الخميس، 19 يناير 2017

العلاقه بين الاخوان المسلمين والشيعه= تحلف الاخوان وايران=
ساند الإخوان المسلمون الدعوة الشيعية وعملوا في نصرتها ومؤازرتها بكل طاقاتهم، وزعموا أنه لا فرق بين الشيعة و السنة إلا كالفرق بين مذاهب أهل السنة والجماعة الفقهية (الحنفية و الشافعية و الحنبلية و المالكية) وهذه الحقيقة الثابتة على الإخوان المسلمين لم يذكرها الأخ جاسم في كتابه ولست أدري هل نسي أم تناسى ؟!.. وعلى كل حال لا بد من بيان هذا الأمر الخطير الذي اغتر به كثير من الشباب الملتزمين بمنهج الإخوان حتى وصل الأمر ببعض هؤلاء إلى أن قال لي إذا فعل الإخوان وأيدوا الثورة الخمينية أو الشيعة فهم على حق ) .
ولإثبات أن قادة ومفكري ومنظري وثقات الإخوان المسلمين يؤيدون الشيعة وثورتهم إليك البيان و الدليل من البيانات الصادرة عن التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، وكذلك مقالات الإخوان وكتب قادتهم ومفكريهم :
( 1 ) مجلة المجتمع الكويتية العدد 434 بتاريخ 25/2/1979م : نشرت المجلة ياناً صادراً من التنظيم الدولي للإخوان المسلمين عند قيام الثورة الخمينية ويقول البيان ما نصه وحرفه :" الإخوان المسلمون في العالم يصدرون بياناً عاماً، وفد عالمي يمثل الحركة الإسلامية يقابل الإمام الخميني في طهران بينما المجتمع تحت الطبع وصلنا البيان التالي الصادر عن الإخوان المسلمين في العالم : بسم الله الرحمن الرحيم ( بيان : دعا التنظيم الدولي للإخوان المسلمين قيادات الحركة الإسلامية في كل من : تركيا – باكستان-الهند- اندونيسيا-أفغانستان- ماليزيا- الفلبين-بالإضافة إلى تنظيمات الإخوان المسلمين المحلية في العالم العربي، وأوروبا وأمريكا إلى اجتماع أسفر عن تكوين وفد توجه إلى طهران على طائرة خاصة وقابل الإمام آية الله الخميني لتأكيد تضامن الحركات الإسلامية الممثلة في الوفد كافة وهي: الإخوان المسلمون: حزب السلامة التركي، الجماعة الإسلامية في باكستان ، الجماعة الإسلامية في الهند، جماعة حزب ماسومي في أندونيسيا، جماعة شباب الإسلام في ماليزيا، الجماعة الإسلامية في الفلبين وقد كان اللقاءمشهداً من مشاهد عظمة الإسلام وقدرته في الوقت اللازم على إذابة الفوارق العنصرية و القومية و المذهبية، وقد اهتم الإمام الخميني بالوضع وأكد لهم انه ظل دائم الثقة في منفاه بأن رصيده هو رصيد الثورة الإسلامية في العالم وهو كل مسلم موحد يقول: لا إله إلا الله، ومكانها ليس إيران فقط، ولكن كل دولة إسلامية يتجبر حاكمها على الدين الإسلامي ويتصدى لتيار حركته ، وان الله الذي أكرم الخميني بالنصر على الشاه سوف ينصر كل خميني على شاهه، وقد أكد الوفد من جانبه للإمام الخميني إن الحركات الإسلامية ستظل على عهدها في خدمة الثورة الإسلامية في إيران، وفي كل مكان بكل طاقاتها الشرية و العلمية و المادية ، وبعد أن أدى الوفد صلاة الغائب على الشهداء، عقد سلسلة من اجتماعات مع الدكتور إبراهيم يزدي، نائب رئيس الوزراء و المساعد الشخصي للإمام الخميني و الذي كان على صلة شخصية بأعظاء الوفد في المهجر وأثناء التحرك السري لتنظيم الإمام الخميني ضد قوات السافاك، وقد ركزت هذه الإجتماعات على التنسيق و التعاون القادمين، ثم زار الوفد رئيس الحكومة الدكتور مهدي بازركان في مقابلة خاصة، ثم أعلن الوفد في مقابلة تلفزيونية مؤثرة الدعوة إلى يوم تضامن مع الثورة الإيرانية في جميع أنحاء العالم الإسلامي وخارجه حيثما توجد الجاليات و التجمعات الإسلامية وتقام صلاة الغائب على شهداء الثورة الإيرانية بعد صلاة الجمعة يوم 16/3/1979 وإنا لندعو جميع العاملين في الحقل الإسلامي في كل مكان أن يذكروا هذا اليوم، ويُذكروا به ويجعلوا من صلاة الغائب فيه رمزاً لوحدة الأمة الإسلامية ومصداقاً لقول الإمام الخميني : إن رصيد الثورة الإسلامية في إيران هو كل مسلم موحد يقول : لا إله إلا الله... الله أكبر لله الحمد . الإخوان المسلمون " أهـ.
وبعد نقل البيان الصادر من الإخوان المسلمين في تأييدهم للثورة الخمينية أقف قليلاً مع الأخ جاسم وأقول: متى أصبح اللقاء مع الشيعة مشهداً عظيماً من المشاهد الإسلامية العظيمة ؟!! ومتى أصبح صلاة الغائب على أموات الشيعة رمزاً لوحدة الأمة الإسلامية ؟!!.
( 2 ) الاستاذ عمر التلمساني : المرشد العام للإخوان المسلمين كتب مقالاً في مجلة الدعوة العدد 105 يوليو 1985 بعنوان ( شيعة وسنة) قال فيه :" التقريب بين الشيعة والسنة واجب الفقهاء الآن " وقال فيه أيضاً :" ولم تفتر علاقة الإخوان بزعماء الشيعة فاتصلوا بآية الله الكاشاني واستضافوا في مصر نواب صفوي، كل هذا فعله الإخوان لا ليحملوا الشيعة على ترك مذهبهم ( انظر!!) ولكنهم فعلوه لغرض نبيل يدعو إليه إسلامهم وهو محاولة التقريب بين المذاهب الإسلامية إلى أقرب حد ممكن " ويقول أيضاً :" وبعيداً عن كل الخلافات السياسية بين الشيعة وغيرهم، فما يزال الإخوان المسلمون حريصين كل الحرص على أن يقوم شيء من التقارب المحسوس بين المذاهب المختلفة في صفوف المسلمين " ويقول أيضاً التلمساني:" إن فقهاء الطائفتين يعتبرون مقصرين في واجبهم الديني إذا لم يعملوا على تحقيق هذا التقريب الذي يتمناه كل مسلم في مشارق الأرض ومغاربها" ويقول التلمساني أيضاً :" فعلى فقهائنا أن يبذروا فكرة التقريب إعداداً لمستقبل المسلمين " أهـ.
ونقف بعد هذا الكلام قليلاً مع الأخ جاسم فنقول : قد رأينا بحمد الله الذي لا يحمد على مكروه سواه هذا التقريب الذي قام به أساطين الإخوان فكان سباباً وشتيمة لأهل السنة و الجماعة وانكاراً عليهم، ولم نر للأسف من الإخوان المسلمين قديماً ولا حديثاً من قام يضع أسس هذا التقريب ويناقش الشيعة في معتقدهم، أو من يلومهم مجرد لوم لكفرهم بالقرآن و السنة وسبهم لخيرة الأمة اللهم إلا هذه الأيام عندما سقطت دولة الرافضة سياسياً فقام بعض قادة الإخوان يشاركون الجميع من باب ( إذا سقط الجمل كثرت سكاكينه!!) .
وكذلك نقول للأخ جاسم بن مهلهل : إن مرشدكم التلمساني رحمه الله كتب هذا الكلام في عام 1985م أي بعد أن مضى على قيام الثورة الخمينية ( خمسة أعوام) وهذه الفترة لا شك كافية لإيضاح الصورة الحقيقية للثورة الخمينية وعقيدتها الباطلة لمن كان عنده لبس أو عدم وضوح وإزالة الغبش عن أعينهم، فلو كان تأييدكم للشيعة إنخداعاً بشعاراتها البراقة وبوعودهم الكاذبة لكانت هذه الفترة كافية لرجوعكم عن ذلك .. ولكن ظهور مرشدكم العام بعد هذه الفترة الزمنية بهذه المقالة ودعوته إلى التقريب وحثه للفقهاء على ذلك يدل على أن المسألة مسألة منهج يريد تقريب السنة من الشيعة وليس تقريب الشيعة إلى الحق.. لا سيما وأنه لم يصدر شيء يعلن فيه الإخوان المسلمون التبرؤ من الشيعة كما أصدروا بياناً سابقاً في تأييدهم.
( 3 ) الإخوان المسلمون في الأردن: أصدروا بياناً عن موقف الإخوان المسلمين في الأردن من الثورة الإيرانية قالوا فيه :" إن قرار الإخوان المسلمين بتأييد الثورة الإسلامية في إيران كان قراراً ينسجم تماماً مع شعارات الجماعة وتصورها الإسلامي الصافي !!! ومرتكزاتها الحركية و التنظيمية" وقال البيان أيضاً :" كان من أولويات طموحات إمامنا الشهيد حسن البنا –رحمه الله – أن يتجاوز المسلمون خلافاتهم الفقهية و المذهبية، ولقد بذل رحمه الله جهوداً دؤوبة للتقريب بين السنة و الشيعة تمهيداً لإلغاء جميع مظاهر الاختلاف بينهما، ولقد كان له في هذا السبيل صلات وثيقة بكثير من رجالات الشيعة الموثوقين كالإمام آية الله كاشاني و الشهيد الثائر نواب صفوي و الإمام كاشف الغطاء في العراق وغيرهم، ولقد رأى الإخوان المسلمون أن قيام الثورة الإسلامية في إيران يفتح الباب مجدداً لاستكمال ما بداه الإمام الشهيد حسن البنا رضي الله عنه في محاولة تحقيق تغيير جذري في العلاقة بين السنة و الشيعة" أهـ.
( 4 ) اتحاد الطلبة في جامعة الكويت الذي يقوم عليه الإخوان المسلمون : كتبوا مقالاً في مجلة (الاتحاد ) العدد الرابع من الافتتاحية قالوا فيه :" الثورة الإيرانية في مواجهة الإمبريالية الأمريكية: إن على شعوب العالم الثالث وبالأخص الشعوب الإسلامية واجب الوقوف مع الثورة في جمهورية إيران الإسلامية في مواجهتها مع الولايات المتحدة الأمريكية زعيمة العالم الغربي" وقالوا أيضاً في مقالهم :" ولهذا نؤكد أن الوقوف مع جمهورية إيران الإسلامية بداية التحرر من الاستعمار الأمريكي في أثوابه الجديدة " وقالوا أيضاُ :" نطالب الحكومة بالاستعداد رسمياً وشعبياً للوقوف بجانب إيران في حالة تعرضها لحصار اقتصادي أو غزو عسكري، فإن انتصار إيران هو انتصار للكويت وانهزامها هو انهزام للكويت " أهـ.
ونقف بعد هذا الكلام قليلاً ونقول: انظروا هذا الحذق السياسي والرؤية الشمولية الذي يدعيه الإخوان المسلمون دائماً ويتهمون غيرهم مع ذلك بقصور النظر وعدم فهم السياسة...!! وهذه هي السياسة التي يريدها الإخوان المسلمون للعالم الإسلامي و العجب أنهم يريدون من جميع المسلمين أن يتبعوهم ويسيروا وراءهم معصوبي العين لأنهم وحدهم قادة العالم الإسلامي!!
( 5 ) فتحي يكن : في ( الموسوعة الحركية) ص: 289 ما نصه:" (الشهيد) نواب صفوي، شاب متوقد إيماناً وحماسة واندفاعاً بلغ من العمر تسعة وعشرين عاماً، درس في النجف في العراق ثم رجع إلى إيران ليقود حركة الجهاد ضد الخيانة والاستعمار، أسس في إيران حركة ( فدائيان إسلام) التي تؤمن بأن القوة والإعداد هي سبيل تطير الأرض المسلمة من الصهيونيين و المستعمرين " وقال يكن في ص: 289 ما نصه :" وقف رحمه الله ( يقصد نواب صفوي!!) موقفاً جرئياً من الأحلاف وقاوم بكل قوة وعناد انضمام إيران إلى أي حلف فقبض عليه بتهمة مشاركته في محاولة قتل( حسين علاء) رئيس وزراء إيران، وحكمت محكمة عسكرية عليه وعلى رفاقه بالإعدام، كان لهذا الحكم الجائر صدى عنيفاً في البلاد الإسلامية وقد اهتزت الجماهير المسلمة التي تقدر بطولة ( نواب صفوي ) وجهاده وثارت على هذا الحكم وطيرت آلاف البرقيات من أنحاء العالم الإسلامي، تستنكر الحكم على المجاهد المؤمن البطل الذي يعتبر القضاء عليه خسارة كبرى للإسلام في العصر الحديث – ولكن تجاهل حكام إيران الذين يسيرون في ركاب الإستعمار رغبة الملايين من المسلمين ورفض الشاه العفو عنه، وسقط (نواب صفوي) وصحبهُ الأبرار شهداء برصاص الخونة وعملاء الاستعمار وانضموا على قافلة الشهداء الخالدين الذي سيكون دمهم الزكي الشعلة الثائرة التي تنير للأجيال القادمة طريق الحرية و الفداء... وهذا الذي كان فما أن دار الزمان دورته حتى قامت الثورة الإسلامية في إيران ودكت عرش الطاغية( الشاه) الذي تشرد في الآفاق... وصدق الله تعالى حيث يقول { ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين إنهم لهم المنصورون وإن جندنا لهم الغالبون } "أ هـ.
ونقف هنا قليلاً ونقول: هذا الكلام لا يحتاج إلى تعليق مادام أن جند الخميني وزبانيته من أدعياء الإسلام هم جند الله الغالبون !!!
( 6 ) فتحي يكن أيضاً في كتابه ( أبجديات التصور الحركي للعمل الإسلامي ) ص:148 ما نصه :" وفي التاريخ الإسلامي القريب شاهد على ما نقول ألا وهو تجربة الثورة الإسلامية في إيران هذه التجربة التي هبت لمحاربتها وإجهاضها كل قوى الأرض الكافرة ولا تزال بسبب أنها إسلامية وأنها لا شرقية ولا غربية" أهـ.
( 7 ) فتحي يكن أيضاً في كتابه ( الإسلام فكرة وحركة وانقلاب) ص:56ما نصه:"لا بد للعرب ان يتلمسوا في إيران ( نواب وإخوان نواب) ولكن الدول العربية لم تدرك هذا حتى الآن ولم تعلم بأن الحركة الإسلامية هي وحدها التي تدعم قضاياها خارج العالم فهل لإيران اليوم من نواب " أ هـ .
( 8 ) محمد الغزالي في كتابه ( كيف نفهم الإسلام) ص: 142 :" ولم تنج العقائد من عقبى الاضطراب الذي أصاب سياسة الحكم وذلك أن شهوات الاستعلاء و الاستئثار أقحمت فيها ما ليس منها فإذا المسلمين قسمان كبيران ( شيعة وسنة) مع أن الفريقين يؤمنان بالله وحده وبرسالة محمد  ولا يزيد أحدهما على الآخر في استجماع عناصر الاعتقاد التي تصلح بها الدين وتلتمس النجاة" ، وفي ص:143 يقول الغزالي:" وكان خاتمة المطاف ان جعل الشقاق بين الشيعة و السنة متصلاً بأصول العقيدة!! ليتمزق الدين الواحد مزقتين وتتشعب الأمة الواحدة- إلى شعبتين كلاهما يتربص بالآخر الدوائر بل يتربص به ريب المنون، إن كل امريء يعين على هذه الفرقة بكلمة فهو ممن تتناولهم الآية { إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم في شيء إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون} " ، وفي ص: 144-145 يقول الغزالي :" فإن الفريقين يقيمان صلتهما بالإسلام على الإيمان بكتاب الله وسنة رسوله فإن اشتجرت الآراء بعد ذلك في الفروع الفقهية و التشريعية فإن مذاهب المسلمين كلها سواء في أن للمجتهد أجره أخطأ أم أصاب"، ثم يقول :" إن المدى بين الشيعة و السنة كالمدى بين المذهب الفقهي لأبي حنيفة و المذهب الفقهي لمالك أو الشافعي" ، ثم يختم الغزالي كلامه بقوله:"ونحن نرى الجميع سواء في نشدان الحقيقة وإن اختلفت الأساليب" أهـ.
ونحن نقول : إذا كان هذا هو رأي واعتقاد الشيخ محمد الغزالي أحد الدعاة الكبار بل لعله أكبر داعية ومفكر في الإخوان المسلمين منذ نشأتهم وإلى اليوم،و الذي عاصر حسن البنا وجميع مرشدي الإخوان إلى اليوم و الذي كان مؤهلاً لتسلم قيادة الإخوان بعد الإمام حسن البنا، ونقول: إذا كان هذا هو اعتقاده في الشيعة وأنهم يؤمنون بالقرآن و السنة( كذا) وأنه لا فرق بينهم وبين أهل السنة إلا كالفرق بين مذهب الحنفية و الشافعية .. إذا كان هذا هو معتقد الشيخ الغزالي ورأيه فعلى الإخوان المسلمين العفاء.. فمعلوم لكل طالب علم صغير درس شيئاً من العقائد وعلم أصول الشيعة ومعتقدها وتطورها الفكري و السياسي انهم فرقة خارجة عن كل أصول الدين وأنهم يختلفون مع أهل السنة في كل صغيرة و كبيرة.
( 9 ) حسن الترابي- راشد الغنوشي في كتاب ( الحركة الإسلامية و التحديث ) ص" ولكن الذي عنينا من بين ذلك الاتجاه الذي ينطلق من مفهوم الإسلام الشامل مستهدفاً إقامة المجتمع المسلم و الدولة الإسلامية على أساس ذلك التصور الشامل وهذا المفهوم ينطبق على ثلاثة اتجاهات كبرى: الإخوان المسلمين ، الجماعات الإسلامية بباكستان، وحركة الإمام الخميني في إيران" أهـ .
وهنا نقول للأخ جاسم : انظر كيف يجعل الاستاذ الدكتور الترابي زعيم الإخوان في السودان الحركة الخمينية على قدم المساواة مع الإخوان المسلمين و الجماعة الإسلامية في باكستان؟!!! .
(10) أبو الأعلى المودودي رحمه الله قال في مجلة ( الدعوة) العدد:19 أغسطس1979م رداً على سؤال وجهته إليه المجلة حول الثورة الخمينية في إيران فأجاب :" وثورة الخميني ثورة إسلامية و القائمون عليها هم جماعة إسلامية وشباب تلقوا التربية في الحركات الإسلامية وعلى جميع المسلمين عامة و الحركات الإسلامية خاصة أن تؤيد هذه الثورة وتتعاون معها في جميع المجالات"أهـ.
(11) اسماعيل الشطي : أحد رموز الإخوان المسلمين في الكويت ورئيس تحرير مجلة (المجتمع ) اللسان الناطق للإخوان المسلمين ، قال في مقالٍ كتبه في مجلة ( المجتمع) عدد:455 بعنوان (الثورة الإيرانية في الميزان) قال فيه:" وبما أن الشيعة الإمامية من الأمة المسلمة و الملة المحمدية فمناصرتهم وتأييدهم واجب إن كان عدوهم الخارجي من الأمم الكافرة و الملل الجاهلية .. فالشيعة الإمامية ترفع لواء الأمة الإسلامية و الشاة يرفع لواء المجوسية المبطن بالحقد النصراني اليهودي.. فليس من الحق أن يؤيد لواء المجوسية النصرانية اليهودية ويترك لواء الأمة الإسلامية " ، ثم يقول الشطي ايضاً في مقاله:" ويرى هذا الصوت أن محاولة تأسيس مؤسسات إسلامية في إيران تجربة تستحق الرصد كما تستحق التأييد لأنها ستكون رصيداً لأي دولة إسلامية تقوم في المنطقة إن شاء الله .. وما ذلك على الله ببعيد" أهـ.
ونقف مع هذا الكلام فنقول: واسماعيل الشطي هذا قد كتب مقاله الآنف الذكر ليرد به على السلفيين الذي قالوا إنه لا يجوز تأييد الخميني في إيران وأنه يجب الحذر منهم وأنهم ثورة مجوسية رافضية لا تريد إلا شق عصا المسلمين وتخريب العالم الإسلامي، فخرج علينا سيادة الأخ اسماعيل الشطي ليقول لما بفكره الثاقب ونظرته ( البعيدة) وفقهه السياسي أن دولة الرافضة في إيران ( ستكون رصيداً لأي دولة إسلامية تقوم في المنطقة إن شاء الله !!) وكان بذلك يرد على السلفيين الذين اتهمهم بالجهل و قصر النظر وعدم فهم السياسة!! .
(12) مجلة المجتمع أيضاً العدد:478 بتاريخ 29/4/1980ص:15 تحت عنوان(خسارة علمية) الشيخ( محمد باقر الصدر ) أحد أبرز المراجع العلمية المعاصرين للمذهب الجعفري.. وأحد أبرز المفكرين الإسلاميين الذين برزوا من فقهاء المذهب الجعفري.. وله كتابات إسلامية جيدة تداولها أيدي المفكرين ككتاب(اقتصادنا)و(فلسفتنا) وغيرها من الكتب.. لقد تأكد مؤخراً إعدامه بسبب أحداث سياسية .. ونحن بعيداً عن الجانب السياسي .. و الخلاف المذهبي.. نرى أن في فقدان الشيخ الصدر خسارة لثروة علمية كان وجودها يثري المكتبة العربية و الإسلامية " أ هـ.
ونقف قليلاً هنا ونقول: لو كان الشطي يقرأ ما كتبه باقر الصدر وما كان يعتقده لما جاز له أن يتباكى عليه إلا أن يتباكى عليه- إلا أن يستوى عنده الشرك و التوحيد و الإيمان و الكفر و الصحابة و الزنادقة!!!.
(13) الصباح الجديد: صحيفة اسبوعية يصدرها مكتب صحافة الإتجاة الإسلامي (الإخوان المسلمين) جامعة الخرطوم 17/2/1982 تقول الصحيفة:" بسم الله الرحمن الرحيم ..مع تباشير النصر مشائخ الخليج يستصدرون الفتاوى البترودولارية ضد الخميني.. إسلام الريالات أم إسلام القيم؟؟ أن يقف الإعلام الغربي ضد الحكومة الإسلامية في إيران فهذا شيء مألوف وأن يعارضها الشيوعيون فهذا شيء طبيعي.. ولكن لماذا يعاديها شيوخ الخليج وتحت مظلة الدين؟؟ أو بعبارة اخرى ( الإسلام ضد الإسلام) ولكنه إسلام ( الركون) ضد إسلام الجهاد، وإسلام العجز ضد إسلام الإستشهاد، وإسلام ( الريال) ضد إسلام القيم، وإسلام (أعوان الظلمة) ضد إسلام جند الله المجاهدين، على أنهم يتمنون من اعماق قلوبهم أن تكون هذه الثورة باطلاً، وأن يكون شيوخ الخليج بقيادة ( أمير المؤمنين ****(اسم أحد زعماء العرب) على درب الإسلام الصحيح، لأن إسلام الدجاج الفرنسي الشهير ( المذبوح وفقاً للتعاليم الإسلامية) أفضل وأجمل وأمتع من إسلام الحرب و الخندق" أ هـ .
ونقف بعد هذا الكلام فنقول: هذا هو مفهوم زعماء الإخوان المسلمين في السودان عن ثورة الخميني، وحكام الخليج الذين وللأسف الشديد ما زالوا يمدونهم بالأموال من اجل نشر الإسلام!!! وهذا هو الإسلام الذي يبشر به زعماء الإخوان في السودان وهذه هي السلفية التي يدعيها الأخ الاستاذ جاسم المهلهل ويقول عنها ( أنها سلفي لا غبار عليها!! ).
(14) محمد الغزالي في كتابه ( ظلام من الغرب) ص: 252 ما نصه:" ولماذا لا توضع أمام الطلاب في الصفوف العليا أو الدنيا صورة صادقة لتفكير الإمامية في الأصول و الفروع و السنن المختلفة " ويقول الغزالي أيضاً في كتابه ص:253 ما نصه :" وسمعت في مصر من يرى أن الفرس كفاراً لأنهم يلعنون الشيخين الجليلين: أبا بكر وعمر رضي الله عنهما!! .. ولو ذهبت استقصي قالة السوء التي يتقاذف الناس بها لأعياني العد "، ويستمر الغزالي في كلامه فيقول في ص:259 ما نصه:" و الحق أن المسلم يحس باستحياءوهو يرى أهله الذين تجري في عروقهم دماء عقيدة واحدة قد مزقتهم الليالي الكوالح، فإذا هم متناكرون مستوحشون، لا إيلاف بينهم ولا إيناس.. وتبحث عن علة محترمة لهذه الفرقة السحيقة فلا تجد، اللهم إلا ما يرثه الأولاد أحياناً عن آبائهم من أمراض خبيثة يحملون آلامها ولا يعلمون مأتاها" أ هـ .
وبعد هذا الكلام الخطير الذي قاله محمد الغزالي أقول للأخ جاسم: إذا كان الغزالي يري بأن العلة التي تفرق بيننا وبين الشيعة هي( أمراض خبيثة) ورثناها عن سلفنا الصالح رحمهم الله جميعاً، فهل الإمام مالك رحمه الله من أصحاب هذا المرض الخبيث كما يزعم الغزالي حيث أن الإمام مالكاً رحمه الله قال بكفر الشيعة لأنهم يبغضون الصحابة رضي الله عنهم وذلك في تفسيره لقوله تعالى{محمد رسول الله و الذين معه أشداء علىالكفار رحماء بينهم –إلى قوله تعالى-يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار} قال الإمام ابن كثير في تفسيره لسورة الفتح4/203:"ومن هذه الآية انتزع الإمام مالك رحمه الله في رواية عنه بتكفير الروافض الذي يبغضون الصحابة رضي الله عنهم قال: لأنهم يبغظونهم ومن غاظ الصحابة رضي الله عنهم فهو كافر لهذه الآية و وافقه طائفة من العلماء رضي الله عنهم على ذلك"أهـ ، فهل الإمام مالك رحمه الله و الإمام ابن كثير و العلماء الآخرون الذين وافقوا الإمام مالك على قوله في تكفير الشيعة قد حملوا مرضاً خبيثاً و ورثته الأمة عنهم كما يزعم محمد الغزالي؟!! فيا سبحان الله كيف وقع جهابذة هذه الأمة وصناديدها في هذا المرض الخبيث ونجا منه الغزالي ومن هم على شاكلته؟!! ولله في خلقه شئون!! .
وفي ختام هذه الوقفة أقول للأخ جاسم المهلهل: بعد هذه النقول الحرفية من مؤلفات كبار وثقات ومنظري وقادة الإخوان المسلمين ومجلاتهم ونشراتهم وبياناتهم في تأييد الشيعة لماذا لم تذكرهذه القضية، وتعتذر كما اعتذرت عن موقف الإخوان من التصوف والتأويل و الجهل و الخرافة.. أم أن قضية الموقف من الشيعة لا تدخل في باب الاعتقاد وليس من المآخذ على الإخوان المسلمين؟!! إن أعظم المآخذ على الإخوان المسلمين أنهم لا يفرقون بين كثير من الحق و الباطل وبين كثير من الشرك و التوحيد،وأنهم يريدون تجميع الناس أي تجميع وأنهم لا يفرقون بين سنة وشيعة.. فلماذا لم يتضمن كتابك شيئاً عن هذه القضية!!؟ وإذا كان المنهج الشيعي يخفى على الإخوان المسلمين فإلى أي شيء يدعون ؟! وأي فكر يتعلمون ؟؟!!! و الخلاصة: هل هذه عقيدتكم السلفية الصرفة التي لا غبار عليها ؟!!! .==========تحالف دولة الرافضة إيران القائمة مع دولة اﻹخوان المسلمين ودور القرضاوي ====التواطؤ بين حزب الإخوان المسلمين والشيعة الرافضة في إيران
على تخريب البلاد الإسلامية.. والجائزة الكبرى: مصر
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله ومن اتبع هداه،
أما بعد، فأنه منذ تأسيس حزب الإخوان المسلمين على يد حسن البنا، وهو لا يستحي عن إظهار التعاون مع الشيعة الرافضة الذين يكفِّرون أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ويقذفون أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بالزنا، وجاء هذا نتيجة السياسة الخبيثة التي زيَّنها الشيطان لقادة الإخوان من استحلال التعاون مع أي أحد –ولو كان الشيطان- من أجل إقامة دولتهم، ولو على حساب العقيدة، وحسن البنا أخذ عن جمال الدين الأفغاني عدة قواعد خبيثة أسَّس حزبه عليها، منها: زرع بدعة التقريب بين السنة والشيعة في العالم الإسلامي، فألَّف الأفغاني "أمة واحدة: لا سنة ولا شيعة" (الأعمال الكاملة للأفغاني ص324-325)، مِمَّا مكَّن الشيعة الرافضة من خداع المسلمين تحت مسمى هذه الوحدة الكاذبة، ومنها: التنظيم السري، ومنها الثورية القائمة على إحداث الانقلابات عن طريق المظاهرات والاعتصامات والمنشورات المشبوهة.
وقد شيَّد الخميني دولته الشيعية الحديثة على الوثنية المتمثلة في عبادة القبور وتعظيم مشاهد الأئمة، كما قال في (تحرير الوسيلة 1/165): "ولا بأس بالصلاة خلف قبور الأئمة، وعن يمينها وشمالها، وإن كان الأولى الصلاة عند الرأس على وجه لا يساوى الإمام -عليه السلام، وقال أيضًا (1/152): "وكذا يستحب الصلاة في مشاهد الأئمة خصوصًا مشهد أمير المؤمنين وأبي عبد الله الحسين"(1)، ويقول الأستاذ الندوي عن مشهد (علي الرضا) في إيران: "فإذا دخل غريب في مشهد سيدنا علي الرضا لم يشعر إلاَّ وأنه داخل الحرم، فهو غاص بالحجيج، مدوي بالبكاء والضجيج عامر بالرجال والنساء، مزخرف بأفخر الزخارف والزينات، قد تدفقت إليه ثروة الأثرياء وتبرعات الفقراء، أما المساجد فهي تشكو قلة المصلين وزهد القاصدين". (مجلة الاعتصام، العدد 3 السنة 41).
وقال صاحب (التحفة الإثني عشرية): "إنهم يعظمون قبور الأئمة ويطوفون حولها ويصلون إليها مستدبرين القبلة إلى غير ذلك من الأمور التي يستقل لديها فعل المشركين مع أصنامهم، وإن حصل لك ريب من ذلك فاذهب يوم السبت إلى مرقدي موسى الكاظم ومحمد الجواد، فانظر ماذا ترى، ومع ذلك فهذا معشار ما يصنعون عند قبر الإمام علي، ومرقد الإمام الحسين، مِمَّا لا يشك ذو عقل في إشراكهم والعياذ بالله". اهـ
وكان الخميني في تحرير الوسيلة (2/241): "بلا بأس بالتمتع بالرضيعة ضمًّا وتفخيذًا وتقبيلاً".
قلت: ورغم ظهور ضلال الخميني لكل ذي عين، حتى حكم عليه إمام السنة محمد ناصر الدين الألباني، وغيره من العلماء الربانيين بالكفر، فقد عميت أبصار حزب الإخوان، وختم الله على قلوبهم وأسماعهم، فقاموا بكتابة هذا العزاء في إمام الكفر والضلالة الخميني، وهذا نصُّ العزاء: "الإخوان المسلمون يحتسبون عند الله: فقيد الإسلام الإمام الخميني، القائد الذي فجَّر الثورة الإسلامية ضد الطغاة، ويسألون الله له المغفرة والرحمة، ويقدمون خالص العزاء لحكومة الجمهورية الإسلامية الإيرانية والشعب الإيراني الكريم، إنا لله وإنا إليه راجعون، المرشد العام: حامد أبو النصر"(2)، قلت: فلا ندري أي إسلام هذا الذي يصير الخميني الزنديق –سفَّاك دماء المسلمين وداعية الوثنية والزندقة والفجور- فقيدًا له، هل هو دين الله الحق الذي يبرأ من اعتقادات الخميني الكفرية، أم هو دين آخر -لا معالم له- خاص بحزب الإخوان، يستخدمونه كشعار فقط ووسام يلبسونه لمن شاءوا!!
و قال الشيخ حسين الموسوي في كتابه "لله ثم للتاريخ" (ص80) بعد أن نقل عدة نقولات موثقة من أشهر مراجع الشيعة الإمامية التي يطبعونها وينشرونها ولا ينكرون شيئًا منها حتى الآن: "وهكذا نرى أن حكم الشيعة في أهل السنة يتلخص بما يأتي: أنهم كفَّار أنجاس شر من اليهود والنصارى، أولاد بغايا، يجب قتلهم وأخذ أموالهم، لا يمكن الالتقاء معهم في شيء، لا في رب ولا في نبي ولا في إمام، ولا يجوز موافقتهم في قول أو عمل، ويجب لعنهم وشتمهم وبالذات الجيل الأول أولئك الذين أثنى الله تعالى عليهم في القرآن الكريم، والذين وقفوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في دعوته وجهاده ...
لما انتهى حكم آل بهلوي في إيران على إثر قيام الثورة الإسلامية، وتسليم الإمام الخميني زمام الأمور، توجب على علماء الشيعة زيارة وتهنئة للإمام بهذا النصر العظيم؛ لقيام أول دولة شيعية في العصر الحديث يحكمها الفقهاء.
وكان واجب التهنئة يقع عليَّ شخصيًّا أكثر من غيري لعلاقتي الوثيقة بالإمام الخميني؛ فزرت إيران بعد شهر ونصف -وربما أكثر- من دخول الإمام طهران إثر عودته من منفاه بباريس، فرحب بي كثيرًا، وكانت زيارتي منفردة عن زيارة وفد علماء الشيعة في العراق، وفي جلسة خاصة مع الإمام قال لي: سيد حسين آن الأوان لتنفيذ وصايا الأئمة صلوات الله عليهم، سنسفك دماء النواصب -أي: الـمسلمين-، ونقتل أبناءهم، ونستحي نساءهم، ولن نترك أحدًا منهم يفلت من العقاب، وستكون أموالهم خالصة لشيعة أهل البيت، وسنمحو مكة والـمدينة من على وجه الأرض؛ لأن هاتين المدينتين صارتا معقل الوهابيين، ولابد أن تكون كربلاء أرض الله المباركة المقدسة قبلة للناس في الصلاة، وسنحقق بذلك حلم الأئمة، لقد قامت دولتنا التي جاهدنا سنوات طويلة من أجل إقامتها، وما بقي إلاَّ التنفيذ!". اهـ
وقال الأستاذ سالم البهنساوي في "السُنَّة المفترى عليها" (ص57): "منذ أن تكوَّنت جماعة التقريب بين المذاهب الإسلامية، والتي ساهم فيها الإمام البنَّا والإمام القمي والتعاون قائم بين الإخوان المسلمين والشيعة، وقد أدَّى ذلك إلى زيارة الإمام نواب صفوي(3) سنة (1954) للقاهرة"، ثم قال: "ولا غرو في ذلك فمناهج الجماعتين تُؤدِّي إلى هذا التعاون".
وفي مجلة المجتمع الكويتية العدد 434 بتاريخ (25/2/1979م): نشرت المجلة بيانًا صادرًا من التنظيم الدولي للإخوان المسلمين عند قيام الثورة الخمينية هذا نصُّه: "دعا التنظيم الدولي للإخوان المسلمين قيادات الحركة الإسلامية.. بالإضافة إلى تنظيمات الإخوان المسلمين المحلية في العالم العربي، وأوروبا وأمريكا إلى اجتماع أسفر عن تكوين وفد توجه إلى طهران على طائرة خاصة وقابل الإمام آية الله الخميني لتأكيد تضامن الحركات الإسلامية الممثلة في الوفد كافة.."، وذكر عمر التلمساني في حديث نشرته مجلة (الكرسنت) الإسلامية التي تصدر في كندا) (16/ 12/1984)، وقال فيه بالحرف الواحد: "لا أعرف أحدًا من الإخوان المسلمين في العالم يهاجم إيران".
وكتب المرشد السابق لحزب الإخوان عمر التلمساني مقالاً في "مجلة الدعوة" العدد (105) يوليو (1985) بعنوان: "شيعة وسنة" قال فيه: "ولم تفتر علاقة الإخوان بزعماء الشيعة فاتصلوا بآية الله الكاشاني واستضافوا في مصر نواب صفوي، كل هذا فعله الإخوان لا ليحملوا الشيعة على ترك مذهبهم(4)، ولكنهم فعلوه لغرض نبيل يدعو إليه إسلامهم وهو محاولة التقريب بين المذاهب الإسلامية إلى أقرب حدٍّ ممكن(5).
وقال فتحي يكن في الموسوعة الحركية (ص289): "الشهيد نواب صفوي، شاب متوقد إيمانًا وحماسة واندفاعًا بلغ من العمر تسعة وعشرين عامًا، درس في النجف في العراق، ثم رجع إلى إيران ليقود حركة الجهاد ضد الخيانة والاستعمار، أسَّس في إيران حركة (فدائيان إسلام) التي تؤمن بأن القوة والإعداد هي سبيل تطهير الأرض المسلمة من الصهيونيين والمستعمرين"(6).
فأما سعيد حوى -أحد أقطاب الفكر الحزبي الإخواني الصوفي في سوريا- فإنه لم يتحمل الرَّخم الروافض، ولم يصبر على الإلحاد الخميني الذي يأنف منه عتاة أهل البدع الذين ينتسبون إلى أهل القبلة.
ومن ثَمَّ كتب سعيد حوى كتابه: "الخمينية شذوذ في العقائد"، الذي اعترف فيه بضلال حزب الإخوان في مدحه الثورة الإيرانية، فقال: "جاءت الخمينية المارقة تحذو حذو أسلافها من حركات الغلو والزندقة ... فتدعي نصرة الإسلام وهي حرب عليه عقيدة ومنهجًا وسلوكًا، وتتظاهر بالغيرة على وحدة الصف الإسلامي وهي تدق صباحًا ومساءً إسفينًا بعد إسفين في أركان الأمة الواحدة متوسلة إلى ذلك بنظرة مذهبية شاذة، وتزعم نصرة المستضعفين في الأرض وهي تجنِّد الأطفال والصغار وتدفعهم قسرًا وإلجاءً إلى محرقة الموت الزؤام..."، ثم ذكر بعض صور الغلو عند الرافضة:
أولاً: الغلو في الأئمة: قال حوى بعد أن نقل بعض النصوص من كتاب الكافي التي تثبت غلو الشيعة الإمامية في أئمتهم الإثنى عشر (ص14، 15): "وجاء الخميني ليؤكد هذا الغلو ويعمقه، وذلك جحود لما هو معلوم من الدين بالضرورة، وهو كفر بواح، فانظر إلى الخميني وهو يغلو في حق أئمته فيعطيهم العصمة والتدبير والعلم الإلهي ويرفعهم فوق مقام الأنبياء، فيقول في كتابه >الحكومة الإسلامية<: >إن للإمام مقامًا محمودًا، ودرجة سامية، وخلافة تكوينية تخضع لولايتها وسيطرتها جميع ذرات هذا الكون، وأن من ضرورات مذهبنا أن لأئمتنا مقامًا لا يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل ...".
ثانيًا: قولـهم بتحريف القرآن: قال حوى (ص16-19): "أمّا الشيعة الإمامية الإثنى عشرية فإن غلاة متقدميهم ومتأخريهم مجمعون على أن القرآن قد حُرِّف...".
ثالثًا: إنكارهم للسنة النبوية: قال حوى (ص21، 22): "من المعروف المجمع عليه عند علماء الشيعة، بل من أصول مذهبهم، أن الأمة قد كفرت بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وارتدت عن دين الله -والعياذ بالله- إلاَّ ثلاثة أو أربعة...".
وأجريت صحيفة >الوطن< لقاء مع محمد مهدي عاكف –مرشد الإخوان السابق- (27 مارس 2007): قال فيه: "لكنني معجب بالموقف الرجولي لإيران ضد الطغيان الأمريكي والصهيوني".
فرد عليه د حمد عثمان: "المرشد العام نسي احتلال إيران للجزر الإماراتية، ونسي مطالب إيران وحقوقها التاريخية المزعومة في البحرين، ونسي نصرة إيران لأمريكا في إسقاط طالبان، ونسي تناقض إيران وازدواجيتها في ايوائها لعناصر القاعدة لزعزعة أمن الخليج والسعودية خصوصًا... نسي الكوادر الكويتية التي دربتها إيران في صحراء الوفرة التي قامت بتفجيرات في الحرم المكي عام (1406هـ)، ونسي فيلق مكة الذي أنشأته إيران في جنوب العراق لتصدير الفوضى للسعودية..نسي مرشد الإخوان دور إيران في إفساد العراق وزعزعة استقراره من خلال الميليشيات الكبيرة التي انشأتها وزرعتها في العراق، نسي الجهود الخبيثة التي قامت بها إيران لتغيير الهوية العراقية من خلال إدخال الملايين من الإيرانيين للعراق وتصييرهم من حملة الهوية العراقية من خلال عملائهم في العراق(7).
نسي مرشد الإخوان دور إيران في تخريب لبنان من خلال صناعة >حزب الله< في لبنان، وتصييره دولة داخل دولة.
نسي أن إيران أصابت الاقتصاد اللبناني بمقتل، وأفسدت ما بناه الحريري في سنوات طويلة أنفقت دول الخليج فيها المليارات لإعمار لبنان لينعم أهله بأمن ورخاء.
نسي أن إيران من خلال عملائها >حزب الله< دمَّروا دولة المؤسسات في لبنان >حكومة السنيورة< من خلال الاعتصامات والمظاهرات اليومية التي قاموا بها فأصابت لبنان بالشلل، وضاعفت من جراحه وخسائره بعد انتهاء حرب فرضتها إيران لتجعل من لبنان مسرحًا لأغراضها كما جعلت العراق كذلك ..نسي أم جهل أن إيران تساند >الحوثيين< بمحافظة صَعدة من اليمن للخروج على الحاكم وزعزعة الأمن، وأن من شروط >الحوثيين< لوقف فتنتهم إغلاق دار الحديث بدماج التي أسسها العلامة مقبل الوادعي -رحمه الله-... المرشد العام للإخوان عند سؤاله عن جهود إيران في تشييع مصر، أجاب بعدم علمه بذلك، وأن ذلك واقع في المغرب والجزائر، وهذا من عجائب الأمور!!! وإذا كان الأستاذ المرشد يرى أن لا فرق بين السنة والشيعة فلماذا تُصر إيران على تصدير ثورتها، وكأننا لا ندين بالإسلام(؟!...
فالإخوان بأي عقل أم بأي دين ينصرون إيران، وقد حكينا شرورها وعدوانها على ديار الـمسلمين؟!!
و>أحمدي نجاد< ومَن خلفه ما الذي يمنعهم من أن يملأوا الدنيا عدلاً في جمهورية إيران لاسيما، وأن >أحمدي نجاد< يُوحى إليه كما زعم، فإيران تئن من الفقر والظلم ...".اهـ
وأذاعت وكالة الأنباء الفلسطينية: "معًا=، ووكالة الأنباء الشيعية الإيرانية: "مُهْر=، هذا الخبر: "اعتبر رئيس المكتب السياسي لحركه المقاومه الإسلاميه الفلسطينية: «حماس» الابن الروحي للإمام الخميني، وذلك لدى لقائه حسن الخميني حفيد الإمام الراحل.
وأفادت وكالة >مُهْر< للأنباء أن >خالد مشعل< رئيس المكتب السياسي لحركه المقاومة الإسلاميه الفلسطينية >حماس<، أكَّد في هذا اللقاء الذي تم يوم الأربعاء بعد وضعه إكليلاً من الزهور على مرقد الخميني، علي الدور الذي أداه مؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية في يقظة وصحوة الشعوب الإسلامية(9).
وقد رحب حفيد الإمام الراحل... في هذا اللقاء برئيس المكتب السياسي لحركه >حماس< والوفد المرافق له، وأكَّد أن القضية الفلسطينية كانت من أهم الهواجس لدى الإمام الراحل، وشدَّد على أن إيران تعتبر في الوقت الراهن هذه القضية من أهم مبادئها التي لن تتغير وستواصل وقوفها الي جانب الشعب الفلسطيني وتدعمه بكل قوة(10).
أذاعت وكالة الأنباء الفلسطينية: "معًا=، وكذلك وكالة الأنباء الشيعية الإيرانية: "مُهْر=، هذا الخبر:
اعتبر رئيس المكتب السياسي لحركه المقاومه الإسلاميه الفلسطينية: «حماس» الابن الروحي للإمام الخميني، وذلك لدى لقائه حسن الخميني حفيد الإمام الراحل.
وأفادت وكالة >مُهْر< للأنباء أن >خالد مشعل< رئيس المكتب السياسي لحركه المقاومة الإسلاميه الفلسطينية >حماس<، أكَّد في هذا اللقاء الذي تم يوم الأربعاء بعد وضعه إكليلاً من الزهور على مرقد الخميني ...
وقد رحب حفيد الإمام الراحل... في هذا اللقاء برئيس المكتب السياسي لحركه >حماس< والوفد المرافق له، وأكَّد أن القضية الفلسطينية كانت من أهم الهواجس لدى الإمام الراحل، وشدَّد على أن إيران تعتبر في الوقت الراهن هذه القضية من أهم مبادئها التي لن تتغير وستواصل وقوفها الي جانب الشعب الفلسطيني وتدعمه بكل قوة(11).
هذا فيض من غيض من التعاون الخبيث بين حزب الإخوان المسلمين والشيعة الرافضة في إيران.
وصلى اللهم على محمد وعلى آله وسلم.==.
فالقرضاوي يعتبر الأب الروحي للمنتمين للحركات الإسلامية السياسية التي خرجت من رحم جماعة الإخوان المسلمين في هذه المرحلة التاريخية من نشاط الجماعة.
كما أن القرضاوي يعمل كسمسار في توسطه لعقد التحالفات بين جماعة الإخوان المسلمين بفروعها والأحزاب السياسية المتواجدة على الساحة بمختلف انتماءاتها العقدية والفكرية والسياسية من ليبرالية ورافضية وقومية..الخ.
وذلك لتجويز بل وإيجاب الفقه الحركي الباطني للإخوان المسلمين لذلك وخاصة في هذه المرحلة من نضالهم السياسي السلمي للتغيير.
وإن شاء الله سوف أتناول ذلك بالتفصيل والنقل من كتب رموز الإخوان المسلمين في مقالات قادمة.
وسوف ألقي الضوء في هذه المقالة يشكل مختصر ونقاط محددة على جهود الإخوان المسلمين ووسيطهم القرضاوي في التحالف القائم بين دولتهم القادمة مع دولة إيران الرافضية الصفوية القائمة.
والأدلة التي سأذكرها ستكون على النحو الآتي:
الدليل الأول:
يقرر القرضاوي هذا التحالف بقيام دولتان في هذا العصر تمثلان الإسلام كل منهما نتاج الصحوة وهما دولة إيران الرافضية بقيادة الخميني ودولة الإخوان المسلمين في السودان التي يقف خلفها الترابي.
فيقول: (...دولتان للإسلام: ومن ثمرات هذه الصحوة ودلائلها الحية: قيام ثورتين إسلاميتين، أقامت كل منها دولة للإسلام ،تتبناه منهجا ورسالة، في شئون الحياة كلها: عقائد وعبادات، وأخلاقا وآدابا، وتشريعا ومعاملات، وفكرا وثقافة، في حياة الفرد، وحياة الأسرة، وحياة المجتمع، وعلاقات الأمة بالأمم.
أما الثورة الأولى: فهي الثورة الإسلامية في إيران، التي قادها الإمام آية الله الخميني سنة(1979م)، وأنهت حكم الشاه الذي بلغ في الفساد مابلغ، والذي كان يعتبر شرطي الغرب وحضارته في الشرق الأوسط، والذي كانت له علاقة وطيدة بإسرائيل.
وأقام الخميني دولة للإسلام في إيران على المذهب الجعفري، وكان لها إيحاؤها وتأثيرها على الصحوة الإسلامية في العالم، وانبعاث الأمل فيها بالنصر، الذي كان الكثيرون يعتبرونه من المستحيلات.
والثورة الثانية: هي ثورة الإنقاذ الإسلامية في السودان، سنة(1989م)أي بعد ثورة إيران بعشر سنوات، وقد أنهت حالة الاضطراب والفوضى التي أصابت السودان بعد حكم الأحزاب، والتي كان يمكن أن يثب على الحكم فيها بعثيون أو شيوعيون، فانتهزها الإسلاميون فرصة، وقاموا بهذه الثورة البيضاء، التي لم ترق فيها قطرة دم واحدة، وقد أخفت الثورة وجهها الإسلامي في أول الأمر، حتى لا تقف في طريقها كل القوى المحاربة للإسلام، في الداخل والخارج، واعتقلت الشيخ حسن الترابي مع الزعماء الآخرين، وهو الرأس المدبر للثورة، وكان هذا من الحكمة التي يفرضها الواقع، ويجيزها الشرع، فالحرب خدعة.
وقد تجلت هذه الحكمة حين بدأ ينكشف القناع عن وجه الثورة الحقيقي، فإذا الذين أخذوها بالأحضان تنكروا لها، وإذا المؤامرات تكاد لها، والحصار يضرب عليها، من العرب من حولهم، ومن الغرب عامة، والأمريكان خاصة، ولكن الله تعالى حفظ هذه الثورة التي دفعت الناس إلى العمل والإنتاج، ليأكلوا مما يزرعون، ويلبسوا مما يصنعون، ويعتمدوا بعد الله على أنفسهم.
أقامت ثورة الإنقاذ في السودان دولة للإسلام على المذهب السني، وعلى الفقه المنفتح للاجتهاد والتجديد، والذي يراعي ظروف الزمان والمكان والإنسان، وأخذ الدين دوره في توجيه الحياة، وصبغها بصبغته الربانية(صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً...) (البقرة/ 138).
وظهر ذلك في التربية والتعليم، وفي الثقافة والإعلام،وفي التشريع والدستور، وفي الدفاع والجهاد، كما في جيش الدفاع الشعبي، وغيره من مؤسسات الدولة...)انتهى[1].
ويؤكد القرضاوي إسلامية الثورة الإيرانية بقيادة قائدها الخميني وأنها شيعية اثنا عشرية فيقول:
(...وفي إيران-حيث يكون الشيعة الإثنا عشرية أغلبية الشعب-انطلقت حركة(الإمام الخميني)التي تقوم على(ولاية الفقيه)بدلا من انتظار الإمام الغائب، ونيابة عنه، فقاوم طغيان(الشاه)وفساده، وأوذي في سبيل ذلك ما أوذي، ونفي إلى خارج البلاد، ولكنه ظل يبعث برسائله وأشرطته إلى قواعده في إيران، يحرك الساكن، ويقوي المتحرك، وينبه الغافل، ويشد عزم المتنبه، حتى تجاوبت جماهير الشعب مع قائد الثورة الإسلامية، وتحركت كالسيل الهادر، ولم تجد أسلحة الجيش الموجهة إلى صدور الناس، ولا مكر جهاز(السافاك)ولا غيرها فتيلا أمام إصرار الجماهير، فسقطت الإمبراطورية العلمانية، وفر(الشاه) الذي كان يعتبر شرطي الغرب في المنطقة، وصديق إسرائيل، ولم يجد أرضا تقبله، غير مصر السادات، وقامت(الجمهورية الإسلامية) التي كانت قذى في عين إسرائيل وأمريكا التي أطلق الخميني عليها اسم(الشيطان الأكبر).
وفي السودان قامت حركة إسلامية، امتداد للحركة الإسلامية في مصر، وإن كانت لها اجتهاداتها ومواقفها الخاصة، وكانت أكثر انفتاحا على الواقع، وقدرة على التطور...) انتهى.
ثم قال عن حركة الإخوان المسلمين في السودان بقيادة الترابي ما نصه:
(...وقامت دولة جديدة في السودان تتبنى أحكام الشريعة برؤية عصرية، وتعلن انتماءها إلى الإسلام بوضوح...)انتهى[2].
قال أبو عبد الله: لقد أكد القرضاوي هذا التحالف بوصفه لدولة الرافضة في إيران ودولة الإخوان المسلمين في السودان بالإسلاميتين مع الاختلاف بينهما بأن دولة إيران اعتمدت المذهب الجعفري ودولة الترابي اعتمدت المذهب السني، وكل منهما حكمت بالشريعة الإسلامية في جميع نواحي الحياة بزعمه مما يدل على تجويز ودعم القرضاوي والإخوان المسلمين لقيام دولة تمثل الإسلام الشيعي الجعفري بجانب دولة تمثل الإسلام السني المتمثل بدولة الإخوان المسلمين بزعمهم، وكل من الدولتين تجمعهما الصحوة الإسلامية، وهما من نتاجها وثمارها مما يؤكد تحالفهما لتوحد مصدرهما.
ولست بصدد نقض كلامه بوصفه دولة الرفض والشرك وتكفير الصحابة وعدوة الإسلام إيران بأنها هي دولة الإسلام الذي طبقته في العقائد والعبادات والتشريع والمعاملات إلى آخر التهريج والتزوير الذي ذكره، وذلك لأن عوام أهل السنة بل وأطفالهم يسخرون من مقولته ويكذبونها، بل الرافضة أنفسهم يعلمون كذبه وخيانته لأهل السنة.
وأما الترابي فلم يعد خافيًا على أحد ضلال معتقده وضعف حجته ونقص عقله، ولقد سعى الترابي وبعض الساسة في السودان في ذلك الوقت إلى التقارب مع إيران والانفتاح الثقافي معها ولكن الشعب السوداني كان لذلك بالمرصاد.
والقرضاوي الذي سمى كتابه: (أمتنا بين قرنين)لم يثبت إسلامية الدول الإسلامية الأخرى بما فيها السعودية، ومصر التي أنجبته، وقطر التي آوته وأكرمته، وغيرها من الدول الإسلامية في هذه الفترة الزمنية والتي تمثل قرن من الزمن، مما يدل على اللؤم والخبث المتأصل في شخصية هذا الرجل.
وإنما اقتصر على دولة إيران الرافضية الصفوية وأي دولة يقيمها الإخوان المسلمون كدولة الترابي، لتمثل كل منهما قسم من الإسلام بحسب فكرهم كما هو مخطط له وفق المخطط الإيراني وحليفته جماعة الإخوان المسلمين.
ولذلك حكم القرضاوي على دول العالم العربي والإسلامي بفقدان المشروعية العقائدية باستثناء دولة إيران ودولة الإخوان المسلمين التي أقامها الترابي كما نقلناه عنه.
حيث قال: (...ذلك أن أساس المشروعية لدولنا الإقليمية والقومية، الحديثة والمعاصرة، التي تضمها جامعتنا العربية، أو ينتظمها ما يسمى(منظمة المؤتمر الإسلامي)أساس واه ضعيف من وجهة النظر الإسلامية الخالصة، وفي أول تجربة أو امتحان، اهتز هذا الأساس بل أوشك أن ينهار، لأنه يفتقد المشروعية العقائدية العليا التي تسنده، وتمنحه مبرر الوجود والبقاء...).[3]
فالقرضاوي ينزع المشروعية العقائدية عن الدول الإسلامية في حين يثبتها لدولة إيران الرافضية الصفوية وأنها هي التي حكمت بالإسلام وتبنته منهجا ورسالة في شئون الحياة كلها: عقائد وعبادات، وأخلاق وآداب وتشريع ومعاملات، وفكر وثقافة ...الخ مما مر علينا نقله بنصه من كلامه.
الدليل الثاني:
القرضاوي يشيد بالمؤسسة الدينية الرافضية التي صنعت الثورة الإيرانية وأسقطت(الشاه)وأتت بالدولة الإسلامية التي حكمت بالإسلام في العقائد والعبادات والتشريع والمعاملات ..الخ.
فيقول: (...إن المؤسسة الدينية في إيران هي التي صنعت الثورة على نظام الشاه هناك.
ساعدها على ذلك: مالها من حق الطاعة المطلقة على الجماهير الشعبية-بحكم تعاليم المذهب الجعفري-واستعدادها لبذل الدماء والأموال والأولاد إذا طلبها منهم آيات الله ومشايخ المذهب.
كما ساعدها ما في أيديها من أموال أعطاها إياهم الشعب طواعية واختيارًا وهي أموال(الخمس)الذي يفرضه الفقه الجعفري على صافي الدخل أي بنسبة 20 % وهي تعطى لعلمائهم نيابة عن الإمام الغائب.
فلم يعد علماؤهم أسرى تحت رحمة الحكومة التي تتحكم في أرزاقهم وأقوات عيالهم، وهي التي تملك توظيفهم وتدفع رواتبهم، وتعزلهم منها إن شاءت...)انتهى[4].
قال أبو عبد الله: وبمقابل هذا المدح والتزكية والإعجاب من قبل القرضاوي برجال الدين الرافضة ومؤسستهم الدينية، فإنه يقوم بذم المؤسسات الدينية للبلاد الإسلامية السنية ويصفها بأقبح الأوصاف.
فيقول: (...حتى العلماء الرسميون الذين جندوا أنفسهم لخدمة سياسة الدولة، فينطقون إذا أرادت لهم أن ينطقوا، ويصمتون إذا أرادت أن يصمتوا-يعتقدون ثقة الجماهير بهم، ويسمونهم(علماء السلطة)أو(عملاء الشرطة)...)انتهى[5].
ويقول القرضاوي في كتاب آخر: (...ولا ريب أن مع الشباب كثيرا من الحق فيما قالوا: فقد أصبح كثير من(العلماء الكبار)أدوات في يد السلطان، إن شاء أن ينطقوا بما يريد من شأن نطقوا وأفصحوا، وإن شاء أن يصمتوا حيث يجب البيان، ويحرم الكتمان، والساكت عن الحق كالناطق بالباطل، كلاهما شيطان...)[6].
الدليل الثالث:
يعترف القرضاوي بأنه قام بالإجتماع مع حكام إيران ورجال الدين فيها من أجل التعاون والتقريب.
فيقول: (...كما زرت إيران في ربيع سنة (1998م)بدعوة من مجمع التقريب بين المذاهب، برئاسة الرجل السمح آية الله الشيخ واعظ زاده الخراساني، وتأييد من صديقنا آية الله الشيخ محمد علي تسخيري.
ولقيت عددا كبيرًا من العلماء في طهران وقم ومشهد وأصفهان، كما لقيت رئيس الجمهورية السيد محمد خاتمي، واستمرت مقابلتي معه نحو ساعة، كما لقيت رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام حجة الإسلام علي أكبر رفسنجاني.
ووجدت عند الجميع رغبة في التفاهم والتعاون والتلاقي، وقد ذكرت لهم بصراحة الأشياء التي تحول دون التقريب الحقيقي.
وهو: سب الصحابة، والموقف من أهل السنة داخل إيران، ومحاولة نشر التشيع في بلاد أهل السنة.
وقد تجاوب معي الفضلاء من علمائهم، وأكدوا معي أن لا مبرر لسب الصحابة، وبخاصة الكبار منهم مثل: (أبي بكر، وعمر، وعثمان، وطلحة، والزبير، وعائشة-رضي الله عنهم-).
وقد أفضوا إلى ما قدموا، كما أكدوا لي أنهم في كتبهم الدراسية ذكروا مواقف تحتذى لأبي بكر وعمر، باعتبارهما نماذج إسلامية للبطولة والهداية، وهذه لاشك خطوة إلى الأمام، نرجو أن تتبعها خطوات...)[7].
قال أبو عبد الله: لقد اعترف القرضاوي بلقائه بساسة دولة الرافضة إيران وبرجال الدين فيها، من أجل التفاهم والتعاون والتلاقي كما هو نص كلامه مما نقلناه عنه، ولعل حصول التحالف ثابت من خلال ما نقلناه من كلام القرضاوي، ولعل أهم ما يحتويه: الاتفاق من الناحية السياسية عند دولة الإخوان المسلمين القادمة، هي تعهد دولة إيران القائمة بعدم نشر التشيع في بلاد أهل السنة، ولذلك عندما قامت إيران بنشر التشيع في مصر قبل سنوات ثارت ثائرة القرضاوي وأخذ يشدد من لهجته ضد إيران، لأنهم لم يلتزموا بترك أهل السنة غنيمة لدولة الإخوان المسلمين القادمة.
وأما ما يتعلق بذكر القرضاوي لموضوع سب الصحابة، فإن القرضاوي يكفيه جواب الرافضة: (بأنه لا مبرر لذلك)، فهو يريد كذبة منهم لكي يصدقها، وتقية لكي يثق بها.
ومن ضلال الرجل وانعدام الحياء عنده: وصفه لدولة إيران بأنها دولة الإسلام المحكمة له في العقائد والتشريع، وهو يثبت سبهم للصحابة وظلمهم لأهل السنة في إيران، مما يدل على ضلال الرجل على علم-والعياذ بالله-.
الدليل الرابع:
التحالف القائم بين الإخوان المسلمين وإيران في(الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين)وذلك بترأسه من قبل القرضاوي ممثل دولة الإخوان المسلمين القادمة، ويتولى منصب نائب الرئيس محمد علي تسخيري الرافضي ممثل دولة الرافضة إيران القائمة، لكي يمثل إتحادهما التحالف بين الإسلام السني والإسلام الشيعي بزعمهم بقياداته السياسية والفقهية.
الدليل الخامس:
التحالف القائم بين حزب الدعوة الرافضي والحزب الإسلامي(الإخوان المسلمين)في تقاسم السلطة الحاكمة في العراق.
الدليل السادس:
التحالف القائم بين الإخوان المسلمين وحزب الشيطان الرافضي في لبنان.
الدليل السابع:
الإخوان المسلمون الكل يعرف تاريخهم في التقارب مع الرافضة الإثنا عشرية في إيران وسوف أنقل لك من مصادر الإخوان المسلمين الرسمية ولمؤلف من كبار الإخوان المسلمون ممن عاصروا حسن البنا وبايعوه في أول نشوء الجماعة.
حيث يقول عباس السيسي في كتابه: (في قافلة الإخوان المسلمون/ص: 159/ 2)ما نصه: (...وصل إلى القاهرة في زيارة لجماعة الإخوان المسلمون الزعيم الإسلامي نواب صفوي زعيم فدائيان إسلام بإيران-وقد احتفل بمقدمه الإخوان أعظم احتفال-وقام بإلقاء حديث الثلاثاء، فحلق بالإخوان في سماء الدعوة الإسلامية وطاف بهم مع الملأ الأعلى، وكان يردد معهم شعار الإخوان(الله أكبر...)انتهى.
ويؤكد لنا التخطيط القديم للتحالف بين دولة الرافضة في غيبتها ودولة الإخوان المسلمين في الإعداد لقيامها ما ذكره محمود عبد الحليم المبايع لحسن البنا وعضو اللجنة التأسيسية للإخوان المسلمين في كتابه(الإخوان المسلمون أحداث صنعت) التاريخ الجزء الثاني(ص: 357)يقول ما نصه:
(...رأى حسن البنا أن الوقت قد حان لتوجيه الدعوة إلى طائفة الشيعة، فمد يده إليهم أن هلموا إلينا فأنتم إخواننا في الإسلام، وهيا نتعاون معا على إقامة صرحه واستعادة مجده، وقد وجدت دعوته هذه من الشيعة آذان صاغية، إذ أسعدهم أن يسمعوا لأول مرة منذ مئات السنين صوتًا ينضح بالحب ويدعو إلى الإخوة الإسلامية، فقدم إلى مصر شيخ من كبار مشايخهم في إيران هو الشيخ محمد تقي قمي والتقى بحسن البنا وحسن التفاهم بينهما، وثمرة هذا التفاهم أنشئت في القاهرة دار ترمز إلى هذه المعاني السامية اسمها: (دار التقريب بين المذاهب الإسلامية)، وقامت هذه الدار بجهد مشكور في سبيل هذا الهدف...)انتهى.
قال أبو عبد الله: فحسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين يطلب من الرافضة التعاون لإقامة صرح الإسلام واستعادة مجده، مما يؤكد قدم التخطيط لقيام دولتين متحالفتين وهما: (دولة الرافضة إيران، ودولة الإخوان المسلمين).
ولذلك لابد التنبه والحذر من هذا المخطط الخطير الذي يهدد العالم الإسلامي لحليفي الشر إيران الرفض الصفوية وجماعة الإخوان المسلمين الخائنة لأهل السنة والجماعة.
مما يستوجب القيام بكل ما يحقق القضاء على هذا التحالف وكشف أمره لعامة المسلمين.
أسأل الله-عز وجل-أن يحفظ المسلمين من كل مكروه، وأسأله سبحانه أن يرد كيد أعداء الإسلام والمسلمين في نحورهم، ويكفي المسلمين شرورهم.=======
لا يتوفر نص بديل تلقائي.ربما تحتوي الصورة على: ‏‏نص‏‏ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏شخص أو أكثر‏ و‏نص‏‏‏ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، ‏‏نص‏‏‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق