الخميس، 19 يناير 2017

.التشابه بين الاخوان والشيعة التقية=وحرية التكفير.. أأبو جهل أعقل من الاخوان السلمين=====.التشابه بين الاخوان والشيعة التقية
ومضي الإخوان حتى عصرهم الحالى فى هذا الغلو المتواتر , والذى لم يقف عند حد , فاتخذوا من مؤلفات البنا قدس الأقداس وأصبحت عندهم بديلا للقرآن والسنة وأقوال العلماء على مر العصور , ولم يخل الأمر من صفاقة فى بعض الأحيان ,
فالباحث الإخوانى سامح عيد يروى أنه تعرض للتحقيق الداخلى فى الجماعة عندما ناقش إحدى القضايا وقال ( أخطأ فيها الإمام البنا )
فقامت قيامة الإخوان , ولما سألوه فى التحقيق وعنفوه على هذا القول غير اللائق ! , أحب سامح عيد أن يذكرهم بأن نبي الله موسي عليه السلام فى قصته مع الخضر تعجل الإجابات وأنكر عليه الخضر ذلك ,
فعلق المحقق فى تبجح منقطع النظير ( وايه يعنى يا آخى , سيدنا موسي أخطأ يا آخى فيها ايه )
أى أنهم قبلوا بأن يقال موسي عليه السلام أخطأ , ولم يقبلوا أن يقال هذا بحق البنا ..
وهناك رسالات مختصرة ــ ومؤلفات البنا كلها كذلك ــ ومن ضمنها رسالة ( الأصول العشرين لدعوة الإخوان المسلمين ) وهى كلام لا يغنى ولا يسمن من جوع ومع ذلك صدرت حقها وحق كل رسائل البنا عشرات الشروحات التى عكف عليها كبار الإخوان , وبلغت ــ وفق إحصاء الخرباوى ــ مائة وخمسين مؤلفا , كلها تهتم بشرح وتمحيص مؤلفات البنا الهزيلة واستخراج الدروس والعبر منها ..
فى نفس الوقت الذى لا تجد فيها لعلماء ودعاة الإخوان كتابا واحدا يهتم بالقرآن والسنة شرحا أو تفسيرا أو استخراجا للأحكام !!
ومنذ عدة سنوات قامت قناة ( المستقلة ) التى تبث من لندن ببث برنامجها الشهير للمناظرات العلمية ــ وهو تقليد علمى رفيع للقناة ــ وكان هذا الموسم موعدا لمناظرة بين مختلف الفرق والتيارات الإسلامية حول حقيقة التوحيد وأبعاد خطر الشرك ــ عياذا بالله ــ على المسلم ..
وشارك علماء من الشيعة ومن السلفية ومن الصوفية , واختارت القناة القطب الإخوانى الكبير ( جمعة أمين ) ليكون ممثلا للإخوان فى المناظرة وجمعة أمين هو الملقب بالأمين على الأصول العشرين , واحتدم الجدل والنقاش حول الشركيات التى يرتكبها الصوفية والشيعة فى أضرحة الأولياء والصالحين , وقويت شوكة التيار السلفي فى المناظرة بالطبع لأن التوحيد هو قضيتهم الأساسية التى لو اكتفوا بها وابتعدوا عن السياسة لكانوا بحق أمناء على العقيدة الإسلامية الصحيحة التى تحصر الأدلة بالقرآن والسنة فى مجال العقائد ..
الذى يهمنا فى الموضوع أن جمعة أمين مارس التقية بوضوح فى المناظرة عندما ناصر الجانب السلفي فى المناظرة , لأن حقيقة عقيدة الإخوان أقرب ما تكون للشيعة والصوفية فى هذا الشأن , ويكفي أن حسن البنا نفسه كان صوفيا على الطريقة الحصافية المغالية ,
ليس هذا فقط ..
بل المثير فى جمعة أمين ــ وهو رجل كما ظهر دارس وباحث ــ رغم علميته وإطلاعه , إلا أنه أغرق كثيرا فى الاستشهاد بأقوال حسن البنا , وبدا الأمر كما لو أن أقوال البنا تنافس القرآن والسنة فى مقام الأدلة لا سيما وأن تكرار استشهاده بأقوال البنا تفوق حتى على استشهاده بالقرآن والسنة !!
وحاول بشتى السبل أن يثبت أن البنا كان سلفي العقيدة بينما أصغر طفل فى ميدان البحث العلمى يعلم تمام العلم أن عقيدة حسن البنا شطحت أبعد ما يكون عن فكر السلف الصالح , وكيف لا ومنشأ ومبدأ تأسيس جماعة الإخوان ذاته هو مبدأ يعارض العقيدة الإسلامية ويصادمها , كما شرحنا آنفا !
لكن الرجل وجد نفسه فى مأزق حرج بعد علو كعب السلفيين فى المناظرة ووضوح أدلتهم واتساقها مع القرآن وصحيح السنة , فأحب أن يلحق بالركب ولو على حساب الحقيقة , واستخدم التقية الشهيرة فى ذلك ..
ويظهر التطابق والتشابه التام بين الشيعة الإثناعشرية والإخوان من خلال طريقة تعامل الإخوانى العادى مع التنظيم والقادة , فليس الأمر مقصورا فى مجال الطاعة على نشاط الجماعة أو خدماتها بل يمتد التحكم الكامل للجماعة إلى أدق الشئون الشخصية للعضو
ففي البداية يلتزم العضو بضريبة محددة ــ مثل الخمس عند الشيعة ــ يؤديها العضو الإخوانى ولو كان تلميذا فى المدرسة الإبتدائية ! , يؤدى النسبة المقررة للجماعة شهريا من مصروفه الشخصي !
فالتنظيم يتحكم تحكما كاملا فى حياة الفرد الإخوانى ــ تماما كالشيعى العامى مع المرجع ــ وكافة أموه الشخصية من العمل والزواج وعلاقته بأسرته أو أبنائه أو معارفه وأصدقائه مرهونة لصالح التنظيم وحده , وحسن البنا فى رسالة التعاليم أوضح هذا الأمر بجلاء عندما أعلن للإخوان أن وظيفة كل منهم يجب أن تكون فى خدمة دعوة الإخوان , فإذا تعارضت المصالح يكون التعارض لصالح الإخوان , وجاء المرشدون من بعده فنقحوا وأضافوا حتى وصل الأمر بالإخوانى أن يرهن معارفه وصداقته بهدف واحد وهو تجنيد العناصر التى يراها صالحة للإنضمام للإخوان , فإذا ئيس من ذلك فعليه مفارقتهم فورا ولو كانوا أقرب الناس إليه
ناهيك عن أن الإخوانى لا يستطيع الزواج من خارج الإخوان , وإلا كانت القارعة فى انتظاره والفصل من الجماعة , وهم يسمحون لبعض شبابهم بالاستثناء فى حدود ضيقة , أما نساء وفتيات الإخوان , فممنوع قطعيا أن يتزوجوا من خارج الإخوان مهما كانت الأسباب ( وعلى اللبيب أن يتذكر أن المسلم يجوز له الزواج من أهل الكتاب بينما المسلمة لا يسمح لها قط بالزواج إلا من مسلم , وهذا دليل إضافي على أن الإخوان يعتبرون من هو خارجهم ولو كان مسلما فى عداد الكفر وليس من حقه الزواج من فتاة إخوانية ! )
والمفروض على العضو الإخوانى هنا أن يلغي عقله تماما ويعطله عن العمل إذا تعلق الأمر بأى توجيه يصدر له مهما كانت طبيعته أو حتى مخالفته للدين أو أبسط الحقوق الفردية فى الإسلام ..
ومبدأ الطاعة العمياء بهذا الشكل هو كما قلنا تعريف كامل للشرك بالله تعالى , إذ أصبح القائد الإخوانى حاكما بأمره فيما لا يخصه , بل وتعدى الأمر إلى تقديم أوامر الإمام على أوامر الشرع ذاتها , فالشرع أحل الزواج بأى مسلمة طالما توافر التكافؤ , فيأتى القائد الإخوانى فيحرم ما أحل الله , والله عز وجل حرم القتل ونهى عنه أشد النهى فجاءت تعليمات القائد الإخوانى بالطاعة فى القتل بغير حق , وهذا هو الشرك بعينه ..
وقد حمل الإمام الغزالى على هذا المبدأ حملة شعواء عقب تركه للإخوان , ويقول فى كتابه سالف الذكر عن هذه الطاعة :
( أما الطاعة العمياء لا لشيئ إلا لأن القائد أمر , وأمره واجب النفاذ لذلك , فهذا منكر كبير وجهالة غامضة لا يقرها شرع ولا عقل إنما استكبر من استكبر من الفراعنة والجبابرة لأنهم وجدوا من الرعاع من يسارع إلى إجابة أهوائهم وإطاعة نزواتهم ولو أنهم وجدوا من يناقش أوامرهم ويتريث فى تنفيذها لتريثوا طويلا قبل أن يتمادوا فى باطلهم )
ثم يضيف الشيخ الغزالى :
(إن الجماعات الدينية تغرس حسن الظن فتجعل الناس يتلقون أمرهم بمحمل حسن مطمئنا إلى أنه يطيع فى المعروف ومن هنا جاء فساد الأديان جاء من طراوة الأتباع وتحولهم مع مبدأ السمع والطاعة إلى أذناب لا فكر ولا رأى )
انتهى كلام الغزالى رحمه الله ..
فهذا هو قول وشهادة الغزالى الذى يفاخرنا الإخوان اليوم بأنه كان من أعضائهم , فسبحان الله , لو كنتم تحترمون الغزالى فلماذا تغضبون عندما نصف طاعتكم البلهاء وعبوديتكم لمرشدكم بأنها من فعل الأذناب وأنها شرك بالله تعالى , فهذا هو قول الغزالى عن تجربة , وليس قولنا !
ويضيف الشيخ الغزالى فى كتابه الماتع ( من معالم الحق فى كفاحنا الإسلامى ) بالنص :
( قال لى واحد من أقرب الرجال إلى المرشد , أن الإيمان بالقائد جزء من الإيمان بالإسلام ــ !! ــ ألا ترى أن الله ضم الإيمان بالإسلام إلى الإيمان بالرسول عليه السلام ) ــ انتهى كلام الغزالى ــ
هل رأيتم الطامة والمصيبة الكبري التى يتردى فيها الإخوان , وكيف أنهم جعلوا الإيمان بحسن البنا جزء من الإيمان بالله , قياسا على أن الإيمان بالنبي عليه الصلاة والسلام جزء من الإيمان بالإسلام !!
هل هناك مفهوم أعظم وأكبر للشرك من هذا القول ؟!
ولهذا كان من الطبيعى أن يصف الغزالى مرشد الإخوان بأنه ( صنم حى ) يأمر فيطاع , ويأتى إليه الأشياع فيطوفوا به ويتمسحوا به !!
ومهما قلنا أو وصفنا درجة التحكم التى يفرضها نظام الإخوان على أتباعهم فلن نصل إلى الدرجة الواقعية , وهى كلها مأخوذة حرفيا من أسلوب الشيعة , فحتى الحركات والسكنات والتصريحات كلها تأتى بأوامر قيادية , ونكتفي بضرب مثال من الشيعة يوضح ذلك ونقرنه بمثال آخر من الإخوان ..
فى المناظرات الشهيرة التى أجرتها قناة المستقلة عام 2003 م بين الشيعة وأهل السنة ,
وكانت أولى مناظرات هذه القناة المباركة وحظيت بانتشار هائل , شارك فيها عدد كبير من علماء الشيعة وعلماء السنة أيضا , وبالصدفة كان من المشاركين بشكل جزئي رئيس حزب الوسط والإخوانى السابق المهندس أبو العلا ماضي , والذى كان ظاهريا بين صفوف علماء السنة ولكنه فعليا أخذ جانب الدفاع عن الشيعة تجاه شراسة الهجوم السلفي الذى شنه المناظرون السنة كالباحث الإيرانى السنى أبو منتصر البلوشي والشيخ عبد الرحمن دمشقية والشيخ الخميس وغيرهم ..
القصد ,
ولأن أبو المنتصر البلوشي إيرانى فى الأصل وله تاريخ مع الشيعة وأساليبهم , فقد كشف أمام الجماهير على الهواء مباشرة عن مفاجأة مذهلة , إذ أشار فجأة إلى أحد المناظرين الشيعة وهو الدكتور عبد الحميد النجدى وسأله :
ماذا تفعل بهذه السماعة المتصلة بأذنك يا نجدى ؟!
وصعق النجدى بالطبع ! وسكت ولم يجب , ليواصل البلوشي قائلا : نحن هنا قدمنا لمناظرة من يمثلون الشيعة , ولا نقبل أن نناظر عالما شيعيا يحركه غيره من وراء ستار كالدمية , فالدكتور النجدى يضع سماعة بأذنه متصلة بهاتفه المحمول المفتوح بخط مباشر مع مرجعه الشيعى الإيرانى يوجهه بها حسب مقتضيات المناظرة , بل يوجه حتى ضحكاته وردود أفعاله !!
وكانت فضيحة بالطبع ..
ومثال آخر فى مناظرة جرت فى مصر على قناة دريم منذ عدة سنوات , و
كانت بين عدد من علماء الأزهر وبين بعض المتشيعين المصريين وعلى رأسهم الدكتور أحمد راسم النفيس والدكتور أحمد هلال ,
ولأن علماء الأزهر كانوا لينو العريكة فى مواجهة الشيعة لأن النظرة العامة فى مصر للشيعة ليست كدول الخليج لخلو مصر منهم , بينما هم فى الخليج أكثرية وقوة قادرة وخباياهم معروفة هناك حتى للعوام , لهذا انتهز أحمد النفيس وأحمد هلال الفرصة ليتلاعبوا بمبدأ التقية , وكاد الأمر ينجح الفعل .. لولا تدخل القدر
ففي الجزء الأخير من المناظرة كان المناظر الأزهرى ــ لسوء حظ الشيعة ــ هو الدكتور عبد الله سمك أستاذ ورئيس قسم العقيدة والمذاهب بالأزهر , وهو بطبيعة تخصصه كان على دراية واسعة جدا بمراجع وأمهات كتب الشيعة , ولهذا لم يمنح مناظره الشيعى الدكتور أحمد هلال فرصة لملاعبته بالتقية , وشن عليه الهجوم بمدفعيته الثقيلة حيث فتح أمامه الكتب الأصلية للشيعة وقرأ منها على الملأ ما يشيب لهوله الولدان ..
ففقد المناظر الشيعى أعصابه وثار ثورة عارمة , ثم انسحب من الحلقة بعد أن فضحهم عبد الله سمك , وفى موعد الحلقة التالية لم يأت أى مناظر شيعى وعندما اتصلت قناة دريم بالدكتور أحمد هلال أبلغهم بأنه جاءته التعليمات من مرجعيته الشيعية فى لبنان بعدم مناظرة الدكتور عبد الله سمك أو الجلوس معه أيا كانت الأسباب !!
ومفهوم بالطبع لماذا جاءت الأوامر بهذا الشكل لأن الدكتور المتخصص فضح حقيقة التقية وكشف الوجه الآخر للتشيع , ولكن الذى يعنينا هو مدى تبعية أستاذ جامعى مثل الدكتور أحمد هلال للتعليمات الواردة من لبنان وكأنها أوامر مقدسة ينفذها ولو على حساب سمعته العلمية وفضيحته بهذا الهروب الفاضح !!
وبالمثل ..
يمضي الأمر تماما مع الإخوان ومن المعلوم قطعا أن أى إخوانى حتى لو كان من القيادات من المستحيل أن ينطق بتصريح ما لم يكن هناك أوامر مسبقة بفحواه أو السماح بإخراجه , ولهذا عندما يحب الإخوان أن يتراجعوا عن أى تصريح يثير المتاعب يحملون العضو القائل مسئولية قوله متخلين عنه على الفور , ويكون على العضو الإخوانى الإمتثال لهذا الإنكار المزرى وتحمل التبعات وحده فى سبيل حفظ صورة الجماعة واستجابة لأوامرها !!
وهذه الطباع المخيفة فى التبعية الصريحة من أبجديات رسالة التعاليم التى نحتها البنا للإخوان , واستحدث القيادات من بعده عشرات مثلها ..
وبالطبع أخفي الإخوان حقيقة هذه المعتقدات المخيفة , ولهذا فإن كتب الإخوان المقررة للدراسة على الأعضاء الجدد والشباب , هى كتب مخفية وغير قابلة للتوزيع , ولذلك أيضا توسع الإخوان فى استخدام التقية ( بالمفهوم الشيعى طبعا ) والتى هى فريضة الفرائض عند الشيعة ومن بعدهم الإخوان
التقية فهى مبدأ شيعى شربه الإخوان بالمفهوم الشيعى شربا تاما , وسنجد مدى تطابق النصوص فى هذا الشأن بين الإخوان والشيعة ,
وللمرة الألف نؤكد على أن المفاهيم الشرعية التى نعرفها نحن أهل السنة تختلف جذريا عن مضمون نفس تلك المفاهيم عند الشيعة والإخوان ,
فالتقية عندنا نحن أهل السنة هى رخصة ــ مجرد رخصة ــ يلجأ إليها المسلم للضرورة القصوى ــ والضرورة بقدرها ــ بمعنى أنه لا يجوز للمسلم أن يكذب ولو على كافر ولو على عدو ــ إلا فى الحرب ــ , ما لم يكن هذا فى سبيل تحقيق مقاصد الشريعة للحفاظ على النفس ومخافة الهلكة أو للنجاة من التعذيب أو الضرر الشديد
مع ملاحظة أن عدم استخدام هذه الرخصة هو الأكثر اعتبارا فى الشريعة الإسلامية , ولهذا تفوق الصحابة الأوائل الذين نالوا أشد النكال ولم ينكروا أو يتنكروا لمعتقداتهم تجاه المشركين ولو حتى بمجرد النطق بالكفر , مثلما فعل بلال بن رباح رضي الله عنه والذى هانت عليه نفسه فى الله عز وجل , فضرب أروع أمثلة البطولة التى عرفها الإسلام عندما تعب وكل المشركون أنفسهم من تعذيبه بينما هو تحت النيران والصهد صابر صامد لا يبل صدى المشركين بحرف واحد ينطقه إلا كلمة ( أحد أحد ) حتى تركوه فى النهاية بعد أن أذلهم أشد الإذلال ..
وهنا لا يعنى ذلك أن المسلم مجبر على عدم اتباع الرخصة فإن اتبع الرخصة لا حرج عليه , لكنه إن أخذ بالعزيمة وهى الصدق يؤجر أجر المجاهدين بلا شك ..
وعندما فقد عمار بن ياسر الوعى من شدة التعذيب بالنار والكى , نطق وهو فاقد للوعى بكلمات الكفر وعندما أفاق ــ ورغم أن النبي عليه السلام صرح له بذلك ــ إلا أنه أغرق فى البكاء والندم وتمنى لو صبر ولم ينطق بالكذب ولهذا لم يأخذ بالرخصة بعدها قط ,
والإسلام أعلى قيمة الصدق والوفاء بالعهد إلى أبعد الحدود واعتبر المؤمن لا يكون مؤمنا صادق الإيمان ما لم يكن صادق اللسان , ولهذا جاء التصريح بالكذب على سبيل الرخصة الدقيقة فى حالة الحرب واستخدام الخداع الإستراتيجى مع العدو , وفى غير حالة الحرب يعود الأصل وهو صدق العهد ..
وطيلة تاريخ المسلمين لم يغدر الخلفاء بعهد أبرموه مع عدو لهم قط , إلا أن يكون العدو هو المبادر بالخداع والكذب ونقض العهد ..
هذا فى الإسلام الذى نعرفه أما عند الشيعة والإخوان فالأمر مختلف جذرا فقد قلبوا التقية من رخصة إلى عزيمة , أى أنهم حولوا الكذب من مباح عند الضرورة إلى فريضة كالصلاة والصوم , وسترى أيها القارئ الكريم عجبا من نصوصهم فى ذلك ..
يتبع ..
فعندما واجهت التشيع الفارسي مشكلات الدعوة لهذا المذهب أمام العامة وأهل السنة , ابتكروا لها الحلول المسبقة وكانت أول المشكلات هى كيفية الدعوة للمذهب بكل شناعته وكفره الصريح وفى نفس الوقت الحفاظ على نطاق السرية والكتمان المضروب حوله ,
وكان الحل العبقري الذى توصلوا إليه يتمثل فى مبدأ التقية , وهى التى تجعل لزاما على كل شيعي أن يعتقد فى باطنه غير ما يظهره لا سيما أمام أهل السنة الذين هم عند الشيعة كفار مخلدون فى النار تحل دماؤهم وأموالهم
ولكن فى حالة عدم وجود الفرصة للغدر فإن التقية تكون هى الخيار العبقري الذى يجعل الشيعي يتعامل بدعوى الوحدة والإتحاد مع المسلمين ومداهنة المخالفين وهو ما تسبب فى خداع الكثيرين حتى بعصرنا الحالى رغم دروس التاريخ المريرة التى أوضحت طبيعة هؤلاء المتدينين بقتل العرب والمسلمين
وقد لعبت التقية دورا كبيرا جدا فى إخفاء هوية التشيع الفارسي عن العيون ولا زالت تلعب هذا الدور اليوم حيث يجد الشيعة ممن فى قلوبهم مرض من أهل السنة سواء بجهل أو بتحريض وسوء نية من يدافع عنهم باعتبارهم فرقة من المسلمين أو أنهم مذهب إسلامى رغم أنهم لا يمتون للإسلام بصلة سواء فى مصدر التشريع أو حتى الثوابت العقائدية ,
والسبب هو اتساع رقعة التقية الفضفاضة التى تسمح لهم حتى بالحلف كذبا فى سبيل مداراة مذهبهم أمام المخالفين وعظموا أمر التقية إلى درجة غير طبيعية حتى هددوا كل شيعي عبر تلك النصوص أنه سيخرج من الدين إذا تركها
فى نفس الوقت مثلت التقية حلا عبقريا آخر فى حل أزمة الإقناع أمام العامة بتلك التناقضات التى وقع فيها الشيعة , فمثلا إذا ظهر السؤال التلقائي عن الإمام علىّ كيف بايع وصاهر أبا بكر وعمر وهم كفار مرتدون فى معتقدهم يكون الجواب بأنه فعل ذلك تقية واستجاب المغفلون والمغرضون للتبرير المضحك الذى يطعن أول ما يطعن فى شجاعة الإمام وأهل بيته ويتهمهم بالنفاق صراحة رغم أنهم يدعون أنهم شيعة أهل البيت ,
كما مثلت التقية حلا مضمونا للتغلغل داخل المجتمع الإسلامى عن طريق المداهنة والنفاق إلى الحد الذى سمح للخومينى والسيستانى أن يعلنا بأن الشيعة أشقاء السنة فى نفس الوقت الذى تحفل كتبهم ومحاضراتهم وأفعالهم بالعكس على طول الخط ويفعلون هذا بلا حياء أو خوف من أن يظهر هذا التناقض أمام العوام ,
لأن تبرير التناقض موجود وجاهز وهو أنهم فعلوا ذلك وقالوه تقية ..
ومصيبة المصائب أن الشيعة وجدوا بين أهل السنة من يروج لاستخدامهم للتقية تحت ذريعة أن الشيعة طيلة عصورهم يتعرضون للإضطهاد والإعتقال والقتل والتنكيل من الخلفاء , مما اضطرهم إلى استخدام التقية بكثافة لحماية أنفسهم , وقائل هذا القول لا يعرف عن الشيعة شيئا , وبالضرورة لا يعرف طبيعة التقية التى يدينون بها ..
فلو أننا قبلنا بأنهم تعرضوا للظلم والإضطهاد من السلطات الأموية والعباسية مثلا فما هو العذر فى ممارسة التقية مع عوام المسلمين السنة , وإذا كان القتل والتنكيل طالهم فى الخلافة الأموية والعباسية فلماذا لم يتوقفوا عن التقية مع نشأة الدولة البويهية الشيعية , ثم مع نشأة الدولة الصفوية فى إيران , ثم مع نشأة الدولة القاجارية , وأخيرا مع نشأة الدولة الإيرانية فى عهد الشاه رضا بهلوى .. وكلها دول شيعية صرفة !
الأخطر من ذلك ..
أنه باستقراء الروايات الصحيحة فى التاريخ نكتشف أن مزاعم الشيعة حول اضطهاد الخلفاء لهم لمجرد أنهم شيعة , هو خرافة كبري , تماما كخرافات محارق اليهود المبالغ فيها , ذلك أن خلفاء الأمويين والعباسيين لم يضطهدوا الشيعة بفرقهم المختلفة لأجل عقيدتهم بل لأجل حملهم السلاح ضد دولة الخلافة ,
ولو كان هناك اضطهاد وتقتيل , فهو ذلك الإضطهاد والقتل والغيلة الذى نال جماهير أهل السنة من الشيعة والخوارج عبر العصور , ولعلنا لا ننسي دور الشيعة فى مساندة عدوان التتار عبر مناصرة الوزير الشيعى ابن العلقمى لهولاكو , وأكبر دليل على عدم اضطهاد الخلافة للشيعة أن وزير الخلافة فى عهد المستنصر كان ابن العلقمى وهو شيعى قح , بالإضافة إلى دور عالمهم الكبير نصير الدين الطوسي والذى دخل بغداد مختالا فى موكب هولاكو وهو نفسه كان صاحب المشورة الملعونة بإغراق كتب دار الحكمة بنهر دجلة حقدا منه على علوم أهل السنة وسعيا منه إلى إفنائها , فضلا على القتل العارم الذى مارسوه مع هولاكو فى أهل بغداد فمات أكثر من ثمنمائة ألف قتيل فى بغداد وحدها ومات زهاء هذا العدد من أثر الطاعون الذى انتشر عقب هذا القتل الشامل وفق ما يروى ابن كثير فى البداية والنهاية ..
وأكبر واقعة يتذرع بها الشيعة للتغنى بأغنية الإضطهاد هى حادثة استشهاد سيد شباب أهل الجنة الإمام الحسين , ومن بعده استشهاد الإمام زيد بن على زين العابدين عندما خرج على الخليفة الأموى هشام بن عبد الملك وحادثة استشهاد إبراهيم ومحمد وهم من أحفاد الحسن بن على إثر خروجهم على خلافة أبي جعفر المنصور
وهذه الحوادث كلها كانت اضطهادا لأهل البيت رضي الله عنهم وحدهم , ولم تكن للشيعة بمفهومها العقائدى , ويتحمل الشيعة وزرا مساويا لوزر الخلفاء الأمويين لأن الشيعة فى كل هذه الحوادث ــ بالذات استشهاد الإمام الحسين والإمام زيد ــ كانوا هم ورائها بالغدر المعروف عنهم
فقد كان شيعة الكوفة هم من راسلوا الحسين وأغروه بالقدوم للعراق ووعدوه بالنصرة وبجيش قوامه ثمانين ألف مقاتل فلما جاءهم الحسين غدروا به ولم يخرج مع الحسين غير شخص واحد , وتركوا الحسين وأهله نهبا لسيوف عبيد الله بن زياد وقادة جيشه لعنهم الله
وعندما خرج الإمام زيد بن علىّ على الخليفة هشام بن عبد الملك واعده وبايعه أربعون ألفا من أهل الكوفة لم يخرج منهم معه فرد واحد , وظل الإمام زيد فى قلب المعركة وحده مع أربعين من أصحابه حتى قــتلوا جميعا رضي الله عنهم فى نفس الوقت الذى كان فيه شيعتهم يختبئون فى بيوتهم كعادتهم !!
وهذا الغدر وهذا الختل هو سبب التقليد الشيعى الشهير المعروف باسم ( التطبير ) حيث يخرج الشيعة كل عام فى عاشوراء للندب ولطم الخدود ندما على غدرهم بالحسين وهذا فيه اعتراف كاف بجريمتهم الشنعاء تجاه أهل البيت الذين يتاجرون بهم منذ فجر التاريخ الإسلامى ويدعون محبتهم !!
أما طبيعة التقية كما عرفتها كتبهم كما يلي :
يعرفها مذهب الإثناعشرية فيقول :
{ التقية هي كتمان الحق، وستر الاعتقاد فيه، وكتمان المخالفين، وتركمظاهرتهم بما يعقب ضررًا في الدين أو الدنيا ـــ شرح عقائد الصدوق: ص261 (ملحق بكتاب أوائل المقالات) }
وهذا لمعلومة القراء من ضروريات مذهب الشيعة الاثناعشرية وأحد ركائزها الأساسية , وركز عليها علماء الإثناعشرية عبر مختلف العصور وبالذات فى عصرنا الحالى حتى يتفادوا صداع مناقشة مذهبهم والطعون عليه وكشفه أمام عوام الشيعة أنفسهم وليس أمام السنة فحسب
كما أن التقية تمثل المهرب الرئيسي لهم عندما يحشرهم أى قائل فى أى مسألة دينية يخالفون فيها صريح القرآن وحتى أقوال أئمة آل البيت بأن يحملوا أقوالهم على التقية لعجزهم عن تفسير التضارب فى مذهبهم
فمثلا العلاقة الوطيدة بين أئمة آل البيت والصحابة والمصاهرات والتزكية التى قالها الإمام على رضي الله عنه فى حق جميع من سبقوه من الصحابة تقف حجر عثرة أساسي أمام منهج الاثناعشرية فى الطعن بالصحابة وأمهات المؤمنين ,
لهذا قالوا أن التقية من أساسيات الدين وأن أول من مارسها هو الإمام علىّ
وهذا فضلا على أنه طعن رهيب فى شجاعة الإمام إلا أنه أيضا تناقض أكثر ظهورا منه كطعن , لأن الإمام على فى نهج البلاغة ـ وهو أوثق مراجعهم ـ زكّى الصحابة جميعا ولم يصرح بنص أو وصاية وكان ذلك إبان خلافته هو أى أنه حتى لو تم قبول مبدأ التقية فمن المستحيل أن يكون الإمام قد طبقه وهو فى أوج قوته لا يخشي من أحد
لكن العمائم السوداء والتى أرادت تحقيق أهدافها المختلفة بستارة أهل البيت ما كان لها أن تقف ساكنة ففسروا كل شيئ يظهر فيه تناقض المذهب بأنه تقية واجبة حتى وصل الأمر أن يجعلوا تاركها كتارك الصلاة
يقول شيخهم الكبير بن بابويه القمى :
( اعتقادنا في التقية أنها واجبة، من تركها بمنزلةمن ترك الصلاة) ( الاعتقادات: ص114 )
فهل يا ترى بعد هذه التعاريف وهذه التقارير من الممكن أن يثق عاقل فى أى شيعي ؟!
والأمر عندهم فى اعتبار التقية مفروضة فرضا لا يقتصر على مجرد رأى بل هو كما نقل ابن بابويه إجماع واعتقاد , ويؤكد فى ذلك عدد من الروايات منها :
* نسبوا إلى جعفر الصادق زورا أنه قال :
( لوقلت أن تارك التقية كتارك الصلاة لكنت صادقًا ) ـــ ابن بابويه/ من لا يحضره الفقيه: 2/80، جامع الأخبار: ص110، الحرالعاملي/ وسائل الشيعة: 7/94، بحار الأنوار: 75/412،414)
بل نسبوا إلىالنبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( تارك التقية كتارك الصلاةـــجامع الأخبار: ص110، بحار الأنوار: 75-412 )
ثم زادوا في درجة التقية فجعلوها "تسعة أعشار الدين "
ثم لم يكفهم ذلك فجعلوها هي الدين كله ولادين لمن لا تقية له،
جاء في أصول الكافي وغيره أن جعفر بن محمد قال : ( إن تسعة أعشارالدين في التقية ولا دين لمن لا تقية له" ) ( أصول الكافي: 2/217،)
* رووا عن جعفر الصادق أيضا ما هو أخطر حيث يقول ـــ فيما يزعمون ــــ
( إنكم على دين من كتمه أعزهالله، ومن أذاعه أذله الله ) [أصول الكافي: 1/222.]،
فتخيلوا ما ينسبونه لأهل البيت ,
أهل البيت الهاشمى الذى علم العرب الشجاعة , هل يُتصور عقلا أن يكون الخداع والمداهنة والمسايسة هى أساس عقيدتهم
ثم لو أن الأمر بهذا الشكل
كيف ندعو للإسلام إذا , وكيف أعزنا الله بالإسلام , وأى دين هذا الذى يعز أصحابه بكتمانه كما لو كان عارا !
الله الذى أنزل فى كتابه عشرات التوجيهات أن نصدع بقول الحق ولا نخشي لومة لائم ؟
الله عز وجل الذى أنزل فى كتابه ألا نعطى الدنية فى ديننا وأن نرفع رءوسنا عالية به ونتحدى على صدقه من شاء
كيف تكون التقية من الإسلام وركن منه بهذا الذى الشكل الذى نراه وهى تقوم على منع وحجب الاعتقاد والتستر عليه كما لو كنا نتستر على فضيحة
وهذه الروايات تفضح بالطبع أولئك المتاجرين بالدين الذين يعلمون تمام العلم أن ظهور كتبهم تلك وظهور عوار هذا المذهب أمام عامة الناس كفيل بإسقاطه أمام أقل عقل يملك القدرة على التفكير
وأصبحت التقية هى الحل السحري الذى يلجأ إليه العلماء من أمثال السيستانى والخوئي والخومينى والكورانى لو أنهم تعرضوا لموقف إعلامى اضطروا فيه إلى النداء بالوحدة وإلى تزكية ومدح أهل السنة بينما هم يلعنونهم ليل نهار فى الحسينيات أمام جماهير الشيعة التى لا تستطيع أن تسألهم عن تناقضهم لأن الجواب جاهز ( قلناها تقية )
وإذا أراد القراء أن ينظروا لأعظم الأمثلة على التقية من كبار المراجع فلهم أن يعودوا إلى المناظرات الكتابية أو التليفزيونية ويتأمل كيف أن المناظرين الشيعة يبدءون أول كلامهم بالثناء والمدح والتزلف ,
وعندما تظهر الكتب وتظهر المراجع التى تكشف عكس ذلك , ينكشف الوجه الحقيقي على الفور
حتى وصل بهم الأمر لأن يعتبروا الصلاة خلف أهل السنة من باب التقية أمر واجب أيضا للمداراة والخداع
وقال عالمهم المجلسي :{ من صلى خلف المنافقين بتقية كان كمن صلى خلفالأئمة } ( بحار الأنوار:75/412)
بينما يقول عز وجل :
[فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ المُشْرِكِينَ] {الحجر:94}
ويقول :
[الحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ المُمْتَرِينَ] {البقرة:147}
ويقول النبي عليه الصلاة والسلام , فيما معناه
( لا يمنعن أحدكم خشية الناس أن يجهر بقول الحق )
وقال أيضا :
( إنه كان فيمن قبلكم الرجل يؤتى به فيـُــنشر بالمنشار فلا يرده هذا عن دينه )
فلعل هذه النصوص المثبتة فى أهم كتب الشيعة الأصولية , يكون فيها الإيضاح الكافي للكـُــتاب والمفكرين الذين يروجون ليل نهار للتقارب بين السنة والشيعة وتخدعهم أقوال الشيعة ومعسول كلامهم ..
لأن ألسنتنا جفت من كثرة الكلام فى هذا الشأن , حتى تلقي دعاة التقريب الصفعة تلو الأخرى من الشيعة والدرس تلو الآخر وكان آخر الدروس أفاعيل الشيعة فى إيران ولبنان ومناصرتهم لجبار سوريا بشار الأسد ,
وهى الصدمة الكبري التى أصابت مشجعى حسن نصر الله وإيران ممن خدعتهم عبر السنوات الطوال أساليب التطبيل والتزمير والدعوة للوحدة الإسلامية ,
وهو نفس الأسلوب الذى لجأ إليه الإخوان بلا مواربة من خلال استخدام قناع المسكنة والتوحد والمشاركة لا المغالبة , ونحن لا نريد أن نحكم بالإسلام بل نريد أن نـُـحكم بالإسلام , ثم وعود مشروع النهضة , والاستثمارات التى وعدوا بجلبها بقيمة مائتى مليار دولار , ثم رأيناهم بعد الإستيلاء على الحكم يتوسلون إلى أعتاب صندوق النقد والخراب الدولى من أجل قرض بقيمة أربعة مليارات ! , إلى آخر الوعود الفاجرة التى غرر بها الإخوان جموع المصريين ومعيشتهم فى دور المضطهد المكافح ضد الأنظمة بينما هم فى الباطن أشد أعوان الأنظمة القمعية ومحترفو عقد الصفقات منذ عهد البنا وحتى عهد مبارك ..
لكن الناس تنسي ..
ينسي الناس أن دم حسن البنا لم يكن قد جف بعد فى يد الملك فاروق عندما وضع حسن الهضيبي المرشد الثانى للإخوانى يده فى يد الملك فاروق وخرج من زيارته ليقول للصحفيين ( زيارة كريمة لملك كريم !! )
ومن حسن الهضيبي وصولا إلى مهدى عاكف صاحب تعبير ( طظ فى مصر ) والذى صرح لمجلة آخر ساعة أنه يقبل بمبارك كأب لكل المصريين وأنه يقبل بالتوريث فى إطار إصلاح سياسي !!
بينما هم ليل نهار كانوا يدعون الإضطهاد على يد مبارك , فكيف نوفق الموقفين ؟!
ووصولا إلى أحداث الثورة وما بعدها والنفاق المستميت للنظام حتى آخر نفس , حيث جلس الإخوان مع عمر سليمان عدوهم الأكبر ليقبلوا بشروطه لطعن الثورة فى ظهرها فى أشد الأوقات حساسية , ثم لما انهار النظام انقلبوا على سليمان وفصلوا قانونا مخصوصا له فى أربعة وعشرين ساعة لمنعه من الترشح للرياسة ؟!
فأين كان هذا العداء السافر وقت جلوسكم معه ؟!
الخلاصة :
أن الشيعة والإخوان أشقاء فى المعتقد والأسلوب والتنظيم والأهداف , والكارثة أنهم أشقاء فى موقفهم من الإنتماء الوطنى , فولاء الشيعى الأول والأخير لمرجعيته فى إيران أو لبنان ولو على حساب دولته الأصلية وضد مصالحها , والإخوانى ولاؤه الأول والأخير للتنظيم بدليل قسم البيعة الذى من الممكن أن ينكث بأى قسم سواه , كما فعل محمد مرسي الذى أقسم يمين الرياسة أربع مرات وخالفه قبل مرور شهرين من رياسته استجابة لمكتب الإرشاد !!
هذا فضلا على انعدام مفهوم الوطنية عند كلا الفريقين , فالشيعة فى العراق كانوا سندا لإيران فى حربها ضد العراق رغم مواطنتهم العراقية , وكذلك الإخوان لا يرون بأسا فى التنازل عن التراب الوطنى فى سبيل تعضيد أواصر الأخوة بفلسطين بالتنازل عن سيناء أو تعضيد العلاقة بالسودان بالتنازل عن حلايب وشلاتين , فهذه المناطق عبارة عن ( شوية تراب ) على حد تعبير مرشدهم المتهور مهدى عاكف ..
وقد يثور التساؤل هنا ,
ما دام الإخوان يكفرون غيرهم , والشيعة كذلك فمعنى هذا أنهم يكفرون بعضهم البعض فكيف يتفق هذا مع تعاونهم الوثيق ,
والجواب أن ما جمع الفريقين هو العداء للإسلام السنى وجمهور المسلمين ونظم الحكم القائمة فى المنطقة العربية , وسياسة المصالح تلك هى التى جمعت من قبل بين بشار الأسد ــ رغم كونه من الشيعة النصيرية ــ وبين قيادات إيران رغم أن إيران من الشيعة الإثناعشرية , فالخلافات يتم تناسيها تماما إذا كان العدو واحدا ,
وخطورة التطابق الفكرى بين الإخوان والشيعة أن تطابق فكرى أفضي إلى تعاون سياسي وثيق , ليس من الآن فحسب , بل منذ زمن بعيد وهو موغل حتى أيام حسن البنا نفسه وتضاعف هذا التعاون مع مجيئ الخمينى والناس تنسي أن وفود المباركة للثورة الإيرانية التى انطلقت من مصر كان على رأسها كبار مفكرى الإخوان , ولهذا اعتبرت الجماعات السلفية المناهضة للتشيع فى مصر أن جماعة الإخوان هى أول وأكبر داعم لنشر التشيع فى مصر ..
وبعد وصول الإخوان للسلطة ,
أقامت إيران أفراحها السياسية ولا شك , لأن إيران تضع مصر نصب عينيها منذ زمن طويل , ويرونها إرثا وحقا لهم منذ سقوط دولة الشيعة الإسماعيلية فى مصر , وكان نظام مبارك ومن قبله نظام السادات سدا منيعا أمام أطماع الشيعة فى مصر نظرا للخلاف السياسي السابق بينهما ,
فلما جاء الإخوان تم تنشيط التعاون السري على الفور بين الإخوان وإيران , مع إظهار العداء العلنى ــ بالتقية ــ نظرا لأن السلفيين يمثلون نصف معادلة القوة فى التيار الإسلامى ويسببون قلقا عنيفا للإخوان , هذا القلق الذى منعهم من إظهار التعاون مع الإيرانيين
إلا أن هذا أسلوب التقية لم ينطل على من يعرفون الإخوان ويعرفون الشيعة حق المعرفة , ولهذا تعالت أصوات كثيرة فى مصر تنبه وتحذر من الإنخداع بالسياسة المتلونة للإخوان , ثم ما لبث قناع التقية أن سقط عندما تسربت إلى أجهزة الإعلام أخبار الزيارات السرية التى قامت بها شخصيات أمنية إيرانية لمصر ولقائها بقيادات الإخوان لعلاج مشكلة التدهور السياسي المقلق لنظام الإخوان ,
ثم توالت الأخبار والتصريحات التى استثارت الجانب السلفي أخيرا , ونبهتهم إلى أن الإخوان لا عهد لهم , وأن التخطيط المرسوم لفتح باب مصر أمام السياحة الإيرانية ليس إلا بوابة ذهبية لنشر التشيع عن طريق الأموال وعن طريق زواج المتعة , وهو الطريق الذهبي الذى يلجأ إليه الشيعة لنشر التشيع باستغلال غرائز الشباب باسم الدين ..
ومؤخرا ألقي المفكر الكويتى الكبير عبد الله النفيسي بقنبلة مؤداها أن إيران عرضت مبلغا هائلا دعما للإقتصاد المصري نظير السماح لها بإنشاء المساجد الشيعية وتولى الإشراف على مساجد آل البيت فى مصر , وقول النفيسي هنا قول معتبر ومصدر موثوق دون شك لأن الرجل أستاذ للعلوم السياسية حصل على الدكتوراة من بريطانيا وهو متخصص أيضا فى دراسة تاريخ الشيعة كما أنه من أبرز النشطاء ضد النظام الإيرانى والأمريكى فى الخليج ..
ونحن هنا نضع هذه الحقائق من خلال تلك الدراسة بين يدى أجهزة الأمن القومى المصري مذكرين الجميع بأن الإهتمام برفض التشيع ليس من منطلق عقائدى ودينى بل هو من منطلق أمنى بحت , فالشيعة المتمركزون فى العراق ودول الخليج كانوا ولا زالوا بؤرا للإرهاب بشتى صوره , وتاريخهم فى التفجيرات الإرهابية ينافس تاريخ الإخوان , ولعلنا نذكر محاولة تفجير الحرم المكى فى بداية التسعينيات والتى أبطلها الأمن السعودى بمعجزة .. وكان وراءها عدد من السياح الإيرانيين أدلوا باعترافات كاملة فى وقتها
ناهيكم عما يمكن أن يحدث من فتن طائفية ما أغنانا عنها , إذا صار للشيعة موضع قدم فى مصر , لا سيما وأنهم أثاروا القلاقل وهم بعد قلة لا يتعدون المئات فى مدينة السادس من أكتوبر حيث حاولوا أن يصدعوا بالآذان الشيعى وسب الصحابة هناك على عادتهم فى إيران ودول الخليج , فتصدى لهم الأهالى فى واقعة مشهورة ..
إن العاقل من يتحسب لخطواته ..
ووجود الشيعة فى مصر معناه وجود خلايا جاهزة للتجسس وللعمليات الإرهابية متى تصدر إليهم أوامر مرجعياتهم التى ينفذونها بلا عقل أو وعى ..
فإن العقول التى تقتنع أن المهدى المنتظر مولود من ألف ومائتى عام ولا زال مختبئا فى سرداب سامراء إلى اليوم خوفا من العباسيين !! , هى عقول أقرب للحجارة منها إلى الكائنات الحية , وأمثال هؤلاء ليس لهم وصف إلا أنهم قنابل موقوتة تنتظر موعد التفجير ..
والله المستعان .=======
وقفت على خبر حاصله رفع الحزب الشيوعي هذه الأيام في بلد إسلامي قضية على أحد المشايخ الأفاضل، حاصلها المطالبة بمحاكمته والتهمة –وياللسخرية- تكفير الشيوعية! فالشيخ يكفر الحزب والفكر عموماً ولم يتعرض لتكفير أعيان منتسبيه.
ولله ما أعجب أمر أعداء الملة والدين، ينادون بحرية الكفر باسم الاعتقاد، وحريةِ الهرطقة باسم التعبير، ثم يضيقون ذرعاً بحرية التكفير!
مع أن التكفير بمجرده نوع من التعبير، قد أفهمُ المنعَ من بعضه وفقاً لما يقرره دعاة الشريعة وحَمَلَتُها العدول، لكني لا يمكن أن أفهم وجه المنع منه وفقاً لنظرية أدعياء الحُرِّية من المستغربين والمستشرقين!
فالتكفير المجرد ولو وقع على معيَّنٍ دعك من وصف الفِعْل أو تكفير الجماعة لا على التعيين، لا يعدو كونه رأياً للمُكفِّر مخالفاً رأي المُفَكِّرِ اللبرالي أو الماركسي قد أعلنه فلماذا يضيق الشيوعي أو العلماني أياً كان به وهو من يدعو إلى كفالة الحريات؟!
وماذا يضير العلماني لبرالياً أو شيوعياً أن يُعتقد فيه اعتقادٌ هو سيئ في نظر المُعَبِّر عنه ليس بسيئ عنده! فقول المُكَفِّر له: يا كافر، ينبغي أن يساوي عنده يا من تعتقد عدم صلاحية نظام الإسلام للحكم ولا تعترف بأحكامه في ما يتعلق بالاقتصاد والاجتماع ونحوها!
ولفظة كافر ليست مرادفة للفظة كلب ولا بليد بل ليست مرادفة لنحو يا أعور ويا سمين ونحوهما من الألفاظ التي قد يُقدح بها في من لهم نصيب منها، إذ القدح بها عيبٌ عند المتلبس بالوصف وعند من أطلقه، بخلاف الوصف بالكفر فهو عيب في رأي المكفِّر وأما المُكَفَّر –من أمثال هؤلاء- فلا يَعْتَقِد أنه رُمِي بعيب أصلاً!
فإن قيل هؤلاء إنما يزعجهم ما يترتب على هذا الوصف من أحكام قد تذهب معها رقابهم!
أجيب بأن الإشكال إذاً ليس في الوصف لكن في ما يترتب عليه من الجور لا من الحق، فاعتراضهم يتوجه إلى النظام لا إلى الوصف الذي هم يقرون بل يفتخرون بمعناه! وهذا النظام إما أن يكون موجوداً فيجب عليهم أن يحترموه أو يعارضوه جهرة دون نفاق والتواء وليس طعناً في الظل، أو يهاجروا إن شاءوا عن أرضه، وإما أن لا يكون موجوداً فلا معنى لاعتراضهم حينها!
وبأي حال لا وجه لاعتراضهم على مُكَفِّرِهم –وفقاً لمبادئهم- ما لم يتجاوز التكفير إلى عمل عدواني غير مخول به ولا موكولاً إليه.
وحتى يتضح المراد لو لقيني نصراني أو يهودي فقال لي بأعلى صوته وعروق رقبته قد قفزت يمنة ويسرة تكاد تخرج عنها، وحَبُّ الرُمَّانِ يتفقأ في كل موضع من وجهه تفقؤ الكستناء (أبو فروة) في القِدْر المحمي: أنت كافر بالنصرانية أو اليهودية، أو ياكافراً بنصرانيتنا أو يهوديتنا!
أقول لو لقيت مثل هذا لانبسطت أسارير وجهي، ولم أملك إلاّ أن أتبسم في وجهه وربما قلت له: برافو عليك.. صدقت! ولا حرج فقد ضحك أسوتنا صلى الله عليه وسلم تصديقاً لقول الحبر لمّا قال حقاً، ومقتضى الضحك ههنا موجود! وشاهدي في التنزيل: (قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم) الآية [الممتحنة: 4]، وفي الحديث: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر بالكواكب، فنحن كفارٌ بكل دين سوى دين الإسلام الذي أرسل الله به رسله، كفار بكل شريعة غير شريعة الله الخاتمة الناسخة لما قبلها من الشرائع السماوية، نعلن ذلك الكفر ونفتخر به!
فلماذا إذاً يضيق هؤلاء من وصفهم بالكفر مع أن المفهوم يعني كفرهم بنظام الإسلام وتشريعاته التي لا يدينون بها حقيقة وهم يعلنون ذلك في كل حين!
ولا أدري هل كان في الوصف بالكفر إشكال عند الجاهليين أم لا! فلست أذكر في القرآن موضعاً اعترضوا فيه على وصفهم بالكفر، أو أنكروا فيه ذلك الاعتقاد على مخالفيهم من المسلمين، بل تجد في التنزيل قول الحق سبحانه: (وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلاّ قال مترفوها إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون * قال أولو جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه آباءكم قالوا إنما بما أرسلتم به كافرون) [الزخرف: 23-24]، (ولما جاءهم الحق قالوا هذا سحر وإنا به كافرون) [الزخرف: 30]، (قال الذين استكبروا إنا بالذي آمنتم به لكافرون) [الأعراف: 75]، فهل يا ترى كان أولئك المشركون أكثر عقلاً ولبرالية واحتراماً لحرية التعبير وصدعاً بالحق من هؤلاء المتأخرين؟!
وأخيراً أرجو ألا يفهم قارئ مما سبق دعوتي لإلقاء هذا الوصف جزافاً على أهل الإسلام ومنـتسبيه، بل أنا من الناهين عنه إلاّ حيث يقرره أهل الشريعة وحملتها العدول، بيد أني أعتقد أنه لا يحق للبرالي أو شيوعي أو دعي من أدعياء الحقوق على منهج الغربيين أو الشرقيين أن يعترض على إطلاقه وفقاً لمبادئه، فإن دان بالشريعة ورضي بحكمها فعندها يكون للأخذ والعطاء معه في منع إطلاق هذا الحكم العظيم معن=========== فالمتدبر في ما يحدث في مصر يُدرك خطورة المرحلة التى تمر بها مصر الحبيبة، اسأل الله أن يحفظ البلد وسائر البلاد المسلمين من كل سوء ولعلَّ يختلف معي الكثير ولعلَّ ذلك شيء طبيعي لنا نمر به من فوضي في الطرح والنقاش.
فالحمد لله علي نعمة الإسلام،الحمد لله علي نعمة السُنّة والتمسك بالعقيدة الصحيحة دون تنازلات أو مداهنة أو نفاق أو إرضاء لأحد أو إذعان وإستسلام لطائفة بعينها كما تفعل جماعة "الإخوان المسلمين" في تهنئة النصاري بأعياد " الكريسماس" ولكى تعلم إن السياسة هي "لعبة التنازلات والكراسي الموسيقيةالبرلمانية" فالإخوان يقومون بإخفاء المعلوم من الدين بالضرورة من أجل إرضاء النصاري من أجل المرحلة القادمة والخوف من الرأي العام، يخشون الناس ولا يخشون الله عزوجل.
انظر ماذا قال الدكت محمد عزت نائب المرشد العام للإخوان المسلمين "تهنئة المسيحيين! بعيد الميلاد أمر جائز شرعاً، من باب المودة والبر بمن لا يحارب المسلمين ، وأكدوا مشاركتهم في احتفالات أعياد الميلاد من خلال وفد ممثل للإخوان المسلمين ورد َّ عليهم الشيخ ياسر البرهامى:"استدلال الإخوان بالآية "لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين.."استدلال الإخوان بالآية علي فعلهم" من أبطل الباطل" وأضاف الشيخ " أن الميلاد المسيح عندهم هو ميلاد الرب يصرحون بذلك،والإخوان المسلمين يهنئونهم أيضاًبعيد القيامة-اي-قيامه المسيحمن الأموات بعد صلبه، لأنه قهر الموت بربوبيته، وكل هذا من الكفر"
فمنهج الإخوان المسلمين في تعاملهم مع الثوابت والعقائد بيُذكرنى بفرقة"المرجئة" فيقول الزهري-رحمه الله-" ما ابتدعت في الإسلام بدعة أضر علي الملة من هذه"-يعنى- الإرجاء،ويقول أحد آئمة السلف"ليس من الأهواء شيء أخوف عندهم علي الأمة من الإرجاء" ويقول شريك وذكر المرجئة" هم أخبث قوم وحسبك بالرافضة خبثاً ولكن المرجئة يكذبون علي الله عز وجل" وهذا بالظبط ما يفعله قادة الإخوان كالدكتور "محمود عزت" و"محمد المرسي"و "سعد الكتاتنى" وتصريحاته في بوابة الإهرام بعدم منع الخمور وعدم تطبيق الشريعة!!!.
وقال أحد آئمة السلف "تركت المرجئة الدين أرق من ثوب سابري" وأما الإخوان المسلمين اليوم تكاد أن تترك الدين لا سابري ولا معافري.
وانظر وتدبر ولا تتعصب لجماعة الإخوان المسلمين علي حساب دينك أو علي حساب عقيدتك، فتدبر قول القيادي البارز "محمد المرسي" فيقول" لا يوجد خلاف عقائدي من الإسلام والمسيحية" في حوار مع الإعلامى عمرو الليثي في برنامج"90 دقيقة" علي قناة المحور، فنحن لا نفتري علي أحد.
"وللإسف فقد أعرض أقوام عن الكتاب والسُنّة،واتّبعوا أهواءهم وما استحسنوه بعقولهم، فظهرت البدع وفشت،ووقع كثير من الناس في القيل والقال والجهل والخبال".
ومن أسباب إنتشار البدع والأقوال الباطلة التى تُخالف العقيدة الصحيحة سكوت كثير من العلماء علي تلك المسائل المبتدعة الضالّة، والمشكلة تكمن في العوام فهم إذا رأوا سكوت العالم علي أمر حسبوا أن ذلك الأمر لا يُخالف الشرع، والأدهي من ذلك أن بعض العلماء الذين سدت نياتهم وهم كُثُر،آثروا الدنيا الزائلة علي الدار الآخرة فأخذوا يروجون تلك البدع ويحسنونها للمسلمين كعلي جمعة الضال ويوسف القرضاوى ومحمد سليم العوا وأحمد الطيب و خالد الجندى و سعد الدين الهلالي.
فالإخوان المسلمين يُمارسوا السياسة منذ ثلاث وثمانون عاماً لم يُقدموا شيء ملموس ونافع للأمة الإسلامية إلا الشعارات البراقة فقاموا برفع الشعارات الإسلامية واتخذوها مطية لتروج بضاعتهم المزجاة علي السذج والعوام حتى قال فيهم الشيخ الالبانى-رحمه الله-:" ليس صواباً أن يقال:إن الإخوان المسلمين هم من أهل السُنّة ، لأنهم يُحاربون السُنّة".
وخذ مثلاً تصريحات الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح "لا مانع لدي أن يكون رئيس الدولة مسيحياً،ولا مانع من وجود حزب شيوعي".
فولاية الكافر علي المسلم لا تجوز بحال،وهذا خاص بالولاية الكبري أو العظمي لأن الولاية الكبري مُحرّمةٌ بالكتاب والسُنّة والإجماع.
قال ابن حزم-رحمه الله-:"واتفقوا أن الإمامة لا تجوز لإمرأة ولا لكافر ولا لصبي لم يبلغ،وأنه لا يجوز أن يعقد لمجنون" مراتب الإجماع (ص208).
فالإخوان المسلمين انزلقوا في مستنقع الانتهازية وأصبح مرشدهم "نيقولا مكيافيللي" وساروا علي نهجه في "الغاية تبرر الوسيلة" ، فهم يهادنون الوفد ثم ينقلبون عليه.. يدعمون الملك ثم يناصبونه العداء..يتعاونون مع رجال الثورة-ثورة يوليو- في البداية ثم يتصادمون معهم..يساندون "السادات"ثم يتمردون عليه..يصرخون ليل نهار بالعداء لأمريكا ويسعون في الخفاء لمد الجسور معها.
أما علاقة الإخوان المسلمين مع"الشيعة الروافض الكفار" فعجيبة كل العجب ، ومما يؤكد التمييع العقائدى لدي جماعة "الإخوان المسلمين" واضطرابهم الفكري، موقف الجماعة من الثورة الإيرانية البائسة.
لقد بدأت علاقة الإخوان المسلمين مع الشيعة في عهد" حسن البنا"، فقد اشترك في جماعة التقريب بين المذاهب الإسلامية والتى ساهم فيها الإمام حسن البنا والإمام القمى.
هل يجوز أن نتقارب مع الشيعة مع أنهم يُكفّرون أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما، ويطعنون في عِرض عائشة الصدّيقة رضي الله عنها، ويقولون بتحريف القرآن الكريم ونقصانه!!!.
وربِ الكعبة تكفي هذه لعدم التقارب وقطع ايّ علاقة مع هؤلاء القوم " الكفار"فالتقارب الخبيث الذي يسعي له أهل الباطل الجهلة سببه الجهل بعقائد الشيعة،يقول شيخهم "جعفر مرتضي" في حديث الإفك ص(17):"إننا نعتقد كما يعتقد به علماؤنا الأفذاذ! وهم جهابذة الفكر والتحقيق أن زوجة النبي يمكن أن تكون كافرة،كإمرأة نوح وإمرأة لوط"وزوجة النبي صلي الله عليه وسلم المقصودة هنا:هي أم المؤمنين عائشة الصدّيقة رضي الله عنها الذي برأها الله من فوق سبع سماوات.
قال يوسف البحرانى في " الشهاب الثاقب في بيان معنى الناصب"ص(236):"عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها ارتدَّت بعد موته صلي الله عليه وسلم كما ارتد ذلك الجم الغفير المجزوم بإيمانهم سابقاً".
قال الإمام ابن كثير-رحمه الله- في تفسير سورة النور:"أجمع أهل العلم قاطبة علي أن من سبها بما رماها به بعد هذا الذي في الآية فإنه كافر لأنه معاند للقرآن"
وقال الإمام القرطبي-رحمه الله-في تفسيره:" فكل من سبها مما برأها الله منه: مكذب لله ، ومن كذّب الله فهو كافر".
أقول للإخوان المسلمين ولمحمد سليم عوا اتّقوا الله في " مصر" وفي "أهل السُنّة" فبعد أن شاهدنا النصوص الصريحة والواضحة في تكفير الشيعة الروافض لأمهات المؤمنين-رضوان الله عليهم.
بعد هذا يكون لأحد حُجَّةٌ في التقريب مع الشيعة" الكفار"،نتنازل عن ثوابتنا وعن ديننا من أجل ماذا ،من أجل المصالح السياسية القذرة، والآن الشيعة يسعون سعياً حثيثاً في إختراق الصف السُنّى في مصر بالأخص من خلال الصوفية المنحرفين الذين يزعمون حب آل البيت ومن خلال الإخوان المسلمين وتصريحاتهم كيوسف القرضاوى ومحمد سليم العوا والهلباوى وغيرهم.
فالشيعة تتغلغل في مصر من خلال الصوفية ومشايخهم ، ولا تنسوا " احمد راسم النفيس" فهو كان إخوانياً والآن انظروا ماذا آل به الأمر أصبح شيعياً جلد ولكن يستخدم مذهب التقيّة، فالصوفية تُربة خصبة للتشيُّع .
فالتصوف متغلغل في الإخوان المسلمين في عقيدتهم ومنهجهم،يقول"حسن البنا" عن نشأته في محاضن " الصوفية"،فيقول" الطريقة الحصافية وفي المسجد الصغير رأيت" الإخوان الحصافية"يذكرون الله تعالي عقب صلاة العشاء من كل ليلة، وكنت مواظباً علي حضور درس الشيخ زهران-رحمه الله-بين المغرب والعشاء،فاجتذبتنى حلقة الذكر،بأصواتها المنسقة ونشيدها الجميل....." .
وتعلق "حسن البنا" بالتصوف ، حتى أصبح يري الشيخ الحصافي في منامه ، ويُخبر حسن البنا أنه ظل متعلقاً بالشيخ حتى رآه وبايعه ولقنه الأوراد:"وظللت معلق القلب بالشيخ حتى التحقت بمدرسة المعلمين الأولية بدمنهور، وفيه مدفن الشيخ وضريحه وقواعد مسجده الذي لم يكن حينذاك، وتم بعد ذلك، فكنت مواظباً علي زياته كل يوم تقريباً، وصحبت" الإخوان الحصافية" بدمنهور ، وواظبت علي " الحضرة " في مسجد التوبة كل ليلة....".
" وواظب "حسن البنا" علي الحضرة في مسجد التوبة في كل ليلة مع " الإخوان الحصافية" ورغب في أخذ الطريقة حتى انتقل من مرتبة المحب إلي مرتبة التابع المبايع".
وأسس "حسن البنا" جمعية صوفية فيقول:" وفي هذه الاثناء بدا لنا أن نؤسس في المحمودية جمعية إصلاحية هى" جمعية الحصافية الخيرية" وبعد تأسيس هذه الجمعية خلفتها في هذا جمعية" الإخوان المسلمين" بعد ذلك، تأمل كيف يجعل حسن البنا حركة الإخوان المسلمين الوارث الشرعي للجمعية الحصافية الصوفية، أليس هذا بعث للصوفية من جديد، وهذا موجود في تصريحات وكتب ومذكرات " حسن البنا" و" الهضيبي" و" عمر التلمسانى" و" محمد الغزالي" ومهدى عاكف وقيادتهم مثل " محمد المرسي" وسعد الكتاتنى" و"يوسف القرضاوى" و"سعيد حوى" وغيرهم.
فالحمد لله لا نفتري علي أحد ، أو يوجد خصومة أو ثأر شخصي ، فالكتب والمذكرات والتصريحات موجودة وموثقة، فأرجو عدم التعصب لشخص أو لجماعة علي حساب الحق والدين والعقيدة الصحيحة ، وصلي اللهم وسلم علي نبينا مُحمّد وعلي آله وأصحابه أجمعين.========
لا يتوفر نص بديل تلقائي.ربما تحتوي الصورة على: ‏‏9‏ أشخاص‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق