التاريخ الأسود لجرائم وغدر وخيانات الحركات الاءسلامية والفشل السياسي ( الجيا ... الجزأرة ... الإنقاذ ) الجزائرية==
الثالوث التكفيري (سفر وسلمان) – (وعائض القرني) – (ومحمد سرور) بقلم الشيخ سليم الهلالي
الثالوث التكفيري (سفر وسلمان) – (وعائض القرني) – (ومحمد سرور)=
التاريخ الأسود لجرائم وغدر وخيانات ( الجماعات الإسلامية المسلحة " الجيا ... الجزأرة ... الإنقاذ " ) الجزائرية
( انقسم الإخوان المسلمون إلى إخوان عالميين وآخرين إقليميين اشتهروا باسم " الجَزْأَرة " بينهم بأس شديد وتبديع ، ثم عن العالميين انشقت جماعة النهضة وهي أبعدها عن التمييع ، وأقربها عناية بالتربية ، لكن بلا تصحيح ولا تصفية .
ولما كان جميع الإخوان بعقد السياسة يتناكحون ، وبماء التصويت يتناسلون ، وفي علم الكتاب والسنة يتزاهدون ، وُلِد لهم مولود عاقّ ، سمَّوه بالهجرة والتكفير كيلا يكون بينه وبين نسبهم إلحاق ، وادَّعوا أنه خرِّيج السلفية وأهل الأثر ، ولكن الحق أن " الولد للفراش وللعاهِر الحَجَر " ، وقد شهد العدول يوم كان يُلقَم بأيديهم ثدي التكفير من صحف ســــيد قطب ، كما قيل :
فإن لم تكُنْهُ أو يكُنْها فإنّه .. .. .. أخوها غَذَتْهُ أمُه بلبانها
[COLOR="red"]وهم جميعا وإن كانوا لا يَرضَون بحسن البنّا بديلاً ، فلا يقبلون في سيد قطب جرحاً ولا تعديلاً.[/COLOR]
عاش هؤلاء آنذاك في صراع ضائع مع الشيوعية ، أمضى سلاحهم : المسرحيات والأناشيد ورياضة ركضٍ كركض الوحشي في البرية .
ولغياب أصل الرد على المخالف ، مع ظهور قرن الشيطان في إيران وتتابع التأييد المجازف ، تلَقَّى هؤلاء ـ عن بكرة أبيهم ـ دعوة الخميني بكل ترحاب وتحنان ، ولغياب أصل السلفية عندهم لم يشعروا بأدنى إثم وهم يجتمعون بمن يكيل لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أفظع السباب وأقذع الشنآن ، فما أوسع صدورهم لكل خلاف عقدي ما لم يكن سلفيا ! وما أضيقها على كل خلاف حزبي خاصة إذا كان النقد سلفيا ! وتراهم من كل حدب ينسلون ، وإلى محاضرات الرافضي رشيد بن عيسى يتنادون ، في عقر دارهم وبدعوة منهم ، لا يفتر عن التفكه بأعراض السلف الصالح وهم يضحكون ! " وسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللهُ بِما كانُوا يَصْنَعُون " .
[COLOR="red"]" الجَزْأَرَة " [/COLOR]: عَلَم على المحلِيِّين من " الإخوان المسلمين " ، انشقوا عنهم بسبب أن هؤلاء يرون عالمية الإمارة ، وهم يرون جَزْأَرة الدعوة أي أنها جزائرية العمل والإمارة ، وعقيدتهم أشعرية يدافعون عنها بقوة ، وهم أشد تعصبا لها من تميّع الإخوان العالميين ، وقد كان لهـــــم مجلة " النفير " وغيرها ، بل لهم اليوم جريدة " العقيدة " التي وقَّفت أقلامها لحرب العقيدة السلفية بلا هوادة ، ومذهبهم الفقهي مالكي على احتراق شديد في التعصب له ، وهم كـ " الإخوان " في تهميش السّنة والاستخفاف بدعاتها ، والتساهل مع البدعة وأهلها إلاّ من خالفهم في الوجهة السياسيّة ، وتصوفهم كتصوف سعيد حوى ، صاحب الكتاب المشئوم " تربيتنا الرّوحية " وغيره من الكتب الغوية . وهم ـ مع تظاهرهم بالسماحة مع المخالف ـ من أسرع الناس لجوءاً إلى العنف مع المخالف من المسلمين وغيرهم ؛ إذ يبدؤون بالطعن في نيّته للوصول إلى إبعاده من المجتمع ، فيقولون : هو عميل أو يُلصقونه بذيل السلطان ! فإن أعياهم ذلك وكان للمخالف لسان صدق في الناس ، قذفوه بأيّ سيِّئة خلقية من الفواحش المنَفِّرة ! فإن أعياهم ذلك أغرَوا به السلطة التي يحاربونها في الخفاء ! فإن أعياهم ذلك سلَّطوا عليه سفهاءهم بالضرب والتنكيل ...! هذا ولهم تأييد قويّ للشيعة الإيرانية ، ولئن زعموا أنّه مجرّد تأييد سياسيّ ، وليس تأييداً عقديّاً ! قلنا: هو عين التفريق بين الدّين والدّولة ؛ وهل الدين إلا العقيدة ؟! وهل السياسة الرشيدة إلا ثمرة العقيدة السليمة ؟! قال ابن القيم : " وتقسيم بعضهم طرق الحكم إلى شريعة وسياسة كتقسيم غيرهم الدين إلى شريعة وحقيقة ، وكتقسيم آخرين الدين إلى عقل ونقل ، وكل ذلك تقسيم باطل ، بل السياسة والحقيقة والطريقة والعقل كل ذلك ينقسم إلى قسمين : صحيح وفاسد ... " " إعلام الموقعين " 4 / 375 .
[COLOR="red"]ولا بدّ من التذكير ههنا أن عباســـــــي مدني من غلاة حزب " الجَزْأَرة " ! وهو كذلك إلى الآن ! [/COLOR]) إ . هـ .[/B][/SIZE][/COLOR]
#2 التاريخ الأسود لجرائم وغدر وخيانات ( الجيا ... الجزأرة ... الإنقاذ ) الجزائريةرابط المشاركة #2 أبو نعيم إحسان
مستخدم
#2 التاريخ الأسود لجرائم وغدر وخيانات ( الجيا ... الجزأرة ... الإنقاذ ) الجزائريةرابط المشاركة #2 أبو نعيم إحسان
مستخدم
Members
Pip Pip Pip Pip Pip Pip Pip Pip Pip Pip
41 المشاركات
تاريخ المشاركة : AM 03:06 | 2008 Jul 09
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
قال الشيخ -حفظه الله- في رسالته " خرافة حركي " :
Pip Pip Pip Pip Pip Pip Pip Pip Pip Pip
41 المشاركات
تاريخ المشاركة : AM 03:06 | 2008 Jul 09
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
قال الشيخ -حفظه الله- في رسالته " خرافة حركي " :
" و لا أزال أذكر -كمايذكر معي القرّاء الجزائريون- أنه اجتمع يوما حركيو الجبهة الإسلامية للإنقاذ بمُريديهم في ملعب من الملاعب الرياضية في الجزائر ؛ فبينما هم في دعايتهم السياسية لحزبهم ، إذا طلعت عليهم سحابة كُتب فيها اسم الله ؛ فانبهر الحضور ، و فُتنوا فتنة عظيمة ، و أصبحت حديث الناس ؛ و لم يشكّ الشكّاكون في دين الله أنها علامة النصر و صدق المسير.
وقال أعداؤهم : إنهم استعملوا أشعة ما ، و سحروا أعين الناس و استرهبوهم و جاؤوا بسحر عظيم ؛ و قال غيرهم غيرَ ذلك ؛ و اختلف الناس ما بين مصدق و مكذب و ممخرق.
وقال أعداؤهم : إنهم استعملوا أشعة ما ، و سحروا أعين الناس و استرهبوهم و جاؤوا بسحر عظيم ؛ و قال غيرهم غيرَ ذلك ؛ و اختلف الناس ما بين مصدق و مكذب و ممخرق.
و مهما كان من أمر في تفسير تلك الظاهرة ، فإننا نجزم بأن الندامة تصحب مخالف الرسول -صلى الله عليه و سلم- لا الكرامة ؛ [COLOR=Red]و لم أرتقب يومها من أحد أن يُبيّن عوار ذلك مثلما كنت أرتقبه من علي بلحاج النائب على ذلك الحزب و لسانه الحقيقي[/COLOR] ؛ لأنه كان يُنعت بـ"السلفي!" ؛ و لمعرفتني بأن حجة الله قد قامت عليه في هذا الباب - باب التفريق بين الكرامة و التلبيس- و لوَهْمي بأن الرجل - و إن كان قد أدار ظهره للدعوة السلفية - لن يتحمل من جماعته هذه الخرافة ، و أن فؤاده لن يهنأ ودين الله يُكْلَم على مرأًى و مسمع منه ؛ و كنت أرتقب من يوم لآخر إنصافه دين الله -عز و جل-و انتصاره للعقيدة الصحيحة ، و تصفيته لصفوفه من هذا المعتقد الفاسد ؛ [COLOR=Red]لكن خاب ظني فيه ؛ إذ ترك الناس يخوضون في باطل المعتقد ؛ لأنهم كانوا على أبواب الانتخابات.[/COLOR]
[COLOR=Red]و هكذا تجدون الحركيين أغشَّ الناس للناس في دينهم ؛ بل الغالب على كل من دخل في الحركات السياسية أن يخرج بلا دين[/COLOR] ؛ و الله المستعان " اهـ و الله المستعان و حسبنا و نعم الوكيل
اللهم عليك بعلي بلحاج و سلالته الخبيثة و من نحى نحوَهم ، و عليك بكل من لبس لباسنا و تكلم بلساننا ليضربنا في أظهرنا و من تحت أرجلنا
[/SIZE][/FONT]
#3 التاريخ الأسود لجرائم وغدر وخيانات ( الجيا ... الجزأرة ... الإنقاذ ) الجزائريةرابط المشاركة #3 جروان
مستخدم
[/SIZE][/FONT]
#3 التاريخ الأسود لجرائم وغدر وخيانات ( الجيا ... الجزأرة ... الإنقاذ ) الجزائريةرابط المشاركة #3 جروان
مستخدم
Members
Pip Pip Pip Pip Pip Pip Pip Pip Pip Pip
7 المشاركات
تاريخ المشاركة : PM 09:36 | 2008 Jul 10
[COLOR="Black"][SIZE="5"][B]( 2 )
Pip Pip Pip Pip Pip Pip Pip Pip Pip Pip
7 المشاركات
تاريخ المشاركة : PM 09:36 | 2008 Jul 10
[COLOR="Black"][SIZE="5"][B]( 2 )
[COLOR="Red"]بعد أن أفتى الشيخ العربادي لـ " جماعة مصطفى بويعلي " المسلحة بشرعية استعمال العنف نفذت جماعة " بويعلي " أول عمل إرهابي لها بالإعتداء على بنك بوسط الجزائر في عام 1984 م .[/COLOR]
وبعد هدوء وخمود لأعمال العنف ، عادت مسألة اللجوء إليه مع صعود جبهة الإنقاذ عام 1989 لمواجهة الأحداث في الجزائر .
وفي 17 / 5 / 1990 م ، وقع حادث سرقة المتفجرات من ورشة بناء سد في منطقة جيجل ، كما بدأت مجموعات من المسلحين في ممارسة العنف ضد الطلبة والطالبات .
وفي العام نفسه 1990 م ، وقع حادث سطو قرب مدينة تلمسان ، وقام المهاجمون بالإستيلاء على 350 كيلو جرام من المتفجرات .
كما وقع اعتداء على ثكنة عسكرية قبل أيام من إجراء الانتخابات التشـــريعية في ديسمبر " 12 " / 1991
وبعد وقف المسار الانتخابي وما ترتب عليه من نتائج وتطورات في يناير " 1 " / 1992 م ، تصاعدت عمليات جناحين مسلحين وهما :
( الجيش الإسلامي للإنقاذ ) و ( الجماعة الإسلامية المسلحة " الجيا " ) .
[COLOR="red"]فماذا عن[/COLOR] الجماعات المسلحة التي خرجت من تحت عباءة ( جبهة الإنقاذ ) .. .. وبمباركة حركية كاملة ؟! .
[COLOR="red"]ماذا عن[/COLOR] قيادات " جبهة الإنقاذ " الذين وقفوا حيارى أمام تصريحات أحد قادتها : ( سعيد مخلوفي ) الذي التحق بالعمل المسلح ، والذي هدد في شتاء 1991 م ، بشن حرب أهلية وهو أمر تظهره كتاباته في هذا المضمار من خلال مؤلفه : ( العصيان المدني : الأسس والأهداف ، الوسائل والطرق ) ؟!! .
[COLOR="red"]ماذا عن[/COLOR] دعم علي بن حاج فكرة ( منصور ملياني ) الذي طرح فكرة تأسيس ( الجماعة الإسلامية المسلحة ) ؟ .
[COLOR="red"]ماذا عن[/COLOR] رسالة " علي بن حاج " الذي سرب من سجن " بليدة " في كانون الثاني ـ يناير / 1993 قال فيها : ( لو كنت خارج أسوار السجن لانضويت تحت لواء الشيخ " عبدالقادر شبوطي " ) قائد الحركة الإسلامية المسلحة آنذاك ؟! .
[COLOR="red"]ماذا عن[/COLOR] الرسالة السرية التي أرسلها علي بن حاج بتاريخ : ( 20صفر 1415هـ ) إلى الجماعات المسلحة يقول في ق (2) منها : ( ولذلك رأينا في تاريخ علماء المسلمين أنه يكون بينهم خلاف حتى في بعض المسائل العقائدية فضلا عن الفرعية ، ولكن يَخرجون في الجهاد صفاً واحداً أمام العدو الكافر ، فكان الجيش يَضمّ في جنباته من شتى المذاهب الفرعية ومجاهدين من الفِرق الإسلامية ! ... ) .
بل قعّد بعدها قاعدة غريبة ادّعى فيها الاتفاق ، وهي قوله : ( إن المســــائل المختلفة لا إنكار فيها !! ) انظر كتاب " مدارك النظر " ص 87 .
[COLOR="red"]ماذا عن[/COLOR] العنف الموسع ضد الأبرياء مع القتل الواسع للمدنيين والذي انطلق في نهاية يناير / 1995 م ، بالسيارة المفخخة في شارع عميروش ، وقد أوكلت في هذه المرحلة لجيل جديد من الدمويين يغلب على بعضهم طابع العنف ، وهم عادة من ذوي السوابق الإجرامية أمثال : ( [COLOR="red"]حسين فليشة ) و ( مرح ماطو ) و ( حيتا ) و ( لاتشا[/COLOR] ) ؟!! . [/B][/SIZE][/COLOR]
#4 التاريخ الأسود لجرائم وغدر وخيانات ( الجيا ... الجزأرة ... الإنقاذ ) الجزائريةرابط المشاركة #4 أبو نعيم إحسان
مستخدم
#4 التاريخ الأسود لجرائم وغدر وخيانات ( الجيا ... الجزأرة ... الإنقاذ ) الجزائريةرابط المشاركة #4 أبو نعيم إحسان
مستخدم
Members
Pip Pip Pip Pip Pip Pip Pip Pip Pip Pip
41 المشاركات
تاريخ المشاركة : AM 01:58 | 2008 Jul 11
أبشعهم هو " عنتر زوابري" الهالك ، عامله الله بما يستحق في البرزخ و يوم الدين ؛ وحش كأنه خرج من الخيال ، كأنه لا يملك المضغة التي إذا صلحت صلح الجسد كله ؛ قُتِل تحت إماراته للجيا آلاف المواطنين الأبرياء بالذبح ، صغارا و شيوخا ، نساءً و رجالا ، بل حتى الرضيع ما نجى من وحشيتهم ؛ تشهد له مجازر الرايس (300 قتيلا) بن طلحة (300 قتيلا) واد رهيو ( 400 ) بني مسوس (60) و و و غيرها من المجازر التي لا أستحضرها الآن ؛ و لم تكن هذه الطريقة الوحشية قبل إماراته ؛ حيث كانوا يقتلون إما بالتفجير أو السلاح ؛ لكن بعد إتيانه ابتُكِرت طريقة الهجوم على القريات و البعيدة عن المدن و قتل أهلها و اختطاف نساءها و الاعتداء عليهن جنسيا ثم يُقتلن و يرمين في الغابات
Pip Pip Pip Pip Pip Pip Pip Pip Pip Pip
41 المشاركات
تاريخ المشاركة : AM 01:58 | 2008 Jul 11
أبشعهم هو " عنتر زوابري" الهالك ، عامله الله بما يستحق في البرزخ و يوم الدين ؛ وحش كأنه خرج من الخيال ، كأنه لا يملك المضغة التي إذا صلحت صلح الجسد كله ؛ قُتِل تحت إماراته للجيا آلاف المواطنين الأبرياء بالذبح ، صغارا و شيوخا ، نساءً و رجالا ، بل حتى الرضيع ما نجى من وحشيتهم ؛ تشهد له مجازر الرايس (300 قتيلا) بن طلحة (300 قتيلا) واد رهيو ( 400 ) بني مسوس (60) و و و غيرها من المجازر التي لا أستحضرها الآن ؛ و لم تكن هذه الطريقة الوحشية قبل إماراته ؛ حيث كانوا يقتلون إما بالتفجير أو السلاح ؛ لكن بعد إتيانه ابتُكِرت طريقة الهجوم على القريات و البعيدة عن المدن و قتل أهلها و اختطاف نساءها و الاعتداء عليهن جنسيا ثم يُقتلن و يرمين في الغابات
كان حليقا و قُتل حِلَِيقا قتلة الكلاب سنة 2002 بعد خمس سنوات من الإمارة ؛ و حين أذكره أذكر حديث عائشة -رضي الله عنها- حين سُئلت عن خلق النبي -صلى الله عليه و سلم- فقالت : (( كان قرآنا على الأرض )) أما عنتر زوابري فكان "في ظلال القرآن" على الأرض ؛ كأنه المنفذ الرئيسي لفكر سيد قطب و تكفيره للأمة
عجّل الله لحوق من بقي منهم به.
#5 التاريخ الأسود لجرائم وغدر وخيانات ( الجيا ... الجزأرة ... الإنقاذ ) الجزائريةرابط المشاركة #5 جروان
مستخدم
#5 التاريخ الأسود لجرائم وغدر وخيانات ( الجيا ... الجزأرة ... الإنقاذ ) الجزائريةرابط المشاركة #5 جروان
مستخدم
Members
Pip Pip Pip Pip Pip Pip Pip Pip Pip Pip
7 المشاركات
تاريخ المشاركة : AM 11:21 | 2008 Jul 12
[COLOR="Blue"][SIZE="5"][B]( 3 )
Pip Pip Pip Pip Pip Pip Pip Pip Pip Pip
7 المشاركات
تاريخ المشاركة : AM 11:21 | 2008 Jul 12
[COLOR="Blue"][SIZE="5"][B]( 3 )
[COLOR="Red"]ولتعد بنا ذاكرة التاريخ إلى الوراء .. .. .. .. [/COLOR]
لم تتفق آراء المراقبين للشأن الجزائري على تحديد تاريخ ومكان نشأة ( الجماعة الإسلامية المسلحة ) في الجزائر .
إلا أن نشاطها برز بين :
( يونيو " حزيران " 6 / 1991 م ) و ( سبتمبر " أيلول " 9 / 1992 م ) .
لدى إقبالها على مهاجمة الاميرالية " القيادة البحرية " الجزائرية وسط العاصمة ، ومركز قمار الحدودي الواقع بولاية الوادي " جنوب شرق الجزائر " .
وجرى الاعلان الرسمي عن ميلاد " الجماعة الإسلامية المسلحة " بعد توحيد المجموعات التي كانت تعمل تحت قيادة ( منصـــوري ملياني ) ، الذي يعتبر المؤسس والقائد الأول لهذا التنظيم ، إلى جانب ( أحمد الواد ، والعناصر الأفغانية ، وجماعة التكفير والهجرة ، وعناصر من جماعة محمد علال " موح ليفيي " ، وعبدالحق لعيادة ) .
هذه الجماعات والعناصر التي كانت تجمعها في قتالها خصومتها ( للجبهة الإسلامية للإنقاذ ) ولقياداتها التي كانت تنافسها على الزعامة المحلية .
[COLOR="red"]واتفقت عدة مراجع نشرت في الصدد حول نشأت ( الجماعة الإسلامية المسلحة ) .[/COLOR]
كما قال أحمد مراني " عضو مؤسس للإنقاذ " في كتابه ( الفتنة ) .
وأنتوان بصبوص في كتابه ( الأصولية ثورة مجهضة ) .
و محمد قواص في كتابه ( غزوة الإنقاذ ) .
أن : ( منصوري ملياني ) أبرز أســــــــــماء الجماعة الذي كان أحد المقربين من ( مصطفى بويعلي ) أيام حركته خلال الثمانينات .
وتعاقب على زعامة ( الجماعة الإسلامية المسلحة ) أكثر الحركات الإسلامية تطرفاً في الجزائر قبل ( عنتر الزوابري ) سبعة " أمراء " قتل ستة منهم :
[COLOR="red"]1 ـــ منصوري ملياني[/COLOR] : من قدماء رجال حرب العصابات الإسلاميين في منتصف الثمانينات ، حكم عليه بالإعدام ثم صدر عفو عنه عام 1988 م ، وفي عام 1991 م عاد إلى العمل السري وأسس الجماعات الإسلامية المسلحة في إبريل " 4 / 1992 م " ، ألقي القبض عليه في العام نفسه ، يوليو " 7 " / 1992 م " ، وحكم عليه من جديد بالإعدام ونفذ فيه الحكم
[COLOR="red"]2 ـــ علال محمد[/COLOR] : تسلم الإمارة بعد " ملياني " قتلته قوات الأمن في سبتمبر " 9 " / 1992 م مع اثنين من أعوانه بالقرب من المدية " 80 كلم جنوب الجزائر العاصمة " .
[COLOR="red"]3 ـــ عيسى بن عمار [/COLOR] : لم يتول الإمارة سوى لفترة وجيزة خلفاً للعيادي حيث قتلته قوات الأمن بعد بضعة أسابيع من تولية زعامة المنظمة .
و " لعيادي عبدالحق دهان الملقب بـ " أبو عبدالحق " " تاجر السيارات المستعملة " من الذين عملوا على توحيد الجماعات المسلحة بمختلف فصائلها وتنظيماتها ثم خروجها الرسمي لتبني مختلف الاغتيالات التي جرت أيامها في الجزائر ، كان موضع ثقة " علال محمد " الذي اختاره رفاقه لخلافته ، ألقي القبض عليه في المغرب الذي توجه إليه في 3 / 1993 م ، للقاء أعضاء منظمته الذين لجأوا إليه ، وقد تم ترحيله إلى الجزائر حيث حكم عليه بالإعدام ، وسجن في سجن سركاجي في الجزائر العاصمة " .
[COLOR="red"]4 ـــ مراد سي أحمد الملقب بـ " جعفر الأفغاني "[/COLOR] : قتل برصاص الجيش الجزائري في 27 / 2 / 1994 م ، مع تسعة من أعوانه في فيلا على مرتفعات الجزائر العاصمة .
[COLOR="red"]5 ـــ شريف القوسمي[/COLOR] الملقب بـ " أبو عبدالله أحمد " مسؤول محلي سابق " للجبهة الإسلامية للإنقاذ " في حي بير خادم " الضاحية " الجنوبية للجزائر ، اشتهر خاصة بالإقامة لفترة طويلة في إيران .
[COLOR="red"]في عهده شهدت الجماعة أوج تأثيرها ففي ( 14 / 5 / 1994 م ) تمكنت من عقد اجتماع تاريخي بينها وبين :[/COLOR]
( الجماعة الإسلامية للإنقاذ ) التي مثلها كل من " الشيخ محمد السعيد " و " عبدالرزاق رجام ـ قتلته قوات الأمن في 9 / 1994 م ، على مشارف الجزائر مع احد رفاقه ـ " و " ويوسف بوبراس "
و ( الحركة الإسلامية ) التي مثلها الشيخان " السعيد مخلوفي " و " رابح قطاف " .
والنواة الأولى من جماعات " التكفير والهجرة " و " الأفغان العرب " و " المندسين تحت العباءة الإسلامية مـــن رجال الأمن والخارجين على القانون والمتعاطين للمخدرات واللصوص " .
[COLOR="red"]أنتج هذا اللقاء وحدة تنظيمية بينهم جميعاً تحت قيادة " الجماعة الإسلامية المسلحة " ، وقائدها أبو عبدالله أحمد ( الشريف قواسمي ) الذي أصبح أميراً على الجميع .[/COLOR]
وانضم الشيخ علي بن حجر إلى ( الجماعة الإسلامية المسلحة " الجيا " ) بعد لقاء الوحدة ، وقاد كتيبة عرفت بالكتيبة الخضراء .
ثم تخلى عن نشاطه في ( الجماعة الإسلامية المسلحة " الجيا " ) بعدما اتهمها بالانحراف عن الهدف الذي قامت من اجله ليتزعم ( الرابطة الإسلامية للدعوة والجهاد ) .
لكن هذه الوحدة التنظيمية لم تدم طويلاً إذ قتل " قواسمي " بعد أربعة أشهر فقط في معركة مع قوى الأمن في ضواحي العاصمة الجزائرية يوم ( 26 / 9 / 1994 م ) .
[COLOR="red"]6 ـــ جمال زيتوني ، المكنى " أبي عبدالرحمن أمين " [/COLOR]
وجد التنظيم الموحد نفسه أمام مأزق اختيار أمير جديد ، فتم الاتفاق على مضض على شخص ( أبو خليل محفوظ ) الذي واجه معارضة من قادة الميدان وخصوصاً " جمال زيتوني ، المكنى " أبي عبدالرحمن أمين " ، وكان من المقربين من القوسمي ومن أبناء حيه ، اشتهر بنقل " الحرب " إلى الأراضي الفرنسية .
واستمر الخلاف حتى " منتصف شهر 10 / 1994 م " حين أعلن عن تنازل " أبو خليل محفوظ " لزيتوني عن الإمارة .
وكان " زيتوني " يؤمن بالبطش وبانتهاج العمل المسلح الذي يمكنه أن يجذب انتباه وسائل الإعلام العالمية ليحعله في العناوين الأولى من الأخبار .
ولم تستطع هذه الأجداث والقرارات الدموية التي اتخذها " زيتوني " أن تحجب ما بدأ يبرز من خلافات وانشقاقات داخل الجماعة .
وفي الضفة الأخرى من ميدان الصراع اختلف الوضع منذ أواخر العام 1994 وبداية 1995 إذ تغير المشهد الأمني العسكري في الجزائر ، وعلى عكس ما كان متوقعاً لم يؤد استخدام الجماعة العنف بكثافة إلى تقويض النزام ، وإنما أدى إلى نتيجة عكسية ازداد بموجبها النظام قوة وتدعمت قاعدتها ، وزاد من ضعف الجماعة اشتداد الخلافات داخلها وعزل " زيتـوني " قيادات من مجلس شورى الجماعة ، وأهدر دم شيوخ جبهة الإنقاذ في داخل الجزائر وخارجها .
وقتل عدد من قادة " الجماعة المسلحة " غير الخاضعة لســـــلطته ، أو المتهمة " زعم " بـ " مخالفات شرعية " ، كما حصلت تصفيات عشوائية داخل الجماعة ذهب ضحيتها عشرات من أفراد الجماعة .
[COLOR="Magenta"]في صيف العام 1995 م ، نفذت أول عملية اغتيال طاولت الشيخ ( عبدالقادر صحراوي ) أحد مؤسسي " الجبهة الإسلامية للإنقاذ " في مسجد كان يؤم المصلين في فرنسا . [/COLOR]
وقبل ذلك بقليل سربت ( الجماعة الإسلامية المسلحة " الجيا " ) بقيادة " زيتوني " قائمة بأسماء مجموعة من الشخصيات القيادية في الإنقاذ ، وقالت أنه سيتم اغتيالها ، وتضمنت القائمة أسماء مثل : رابح كبير والشيخ صحراوي ومراد دهينة والشيخ الزاوي وموسى كراوش وغيرهم .
[COLOR="Red"]وبعدما تمت تصفية " زيتوني " [/COLOR]وقد لقى مصرعه على يد أعضاء منشقين في " يوليو ـ تموز 7 / 1996 م ، وحل محله الشيطان الأكبر ( عنتر الزوابري " أبو طلحة " ) الذي تميز عهده بعمليات القتل الوحشي وبالمذابح المتواصلة التي استهدفت سكان الأرياف المعزولة
[COLOR="red"]وتشير شخصيات قيادية في " جبهة الإنقاذ " تحدثت إليها مجلة ( " الوسط " العدد 320 .. .. 16 / 3 / 1998 ) ، إلى معلومات تملكها عن ضباط جزائريين أكدوا أن ( جمال زيتوني ) تم تجنيده في أحد المعسكرات الستة التي أقيمت في الصحراء الجزائرية في نهاية العام 1991 م .[/COLOR]
وطبقاً لأقوال نسبوها إلى ضابط جزائري بارز فإن " جمال زيتوني " لعب دوراً كبيراً في تقديم معلومات لسلطات الأمن ، الأمر الذي وفر له إمكانات ســــاعدته على تولي منصب قائد ( الجماعة الإسلامية المسلحة " الجيا " ) في العام 1994 م .
ويوضح هؤلاء أن اول عمل بارز قام به " زيتوني " كان كشفه معلومات عن وجود ( مراد سيد احمد ) المعروف بـ " جعفر الأفغاني " ، والذي شغل منصب قائد ( الجماعة الإسلامية المسلحة " الجيا " ) حتى مطلع العام 1994 م .[/B][/SIZE][/COLOR] ================
أ- عنوان هذا المقال هو عنوان مقال للأستاذ سليمان الضحيّان في جريدة الوطن بتاريخ 10/9/1422 وفقه الله فيه لوضع يد القارئ على أهم مصادر الفتن والجراح التي تعاقبت على المسلمين منذ عشرات السنين: وهي الحركات والجماعات والأحزاب الموصوفة ـ زوراً ـ بالإسلامية، قال:
1) بأنّ (هذه الحركات والأحزاب ـ بدءاً بالإخوان المسلمين وانتهاءً بتنظيم القاعدة ـ جعلتْ من هذه الأمة حقل تجارب للوصول إلى السلطة باسم الإسلام).
2) أنها (تبدأ ضعيفة متسترة حتى إذا التفّ حولها عدد من الشباب المندفع تسوقه العاطفة والحماس سَعَتْ بتهوّر إلى تغيير المجمتع، سلاحها: فهمها للحاكمية والجاهلية والجهاد [والولاء والبراء]، ثم ما تلبث أن تخرج من المعركة مثخنة من الجراح، مخلفة وراءها أعداداً من الشباب بين قتيل وأسير وطريد).
3) أنها تقترف هذه الآثام (في سبيل أحلام وشعارات يلوّح بها قادة التنظيم).
4) أن هذه المآسي (تستمر [وتتكرّر]، وهذه التجارب الكارثية تنتقل من بلد مسلم إلى آخر).
5) وهو يعزو (هذه الحالة المرَضِية المستعصية للفقر المدقع في الفقه السياسي).
ب- انتُدب أحد ممثلي هذه الأحزاب (المنعزلة عن جماعة المسلمين باسمها ومنهاجها وأميرها): منير الغضبان من (الإخوان المسلمين) في سوريا (ومقيم بالمملكة المباركة منذ بضعة عقود) للدفاع عن حزبه، فكتب في جريدة الوطن بتاريخ 2/11/1422يقول:
1) بأن (الحركات الإسلامية المعتدلة لم تكفّر أحداً).
2) أنه (لم يسمع حتى هذه اللحظة عن عالم أو مسؤول في الحركات الإسلامية المعتدلة قام بتكفير فردٍ أو مجموعة من أبناء هذه الأمة ينتمون للإسلام).
3) ذكر من أئمة الحركات والأحزاب المعتدلة (المودودي وسيد قطب ومحمد قطب)، فتبيّن أنه إنما يدافع عن حزب (الإخوان المسلمين) الذي ينتمي إليه.
ومنير الغضبان (هداني الله وإياه لأقرب مما نحن عليه رشداً) معروف بتعصبه لحزبه الإخواني إلى درجة تأليفه كتاب التحالف السياسي في الإسلام (أثناء فتنة حماة) يَرُدُّ به إنكار علماء السنة على حزبه تحالفه مع حزب البعث العراقي، والاشتراكيين العرب، والوحدويّين الاشتراكيّين، والقوميين، واستدل بحديث بَتَرَ منه ما ينقض غزله: "ألا إنه لا حلف في الإسلام"، وأقنع (إخوانيٌّ عالميٌّ) الإدارة العامة للدعوة في الخارج (السعودية) بتعيين (منير) داعياً في الأردن (وكان لا يُردُّ له طلب)، وأصرَّ منير على الارتباط بمؤسسة إخوانية، وعلى منهاج الحزب، وبعد بضعة أشهر خيَّرتُه بين منهاج النبوة وترك العمل في الأردن؛ فاختار الثانية، و(اقتنعَتْ) إدارة الدعوة برأي القيادة نقله إلى العراق للعمل في مراكز الإخوان (التدريبية) للذين ألقوا بأفرادهم وقياداتهم في أحضان البعث العراقي الذي كان أذكى من كثير من المسلمين فمنعهم من الخطابة والدروس في المساجد والمدارس؛ فاستمتع صدّام بكل الحزب الإخواني، واستمتع الحزب ببعض ما عند صدّام.
ج- أوافق سليمان الضحيّان في كل مقدّمته؛ فالأحزاب مرضٌ مؤكّد العدوى مثل الجرب والجذام، والتحزّب باسم الإسلام (انخزال عن جماعة المسلمين) في لفظ الشيخ بكر أبو زيد، واقرأ إن شئت كتابه الفريد: (حكم الانتماء إلى الفرق والجماعات والأحزاب الإسلامية) فهو خير ما كُتب في بابه (وأنصح وزارات التربية والتعليم في العالَمين العربي والإسلامي بنشره في مؤسساتها)، شفى الله الشيخَ بكراً وعافاه وسلّطه على هلكة الباطل.
والتفرّق (باسم التجمع الإسلامي) معصية كبيرة بنصوص الوحي، وأكثر الفتن التي ابتُلي بها المسلمون منذ عهد عثمان رضي الله عنه نبتت منها: (الخوارج، الرافضة، القرامطة.. إلخ) وفي القرن الأخير كان حزب (الإخوان) بمختلف أسمائه ومظلاته حاضنَ كل الحركات السياسية التي عناها الكاتب بمقاله: التحرير، التكفير والهجرة، الجهاد، القاعدة ... إلخ.
ولكني أخالفه في تشخيص المرض وفي علاجه.
فأساس المرض: (الفقر المدقع في الفقه) الشرعي اليقيني، (أما السياسة غير الشرعية التي تلهث وراءها الحركات والفِرَق والأحزاب الموصوفة بالإسلامية فأمر ظنيٌّ هيِّن، لكلٍّ فيه رأيه).
وعلاجه: (أن يكون الفقهاء في الدين ـ كبار العلماء بخاصة ـ على مستوى المسئولية فتنطلق أصواتهم عاليةً أمام الملأ) لبيان شرع الله ودينه الحق؛ فلا يظنّ الحركيون أو يظن الناس بهم أنهم على الهدى، وأن يكون القائمون على وسائل ومؤسسات الإعلام والتربية والدّعوة والأمن (على مستوى المسئولية) فيوقفوا عملية اغتصاب الحركيّين لمنابر الإعلام والتربية والدعوة.
د- هذا رأي سليمان الضحيّان ورأيي في فساد مناهج الحركيّين والحزبيّين، ونحن ـ بفضل الله ـ أحرارٌ من عبودية مناهجهم وقيود انتمائهم وبيعتهم المبتدعة، ولكن بعض قادتهم يشاطرنا الرأي:
1) يقول الأستاذ فتحي يكن أحد قادة الحركة الأمّ (أمّ المهالك): (منذ رُبع قرن [الآن نصف قرن] والحركة الإسلامية الحديثة [جماعة الإخوان] تعيش مِحَناً ضارية تقدِّم فيها [منها ومن غيرها] الشهيد تلو الشهيد)، والقطع بالشهادة لمن لم يشهد له الوحي بدعةٌ منكرة، ودليل جهل وانحراف (... دون أن يكون لها من ذلك مردود ... بالرغم من كل هذا لا يزال أسلوبها [وغيرها] نفس الأسلوب) ويراه: (ضرباً من الانتحار جريمة من الانتحار لا يجوز السكوت عليها)، (مشكلات الدعوة والداعية، مقدمة الطبعة الثانية).
2) ويقول إخوانيٌّ آخر انفصل عن الحركة الأم [أم المهالك] بحركة سُمِّي أفرادها بالسروريين نسبة إلى المؤسس (محمد سرور زين العابدين المهاجر من أرض الشام المباركة إلى أوروبا النصرانية بل العلمانية) في كتابه (قل هو من عند أنفسكم) شهادةً على فتنة الإخوان في حماة: (لقد وزّعوا المناصب على [قادتهم]؛ فهذا وزير للداخلية، وذاك للدفاع، والثالث للتربية والتعليم، والرابع للخارجية، والخامس لقيادة الجيش ... وأصبح الجميع يتصرفون مع غيرهم على أساس المناصب الجديدة ... انقشع الغبار عن هزيمة محزنة ألَمَّت بهذه الحكومة [الوهميّة] وبغيرها من الدعاة والجماعات ... وأعقبت الهزيمة خلافات واتهامات وانشقاقات، وهذه عاقبة كل من يخالف سنن الله الثابتة ... ومن يتابع الأمور لا يد حرصاً من أي طرفٍ على وضع الحق في نصابه وتقويم الاعوجاج، وإنما التنافس على الزعامة وحطام الدنيا هو سبب هذه الخلافات الجديدة منها والقديمة)؛ بل نشرتْ إحدى المجلات العالمية خارطة الحزب لسوريا (بعد النصر الخيالي) باسمها الجديد: (دولة الإخوان المسلمين) خيانةً للإسلام الذي امتطاه الحزب لأغراضه في العقود الماضية كلها، وخيانةً للحلف الشيطاني (بلغة تشرشل عند تحالفه مع روسيا الشيوعية ضد ألمانيا) بين البعث والاشتراكية والقومية والإخوان.
3) ويقول أيمن الظواهري الذي رَضَع من ثدي حزب الإخوان، وبعد الفطام اختار شق المواجهة في الحزب (ويُعرف الآن باسم القطبيين نسبة إلى سيّد قطب) على شقِّ المسايرة (ويُعرف الآن باسم البنّائين نسبة إلى حسن البنا ـ رحمهما الله ـ) وهو ما يُسميه منير الغضبان بالمعتدلين؛ ولكن الظواهري يبين أنهما وجهان لعملة واحدة: (القيادة الظاهرة في تركيبة الإخوان كان يمثلها المرشد العام أمام الناس والنظام، وأما القيادة الحقيقية فقد كانت في يد مجموعة النظام الخاص) جريدة الشرق الأوسط العدد 8405 في 2/12/2001م عن مذكرات الظواهري. أي أنهم يتلونون حسب مصلحة الحزب.
4) ويؤكد ذلك ابنٌ آخر للحزب من الرضاعة (محمد سرور زين العابدين في كتابه: قل هو من عند أنفسكم، عن فتنة الإخوان في حماة): (كانوا [القادة] ينتقدون الشباب الذين فجّروا هذه المعركة ويصفونهم بالطيش والتهور [فلما] أصبحوا يظنون أن النصر قد اقترب غيروا لهجتهم وادّعوا بأنهم أصحاب الحق وأهل الجهاد وجميع الشهداء منهم).
وفي فتنة احتلال العراق للكويت كان المرشد العام في مصر يشجب، والقادة المتخفّون في السعودية وسوريا يسكتون، والقادة المعلنون في الأردن وفلسطين خاصة وغيرها عامة يُؤيّدون الاحتلال بالخطب والقنوت والكذب.
هـ- أوافق منير الغضبان ـ مرة واحدة ـ في أنه (لم يسمع عن عالم في الحركات الإسلامية قام بتكفير فرد أو مجموعة من أبناء هذه الأمة ...)؛ لأسباب:
1) أني لا أحسبه يكذب ويتحرّى الكذب، وإنما أغشي بصره وختم على سمعه وقلبه التعصب لحزبه ، (فعين الرضا [وأذن الرضا] عن كل عيب كليلة).
2) أنه لا يوجد عالم واحد بشرع الله في جميع الحركات والجماعات والأحزاب والفِرَق، وإلا لما قبل أن يتحزب ويتفرق عن الجماعة الواحدة التي لا تتعدّد، وسماها الله: (المسلمين)، وألزمها منهاجاً واحداً (الكتاب والسنة)، وأمرها بالتأسّي بواحدٍ من البشر يُوحى إليه (صلى الله عليه وسلم)، ونهاها عن التفرق شيعاً {كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} [المؤمنون:53].
3) ظني أنه لا يعرف أحكام التكفير ولا حدوده ولا ألفاظه.
و- اختلف العلماء منذ عهد الصحابة رضي الله عنهم في تقسيم الكفر والتكفير إلى اعتقادي وعملي، وأكبر وأصغر، ولكنهم اتفقوا على أن (الردة) تعني أمراً واحداً، واختار (سيّد قطب) تجاوز الله عنا وعنه تكفير المسلمين جميعاً أفرادهم وجماعاتهم، حكامهم ومحكوميهم، بلفظ واحد لا يحيد عنه أبداً: وهو (الردة) أي: الخروج من الملة و(النكوص عن دين الله بعد أن كانوا فيه)، (ولو توجهوا إلى الله في ألوهيته وحده ودانوا لشرع الله في الوضوء والصلاة والصوم وسائر الشعائر)، ولو (تسمّوا بأسماء المسلمين وزعموا أنهم مسلمون)، ولو (ردّدوا على المآذن في مشارق الأرض ومغاربها كلمات لا إله إلا الله)، وجعل من أسباب حكمه الجائر المخالف لشرع الله وفِقه جميع أئمة المسلمين: (اتباع البشر في نظام الحياة والتقاليد والعادات والأعياد والأزياء والأخلاق)، ولعل منير الغضبان قد قرأ وأقرأ الشباب هذه النصوص مراراً لا تُحصى (بعين الرضا، و بعين التعصّب) فلَمْ يرَ فيها (تكفيراً لفرد ولا لمجموعة تنتمي إلى الإسلام).
1) ولكني أطلب منه (ومن كل قارئ) أن يعيد قراءتها (بعين العدل) في (معالم في الطريق) ص101-103، وفي (العدالة الاجتماعية) بعد محاولة تعديلها ص185 و216، وفي (ظلال القرآن) ص1057 و1492 و2009 و2033 و2114و2122، وهذه ثلة وغيرها كثير.
2) ومحمد قطب يقوم بنشر هذا التكفير (والحكم بالخروج من الملة لكل بشر) منذ موت أخيه سيد قبل أربعين سنة مُصرّاً على رفض تغيير كلمة منه، مع أن سيّداً عندما أدرك قليلاً من أخطائه (دعوى التخييل في كلمات الله) وَعَدَ بإعادة (النظر فيها في الطبعة القادمة) ولم يفعل.
3) والمودودي يختار (هدم القصور) على (هدم القبور) ردّاً على من طلب منه التحذير من أوثان المزارات والمشاهد والمقامات في الباكستان وما جاورها (من أتباعه في القارة الهندية).
4) وهل يجوز لمنير (أنار الله قلوبهم جميعاً بنور منهاج النبوة وأعاذهم من ظلمات المناهج المحدَثة المبتدعة) هل يجوز له وأمثاله من الحزبيّين أن يتعصبوا لرموزهم فيصفوهم بالاعتدال والبراءة من التكفير بعد كل هذا؟
ز- يتساءل منير ـ في دفاعه عن حزبه ـ: (ما هي الأحزاب الفكرية والعقائدية التي وصلت إلى السلطة في وطننا العربي والإسلامي لنرى بها البديل عن الحركات الإسلامية؟) ويخطئ مرّتين أو ثلاث:
1) من قال له بأنّ ما يسمّيه الحزب العقائدي أو الحزب الإسلامي أو الحركة الإسلامية يجب أو يجوز أن يكون هدف أيّ منها (الوصول إلى السلطة)؟ نعم، هذا هو واقع حزب الإخوان (أو الجماعة الإسلامية أو حماس أو جمعية المركز الإسلامي) وواقع حزب التحرير وحزب الجهاد ... إلخ ولكنه انحراف عن شرع الله، فليس في الكتاب ولا في السنة أن الله خلق عباده أو أرسل رسله للوصول إلى السلطة، بل ليُعبد الله وحدَه ولا يُعبَد غيره، ولتكون كلمة الله هي العليا، وليكون الدّين كله لله، ثم تكون الولاية ويكون التمكين تبعاً لذلك.
وسليمان الضحيّان لم يصف نفسه بالإسلامي ولا يطالب الإسلاميين بالنجاح في الوصول إلى السلطة ولكنه ينهاهم عن المحاولة وتكرارها مع الفشل، كما أنّ الله نهى شارب الخمر أن يقرب الصلاة، وفي الحديث الصحيح نهى آكل الثوم والبصل أن يقرب المسجد، والمقصود بالنهي في الحالتين ليس الصلاة، بل ما يفسدها أو يؤذي المصلين.
2) الأحزاب والجماعات والحركات والطريق والطوائف والفِرق التي تحاول ركوب الإسلام لأغراضها الدنيوية: سلطةً أو جاهاً أو مالاً، لا تكون (بتعدُّدها وخروجها عن الجماعة وخروجها عن منهاج النبوة إلى منهاج مؤسس الحزب أو مُفكّره) لا تكون أهلاً (شرعاً) للوصول إلى السلطة ولو وصلت إليها (قدراً وفتنةً).
3) لو ألقى ألقى منيرٌ سمعه وهو شهيد، ولو أعتق نفسه مما أوجب الله عليه الانعتاق من قيوده وحدوده الحزبية ومن عصبيّته الجاهلية، ولو استردّ قلبه من عبودية الفكر الحزبي وبيعته المبتدعة؛ لوَجَد جواب سؤاله أمامه في البلد والدولة المباركة التي عوّدها الله الإحسان وتعوّدت من غيرها الجحود؛ منذ عشرات السنين وهو يعيش في ظل حزب التوحيد والسنة الواحد الذي أظهره الله ثلاث مرّات في ثلاثة قرون يجدّد الله به الدين في كلّ مرة ويصحّح به المعتقد وينشر به السنة ويمحو به الشرك وما دونه من البدع في الدين، وهو وحده (بفضل الله) الذي أُسِّس من أول يوم ـ بعد القرون المفضلة ـ على منهاج النبوة في الدين والدعوة إليه والصبر على الأذى فيه، مع الدفاع عنه والجهاد في سبيله باللسان ثم بالسنان، ولم يُسَمِّ نفسه حزباً ولا حركة، ولا اتخذ منهاجاً غر الكتاب والسنة، ولا انتمى إلى بشرٍ غير محمد صلى الله عليه وسلم المعصوم من ربه، ولا وصف نفسه بالإسلامي ولا الإسلامية (إذ الأصل لا يحتاج إلى سِمَة خاصة تميِّزه، إنما الذي يحتاج إلى اسم [أو وَصْف] معيّن هو الخارج عن هذا الأصل من تلكم الجماعات [والفِرَق والأحزاب] التي انشقّت من الأصل: جماعة المسلمين) (المبحث السادس من حكم الانتماء إلى الفرق والجماعات والأحزاب للشيخ د. بكر أبو زيد شفاه الله ونصر به منهاج النبوة)، وميّزه الله وحده في هذا العصر بالولاية على أكثر أرض الله قداسة وبركة، حيث فشلت الفِرَق والأحزاب الإسلامية المبتدعة بكل المعايير والموازين رغم دعاياتها، وتلوّنها، وتبدّل مبادئها وولائها، وتنازلاتها وتفانيها في محاولات الوصول إلى السلطة والجاه والمال.
ح- فشل حزب الإخوان المسلمين الأشنع والأسوأ هو فشلٌ في الدين بتجنّب قادته ومنهاجه اتباع سيد المرسلين (مثَلُه في ذلك مثلُ الأحزاب والفِرَق التي انبثقت عنه) وهو ما لم يذكره سليمان ولا منير، وكان الأَوْلَى بالاهتمام، ولكنّ حزب الإخوان (وما نسل عنه) فشل فشلاً ذريعاً في تحقيق أهدافه الدنيوية (الغايات لا الوسائل) حيث نجح من خالفوه:
1) ركبوا شعار جلاء الإنكليز عن مصر، فنجح جمال عبد الناصر وفشلوا.
2) ركبوا شعار استعادة قناة السويس من استغلال الأوربي؛ فنجح جمال عبد الناصر وفشلوا.
3) ركبوا شعار تحرير فلسطين؛ فنجح أنور السادات في تحرير سيناء بالسلاح ثم بالمفاوضات وفشلوا.
4) ركبوا شعار جهاد قوات التحالف الغربي (نصراً لظلم وأوثان البعث العراقي) متسلحين بخرافات (هرمكدون) و(نوسترادامُس) و(الجَفْر) والتحليلات والإشاعات الخيالية، فنجح الخليجيون، وأزال الله طغيان البعث العراقي وقادته ومؤيّديه عن الخليج عن العراق وفشلوا.
5) ركبوا شعار تحرير سوريا من البعث السوري (مستعينين بالبعث العراقي (بزعيمه الفكري النصراني ميشيل عفلق وزعيمه الفعلي ـ وهو الأشر ـ صدام حسين) واختاروا اسم الدولة الحزبية القادمة وأسسوا الإذاعة في العراق ومراكز التدريب وصدرت البلاغات وسُمّي وزراء الحكومة الحزبية القادمة؛ فنجح حافظ الأسد وفشلوا.
اللهم اهدهم الصراط المستقيم وجميع المسلمين والضالين عن شرعك.====
الثالوث التكفيري (سفر وسلمان) – (وعائض القرني) – (ومحمد سرور) بقلم الشيخ سليم الهلالي1) بأنّ (هذه الحركات والأحزاب ـ بدءاً بالإخوان المسلمين وانتهاءً بتنظيم القاعدة ـ جعلتْ من هذه الأمة حقل تجارب للوصول إلى السلطة باسم الإسلام).
2) أنها (تبدأ ضعيفة متسترة حتى إذا التفّ حولها عدد من الشباب المندفع تسوقه العاطفة والحماس سَعَتْ بتهوّر إلى تغيير المجمتع، سلاحها: فهمها للحاكمية والجاهلية والجهاد [والولاء والبراء]، ثم ما تلبث أن تخرج من المعركة مثخنة من الجراح، مخلفة وراءها أعداداً من الشباب بين قتيل وأسير وطريد).
3) أنها تقترف هذه الآثام (في سبيل أحلام وشعارات يلوّح بها قادة التنظيم).
4) أن هذه المآسي (تستمر [وتتكرّر]، وهذه التجارب الكارثية تنتقل من بلد مسلم إلى آخر).
5) وهو يعزو (هذه الحالة المرَضِية المستعصية للفقر المدقع في الفقه السياسي).
ب- انتُدب أحد ممثلي هذه الأحزاب (المنعزلة عن جماعة المسلمين باسمها ومنهاجها وأميرها): منير الغضبان من (الإخوان المسلمين) في سوريا (ومقيم بالمملكة المباركة منذ بضعة عقود) للدفاع عن حزبه، فكتب في جريدة الوطن بتاريخ 2/11/1422يقول:
1) بأن (الحركات الإسلامية المعتدلة لم تكفّر أحداً).
2) أنه (لم يسمع حتى هذه اللحظة عن عالم أو مسؤول في الحركات الإسلامية المعتدلة قام بتكفير فردٍ أو مجموعة من أبناء هذه الأمة ينتمون للإسلام).
3) ذكر من أئمة الحركات والأحزاب المعتدلة (المودودي وسيد قطب ومحمد قطب)، فتبيّن أنه إنما يدافع عن حزب (الإخوان المسلمين) الذي ينتمي إليه.
ومنير الغضبان (هداني الله وإياه لأقرب مما نحن عليه رشداً) معروف بتعصبه لحزبه الإخواني إلى درجة تأليفه كتاب التحالف السياسي في الإسلام (أثناء فتنة حماة) يَرُدُّ به إنكار علماء السنة على حزبه تحالفه مع حزب البعث العراقي، والاشتراكيين العرب، والوحدويّين الاشتراكيّين، والقوميين، واستدل بحديث بَتَرَ منه ما ينقض غزله: "ألا إنه لا حلف في الإسلام"، وأقنع (إخوانيٌّ عالميٌّ) الإدارة العامة للدعوة في الخارج (السعودية) بتعيين (منير) داعياً في الأردن (وكان لا يُردُّ له طلب)، وأصرَّ منير على الارتباط بمؤسسة إخوانية، وعلى منهاج الحزب، وبعد بضعة أشهر خيَّرتُه بين منهاج النبوة وترك العمل في الأردن؛ فاختار الثانية، و(اقتنعَتْ) إدارة الدعوة برأي القيادة نقله إلى العراق للعمل في مراكز الإخوان (التدريبية) للذين ألقوا بأفرادهم وقياداتهم في أحضان البعث العراقي الذي كان أذكى من كثير من المسلمين فمنعهم من الخطابة والدروس في المساجد والمدارس؛ فاستمتع صدّام بكل الحزب الإخواني، واستمتع الحزب ببعض ما عند صدّام.
ج- أوافق سليمان الضحيّان في كل مقدّمته؛ فالأحزاب مرضٌ مؤكّد العدوى مثل الجرب والجذام، والتحزّب باسم الإسلام (انخزال عن جماعة المسلمين) في لفظ الشيخ بكر أبو زيد، واقرأ إن شئت كتابه الفريد: (حكم الانتماء إلى الفرق والجماعات والأحزاب الإسلامية) فهو خير ما كُتب في بابه (وأنصح وزارات التربية والتعليم في العالَمين العربي والإسلامي بنشره في مؤسساتها)، شفى الله الشيخَ بكراً وعافاه وسلّطه على هلكة الباطل.
والتفرّق (باسم التجمع الإسلامي) معصية كبيرة بنصوص الوحي، وأكثر الفتن التي ابتُلي بها المسلمون منذ عهد عثمان رضي الله عنه نبتت منها: (الخوارج، الرافضة، القرامطة.. إلخ) وفي القرن الأخير كان حزب (الإخوان) بمختلف أسمائه ومظلاته حاضنَ كل الحركات السياسية التي عناها الكاتب بمقاله: التحرير، التكفير والهجرة، الجهاد، القاعدة ... إلخ.
ولكني أخالفه في تشخيص المرض وفي علاجه.
فأساس المرض: (الفقر المدقع في الفقه) الشرعي اليقيني، (أما السياسة غير الشرعية التي تلهث وراءها الحركات والفِرَق والأحزاب الموصوفة بالإسلامية فأمر ظنيٌّ هيِّن، لكلٍّ فيه رأيه).
وعلاجه: (أن يكون الفقهاء في الدين ـ كبار العلماء بخاصة ـ على مستوى المسئولية فتنطلق أصواتهم عاليةً أمام الملأ) لبيان شرع الله ودينه الحق؛ فلا يظنّ الحركيون أو يظن الناس بهم أنهم على الهدى، وأن يكون القائمون على وسائل ومؤسسات الإعلام والتربية والدّعوة والأمن (على مستوى المسئولية) فيوقفوا عملية اغتصاب الحركيّين لمنابر الإعلام والتربية والدعوة.
د- هذا رأي سليمان الضحيّان ورأيي في فساد مناهج الحركيّين والحزبيّين، ونحن ـ بفضل الله ـ أحرارٌ من عبودية مناهجهم وقيود انتمائهم وبيعتهم المبتدعة، ولكن بعض قادتهم يشاطرنا الرأي:
1) يقول الأستاذ فتحي يكن أحد قادة الحركة الأمّ (أمّ المهالك): (منذ رُبع قرن [الآن نصف قرن] والحركة الإسلامية الحديثة [جماعة الإخوان] تعيش مِحَناً ضارية تقدِّم فيها [منها ومن غيرها] الشهيد تلو الشهيد)، والقطع بالشهادة لمن لم يشهد له الوحي بدعةٌ منكرة، ودليل جهل وانحراف (... دون أن يكون لها من ذلك مردود ... بالرغم من كل هذا لا يزال أسلوبها [وغيرها] نفس الأسلوب) ويراه: (ضرباً من الانتحار جريمة من الانتحار لا يجوز السكوت عليها)، (مشكلات الدعوة والداعية، مقدمة الطبعة الثانية).
2) ويقول إخوانيٌّ آخر انفصل عن الحركة الأم [أم المهالك] بحركة سُمِّي أفرادها بالسروريين نسبة إلى المؤسس (محمد سرور زين العابدين المهاجر من أرض الشام المباركة إلى أوروبا النصرانية بل العلمانية) في كتابه (قل هو من عند أنفسكم) شهادةً على فتنة الإخوان في حماة: (لقد وزّعوا المناصب على [قادتهم]؛ فهذا وزير للداخلية، وذاك للدفاع، والثالث للتربية والتعليم، والرابع للخارجية، والخامس لقيادة الجيش ... وأصبح الجميع يتصرفون مع غيرهم على أساس المناصب الجديدة ... انقشع الغبار عن هزيمة محزنة ألَمَّت بهذه الحكومة [الوهميّة] وبغيرها من الدعاة والجماعات ... وأعقبت الهزيمة خلافات واتهامات وانشقاقات، وهذه عاقبة كل من يخالف سنن الله الثابتة ... ومن يتابع الأمور لا يد حرصاً من أي طرفٍ على وضع الحق في نصابه وتقويم الاعوجاج، وإنما التنافس على الزعامة وحطام الدنيا هو سبب هذه الخلافات الجديدة منها والقديمة)؛ بل نشرتْ إحدى المجلات العالمية خارطة الحزب لسوريا (بعد النصر الخيالي) باسمها الجديد: (دولة الإخوان المسلمين) خيانةً للإسلام الذي امتطاه الحزب لأغراضه في العقود الماضية كلها، وخيانةً للحلف الشيطاني (بلغة تشرشل عند تحالفه مع روسيا الشيوعية ضد ألمانيا) بين البعث والاشتراكية والقومية والإخوان.
3) ويقول أيمن الظواهري الذي رَضَع من ثدي حزب الإخوان، وبعد الفطام اختار شق المواجهة في الحزب (ويُعرف الآن باسم القطبيين نسبة إلى سيّد قطب) على شقِّ المسايرة (ويُعرف الآن باسم البنّائين نسبة إلى حسن البنا ـ رحمهما الله ـ) وهو ما يُسميه منير الغضبان بالمعتدلين؛ ولكن الظواهري يبين أنهما وجهان لعملة واحدة: (القيادة الظاهرة في تركيبة الإخوان كان يمثلها المرشد العام أمام الناس والنظام، وأما القيادة الحقيقية فقد كانت في يد مجموعة النظام الخاص) جريدة الشرق الأوسط العدد 8405 في 2/12/2001م عن مذكرات الظواهري. أي أنهم يتلونون حسب مصلحة الحزب.
4) ويؤكد ذلك ابنٌ آخر للحزب من الرضاعة (محمد سرور زين العابدين في كتابه: قل هو من عند أنفسكم، عن فتنة الإخوان في حماة): (كانوا [القادة] ينتقدون الشباب الذين فجّروا هذه المعركة ويصفونهم بالطيش والتهور [فلما] أصبحوا يظنون أن النصر قد اقترب غيروا لهجتهم وادّعوا بأنهم أصحاب الحق وأهل الجهاد وجميع الشهداء منهم).
وفي فتنة احتلال العراق للكويت كان المرشد العام في مصر يشجب، والقادة المتخفّون في السعودية وسوريا يسكتون، والقادة المعلنون في الأردن وفلسطين خاصة وغيرها عامة يُؤيّدون الاحتلال بالخطب والقنوت والكذب.
هـ- أوافق منير الغضبان ـ مرة واحدة ـ في أنه (لم يسمع عن عالم في الحركات الإسلامية قام بتكفير فرد أو مجموعة من أبناء هذه الأمة ...)؛ لأسباب:
1) أني لا أحسبه يكذب ويتحرّى الكذب، وإنما أغشي بصره وختم على سمعه وقلبه التعصب لحزبه ، (فعين الرضا [وأذن الرضا] عن كل عيب كليلة).
2) أنه لا يوجد عالم واحد بشرع الله في جميع الحركات والجماعات والأحزاب والفِرَق، وإلا لما قبل أن يتحزب ويتفرق عن الجماعة الواحدة التي لا تتعدّد، وسماها الله: (المسلمين)، وألزمها منهاجاً واحداً (الكتاب والسنة)، وأمرها بالتأسّي بواحدٍ من البشر يُوحى إليه (صلى الله عليه وسلم)، ونهاها عن التفرق شيعاً {كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} [المؤمنون:53].
3) ظني أنه لا يعرف أحكام التكفير ولا حدوده ولا ألفاظه.
و- اختلف العلماء منذ عهد الصحابة رضي الله عنهم في تقسيم الكفر والتكفير إلى اعتقادي وعملي، وأكبر وأصغر، ولكنهم اتفقوا على أن (الردة) تعني أمراً واحداً، واختار (سيّد قطب) تجاوز الله عنا وعنه تكفير المسلمين جميعاً أفرادهم وجماعاتهم، حكامهم ومحكوميهم، بلفظ واحد لا يحيد عنه أبداً: وهو (الردة) أي: الخروج من الملة و(النكوص عن دين الله بعد أن كانوا فيه)، (ولو توجهوا إلى الله في ألوهيته وحده ودانوا لشرع الله في الوضوء والصلاة والصوم وسائر الشعائر)، ولو (تسمّوا بأسماء المسلمين وزعموا أنهم مسلمون)، ولو (ردّدوا على المآذن في مشارق الأرض ومغاربها كلمات لا إله إلا الله)، وجعل من أسباب حكمه الجائر المخالف لشرع الله وفِقه جميع أئمة المسلمين: (اتباع البشر في نظام الحياة والتقاليد والعادات والأعياد والأزياء والأخلاق)، ولعل منير الغضبان قد قرأ وأقرأ الشباب هذه النصوص مراراً لا تُحصى (بعين الرضا، و بعين التعصّب) فلَمْ يرَ فيها (تكفيراً لفرد ولا لمجموعة تنتمي إلى الإسلام).
1) ولكني أطلب منه (ومن كل قارئ) أن يعيد قراءتها (بعين العدل) في (معالم في الطريق) ص101-103، وفي (العدالة الاجتماعية) بعد محاولة تعديلها ص185 و216، وفي (ظلال القرآن) ص1057 و1492 و2009 و2033 و2114و2122، وهذه ثلة وغيرها كثير.
2) ومحمد قطب يقوم بنشر هذا التكفير (والحكم بالخروج من الملة لكل بشر) منذ موت أخيه سيد قبل أربعين سنة مُصرّاً على رفض تغيير كلمة منه، مع أن سيّداً عندما أدرك قليلاً من أخطائه (دعوى التخييل في كلمات الله) وَعَدَ بإعادة (النظر فيها في الطبعة القادمة) ولم يفعل.
3) والمودودي يختار (هدم القصور) على (هدم القبور) ردّاً على من طلب منه التحذير من أوثان المزارات والمشاهد والمقامات في الباكستان وما جاورها (من أتباعه في القارة الهندية).
4) وهل يجوز لمنير (أنار الله قلوبهم جميعاً بنور منهاج النبوة وأعاذهم من ظلمات المناهج المحدَثة المبتدعة) هل يجوز له وأمثاله من الحزبيّين أن يتعصبوا لرموزهم فيصفوهم بالاعتدال والبراءة من التكفير بعد كل هذا؟
ز- يتساءل منير ـ في دفاعه عن حزبه ـ: (ما هي الأحزاب الفكرية والعقائدية التي وصلت إلى السلطة في وطننا العربي والإسلامي لنرى بها البديل عن الحركات الإسلامية؟) ويخطئ مرّتين أو ثلاث:
1) من قال له بأنّ ما يسمّيه الحزب العقائدي أو الحزب الإسلامي أو الحركة الإسلامية يجب أو يجوز أن يكون هدف أيّ منها (الوصول إلى السلطة)؟ نعم، هذا هو واقع حزب الإخوان (أو الجماعة الإسلامية أو حماس أو جمعية المركز الإسلامي) وواقع حزب التحرير وحزب الجهاد ... إلخ ولكنه انحراف عن شرع الله، فليس في الكتاب ولا في السنة أن الله خلق عباده أو أرسل رسله للوصول إلى السلطة، بل ليُعبد الله وحدَه ولا يُعبَد غيره، ولتكون كلمة الله هي العليا، وليكون الدّين كله لله، ثم تكون الولاية ويكون التمكين تبعاً لذلك.
وسليمان الضحيّان لم يصف نفسه بالإسلامي ولا يطالب الإسلاميين بالنجاح في الوصول إلى السلطة ولكنه ينهاهم عن المحاولة وتكرارها مع الفشل، كما أنّ الله نهى شارب الخمر أن يقرب الصلاة، وفي الحديث الصحيح نهى آكل الثوم والبصل أن يقرب المسجد، والمقصود بالنهي في الحالتين ليس الصلاة، بل ما يفسدها أو يؤذي المصلين.
2) الأحزاب والجماعات والحركات والطريق والطوائف والفِرق التي تحاول ركوب الإسلام لأغراضها الدنيوية: سلطةً أو جاهاً أو مالاً، لا تكون (بتعدُّدها وخروجها عن الجماعة وخروجها عن منهاج النبوة إلى منهاج مؤسس الحزب أو مُفكّره) لا تكون أهلاً (شرعاً) للوصول إلى السلطة ولو وصلت إليها (قدراً وفتنةً).
3) لو ألقى ألقى منيرٌ سمعه وهو شهيد، ولو أعتق نفسه مما أوجب الله عليه الانعتاق من قيوده وحدوده الحزبية ومن عصبيّته الجاهلية، ولو استردّ قلبه من عبودية الفكر الحزبي وبيعته المبتدعة؛ لوَجَد جواب سؤاله أمامه في البلد والدولة المباركة التي عوّدها الله الإحسان وتعوّدت من غيرها الجحود؛ منذ عشرات السنين وهو يعيش في ظل حزب التوحيد والسنة الواحد الذي أظهره الله ثلاث مرّات في ثلاثة قرون يجدّد الله به الدين في كلّ مرة ويصحّح به المعتقد وينشر به السنة ويمحو به الشرك وما دونه من البدع في الدين، وهو وحده (بفضل الله) الذي أُسِّس من أول يوم ـ بعد القرون المفضلة ـ على منهاج النبوة في الدين والدعوة إليه والصبر على الأذى فيه، مع الدفاع عنه والجهاد في سبيله باللسان ثم بالسنان، ولم يُسَمِّ نفسه حزباً ولا حركة، ولا اتخذ منهاجاً غر الكتاب والسنة، ولا انتمى إلى بشرٍ غير محمد صلى الله عليه وسلم المعصوم من ربه، ولا وصف نفسه بالإسلامي ولا الإسلامية (إذ الأصل لا يحتاج إلى سِمَة خاصة تميِّزه، إنما الذي يحتاج إلى اسم [أو وَصْف] معيّن هو الخارج عن هذا الأصل من تلكم الجماعات [والفِرَق والأحزاب] التي انشقّت من الأصل: جماعة المسلمين) (المبحث السادس من حكم الانتماء إلى الفرق والجماعات والأحزاب للشيخ د. بكر أبو زيد شفاه الله ونصر به منهاج النبوة)، وميّزه الله وحده في هذا العصر بالولاية على أكثر أرض الله قداسة وبركة، حيث فشلت الفِرَق والأحزاب الإسلامية المبتدعة بكل المعايير والموازين رغم دعاياتها، وتلوّنها، وتبدّل مبادئها وولائها، وتنازلاتها وتفانيها في محاولات الوصول إلى السلطة والجاه والمال.
ح- فشل حزب الإخوان المسلمين الأشنع والأسوأ هو فشلٌ في الدين بتجنّب قادته ومنهاجه اتباع سيد المرسلين (مثَلُه في ذلك مثلُ الأحزاب والفِرَق التي انبثقت عنه) وهو ما لم يذكره سليمان ولا منير، وكان الأَوْلَى بالاهتمام، ولكنّ حزب الإخوان (وما نسل عنه) فشل فشلاً ذريعاً في تحقيق أهدافه الدنيوية (الغايات لا الوسائل) حيث نجح من خالفوه:
1) ركبوا شعار جلاء الإنكليز عن مصر، فنجح جمال عبد الناصر وفشلوا.
2) ركبوا شعار استعادة قناة السويس من استغلال الأوربي؛ فنجح جمال عبد الناصر وفشلوا.
3) ركبوا شعار تحرير فلسطين؛ فنجح أنور السادات في تحرير سيناء بالسلاح ثم بالمفاوضات وفشلوا.
4) ركبوا شعار جهاد قوات التحالف الغربي (نصراً لظلم وأوثان البعث العراقي) متسلحين بخرافات (هرمكدون) و(نوسترادامُس) و(الجَفْر) والتحليلات والإشاعات الخيالية، فنجح الخليجيون، وأزال الله طغيان البعث العراقي وقادته ومؤيّديه عن الخليج عن العراق وفشلوا.
5) ركبوا شعار تحرير سوريا من البعث السوري (مستعينين بالبعث العراقي (بزعيمه الفكري النصراني ميشيل عفلق وزعيمه الفعلي ـ وهو الأشر ـ صدام حسين) واختاروا اسم الدولة الحزبية القادمة وأسسوا الإذاعة في العراق ومراكز التدريب وصدرت البلاغات وسُمّي وزراء الحكومة الحزبية القادمة؛ فنجح حافظ الأسد وفشلوا.
اللهم اهدهم الصراط المستقيم وجميع المسلمين والضالين عن شرعك.====
الثالوث التكفيري (سفر وسلمان) – (وعائض القرني) – (ومحمد سرور)
الانحناء أمام العاصفة
تكتيك سياسي أم مؤامرة حزبيَّة
صحى العالم كله منذ أشهر على أخبار مفادها: حصول تفجيرات في بلاد الحرمين يقوم بها حُدثاء الأسنان سُفهاء الأحلام، وكان الغريب في هذه الأحداث أمور:
1- انتشارها في جميع مناطق بلاد الحرمين حتى سمعنا عن تفخيخ (المصاحف)؛ لتكون قنابل موقوتة.
2- صغر سن من يقوم بذلك، وكأنه صفحة بيضاء نَقش عليها من يعملون في الظل ما يشاؤون: ضع السلك علىالسلك. فإذا أنت في الفردوس الأعلى بين حور العين.
3- التغير المفاجئ من منظري هذا الاتجاه ورعايته إلى إدانتة والتبرئ منه حتى أصبح أحدهم؛ كما يقول أهل مصر: (نجم شباك) يستضيف العلماء، ويحاور الدعاة؛ للرد على هؤلاء الصغار المغرَّر بهم، الذين تلاعب شياطين الإنس بعواطفهم تجاه دينهم، وحماسهم لقضيتهم الإسلاميَّة.
4- فنظرنا فإذا بالذئب يرعى الغنم، والأفعى توضع في العُبِّ، فالذي يُغذي هؤلاء الشباب بالفكر التكفيري الغالي يدين صنائعهم، ويعلن توبته، وكأن هذه اللقاءات على المحطات الأرضيّة أو الفضائيّات رسائل مشفّرة بين القمة والقاعدة مفادها: (اسمع وطنش)؛ فإن هذا تكتيك سياسي يسميه دعاة (الفقه الواقع): الانحناء أمام العاصفة… وإلا فماذا يعني أن يرفع أحدهم عقيرته على فضائية حزبية يرعاها (الإخوان + السروريون): أن كلام الشيخين الألباني وابن باز زلة عالم، وهما من هما في علمهما وقبولهما لدى الأمة، وتقريرهما الذي اتفق عليه علماء الأمة، في أنَّ ترك الحكم بغير ما أنزل الله ليس من الكفر المخرج من الملّة إلا بالتفصيل السني، والتأصيل السلفي -في ضوء أثر ابن عباس-، وقد انتشرت فتواهما وما خالفهما أحد من الأئمة المعتبرين.
وماذا يعني: أن يأتي بهؤلاء الدكاترة: (الحوالي)، و(القرني)، و(شيعتهما) لمناقشة التكفيريين، ومحاورة الغلاة الذين كانوا بالأمس منظرين لهؤلاء (الخوارج الجدد)، التي ابتليت بهم هذه الأمة ابتداءً من الجزائر، ومروراً بأفغانستان، وتعريجاً على الدار البيضاء، واستقراراً في بلاد الحرمين.
لسنا ندافع عن بلد أو نظام، أو نهاجم شخصاً بنفسه، أو حزباً بعينه، فإن هذا منهجنا منذ بواكير الصبا عندما شبَّت نواصينا على التوحيد والسنّة والسلفيّة، بينما كان غيرنا غارقاً في مستنقعات الحزبيَّة النتنة.
5- ومن العجائب، والعجائب كثيرةٌ: أن يكون (محمد سرور بن نايف زين العابدين) عند حصول هذه الأحداث بجوار البيت الحرام، وهو من ربى حركته على هذا المنهج القطبي التكفيري منذ أن كان في (حائل) ثم في (القصيم) ثم في (الكويت) ثمَّ حلّ ضيفاً مكرماً على (رأس الأفعى في لندن)…، ومن ثم يحل زائراً على محمد إبراهيم شقرة في (عمان)… وبينهما يعلن في شبكة المعلومات الدوليّة (الإنترنت) على موقعه: أنه يجوز إعلام السلطات عن هذه المجموعات، وتلك التجمعات، وهاتيك الأحزاب، وقد كان من قبل يتهم من أفتى بذلك بأنه (عميل)، و(جاسوس)، و(عبيد عبيد العبيد) و(سيدهم الآخير: نصراني) مقيم في (البيت الأبيض).
6- ومن أعظم العجائب: أن يسكت من أطلق لسانه في إخوانه من الدعاة السلفيين، واستطال في أعراضهم دون بينة ودليل عن ذلك كله…
ألا يحق لنا أن نقول: أن الانحناء أمام العاصفة تكتيك سياسي أم مؤامرة حزبية…
إنّ (الحركة السرورية) لما رأت (حركة جهيمان) قد سبقتهم إلى (الثورة المسلحة) في بيت الله الحرام، وألحدوا فيه، وأحدثوا الفتنة في (البلد الأمين)… اجتمعوا أكثر من (200) اجتماعاً؛ لإعادة ترتيب أوراقهم، واختراق صفوف بلاد الحرمين. حتى وصلوا في بعض الأماكن هناك إلى (النخاع)… كما أخبرني بذلك مشافهةً أخي الشيخ الكريم عبدالسلام بن برجس آل عبدالكريم –رحمه الله-، وأنه شاهدها موثَّقة، وقرأها بنفسه… فكان ما كان، فماذا كان… تكفير… تفجير… تدمير… تقتيل… تشريد… ((لا يدري القاتل فيم قَتَل، ولا المقتول فيم قُتل))، كما أخبر الصادق المصدوق –صلى الله عليه وسلم-.
إنَّ حفظ أمن بلاد المسلمين عبادة… وليس وظيفة… وتقرب إلى الله –عز وجل-… وليس تقرباً لذي سلطان، أو حاكم، أو مسؤول، والله شهيد على ما نقول، وبه وحده نقاتل ونصول ونجول.
==============================================أصل هذه المادة محاضرة للإمام الوادعي رحمه الله
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن والاه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.. أما بعد:
فإنا نحمد الله سبحانه وتعالى الذي هدانا لسنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ونحمد الله سبحانه وتعالى معشر اليمنيين خصوصًا، فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول كما في "الصحيحين" من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: ((الإيمان يمان والحكمة يمانية والفقه يمان))، وهذا الحديث هو لأهله ليس للحزبيين الديمقراطيين وليس للبعثيين وليس للاشتراكيين وليس للقبوريين، نعم لمن تحقق فيه الإيمان. أهل اليمن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم أخبر عنهم بأنّهم: ((أرقّ أفئدةً وألين قلوبًا))، ودعا لهم، فقد روى البخاري في "صحيحه" عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((اللهمّ بارك لنا في شامنا وفي يمننا)) ثلاثًا قالوا: وفي نجدنا. قال: قال: ((هناك الزّلازل والفتن، وبها يطلع قرن الشّيطان)).
وخصّيصة أيضًا لأهل اليمن لا يشاركهم أحد غيرهم، روى الإمام مسلم في "صحيحه" من طريق سالم بن أبي الجعد عن معدان بن أبي طلحة عن ثوبان رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((إنّي لبعقر حوضي أذود النّاس لأهل اليمن أضرب بعصاي حتّى يرفضّ عليهم)). ومعنى الحديث: أن الناس يزدحمون على الحوض لشدة العطش ولهول ذلكم اليوم ولدنو الشمس قدر ميل، فيخرج النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بعصاه ويقرع الناس حتى لا يزاحموا أهل اليمن، وإنّها لخصيصة يجب أن نحمد الله سبحانه وتعالى عليها.
أيضًا: ((الفقه يمان)) فقد خرج من اليمن الفقهاء والمحدثون ونعني بالفقهاء والمحدثين: أهل السنة ، فعبدالرزاق الصنعاني، وهشام بن يوسف الأبنائي صنعانيّ أيضًا، وهمام بن منبه، ووهب بن منبه، وأبوحمة محمد بن يوسف الزبيدي، وأبوقرة موسى بن طارق اللحجي يقال له: لحجي ويقال له: زبيدي ، ومحمد بن أبي عمر العدني وغير واحد من الحضرميين. أئمة خرجوا من اليمن مصداقًا لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((الإيمان يمان والحكمة يمانية والفقه يمان)) فنحمد الله سبحانه وتعالى على ذلك.
وإن أهل اليمن بحمد الله من خدعهم يظهر حاله بعد أيام، فعلي بن الفضل القرمطي بعد أن ملك صنعاء وكثير من البلاد اليمنية استقر بمذيخرة بالعدين ثم أخذه الله أخذ عزيز مقتدر.
الصليحيون الذين يقال: "قالت أروى، وقال أحمد"، وهم باطنية أكفر من اليهود والنصارى بعد أن ملكوا أكثر اليمن أخذهم الله أخذ عزيز مقتدر، فبحمد الله الله سبحانه وتعالى هو الذي يدافع عن اليمن وهو الذي يدافع عن اليمنيين والفضل في هذا لله سبحانه وتعالى. وأما حديث: ((إذا هاجت الفتن فعليكم باليمن)) فهو حديث موضوع مكذوب لا يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
قد رحل إلى عبدالرزاق الصنعاني من علماء اليمن العلماء من نيسابور ومن بغداد ومن كثير من الأقطار الإسلامية، ليسمعوا حديث رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، كأحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهوية، ويحيى بن معين، وما أدراك ما هؤلاء الثلاثة رحلوا إلى عبدالرزاق الصنعاني، فنحمد الله سبحانه وتعالى أن رفع شأن أهل العلم وقد ذكرنا في غير ما شريط فضائل أهل العلم وإنني أحمد الله فلأم عبدالله الوادعية كتاب "فضل العلم والعلماء" لعله لم يؤلف مثله في بابه من حيث سرد الأدلة والفضل في هذا لله.
ولكن كلامنا الآن على التحذير من علماء السوء {ياأيّها الّذين آمنوا إنّ كثيرًا من الأحبار والرّهبان ليأكلون أموال النّاس بالباطل ويصدّون عن سبيل الله651}، {ياأهل الكتاب لم تلبسون الحقّ بالباطل وتكتمون الحقّ وأنتم تعلمون652}.
والرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: ((إنّ أخوف ما أخاف على أمّتي كلّ منافق عليم اللّسان))، ويقول الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((إنّ أخوف ما أخاف عليكم الأئمّة المضلّون))، بل الله عز وجل يقول في كتابه الكريم في شأن أهل الكتاب: {أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثمّ يحرّفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون653}، ويقول: {وإنّ منهم لفريقًا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون654}، ويقول سبحانه وتعالى: {واتل عليهم نبأ الّذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشّيطان فكان من الغاوين ? ولو شئنا لرفعناه بها ولكنّه أخلد إلى الأرض واتّبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركْه يلهث655}.
وكما أن الله رفع العلماء ورفع منْزلتهم، فإن الله سبحانه وتعالى أخزى علماء السوء وفضحهم، علماء السوء الذين يحرفون الفتاوى كما يهوى المجتمع أو كما تهوى الحكومات، يجب أن نحذرهم وأن نبتعد عنهم، والعلماء الرسميون الذين يفتون بما تشتهي الحكومات ولست أعني أن العلماء الرسميين كلهم يفتون بما تهوى الحكومات ولكن الغالب هو ذلكم الأمر، وإننا نحمد الله عز وجل فقد وقفنا في وجوه أهل الباطل ونعتبر ذلكم من أفضل القربات.
جاء عن الإمام أحمد وعن شيخ الإسلام ابن تيمية وعن غير واحد: أن الرد على أهل البدع أفضل من الجهاد في سبيل الله. وذكر الأمير الصنعاني أنه أصيب بإسهال عولج منه فلم ينفع فيه علاج، وكان عنده كتاب من كتب الضلال فقال لأهله: أحرقوا هذا الكتاب واخبزوا لي خبزة عليه، وأحرقوا الكتاب وخبزوا له خبزةً عليه وأكلها وشفى بطنه بإذن الله تعالى، وهذا في ديوانه.
فالرد على أهل البدع يعتبر من أفضل القربات، وإذا رجعوا إلى السنة فهم إخواننا، وإلا اليمن بلاد الإيمان، اليمن لا مجال فيها لبعثي، ولا مجال فيها لاشتراكي، ولا مجال فيها لحداثي، ولا مجال فيها لحزبي، ولا لديمقراطي ولا لعلماني، وإن كان أهل اليمن بهم شيء من الجشع يصفقون للحزب ما دام المال عنده، وإذا نفد المال تحولوا إلى آخر، وهم أذكياء أيضًا يعرفون ما هو عليه من الضلال، ليسوا مستعدين أن يبيعوا دينهم656. فهي حزبية مادة ما هي بحزبية عقيدة، نحمد الله الذي صرفهم إلى حزبية الدنيا عن حزبية العقيدة.
وفي هذه الليلة وافانا شريط لعبدالمجيد الزنداني ونحب أن يسمعه الإخوة وأن نعلق ما استطعنا على ذلكم الشريط، فيه دعوة للنسوة باليمن إلى أن يؤسسن (مجلس الشيخات) على غرار (مجلس الشيوخ الأمريكي).
وقال الزنداني في محاضرة للنساء: "... لكن ماذا عن إبداء المرأة لرأيها في القضايا السياسية، من حقها ذلك، فأم سلمة رضي الله عنها أم المؤمنين كانت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلح الحديبية، وجاء المسلمون من المدينة إلى مكة فنزلوا بالحديبية، وكانوا محرمين وقد ساقوا الأنعام لذبحها عند الكعبة، فتعرضت لهم قريش وقالت: والله لا تدخلون علينا هذا العام تشتوا نتصالح ارجعوا عن قرب مكة إلى المدينة بسنة ولا تدخلوا علينا مكة، فالرسول صلى الله عليه وسلم وافقهم على ذلك وأجري الاتفاق في صلح الحديبية بينه وبينهم، فحزن المسلمون أنّهم سيرجعون وقد أحرموا ولبسوا ملابس الإحرام، لكن بعد إقرار الاتفاقية أمرهم الرسول صلى الله عليه وسلم أن يحلقوا رءوسهم، وأن ينحروا هديهم وأن يلبسوا ملابسهم المعتادة، ويتركوا ملابس الإحرام أمرهم المرة الأولى فلم يأتمروا، أمرهم الثانية فلم يطيعوه، فدخل إلى الخيمة غاضبًا يخاف عليهم من عقاب الله، لأنّهم عصوا رسوله وأن ينْزل بهم ما نزل ببني إسرائيل وغيرهم من الأمم، فقال لأم سلمة رضي الله عنها الأمر، ففطنت أم سلمة رضي الله عنها إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم أمرهم وهم لم يطيعوه لا معصية له وإنما لأنّهم يأملون ويطمعون أن ينْزل وحي أو أن يراجع الرسول نفسه، فيبقوا في إحرامهم فقالت له: يا رسول الله اخرج وانحر هديك واحلق رأسك فإذا رأوا ذلك فعلوا مثلك. نصيحة سياسية وتدبير سياسي من أم سلمة رضي الله عنها ففعل الرسول ذلك الفعل، فنحر هديه وحلق رأسه فلما رآه المسلمون قد فعل ذلك أيقنوا أن لا عمرة ما عاد يوصلوش مكة، خلاص النبي قد تحلل من إحرامه فقام كل واحد منهم إلى الآخر يحلق لأخيه بغضب وشدة، حتى كادوا يجرح بعضهم بعضًا وقاموا ونحروا هديهم.
فهذا تدبير سياسي صاحبته امرأة هي أم سلمة رضي الله عنها فمن حق المرأة أن تستشار في الأمر السياسي وفي الأمر العام للأمة، ومن حق المرأة أن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وأن تسائل وأن تعترض على الحكام وأن تشكوا منهم، من حق المرأة أن تفتي إذا كانت عالمة وأن تتعلم وتعلم. وقد كان المسلمون يستفتون من أمهات المؤمنين، وقد وجدنا أكابر علماء المسلمين يدرسون على شيخات657، ويعطين إجازة لتلاميذهن، ويرى في سند المشايخ: "مشايخه: فلانة وفلان وفلان وفلانة".
فمن حق المرأة أن تفتي، بل إن المرأة قد حملت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وكم في السند سند الأحاديث من نساء نقلن إلينا أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكيف إذًا نحقق للمرأة المشاركة في الأمر السياسي والمشاركة في الفتوى والتشريع والمشاركة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومراقبة الحكام ومحاسبتهم ومسائلتهم كيف؟ ونجنبها معركة الولاية العامة، معركة القوامة على المجتمع والولاية العامة، كيف؟ لا طريق إلى ذلك إلا بإنشاء مجلس خاص للمرأة اليمنية، أن نقيم مجلسًا، مجلسًا للمرأة، مجلس شورى المرأة اليمنية ويعطي هذه الصلاحيات، صلاحية المشاركة في التشريع، صلاحية المشاركة في إبداء الرأي السياسي، صلاحية المساءلة لبعض المسئولين، ولكن تولية رئيس الجمهورية، تولية رئيس الوزراء والوزراء معركة صعبة658 قاسية شديدة يستعمل المتنافسون فيها أساليب خبيثة وغليظة وقاسية وماكرة، ولا نريد أن نعرض المرأة لهذه المعركة الطاحنة والمعركة اللئيمة بين المتنافسين على رئاسة البلاد والقوامة.
إن للمرأة بيعة659 خاصة هي بيعة النساء، وهي غير بيعة الرجال بيعة أخلاقية بيعة إيمانية، والرجال لهم بيعة جهاد وقتال وولاية، إذًا لا غضاضة في ذلك ولا عيب في هذا، ففي العالم غيرنا من الدول فيها مجلسان660، مجلسان لتمثيل الأمة:
مجلس يسمى بالمجلس النيابي، وهذا المجلس النيابي له ثلاثة حقوق الحق الأول: التشريع، الثاني: الرقابة، الثالث: التولية للحكام والعزل.
ومجلس آخر هو مجلس الشيوخ وهذا مجلس الشيوخ له حقان وليس له الحق الثالث ليس له حق التولية والعزل بل له حق الإبداء، إبداء الرأي في الشتريع والسياسة، وله حق إبداء الرأي في مراقبة سلوك بعض الحكام والمسئولين ويسمى بمجلس الشيوخ وليس له حق العزل والتولية.
فلماذا لا يكون هذا المجلس الثاني مجلس الشيوخ مجلس شيخات لماذا لا يكون مجلس المرأة اليمنية".
أقول: نقف هنا بعض الوقفات ثم نكمل إن شاء الله الشريط.
روى البخاري ومسلم في "صحيحيهما" عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وعظ النساء وقال فيما وعظهن: ((ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للبّ الرّجل الحازم من إحداكنّ)) قلن: وما نقصان ديننا وعقلنا يا رسول الله؟ قال: ((أليس شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرّجل؟)) قلن: بلى. قال: ((فذلك من نقصان عقلها، أليس إذا حاضت لم تصلّ ولم تصم؟)) قلن: بلى. قال: ((فذلك من نقصان دينها)).
وقصة الحديبية صحيحة أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال لأصحابه: ((قوموا فانحروا ثمّ احلقوا)) فما قام منهم رجل حتّى قال ذلك ثلاث مرّات، فلمّا لم يقم منهم أحد دخل على أمّ سلمة فذكر لها ما لقي من النّاس، فقالت أمّ سلمة: يا نبيّ الله أتحبّ ذلك اخرج ثمّ لا تكلّم أحدًا منهم كلمةً حتّى تنحر بدنك وتدعو حالقك فيحلقك. فخرج فلم يكلّم أحدًا منهم حتّى فعل ذلك نحر بدنه ودعا حالقه فحلقه، فلمّا رأوا ذلك قاموا فنحروا وجعل بعضهم يحلق بعضًا حتّى كاد بعضهم يقتل بعضًا غمًّا. ولكنْ هل دعا أم سلمة وعائشة وأم حبيبة وحفصة وغيرهن من النساء يكوّنّ مجلس الشيخات أو يكوّنّ مجلس الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟
روى الترمذي في "جامعه" عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشّيطان)).
يا عبدالمجيد أتلبس على نسائنا أن يخرجن ويخالطن الرجال، إحدى النسوة تقول ساخرة من عبدالمجيد ومن كلامه: أما أنا فلا أرضى إلا أن أكون رئيسة للدولة. ويجوز على مذهب عبدالمجيد، لأنه يقول: ما تجنب الرئاسة إلا من أجل أنّها معركة صعبة قاسية شديدة ويستعمل فيها المكر والخبث إلى آخر ما قال. وهذا فيه خروج عن طبع المرأة مع ما فيه من المخالفة للأدلة الشرعية. فالرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول كما في "صحيح البخاري" عن الحسن عن أبي بكرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((لن يفلح قوم ولّوا أمرهم امرأةً)). بل ربنا عز وجل يقول في كتابه الكريم: {الرّجال قوّامون على النّساء بما فضّل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم فالصّالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله واللاّتي تخافون نشوزهنّ فعظوهنّ واهجروهنّ في المضاجع واضربوهنّ فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهنّ سبيلاً661}.
وروى البخاري ومسلم في "صحيحيهما" عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((استوصوا بالنّساء فإنّ المرأة خلقت من ضلع، وإنّ أعوج شيء في الضّلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنّساء))، والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم طلب الوصاية منا بالنساء خيرًا، والوصي يرعى حق الموصى عليه، يرعى حقه وينتبه له، ويرعاه رعاية إسلامية فالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: ((ما من عبد استرعاه الله رعيّةً فلم يحطها بنصحه إلاّ لم يجد رائحة الجنّة)).
وروى الترمذي في "جامعه" عن عمرو بن الأحوص رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((ألا واستوصوا بالنّساء خيرًا فإنّما هنّ عوان عندكم))، أي مثل الأسير.
الله قد علم بحالتها وأنّها ضعيفة وناقصة عقل ودين، أما إذا كان في يدها الحديد والنار لأساءت التصرف، ولو كان الطلاق بيدها لطلقت زوجها في اليوم عشرين مرة، وبعد أن يسكن غضبها تبكي ما تحب أن تمشي إلى أهلها وقد طلقته عشرين مرة، من أجل هذا جعل الله سبحانه وتعالى القيومية بيد الرجال، ((فإنّما هنّ عوان عندكم ليس تملكون منهنّ شيئًا غير ذلك، إلاّ أن يأتين بفاحشة مبيّنة فإن فعلن فاهجروهنّ في المضاجع واضربوهنّ ضربًا غير مبرّح، فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهنّ سبيلاً، ألا إنّ لكم على نسائكم حقًّا، ولنسائكم عليكم حقًّا فأمّا حقّكم على نسائكم: فلا يوطئن فرشكم من تكرهون، ولا يأذنّ في بيوتكم لمن تكرهون. ألا وحقّهنّ عليكم أن تحسنوا إليهنّ في كسوتهنّ وطعامهنّ)). رواه الترمذي وفي سنده بعض الضعف ولكنه قد جاء بمعناه عن صحابي آخر كما في "مسند أحمد".
والرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: ((لا تمنعوا نساءكم المساجد وبيوتهنّ خير لهنّ)).
يا عبدالمجيد اتق الله سبحانه وتعالى وقل سدادًا واعلم أن الناس لن يتبعوك على ضلالك، {ياأيّها الّذين آمنوا اتّقوا الله وقولوا قولاً سديدًا ? يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزًا عظيمًا662}.
هل كان هناك نسوة على زمن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لهن (مجلس شيخات)؟ أم هو التقليد لأعداء الإسلام؟، وصدق الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذ يقول: ((((لتتّبعنّ سنن من قبلكم حذو القذّة بالقذّة حتّى لو دخلوا جحر ضبّ لدخلكتموه)). قالوا: يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال: ((فمن؟!)).
فعلينا أن نتقي الله سبحانه وتعالى، وأن نحسن إلى أهلينا ((خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي))، أمن الخيرية أن تأخذ شنطتها مسكينة في الصباح بعد طلوع الشمس، ولا ترجع إليك إلا بعد الظهر الساعة الثامنة؟! معذبة، وقد جعلها الله سيدة بيتها، الرجل يخدمها ويأتي بما تحتاج إليه من سترها.
والناس بين إفراط وتفريط ووسط، فمن الناس من أفرط كقاسم أمين الذي دعا إلى التبرج والسفور، وهدى شعراوي التي حرّقت الحجاب، ومن الناس من فرّط فامرأته كالنعجة لا يعلمها ولا يهيئ لها التعليم، الله عز وجل يقول في كتابه الكريم: {ياأيّها الّذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارًا وقودها النّاس والحجارة663}.
والإخوان المفلسون قواد شر وضلال، فيجب علينا أهل السنة أن ننهض بما أمرنا الله سبحانه وتعالى وأن نتزود جميعًا من العلم النافع، {وقلْ ربّ زدْني علمًا664} ما دامت الشبهات تتوارد علينا من علماء السوء.
وبالأمس أوردوا علينا مهزلةً من المهازل، ألا وهي الدعوة إلى تحديد النسل، يقول الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((تزوّجوا الودود الولود فإنّي مكاثر بكم الأمم))، وأولئك يدعون إلى تحديد النسل، لكن هي مهزلة؛ المسئولون بعضهم متزوج بأربع نسوة ومشايخ القبائل بعضهم متزوج بأربع نسوة، وبعض التجار متزوج بأربع نسوة، وابن شاجع665 لا بارك الله فيه أظنه متزوج باثنتي عشرة امرأة، وعلماء السوء يدعون إلى هذا.
فكونوا على حذر من علماء السوء ومن دعاياتهم، ومن علماء السوء علماء الإخوان المفلسين، ما تجد فيهم واحدًا وقّافًا عند كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وأغلبهم مخادعون.
أتاني القاضي محمد قطران وقال لي: يا أبا عبدالرحمن نحن نريد دولة إسلامية، فنريد أن تكون من الأولين في هذا. قلت له: تريدون دولة إسلامية666 وأنتم خليط! قال: مستعدون أن ننقيهم ونترك خليط، نبغي الصالحين يقيمون دولة إسلامية. قلنا: هذا في الخيال لكن إذا كان الشعب متفقهًا في دين الله فهذا صحيح. وذهب القاضي محمد من عندي، وبعد أيام طويلة جاءني القاضي هلال الكبودي ولا يزال حيًا يرزق وهو رجل صادق اللسان لو سألتموه لأخبركم ويحيى الشبامي، ومحمد الصادق، وسليمان الفرح يتسمحون به باعتبار أنه شيخ وإلا فحتى المشايخ أنفسهم مساكين ما هم إلا ببغوات يقولون ما يقال لهم قالوا: يا أبا عبدالرحمن نريد دولة إسلامية. قلنا لهم: وما سبيلها؟ قالوا: الانتخابات! قلنا لهم: الانتخابات محرمة. قالوا: صحيح محرمة ولكن لا بد منها! قلنا: فإذا لم يسلمها علي عبدالله صالح؟ قالوا: حاربناه!!
تحاربون علي عبدالله صالح! كلام فارغ ما همهم الدولة الإسلامية، الذي يهمهم: "البوسنة والهرسك" حتى تمتلئ الأجربة وبعدها {والعاملين عليها}، فالإخوان المسلمين آلة جمع أموال ينتهزون الفرصة لأي مناسبة! وقصدنا من هذا أن علماء الإخوان المفلسين ليسوا وقافين عند كتاب الله أنا أتحدى من يأتي بعالم واحد منهم وقاف عند كتاب الله وعند سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
?????
قال الزنداني مواصلاً كلامه: "وبهذا تتمتع المرأة اليمنية كما يتمتع الرجل اليمني بكامل حقوقها السياسية والاجتماعية، مع تجنيبها قسوة معركة الولاية العامة، إذا فعلنا ذلك فزنا ونجحنا ووضعنا الأمر في نصابه، وأعطينا المرأة حقها667 وأعطينا الرجل حقه وأسندنا كل شيء وفق هدي الله، فإذا فعلنا ذلك صلحت أمورنا بإذن الله.
نحن الآن مقدمون أتمنى أن المرأة اليمنية لو وعت وقالت لمجلس النواب: تريد أن تكون عضوًا في مجلس النواب؟ ألتزم وأشترط عليكم يا أعضاء مجلس النواب أن تصدروا قرار مجلس شيخات اليمن، مجلس شيخات أو مجلس شورى المرأة اليمنية، فنرى مجلسًا آخر للمرأة اليمنية بجوار مجلس النواب تمارس فيه المرأة حقها وتتمتع بكامل ما لها، أتمنى أن توفق المرأة اليمنية لذلك وأن يوفق النواب للمطالبة بحق المرأة كما طالبنا668 بحق الرجل، وكما استطعنا أن نأخذ حق الرجل من الحكام، نأخذ حق المرأة من الرجال ونعطيها حقها وتمارس دورها في مجتمعنا، أسأل الله أن يوفقنا والمسلمين أجمعين."
وبعد هذا أقول: الواقع أنّهم لن يستطيعوا أن يعملوا شيئًا؛ ففي دفترهم الذي نشروه في الانتخابات بعد الوحدة: الاعتراف بقرارات الأمم المتحدة، ومن هي الأمم المتحدة؟ إنّها أمة كافرة تحكم القوانين، هذا واحد، الثاني: الاعتراف بالديمقراطية، وما معنى الديمقراطية؟ معناها الشعب يحكم نفسه بنفسه، ولو حصل التصويت أن اللواط حلال فالتصويت مقدم على الكتاب والسنة، أو حصل التصويت وقد حصل أنه يجوز لهم أن يقترضوا من البنوك الربوية فلهم بعد ذلك التصويت، وأيضًا في ذلكم الدفتر احترام الرأي والرأي الآخر، وما معنى احترام الرأي والرأي الآخر؟ إنك إذا استدللت بآية وقال ذلك الخمار أو تلكم المرأة التي لا خير فيها وعارضتك، وجاءت امرأة أخرى تؤيد رأيها؛ أن الآية القرآنية مثل رأي تلك المرأة! والمرأة الثانية ترجح قول المرأة على الآية القرآنية، إهانة للكتاب والسنة {ومن أعرض عن ذكري فإنّ له معيشةً ضنكًا ونحشره يوم القيامة أعمى ? قال ربّ لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرًا ? قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى669}.
وأحسن من مثل الإخوان المسلمين هو الترابي ترب الله وجهه، ففي كلية الشريعة بصنعاء قالوا له: أنت من الإخوان المسلمين؟ قال: لا، نحن اتخذناهم سلمًا لنصعد عليه ثم تركناهم. ولقد أحسن من قال:
على كتفيه يصعد المجد غيره فهل هو إلا للتسلق سلم
جمال عبدالناصر لا رحمه الله تسلق على أكتافهم حتى وضعوه على الكرسي ثم بعد ذلك أودعهم السجون، وقتل أناسًا منهم لسنا نقول هذا شامتين، ولكننا نقول إنّهم هم الذين يحملون الحكام ويضعونهم على الكراسي ثم بعد ذلك يفتك بهم الحكام، وهم مفلسون في السياسة وهم أيضًا الآن أصبحوا مفلسين في الدين، فكونوا على حذر منهم، كونوا على حذر من حضور محاضراتهم ومن حضور اجتماعاتهم ودعوتهم، وهم وإن كان عندهم مال؛ فالله هو الذي اختار لنا أهل السنة الفقر، وربما لو كان عندنا مال لأطغانا المال، الله هو الذي اختار لنا هذا وهو الذي اختاره لنبيه محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم فلنصبر ولنحتسب.
ألا وإن من الناس من هو متلون والله أعلم بنهايته، ذلكم المتلون هو الشيخ عمر670، كان مع الإخوان المفلسين ثم خرج وأخذ يحذر منهم، ثم بعد ذلك ذهب إلى مكة وأخرج كتابًا بعنوان "الدليل الواضح على كفر علي عبدالله صالح" وبعد أن أخرج الكتاب رجع إلى هاهنا، وأخبرت الآن أنه قد رجع إلى الإخوان المفلسين، يا شيخ عمر عمرك قد ولى وذهب فاسأل الله أن يحسن لك الخاتمة، وإياك والتلون، إياك والتلون، فعليك أن تتقي الله سبحانه وتعالى.
وعلى أهل السنة أيضًا أن يتقوا الله وأن يبتعدوا عن علماء السوء، ونشر هذا الكلام كاف وحده حتى لو لم يكن عليه تعليق كل يمني به غيرة على امرأته وغيرة على بناته سيقول نعوذ بالله من عبدالمجيد الزنداني ومن آرائه وأفكاره، وعليه أن يتوب إلى الله سبحانه وتعالى، ننصحه أن يتوب إلى الله.
وهذا الشريط يا إخوان وصل إلينا بصوته كما سمعتم ليس مدبلجًا وليس فيه زيادة ولا نقص وأهل السنة بحمد الله ليسوا كغيرهم، أهل السنة لا يكذبون على خصومهم لكن يبلغون ما حدث وما حصل. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى والحمد لله رب العالمين.
?????
وبعد هذا فالرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: ((إنّ دماءكم وأموالكم وأعراضكم بينكم حرام))، هذه الدعوة التي يدعو إليها عبدالمجيد فيها إثارة الفتن بين الرجل وامرأته، فكثير من الناس يحب لامرأته العفاف، بل كل الناس إلا من شذ هذا أمر.
أمر آخر: إن في هذا هتك لعرض المرأة تخرج من بيتها وليست بمعصومة وتخالط الرجال! وإذا أصبحت ذات ولاية فزوجها ليس بشيء، وهذه هي الدعوة إلى التبرج والسفور والاختلاط من زمن قديم، فمحمد الصادق يقول في خطاب له نشرته جريدة "الصحوة" وقد ألقاه في جامع الدعوة بباب اليمن: "إن تصوير المرأة للانتخابات مثل تصويرها للحج"، ويا سبحان الله يا محمد تجاهلت الحج ركن من أركان الإسلام والانتخابات طاغوتية، فالفارق كما بين السماء والأرض.
ومما يدل على أن دعوتهم دعوة فتنة أن علي بن سالم بكير من حضرموت وهو يعد عندهم من أهل العلم أفتى المرأة أن تخرج إلى الانتخابات ولو لم يرض زوجها، قطع الله لسانك يا علي بن سالم.
أليس محمد الصادق، وعبدالمجيد الزنداني، وعلي بن سالم ومن يسلك مسلكهم، أليسوا جديرين بأن يتوبوا إلى الله سبحانه وتعالى من هذا التلبيس ومن هذه الدعوة إلى الفتنة؟!!
وقد رأيت منشورًا وهو موجود عندي في هذه الأيام للإخوان المفلسين ماذا فيه؟
"يا أختي الحبيبة671 تعالي!! نحن وأنت يدًا بيد!، يدًا بيد لنصرة دين الله"
والرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم ما مست يده يد امرأة قط.
أخبرني بعض الإخوة من طلبة الجامعة يقول: امرأة لابسة لباسًا إسلاميًا لا يظهر منها ولا قلامة ظفر، وما تدري إلا وهي وواحد في طرف البستان يجلسان يتحدثان، أأنت معصومة من أجل أنك متسترة؟ وأنت معصوم؟ وأنت يا زينب الغزالي التي يحتجون بك أأنت معصومة؟ أأنت خير من نساء النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم الذي أنزل الله فيهن: {وإذا سألتموهنّ متاعًا فاسألوهنّ من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهنّ672}.
وقد عرف عن بعض الإخوان المسلمين أنّهم يدعون النساء للخروج وللمشاركة في الأعمال، فلتقر عينك يا أمريكا قلع الله عينك من القرار، أي لا تتحرك عينها فلتقر عينك أبشري عندك الإخوان المفلسون مستعدون أن يدعوا إلى ما تريدين، وأن يلبسوا دعوتك لباسًا إسلاميًا مستعدون لذلك، والله المستعان فنحن ننصح لهم أن يتوبوا إلى الله سبحانه وتعالى، والمجتمع اليمني فطن ويعرف الذين يدعون إلى الكتاب والسنة لا يريدون جزاءً على دعوتهم من الذين يدعون ويتظاهرون بالكتاب والسنة وهم يريدون مقاصد بعد ذلك والله المستعان.
وحسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.===
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق