الخميس، 19 يناير 2017

فتنة الخلافة الداعشية القطبيةوالعراقية المزعومة= تاريخ الاخوان المجرمون=ولايات داعش القطبية "العربية.نت" تفتح ملف "داعش" من جديد وزواجه "القطبي" في 3 أجزاء، بدءا من حاكمية وجاهلية سيد قطب "في ظلال القران" و"معالم في الطريق" واتصال "داعش" بمنظرها القطبي، وصولا إلى رصد علاقة أحد انتحاريي الرياض بأحد المتورطين أمنيا باعتصامات رابعة العدوية في القاهرة، وأخيرا تسليط الضوء على مؤلفات وقراءات عناصر "داعش" في الرقة والموصل.
شواهد "داعش" الجلية على الأرض في كل من سوريا والعراق بم دونه من جداريات" قطبية" على المباني والأسوار، وأدبيات مقاتلي وأنصار داعش على مواقع التواصل الاجتماعي، كشفت مبكرا رعاية سيد قطب للجماعات المتطرفة "القاعدة" و"داعش"، وكان أبرزه ما اعترف به أمير جبهة النصرة، أبو محمد الجولاني، في يونيو 2015 خلال حواره عبر إحدى الفضائيات، بتدريسهم كتب جماعة الإخوان لطلابهم، وخاصة فكر القيادي الراحل الإخواني سيد قطب لدعمه الجهاد وقتل الفئات الكافرة. وأضاف الجولاني أنهم يرون أن جماعة الإخوان جماعة جهادية، وأن جبهة النصرة منبثقة من فكر حسن البنا، مؤسس الإخوان.
وفي أكتوبر 2014 اعترف يوسف القرضاوي خطيب جماعة الاخوان المسلمين بأن البغدادي زعيم تنظيم "داعش" كان من جماعة الإخوان المسلمين، وكما جاء في حديث للقرضاوي: "هذا الشاب كان من الإخوان في أول أمره، إلا أنه كان يميل إلى القيادة وأغراه هؤلاء بعد عدة سنوات. كان مسجونا وانضم إلى هؤلاء".
وفي نوفمبر 2014 وكما أوردت صحيفة "نيويورك تايمز" في لقاء لها مع الداعشي البريطاني كبير أحمد قبل أن يفجر نفسه في هجوم انتحاري عند مصفاة بيجي، شمال بغداد. وقال الداعشي المذكور: "في السجن درست القرآن وعرفت ما يجري للمسلمين حول العالم، والمفكرون الذين تأثرت بهم وأحبهم هم سيد قطب، وأنور العولقي، وأسامة بن لادن، وأيمن الظواهري، وأنا أحبهم جميعاً وأحترمهم"، على حد تصريحاته.
ومن بين إحدى إصدارات "داعش" على خطى سيد قطب وما بثته حسابات التنظيم، ما كتبه المسمى أحمد طه في مقال له بعنوان "انتصارات الدولة الإسلامية.. معالم في الطريق".
أما حساب "قادمون" فآثر اقتباس إحدى عبارات سيد قطب قائلا: "إن جيلا زرعته يد الله، لن تحصده يد البشر"، وخرج حساب "جلاب الشمري" بجملة أخرى: "الجاهلية المنظمة لا يهزمها سوى إسلام منظم". وقال "أبو عزام" في حسابه: "إن هذه الجيوش العربية التي ترونها ليست للدفاع عن الإسلام والمسلمين وإنما هي لقتلكم".
"الحاكمية والجاهلية" أنجبت الجماعات المتطرفة
رعت أدبيات سيد قطب كافة الجماعات المتطرفة فكانت العباءة الفضفاضة التي خرجت منها جماعة التكفير والهجرة والقاعدة وداعش وغيرها، وغذت وتغذت منها قياداتها، مثل أيمن الظواهري - زعيم تنظيم القاعدة - الذي انضم لجماعة الإخوان المسلمين منذ أن كان في سن 15 عاما.
الظواهري، وفي تسجيل مصور له بثته المواقع الجهادية في يناير 2015، اعترف أن أسامة بن لادن خرج من تنظيم الإخوان المسلمين، وأشار إلى أنه كان يتبع تعليمات التنظيم بحذافيرها عندما توجه إلى باكستان. وأضاف: "كان عضوا في جماعة الإخوان المسلمين، وأن التنظيم هو الذي أرسله إلى باكستان عندما وقع الغزو السوفيتي في مهمة محددة، وهي توصيل الدعم للجماعة الإسلامية الموجودة هناك، وكانت تعليمات التنظيم إليه ألا يدخل أفغانستان ولكن أسامة خالف الأوامر".
فيما قال عبدالله عزام الزعيم الروحي للأفغان العرب في كتابه "عشرون عاما على استشهاد سيد قطب": "والذين يتابعون تغير المجتمعات وطبيعة التفكير لدى الجيل المسلم يدركون أكثر من غيرهم البصمات الواضحة التي تركتها كتابة سيد قطب وقلمه في تفكيرهم. والذين دخلوا أفغانستان يدركون الأثر العميق لأفكار القطبيين آنذاك وفي الجيل كله فوق الأرض كلها". ومنهم أيضا محمد المقدسي وهو أحد الأفغان العرب المشهورين بشدة التكفير والحكم بالردة على المسلمين واستباحة دمائهم، فقد قال في كتابه (ميزان الاعتدال): بل قد أمضيت عمرا في رافد تصحيحي من روافد الإخوان الذين أرضعونا (الظلال) و(المعالم) وغيرهما من كتب سيد وأخيه والمودودي – رضاعة في طور الحضانة أعني بداية الهداية".
القرضاوي قطب كفر المجتمعات الإسلامية
خصائص التصور الإسلامي لسيد قطب ومقوماته وتحولها إلى دعائم للجماعات المتطرفة في تكفير المجتمعات الإسلامية وقتالها، كانت جلية فيما أصل له عبر أدبياته حول الحاكمية والجاهلية، فجاء في كتابه "في ظلال القرآن"(4/2122) إنه ليس على وجه الأرض اليوم دولة مسلمة ولا مجتمع مسلم قاعدة التعامل فيه هي شريعة الله والفقه الإسلامي".
وقال في الظلال (3/1634): "إن المسلمين الآن لا يجاهدون! ذلك أن المسلمين اليوم لا يوجدون! إن قضية وجود الإسلام ووجود المسلمين هي التي تحتاج اليوم إلى علاج".
وتابع في الظلال أيضا (2/1057) : "لقد استدار الزمان كهيئته يوم جاء هذا الدين إلى البشرية بلا إله إلا الله، فقد ارتدت البشرية إلى عبادة العباد وإلى جور الأديان ونكصت عن لا إله إلا الله، وإن ظل فريق منها يردد على المآذن لا إله إلا الله".
وأضاف: "إن هذا المجتمع الجاهلي الذي نعيش فيه ليس هو المجتمع المسلم".
القرضاوي كان قد وصف "قطب" بتكفيره للمجتمعات الإسلامية، قائلا في كتابه "أولويات الحركة الإسلامية"، صفحة 110: "في هذه المرحلة ظهرت كتب سيد قطب التي تمثل المرحلة الأخيرة من تفكيره بتكفير المجتمع وإعلان الجهاد الهجومي على الناس كافة".
وعن سيد قطب، كتب فريد عبدالخالق عضو الهيئة التأسيسية لجماعة الإخوان المسلمين في كتابه "الإخوان المسلمين في ميزان الحق"، صفحة 115: "إن نشأة فكرة التكفير بدأت بين بعض الشباب الإخوان في سجن القناطر في أواخر الخمسينيات وبداية الستينيات، وهم تأثروا بفكر سيد قطب وكتاباته وأخذوا منها أن المجتمع في جاهلية، وأنه (قطب) قد كفر حكامه الذين تنكروا لحاكمية الله بعدم الحكم بما أنزل الله ومحكوميهم إذا رضوا بذلك".==
شواهد "داعش" الجلية على الأرض في كل من سوريا والعراق بم دونه من جداريات" قطبية" على المباني والأسوار، وأدبيات مقاتلي وأنصار داعش على مواقع التواصل الاجتماعي، كشفت مبكرا رعاية سيد قطب للجماعات المتطرفة "القاعدة" و"داعش"، وكان أبرزه ما اعترف به أمير جبهة النصرة، أبو محمد الجولاني، في يونيو 2015 خلال حواره عبر إحدى الفضائيات، بتدريسهم كتب جماعة الإخوان لطلابهم، وخاصة فكر القيادي الراحل الإخواني سيد قطب لدعمه الجهاد وقتل الفئات الكافرة. وأضاف الجولاني أنهم يرون أن جماعة الإخوان جماعة جهادية، وأن جبهة النصرة منبثقة من فكر حسن البنا، مؤسس الإخوان.وفي أكتوبر 2014 اعترف يوسف القرضاوي خطيب جماعة الاخوان المسلمين بأن البغدادي زعيم تنظيم "داعش" كان من جماعة الإخوان المسلمين، وكما جاء في حديث للقرضاوي: "هذا الشاب كان من الإخوان في أول أمره، إلا أنه كان يميل إلى القيادة وأغراه هؤلاء بعد عدة سنوات. كان مسجونا وانضم إلى هؤلاء".وفي نوفمبر 2014 وكما أوردت صحيفة "نيويورك تايمز" في لقاء لها مع الداعشي البريطاني كبير أحمد قبل أن يفجر نفسه في هجوم انتحاري عند مصفاة بيجي، شمال بغداد. وقال الداعشي المذكور: "في السجن درست القرآن وعرفت ما يجري للمسلمين حول العالم، والمفكرون الذين تأثرت بهم وأحبهم هم سيد قطب، وأنور العولقي، وأسامة بن لادن، وأيمن الظواهري، وأنا أحبهم جميعاً وأحترمهم"، على حد تصريحاته.ومن بين إحدى إصدارات "داعش" على خطى سيد قطب وما بثته حسابات التنظيم، ما كتبه المسمى أحمد طه في مقال له بعنوان "انتصارات الدولة الإسلامية.. معالم في الطريق".أما حساب "قادمون" فآثر اقتباس إحدى عبارات سيد قطب قائلا: "إن جيلا زرعته يد الله، لن تحصده يد البشر"، وخرج حساب "جلاب الشمري" بجملة أخرى: "الجاهلية المنظمة لا يهزمها سوى إسلام منظم". وقال "أبو عزام" في حسابه: "إن هذه الجيوش العربية التي ترونها ليست للدفاع عن الإسلام والمسلمين وإنما هي لقتلكم"."الحاكمية والجاهلية" أنجبت الجماعات المتطرفةرعت أدبيات سيد قطب كافة الجماعات المتطرفة فكانت العباءة الفضفاضة التي خرجت منها جماعة التكفير والهجرة والقاعدة وداعش وغيرها، وغذت وتغذت منها قياداتها، مثل أيمن الظواهري - زعيم تنظيم القاعدة - الذي انضم لجماعة الإخوان المسلمين منذ أن كان في سن 15 عاما.الظواهري، وفي تسجيل مصور له بثته المواقع الجهادية في يناير 2015، اعترف أن أسامة بن لادن خرج من تنظيم الإخوان المسلمين، وأشار إلى أنه كان يتبع تعليمات التنظيم بحذافيرها عندما توجه إلى باكستان. وأضاف: "كان عضوا في جماعة الإخوان المسلمين، وأن التنظيم هو الذي أرسله إلى باكستان عندما وقع الغزو السوفيتي في مهمة محددة، وهي توصيل الدعم للجماعة الإسلامية الموجودة هناك، وكانت تعليمات التنظيم إليه ألا يدخل أفغانستان ولكن أسامة خالف الأوامر".فيما قال عبدالله عزام الزعيم الروحي للأفغان العرب في كتابه "عشرون عاما على استشهاد سيد قطب": "والذين يتابعون تغير المجتمعات وطبيعة التفكير لدى الجيل المسلم يدركون أكثر من غيرهم البصمات الواضحة التي تركتها كتابة سيد قطب وقلمه في تفكيرهم. والذين دخلوا أفغانستان يدركون الأثر العميق لأفكار القطبيين آنذاك وفي الجيل كله فوق الأرض كلها". ومنهم أيضا محمد المقدسي وهو أحد الأفغان العرب المشهورين بشدة التكفير والحكم بالردة على المسلمين واستباحة دمائهم، فقد قال في كتابه (ميزان الاعتدال): بل قد أمضيت عمرا في رافد تصحيحي من روافد الإخوان الذين أرضعونا (الظلال) و(المعالم) وغيرهما من كتب سيد وأخيه والمودودي – رضاعة في طور الحضانة أعني بداية الهداية".القرضاوي قطب كفر المجتمعات الإسلاميةخصائص التصور الإسلامي لسيد قطب ومقوماته وتحولها إلى دعائم للجماعات المتطرفة في تكفير المجتمعات الإسلامية وقتالها، كانت جلية فيما أصل له عبر أدبياته حول الحاكمية والجاهلية، فجاء في كتابه "في ظلال القرآن"(4/2122) إنه ليس على وجه الأرض اليوم دولة مسلمة ولا مجتمع مسلم قاعدة التعامل فيه هي شريعة الله والفقه الإسلامي".وقال في الظلال (3/1634): "إن المسلمين الآن لا يجاهدون! ذلك أن المسلمين اليوم لا يوجدون! إن قضية وجود الإسلام ووجود المسلمين هي التي تحتاج اليوم إلى علاج".وتابع في الظلال أيضا (2/1057) : "لقد استدار الزمان كهيئته يوم جاء هذا الدين إلى البشرية بلا إله إلا الله، فقد ارتدت البشرية إلى عبادة العباد وإلى جور الأديان ونكصت عن لا إله إلا الله، وإن ظل فريق منها يردد على المآذن لا إله إلا الله".وأضاف: "إن هذا المجتمع الجاهلي الذي نعيش فيه ليس هو المجتمع المسلم".القرضاوي كان قد وصف "قطب" بتكفيره للمجتمعات الإسلامية، قائلا في كتابه "أولويات الحركة الإسلامية"، صفحة 110: "في هذه المرحلة ظهرت كتب سيد قطب التي تمثل المرحلة الأخيرة من تفكيره بتكفير المجتمع وإعلان الجهاد الهجومي على الناس كافة".وعن سيد قطب، كتب فريد عبدالخالق عضو الهيئة التأسيسية لجماعة الإخوان المسلمين في كتابه "الإخوان المسلمين في ميزان الحق"، صفحة 115: "إن نشأة فكرة التكفير بدأت بين بعض الشباب الإخوان في سجن القناطر في أواخر الخمسينيات وبداية الستينيات، وهم تأثروا بفكر سيد قطب وكتاباته وأخذوا منها أن المجتمع في جاهلية، وأنه (قطب) قد كفر حكامه الذين تنكروا لحاكمية الله بعدم الحكم بما أنزل الله ومحكوميهم إذا رضوا بذلك".==
الحمد لله وحده وصلى الله وسلم على من لا نبي بعده نبينا محمد وعلى آله وصحبه. أما بعد؛
فقد ولد في العراق قبل عدة سنوات فرقة أطلقت على نفسها دولة الإسلام بالعراق والشام، واشتهر ذكرها بأربعة حروف هي الحروف الأوائل لهذه الدولة المزعومة فيقال لها: ((داعش))، وقد تعاقب على زعامتها ـ كما ذكر ذلك بعض المتابعين لحدوثها وأحداثها ـ عدد يقال للواحد منهم: أبو فلان الفلاني أو أبو فلان ابن فلان، كنية معها نسبة إلى بلد أو قبيلة كما هو شأن المجاهيل المتسترين بالكنى والأنساب، وبعد مضي مدة على الحرب التي وقعت في سوريا بين النظام والمقاتلين له دخل أعداد من هذه الفرقة غير مقاتلين للنظام، لكنهم يقاتلون أهل السنة المناوئين للنظام ويفتكون بهم، وقد اشتهر أن قتلهم لمن يريدون قتله يكون بالسكاكين الذي هو من أبشع وأنكى ما يكون في قتل الآدميين، وفي أوائل شهر رمضان الحالي حوَّلوا تسمية فرقتهم إلى اسم ((الخلافة الإسلامية))، وخطب خليفتهم الذي أُطلق عليه أبو بكر البغدادي في جامع في الموصل، ومما قاله في خطبته: ((فقد وُلِّيت عليكم ولست بخيركم))، وقد صدق في أنه ليس بخيرهم؛ لأن قتل من يقتلونه بالسكاكين إن كان بأمره أو بعلمه وإقراره فهو شرهم؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه، لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا)) ==، وهذه الجملة التي قالها في خطبته قد قالها أول خليفة في الإسلام بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه وهو خير هذه الأمة التي هي خير الأمم، قالها تواضعا وهو يعلم والصحابة يعلمون أنه خيرهم للأدلة الدالة على ذلك من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن الخير لهذه الفرقة أن تراجع نفسها وتؤوب إلى رشدها قبل أن تكون دولتها في مهب الرياح كشأن مثيلاتها التي سبقتها في مختلف العصور.
ومما يؤسف له أن فتنة هذه الخلافة المزعومة التي وُلدت قبل أيام لقيت قبولا عند بعض صغار الشباب في بلد الحرمين أظهروا فرحهم وسرورهم بها كما يفرح الظمآن بالسراب، وفيهم من زعم مبايعة هذا الخليفة المجهول! وكيف يُرتجى خير ممن ابتلوا بالتكفير والتقتيل بأشنع القتل وأفظعه؟! والواجب على هؤلاء الشباب أن يربأوا بأنفسهم عن الانسياق وراء نعيق كل ناعق، وأن يكون الرجوع في كل التصرفات إلى ما جاء عن الله عز وجل وعن رسوله صلى الله عليه وسلم؛ لأن في ذلك العصمة والسلامة والنجاة في الدنيا والآخرة، وأن يرجعوا إلى العلماء الناصحين لهم وللمسلمين، ومن أمثلة سلامة من فكَّر في ضلال بسبب رجوعه إلى أهل العلم ما رواه مسلم في صحيحه (191) عن يزيد الفقير قال: ((كنتُ قد شَغَفَنِي رأيٌ من رأي الخوارج، فخرجنا في عِصابةٍ ذوي عدد نريد أن نحجَّ، ثمَّ نخرجَ على الناس، قال: فمررنا على المدينة فإذا جابر بن عبد الله يُحدِّث القومَ ـ جالسٌ إلى ساريةٍ ـ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فإذا هو قد ذكر الجهنَّميِّين، قال: فقلتُ له: يا صاحبَ رسول الله! ما هذا الذي تُحدِّثون؟ والله يقول: {إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ}، و {كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا}، فما هذا الذي تقولون؟ قال: فقال: أتقرأُ القرآنَ؟ قلتُ: نعم! قال: فهل سمعت بمقام محمد عليه السلام، يعني الذي يبعثه فيه؟ قلتُ: نعم! قال: فإنَّه مقام محمد صلى الله عليه وسلم المحمود الذي يُخرج اللهُ به مَن يُخرج. قال: ثمَّ نعتَ وضعَ الصِّراط ومرَّ الناس عليه، قال: وأخاف أن لا أكون أحفظ ذاك. قال: غير أنَّه قد زعم أنَّ قوماً يَخرجون من النار بعد أن يكونوا فيها، قال: يعني فيخرجون كأنَّهم عيدان السماسم، قال: فيدخلون نهراً من أنهار الجنَّة فيغتسلون فيه، فيخرجون كأنَّهم القراطيس. فرجعنا، قلنا: وَيْحَكم! أَتَروْنَ الشيخَ يَكذِبُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! فرجعنا، فلا ـ والله! ـ ما خرج منَّا غيرُ رَجل واحد، أو كما قال أبو نعيم )). وأبو نعيم هو الفضل بن دكين هو أحد رجال الإسناد، وهو يدلُّ على أنَّ هذه العصابةَ ابتُليت بالإعجاب برأي الخوارج في تكفير مرتكب الكبيرة وتخليده في النار، وأنَّهم بلقائهم جابراً رضي الله عنه وبيانه لهم صاروا إلى ما أرشدهم إليه، وتركوا الباطلَ الذي فهموه، وأنَّهم عدلوا عن الخروج الذي همُّوا به بعد الحجِّ، وهذه من أعظم الفوائد التي يستفيدها المسلم برجوعه إلى أهل العلم.
ويدلُّ لخطورة الغلو في الدِّين والانحراف عن الحقِّ ومجانبة ما كان عليه أهل السنَّة والجماعة قوله صلى الله عليه وسلم من حديث حذيفة رضي الله عنه: ((إنَّ أخوفَ ما أخاف عليكم رجل قرأ القرآن، حتى إذا رُئيت بهجته عليه وكان ردءاً للإسلام، انسلخ منه ونبذه وراء ظهره، وسعى على جاره بالسيف ورماه بالشرك، قلت: يا نبيَّ الله! أيُّهما أولى بالشرك: الرامي أو المرمي؟ قال: بل الرامي)) رواه البخاري في التاريخ وأبو يعلى وابن حبان والبزار، انظر الصحيحة للألباني (3201).
وحداثةُ السنِّ مظنَّة سوء الفهم، يدلُّ لذلك ==============ه (4495) بإسناده إلى هشام بن عروة، عن أبيه أنَّه قال: (( قلت لعائشة زوج النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وأنا يومئذ حديث السنِّ: أرأيتِ قول الله تبارك وتعالى: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا} ، فما أرى على أحد شيئاً أن لا يطوَّف بهما، فقالت عائشة: كلاَّ! لو كانت كما تقول كانت: فلا جناح عليه أن لا يطوَّف بهما، إنَّما أنزلت هذه الآية في الأنصار، كانوا يُهلُّون لِمناة، وكانت مناة حذو قديد، وكانوا يتحرَّجون أن يطوَّفوا بين الصفا والمروة، فلمَّا جاء الإسلام سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فأنزل الله {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا})).
وعروة بن الزبير من خيار التابعين، وهو أحدُ الفقهاء السبعة بالمدينة في عصر التابعين، قد مهَّد لعُذره في خطئه في الفهم بكونه في ذلك الوقت الذي سأل فيه حديثَ السنِّ، وهو واضحٌ في أنَّ حداثةَ السنِّ مظنَّةُ سوء الفهم، وأنَّ الرجوع إلى أهل العلم فيه الخير والسلامة.
وفي صحيح البخاري (7152) عن جندب بن عبد الله قال: ((إنَّ أوَّل ما ينتن من الإنسان بطنُه، فمَن استطاع أن لا يأكل إلاَّ طيِّباً فليفعل، ومَن استطاع أن لا يُحال بينه وبين الجنَّة بملء كفٍّ من دم هراقه فليفعل))، قال الحافظ في الفتح (13/130): ((ووقع مرفوعاً عند الطبراني أيضاً من طريق إسماعيل بن مسلم، عن الحسن، عن جندب، ولفظه: ((تعلمون أنِّي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا يحولنَّ بين أحدكم وبين الجنَّة وهو يراها ملءُ كفِّ دم من مسلم أهراقه بغير حلِّه))، وهذا لو لم يرِد مصرَّحاً برفعه لكان في حكم المرفوع؛ لأنَّه لا يُقال بالرأي، وهو وعيد شديد لقتل المسلم بغير حقٍّ)).
وهذه الأحاديث والآثار هي بعض ما أوردته في رسالة ((بأي عقل ودين يكون التفجير والتدمير جهادا؟! ويحكم أفيقوا يا شباب))، وفيها آيات عديدة وأحاديث وآثار كثيرة في تحريم قتل الإنسان نفسه وقتله لغيره بغير حق، وقد طبعت هذه الرسالة مفردة في عام 1424هـ، وطبعت سنة 1428هـ مع رسالة أخرى بعنوان: ((بذل النصح والتذكير لبقايا المفتونين بالتكفير والتفجير)) ضمن مجموع كتبي ورسائلي (6/225-279).
وعلى هؤلاء الشباب الذين انساقوا وراء نعيق هذه الفرقة أن يراجعوا أنفسهم ويثوبوا إلى رشدهم وألا يفكر أحد منهم باللحوق بها فيخرجون من الحياة بالأحزمة الناسفة التي يُلبسون إياها أو بذبح بالسكاكين الذي هو ميزة لهذه الفرقة، وعليهم أن يلزموا السمع والطاعة للدولة السعودية التي عاشوا وعاش آباؤهم وأجدادهم في ولايتها بأمن وأمان، فهي بحق أمثل دول العالم وخيرها على ما فيها من قصور من أعظم أسبابه فتنة التغريبيين في هذه البلاد الذين يلهثون وراء تقليد الغرب في كل ما فيه مضرة.
تاريخ الاخوان وتحريف الدين الاءسلام والقرصنة==ان الأستاذ سيد قطب يدلل بذلك على أن اللغة العربية قـد تعـددت
لهجاتها بشكل أفقدها مع ناها الأساسي، وأنها مستهدفة بقصد تـضليل الفكـر
الإسلامي وتحريفه، وأن فهم كلمة "لا إله إلا االله " أيام الرسـول كـان يعنـى
الإيمان باالله ورسوله إيماناً باالله ورسوله إيماناً قاطعاً ينفى أى تبعية أو إيمان
خضوع أو خوف من أى شئ آخر إلا باالله، وكان الرسول يقول للناس تؤمن
باالله وأن تخلعوا ما تعبدون من دونه، وهذا معنى انتقاء وجود الأربـاب لأن
خلع دماً دون االله هو عدم الخضوع لأى أحد أو فكـر أو عـادة أو عـرف
يخالف أمر االله، ولذلك فإن فهم الإسلام وإعادة تذكير الناس به بهذا المفهـوم
وهو ضرورة حقيقية لإعادة بعث الفكر الإسـلامي والعق يـدة فـى نفـوس
المسلمين الذين تاهوا عن الطريق والذين قد انحرفوا وابتعـدوا عـن أصـل
العبادة، فلا سلطان لحاكم يحكم بغير شرع االله ولا سلطان لأب بـأم أبنـاءه
بعصيان االله، فقد قال االله فى موقف سيدنا إبراهيم "وما كان استغفار إبـراهيم
لأبيه عن موعدة وعدها إياه فلما تبين أنه عدو الله تبـرأ منـه "، وإن طاعـة
المرأة لبيوت الأزياء، حيث يلبسونهن غير ما شرع االله فيطعنهم فذلك عبـادة
لهم وهكذا قياسياً على هذه الأمثلة .
ثانياً : إن رحلة الأنبياء من أول نوح حتى محمد ـ عليـه الـصلاة
والسلام ـ تتلخص فى أمرين : 1 -الدعوة إلى إسلام الأنبياء قد جاءوا بهذا
المعنى توحيد االله سبحانه وتعالى: " أن تعبدوا االله ولا تشركوا به شيئاً " ثم " إن
الدين عند االله الإسلام " هذان المعنيان هما " لبط الرسالات المتعاقبة مـن أول
نوح حتى محمد، وهذا تدليل على وحدة الرسالات السابقة منذ بداية الخلـق،
ولهذا فإن كان ذوو الأديان السابقة للإسلام قد فرطوا فى عقيـدتهم وبعيـدوا
عنها فقد اعتبروا متخلفين عن دينهم واعتبروا أنهم عادوا إلى الجاهلية مـرة
أخرى، ولذلك فإن بعد المسلمين بنفس القدر وإذ فرطوا فهم بذلك قد استحقوا
أن يقال عنهم أنهم ارتكنوا إلى الجاهلية هم أيضاً، وأنـه لابـد مـن إعـادة=====تصح يح عقيدتهم مرة أخرى، وقد رأينا حين قيل لنا هـذا القـول أن النـاس
ليسوا مسلمين ويترتب على هذا الإحساس أمور كثيرة وخطيرة منها اعتبـار
الناس كفرة ويترتب على ذلك نأكل ذبيحتهم وألا نتزوج مـنهم وأن نعتـزلهم
وأن نستبيحهم .. وأن .. وأن .. الخ .
نرى من ذلك أن هذا الفكر كان الأم المخزية لجماعات كثيرة انتهجت
هذا النهج وصارت عليه، بل زادت انحرافاً عنه منها جماعة التكفير والهجرة
وبعض الجماعات الأخرى حتى أن تنظيم القاعدة يعتبر فكر سيد قطب نبراساً
له ودليلاً يهتدون به فى وضع خططهم وكان الأستاذ سـيد قطـب يـرى أن
الأستاذ البنا كان عالماً بما نفعل وكان الهدف واضحاً فى ذهنه أنه قد حدد له
الوسائل والمراحل بدليل وجود مجموعات فى الشعب ووجود تنظيم خـاص
لهذا البرنامج وأن الدعاة فى مثل حالتنا لا ينبغـى أن يقولـوا كلمـا يـرون
للمسلمين أو للناس لأننا لو قنا لهم ابتداء أنهم غير مسلمين لنفروا منا، و لكـن
ينبغى أن يكون هذا الفهم بيننا لولا نجهر به للآخرين وإنما علينا أن نحـاول
فقط تصحيح اعتقاداتهم وتفهيمهم ثم ربط تصحيح اعتقـادهم وتفهـيمهم ثـم
ربطهم بنا فى النهاية .
وكان الأستاذ سيد يرى أن الجماعة مستهدفة من الخارج من القـوى
المعادية للإسلام وأنهم أدخلوا إلى الجماعة بعض أعضائهم أو جنـدوا مـن
داخل الجماعة أفراداً أو يعملون لصالحهم، وقال أن الأستاذ البنا كان يعلم هذه
الأمور ولكنه يجهر بها لباقى الأخوة، فقد كان يتصرف بحكمة وكان يخفـى
عن هؤلاء الناس الأسرار التى يريد أن يمنعها، وكان يبلغهم بـالأمور التـى
يرى أن عليهم أن ينقلوها دون أن يحسوا أنه قد اكتشف حـركتهم فقـال أن
الأستاذ البنا لم يكن أحد غيره يعلم بوجود هؤلاء الناس الذين يعلمون للقـوى
المعادية داخل الجامعة العليا فى الجماعة وأن يحكموا قبـضتهم عليهـا إلـى
جانب أن باقى القيادات التى كانت موجودة مع الأسـتاذ البنـا، كانـت كمـا======وصفهم تقف على كتفيه، لذلك فقد كانوا يرون أنهم فى مثل طوله وأنهم أنداد
له لأنهم يقفون على كتفيه فيرون رؤوسهم بجانب رأسه، ولكن حين اختفـى
ظهرت هذه القيادات على حقيقتها وباتت بحجمها الطبيعى وهم حجم الأقزام،
ولم يستطيعوا أن يسيروا بالجماعة ليكملوا الطريق الذى وضعه الأستاذ البنا،
وبدأت المشاكل وبدأ العمل المعادى لتحطيم الجماعة من الداخل ومن الناحيـة
السياسية، فقد كان الأستاذ سيد قطب متأثراً جداً بنظرية المؤامرات، فقد كـان
يرى أن الحركة الصهيونية قد سيطرت على المعسكرين الشرقي والغربـي،
وكان هذا دائماً مدخلاً لما سي تلوه من آراء سياسية، وقد كان يرى أن اليهـود
بعد اضطهادهم فى أوروبا لسنوات طويلة هاجرت أعداد كبيرة مـنهم إلـى
أمريكا، وهؤلاء من يهود هولندا ومنهم من اتجه إلى تركيا وهم يهود الدونمة
الأسبانية الذين هربوا من محاكم التفتيش هاربين مـن اضـطهاد المـسيحي
وبالنسبة لفريق الدونة فقد اعتنق جزء كبير منهم الإسلام مع الإبقـاء علـى
ديانتهم اليهودية، وهؤلاء كان لهم تأثير كبير فى وضع المخططات للـسيطرة
على الحركة الإسلامية لهدم الإسلام كما علموا على السيطرة على المـسيحية
وتوجيهها إلى صالحهم بعد أن أحكموا سـيطرتهم علـى الفكـر المـسيحي
استطاعوا أن يغيروا فيه الكثير ليخدم مصالحهم ثم استخدموا المسيحية لهـدم
الإسلام، وقد بدأ هذا الاتجاه بعمليات التبشير التى تمت فى كثير من الأقطـار
الإسلامية النائية، ثم استبدل التبشير بالاستشراق، وكان الاستشراق مبيناً على
أساس هدم ومناوءة الفكر الإسلامي عن طريق بعض الغربيين الذين يكتبـون
عن الإسلام ومنهم من غالى فى حربه ضد الإسلام بـصورة سـاحرة مثـل
اليهودى "جب " الذى كتب كثيراً من الكتب التى تعرض بالإسلام ديناً وبمحمد
شخصياً، وكان بعضهم يلجأ لكى يؤثر فى المجتمعات الإسلامية التـى يتبـع
أسلوباً أكثر دهاء ،فيكتف كتباً تمجد فى الإسلام، ولكن فى نواياه يهدد جزئية
صغيرة كى يبلغها القارئ بدون أن يحس======لابد من استشراف مستقبل هذه الجماعة مع الأخذ فى الاعتبار كل ما
جاء من معلومات عنها، ولقد نوهت فى الخاتمة إلى احتمال أن تستهلك هـذه
الجماعة فى حرب طائفي ة مع الأقباط إلا أنه يبقى احتمالات أخرى منهـا أن
تتاح لهم الفرصة لاعتلاء كرسى الحكم وعندها سوف يتغير المسرح تمامـاً
وحيث أنهم سيجرون البلاد إلى صدام عالمي بدأ من إلغاء الاتفاقات الموقعـة
وان تهاء الغزو العسكري للبلاد وهم لا يجدون غضاضة إلى جر الـبلاد إلـى مع إسرائيل ولهذا الأمر تداعيات كثيرة بدأ من الحصار الاقتصادي العـالمي
تلك النتيجة حيث يجدون مجدهم القديم فى تنظيم حرب عصابات ضد المحتل
وهذا الهوس هو جزء لا يتجزأ من فكرهم المريض حيث صـرح مرشـدهم
الحالي محمد مهدي عاكف فى لقاء مع مجدى مهنـا فـى إحـدى القنـوات
الفضائية إل ى هذا السيناريو، أى هوس هذا وقانا االله وحفظ البلاد من مثل هذا
المصير .
أو أن يهبهم االله مرشداً جديداً فى عقله بعض الانفتاح والمرونة التـى
تجعله يقود الجماعة لصالح البلاد والعباد ولا يتصادم مـع القـوى العالميـة
ويحذوا حذو حزب العدالة التركي الذى يحكم تركيـا الآن فيعطـى الإسـلام
معنى جديد يمسح من عقول العالم فكـرة الإرهـاب التـى ارتبطـت باسـم
المسلمين==== الإخوان المسلمين " .. إلى أين ؟ سؤال يطرحه كل الكوادر السياسية
المحبة لمصر وأصبح الحديث فى هذا الموضوع مثار بـشدة، فـى قنـوات
التليفزيون وعلى صفحات الجرائد، وتناوله جهابذة السياسة المصريون، ويكاد
الإجماع بينهم على أن هذه المشكلة ينبغى أن يوجد لها حـل عملـي واقعـي
يتناسب مع تواجدهم فى الساحة، ولكن بشروط أن يتم التأكد أنهم مـستعدون
أن يقبلوا بالاندماج فى المجتمع بشروطه المدنية، وليس بفكر ديني فقط، فهـم
قد طلبا أن يكو نوا حزباً سياسياً مدنياً، وعليهم أن يعرفوا تبعات هذا الطـرح
ويتجاوبون معه دون التواء أو مداراة، ولكن ينبغى أن يكون حديث هذه المرة
جاداً جداً لأنها الفرصة الذهبية التى تفتح الباب أمام الإخوان ليكونوا جـزءاً
للقاء من يريدون لهم الخير فى منتصف الطريق، وأنـا أعـرف مـا لـدى معترفاً به ضمن المنظومة الوطنية المصرية وهذا يتطلب م نهم جهداً صـادقاً
الإخوان من مشاكل تثقل كاهلهم، والحقيقة التى لا ريب فيهـا أن أهـم هـذه
المشاكل تتركز فى أن هناك انقساماً شديداً فى الرأى داخل الجماعة، ويتطلب
الحسم الواضح، فإن الجماعة من الداخل بتنازعها طيران مهمان الطيار الذى
يقول (من رأى منكم منكراً فليغره بيده ) ويقول أيضاً (وقاتلوهم حتـى تكـون
فتنة ويكون الدين الله ) هذا الطريق الذى يتخذ العنف طريقاً منهجـاً، ولكـنهم
ملتزمون برأي المرشد ومكتب الإرشاد فى التهدئـة، ولكـنهم حـين تـأتيهم
الفرصة فسوف يطلبون برقابهم لمحاولة السيطرة علـى مقـدرات الجماعـة
والانعطاف بها فى طريق دموي نسية الجميع ويحاولون أن ينسوه وأن ينساه
الآخرون، والفريق الثانى هو فريق يدعو بالحسنى واللين متمثلاً فى قول االله
تعالى "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بـالتى هـى
أحسن " هذا الفر يق هو الغالب ـ الآن ـ وينبغي حين نتعامل مع الجماعة ألا
نغفل هذا التقسيم، وأن الفرقاء يتصارعون صراعاً دائماً وأن كـان الفريـق
الأضعف ينضوى تحت راية الطاعة حتى تقوى شوكته، وهو دائمـاً متنمـر======حتى تأتيه الفرصة ليظهر إلى السطح، ويأخذ بناصية الأمور، وهـذا حـال
الإخوان دائماً لا ندرى من حكم الأمور، والحمد الله فإن الأمور فى هذه الأيام
فى أيد عاقلة، أرجو أن يأتى منها الخير للجماعة وأن يأخذوا الأمور مأخـذ
الجد ويحاولون توفيق أوضاعهم مع ما يتلاءم مع المجتمع المدنى الذى نعيشه
وأن يدرسوا بعناية المقترحات التى صدرت عن أساتذة ال سياسة العقلاء مثـل
الأستاذ عماد الدين أديب الذى نكن له كل الاحترام والتقدير والذى كتب تحت
عنوان " إصلاح الإخوان المسلمين " وقد حدد شروطاً عامة على الإخـوان أن
يعلنوها ليكونوا أهلاً لقبول المجتمع لهم، وهذه الـشروط هـى : 1 -إعـلان
الجماعة عن غربتها أن تكون حزباً سياسياً شرعياً وليس جماعة دينيـة، 3 -الجماعة أن الدستور هو المرجعية العليـا للنظـام الـسياسي، 2 -أن نعلـن
أن البرلمان هو الجهة الوحيدة للتشريع فى البلاد، 4 -أنها مثـل أى حـزب
شرعي تؤمن بأن الوصول إلى السلطة والحكم يتم عـن طريـق الـصندوق
الانتخابى وليس عن طريق أى أسلوب آخر، 5 -أنها لو فرضـنا ووصـلت
للحكم فإنها تلتزم بعدم الإخلال بقواعد الحكم الديمقراطى القائم علـى تـداول
السلطة لمن يملك الأغلبية واستحقها من خلال الصندوق الانتخـابى وكافـة
الوسائل الديمقراطية المتعارف عليهـا. 6 -أنهـا تلتـزم بكافـة المواثيـق
والمعاهدات والاتفاقات الإقليمية والدولية التى وقعتها الحكومـات المـصرية
متعاقبة .
هذا وقد سمعت كلاماً مماثلاً من الأستاذ أسامة الغزالي حـرب فـى
إحدى القنوات الفضائية، ولقد أسعدني جداً اهتمـام هـؤلاء الأسـاتذة بهـذه
المشكلة المزمنة ومحاولتهم التصدى لحالها، ورجوت االله أن يتفاهم الإخـوان
على أن يقابلوا هذا الاهتمام باهتمام أكبر، حيث أنها الفرصـة التـى كـانوا
يتوقون إليها أن يتم التفاهم معهم وعدم تهميشهم وخاصة أننى سـمعت مـن
الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح أقوالاً تعد بأنهم سوف يكونـون حزبـاً مـدنيا=== يحترم الدستور والمؤسسات الديمقراطية، وأنها لفرصة أن يعلنوا هذا الالتزام
الضوء الذى انتظروه طويلاً ليحقق آمالهم، هذا وإن حدث لهم المرام وتحقـق علناً ورسمية ببيان صادر من مكتب الإرشاد، ولعله أن يكون فى هذا الموقف
هدفهم وصارت لهم الشريعة فى أن يكونوا حزباً سياسياً، ألا نسمع مهـاترات
كثيرة قيلت من قبل عن التمكين وا لنصر وهذه الصغائر المستفزة للآخـرين،
وألا يشوب حركتهم بغي ولا اتهام من خصومهم، ولا تصفية حسابات قديمـة
لأن ذلك من شأنه أن يذهب بهم إلى القاع مرة أخرى، وأن يعملوا على إجادة
الاندماج فى المجتمع وألا يظلوا مجموعة متوجسة من الأجرين منطوية على
نفسها، لأن هذا من شأنه أن يزيد من العبء النفسي الذى يعانون منـه الآن،
وأن ينفتحوا على الناس وعلى الدنيا ويتفاعلوا مع الأحداث الدولية والمحليـة
بأسلوب حضاري .
وعلى الأحزاب المعارضة التى تخشى وجود الإخوان والاسـتحماء
بالسلطة لعزلهم أو تهميشهم أن يبذلوا الجهد الأكبر فى تقوية قاعد تهم وتربيـة
كوادرهم على العمل الجماهيري بدلاً من الاعتماد علـى الـسلطة التنفيذيـة
لحمايتهم من الخطر القادم الذى يسمونه التيار الإسلامي، فليس هـذا الـسبيل
الأقوم للوقوف أمام هذا التيار لأنه أسلوب العاجزين والفاشلين وإنما يجب أن
يكون الاحتكام أساساً للشعب وسلطانه الدائم الذى لا شك فيـه، فهـو الـذى
يحمى الأحزاب والمؤسسات وأى قوة تحاول أن تعمل فى داخل مصر، عليها
أن تفكر ألف مرة كيف تصل إلى قلوب وعقول الناس .
إن المثل التركي القائم حالياً يعتبر مثلاً يحتذى من قبل قادة الإخوان،
وأن يطوروه حسب ظروف العمل فى مصر، وأن يـستفي دوا مـن تداعياتـه
ودروسه، لأن التيار الإسلامي مرصود فى جميع دول العالم، وهو موضوع
تحت المجهر وتحت الاختبار ليدرسوا سلبياته وإيجابياته، وأن أصواتاً كثيرة
قادمة من الغرب تطلب بإعطاء الفرصة لـ " الإخوان المـسلمون "، ولـست====أدرى لماذا كل هذا الاهتمام والطلب، هل هو نت يجة قناعة حقيقـة أم أن مـن
خلف الأمر مطلباً لا ندرى كنهه ولا طبيعته، المهم أن الحذر واجب من قبـل
السلطات من قبل الحكومة، وأيضاً من قبل " الإخوان المسلمون " فالأمر يحتاج
إلى كثير من التريث والدراسة .
إن القوة التى تظن أنها على علاقات جيدة بأمريكـا والغـرب فـى
جعبتها الكثير بالنسبة للأقليات فى مصر كما هو جار فى العـراق الآن مـن
إثارة النعرات الطائفية فى محاولات لتفتيت قوة الشعب وأضعافها حتى تصير
بلا قيمة وتسهل الهيمنة عليها، وانقيادها للسادة الجدد، ولقد لمحت بعض تلك
المؤشرات فى برنامج السيد أيمن نور حين قال ( إننا جميعاً .. فراعنة وعرباً
ومسلمين وشرقيين وأفارقة وحدة واحدة ) إن هذا التقسيم لم نسمع به من قبـل
الأمريكان فى العراق، والذى يكون بداية لإ ثارة النعرات التـى تـدعو إلـى حديث السيد / أيمن نور، وهو فول شبيه بدعوى مركز ابن خلدون، وتصنيف عن مصر إن بها فراعنة مثلاً أو أي من تلك التصنيفات التـى جـاءت فـى
كراهية المصريين بعضهم لبعض وتربص كل فريق بـالآخر، وإن دل ذلـك
على شئ فإنما يدل على أن هناك مخططات يخشى منها على مصر وعلـى
وحدة شعبها الذى صمد فى وجه كل غاز ومحتل بفعل تماسـكه، والآن فهـم
يبدأون بهدم هذه الوحدة قبل الانقضاض، إن الدعوى إلى الفرعونية وعـودة
المصريين إليها لم أسمع بها منذ قال بها حسين توفيق وفى قضيته الـشهيرة
سنة 1965 ، حيث طالب بعودة المصريين إلى الفرعونية القديمة حتـى فـى
العبادة، فهو قد نادى بالعودة إليها وطرد العرب من مصر، إلى آخر ما قـال
فى أفكاره، والغريب أننى قد ألمح بين الحين والحين تمجيداً للفرعونيـة بمـا
ينبئ عن وجود تيار مستتر يعتنق هذه الأفكار الغربية، والتى قد دفنـت مـع
التاريخ . إن كل هذا يحدث فى الوقت الذى تظهر فيه الدعوة لعودة الإخـوان،
إلى النور وهو يضع عبئاً نفسياً على عاتق قيادات الإخـوان كيـف يكـون====التصرف مع تلك الدعوات الغريبة وهى سوف تظهر باسـم الديموقراطيـة
والحرية، فإن وافقوا عليها تركتهم جماهيرهم واتهمتهم بالمتـاجرة بمبـادئ
الجماعة، بل وأكثر بالعمالة للأجنبى فى سبيل الوصـول إلـى الحكـم، وإن
حاربتهم نعتوا بالخشونة والعودة إلى الإرهاب ونبذ الديموقراطية .
وما لم يتدارك الأمر بعض العقلاء وأن تتم محاصرة الدعاوى القادمة
عبر البحار وعدم السماح لها بالانتشار مهما كانت مؤيدة مـن أكبـر قـوى
العالم، فإن مستقبل مصر فى الميزان أننى أؤكد أن نتيجة الصدام المفتـرض
لو حدث فسوف تترك وراءها الكثير من الضحايا، وسوف يكون أكثرهم من
الجانب غير المسلم لأن التداخل الموجود بين الأطراف على طـول الـبلاد
وعرضها، سوف يفرض سقوط ضحايا ليس لهم فى الأمر شئ وسوف يكون
دفع الإخوان إلى الظهور والذى يصر عليه المخططون لهـذا الـسبب كـى
يحترقوا فى هذا الصراع وينتهى أمرهم .
يولع الأخوان دائماً بجميع المعلومات والتجسس على الآخرين، وهـم
يفخرون دائماً أن لديهم جهاز مخابرات قادر على جمع وتحليل المعلومـات،
فهم يتجسسون على كل شئ، على الأحزاب والهيئات، والحكومات، بل علـى
الأجهزة، وكل فرد فى موقعه جاسوس لحساب الجماعة، فكل موظف وكـل
عامل يرسل باستمرار بأسرار وظيفته أو عمله إلى قيادة الجماعة، بـل كـل
ضابط وكل شرطي يقوم بنفس العمل لحساب قيادته داخل الجماعة، وأن هذا
السلوك ينوط بهم منذ نشأتهم، فهم يتجسسون على الشيوعيين، وعلى الوفـد،
وسوف أورد بعض النماذج السابقة التى عرفت وأذيعت، فقد قـام الإخـوان
بإدخال أحد كوادرهم إلى التنظيمات الشيوعية فى مصر .
وأدخل الأخ أسعد السيد الذى كان من مخابرات الإخوان إلى حـزب
مصر الفتاة، وبعد أن وصل إلى أعلى الدرجات هناك وهو الحرس الحديدي،
قام بإقناع أحمد حسين أن يدخل الإخوان ليأتيه بأخبارهم، ولما ضـبط مـع==الإخوان فى حادث السيارة الجيب، تطوع أحمد حسين للدفاع عنه معتقداً أنـه
ضبط مع الإخوان خطأ، وقد قام الإخوان بجمـع المعلومـات عـن القيـادة
البريطانية فى القناة، ومن الأحداث التى رواها الأخ صلاح شادى عن علاقته
بالضابط الإنجليزي "جود " الذى كان على علاقة بالعملاء مـن المـصريين،
وطبعاً كان هدف صلاح شادي من القصة أن يعرف أسماء العملاء، وإن كان
بعض الإخوان قال : لما نما إلى علم الإخوان قصة هذا الضابط، فقد صـحبه
الطيران العراقى الهارب من الحكم الملكي العراقي بسبب ثورة رشيد عـالي من الإسماعيلية إلى القاهرة، وكانت معه سيارة يقودها "حسن " أحـد ضـباط
الكيلاني، ولجأ إلى الإخوان فى القاهرة وكلفـت بو ضـعه تحـت رعايتـه
والاستفادة من إمكاناته، حتى تتهيأ له أسباب العودة إلى العراق .
وأفهمت هذا الضابط موضوع صلات المخابرات البريطانية بـبعض
المصريين فى الإسماعيلية وأننى سأصحب كابتن "جود " إلـى القـاهرة، وأن
عليه أن يقود السيارة من الإسماعيلية سائق خصوصي لي، وأن يحاول تبيين
هذا الشأن إذا غادرنا السيارة إلى إحدى الاستراحات فى الطريق، حيث نزلت ما يحمله الكابتن "جود " من أوراق فى حقيبته، فربما وجدنا فيها ما يفيدنا مـن
مع الكابتن "جود " وتركت "السائق " حسن مع الحقائب، وعدنا بعد نصف ساعة
ليحدثني الضابط حسن حين وصلنا إلى القا هرة عن بعض تقارير رآها مدونة
باللغة الإنجليزية خالية من أسماء أصحابها، وإن تضمنت معلومـات مبالغـة
فيها عن الإخوان المسلمين !! وقائع وهميـة، وصـلات أشـخاص داخـل
الإسماعيلية يعتقد أنهم من الإخوان المسلمين، وقدموا تقـارير عـن رجـال
الجماعة فى الإسماعيلية أدعوا فيها أن الإخـوان لهـم عـصابات لـسرقة
المعسكرات الإنجليزية، وذكرت وقائع حقيقية نسبت للإخوان كذباً .
ومن العمليات التى قاموا بها وهى متابعة تنظيم الـضباط الأحـرار
وجمع المعلومات عنهم وإلحاق بعـض الإخـوان معهـم مثـل عبـدالمنعم==== صلة وصل بينهم وبين قادة الثورة، ووصل الأمر بالإخوان أنهم تصورا أنهم
يسيطرون سيطرة تامة على ضباط الحركة حتى وصل الأمـر أن المرحـوم
الأستاذ الهضيبي كان يتعامل معهم بعد أن قامت الثورة، أنهم لابد أن يأخـذوا
تعليماتهم من مكتب الإرشاد، وهكذا تبين أنهم يجمعون المعلومات ويقومـون
باختراق الآخرين، لكنهم دائماً يفشلوا فى تحليل المعلومات وتقدير الموقـف،
وذلك لأنهم يعيشون فى خيالات من عندهم تمنعهم من التقـدير الموضـوعى
للأمور .
لقد راقبوا الملك وعرفوا بجميع علاقاته النسائية بالتفصيل وسـهراته
على موائد القمار ، وعرفوا ورقه حتى النساء اللاتي عرفهن الملك، وراقبـوا
الوزراء ورجالهم وعلموا عنهم الكثير . وقد استعملوا تلك المعلومـات عـن
الملك حين يختلفون معه، ويرغبون الهجوم عليه، وهكذا يوظفون معلومـاتهم
عند اللزوم أحياناً .
ولقد راقبوا جميع حكام الدول العربية التى عملوا بها وفتحـت لهـم
أبوابها، كما جمعوا عنهم معلومات ؟ ! وكم استعملوا تلك المعلومـات ضـدهم
أحياناً أو للسيطرة والحصول على مزايا ومواقع فى تلك الـدول ؟ ! وكـانوا
دائماً يستعملون شعارهم " دعونا نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعـضاً
فيما اختلفنا عليه "، كان هذا الشعار هو مفتاح السيطرة فى أخذ مزايا ما اتفـق
عليه ثم يحاصرون الخصم ويدفعونه إلى الحائط ويجبرونه على التسليم فيمـا
اختلف فيه، هذا هو الأسلوب وتلك هى الوسائل، إنهـم يـستخدمون جميـع
الوسائل للحصول على ما يريدون، لقد تعاونوا مع جميـع الحكـام مـاداموا
يحصلون على ما يريدون، ثم ما يلبثون أن ينقلبـوا علـيهم حـين تختلـف
المصالح، وأكبر مثال على ذلك ما حدث فى الجزائر، حين تحالفا مع جبهـة
الإنقاذ، ودفعوا الأمور نحو الحافة، ولما حدث الصدام تركـوهم لمـصيرهم======هم يشاركون الآن فى الحكومة ويتعاونون مع رئـيس الجمهوريـة بينمـا
زعماء الجبهة مازالوا تحت التحفظ !
وهم دائماً يتصرفون على أنهم أوصياء على الإسلام، ويقيمون الناس
على أساس فهمهم، ولابد أن يتفق الجميع مع وجهة نظـرهم، وإلا واجهـوه
وحاربوه وجرحوا فهم الآخرين للدين، هكذا فعلوا مع الصوفية، وهكذا فعلوا
مع الجمعية الشرعية، ثم باركوهم حين سلموا لهم القيا دة، إنهم يتعاونون مـع
الشيعة مادامت هناك مصالح مشتركة بين الطرفين، لقـد اسـتغلوا الوهابيـة
وركبوا موجتهم فى السعودية حتى تركوا لهم القيـادة فـى تربيـة الـشباب
وتوجيههم، وكل ذلك حدث بفعل جمع المعلومات المختلفة واستعمالها .
إنهم يركزون الآن على الأحزاب الموجودة فـى الـساحة، يكثفـون
عمليات المراقبة، والاختراق بغية السيطرة على أكبـر عـدد ممكـن مـن
الأحزاب الموجودة .
الحقيقة أن الأحزاب متيقظة لهم، ويلعبون معهم لعبة القـط والفـأر،
يحاورونهم ويجارونهم أحياناً، ثم يصدونهم ويجاهرون بعدائهم تارة أخـرى،
وهناك أسباب ودواعى كثيرة تؤثر فى تلك القرارات، وقديماً حاولوا رشـوة
بعض الأحزاب لتفتح لهم الباب للعمل من خلال الحزب أو ذاك، لدرجة أنهـم
عرضوا على أحد الأحزاب التى لا جمهور لها مبلغ مليـون جنيـه، ولكـن
مؤسس هذا الحزب رفض، ولكن حزباً آخر وافق وفتح لهم المجال للعمـل،
واستغلال جريدته الناطقة باس م الحزب وكأنها جريدتهم الخاصة، يعبرون من
خلالها عن أفكارهم وآرائهم، وينشرون أخبارهم، وعلى الرغم من ذلك فإنهم
يعملون على اختراق باقى الأحزاب، ولقد كانت لي شخـصياً تجربـة مـع
أحدهم، حيث طلب منى أحد الأصدقاء أن أتعاون مع اللجنة الدينيـة للحـزب
الذى هو عضو هيئة تأس يسة به، ولما ذهبت حسب الموعـد، وجـدت أحـد
الأخوان موجداً بالاجتماع وأحسست أنه عضو مهم فى هـذا الحـزب ولمـا======رآني تغير وجهة وقال لهم أنهم سوف يأتى لهم بآخرين من مشاهير علمـاء
الدين لمحاضرتهم، وقد ذكر اسم الدكتور عمارة، واستأذنت منهم وغـادرت
الاجتماع وأنا فى غاية العجب .. كيف تم اختراق هذا الحزب، إنهم منذ زمن
بعيد وهم يتوقعون للتفاهم مع هذا الحزب حتى أيام الأستاذ البنا، فقد فكر مـع
أحمد السكري قبل فصلهم أن ينضم الإخوان لهذا الحزب ويعملوا من خلاله،
وكان السكري سعيداً بهذا القرار، حيث وجد فيه فرصة أن يعلوا نجمة داخل
الجماعة ويغطى على مؤسس الجماعة حسن البنا، وأن يجعلوا رئيساً روحيـاً
فقط ويتولى السكري الأعمال السياسية، ولكن هذا المشروع فشل كما فـشل
الكثير من المحاولات، ولقد اقتربوا من أحد الأحزاب الأخرى وتحالفوا معاه،
وكانت لهم النجاحات معاً فى العمل داخـل النقابـات، وتـصورت أن هـذا
التحالف سيدوم، ولكن يبدو أن شهر العسل قد انتهى واختلفوا سوياً، وهاجموا
بعضهم البعض على صفحات الجرائد، ولكنه لن يملوا أو ينتهوا لأنهم يعلمون
دائبين لإيجاد وعاء رسمى لنشاطهم، لأن وضعهم حساس والظروف الدوليـة
متغيرة، فسوف يدقون جميع الأبواب ويحشدون ما استطاعوا من اتـصالات
دولية ومحلية بالخروج من عنق الزجاجة ! فلقـد تقـدموا للحـصول علـى
التصريح بإقامة حزب سياسى خاص بهم، لكنه رفض أكثر من مـرة، وقـد
صرحوا أخيراً أنهم يعدون العدة للتقدم من جديد لطلب تأسيس حـزب جديـد
خاص بهم، لكنهم ينتظرون الآن الظروف المناسبة حتـى لا يـرفض مـرة
أخرى، لقد أصبحوا مجموعة مغلقة فى جميع أنحاء العالم لهم طقوسهم بـأنهم
فرقة من الفرق الإسلامية التى تدنى على ظهروها عبر التاريخ . إن بعـض
الدول والحكومات يتخوفون منهم بشدة نتيجـة هـذه الـسلوكيات الغربيـة،
وينظرون إليهم كما لو أنهم يشبهون بالماسونية أو نوادي ا لروتاري المنتشرة
فى العالم كله . وهم فـى محـاولاتهم المـستمرة والمـستميتة لتنـشيط دور
المخابرات الإخوانية ـ كمنا يسمونها ـ ينسون أحياناً أنهـم مجـرد هـواة،======كنهم لا يتورعون عن أن يلعبوا مع الأجهزة المحترفـة، وتكـون النتيجـة
مذهلة، حيث تلعب بهم تلك الأجهـزة وتجعلهـم يـدورون حـول أنفـسهم،
ويعودون إلى نقطة البداية دائماً، ولكـنهم لا يملـون حيـث يـشعرهم هـذا
بالاستمرار والوجود، حتى لو كان وجوداً زائفاً، وأكبر مثال حدث فى هـذا
الموضوع هو عملية بناء وصعود الأستاذ يوسف ندا، حيث تم تدعيمه ليكبـر
ويكبر حتى أصبح شخصية عالمية تتعامل فى المليارات، وأصبحت علاقاتـه
بالملوك والرؤساء، ورجالات الأمم المتحدة، وكبار رجال المال فى العـالم،
ولا يمكن لشخص أن يمر فى هذا الطريق إلا عن طريق تـدعيم مخـابرات
دولة كبرى مثل المخابرات الأمريكية، ودون مباركة ودعم من بيوت المـالي
العالمية التى يسيطر عليها رأس المال ال صهيوني فـى العـالم، وقـد فـرح
الإخوان بوجود شخصية مثل هذه منتمياً إليهم فدعموه، وعينوه مفوضاً عامـاً
للإخوان المسلمين فى العالم، أى مشرفاً على التنظيم الدولى بالجماعة، وقـد
عينه الأستاذ مصطفى مشهور، حيث كان رئيساً لهذا النظام قبـل أن يعـين
مرشداً، وكان نائبه الأستاذ محمد مهدى عاكف وكذا يتبين إن المرشد لابد أن
يكون قد مر على التنظيم الدولى فإن فيه قمة نشاط الجماعـة ويعلـم جميـع
التنظيمات فى العالم، ويعمل على الاستفادة بها لأن من نشاط الإخوان الـذى
ذكرنا من قبل هو النشاط التجسسى الاتـصال بجميـع الحركـات المناوئـة
والمتمردة والهاربة فى العالم، ومن أية دولة أو أى حاكم، وهذه الصلة يقصد
جميع المعلومات أولاً، ومحاولة الاستفادة من الموقف ثانياً، وسوف أتطـرق
لهذا الموضوع بالتفصيل فى مقال لاحق فإذا تتبعنا نشاط الأستاذ يوسف نـدا
على مدى السنين فإنه يكشف لنا مزيداً من المعلومات عـن هـذا الـسرطان
المنتشر فى ربوع العالم، ألا وهو جماعة الإخوان المسلمين .


وأسأل الله عز وجل أن يصلح أحوال المسلمين في كل مكان، وأن يهدي شبابهم من البنين والبنات إلى كل خير،وأن يحفظ بلاد الحرمين حكومة وشعبا من كل سوء، وأن يوفقها لكل خير،==========ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏شخص أو أكثر‏ و‏نص‏‏‏ ربما تحتوي الصورة على: ‏‏نص‏‏ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏2‏ شخصان‏، ‏‏‏لحية‏ و‏لقطة قريبة‏‏‏‏لا يتوفر نص بديل تلقائي.======

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق