الرد على خوارج الجزائر العشرية السوداء السيد قطب القرظاوي الاب الروحي للجمعات التكفيرية في الجزائر=
=االحرب الفكرية الجزائرية أو العشرية السوداء في الجزائر== هي صراع مسلح قام بين النظام الجزائري و فصائل متعددة تتبنىرسالة: إن سيد قطب هو الأب الروحي للجماعات الإرهابية فى هذا الزمان , وهذا ليس افتراءً عليه ولا عليهم ، وإنما هو بإعترافاتهم , بما أصله سيد قطب فى كتبه من فكر تكفيري للمجتمعات وإستلاح دماء المسلمين بحجة أنهم لم يدخلوا الإسلام وإن رفعوا الأذان على المآذن !!!!!!!! وهذا جانب من كلمات القوم !! قال أيمن الظواهري في صحيفة الشرق الأوسط، عدد 8407- في 19/9/1422هـ: إن سيد قطب هو الذي وضع دستور “الجهاديين !!” في كتابه الديناميت!! : (معالم في الطريق)، وإن سيد هو مصدر الإحياء الأصولي!!، وإن كتابه العدالة الاجتماع ية في الإسلام، يعد أهم إنتاج عقلي وفكري للتيارات الأصولية!، وإن فكره كان شرارة البدء في إشعال الثورة الإسلامية ضد أعداء الإسلام في الداخل والخارج، والتي ما زالت فصولها الدامية تتجدد يوماً بعد يوم). انتهى قال عبدالله عزام في كتابه “عشرون عاما على استشهاد سيد قطب “: ((والذين يتابعون تغير المجتمعات وطبيعة التفكير لدى الجيل المسلم يدركون أكثر من غيرهم البصمات الواضحة التي تركتها كتابة سيد قطب وقلمه المبارك في تفكيرهم. ولقد كان لاستشهاد سيد قطب أثر في إيقاظ العالم الإسلامي أكثر من حياته ، ففي السنة التي استشهد فيها طبع الظلال سبع طبعات بينما لم تتم الطبعة الثانية أثناء حياته ، ولقد صدق عندما قال: ( إن كلماتنا ستبقى عرائس من الشموع حتى إذا متنا من أجلها انتفضت حية وعاشت بين الأحياء). ولقد مضى سيد قطب إلى ربه رافع الرأس ناصع الجبين عالي الهامة ،وترك التراث الضخم من الفكر الإسلامي الذي تحيا به الأجيال ، بعد أن وضح معان غابت عن الأذهان طويلا ، وضح معاني ومصطلحات الطاغوت ، الجاهلية ، الحاكمية ، العبودية ،الألوهية ، ووضح بوقفته المشرفة معاني البراء والولاء ، والتوحيد والتوكل على الله والخشية منه والالتجاء إليه. والذين دخلوا أفغانستان يدركون الأثر العميق لأفكار سيد في الجهاد الإسلامي وفي الجيل كله فوق الأرض كلها)) . انتهى ================================================================مختصر تحذيرات العلماء من سيد قطب anti-ikhwan.com مختصر تحذيرات كبار العلماء من سيد قطب 1) قال الإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله عن سيد قطب * كلامه في الاستواء يدل على أنه مسكين ضائع في التفسير * كلامه في الصحابة خبيث فيجب أن تمزق كتبه * استهزاؤه بالأنبياء ردة مستقلة 2) قال محدث العصر الإمام الألباني رحمه الله عن سيد قطب لم يكن على معرفة بالإسلام بأصوله وفروعه ومنحرف عن الإسلام المصدر : (سلسلة الهدى والنور الشريط رقم 785 الدقيقة 11 تقريبًا) 3) قال الشيخ إبن عثيمين رحمه الله عن سيد قطب * أخطأ من ينصح الشباب بقراءة كتب سيد قطب وحسن البنا * قال قولاً عظيماً مخالفاً لما عليه أهل السنة والجماعة؛ حيث أنه يقول بوحدة الوجود * تفسيره فيه طوام فلا ينصح بقرائته من مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد العثيمين (3/99) . 4) قال العلامة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله عن سيد قطب لا يقال لهؤلاء الكتاب علماء وإنما مفكرون ولولا أن سيد قطب معذور بالجهل لكفرناه لكلامه الإلحادي 5)قال الشيخ صالح اللحيدان حفظه الله عن سيد قطب في كتاب الظلال والعدالة لسيد قطب ضلالات ظاهرة كتبه مليئة بما يخالف العقيدة ، فالرجل ليس من أهل العلم 6) قال الشيخ عبد العزيز آل الشيخ المفتي العام ورئيس هيئة كبار العلماء عن سيد قطب السائل :ما رأيُكم – أيضا -في قول القائل : (( وحين يركنُ معاوية وزميله عمرو إلى الكذب والغش والخديعةوالنفاق والرشوة وشراء الذمم، لا يملك عليٌّ أن يتدلى إلى هذا الدرك الأسفل، فلاعجب أن ينجحان ويفشل، وإنه لَفَشل أعظم من كل نجاح)) هل هذا الكلام من جملة سب الصحابة ؟ ..الجواب : هذا كلامُ باطنيٍّ خبيث، أو يهوديٍّ لَعين، ما يتكلم بهذا مسلم . عمرو بن العاص شهد له النبي – صلى الله عليه وسلم – بالجنة، ومعاوية من فضلاء الصحابة، وقد رضي الله [ لهم ] الدين ، [ وأهل ] وتقوى وصلاح، لا يشك مسلم فيهم، وما فعلوا شيئا يُعاب عليهم، وكلُّ ما قاله أولئك فمُجرَّد فرية وكذب وتضليل، – وعياذا بالله -عنوانُ نفاق مِمّن قاله ..ا .هـ(15 رجب 1426 هـ ..من سلسلة محاضرات التوحيد المقامة بالطائف لعام 1426 هـ ) 7) قال العلامة المحدث الشيخ حماد الأنصاري رحمه الله عن سيد قطب إن كان ( سيد قطب ) حياً فيجب أن يستتاب، فإن تاب وإلا قتل مرتداً … 8 ) قال العلامة الشيخ عبد الله الدويش رحمه الله عن سيد قطب قال عن قول له في “الظلال ” هذا قول أهل الاتحاد الملاحدة الذين هم أكفر من اليهود والنصارى أخيرا : يجب أن نعلم أن : * إعدامه ليس دليلا على صوابه. ونحن نسأل الله أن يكون ماواجهه من المحن سبيلا لتكفير ذنوبه ورفع درجاته * أكبر مسألة أخطأ فيها سيد هي مسألة الحاكمية فقد فسر الشهادتين بها وكفر كل من لم يحكم بما أنزل الله مطلقاً دون تفصيل وكفر على هذا الأساس المجتمعات الإسلامية وجعلها مجتمعات جاهلية ومساجدهم معابد وثنية وطعن في خلافة عثمان ومعاوية بناءً على هذا الأصل الفاسد وزكى قتلة عثمان وقال إن ثورتهم تمثل روح الإسلام!!!! ================================================الثورة على عثمان بن عفان – رضي الله عنه – بين قول النبي صلى الله عليه وسلم و قول سيد قطب عن عائشة – رضي الله عنها – قال النبي صلى الله عليه وسلم : « يا عثمان إن الله عز وجل مقمصك قميصا، فإن أرادك المنافقون على أن تخلعه، فلا تخلعه لهم، ولا كرامة » يقولها: له مرتين أو ثلاثا . رواه أحمد والحاكم قال سيد قطب : (( وأخيرًا ثارت الثائرة على عثمان ، واختلط فيها الحقُّ بالباطل ، والخير بالشر ، ولكن لا بدّ لمن ينظر إلى الأمور بعين الإسلام ويستشعر الأمور بروح الإسلام أن يقرّر أن تلك الثورة في عمومها كانت أقربَ إلى روح الإسلام واتجاهه من موقف عثمان ، أو بالأدق من موقف مروان ومِن ورائه ======================================================سيرة سيد قطب في سطور سيرة سيد قطب في سطور (البدايات الأولى) نشأ سيد قطب في أسرة لا تخلو من بعض البدع فكان أبوه يقرأ سورة الفاتحة كل ليلة بعد طعام العشاء ويهديها لروح أبيه وروح أمه، بحضرة أولاده (1) . ومن العادات التي نشأ عليها التزام والده بإقامة حفلات ختم القرآن التي كان يقيمها في المنزل لا سيما في شهر رمضان (2). كما كانت قريته تسمى بلدة (الشيخ عبد الفتاح) لأنه أحد أوليائها!! وله فيها مقام بارز!!. هكذا يحكى الخبر دون إنكار موجود لا من سيد ولا من الخالدي (3) . (الصبي يحفظ القرآن تحدياً) حفظ سيد القرآن وهو صبي من باب التحدي وذلك أن مدرس القرآن فصل من عمله فأشاع أن الدولة تحارب القرآن وطالب أهل القرية سحب أولادهم من المدرسة وتحويلهم إليه في كُتّابه، فوافق بعض أولياء الأمور ومنهم والد سيد، ودرس سيد اليوم الأول فلم يعجبه الكُتّاب ورجع إلى المدرسة، وصار يحفظ في كل سنة عشرة أجزاء في منزله حتى يثبت أن المدرسة لا تحارب القرآن، وليت سيد واصل دراسة القرآن دراسة شرعية والانتفاع به ولكن للأسف لم يفعل ذلك. (ثقافة صوفية خرافية منذ الصبا) كان سيد مولعاً بالقراءة واقتناء الكتب منذ صباه، فجمع خمسة وعشرين كتاباً كان مولعاً بها إلى درجة العشق ومن هذه الكتب (البردة، سيرة إبراهيم الدسوقي، السيد البدوي، عبد القادر الجيلاني، دلائل الخيرات، دعاء نصف شعبان) (4). وكلها من كتب البدع والتصوف والخرافات والقبورية والغلو كما هو معلوم. (ثم صار الصبي مشعوذاً) ومن المؤسف أنه كان في مكتبة والده المنزلية كتابان غريبان يتعلقان بالشعوذة والسحر وهما كتاب (أبي معشر الفلكي) وكتاب السحر (شمهورش) ويستخدمان في قراءة الطالع وسحر الصرف والعطف. وقد تعلم سيد قطب هذه الشعوذة في صغره، وصار يمارسها في قريته، فكان المشعوذ المفضل فيها لعموم النساء والفتيات والشبان لصغر سنه، ولكونه يقوم بتلك الأعمال بلا أجرة. وقد سجل ذلك عن نفسه هو في كتابه (طفل من القرية) (5). (تائه يقترب من الإلحاد) لما انتقل من القرية إلى القاهرة في المرحلة الثانوية بدأ مرحلة الشك، وعدم اليقين، والتخلي عن الدين ،والانشغال بعضوية حزب الوفد مدة طويلة (6) ، واستمر معه هذا التيه والضياع حتى بلغ الأربعين (7). خلال هذه المدة الطويلة اشتغل بالأدب والنقد، وكان نقده يمتاز بالقوة، والهجوم، والهمز واللمز، والسخرية المقذعة والهجاء (8). (الانتقال) سلك بعد ذلك طريقاً جديداً درس فيه القرآن من ناحية بيانية أدبيه، ثم أخذ يكتب المقالات التي ينتقد فيها أوضاع المجتمع، ثم شارك في الثورة ضد الأسرة المالكة في مصر حتى تم القضاء على ملكها، ثم التحق بالإخوان المسلمين، ثم اختط لنفسه منهجاً جديداً لكنه تحت إطار حركة الإخوان المسلمين، ونشر اتجاهه عبر خلايا سرية، اكتشفت فيما بعد، وحوكم وقتل على إثرها. ماذا يستفاد من مجمل سيرته الذاتية؟ ليس في سيرته ما يشير من قريب ولا بعيد أنه درس علوم الإسلام من توحيد ولا حديث ولا تفسير ولا فقه ولا أصول فقه ولا غير ذلك على أحد من علماء المسلمين المعتبرين، وإنما غاية أمره اطلاعات ذاتية الله أعلم بحقيقة مصادره فيها، بل كان فيها كتب السحر والشعوذة والتصوف والقبورية والخرافة، والذي يظهر إلى ذلك أيضاً أنه كان يقرأ للشيعة والخوارج والمعتزلة و أضرابهم، وأنه كان بعيداً غاية البعد عن كتب أهل السنة والأثر لا يلتفت إليها ولا يرفع بها رأساً، ولهذا جاءت تقريراته في غاية البطلان والانحراف عن حقيقة الإسلام سواء في أصول الدين أو فروعه؛ وعلى هذا فمن الغش الكبير للمسلمين أن يُجعلَ منه إماماً يقتدون بهديه، ويستنون بسنته. إنّ من لم يجعل المتقين _ وعلى رأسهم محمد صلى الله عليه وسلم ثم أصحابه وأئمة التابعين لهم بإحسان _ من لم يجعلهم أئمة له لا يصلح أبداً أن يكون إماماً للمتقين من بعده، لأن الدين مبني على الاتباع وليس على الاختراع، وبهذا يحفظ الدين خالصاً نقياً من كل شائبة والله أعلم. أفكار موالية لـ الجبهة الإسلامية للإنقاذوالإسلام السياسي، بدأ الصراع في يناير عام 1992 عقب إلغاء نتائج الانتخابات البرلمانية لعام 1991 في الجزائر والتي حققت فيها الجبهة الإسلامية للإنقاذ فوزا مؤكدا مما حدا بالجيش الجزائري التدخل لالغاء الانتخابات البرلمانية في البلاد مخافة من فوز الإسلاميين فيها.
وبدأ الصراع في ديسمبر عام 1991، عندما استطاعت الجبهة الإسلامية للإنقاذ هزيمة الحزب الحاكم جبهة التحرير الوطني في الانتخابات البرلمانية الوطنية. ألغيت الانتخابات بعد الجولة الأولى وتدخل الجيش للسيطرة على البلاد، وتم حظر الجبهة الإسلامية للإنقاذ واعتقل الآلاف من أعضائها، وشنت الجمعات الإسلامية حملة مسلحة ضد الحكومة ومؤيديها، وقامت بأنشاء جماعات مسلحة اتخذت من الجبال قاعدة لها، وأعلنت الحرب على الجبهة الإسلامية للإنقاذ في عام 1994,
بعد انهيار المحادثات أجريت الانتخابات وفاز بها مرشح الجيش الجنرال اليمين زروال. بدأت الجماعة الإسلامية المسلحة بسلسلة من مذابح تستهدف أحياء أو قرى بأكملها بلغ ذروته في عام 1997، وتسببت المجازر وارتفاع عدد الضحايا في إجبار كلا الجانبين إلى وقف إطلاق النار من جانب واحد مع الحكومة في عام 1997. وفي هذه الأثناء وفاز الطرف المؤيد للجيش بالانتخابات البرلمانية.
في عام 1999 تم انتخاب رئيس جديد للبلاد، وبدا عدد كبير من من المقاتلين الإنسحاب والاستفادة من قانون العفو الجديد، وبدأت الجماعات تنحل وتختفي جزئيا بحلول عام 2002 وتوقفت عمليات القتال، باستثناء مجموعة منشقة تسمى الجماعة السلفية للدعوة والقتال والتي أنضمت لاحقاً إلى تنظيم القاعدة في أكتوبر 2003.
محتويات
[أخف]
1 الجماعات المعارضة
2 البدايات
3 أطراف الصراع
4 المفاوضات
5 المجازر
6 ميثاق السلم والمصالحة الوطنية
7 انظر أيضا
8 مصادر
9 وصلات خارجية
الجماعات المعارضة[عدل]
منها الجماعة الإسلامية المسلحة والحركة الإسلامية المسلحة والجبهة الإسلامية للجهاد المسلح والجيش الإسلامي للإنقاذ وهو الجناح المسلح للجبهة الإسلامية للإنقاذ. بدأ الصراع في يناير عام 1992 عقب إلغاء نتائج الانتخابات التشريعية لعام 1991 في الجزائر والتي حققت فيها الجبهة الإسلامية للإنقاذ فوزا مؤكدا مما حدا بالجيش الجزائري التدخل لالغاء الانتخابات التشريعية في البلاد مخافة من فوز الإسلاميين فيها.
بالرغم من أن حدة العنف قد خفت منذ عام 2002 ولكن واستنادا إلى وزارة الداخلية الجزائرية لايزال هناك قرابة 1000 من ما تصفهم الحكومة بـ "المتمردين المسلحين" نشطين في الجزائر
في سبتمبر 2005 أيدت أغلبية كبيرة من الجزائريين العفو الجزئي الذي أصدرته الحكومة الجزائرية عن مئات من المسلحين الإسلاميين ضمن ما عرف "بميثاق السلم والمصالحة الوطنية" بهدف إنهاء من عقد من النزاع.
بموجب قانون المصالحة الوطنية ، الذي اقترحه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، تم العفو عن عدد كبير من الأشخاص الذين تورطو في أعمال عنف، لكن المعارضين للميثاق يعتبرون أن المصالحة غير ممكنة دون تحقيق العدالة ويطالبون بأن تفتح الدولة تحقيقا بشأن آلاف الأشخاص الذين اختفوا طيلة الأعوام الماضية ولم يعرف مصيرهم و عرف هذا بملف المخطوفين .
البدايات[عدل]
بعد تسلم الشاذلي بن جديد السلطة في الجزائر عام 1979 بدأت محاولاته لتطبيق خطته الخمسية التي كانت تهدف إلى إنشاء قواعد للاقتصاد الحر في الجزائر والنهوض بالمستوى الاقتصادي المتعثر للجزائر ولكن سنوات حكمه شهدت نشاطا معارضا القبائل و المفرنسين في مجال معارضتهم لسياسة التعريب التي تنتهجها الحكومة وخاصة في مجال التعليم فبعد منع خطبة حماسية للناشط والأستاذ القبائلي مولود معمري في جامعة حسناوة بتيزي وزو في 10 مارس1980 بدأت حملة منظمة من الطلاب والأطباء والناشطون الأمازيغ للبدأ في إضراب عام مما حدى بالرئيس الجزائري آنذاك بن جديد بأن يجري تعديلات على سياسة الحكومة ومنها على سبيل المثال منح حقوق ثقافية وإعلامية وجامعيةللأمازيغ هذه التعديلات اعتبرت من قبل مما يوصفون اليوم باتباع منهج الإسلام السياسي بأنها تنازلات تهدد الهوية القومية للجزائر. ومن جهة أخرى كان لعدم قدرة الرؤساء السابقين للجزائر النهوض بالأقتصاد الجزائري وفشل الأفكارالشيوعية والقومية العربية في إيجاد حل جذري لمشاكل البلاد الداخلية، كل هذه العوامل أدت إلى بروز تيار قامت بتفسير التخلف والتردي في المستوى الأقتصادي والاجتماعي إلى ابتعاد المسلمين عن التطبيق الصحيح لنصوص الشريعة الإسلامية وتأثر حكوماتهم بالسياسة الغربية [3].
بدأ نشاط التيار الإسلامي السياسي بالازدياد تدريجيا متأثرا بالثورة الإسلامية في إيران فمن خلال بعض العمليات التي كانت تستهدف محلات بيع المشروبات الروحية وممارسة الضغط على السيدات بارتداء الحجاب وفي عام 1982 طالب ذلك التيار علنا بتشكيل حكومة إسلامية ومع ازدياد أعمال العنف وخاصة في الجامعات الدراسية تدخلت الحكومة وقامت بحملة اعتقالات واسعة حيث تم اعتقال أكثر من 400 ناشط من التيار المتبني لفكرة الإسلام السياسي وكان من بينهم أسماء كبيرة مثل عبد اللطيف سلطاني ولكن الحكومة بدأت تدرك ضخامة وخطورة حجم هذا التيار فقامت وكمحاولة منها لتهدئة الجو المشحون بافتتاح واحدة من أكبر الجامعات الإسلامية في العالم بولاية قسنطينة في عام 1984 وفي نفس السنة تم إجراء تعديلات على القوانين المدنية الجزائرية وخاصة في ما يخص قانون الأسرة حيث أصبحت تتماشى مع الشريعة الإسلامية[4][5].
لكن الاقتصاد الجزائري استمر بالتدهور في منتصف الثمانينيات وإزدادت نسبة البطالة وظهرت بوادر شحة لبعض المواد الغذائية الرئيسية ومما ضاعف من حجم الأزمة كان انخفاض أسعار النفط في عام 1986 من 30 دولارا للبرميلإلى 10 دولارات وكان الخيار الوحيد أمام الشاذلي بن جديد للخروج من الأزمة هو تشجيع القطاع الخاص بعد فشل الأسلوب الاشتراكي في حل الأزمة وقوبلت هذه التغييرات بموجة من عدم الرضا وأخذ البعض في الشارع الجزائري يحس بأن الحكومة تظهر لامبالاة بمشاكل المواطن البسيط[6]
تصاعد الغضب في قطاعات واسعة من الشارع الجزائري وفي أكتوبر 1988 بدأت سلسلة من إضرابات طلابية وعمالية والتي أخذت طابعا عنيفا بصورة تدريجية وانتشرت أعمال تخريب للممتلكات الحكومية إلى مدينة عنابة والبليدةومدن أخرى فقامت الحكومة بإعلان حالة الطوارئ وقامت باستعمال القوة وتمكنت من إعادة الهدوء في 10 أكتوبر بعد أحداث عنيفة أدت إلى قتل حوالي 500 شخص واعتقال حوالي 3500 شخص وسميت هذه الأحداث من قبل البعض "بأكتوبر الأسود" كما يصفها البعض الآخر ب"انتفاضة أكتوبر" [7]. كانت للطريقة العنيفة التي انتهجتها الحكومة في أحداث أكتوبر نتائج غير متوقعة حيث قامت مجاميع تنتهج الإسلام السياسي بإحكام سيطرتها على بعض المناطق وطالبت منظمات عديدة في الجزائر بإجراء تعديلات وإصلاحات فقام الشاذلي بن جديد بإجراءات شجعت على حرية الصحافة وحرية الرأي والتعبير فقام عباسي مدني وعلي بلحاج بتأسيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ في مارس 1989 بعد التعديل الدستوري وإدخال التعددية الحزبية . وكان عباس مدني الأستاذ الجامعي والمحارب السابق في حرب التحرير الجزائرية يمثل تيارا دينيا معتدلا وكان لدوره السابق في حرب التحرير أثرا رمزيا في ربط الحركة الجديدة بتاريخ النضال القديم للجزائر وفي الجهة الأخرى وصف الكثيرون علي بلحاج الذي كان أصغر عمرا بأن أفكاره متطرفة حيث قال في أحد خطبه "إن المصدر الوحيد للحكم هو القرآن وإذا كان اختيار الشعب منافيا للشريعة الإسلامية، فهذا كفر وإلحاد حتى إذا كان هذا الاختيار قد تم ضمن انتخابات شعبية.
بدأت الجبهة تلعب دورا بارزا في السياسة الجزائرية وتغلبت بسهولة على الحزب الحاكم، جبهة التحرير الوطني الذي كان الحزب المنافس الرئيسي في انتخابات عام 1990 مما حدى بجبهة التحرير الوطني إلى إجراء تعديلات في قوانين الانتخابات وكانت هذه التعديلات في صالح الحزب الحاكم فأدى هذا بالتالي إلى دعوة الجبهة الإسلامية للإنقاذ إلى إضراب عام وقام الشاذلي بن جديد بإعلان الأحكام العرفية في 5 يونيو 1991 وتم اعتقال عباسي مدني وعلي بلحاج.
في ديسمبر 1991 أصيب الحزب الحاكم بالذهول حيث أنه برغم التعديلات الانتخابية واعتقال قيادات الجبهة الإسلامية للإنقاذ إلا أن الجبهة حصلت على أغلبية ساحقة من المقاعد في الدور الأول وهو 188 مقعدا من أصل 232 ومحاولة من النظام القائم في الحيلولة دون تطبيق نتائج الانتخابات تم تأسيس المجلس الأعلى للدولة والذي يتكون من 5 أعضاء وهم الجنرال خالد نزّار (وزير الدفاع) وعلي كافي وعلي هارون والتيجاني هدام ومحمد بوضياف والتي كانت عبارة عن مجلس رئاسي لحكم الجزائر وذلك بعد إجبار الشاذلي بن جديد على الاستقالة وإلغاء نتائج الانتخابات وكان رئيس المجلس هو محمد بوضياف إلى أن اغتيل في ظروف غامضة من طرف أحد حراسه والمدعو بو معرافي لمبارك في 29 يونيو 1992 ليحل محله علي كافي إلى أن تم استبداله باليمين زروال في 31 يناير 1994 واستمر حتى 27 أبريل 1999 [8].
أطراف الصراع[عدل]
وبدأ الصراع في ديسمبر عام 1991، عندما استطاعت الجبهة الإسلامية للإنقاذ هزيمة الحزب الحاكم جبهة التحرير الوطني في الانتخابات البرلمانية الوطنية. ألغيت الانتخابات بعد الجولة الأولى وتدخل الجيش للسيطرة على البلاد، وتم حظر الجبهة الإسلامية للإنقاذ واعتقل الآلاف من أعضائها، وشنت الجمعات الإسلامية حملة مسلحة ضد الحكومة ومؤيديها، وقامت بأنشاء جماعات مسلحة اتخذت من الجبال قاعدة لها، وأعلنت الحرب على الجبهة الإسلامية للإنقاذ في عام 1994,
بعد انهيار المحادثات أجريت الانتخابات وفاز بها مرشح الجيش الجنرال اليمين زروال. بدأت الجماعة الإسلامية المسلحة بسلسلة من مذابح تستهدف أحياء أو قرى بأكملها بلغ ذروته في عام 1997، وتسببت المجازر وارتفاع عدد الضحايا في إجبار كلا الجانبين إلى وقف إطلاق النار من جانب واحد مع الحكومة في عام 1997. وفي هذه الأثناء وفاز الطرف المؤيد للجيش بالانتخابات البرلمانية.
في عام 1999 تم انتخاب رئيس جديد للبلاد، وبدا عدد كبير من من المقاتلين الإنسحاب والاستفادة من قانون العفو الجديد، وبدأت الجماعات تنحل وتختفي جزئيا بحلول عام 2002 وتوقفت عمليات القتال، باستثناء مجموعة منشقة تسمى الجماعة السلفية للدعوة والقتال والتي أنضمت لاحقاً إلى تنظيم القاعدة في أكتوبر 2003.
محتويات
[أخف]
1 الجماعات المعارضة
2 البدايات
3 أطراف الصراع
4 المفاوضات
5 المجازر
6 ميثاق السلم والمصالحة الوطنية
7 انظر أيضا
8 مصادر
9 وصلات خارجية
الجماعات المعارضة[عدل]
منها الجماعة الإسلامية المسلحة والحركة الإسلامية المسلحة والجبهة الإسلامية للجهاد المسلح والجيش الإسلامي للإنقاذ وهو الجناح المسلح للجبهة الإسلامية للإنقاذ. بدأ الصراع في يناير عام 1992 عقب إلغاء نتائج الانتخابات التشريعية لعام 1991 في الجزائر والتي حققت فيها الجبهة الإسلامية للإنقاذ فوزا مؤكدا مما حدا بالجيش الجزائري التدخل لالغاء الانتخابات التشريعية في البلاد مخافة من فوز الإسلاميين فيها.
بالرغم من أن حدة العنف قد خفت منذ عام 2002 ولكن واستنادا إلى وزارة الداخلية الجزائرية لايزال هناك قرابة 1000 من ما تصفهم الحكومة بـ "المتمردين المسلحين" نشطين في الجزائر
في سبتمبر 2005 أيدت أغلبية كبيرة من الجزائريين العفو الجزئي الذي أصدرته الحكومة الجزائرية عن مئات من المسلحين الإسلاميين ضمن ما عرف "بميثاق السلم والمصالحة الوطنية" بهدف إنهاء من عقد من النزاع.
بموجب قانون المصالحة الوطنية ، الذي اقترحه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، تم العفو عن عدد كبير من الأشخاص الذين تورطو في أعمال عنف، لكن المعارضين للميثاق يعتبرون أن المصالحة غير ممكنة دون تحقيق العدالة ويطالبون بأن تفتح الدولة تحقيقا بشأن آلاف الأشخاص الذين اختفوا طيلة الأعوام الماضية ولم يعرف مصيرهم و عرف هذا بملف المخطوفين .
البدايات[عدل]
بعد تسلم الشاذلي بن جديد السلطة في الجزائر عام 1979 بدأت محاولاته لتطبيق خطته الخمسية التي كانت تهدف إلى إنشاء قواعد للاقتصاد الحر في الجزائر والنهوض بالمستوى الاقتصادي المتعثر للجزائر ولكن سنوات حكمه شهدت نشاطا معارضا القبائل و المفرنسين في مجال معارضتهم لسياسة التعريب التي تنتهجها الحكومة وخاصة في مجال التعليم فبعد منع خطبة حماسية للناشط والأستاذ القبائلي مولود معمري في جامعة حسناوة بتيزي وزو في 10 مارس1980 بدأت حملة منظمة من الطلاب والأطباء والناشطون الأمازيغ للبدأ في إضراب عام مما حدى بالرئيس الجزائري آنذاك بن جديد بأن يجري تعديلات على سياسة الحكومة ومنها على سبيل المثال منح حقوق ثقافية وإعلامية وجامعيةللأمازيغ هذه التعديلات اعتبرت من قبل مما يوصفون اليوم باتباع منهج الإسلام السياسي بأنها تنازلات تهدد الهوية القومية للجزائر. ومن جهة أخرى كان لعدم قدرة الرؤساء السابقين للجزائر النهوض بالأقتصاد الجزائري وفشل الأفكارالشيوعية والقومية العربية في إيجاد حل جذري لمشاكل البلاد الداخلية، كل هذه العوامل أدت إلى بروز تيار قامت بتفسير التخلف والتردي في المستوى الأقتصادي والاجتماعي إلى ابتعاد المسلمين عن التطبيق الصحيح لنصوص الشريعة الإسلامية وتأثر حكوماتهم بالسياسة الغربية [3].
بدأ نشاط التيار الإسلامي السياسي بالازدياد تدريجيا متأثرا بالثورة الإسلامية في إيران فمن خلال بعض العمليات التي كانت تستهدف محلات بيع المشروبات الروحية وممارسة الضغط على السيدات بارتداء الحجاب وفي عام 1982 طالب ذلك التيار علنا بتشكيل حكومة إسلامية ومع ازدياد أعمال العنف وخاصة في الجامعات الدراسية تدخلت الحكومة وقامت بحملة اعتقالات واسعة حيث تم اعتقال أكثر من 400 ناشط من التيار المتبني لفكرة الإسلام السياسي وكان من بينهم أسماء كبيرة مثل عبد اللطيف سلطاني ولكن الحكومة بدأت تدرك ضخامة وخطورة حجم هذا التيار فقامت وكمحاولة منها لتهدئة الجو المشحون بافتتاح واحدة من أكبر الجامعات الإسلامية في العالم بولاية قسنطينة في عام 1984 وفي نفس السنة تم إجراء تعديلات على القوانين المدنية الجزائرية وخاصة في ما يخص قانون الأسرة حيث أصبحت تتماشى مع الشريعة الإسلامية[4][5].
لكن الاقتصاد الجزائري استمر بالتدهور في منتصف الثمانينيات وإزدادت نسبة البطالة وظهرت بوادر شحة لبعض المواد الغذائية الرئيسية ومما ضاعف من حجم الأزمة كان انخفاض أسعار النفط في عام 1986 من 30 دولارا للبرميلإلى 10 دولارات وكان الخيار الوحيد أمام الشاذلي بن جديد للخروج من الأزمة هو تشجيع القطاع الخاص بعد فشل الأسلوب الاشتراكي في حل الأزمة وقوبلت هذه التغييرات بموجة من عدم الرضا وأخذ البعض في الشارع الجزائري يحس بأن الحكومة تظهر لامبالاة بمشاكل المواطن البسيط[6]
تصاعد الغضب في قطاعات واسعة من الشارع الجزائري وفي أكتوبر 1988 بدأت سلسلة من إضرابات طلابية وعمالية والتي أخذت طابعا عنيفا بصورة تدريجية وانتشرت أعمال تخريب للممتلكات الحكومية إلى مدينة عنابة والبليدةومدن أخرى فقامت الحكومة بإعلان حالة الطوارئ وقامت باستعمال القوة وتمكنت من إعادة الهدوء في 10 أكتوبر بعد أحداث عنيفة أدت إلى قتل حوالي 500 شخص واعتقال حوالي 3500 شخص وسميت هذه الأحداث من قبل البعض "بأكتوبر الأسود" كما يصفها البعض الآخر ب"انتفاضة أكتوبر" [7]. كانت للطريقة العنيفة التي انتهجتها الحكومة في أحداث أكتوبر نتائج غير متوقعة حيث قامت مجاميع تنتهج الإسلام السياسي بإحكام سيطرتها على بعض المناطق وطالبت منظمات عديدة في الجزائر بإجراء تعديلات وإصلاحات فقام الشاذلي بن جديد بإجراءات شجعت على حرية الصحافة وحرية الرأي والتعبير فقام عباسي مدني وعلي بلحاج بتأسيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ في مارس 1989 بعد التعديل الدستوري وإدخال التعددية الحزبية . وكان عباس مدني الأستاذ الجامعي والمحارب السابق في حرب التحرير الجزائرية يمثل تيارا دينيا معتدلا وكان لدوره السابق في حرب التحرير أثرا رمزيا في ربط الحركة الجديدة بتاريخ النضال القديم للجزائر وفي الجهة الأخرى وصف الكثيرون علي بلحاج الذي كان أصغر عمرا بأن أفكاره متطرفة حيث قال في أحد خطبه "إن المصدر الوحيد للحكم هو القرآن وإذا كان اختيار الشعب منافيا للشريعة الإسلامية، فهذا كفر وإلحاد حتى إذا كان هذا الاختيار قد تم ضمن انتخابات شعبية.
بدأت الجبهة تلعب دورا بارزا في السياسة الجزائرية وتغلبت بسهولة على الحزب الحاكم، جبهة التحرير الوطني الذي كان الحزب المنافس الرئيسي في انتخابات عام 1990 مما حدى بجبهة التحرير الوطني إلى إجراء تعديلات في قوانين الانتخابات وكانت هذه التعديلات في صالح الحزب الحاكم فأدى هذا بالتالي إلى دعوة الجبهة الإسلامية للإنقاذ إلى إضراب عام وقام الشاذلي بن جديد بإعلان الأحكام العرفية في 5 يونيو 1991 وتم اعتقال عباسي مدني وعلي بلحاج.
في ديسمبر 1991 أصيب الحزب الحاكم بالذهول حيث أنه برغم التعديلات الانتخابية واعتقال قيادات الجبهة الإسلامية للإنقاذ إلا أن الجبهة حصلت على أغلبية ساحقة من المقاعد في الدور الأول وهو 188 مقعدا من أصل 232 ومحاولة من النظام القائم في الحيلولة دون تطبيق نتائج الانتخابات تم تأسيس المجلس الأعلى للدولة والذي يتكون من 5 أعضاء وهم الجنرال خالد نزّار (وزير الدفاع) وعلي كافي وعلي هارون والتيجاني هدام ومحمد بوضياف والتي كانت عبارة عن مجلس رئاسي لحكم الجزائر وذلك بعد إجبار الشاذلي بن جديد على الاستقالة وإلغاء نتائج الانتخابات وكان رئيس المجلس هو محمد بوضياف إلى أن اغتيل في ظروف غامضة من طرف أحد حراسه والمدعو بو معرافي لمبارك في 29 يونيو 1992 ليحل محله علي كافي إلى أن تم استبداله باليمين زروال في 31 يناير 1994 واستمر حتى 27 أبريل 1999 [8].
أطراف الصراع[عدل]
الأغلبية للجبهة الإسلامية للإنقاذ
50% الجبهة الإسلامية للإنقاذ
الأغلبية لغير المنتمين للجبهة الإسلامية للإنقاذ
غير مححدة
لا تتوفر معلومات
الصورة أعلاه توضح توزيع المقاعد في نتائج انتخابات سنة 1991، والتي حققت فيها الجبهة الإسلامية للإنقاذ الأغلبية في معظم المناطق المأهولة بالسكان.
كان الفوز الساحق للجبهة الإسلامية للإنقاذ في الأنتخابات أمرا غير مقبول لدى كبار رجال قيادات الجيش في الجزائر حيث قام رجال في الجيش باجبارالشاذلي على الغاء النتائج لكنه رفض لأنه وعد شعبه بأن تكون النتائج من اختيار الشعب فأجبر على الاستقالة في 11 يناير 1992 وجلبوا المحارب القديم في حرب تحرير الجزائر،محمد بوضياف والذي كان يعيش في المغرب بعيدا عن صراعات السلطة ليكون رئيس المجلس الأعلى للبلاد وتم اعتقال 5000 من أتباع الجبهة الإسلامية للإنقاذحسب المصادر الحكومية بينما يؤكد الجبهة إنه تم اعتقال 30,000 من جماعتهم ونقلوا إلى سجون في الصحراء الكبرى وقامت منظمة العفو الدولية بالإشارة إلى الكثير من الانتهاكات في حقوق الإنسان خلال تلك الفترة وفي 4 مارس 1992 قامت الحكومة بإلغاء الجبهة الإسلامية للإنقاذ كحزب سياسي مرخص [9]. اعتبر أعضاء الجبهة الإسلامية للإنقاذ الذين لم تطلهم يد الاعتقال تصرفات الجيش بمثابة إعلان حرب على الجبهة وقرروا البدأ بحرب عصابات بكل وسيلة متوفرة لهم وانضم إلى الجبهة فصائل أخرى كانت تنتهج مبدأ الإسلام السياسي وكان أفراد الجيش وقوات الشرطة الهدف الرئيسي للمسلحين الذين اتخذوا من المناطق الجبلية في شمال الجزائر معاقل رئيسية لهم ولكن المناطق الغنية بالنفط بقيت تحت السيطرة الكاملة للحكومة وكانت بعيدة عن مناطق الصراع الرئيسية.
أدت هذه الأوضاع المتأزمة إلى تدهور أكثر في الاقتصاد الجزائري وزاد الوضع تأزما بعد اغتيال محمد بوضياف الذي كان أمل الجيش في إعادة الهدوء للبلاد لكونه رمزا من رموز تحرير الجزائر والذي تم اغتياله في 29 يونيو 1992 أثناء إلقاء خطاب في مراسيم افتتاح مركز ثقافي في عنّابة على يد أحد أعضاء فريق حمايته والذي وصف بكونه "متعاطفا مع الإسلاميين" وبعد عملية الاغتيال تلك حكم على عباسي مدني وعلي بلحاج بالسجن لمدة 12 عاما.
50% الجبهة الإسلامية للإنقاذ
الأغلبية لغير المنتمين للجبهة الإسلامية للإنقاذ
غير مححدة
لا تتوفر معلومات
الصورة أعلاه توضح توزيع المقاعد في نتائج انتخابات سنة 1991، والتي حققت فيها الجبهة الإسلامية للإنقاذ الأغلبية في معظم المناطق المأهولة بالسكان.
كان الفوز الساحق للجبهة الإسلامية للإنقاذ في الأنتخابات أمرا غير مقبول لدى كبار رجال قيادات الجيش في الجزائر حيث قام رجال في الجيش باجبارالشاذلي على الغاء النتائج لكنه رفض لأنه وعد شعبه بأن تكون النتائج من اختيار الشعب فأجبر على الاستقالة في 11 يناير 1992 وجلبوا المحارب القديم في حرب تحرير الجزائر،محمد بوضياف والذي كان يعيش في المغرب بعيدا عن صراعات السلطة ليكون رئيس المجلس الأعلى للبلاد وتم اعتقال 5000 من أتباع الجبهة الإسلامية للإنقاذحسب المصادر الحكومية بينما يؤكد الجبهة إنه تم اعتقال 30,000 من جماعتهم ونقلوا إلى سجون في الصحراء الكبرى وقامت منظمة العفو الدولية بالإشارة إلى الكثير من الانتهاكات في حقوق الإنسان خلال تلك الفترة وفي 4 مارس 1992 قامت الحكومة بإلغاء الجبهة الإسلامية للإنقاذ كحزب سياسي مرخص [9]. اعتبر أعضاء الجبهة الإسلامية للإنقاذ الذين لم تطلهم يد الاعتقال تصرفات الجيش بمثابة إعلان حرب على الجبهة وقرروا البدأ بحرب عصابات بكل وسيلة متوفرة لهم وانضم إلى الجبهة فصائل أخرى كانت تنتهج مبدأ الإسلام السياسي وكان أفراد الجيش وقوات الشرطة الهدف الرئيسي للمسلحين الذين اتخذوا من المناطق الجبلية في شمال الجزائر معاقل رئيسية لهم ولكن المناطق الغنية بالنفط بقيت تحت السيطرة الكاملة للحكومة وكانت بعيدة عن مناطق الصراع الرئيسية.
أدت هذه الأوضاع المتأزمة إلى تدهور أكثر في الاقتصاد الجزائري وزاد الوضع تأزما بعد اغتيال محمد بوضياف الذي كان أمل الجيش في إعادة الهدوء للبلاد لكونه رمزا من رموز تحرير الجزائر والذي تم اغتياله في 29 يونيو 1992 أثناء إلقاء خطاب في مراسيم افتتاح مركز ثقافي في عنّابة على يد أحد أعضاء فريق حمايته والذي وصف بكونه "متعاطفا مع الإسلاميين" وبعد عملية الاغتيال تلك حكم على عباسي مدني وعلي بلحاج بالسجن لمدة 12 عاما.
لف الغموض عنتر زوابريوجماعته الجماعة الإسلامية المسلحة ولم يعرف الكثير عن دوافعهم
في 26 أغسطس 1992 أخذ الصراع منعطفا خطيرا وهو استهداف الرموز المدنية للحكومة حيت تم استهداف مطار الجزائر وراح ضحية الانفجار 9 قتلى واصيب 128 آخرين بجروح وقامت الجبهة الإسلامية للإنقاذ على الفور بشجب الحادث وإعلان عدم مسؤوليتها عن الانفجار [10], وأصبح واضحا وبصورة تدريجية إن الجبهة الإسلامية للإنقاذ ليست لها الكلمة العليا في توجيه أساليب الصراع المسلح مع الحكومة وبدأت أسماء مثل مجموعة التكفير والهجرة والحركة الإسلامية المسلحة والجبهة الإسلامية للجهاد المسلح تبرز إلى السطح وهذه المجاميع كانت تعتبر متطرفة في تطبيقها لمبدأ الإسلام السياسي مقارنة بإسلوب الجبهة الإسلامية للإنقاذ التي وصفت بأنها أكثر اعتدالا. فجماعة التكفير والهجرة على سبيل المثال كانت مصرية المنشأ حيث انبثقت في أواخر الستينيات وانتشرت في العديد من الدول وبرز اسم الجماعة بصورة ملفتة للنظر في عام 1977 حيث أصبح المهندس الزراعي المصري شكري مصطفى زعيما للجماعة وشكري مصطفى كان عضوا سابقا في حركة الإخوان المسلمين ولكنه انتهج أسلوبا أكثر تشددا بعد إعدام سيد قطب [11], وكان محمد بويري الذي قام باغتيال المخرج الهولندي ثيو فان كوخ في 2 نوفمبر 2004 عضوا في جماعة التكفير والهجرة [12]. كانت هناك بوادر واضحة على انعدام المركزية والتنسيق المنظم بين هذه المجاميع المختلفة وكان هناك بوادر خلافات بين الجبهة الإسلامية للإنقاذ التي كانت الطرف الرئيسي في نشوء الأزمة والفصائل الإسلامية التي انضمت إليها.
في لقاء لقناة العربية الفضائية مع "الأمير الوطني" للجيش الإسلامي للإنقاذ مدني مزراق في 18 أكتوبر 2004 قال مرزاق "الجماعة الإسلامية في الحقيقة جمعت شتاتاً غير متجانس, فهناك من كان في الهجرة والتكفير، وهناك من كان في الإخوان, وهناك من كان في التيار السلفي الذي لا يؤمن بالتكفير, وهناك من جاء من الخارج من أفغانستان, وطبعاً وجلب معه المتناقضات الموجودة في أفغانستان" و"لم تكن الجماعة الإسلامية تملك من النظام والتنظيم ما يسمح لها أن تضبط هؤلاء الأفراد" [13]. في ظل عدم وجود تنظيم وقيادة مركزية موحدة بدأت موجة من أعمال العنف التي استهدفت مدنيين كالمعلمين والمدرسين والموظفين والإعلاميين والمفكرين والأجانب بحجة إنهم متعاونون مع السلطة وكانت الجماعة الإسلامية المسلحة برئاسة عنتر الزوابري وراء الكثير من هذه العمليات[14][15][16].
المفاوضات[عدل]
استمرت أعمال العنف طيلة عام 1994 ولكن الاقتصاد الجزائري بدأ بالتحسن نوعا ما بعد قدرة الحكومة على تمديد فترة دفع بعض الديون وحصولها على مساعدات مالية عالمية بقيمة 40 ملياردولار [17], ولم تكن في الأفق بوادر توقف قريب لأعمال العنف وفي هذه الأثناء وفي 31 يناير 1994 تم اختيار اليمين زروال رئيسا للدولة لتسيير شؤون البلاد في المرحلة الانتقالية الذي كان يفضل مبدأ الحوار والتفاوض أكثر مقارنة بالرئيس الذي سبقه علي كافي فبدأ زروال محادثات مع قياديي الجبهة الإسلامية للإنقاذ المسجونيين وأطلق سراح العديد منهم وأدى أسلوب زروال إلى حدوث انقسام بين مواقف الجهات المحاربة لفكر الإسلام السياسي فكانت جبهة التحرير الوطني وجبهة القوى الاشتراكية تفضل التفاوض لحل الأزمة بينما كان الأتحاد العام للعمال الجزائريين والتجمع من اجل الثقافة والديمقراطية ومنظمة الشباب الأحرار الجزائرية كانت تفضل تصفية كاملة لظاهرة الإسلام السياسي المسلح وبدأت منظمة الشباب الأحرار بالفعل باستهداف من اعتبرتهم "متعاطفين مع الإسلاميين" [18].
في هذه الأثناء برزت الجماعة الإسلامية المسلحة كفصيل نشيط في حرب العصابات وفي 26 أغسطس 1994 اعلنت الجماعة تطبيقها لقوانين الخلافة الإسلامية واختارت لقب أمير المؤمنين لزعيمها واستمرت في استهداف المدنيين وكان الشاب حسني, المطرب الجزائري من بين من تم استهدافهم حيث أغتيل في 29 سبتمبر 1994 [19]. في هذه الفترة ومحاولة من الجبهة الإسلامية للإنقاذ لإعادة زمام السيطرة على مجريات الصراع مع الحكومة شكلت الجبهة حركة جديدة ضمت مجاميع كانوا مشتركين بقناعة إن الأساليب المتطرفة التي تنتهجها الجماعة الإسلامية المسلحة سوف يؤدي إلى زيادة الأوضاع سوءا وتدريجيا أحكمت الجبهة زمام سيطرتها على ما يقارب 50% من العمليات في شرق وغرب الجزائر ولكن منطقة وسط الجزائر بقيت مسرحا لعمليات الجماعة الإسلامية المسلحة.
في نهاية عام 1994 أعلن اليمين زروال فشل المفاوضات مع الجبهة الإسلامية للإنقاذ، وعبر عن نيته في إجراء انتخابات جديدة في مطلع عام 1995 وطرح فكرة إقامة ميليشيات للدفاع عن القرى والأماكن المستهدفة حيث أن تحركات الجيش لم تكن كافية لاحتواء الأزمة [20]. وفي هذه الأثناء تمكن بعض قياديي الجبهة الإسلامية للإنقاذ من مغادرة الجزائر إلى روما وبدؤا بمفاوضات مع أحزاب المعارضة الجزائرية الأخرى واستطاعت ان توحد أراء 5 أحزاب أخرى في 14 يناير 1995 ونتج عن هذا الاتفاق جدول أعمال طالبت باحترام حقوق الإنسان والتعددية والديمقراطية ورفض التحكم المطلق للجيش في إدارة شؤون الجزائر وإطلاق سراح قياديي الجبهة الإسلامية للإنقاذ والمطالبة بوقف أعمال العنف من قبل جميع الأطراف ولكن الحكومة لم توقع على هذا الاتفاق واعتبرتها تدخلا خارجيا في شؤون الجزائر [21].
المجازر[عدل]
مجازر الجزائر في 1997
مجازر قتل فيها أكثر من 50 مدني: راجع حرب العشرية السوداء في الجزائر
مجزرة ثاليت 3 - 4 أفريل
مجزرة حوش خميستي 21 أفريل
مجزرة ضاية لبقور 16 جوان
مجزرة سي زروق 27 جويلية
مجزرة أولاد الحد مزوارة 3 أوت
مجزرة صوحان 20 - 21 أوت
مجزرة بني علي 26 أوت
مجزرة رايس 29 أوت
مجزرة بني مسوس 5 - 6 سبتمبر
مجزرة قلب الكبير 19 سبتمبر
مجزرة بن طلحة 22 سبتمبر
مجزرة سيدي العنتري 23 - 24 ديسمبر
مجازر ولاية غيليزان 30 ديسمبر
1996 -[عدل مصدر ] - 1998
في 26 أغسطس 1992 أخذ الصراع منعطفا خطيرا وهو استهداف الرموز المدنية للحكومة حيت تم استهداف مطار الجزائر وراح ضحية الانفجار 9 قتلى واصيب 128 آخرين بجروح وقامت الجبهة الإسلامية للإنقاذ على الفور بشجب الحادث وإعلان عدم مسؤوليتها عن الانفجار [10], وأصبح واضحا وبصورة تدريجية إن الجبهة الإسلامية للإنقاذ ليست لها الكلمة العليا في توجيه أساليب الصراع المسلح مع الحكومة وبدأت أسماء مثل مجموعة التكفير والهجرة والحركة الإسلامية المسلحة والجبهة الإسلامية للجهاد المسلح تبرز إلى السطح وهذه المجاميع كانت تعتبر متطرفة في تطبيقها لمبدأ الإسلام السياسي مقارنة بإسلوب الجبهة الإسلامية للإنقاذ التي وصفت بأنها أكثر اعتدالا. فجماعة التكفير والهجرة على سبيل المثال كانت مصرية المنشأ حيث انبثقت في أواخر الستينيات وانتشرت في العديد من الدول وبرز اسم الجماعة بصورة ملفتة للنظر في عام 1977 حيث أصبح المهندس الزراعي المصري شكري مصطفى زعيما للجماعة وشكري مصطفى كان عضوا سابقا في حركة الإخوان المسلمين ولكنه انتهج أسلوبا أكثر تشددا بعد إعدام سيد قطب [11], وكان محمد بويري الذي قام باغتيال المخرج الهولندي ثيو فان كوخ في 2 نوفمبر 2004 عضوا في جماعة التكفير والهجرة [12]. كانت هناك بوادر واضحة على انعدام المركزية والتنسيق المنظم بين هذه المجاميع المختلفة وكان هناك بوادر خلافات بين الجبهة الإسلامية للإنقاذ التي كانت الطرف الرئيسي في نشوء الأزمة والفصائل الإسلامية التي انضمت إليها.
في لقاء لقناة العربية الفضائية مع "الأمير الوطني" للجيش الإسلامي للإنقاذ مدني مزراق في 18 أكتوبر 2004 قال مرزاق "الجماعة الإسلامية في الحقيقة جمعت شتاتاً غير متجانس, فهناك من كان في الهجرة والتكفير، وهناك من كان في الإخوان, وهناك من كان في التيار السلفي الذي لا يؤمن بالتكفير, وهناك من جاء من الخارج من أفغانستان, وطبعاً وجلب معه المتناقضات الموجودة في أفغانستان" و"لم تكن الجماعة الإسلامية تملك من النظام والتنظيم ما يسمح لها أن تضبط هؤلاء الأفراد" [13]. في ظل عدم وجود تنظيم وقيادة مركزية موحدة بدأت موجة من أعمال العنف التي استهدفت مدنيين كالمعلمين والمدرسين والموظفين والإعلاميين والمفكرين والأجانب بحجة إنهم متعاونون مع السلطة وكانت الجماعة الإسلامية المسلحة برئاسة عنتر الزوابري وراء الكثير من هذه العمليات[14][15][16].
المفاوضات[عدل]
استمرت أعمال العنف طيلة عام 1994 ولكن الاقتصاد الجزائري بدأ بالتحسن نوعا ما بعد قدرة الحكومة على تمديد فترة دفع بعض الديون وحصولها على مساعدات مالية عالمية بقيمة 40 ملياردولار [17], ولم تكن في الأفق بوادر توقف قريب لأعمال العنف وفي هذه الأثناء وفي 31 يناير 1994 تم اختيار اليمين زروال رئيسا للدولة لتسيير شؤون البلاد في المرحلة الانتقالية الذي كان يفضل مبدأ الحوار والتفاوض أكثر مقارنة بالرئيس الذي سبقه علي كافي فبدأ زروال محادثات مع قياديي الجبهة الإسلامية للإنقاذ المسجونيين وأطلق سراح العديد منهم وأدى أسلوب زروال إلى حدوث انقسام بين مواقف الجهات المحاربة لفكر الإسلام السياسي فكانت جبهة التحرير الوطني وجبهة القوى الاشتراكية تفضل التفاوض لحل الأزمة بينما كان الأتحاد العام للعمال الجزائريين والتجمع من اجل الثقافة والديمقراطية ومنظمة الشباب الأحرار الجزائرية كانت تفضل تصفية كاملة لظاهرة الإسلام السياسي المسلح وبدأت منظمة الشباب الأحرار بالفعل باستهداف من اعتبرتهم "متعاطفين مع الإسلاميين" [18].
في هذه الأثناء برزت الجماعة الإسلامية المسلحة كفصيل نشيط في حرب العصابات وفي 26 أغسطس 1994 اعلنت الجماعة تطبيقها لقوانين الخلافة الإسلامية واختارت لقب أمير المؤمنين لزعيمها واستمرت في استهداف المدنيين وكان الشاب حسني, المطرب الجزائري من بين من تم استهدافهم حيث أغتيل في 29 سبتمبر 1994 [19]. في هذه الفترة ومحاولة من الجبهة الإسلامية للإنقاذ لإعادة زمام السيطرة على مجريات الصراع مع الحكومة شكلت الجبهة حركة جديدة ضمت مجاميع كانوا مشتركين بقناعة إن الأساليب المتطرفة التي تنتهجها الجماعة الإسلامية المسلحة سوف يؤدي إلى زيادة الأوضاع سوءا وتدريجيا أحكمت الجبهة زمام سيطرتها على ما يقارب 50% من العمليات في شرق وغرب الجزائر ولكن منطقة وسط الجزائر بقيت مسرحا لعمليات الجماعة الإسلامية المسلحة.
في نهاية عام 1994 أعلن اليمين زروال فشل المفاوضات مع الجبهة الإسلامية للإنقاذ، وعبر عن نيته في إجراء انتخابات جديدة في مطلع عام 1995 وطرح فكرة إقامة ميليشيات للدفاع عن القرى والأماكن المستهدفة حيث أن تحركات الجيش لم تكن كافية لاحتواء الأزمة [20]. وفي هذه الأثناء تمكن بعض قياديي الجبهة الإسلامية للإنقاذ من مغادرة الجزائر إلى روما وبدؤا بمفاوضات مع أحزاب المعارضة الجزائرية الأخرى واستطاعت ان توحد أراء 5 أحزاب أخرى في 14 يناير 1995 ونتج عن هذا الاتفاق جدول أعمال طالبت باحترام حقوق الإنسان والتعددية والديمقراطية ورفض التحكم المطلق للجيش في إدارة شؤون الجزائر وإطلاق سراح قياديي الجبهة الإسلامية للإنقاذ والمطالبة بوقف أعمال العنف من قبل جميع الأطراف ولكن الحكومة لم توقع على هذا الاتفاق واعتبرتها تدخلا خارجيا في شؤون الجزائر [21].
المجازر[عدل]
مجازر الجزائر في 1997
مجازر قتل فيها أكثر من 50 مدني: راجع حرب العشرية السوداء في الجزائر
مجزرة ثاليت 3 - 4 أفريل
مجزرة حوش خميستي 21 أفريل
مجزرة ضاية لبقور 16 جوان
مجزرة سي زروق 27 جويلية
مجزرة أولاد الحد مزوارة 3 أوت
مجزرة صوحان 20 - 21 أوت
مجزرة بني علي 26 أوت
مجزرة رايس 29 أوت
مجزرة بني مسوس 5 - 6 سبتمبر
مجزرة قلب الكبير 19 سبتمبر
مجزرة بن طلحة 22 سبتمبر
مجزرة سيدي العنتري 23 - 24 ديسمبر
مجازر ولاية غيليزان 30 ديسمبر
1996 -[عدل مصدر ] - 1998
أشهر المذابح بين عامي 1997 و 1998ح
استمرت الجماعة الإسلامية المسلحة بفعالياتهم المثيرة للجدل وخاصة في جنوب العاصمة الجزائر[بحاجة لمصدر] وعرف منطقة نشاطهم باسم مثلث الموت وكانت أطراف هذا المثلث عبارة عن ولاية الجزائر والبليدة و الأربعاء (ولاية البليدة) ووقع في هذا المثلث مذابح عديدة وكانت من أبشع الحملات الدموية التي قامت بها الجماعة هي قتل 400 مدني جزائري في بلدة تبعد 150 ميلا جنوب غرب العاصمة الجزائر في 31 ديسمبر 1997 [16] ولم يكن استهداف الجماعة مقتصرا على أهداف مدنية حكومية أو شخصيات مدنية فقط بل إنها بدأت باستهداف الجبهة الإسلامية للإنقاذ أيضا وتم في 11 يوليو اغتيال عبد الباقي صحراوي في باريس وكان صحراوي أحد قياديي الجبهة الإسلامية للإنقاذ[22].
في 16 نوفمبر 1995 فاز اليمين زروال بالانتخابات بأغلبية 60% وأشار المراقبون العرب والدوليون إن الانتخابات كانت نزيهة [23]، وكان التوجه العام للمقترعين هو إيجاد مخرج من دائرة العنف بغض النظر عن الجهة السياسية الفائزة في الانتخابات وبدأ زروال يدفع إلى كتابة دستور جديد للبلاد يمنح الحكومة والرئيس بالتحديد صلاحيات واسعة وتم تمرير هذا الدستور بعد استفتاء شعبي عام. بدأت الميليشيات الموالية للحكومة بالازدياد والانتشار وكانت هذه الميليشيات عبارة عن مدنيين تم تدريبهم وتزويدهم بالأسلحة من قبل الجيش. في 5 يونيو 1997 فاز الحزب الجديد الذي شكله زروال بأغلبية 156 مقعدا من اصل 380 مقعد في البرلمان الجزائري وبدأت الحكومة بإبداء مرونة أكثر معالجبهة الإسلامية للإنقاذ فتم نقل مؤسس الجبهة عباس مدني من السجن إلى الإقامة الجبرية في منزله ولكن عام 1997 شهد منعطفا خطيرا في الصراع حيث بدأت سلسلة من العمليات التي استهدفت المدنيين وكان الذبح الطريقة الشائعة في هذه المذابح وفيما يلي قائمة بهذه المذابح [24][25]
مجزرةثاليت في 3 ابريل 1997 في المدية وقتل فيها 52 شخص من مجموع 53 شخص من ساكني القرية.
مجزرةحوش خميستي في 21 ابريل 1997 وقتل فيها 93 قروي في 3 ساعات.
مجزرةدائرة لابقوير في 16 يونيو 1997 وقتل فيها 50 مدنيا.
مجزرةسي زيروق في 27 يوليو 1997 وقتل فيها حوالي 50 مدنيا.
مجزرة قويد الحاد ومزوارة في 3 اغسطس 1997 وقتل فيها ما يقارب 76 مدنيا.
مجزرة صوحان بجبال الأربعاء (ولاية البليدة) في 20 اغسطس 1997 وقتل فيها 64 مدنيا.
مجزرة بني علي في 26 اغسطس 1997 وقتل فيها ما يقارب 100 مدنيا.
مجزرة الرايس يالعاصمة في 29 اغسطس 1997 وقتل فيها 400 شخص.
مجزرة بني مسوس بالعاصمة في 5 سبتمبر 1997 وقتل فيها 87 مدنيا.
مجزرة القلب الكبير بالمدية في 19 سبتمبر 1997 وقتل فيها 53 مدنيا.
مجزرة بن طلحة بالعاصمة في 22 سبتمبر 1997 وقتل فيها 200 مدنيا.
مجزرة سيد العنتري في 23 ديسمبر 1997 وقتل فيها 117 مدنيا.
مجزرة ولاية غليزان الرمكة وحد الشكالة وجدوية في 30 ديسمبر 1998 وقتل فيها 1280 مدنيا.
مجزرة سيدي حماد بمفتاح (ولاية البليدة) في 11 يناير 1998 وقتل فيها 103 مدنيا.
مجزرة قويد بواجة في 26 مارس 1998 وقتل فيها 52 مدنيا.
مجزرة تاجينا في 8 ديسمبر 1998 وقتل فيها 81 مدنيا.
مجزرةالكاليتوس في 12 ديسمبر وقتلت فيها عائلة من 14 مدنيا.
مجزرةالكاليتوس في 28 جوان وقتل فيها 22 مدنيا.
وكانت هذه المذابح التي استهدفت سكان هذه القرى لاتميز بين ذكر أو انثى أو بين طفل رضيع أو شيخ طاعن في السن وكانت طرق القتل في غاية الوحشية وكانت اصابع الاتهام موجهة إلى الجماعة الإسلامية المسلحة التي اعترفت بنفسها عن مسؤوليتها عن مذبحتي الرايس وبن طلحة [28], وكان التكفير هو المبرر الذي إستعمله الجماعة فكل جزائري لا يقاتل الحكومة كان في نظرهم كافرا [26]
وكان المبرر الآخر هو انضمام بعض ساكني تلك القرى إلى الميليشيات الموالية للحكومة. من جهة أخرى كانت هناك تقارير من منظمة العفو الدولية ومنظمة مراقبة حقوق الإنسان مفادها ان تلك المذابح وقعت على مبعدة مئات الأمتار من مقرات الجيش الجزائري والذي حسب التقارير لم يفعل شيئا لايقاف المذابح وكانت هناك إشاعات أن الجيش نفسه قام بعدد من هذه المذابح وانتشرت هذه الدعايات بعد هروب أفراد من الجيش ولجوئهم إلى دول أوروبية حيث صرح هؤلاء ان الجيش كان له يد في بعض المذابح[26][27]. وبدأت موجة من تبادل الاتهامات عن المسؤول عن هذه المذابح حيث بدأت الكثير من نظريات المؤامرة بالانتشار وكانت من أبرزها ان الحكومة استطاعت التغلغل في صفوف الجماعة الإسلامية المسلحة وان لها دورا في هذه المذابح وإلقاء مسؤوليتها على الجماعة [28].
ميثاق السلم والمصالحة الوطنية[عدل]
استمرت الجماعة الإسلامية المسلحة بفعالياتهم المثيرة للجدل وخاصة في جنوب العاصمة الجزائر[بحاجة لمصدر] وعرف منطقة نشاطهم باسم مثلث الموت وكانت أطراف هذا المثلث عبارة عن ولاية الجزائر والبليدة و الأربعاء (ولاية البليدة) ووقع في هذا المثلث مذابح عديدة وكانت من أبشع الحملات الدموية التي قامت بها الجماعة هي قتل 400 مدني جزائري في بلدة تبعد 150 ميلا جنوب غرب العاصمة الجزائر في 31 ديسمبر 1997 [16] ولم يكن استهداف الجماعة مقتصرا على أهداف مدنية حكومية أو شخصيات مدنية فقط بل إنها بدأت باستهداف الجبهة الإسلامية للإنقاذ أيضا وتم في 11 يوليو اغتيال عبد الباقي صحراوي في باريس وكان صحراوي أحد قياديي الجبهة الإسلامية للإنقاذ[22].
في 16 نوفمبر 1995 فاز اليمين زروال بالانتخابات بأغلبية 60% وأشار المراقبون العرب والدوليون إن الانتخابات كانت نزيهة [23]، وكان التوجه العام للمقترعين هو إيجاد مخرج من دائرة العنف بغض النظر عن الجهة السياسية الفائزة في الانتخابات وبدأ زروال يدفع إلى كتابة دستور جديد للبلاد يمنح الحكومة والرئيس بالتحديد صلاحيات واسعة وتم تمرير هذا الدستور بعد استفتاء شعبي عام. بدأت الميليشيات الموالية للحكومة بالازدياد والانتشار وكانت هذه الميليشيات عبارة عن مدنيين تم تدريبهم وتزويدهم بالأسلحة من قبل الجيش. في 5 يونيو 1997 فاز الحزب الجديد الذي شكله زروال بأغلبية 156 مقعدا من اصل 380 مقعد في البرلمان الجزائري وبدأت الحكومة بإبداء مرونة أكثر معالجبهة الإسلامية للإنقاذ فتم نقل مؤسس الجبهة عباس مدني من السجن إلى الإقامة الجبرية في منزله ولكن عام 1997 شهد منعطفا خطيرا في الصراع حيث بدأت سلسلة من العمليات التي استهدفت المدنيين وكان الذبح الطريقة الشائعة في هذه المذابح وفيما يلي قائمة بهذه المذابح [24][25]
مجزرةثاليت في 3 ابريل 1997 في المدية وقتل فيها 52 شخص من مجموع 53 شخص من ساكني القرية.
مجزرةحوش خميستي في 21 ابريل 1997 وقتل فيها 93 قروي في 3 ساعات.
مجزرةدائرة لابقوير في 16 يونيو 1997 وقتل فيها 50 مدنيا.
مجزرةسي زيروق في 27 يوليو 1997 وقتل فيها حوالي 50 مدنيا.
مجزرة قويد الحاد ومزوارة في 3 اغسطس 1997 وقتل فيها ما يقارب 76 مدنيا.
مجزرة صوحان بجبال الأربعاء (ولاية البليدة) في 20 اغسطس 1997 وقتل فيها 64 مدنيا.
مجزرة بني علي في 26 اغسطس 1997 وقتل فيها ما يقارب 100 مدنيا.
مجزرة الرايس يالعاصمة في 29 اغسطس 1997 وقتل فيها 400 شخص.
مجزرة بني مسوس بالعاصمة في 5 سبتمبر 1997 وقتل فيها 87 مدنيا.
مجزرة القلب الكبير بالمدية في 19 سبتمبر 1997 وقتل فيها 53 مدنيا.
مجزرة بن طلحة بالعاصمة في 22 سبتمبر 1997 وقتل فيها 200 مدنيا.
مجزرة سيد العنتري في 23 ديسمبر 1997 وقتل فيها 117 مدنيا.
مجزرة ولاية غليزان الرمكة وحد الشكالة وجدوية في 30 ديسمبر 1998 وقتل فيها 1280 مدنيا.
مجزرة سيدي حماد بمفتاح (ولاية البليدة) في 11 يناير 1998 وقتل فيها 103 مدنيا.
مجزرة قويد بواجة في 26 مارس 1998 وقتل فيها 52 مدنيا.
مجزرة تاجينا في 8 ديسمبر 1998 وقتل فيها 81 مدنيا.
مجزرةالكاليتوس في 12 ديسمبر وقتلت فيها عائلة من 14 مدنيا.
مجزرةالكاليتوس في 28 جوان وقتل فيها 22 مدنيا.
وكانت هذه المذابح التي استهدفت سكان هذه القرى لاتميز بين ذكر أو انثى أو بين طفل رضيع أو شيخ طاعن في السن وكانت طرق القتل في غاية الوحشية وكانت اصابع الاتهام موجهة إلى الجماعة الإسلامية المسلحة التي اعترفت بنفسها عن مسؤوليتها عن مذبحتي الرايس وبن طلحة [28], وكان التكفير هو المبرر الذي إستعمله الجماعة فكل جزائري لا يقاتل الحكومة كان في نظرهم كافرا [26]
وكان المبرر الآخر هو انضمام بعض ساكني تلك القرى إلى الميليشيات الموالية للحكومة. من جهة أخرى كانت هناك تقارير من منظمة العفو الدولية ومنظمة مراقبة حقوق الإنسان مفادها ان تلك المذابح وقعت على مبعدة مئات الأمتار من مقرات الجيش الجزائري والذي حسب التقارير لم يفعل شيئا لايقاف المذابح وكانت هناك إشاعات أن الجيش نفسه قام بعدد من هذه المذابح وانتشرت هذه الدعايات بعد هروب أفراد من الجيش ولجوئهم إلى دول أوروبية حيث صرح هؤلاء ان الجيش كان له يد في بعض المذابح[26][27]. وبدأت موجة من تبادل الاتهامات عن المسؤول عن هذه المذابح حيث بدأت الكثير من نظريات المؤامرة بالانتشار وكانت من أبرزها ان الحكومة استطاعت التغلغل في صفوف الجماعة الإسلامية المسلحة وان لها دورا في هذه المذابح وإلقاء مسؤوليتها على الجماعة [28].
ميثاق السلم والمصالحة الوطنية[عدل]
أدت هذه المذابح إلى حدوث انشقاق في صفوف الجماعة الإسلامية المسلحة وانفصل البعض منها بسبب عدم قناعتهم بجدوى تلك الأساليب وفي 14 سبتمبر 1998 تشكلت المجموعة السلفية للتبشير والجهاد بزعامة حسن حطاب [29]، وفي 11 سبتمبر 1999 فاجأ اليمين زروال العالم بتقديم استقالته ونظمت انتخابات جديدة في الجزائر وتم اختيار عبد العزيز بوتفليقةرئيسا في 15 ابريل 1999 وحصل استنادا إلى السلطات الجزائرية على 74% من الأصوات إلى أن بعض المنافسين انسحبوا من الانتخابات بدعوى عدم نزاهة الانتخابات. استمر بوتفليقة في الحوار مع الجبهة الإسلامية للإنقاذ وفي 5 يونيو 1999 حصل على موافقة مبدأية من الجبهة بنزع أسلحتها وأصدر بوتفليقة العفو عن العديد من المعتقليين وعرض ميثاق السلم والمصالحة الوطنية لاستفتاء عام وفيه عفو عن المسلحين الذين لم يقترفوا أعمال قتل أو اغتصاب إذا ماقرروا العودة ونزع سلاحهم وتمت الموافقة الشعبية على الميثاق في 16سبتمبر 1999 وقامت الجبهة الإسلامية للإنقاذ بنزع سلاحها بالكامل في 11 يناير 2000 وفي فبراير 2002 قتل عنتر زوابري زعيم الجماعة الإسلامية المسلحة في إحدى المعارك مما أدى إلى تقليل ملحوظ في نشاط الجماعة [14]. وتم إطلاق سراح مؤسسي الجبهة الإسلامية للإنقاذ عباسي مدني وعلي بلحاج وكان هذا مؤشرا على ثقة الحكومة بنفسها وبالفعل كان حدس الحكومة صائبا ففي انتخابات عام 2004 حصل بوتفليقة على 85% من الأصوات.=تمرد الإسلاميين في الجزائر أو ما يطلق عليه البعض اسم حرب أهلية جزائرية، صراع مسلح خلال العشرية السوداء بين الحكومة الجزائرية و فصائل متعددة وصفت بأنها تتبنى أفكار موالية لالجبهة الإسلامية للإنقاذ و الإسلام السياسي. منها الجماعة الإسلامية المسلحة و الحركة الإسلامية المسلحة و الجبهة الإسلامية للجهاد المسلح.
بدأ الصراع في ديسمبر عام 1991 عقب إلغاء نتائج الانتخابات التشريعية لعام 1992 في الجزائر والتي حققت فيها الجبهة الإسلامية للإنقاذ فوزا مؤكدا مما حدا بالجيش الجزائري التدخل لالغاء الانتخابات العامة في البلاد مخافة فوز الاسلاميين فيها.
بالرغم من ان حدة العنف قد خفت منذ عام 2002 ولكن وإستنادا إلى وزارة الداخلية الجزائرية لايزال هناك قرابة 1000 من ما يصفهم الحكومة "المتمردين المسلحين" نشطين في الجزائر
في سبتمبر 2005 أيدت أغلبية كبيرة من الجزائريين العفو الجزئي الذي أصدره الحكومة الجزائرية عن مئات من المسلحين الاسلاميين ضمن ما عرف "بميثاق السلم والمصالحة الوطنية" بهدف إنهاء أكثر من عقد من النزاع.
بموجب الميثاق، الذي اقترحه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، سيتم العفو عن عدد كبير من الأشخاص من الجانبين اللذين تورطا في أعمال قتل لأكثر من 100,000 شخص على الأقل لكن المعارضين للميثاق، يعتبرون أن المصالحة غير ممكنة دون تحقيق العدالة ويطالبون بأن تفتح الدولة تحقيقا بشأن آلاف الأشخاص الذين اختفوا طيلة الأعوام الماضية ولم يعرف مصيرهم حتى الآن.
فهرس
[إخفاء]
1 البدايات
2 أطراف الصراع
3 المفاوضات
4 المذابح
5 ميثاق السلم و المصالحة الوطنية
6 المصادر
البدايات
بدأ الصراع في ديسمبر عام 1991 عقب إلغاء نتائج الانتخابات التشريعية لعام 1992 في الجزائر والتي حققت فيها الجبهة الإسلامية للإنقاذ فوزا مؤكدا مما حدا بالجيش الجزائري التدخل لالغاء الانتخابات العامة في البلاد مخافة فوز الاسلاميين فيها.
بالرغم من ان حدة العنف قد خفت منذ عام 2002 ولكن وإستنادا إلى وزارة الداخلية الجزائرية لايزال هناك قرابة 1000 من ما يصفهم الحكومة "المتمردين المسلحين" نشطين في الجزائر
في سبتمبر 2005 أيدت أغلبية كبيرة من الجزائريين العفو الجزئي الذي أصدره الحكومة الجزائرية عن مئات من المسلحين الاسلاميين ضمن ما عرف "بميثاق السلم والمصالحة الوطنية" بهدف إنهاء أكثر من عقد من النزاع.
بموجب الميثاق، الذي اقترحه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، سيتم العفو عن عدد كبير من الأشخاص من الجانبين اللذين تورطا في أعمال قتل لأكثر من 100,000 شخص على الأقل لكن المعارضين للميثاق، يعتبرون أن المصالحة غير ممكنة دون تحقيق العدالة ويطالبون بأن تفتح الدولة تحقيقا بشأن آلاف الأشخاص الذين اختفوا طيلة الأعوام الماضية ولم يعرف مصيرهم حتى الآن.
فهرس
[إخفاء]
1 البدايات
2 أطراف الصراع
3 المفاوضات
4 المذابح
5 ميثاق السلم و المصالحة الوطنية
6 المصادر
البدايات
بعد تسلم شاذلي بن جديد السلطة في الجزائر عام 1979 بدأت محاولاته لتطبيق خطته الخمسية االتي كانت تهدف إلى إنشاء قواعد للإقتصاد الحر في الجزائر والنهوض بالمستوى الإقتصادي المتعثر للجزائر ولكن سنوات حكمه شهدت نشاطا من البربر في مجال معارضتهم لما أسموه سياسة التعريب التي تنتهجها الحكومة و خاصة في مجال التعليم فبعد منع خطبة حماسية للناشط البربري مولود ماميري في جامعة حسناوة في تيزي وزو في 10 مارس 1980 بدأت حملة منظمة من الطلاب و الأطباء و الناشطون البربر للبدأ بإضراب عام مما حدى بالرئيس الجزائري آنذاك بن جديد بان يجري تعديلات على سياسة الحكومة ومنها على سبيل المثال منح حقوق ثقافية و إعلامية و جامعية للبربر هذه التعديلات أعتبرت من قبل مما يوصفون اليوم باتباع منهج الإسلام السياسي بأنها تنازلات تهدد الهوية القومية للجزائر. ومن جهة أخرى كان لعدم قدرة الرؤساء السابقين للجزائر النهوض بالأقتصاد الجزائري وفشل الأفكار الشيوعية و القومية العربيةفي إيجاد حل جذري لمشاكل البلاد الداخلية ، كل هذه العوامل أدت إلى بروز تيار قامت بتفسير التخلف و التردي في المستوى الأقتصادي و الأجتماعي إلى أبتعاد المسلمين عن التطبيق الصحيح لنصوص الشريعة الأسلامية وتؤثر حكوماتهم بالسياسة الغربية [1].
بدأ نشاط التيار الإسلامي السياسي بالإزدياد تدريجيا من خلال بعض العمليات التي كانت تستهدف محلات بيع المشروبات الروحية وممارسة الضغط على السيدات بإرتداء ملابس يتفق مع رؤية التيار في مفهومها للهندام المقبول وفي عام 1982 طالب ذلك التيار علنا بتشكيل حكومة إسلامية ومع إزدياد أعمال العنف و خاصة في الجامعات الدراسية تدخلت الحكومة و قامت بحملة إعتقالات واسعة حيث تم إعتقال أكثر من 400 ناشط من التيار المتبني لفكرة الإسلام السياسي و كان من بينهم أسماء كبيرة مثل عبد اللطيف سلطاني ولكن الحكومة بدأت تدرك ضخامة و خطورة حجم هذا التيار فقامت وكمحاولة منها لتهدئة الجو المشحون بإفتتاح واحدة من أكبر الجامعات الإسلامية في العالم في ولاية قسنطينة في عام 1984 وفي نفس السنة تم إجراء تعديلات على القوانين المدنية الجزائرية وخاصة في ما يخص قانون الأسرة حيث اصبحت تتماشى مع الشريعة الاسلامية [2] [[3].
لكن الإقتصاد الجزائري إستمر بالتدهور في منتصف الثمانينيات و إزدادت نسبة البطالة وضهرت بوادر شحة لبعض المواد الغذائية الرئيسية ومما ضاعف من حجم الأزمة كان إنخفاض أسعار النفط في عام 1986 من 30 دولارا للبرميلإلى 10 دولارات وكان الخيار الوحيد أمام شاذلي بن جديد للخروج من الأزمة هو تشجيع القطاع الخاص بعد فشل الإسلوب الإشتراكي في حل الأزمة وقوبلت هذه التغييرات بموجة من عدم الرضا وأخذ البعض في الشارع الجزائري يحس بان الحكومة تظهر لامبالاة بمشاكل المواطن البسيط [4]
عباسي مدني
بدأ نشاط التيار الإسلامي السياسي بالإزدياد تدريجيا من خلال بعض العمليات التي كانت تستهدف محلات بيع المشروبات الروحية وممارسة الضغط على السيدات بإرتداء ملابس يتفق مع رؤية التيار في مفهومها للهندام المقبول وفي عام 1982 طالب ذلك التيار علنا بتشكيل حكومة إسلامية ومع إزدياد أعمال العنف و خاصة في الجامعات الدراسية تدخلت الحكومة و قامت بحملة إعتقالات واسعة حيث تم إعتقال أكثر من 400 ناشط من التيار المتبني لفكرة الإسلام السياسي و كان من بينهم أسماء كبيرة مثل عبد اللطيف سلطاني ولكن الحكومة بدأت تدرك ضخامة و خطورة حجم هذا التيار فقامت وكمحاولة منها لتهدئة الجو المشحون بإفتتاح واحدة من أكبر الجامعات الإسلامية في العالم في ولاية قسنطينة في عام 1984 وفي نفس السنة تم إجراء تعديلات على القوانين المدنية الجزائرية وخاصة في ما يخص قانون الأسرة حيث اصبحت تتماشى مع الشريعة الاسلامية [2] [[3].
لكن الإقتصاد الجزائري إستمر بالتدهور في منتصف الثمانينيات و إزدادت نسبة البطالة وضهرت بوادر شحة لبعض المواد الغذائية الرئيسية ومما ضاعف من حجم الأزمة كان إنخفاض أسعار النفط في عام 1986 من 30 دولارا للبرميلإلى 10 دولارات وكان الخيار الوحيد أمام شاذلي بن جديد للخروج من الأزمة هو تشجيع القطاع الخاص بعد فشل الإسلوب الإشتراكي في حل الأزمة وقوبلت هذه التغييرات بموجة من عدم الرضا وأخذ البعض في الشارع الجزائري يحس بان الحكومة تظهر لامبالاة بمشاكل المواطن البسيط [4]
عباسي مدني
عباسي مدني
تصاعد الغضب في قطاعات واسعة من الشارع الجزائري وفي أكتوبر 1988 بدأت سلسلة من إضرابات طلابية و عمالية والتي أخذت طابعا عنيفا بصورة تدريجية وإنتشرت أعمال تخريب الممتلكات الحكومية إلى مدينة عنّابة و بليدة ومدن أخرى فقامت الحكومة بإعلان حالة الطوارئ وقامت بإستعمال القوة وتمكنت من إعادة الهدوء في 10 أكتوبر بعد احداث عنيفة أدت إلى قتل حوالي 500 شخص و إعتقال حوالي 3500 شخص وسميت هذه الأحداث من قبل البعض "بأكتوبر الأسود" [5]. كانت للطريقة العنيفة التي إستعملتها الحكومة في أحداث "أكتوبر الأسود" نتائج غير متوقعة حيث قامت مجاميع تنتهج الإسلام السياسي بإحكام سيطرتها على بعض المناطق وطالبت منظمات عديدة في الجزائر بإجراء تعديلات وإصلاحات فقام شاذلي بن جديد بإجراءات شجعت على حرية الصحافة و حرية الرأي و التعبير فقام عباسي مدني و علي بلحاج بتأسيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ في مارس 1989 بعد التعديل الدستوري وإدخال التعددية الحزبية [6]. وكان عباس مدني الأستاذ الجامعي و المحارب السابق في حرب التحرير الجزائرية يمثل تيارا دينيا معتدلا وكان لدوره السابق في حرب التحرير أثرا رمزيا في ربط الحركة الجديدة بتاريخ النضال القديم للجزائر وفي الجهة الأخرى وصف العديدون علي بلحاج الذي كان أصغر عمرا بإن افكاره متطرفة حيث قال في أحد خطبه "إن المصدر الوحيد للحكم هو القرآن وإذا كان إختيار الشعب منافيا للشريعة الإسلامية, فهذا كفر و إلحاد حتى إذا كان هذا الإختيار قد تم ضمن إنتخابات شعبية [7].
بدأت الجبهة تلعب دورا بارزا في السياسة الجزائرية وتغلبت بسهولة على الحزب الحاكم, جبهة التحرير الوطني الذي كان الحزب المنافس الرئيسي في إنتخابات عام 1990 مما حدى بجبهة التحرير الوطني إلى إجراء تعديلات في قوانين الإنتخابات وكانت هذه التعديلات في صالح الحزب الحاكم فأدى هذا بالتالي إلى دعوة الجبهة الإسلامية للإنقاذ إلى إضراب عام وقام شاذلي بن جديد بإعلان الأحكام العرفية في 5 يونيو 1991 وتم إعتقال عباسي مدني و علي بلحاج .
في ديسمبر 1991 أصيب الحزب الحاكم بالذهول حيث انه برغم التعديلات الإنتخابية وإعتقال قيادات الجبهة الإسلامية للإنقاذ الا ان الجبهة حصدت على اغلبية 188 مقعد من أصل 430 مقعدا ومحاولة من الحزب الحاكم في الحيلولة دون تطبيق نتائج الإنتخابات قام اعضاء في الحكومة الجزائرية وهم الجنرال خالد نزار (وزير الدفاع) و علي كافي و محمد بوضياف و علي هارون و التيجاني هدام بتشكيل المجلس الأعلى للبلاد والتي كانت عبارة عن مجلس رئاسي لحكم الجزائر وتم إجبار شاذلي بن جديد على الإستقالة وإلغاء نتائج الإنتخابات وكان رئيس المجلس هو محمد بوضياف إلى ان توفى في 29 يونيو 1992 ليحل محله علي كافي إلى ان تم استبدال كافي باليمين زروال في 31 يناير 1994 وإستمر حتى 27 ابريل 1999 [8].
أطراف الصراع
تصاعد الغضب في قطاعات واسعة من الشارع الجزائري وفي أكتوبر 1988 بدأت سلسلة من إضرابات طلابية و عمالية والتي أخذت طابعا عنيفا بصورة تدريجية وإنتشرت أعمال تخريب الممتلكات الحكومية إلى مدينة عنّابة و بليدة ومدن أخرى فقامت الحكومة بإعلان حالة الطوارئ وقامت بإستعمال القوة وتمكنت من إعادة الهدوء في 10 أكتوبر بعد احداث عنيفة أدت إلى قتل حوالي 500 شخص و إعتقال حوالي 3500 شخص وسميت هذه الأحداث من قبل البعض "بأكتوبر الأسود" [5]. كانت للطريقة العنيفة التي إستعملتها الحكومة في أحداث "أكتوبر الأسود" نتائج غير متوقعة حيث قامت مجاميع تنتهج الإسلام السياسي بإحكام سيطرتها على بعض المناطق وطالبت منظمات عديدة في الجزائر بإجراء تعديلات وإصلاحات فقام شاذلي بن جديد بإجراءات شجعت على حرية الصحافة و حرية الرأي و التعبير فقام عباسي مدني و علي بلحاج بتأسيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ في مارس 1989 بعد التعديل الدستوري وإدخال التعددية الحزبية [6]. وكان عباس مدني الأستاذ الجامعي و المحارب السابق في حرب التحرير الجزائرية يمثل تيارا دينيا معتدلا وكان لدوره السابق في حرب التحرير أثرا رمزيا في ربط الحركة الجديدة بتاريخ النضال القديم للجزائر وفي الجهة الأخرى وصف العديدون علي بلحاج الذي كان أصغر عمرا بإن افكاره متطرفة حيث قال في أحد خطبه "إن المصدر الوحيد للحكم هو القرآن وإذا كان إختيار الشعب منافيا للشريعة الإسلامية, فهذا كفر و إلحاد حتى إذا كان هذا الإختيار قد تم ضمن إنتخابات شعبية [7].
بدأت الجبهة تلعب دورا بارزا في السياسة الجزائرية وتغلبت بسهولة على الحزب الحاكم, جبهة التحرير الوطني الذي كان الحزب المنافس الرئيسي في إنتخابات عام 1990 مما حدى بجبهة التحرير الوطني إلى إجراء تعديلات في قوانين الإنتخابات وكانت هذه التعديلات في صالح الحزب الحاكم فأدى هذا بالتالي إلى دعوة الجبهة الإسلامية للإنقاذ إلى إضراب عام وقام شاذلي بن جديد بإعلان الأحكام العرفية في 5 يونيو 1991 وتم إعتقال عباسي مدني و علي بلحاج .
في ديسمبر 1991 أصيب الحزب الحاكم بالذهول حيث انه برغم التعديلات الإنتخابية وإعتقال قيادات الجبهة الإسلامية للإنقاذ الا ان الجبهة حصدت على اغلبية 188 مقعد من أصل 430 مقعدا ومحاولة من الحزب الحاكم في الحيلولة دون تطبيق نتائج الإنتخابات قام اعضاء في الحكومة الجزائرية وهم الجنرال خالد نزار (وزير الدفاع) و علي كافي و محمد بوضياف و علي هارون و التيجاني هدام بتشكيل المجلس الأعلى للبلاد والتي كانت عبارة عن مجلس رئاسي لحكم الجزائر وتم إجبار شاذلي بن جديد على الإستقالة وإلغاء نتائج الإنتخابات وكان رئيس المجلس هو محمد بوضياف إلى ان توفى في 29 يونيو 1992 ليحل محله علي كافي إلى ان تم استبدال كافي باليمين زروال في 31 يناير 1994 وإستمر حتى 27 ابريل 1999 [8].
أطراف الصراع
كان الفوز الساحق للجبهة الإسلامية للإنقاذ في الأنتخابات أمرا غير مقبول لدى كبار رجال قيادات الجيش في الجزائر حيث قام الجيش في 11 يناير 1992 بإلغاء نتائج الإنتخابات و أجبر شاذلي بن جديد على الإستقالة وجلبوا المحارب القديم في حرب تحرير الجزائر ، محمد بوضياف والذي كان منفيا في المغرب ليكون رئيس المجلس الأعلى للبلاد وتم إعتقال 5000 من أتباع الجبهة الإسلامية للإنقاذ حسب المصادر الحكومية بينما يؤكد الجبهة إنه تم إعتقال 30,000 من جماعتهم ونقلوا إلى سجون في الصحراء الكبرى وقامت منظمة العفو الدولية بالإشارة إلى الكثير من الإنتهاكات في حقوق الإنسان خلال تلك الفترة و في 4 مارس 1992 قامت الحكومة بإلغاء الجبهة الإسلامية للإنقاذ كحزب سياسي مرخص [9]. إعتبر أعضاء الجبهة الإسلامية للإنقاذ اللذين لم تطلهم يد الأعتقال تصرفات الجيش بمثابة إعلان حرب على الجبهة وقرروا البدأ بحرب عصابات بكل وسيلة متوفرة لهم وإنظم إلى الجبهة فصائل أخرى كانت تنتهج مبدأالإسلام السياسي وكان أفراد الجيش و قوات الشرطة الهدف الرئيسي للمسلحين الذين إتخذوا من المناطق الجبلية في شمال الجزائر معاقل رئيسية لهم ولكن المناطق الغنية بالنفط بقيت تحت السيطرة الكاملة للحكومة و كانت بعيدة عن مناطق الصراع الرئيسية.
أدت هذه الأوضاع المتأزمة إلى تدهور أكثر في الإقتصاد الجزائري وزاد الوضع تأزما بعد إغتيال محمد بوضياف الذي كان أمل الجيش في إعادة الهدوء للبلاد لكونه رمزا من رموز تحرير الجزائر والذي تم إغتياله في 29 يونيو 1992 أثناء إلقاء خطاب في مراسيم إفتتاح مركز ثقافي في عنّابة على يد أحد اعضاء فريق حمايته و الذي وصف بكونه "متعاطفا مع الإسلاميين" [10] وبعد عملية الإغتيال تلك حكم على عباسي مدني و علي بلحاج بالسجن لمدة 12 عاما .
لف الغموض عنتر الزوابري وجماعته الجماعة الإسلامية المسلحة ولم يعرف الكثير عن دوافعهم
أدت هذه الأوضاع المتأزمة إلى تدهور أكثر في الإقتصاد الجزائري وزاد الوضع تأزما بعد إغتيال محمد بوضياف الذي كان أمل الجيش في إعادة الهدوء للبلاد لكونه رمزا من رموز تحرير الجزائر والذي تم إغتياله في 29 يونيو 1992 أثناء إلقاء خطاب في مراسيم إفتتاح مركز ثقافي في عنّابة على يد أحد اعضاء فريق حمايته و الذي وصف بكونه "متعاطفا مع الإسلاميين" [10] وبعد عملية الإغتيال تلك حكم على عباسي مدني و علي بلحاج بالسجن لمدة 12 عاما .
لف الغموض عنتر الزوابري وجماعته الجماعة الإسلامية المسلحة ولم يعرف الكثير عن دوافعهم
لف الغموض عنتر الزوابري وجماعته الجماعة الإسلامية المسلحة ولم يعرف الكثير عن دوافعهم
في 26 أغسطس 1992 أخذ الصراع منعطفا خطيرا وهو إستهداف الرموز المدنية للحكومة حيت تم إستهداف مطار الجزائر وراح ضحية الإنفجار 9 قتلى و اصيب 128 آخرين بجروح وقامتالجبهة الإسلامية للإنقاذ على الفور بشجب الحادث وإعلان عدم مسؤوليتها عن الإنفجار [11], وأصبح واضحا وبصورة تدريجية إن الجبهة الإسلامية للإنقاذ ليست لها الكلمة العليا في توجيه أساليب الصراع المسلح مع الحكومة وبدأت أسماء مثل مجموعة التكفير و الهجرة و الحركة الإسلامية المسلحة و الجبهة الإسلامية للجهاد المسلح تبرز إلى السطح وهذه المجاميع كانت تعتبر متطرفة في تطبيقها لمبدأ الإسلام السياسي مقارنة بإسلوب الجبهة الإسلامية للإنقاذ التي وصفت بأنها أكثر إعتدالا. فجماعة التكفير و الهجرة على سبيل المثال كانت مصرية المنشأ حيث إنبثقت في أواخر الستينيات وإنتشرت في العديد من الدول وبرز اسم الجماعة بصورة ملفتة للنظر في عام 1977 حيث أصبح المهندس الزراعي المصري شكري مصطفى زعيما للجماعة وشكري مصطفى كان عضوا سابقا في حركة الإخوان المسلمين ولكنه إنتهج إسلوبا أكثر تشددا بعد إعدام سيد قطب [12], وكان محمد بويري الذي قام بإغتيال المخرج الهولندي ثيو فان كوخ في 2 نوفمبر 2004 عضوا في جماعة التكفير و الهجرة [13]. كانت هناك بوادر واضحة على إنعدام المركزية والتنسيق المنظم بين هذه المجاميع المختلفة وكان هناك بوادر خلافات بين الجبهة الإسلامية للإنقاذ التي كانت الطرف الرئيسي في نشوء الأزمة و الفصائل الإسلامية التي إنظمت اليها. في لقاء لقناة العربية الفضائية مع "الأمير الوطني" للجيش الإسلامي للإنقاذ مدني مزراق في 18 أكتوبر 2004 قال مرزاق "الجماعة الإسلامية في الحقيقة جمعت شتاتاً غير متجانس, فهناك من كان في الهجرة والتكفير، وهناك من كان في الإخوان, وهناك من كان في التيار السلفي الذي لا يؤمن بالتكفير, وهناك من جاء من الخارج من أفغانستان, وطبعاً وجلب معه المتناقضات الموجودة في أفغانستان" و "لم تكن الجماعة الإسلامية تملك من النظام والتنظيم ما يسمح لها أن تضبط هؤلاء الأفراد" [14]. في ضل عدم وجود تنظيم و قيادة مركزية موحدة بدأت موجة من أعمال العنف التي إستهدفت مدنيين كالمعلمين و المدرسين و الموظفين والإعلاميين و المفكرين والأجانب بحجة إنهم متعاونون مع السلطة وكانت الجماعة الإسلامية المسلحة برئاسة عنتر الزوابري وراء الكثير من هذه العمليات [15] ، [16] [17].
المفاوضات
في 26 أغسطس 1992 أخذ الصراع منعطفا خطيرا وهو إستهداف الرموز المدنية للحكومة حيت تم إستهداف مطار الجزائر وراح ضحية الإنفجار 9 قتلى و اصيب 128 آخرين بجروح وقامتالجبهة الإسلامية للإنقاذ على الفور بشجب الحادث وإعلان عدم مسؤوليتها عن الإنفجار [11], وأصبح واضحا وبصورة تدريجية إن الجبهة الإسلامية للإنقاذ ليست لها الكلمة العليا في توجيه أساليب الصراع المسلح مع الحكومة وبدأت أسماء مثل مجموعة التكفير و الهجرة و الحركة الإسلامية المسلحة و الجبهة الإسلامية للجهاد المسلح تبرز إلى السطح وهذه المجاميع كانت تعتبر متطرفة في تطبيقها لمبدأ الإسلام السياسي مقارنة بإسلوب الجبهة الإسلامية للإنقاذ التي وصفت بأنها أكثر إعتدالا. فجماعة التكفير و الهجرة على سبيل المثال كانت مصرية المنشأ حيث إنبثقت في أواخر الستينيات وإنتشرت في العديد من الدول وبرز اسم الجماعة بصورة ملفتة للنظر في عام 1977 حيث أصبح المهندس الزراعي المصري شكري مصطفى زعيما للجماعة وشكري مصطفى كان عضوا سابقا في حركة الإخوان المسلمين ولكنه إنتهج إسلوبا أكثر تشددا بعد إعدام سيد قطب [12], وكان محمد بويري الذي قام بإغتيال المخرج الهولندي ثيو فان كوخ في 2 نوفمبر 2004 عضوا في جماعة التكفير و الهجرة [13]. كانت هناك بوادر واضحة على إنعدام المركزية والتنسيق المنظم بين هذه المجاميع المختلفة وكان هناك بوادر خلافات بين الجبهة الإسلامية للإنقاذ التي كانت الطرف الرئيسي في نشوء الأزمة و الفصائل الإسلامية التي إنظمت اليها. في لقاء لقناة العربية الفضائية مع "الأمير الوطني" للجيش الإسلامي للإنقاذ مدني مزراق في 18 أكتوبر 2004 قال مرزاق "الجماعة الإسلامية في الحقيقة جمعت شتاتاً غير متجانس, فهناك من كان في الهجرة والتكفير، وهناك من كان في الإخوان, وهناك من كان في التيار السلفي الذي لا يؤمن بالتكفير, وهناك من جاء من الخارج من أفغانستان, وطبعاً وجلب معه المتناقضات الموجودة في أفغانستان" و "لم تكن الجماعة الإسلامية تملك من النظام والتنظيم ما يسمح لها أن تضبط هؤلاء الأفراد" [14]. في ضل عدم وجود تنظيم و قيادة مركزية موحدة بدأت موجة من أعمال العنف التي إستهدفت مدنيين كالمعلمين و المدرسين و الموظفين والإعلاميين و المفكرين والأجانب بحجة إنهم متعاونون مع السلطة وكانت الجماعة الإسلامية المسلحة برئاسة عنتر الزوابري وراء الكثير من هذه العمليات [15] ، [16] [17].
المفاوضات
إستمرت أعمال العنف طيلة عام 1994 ولكن الإقتصاد الجزائري بدأ بالتحسن نوعا ما بعد قدرة الحكومة على تمديد فترة دفع بعض الديون و حصولها على مساعدات مالية عالمية بقيمة 40 مليار دولار [18], ولم تكن في الأفق بوادر توقف قريب لأعمال العنف وفي هذه الأثناء وفي 31 يناير 1994 تم إختيار اليمين زروال رئيسا للدولة لتسيير شؤون البلاد في المرحلة الإنقالية الذي كان أول أمازيغي يتقلد مسؤولية رئاسة الجمهورية منذ الاستقلال وكان زروال يفضل مبدأ الحوار و التفاوض أكثر مقارنة بالرئيس الذي سبقه علي كافي فبدأ زروال محادثات مع قياديي الجبهة الإسلامية للإنقاذ المسجونيين وأطلق سراح العديد منهم و أدى إسلوب زروال إلى حدوث إنقسام بين مواقف الجهات المحاربة لفكر الإسلام السياسي فكانت جبهة التحرير الوطني و جبهة القوى الإشتراكية تفضل التفاوض لحل الأزمة بينما كان الأتحاد العام للعمال الجزائريين [19] و التجمع من اجل الثقافة و الديمقراطية [20] و منظمة الشباب الأحرار الجزائرية كانت تفضل تصفية كاملة لظاهرة الإسلام السياسي المسلح وبدأت منظمة الشباب الأحرار بالفعل بإستهداف من إعتبرتهم "متعاطفين مع الإسلاميين" [21].
في هذه الأثناء برزت الجماعة الإسلامية المسلحة كفصيل نشيط في حرب العصابات وفي 26 أغسطس 1994 اعلنت الجماعة تطبيقها لقوانين الخلافة الاسلامية و إختارت لقب أمير المؤمنين لزعيمها وإستمرت في إستهداف المدنيين و كان الشاب حسني, المطرب الجزائري من بين من تم إستهدافهم حيث أغتيل في 29 سبتمبر 1994 [22]. في هذه الفترة و محاولة من الجبهة الإسلامية للإنقاذ لإعادة زمام السيطرة على مجريات الصراع مع الحكومة شكلت الجبهة حركة جديدة ضمت مجاميع كانوا مشتركين بقناعة إن الأساليب المتطرفة التي تنتهجها الجماعة الإسلامية المسلحة سوف يؤدي إلى زيادة الأوضاع سوءا وتدريجيا أحكمت الجبهة زمام سيطرتها على مايقارب 50% من العمليات في شرق و غرب الجزائر ولكن منطقة وسط الجزائر بقيت مسرحا لعمليات الجماعة الإسلامية المسلحة.
في نهاية عام 1994 أعلن اليمين زروال فشل المفاوضات مع الجبهة الإسلامية للإنقاذ ، وعبر عن نيته في إجراء إنتخابات جديدة في مطلع عام 1995 و طرح فكرة إقامة ميليشيات للدفاع عن القرى و الأماكن المستهدفة حيث إن تحركات الجيش لم تكن كافية لإحتواء الأزمة [23]. وفي هذه الأثناء تمكن بعض قياديي الجبهة الإسلامية للإنقاذ من مغادرة الجزائر إلى روما وبدؤا بمفاوضات مع أحزاب المعارضة الجزائرية الأخرى وإستطاعت ان توحد أراء 5 أحزاب اخرى في 14 يناير 1995 ونتج عن هذا الأتفاق جدول اعمال طالبت بإحترام حقوق الإنسان و التعددية و الديمقراطية و رفض التحكم المطلق للجيش في إدارة شؤون الجزائر و إطلاق سراح قياديي الجبهة الإسلامية للإنقاذ والمطالبة بوقف اعمال العنف من قبل جميع الأطراف ولكن الحكومة لم توقع على هذا الأتفاق وإعتبرتها تدخلا خارجيا في شؤون الجزائر [24] .
المذابح
في هذه الأثناء برزت الجماعة الإسلامية المسلحة كفصيل نشيط في حرب العصابات وفي 26 أغسطس 1994 اعلنت الجماعة تطبيقها لقوانين الخلافة الاسلامية و إختارت لقب أمير المؤمنين لزعيمها وإستمرت في إستهداف المدنيين و كان الشاب حسني, المطرب الجزائري من بين من تم إستهدافهم حيث أغتيل في 29 سبتمبر 1994 [22]. في هذه الفترة و محاولة من الجبهة الإسلامية للإنقاذ لإعادة زمام السيطرة على مجريات الصراع مع الحكومة شكلت الجبهة حركة جديدة ضمت مجاميع كانوا مشتركين بقناعة إن الأساليب المتطرفة التي تنتهجها الجماعة الإسلامية المسلحة سوف يؤدي إلى زيادة الأوضاع سوءا وتدريجيا أحكمت الجبهة زمام سيطرتها على مايقارب 50% من العمليات في شرق و غرب الجزائر ولكن منطقة وسط الجزائر بقيت مسرحا لعمليات الجماعة الإسلامية المسلحة.
في نهاية عام 1994 أعلن اليمين زروال فشل المفاوضات مع الجبهة الإسلامية للإنقاذ ، وعبر عن نيته في إجراء إنتخابات جديدة في مطلع عام 1995 و طرح فكرة إقامة ميليشيات للدفاع عن القرى و الأماكن المستهدفة حيث إن تحركات الجيش لم تكن كافية لإحتواء الأزمة [23]. وفي هذه الأثناء تمكن بعض قياديي الجبهة الإسلامية للإنقاذ من مغادرة الجزائر إلى روما وبدؤا بمفاوضات مع أحزاب المعارضة الجزائرية الأخرى وإستطاعت ان توحد أراء 5 أحزاب اخرى في 14 يناير 1995 ونتج عن هذا الأتفاق جدول اعمال طالبت بإحترام حقوق الإنسان و التعددية و الديمقراطية و رفض التحكم المطلق للجيش في إدارة شؤون الجزائر و إطلاق سراح قياديي الجبهة الإسلامية للإنقاذ والمطالبة بوقف اعمال العنف من قبل جميع الأطراف ولكن الحكومة لم توقع على هذا الأتفاق وإعتبرتها تدخلا خارجيا في شؤون الجزائر [24] .
المذابح
المذابح في القرى الجزائرية شكلت منعطفا خطيرا في الصراع
المذابح في القرى الجزائرية شكلت منعطفا خطيرا في الصراع
إستمرت الجماعة الإسلامية المسلحة بفعالياتهم المثيرة للجدل وخاصة في جنوب الجزائر وعرف منطقة نشاطهم بإسم مثلث الموت وكانت أطراف هذا المثلث عبارة عن ولاية الجزائر و بليدةو الأربعاء ووقع في هذا المثلث مذابح عديدة وكانت من أبشع الحملات الدموية التي قامت بها الجماعة هي قتل 400 مدني جزائري في بلدة تبعد 150 ميلا جنوب غرب الجزائر في 31ديسمبر 1997 [25] ولم يكن إستهداف الجماعة مقتصرا على اهداف مدنية حكومية او شخصيات مدنية فقط بل إنها بدأت بإستهداف الجبهة الإسلامية للإنقاذ ايضا وتم في 11 يوليو إغتيال عبد الباقي صحراوي في باريس و كان صحراوي أحد قياديي الجبهة الإسلامية للإنقاذ [26].
في 16 نوفمبر 1995 فاز اليمين زروال بالإنتخابات بأغلبية 60% وأشار المراقبون العرب و الدوليون إن الإنتخابات كانت نزيهة [27] ، وكان التوجه العام للمقترعين هو إيجاد مخرج من دائرة العنف بغض النظر عن الجهة السياسية الفائزة في الإنتخابات وبدأ زروال يدفع إلى كتابة دستور جديد للبلاد يمنح الحكومة و الرئيس بالتحديد صلاحيات واسعة وتم تمرير هذا الدستور بعد إستفتاء شعبي عام. بدأت الميليشيات الموالية للحكومة بالإزدياد و الإنتشار وكانت هذه الميليشيات عبارة عن مدنيين تم تدريبهم و تزويدهم بالأسلحة من قبل الجيش . في 5 يونيو 1997 فاز الحزب الجديد الذي شكله زروال باغلبية 156 مقعدا من اصل 380 مقعد في البرلمان الجزائري وبدأت الحكومة بإبداء مرونة أكثر مع الجبهة الإسلامية للإنقاذ فتم نقل مؤسس الجبهةعباس مدني من السجن إلى الإقامة الجبرية في منزله ولكن عام 1997 شهد منعطفا خطيرا في الصراع حيث بدأت سلسلة من العمليات التي إستهدفت المدنيين وكان الذبح الطريقة الشائعة في هذه المذابح وفيما يلي قائمة بهذه المذابح [28] [29]:
مذبحة ثاليت في 3 ابريل 1997 في المدية وقتل فيها 52 شخص من مجموع 53 شخص من ساكني القرية .
مذبحة حوش خميستي في 21 ابريل 1997 وقتل فيها 93 قروي في 3 ساعات.
مذبحة دائرة لابقوير في 16 يونيو 1997 وقتل فيها 50 مدنيا.
مذبحة سي زيروق في 27 يوليو 1997 وقتل فيها حوالي 50 مدنيا.
مذبحة قويد الحاد و مزوارة في 3 اغسطس 1997 وقتل فيها مايقارب 76 مدنيا.
مذبحة سوهاني في 20 اغسطس 1997 وقتل فيها 64 مدنيا.
مذبحة بني علي في 26 اغسطس 1997 وقتل فيها مايقارب 100 مدنيا.
مذبحة ريس في 29 اغسطس 1997 وقتل فيها 400 شخص.
مذبحة بني مسوس في 5 سبتمبر 1997 وقتل فيها 87 مدنيا.
مذبحة جويلب الكبير في 19 سبتمبر 1997 وقتل فيها 53 مدنيا.
مذبحة بن طلحة في 22 سبتمبر 1997 وقتل فيها 200 قرويا.
مذبحة سيد العنتري في 23 ديسمبر 1997 وقتل فيها 117 مدنيا.
مذبحة ولاية غليزان في 30 ديسمبر 1997 وقتل فيها 272 مدنيا.
مذبحة سيدي حميد في 11 يناير 1998 وقتل فيها 103 مدنيا.
مذبحة قويد بواجة في 26 مارس 1998 وقتل فيها 52 مدنيا.
مذبحة تاجينا في 8 ديسمبر 1998 وقتل فيها 81 مدنيا.
وكانت هذه المذابح التي إستهدفت سكان هذه القرى لاتميز بين ذكر او انثى او بين طفل رضيع او شيخ طاعن في السن وكانت طرق القتل في غاية الوحشية وكانت اصابع الأتهام موجهة إلى الجماعة الإسلامية المسلحة التي إعترفت بنفسها عن مسؤوليتها عن مذبحتي ريس و بن طلحة [30], وكان التكفير هو المبرر الذي إستعمله الجماعة فكل جزائري لا يقاتل الحكومة كان في نظرهم كافرا [31]وكان المبرر الآخر هو إنظمام بعض ساكني تلك القرى إلى الميليشيات الموالية للحكومة. من جهة اخرى كانت هناك تقارير من منظمة العفو الدولية ومنظمة مراقبة حقوق الإنسان مفاده ان تلك المذابح وقعت على مبعدة مئات الأمتار من مقرات الجيش الجزائري والذي حسب التقارير لم تفعل شيئا لأيقاف المذابح وكانت هناك إشاعات إن الجيش نفسه قام بعد من هذه المذابح و إنتشرت هذه الدعيات بعد هروب افراد من الجيش و لجوئهم إلى دول اوروبية حيث صرح هؤلاء ان الجيش كان له يد في بعض المذابح [32] [33]. وبدأت موجة من تبادل الأتهامات عن المسؤول عن هذه المذابح حيث بدأت الكثير من نظريات المؤامرة بالإنتشار وكانت من أبرزها ان الحكومة إستطاعت التغلغل في صفوف الجماعة الإسلامية المسلحة وان لها دورا في هذه المذابح وإلقاء مسؤوليتها على الجماعة [34].
أدت هذه المذابح إلى حدوث إنشقاق في صفوف الجماعة الإسلامية المسلحة و إنفصل البعض منها بسبب عدم قناعتهم بجدوى تلك الأساليب وفي 14 سبتمبر 1998 تشكلت المجموعة السلفية للتبشير والجهاد بزعامة حسن حطب [35] ، وفي 11 سبتمبر 1999 فاجأ اليمين زروال العالم بتقديم إستقالته ونظمت إنتخابات جديدة في الجزائر وتم إختيار عبد العزيز بوتفليقة رئيسا في 15 ابريل 1999 وحصل إستنادا إلى السلطات الجزائرية على 74% من الأصوات إلى إن بعض المنافسين إنسحبوا من الإنتخابات بدعوى عدم نزاهة الإنتخابات. إستمر بوتفليقة في الحوار مع الجبهة الإسلامية للإنقاذ وفي 5 يونيو 1999 حصل على موافقة مبدأية من الجبهة بنزع أسلحتها وأصدر بوتفليقة العفو عن العديد من المعتقليين وعرض ميثاق السلم و المصالحة الوطنية لإستفتاء عام وفيه عفو عن المسلحين الذين لم يقترفوا اعمال قتل او إغتصاب إذا ماقرروا العودة و نزع سلاحهم وتمت الموافقة الشعبية على الميثاق في 16 سبتمبر 1999 وقامتالجبهة الإسلامية للإنقاذ بنزع سلاحها بالكامل في 11 يناير 2000 وفي فبراير 2002 قتل عنتر الزوابري زعيم الجماعة الإسلامية المسلحة في احدى المعارك مما ادى إلى تقليل ملحوظ في نشاط الجماعة [36]. وتم إطلاق سراح مؤسسي الجبهة الإسلامية للإنقاذ عباسي مدني و علي بلحاج وكان هذا مؤشرا على ثقة الحكومة بنفسها وبالفعل كان حدس الحكومة صائبا ففي إنتخابات عام 2004 حصل بوتفليقة على 85% من الأصوات .===============================-الشيخ بلقاسم الوناس المشهور بإسم محمد السعيد (1945 - 1995) إمام خطيب وداعية ومفكر جزائري ومن مؤسسي رابطة الدعوة الإسلامية،
ولد محمد السعيد في 14 جويلية 1945 بقرية أيت سيدي عثمان بلدية واسيف ولاية تيزي وزو في عائلة محافظة ويعود نسبه إلى الحسن بن علي - رضي الله عنهما - سبط رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
إلتحاق أخيه الحسن بثورة التحرير الجزائرية كان سببا في تشريد عائلته من طرف المستعمر الفرنسي وبذلك التحق ببلدية مولاي لعربي بسعيدة كان يشتغل ببقالة هناك ونظرا لنبغاته كان آنذاك عمره لا يتجاوز 14 سنة يكتب رسائل رد للمجاهدين وكان يقرأ رسائل القادة على المجاهدين هناك، ومات أخوه الحسن مع العقيد عميروش في نواحي سيدي عيسي.
وبعد الإستقلال التحق بالمدرسة الحرة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين فكان يدرس نهاراً ويحترف الخياطة ليلاً إلى أن التحق بمهنة التدريس وكان يزاول دراسته وكان يواظب على دروس مالك بن نبي وكذا ندوات نادي الترقي.
في مطلع السبعينيات أنشأ بعض تلاميذ المفكر الإسلامي الجزائري ( مالك بن نبي)، أول مسجد للطلاب المتدينين في الجامعة الجزائرية. وعرفوا في حينها بجماعة الطلبة، وكانت تحمل فكر الصحوة المعاصرة وتدعو إلى إحياء تراث جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، والتركيز على الخصوصية الجزائرية في طرح الحل الإسلامي، مما دفع محفوظ نحناح الذي تزعم جماعة الإخوان المسلمون الجزائريون المرتبطين بالتنظيم الدولي لوصمهم بمسمى (الجزأرة)، الذي تحول فيما بعد إلى لقب لهم رغم رفضهم له. وكانت تقوم في عموميات فكرها على مزيج من أفكار "الإخوان المسلمون" مع مورثات الصحوة الإسلامية في الجزائر من تراث جمعية العلماء المسلمين، بالإضافة إلى أفكار مالك بن نبي . وكان الشيخ محمد السعيد رئيساً لها.
بعد إلتحاقه بالجامعة احتك هناك بجماعة الفكر البنابي وأسسوا نواة لحركة فكرية منظمة تحت إشراف الأستاذ بوجلخة وبعد تأسيس مسجد الجامعة كان الشيخ محمد السعيد يلقي ندوات وحلقات داخل الجامعة وبذلك أُكتشفت نباغته وأُتصل به من طرف جمعية مسجد الأرقم وألقى خطبة جمعة سنة1969 بحضور الشيخ عبد اللطيف سلطاني والذي انبهر لفن الخطابة لديه وبعدها بقي يتناوب على الأرقم والجامعة المركزية جمعة بجمعة بغض النظر عن الندوات والمحاضرات للنخبة بالجامعات والأحياء الجامعية وكذا دروس مسجدية للعامة وفي سنة 1981. ومن أبرز تلك الدروس درسه التاريخي الذي ألقاه بالجامعة المركزية عقب أحداث 1982 والتي قامت بعدها الحكومة الجزائرية باعتقال عدد من قادة الصحوة الإسلامية - من العلماء والدعاة- وقال يومها للشباب: ادعو إلى الله في كل مكان في الطرقات في الحافلات، اسمعوا كلمة الله في كل مكان، وهذا الدرس كلفه سنتين سجنا. بعد إطلاق سراحه واصل الشيخ دربه في الدعوة بالجزائر خطيبا ومحاضرا ومدرسا وكذا نشاطه منطقة القبائل باللغة البربرية مما كان له دور مهم في الانتخابات التشريعية فيما بعد.
و برز دور الشيخ على الساحة الجزائرية لا سيما في أوساط الصحوة الإسلامية – بعد تأسيس الجبهة الاسلامية للإنقاذ من قبل الشيخ عباسي مدنيعام 1989 - فرغم معارضته لفكرة تكوين جبهة الانقاذ إلا أنه دعى وشجع الناس لانتخابها وانتخاب مشروعها.
-وبعد الإنقلاب العسكري على شرعية الانتخابات وإرادة الشعب واعتقال معظم قادة الجبهة في 1992. كان للشيخ دور فعال أولاً من خلال تكوين ما يسمى "خلية الازمة " التي أعادة ترتيب صفوف الجبهة وثانياً في العمل المسلح - بعد فشل الحل السلمي- ضد الانقلابيين العسكريين المدعومين من الغرب كما كان له دور لا ينسى في التقريب بين المجاهدين لا سيما الجماعة الإسلامية المسلحة والجيش الإسلامي للانقاذ، أدى في نهايته إلى قيام الوحدة في 1994 وتم نشر شريط فيديو عن الاجتماع النهائي للوحدة ورغم أن أمير الجيش الإسلامي للانقاذ - مدني مرزاق - رفض ما قام به شيوخ الجهاد (!) ولم يدخل فيها، إلا أن معظم الفصائل دخلت فيها.
كان الشيخ محمد السعيد واحدا من مؤسسي "رابطة الدعوة الإسلامية " عام 1988، التي أصبح الشيخ أحمد سحنون رئيساً لها وكانت تضم كلاّ من محفوظ نحناح، وعباسي مدني، وعبد الله جاب الله، وعلي بلحاج، وكان الهدف من إنشاء الرابطة لتكون بمثابة إطار دعوي يجمع كافة أطياف الحركة الإسلامية لتوجيه العمل الدعوي وتوجيه جهود العاملين بعد توحيدها وتنسيقها لاجتناب التناحر والشقاقات داخل صفوف الحركة الإسلامية. أما أبرز أهداف رابطة الدعوة فما يلي:
ـ إصلاح العقيدة.
ـ الدعوة إلى الأخلاق الإسلامية.
ـ تحسين الاقتصاد المنهار في الجزائر.
ـ النضال على مستوى الفكر.
في أواخر الثمانينات بلغت الأزمة الاقتصادية في الجزائر مداها، وانفجر الشعب الجزائري في ثورة تظاهرات عامة عرفت بـ أحداث 5 أكتوبر 1988، وأدرك النظام الجزائري ورئيسه الشاذلي أنه لا بد من إحداث تغير جذري في الأوضاع، فأعلن الشاذلي سنة (1988) سلسلة من الإصلاحات الشاملة كان من أهمها : إنهاء سياسة الحزب الواحد، وإطلاق المسار الديمقراطي وحرية تشكيل الأحزاب السياسية. وهكذا أقبل الجزائريون بحماس على تشكيل الأحزاب وإنشاء الصحف، وازدهرت الحركة السياسية. وكان في طليعة الذين تحركوا بحماس في هذه الفسحة من الحرية، مختلف مكونات الصحوة الإسلامية في الجزائر والتي كانت تشهد ازدهارا مكبوتا منذ أواسط السبعينيات، شأنها في ذلك شأن باقي البلاد العربية والإسلامية التي كانت تشهد صحوة إسلامية عارمة، بعد أن بدأ يتبدى إفلاس سراب الأفكار القومية واليسارية التي ازدهرت خلال الخمسينيات والستينيات. وكان من أوائلهم عباسي مدني وعلي بلحاج حيث أعلنا عن تأسيس تجمع إسلامي لخوض الانتخابات البرلمانية ومن ثم التشريعية، وكان الشيخ محمد السعيد من المعارضين لهذه الفكرة وكان يرى أن التريث في ذلك أفضل، إلى أن تتوحد الصحوة بكافة اتجاهاتها بالإضافة إلى الانتظار إلى أن تتضح الصورة وعدم التسرع وجر الشباب الإسلامي لصدامات مع القوى المسيطرة على زمام السلطة. وقام هو مع الشيخ أحمد سحنون بإعلان موقفهما في بيان مشترك. رغم أن الشيخ لم يوافق على التأسيس الإنفرادي لجبهة الإنقاذ إلا أنه لم يتوان في نصرة إخوانه، فكان يصول ويجول من أجل شحذ الهمم لانتخاب الجبهة الإسلامية والمشروع الإسلامي. وانظم الشيخ بعد ذلك إلى جبهة الإنقاذ قُبَيْل الإنتخابات البلدية بأيام قليلة، والتي عرفتها الجزائر يوم 12 جوان 1990 وقد صرّح بإنضمامهم الشيخ عباسي مدني في ٱجتماع الولايات الثالث الذي ٱنعقد بالمكتب الوطني للجبهة الإسلامية للإنقاذ يوم الثلاثاء 1 ماي 1990. بدأ دور الشيخ السعيد يظهر بعد أن تعرضت قيادات الجبهة للإعتقال فبعد أن اعتقل عباسي مدني وعلي بلحاج في 5 يونيو 1991 إثر صدامات ومظاهرات لا سيما الإضراب المفتوح. وما تليها من إعتقال عبد القادر حشاني الرئيس المؤقت للجبهة في 22 يناير 1992 الموافق 18 رجب 1412 هـ بتهمة تحريض الجيش على التمرد. ومن ثم إلغاء الانتخابات. ولم يتوقف الحد إلى إلغاء الانتخابات 12 جانفي 1992 بعد أن حققت الجبهة انتصاراً ساحقاً في الجولة الأولى منها - بل تعداه إلى حل الجبهة في - 9 فبراير 1992 - ومنعها من ممارسة الحياة السياسية. ففي هذه الفترة لا سيما بعد إعتقال عباسي مدني. ظهر دور محمد السعيدمن خلال ما يسمى "خلية الازمة " التي كانت تعمل على ترتب صفوف الجبهة وتنقيتها من بعض العناصر التي استطاع الجنرالات شراءهم !! واستخدامهم لعمل انشقاقات داخلية في الجبهة لإضعافها لا سيما قبيل الانتخابات التشريعية. وبعد أن تم إلغاء الانتخابات ظهر دور محمد سعيد من خلال محاولاته العديدة لحل تلك الازمة عن طريق الضغط الشعبي. ومنع جر البلاد إلى حرب العصابات - التي حدثت فيما بعد – وهنا لا بد من الإشارة إلى أن الشيخ كان من أوائل من حذروا مما قد تصل إليه الأحوال في حالة استمرار سياسة القمع أو الانقلاب على إرادة الشعب. ونجد هذا واضحاً في خطبته التي ألقاها في مسجد السنة بباب الوادي حيث وجه رسالة واضحة إلى العسكر - عندما تم إعتقال عباسي مدني - بقوله : "إنني أمسك بيدي قنبلة مفككة وشيكة الانفجار وساعة أطلقها ستنفجر فساعدوني على تفادي انفجارها". وكان رد الجنرالات عليه هو اعتقاله بعد الخطبة ولم يفرج عليه إلا قبل الانتخابات التشريعية بوقت قليل !!
بعد فشل الحل السلمي في التعامل مع الأزمة التي أحدثها الجنرالات بانقلابهم على إرادة الشعب ونتائج الانتخابات. لجئ الشيخ إلى حمل السلاح لاسترداد حق الشعب. فقام هو ومن بقى من شيوخ الجبهة الذين فروا إلى الجبال بتأسيس ما يسمى بالجيش الإسلامي للإنقاذ ليكون الجناح المسلح لجبهة الانقاذ. وتم تأسيسه لأول الأمر في 1993 وكان له قيادتان إحداهما في شرق الجزائر يطلق عليها "اللجنة العسكرية في الشرق" ترأسها عند تأسيسها مدني مزراق، والثانية غربية يطلق عليها "اللجنة العسكرية في الغرب". وقد التأمت اللجنتان أواخر سنة 1994 لتنسقا عملهما تحت قيادة مشتركة ونتج عن ذلك المؤتمر تسلم مدني مزراق رئاسة الجيش الإسلامي للإنقاذ.
في عام 1994 بثت الجماعة المسلحة فيديو يظهر فيه محمد سعيد وعبدالرزاق رجّام وغيرهما من الجبهة يبايعون قائد الجماعة الإسلامية المسلحة. وكان الشيخ متفائلاً فرحاً بوحدة الفصائل المقاتلة تحت راية واحدة. وقد تبع تلك البيعة – بالرغم من رفض أمير الجيش الإسلامي للانقاذ مدني مرزاق الانضمام لها - انضمام عشرات الفصائل والجماعات الثانوية من مشرق الجزائر وغربه وولايات الوسط دخلت الوحدة وصارت الجماعة الإسلامية المسلحة تمثل أكثر من (95%) من المسلحين الذي صار عددهم بعشرات الآلاف مع حلول 1994 كما قيل.
استمر الشيخ في منهجه في التقريب بين التيارات الإسلامية إلى أن قتل عام 1995 على يد بعض أفراد الجماعة الإسلامية المسلحة – بعد انحرافها عن منهجها في خريف 1995 نشرت وسائل الإعلام خبر مقتل محمد السعيد من طرف الجماعة الإسلامية المسلحة، وكان خبر مقتله مقتضبا (قتل محمد السعيد من طرف جمال زيتوني في جبال الشريعة، بولاية البليدة)) دون أي تفاصيل أخرى، في حين، نشرت الجماعة الإسلامية المسلحة بيانا وقعه أميرها الوطني جمال زيتوني، قالت فيه أن (المجاهد محمد السعيد استشهد في معركة مع الطاغوت بمحاذاة الاربع طرق، في العيساوية، قرب تابلاط، بولاية المدية) ونعته الجماعة بحرارة وتوعدت بالإنتقام لمقتله وقع خبر إغتيال محمد السعيد كالصاعقة على رؤوس أبناء الصحوة الإسلامية داخل وخارج الجزائر لا سيما المسلحين، وسارعت الجماعة الإسلامية المسلحة - في أول الأمر - إلى اتهام الجيش الجزائري بأنه وراء إغتيال الشيخ. حيث قالت في بيانها " المجاهد محمد السعيد استشهد في معركة مع الطاغوت بمحاذاة الأربع طرق، في العيساوية، قرب تابلاط، بولاية المدية " وأصدرت مجلة "الأنصار " اللندنية - الناطقة باسم الجماعة المسلحة - بياناً ترحمت فيه على الشيوخ الشهداء وأثنت عليهم. بينما ردت عليها قيادات الجبهة في الخارج بأن الجماعة هي من قامت باغتيال الشيخ. ولم تمض سوى أيام قليلة لتصدر الجماعة بياناً آخر تبنت فيه الجماعة قتل الشيخ سعيد ومن معه. يقول الشيخ أبو مصعب السوري – في شهادته - : بعد ذلك بفترة وجيزة فاجأت الجماعة نشرة الأنصار بإرسال بيان تتبنى فيه قتل الشيخ (محمد السعيد) ورفاقه !! وزعمت أنهم كانوا بصدد إنقلاب وإتصالات بالحكومة للعودة إلى المسار الديمقراطي، وتهم أخرى في المنهج والبدع..و..و. وطلبوا من نشرة الأنصار نشر بيانهم بحذافيره في الحال. وأنهم سيرسلون إلى لندن تفاصيل محاكمتهم واعترافاتهم لاحقا.
وبعد ذلك زعمت قيادة الجماعة أن الاعترافات فقدت، ولا بد هنا من الإشارة إلى موقف قادة العمل الجهادي في العالم من جريمة قتل الشيخ وهذا الموقف ينقله الشيخ أبو مصعب السوري فيقول : إثر ذلك تنادى وجوه الجهاديين في لندن إلى إجماع أزمة وطوارئ، وحضر الكل.. من كل الطيف الجهادي، كانوا زهاء عشرين رجلا.. وكنت من بينهم، وحضر أبو قتادة الفلسطيني، وأبو الوليد الفلسطيني - وهم من المشرفين على مجلة الأنصار -، وإدارة الأنصار، وممثلون عن جماعة الجهاد المصرية، وكذلك عن الجماعة الليبية المقاتلة وآخرون من تونس والمغرب. وكانت خلاصة الاجتماع الذي أخذ شطر الليل. الإجماع على رفض الفعل والتنديد به بأشد الأساليب وبيان براءة الجهاديين من الموافقة عليه أو العلم به، وأقر المجتمعون اقتراحي بأن أصدر وكذلك أبو قتادة كل منا بيانا ينفي فيه علمه أيضا ويبدي استنكاره للفعل. ومع هذا صدرت مجلة الأنصار تؤيد هذا الفعل، مما دفع كثيرا من وجوه المجاهدين في لندن إلى الإستياء من أفعالها. ومما زاد الأمر سوءًا هي الأخبار التي كانت تأتي من الجزائر عن انحراف الجماعة الإسلامية وقيامها بتصفية الكثير من طلبة العلم والشيوخ والمجاهدين لا سيما اتباع الجماعة المقاتلة بليبيا الذين التحقوا بإخوانهم في الجزائر. وتورطها في كثير من المجازر ضد المدنيين الأبرياء في الريف. وليس هذا مجال مناقشة الجماعة الإسلامية وانحرافها وسبب هذا الانحراف. المهم أن قتل الشيخ كان جزءًا من مشهد للمذابح التي حدثت بعد ذلك على يد الجماعة والتي إلى اليوم لا يعرف سببها هل هو عبارة عن اختراق من قبل جهاز المخابرات الجزائري أم استغلال جهل المقاتلين من قبل الجيش الجزائري وتمرير أفكار الخوارج والتكفير إليهم أم هو مزيج بين الحالتين.. وروى أبو مصعب السوري عن بعض أصحاب الشيخ ما حدث للشيخ فيقول : ويقول أصحاب (محمد السعيد)، أن شيخهم ومجموعة من كبار إخوانه، قرروا بحكم الانتماء للجماعة، مراجعة جمال زيتوني المدغو أبو عبد الرحمان أمين أمير الجماعة الإسلامية المسلحة فيما يجري من انحرافات، ورغم نصيحة إخوانه وخوف الغدر عليه، أصر على محاولة الإصلاح وذهب، ودار حوار طويل عنيف، ارتحل بعده (السعيد) ومن معه لينصب لهم مجموعة من العناصر التابعة(لأمين) كمينا ويقتلونهم غدرا، ثم ليتهموهم فيما بعد بالمؤامرة على الجماعة ومحاولة الاتصال بالدولة للعودة للمسار الديمقراطي.
- نقله عنه أحد تلامذته قوله : إننا نعيش نهضة فقهية كبيرة ولكنها عرجاء تسير على قدم واحدة لأنها تفتقر إلى الأخلاق. - ومن اقواله أيضاً : " إما جبهة إسلامية أصيلة وإما السجون والمعتقلات "، - ومن نصائحه للشباب : ادعو إلى الله في كل مكان في الطرقات في الحافلات، اسمعوا كلمة الله في كل مكان.
إستمرت الجماعة الإسلامية المسلحة بفعالياتهم المثيرة للجدل وخاصة في جنوب الجزائر وعرف منطقة نشاطهم بإسم مثلث الموت وكانت أطراف هذا المثلث عبارة عن ولاية الجزائر و بليدةو الأربعاء ووقع في هذا المثلث مذابح عديدة وكانت من أبشع الحملات الدموية التي قامت بها الجماعة هي قتل 400 مدني جزائري في بلدة تبعد 150 ميلا جنوب غرب الجزائر في 31ديسمبر 1997 [25] ولم يكن إستهداف الجماعة مقتصرا على اهداف مدنية حكومية او شخصيات مدنية فقط بل إنها بدأت بإستهداف الجبهة الإسلامية للإنقاذ ايضا وتم في 11 يوليو إغتيال عبد الباقي صحراوي في باريس و كان صحراوي أحد قياديي الجبهة الإسلامية للإنقاذ [26].
في 16 نوفمبر 1995 فاز اليمين زروال بالإنتخابات بأغلبية 60% وأشار المراقبون العرب و الدوليون إن الإنتخابات كانت نزيهة [27] ، وكان التوجه العام للمقترعين هو إيجاد مخرج من دائرة العنف بغض النظر عن الجهة السياسية الفائزة في الإنتخابات وبدأ زروال يدفع إلى كتابة دستور جديد للبلاد يمنح الحكومة و الرئيس بالتحديد صلاحيات واسعة وتم تمرير هذا الدستور بعد إستفتاء شعبي عام. بدأت الميليشيات الموالية للحكومة بالإزدياد و الإنتشار وكانت هذه الميليشيات عبارة عن مدنيين تم تدريبهم و تزويدهم بالأسلحة من قبل الجيش . في 5 يونيو 1997 فاز الحزب الجديد الذي شكله زروال باغلبية 156 مقعدا من اصل 380 مقعد في البرلمان الجزائري وبدأت الحكومة بإبداء مرونة أكثر مع الجبهة الإسلامية للإنقاذ فتم نقل مؤسس الجبهةعباس مدني من السجن إلى الإقامة الجبرية في منزله ولكن عام 1997 شهد منعطفا خطيرا في الصراع حيث بدأت سلسلة من العمليات التي إستهدفت المدنيين وكان الذبح الطريقة الشائعة في هذه المذابح وفيما يلي قائمة بهذه المذابح [28] [29]:
مذبحة ثاليت في 3 ابريل 1997 في المدية وقتل فيها 52 شخص من مجموع 53 شخص من ساكني القرية .
مذبحة حوش خميستي في 21 ابريل 1997 وقتل فيها 93 قروي في 3 ساعات.
مذبحة دائرة لابقوير في 16 يونيو 1997 وقتل فيها 50 مدنيا.
مذبحة سي زيروق في 27 يوليو 1997 وقتل فيها حوالي 50 مدنيا.
مذبحة قويد الحاد و مزوارة في 3 اغسطس 1997 وقتل فيها مايقارب 76 مدنيا.
مذبحة سوهاني في 20 اغسطس 1997 وقتل فيها 64 مدنيا.
مذبحة بني علي في 26 اغسطس 1997 وقتل فيها مايقارب 100 مدنيا.
مذبحة ريس في 29 اغسطس 1997 وقتل فيها 400 شخص.
مذبحة بني مسوس في 5 سبتمبر 1997 وقتل فيها 87 مدنيا.
مذبحة جويلب الكبير في 19 سبتمبر 1997 وقتل فيها 53 مدنيا.
مذبحة بن طلحة في 22 سبتمبر 1997 وقتل فيها 200 قرويا.
مذبحة سيد العنتري في 23 ديسمبر 1997 وقتل فيها 117 مدنيا.
مذبحة ولاية غليزان في 30 ديسمبر 1997 وقتل فيها 272 مدنيا.
مذبحة سيدي حميد في 11 يناير 1998 وقتل فيها 103 مدنيا.
مذبحة قويد بواجة في 26 مارس 1998 وقتل فيها 52 مدنيا.
مذبحة تاجينا في 8 ديسمبر 1998 وقتل فيها 81 مدنيا.
وكانت هذه المذابح التي إستهدفت سكان هذه القرى لاتميز بين ذكر او انثى او بين طفل رضيع او شيخ طاعن في السن وكانت طرق القتل في غاية الوحشية وكانت اصابع الأتهام موجهة إلى الجماعة الإسلامية المسلحة التي إعترفت بنفسها عن مسؤوليتها عن مذبحتي ريس و بن طلحة [30], وكان التكفير هو المبرر الذي إستعمله الجماعة فكل جزائري لا يقاتل الحكومة كان في نظرهم كافرا [31]وكان المبرر الآخر هو إنظمام بعض ساكني تلك القرى إلى الميليشيات الموالية للحكومة. من جهة اخرى كانت هناك تقارير من منظمة العفو الدولية ومنظمة مراقبة حقوق الإنسان مفاده ان تلك المذابح وقعت على مبعدة مئات الأمتار من مقرات الجيش الجزائري والذي حسب التقارير لم تفعل شيئا لأيقاف المذابح وكانت هناك إشاعات إن الجيش نفسه قام بعد من هذه المذابح و إنتشرت هذه الدعيات بعد هروب افراد من الجيش و لجوئهم إلى دول اوروبية حيث صرح هؤلاء ان الجيش كان له يد في بعض المذابح [32] [33]. وبدأت موجة من تبادل الأتهامات عن المسؤول عن هذه المذابح حيث بدأت الكثير من نظريات المؤامرة بالإنتشار وكانت من أبرزها ان الحكومة إستطاعت التغلغل في صفوف الجماعة الإسلامية المسلحة وان لها دورا في هذه المذابح وإلقاء مسؤوليتها على الجماعة [34].
أدت هذه المذابح إلى حدوث إنشقاق في صفوف الجماعة الإسلامية المسلحة و إنفصل البعض منها بسبب عدم قناعتهم بجدوى تلك الأساليب وفي 14 سبتمبر 1998 تشكلت المجموعة السلفية للتبشير والجهاد بزعامة حسن حطب [35] ، وفي 11 سبتمبر 1999 فاجأ اليمين زروال العالم بتقديم إستقالته ونظمت إنتخابات جديدة في الجزائر وتم إختيار عبد العزيز بوتفليقة رئيسا في 15 ابريل 1999 وحصل إستنادا إلى السلطات الجزائرية على 74% من الأصوات إلى إن بعض المنافسين إنسحبوا من الإنتخابات بدعوى عدم نزاهة الإنتخابات. إستمر بوتفليقة في الحوار مع الجبهة الإسلامية للإنقاذ وفي 5 يونيو 1999 حصل على موافقة مبدأية من الجبهة بنزع أسلحتها وأصدر بوتفليقة العفو عن العديد من المعتقليين وعرض ميثاق السلم و المصالحة الوطنية لإستفتاء عام وفيه عفو عن المسلحين الذين لم يقترفوا اعمال قتل او إغتصاب إذا ماقرروا العودة و نزع سلاحهم وتمت الموافقة الشعبية على الميثاق في 16 سبتمبر 1999 وقامتالجبهة الإسلامية للإنقاذ بنزع سلاحها بالكامل في 11 يناير 2000 وفي فبراير 2002 قتل عنتر الزوابري زعيم الجماعة الإسلامية المسلحة في احدى المعارك مما ادى إلى تقليل ملحوظ في نشاط الجماعة [36]. وتم إطلاق سراح مؤسسي الجبهة الإسلامية للإنقاذ عباسي مدني و علي بلحاج وكان هذا مؤشرا على ثقة الحكومة بنفسها وبالفعل كان حدس الحكومة صائبا ففي إنتخابات عام 2004 حصل بوتفليقة على 85% من الأصوات .===============================-الشيخ بلقاسم الوناس المشهور بإسم محمد السعيد (1945 - 1995) إمام خطيب وداعية ومفكر جزائري ومن مؤسسي رابطة الدعوة الإسلامية،
ولد محمد السعيد في 14 جويلية 1945 بقرية أيت سيدي عثمان بلدية واسيف ولاية تيزي وزو في عائلة محافظة ويعود نسبه إلى الحسن بن علي - رضي الله عنهما - سبط رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
إلتحاق أخيه الحسن بثورة التحرير الجزائرية كان سببا في تشريد عائلته من طرف المستعمر الفرنسي وبذلك التحق ببلدية مولاي لعربي بسعيدة كان يشتغل ببقالة هناك ونظرا لنبغاته كان آنذاك عمره لا يتجاوز 14 سنة يكتب رسائل رد للمجاهدين وكان يقرأ رسائل القادة على المجاهدين هناك، ومات أخوه الحسن مع العقيد عميروش في نواحي سيدي عيسي.
وبعد الإستقلال التحق بالمدرسة الحرة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين فكان يدرس نهاراً ويحترف الخياطة ليلاً إلى أن التحق بمهنة التدريس وكان يزاول دراسته وكان يواظب على دروس مالك بن نبي وكذا ندوات نادي الترقي.
في مطلع السبعينيات أنشأ بعض تلاميذ المفكر الإسلامي الجزائري ( مالك بن نبي)، أول مسجد للطلاب المتدينين في الجامعة الجزائرية. وعرفوا في حينها بجماعة الطلبة، وكانت تحمل فكر الصحوة المعاصرة وتدعو إلى إحياء تراث جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، والتركيز على الخصوصية الجزائرية في طرح الحل الإسلامي، مما دفع محفوظ نحناح الذي تزعم جماعة الإخوان المسلمون الجزائريون المرتبطين بالتنظيم الدولي لوصمهم بمسمى (الجزأرة)، الذي تحول فيما بعد إلى لقب لهم رغم رفضهم له. وكانت تقوم في عموميات فكرها على مزيج من أفكار "الإخوان المسلمون" مع مورثات الصحوة الإسلامية في الجزائر من تراث جمعية العلماء المسلمين، بالإضافة إلى أفكار مالك بن نبي . وكان الشيخ محمد السعيد رئيساً لها.
بعد إلتحاقه بالجامعة احتك هناك بجماعة الفكر البنابي وأسسوا نواة لحركة فكرية منظمة تحت إشراف الأستاذ بوجلخة وبعد تأسيس مسجد الجامعة كان الشيخ محمد السعيد يلقي ندوات وحلقات داخل الجامعة وبذلك أُكتشفت نباغته وأُتصل به من طرف جمعية مسجد الأرقم وألقى خطبة جمعة سنة1969 بحضور الشيخ عبد اللطيف سلطاني والذي انبهر لفن الخطابة لديه وبعدها بقي يتناوب على الأرقم والجامعة المركزية جمعة بجمعة بغض النظر عن الندوات والمحاضرات للنخبة بالجامعات والأحياء الجامعية وكذا دروس مسجدية للعامة وفي سنة 1981. ومن أبرز تلك الدروس درسه التاريخي الذي ألقاه بالجامعة المركزية عقب أحداث 1982 والتي قامت بعدها الحكومة الجزائرية باعتقال عدد من قادة الصحوة الإسلامية - من العلماء والدعاة- وقال يومها للشباب: ادعو إلى الله في كل مكان في الطرقات في الحافلات، اسمعوا كلمة الله في كل مكان، وهذا الدرس كلفه سنتين سجنا. بعد إطلاق سراحه واصل الشيخ دربه في الدعوة بالجزائر خطيبا ومحاضرا ومدرسا وكذا نشاطه منطقة القبائل باللغة البربرية مما كان له دور مهم في الانتخابات التشريعية فيما بعد.
و برز دور الشيخ على الساحة الجزائرية لا سيما في أوساط الصحوة الإسلامية – بعد تأسيس الجبهة الاسلامية للإنقاذ من قبل الشيخ عباسي مدنيعام 1989 - فرغم معارضته لفكرة تكوين جبهة الانقاذ إلا أنه دعى وشجع الناس لانتخابها وانتخاب مشروعها.
-وبعد الإنقلاب العسكري على شرعية الانتخابات وإرادة الشعب واعتقال معظم قادة الجبهة في 1992. كان للشيخ دور فعال أولاً من خلال تكوين ما يسمى "خلية الازمة " التي أعادة ترتيب صفوف الجبهة وثانياً في العمل المسلح - بعد فشل الحل السلمي- ضد الانقلابيين العسكريين المدعومين من الغرب كما كان له دور لا ينسى في التقريب بين المجاهدين لا سيما الجماعة الإسلامية المسلحة والجيش الإسلامي للانقاذ، أدى في نهايته إلى قيام الوحدة في 1994 وتم نشر شريط فيديو عن الاجتماع النهائي للوحدة ورغم أن أمير الجيش الإسلامي للانقاذ - مدني مرزاق - رفض ما قام به شيوخ الجهاد (!) ولم يدخل فيها، إلا أن معظم الفصائل دخلت فيها.
كان الشيخ محمد السعيد واحدا من مؤسسي "رابطة الدعوة الإسلامية " عام 1988، التي أصبح الشيخ أحمد سحنون رئيساً لها وكانت تضم كلاّ من محفوظ نحناح، وعباسي مدني، وعبد الله جاب الله، وعلي بلحاج، وكان الهدف من إنشاء الرابطة لتكون بمثابة إطار دعوي يجمع كافة أطياف الحركة الإسلامية لتوجيه العمل الدعوي وتوجيه جهود العاملين بعد توحيدها وتنسيقها لاجتناب التناحر والشقاقات داخل صفوف الحركة الإسلامية. أما أبرز أهداف رابطة الدعوة فما يلي:
ـ إصلاح العقيدة.
ـ الدعوة إلى الأخلاق الإسلامية.
ـ تحسين الاقتصاد المنهار في الجزائر.
ـ النضال على مستوى الفكر.
في أواخر الثمانينات بلغت الأزمة الاقتصادية في الجزائر مداها، وانفجر الشعب الجزائري في ثورة تظاهرات عامة عرفت بـ أحداث 5 أكتوبر 1988، وأدرك النظام الجزائري ورئيسه الشاذلي أنه لا بد من إحداث تغير جذري في الأوضاع، فأعلن الشاذلي سنة (1988) سلسلة من الإصلاحات الشاملة كان من أهمها : إنهاء سياسة الحزب الواحد، وإطلاق المسار الديمقراطي وحرية تشكيل الأحزاب السياسية. وهكذا أقبل الجزائريون بحماس على تشكيل الأحزاب وإنشاء الصحف، وازدهرت الحركة السياسية. وكان في طليعة الذين تحركوا بحماس في هذه الفسحة من الحرية، مختلف مكونات الصحوة الإسلامية في الجزائر والتي كانت تشهد ازدهارا مكبوتا منذ أواسط السبعينيات، شأنها في ذلك شأن باقي البلاد العربية والإسلامية التي كانت تشهد صحوة إسلامية عارمة، بعد أن بدأ يتبدى إفلاس سراب الأفكار القومية واليسارية التي ازدهرت خلال الخمسينيات والستينيات. وكان من أوائلهم عباسي مدني وعلي بلحاج حيث أعلنا عن تأسيس تجمع إسلامي لخوض الانتخابات البرلمانية ومن ثم التشريعية، وكان الشيخ محمد السعيد من المعارضين لهذه الفكرة وكان يرى أن التريث في ذلك أفضل، إلى أن تتوحد الصحوة بكافة اتجاهاتها بالإضافة إلى الانتظار إلى أن تتضح الصورة وعدم التسرع وجر الشباب الإسلامي لصدامات مع القوى المسيطرة على زمام السلطة. وقام هو مع الشيخ أحمد سحنون بإعلان موقفهما في بيان مشترك. رغم أن الشيخ لم يوافق على التأسيس الإنفرادي لجبهة الإنقاذ إلا أنه لم يتوان في نصرة إخوانه، فكان يصول ويجول من أجل شحذ الهمم لانتخاب الجبهة الإسلامية والمشروع الإسلامي. وانظم الشيخ بعد ذلك إلى جبهة الإنقاذ قُبَيْل الإنتخابات البلدية بأيام قليلة، والتي عرفتها الجزائر يوم 12 جوان 1990 وقد صرّح بإنضمامهم الشيخ عباسي مدني في ٱجتماع الولايات الثالث الذي ٱنعقد بالمكتب الوطني للجبهة الإسلامية للإنقاذ يوم الثلاثاء 1 ماي 1990. بدأ دور الشيخ السعيد يظهر بعد أن تعرضت قيادات الجبهة للإعتقال فبعد أن اعتقل عباسي مدني وعلي بلحاج في 5 يونيو 1991 إثر صدامات ومظاهرات لا سيما الإضراب المفتوح. وما تليها من إعتقال عبد القادر حشاني الرئيس المؤقت للجبهة في 22 يناير 1992 الموافق 18 رجب 1412 هـ بتهمة تحريض الجيش على التمرد. ومن ثم إلغاء الانتخابات. ولم يتوقف الحد إلى إلغاء الانتخابات 12 جانفي 1992 بعد أن حققت الجبهة انتصاراً ساحقاً في الجولة الأولى منها - بل تعداه إلى حل الجبهة في - 9 فبراير 1992 - ومنعها من ممارسة الحياة السياسية. ففي هذه الفترة لا سيما بعد إعتقال عباسي مدني. ظهر دور محمد السعيدمن خلال ما يسمى "خلية الازمة " التي كانت تعمل على ترتب صفوف الجبهة وتنقيتها من بعض العناصر التي استطاع الجنرالات شراءهم !! واستخدامهم لعمل انشقاقات داخلية في الجبهة لإضعافها لا سيما قبيل الانتخابات التشريعية. وبعد أن تم إلغاء الانتخابات ظهر دور محمد سعيد من خلال محاولاته العديدة لحل تلك الازمة عن طريق الضغط الشعبي. ومنع جر البلاد إلى حرب العصابات - التي حدثت فيما بعد – وهنا لا بد من الإشارة إلى أن الشيخ كان من أوائل من حذروا مما قد تصل إليه الأحوال في حالة استمرار سياسة القمع أو الانقلاب على إرادة الشعب. ونجد هذا واضحاً في خطبته التي ألقاها في مسجد السنة بباب الوادي حيث وجه رسالة واضحة إلى العسكر - عندما تم إعتقال عباسي مدني - بقوله : "إنني أمسك بيدي قنبلة مفككة وشيكة الانفجار وساعة أطلقها ستنفجر فساعدوني على تفادي انفجارها". وكان رد الجنرالات عليه هو اعتقاله بعد الخطبة ولم يفرج عليه إلا قبل الانتخابات التشريعية بوقت قليل !!
بعد فشل الحل السلمي في التعامل مع الأزمة التي أحدثها الجنرالات بانقلابهم على إرادة الشعب ونتائج الانتخابات. لجئ الشيخ إلى حمل السلاح لاسترداد حق الشعب. فقام هو ومن بقى من شيوخ الجبهة الذين فروا إلى الجبال بتأسيس ما يسمى بالجيش الإسلامي للإنقاذ ليكون الجناح المسلح لجبهة الانقاذ. وتم تأسيسه لأول الأمر في 1993 وكان له قيادتان إحداهما في شرق الجزائر يطلق عليها "اللجنة العسكرية في الشرق" ترأسها عند تأسيسها مدني مزراق، والثانية غربية يطلق عليها "اللجنة العسكرية في الغرب". وقد التأمت اللجنتان أواخر سنة 1994 لتنسقا عملهما تحت قيادة مشتركة ونتج عن ذلك المؤتمر تسلم مدني مزراق رئاسة الجيش الإسلامي للإنقاذ.
في عام 1994 بثت الجماعة المسلحة فيديو يظهر فيه محمد سعيد وعبدالرزاق رجّام وغيرهما من الجبهة يبايعون قائد الجماعة الإسلامية المسلحة. وكان الشيخ متفائلاً فرحاً بوحدة الفصائل المقاتلة تحت راية واحدة. وقد تبع تلك البيعة – بالرغم من رفض أمير الجيش الإسلامي للانقاذ مدني مرزاق الانضمام لها - انضمام عشرات الفصائل والجماعات الثانوية من مشرق الجزائر وغربه وولايات الوسط دخلت الوحدة وصارت الجماعة الإسلامية المسلحة تمثل أكثر من (95%) من المسلحين الذي صار عددهم بعشرات الآلاف مع حلول 1994 كما قيل.
استمر الشيخ في منهجه في التقريب بين التيارات الإسلامية إلى أن قتل عام 1995 على يد بعض أفراد الجماعة الإسلامية المسلحة – بعد انحرافها عن منهجها في خريف 1995 نشرت وسائل الإعلام خبر مقتل محمد السعيد من طرف الجماعة الإسلامية المسلحة، وكان خبر مقتله مقتضبا (قتل محمد السعيد من طرف جمال زيتوني في جبال الشريعة، بولاية البليدة)) دون أي تفاصيل أخرى، في حين، نشرت الجماعة الإسلامية المسلحة بيانا وقعه أميرها الوطني جمال زيتوني، قالت فيه أن (المجاهد محمد السعيد استشهد في معركة مع الطاغوت بمحاذاة الاربع طرق، في العيساوية، قرب تابلاط، بولاية المدية) ونعته الجماعة بحرارة وتوعدت بالإنتقام لمقتله وقع خبر إغتيال محمد السعيد كالصاعقة على رؤوس أبناء الصحوة الإسلامية داخل وخارج الجزائر لا سيما المسلحين، وسارعت الجماعة الإسلامية المسلحة - في أول الأمر - إلى اتهام الجيش الجزائري بأنه وراء إغتيال الشيخ. حيث قالت في بيانها " المجاهد محمد السعيد استشهد في معركة مع الطاغوت بمحاذاة الأربع طرق، في العيساوية، قرب تابلاط، بولاية المدية " وأصدرت مجلة "الأنصار " اللندنية - الناطقة باسم الجماعة المسلحة - بياناً ترحمت فيه على الشيوخ الشهداء وأثنت عليهم. بينما ردت عليها قيادات الجبهة في الخارج بأن الجماعة هي من قامت باغتيال الشيخ. ولم تمض سوى أيام قليلة لتصدر الجماعة بياناً آخر تبنت فيه الجماعة قتل الشيخ سعيد ومن معه. يقول الشيخ أبو مصعب السوري – في شهادته - : بعد ذلك بفترة وجيزة فاجأت الجماعة نشرة الأنصار بإرسال بيان تتبنى فيه قتل الشيخ (محمد السعيد) ورفاقه !! وزعمت أنهم كانوا بصدد إنقلاب وإتصالات بالحكومة للعودة إلى المسار الديمقراطي، وتهم أخرى في المنهج والبدع..و..و. وطلبوا من نشرة الأنصار نشر بيانهم بحذافيره في الحال. وأنهم سيرسلون إلى لندن تفاصيل محاكمتهم واعترافاتهم لاحقا.
وبعد ذلك زعمت قيادة الجماعة أن الاعترافات فقدت، ولا بد هنا من الإشارة إلى موقف قادة العمل الجهادي في العالم من جريمة قتل الشيخ وهذا الموقف ينقله الشيخ أبو مصعب السوري فيقول : إثر ذلك تنادى وجوه الجهاديين في لندن إلى إجماع أزمة وطوارئ، وحضر الكل.. من كل الطيف الجهادي، كانوا زهاء عشرين رجلا.. وكنت من بينهم، وحضر أبو قتادة الفلسطيني، وأبو الوليد الفلسطيني - وهم من المشرفين على مجلة الأنصار -، وإدارة الأنصار، وممثلون عن جماعة الجهاد المصرية، وكذلك عن الجماعة الليبية المقاتلة وآخرون من تونس والمغرب. وكانت خلاصة الاجتماع الذي أخذ شطر الليل. الإجماع على رفض الفعل والتنديد به بأشد الأساليب وبيان براءة الجهاديين من الموافقة عليه أو العلم به، وأقر المجتمعون اقتراحي بأن أصدر وكذلك أبو قتادة كل منا بيانا ينفي فيه علمه أيضا ويبدي استنكاره للفعل. ومع هذا صدرت مجلة الأنصار تؤيد هذا الفعل، مما دفع كثيرا من وجوه المجاهدين في لندن إلى الإستياء من أفعالها. ومما زاد الأمر سوءًا هي الأخبار التي كانت تأتي من الجزائر عن انحراف الجماعة الإسلامية وقيامها بتصفية الكثير من طلبة العلم والشيوخ والمجاهدين لا سيما اتباع الجماعة المقاتلة بليبيا الذين التحقوا بإخوانهم في الجزائر. وتورطها في كثير من المجازر ضد المدنيين الأبرياء في الريف. وليس هذا مجال مناقشة الجماعة الإسلامية وانحرافها وسبب هذا الانحراف. المهم أن قتل الشيخ كان جزءًا من مشهد للمذابح التي حدثت بعد ذلك على يد الجماعة والتي إلى اليوم لا يعرف سببها هل هو عبارة عن اختراق من قبل جهاز المخابرات الجزائري أم استغلال جهل المقاتلين من قبل الجيش الجزائري وتمرير أفكار الخوارج والتكفير إليهم أم هو مزيج بين الحالتين.. وروى أبو مصعب السوري عن بعض أصحاب الشيخ ما حدث للشيخ فيقول : ويقول أصحاب (محمد السعيد)، أن شيخهم ومجموعة من كبار إخوانه، قرروا بحكم الانتماء للجماعة، مراجعة جمال زيتوني المدغو أبو عبد الرحمان أمين أمير الجماعة الإسلامية المسلحة فيما يجري من انحرافات، ورغم نصيحة إخوانه وخوف الغدر عليه، أصر على محاولة الإصلاح وذهب، ودار حوار طويل عنيف، ارتحل بعده (السعيد) ومن معه لينصب لهم مجموعة من العناصر التابعة(لأمين) كمينا ويقتلونهم غدرا، ثم ليتهموهم فيما بعد بالمؤامرة على الجماعة ومحاولة الاتصال بالدولة للعودة للمسار الديمقراطي.
- نقله عنه أحد تلامذته قوله : إننا نعيش نهضة فقهية كبيرة ولكنها عرجاء تسير على قدم واحدة لأنها تفتقر إلى الأخلاق. - ومن اقواله أيضاً : " إما جبهة إسلامية أصيلة وإما السجون والمعتقلات "، - ومن نصائحه للشباب : ادعو إلى الله في كل مكان في الطرقات في الحافلات، اسمعوا كلمة الله في كل مكان.
- بيان محمد سعيد 1993
إلى الأشقاء والأبناء الذين نذروا أنفسهم لخدمة الإسلام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته في العاملين الصادقين المحتسبين لما يصيبهم في سبيل الله ولا يضعفون ولا يستكينون مهما حاصرتهم المحن من كل جانب وتكالب الأعداء ضدهم وتخاذل " الأشقاء " من حولهم. لا أكاتبكم من أجل التوجيه فأنتم والحمد لله في مستوى الثقة في رشدكم وقدرتكم على مواجهة الظرف العصيب الذي تجتازه الدعوة الإسلامية الأصيلة النقية الفعالة. أردت فقط أن أؤدي بعض حق التذكير نحوكم ببعض البديهيات التي لا تخفى على من في مستواكم، ولست بذلك أضيف جديدا إلى رصيدكم من البصر والتجربة. ان المحنة التي نجتازها نحن وأنتم أرادها الله تمحيصا للصفوف تحقيقا لسنته التي لا تتبدل، وهذا كنا قد توقعناه أن يجريه الله في بلادنا خاصة بعد أحداث 5 أكتوبر 1988 التي أفرزت واقعا موروثا عن سنوات لم تنم فيها القيادة الإسلامية نموا طبيعيا، فكان لا بد لسنة الله أن تجري في التاريخ لتنفي الخبث البشري عن أقدس قضية – قضية الإسلام – " وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء".
1- إن المحنة التي نجتازها نحن وأنتم أرادها الله تمحيصا للصفوف تحقيقا لسنته التي لا تتبدل، وهذا كنا قد توقعناه أن يجريه الله في بلادنا خاصة بعدأحداث 5 أكتوبر 1988 التي أفرزت واقعا موروثا عن سنوات لم تنم فيها القيادة الإسلامية نموا طبيعيا، فكان لا بد لسنة الله أن تجري في التاريخ لتنفي الخبث البشري عن أقدس قضية – قضية الإسلام – " وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء".
2- إن الحملة المسعورة ضدكم على مستوى الإعلام إنما تديرها الجهات التي تعلم بالضبط أين القلاع المحصنة التي جمع الله لها – إن شاء الله – صدق التوجه وحسن الأداء والرفض الجازم لكل بيع وشراء في قضية " لتبلون في أموالكم وأنفسكم". وينبغي أن تواجهوها بصبر وثبات ويقين راسخ بأن الخط الذي سرنا عليه – إذن – كان سويا مادام أعداء المشروع الإسلامي يعادوننا ويعملون على إقصائنا من ميدان الصراع من أجل الإسلام.
3- إن هذه الحملة أرادها الله لتعرف المجتمع بكم وبما وقفتم من مواقف شريفة مجردة إلى جانب الإسلام وقضيته، وهم بهذا – دون شعور منهم – يرسمون للجماهير سهم الإتجاه نحو القيادة الرشيدة التي يعقد عليها الأمل في دفع المشروع الإسلامي قدما. الشيخ محمد السعيد
4- إن ما يعتبره الأعداء والخصوم مذمة لكم ينشرونها على صفحات الجرائد، هي في الحقيقة مناقب يسجلها التاريخ في سجل فخاركم، لأن مواقفنا كلها مؤصلة، راعينا فيها الجانب الشرعي ومصلحة البلاد على ضوء المعطيات المحلية والعالمية.
و أما ما حدث فهو قدر الله أولا وأخيرا ثم المؤامرة على المشروع الإسلامي تم حبك خيوطها في مخابر الإجرام الحضاري المحلية والعالمية، وهذا لا يمنع أننا سنضطر في ما لنا من نصيب المسؤولية في الوقت المناسب.
5 - إن المحن دائما غالبا ما تعقبها انقسامات بسبب التراشق بالتهم حول تحديد مسؤولية عواقب الأحداث، ولهذا حذار من الإسترسال في النقد غير البناء خاصة في مثل هذا الظرف الدقيق، وعليه فالواجب هو التماسك والثبات على أن يأتي يوم تعقد فيه لقاءات للتقويم ودراسة المسيرة... لاستخلاص الدروس والعبر. إن العدو يستهدفكم فكونوا على جانب كبير من الحذر والحيطة، لأنه قد تبين له أنكم الصف الوحيد الذي لم يخترقه- بإذن الله- وأنكم يأبى عليكم دينكم ورجولتكم أن تتركوا الإسلام وقضيته إلى السوق. فالأنظمة الجائرة إما أن تأكل من يدها أو تضربك.
6 - إن العدو يستهدفكم فكونوا على جانب كبير من الحذر والحيطة، لأنه قد تبين له أنكم الصف الوحيد الذي لم يخترقه- بإذن الله- وأنكم يأبى عليكم دينكم ورجولتكم أن تتركوا الإسلام وقضيته إلى السوق. فالأنظمة الجائرة إما أن تأكل من يدها أو تضربك.
7 - حافظوا على العمل التربوي مهما كانت الظروف لأنه قد تبين أن الرصيد الإحتياطي الإستراتيجي للدعوة الإسلامية هو ما تخرجه مدارس التربية الأصيلة الفعالة من الرجال الصادقين الأكفاء الذين يهبون عند الفزع ويفسحون الطريق لغيرهم عند الطمع.
8 - فيما يتعلق بالجبهة اعملوا كل ما من شأنه أن يجمع صفها ويضمد جراحها مع ضرورة بقائها على الخط الأصيل الذي سطره الشعب بالتضحيات الجسام بالنفس والنفيس، فإنها أمل الأمة، ولهذا ترون أعداء الإسلام يركزون في حملتهم عليكم إذ تمثلون في نظرهم ضمان استمرارها.
" إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون " محمد السعيد 1993 -
بسم الله الرحمان الرحيم
إن العبد لله يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأن الجنة حق وأن النار حق وأن الساعة آتية وأن الله يبعث من في القبور.
إني والحمد لله على عقيدة أهل السنة والجماعة على ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ومن تبعهم بإحسان.
إني أؤمن بأن الإسلام عقيدة وشريعة وآداب وأخلاق، وعلى الأمة أن تقيم حياتها الفردية والجماعية – على مستوى المجتمع والدولة – على أساس ما شرع الله.
إن الإجتهاد فريضة كفائية تطلب به الأمة حاجتها من النظم والتشريعات بشرط ألا يعارض قطعيا من النصوص أو المقاصد.
إن الجهاد فريضة شرعية ماضية إلى يوم القيامة لإقامة شرع الله وحراسة دار الإسلام من العدوان الخارجي أو الطغيان الداخلي.
إن الشورى واجبة فيما لم يرد فيه نص، تسير بها شؤون الأمة في تعيين الحكام واتخاذ القرارات. أوصيكم بتقوى الله والعمل الصالح وصلة الرحم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإقامة شعائر الدين والمساهمة في كل عمل خيري ينفع الأمة دينا ودنيا، وعفوا عن محارم الله، واجتنبوا الكسل فإنه باب من أبواب الفقر، وتعاونوا فيما بينكم على البر والتقوى. وحافظوا على شرفكم فإنه لا حياة لمن لا شرف له.
أوصيكم بتقوى الله والعمل الصالح وصلة الرحم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإقامة شعائر الدين والمساهمة في كل عمل خيري ينفع الأمة دينا ودنيا، وعفوا عن محارم الله، واجتنبوا الكسل فإنه باب من أبواب الفقر، وتعاونوا فيما بينكم على البر والتقوى.
و حافظوا على شرفكم فإنه لا حياة لمن لا شرف له.
وفقكم الله لما فيه خيركم وخير الأمة.
و لا تنسونا بالدعاء الصالح، والتمسوا لي المغفرة من الله ثم من كل من أسأت إليه عالما أو جاهلا.
إني قد أخذت على نفسي ألا أنحاز إلى الباطل، وإنما أكتتب دوما في صف الحق والإسلام مهما كلفني من ثمن
و أرجو أن لا تحكموا علي بالإدانة فيما لم تفهموه من مواقفي، فخلوا بيني وبين الغفور الرحيم. فإني قد أخذت على نفسي ألا أنحاز إلى الباطل، وإنما أكتتب دوما في صف الحق والإسلام مهما كلفني من ثمن.
قال تعالى: " وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون " - هذه وصية العبد لله محمد سعيد بن أرزقي بن أحمد بن مزاري الذي ينتهي نسبه إلى علي بن عثمان الزواوي المنجلاتي إلى الحسن بن علي ما، إلى أبنائه وأقاربه وكل من يقرأها.
إلى الأشقاء والأبناء الذين نذروا أنفسهم لخدمة الإسلام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته في العاملين الصادقين المحتسبين لما يصيبهم في سبيل الله ولا يضعفون ولا يستكينون مهما حاصرتهم المحن من كل جانب وتكالب الأعداء ضدهم وتخاذل " الأشقاء " من حولهم. لا أكاتبكم من أجل التوجيه فأنتم والحمد لله في مستوى الثقة في رشدكم وقدرتكم على مواجهة الظرف العصيب الذي تجتازه الدعوة الإسلامية الأصيلة النقية الفعالة. أردت فقط أن أؤدي بعض حق التذكير نحوكم ببعض البديهيات التي لا تخفى على من في مستواكم، ولست بذلك أضيف جديدا إلى رصيدكم من البصر والتجربة. ان المحنة التي نجتازها نحن وأنتم أرادها الله تمحيصا للصفوف تحقيقا لسنته التي لا تتبدل، وهذا كنا قد توقعناه أن يجريه الله في بلادنا خاصة بعد أحداث 5 أكتوبر 1988 التي أفرزت واقعا موروثا عن سنوات لم تنم فيها القيادة الإسلامية نموا طبيعيا، فكان لا بد لسنة الله أن تجري في التاريخ لتنفي الخبث البشري عن أقدس قضية – قضية الإسلام – " وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء".
1- إن المحنة التي نجتازها نحن وأنتم أرادها الله تمحيصا للصفوف تحقيقا لسنته التي لا تتبدل، وهذا كنا قد توقعناه أن يجريه الله في بلادنا خاصة بعدأحداث 5 أكتوبر 1988 التي أفرزت واقعا موروثا عن سنوات لم تنم فيها القيادة الإسلامية نموا طبيعيا، فكان لا بد لسنة الله أن تجري في التاريخ لتنفي الخبث البشري عن أقدس قضية – قضية الإسلام – " وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء".
2- إن الحملة المسعورة ضدكم على مستوى الإعلام إنما تديرها الجهات التي تعلم بالضبط أين القلاع المحصنة التي جمع الله لها – إن شاء الله – صدق التوجه وحسن الأداء والرفض الجازم لكل بيع وشراء في قضية " لتبلون في أموالكم وأنفسكم". وينبغي أن تواجهوها بصبر وثبات ويقين راسخ بأن الخط الذي سرنا عليه – إذن – كان سويا مادام أعداء المشروع الإسلامي يعادوننا ويعملون على إقصائنا من ميدان الصراع من أجل الإسلام.
3- إن هذه الحملة أرادها الله لتعرف المجتمع بكم وبما وقفتم من مواقف شريفة مجردة إلى جانب الإسلام وقضيته، وهم بهذا – دون شعور منهم – يرسمون للجماهير سهم الإتجاه نحو القيادة الرشيدة التي يعقد عليها الأمل في دفع المشروع الإسلامي قدما. الشيخ محمد السعيد
4- إن ما يعتبره الأعداء والخصوم مذمة لكم ينشرونها على صفحات الجرائد، هي في الحقيقة مناقب يسجلها التاريخ في سجل فخاركم، لأن مواقفنا كلها مؤصلة، راعينا فيها الجانب الشرعي ومصلحة البلاد على ضوء المعطيات المحلية والعالمية.
و أما ما حدث فهو قدر الله أولا وأخيرا ثم المؤامرة على المشروع الإسلامي تم حبك خيوطها في مخابر الإجرام الحضاري المحلية والعالمية، وهذا لا يمنع أننا سنضطر في ما لنا من نصيب المسؤولية في الوقت المناسب.
5 - إن المحن دائما غالبا ما تعقبها انقسامات بسبب التراشق بالتهم حول تحديد مسؤولية عواقب الأحداث، ولهذا حذار من الإسترسال في النقد غير البناء خاصة في مثل هذا الظرف الدقيق، وعليه فالواجب هو التماسك والثبات على أن يأتي يوم تعقد فيه لقاءات للتقويم ودراسة المسيرة... لاستخلاص الدروس والعبر. إن العدو يستهدفكم فكونوا على جانب كبير من الحذر والحيطة، لأنه قد تبين له أنكم الصف الوحيد الذي لم يخترقه- بإذن الله- وأنكم يأبى عليكم دينكم ورجولتكم أن تتركوا الإسلام وقضيته إلى السوق. فالأنظمة الجائرة إما أن تأكل من يدها أو تضربك.
6 - إن العدو يستهدفكم فكونوا على جانب كبير من الحذر والحيطة، لأنه قد تبين له أنكم الصف الوحيد الذي لم يخترقه- بإذن الله- وأنكم يأبى عليكم دينكم ورجولتكم أن تتركوا الإسلام وقضيته إلى السوق. فالأنظمة الجائرة إما أن تأكل من يدها أو تضربك.
7 - حافظوا على العمل التربوي مهما كانت الظروف لأنه قد تبين أن الرصيد الإحتياطي الإستراتيجي للدعوة الإسلامية هو ما تخرجه مدارس التربية الأصيلة الفعالة من الرجال الصادقين الأكفاء الذين يهبون عند الفزع ويفسحون الطريق لغيرهم عند الطمع.
8 - فيما يتعلق بالجبهة اعملوا كل ما من شأنه أن يجمع صفها ويضمد جراحها مع ضرورة بقائها على الخط الأصيل الذي سطره الشعب بالتضحيات الجسام بالنفس والنفيس، فإنها أمل الأمة، ولهذا ترون أعداء الإسلام يركزون في حملتهم عليكم إذ تمثلون في نظرهم ضمان استمرارها.
" إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون " محمد السعيد 1993 -
بسم الله الرحمان الرحيم
إن العبد لله يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأن الجنة حق وأن النار حق وأن الساعة آتية وأن الله يبعث من في القبور.
إني والحمد لله على عقيدة أهل السنة والجماعة على ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ومن تبعهم بإحسان.
إني أؤمن بأن الإسلام عقيدة وشريعة وآداب وأخلاق، وعلى الأمة أن تقيم حياتها الفردية والجماعية – على مستوى المجتمع والدولة – على أساس ما شرع الله.
إن الإجتهاد فريضة كفائية تطلب به الأمة حاجتها من النظم والتشريعات بشرط ألا يعارض قطعيا من النصوص أو المقاصد.
إن الجهاد فريضة شرعية ماضية إلى يوم القيامة لإقامة شرع الله وحراسة دار الإسلام من العدوان الخارجي أو الطغيان الداخلي.
إن الشورى واجبة فيما لم يرد فيه نص، تسير بها شؤون الأمة في تعيين الحكام واتخاذ القرارات. أوصيكم بتقوى الله والعمل الصالح وصلة الرحم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإقامة شعائر الدين والمساهمة في كل عمل خيري ينفع الأمة دينا ودنيا، وعفوا عن محارم الله، واجتنبوا الكسل فإنه باب من أبواب الفقر، وتعاونوا فيما بينكم على البر والتقوى. وحافظوا على شرفكم فإنه لا حياة لمن لا شرف له.
أوصيكم بتقوى الله والعمل الصالح وصلة الرحم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإقامة شعائر الدين والمساهمة في كل عمل خيري ينفع الأمة دينا ودنيا، وعفوا عن محارم الله، واجتنبوا الكسل فإنه باب من أبواب الفقر، وتعاونوا فيما بينكم على البر والتقوى.
و حافظوا على شرفكم فإنه لا حياة لمن لا شرف له.
وفقكم الله لما فيه خيركم وخير الأمة.
و لا تنسونا بالدعاء الصالح، والتمسوا لي المغفرة من الله ثم من كل من أسأت إليه عالما أو جاهلا.
إني قد أخذت على نفسي ألا أنحاز إلى الباطل، وإنما أكتتب دوما في صف الحق والإسلام مهما كلفني من ثمن
و أرجو أن لا تحكموا علي بالإدانة فيما لم تفهموه من مواقفي، فخلوا بيني وبين الغفور الرحيم. فإني قد أخذت على نفسي ألا أنحاز إلى الباطل، وإنما أكتتب دوما في صف الحق والإسلام مهما كلفني من ثمن.
قال تعالى: " وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون " - هذه وصية العبد لله محمد سعيد بن أرزقي بن أحمد بن مزاري الذي ينتهي نسبه إلى علي بن عثمان الزواوي المنجلاتي إلى الحسن بن علي ما، إلى أبنائه وأقاربه وكل من يقرأها.
رمي سيد المفتين والمستفتين في المجتمعات الإسلامية عن مشكلات تواجههم بالسخرية بالإسلام
=سيد قطب يصف ا لعولمة والفجار بالإخلاص ويضمن لهم الحرية ويصف العلماء بالمحترفين ويسميهم رجال الدين ويتوعدهم بالإذلال والاستعباد
=سيد قطب يصف ا لعولمة والفجار بالإخلاص ويضمن لهم الحرية ويصف العلماء بالمحترفين ويسميهم رجال الدين ويتوعدهم بالإذلال والاستعباد
ويقول : ( . . . وبعد، فليطمئن المخلصون من المفكرين ورجال الفنون ومن إليهم أن حكم الإسلام لن يسلمهم إلى المشانق والسجون ، ولن يكبت أفكارهم ويحطم أقلامهم وينبذهم من حمايته ورعايته ، ولا يأخذوا الصيحات التافهة التي يصيحها اليوم رجال الدين المحترفون في وجه بعض الكتب وبعض الأفكار حجة ! ! فإنما هذه الصيحات تجارة رابحة اليوم وحرفة كاسبة، لأنهم يعيشون في عهد الإقطاع الذي يقيمهم حراسا لمظالمه وجرائمه ، ولكي يبرروا وجودهم في أعين الجماهير يطلقون هذه الصيحات الفارغة بين الحين والحين ، فأما حين يكون الحكم للإسلام ، فلن يبقى لهؤلاء عمل ، فسيكونون مجندين لعمل منتج نافع ، هم وبقية المتعطلين المتمسكعين من كبار الملاك ورجال الأموال ، ومن الموظفين والمستخدمين في الدواوين ، ومن أحلاس المقاهي والمواخير والحانات ، ومن المشردين في الشوارع والطرقات أو المصطلين للشمس حول الأجران . . . وكلهم في التبطل والتسكع سواء ، بعضهم كاره مضطر، وبعضهم كسول خامل ، وبعضهم مستغل مستهتر ([1]) .
أقول :
أولا: من هم هؤلاء المخلصون من المفكرين ورجال الفنون الذين يخافون من حكم الإسلام . . . إلخ .
ثانيا: ما هي أفكارهم التي يضمن لها سيد أنها لن تكبت وأن أقلامهم لن تحطم .
فهل هم مسلمون ؟
يغلب على ظني أنهم الاشتراكيون والعلمانيون والشيوعيون وسائر مرضى القلوب والنفوس.
وإذا كانوا كذلك ، فهل الإسلام سيطلق لهم العنان ينشرون كفرهم وإلحادهم تسيل بهما أفواههم وأقلامهم المسمومة، وهل سيرعاهم الإسلام ويضمهم إلى كنف حمايته ورعايته؟
أما الإسلام الحق فيقول : {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدْ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}([2])
ويقول : {لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلا قَلِيلاً * مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلاً}([3])
ثالثا: من هم رجال الدين المحترفون ؟
وما هي الأفكار والكتب التي صاحوا في وجهها تلك الصيحات التافهة كما يزعم سيد ؟
من هم أولئك المحترفون المتاجرون ؟
من الجلي الواضح أن صيحاتهم كانت في وجه الاشتراكية الماركسية التي لبست لباس الإسلام ، وغيرها من ألوان الضلال ، وأن فيهم كوكبة من أعلام الهدى في مصر ، مثل : عبد الظاهر أبو السمح ، وعبد الرزاق حمزة، ومحمد حامد الفقي ، وعبد الرزاق عفيفي ، ومحمد خليل هراس ، وأحمد محمد شاكر، وعبد الرحمن الوكيل ، ومحب الدين الخطيب ، وأبو الوفاء درويش .
وفي الجزيرة العربية مثل مفتي المملكة العربية السعودية الشيخ العلامة محمد بن إبراهيم ، والشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله ابن باز، والشيخ عبد الله بن حميد، والشيخ العلامة عبد الرحمن ابن سعدي ، والشيخ العلامة عبد الرحمن المعلمي ، وتقي الدين الهلالي ، وغيره في المغرب العربي ، والشيخ العقبي ، وابن باديس ، وغيرهما من جمعية العلماء في الجزائر وعلماء أهل الحديث في الهند وباكستان ، وغيرهم ممن طار صيتهم من علماء المنهج السلفي وكانوا ضد كل ضلال وانحراف.
رابعا: أليس في هؤلاء الذين يخافون حكم الإسلام مرتدون عن الإسلام من الشيوعيين والزنادقة؟
فما حكم الإسلام فيهم ؟
أما إسلام الصحابة وأبي بكر - رضي الله عنهم - فحكمه فيهم استئصال شأفتهم بالسيف ؟ لأنهم مرتدون . . . وأما إسلام سيد قطب وحكمه فيهم بالتدليل وضمان الحرية لهم ولأقلامهم وأفكارهم والحماية والرعاية لهم ولمبادئهم وكتبهم التي يصيح بها التافهون والمحترفون من قراء كتب السنة والفقه إن بقيت لهم أصوات لم تخنق ولم تكبت في دولة سيد قطب .
خامسا: انظر ماذا كان يبيت سيد قطب للعلماء الذين يسميهم رجال الدين ؟! وماذا كان يبيت لأصحاب الأموال والموظفين وغيرهم لو وصل إلى دفة الحكم ؟! أي جحيم كانوا سيلقون في أتونها في هذه الحكومة ؟
إنه سيجرد العلماء من مناصبهم وسيجرد كبار الملاك ورجال الأموال من ممتلكاتهم وأموالهم وأصحاب الوظائف من وظائفهم وسيسوقهم بسياط الاستعباد والاستذلال كالحمير والبغال لعمل منتج في دولة لا تعرف الرحمة يتربع قمتها هو والمفكرون ورجال الفنون والجلادون من الضباط الاحرار الذين تربوا على فكره ونظرياته التي لا ترحم والتي يلبسها لباس الإسلام مع الأسف الشديد .
سادسا: أي استهانة بالعلماء هذه التي تحشر العلماء مع أحلاس المقاهي والمواخير والحانات . . . إلخ .
فإذا جاء من ينتقد سيد قطب بحق قامت الدنيا ولم تقعد واعتبر نقده إغراء على العلماء وتشذيبا لهم. ========
ويقول : (والإسلام نظام اجتماعي متكامل تترابط جوانبه وتتساند، وهو نظام يختلف في طبيعته وفكرته عن الحياة ووسائله في تصريفها، يختلف في هذا كله عن النظم الغربية وعن النظم المطبقة اليوم عندنا، يختلف اختلافا كليا أصلا عن هذه النظم ، ومن المؤكد أنه لم يشترك في خلق المشكلات القائمة في المجتمع اليوم ، إنما نشأت هذه المشكلات عن طبيعة النظم المطبقة في المجتمع ومن إبعاد الإسلام عن مجال الحياة .
ويقول : (والإسلام نظام اجتماعي متكامل تترابط جوانبه وتتساند، وهو نظام يختلف في طبيعته وفكرته عن الحياة ووسائله في تصريفها، يختلف في هذا كله عن النظم الغربية وعن النظم المطبقة اليوم عندنا، يختلف اختلافا كليا أصلا عن هذه النظم ، ومن المؤكد أنه لم يشترك في خلق المشكلات القائمة في المجتمع اليوم ، إنما نشأت هذه المشكلات عن طبيعة النظم المطبقة في المجتمع ومن إبعاد الإسلام عن مجال الحياة .
ولكن العجيب بعد هذا أن يكثر استفتاء الإسلام في تلك المشكلات ، وأن يطلب لها عنده حلول ، وأن يطلب رأيه في قضايا لم ينشئها هو ولم يشترك في إنشائها.
العجب أن يستفتى الإسلام في بلاد لا تطبق نظام الإسلام ، في قضايا من نوع (المرأة والبرلمان ) ، و(المرأة والعمل ) ، و(المرأة والاختلاط ) ، و(مشكلات الشباب الجنسية) وما إليها ، وأن يستفتيه في هذا وأمثاله ناس لا يرضون للإسلام أن يحكم ، بل إنه ليزعجهم أن يتصوروا يوم يجيء حكم الإسلام.
والأعجب من أسئلة هؤلاء أجوبة رجال الدين ودخولهم مع هؤلاء السائلين في جدل حول رأي الإسلام وحكم الإسلام في مثل هذه الجزئيات ، وفي مثل هذه القضايا، في دولة لا تحكم بالإسلام.
ما للإسلام اليوم وأن تدخل المرأة البرلمان أو لا تدخل ؟ ! ماله وأن يختلط الجنسان أو لا يختلطان ؟
ما له وأن تعمل المرأة أو لا تعمل ؟
ما له وما لأي مشكلة من مشكلات النظم المطبقة في هذا المجتمع الذي لا يدين للإسلام ولا يرضى حكم الإسلام ؟
وما بال هذه الجزئيات وأمثالها هي التي يطلب أن تكون وفق نظام الإسلام ، ونظام الإسلام كله مطرود من قوانين الدولة ، مطرود من حياة الشعب ؟!
إن الإسلام كل لا يتجزأ، فإما أن يؤخذ جملة وإما أن يترك جملة.
أما أن يستفتى الإسلام في صغار الشؤون ، وأن يهمل في الأسس العامة التي تقوم عليها الحياة والمجتمع ، فهذا هو الصغار الذي لا يجوز لمسلم - فضلا على عالم دين - أن يقبله للإسلام ، إن جواب أي استفتاء عن مشكلة جزئية من مشكلات المجتمعات التي لا تدين بالإسلام ولا تعترف بشرعيته أن يقال : حكموا الإسلام أولا في الحياة كلها، ثم اطلبوا بعد ذلك رأيه في مشكلات الحياة التي ينشئها هو لا التي أنشأها نظام آخر مناقض للإسلام...
إنني أعتبر كل استفتاء للإسلام في قضية لم تنشأ من تطبيق النظام الإسلامي ، والإسلام كله مطرود من الحياة، إنني أعتبر كل استفتاء من هذا النوع سخرية من الإسلام ، كما أعتبر الرد على هذا الاستفتاء مشاركة في هذه السخرية من أهل الإفتاء، والذين يصرخون اليوم طالبين منع المرأة من الانتخاب باسم الإسلام ، أو منعها من العمل باسم الإسلام ، أو إطالة أكمامها وذيلها باسم الإسلام ، ليسمحوا لي مع تقديري لبواعثهم النبيلة أن أقول لهم : إنهم يحيلون الإسلام إلى هزأة وسخرية، لأنهم يحصرون المشكلة كلها في هذه الجزئيات .
إن طاقاتهم كلها يجب أن تنصرف إلى تطبيق النظام الإسلامي والشريعة الإسلامية في كل جوانب الحياة. . . يجب أن يأخذوا الإسلام جملة وأن يدعوه يؤدي عمله في الحياة جملة، فهذا هو الأليق لكرامة الإسلام وكرامة دعاة الإسلام.
هذا إذا كانوا جادين في الأمر، مخلصين في الدعوة . . . أما إذا كان الغرض هو الضجيج الذي يلفت النظر، وهو في ذات الوقت مأمون لا خطر فيه ، فذلك شأن آخر أحب أن أنزه عنه على الأقل بعض الهيئات والجماعات)([1])
أقول:
أولا: إن سيد قطب قد أداه حماسه لتطبيق الشريعة على فهمه إلى أمرين خطيرين:
أحدهما: سد باب الإفتاء والاستفتاء واتهام المفتين والمستفتين بالسخرية بالإسلام.
فالسؤال من أناس مسلمين يعتزون بإسلامهم ويتطلعون إلى دينهم ليعالج مشاكلهم فينفذون منه ما يستطيعون.
والمفتون يفتون بما يفهمون ويعملون من حلول إسلامية لمجتمع مسلم فرضت عليه قوانين غير إسلامية فرضا من عدو مستعمر.
ألا يدل هذا الإفتاء والاستفتاء على احترام الناس لدينهم وحبهم له وثقتهم فيه؟
وألا يدل على أن العلماء يعتزون بدينهم ويحرصون على ربط الناس به وفزعهم إليه عند المشكلات والملمات التي تلم بهم ؟
ثانيهما : وهو الأخطر، وهو رمي المجتمعات الإسلامية بأنها لا تدين بالإسلام ، فهذه دندنة حول تكفيرهم.
انظر إلى قوله : (ما له ولأي مشكلة من مشكلات النظم المطبقة في هذا المجتمع الذي لا يدين للإسلام ولا يرضى حكم الإسلام).
انظر إلى قوله : (إن جواب أي استفتاء عن مشكلة جزئية من مشكلات المجتمعات التي لا تدين بالإسلام ولا تعترف بشريعته أن يقال : حكموا الإسلام أولا في الحياة كلها ثم اطلبوا بعد ذلك رأيه في مشكلات الحياة التي ينشئها هو).
وهكذا ينظر إلى المجتمعات الإسلامية بهذا المنظار ويحكم عليهم بهذه الأحكام ، لا في هذا الكتاب ، بل في كل كتبه أو جلها.
ثم هل الإسلام ينشيء المشاكل ؟ حاشاه من ذلك !
إنما هو يعالج المشاكل التي ينشئها أهل الأهواء والضلال والفسوق والنفاق.
ثانيا : إن معظم رسل الله صلوات الله وسلامه عليهم أرسلهم الله إلى أمم تعبد الأوثان وترتكب المحرمات والفواحش ليعالجوا المشاكل التي أنشأتها جاهلياتهم ووثنياتهم ، فدعوا إلى توحيد الله ونهوا عن الشرك ونهوا عن الفواحش والمحرمات التي تمارسها تلك الأمم ، وقد أنشأتها جاهلياتهم ، ويتقدمون إلى تلك الأمم الكافرة الجاحدة الكنودة بالزواجر والنواهي والتحذير والإنذار من مخالفتها، كل ذلك وأممها ترفض ذلك .
كل ذلك ولم يكن لهم دول ولا أنظمة.
ولم يقولوا: ما للإسلام وهذه المشكلات التي لم ينشئها ؟! وما للإسلام والفواحش والمنكرات التي لم يشارك في إنشائها ؟! ولم يقفوا مكتوفي الأيدي حتى تقوم لهم دول وحكومات ، وإنما يبلغون رسالات الله في حدود طاقاتهم .
قال تعالى عن شعيب : { وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وَلا تَنقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ} هود : 84 .
وقال عن لوط عليه السلام : { وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ الْعَالَمِينَ} العنكبوت : 28
وقال تعالى عن العبد الصالح لقمان : { وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَابُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} لقمان : 13
{ يَابُنَيَّ أَقِمْ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنْ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُور * وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} لقمان : 17 - 18
ولقد واجه رسول الله صلى الله عليه وسلم الجاهلية في العهد المكي ، وهي في شركها منغمسة في كثير من الانحرافات الأخلاقية والاجتماعية، وليس له دولة، فدعا إلى التوحيد ونبذ الأوثان وخلعها، وحارب الفواحش والمنكرات والمحرمات ، ولم يقل : ما لي ولهذه المنكرات التي لم يشارك الإسلام في إنشائها ؟ !
قال تعالى لرسوله الكريم : { قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ * وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}([2])
وقد عالجت السور المكية كثيرا من المشاكل الاجتماعية والأخلاقية والاقتصادية، وإن كان محور الدعوة الأصيل هو التوحيد ومحاربة الشرك.
ولا سيما هذه السورة المكية سورة الأنعام التي استشهدنا بالآيتين السابقتين منها، فإن فيها بالإضافة إلى ما سبق تحريم الميتة ولحم الخنزير والدم وما أهل به لغير الله.
كل ما ذكرناه كان في مجتمعات جاهلية.
فكيف بمجتمع يدين بالإسلام ؟
فإذا سأل سائل وأجابه مفت عالم ، استنكر ذلك سيد قطب واعتبر الاستفتاء والإفتاء سخرية بالإسلام . . . إلى آخر ما اعترض به سيد قطب على المفتين والمستفتين وإلى آخر تكفيره للمجتمعات الإسلامية.
إن الله يبغض الفواحش أشد البغض ، ولا أحد أغير من الله ، من أجل ذلك حرم الفواحش.
عن المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه - قال : قال سعد بن عبادة : لو رأيت رجلا مع امرأتي لضربته بالسيف غير مصفح ، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : "تعجبون لغيرة سعد، والله لأنا أغير منه ، والله أغير مني ، ومن أجل غيرة الله حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن "([3])
فكيف يقول سيد قطب : (ما للإسلام اليوم وأن تدخل المرأة في البرلمان أو لا تدخل ، وأن يختلط الجنسان أو لا يختلطان . . . إلخ).
ما هكذا الدعوة إلى تطبيق نظام الإسلام بإزهاق آخر نفس للإسلام ، ثم يدعو إلى إنشاء مجتمع إسلامي جديد في خيال سيد بعد الحكم على المجتمعات الإسلامية بالكفر
ما هكذا يكون الإصلاح
وما هكذا يا سعد تورد الإبل
ثالثا: يجب أن يفهم العقلاء نوع الحكم الذي يتحمس له سيد قطب ويكفر الناس المحكومين قبل الحكام من أجله لأنهم لم يطبقوه.
إنه حكم يختلس من الديمقراطية إنشاء البرلمانات والانتخابات تحت ستار الشورى الإسلامية يشارك في قمتها وإدارة دفتها اليهود والنصارى والعلمانيون تحت ستار أن لهم ما للمسلمين وعليهم ما على المسلمين وقبلهم الروافض وغلاة الصوفية القبورية، وسيكون من علامات تقدمها إنشاء الكنائس والبيع وتشييد القبور والحسينيات ، وإنشاء مجلس أعلى للصوفية يتبعه إدارة أو إدارات للأضرحة تجبي غلال صناديق النذور ! !
ويستل من الشيوعية الحمراء الاشتراكية المدمرة التي تبدأ بالعلماء فتجردهم من مناصبهم لأنهم يساندون النظام الإقطاعي ، وينتزع من كبار الملاك أراضيهم ودورهم ، ويعرج على أصحاب الأموال يبتز أموالهم لأنهم إقطاعيون ورأسماليون ، ويطرد الموظفين والمستخدمين من وظائفهم ، ثم يسوق الجميع بسياط الاشتراكية إلى المصانع والمعامل والحقول الزراعية المؤممة ، وكل هذا وذاك سيكون باسم الإسلام ، واشتراكية الإسلام ، وعدالة الإسلام ، الإسلام الذي يقول عنه سيد قطب : (إنه يصوغ من الشيوعية والمسيحية معا مزيجا كاملا يتضمن أهدافهما ويزيد عليهما بالتناسق والتوازن والاعتدال ) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق