أبوسفيان هو ذلك الرجل الذي لقي الإسلام منه والمسلمون م حفلت به صفحات التاريخ، والذي لم يسلم إلا وقد تقررت غلبة الإسلام، فهو إسلام الشفة واللسان، لا إيمان القلب والوجدان، وما نفذ الإسلام إلى قلب ذلك الرجل) مجلة المسلمون العدد3 سنة 1371هـ 18- قال سيد قطب: (ولا بد للإسلام أن يحكم لأنه العقيدة الوحيدة الإيجابية الإنشائية التي تصوغ من المسيحية والشيوعية معاً مزيجاً كاملاً يتضمن أهدافهما جميعاً ويزيد عليهما التوازن والتناسق والاعتدال) المعركة (61). [/SIZE] 1- وجوب البدء مع الشباب المسلم( ) ، ومع الناس الآخرين بالعقيدة، وبيان معنى الإيمان والإسلام والعبودية والتحاكم إلى الله( ). 1- الذين لا يفردون الله بالحاكمية في أي زمان، وفي أي مكان هم مشركون، ولا يخرجهم من هذا الشرك أن يكون اعتقادهم أن لا إله إلا الله مجرد اعتقاد، ولا أن يقدموا الشعائر لله وحده" الظلال 2/1492. 1- يقول سيد قطب عن خلافة عثمان وهي الخلافة الراشدة : (ونحن نميل إلى اعتبار خلافة علي رضي الله عنه امتداداً طبيعياً لخلافة الشيخين قبله، وأن عهد عثمان كان فجوة بينهما) العدالة 206 ط5 . ولما عدّل العبارة أو عدّلت له جاء فيها (وأن عهد عثمان الذي تحكم فيه مروان) غير أنه لم يعف عثمان من تبعة خطئه في الطبعتين. 1- الذي يؤمن بعقيدة ونظام فرداً كان أو جماعة مضطر بطبيعة عقيدته وإيمانه به أن يسعى سعيه للقضاء على نظم الحكم القائمة على فكرة غير فكرته. الظلال 19- (أحاديث الآحاد لا يؤخذ بها في أمر العقيدة، والمرجع هو القرآن) الظلال (6/4008) 20 – يقول سيد قطب عند قوله تعالى (وهو الله لا إله إلا هو) : أي فلا شريك له في خلق ولا اختيار) الظلال (5/2707). [/CENTER] ================================================== وليس ت السنة
قرأت ما كتبه حمزة قبلان المزيني في "الوطن" بعددها (2274) بعنوان (تفكيك هالة "الجهاد" الأفغاني)، والذي اختتمه بقوله "ومن الواضح أن شهادة الشيخ الزهراني من أهم الشهادات التي تكشف أن الهالة الجميلة التي تحيط بـ "الجهاد الأفغاني" ليست إلا نسيجا من الخداع والغش والتنظيم الحزبي كان السلفيون السعوديون خاصة ضحية له. أما حقيقته فهي أنه كان خطوة أولى لتحقيق الإخوان المسلمين لأهداف أخرى غير "الجهاد" ضد السوفيت.
وأعود هنا إلى ما ختمت به مقالي السابق من لزوم نشر مثل هذه الشهادات على أوسع نطاق لاستنقاذ السلفية من هيمنة مفاهيم الإخوان المسلمين، أولا، ثم تفكيك الفكر المتطرف الذي لا يعرف حدودا للتكفير والتفجير".
وشهادة حق أود أن أشيد بتعليق المزيني على شريط الشيخ الزهراني الذي فضح فيه حقائق مهمة عن الجهاد الأفغاني ومشاركة السلفيين السعوديين بهذا الجهاد ومعاملة الأفغان لهم والمفارقات الكبيرة بين الفريقين.. إلخ.
وأود التأكيد للأخ المزيني وجميع الإخوة القراء أن غالب من شارك في الجهاد الأفغاني في فترتيه الأولى والثانية، بل غالب من شارك في العمليات الجهادية في غير أفغانستان كالشيشان مثلا وغيرها ليسوا من السلفية في شيء فهم من خريجي مدارس الإخوان المسلمين، ولذلك كانوا فريسة سهلة للأفكار التكفيرية لتأثرهم فكريا بتنظير قيادات ودعاة بعض التيارات المتلقين لفكرهم ومنهجهم من أصول فكر الإخوان المسلمين القائم على تكفير المجتمعات الإسلامية قاطبة كما هو مؤصل في عدد من كتب سيد قطب وكذلك لعدم وجود حصانة عقدية لدى هؤلاء الشباب الجهاديين ضد مثل الفكر التكفيري، بل ربما يكون إرسالهم إلى أفغانستان خطة مقصودة ومتعمدة من قبل البعض ليتلقوا هناك مزيدا من الفكر التكفيري وليتدربوا على العمليات العسكرية في المعسكرات الأفغانية استعدادا لتحرير بلدانهم.
تلكم المدارس بدأت بالتخطيط المتقن متخذين من المؤسسات والمنابر التعليمية والدعوية وسيلة لتخريج أجيال تحمل مسميات متعددة توافقا مع طبيعة المجتمع وأخلاقياته وعرفه وعاداته وديانته ولأن فكر الإخوان المسلمين مرفوض عند العامة والخاصة فلا بد إذا من تسمية يقبلها ويرضى بها الجميع.
هذا الجيل عرف بالتأثر الكبير جداً كيفا وكما بمصنفات قيادات ومؤسسي فكر الإخوان المسلمين إذ كانت كتبهم ومصنفاتهم الأكثر رواجا في وسط هذا الجيل وتقدم لغالب المتفوقين والمتميزين منهم كجوائز تشجيعية في حفلات اختتام الأنشطة والبرامج بأنواعها.
ذلك الجيل وبتخطيط ظالم وجرأة آثمة تلبس بلباس السلفية وتسمى بها سواء في أفغانستان أو في الجزائر أو غيرها لا محبة لها وإيمانا بها فهي أبغض عندهم ربما من الأعداء، ولكن ولأن العداء متأصل بين الدعوة السلفية بحقيقتها والتي توارثها علماؤنا عن أئمة الدعوة حكاما وعلماء وبين جميع الفرق الضالة المخالفة لمعتقد أهل السنة والجماعة، أيا كانت هذه الفرق ولأن غزو جماعة الإخوان المسلمين لمجتمعاتنا العربية لا يمكن أن يكتب له النجاح ما لم يخادع الناس سليمي الفطرة بمثل هذه المخادعات فلا بد إذن من التلبس بالسلفية لتشويه صورتها ليس فقط في مجتمع واحد، ولكن أمام العالم قاطبة بأن السلفية هي فكر الإرهاب الدولي وهي التي تتبنى كل العمليات الإرهابية وباسم الجهاد الإسلامي في غالب بقاع الأرض.
أوضح مثال وأدل دليل شباب القتال العراقي ضد المحتل من غير العراقيين يزعمون أنهم سلفيون وهكذا يتوهم الكثير ممن يجهل واقعهم وفكرهم وتوجهاتهم وحقيقة أمرهم أنهم لا يعرفون السلفية.
معتقد السلف الصالح يخالف كل ما قاموا ويقومون به من مشاركات باسم الجهاد وعمليات استشهادية ـ انتحارية ـ بدءا بمخالفتهم لولاة أمورهم في الذهاب إلى العراق دون إذنهم والمشاركة في مثل هذه القضية مما يعد خروجا على الحكام ومرورا بانضمامهم تحت رايات قتالية مشبوهة بعضها ضالة المعتقد وبعضها لا تمت لمنهج السلف الصالح بصلة لا من قريب ولا من بعيد وهو يخالف مفهوم الجهاد في توجيه النبي صلى الله عليه وسلم.
المدرسة السلفية في السعودية تخرج فيها عدد من كبار مشايخنا الفضلاء من أمثال الشيخ ابن باز وابن عثيمين والفوزان وغيرهم من العلماء السلفيين الذين لم يتخرجوا في مدرسة قيادات الفكر الإخواني.
علماء المدرسة السلفية عرفوا بالتتلمذ على كتب ومصنفات أئمة الدعوة وعلماء وأئمة السلف الصالح فقط دون غيرهم من رموز الجماعات والأحزاب المعاصرة.
مشايخ وخريجو المدرسة السلفية يدينون لله تعالى بمعتقد أهل السنة والجماعة ومن ذلك لزوم جماعة المسلمين والسمع والطاعة لأئمتهم بالمعروف وفقه مسائل الجهاد الإسلامي ومسائل الولاء والبراء ومسائل معاملة غير المسلمين على منهج السلف الصالح رحمهم الله.
)=اتفاق حسن البنا و سيد قطب في عدم وجود دولة إسلامية في هذا الزمن ، وهذا هو أصل التكفير عند جماعة الإخوان المسلمين و عليه تفرعت سائر عقائدهم و دعوتهم .
فحسن البنا عندما بين موقفه من الخلافات الحادثة بين المسلمين قال : ( [COLOR="DarkGreen"]فان لم يقتنع فقولوا له ما دام صادق النية محباً للخير إن الحكم بيننا و بينك في الفصل في هذا الخلاف هو " الإمام " ، لأننا مستعبدون فتعال " للإمام " و ليس للمسلمين الآن " إمام " فتعال ننسى كل شيء الآن و نعطل كل شيء أمام القضية الكبرى قضية تحرير الأرض الإسلامية ، فلنجعل هذه غايتنا الأولى حتى نستطيع أن نأتم بحكم الله و نفصل في هذه الخلافات إذ أنه بدون هذه الحكومة الإسلامية التي تحمي شرع الله فلا نظام ولا أحكام [/COLOR]) راجع كتاب في قافلة الإخوان المسلمين لعباس السيسي ج1/ ص266 .
و يقول سيد قطب : ( [COLOR="Blue"]إنه ليس على وجه الأرض اليوم دولة مسلمة ولا مجتمع مسلم ، قاعدة التعامل فيه هي شريعة الله و الفقه الإسلامي[/COLOR] ) في ظلال القران ج4 / ص 2122 .
قلت : و لالتزامي بالاختصار فلن أكثر من النقل عن سيد قطب أو حسن البنا في هذه المسألة ولن أبين بطلان هذه المقولة مما هو معلوم عند طلبة العلم .
[COLOR="red"][U]الثاني :[/U][/COLOR] إقرار حسن البنا لما كتبه سيد قطب في كتابه " العدالة الاجتماعية " و تأييده له .
ينقل لنا هذا الإقرار أحد ثقات الإخوان المسلمين و كبارهم حيث يقول صلاح شادي : ( [COLOR="Purple"]وتعجب أكثر حين تعلم أن الشهيد سيد قطب قد كتب مؤلفه في " العدالة الاجتماعية في الإسلام " سنة 1948 ، وسافر إلى أمريكا قبل أن يعرف شيئاًً عن جماعة الإخوان المسلمين وإنما كان يراها في ضمير الغيب و يأمل أن يشهد رجالها في دنيا الواقع[/COLOR] ) ، ثم يقول بعد ذلك بأسطر : ( [COLOR="purple"]و كان تعليق الشهيد حسن البناء على هذا الكتاب حين قرأه : " هذه أفكارنا و كان ينبغي أن يكون صاحبها وحداً منا " ،و تحققت آمال الشهيد حسن البنا [/COLOR]) راجع كتاب الشهيدان حسن البنا و سيد قطب لصلاح شادي ص 6 ـ7
قلت : وسوف انقل مقتطفات من كتاب العدالة الاجتماعية التي يقرر حسن البنا أن الأفكار الواردة في العدالة الاجتماعية أفكاره و كان ينبغي أن يكون صاحبها سيد قطب من حزبه .
يقول سيد قطب عن قتلة عثمان بن عفان رضي الله عنه و ثورتهم الخارجية ما يلي : ( و[COLOR="Navy"] أخيراً ثارت الثائرة على عثمان ، و اختلط فيها الحق بالباطل ، و الخير بالشر . و لكن لابد لمن ينظر إلى الأمور بعين الإسلام ، و يستشعر الأمور بروح الإسلام أن يقرر أن تلك الثورة في عمومها كانت فورة من روح الإسلام . و ذلك دون إغفال لما كان وراءها من كيد اليهودي ابن سبأ عليه لعنة الله[/COLOR] ) العدالة الاجتماعية ص 160 ـ 161 .
قلت : يا عجباً الكيد كيد اليهود و يحكم سيد قطب على الثورة التي أدت إلى مقتل الخليفة الراشد أنها فورة من روح الإسلام ، و أن هذا حكم من ينظر بعين الإسلام و يستشعر بروحه ، و الأعجب من ذلك من جعلوه إماماً يُقتدى به و يوالى و يعادى عليه .
فإلى الله وحده المشتكى من غربة السنة و أهلها .
و يقول سيد قطب تحت عنوان حاضر الإسلام و مستقبله ما نصه : ( نحن [COLOR="DarkGreen"]ندعو إلى استئناف حياة إسلامية ، في مجتمع إسلامي تحكمه العقيدة الإسلامية و التصور الإسلامي ، كما تحكمه الشريعة الإسلامية والنظام الإسلامي . و نحن نعلم أن الحياة الإسلامية ـ على هذا النحو ـ قد توقفت منذ فترة طويلة في جميع أنحاء الأرض ؛ و أن " وجود " الإسلام ذاته من ثم توقف كذلك ؛ و نحن نجهر بهذه الحقيقة الأخيرة على الرغم مما قد تحدثه من صدمة و ذعر و خيبة أمل للكثيرين ممن لا يزالون يحبون أن يكونوا " مسلمين " و نجهر بها على هذا النحو في الوقت الذي ندعو فيه إلى استئناف حياة إسلامية [/COLOR]) . العدالة الاجتماعية ص 182 .
و يقول كذلك : ( [COLOR="DarkRed"]و حين نستعرض وجه الأرض كله اليوم ـ على ضوء هذا التقرير الإلهي لمفهوم الدين و الإسلام ـ لا نرى لهذا الدين " وجوداً " ، إن هذا الوجود قد توقف منذ أن تخلت أخر مجموعة من المسلمين عن إفراد الله سبحانه بالحاكمية في حياة البشر وذلك يوم أن تخلت عن الحكم بشريعته وحدها في كل شؤون الحياة .
و يجب أن نقرر هذه الحقيقة الأليمة ، و أن نجهر بها و ألا نخشى خيبة الأمل التي تحدثها في قلوب الكثيرين الذين يحبون أن يكونوا " مسلمين " . فهؤلاء من حقهم أن يستيقنوا كيف يكونون مسلمين ![/COLOR] ) . العدالة الاجتماعية ص 183 .
و يقول كذلك : ( و[COLOR="Indigo"] إعادة النظر في دعوى مئات الملايين من الناس أنهم مسلمون [/COLOR]) . العدالة الاجتماعية ص 183 .
قلت : و من خلال الاطلاع على كتب حسن البنا و رسائله فإنه لا يشارك سيد قطب في تكفير المجتمعات الإسلامية و إنما يشاركه في تكفير الحكومات الإسلامية و الدعوة للخروج على الحكام و جواز قتل من يقف في وجه هذا الخروج و استحلال دمه كما هو معلوم من كتب الإخوان المسلمين ككتاب " حقيقة التنظيم الخاص " لمحمود الصباغ و غيره مما لا يسع جواب السؤال لذكره مفصلاً .
[U][COLOR="red"]الثالث :[/COLOR][/U] أن كتاب العدالة الاجتماعية لسيد قطب من الكتب المعتمدة عند الإخوان المسلمين التي تمثل معتقدهم الخارجي للأدلة التالية :
[COLOR="Red"]1 ـ[/COLOR] قال حسن البنا بعدما قرأ كتاب " العدالة الاجتماعية " : ( [COLOR="Blue"]هذه أفكارنا و كان ينبغي أن يكون صاحبها وحداً منا [/COLOR]) الشهيدان لصلاح شادي ص 6 _ 7 .
[COLOR="red"]2 ـ[/COLOR] أكد صلاح شادي في كتابه " الشهيدان حسن البنا و سيد قطب " أن العدالة الاجتماعية في طبعتها الثانية كانت بعد دخول سيد قطب و انضمامه لجماعة الإخوان المسلمين و لذلك أشار صلاح شادي إلى تغيير سيد قطب للمقدمة حيث في الطبعة الأولى قال : ( [COLOR="DarkSlateBlue"]إلى الفتية الذين ألمحهم في خيالي قادمين يردون هذا الدين جديداً كما بدأ [/COLOR]) .
وأما عندما انضم سيد قطب إلى الإخوان المسلمين رسمياً قال في المقدمة للطبعة الثانية للعدالة الاجتماعية : ( [COLOR="darkslateblue"]إلى الفتية الذين كنت ألمحهم بعين الخيال قادمين . فوجدتهم في واقع الحياة قائمين[/COLOR] ).الشهيدان لصلاح شادي ص 6ـ 7 .
وليُعلم أن الطبعة الثانية وضع مقدمتها سيد قطب بتأريخ رجب 1373 هـ الموافق مارس سنة 1954م ، كما هو في مقدمة " العدالة الاجتماعية " ص 5 .
و كلٌ يعلم أن سيد قطب بايع حسن الهضيبي بعد رجوعه من أمريكا . أي قبل هذا التأريخ بسنوات .
[COLOR="Red"]3 ـ[/COLOR] ثناء عمر التلمساني على كتاب العدالة الاجتماعية كما في كتابه " ذكريات لا مذكرات " ص 280 .
[COLOR="red"]4 ـ[/COLOR] أن ما قرره سيد قطب من كفر الحكومات الإسلامية هو ما قام عليه فكر الإخوان المسلمين .
[COLOR="red"]5 ـ[/COLOR] أن حسن البنا يثني في رسائله على ابن الأشعث و يؤيده في خروجه على الدولة الأموية ، فلا غرابة في تأييده لكتاب العدالة الاجتماعية و تقبله لما ورد فيه من طعن في بني أمية حيث يقول حسن البنا : ( [COLOR="Purple"]و هل تمليه سيرة الأجلاء الأفاضل من علماء الأمة الإسلامية الذين كانوا يقتحمون على الملوك و الأمراء أبوابهم وسدودهم ، فيقرّعونهم و يأمرونهم وينهونهم و يرفضون أعطياتهم و يبينون لهم الحق و يتقدمون إليهم بمطالب الأمة ، بل ويحملون السلاح في وجوه الجور و الظلم و ما نسي التأريخ بعد كتيبة الفقهاء في صف ابن الأشعث في شرق الدولة الإسلامية ، و لا ثورة القاضي ابن يحيى الليثي المالكي في غربها [/COLOR]) مجموعة رسائل حسن البنا ص288ـ289 .
و يقول سيد قطب عن الدولة الأموية في كتابه العدالة الاجتماعية ما نصه : ( [COLOR="Blue"]مضى عثمان إلى رحمة ربه و قد خلف الدولة الأموية قائمة بفضل ما مكن لها في الأرض و بخاصة في الشام و بفضل ما مكن للمبادئ الأموية المجافية لروح الإسلام[/COLOR] ) العدالة الاجتماعية ص 161 .
قلت : و لا أدري بماذا يحكم دعاة " أصحاب سلفية المعتقد إخوانية المنهج " على المبادئ البدعية والضلالات الكثيرة و المتنوعة التي مكن لها سيد قطب في كتبه المعتمدة لديهم .
ولكن الذي أعلمه و يعلمه غيري أنهم لموافقتهم سيد قطب في عقيدة الخوارج و تكفير الحكومات الإسلامية و للمحافظة على مرجعية كتبه كـ " الظلال " و " معالم في الطريق " عند أتباعهم جعلتهم يتغاضون عن كل تلك البدع و الضلالات و يجندون أنفسهم للقضاء على دعاة التوحيد السلفيين ، و إحداث أصولٍ دعوية بدعية لحماية سيد قطب و فكره الخارجي الذي فُتنوا به و لو كان ذلك على حساب الكتاب و السنة .
[COLOR="red"][U]الرابع :[/U][/COLOR] أن حسن البنا أسس التنظيم الخاص و هو ما يسمى بالجيش المسلم و جعله جناحاً عسكرياً لحزب الإخوان المسلمين و الذي قام بالدور الأساسي في الخروج على الملك فاروق في مصر ، و قام حسن البنا بالمشاركة عن طريق بعض أتباعه بالخروج على الإمام يحيى في اليمن و هذا متواتر ذكره محمود عبد الحليم في كتابه " الإخوان المسلمين أحداث صنعت التأريخ " و كذلك عباس السيسي في كتابه " في قافلة الإخوان المسلمين " و كتاب محمود الصباغ " حقيقة التنظيم الخاص " و غيرها من الكتب .
و هذا يوافق ما قرره سيد قطب بقوله : ( و[COLOR="DarkRed"] هذه المهمة ، مهمة إحداث انقلاب إسلامي عام غير منحصرة في قطر دون قطر ، بل ما يريده الإسلام و يضعه نصب عينيه أن يحدث هذا الانقلاب الشامل في جميع أنحاء المعمورة ، هذه هي غايته العليا و مقصده الأسمى الذي يطمح إليه ببصره إلا أنه لا مندوحة للمسلمين ، أو أعضاء " الحزب الإسلامي " عن الشروع في مهمتهم بإحداث الانقلاب المنشود و السعي وراء تغيير نظم الحكم في بلادهم التي يسكنونها [/COLOR]) في ظلال القرآن لسيد قطب ج3 / ص 1451 .
بل إن سيد قطب شارك في إعداد التنظيم الخاص للإخوان المسلمين و تربية أفراده على عقيدة التكفير الخارجية و تجويز العمليات الإرهابية التي يقوم بها هذا الجناح العسكري بموافقة من مرشد الإخوان المسلمين حسن الهضيبي كما هو مذكور في" قافلة الإخوان المسلمين " لعباس السيسي ، و كتاب " لماذا أعدموني " لسيد قطب ، و كتاب " التأريخ السري للإخوان المسلمين " لعلي العشماوي .و لولا الاختصار في الجواب لبسطت ذلك ، و لكن من أراد التوسع فليرجع إلى الكتب السابقة الذكر .
[U][COLOR="red"]الخامس :[/COLOR][/U] إقرار حسن الهضيبي المرشد الثاني لحزب الإخوان المسلمين لفكر سيد قطب و أنه لا يغاير فكر الإخوان المسلمين .
يقول عباس السيسي : ( [COLOR="Navy"]و في خطاب ورد من الأستاذ حسن الهضيبي يقول فيه : " إنه لا يعلم أن للأستاذ سيد قطب فكراً يغاير فكر الإخوان المسلمين الذي يتفق مع الكتاب و السنة "[/COLOR] ) . انظر كتاب في قافلة الإخوان المسلمين ج4/ص 205 .
قلت : رسالة حسن الهضيبي أرسلها إلى عباس السيسي و مجموعة الإخوان المسلمين في السجن عندما بدأ الخلاف بينهم على قضية التكفير . راجع المصدر السابق ج4/204ـ205 . و هذا من حسن الهضيبي تأييد لكتاب " معالم في الطريق " و " في ظلال القرآن " ، و ما ورد فيها من أفكار سيد قطب التكفيرية الخارجية . و هو بهذه المقولة تابع مقولة إمامه حسن البنا الذي قال عند قراءته لكتاب " العدالة الاجتماعية " لسيد قطب : ( [COLOR="Purple"]هذه أفكارنا و كان ينبغي أن يكون صاحبها واحداً منا[/COLOR] ) .
[COLOR="red"][U]السادس :[/U][/COLOR] المناصب التي شغلها سيد قطب في فترة رئاسة حسن الهضيبي للإخوان المسلمين تبين مدى مكانة سيد قطب في حزب الإخوان المسلمين و إليك بيان ذلك :
[COLOR="Red"]1 ـ[/COLOR] يقول صلاح شادي : ( [COLOR="Navy"]و في عام 1952م انتخب الأستاذ سيد قطب عضواً في مكتب الإرشاد للجماعة [/COLOR]) .
[COLOR="red"]2 ـ[/COLOR] و يقول صلاح شادي عن سيد قطب : ( [COLOR="DarkGreen"]و عين رئيساً لقسم نشر الدعوة في المركز العام لجماعة الإخوان المسلمين [/COLOR]) .
[COLOR="red"]3 ـ[/COLOR] و يقول صلاح شادي : ( و[COLOR="DarkSlateBlue"] في شهر يوليو سنة 1954م عين رئيساً لتحرير جريدة " الإخوان المسلمين"[/COLOR] ) . انظر كتاب الشهيدان لصلاح شادي ص 55ـ56 .
و يقول عباس السيسي : ( [COLOR="Navy"]في 18 نوفمبر 1954م تم القبض على الأستاذ سيد قطب رئيس تحرير مجلة الإخوان المسلمين[/COLOR] ) . في قافلة الإخوان المسلمين ج3/ص 71 .
[COLOR="red"]4 ـ[/COLOR] و لقد قُرِّر كتاب " معالم في الطريق " لسيد قطب ضمن برامج التوعية للإخوان المسلمين.
يقول عباس السيسي و هو ممن بايعوا حسن البنا في الثلاثينيات ميلادية ما نصه : ( [COLOR="Purple"]" كتاب معالم في الطريق " نزل هذا الكتاب إلى السوق بعد كتاب " جاهلية القرن العشرين " للأستاذ محمد قطب . و لكن كتاب " معالم في الطريق " ما إن انتشر بين الشباب المتلهف و المحترق شوقاً للعمل للإسلام حتى أثار ضجة هائلة في نفوسهم و مشاعرهم حتى أن الكثير من الشباب قد حفظ أبواباً من الكتاب يتحدث بها إلى الناس . وظل الكتاب يحرك كوامن الشباب و أفكارهم و همتهم ـ و الحكومة كأنها لا تعرف عنه شيئاً أو ربما كانت تريد أن تتحسس أثره و تتعرف على مدى الشعور العام بالنسبة لما جاء في مضمون الكتاب .و صار هذا الكتاب من الكتب الهامة التي تُدّرس في برنامج التوعية [/COLOR]) . في قافلة الإخوان المسلمين ج3/ص 171 .
قلت : فتبين أن كتاب " معالم في الطريق " الذي يعتبر دستور الخوارج و التكفيريين في هذا العصر من الكتب التي اعتمدها الإخوان المسلمين ضمن برامجهم التعليمية و التربوية كما نص على ذلك عباس السيسي آنفاً و كما هو مشاهد في جميع التجمعات التي تنتمي لحزب الإخوان المسلمين في جميع أنحاء العالم .
[COLOR="red"]5 ـ[/COLOR] نجد أن الإخوان المسلمين يقومون بمخاطرة في نشر كتاب " في ظلال القرآن " لسيد قطب في سجون جمال عبد الناصر أيام حسن الهضيبي و ذلك لكي يبقى الإخوان المسلمين على الفكر التكفيري الخارجي الذي ملأ سيد قطب الظلال منه ، و لا يتأثرون بالمؤثرات الموجودة داخل السجون مما يؤدي إلى تغير قناعاتهم التي تربوا عليها في تنظيم الإخوان المسلمين . راجع كتاب في قافلة الإخوان المسلمين ج4/ص206 .
[U][COLOR="red"]السابع :[/COLOR][/U] إقرار المرشد الثالث للإخوان المسلمين عمر التلمساني لكتب سيد قطب التي قرر فيها سيد عقيدة الخوارج و التكفير و الدعوة للانقلابات كـ " العدالة الاجتماعية " و " في ظلال القرآن " و " معالم في الطريق" .
يقول عمر التلمساني في كتابه " ذكريات لا مذكرات " تحت عنوان " حقيقة معالم في الطريق : ( [COLOR="Blue"]أذكر أن الشهيد " سيد قطب " له مؤلفات عدة و جيدة على مستوى رفيع منها : " في ظلال القرآن " و " العدالة الاجتماعية " و " معالم في الطريق " .
و تمتاز هذه المؤلفات بالنقمة على الظلم في كل مظاهره و الحرص على رفع المعاناة عن كل الطبقات [/COLOR]) انظر كتاب ذكريات لا مذكرات لعمر التلمساني ص280 .
قلت : فانظر رحمك الله إلى ثناء و موافقة المرشد الثالث للإخوان المسلمين على كتب سيد قطب السابقة الذكر و التي تُعتبر أصولاً في عقيدة الخوارج و التكفير ، و التي قام عليها حزب الإخوان المسلمين في جميع أنحاء العالم .
و يقول عمر التلمساني في سيد قطب : ( [COLOR="DarkGreen"]و الذين يعرفون الشهيد سيد قطب و دماثة خلقه و جم أدبه و تواضعه و رقة مشاعره يعرفون أنه لا يكفر أحداً ، إنه داعية إسلامي من عيون دعاة المسلمين ، ظلمه من أخد كلامه على غير مقاصده ، و من هاجموه متجنين لما رأوه من عميق تأثير كلماته و كتاباته على الشباب الطاهر النظيف [/COLOR]) .
و بعد أن دافع عمر التلمساني عن سيد قطب بالكذب و تزوير الحقائق بشكل مفضوح قال : ( [COLOR="DarkRed"]هذا موجز مقتضب للمبادئ التي قام عليها كتاب " معالم في الطريق " ، و قد كان لي شرف الاطلاع عليه قبل طبعه [/COLOR]) . انظر كتاب ذكريات لا مذكرات لعمر التلمساني ص280 .
قلت : و بعد هذه النقولات التي قمت بنقلها عن حسن البنا و حسن الهضيبي و عمر التلمساني فهل لمبطل أن يقول أن الإخوان المسلمين ينقسمون إلى قسمين أحدهما بناوي و الآخر قطبي .
[COLOR="red"][U]الثامن :[/U][/COLOR] يقول صلاح شادي في كتابه " الشهيدان حسن البنا و سيد قطب " ما نصه : ( [COLOR="Navy"]و عندما تحركت أشواق الشهيد سيد قطب ليخدم الحركة الإسلامية في إطار جماعة ـ هي جماعة الإخوان المسلمين ـ قدم للإسلام هذا التراث الخالد : ـ
1 ـ هذا الدين .
2 ـ المستقبل لهذا الدين .
3 ـ خصائص التصور الإسلامي و مقوماته .
4 ـ الإسلام و مشكلات الحضارة .
5 ـ في ظلال القرآن .
6 ـ معالم في الطريق .
إن كتب الشهيد سيد قطب لا يغني بعضها عن الآخر ، و لكن إذا أردنا تلخيص معطياته للأمة الإسلامية في مجال الحركة ، استطعنا أن نجدها في كتابيه " في ظلال القرآن " و " معالم في الطريق " ، فما عجز عن نشره في مضمون التحرك الإسلامي في الكتاب الأول استطاع بعد ذلك أن يقدمه في كتابه " المعالم "[/COLOR] ) . راجع كتاب الشهيدان لصلاح شادي ص 69ـ70 .
قلت : و هذه شهادة من أحد كبار الإخوان المسلمين الذين بايعوا حسن البنا في أوائل الأربعينات ميلادية ، و عيّنه حسن البنا رئيساً لقسم " الوحدات " ضمن الجهاز السري الذي يعتبر الجناح العسكري لحزب الإخوان المسلمين ، و هو صاحب كتاب " صفحات من التأريخ حصاد العمر " ، و الذي ذكر فيه كل ما يتعلق بالتنظيمات السرية في حزب الإخوان المسلمين و ما قام به من أعمال إرهابية .
[U][COLOR="red"]التاسع :[/COLOR][/U] أينما وجد حزب الإخوان المسلمين تجد أن كتب حسن البنا و رسائله و كتب سيد قطب و بخاصة "في ظلال القرآن " و " معالم في الطريق " تُدّرس ضمن برامج التوعية ، و يتربى عليها الأفراد المنضمين لحزب الإخوان المسلمين .
[U][COLOR="red"]العاشر :[/COLOR][/U] كل من ألف في تراجم و سير دعاة الإخوان المسلمين يبرز حسن البنا كمُؤسس و سيد قطب كمُنظّر و لذلك يسمونه المفكّر الإسلامي و هو في الحقيقة المُنظّر لعقائد الخوارج التكفيرية عند الإخوان المسلمين .
[U][COLOR="red"]الحادي عشر :[/COLOR][/U] كل من ينتمي لحزب الإخوان المسلمين يعتقد ما قرره حسن البنا و سيد قطب في تكفير الحكومات الإسلامية القائمة و السعي للانقلابات عليها و إعداد العدة لذلك عقائدياً و تربوياً و حزبياً و إعلامياً .
[U][COLOR="red"]الثاني عشر :[/COLOR][/U] ما من شخصٍ ينتقد سيد قطب أو حسن البنا و يحذّر من بدعهم و عقائدهم الخارجية إلا و يقف في وجهه و يحذّر منه كل من ينتمي لحزب الإخوان المسلمين أو من تأثر ببدعهم .
[U][COLOR="red"]الثالث عشر :[/COLOR][/U] لم نقرأ و لم نسمع أن هناك كتباً تمثل الفكر البناوي قامت بالرد و التحذير من سيد قطب و فكره ، و كذلك العكس .
[CENTER][COLOR="red"]الخاتمة[/COLOR][/CENTER]
وختاماً أقول و بالله التوفيق : أن حسن البنا أسس حزب الإخوان المسلمين على عقيدة الخوارج في تكفير حكام المسلمين و الدعوة للخروج على الحكومات الإسلامية ، و أنشأ دعوته و شكّلها وفق تنظيمات هرمية و محاضن تربوية ذات طابع حزبي متعصب أعمى .
و أما سيد قطب فتكفّل بتأصيل الجانب العقدي الخارجي لهذا الحزب و ألف الشُبه في التكفير ، و ألبس العمليات الإرهابية لباس الجهاد الشرعي كذباً و زوراً وفق المنهج الخارجي في الاستدلال .
فحسن البنا قام ببناء صرح الخوارج في هذا العصر ؛ و سيد قطب بمؤلفاته كان قطب هذا البناء و عليه تدور رحى عقائدهم و نظرياتهم و تربيتهم الفكرية .
و لأن البعض رأى تركيز دعاة الإخوان المسلمين على كتب سيد قطب عندنا في السعودية دون كتب حسن البنا ظن أنهما قسمان ؛ و الحقيقة أنهما مرحلتان اكتفى الأوائل من حزب الإخوان المسلمين بكتب حسن البنا كتأسيس لهذا الفكر في بلادنا الحبيبة كمرحلة أولى ، ثم نتاجهم رُبوا على كتب سيد قطب كمرحلة ثانية وهي مرحلة التكوين التي يتبعها التنفيذ ، و لحاجة الجيل الثاني إلى إدخال أكبر عدد ممكن في هذه المرحلة قاموا بنشر كتب سيد قطب في التكفير علناً و ساقوا أتباعهم في هذه المرحلة إلى " حتمية المواجهة " و " أسباب سقوط الدول " .
و عندما أيقنوا بفشل " المواجهة " رجعوا إلى المرحلة الأولى علناً فطرحوا الأطروحات السياسية و إلى المرحلة الثانية سراً و تربيتاً و إعداداً .
قلت : و الذي لا يعرف طرائق القوم ضل في متاهات و دهاليز التقية و فقه المراحل الباطني .
اللهم أنصر عبادك الموحدين و دعوتهم السلفية وعلمائهم و ولاة أمرهم ، و احفظ أمن بلادهم و رد كيد من كاد بهذه الدعوة السلفية و أهلها ، و اكشف زيف دعوتهم و طرائق مكرهم ==========
تميزت جماعة الإخوان المسلمين عن غيرها من القوى السياسية المعاصرة بعلامتين مميزتين أساسيتين : البيعة والجهاز السري وقد بايع الأتباع إمامهم بيعة كاملة في المنشط والمكره، وعاهدوه على السمع والطاعة ، ولم يكن حسن البنا يخفي ذلك على الناس، فهو لم يكن يقبل منهم بأقل من السمع والطاعة، دون نقاش.
فيقول : "يجب على الأخ أن يعد نفسه إعداداً تاماً ليلبي أمر القائد في أية ناحية، إن الدعوة تتطلب منا أن نكون جنوداً طائعين بقيادة موحدة، لنا عليها الاستماع للنصيحة، ولها علينا الطاعة، كل الطاعة في المنشط والمكره" وأيضاً "يتعين على العضو الثقة بالقائد والإخلاص والسمع والطاعة في العسر واليسر" .فمنذ البداية دب الخلاف في شعبة الإسماعيلية، وحاول البعض التمرد على البنا وأبلغوا النيابة العامة ضده في مخالفات مالية، فكان رد فعل البنا عنيفاً، فقد جمع عدداً من أتباعه حيث "اعتدوا على المخالفين بالضرب".ويعترف البنا بذلك ويتباهى به ويبرره بأن "المخالفين قد تلبسهم الشيطان وزين لهم ذلك، وأن من يشق عصا الجمع، فاضربوه بالسيف كائناً من كان" ويتأسف البنا على رفض البعض لضرب المخالفين وردعهم قائلاً : "إننا قد تأثرنا إلى حد كبير بالنظم المائعة التي يسترونها بألفاظ الديموقراطية والحرية الشخصيةالشباب المتدين المتحمس لاهداف الجماعه كان من السهل تنظيمه سريا في مليشيات عسكريه (في عهد الشيخ حسن البنا ) مجهول مصدر تميلها(( و ان كانت الجماعه كانت تتلقي تبرعات سخيه من شركة قناة السويس و من السفارة البريطانيه ثم الملك)) .. وكان صاحب فكرة مليشيات الاخوان ذوى القمصان السوداء (هل تتذكرون قضية ميليشيات الازهر؟؟؟) ضابط سابق بالجيش اسمه محمود لبيب الذى استعان ببعض الضباط الالمان في البدايه حتي اشرف عليه (اى النظام السرى ) الاستاذ صالح عشماوى لخبرته بجميع مسالك و مخابىء جبل المقطم . النظام السرى تشكل بعد ذلك علي اساس الخلايا و المجموعات ..حيث كل خليه تتكون من خمسة اشخاص ويرأسها عضو لا يتصل الا بهم و لكل عشرة من رؤساء الخلايا مجموعه يرأسها عضو لا يتصل الا بهم وهذه المجموعه لها مسئول اخر بمعني ان هذا النظام يتدرج هرميا(كعنقود العنب ) حتي يصل الي الرئيس الفعلي للجهاز المجهول من خلاياه .رأس هذا الجهاز بعد صالح عشماوى كل من عبد الرحمن السندى و يساعده فايز عبد المطلب حتي عهد به الاستاذ الهضيبي (المرشد التالي لحسن البنا ) الي اليوزباشي صلاح شادى ثم يوسف طلعت الذى كان له دور واضح مع رجال يوليو و خصوصا ناصر و السادات .اعضاءالتنظيم السرى تزايد اعدادهم عن قصد متبعين نفس اسلوب النازى في تكوين مليشيات- يسيطر بها علي مراكز الحكم -تجوب الشوارع بقمصانها السوداء تحت شعار ((علموا اولادكم الرمايه و السباحه و ركوب الخيل )) و مخفين السبب الحقيقي لتكوين الجهاز السرى حتي لا يتفرق المتعاطفين من حولهم.لكن سرعان ما كشفوا عن الوجه القبيح عام 1947 اى بعد ربع قرن من تكوين و انتشار الجماعه( التي قرأنا اهدافها المعلنه أعلاه ) فلقد اطلقت شعارات جديده _كما يحدث خلال تاريخها منذ البدايه و حتي بعد 11 فبراير 2011 تتمسكن حتي تتمكن _( الاسلام دين و دوله و عبادة و قيادة )) و بدا الارهاب و الاغتيالات وتضليل المسلمين بدعوى أن كل من يقاوم الاخوان يخرج عن الاسلام و يحل دمه و أمواله ثم بدأ مسلسل التدمير بانفجار(( بمبني شركة المعاملات الاسلاميه)) كشف عن كميات هائله من الاسلحه و الذخيرة المشونه باسلوب خاطىء ادى الي انفجار مهول في الساعه العاشره مساء يوم 20 فبراير 1948 بالمنزل رقم 76 شارع محمد علي .. اصيب في الحادث تسعه اشخاص و تم التحقيق مع حسن البنا فانكر علمه بوجود ذخيرة و مفرقعات بمخزن شركته و أرجعها لسوء تصرف العاملين بها .: جريمة قتل القاضي الخازندارفي حوالي الساعه السابعه و النصف صباحا يوم 22 مارس 1948 و بعد أن غادر الاستاذ احمد بك الخازندار و كيل محكمه الاستئناف منزله في طريقه الي محطه مترو حلوان اعترضه شخصان و اطلقا عليه عدة اعيره ناريه من مسدسين فاصيب بخمسه رصاصات و توفي في الحال عندما حاول البعض ضبطهما فجرا قنبله يدويه في المواطنين قبل ان يقبض عليهما و يتضح انهما محمود زينهم طالب بالصنايع و حسن محمد طالب مفصول و الجانيان من جماعه الاخوان قتلا القاضي لانه حكم في غير صالح الاخوان فحق عليه القصاص .يستند الكاتب "عبد الرحيم علي"في سرده لقضية اغتيال القاضي" أحمد الخازندار" في 2 مارس 1948، إلى شهادة "عبد العزيز كامل" الذي حضر محاكمة عبد الرحمن السندي أمام حسن البنا في جلسة خاصة للجماعة عقب مقتل الخازندار، باعتباره المسئول عن مقتله ومن أعطى أوامر الإغتيال لكل من "محمد زينهم، وحسن عبد الحافظ"، حيث تبرأ كل من البنا والسندي من مسئوليتهم عن الحادث وقال البنا أن الأمر لم يتعدى أمنية خاصة لدية للتخلص من الخازندر فاعتبر "السندي" أن أمنيات المرشد "البنا" أوامر واجبة التنفاليذ!!: سبب قتل الخازندارونستطيع أن نرجع عداء الإخوان الشديد للخازندار نتيجة لمواقفة من قضايا سابقة أدان فيها بعض شباب الإخوان لاعتدائهم على جنود بريطانيين في الإسكندرية في 22 نوفمبر 1947، وحكم عليهم بالأشغال الشاقة المؤيدة ثم أفرج عنهما لعدم كفاية الأدلة، كما حكم على المتهمين من الإخوان وفقاً لشهادة "أحمد مرتضى المراغي" مدير الأمن العام آنذاك، في القضية الخاصة بمحاكمة الإخوان بتهمة حيازة متفجرات وأسلحة بالأشغال الشاقة المؤبدة، على الرغم من تهديدات القتل التي وصلت إليه، والتي وجهت لعدة دوائر قضائية تنقلت بينها القضية، وهو ما اعتبره الإخوان تحدي لإرادتهم يستوجب تصفيته الجسديةوفي كتاب (النقط فوق الحروف-الإخوان المسلمون والنظام الخاص)، يشرح "أحمد عادل" تحت عنوان "الخازندار في خبر كان" الأسباب وراء اغتيال "الخازندار" من وجهة نظر إخوانية، فيقول لقد أثبتت تصرفات الخازندار تجاه الإخوان انحيازه للاحتلال الانجليزي، مضيفاً أن قرار اغتياله قد تأخر نتيجة عدم توفر معلومات كافية عن مكان إقامته ويواصل شارحاً كيفية تنفيذ عملية الإغتيال وإدعاء "حسن عبد الحافظ" للمرض العصبي ومحاولات تهريب المتهمين بعد صدور الحكم عليهما بالأشغال الشاقة المؤبدةارجو ملاحظه اسباب الاغتيال و الارهاب الذى سيحدثه بعد ذلك بين القضاه .. و نوع البشر الذين يغسلون عقولهم و يوجهونهم نحو تحقيق اهداف التنظيم و مقارنه ذلك بما اصبح سياسه للجماعات المنبثقه عنهم كالتكفير و الهجرة ، الجهاد ، القاعدة ، وغيرها من التنظيمات التي روعت العالم بما في ذلك السعوديه و اليمن و لا زالت تدمر في العراق و افغانستان .ثم توالت الانفجارات .. يوم 6/4/1948 انفجرت قنبله بوزارة الداخليه من النوع الايطالي ( كانت ايطاليا موسيليني الفاشستي ) بعدها بثلاث شهور 28 / 7 انفجار اخر في محل داود عدس بشارع عماد الدين و سط القاهرة ، ثم بنزايون ثم شركة اراضي الدلتاالمصريه ثم محلات جاتنيو فحاره اليهود فحاره اليهود ثانيا فشيكوريل فشركة الاعلانات الشرقيه ووجد رجال البوليس سيارة جيب مملوءة بالديناميت 18 نوفمبر 1948 و الوثائق التي تثبت وجود مؤامرة يعمل الاخوان علي تنفيذها.. ثم مع بدايه 1949 محاوله نسف محكمة مصر .. ثم تتابعت الاحداث و كثرت الانفجارات و اصبح كل مواطن يخشي مغادرة منزله اى ان هذا هو اسلوب الجماعه منذ منتصف القرن الماضي و حتي اليوم الارهاب بواسطه الانفجارات في اماكن يرتادها مواطنين مسالمين و سيارات مفخخه تفجر في اماكن حساسه .في 8 ديسمبر 1948 اصدرت حكومه السعديين قرارا بحل الجماعه التي خرجت عن غايتها و لجأت الي طريق الارهاب و الاغتيال و القرصنه صدرت مذكرة عبد الرحمن عمار المرفوعة إلى مجلس الوزراء بشأن طلب حل جماعة الإخوان المسلمين على قرار اتهام طويل يعيد إلى الأذهان كل أعمال العنف التي ارتكبتها الجماعة، حتى تلك التي ارتكبتها بإيعاز من السلطات ولخدمة مصالحها.فمن بين التهم الثلاث عشرة التي ساقتها المذكرة نجد:1. أن الجماعة كانت تعد للإطاحة بالنظام السياسي القائم وذلك عن طريق الإرهاب مستخدمة تشكيلات مدربة عسكرياً هي فرق الجوالة.2. مسئولية الجماعة عن مقتل أحد خصومها السياسيين (وفدي) في بورسعيد.3. مسئولية الجماعة بحيازة أسلحة ومفرقعات ومتفجرات (حادث المقطم – مستودع السلاح بعزبة الشيخ محمد فرغلي – ضبط مصنع للمتفجرات بالإسماعيلية).4. نسف فندق الملك جورج بالإسماعيلية .5. نسف العديد من المنشآت التجارية المملوكة لليهود.6. الاعتداء على رجال الأمن أثناء تأدية وظيفتهم.7. إرهاب أصحاب المنشآت التجارية وتهديدهم بهدف الحصول على "تبرعات" و"اشتراكات" مدفوعة مقدماً لصحيفة الجماعة.8-كما استندت الحكومه الي الوثائق التي عثرت عليها في العربه الجيب بعد ذلك بعشرين يوم 28 ديسمبر 1948 الساعة 10 صباحا: اغتيال النقراشي باشااغتيل محمود فهمي النقراشي باشا رئيس الوزراء و هو قاصدا مصعد وزارة الداخليه (( عبد المجيد احمد حسن الطالب بسنه ثالثه طب بطرى )) اطلق عليه من الخلف ثلاثة رصاصات اردته قتيلا يروى الكاتب "عبد الرحيم علي" في كتابه ( الإخوان المسلمون- قراءة في الملفات السرية) عن حادثة اغتيال النقراشى ففي نص خطاب "حسن البنا" إلى الملك والذي راح يحرض فيه "السراي" ضد النقراشي في 6 ديسمبر 1948 مطالباً منه اتخاذ إجراء ضد حكومة النقراشي وعزلها عن السلطة لاتخاذها إجراءات سافرة ومتعسفة تجاه الإخوان،وإصدار الرقيب العام لأوامره بتعطيل جريدة الإخوان الرسمية، وعندما حول الملك الخطاب لـ"ابراهيم عبد الهادي"رئيس الديوان والذي حوله بدوره إلى "النقراشي"، فتوجه "البنا" بخطاب إلى "عبد الرحمن بك عمار" وكيل وزارة الداخلية يبدي فيها استعداده للعودة بعمل الجماعة إلى خدمة الدين ونشر تعاليمه والبعد التام عن اي عمل سياسي وانهم يبتغون رضاء الحكومة، وانه في انتظار تعليمات النقراشي ويبدي رغبته في التعاون مع الحكومة، مديناً كل حوادث العنف التي تورط فيها مندسين انضموا إلى الإخوان.ويدعم الكاتب تحليله بنص محاضر التحقيق مع المتهمين باغتيال النقراشي بالإضافة إلى بعض كتابات الإخوان عن تلك الحادثة، ففي حين أشار بعض الإخوان إلى عدم علم "البنا" بمقتل النقراشي وانها قد تمت على يد عصابة منتمية إلى الإخوان بقيادة "سيد فايز" وهو المخطط الرئيسي للحادث والتلميذ النجيب لـ "البنا"، فقد أكدت معظم كتابات الإخوان على أن "فايز" لم يكن له أن يتخذ اي قرار دون علم البنا ويقول "محمود الصباغ" وهو أحد كبار أقطاب جماعة الإخوان والمتورط في قضية (السيارة الجيب) بأنه لا يمكن اعتبار قتل النقراشي من حوادث الإغتيالات السياسية، فهو عمل فدائي صرف قام به أبطال الإخوان المسلمين، ويضيف "الصباغ" انه تحت عنوان (سَرية الشهيد الضابط أحمد فؤاد) تم تكوين مجموعة تستهدف قتل النقراشي بقيادة "السيد فايز"، والغريب أن " السيد فايز" قد تم قتله فيما بعد على يد نفس التنظيم الذي كان يقوده بواسطة علبة حلوى مفخخة، الأمر الذي يدل على خيانتهم وانعدام مبادئهم حتى تجاه بعضهم البعض وفي سياق متصل يؤكد المتهم الأول في قضية اغتيال النقراشي " عبد المجيد أحمد حسن"، انه في أحد اللقاءات التي ضمت باقي المتهمين في القضية والسيد فايز في منزله أبلغهم "فايز" انهم أصبحوا يكونون مجموعة جديدة سيتم تدريبها على استخدام الأسلحة استعداداً لعملية هامة، ويواصل في نفس السياق " محمد مالك يوسف" المتهم الثاني في نفس القضية قائلاً أن "محمد صلاح الدين عبد المعطي" قد أخبرهم بعد صدور قرار النقراشي بحل الجماعة في 8 ديسمبر 1948، بأن جمعية شباب المسلمين التابعة للإخوان قد اعتزمت على أن تقتص من "النقراشي" و عبد الرحمن عمار" ، ويضيف "عبد المجيد" أن "محمد مالك" قد أبلغه بأنه قد وقع الاختيار عليه لإغتيال "النقراشي"، ويقول "أحمد عادل كمال" في تعليقه على الحادث، بأن "النقراشي" قد ارتكب حماقة قد عرضته لما أصابه عندما وقع أمراً بحل الجماعة، وفي تعليقه على وصف صحيفة التايمز لحادث النقراشي بأنه عمل سوء، يقول "أحمد عادل" (في أول العام قُتل أحد القضاة ممن حكموا على أفراد الجماعة وهو يقصد هنا "الخازندار" ، ولقد لقى "النقراشي" حتفه بعد اعتباره أن الإخوان خطراً يستوجب بناء عليه حل الجماعة ‘فكان هذا جواب الإخوان عليه)، ويواصل في تقييمه للمستشار "محمد منصور" المسئول عن التحقيق في القضية، منتقداً أداءه لأنه أراد ضم قضية السيارة الجيب والنقراشي في قضية واحدة، مؤكداً انه لم يكن عادلاً عندما حكم بالإعدام على "محمد عيسوي" الذي اغتال "أحمد ماهر" في فبراير 1945، واصفاً إياه باستخدامه للبوليس السياسي للضغط على المتهمين واصطناع الشهود وشرائهم، ويقارنه برئيس المحكمة في قضية السيارة الجيب "أحمد كامل" الذي كان متفهماً للدعوى وأهداف الجماعة فكان مقتنع ومتجاوب معها ووصف الإخوان بأنهم شباب وطني بينما وصفهم "محمد منصور" بالإجرام والإرهاب... ابراهيم عبد الهادى رئيس الوزراء التالي و السيد حامد جودة رئيس مجلس النواب حاول فريق من الاخوان اغتيالهما وقبض علي مرتكبي الحادث و استطاع البوليس أن يعثر علي عدة اوكار كانت مشحونه بالديناميت و القنابل و مفرقعات اخرى وقد سجن في هذه القضايا أكثر من مائتين من الاخوان و اعتقل أكثر من اربعه الاف في معتقلات الهاكستب و الطور و عيون موسي .. حكومة الوفد افرجت عنهم بعد ان فازت بالانتخابات التاليه يناير عام 1950 .:اغتيال احمد ماهر باشافي24 فبراير1945 كان أحمد ماهر باشا متوجها لمجلس النواب لإلقاء بيان من هناك, وأثناء مروره بالبهو الفرعوني قام شاب يدعي محمود العيسوي بإطلاق الرصاص عليه وقتله في الحال.بعد الحادث ألقي القبض علي حسن البنا وأحمد السكري وعبد الحكيم عابدين وآخرين من جماعة الإخوان, والتي كان العيسوي عضوا فيها, ولكن بعدها بأيام تم الإفراج عنهم بسبب اعتراف العيسوي بانتمائه للحزب الوطني.وبعد الإفراج عن قيادات الجماعة لم يذكر أي أحد منهم علاقته بالعيسوي, ولكن في سنوات لاحقة ثبتت علاقة الجماعة بالعيسوي, ونعرض هنا لشهادة الشيخ أحمد حسن الباقوري التي خطها بيده في كتابه بقايا ذكريات ــ الطبعة الأولي ــ الناشر: مركز الأهرام للترجمة والنشر ــ ص49 والتي قال فيها وأما النظام الخاص فلم يكن المنتسبون إليه معروفين إلا في دائرة ضيقة ولآحاد معروفين, وقد كان لهؤلاء اجتماعاتهم الخاصة بهم, وربما كانوا يعملون في جهات مختلفة يجهل بعضها بعضا جهلا شديدا, ومن سوء حظ الدعوة أن هذا النظام الخاص رأي أن ينتقم لاسقاط المرشد في الانتخابات بدائرة الاسماعيلية, وكان من أشد المتحمسين لفكرة الانتقام هذه محام شاب يتمرن علي المحاماة في مكتب الأستاذ عبد المقصود متولي, الذي كان علما من أعلام الحزب الوطني, وهو المحامي الشاب محمود العيسوي, فما أعلنت حكومة الدكتور أحمد ماهر باشا الحرب علي دول المحور لكي تتمكن مصر ــ بهذا الإعلان ــ من أن تمثل في مؤتمر الصلح إذا انتصرت الديمقراطية علي النازية والفاشية.رأي النظام الخاص أن هذه فرصة سنحت للانتقام من رئيس الحكومة, ووجه محمود العيسوي إلي الاعتداء علي المرحوم أحمد ماهر باشا, فاعتدي عليه في البرلمان بطلقات سلبته حياته التي وهبها لمصر منذ عرف الوطنية رحمه الله رحمة واسعة.ويأتي بعد ذلك الصباغ, والذي كان واحدا من رجال التنظيم الخاص ليذكر أن أحمد ماهر خائن ولا يختلف علي ذلك أثنان ــ علي حد تعبيره ــ ولكن الإخوان لم يجيزوا قتله!!!.ولم يمنعهم هذا من دراسة وتحضير خطة لاغتياله حتي يقوموا بها إذا تطورت الأمور, وذكر الصباغ أنه هو شخصيا كان القائم بهذه الدراسة محمود الصباغ ــ حقيقة التنظيم الخاص ــ الطبعة الأولي ــ ص271.العنف منهج الجماعة:في سنوات لاحقة لــ1945 قامت الجماعة بأعمال عنف كثيرة انتهت بقرار حل الجماعة, وأعقب هذا القرار اغتيال النقراشي باشا كما ذكرنا في حلقات سابقة, ولم يتوقف الإخوان بعد اغتيال النقراشي ورأوا ان إبراهيم باشا عبد الهادي امتدادا للنقراشي, ومن ثم قرر الإخوان الفدائيون! ــ هكذا يصفهم الصباغ ــ اغتيال إبراهيم باشا, وبالفعل كمنوا له في يوم5 مايو1949 في الطريق إلي رئاسة مجلس الوزراء, وأطلقوا عليه وابلا من الطلقات أصابت بعض المارة, وكذلك الموكب الذي اعتقدوا أنه خاص بإبراهيم باشا, ولكنه كان موكب حامد جودة رئيس مجلس النواب الذي لم يصب بأي أذي, وبعد القبض علي منفذي العملية بدأت محاكمتهم التي استمرت حتي قيام ثورة يوليو, واعتبر بعدها المتهمون أبطال تحرير وصدر عنهم جميعا عفو شامل محمود الصباغ ــ مصدر سابق ص314.: محاولة اغتيال جمال عبد الناصر 1954المنشية عام1954:كان الإخوان قد وصلوا مع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر إلي طريق مسدود, وكانوا قد أعادوا تنظيم النظام الخاص, كما سبق أن أشرنا, وفي اللحظة الحاسمة قرروا التخلص من عبد الناصر, ففي يوم1954/2/26 وبمناسبة توقيع اتفاقية الجلاء وقف الرئيس عبد الناصر يلقي خطابا بميدان المنشية بالإسكندرية, وبينما هو في منتصف خطابه أطلق محمود عبد اللطيف أحد كواد النظار الخاص لجماعة الإخوان ثماني طلقات نارية من مسدس بعيد المدي باتجاه الرئيس ليصاب شخصيان وينجو عبد الناصر, وحتي هذه اللحظة يصر الإخوان علي أن هذا الحادث لا يخرج عن كونه تمثيلية قام بها رجال الثورة للتخلص من الجماعة, ولكن المتهمين في المحكمة العلنية محكمة الشعب والتي كانت تذاع وقائعها علي الهواء مباشرة عبر الإذاعة المصرية قدموا اعترافات تفصيلية حول دور كل منهم ومسئولية الجماعة عن العملية تم جمع هذه المحاكمات ونشرها بعد ذلك في جزءين بعنوان محكمة الشعب وقد شكك الإخوان كثيرا في حيادية هذه المحكمة, لكنهم لم يعلقوا علي ما ورد علي لسان أبطال الحادث في برنامج الجريمة السياسية الذي أذاعته فضائية الجزيرة عبر حلقتين في الثاني والعشرين والتاسع والعشرين من ديسمبر عام2006 والذين تفاخروا ــ من خلاله ــ بالمسئولية عن الحادث,, وأنه تم بتخطيط شامل وإشراف دقيق لقيادات الجماعة.: قضية سيد قطبفي30 أكتوبر1965 أخطرت نيابة أمن الدولة العليا أن جماعة الإخوان المسلمين المنحلة قامت بإعادة تنظيم نفسها تنظيما مسلحا بغرض القيام بعمليات اغتيال للمسئولين تعقبها عمليات نسف وتدمير للمنشآت الحيوية بالبلاد, هادفة من وراء ذلك الاستيلاء علي الحكم بالقوة, وأن التنظيم يشمل جميع مناطق الجمهورية ويتزعمه سيد قطب. كان قطب قد تم الإفراج عنه ــ وقتها ــ بعد وساطة قام بها الرئيس العراقي عبد الكريم قاسم أثناء زيارته للقاهرة عام1965, إلا أنه كان قد وصل إلي قناعة بأن الحكومة التي تقوم بمثل هذه الأعمال من التعذيب في سجونها, لابد أن تكون كافرة, ومن هذا المنطلق خطط قطب لمواجهة معها تشمل رءوس الحكم, تمهيدا لخلخلة النظام والثورة عليه. وقد تم كشف القضية بالصددفة عبر إبلاغ الشرطة العسكرية والمباحث الجنائية العسكرية أنها ألقت القبض علي مجند, وهو يتفاوض لشراء أسلحة من أحد زملائه بالإسكندرية, وعلي الفور تم القبض عليهما واعترفا بأن هذه الأسلحة لصالح عدد من قادة جماعة الإخوان, ثم توالت الاعترافات, وقدم المتهمون إلي المحاكمة التي قضت بإعدام سيد قطب وستة من زملائه, وسجن ستة وثلاثين آخرين بينهم المرشد العام الثامن للجماعة الدكتور محمد بديع ونائبه الدكتور محمود عزت, واللذان يقومان الآن بالترويج لأفكار قطب, في محاولة لبعث القطبية من جديد, بعدما تبرأ منها الإخوان, عبر كتاب مرشدهم الثاني المستشار حسن الهضيبي, دعاة لا قضاة أوراق القضية رقم12 لسنة1965 المعروفة بقضية سيد قطب:مقتل السيد فايزجرت هذه الحادثة العجيبة وفق منطق النار تأكل نفسها إذا لم تجد ما تأكله فعندما قام البنا بتعيين سيد فايز مسئولا عن الجهاز الخاص بدلا من عبد الرحمن السندي قرر الأخير اغتيال أخيه في الدعوة الذي جاء ليزيحه عن مكانه, فأرسل إليه بعلبة من الحلوي في ذكري المولد النبوي الشريف, وعندما حاول سيد فايز فتحها انفجرت في وجهه ومعه شقيقه فأردته قتيلا في الحال, وأسقطت جدار الشقة.والسيد فايز كان مهندسا للكثير من عمليات العنف التي قامت بها الجماعة من قبل مثل محاولة نسف محكمة الاستئناف واغتيال النقراشي باشا, وغيرها, وعندما علم البنا بمقتل سيد فايز أنكر في تصريحات حادة للصحافة أن يكون مرتكب الحادث من الإخوان المسلمين, واتهم أعداء الجماعة ــ كالعادة ــ بتدبير هذا الحادث, ومرة أخري يأتي الزمان بما لا يشتهي البنا ولا جماعته.وهذه المرة علي لسان محمود عبد الحليم أحد قادة الجماعة ومؤرخها ورفيق درب البنا, يقول عبد الحليم: كان السندي يعلم أن المهندس سيد فايز ــ وهو من كبار المسئولين في النظام الخاص ــ من أشد الناقمين علي تصرفاته, وأنه وضع نفسه تحت إمرة المرشد العام لتحرير هذا النظام في القاهرة علي الأقل من سلطته, وأنه قطع في ذلك شوطا بعيدا باتصاله بأعضاء النظام بالقاهرة وإقناعهم بذلك... وإذن فالخطوة الأولي في إعلان الحرب... وكذلك سولت له نفسه.. أن يتخلص من سيد فايز.. فكيف تخلص منه؟.ونواصل مع كلام عبد الحليم تخلص منه بأسلوب فقد فيه دينه وإنسانيته ورجولته وعقله... انتهز فرصة حلول ذكري المولد النبوي الشريف, وأرسل إليه في منزله هدية, علبة مغلقة عن طريق أحد عملائه, ولم يكن الأخ سيد في ذلك الوقت موجودا بالمنزل, فلما حضر وفتح العلبة انفجرت فيه وقتلته, وقتلت معه شقيقا له, وجرحت بقية الأسرة وهدمت جانبا من جدار الحجرة, وقد ثبت ثوبتا قاطعا أن هذه الجريمة الأثيمة الغادرة, كانت بتدبير هذا الرئيس... وقد قامت مجموعة من كبار المسئولين في هذا النظام بتقصي الأمور في شأن هذه الجريمة وأخذوا في تضييق الخناق حول هذا الرئيس حتي صدر منه اعتراف ضمني. أرأيتم ماذا تفعل التربية الإخوانية للإخوانيين أنفسهم, حتي لتنطبق عليهم قولة الرسول الكريم أخشي أن تعودوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض وهذا ما فعله الإخوان بالضبط.الثورة والإخوان والعنف:(1) المثير للدهشة, وبينما كان يردد الإخوان أن جهازهم الخاص أنشيء من أجل محاربة الصهيونية ومواجهة الإنجليز, وبعد خروج الإنجليز من مصر وقيام حكومة تحارب الصهيونية1954 كان الجهاز السري يعزز وجوده, بل ويلقي بظلاله علي الجماعة كلها, فقد كون المرشد قبيل سفره إلي الأقطار العربية في أوائل يوليو1954 لجنة قيادية مهمتها مواجهة موقف الحكومة من الإخوان, بما يلزم مما تهيئه قدراتهم علي ضوء الأحداث وهذا طبيعي, لكن المثير للدهشة هو تكوين اللجنة, فاللجنة مكونة من يوسف طلعت قائد الجهاز السري صلاح شادي المشرف علي الجهاز السري وقائد قسم الوحدات, وهو جهاز سري أيضا والشيخ فرغلي صاحب مخزن السلاح الشهير بالإسماعيلية ومحمود عبده وكان من المنغمسين في شئون الجهاز السري القديم محمود الصباغ ــ مصدر سابق ص314. ماذا كان يريد المرشد العام الثاني إذن, وإلي ماذا كان يخطط, خاصة أن الجهاز السري الذي زعم حسن البنا ــ ومازال الإخوان يزعمون ــ أنه أسس لمحاربة الاستعمار, قد تغيب تماما عن معارك الكفاح المسلح في القنال1954 وقد تنصل المرشد العام المستشار الهضيبي من أي مشاركة فيه, وقال: كثر تساؤل الناس عن موقف الإخوان المسلمين في الظروف الحاضرة, كأن شباب مصر كله قد نفر إلي محاربة الإنجليز في القنال, ولم يتخلف إلا الإخوان... ولم يجد هؤلاء للإخوان عذرا واحدا يجيز لهم الاستبطاء بعض الشيء... إن الإخوان لا يريدون أن يقولوا ما قال واحد منهم ــ ليس له حق التعبير عنهم ــ إنهم قد أدوا واجبهم في معركة القنال فإن ذلك غلو لا جدوي منه, ولا خير فيه, ولايزال بين ما فرضه الله علينا من الكفاح وبين الواقع أمد بعيد والأمور إلي أوقاتها د. رفعت السيد: الإرهاب المتأسلم ــ لماذا ومتي وإلي أين؟ الجزء الأول ص155, مارس2004 الأمل للطباعة.هذا الكلام نرجو أن يتمعن الدكتور محمد بديع فيه جيدا قبل أن يخرج علينا ليصدعنا بأن النظام الخاص===
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق