مرجعية== التكفيريين والخوارج في العالم كله عندهم يرجعون إليها، وكتب يعتمدون عليها، وأشخاص يعظمونهم ويحتفون بهم.
ورأسهم الذي يرجعون إليه في هذا الزمان هو سيد قطب ، فإنه أقنوم الخوارج، ومنظر التكفير والتفجير في هذا الزمان ..
وقد لقي نصيبه من تحذير العلماء ، وبيان خطره ، وعظيم ضرره ..
فقد رد عليه الشيخ عبد اللطيف السبكي -رحمهُ اللهُ- رئيس لجنة الفتوى بالأزهر فمما رد عليه فيما يتعلق بكتابه معالم في الطريق:
"بعد قراءته لكتاب "معالم في الطريق":
[فقد انتهيت في كتاب " معالم في الطريق " إلى أمور :
1- إن المؤلفَ إنسان مسرف في التشاؤم ، ينظر إلى المجتمع الإسلامي ، بل ينظر إلى الدنيا بمنظار أسود ويصورها للناس كما يراها هو أو أسود مما يراها ، ثم يتخيل بعد ذلك آمالاً ويَسْبح في خيال .
2- إن سيد قطب استباح باسم الدين أن يستفز البسطاء إلى ما يأباه الدين من مطاردة الحكام مهما يكن في ذلك عندي من إراقة دماء والفتك بالأبرياء وتخريب العمران وترويع المجتمع ، وتصدع الأمن ، والهاب الفتن في صور من الإفساد لا يعلم مداها غير الله وذلك هو معــنى الثورة الحركيــة التي رددها كلامه ..".
انظر: مجلة الثقافة الإسلامية العدد الثامن لسنة 23 في شعبان سنة 1385 هـ – 24 نوفمبر سنة 1965 م
وقد رد عليه مجموعة من العلماء والدعاة حتى ممن كانوا يعظمونه..
ومن أحسن من رد عليه : الشيخ عبد الله الدويش -رحمهُ اللهُ- في كتابه : المورد الزلال في أخطاء الظلال"..
وكذلك شيخنا الشيخ ربيع بن هادي المدخلي -حفظَهُ اللهُ ورعاهُ- فقد رد عليه في عدة كتب منها:
أضواء إسلامية على عقيدة سيد قطب وفكره، ومطاعن سيد قطب في أصحاب النبي -صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- ، والعواصم مما في كتب سيد قطب من القواصم..
وقد وُجِد وارثون لسيد قطب، قائمون بمنهجه وعقيدته، ناشرون لتكفيره ودعوته للثورة والتفجير، ولكن باسم أهل السنة والجماعة بل باسم السفية أحياناً ، وبنقولات مبتورة ومحرفة –لفظاً أو معنى- من كتب علماء الدعوة النجدية السلفية..
ومن أولئك الرؤوس الوارثين لمنهج سيد قطب التكفيري والتفجيري وأخطرهم :
1- أبو محمد المقدسي عصام برقاوي.
وله كتب هي عمدة الخوارج في العالم كله.
ومنها:
أ- الكواشف الجلية في كفر الدولة السعودية.
ب- ملة إبراهيم.
ج- كشف شبهات المجادلين عن الطواغيت.
د- الثلاثينية في التكفير
وغيرها من الكتب الساقطة الخبيثة.
2- أبو قتادة عمر محمود أبو عمر ، وله مذكرات كثيرة هي عمدة للخوارج والتكفيريين والمفجرين.
3- أبو بصير عبد المنعم حليمة.
وله كتاب الطائفة المنصورة ، وكتاب في البيعة والطواغيت وغيرها من الكتب.
وهناك رؤوس غيرهم ، ولكن هؤلاء أخطرهم ، بل أخطرهم على الإطلاق أبو محمد المقدسي.
ومن المعلوم أن المفجرين في العليا ، والمحيا والخبر وأشباههم من المطلوبين قد صرح كثير منهم بأنهم تأثروا بكتاب الكواشف الجلية ، وهو كتاب منتشر بين كثير من الشباب وصل إليهم تهريباً أو عن طريق الإنترنت .
وعمدة الإرهابيين المطلوبين أمنياً كأبي جندل الأزدي"فارس الزهراني" الذي أمكن الله منه كان يعتمد في كتبه البدعية على كتب أولئك الثالوث..
وأيضاً وجد أولئك الخوارج مدحاً من بعض المشايخ الذين تابوا ورجعوا عن تكفيرهم للدولة السعودية -حرسَها اللهُ-
وما من خارجي أو متأثر بهم إلا وهو يعتمد على كتب أولئك وفتاواهم .
يتبع بإذن الله...........http://elmanhag.blogspot.com/2013/05/blog-post_8540.html
جمال البليدي
14-10-2008, 09:43 PM
الردود على ذلك الثالوث الخارجي
أولاً: الردود على رأس الثالوث الخارجي: أبي محمد المقدسي عصام برقاوي
وقد عملت-بحمد الله- جاهداً في كشف شبهات أولئك الخوارج والرد عليهم عبر شبكة الإنترنت ، فكتب بحثاً سميته: "الردع والتبكيت بالمقدسي صاحب كشف شبهات المجادلين عن الطواغيت"
وهو ردٌّ مطول مكون من ثلاثة عشر فصلاً
الفصل الأول: معنى الطاغوت وأنه يشمل الكافر ورؤوس الضلال والبدع.
الفصل الثاني: معنى الكفر بالطاغوت وكيفية تحقيقه وبيان تلبيسات المقدسي في ذلك.
الفصل الثالث: معنى الدين ، وبيان تلبيس المقدسي في ذلك.
الفصل الرابع: معنى شرك الطاعة وبيان جهالات وتلبيسات المقدسي.
الفصل الخامس: التشريع بين معناه في الشرع ومعناه في لغة العرب ومصطلح الناس والرد على تلبيسات المقدسي.
الفصل السادس: أحوال الحكم بغير ما أنزل ، وتفصيل ذلك والرد على تلبيسات المقدسي.
الفصل السابع: بيان تلبيس المقدسي في قصة تبديل اليهود لحكم الزنا.
الفصل الثامن: بيان حقيقة الاستهزاء الذي هو كفر بالله العظيم وبيان تلبيس المقدسي.
الفصل التاسع: حكم إقامة الأحلاف والمعاهدات مع المشركين وبيان جهالات المقدسي.
الفصل العاشر: حكم موالاة المشركين وتفصيل ذلك والرد على جهالات المقدسي.
الفصل الحادي عشر: التفريق بين العقوبة على حق الله وحق عباده ليس من باب مساواة أو تفضيل حق العباد على حق الله ، والرد على جهالات المقدسي.
الفصل الثاني عشر: العذر بالجهل وبيان تخبط المقدسي فيه.
الفصل الثالث عشر: بيان جهالات متفرقة في كلام المقدسي ومن ذلك كلامه على الدولة السعودية -حَرَسَهَا اللهُ- .
وقد قاربت على إتمام هذا الكتاب أسأل الله تمامه على خير..
وكتبت مقالاً سميته: "وقفات مع المقدسي صاحب الكواشف الجلية المفتري على الدولة السعودية -حَرَسَهَا اللهُ-" .
ثُمَّ كتبت بحثاً ما زلت في إعداده ونشرت بعضه بعنوان : " الصواعق البرهانيَّة النازلة على المقدسي صاحب "الكواشف الجليَّة" المفترِي على الدولة السعودية –حرسها الله-"
وكتبت بحوثاً تصب في باب الرد على هذا الخارجي المارق مثل :
"الحججُ القويَّةُ على وجوبِ الدِّفاعِ عن الدولةِ السُّعوديَّةِ -حَرَسَهَا اللهُ رب البريَّة-" وهو في نحو خمسمائة صفحة ، وقد أتممته والحمد لله ، وهو قيد الطبع..
وكتاب : "دفع الشبه الغويَّة عن المملكة العربيَّة السعودية" وهو قيد الطبع أيضاً.
وغيرها من الأبحاث والمقالات ..
وهناك مشايخ فضلاء ، وطلاب علم بارزون كتبوا وردوا على الخوارج .
جمال البليدي
14-10-2008, 09:44 PM
ثانياً: الرد على ثاني الثالوث الخارجي: أبي قتادة عمر محمود أبو عمر الفلسطيني البريطاني!!
كان هذا الرجل على عقيدة السلف الصالح، طالباً مهتماً بعلم الحديث، مهتماً بالعقيدة السلفية وبكتب السلف، حتى أنه حقق كتابين من الكتب السلفية وهما "معارج القبول" للشيخ العلامة حافظ الحكمي -رحمهُ اللهُ- ، وكتاب "طريق الهجرتين" للإمام ابن القيم -رحمهُ اللهُ- ..
ورغم أن تحقيقه عليه ملاحظات، وخاصة تحقيقه لطريق الهجرتين ، ولكن هذا يدل على أنه كان مهتماً بالعلم الشرعي السلفي ولكن كان هذا قبل انحرافه ، وولوجه في متاهات التكفير والخروج!
وقيل إنه بسبب التقائه بالمقدسي أو أحد أتباعه أو بسبب ذهابه إلى أفغانستان ..
هذا الرجل بعد أن أصبح خارجياً مقيتاً طاردته الحكومة الأردنية نظراً لمعتقده الخبيث ولتجمعاته المشبوهة، فدبر أمره وهاجر من بلاد المسلمين متوجهاً شطر عقر دار الكفر "وأم الخبائث" –كما سماها بعض المسلمين البريطانيين- بريطانيا!!
فاستحب مجاورة الكفار الأصليين ، وتفيؤ ظلالهم! ، والركون إلى ضلالهم ، والأكل من أموالهم، والاستجارة بجوارهم!!
فبدل أن يبقى في بلاده أو على الأقل يهرب إلى أفغانستان أو إلى السودان أو اليمن هاجر!! إلى عاصمة الكفر والفسق والرذيلة والمؤسسات اليهودية!!
فمنذ أن صار خارجياً ومن ثَمَّ هاجر! إلى عاصمة الكفر "لندن" وهو في تخبط ودمار ، وكل يوم يزداد سوءاً وخبثاً وفساداً..
ومن بوادر ضلاله تركه الاهتمام بالعلم الشرعي السلفي ، والتفرغ للجدل والتنظير للخوارج والمجرمين القتلة حتى صار من رموز المفسدين في الأرض عملاء اليهود!!
فهو يظن أن بريطانيا تنفق عليه كما تنفق على عموم اللاجئين!!
وهذا من جهله وغبائه، بل هي تنفق عليه طوال تلك الفترة للاستفادة منه في التفريق بين المسلمين، وإشاعة الفوضى والتوحش!! الذي ينادي به هذا البريطاني الخارجي!!
وقد خذلته بريطانيا نوعاً ما ، فهي تسير وفق مصلحتها..
الردود على أبي قتادة
لم أتابع الردود على أبي قتادة كثيراً، ولكن حصل بيني وبينه نقاش طويل حول وصفي له بأنه من الخوارج وكان هذا قبل أكثر من سنتين ..
فكان مما قاله أبو قتادة البريطاني : " أنا أقول بكفر الوزراء-شيوخا كانوا أو غير شيوخ- وذلك لتحقق علة الحكم فيهم=وهي أن العلاقة بين الوزراء علاقة تضامنية، فلا يصح لوزير الصحة أن يتبرأ من الدستور والقانون والتشريع الذي يعمل به رئيس الوزراء أو الملك أو رئيس الجمهورية وكذلك وزير الأوقاف ووزير العدل وباقي الوزراء، وهذا مما لا يفهمه الكثير ممن أجازوا عمل الوزارة في أنظمة الردة استدلالا بعمل يوسف عليه السلام."
ومما قلته له –معارضاً به كلامه- : " وفي الختام شكراً لأبي قتادة أنه كشف للقراء عن هذا الفكر الذي يعشعش في أذهان جماعة من الناس ويسمونه كذباً وزوراً "بالسلفية الجهادية"، ومذهب أهل السُّنة والجماعة ، ولا يظنن أحداً أن هذا لا يعد نموذجاً لهؤلاء القوم ، بل هو النموذج الكافي لهم ، فلقد خبرناهم وعجمنا أعوادهم فما زادوا إلا أن يكونوا مثل هذا الخارجي !"
##وقد تابعت نقاشاً دار بينه وبين الخارجي أبي حمزة المصري تلميذ أبي قتادة!! الذي عقَّ شيخه!! وشتم شيخه في ذلك الحوار!! وكان أبو قتادة أقل جرماً وإسرافاً وغلواً من تلميذه الخبيث!!
وعنوان الموضوع الذي كتبه أبو حمزة المصري البريطاني في منتدى المسرح-قديماً- "هيئة كبار العلماء في السعودية طائفة كفرٍ وردةٍ" !!
وبرز أبو قتادة البريطاني راداً على تلميذه ومخطئاً له!!
ولكنهما اتفقا على تكفير الدولة السعودية -حرسَها اللهُ- ، واتفقا على الطعن في العلماء وفي هيئة كبار العلماء خصوصاً!!
فقد كان هَمُّ أبي قتادة البريطاني عدم تعميم التكفير على هيئة كبار العلماء وليس الثناء عليهم وإعطاءهم حقاً من الفضل والاحترام والإكرام..
وقد كفَّر في رده على أبي حمزة : الجيش والشرطة وجميع العساكر ، والوزراء..
وكان مما قال أبو قتادة في نقاشه ذاك متكلماً عن هيئة كبار العلماء : "إن أردت أن أفعالهم هذه جريمة وخطأ وغلط فنعم, فهي كذلك ، وإن كانت هذه مما تجعلهم طائفة ردة وكفر فهذا الذي لا يصح فقهاً ولا نظراً"
وقال قبله: "أ-حديثنا هنا عن تكفير الهيئة لا عن تقصيرها ولا إجرامها".
فهذا نموذج لغلوه في التكفير ، ولطعنه في العلماء جملة !!
ومن الردود على ثاني ثالوث التكفير "أبي قتادة البريطاني"
كتاب الشيخ عبد المالك رمضاني : "تخليص العباد من وحشية أبي القتاد الداعي إلى قتل النسوان وفلذات الأكباد"
مؤلف كتاب : "تخليص العباد.." هو الشيخ عبد المالك بن أحمد رمضاني الجزائري ، نزيل المدينة النبوية ..
وهو من دعاة الجزائر المعروفين، ومن طلبة العلم الكبار المرموقين ..
كان للشيخ صولات وجولات مع التكفيريين وأتباعهم قبل فتنة الجزائر وفي أثنائها حتى وصل الأمر بهؤلاء الخوارج أن أحلوا دمه!!
سكن الشيخ في المدينة ، وكتب كتاباً بديعاً بين فيه حقيقة فتنة الجزائر، ودور الخوارج والقطبيين في إذكائها وإشعالها، وبين جهل كثير من دعاة فقه الواقع بالواقع!!
وهو كتاب: "مدارك النظر في السياسة بين التطبيقات الشرعية والانفعالات الحماسية".
مع ما ضم كتابه من فوائد علمية، وقواعد سلفية، وأدلة دامغة جلية ..
وحظي كتابه بثناء العلماء واحتفائهم به، حتى راجعه، وقرظ له علامة الشام وريحانته، ومحدث العصر الشيخ محمد ناصر الدين الألباني -رحمهُ اللهُ- .
وقرظ له العلامة المحدث الشيخ عبد المحسن العباد -حفظَهُ اللهُ ورعاهُ- ..
وبعد كتابه ذاك ذاع صيت الشيخ عبد المالك رمضاني، واحتفى به السلفيون في مشارق الأرض ومغربها، وتتوق السلفيون إلى جديد كتبه ومؤلفاته، لما تحويه من بديع النظم، وحسن الاختيار، وسلاسة الأسلوب، والحجج الدامغة، والبراهين الظاهرة ..
فكتب : "فتاوى العلماء الأكابر فيما أهدر من دماء في الجزائر".
ومن كتبه التي فرح بها السلفيون، وتلهف لها طلاب العلم والحق كتابنا هذا ألا وهو : "تخليص العباد من وحشية أبي القتاد الداعي إلى قتل النسوان وفلذات الأكباد"..
وسأتناول هذا الكتاب البديع بالتحليل والعرض على وجه الإيجاز أسأل الله التوفيق والسداد..
مواضيع كتاب "تخليص العباد من وحشية أبي القتاد الداعي إلى قتل النسوان وفلذات الأكباد"
هذا الكتاب هو القسم الأول في رد الشيخ عبد المالك رمضاني على أبي قتادة، وهو "ردٌّ على أبي قتادة الفلسطيني في استباحته دماء الأطفال والنساء المسلمين وغيرهم وبيان أن الإسلام بريء من ذلك".
وسَمَّاه "تخليص العباد .."..
والقسم الثاني رد فيه على أبي قتادة فيما استحله من الأعراض والأموال وسَمَّاه: "تنبيه النبيه على لصٍّ بِسَمْتِ فقيه" ولا أدري هل أتمه أم لا؟
فقد قال الشيخ في آخر كتابه تخليص العباد(ص/459) بشأن القسم الثاني : "يسر الله إتمامه، وبلغنا فيه رضاه، ورزقنا في كل ذلك الإخلاص".
لم يرتب الشيخ عبد المالك كتابه على فصول ومباحث وإنما عناوين رئيسة وفرعية، لذا سأقسمه أنا إلى فصول ومباحث ومطالب ..
فقد اشتمل كتاب الشيخ عبد المالك على:
المقدمة ذكر فيها خطر الخوارج ، وسبب تأليفه للكتاب، والمراجع التي اعتمد عليها في إثبات نسبة كلام أبي قتادة ، ونبه إلى أنه سيصور الوثائق أثناء توزيعه لمادة الكتاب حتى يقف القارئ على البرهان(ص/7) .
المدخل، وذكر فيه ثلاثة أصول :=لتَّوبيخُ والتَّشْهيرُ بثالوثِ التَّفجيرِ والتَّكفيرِ"ردٌّ على المقدسي وأبي قتادة وأبي بصير"
==
فإن موضوع المساهمة في اجتثاث التطرف، والإرهاب، والتكفير، والتفجير المبني عليه من أهم مواضيع هذا العصر..
وهذا الموضوع له أطراف عديدة ، وفروع كثيرة ، ولكني سأعرض في مقالي هذا جانباً هو من أهم الجوانب وأخطرها وأولاها.
توضيح هذا الجانب
من المعلوم أن التكفيريين والخوارج في العالم كله عندهم مرجعية يرجعون إليها، وكتب يعتمدون عليها، وأشخاص يعظمونهم ويحتفون بهم.
ورأسهم الذي يرجعون إليه في هذا الزمان هو سيد قطب ، فإنه أقنوم الخوارج، ومنظر التكفير والتفجير في هذا الزمان ..
وقد لقي نصيبه من تحذير العلماء ، وبيان خطره ، وعظيم ضرره ..
فقد رد عليه الشيخ عبد اللطيف السبكي -رحمهُ اللهُ- رئيس لجنة الفتوى بالأزهر فمما رد عليه فيما يتعلق بكتابه معالم في الطريق:
"بعد قراءته لكتاب "معالم في الطريق":
[فقد انتهيت في كتاب " معالم في الطريق " إلى أمور :
1- إن المؤلفَ إنسان مسرف في التشاؤم ، ينظر إلى المجتمع الإسلامي ، بل ينظر إلى الدنيا بمنظار أسود ويصورها للناس كما يراها هو أو أسود مما يراها ، ثم يتخيل بعد ذلك آمالاً ويَسْبح في خيال .
2- إن سيد قطب استباح باسم الدين أن يستفز البسطاء إلى ما يأباه الدين من مطاردة الحكام مهما يكن في ذلك عندي من إراقة دماء والفتك بالأبرياء وتخريب العمران وترويع المجتمع ، وتصدع الأمن ، والهاب الفتن في صور من الإفساد لا يعلم مداها غير الله وذلك هو معــنى الثورة الحركيــة التي رددها كلامه ..".
انظر: مجلة الثقافة الإسلامية العدد الثامن لسنة 23 في شعبان سنة 1385 هـ – 24 نوفمبر سنة 1965 م
وقد رد عليه مجموعة من العلماء والدعاة حتى ممن كانوا يعظمونه..
ومن أحسن من رد عليه : الشيخ عبد الله الدويش -رحمهُ اللهُ- في كتابه : المورد الزلال في أخطاء الظلال"..
وكذلك شيخنا الشيخ ربيع بن هادي المدخلي -حفظَهُ اللهُ ورعاهُ- فقد رد عليه في عدة كتب منها:
أضواء إسلامية على عقيدة سيد قطب وفكره، ومطاعن سيد قطب في أصحاب النبي -صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- ، والعواصم مما في كتب سيد قطب من القواصم..
وقد وُجِد وارثون لسيد قطب، قائمون بمنهجه وعقيدته، ناشرون لتكفيره ودعوته للثورة والتفجير، ولكن باسم أهل السنة والجماعة بل باسم السفية أحياناً ، وبنقولات مبتورة ومحرفة –لفظاً أو معنى- من كتب علماء الدعوة النجدية السلفية..
ومن أولئك الرؤوس الوارثين لمنهج سيد قطب التكفيري والتفجيري وأخطرهم :
1- أبو محمد المقدسي عصام برقاوي.
وله كتب هي عمدة الخوارج في العالم كله.
ومنها:
أ- الكواشف الجلية في كفر الدولة السعودية.
ب- ملة إبراهيم.
ج- كشف شبهات المجادلين عن الطواغيت.
د- الثلاثينية في التكفير
وغيرها من الكتب الساقطة الخبيثة.
2- أبو قتادة عمر محمود أبو عمر ، وله مذكرات كثيرة هي عمدة للخوارج والتكفيريين والمفجرين.
3- أبو بصير عبد المنعم حليمة.
وله كتاب الطائفة المنصورة ، وكتاب في البيعة والطواغيت وغيرها من الكتب.
وهناك رؤوس غيرهم ، ولكن هؤلاء أخطرهم ، بل أخطرهم على الإطلاق أبو محمد المقدسي.
ومن المعلوم أن المفجرين في العليا ، والمحيا والخبر وأشباههم من المطلوبين قد صرح كثير منهم بأنهم تأثروا بكتاب الكواشف الجلية ، وهو كتاب منتشر بين كثير من الشباب وصل إليهم تهريباً أو عن طريق الإنترنت .
وعمدة الإرهابيين المطلوبين أمنياً كأبي جندل الأزدي"فارس الزهراني" الذي أمكن الله منه كان يعتمد في كتبه البدعية على كتب أولئك الثالوث..
وأيضاً وجد أولئك الخوارج مدحاً من بعض المشايخ الذين تابوا ورجعوا عن تكفيرهم للدولة السعودية -حرسَها اللهُ-
وما من خارجي أو متأثر بهم إلا وهو يعتمد على كتب أولئك وفتاواهم .
08, 09:43 PM
الردود على ذلك الثالوث الخارجي
أولاً: الردود على رأس الثالوث الخارجي: أبي محمد المقدسي عصام برقاوي
وقد عملت-بحمد الله- جاهداً في كشف شبهات أولئك الخوارج والرد عليهم عبر شبكة الإنترنت ، فكتب بحثاً سميته: "الردع والتبكيت بالمقدسي صاحب كشف شبهات المجادلين عن الطواغيت"
و معنى شرك الطاعة وبيان جهالات وتلبيسات المقدسي.
الفصل الخامس: التشريع بين معناه في الشرع ومعناه في لغة العرب ومصطلح الناس والرد على تلبيسات المقدسي.
الفصل السادس: أحوال الحكم بغير ما أنزل ، وتفصيل ذلك والرد على تلبيسات المقدسي.
الفصل السابع: بيان تلبيس المقدسي في قصة تبديل اليهود لحكم الزنا.
الفصل الثامن: بيان حقيقة الاستهزاء الذي هو كفر بالله العظيم وبيان تلبيس المقدسي.
الفصل التاسع: حكم إقامة الأحلاف والمعاهدات مع المشركين وبيان جهالات المقدسي.
الفصل العاشر: حكم موالاة المشركين وتفصيل ذلك والرد على جهالات المقدسي.
الفصل الحادي عشر: التفريق بين العقوبة على حق الله وحق عباده ليس من باب مساواة أو تفضيل حق العباد على حق الله ، والرد على جهالات المقدسي.
الفصل الثاني عشر: العذر بالجهل وبيان تخبط المقدسي فيه.
الفصل الثالث عشر: بيان جهالات متفرقة في كلام المقدسي ومن ذلك كلامه على الدولة السعودية -حَرَسَهَا اللهُ- .
وقد قاربت على إتمام هذا الكتاب أسأل الله تمامه على خير..
وكتبت مقالاً سميته: "وقفات مع المقدسي صاحب الكواشف الجلية المفتري على الدولة السعودية -حَرَسَهَا اللهُ-" .
ثُمَّ كتبت بحثاً ما زلت في إعداده ونشرت بعضه بعنوان : " الصواعق البرهانيَّة النازلة على المقدسي صاحب "الكواشف الجليَّة" المفترِي على الدولة السعودية –حرسها الله-"
وكتبت بحوثاً تصب في باب الرد على هذا الخارجي المارق مثل :
"الحججُ القويَّةُ على وجوبِ الدِّفاعِ عن الدولةِ السُّعوديَّةِ -حَرَسَهَا اللهُ رب البريَّة-" وهو في نحو خمسمائة صفحة ، وقد أتممته والحمد لله ، وهو قيد الطبع..
وكتاب : "دفع الشبه الغويَّة عن المملكة العربيَّة السعودية" وهو قيد الطبع أيضاً.
وغيرها من الأبحاث والمقالات ..
وهناك مشايخ فضلاء ، وطلاب علم بارزون كتبوا وردوا على الخوارج .
جمال البليدي
14-10-2008, 09:44 PM
ثانياً: الرد على ثاني الثالوث الخارجي: أبي قتادة عمر محمود أبو عمر الفلسطيني البريطاني!!
كان هذا الرجل على عقيدة السلف الصالح، طالباً مهتماً بعلم الحديث، مهتماً بالعقيدة السلفية وبكتب السلف، حتى أنه حقق كتابين من الكتب السلفية وهما "معارج القبول" للشيخ العلامة حافظ الحكمي -رحمهُ اللهُ- ، وكتاب "طريق الهجرتين" للإمام ابن القيم -رحمهُ اللهُ- ..
ورغم أن تحقيقه عليه ملاحظات، وخاصة تحقيقه لطريق الهجرتين ، ولكن هذا يدل على أنه كان مهتماً بالعلم الشرعي السلفي ولكن كان هذا قبل انحرافه ، وولوجه في متاهات التكفير والخروج!
وقيل إنه بسبب التقائه بالمقدسي أو أحد أتباعه أو بسبب ذهابه إلى أفغانستان ..
هذا الرجل بعد أن أصبح خارجياً مقيتاً طاردته الحكومة الأردنية نظراً لمعتقده الخبيث ولتجمعاته المشبوهة، فدبر أمره وهاجر من بلاد المسلمين متوجهاً شطر عقر دار الكفر "وأم الخبائث" –كما سماها بعض المسلمين البريطانيين- بريطانيا!!
فاستحب مجاورة الكفار الأصليين ، وتفيؤ ظلالهم! ، والركون إلى ضلالهم ، والأكل من أموالهم، والاستجارة بجوارهم!!
فبدل أن يبقى في بلاده أو على الأقل يهرب إلى أفغانستان أو إلى السودان أو اليمن هاجر!! إلى عاصمة الكفر والفسق والرذيلة والمؤسسات اليهودية!!
فمنذ أن صار خارجياً ومن ثَمَّ هاجر! إلى عاصمة الكفر "لندن" وهو في تخبط ودمار ، وكل يوم يزداد سوءاً وخبثاً وفساداً..
ومن بوادر ضلاله تركه الاهتمام بالعلم الشرعي السلفي ، والتفرغ للجدل والتنظير للخوارج والمجرمين القتلة حتى صار من رموز المفسدين في الأرض عملاء اليهود!!
فهو يظن أن بريطانيا تنفق عليه كما تنفق على عموم اللاجئين!!
وهذا من جهله وغبائه، بل هي تنفق عليه طوال تلك الفترة للاستفادة منه في التفريق بين المسلمين، وإشاعة الفوضى والتوحش!! الذي ينادي به هذا البريطاني الخارجي!!
وقد خذلته بريطانيا نوعاً ما ، فهي تسير وفق مصلحتها..
الردود على أبي قتادة
لم أتابع الردود على أبي قتادة كثيراً، ولكن حصل بيني وبينه نقاش طويل حول وصفي له بأنه من الخوارج وكان هذا قبل أكثر من سنتين ..
فكان مما قاله أبو قتادة البريطاني : " أنا أقول بكفر الوزراء-شيوخا كانوا أو غير شيوخ- وذلك لتحقق علة الحكم فيهم=وهي أن العلاقة بين الوزراء علاقة تضامنية، فلا يصح لوزير الصحة أن يتبرأ من الدستور والقانون والتشريع الذي يعمل به رئيس الوزراء أو الملك أو رئيس الجمهورية وكذلك وزير الأوقاف ووزير العدل وباقي الوزراء، وهذا مما لا يفهمه الكثير ممن أجازوا عمل الوزارة في أنظمة الردة استدلالا بعمل يوسف عليه السلام."
ومما قلته له –معارضاً به كلامه- : " وفي الختام شكراً لأبي قتادة أنه كشف للقراء عن هذا الفكر الذي يعشعش في أذهان جماعة من الناس ويسمونه كذباً وزوراً "بالسلفية الجهادية"، ومذهب أهل السُّنة والجماعة ، ولا يظنن أحداً أن هذا لا يعد نموذجاً لهؤلاء القوم ، بل هو النموذج الكافي لهم ، فلقد خبرناهم وعجمنا أعوادهم فما زادوا إلا أن يكونوا مثل هذا الخارجي !"
##وقد تابعت نقاشاً دار بينه وبين الخارجي أبي حمزة المصري تلميذ أبي قتادة!! الذي عقَّ شيخه!! وشتم شيخه في ذلك الحوار!! وكان أبو قتادة أقل جرماً وإسرافاً وغلواً من تلميذه الخبيث!!
وعنوان الموضوع الذي كتبه أبو حمزة المصري البريطاني في منتدى المسرح-قديماً- "هيئة كبار العلماء في السعودية طائفة كفرٍ وردةٍ" !!
وبرز أبو قتادة البريطاني راداً على تلميذه ومخطئاً له!!
ولكنهما اتفقا على تكفير الدولة السعودية -حرسَها اللهُ- ، واتفقا على الطعن في العلماء وفي هيئة كبار العلماء خصوصاً!!
فقد كان هَمُّ أبي قتادة البريطاني عدم تعميم التكفير على هيئة كبار العلماء وليس الثناء عليهم وإعطاءهم حقاً من الفضل والاحترام والإكرام..
وقد كفَّر في رده على أبي حمزة : الجيش والشرطة وجميع العساكر ، والوزراء..
وكان مما قال أبو قتادة في نقاشه ذاك متكلماً عن هيئة كبار العلماء : "إن أردت أن أفعالهم هذه جريمة وخطأ وغلط فنعم, فهي كذلك ، وإن كانت هذه مما تجعلهم طائفة ردة وكفر فهذا الذي لا يصح فقهاً ولا نظراً"
وقال قبله: "أ-حديثنا هنا عن تكفير الهيئة لا عن تقصيرها ولا إجرامها".
فهذا نموذج لغلوه في التكفير ، ولطعنه في العلماء جملة !!
ومن الردود على ثاني ثالوث التكفير "أبي قتادة البريطاني"
كتاب الشيخ عبد المالك رمضاني : "تخليص العباد من وحشية أبي القتاد الداعي إلى قتل النسوان وفلذات الأكباد"
مؤلف كتاب : "تخليص العباد.." هو الشيخ عبد المالك بن أحمد رمضاني الجزائري ، نزيل المدينة النبوية ..
وهو من دعاة الجزائر المعروفين، ومن طلبة العلم الكبار المرموقين ..
كان للشيخ صولات وجولات مع التكفيريين وأتباعهم قبل فتنة الجزائر وفي أثنائها حتى وصل الأمر بهؤلاء الخوارج أن أحلوا دمه!!
سكن الشيخ في المدينة ، وكتب كتاباً بديعاً بين فيه حقيقة فتنة الجزائر، ودور الخوارج والقطبيين في إذكائها وإشعالها، وبين جهل كثير من دعاة فقه الواقع بالواقع!!
وهو كتاب: "مدارك النظر في السياسة بين التطبيقات الشرعية والانفعالات الحماسية".
مع ما ضم كتابه من فوائد علمية، وقواعد سلفية، وأدلة دامغة جلية ..
وحظي كتابه بثناء العلماء واحتفائهم به، حتى راجعه، وقرظ له علامة الشام وريحانته، ومحدث العصر الشيخ محمد ناصر الدين الألباني -رحمهُ اللهُ- .
وقرظ له العلامة المحدث الشيخ عبد المحسن العباد -حفظَهُ اللهُ ورعاهُ- ..
وبعد كتابه ذاك ذاع صيت الشيخ عبد المالك رمضاني، واحتفى به السلفيون في مشارق الأرض ومغربها، وتتوق السلفيون إلى جديد كتبه ومؤلفاته، لما تحويه من بديع النظم، وحسن الاختيار، وسلاسة الأسلوب، والحجج الدامغة، والبراهين الظاهرة ..
فكتب : "فتاوى العلماء الأكابر فيما أهدر من دماء في الجزائر".
ومن كتبه التي فرح بها السلفيون، وتلهف لها طلاب العلم والحق كتابنا هذا ألا وهو : "تخليص العباد من وحشية أبي القتاد الداعي إلى قتل النسوان وفلذات الأكباد"..
وسأتناول هذا الكتاب البديع بالتحليل والعرض على وجه الإيجاز أسأل الله التوفيق والسداد..
مواضيع كتاب "تخليص العباد من وحشية أبي القتاد الداعي إلى قتل النسوان وفلذات الأكباد"
هذا الكتاب هو القسم الأول في رد الشيخ عبد المالك رمضاني على أبي قتادة، وهو "ردٌّ على أبي قتادة الفلسطيني في استباحته دماء الأطفال والنساء المسلمين وغيرهم وبيان أن الإسلام بريء من ذلك".
وسَمَّاه "تخليص العباد .."..
والقسم الثاني رد فيه على أبي قتادة فيما استحله من الأعراض والأموال وسَمَّاه: "تنبيه النبيه على لصٍّ بِسَمْتِ فقيه" ولا أدري هل أتمه أم لا؟
فقد قال الشيخ في آخر كتابه تخليص العباد(ص/459) بشأن القسم الثاني : "يسر الله إتمامه، وبلغنا فيه رضاه، ورزقنا في كل ذلك الإخلاص".
لم يرتب الشيخ عبد المالك كتابه على فصول ومباحث وإنما عناوين رئيسة وفرعية، لذا سأقسمه أنا إلى فصول ومباحث ومطالب ..
فقد اشتمل كتاب الشيخ عبد المالك على:
المقدمة ذكر فيها خطر الخوارج ، وسبب تأليفه للكتاب، والمراجع التي اعتمد عليها في إثبات نسبة كلام أبي قتادة ، ونبه إلى أنه سيصور الوثائق أثناء توزيعه لمادة الكتاب حتى
لرد عل الخارجي عبد الفتّاح زِيراوي حمداشالقول الصراح في الرد على الطاعن في الشيخ فركوس .. التكفيري زراوي عبد الفتاح==بيان حال عبد الفتاح حمداش لتَّوبيخُ والتَّشْهيرُ بثالوثِ التَّفجيرِ والتَّكفيرِ"ردٌّ على المقدسي وأبي قتادة وأبي بصير"المقدمة
الحمد لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله أما بعد:
فإن موضوع المساهمة في اجتثاث التطرف، والإرهاب، والتكفير، والتفجير المبني عليه من أهم مواضيع هذا العصر..
وهذا الموضوع له أطراف عديدة ، وفروع كثيرة ، ولكني سأعرض في مقالي هذا جانباً هو من أهم الجوانب وأخطرها وأولاها.
توضيح هذا الجانب
من المعلوم أن التكفيريين والخوارج في العالم كله عندهم مرجعية يرجعون إليها، وكتب يعتمدون عليها، وأشخاص يعظمونهم ويحتفون بهم.
ورأسهم الذي يرجعون إليه في هذا الزمان هو سيد قطب ، فإنه أقنوم الخوارج، ومنظر التكفير والتفجير في هذا الزمان ..
وقد لقي نصيبه من تحذير العلماء ، وبيان خطره ، وعظيم ضرره ..
فقد رد عليه الشيخ عبد اللطيف السبكي -رحمهُ اللهُ- رئيس لجنة الفتوى بالأزهر فمما رد عليه فيما يتعلق بكتابه معالم في الطريق:
"بعد قراءته لكتاب "معالم في الطريق":
[فقد انتهيت في كتاب " معالم في الطريق " إلى أمور :
1- إن المؤلفَ إنسان مسرف في التشاؤم ، ينظر إلى المجتمع الإسلامي ، بل ينظر إلى الدنيا بمنظار أسود ويصورها للناس كما يراها هو أو أسود مما يراها ، ثم يتخيل بعد ذلك آمالاً ويَسْبح في خيال .
2- إن سيد قطب استباح باسم الدين أن يستفز البسطاء إلى ما يأباه الدين من مطاردة الحكام مهما يكن في ذلك عندي من إراقة دماء والفتك بالأبرياء وتخريب العمران وترويع المجتمع ، وتصدع الأمن ، والهاب الفتن في صور من الإفساد لا يعلم مداها غير الله وذلك هو معــنى الثورة الحركيــة التي رددها كلامه ..".
انظر: مجلة الثقافة الإسلامية العدد الثامن لسنة 23 في شعبان سنة 1385 هـ – 24 نوفمبر سنة 1965 م
وقد رد عليه مجموعة من العلماء والدعاة حتى ممن كانوا يعظمونه..
ومن أحسن من رد عليه : الشيخ عبد الله الدويش -رحمهُ اللهُ- في كتابه : المورد الزلال في أخطاء الظلال"..
وكذلك شيخنا الشيخ ربيع بن هادي المدخلي -حفظَهُ اللهُ ورعاهُ- فقد رد عليه في عدة كتب منها:
أضواء إسلامية على عقيدة سيد قطب وفكره، ومطاعن سيد قطب في أصحاب النبي -صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- ، والعواصم مما في كتب سيد قطب من القواصم..
وقد وُجِد وارثون لسيد قطب، قائمون بمنهجه وعقيدته، ناشرون لتكفيره ودعوته للثورة والتفجير، ولكن باسم أهل السنة والجماعة بل باسم السفية أحياناً ، وبنقولات مبتورة ومحرفة –لفظاً أو معنى- من كتب علماء الدعوة النجدية السلفية..
ومن أولئك الرؤوس الوارثين لمنهج سيد قطب التكفيري والتفجيري وأخطرهم :
1- أبو محمد المقدسي عصام برقاوي.
وله كتب هي عمدة الخوارج في العالم كله.
ومنها:
أ- الكواشف الجلية في كفر الدولة السعودية.
ب- ملة إبراهيم.
ج- كشف شبهات المجادلين عن الطواغيت.
د- الثلاثينية في التكفير
وغيرها من الكتب الساقطة الخبيثة.
2- أبو قتادة عمر محمود أبو عمر ، وله مذكرات كثيرة هي عمدة للخوارج والتكفيريين والمفجرين.
3- أبو بصير عبد المنعم حليمة.
وله كتاب الطائفة المنصورة ، وكتاب في البيعة والطواغيت وغيرها من الكتب.
وهناك رؤوس غيرهم ، ولكن هؤلاء أخطرهم ، بل أخطرهم على الإطلاق أبو محمد المقدسي.
ومن المعلوم أن المفجرين في العليا ، والمحيا والخبر وأشباههم من المطلوبين قد صرح كثير منهم بأنهم تأثروا بكتاب الكواشف الجلية ، وهو كتاب منتشر بين كثير من الشباب وصل إليهم تهريباً أو عن طريق الإنترنت .
وعمدة الإرهابيين المطلوبين أمنياً كأبي جندل الأزدي"فارس الزهراني" الذي أمكن الله منه كان يعتمد في كتبه البدعية على كتب أولئك الثالوث..
وأيضاً وجد أولئك الخوارج مدحاً من بعض المشايخ الذين تابوا ورجعوا عن تكفيرهم للدولة السعودية -حرسَها اللهُ-
وما من خارجي أو متأثر بهم إلا وهو يعتمد على كتب أولئك وفتاواهم .
يتبع بإذن الله...........http://elmanhag.blogspot.com/2013/05/blog-post_8540.html
جمال البليدي
14-10-2008, 09:43 PM
الردود على ذلك الثالوث الخارجي
أولاً: الردود على رأس الثالوث الخارجي: أبي محمد المقدسي عصام برقاوي
وقد عملت-بحمد الله- جاهداً في كشف شبهات أولئك الخوارج والرد عليهم عبر شبكة الإنترنت ، فكتب بحثاً سميته: "الردع والتبكيت بالمقدسي صاحب كشف شبهات المجادلين عن الطواغيت"
وهو ردٌّ مطول مكون من ثلاثة عشر فصلاً
الفصل الأول: معنى الطاغوت وأنه يشمل الكافر ورؤوس الضلال والبدع.
الفصل الثاني: معنى الكفر بالطاغوت وكيفية تحقيقه وبيان تلبيسات المقدسي في ذلك.
الفصل الثالث: معنى الدين ، وبيان تلبيس المقدسي في ذلك.
الفصل الرابع: معنى شرك الطاعة وبيان جهالات وتلبيسات المقدسي.
الفصل الخامس: التشريع بين معناه في الشرع ومعناه في لغة العرب ومصطلح الناس والرد على تلبيسات المقدسي.
الفصل السادس: أحوال الحكم بغير ما أنزل ، وتفصيل ذلك والرد على تلبيسات المقدسي.
الفصل السابع: بيان تلبيس المقدسي في قصة تبديل اليهود لحكم الزنا.
الفصل الثامن: بيان حقيقة الاستهزاء الذي هو كفر بالله العظيم وبيان تلبيس المقدسي.
الفصل التاسع: حكم إقامة الأحلاف والمعاهدات مع المشركين وبيان جهالات المقدسي.
الفصل العاشر: حكم موالاة المشركين وتفصيل ذلك والرد على جهالات المقدسي.
الفصل الحادي عشر: التفريق بين العقوبة على حق الله وحق عباده ليس من باب مساواة أو تفضيل حق العباد على حق الله ، والرد على جهالات المقدسي.
الفصل الثاني عشر: العذر بالجهل وبيان تخبط المقدسي فيه.
الفصل الثالث عشر: بيان جهالات متفرقة في كلام المقدسي ومن ذلك كلامه على الدولة السعودية -حَرَسَهَا اللهُ- .
وقد قاربت على إتمام هذا الكتاب أسأل الله تمامه على خير..
وكتبت مقالاً سميته: "وقفات مع المقدسي صاحب الكواشف الجلية المفتري على الدولة السعودية -حَرَسَهَا اللهُ-" .
ثُمَّ كتبت بحثاً ما زلت في إعداده ونشرت بعضه بعنوان : " الصواعق البرهانيَّة النازلة على المقدسي صاحب "الكواشف الجليَّة" المفترِي على الدولة السعودية –حرسها الله-"
وكتبت بحوثاً تصب في باب الرد على هذا الخارجي المارق مثل :
"الحججُ القويَّةُ على وجوبِ الدِّفاعِ عن الدولةِ السُّعوديَّةِ -حَرَسَهَا اللهُ رب البريَّة-" وهو في نحو خمسمائة صفحة ، وقد أتممته والحمد لله ، وهو قيد الطبع..
وكتاب : "دفع الشبه الغويَّة عن المملكة العربيَّة السعودية" وهو قيد الطبع أيضاً.
وغيرها من الأبحاث والمقالات ..
وهناك مشايخ فضلاء ، وطلاب علم بارزون كتبوا وردوا على الخوارج .
جمال البليدي
14-10-2008, 09:44 PM
ثانياً: الرد على ثاني الثالوث الخارجي: أبي قتادة عمر محمود أبو عمر الفلسطيني البريطاني!!
كان هذا الرجل على عقيدة السلف الصالح، طالباً مهتماً بعلم الحديث، مهتماً بالعقيدة السلفية وبكتب السلف، حتى أنه حقق كتابين من الكتب السلفية وهما "معارج القبول" للشيخ العلامة حافظ الحكمي -رحمهُ اللهُ- ، وكتاب "طريق الهجرتين" للإمام ابن القيم -رحمهُ اللهُ- ..
ورغم أن تحقيقه عليه ملاحظات، وخاصة تحقيقه لطريق الهجرتين ، ولكن هذا يدل على أنه كان مهتماً بالعلم الشرعي السلفي ولكن كان هذا قبل انحرافه ، وولوجه في متاهات التكفير والخروج!
وقيل إنه بسبب التقائه بالمقدسي أو أحد أتباعه أو بسبب ذهابه إلى أفغانستان ..
هذا الرجل بعد أن أصبح خارجياً مقيتاً طاردته الحكومة الأردنية نظراً لمعتقده الخبيث ولتجمعاته المشبوهة، فدبر أمره وهاجر من بلاد المسلمين متوجهاً شطر عقر دار الكفر "وأم الخبائث" –كما سماها بعض المسلمين البريطانيين- بريطانيا!!
فاستحب مجاورة الكفار الأصليين ، وتفيؤ ظلالهم! ، والركون إلى ضلالهم ، والأكل من أموالهم، والاستجارة بجوارهم!!
فبدل أن يبقى في بلاده أو على الأقل يهرب إلى أفغانستان أو إلى السودان أو اليمن هاجر!! إلى عاصمة الكفر والفسق والرذيلة والمؤسسات اليهودية!!
فمنذ أن صار خارجياً ومن ثَمَّ هاجر! إلى عاصمة الكفر "لندن" وهو في تخبط ودمار ، وكل يوم يزداد سوءاً وخبثاً وفساداً..
ومن بوادر ضلاله تركه الاهتمام بالعلم الشرعي السلفي ، والتفرغ للجدل والتنظير للخوارج والمجرمين القتلة حتى صار من رموز المفسدين في الأرض عملاء اليهود!!
فهو يظن أن بريطانيا تنفق عليه كما تنفق على عموم اللاجئين!!
وهذا من جهله وغبائه، بل هي تنفق عليه طوال تلك الفترة للاستفادة منه في التفريق بين المسلمين، وإشاعة الفوضى والتوحش!! الذي ينادي به هذا البريطاني الخارجي!!
وقد خذلته بريطانيا نوعاً ما ، فهي تسير وفق مصلحتها..
الردود على أبي قتادة
لم أتابع الردود على أبي قتادة كثيراً، ولكن حصل بيني وبينه نقاش طويل حول وصفي له بأنه من الخوارج وكان هذا قبل أكثر من سنتين ..
فكان مما قاله أبو قتادة البريطاني : " أنا أقول بكفر الوزراء-شيوخا كانوا أو غير شيوخ- وذلك لتحقق علة الحكم فيهم=وهي أن العلاقة بين الوزراء علاقة تضامنية، فلا يصح لوزير الصحة أن يتبرأ من الدستور والقانون والتشريع الذي يعمل به رئيس الوزراء أو الملك أو رئيس الجمهورية وكذلك وزير الأوقاف ووزير العدل وباقي الوزراء، وهذا مما لا يفهمه الكثير ممن أجازوا عمل الوزارة في أنظمة الردة استدلالا بعمل يوسف عليه السلام."
ومما قلته له –معارضاً به كلامه- : " وفي الختام شكراً لأبي قتادة أنه كشف للقراء عن هذا الفكر الذي يعشعش في أذهان جماعة من الناس ويسمونه كذباً وزوراً "بالسلفية الجهادية"، ومذهب أهل السُّنة والجماعة ، ولا يظنن أحداً أن هذا لا يعد نموذجاً لهؤلاء القوم ، بل هو النموذج الكافي لهم ، فلقد خبرناهم وعجمنا أعوادهم فما زادوا إلا أن يكونوا مثل هذا الخارجي !"
##وقد تابعت نقاشاً دار بينه وبين الخارجي أبي حمزة المصري تلميذ أبي قتادة!! الذي عقَّ شيخه!! وشتم شيخه في ذلك الحوار!! وكان أبو قتادة أقل جرماً وإسرافاً وغلواً من تلميذه الخبيث!!
وعنوان الموضوع الذي كتبه أبو حمزة المصري البريطاني في منتدى المسرح-قديماً- "هيئة كبار العلماء في السعودية طائفة كفرٍ وردةٍ" !!
وبرز أبو قتادة البريطاني راداً على تلميذه ومخطئاً له!!
ولكنهما اتفقا على تكفير الدولة السعودية -حرسَها اللهُ- ، واتفقا على الطعن في العلماء وفي هيئة كبار العلماء خصوصاً!!
فقد كان هَمُّ أبي قتادة البريطاني عدم تعميم التكفير على هيئة كبار العلماء وليس الثناء عليهم وإعطاءهم حقاً من الفضل والاحترام والإكرام..
وقد كفَّر في رده على أبي حمزة : الجيش والشرطة وجميع العساكر ، والوزراء..
وكان مما قال أبو قتادة في نقاشه ذاك متكلماً عن هيئة كبار العلماء : "إن أردت أن أفعالهم هذه جريمة وخطأ وغلط فنعم, فهي كذلك ، وإن كانت هذه مما تجعلهم طائفة ردة وكفر فهذا الذي لا يصح فقهاً ولا نظراً"
وقال قبله: "أ-حديثنا هنا عن تكفير الهيئة لا عن تقصيرها ولا إجرامها".
فهذا نموذج لغلوه في التكفير ، ولطعنه في العلماء جملة !!
ومن الردود على ثاني ثالوث التكفير "أبي قتادة البريطاني"
كتاب الشيخ عبد المالك رمضاني : "تخليص العباد من وحشية أبي القتاد الداعي إلى قتل النسوان وفلذات الأكباد"
مؤلف كتاب : "تخليص العباد.." هو الشيخ عبد المالك بن أحمد رمضاني الجزائري ، نزيل المدينة النبوية ..
وهو من دعاة الجزائر المعروفين، ومن طلبة العلم الكبار المرموقين ..
كان للشيخ صولات وجولات مع التكفيريين وأتباعهم قبل فتنة الجزائر وفي أثنائها حتى وصل الأمر بهؤلاء الخوارج أن أحلوا دمه!!
سكن الشيخ في المدينة ، وكتب كتاباً بديعاً بين فيه حقيقة فتنة الجزائر، ودور الخوارج والقطبيين في إذكائها وإشعالها، وبين جهل كثير من دعاة فقه الواقع بالواقع!!
وهو كتاب: "مدارك النظر في السياسة بين التطبيقات الشرعية والانفعالات الحماسية".
مع ما ضم كتابه من فوائد علمية، وقواعد سلفية، وأدلة دامغة جلية ..
وحظي كتابه بثناء العلماء واحتفائهم به، حتى راجعه، وقرظ له علامة الشام وريحانته، ومحدث العصر الشيخ محمد ناصر الدين الألباني -رحمهُ اللهُ- .
وقرظ له العلامة المحدث الشيخ عبد المحسن العباد -حفظَهُ اللهُ ورعاهُ- ..
وبعد كتابه ذاك ذاع صيت الشيخ عبد المالك رمضاني، واحتفى به السلفيون في مشارق الأرض ومغربها، وتتوق السلفيون إلى جديد كتبه ومؤلفاته، لما تحويه من بديع النظم، وحسن الاختيار، وسلاسة الأسلوب، والحجج الدامغة، والبراهين الظاهرة ..
فكتب : "فتاوى العلماء الأكابر فيما أهدر من دماء في الجزائر".
ومن كتبه التي فرح بها السلفيون، وتلهف لها طلاب العلم والحق كتابنا هذا ألا وهو : "تخليص العباد من وحشية أبي القتاد الداعي إلى قتل النسوان وفلذات الأكباد"..
وسأتناول هذا الكتاب البديع بالتحليل والعرض على وجه الإيجاز أسأل الله التوفيق والسداد..
مواضيع كتاب "تخليص العباد من وحشية أبي القتاد الداعي إلى قتل النسوان وفلذات الأكباد"
هذا الكتاب هو القسم الأول في رد الشيخ عبد المالك رمضاني على أبي قتادة، وهو "ردٌّ على أبي قتادة الفلسطيني في استباحته دماء الأطفال والنساء المسلمين وغيرهم وبيان أن الإسلام بريء من ذلك".
وسَمَّاه "تخليص العباد .."..
والقسم الثاني رد فيه على أبي قتادة فيما استحله من الأعراض والأموال وسَمَّاه: "تنبيه النبيه على لصٍّ بِسَمْتِ فقيه" ولا أدري هل أتمه أم لا؟
فقد قال الشيخ في آخر كتابه تخليص العباد(ص/459) بشأن القسم الثاني : "يسر الله إتمامه، وبلغنا فيه رضاه، ورزقنا في كل ذلك الإخلاص".
لم يرتب الشيخ عبد المالك كتابه على فصول ومباحث وإنما عناوين رئيسة وفرعية، لذا سأقسمه أنا إلى فصول ومباحث ومطالب ..
فقد اشتمل كتاب الشيخ عبد المالك على:
المقدمة ذكر فيها خطر الخوارج ، وسبب تأليفه للكتاب، والمراجع التي اعتمد عليها في إثبات نسبة كلام أبي قتادة ، ونبه إلى أنه سيصور الوثائق أثناء توزيعه لمادة الكتاب حتى يقف القارئ على البرهان(ص/7) .
المدخل، وذكر فيه ثلاثة أصول :=لتَّوبيخُ والتَّشْهيرُ بثالوثِ التَّفجيرِ والتَّكفيرِ"ردٌّ على المقدسي وأبي قتادة وأبي بصير"
==
فإن موضوع المساهمة في اجتثاث التطرف، والإرهاب، والتكفير، والتفجير المبني عليه من أهم مواضيع هذا العصر..
وهذا الموضوع له أطراف عديدة ، وفروع كثيرة ، ولكني سأعرض في مقالي هذا جانباً هو من أهم الجوانب وأخطرها وأولاها.
توضيح هذا الجانب
من المعلوم أن التكفيريين والخوارج في العالم كله عندهم مرجعية يرجعون إليها، وكتب يعتمدون عليها، وأشخاص يعظمونهم ويحتفون بهم.
ورأسهم الذي يرجعون إليه في هذا الزمان هو سيد قطب ، فإنه أقنوم الخوارج، ومنظر التكفير والتفجير في هذا الزمان ..
وقد لقي نصيبه من تحذير العلماء ، وبيان خطره ، وعظيم ضرره ..
فقد رد عليه الشيخ عبد اللطيف السبكي -رحمهُ اللهُ- رئيس لجنة الفتوى بالأزهر فمما رد عليه فيما يتعلق بكتابه معالم في الطريق:
"بعد قراءته لكتاب "معالم في الطريق":
[فقد انتهيت في كتاب " معالم في الطريق " إلى أمور :
1- إن المؤلفَ إنسان مسرف في التشاؤم ، ينظر إلى المجتمع الإسلامي ، بل ينظر إلى الدنيا بمنظار أسود ويصورها للناس كما يراها هو أو أسود مما يراها ، ثم يتخيل بعد ذلك آمالاً ويَسْبح في خيال .
2- إن سيد قطب استباح باسم الدين أن يستفز البسطاء إلى ما يأباه الدين من مطاردة الحكام مهما يكن في ذلك عندي من إراقة دماء والفتك بالأبرياء وتخريب العمران وترويع المجتمع ، وتصدع الأمن ، والهاب الفتن في صور من الإفساد لا يعلم مداها غير الله وذلك هو معــنى الثورة الحركيــة التي رددها كلامه ..".
انظر: مجلة الثقافة الإسلامية العدد الثامن لسنة 23 في شعبان سنة 1385 هـ – 24 نوفمبر سنة 1965 م
وقد رد عليه مجموعة من العلماء والدعاة حتى ممن كانوا يعظمونه..
ومن أحسن من رد عليه : الشيخ عبد الله الدويش -رحمهُ اللهُ- في كتابه : المورد الزلال في أخطاء الظلال"..
وكذلك شيخنا الشيخ ربيع بن هادي المدخلي -حفظَهُ اللهُ ورعاهُ- فقد رد عليه في عدة كتب منها:
أضواء إسلامية على عقيدة سيد قطب وفكره، ومطاعن سيد قطب في أصحاب النبي -صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- ، والعواصم مما في كتب سيد قطب من القواصم..
وقد وُجِد وارثون لسيد قطب، قائمون بمنهجه وعقيدته، ناشرون لتكفيره ودعوته للثورة والتفجير، ولكن باسم أهل السنة والجماعة بل باسم السفية أحياناً ، وبنقولات مبتورة ومحرفة –لفظاً أو معنى- من كتب علماء الدعوة النجدية السلفية..
ومن أولئك الرؤوس الوارثين لمنهج سيد قطب التكفيري والتفجيري وأخطرهم :
1- أبو محمد المقدسي عصام برقاوي.
وله كتب هي عمدة الخوارج في العالم كله.
ومنها:
أ- الكواشف الجلية في كفر الدولة السعودية.
ب- ملة إبراهيم.
ج- كشف شبهات المجادلين عن الطواغيت.
د- الثلاثينية في التكفير
وغيرها من الكتب الساقطة الخبيثة.
2- أبو قتادة عمر محمود أبو عمر ، وله مذكرات كثيرة هي عمدة للخوارج والتكفيريين والمفجرين.
3- أبو بصير عبد المنعم حليمة.
وله كتاب الطائفة المنصورة ، وكتاب في البيعة والطواغيت وغيرها من الكتب.
وهناك رؤوس غيرهم ، ولكن هؤلاء أخطرهم ، بل أخطرهم على الإطلاق أبو محمد المقدسي.
ومن المعلوم أن المفجرين في العليا ، والمحيا والخبر وأشباههم من المطلوبين قد صرح كثير منهم بأنهم تأثروا بكتاب الكواشف الجلية ، وهو كتاب منتشر بين كثير من الشباب وصل إليهم تهريباً أو عن طريق الإنترنت .
وعمدة الإرهابيين المطلوبين أمنياً كأبي جندل الأزدي"فارس الزهراني" الذي أمكن الله منه كان يعتمد في كتبه البدعية على كتب أولئك الثالوث..
وأيضاً وجد أولئك الخوارج مدحاً من بعض المشايخ الذين تابوا ورجعوا عن تكفيرهم للدولة السعودية -حرسَها اللهُ-
وما من خارجي أو متأثر بهم إلا وهو يعتمد على كتب أولئك وفتاواهم .
08, 09:43 PM
الردود على ذلك الثالوث الخارجي
أولاً: الردود على رأس الثالوث الخارجي: أبي محمد المقدسي عصام برقاوي
وقد عملت-بحمد الله- جاهداً في كشف شبهات أولئك الخوارج والرد عليهم عبر شبكة الإنترنت ، فكتب بحثاً سميته: "الردع والتبكيت بالمقدسي صاحب كشف شبهات المجادلين عن الطواغيت"
و معنى شرك الطاعة وبيان جهالات وتلبيسات المقدسي.
الفصل الخامس: التشريع بين معناه في الشرع ومعناه في لغة العرب ومصطلح الناس والرد على تلبيسات المقدسي.
الفصل السادس: أحوال الحكم بغير ما أنزل ، وتفصيل ذلك والرد على تلبيسات المقدسي.
الفصل السابع: بيان تلبيس المقدسي في قصة تبديل اليهود لحكم الزنا.
الفصل الثامن: بيان حقيقة الاستهزاء الذي هو كفر بالله العظيم وبيان تلبيس المقدسي.
الفصل التاسع: حكم إقامة الأحلاف والمعاهدات مع المشركين وبيان جهالات المقدسي.
الفصل العاشر: حكم موالاة المشركين وتفصيل ذلك والرد على جهالات المقدسي.
الفصل الحادي عشر: التفريق بين العقوبة على حق الله وحق عباده ليس من باب مساواة أو تفضيل حق العباد على حق الله ، والرد على جهالات المقدسي.
الفصل الثاني عشر: العذر بالجهل وبيان تخبط المقدسي فيه.
الفصل الثالث عشر: بيان جهالات متفرقة في كلام المقدسي ومن ذلك كلامه على الدولة السعودية -حَرَسَهَا اللهُ- .
وقد قاربت على إتمام هذا الكتاب أسأل الله تمامه على خير..
وكتبت مقالاً سميته: "وقفات مع المقدسي صاحب الكواشف الجلية المفتري على الدولة السعودية -حَرَسَهَا اللهُ-" .
ثُمَّ كتبت بحثاً ما زلت في إعداده ونشرت بعضه بعنوان : " الصواعق البرهانيَّة النازلة على المقدسي صاحب "الكواشف الجليَّة" المفترِي على الدولة السعودية –حرسها الله-"
وكتبت بحوثاً تصب في باب الرد على هذا الخارجي المارق مثل :
"الحججُ القويَّةُ على وجوبِ الدِّفاعِ عن الدولةِ السُّعوديَّةِ -حَرَسَهَا اللهُ رب البريَّة-" وهو في نحو خمسمائة صفحة ، وقد أتممته والحمد لله ، وهو قيد الطبع..
وكتاب : "دفع الشبه الغويَّة عن المملكة العربيَّة السعودية" وهو قيد الطبع أيضاً.
وغيرها من الأبحاث والمقالات ..
وهناك مشايخ فضلاء ، وطلاب علم بارزون كتبوا وردوا على الخوارج .
جمال البليدي
14-10-2008, 09:44 PM
ثانياً: الرد على ثاني الثالوث الخارجي: أبي قتادة عمر محمود أبو عمر الفلسطيني البريطاني!!
كان هذا الرجل على عقيدة السلف الصالح، طالباً مهتماً بعلم الحديث، مهتماً بالعقيدة السلفية وبكتب السلف، حتى أنه حقق كتابين من الكتب السلفية وهما "معارج القبول" للشيخ العلامة حافظ الحكمي -رحمهُ اللهُ- ، وكتاب "طريق الهجرتين" للإمام ابن القيم -رحمهُ اللهُ- ..
ورغم أن تحقيقه عليه ملاحظات، وخاصة تحقيقه لطريق الهجرتين ، ولكن هذا يدل على أنه كان مهتماً بالعلم الشرعي السلفي ولكن كان هذا قبل انحرافه ، وولوجه في متاهات التكفير والخروج!
وقيل إنه بسبب التقائه بالمقدسي أو أحد أتباعه أو بسبب ذهابه إلى أفغانستان ..
هذا الرجل بعد أن أصبح خارجياً مقيتاً طاردته الحكومة الأردنية نظراً لمعتقده الخبيث ولتجمعاته المشبوهة، فدبر أمره وهاجر من بلاد المسلمين متوجهاً شطر عقر دار الكفر "وأم الخبائث" –كما سماها بعض المسلمين البريطانيين- بريطانيا!!
فاستحب مجاورة الكفار الأصليين ، وتفيؤ ظلالهم! ، والركون إلى ضلالهم ، والأكل من أموالهم، والاستجارة بجوارهم!!
فبدل أن يبقى في بلاده أو على الأقل يهرب إلى أفغانستان أو إلى السودان أو اليمن هاجر!! إلى عاصمة الكفر والفسق والرذيلة والمؤسسات اليهودية!!
فمنذ أن صار خارجياً ومن ثَمَّ هاجر! إلى عاصمة الكفر "لندن" وهو في تخبط ودمار ، وكل يوم يزداد سوءاً وخبثاً وفساداً..
ومن بوادر ضلاله تركه الاهتمام بالعلم الشرعي السلفي ، والتفرغ للجدل والتنظير للخوارج والمجرمين القتلة حتى صار من رموز المفسدين في الأرض عملاء اليهود!!
فهو يظن أن بريطانيا تنفق عليه كما تنفق على عموم اللاجئين!!
وهذا من جهله وغبائه، بل هي تنفق عليه طوال تلك الفترة للاستفادة منه في التفريق بين المسلمين، وإشاعة الفوضى والتوحش!! الذي ينادي به هذا البريطاني الخارجي!!
وقد خذلته بريطانيا نوعاً ما ، فهي تسير وفق مصلحتها..
الردود على أبي قتادة
لم أتابع الردود على أبي قتادة كثيراً، ولكن حصل بيني وبينه نقاش طويل حول وصفي له بأنه من الخوارج وكان هذا قبل أكثر من سنتين ..
فكان مما قاله أبو قتادة البريطاني : " أنا أقول بكفر الوزراء-شيوخا كانوا أو غير شيوخ- وذلك لتحقق علة الحكم فيهم=وهي أن العلاقة بين الوزراء علاقة تضامنية، فلا يصح لوزير الصحة أن يتبرأ من الدستور والقانون والتشريع الذي يعمل به رئيس الوزراء أو الملك أو رئيس الجمهورية وكذلك وزير الأوقاف ووزير العدل وباقي الوزراء، وهذا مما لا يفهمه الكثير ممن أجازوا عمل الوزارة في أنظمة الردة استدلالا بعمل يوسف عليه السلام."
ومما قلته له –معارضاً به كلامه- : " وفي الختام شكراً لأبي قتادة أنه كشف للقراء عن هذا الفكر الذي يعشعش في أذهان جماعة من الناس ويسمونه كذباً وزوراً "بالسلفية الجهادية"، ومذهب أهل السُّنة والجماعة ، ولا يظنن أحداً أن هذا لا يعد نموذجاً لهؤلاء القوم ، بل هو النموذج الكافي لهم ، فلقد خبرناهم وعجمنا أعوادهم فما زادوا إلا أن يكونوا مثل هذا الخارجي !"
##وقد تابعت نقاشاً دار بينه وبين الخارجي أبي حمزة المصري تلميذ أبي قتادة!! الذي عقَّ شيخه!! وشتم شيخه في ذلك الحوار!! وكان أبو قتادة أقل جرماً وإسرافاً وغلواً من تلميذه الخبيث!!
وعنوان الموضوع الذي كتبه أبو حمزة المصري البريطاني في منتدى المسرح-قديماً- "هيئة كبار العلماء في السعودية طائفة كفرٍ وردةٍ" !!
وبرز أبو قتادة البريطاني راداً على تلميذه ومخطئاً له!!
ولكنهما اتفقا على تكفير الدولة السعودية -حرسَها اللهُ- ، واتفقا على الطعن في العلماء وفي هيئة كبار العلماء خصوصاً!!
فقد كان هَمُّ أبي قتادة البريطاني عدم تعميم التكفير على هيئة كبار العلماء وليس الثناء عليهم وإعطاءهم حقاً من الفضل والاحترام والإكرام..
وقد كفَّر في رده على أبي حمزة : الجيش والشرطة وجميع العساكر ، والوزراء..
وكان مما قال أبو قتادة في نقاشه ذاك متكلماً عن هيئة كبار العلماء : "إن أردت أن أفعالهم هذه جريمة وخطأ وغلط فنعم, فهي كذلك ، وإن كانت هذه مما تجعلهم طائفة ردة وكفر فهذا الذي لا يصح فقهاً ولا نظراً"
وقال قبله: "أ-حديثنا هنا عن تكفير الهيئة لا عن تقصيرها ولا إجرامها".
فهذا نموذج لغلوه في التكفير ، ولطعنه في العلماء جملة !!
ومن الردود على ثاني ثالوث التكفير "أبي قتادة البريطاني"
كتاب الشيخ عبد المالك رمضاني : "تخليص العباد من وحشية أبي القتاد الداعي إلى قتل النسوان وفلذات الأكباد"
مؤلف كتاب : "تخليص العباد.." هو الشيخ عبد المالك بن أحمد رمضاني الجزائري ، نزيل المدينة النبوية ..
وهو من دعاة الجزائر المعروفين، ومن طلبة العلم الكبار المرموقين ..
كان للشيخ صولات وجولات مع التكفيريين وأتباعهم قبل فتنة الجزائر وفي أثنائها حتى وصل الأمر بهؤلاء الخوارج أن أحلوا دمه!!
سكن الشيخ في المدينة ، وكتب كتاباً بديعاً بين فيه حقيقة فتنة الجزائر، ودور الخوارج والقطبيين في إذكائها وإشعالها، وبين جهل كثير من دعاة فقه الواقع بالواقع!!
وهو كتاب: "مدارك النظر في السياسة بين التطبيقات الشرعية والانفعالات الحماسية".
مع ما ضم كتابه من فوائد علمية، وقواعد سلفية، وأدلة دامغة جلية ..
وحظي كتابه بثناء العلماء واحتفائهم به، حتى راجعه، وقرظ له علامة الشام وريحانته، ومحدث العصر الشيخ محمد ناصر الدين الألباني -رحمهُ اللهُ- .
وقرظ له العلامة المحدث الشيخ عبد المحسن العباد -حفظَهُ اللهُ ورعاهُ- ..
وبعد كتابه ذاك ذاع صيت الشيخ عبد المالك رمضاني، واحتفى به السلفيون في مشارق الأرض ومغربها، وتتوق السلفيون إلى جديد كتبه ومؤلفاته، لما تحويه من بديع النظم، وحسن الاختيار، وسلاسة الأسلوب، والحجج الدامغة، والبراهين الظاهرة ..
فكتب : "فتاوى العلماء الأكابر فيما أهدر من دماء في الجزائر".
ومن كتبه التي فرح بها السلفيون، وتلهف لها طلاب العلم والحق كتابنا هذا ألا وهو : "تخليص العباد من وحشية أبي القتاد الداعي إلى قتل النسوان وفلذات الأكباد"..
وسأتناول هذا الكتاب البديع بالتحليل والعرض على وجه الإيجاز أسأل الله التوفيق والسداد..
مواضيع كتاب "تخليص العباد من وحشية أبي القتاد الداعي إلى قتل النسوان وفلذات الأكباد"
هذا الكتاب هو القسم الأول في رد الشيخ عبد المالك رمضاني على أبي قتادة، وهو "ردٌّ على أبي قتادة الفلسطيني في استباحته دماء الأطفال والنساء المسلمين وغيرهم وبيان أن الإسلام بريء من ذلك".
وسَمَّاه "تخليص العباد .."..
والقسم الثاني رد فيه على أبي قتادة فيما استحله من الأعراض والأموال وسَمَّاه: "تنبيه النبيه على لصٍّ بِسَمْتِ فقيه" ولا أدري هل أتمه أم لا؟
فقد قال الشيخ في آخر كتابه تخليص العباد(ص/459) بشأن القسم الثاني : "يسر الله إتمامه، وبلغنا فيه رضاه، ورزقنا في كل ذلك الإخلاص".
لم يرتب الشيخ عبد المالك كتابه على فصول ومباحث وإنما عناوين رئيسة وفرعية، لذا سأقسمه أنا إلى فصول ومباحث ومطالب ..
فقد اشتمل كتاب الشيخ عبد المالك على:
المقدمة ذكر فيها خطر الخوارج ، وسبب تأليفه للكتاب، والمراجع التي اعتمد عليها في إثبات نسبة كلام أبي قتادة ، ونبه إلى أنه سيصور الوثائق أثناء توزيعه لمادة الكتاب حتى)============
شبهات خوارج العصر=وهو قوله: "كفر دون كفر". وفي رواية: "ليس الكفر الذي تذهيون إليه"
ورواية: "ليس كمن كفر بالله وملائكته وكتبه".؟
لأن نفرا طعنوا قيه، فقالوا: هذا الأثر الوارد ضعيف بجميع رواياته، بألفاظها المختلفة؟؟
الرد عليها:
قال أحمد شاكر: خبر طاوس عن ابن عباس، رواه الحاكم في المستدرك (2: 313) من طريق سفيان بن عيينة، عن هشام بن حجير، عن طاوس، عن ابن عباس: "إنه ليس بالكفر الذي يذهبون إليه، إنه ليس كفرًا ينقل عنه الملة".
ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون"، كفر دون الكفر"، هذا لفظه، ثم قال: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، وقال الذهبي: "صحيح".
وقال العلامة ابن عثيمين في "التحذير من فتنة التكفير"[1]:
لكن لما كان هذا الأثر لا يرضي هؤلاء المفتونين بالتكفير؛ صاروا يقولون: هذا الأثر غير مقبول! ولا يصح عن ابن عباس! فيقال لهم: كيف لا يصحّ؛ وقد تلقاه من هو أكبر منكم، وأفضل، وأعلم بالحديث؟! وتقولون: لا نقبل!!. فيكفينا أن علماء جهابذة؛ كشيخ الإسلام ابن تيمية، وابن القيم – وغيرهما – كلهم تلقوه بالقبول ويتكلمون به، وينقلونه؛ فالأثر صحيح.
أما القول إنها مدرجة من كلام ابن طاووس، فهل كان ابن طاووس مرجئيا، أو غير معلوم حاله، على الرغم من كونه أحد التلاميذ الكبار لمدارس الصحابة!!؟
أو بعبارة أخرى، هل يُعقل أنه كان مجهول الحال، إلى هذا الحد، عند من عاصره من علماء وأكابر الصحابة....؟؟؟؟؟. أما قول من قال: " الرواية الصحيحة الثابتة هي رواية عبد الرزاق المطلقة التي تقرر (هي به كفر) "، فإن قول ابن عباس: "كفر دون كفر"، لا يختلف عن قوله: "هي به كفر". وكلاهما يقصد به مثل ما قاله صلى الله عليه وسلم: " اثنتان فى الناس هما بهم كفر: الطعن فى النسب، والنياحة على الميت ". صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه. وقوله: " من قال مطرنا بنؤ كذا وكذا فذاك كافر بي مؤمن بالكوكب " وقوله: " لا ترجعوا بعدى كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض وعجبا للشيخ العلوان كيف جازف بالحكم على قول ابن عباس بالنكارة، وهو قول السلف جميعا وهو ماعليه أهل السنة كما نقله شيخ الاسلام عن الإمام البخاري وأقره عليه.
فإن كان الأمر متعلقا بالإسناد، فالرواية شاذة على أسوأ الأحوال وليست منكرة.
ولكنها صحيحة؛ لأنها متلقاة بالقبول، كما يدل عليه كلام شيخ الاسلام، رحمه الله.
وهذا تخريج العلامة المحدث الشيخ ناصر الألباني، رحمه الله، لأثر ابن عباس:
2552- إن الله عز وجل أنزل: { وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ } و{ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ } و{فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ المائدة}
قال ابن عباس: (أنزلها الله في الطائفتين من اليهود...... الحديث
أخرجه أحمد (1/246) والطبراني في (المعجم الكبير) (3/95/1) من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن ابن عباس قال: فذكره. وعزاه السيوطي في (الدر المنثور) (2/281) لأبي داود أيضا وابن جرير وابن المنذر وأبي الشيخ وابن مردوية عن ابن عباس، وهو عند ابن جرير في (التفسير) (12037ج10/352) من هذا الوجه، لكنه لم يذكر في إسناده ابن عباس.
وعند أبي داود (3576) نزول الآيات الثلاث في اليهود خاصة في قريظة والنضير. فقط خلافا لما يوهمه قول ابن كثير في التفسير (6/160) بعد ما ساق رواية أحمد هذه المطولة: (ورواه أبو داود من حديث ابن أبي الزناد عن أبيه نحوه)!
وقد نقل عن صاحب (الروض الباسم في الذب عن سنة أبي القاسم) أنه حسن إسناده. ولم أر هذا في كتابه: (التفسير) فلعله في بعض كتبه الأخرى. وتحسين هذا الإسناد هو الذي تقتضيه قواعد هذا العلم الشريف، فإن مداره على عبد الرحمن بن أبي الزناد، وهو كما قال الحافظ: صدوق، تغير حفظه لما قدم بغداد، وكان فقيها).
فقول الهيثمي (7/16): (رواه أحمد والطبراني بنحوه، وفيه عبد الرحمن بن أبي الزناد، وهو ضعيف، وقد وثق، وبقية رجال أحمد ثقات).
قلت: فقوله فيه: (ضعيف، وقد وثّق) ليس بجيد؛ لأنه يرجح قول من ضعفه على قول من وثقه، والحق أنه وسط، وأنه حسن الحديث؛ إلا أن يخالف، وهذا مما لا يستفاد من قوله المذكور فيه. والله أعلم.
1- روى ابن جرير الطبري (10/355/12053) بإسناد صحيح عن ابن عباس: (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) قال: هي به كفر، وليس كفرا بالله وملائكته وكتبه ورسله.
2- وفي رواية عنه في هذه الآية: إنه ليس بالكفر الذي يذهبون إليه، إنه ليس كفرا ينقل عن الملة، كفر دون كفر.
أخرجه الحاكم (2/313)، وقال: (صحيح الإسناد) ووافقه الذهبي، وحقهما أن يقولا: على شرط الشيخين، فإن إسناده كذلك.
ثم رأيت الحافظ ابن كثير نقل في تفسيره (6/163) عن الحاكم أنه قال: (صحيح على شرط الشيخين) فالظاهر أن في نسخة (المستدرك) المطبوعة سقطا، وعزاه ابن كثير لابن أبي حاتم أيضا ببعض اختصار.
3- وفي أخرى عنه من رواية علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال: من جحد ماأنزل الله فقد كفر، ومن أقر به ولم يحكم فهو ظالم فاسق. أخرجه ابن جرير (12063)
قلت: وابن أبي طلحة لم يسمع من ابن عباس، لكنه جيد في الشواهد.
4- ثم روى (12047-12051)عن عطاء بن أبي رباح قوله: (وذكر الآيات الثلاث): كفر دون كفر، وفسق دون فسق، وظلم دون ظلم. وإسناده صحيح.
5- ثم روى (12052)عن سعيد المكي عن طاووس (وذكر الآية)، قال: ليس بكفر ينقل عن الملة. وإسناده صحيح، وسعيد هذا هو ابن زياد الشيباني المكي، وثقه ابن معين والعجلي وابن حبان وغيرهم، وروى عنه جمع.
6- وروى (12025،12026) من طريقين عن عمران بن حدير قال: أتى أبا مجلز ناس من بني عمرو بن سدوس (وفي الطريق الأخرى: نفر من الإباضية)
فقالوا: أرأيت قول الله: { وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} أحق هو؟ قال: نعم. قالوا: { وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ } أحق هو؟ قال: نعم.
قالوا: :{ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} أحق هو؟ قال نعم.
فقالوا: ياأبا مجلز فيحكم هؤلاء بما أنزل الله؟ قال: هو دينهم الذي يدينون به، وبه يقولون وإليه يدعون ـ [ يعني الأمراء ] ـ فإن هم تركوا شيئا منه عرفوا أنهم أصابوا ذنبا. فقالوا: لا والله، ولكنك تفرق.
قال: أنتم أولى بهذا مني ! لا أرى، وإنكم أنتم ترون هذا ولا تَحَرّجون، ولكنها أنزلت في اليهود والنصارى وأهل الشرك. أو نحوا من هذا، وإسناده صحيح.
وجملة القول؛ أن الآية نزلت في اليهود الجاحدين لما أنزل الله. فمن شاركهم في الجحد، فهو كافر كفرا اعتقاديا. ومن لم يشاركهم في الجحد، فكفره عملي؛ لأنه عمل عملهم، فهو بذلك مجرم آثم، ولكن لا يخرج بذلك عن الملة، كما تقدم عن ابن عباس رضي الله عنه. وقد شرح هذا وزاده بيانا الإمام الحافظ أبو عبيد القاسم بن سلام في (كتاب الإيمان) (باب الخروج من الإيمان بالمعاصي) (ص 84-97 بتحقيقي)، فليراجعه من شاء المزيد من التحقيق.
وبعد كتابة ماسبق، رأيت شيخ الإسلام ابن تيمية، رحمه الله، يقول في تفسير آية الحكم المتقدمة في مجموع الفتاوى (3/26: (أي هو المستحل للحكم بغير ماأنزل الله)
ثم ذكر (7/254) أن الإمام أحمد سُئل عن الكفر المذكور فيها؟ فقال: كفر لا ينقل عن الإيمان، مثل الإيمان بعضه دون بعض، فكذلك الكفر، حتى يجيء من ذلك أمر لا يُختلف فيه. وقال (7/312): (وإن كان من قول السلف إن الإنسان يكون فيه إيمان ونفاق، فكذلك في قولهم إنه يكون فيه إيمان وكفر؛ ليس هو الكفر الذي ينقل عن الملة، كما قال ابن عباس، وأصحابه، في قوله تعالى: (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) قالوا: كفر لا ينقل عن الملة. وقد اتبعهم على ذلك أحمد وغيره من أئمة السنة[2].اهـ
وقال الشيخ الألباني، رحمه الله، أيضا:
تفسير آيات (ومن لم يحكم بما أنزل الله …) وأنها في الكفار
2704- قوله: { وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ } و{ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ } و{ وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فِيهِ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ المائدة}، قال: وهي في الكفار كلها.
أخرجه أحمد (4/286): ثنا أبو معاوية: ثنا الأعمش عن عبد الله بن مرة عن البراء بن عازب عن النبي صلى الله عليه وسلم، قوله: …
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين.
والحديث دليل صريح في أن المقصود بهذه الآيات الثلاث الكفار من اليهود والنصارى؛ وأمثالهم الذين ينكرون الشريعة الإسلامية وأحكامها، ويلحق بهم كل من شاركهم في ذلك؛ ولو كان يتظاهر بالإسلام، حتى ولو أنكر حكما واحدا منها. ولكن مما ينبغي التنبه له، أنه ليس كذلك من لا يحكم بشيء منها مع عدم إنكاره ذلك، فلا يجوز الحكم على مثله بالكفر وخروجه عن الملة؛ لأنه مؤمن، غاية مافي الأمر أن يكون كفره كفرا عمليا. وهذه نقطة هامة في هذه المسألة يغفل عنها كثير من الشباب المتحمس لتحكيم الإسلام، ولذلك فهم في كثير من الأحيان يقومون بالخروج على الحكام الذين لا يحكمون بالإسلام، فتقع فتن كثيرة، وسفك دماء بريئة لمجرد الحماس الذي لم تعد له عدته،
الواجب عندي تصفية الإسلام مما ليس منه كالعقائد الباطلة، والأحكام العاطلة، والآراء الكاسدة المخالفة للسنة، وتربية الجيل على هذا الإسلام المصفى، والله المستعان. ا.هـ
وبهذا ينتهي النقل عن محدث العصر الإمام العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله وبه نعرف ضلال من قال إن علماء السوء هم الذين يقولون الحكم بغير ما أنزل الله كفر دون كفر؛ لأنه بهذا يجعل أئمة العصر ابن باز وابن عثيمين والألباني، وقبلهما ابن إبراهيم وغيرهم من علماء أهل السنة والجماعة من علماء السوء، بل يجعل ابن عباس من علماء السوء عياذا بالله.
__________________________ ________________________
[1] (ص 6
[2] السلسلة الصحيحة المجلد السادس القسم الأول ص109-116
التعديل الأخير تم بواسطة ; 26-Mar-2010 الساعة 09:59 PM
رد مع اقتباس رد مع اقتباس
24-Sep-2009, 12:52 AM #2 أبو عاصم عمرو بن حسين أبو عاصم عمرو بن حسين غير متواجد حالياً
مشرف
تاريخ التسجيل
Feb 2009
المشاركات
296
افتراضي الشبهة الثانية: لابن عباس مخالف
الشبهة الثانية: لابن عباس مخالف
سؤال: قالوا: وُجد من يخالف ابن عباس، من الصحابة، وهو ابن مسعود، رضي الله عنه؛ فعن سالم بن أبي الجعد قال: قيل لعبد الله ابن مسعود، رضي الله عنه: ما السحت؟ قال: الرشوة. قالوا: في الحكم؟ قال: "ذاك الكفر. ثم تلا هذه الآية: { ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} [1].
وأليس قد قال صلى الله عليه وسلم، " رضيت لأمتي ما رضي لها ابن أم عبد " أي (ابن مسعود)؟؟
الرد عليها:
الزعم أن ابن مسعود، رضي الله عنه، خالف الصحابة والسلف، في تفسير الآية، باطل.
يقول ابن مسعود رضي الله عنه في حقه: " نِعْم ترجمان القرآن ابن عباس رضي الله عنه" (ابن حجر العسقلاني،فتح الباري:621/7. قال الألباني: إسناده صحيح على شرط الشيخين[2])
وفي "المستدرك" أيضًا من حديث ابن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( وإن حبر هذه الأمة لعبد الله بن عباس )، وكيف لا يكون كذلك وقد دعا له رسول الله، صلى الله عليه وسلم، كما في الصحيح بقوله: "اللهمفقهه في الدين" (البخاري 140) وفي رواية أحمد: " وعلِّمه التأويل" (2274) .
بل الخوارج يريدون التلبيس والتدليس؛ فإن كان ابن مسعود، رضي الله عنه، يقصد الكفر الأكبر، فمعناه أنه كان خارجيا يكفّر بالرشوة، والعياذ بالله. وحاشا ابن مسعود، أو أي صحابي، عن أدنى بدعة، فضلا عن أقبح بدعة، وهي التكفير بالكبائر وغيرها. فلا ريب أن ابن مسعود فسرها بالكفر، وقصد الأصغر، غير المخرج من الملة.
__________________________ __________
[1] وهو عند الطبري وأبي يعلى وغيرهما، ولا خلاف في صحته
[2] العلم لأبي خيثمة:رقم48
رد مع اقتباس رد مع اقتباس
06-Oct-2009, 02:53 AM #3 أبو عاصم عمرو بن حسين أبو عاصم عمرو بن حسين غير متواجد حالياً
مشرف
تاريخ التسجيل
Feb 2009
المشاركات
296
افتراضي الشبهة الثالثة: قصد ابن عباس
الشبهة الثالثة: قصد ابن عباس
سؤال: قالوا: إن ابن عباس، رضي الله عنهما، إنما يقصد حكام عصره، لا سيما الأمويين منهم. والفارق هائل بين حكام هذه الأيام وحكام عصر ابن عباس. فما قولكم؟؟
الرد عليها
من صاحب هذا الزعم؟؟ يكفيك من شر سماعه!! أين ذهبت العقول؟؟؟
لقد كان ابن عباس، رضي الله عنهما، من أشهر مفسري الصحابة، مع أنه كان أصغرهم سناً، فقد ولد قبل هجرة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وكانت وفاته سنة 68 هـ.
ومن ثم من هم حكام عصر ابن عباس؟؟
إنهم رسول الله، صلى الله عليه وسلم، والخلفاء الراشدون الأربعة، رضي الله عنهم أجمعين. فهل يتخيل مسلم أنه يقصدهم بقوله: كفر دون كفر!!؟
أما القول إنه يقصد الخلفاء الأمويين، فهو قول الشيعة الروافض، وهو قول ساقط مختل معتل؛ لما يلي:
·إن كان المقصود هو معاوية بن أبي سفيان، رضي الله عنهما، فهل كان يحكم بغير ما أنزل الله؟؟ سبحانك هذا بهتان عظيم!!
كيف وهو الذي يعدّه عامة أهل السنّة أحد صحابة الرسول، صلّى الله عليه وسلّم، وخال المؤمنين وأحد كتَّاب الوحي، وأحد أشهر الخلفاء في الإسلام. وقد بايعه عامّة الناس سنة 41 هـ، بعدما تخلّى أمير المؤمنين الحسن بن علي عن الخلافة، فسميّ هذا العام عام الجماعة، لاجتماع كلمة المسلمين فيه.
ولقد كان معاوية حليماً وقوراً، رئيساً سيداً في الناس، كريماً عادلاً شهماً. واستمر في الملك عشرين عاما، حتّى وفاته سنة 60 هـ، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية :[ ولهذا كانوا – أي الرافضة – أبهت الناس وأشدهم فرية مثل ما يذكرون عن معاوية . فإن معاوية ثبت بالتواتر أنه أمَّره النبي، كما أمره غيره، وجاهد معه، وكان أميناً عنده، يكتب له الوحي، وما اتهمه النبي في كتابة الوحي، وولاه عمر بن الخطاب، الذي كان من أخبر الناس بالرجال، وقد ضرب الله الحق على لسانه وقلبه، ولم يتهمه في ولايته ][1].
وكذلك فإن معاوية رضي الله عنه قد روى عن النبي 163 حديثاً، وخصص له الإمام أحمد، في كتابه، مسنداً خاصاً، وروى له أكثر من مائة حديث . وكذا أبو يعلى الموصلي في مسنده، والحميدي في مسنده . والطبراني في المعجم الكبير وغيرهم. وأخرج له أصحاب الكتب الستة ستون حديثاً.
قال الإمام النووي :" وأما معاوية، رضي الله عنه، فهو من العدول الفضلاء والصحابة النجباء، رضي الله عنه"[2].
وقد وردت أحاديث نبوية في فضل معاوية، رضي الله عنه، منها:
1.عن عبد الرحمن بن أبي عميرة، وكان من أصحاب رسول الله،عن النبي، صلى الله عليه وسلم،أنه قال لمعاوية: "اللهم اجعله هادياً مهدياً واهد به"(رواه الترمذي 3777)، وقال الألباني : صحيح (السلسلة الصحيحة 1969، وصحيح سنن الترمذي 3/236) .
2. وعن أبي إدريس الخولاني قال :[ لما عزل عمر بن الخطاب عمير بن سعد عن حمص ولى معاوية فقال الناس : عزل عميراً وولى معاوية !؟ فقال عمير : لا تذكروا معاوية إلا بخير فإني سمعت رسول الله يقول : اللهم اهد به". (الترمذي 3778، وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي 3/236) .
3. وروى الهيثمي: قال النبي، صلى الله عليه وسلم: " أول هذا الأمرنبوة ورحمة، ثم يكون خلافة ورحمة،ثم يكون ملكا ورحمة، ثم يكون إمارة ورحمة" (مجمع الزوائد: 5/193(. فمعاوية أول الملوك مباشرةً بعد حقبة الخلافة المباركة.
4. وروى الإمام ابن عساكر: قال نبي الله صلى الله عليه وسلم عن معاوية: " اللهم علمه الكتاب والحساب وقه العذاب "(تاريخ دمشق:59/80، 85)[3]
5. شهد مع رسول الله حنيناً، وأعطاه مائة من الإبل، وأربعين أوقية من ذهب، وزنها له بلال، رضي الله عنه.
6. وشهد اليمامة، ونقل بعض المؤرخين أن معاوية ممن ساهم في قتل مسيلمة الكذاب.
7. روى عنه جماعة من الصحابة والتابعين. وقال سعد بن أبي وقاص: " ما رأيت أحدًا بعد عثمان أقضى بحقّ من صاحب هذا الباب ـ يعني معاوية ".
بل إن ابن عباس نفسه كان يجل معاوية، وشهد له بالفقه والخير؛ فقال: " ما رأيت رجلا أخلق للملك من معاوية، لم يكن بالضيّق الحصر ". وعنه قال: " إذا ذهب بنو حربٍ ذهب حلماء الناس "، -وحرب هذا جد معاوية لأبيه. وعن ابن أبي مليكة قال :" أوتر معاوية بعد العشاء بركعة، وعنده مولى لابن عباس، فأتى ابن عباس فقال : دعه فإنه قد صحب رسول الله. وروى البخاري أيضاً بسنده : قيل لابن عباس هل لك في أمير المؤمنين معاوية فإنه ما أوتر إلا بواحدة ؟ قال : إنه فقيه". (البخاري 3481) . قال الحافظ ابن حجر : "وقوله دعه: أي اترك القول فيه، والإنكار عليه؛ فإنه قد صحب: أي فلم يفعل شيئاً إلا بمستند. وفي قوله في الرواية الأخرى: أصاب إنه فقيه ما يؤيد ذلك"[4].
وقال جبلة بن سحيم، قال عبد الله بن عمرو، رضي الله عنهما: " ما رأيت أحدابعد رسول الله، صلى الله عليه وسلم،أسود (أي: من السيادة) من معاوية" قلت ولا عمر؟ قال: "كان عمر خيراً منه"[5].
قال كعب بن مالك: " لن يملك أحدٌ هذه الأمة ما ملك معاوية ".
وعن قبيصة بن جابر قال: " صحبت معاوية فما رأيت رجلا أثقل حلمًا، ولا أبطل جهلا، ولا أبعد أناةً منه ".
عن أبي إسحاق قال: " كان معاوية؛ وما رأينا بعده مثله ".
·وأما إن كان المقصود هو يزيد بن معاوية، فهو خطأ فادح كذلك:
·فهل يُعقل أن يؤخر ابن عباس تفسيره لآية الحكم حتى بعد عام 60 للهجرة، (عام ولاية يزيد)، وابن عباس قد جاوز الستين، وهو حبر الأمة، وترجمان القرآن، وتلامذته محيطون به، يتلقون عنه التفسير من قبل ذلك بعشرات السنين!؟؟
·وهل يليق به أن يفسر الآية، ويقصر تفسيرها على زمن معين وشخص معين؛ فيكون بذلك قد خان الآمانة، وأضل الأمة؛ إذ أن أحكام القرآن تشمل كل زمان ومكان!!؟
· ثم من يجرؤ أن يقول إن يزيد حكم بغير ما أنزل الله؟؟ سبحانك هذا بهتان!!
إن يزيد قد صحت خلافته، وبايعه ستون من أصحاب النبي، صلى الله عليه وسلم، منهم ابن عمر؛ إذ بويع ليزيد، فى حياة أبيه؛ ليكون وليّا للعهد من بعده، ثم أكد البيعة لنفسه بعد موت والده، فى النصف الثانى من رجب سنة ستين، واستمر فى منصبه إلى أن توفى سنة أربع وستين!!
ولم يكن يزيد بن معاوية – رحمه الله –بذلك الشاب اللاهي، كما تصوره لنا الروايات التاريخية الركيكة؛ بل هو على خلاف ذلك، لكن العجب في المؤلفين من الكتاب الذين لا يبحثون عن الخبر الصحيح ، أو حتى عمّن يأخذوه، فيجمعون في هذه المؤلفات الغث والسمين من الروايات والكلام الفارغ الملفق؛ فتراهم يطعنون فيه؛ فيظهرون صورته ويشوهونها ، بأبشع تصوير.
و للأسف فإن بعض المؤرخين، من أهل السنة، أخذوا من هذه الروايات الباطلة، وأدرجوها في كتبهم، أمثال ابن كثير في البداية والنهاية ، وابن الأثير في الكامل ، وابن خلدون في العبر، والإمام الذهبي في تاريخ الإسلام، وفي غيرها من الكتب. يروون هذا الطعن عن بعض الشيعة المتعصبين أمثال أبي مخنف والواقدي وغيرهم ، وغير هذا أن معظم هذه الكتب أُلفت على عهد العباسيين ، وكما هو معروف مدى العداء بين الأمويين والعباسيين ، فكانوا يبحثون عمّن يطعن في هؤلاء فيملؤون هذه الكتب بالأكاذيب.
منقبة ليزيد بن معاوية :
عن عمير بن الأسود العنسي، أنه أتى عبادة بن الصامت، و هو نازل في ساحة حمص، وهو في بناء له، ومعه أم حرام: فحدثتنا أم حرام أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا ، فقالت أم حرام : قلت يا رسول الله أنا فيهم ؟ قال : أنت فيهم . ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر مغفور لهم ، فقلت : أنا فيهم قال : لا . (البخاري 2707) .
فتحرك الجيش نحو القسطنطينية، بقيادة بسر بن أرطأة، رضي الله عنه، عام خمسين من الهجرة. فاشتد الأمر على المسلمين، فأرسل بسر يطلب المدد من معاوية؛ فجهز معاوية، رضي الله عنه، جيشاً بقيادة ولده يزيد ، فكان في هذا الجيش كل من: أبو أيوب الأنصاري، وعبد الله بن عمر وابن الزبير وابن عباس وجمع غفير من الصحابة، رضي الله عنهم أجمعين .
وأخرج البخاري أيضاً، عن محمود بن الربيع، في قصة عتبان بن مالك، قال محمود: فحدثتها قوماً فيهم أبو أيوب الأنصاري، صاحب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في غزوته التي توفي فيها ، ويزيد بن معاوية عليهم – أي أميرهم - بأرض الروم .
(البخاري 1113) .
* والخلاصة: أن أصحاب هذه الشبهة اتبعوا الشيعة الروافض، فأساءوا إلى القرآن، وإلى ابن عباس، وإلى معاوية، ويزيد، وإلى المسلمين أجمعين.
__________________________ _________________
[1] مجموع الفتاوى 4/472
[2] شرح النووي على صحيح مسلم 4/530 .
[3] كذلك رواه ابن عساكرمن حديث العرباض بن سارية،معجمالشيوخ:2/1041
[4] فتح الباري 8/105
[5] (ابن كثير - المصدر: البداية والنهاية: 8/137، والهيثمي:مجمع الزوائد: 9/360)
رد مع اقتباس رد مع اقتباس
06-Oct-2009, 02:54 AM #4 أبو عاصم عمرو بن حسين أبو عاصم عمرو بن حسين غير متواجد حالياً
مشرف
تاريخ التسجيل
Feb 2009
المشاركات
296
افتراضي الشبهة الرابعة: الإجماع الذي ذكره إسحاق
الشبهة الرابعة: الإجماع الذي ذكره إسحاق
سؤال: الإجماع، الذي نقله ابن عبد البر، رحمه الله، عن إسحاق، رحمه الله تعالى، يخالف مفهوم رواية ابن عباس؛ إذ قال فيه:
(وقد أجمع العلماء أن من سب الله عز وجل، أو سب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أو دفع شيئا أنزله الله، أو قتل نبيا من أنبياء الله، وهو مع ذلك مقر بما أنزل الله، أنه كافر)[1] ا.هـ وليس معنى الدفع هنا الجحود، أو الاستحلال؛ لقوله رحمه الله: " مقر بما أنزل الله".
فمعنى أنه مقر بما أنزل الله، أي أنه إن كان حكم الله بالوجوب، فإقراره ينافي جحوده.
وإن كان حكم الله بالحرمة، فإقراره يعني عدم استحلاله، فيبقى معنى الدفع، وهو " الرد والامتناع عن القبول". فيقول الجصاص، رحمه الله، في قوله تعالى: { فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم...... الآية }:(في هذه الآية دلالة على أن من يرد شيئاً، من أوامر الله، أو أوامر رسوله، صلى الله عليه وسلم، أنه خارج عن دائرة الإسلام، سواء رده من جهة الشك فيه، أو من جهة " ترك القبول والامتناع عن التسليم") أ.هـ
الرد عليها
في الحقيقة هذا تحريف لمقولة الإمام إسحاق بن راهويه، فإنه يجب أخذ كلامه بتمامه، من نقل تلميذه الذي اختص به وأكثر عنه، وهو الإمام محمد بن نصر المروزي، في كتابه "تعظيم قدر الصلاة"، ولفظه: "ومما أجمعوا على تكفيره، وحكموا عليه كما حكموا على الجاحد؛ فالمؤمن الذي آمن بالله تعالى، وبما جاء من عنده، ثم قتل نبياً، أو أعان على قتله، وإن كان مقراً، ويقول: قتلُ الأنبياء محرم، فهو كافر، وكذلك من شتم نبياً، أو رد عليه قوله من غير تقيَّة ولا خوف، ألا ترى إلى ما جاء عن النبي، صلى الله عليه وسلم،: "حين أعطى الأعرابي، ثم قال له: أحسنتُ، قال: لا، ولا أجملت، فغضب أصحابه رضي الله عنهم، حتى هموا بقتله، فأشار إليهم النبي، صلى الله عليه وسلم، بالكف، وقال للأعرابي: "تأتيناه". فجاءه في بيته، فأعطاه وزاده، ثم قال له: أحسنتُ؟ قال: أي والله وأجملت.."[2].
ففي هذا تصديق أنه يكفر بالرد على النبي، صلى الله عليه وسلم. ولكن كل من كان كفره من جهة الجهل وغير الاستهانة، رفق به. لأنه كفر دون كفر" أ.هـ.
فأنت ترى أن إطلاق كلمة الكفر عليه من إسحاق ابن راهويه لا يعني أنه قد خرج من ملة الإسلام؛ لأنَّ الكفر، إذا نسب إلى المؤمنين، حُمل على التشديد والتغليظ. ويذكر هذا بقول الأنصاري، الذي خاصم الزبير، عند رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وقال رسول الله،صلى الله عليه وسلم، للزبير: "اسق يا زبيرُ ثم أرسل الماء إلى جارك"، فغضب الأنصاري، ثم قال: "أن كان ابن عمتك؟!... الحديث.
ولم يحكم النبي، صلى الله عليه وسلم، على الأنصاري بالردَّة، مع أنَّ كلَّ من اتهم رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في الحكم فهو كافر مرتد، وإنما عفا عنه؛ لعلمه أن ما قاله فلتة من فلتات اللسان، وزلة من الشيطان، تمكن بها منه، عند ثورة الغضب، فإطلاق الكفر عليه لا يكون إلا بقصده سب النبي، صلى الله عليه وسلم، أو استحلاله لما حرم الله.
كما رفق النبي، صلى الله عليه وسلم، بالأعرابي..). انتهى كلام الإمام المروزي.
فهذا الأعرابي كان مقرّاً لكل ما أنزل الله على رسوله، صلى الله عليه وسلم، غير أنه لم يرض بحكم النبي، صلى الله عليه وسلم،، بل دفعه وردَّه، ومع ذلك لم يكفره صلى الله عليه وسلم، ولم يخرجه من ملة الإسلام ودائرة الإيمان، بل أقال عثرته، وأعطاه وزاده؛ لعلمه أنه لم يردَّ حكمه عن استهانة أو بغض أو استكبار.
والحاصل-كما يقول العنبري- من ذلك كله، أن الردَّ أو الدفعَ لما أنزل الله، إذا كان عن عنادٍ أو استكبارٍ أو استهانة،ٍ كان كفراً أكبر مخرجاً من الملة، حتى وإن صاحَبَهُ تصديق أو إقرار، وهذا هو كفر العناد، نحو كفر إبليس؛ فإنه لم يجحد أمر الله له بالسجود، فإن الله باشره بالخطاب، وإنما ردَّه، ولم ينقد له إباءاً واستكباراً.
ما أشبهه بالأخطل التغلبي، معاندا مستكبرا؛ إذ يقول:
فلست بصائم رمضان عمري.... ولست بآكل لحم الأضاحي
ولست بزاجر عـيسا ركـوبا....إلى بطـحـاء مكة للنــجاح
ولـسـت بـقــائم كالــعير يدعو.... قبيل الصبح حي على الفلاح
ولـكنـي سـأشـربـهـا شـمولا.... وأسجد عند منبلج الصباح
وإذا كان الردُّ أو الدفع لما أنزل الله، لا عن استهانة أو عنادٍ أو إباءٍ، بل عن خوف أو هوى، لم يكن من الكفر في شيء، نحو رد الأعرابي في الحديث السابق. وإلى هذا يشير ابنُ راهويه بقوله: "وكذلك من شتم نبياً، أو ردَّ عليه قوله من غير تقية ولا خوف" وقوله: "يكفر بالرد على النبي، صلى الله عليه وسلم، ولكن كل من كان كفره من جهة الجهل وغير الاستهانة، رفق به حتى يرجع إلى ما أنكره".
وبذلك لا يبقى للخصم متعلَّقٌ بكلمة ابن راهويه، إن كان منصفاً.
__________________________ ________________________ ____
[1] (التمهيد لابن عبد البر ج: 4 ص: 226)
[2] تمام الحديث: عن أبي هريرة، رضي الله عنه: "أن أعرابيا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليستعينه في شيء قال عكرمة : أراه قال : في دم فأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا ، ثم قال : أحسنت إليك ؟ قال الأعرابي : لا ولا أجملت. فغضب بعض المسلمين، وهموا أن يقوموا إليه ، فأشار رسول الله إليهم : أن كفوا . فلما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم وبلغ إلى منزله ، دعا الأعرابي إلى البيت ، فقال له : إنك جئتنا فسألتنا فأعطيناك ، فقلت ما قلت . فزاده رسول الله شيئا ، وقال : أحسنت إليك ؟ فقال الأعرابي : نعم ، فجزاك الله من أهل عشيرة خيرا . قال النبي صلى الله عليه وسلم : إنك جئتنا تسألنا فأعطيناك ، فقلت ما قلت ، وفي أنفس أصحابي عليك من ذلك شيء ، فإذاجئت فقل بين أيديهم ما قلت بين يدي ، حتى يذهب عن صدورهم . قال : نعم . فلما جاءالأعرابي قال : إن صاحبكم كان جاءنا فسألنا فأعطيناه ، فقال ما قال ، وإنا قد دعوناه فأعطيناه فزعم أنه قد رضي ، كذلك يا أعرابي ؟ قال الأعرابي : نعم ، فجزاك الله من أهل عشيرة خيرا".
وهو ضعيف، رواه ابن كثير في التفسير (4/179)، والعراقي في تخريج الإحياء - 2/466)
رد مع اقتباس رد مع اقتباس
06-Oct-2009, 02:55 AM #5 أبو عاصم عمرو بن حسين أبو عاصم عمرو بن حسين غير متواجد حالياً
مشرف
تاريخ التسجيل
Feb 2009
المشاركات
296
افتراضي الشبهة الخامسة: الأصل في الكفر، إذا عُرّف باللام أنه الكفر الأكبر
الشبهة الخامسة: الأصل في الكفر، إذا عُرّف باللام أنه الكفر الأكبر
سؤال: قالوا: القرائن من كتاب الله تدل على أن المقصود بالكفر هو الكفر الأكبر، وليس الأصغر؛ من حيث أنها عبادة من أصل التوحيد، والأصل في الكفر، إذا عُرّف باللام أنه الكفر الأكبر، كما قرر هذا شيخ الإسلام رحمه الله في الاقتضاء، إلا إذا قُيد أو جاءت قرينة تصرفه عن ذلك"[1]. كما قال رحمه الله تعالى: " وذلك أن اللام، في لغة العرب، هي للتعريف؛ فتنصرف إلى المعروف عند المتكلم والمخاطب، وهي تعم جميع المعروف. فاللام في القول تقتضي التعميم والاستغراق لكل عموم ما عرفته، وهو القول المعهود المعروف بين المخاطب والمخاطب: أن الكفر اذا اطلق فيراد به كمال المسمى وهو الأكبر. وكذلك في الأسماء الشرعية كالايمان والتقوى والنفاق وغيرها، إلا أن تدل قرينة على أن المراد بها الأصغر[2].
وقال ابن تيمية: (والكفر المعرف ينصرف الى الكفر المعروف، وهو المخرج من الملة)[3]
وقال ابوحيان: (الكفر، إذا أطلق، انصرف الى الكفر في الدين)[4]
وقال ابن القيم (تصدير الاسم بالألف واللام المؤدية لحصول كمال المسمى لهم. فإنك اذا قلت: زيد العالم الصالح، أفاد ذلك اثبات كمال ذلك له)[5]
الرد عليها:
الزعم أن الأصل في الكفر في الآية الأكبر لدخول " ال" التعريف على الكفر، لا نسلم به؛ ودليلنا على ذلك أنه قد ثبت في صحيح مسلم، من حديث جابر، رضي الله عنه أن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: "بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة". فهاهنا كلمة الكفر معرفة، ومع ذلك فجماهير أهل السنة على أن هذا من الكفر العملي الأصغر.
وهنك توجيه آخر لكلام ابن تيمية؛ إذ يقول ابن عثيمين ، رحمه الله: " ونسبة فهم ذلك لشيخ الإسلام، هو خطأ في فهم كلام شيخ الإسلام؛ ففرق بين دخول "ال" على الفعل- يعني الكفر – (اسم المصدر) ودخولها على الفاعل - الكافر- !! فالأول هو ما عناه شيخ الاسلام، وليس الثاني".
__________________________ ________
[1] [1/208]
[2] الاستقامة [ ج: 1 ص: 222 ]
[3] (شرح العمدة 82)
[4] (البحر المحيط 3/493)
[5] (الصلاة 33)
رد مع اقتباس رد مع اقتباس
06-Oct-2009, 02:56 AM #6 أبو عاصم عمرو بن حسين أبو عاصم عمرو بن حسين غير متواجد حالياً
مشرف
تاريخ التسجيل
Feb 2009
المشاركات
296
افتراضي الشبهة السادسة: (الياسق)
الشبهة السادسة: (الياسق)
سؤال: قالوا: يقول ابن كثير، رحمه الله، في معرض تفسير قوله: ﴿ أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ المائدة﴾. " يُنكر الله تعالى على من خرج عن حكم الله المحكم، المشتمل على كلّ خيرٍ، الناهي عن كلّ شرٍّ، وعَدَل إلى ما سواه من الآراء والأهواء والاصطلاحات، التي وضعها الرجال، بلا مستند من الشريعة، كما كان أهل الجاهلية يحكمون به من الضلالات والجهالات، مما يضعونها بآرائهم وأهوائهم، وكما يحكم به التتار من السياسات الملكية، المأخوذة عن مَلكهم جنكيز خان، الذي وضع لهم (الياسق)، وهو عبارة عن كتاب مجموع من أحكام قد اقتبسها من شرائع شتى، من االيهودية والنصرانية والملة الإسلامية وغيرها، وفيها كثير من الأحكام أخذها من مجرد نظره، وهواه؛ فصارت في بنيه شرعاً متَّبعاً يقدمونه على الحكم بكتاب الله وسنة رسوله... فمن فعل ذلك منهم، فهو كافر يجب قتاله حتى يرجع إلى حكم الله ورسوله، فلا يحكم سواه في قليل أو كثير.[1] أ.هـ
وقال رحمه الله تعالى: بعد أن نقل عن الجويني نتفاً من الياسق أو الياسا، التي كان يتحاكم إليها التتار: " فمن ترك الشرع المحكم المنزل على محمد بن عبد الله، خاتم الأنبياء، وتحاكم إلى غيره من الشرائع المنسوخة، كفر. فكيف بمن تحاكم إلى الياسا وقدمها عليه؟ من فعل ذلك كفر بإجماع المسلمين[2].
-فهذا إجماع صريح وواضح لا مجال لتحريفه ولا تأويله
ويقول الشيخ عبد الله بن حميد، رحمه الله تعالى " ومن أصدر تشريعاً عاماً ملزماً للناس يتعارض مع حكم الله فهذا يخرج من الملة كافرا،وقدح الشيخ ابن باز بالإجماع الذي نقله الحافظ ابن كثير مردود عليه، وغير معتبر؛ لأنه لم يذكر دليلاً واحداً، أو قولاً واحداً لعالم معتبر يرد هذا الإجماع الذي ذكره ابن كثير.. وأنَّى! [3]ً
فالله، عز وجل، يذكر حكم الجاهلية، أي شرعتها ومنهجها، في مقابل حكم الله، أي شرعته ومنهجه. وإذا كانت شرعة الله هي ما جاء في كتابه وسنة نبيه، صلى الله عليه وسلم، فماذا تكون شرعة الجاهلية إلا نظمها وقوانينها المخالفة لكتاب الله وسنة نبيه، صلى الله عليه وسلم؟؟.
وأيُّ فرق بين ما كان عليه هؤلاء القوم، الذين كفَّرهم ابن كثير، وأوجب قتالهم، وبين ما عليه حكامنا الآن؟ أو ليس حكامنا اليوم قد اقتبسوا من شرائع الغرب الكافر قوانين، ما أنزل الله بها من سلطان، وألزموا الناس بالتحاكم إليها والخضوع لها. ولايستثنى من ذلك إلا ما يسمى بقانون الأسرة، أو قانون الأحوال الشخصية، وهو مع ذلك لم يسلم من عبثهم؛ فأدخلوا فيه أيضاً أشياء تخالف كتاب الله وسنة رسوله؟
الرد عليها:
بالنسبة لمقولة ابن كثير في تفسيره: "ينكر تعالى على من خرج عن حكم الله ........ فصارت في بنيه شرعاً متبعاً، يقدمونها على الحكم بكتاب الله وسنة رسول الله،صلى الله عليه وسلم، فمن فعل ذلك منهم، فهو كافر، يجب قتاله حتى يرجع إلى حكم الله ورسوله"[4].
ففي هذا -كما ترى- بيان لما أجمع عليه، وهو أن يجعل ذلك القانون الوضعي شرعاً متبعاً يقدم على الحكم بكتاب الله وسنة رسول الله،صلى الله عليه وسلم. أي جعله شرعاً يتدين به، كان ذلك هو الاستحلال المقصود في كلام العلماء، والذي يكفر صاحبه، سواء كان في مسألة الحكم، أو في باقي المعاصي. وهو المقصود بالتبديل في كلام شيخ الإسلام السابق. وهذا هو واقع التتار. فقد بين شيخ الإسلام أن التتار كانوا يتعبدون الله بالياسق، الذي اقتبسوه من شرائع شتى. فقال عنهم: "يجعلون دين الإسلام كدين اليهود والنصارى، وأن هذه كلها طرق إلى الله، بمنزلة المذاهب الأربعة عند المسلمين. ثم منهم من يُرجِّح دين اليهود أو دين النصارى، ومنهم من يُرجِّح دين المسلمين" اهـ[5].
ولزيادة التوضيح:
لقد وضع جنكيز خان تشريعات الياسق، عام 1206 م، محفوظة في الألواح، وكانت تظهر عند كل مناسبة في تولية خاناتهم وأمرائهم، وكانت تنص على:
تنظيم العلاقات بين افراد الأسرة الواحدة:
فأحلت زواج الرجل من أختين.
وأحلت زواج الإبن من زوجات أبيه بإستثناء أمه.
وأحلت التجسس و كشف عورات الآخرين وتلويث المياه، وترك جوعان دون إطعامه أو عطشان دون سقيه عقوبتها الموت[6]. يقول المقريزي: (وكان جنكيز خان قد قرر قواعد وعقوبات أثبتها في كتاب سماه (ياسا) ونقشه في صفائح الفولاذ، وجعله شريعة لقومه، فالتزموه بعده. وكان جنكيز خان لا يتدين بشئ من أديان أهل الأرض. فصار (الياسا) حكما بتا بقي في أعقابه، لا يخرجون عن شئ من حكمه، ومن جملة ما شرعه جنكيز خان في الياسا: أن من زنى قُتل، ولم يفرق بين المحصن وغير المحصن، ومن لاط قُتل، ومن تعمد الكذب، أو سحر، أو تجسس على أحد، أو دخل بين اثنين وهما يتخاصمان، وأعان أحدهما على الآخر قُتل، ومن بال في الماء أو على الرماد قُتل، ومن أعطى بضاعة، فخسر فيها، فأنه يقتل بعد الثالثة، ومن أطعم أسير قوم أو كساه بغير إذنهم قُتل، ومن وجد عبداً هارباً أو أسيراً قد هرب، ولم يرد
ورواية: "ليس كمن كفر بالله وملائكته وكتبه".؟
لأن نفرا طعنوا قيه، فقالوا: هذا الأثر الوارد ضعيف بجميع رواياته، بألفاظها المختلفة؟؟
الرد عليها:
قال أحمد شاكر: خبر طاوس عن ابن عباس، رواه الحاكم في المستدرك (2: 313) من طريق سفيان بن عيينة، عن هشام بن حجير، عن طاوس، عن ابن عباس: "إنه ليس بالكفر الذي يذهبون إليه، إنه ليس كفرًا ينقل عنه الملة".
ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون"، كفر دون الكفر"، هذا لفظه، ثم قال: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، وقال الذهبي: "صحيح".
وقال العلامة ابن عثيمين في "التحذير من فتنة التكفير"[1]:
لكن لما كان هذا الأثر لا يرضي هؤلاء المفتونين بالتكفير؛ صاروا يقولون: هذا الأثر غير مقبول! ولا يصح عن ابن عباس! فيقال لهم: كيف لا يصحّ؛ وقد تلقاه من هو أكبر منكم، وأفضل، وأعلم بالحديث؟! وتقولون: لا نقبل!!. فيكفينا أن علماء جهابذة؛ كشيخ الإسلام ابن تيمية، وابن القيم – وغيرهما – كلهم تلقوه بالقبول ويتكلمون به، وينقلونه؛ فالأثر صحيح.
أما القول إنها مدرجة من كلام ابن طاووس، فهل كان ابن طاووس مرجئيا، أو غير معلوم حاله، على الرغم من كونه أحد التلاميذ الكبار لمدارس الصحابة!!؟
أو بعبارة أخرى، هل يُعقل أنه كان مجهول الحال، إلى هذا الحد، عند من عاصره من علماء وأكابر الصحابة....؟؟؟؟؟. أما قول من قال: " الرواية الصحيحة الثابتة هي رواية عبد الرزاق المطلقة التي تقرر (هي به كفر) "، فإن قول ابن عباس: "كفر دون كفر"، لا يختلف عن قوله: "هي به كفر". وكلاهما يقصد به مثل ما قاله صلى الله عليه وسلم: " اثنتان فى الناس هما بهم كفر: الطعن فى النسب، والنياحة على الميت ". صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه. وقوله: " من قال مطرنا بنؤ كذا وكذا فذاك كافر بي مؤمن بالكوكب " وقوله: " لا ترجعوا بعدى كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض وعجبا للشيخ العلوان كيف جازف بالحكم على قول ابن عباس بالنكارة، وهو قول السلف جميعا وهو ماعليه أهل السنة كما نقله شيخ الاسلام عن الإمام البخاري وأقره عليه.
فإن كان الأمر متعلقا بالإسناد، فالرواية شاذة على أسوأ الأحوال وليست منكرة.
ولكنها صحيحة؛ لأنها متلقاة بالقبول، كما يدل عليه كلام شيخ الاسلام، رحمه الله.
وهذا تخريج العلامة المحدث الشيخ ناصر الألباني، رحمه الله، لأثر ابن عباس:
2552- إن الله عز وجل أنزل: { وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ } و{ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ } و{فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ المائدة}
قال ابن عباس: (أنزلها الله في الطائفتين من اليهود...... الحديث
أخرجه أحمد (1/246) والطبراني في (المعجم الكبير) (3/95/1) من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن ابن عباس قال: فذكره. وعزاه السيوطي في (الدر المنثور) (2/281) لأبي داود أيضا وابن جرير وابن المنذر وأبي الشيخ وابن مردوية عن ابن عباس، وهو عند ابن جرير في (التفسير) (12037ج10/352) من هذا الوجه، لكنه لم يذكر في إسناده ابن عباس.
وعند أبي داود (3576) نزول الآيات الثلاث في اليهود خاصة في قريظة والنضير. فقط خلافا لما يوهمه قول ابن كثير في التفسير (6/160) بعد ما ساق رواية أحمد هذه المطولة: (ورواه أبو داود من حديث ابن أبي الزناد عن أبيه نحوه)!
وقد نقل عن صاحب (الروض الباسم في الذب عن سنة أبي القاسم) أنه حسن إسناده. ولم أر هذا في كتابه: (التفسير) فلعله في بعض كتبه الأخرى. وتحسين هذا الإسناد هو الذي تقتضيه قواعد هذا العلم الشريف، فإن مداره على عبد الرحمن بن أبي الزناد، وهو كما قال الحافظ: صدوق، تغير حفظه لما قدم بغداد، وكان فقيها).
فقول الهيثمي (7/16): (رواه أحمد والطبراني بنحوه، وفيه عبد الرحمن بن أبي الزناد، وهو ضعيف، وقد وثق، وبقية رجال أحمد ثقات).
قلت: فقوله فيه: (ضعيف، وقد وثّق) ليس بجيد؛ لأنه يرجح قول من ضعفه على قول من وثقه، والحق أنه وسط، وأنه حسن الحديث؛ إلا أن يخالف، وهذا مما لا يستفاد من قوله المذكور فيه. والله أعلم.
1- روى ابن جرير الطبري (10/355/12053) بإسناد صحيح عن ابن عباس: (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) قال: هي به كفر، وليس كفرا بالله وملائكته وكتبه ورسله.
2- وفي رواية عنه في هذه الآية: إنه ليس بالكفر الذي يذهبون إليه، إنه ليس كفرا ينقل عن الملة، كفر دون كفر.
أخرجه الحاكم (2/313)، وقال: (صحيح الإسناد) ووافقه الذهبي، وحقهما أن يقولا: على شرط الشيخين، فإن إسناده كذلك.
ثم رأيت الحافظ ابن كثير نقل في تفسيره (6/163) عن الحاكم أنه قال: (صحيح على شرط الشيخين) فالظاهر أن في نسخة (المستدرك) المطبوعة سقطا، وعزاه ابن كثير لابن أبي حاتم أيضا ببعض اختصار.
3- وفي أخرى عنه من رواية علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال: من جحد ماأنزل الله فقد كفر، ومن أقر به ولم يحكم فهو ظالم فاسق. أخرجه ابن جرير (12063)
قلت: وابن أبي طلحة لم يسمع من ابن عباس، لكنه جيد في الشواهد.
4- ثم روى (12047-12051)عن عطاء بن أبي رباح قوله: (وذكر الآيات الثلاث): كفر دون كفر، وفسق دون فسق، وظلم دون ظلم. وإسناده صحيح.
5- ثم روى (12052)عن سعيد المكي عن طاووس (وذكر الآية)، قال: ليس بكفر ينقل عن الملة. وإسناده صحيح، وسعيد هذا هو ابن زياد الشيباني المكي، وثقه ابن معين والعجلي وابن حبان وغيرهم، وروى عنه جمع.
6- وروى (12025،12026) من طريقين عن عمران بن حدير قال: أتى أبا مجلز ناس من بني عمرو بن سدوس (وفي الطريق الأخرى: نفر من الإباضية)
فقالوا: أرأيت قول الله: { وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} أحق هو؟ قال: نعم. قالوا: { وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ } أحق هو؟ قال: نعم.
قالوا: :{ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} أحق هو؟ قال نعم.
فقالوا: ياأبا مجلز فيحكم هؤلاء بما أنزل الله؟ قال: هو دينهم الذي يدينون به، وبه يقولون وإليه يدعون ـ [ يعني الأمراء ] ـ فإن هم تركوا شيئا منه عرفوا أنهم أصابوا ذنبا. فقالوا: لا والله، ولكنك تفرق.
قال: أنتم أولى بهذا مني ! لا أرى، وإنكم أنتم ترون هذا ولا تَحَرّجون، ولكنها أنزلت في اليهود والنصارى وأهل الشرك. أو نحوا من هذا، وإسناده صحيح.
وجملة القول؛ أن الآية نزلت في اليهود الجاحدين لما أنزل الله. فمن شاركهم في الجحد، فهو كافر كفرا اعتقاديا. ومن لم يشاركهم في الجحد، فكفره عملي؛ لأنه عمل عملهم، فهو بذلك مجرم آثم، ولكن لا يخرج بذلك عن الملة، كما تقدم عن ابن عباس رضي الله عنه. وقد شرح هذا وزاده بيانا الإمام الحافظ أبو عبيد القاسم بن سلام في (كتاب الإيمان) (باب الخروج من الإيمان بالمعاصي) (ص 84-97 بتحقيقي)، فليراجعه من شاء المزيد من التحقيق.
وبعد كتابة ماسبق، رأيت شيخ الإسلام ابن تيمية، رحمه الله، يقول في تفسير آية الحكم المتقدمة في مجموع الفتاوى (3/26: (أي هو المستحل للحكم بغير ماأنزل الله)
ثم ذكر (7/254) أن الإمام أحمد سُئل عن الكفر المذكور فيها؟ فقال: كفر لا ينقل عن الإيمان، مثل الإيمان بعضه دون بعض، فكذلك الكفر، حتى يجيء من ذلك أمر لا يُختلف فيه. وقال (7/312): (وإن كان من قول السلف إن الإنسان يكون فيه إيمان ونفاق، فكذلك في قولهم إنه يكون فيه إيمان وكفر؛ ليس هو الكفر الذي ينقل عن الملة، كما قال ابن عباس، وأصحابه، في قوله تعالى: (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) قالوا: كفر لا ينقل عن الملة. وقد اتبعهم على ذلك أحمد وغيره من أئمة السنة[2].اهـ
وقال الشيخ الألباني، رحمه الله، أيضا:
تفسير آيات (ومن لم يحكم بما أنزل الله …) وأنها في الكفار
2704- قوله: { وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ } و{ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ } و{ وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فِيهِ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ المائدة}، قال: وهي في الكفار كلها.
أخرجه أحمد (4/286): ثنا أبو معاوية: ثنا الأعمش عن عبد الله بن مرة عن البراء بن عازب عن النبي صلى الله عليه وسلم، قوله: …
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين.
والحديث دليل صريح في أن المقصود بهذه الآيات الثلاث الكفار من اليهود والنصارى؛ وأمثالهم الذين ينكرون الشريعة الإسلامية وأحكامها، ويلحق بهم كل من شاركهم في ذلك؛ ولو كان يتظاهر بالإسلام، حتى ولو أنكر حكما واحدا منها. ولكن مما ينبغي التنبه له، أنه ليس كذلك من لا يحكم بشيء منها مع عدم إنكاره ذلك، فلا يجوز الحكم على مثله بالكفر وخروجه عن الملة؛ لأنه مؤمن، غاية مافي الأمر أن يكون كفره كفرا عمليا. وهذه نقطة هامة في هذه المسألة يغفل عنها كثير من الشباب المتحمس لتحكيم الإسلام، ولذلك فهم في كثير من الأحيان يقومون بالخروج على الحكام الذين لا يحكمون بالإسلام، فتقع فتن كثيرة، وسفك دماء بريئة لمجرد الحماس الذي لم تعد له عدته،
الواجب عندي تصفية الإسلام مما ليس منه كالعقائد الباطلة، والأحكام العاطلة، والآراء الكاسدة المخالفة للسنة، وتربية الجيل على هذا الإسلام المصفى، والله المستعان. ا.هـ
وبهذا ينتهي النقل عن محدث العصر الإمام العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله وبه نعرف ضلال من قال إن علماء السوء هم الذين يقولون الحكم بغير ما أنزل الله كفر دون كفر؛ لأنه بهذا يجعل أئمة العصر ابن باز وابن عثيمين والألباني، وقبلهما ابن إبراهيم وغيرهم من علماء أهل السنة والجماعة من علماء السوء، بل يجعل ابن عباس من علماء السوء عياذا بالله.
__________________________
[1] (ص 6
[2] السلسلة الصحيحة المجلد السادس القسم الأول ص109-116
التعديل الأخير تم بواسطة ; 26-Mar-2010 الساعة 09:59 PM
رد مع اقتباس رد مع اقتباس
24-Sep-2009, 12:52 AM #2 أبو عاصم عمرو بن حسين أبو عاصم عمرو بن حسين غير متواجد حالياً
مشرف
تاريخ التسجيل
Feb 2009
المشاركات
296
افتراضي الشبهة الثانية: لابن عباس مخالف
الشبهة الثانية: لابن عباس مخالف
سؤال: قالوا: وُجد من يخالف ابن عباس، من الصحابة، وهو ابن مسعود، رضي الله عنه؛ فعن سالم بن أبي الجعد قال: قيل لعبد الله ابن مسعود، رضي الله عنه: ما السحت؟ قال: الرشوة. قالوا: في الحكم؟ قال: "ذاك الكفر. ثم تلا هذه الآية: { ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} [1].
وأليس قد قال صلى الله عليه وسلم، " رضيت لأمتي ما رضي لها ابن أم عبد " أي (ابن مسعود)؟؟
الرد عليها:
الزعم أن ابن مسعود، رضي الله عنه، خالف الصحابة والسلف، في تفسير الآية، باطل.
يقول ابن مسعود رضي الله عنه في حقه: " نِعْم ترجمان القرآن ابن عباس رضي الله عنه" (ابن حجر العسقلاني،فتح الباري:621/7. قال الألباني: إسناده صحيح على شرط الشيخين[2])
وفي "المستدرك" أيضًا من حديث ابن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( وإن حبر هذه الأمة لعبد الله بن عباس )، وكيف لا يكون كذلك وقد دعا له رسول الله، صلى الله عليه وسلم، كما في الصحيح بقوله: "اللهمفقهه في الدين" (البخاري 140) وفي رواية أحمد: " وعلِّمه التأويل" (2274) .
بل الخوارج يريدون التلبيس والتدليس؛ فإن كان ابن مسعود، رضي الله عنه، يقصد الكفر الأكبر، فمعناه أنه كان خارجيا يكفّر بالرشوة، والعياذ بالله. وحاشا ابن مسعود، أو أي صحابي، عن أدنى بدعة، فضلا عن أقبح بدعة، وهي التكفير بالكبائر وغيرها. فلا ريب أن ابن مسعود فسرها بالكفر، وقصد الأصغر، غير المخرج من الملة.
__________________________
[1] وهو عند الطبري وأبي يعلى وغيرهما، ولا خلاف في صحته
[2] العلم لأبي خيثمة:رقم48
رد مع اقتباس رد مع اقتباس
06-Oct-2009, 02:53 AM #3 أبو عاصم عمرو بن حسين أبو عاصم عمرو بن حسين غير متواجد حالياً
مشرف
تاريخ التسجيل
Feb 2009
المشاركات
296
افتراضي الشبهة الثالثة: قصد ابن عباس
الشبهة الثالثة: قصد ابن عباس
سؤال: قالوا: إن ابن عباس، رضي الله عنهما، إنما يقصد حكام عصره، لا سيما الأمويين منهم. والفارق هائل بين حكام هذه الأيام وحكام عصر ابن عباس. فما قولكم؟؟
الرد عليها
من صاحب هذا الزعم؟؟ يكفيك من شر سماعه!! أين ذهبت العقول؟؟؟
لقد كان ابن عباس، رضي الله عنهما، من أشهر مفسري الصحابة، مع أنه كان أصغرهم سناً، فقد ولد قبل هجرة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وكانت وفاته سنة 68 هـ.
ومن ثم من هم حكام عصر ابن عباس؟؟
إنهم رسول الله، صلى الله عليه وسلم، والخلفاء الراشدون الأربعة، رضي الله عنهم أجمعين. فهل يتخيل مسلم أنه يقصدهم بقوله: كفر دون كفر!!؟
أما القول إنه يقصد الخلفاء الأمويين، فهو قول الشيعة الروافض، وهو قول ساقط مختل معتل؛ لما يلي:
·إن كان المقصود هو معاوية بن أبي سفيان، رضي الله عنهما، فهل كان يحكم بغير ما أنزل الله؟؟ سبحانك هذا بهتان عظيم!!
كيف وهو الذي يعدّه عامة أهل السنّة أحد صحابة الرسول، صلّى الله عليه وسلّم، وخال المؤمنين وأحد كتَّاب الوحي، وأحد أشهر الخلفاء في الإسلام. وقد بايعه عامّة الناس سنة 41 هـ، بعدما تخلّى أمير المؤمنين الحسن بن علي عن الخلافة، فسميّ هذا العام عام الجماعة، لاجتماع كلمة المسلمين فيه.
ولقد كان معاوية حليماً وقوراً، رئيساً سيداً في الناس، كريماً عادلاً شهماً. واستمر في الملك عشرين عاما، حتّى وفاته سنة 60 هـ، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية :[ ولهذا كانوا – أي الرافضة – أبهت الناس وأشدهم فرية مثل ما يذكرون عن معاوية . فإن معاوية ثبت بالتواتر أنه أمَّره النبي، كما أمره غيره، وجاهد معه، وكان أميناً عنده، يكتب له الوحي، وما اتهمه النبي في كتابة الوحي، وولاه عمر بن الخطاب، الذي كان من أخبر الناس بالرجال، وقد ضرب الله الحق على لسانه وقلبه، ولم يتهمه في ولايته ][1].
وكذلك فإن معاوية رضي الله عنه قد روى عن النبي 163 حديثاً، وخصص له الإمام أحمد، في كتابه، مسنداً خاصاً، وروى له أكثر من مائة حديث . وكذا أبو يعلى الموصلي في مسنده، والحميدي في مسنده . والطبراني في المعجم الكبير وغيرهم. وأخرج له أصحاب الكتب الستة ستون حديثاً.
قال الإمام النووي :" وأما معاوية، رضي الله عنه، فهو من العدول الفضلاء والصحابة النجباء، رضي الله عنه"[2].
وقد وردت أحاديث نبوية في فضل معاوية، رضي الله عنه، منها:
1.عن عبد الرحمن بن أبي عميرة، وكان من أصحاب رسول الله،عن النبي، صلى الله عليه وسلم،أنه قال لمعاوية: "اللهم اجعله هادياً مهدياً واهد به"(رواه الترمذي 3777)، وقال الألباني : صحيح (السلسلة الصحيحة 1969، وصحيح سنن الترمذي 3/236) .
2. وعن أبي إدريس الخولاني قال :[ لما عزل عمر بن الخطاب عمير بن سعد عن حمص ولى معاوية فقال الناس : عزل عميراً وولى معاوية !؟ فقال عمير : لا تذكروا معاوية إلا بخير فإني سمعت رسول الله يقول : اللهم اهد به". (الترمذي 3778، وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي 3/236) .
3. وروى الهيثمي: قال النبي، صلى الله عليه وسلم: " أول هذا الأمرنبوة ورحمة، ثم يكون خلافة ورحمة،ثم يكون ملكا ورحمة، ثم يكون إمارة ورحمة" (مجمع الزوائد: 5/193(. فمعاوية أول الملوك مباشرةً بعد حقبة الخلافة المباركة.
4. وروى الإمام ابن عساكر: قال نبي الله صلى الله عليه وسلم عن معاوية: " اللهم علمه الكتاب والحساب وقه العذاب "(تاريخ دمشق:59/80، 85)[3]
5. شهد مع رسول الله حنيناً، وأعطاه مائة من الإبل، وأربعين أوقية من ذهب، وزنها له بلال، رضي الله عنه.
6. وشهد اليمامة، ونقل بعض المؤرخين أن معاوية ممن ساهم في قتل مسيلمة الكذاب.
7. روى عنه جماعة من الصحابة والتابعين. وقال سعد بن أبي وقاص: " ما رأيت أحدًا بعد عثمان أقضى بحقّ من صاحب هذا الباب ـ يعني معاوية ".
بل إن ابن عباس نفسه كان يجل معاوية، وشهد له بالفقه والخير؛ فقال: " ما رأيت رجلا أخلق للملك من معاوية، لم يكن بالضيّق الحصر ". وعنه قال: " إذا ذهب بنو حربٍ ذهب حلماء الناس "، -وحرب هذا جد معاوية لأبيه. وعن ابن أبي مليكة قال :" أوتر معاوية بعد العشاء بركعة، وعنده مولى لابن عباس، فأتى ابن عباس فقال : دعه فإنه قد صحب رسول الله. وروى البخاري أيضاً بسنده : قيل لابن عباس هل لك في أمير المؤمنين معاوية فإنه ما أوتر إلا بواحدة ؟ قال : إنه فقيه". (البخاري 3481) . قال الحافظ ابن حجر : "وقوله دعه: أي اترك القول فيه، والإنكار عليه؛ فإنه قد صحب: أي فلم يفعل شيئاً إلا بمستند. وفي قوله في الرواية الأخرى: أصاب إنه فقيه ما يؤيد ذلك"[4].
وقال جبلة بن سحيم، قال عبد الله بن عمرو، رضي الله عنهما: " ما رأيت أحدابعد رسول الله، صلى الله عليه وسلم،أسود (أي: من السيادة) من معاوية" قلت ولا عمر؟ قال: "كان عمر خيراً منه"[5].
قال كعب بن مالك: " لن يملك أحدٌ هذه الأمة ما ملك معاوية ".
وعن قبيصة بن جابر قال: " صحبت معاوية فما رأيت رجلا أثقل حلمًا، ولا أبطل جهلا، ولا أبعد أناةً منه ".
عن أبي إسحاق قال: " كان معاوية؛ وما رأينا بعده مثله ".
·وأما إن كان المقصود هو يزيد بن معاوية، فهو خطأ فادح كذلك:
·فهل يُعقل أن يؤخر ابن عباس تفسيره لآية الحكم حتى بعد عام 60 للهجرة، (عام ولاية يزيد)، وابن عباس قد جاوز الستين، وهو حبر الأمة، وترجمان القرآن، وتلامذته محيطون به، يتلقون عنه التفسير من قبل ذلك بعشرات السنين!؟؟
·وهل يليق به أن يفسر الآية، ويقصر تفسيرها على زمن معين وشخص معين؛ فيكون بذلك قد خان الآمانة، وأضل الأمة؛ إذ أن أحكام القرآن تشمل كل زمان ومكان!!؟
· ثم من يجرؤ أن يقول إن يزيد حكم بغير ما أنزل الله؟؟ سبحانك هذا بهتان!!
إن يزيد قد صحت خلافته، وبايعه ستون من أصحاب النبي، صلى الله عليه وسلم، منهم ابن عمر؛ إذ بويع ليزيد، فى حياة أبيه؛ ليكون وليّا للعهد من بعده، ثم أكد البيعة لنفسه بعد موت والده، فى النصف الثانى من رجب سنة ستين، واستمر فى منصبه إلى أن توفى سنة أربع وستين!!
ولم يكن يزيد بن معاوية – رحمه الله –بذلك الشاب اللاهي، كما تصوره لنا الروايات التاريخية الركيكة؛ بل هو على خلاف ذلك، لكن العجب في المؤلفين من الكتاب الذين لا يبحثون عن الخبر الصحيح ، أو حتى عمّن يأخذوه، فيجمعون في هذه المؤلفات الغث والسمين من الروايات والكلام الفارغ الملفق؛ فتراهم يطعنون فيه؛ فيظهرون صورته ويشوهونها ، بأبشع تصوير.
و للأسف فإن بعض المؤرخين، من أهل السنة، أخذوا من هذه الروايات الباطلة، وأدرجوها في كتبهم، أمثال ابن كثير في البداية والنهاية ، وابن الأثير في الكامل ، وابن خلدون في العبر، والإمام الذهبي في تاريخ الإسلام، وفي غيرها من الكتب. يروون هذا الطعن عن بعض الشيعة المتعصبين أمثال أبي مخنف والواقدي وغيرهم ، وغير هذا أن معظم هذه الكتب أُلفت على عهد العباسيين ، وكما هو معروف مدى العداء بين الأمويين والعباسيين ، فكانوا يبحثون عمّن يطعن في هؤلاء فيملؤون هذه الكتب بالأكاذيب.
منقبة ليزيد بن معاوية :
عن عمير بن الأسود العنسي، أنه أتى عبادة بن الصامت، و هو نازل في ساحة حمص، وهو في بناء له، ومعه أم حرام: فحدثتنا أم حرام أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا ، فقالت أم حرام : قلت يا رسول الله أنا فيهم ؟ قال : أنت فيهم . ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر مغفور لهم ، فقلت : أنا فيهم قال : لا . (البخاري 2707) .
فتحرك الجيش نحو القسطنطينية، بقيادة بسر بن أرطأة، رضي الله عنه، عام خمسين من الهجرة. فاشتد الأمر على المسلمين، فأرسل بسر يطلب المدد من معاوية؛ فجهز معاوية، رضي الله عنه، جيشاً بقيادة ولده يزيد ، فكان في هذا الجيش كل من: أبو أيوب الأنصاري، وعبد الله بن عمر وابن الزبير وابن عباس وجمع غفير من الصحابة، رضي الله عنهم أجمعين .
وأخرج البخاري أيضاً، عن محمود بن الربيع، في قصة عتبان بن مالك، قال محمود: فحدثتها قوماً فيهم أبو أيوب الأنصاري، صاحب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في غزوته التي توفي فيها ، ويزيد بن معاوية عليهم – أي أميرهم - بأرض الروم .
(البخاري 1113) .
* والخلاصة: أن أصحاب هذه الشبهة اتبعوا الشيعة الروافض، فأساءوا إلى القرآن، وإلى ابن عباس، وإلى معاوية، ويزيد، وإلى المسلمين أجمعين.
__________________________
[1] مجموع الفتاوى 4/472
[2] شرح النووي على صحيح مسلم 4/530 .
[3] كذلك رواه ابن عساكرمن حديث العرباض بن سارية،معجمالشيوخ:2/1041
[4] فتح الباري 8/105
[5] (ابن كثير - المصدر: البداية والنهاية: 8/137، والهيثمي:مجمع الزوائد: 9/360)
رد مع اقتباس رد مع اقتباس
06-Oct-2009, 02:54 AM #4 أبو عاصم عمرو بن حسين أبو عاصم عمرو بن حسين غير متواجد حالياً
مشرف
تاريخ التسجيل
Feb 2009
المشاركات
296
افتراضي الشبهة الرابعة: الإجماع الذي ذكره إسحاق
الشبهة الرابعة: الإجماع الذي ذكره إسحاق
سؤال: الإجماع، الذي نقله ابن عبد البر، رحمه الله، عن إسحاق، رحمه الله تعالى، يخالف مفهوم رواية ابن عباس؛ إذ قال فيه:
(وقد أجمع العلماء أن من سب الله عز وجل، أو سب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أو دفع شيئا أنزله الله، أو قتل نبيا من أنبياء الله، وهو مع ذلك مقر بما أنزل الله، أنه كافر)[1] ا.هـ وليس معنى الدفع هنا الجحود، أو الاستحلال؛ لقوله رحمه الله: " مقر بما أنزل الله".
فمعنى أنه مقر بما أنزل الله، أي أنه إن كان حكم الله بالوجوب، فإقراره ينافي جحوده.
وإن كان حكم الله بالحرمة، فإقراره يعني عدم استحلاله، فيبقى معنى الدفع، وهو " الرد والامتناع عن القبول". فيقول الجصاص، رحمه الله، في قوله تعالى: { فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم...... الآية }:(في هذه الآية دلالة على أن من يرد شيئاً، من أوامر الله، أو أوامر رسوله، صلى الله عليه وسلم، أنه خارج عن دائرة الإسلام، سواء رده من جهة الشك فيه، أو من جهة " ترك القبول والامتناع عن التسليم") أ.هـ
الرد عليها
في الحقيقة هذا تحريف لمقولة الإمام إسحاق بن راهويه، فإنه يجب أخذ كلامه بتمامه، من نقل تلميذه الذي اختص به وأكثر عنه، وهو الإمام محمد بن نصر المروزي، في كتابه "تعظيم قدر الصلاة"، ولفظه: "ومما أجمعوا على تكفيره، وحكموا عليه كما حكموا على الجاحد؛ فالمؤمن الذي آمن بالله تعالى، وبما جاء من عنده، ثم قتل نبياً، أو أعان على قتله، وإن كان مقراً، ويقول: قتلُ الأنبياء محرم، فهو كافر، وكذلك من شتم نبياً، أو رد عليه قوله من غير تقيَّة ولا خوف، ألا ترى إلى ما جاء عن النبي، صلى الله عليه وسلم،: "حين أعطى الأعرابي، ثم قال له: أحسنتُ، قال: لا، ولا أجملت، فغضب أصحابه رضي الله عنهم، حتى هموا بقتله، فأشار إليهم النبي، صلى الله عليه وسلم، بالكف، وقال للأعرابي: "تأتيناه". فجاءه في بيته، فأعطاه وزاده، ثم قال له: أحسنتُ؟ قال: أي والله وأجملت.."[2].
ففي هذا تصديق أنه يكفر بالرد على النبي، صلى الله عليه وسلم. ولكن كل من كان كفره من جهة الجهل وغير الاستهانة، رفق به. لأنه كفر دون كفر" أ.هـ.
فأنت ترى أن إطلاق كلمة الكفر عليه من إسحاق ابن راهويه لا يعني أنه قد خرج من ملة الإسلام؛ لأنَّ الكفر، إذا نسب إلى المؤمنين، حُمل على التشديد والتغليظ. ويذكر هذا بقول الأنصاري، الذي خاصم الزبير، عند رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وقال رسول الله،صلى الله عليه وسلم، للزبير: "اسق يا زبيرُ ثم أرسل الماء إلى جارك"، فغضب الأنصاري، ثم قال: "أن كان ابن عمتك؟!... الحديث.
ولم يحكم النبي، صلى الله عليه وسلم، على الأنصاري بالردَّة، مع أنَّ كلَّ من اتهم رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في الحكم فهو كافر مرتد، وإنما عفا عنه؛ لعلمه أن ما قاله فلتة من فلتات اللسان، وزلة من الشيطان، تمكن بها منه، عند ثورة الغضب، فإطلاق الكفر عليه لا يكون إلا بقصده سب النبي، صلى الله عليه وسلم، أو استحلاله لما حرم الله.
كما رفق النبي، صلى الله عليه وسلم، بالأعرابي..). انتهى كلام الإمام المروزي.
فهذا الأعرابي كان مقرّاً لكل ما أنزل الله على رسوله، صلى الله عليه وسلم، غير أنه لم يرض بحكم النبي، صلى الله عليه وسلم،، بل دفعه وردَّه، ومع ذلك لم يكفره صلى الله عليه وسلم، ولم يخرجه من ملة الإسلام ودائرة الإيمان، بل أقال عثرته، وأعطاه وزاده؛ لعلمه أنه لم يردَّ حكمه عن استهانة أو بغض أو استكبار.
والحاصل-كما يقول العنبري- من ذلك كله، أن الردَّ أو الدفعَ لما أنزل الله، إذا كان عن عنادٍ أو استكبارٍ أو استهانة،ٍ كان كفراً أكبر مخرجاً من الملة، حتى وإن صاحَبَهُ تصديق أو إقرار، وهذا هو كفر العناد، نحو كفر إبليس؛ فإنه لم يجحد أمر الله له بالسجود، فإن الله باشره بالخطاب، وإنما ردَّه، ولم ينقد له إباءاً واستكباراً.
ما أشبهه بالأخطل التغلبي، معاندا مستكبرا؛ إذ يقول:
فلست بصائم رمضان عمري.... ولست بآكل لحم الأضاحي
ولست بزاجر عـيسا ركـوبا....إلى بطـحـاء مكة للنــجاح
ولـسـت بـقــائم كالــعير يدعو.... قبيل الصبح حي على الفلاح
ولـكنـي سـأشـربـهـا شـمولا.... وأسجد عند منبلج الصباح
وإذا كان الردُّ أو الدفع لما أنزل الله، لا عن استهانة أو عنادٍ أو إباءٍ، بل عن خوف أو هوى، لم يكن من الكفر في شيء، نحو رد الأعرابي في الحديث السابق. وإلى هذا يشير ابنُ راهويه بقوله: "وكذلك من شتم نبياً، أو ردَّ عليه قوله من غير تقية ولا خوف" وقوله: "يكفر بالرد على النبي، صلى الله عليه وسلم، ولكن كل من كان كفره من جهة الجهل وغير الاستهانة، رفق به حتى يرجع إلى ما أنكره".
وبذلك لا يبقى للخصم متعلَّقٌ بكلمة ابن راهويه، إن كان منصفاً.
__________________________
[1] (التمهيد لابن عبد البر ج: 4 ص: 226)
[2] تمام الحديث: عن أبي هريرة، رضي الله عنه: "أن أعرابيا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليستعينه في شيء قال عكرمة : أراه قال : في دم فأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا ، ثم قال : أحسنت إليك ؟ قال الأعرابي : لا ولا أجملت. فغضب بعض المسلمين، وهموا أن يقوموا إليه ، فأشار رسول الله إليهم : أن كفوا . فلما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم وبلغ إلى منزله ، دعا الأعرابي إلى البيت ، فقال له : إنك جئتنا فسألتنا فأعطيناك ، فقلت ما قلت . فزاده رسول الله شيئا ، وقال : أحسنت إليك ؟ فقال الأعرابي : نعم ، فجزاك الله من أهل عشيرة خيرا . قال النبي صلى الله عليه وسلم : إنك جئتنا تسألنا فأعطيناك ، فقلت ما قلت ، وفي أنفس أصحابي عليك من ذلك شيء ، فإذاجئت فقل بين أيديهم ما قلت بين يدي ، حتى يذهب عن صدورهم . قال : نعم . فلما جاءالأعرابي قال : إن صاحبكم كان جاءنا فسألنا فأعطيناه ، فقال ما قال ، وإنا قد دعوناه فأعطيناه فزعم أنه قد رضي ، كذلك يا أعرابي ؟ قال الأعرابي : نعم ، فجزاك الله من أهل عشيرة خيرا".
وهو ضعيف، رواه ابن كثير في التفسير (4/179)، والعراقي في تخريج الإحياء - 2/466)
رد مع اقتباس رد مع اقتباس
06-Oct-2009, 02:55 AM #5 أبو عاصم عمرو بن حسين أبو عاصم عمرو بن حسين غير متواجد حالياً
مشرف
تاريخ التسجيل
Feb 2009
المشاركات
296
افتراضي الشبهة الخامسة: الأصل في الكفر، إذا عُرّف باللام أنه الكفر الأكبر
الشبهة الخامسة: الأصل في الكفر، إذا عُرّف باللام أنه الكفر الأكبر
سؤال: قالوا: القرائن من كتاب الله تدل على أن المقصود بالكفر هو الكفر الأكبر، وليس الأصغر؛ من حيث أنها عبادة من أصل التوحيد، والأصل في الكفر، إذا عُرّف باللام أنه الكفر الأكبر، كما قرر هذا شيخ الإسلام رحمه الله في الاقتضاء، إلا إذا قُيد أو جاءت قرينة تصرفه عن ذلك"[1]. كما قال رحمه الله تعالى: " وذلك أن اللام، في لغة العرب، هي للتعريف؛ فتنصرف إلى المعروف عند المتكلم والمخاطب، وهي تعم جميع المعروف. فاللام في القول تقتضي التعميم والاستغراق لكل عموم ما عرفته، وهو القول المعهود المعروف بين المخاطب والمخاطب: أن الكفر اذا اطلق فيراد به كمال المسمى وهو الأكبر. وكذلك في الأسماء الشرعية كالايمان والتقوى والنفاق وغيرها، إلا أن تدل قرينة على أن المراد بها الأصغر[2].
وقال ابن تيمية: (والكفر المعرف ينصرف الى الكفر المعروف، وهو المخرج من الملة)[3]
وقال ابوحيان: (الكفر، إذا أطلق، انصرف الى الكفر في الدين)[4]
وقال ابن القيم (تصدير الاسم بالألف واللام المؤدية لحصول كمال المسمى لهم. فإنك اذا قلت: زيد العالم الصالح، أفاد ذلك اثبات كمال ذلك له)[5]
الرد عليها:
الزعم أن الأصل في الكفر في الآية الأكبر لدخول " ال" التعريف على الكفر، لا نسلم به؛ ودليلنا على ذلك أنه قد ثبت في صحيح مسلم، من حديث جابر، رضي الله عنه أن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: "بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة". فهاهنا كلمة الكفر معرفة، ومع ذلك فجماهير أهل السنة على أن هذا من الكفر العملي الأصغر.
وهنك توجيه آخر لكلام ابن تيمية؛ إذ يقول ابن عثيمين ، رحمه الله: " ونسبة فهم ذلك لشيخ الإسلام، هو خطأ في فهم كلام شيخ الإسلام؛ ففرق بين دخول "ال" على الفعل- يعني الكفر – (اسم المصدر) ودخولها على الفاعل - الكافر- !! فالأول هو ما عناه شيخ الاسلام، وليس الثاني".
__________________________
[1] [1/208]
[2] الاستقامة [ ج: 1 ص: 222 ]
[3] (شرح العمدة 82)
[4] (البحر المحيط 3/493)
[5] (الصلاة 33)
رد مع اقتباس رد مع اقتباس
06-Oct-2009, 02:56 AM #6 أبو عاصم عمرو بن حسين أبو عاصم عمرو بن حسين غير متواجد حالياً
مشرف
تاريخ التسجيل
Feb 2009
المشاركات
296
افتراضي الشبهة السادسة: (الياسق)
الشبهة السادسة: (الياسق)
سؤال: قالوا: يقول ابن كثير، رحمه الله، في معرض تفسير قوله: ﴿ أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ المائدة﴾. " يُنكر الله تعالى على من خرج عن حكم الله المحكم، المشتمل على كلّ خيرٍ، الناهي عن كلّ شرٍّ، وعَدَل إلى ما سواه من الآراء والأهواء والاصطلاحات، التي وضعها الرجال، بلا مستند من الشريعة، كما كان أهل الجاهلية يحكمون به من الضلالات والجهالات، مما يضعونها بآرائهم وأهوائهم، وكما يحكم به التتار من السياسات الملكية، المأخوذة عن مَلكهم جنكيز خان، الذي وضع لهم (الياسق)، وهو عبارة عن كتاب مجموع من أحكام قد اقتبسها من شرائع شتى، من االيهودية والنصرانية والملة الإسلامية وغيرها، وفيها كثير من الأحكام أخذها من مجرد نظره، وهواه؛ فصارت في بنيه شرعاً متَّبعاً يقدمونه على الحكم بكتاب الله وسنة رسوله... فمن فعل ذلك منهم، فهو كافر يجب قتاله حتى يرجع إلى حكم الله ورسوله، فلا يحكم سواه في قليل أو كثير.[1] أ.هـ
وقال رحمه الله تعالى: بعد أن نقل عن الجويني نتفاً من الياسق أو الياسا، التي كان يتحاكم إليها التتار: " فمن ترك الشرع المحكم المنزل على محمد بن عبد الله، خاتم الأنبياء، وتحاكم إلى غيره من الشرائع المنسوخة، كفر. فكيف بمن تحاكم إلى الياسا وقدمها عليه؟ من فعل ذلك كفر بإجماع المسلمين[2].
-فهذا إجماع صريح وواضح لا مجال لتحريفه ولا تأويله
ويقول الشيخ عبد الله بن حميد، رحمه الله تعالى " ومن أصدر تشريعاً عاماً ملزماً للناس يتعارض مع حكم الله فهذا يخرج من الملة كافرا،وقدح الشيخ ابن باز بالإجماع الذي نقله الحافظ ابن كثير مردود عليه، وغير معتبر؛ لأنه لم يذكر دليلاً واحداً، أو قولاً واحداً لعالم معتبر يرد هذا الإجماع الذي ذكره ابن كثير.. وأنَّى! [3]ً
فالله، عز وجل، يذكر حكم الجاهلية، أي شرعتها ومنهجها، في مقابل حكم الله، أي شرعته ومنهجه. وإذا كانت شرعة الله هي ما جاء في كتابه وسنة نبيه، صلى الله عليه وسلم، فماذا تكون شرعة الجاهلية إلا نظمها وقوانينها المخالفة لكتاب الله وسنة نبيه، صلى الله عليه وسلم؟؟.
وأيُّ فرق بين ما كان عليه هؤلاء القوم، الذين كفَّرهم ابن كثير، وأوجب قتالهم، وبين ما عليه حكامنا الآن؟ أو ليس حكامنا اليوم قد اقتبسوا من شرائع الغرب الكافر قوانين، ما أنزل الله بها من سلطان، وألزموا الناس بالتحاكم إليها والخضوع لها. ولايستثنى من ذلك إلا ما يسمى بقانون الأسرة، أو قانون الأحوال الشخصية، وهو مع ذلك لم يسلم من عبثهم؛ فأدخلوا فيه أيضاً أشياء تخالف كتاب الله وسنة رسوله؟
الرد عليها:
بالنسبة لمقولة ابن كثير في تفسيره: "ينكر تعالى على من خرج عن حكم الله ........ فصارت في بنيه شرعاً متبعاً، يقدمونها على الحكم بكتاب الله وسنة رسول الله،صلى الله عليه وسلم، فمن فعل ذلك منهم، فهو كافر، يجب قتاله حتى يرجع إلى حكم الله ورسوله"[4].
ففي هذا -كما ترى- بيان لما أجمع عليه، وهو أن يجعل ذلك القانون الوضعي شرعاً متبعاً يقدم على الحكم بكتاب الله وسنة رسول الله،صلى الله عليه وسلم. أي جعله شرعاً يتدين به، كان ذلك هو الاستحلال المقصود في كلام العلماء، والذي يكفر صاحبه، سواء كان في مسألة الحكم، أو في باقي المعاصي. وهو المقصود بالتبديل في كلام شيخ الإسلام السابق. وهذا هو واقع التتار. فقد بين شيخ الإسلام أن التتار كانوا يتعبدون الله بالياسق، الذي اقتبسوه من شرائع شتى. فقال عنهم: "يجعلون دين الإسلام كدين اليهود والنصارى، وأن هذه كلها طرق إلى الله، بمنزلة المذاهب الأربعة عند المسلمين. ثم منهم من يُرجِّح دين اليهود أو دين النصارى، ومنهم من يُرجِّح دين المسلمين" اهـ[5].
ولزيادة التوضيح:
لقد وضع جنكيز خان تشريعات الياسق، عام 1206 م، محفوظة في الألواح، وكانت تظهر عند كل مناسبة في تولية خاناتهم وأمرائهم، وكانت تنص على:
تنظيم العلاقات بين افراد الأسرة الواحدة:
فأحلت زواج الرجل من أختين.
وأحلت زواج الإبن من زوجات أبيه بإستثناء أمه.
وأحلت التجسس و كشف عورات الآخرين وتلويث المياه، وترك جوعان دون إطعامه أو عطشان دون سقيه عقوبتها الموت[6]. يقول المقريزي: (وكان جنكيز خان قد قرر قواعد وعقوبات أثبتها في كتاب سماه (ياسا) ونقشه في صفائح الفولاذ، وجعله شريعة لقومه، فالتزموه بعده. وكان جنكيز خان لا يتدين بشئ من أديان أهل الأرض. فصار (الياسا) حكما بتا بقي في أعقابه، لا يخرجون عن شئ من حكمه، ومن جملة ما شرعه جنكيز خان في الياسا: أن من زنى قُتل، ولم يفرق بين المحصن وغير المحصن، ومن لاط قُتل، ومن تعمد الكذب، أو سحر، أو تجسس على أحد، أو دخل بين اثنين وهما يتخاصمان، وأعان أحدهما على الآخر قُتل، ومن بال في الماء أو على الرماد قُتل، ومن أعطى بضاعة، فخسر فيها، فأنه يقتل بعد الثالثة، ومن أطعم أسير قوم أو كساه بغير إذنهم قُتل، ومن وجد عبداً هارباً أو أسيراً قد هرب، ولم يرد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق