الخميس، 19 يناير 2017

البنا " أستاذ التكفير وضلالت السيد " قطب=الإخوان المسلمين ينقسمون إلى قسمين أحدهما بناوي نسبة إلى حسن البنا ، و الأخر قطبي نسبة إلى سيد قطب .
و سأجيب على وجه الاختصار ببيان بطلان هذه الدعوى ، و أنها نوع من تقية الإخوان المسلمين المتواترة عنهم ، و هو ما يسميه أتباعهم عندنا في السعودية بـ ( فقه المرحلة ) التي ينكرون فيها ما يعتقدونه في وقت القوة و الظهور و يتخلصون من بعض أتباعهم ممن لم يعلموا بهذا الفقه الباطني .
وقد جعلت الجواب في ثلاثة عشر برهاناً .
[COLOR="red"][U]الأول :[/U][/COLOR] اتفاق حسن البنا و سيد قطب في عدم وجود دولة إسلامية في هذا الزمن ، وهذا هو أصل التكفير عند جماعة الإخوان المسلمين و عليه تفرعت سائر عقائدهم و دعوتهم .
فحسن البنا عندما بين موقفه من الخلافات الحادثة بين المسلمين قال : ( [COLOR="DarkGreen"]فان لم يقتنع فقولوا له ما دام صادق النية محباً للخير إن الحكم بيننا و بينك في الفصل في هذا الخلاف هو " الإمام " ، لأننا مستعبدون فتعال " للإمام " و ليس للمسلمين الآن " إمام " فتعال ننسى كل شيء الآن و نعطل كل شيء أمام القضية الكبرى قضية تحرير الأرض الإسلامية ، فلنجعل هذه غايتنا الأولى حتى نستطيع أن نأتم بحكم الله و نفصل في هذه الخلافات إذ أنه بدون هذه الحكومة الإسلامية التي تحمي شرع الله فلا نظام ولا أحكام [/COLOR]) راجع كتاب في قافلة الإخوان المسلمين لعباس السيسي ج1/ ص266 .
و يقول سيد قطب : ( [COLOR="Blue"]إنه ليس على وجه الأرض اليوم دولة مسلمة ولا مجتمع مسلم ، قاعدة التعامل فيه هي شريعة الله و الفقه الإسلامي[/COLOR] ) في ظلال القران ج4 / ص 2122 .
قلت : و لالتزامي بالاختصار فلن أكثر من النقل عن سيد قطب أو حسن البنا في هذه المسألة ولن أبين بطلان هذه المقولة مما هو معلوم عند طلبة العلم .
[COLOR="red"][U]الثاني :[/U][/COLOR] إقرار حسن البنا لما كتبه سيد قطب في كتابه " العدالة الاجتماعية " و تأييده له .
ينقل لنا هذا الإقرار أحد ثقات الإخوان المسلمين و كبارهم حيث يقول صلاح شادي : ( [COLOR="Purple"]وتعجب أكثر حين تعلم أن الشهيد سيد قطب قد كتب مؤلفه في " العدالة الاجتماعية في الإسلام " سنة 1948 ، وسافر إلى أمريكا قبل أن يعرف شيئاًً عن جماعة الإخوان المسلمين وإنما كان يراها في ضمير الغيب و يأمل أن يشهد رجالها في دنيا الواقع[/COLOR] ) ، ثم يقول بعد ذلك بأسطر : ( [COLOR="purple"]و كان تعليق الشهيد حسن البناء على هذا الكتاب حين قرأه : " هذه أفكارنا و كان ينبغي أن يكون صاحبها وحداً منا " ،و تحققت آمال الشهيد حسن البنا [/COLOR]) راجع كتاب الشهيدان حسن البنا و سيد قطب لصلاح شادي ص 6 ـ7
قلت : وسوف انقل مقتطفات من كتاب العدالة الاجتماعية التي يقرر حسن البنا أن الأفكار الواردة في العدالة الاجتماعية أفكاره و كان ينبغي أن يكون صاحبها سيد قطب من حزبه .
يقول سيد قطب عن قتلة عثمان بن عفان رضي الله عنه و ثورتهم الخارجية ما يلي : ( و[COLOR="Navy"] أخيراً ثارت الثائرة على عثمان ، و اختلط فيها الحق بالباطل ، و الخير بالشر . و لكن لابد لمن ينظر إلى الأمور بعين الإسلام ، و يستشعر الأمور بروح الإسلام أن يقرر أن تلك الثورة في عمومها كانت فورة من روح الإسلام . و ذلك دون إغفال لما كان وراءها من كيد اليهودي ابن سبأ عليه لعنة الله[/COLOR] ) العدالة الاجتماعية ص 160 ـ 161 .
قلت : يا عجباً الكيد كيد اليهود و يحكم سيد قطب على الثورة التي أدت إلى مقتل الخليفة الراشد أنها فورة من روح الإسلام ، و أن هذا حكم من ينظر بعين الإسلام و يستشعر بروحه ، و الأعجب من ذلك من جعلوه إماماً يُقتدى به و يوالى و يعادى عليه .
فإلى الله وحده المشتكى من غربة السنة و أهلها .
و يقول سيد قطب تحت عنوان حاضر الإسلام و مستقبله ما نصه : ( نحن [COLOR="DarkGreen"]ندعو إلى استئناف حياة إسلامية ، في مجتمع إسلامي تحكمه العقيدة الإسلامية و التصور الإسلامي ، كما تحكمه الشريعة الإسلامية والنظام الإسلامي . و نحن نعلم أن الحياة الإسلامية ـ على هذا النحو ـ قد توقفت منذ فترة طويلة في جميع أنحاء الأرض ؛ و أن " وجود " الإسلام ذاته من ثم توقف كذلك ؛ و نحن نجهر بهذه الحقيقة الأخيرة على الرغم مما قد تحدثه من صدمة و ذعر و خيبة أمل للكثيرين ممن لا يزالون يحبون أن يكونوا " مسلمين " و نجهر بها على هذا النحو في الوقت الذي ندعو فيه إلى استئناف حياة إسلامية [/COLOR]) . العدالة الاجتماعية ص 182 .
و يقول كذلك : ( [COLOR="DarkRed"]و حين نستعرض وجه الأرض كله اليوم ـ على ضوء هذا التقرير الإلهي لمفهوم الدين و الإسلام ـ لا نرى لهذا الدين " وجوداً " ، إن هذا الوجود قد توقف منذ أن تخلت أخر مجموعة من المسلمين عن إفراد الله سبحانه بالحاكمية في حياة البشر وذلك يوم أن تخلت عن الحكم بشريعته وحدها في كل شؤون الحياة .
و يجب أن نقرر هذه الحقيقة الأليمة ، و أن نجهر بها و ألا نخشى خيبة الأمل التي تحدثها في قلوب الكثيرين الذين يحبون أن يكونوا " مسلمين " . فهؤلاء من حقهم أن يستيقنوا كيف يكونون مسلمين ![/COLOR] ) . العدالة الاجتماعية ص 183 .
و يقول كذلك : ( و[COLOR="Indigo"] إعادة النظر في دعوى مئات الملايين من الناس أنهم مسلمون [/COLOR]) . العدالة الاجتماعية ص 183 .
قلت : و من خلال الاطلاع على كتب حسن البنا و رسائله فإنه لا يشارك سيد قطب في تكفير المجتمعات الإسلامية و إنما يشاركه في تكفير الحكومات الإسلامية و الدعوة للخروج على الحكام و جواز قتل من يقف في وجه هذا الخروج و استحلال دمه كما هو معلوم من كتب الإخوان المسلمين ككتاب " حقيقة التنظيم الخاص " لمحمود الصباغ و غيره مما لا يسع جواب السؤال لذكره مفصلاً .
[U][COLOR="red"]الثالث :[/COLOR][/U] أن كتاب العدالة الاجتماعية لسيد قطب من الكتب المعتمدة عند الإخوان المسلمين التي تمثل معتقدهم الخارجي للأدلة التالية :
[COLOR="Red"]1 ـ[/COLOR] قال حسن البنا بعدما قرأ كتاب " العدالة الاجتماعية " : ( [COLOR="Blue"]هذه أفكارنا و كان ينبغي أن يكون صاحبها وحداً منا [/COLOR]) الشهيدان لصلاح شادي ص 6 _ 7 .
[COLOR="red"]2 ـ[/COLOR] أكد صلاح شادي في كتابه " الشهيدان حسن البنا و سيد قطب " أن العدالة الاجتماعية في طبعتها الثانية كانت بعد دخول سيد قطب و انضمامه لجماعة الإخوان المسلمين و لذلك أشار صلاح شادي إلى تغيير سيد قطب للمقدمة حيث في الطبعة الأولى قال : ( [COLOR="DarkSlateBlue"]إلى الفتية الذين ألمحهم في خيالي قادمين يردون هذا الدين جديداً كما بدأ [/COLOR]) .
وأما عندما انضم سيد قطب إلى الإخوان المسلمين رسمياً قال في المقدمة للطبعة الثانية للعدالة الاجتماعية : ( [COLOR="darkslateblue"]إلى الفتية الذين كنت ألمحهم بعين الخيال قادمين . فوجدتهم في واقع الحياة قائمين[/COLOR] ).الشهيدان لصلاح شادي ص 6ـ 7 .
وليُعلم أن الطبعة الثانية وضع مقدمتها سيد قطب بتأريخ رجب 1373 هـ الموافق مارس سنة 1954م ، كما هو في مقدمة " العدالة الاجتماعية " ص 5 .
و كلٌ يعلم أن سيد قطب بايع حسن الهضيبي بعد رجوعه من أمريكا . أي قبل هذا التأريخ بسنوات .
[COLOR="Red"]3 ـ[/COLOR] ثناء عمر التلمساني على كتاب العدالة الاجتماعية كما في كتابه " ذكريات لا مذكرات " ص 280 .
[COLOR="red"]4 ـ[/COLOR] أن ما قرره سيد قطب من كفر الحكومات الإسلامية هو ما قام عليه فكر الإخوان المسلمين .
[COLOR="red"]5 ـ[/COLOR] أن حسن البنا يثني في رسائله على ابن الأشعث و يؤيده في خروجه على الدولة الأموية ، فلا غرابة في تأييده لكتاب العدالة الاجتماعية و تقبله لما ورد فيه من طعن في بني أمية حيث يقول حسن البنا : ( [COLOR="Purple"]و هل تمليه سيرة الأجلاء الأفاضل من علماء الأمة الإسلامية الذين كانوا يقتحمون على الملوك و الأمراء أبوابهم وسدودهم ، فيقرّعونهم و يأمرونهم وينهونهم و يرفضون أعطياتهم و يبينون لهم الحق و يتقدمون إليهم بمطالب الأمة ، بل ويحملون السلاح في وجوه الجور و الظلم و ما نسي التأريخ بعد كتيبة الفقهاء في صف ابن الأشعث في شرق الدولة الإسلامية ، و لا ثورة القاضي ابن يحيى الليثي المالكي في غربها [/COLOR]) مجموعة رسائل حسن البنا ص288ـ289 .
و يقول سيد قطب عن الدولة الأموية في كتابه العدالة الاجتماعية ما نصه : ( [COLOR="Blue"]مضى عثمان إلى رحمة ربه و قد خلف الدولة الأموية قائمة بفضل ما مكن لها في الأرض و بخاصة في الشام و بفضل ما مكن للمبادئ الأموية المجافية لروح الإسلام[/COLOR] ) العدالة الاجتماعية ص 161 .
قلت : و لا أدري بماذا يحكم دعاة " أصحاب سلفية المعتقد إخوانية المنهج " على المبادئ البدعية والضلالات الكثيرة و المتنوعة التي مكن لها سيد قطب في كتبه المعتمدة لديهم .
ولكن الذي أعلمه و يعلمه غيري أنهم لموافقتهم سيد قطب في عقيدة الخوارج و تكفير الحكومات الإسلامية و للمحافظة على مرجعية كتبه كـ " الظلال " و " معالم في الطريق " عند أتباعهم جعلتهم يتغاضون عن كل تلك البدع و الضلالات و يجندون أنفسهم للقضاء على دعاة التوحيد السلفيين ، و إحداث أصولٍ دعوية بدعية لحماية سيد قطب و فكره الخارجي الذي فُتنوا به و لو كان ذلك على حساب الكتاب و السنة .
[COLOR="red"][U]الرابع :[/U][/COLOR] أن حسن البنا أسس التنظيم الخاص و هو ما يسمى بالجيش المسلم و جعله جناحاً عسكرياً لحزب الإخوان المسلمين و الذي قام بالدور الأساسي في الخروج على الملك فاروق في مصر ، و قام حسن البنا بالمشاركة عن طريق بعض أتباعه بالخروج على الإمام يحيى في اليمن و هذا متواتر ذكره محمود عبد الحليم في كتابه " الإخوان المسلمين أحداث صنعت التأريخ " و كذلك عباس السيسي في كتابه " في قافلة الإخوان المسلمين " و كتاب محمود الصباغ " حقيقة التنظيم الخاص " و غيرها من الكتب .
و هذا يوافق ما قرره سيد قطب بقوله : ( و[COLOR="DarkRed"] هذه المهمة ، مهمة إحداث انقلاب إسلامي عام غير منحصرة في قطر دون قطر ، بل ما يريده الإسلام و يضعه نصب عينيه أن يحدث هذا الانقلاب الشامل في جميع أنحاء المعمورة ، هذه هي غايته العليا و مقصده الأسمى الذي يطمح إليه ببصره إلا أنه لا مندوحة للمسلمين ، أو أعضاء " الحزب الإسلامي " عن الشروع في مهمتهم بإحداث الانقلاب المنشود و السعي وراء تغيير نظم الحكم في بلادهم التي يسكنونها [/COLOR]) في ظلال القرآن لسيد قطب ج3 / ص 1451 .
بل إن سيد قطب شارك في إعداد التنظيم الخاص للإخوان المسلمين و تربية أفراده على عقيدة التكفير الخارجية و تجويز العمليات الإرهابية التي يقوم بها هذا الجناح العسكري بموافقة من مرشد الإخوان المسلمين حسن الهضيبي كما هو مذكور في" قافلة الإخوان المسلمين " لعباس السيسي ، و كتاب " لماذا أعدموني " لسيد قطب ، و كتاب " التأريخ السري للإخوان المسلمين " لعلي العشماوي .و لولا الاختصار في الجواب لبسطت ذلك ، و لكن من أراد التوسع فليرجع إلى الكتب السابقة الذكر .
[U][COLOR="red"]الخامس :[/COLOR][/U] إقرار حسن الهضيبي المرشد الثاني لحزب الإخوان المسلمين لفكر سيد قطب و أنه لا يغاير فكر الإخوان المسلمين .
يقول عباس السيسي : ( [COLOR="Navy"]و في خطاب ورد من الأستاذ حسن الهضيبي يقول فيه : " إنه لا يعلم أن للأستاذ سيد قطب فكراً يغاير فكر الإخوان المسلمين الذي يتفق مع الكتاب و السنة "[/COLOR] ) . انظر كتاب في قافلة الإخوان المسلمين ج4/ص 205 .
قلت : رسالة حسن الهضيبي أرسلها إلى عباس السيسي و مجموعة الإخوان المسلمين في السجن عندما بدأ الخلاف بينهم على قضية التكفير . راجع المصدر السابق ج4/204ـ205 . و هذا من حسن الهضيبي تأييد لكتاب " معالم في الطريق " و " في ظلال القرآن " ، و ما ورد فيها من أفكار سيد قطب التكفيرية الخارجية . و هو بهذه المقولة تابع مقولة إمامه حسن البنا الذي قال عند قراءته لكتاب " العدالة الاجتماعية " لسيد قطب : ( [COLOR="Purple"]هذه أفكارنا و كان ينبغي أن يكون صاحبها واحداً منا[/COLOR] ) .
[COLOR="red"][U]السادس :[/U][/COLOR] المناصب التي شغلها سيد قطب في فترة رئاسة حسن الهضيبي للإخوان المسلمين تبين مدى مكانة سيد قطب في حزب الإخوان المسلمين و إليك بيان ذلك :
[COLOR="Red"]1 ـ[/COLOR] يقول صلاح شادي : ( [COLOR="Navy"]و في عام 1952م انتخب الأستاذ سيد قطب عضواً في مكتب الإرشاد للجماعة [/COLOR]) .
[COLOR="red"]2 ـ[/COLOR] و يقول صلاح شادي عن سيد قطب : ( [COLOR="DarkGreen"]و عين رئيساً لقسم نشر الدعوة في المركز العام لجماعة الإخوان المسلمين [/COLOR]) .
[COLOR="red"]3 ـ[/COLOR] و يقول صلاح شادي : ( و[COLOR="DarkSlateBlue"] في شهر يوليو سنة 1954م عين رئيساً لتحرير جريدة " الإخوان المسلمين"[/COLOR] ) . انظر كتاب الشهيدان لصلاح شادي ص 55ـ56 .
و يقول عباس السيسي : ( [COLOR="Navy"]في 18 نوفمبر 1954م تم القبض على الأستاذ سيد قطب رئيس تحرير مجلة الإخوان المسلمين[/COLOR] ) . في قافلة الإخوان المسلمين ج3/ص 71 .
[COLOR="red"]4 ـ[/COLOR] و لقد قُرِّر كتاب " معالم في الطريق " لسيد قطب ضمن برامج التوعية للإخوان المسلمين.
يقول عباس السيسي و هو ممن بايعوا حسن البنا في الثلاثينيات ميلادية ما نصه : ( [COLOR="Purple"]" كتاب معالم في الطريق " نزل هذا الكتاب إلى السوق بعد كتاب " جاهلية القرن العشرين " للأستاذ محمد قطب . و لكن كتاب " معالم في الطريق " ما إن انتشر بين الشباب المتلهف و المحترق شوقاً للعمل للإسلام حتى أثار ضجة هائلة في نفوسهم و مشاعرهم حتى أن الكثير من الشباب قد حفظ أبواباً من الكتاب يتحدث بها إلى الناس . وظل الكتاب يحرك كوامن الشباب و أفكارهم و همتهم ـ و الحكومة كأنها لا تعرف عنه شيئاً أو ربما كانت تريد أن تتحسس أثره و تتعرف على مدى الشعور العام بالنسبة لما جاء في مضمون الكتاب .و صار هذا الكتاب من الكتب الهامة التي تُدّرس في برنامج التوعية [/COLOR]) . في قافلة الإخوان المسلمين ج3/ص 171 .
قلت : فتبين أن كتاب " معالم في الطريق " الذي يعتبر دستور الخوارج و التكفيريين في هذا العصر من الكتب التي اعتمدها الإخوان المسلمين ضمن برامجهم التعليمية و التربوية كما نص على ذلك عباس السيسي آنفاً و كما هو مشاهد في جميع التجمعات التي تنتمي لحزب الإخوان المسلمين في جميع أنحاء العالم .
[COLOR="red"]5 ـ[/COLOR] نجد أن الإخوان المسلمين يقومون بمخاطرة في نشر كتاب " في ظلال القرآن " لسيد قطب في سجون جمال عبد الناصر أيام حسن الهضيبي و ذلك لكي يبقى الإخوان المسلمين على الفكر التكفيري الخارجي الذي ملأ سيد قطب الظلال منه ، و لا يتأثرون بالمؤثرات الموجودة داخل السجون مما يؤدي إلى تغير قناعاتهم التي تربوا عليها في تنظيم الإخوان المسلمين . راجع كتاب في قافلة الإخوان المسلمين ج4/ص206 .
[U][COLOR="red"]السابع :[/COLOR][/U] إقرار المرشد الثالث للإخوان المسلمين عمر التلمساني لكتب سيد قطب التي قرر فيها سيد عقيدة الخوارج و التكفير و الدعوة للانقلابات كـ " العدالة الاجتماعية " و " في ظلال القرآن " و " معالم في الطريق" .
يقول عمر التلمساني في كتابه " ذكريات لا مذكرات " تحت عنوان " حقيقة معالم في الطريق : ( [COLOR="Blue"]أذكر أن الشهيد " سيد قطب " له مؤلفات عدة و جيدة على مستوى رفيع منها : " في ظلال القرآن " و " العدالة الاجتماعية " و " معالم في الطريق " .
و تمتاز هذه المؤلفات بالنقمة على الظلم في كل مظاهره و الحرص على رفع المعاناة عن كل الطبقات [/COLOR]) انظر كتاب ذكريات لا مذكرات لعمر التلمساني ص280 .
قلت : فانظر رحمك الله إلى ثناء و موافقة المرشد الثالث للإخوان المسلمين على كتب سيد قطب السابقة الذكر و التي تُعتبر أصولاً في عقيدة الخوارج و التكفير ، و التي قام عليها حزب الإخوان المسلمين في جميع أنحاء العالم .
و يقول عمر التلمساني في سيد قطب : ( [COLOR="DarkGreen"]و الذين يعرفون الشهيد سيد قطب و دماثة خلقه و جم أدبه و تواضعه و رقة مشاعره يعرفون أنه لا يكفر أحداً ، إنه داعية إسلامي من عيون دعاة المسلمين ، ظلمه من أخد كلامه على غير مقاصده ، و من هاجموه متجنين لما رأوه من عميق تأثير كلماته و كتاباته على الشباب الطاهر النظيف [/COLOR]) .
و بعد أن دافع عمر التلمساني عن سيد قطب بالكذب و تزوير الحقائق بشكل مفضوح قال : ( [COLOR="DarkRed"]هذا موجز مقتضب للمبادئ التي قام عليها كتاب " معالم في الطريق " ، و قد كان لي شرف الاطلاع عليه قبل طبعه [/COLOR]) . انظر كتاب ذكريات لا مذكرات لعمر التلمساني ص280 .
قلت : و بعد هذه النقولات التي قمت بنقلها عن حسن البنا و حسن الهضيبي و عمر التلمساني فهل لمبطل أن يقول أن الإخوان المسلمين ينقسمون إلى قسمين أحدهما بناوي و الآخر قطبي .
[COLOR="red"][U]الثامن :[/U][/COLOR] يقول صلاح شادي في كتابه " الشهيدان حسن البنا و سيد قطب " ما نصه : ( [COLOR="Navy"]و عندما تحركت أشواق الشهيد سيد قطب ليخدم الحركة الإسلامية في إطار جماعة ـ هي جماعة الإخوان المسلمين ـ قدم للإسلام هذا التراث الخالد : ـ
1 ـ هذا الدين .
2 ـ المستقبل لهذا الدين .
3 ـ خصائص التصور الإسلامي و مقوماته .
4 ـ الإسلام و مشكلات الحضارة .
5 ـ في ظلال القرآن .
6 ـ معالم في الطريق .
إن كتب الشهيد سيد قطب لا يغني بعضها عن الآخر ، و لكن إذا أردنا تلخيص معطياته للأمة الإسلامية في مجال الحركة ، استطعنا أن نجدها في كتابيه " في ظلال القرآن " و " معالم في الطريق " ، فما عجز عن نشره في مضمون التحرك الإسلامي في الكتاب الأول استطاع بعد ذلك أن يقدمه في كتابه " المعالم "[/COLOR] ) . راجع كتاب الشهيدان لصلاح شادي ص 69ـ70 .
قلت : و هذه شهادة من أحد كبار الإخوان المسلمين الذين بايعوا حسن البنا في أوائل الأربعينات ميلادية ، و عيّنه حسن البنا رئيساً لقسم " الوحدات " ضمن الجهاز السري الذي يعتبر الجناح العسكري لحزب الإخوان المسلمين ، و هو صاحب كتاب " صفحات من التأريخ حصاد العمر " ، و الذي ذكر فيه كل ما يتعلق بالتنظيمات السرية في حزب الإخوان المسلمين و ما قام به من أعمال إرهابية .
[U][COLOR="red"]التاسع :[/COLOR][/U] أينما وجد حزب الإخوان المسلمين تجد أن كتب حسن البنا و رسائله و كتب سيد قطب و بخاصة "في ظلال القرآن " و " معالم في الطريق " تُدّرس ضمن برامج التوعية ، و يتربى عليها الأفراد المنضمين لحزب الإخوان المسلمين .
[U][COLOR="red"]العاشر :[/COLOR][/U] كل من ألف في تراجم و سير دعاة الإخوان المسلمين يبرز حسن البنا كمُؤسس و سيد قطب كمُنظّر و لذلك يسمونه المفكّر الإسلامي و هو في الحقيقة المُنظّر لعقائد الخوارج التكفيرية عند الإخوان المسلمين .
[U][COLOR="red"]الحادي عشر :[/COLOR][/U] كل من ينتمي لحزب الإخوان المسلمين يعتقد ما قرره حسن البنا و سيد قطب في تكفير الحكومات الإسلامية القائمة و السعي للانقلابات عليها و إعداد العدة لذلك عقائدياً و تربوياً و حزبياً و إعلامياً .
[U][COLOR="red"]الثاني عشر :[/COLOR][/U] ما من شخصٍ ينتقد سيد قطب أو حسن البنا و يحذّر من بدعهم و عقائدهم الخارجية إلا و يقف في وجهه و يحذّر منه كل من ينتمي لحزب الإخوان المسلمين أو من تأثر ببدعهم .
[U][COLOR="red"]الثالث عشر :[/COLOR][/U] لم نقرأ و لم نسمع أن هناك كتباً تمثل الفكر البناوي قامت بالرد و التحذير من سيد قطب و فكره ، و كذلك العكس .
[CENTER][COLOR="red"]الخاتمة[/COLOR][/CENTER]
وختاماً أقول و بالله التوفيق : أن حسن البنا أسس حزب الإخوان المسلمين على عقيدة الخوارج في تكفير حكام المسلمين و الدعوة للخروج على الحكومات الإسلامية ، و أنشأ دعوته و شكّلها وفق تنظيمات هرمية و محاضن تربوية ذات طابع حزبي متعصب أعمى .
و أما سيد قطب فتكفّل بتأصيل الجانب العقدي الخارجي لهذا الحزب و ألف الشُبه في التكفير ، و ألبس العمليات الإرهابية لباس الجهاد الشرعي كذباً و زوراً وفق المنهج الخارجي في الاستدلال .
فحسن البنا قام ببناء صرح الخوارج في هذا العصر ؛ و سيد قطب بمؤلفاته كان قطب هذا البناء و عليه تدور رحى عقائدهم و نظرياتهم و تربيتهم الفكرية .
و لأن البعض رأى تركيز دعاة الإخوان المسلمين على كتب سيد قطب عندنا في السعودية دون كتب حسن البنا ظن أنهما قسمان ؛ و الحقيقة أنهما مرحلتان اكتفى الأوائل من حزب الإخوان المسلمين بكتب حسن البنا كتأسيس لهذا الفكر في بلادنا الحبيبة كمرحلة أولى ، ثم نتاجهم رُبوا على كتب سيد قطب كمرحلة ثانية وهي مرحلة التكوين التي يتبعها التنفيذ ، و لحاجة الجيل الثاني إلى إدخال أكبر عدد ممكن في هذه المرحلة قاموا بنشر كتب سيد قطب في التكفير علناً و ساقوا أتباعهم في هذه المرحلة إلى " حتمية المواجهة " و " أسباب سقوط الدول " .
و عندما أيقنوا بفشل " المواجهة " رجعوا إلى المرحلة الأولى علناً فطرحوا الأطروحات السياسية و إلى المرحلة الثانية سراً و تربيتاً و إعداداً .
قلت : و الذي لا يعرف طرائق القوم ضل في متاهات و دهاليز التقية و فقه المراحل الباطني .
اللهم أنصر عبادك الموحدين و دعوتهم السلفية وعلمائهم و ولاة أمرهم ، و احفظ أمن بلادهم و رد كيد من كاد بهذه الدعوة السلفية و أهلها ، و اكشف زيف دعوتهم و طرائق مكرهم
تمت إضافة ‏‏4‏ صور جديدة‏ من قبل ‏حقيقة براءة الاسلام من الاخوان المفلسين والخوارج القطبيين التكفريين‏.
سيد يسخر بدعوة هيئة كبار العلماء في مصر =كشف تواطؤ رجال الدين المحترفين
إلى تغيير المنكرات ومحاربة الأخلاق الإباحية والتحلل
قال سيد قطب تحت عنوان (إني أتهم) تكلم فيه بأسلوب ثوري مادي لا يشبه أساليب العلماء والمصلحين ، وكثير من عباراته لا يستطاع نقلها لثقلها على أسماع المسلمين ، بل وغير المسلمين .
وفي هذا المقال تناول العلماء بأسلوب ساخر جدا، لأنهم قالوا كلمة حق تتضمن إنكار المنكرات ، قال ساخرا مع الأسف :
(وهنا ينبعث السادة الأجلاء من هيئة كبار العلماء من سباتهم الطويل العميق ، ينعون الأخلاق الضائعة والفواحش الشائعة، ولا يدعون ثبورا واحدا بل ثبورا كثيرا، فلننصرف إلى السادة الأجلاء لحظة لنسمع منهم الوعظ الشريف ، ترويحا للنفس عن ذلك الجد الكريه الذي نعانيه
هذه بعض عريضتهم إلى رئيس الحكومة في يوم من الأيام : وإن الناظر في حال أمتنا العزيزة، وما آل إليه أمر الدين والخلق فيها، ليهوله ما يرى، ويأخذه كثير من الحزن على حاضرها الذي صارت إليه ، ويخالجه كثير من الإشفاق على مستقبلها الذي هي مقبلة عليه ، فقد استهان الناس بأوامر الدين ونواهيه ، وجنحوا إلى ما يخالف تقاليد الإسلام ، ودخل على كثير منهم ما لم يكن يعهد من أخلاق الإباحية والتحلل ، جريا وراء المدنية الزائفة واغترارا ببريقها الخادع ، وكثرت عوامل الإفساد والإغراء في البلاد، ولا سيما أمام ناشئتها وفتيانها المرجوين للنهوض بها والأخذ بيدها في حاضرها ومستقبلها. . .
فمن حفلات ماجنة خليعة يختلط فيها الرجال والنساء على صورة متهتكة جريئة يشرب فيها الخمر ويرتكب فيها ما ينافي المروءة والخلق الكريم . . .
إلى أندية يباح فيها القمار، ويسكب على موائدها الذهب ، وتبرز فيها الأموال ، وتزلزل بسببها البيوت والكرامات . ..
إلى ملاعب للسباق والمراهنات تنطوي على ألوان من الفساد وإضاعة المال . . .
إلى مسابقات للجمال إنما هي معارض للفسوق والإثم يرتكب فيها ما يندى له جبين الدين والخلق والمروءة ويباح فيها من المحرمات أكبرها وأخطرها . . .
إلى شواطىء في الصيف يخلع فيها العذار، ويطغى فيها الأشرار...
إلى أخبار غير ذلك تذكر وتنشر، وتوصف وتصور، وتستثار بها كوامن الشهوات والغرائز، في غير تورع ولا حياء...
إلى كثير من ألوان المنكرات وفنون الموبقات 000 )([1])
قال سيد قطب معلقا في سخرية وتهكم وتعجب :
وي ! وي ! أو هذا هكذا أيها العلماء الأجلاء ؟! يا سبحان الله ! ولا حول ولا قوة إلا بالله
حقا إنه لأمر جلل يوجب النقمة ويستوجب اللعنة . . . ولكن ! وقد قدر لشفاهكم الكريمة أن تنفرج عن كلام في المجتمع .
أفما كانت هناك كلمة واحدة تقال عن المظالم الاجتماعية الفاشية، وعن رأي الإسلام في الحكم ، ورأيه في المال ، ورأيه في الفوارق الاجتماعية التي لا تطاق؟
وما الذي كنتم تنتظرونه أيها السادة الأجلاء من أوضاعنا الاجتماعية القائمة إلا هذا الفساد التي تناولت خطبتكم الشريفة ظواهره وتجنبت خوافيه ؟! أوضاعنا الاجتماعية التي تجد منكم السند والنصير والتي يصيبكم البكم فلا تشيرون إليها عارضة من قريب أو بعيد؟ لأن السكوت عنها من ذهب : ذهب إبريز([2])
هذا بعض شكوى هيئة كبار العلماء في بلده وفي عصره ،
فبدل أن يشكرهم على هذا الموقف الطيب ويشجعهم على المضي قدما في معالجة الأوضاع المتردية ومحاربة المنكرات الفاشية ويطلب منهم المزيد من المواقف الطيبة بدءا بمحاربة مظاهر الشرك التي لم تخطر ببال سيد قطب ويصيبه وأمثاله البكم تجاهها وتجد فيهم السند والنصير، بدلا من تشجيعهم طفق يسخر منهم ويهون من خطوتهم الطيبة الإيجابية في طريق الإصلاح .
ألأجل أنهم خالفوا منهجه الثوري فقط يسخر بهم هذه السخرية الظالمة؟
أتدري ما الذي جرته دعوتك السياسية الثورية على الإسلام والمسلمين من البوار والدمار؟
يشهد الله وملائكته والعقلاء من الناس وكبار الإخوان المسلمين أن دعوة الإخوان المسلمين السياسية التي اعتنقها سيد قطب حتى مات من أجلها أنها كانت مفتوحة الأبواب على مصاريعها لكل أرباب البدع والضلال ، من روافض ، وخوارج ، وصوفية غالية قبورية، ولكل راغب من النصارى، ولكل منافق زنديق ، ولكل عشاق المناصب ، ولكل حاقد ومتعطش للدماء وسلب الأموال إلى مآخذ أخرى لا يتسع المقام لذكرها.
فيا معشر الشباب المخدوعين ! أفيقوا من سكرتكم ، واخرجوا من الزنازين المظلمة والسراديب والقماقم التي سجنكم فيها سماسرة ودهاقين السياسة الماكرة وكبلوا عقولكم بأصفاد وأغلال التبعية الخرقاء العمياء ينعقون بكم كقطعان المواشي زاعمين لكم أن هذا هو طريق الإسلام وهذا هو طريق الحرية، وما من شيء من هذا أو ذاك إلا ما ذكرته لكم ، وأمثل الإسلام عندهم ما في السودان وأفغانستان ، ولا يمكن أن تعرفوا حقيقة ذلك إلا إذا خرجتم من تلك السراديب والزنازين والقماقم وحطمتم تلك الأغلال والأصفاد ، فإن آثرتم عبودية الزنازين والقماقم والسراديب ، فلن تزروا عند الله وعند من يعرف هذه الحقائق إلا بأنفسكم ، ولن تضروا الله شيئا، وسيقول من يعرف الحقيقة والواقع:
ولو أن قومي أنطقتني رماحهم نطقت ولكن الرماح أجرت
وسيقول :
لقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي
وسيصدق فيكم :
ومن يكن الغراب له دليلا يمر به على جيف الكلاب

==========
ويقول سيد قطب :
(فرائض غير الزكاة :
ومع ذلك فالزكاة ليست وحدها حق المال وإنا لنلحظ شبه تواطؤ بين من يتحدثون عن الزكاة في هذه الأيام على اعتبارها الحد الأقصى الذي يطلبه الإسلام دائما من رؤوس الأموال ، لذلك ينبغي أن نكشف هذا التواطؤ الذي يتعمده رجال الدين المحترفون ، كما يتعمده من يريدون إظهار النظام الإسلامي بأنه غير صالح للعمل في عصر (الحضارة)([1]) .
إن الزكاة هي الحد الأدنى المفروض في الأموال ، حين لا تحتاج الجماعة إلى غير حصيلة الزكاة، فأما حين لا تفي فإن الإسلام لا يقف مكتوف اليدين ، بل يمنح الإمام الذي ينفذ شريعة الإسلام سلطات واسعة للتوظيف في رؤوس الأموال ؟ أي الأخذ منها بقدر معلوم في الحدود اللازمة للإصلاح ، ويقول بصريح الحديث : "إن في المال حقا سوى الزكاة" .
ودائرة المصالح المرسلة وسد الذرائع دائرة واسعة تشمل تحقيق كافة المصالح للجماعة، وتضمن دفع جميع الأضرار)([2]) .
والشاهد من كلام سيد هذا هو طعنه في العلماء واتهامهم بأقبح أنواع الاتهام وأفظعها.
ثم إن الحديث الذي احتج به ضعيف رواه الدارمي (1/385) والترمذي من طريق شريك عن أبي حمزة عن الشعبي عن فاطمة بنت قيس ، وقال الترمذي : هذا حديث ليس إسناده بذاك ، وأبو حمزة ميمون الأعور يضعف ، وروى بيان وإسماعيل بن سالم عن الشعبي هذا الحديث قوله وهذا أصح ، وقال فيه الحافظ "ضعيف" انظر التقريب .
ولو كان الحديث صحيحا ، لكان معناه غير ما يهدف إليه سيد قطب من الاشتراكية الظالمة.
والمصالح المرسلة مختلف فيها، ولو اتفق العلماء على اعتبارها ، فلا يمكن أن يخطر ببال العلماء هذه الاشتراكية الظالمة التي يدعو إليها سيد قطب ويقررها.
ويقول سيد :
وقد احتج بعض المحترفين من رجال الدين ذات يوم بالقول بأن ما أديت زكاته ليس بكنز للتدليل على أن حق المال هو الزكاة وحدها، وأن لا حرج في الكنز بعد ذلك ، ولكن هناك حديثا صريحا يبين حدود الكنز، ويبين فيم يحتفظ الباقي بعد الزكاة حتى لا يكون كنزا، ذلك هو قوله صلى الله عليه وسلم : ((من جمع دينارا أو درهما أو تبرا أو فضة، ولا يعده لغريم : ولا ينفقه في سبيل الله ، فهو كنز يكوى به يوم القيامة)).
وقد أبان هذا الحديث ما يجوز الاحتفاظ به ، والأغراض التي يجوز الاحتفاظ به من أجلها، وما عدا هذا، فهو كنز ينطبق عليه نص التحريم ، وهكذا فليفهم الإسلام على ضوء مبادئه الكلية العامة في هذا المجال )([3]) .
الشاهد من هذا الكلام طعن سيد قطب في العلماء بهذا الأسلوب ، والملاحظ أنه لا يذكرهم إلا باسم رجال الدين على طريقة الأوروبيين والأمريكان ، ومن سار على دربهم .
ثم إنه أحال بهذا الحديث على "تفسير القرطبي "، وهو حديث ضعيف رواه عبدالرزاق في المصنف (2/428) من طريق موسى بن عبيدة الربذي وهو ضعيف ، ومعناه منكر لأنه يخالف نصوصا كثيرة في الكتاب والسنة منها أحاديث الزكاة ومقاديرها .
لقد تعلق سيد بهذا الحديث الباطل وعارض به نصوص الكتاب والسنة وإجماع الأمة على تحريم أموال المسلمين ، وخالف به جمهور علماء الأمة في تفسير الكنز.
قال النووي - رحمه الله تعالى - قال القاضي : (واختلف السلف في المراد بالكنز في القرآن والحديث ، فقال أكثرهم : هو كل مال وجبت فيه الزكاة، فلم تؤد، فأما مال أخرجت زكاته ، فليس بكنز.
قيل : الكنز: هو المذكور عن أهل اللغة، ولكن الآية منسوخة بوجوب الزكاة.
وقيل : المراد بالآية أهل الكتاب المذكورون قبل ذلك .
وقيل : كل ما زاد على أربعة آلاف فهو كنز، وإن أديت زكاته.
وقيل : هو ما فضل عن الحاجة، ولعل هذا كان في أول الإسلام وضيق الحال.
واتفق أئمة الفتوى على القول الأول ، وهو الصحيح لقوله صلى الله عليه وسلم : ((ما من صاحب كنز لا يؤدي زكاته))([4]) وذكر عقابه.
وفي الحديث الآخر: "من كان عنده مال ، فلم يؤد زكاته ، مثل له شجاعا أقرع . . . "، وفي آخره : "فيقول : أنا كنزك "([5])
وقال النووي أيضا في شرح حديث جابر في عقوبة من يقصر في أداء حق المال وحق الإبل ومنه:
قال رجل : يا رسول الله ! ما حق الإبل : قال : "حلبها على الماء ، وإعارة دلوها ، وإعارة فحلها ، ومنيحتها ، وحمل عليها في سبيل الله([6]).
قال النووي : (قال القاضي : قال المازري : يحتمل أن يكون هذا الحق في موضع تتعين فيه المواساة، قال القاضي : هذه الألفاظ صريحة في أن هذا الحق غير الزكاة، قال : ولعل هذا كان قبل وجوب الزكاة، وقد اختلف السلف في معنى قول الله تعالى: {وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ} فقال الجمهور: المراد به الزكاة، وأنه ليس في المال حق سوى الزكاة، وأما ما جاء غير ذلك ؟ فعلى وجه الندب ومكارم الأخلاق . . . وقال بعضهم : هي منسوخة بالزكاة، وإن كان لفظه لفظ خبر فمعناه أمر .
قال : وذهب جماعة منهم الشعبي والحسن وطاووس وعطاء ومسروق وغيرهم إلى أنها محكمة، وأن في المال حقا سوى الزكاة من فك الأسير وإطعام المضطر والمواساة في العسرة وصلة القرابة).
أقول : من هذه النقول يدرك القارئ أن ما يفتي به من يسميهم سيد قطب بالمحترفين من رجال الدين هو قول جمهور علماء الأمة، واتفق عليه أئمة الفتوى، وهو القول الصحيح الراجح الذي تؤيده الأدلة، ولو أفتوا بقول مرجوح فما يحق لسيد أن يطعن فيهم هذه الطعون ، فكيف وهم يفتون بالقول الراجح ======ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏نار‏ و‏طعام‏‏‏ربما تحتوي الصورة على: ‏‏نص‏‏لا يتوفر نص بديل تلقائي.ربما تحتوي الصورة على: ‏‏نص‏‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق