الإخوان وداعش وجهان لعملة واحدة والاختلاف بين "داعش" و"الإخوان"====جرائم الاخوان المسلمين
تاريخ حافلل بالجرائم وعماله للاستعمار
=======أعلن مرصد الفتاوى الشاذة والتكفيرية التابع لدار الإفتاء المصرية أمس الجمعة 21 أغسطس 2015، دعوات أطلقها تنظيم "داعش" الإرهابي لجماعة الإخوان بمصر للانضمام إلى التنظيم وإعلان الولاء والبيعة لزعيم التنظيم أبوبكر البغدادي، وذلك بعد تلقي التنظيم الإرهابي عدة ضربات موجعة في مصر.
حيث أكد المرصد أن تلك الدعوة تأتي في سياق السباق والتنافس بين الجماعات والحركات الإرهابية للفوز بأعضاء جدد وتجنيد المزيد من المقاتلين، في ظل سعى عدد من الحركات الإرهابية والتكفيرية في المنطقة إلى كسب تأييد حركات إرهابية على شاكلتهم تتخذ من الإسلام ستارًا لمنهجيتهم الدموية مثل جماعة الإخوان الإرهابية وفق ما أقره القانون المصري.
ولفت المرصد أن الخسائر السياسية التي لحقت جماعة الإخوان في مصر عقب الثورة الشعبية في يونيو عام 2013، إضافة إلى فشل تنظيم "داعش" في تحقيق مكاسب بسيناء أدى إلى محاولة قادة الجماعتين الاندماج في كيان واحد تحت قيادة واحدة من أجل التصدي لقوات الجيش والشرطة المصرية بعدما فشلت الجهود المنفردة لكلا الحركتين في النيل من الدولة المصرية وزعزعة استقرارها.
أضاف المرصد أن دلائله الاستقصائية تكشف مساعي "داعش" التحالف مع تنظيمات موالية للقاعدة؛ من أجل حشد الجهود والقوات لمواجهة قوات الأمن المصرية، خاصة أن التنظيم قد فشل فشلاً ذريعًا ومُنيَ بهزيمة نكراء في سيناء جراء محاولته السيطرة على مساحات قليلة من الأرض لتكون نقاط تمركز وانطلاق، إلا أنها تم مواجهتها بقوات متعددة من الجيش والشرطة، واستبسال كبير من أفراد وضباط الشرطة والقوات المسلحة المكلفة بحماية سيناء وحفظ الأمن فيها، وهو ما أثبت للتنظيم عدم قدرته على هزيمة الأمن المصري بجهوده المنفردة؛ حيث إنه بحاجة ماسة لمعاونته من قبل تنظيمات عديدة في المنطقة لتكون له فرصة في تحقيق أهدافه.
أكد المرصد أن هناك تبادل أدوار بين داعش وجماعة الإخوان بمصر، حيث يوجه "داعش" الدعوة للإخوان مبايعته والانضمام إليه، بينما يقوم الإخوان بتكفير قيادات الدواعش في الداخل والخارج، بما يتفق ومنهجية علاقة داعش بتنظيم القاعدة الإرهابي، من مهاجمة كلاهما لمنهجية الآخر، رغم ثبوت علاقة وثيقة تجمعهما في الأهداف والمقاصد الساعية إلى نشر الفوضى والإرهاب.
ودعا المرصد إلى الحفاظ على حالة التماسك والتضامن الداخلي في مواجهة حركات وتنظيمات التكفير، واستمرار الدعم المجتمعي والحاضنة الشعبية لقوات الجيش والشرطة في حربها الشرسة ضد الفكر المتطرف وتنظيمات المتعددة.
كلينتون "داعش" وتقسيم العالم العربي
كلينتون داعش وتقسيم
فجّرت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون مفاجأة من الطراز الثقيل في أغسطس الماضي 2014، عندما اعترفت بأن الإدارة الأمريكية قامت بتأسيس ما يسمى بتنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" المعروف بـ"داعش"، لتقسيم منطقة الشرق الأوسط .
وقد نقل حينها موقع "الفرات" العراقي عن كلينتون أنها قالت في مذكراتها "خيارات صعبة" التي نشرتها في كتاب: "دخلنا الحرب العراقية والليبية والسورية وكل شيء كان على ما يرام وجيد جدًّا، وفجأة قامت ثورة 30 / 6- 3 / 7 في مصر وكل شيء تغير خلال 72 ساعة" .
وأضافت: تم الاتفاق على إعلان الدولة الإسلامية يوم 2013/7/5، وكنا ننتظر الإعلان؛ لكي نعترف نحن وأوروبا بها فورا" .
وأضاف الموقع العراقي أن كلينتون قالت في مذكراتها: "كنت قد زرت 112 دولة في العالم.. وتم الاتفاق مع بعض الأصدقاء على الاعتراف بـ"الدولة الإسلامية" حال إعلانها فورا وفجأة تحطم كل شيء" .
وتابعت القول: "كل شيء كسر أمام أعيننا بدون سابق إنذار، شيء مهول حدث!! فكرنا استخدام القوة ولكن مصر ليست سوريا أو ليبيا، فجيش مصر قوي للغاية وشعب مصر لن يترك جيشه وحده أبدًا".
وتزيد: "وعندما تحركنا بعدد من قطع الأسطول الأمريكي ناحية الإسكندرية تم رصدنا من قبل سرب غواصات حديثة جدا يطلق عليها ذئاب البحر 21 وهي مجهزة بأحدث الأسلحة والرصد والتتبع، وعندما حاولنا الاقتراب من قبالة البحر الأحمر فوجئنا بسرب طائرات ميج 21 الروسية القديمة، ولكن الأغرب أن راداراتنا لم تكتشفها من أين أتت وأين ذهبت بعد ذلك، ففضلنا الرجوع مرة أخرى.. ازداد التفاف الشعب المصري مع جيشه وتحركت الصين وروسيا رافضين هذا الوضع، وتم رجوع قطع الأسطول وإلى الآن لا نعرف كيف نتعامل مع مصر وجيشها".
وتقول هيلاري: "إذا استخدمنا القوة ضد مصر خسرنا، وإذا تركنا مصر خسرنا شيئًا في غاية الصعوبة، مصر هي قلب العالم العربي والإسلامي ومن خلال سيطرتنا عليها من خلال الإخوان عن طريق ما يسمى بـ «الدولة الإسلامية» وتقسيمها، كان بعد ذلك التوجه لدول الخليج الفارسي وكانت أول دولة مهيأة الكويت عن طريق أعواننا هنا، من الإخوان فالسعودية ثم الإمارات والبحرين وعمان، وبعد ذلك يعاد تقسيم المنطقة العربية بالكامل بما تشمله بقية الدول العربية ودول المغرب العربي، وتصبح السيطرة لنا بالكامل خاصة على منابع النفط والمنافذ البحرية، وإذا كان هناك بعض الاختلاف بينهم فالوضع يتغير".
البغدادي والإخوان
البغدادي والإخوان
وعن علاقة "أبو بكر البغدادي" زعيم تنظيم الدولة "داعش" بجماعة الإخوان فقد كشف تقرير نشرته صحيفة "القدس العربي" الصادرة في لندن في أول أكتوبر 2014، عن تفاصيل العلاقة بين أبوبكر البغدادي، زعيم تنظيم الدولة الإسلامية «داعش»، وجماعة «الإخوان المسلمين»، التي كان أحد أعضائها في العراق، قبل أن ينضم لاحقًا إلى تنظيم «القاعدة»، ومن ثم انتهى به المطاف في قيادة «داعش»، التنظيم الذي ينظر إليه بوصفه الأكثر تشددًا بين التنظيمات الجهادية في سوريا والعراق. تروي الصحيفة، أنه في بداية عام 2000 جلس البغدادي مع أحد قادة العرب السنة البارزين اليوم، بدا غاضبًا يشتكي من قيادته في الإخوان المسلمين، «جماعتنا مو حيل محتضنينا»، كلمات قالها البغدادي ويتذكرها القيادي السني، كان البغدادي حينها طالب دكتوراه في جامعة صدام للعلوم الإسلامية. البغدادي كان في تنظيم الإخوان المسلمين لكنه كان على خلاف دائم معهم لتوجهاته السلفية، وانفصل عنهم بعد الاصطدام بهم وانضم لـ «القاعدة»، هكذا نقلت الصحيفة عن قيادات وشخصيات سنية كانوا على علاقة بالبغدادي منذ إقامته في الطوبجي في بغداد حتى دراساته العليا في الشريعة. ويقول القيادي السني الذي كان يعرف البغدادي منذ أيام دراسته للدكتوراه، إنه وبرغم انتماء البغدادي للإخوان إلا أنه كان ذا ميول سلفية معروفة تمامًا كحال مرشده الأول القيادي الجهادي محمد حردان قائد جيش المجاهدين السلفي في العراق، فمحمد حردان كان قياديًّا معروفًا في تنظيم الإخوان المسلمين العراقي، ولكنه غادر لأفغانستان للقتال مع الجهاديين وعاد في بداية التسعينيات بميول سلفية واضحة، وخرج من التنظيم الإخواني في العراق، بحسب الصحيفة. وتابعت: "ارتبط البغدادي بمجموعة حردان تنظيميًّا وفكريًّا، وبعد سقوط بغداد (في 2003) أسس حردان جيش المجاهدين السلفي، أحد أكبر الفصائل الجهادية في العراق. وحسب مقربين من الفصائل الجهادية فإن البغدادي لحق بمعلمه حردان وانضم لفترة وجيزة إلى جيش المجاهدين، وبعد خروج البغدادي من سجن بوكا بدا أكثر تطرفًا، وانضم لمجلس شورى المجاهدين بقيادة قاعدة التوحيد والجهاد". ويتذكر صديق آخر للبغدادي وهو من قيادات «القاعدة في الفلوجة» خصلة ملفتة في شخصية البغدادي، فيقول: «كل تنظيم خرج منه البغدادي أصبح معاديًا له، خرج من الإخوان فأصبح يكفرهم علنا ويسميهم عملاء زلماي خليل زاده، خرج من جيش المجاهدين للقاعدة فاصطدم بهم كثيرًا، خصوصًا في الكرمة»، كما تنقل الصحيفة. وتشير إلى أن بعض قادة الفصائل الذين اجتمعوا مع البغدادي في أحد الاجتماعات عام 2007 لوضع حد للاقتتال السني السني بين «القاعدة» والفصائل الجهادية السنية الأخرى، يتذكرون كيف كان البغدادي يقول «هؤلاء حربهم أولى من الأمريكان»، وكثيرًا ما كان يهاجم الفصائل المقربة من الإخوان في العراق كجامع وكتائب صلاح الدين». ويروي قيادي من أحد الفصائل أن البغدادي كان يفضل إخفاء هويته والبقاء ملثما حتى في الاجتماعات مع فصائل تضم أقرباء له، وفي أحد الاجتماعات المخصصة للتفاوض من أجل إيقاف الحرب بين «القاعدة» والفصائل الإسلامية السنية عام 2007 كان البغدادي يجلس ملثما، وعندما تحدث عرفه أحد أقربائه بفضل علاقة نسب، فقد كان القيادي ينتمي لمدينة كبيسة العراقية وهي نفس مدينة زوجة البغدادي، وقال له: «يعني انت نسيبنا وتتلثم علينا» فضحك البغدادي ونزع اللثام. ولكن قياديًّا بارزًا من الإخوان المسلمين في الفلوجة ينفي انتماء البغدادي لتنظيم الإخوان العراقي، ويقول إنه كان مقربًا فقط منهم، بفضل علاقته بمحمد حردان. ويقول: إن البغدادي كان متشددًا سلفيًّا، ولم يكن لينسجم مع فكر الجماعة المعتدل، وحتى القيادي حردان الذي كان مع الإخوان ترك التنظيم بسبب رفضنا ذهابه لأفغانستان، وفق قوله. ويكشف القيادي مزيدًا من المعلومات التي لم تكشف من قبل عن مسيرة البغدادي ويقول إنه جاء للفلوجة لدراسة العلوم الشرعية في التسعينيات، وإنه درس النحو والفقه والقراءات القرآنية على يد علماء الفلوجة. ويوضح: «كثير من العلماء الذين درس البغدادي على يدهم في الفلوجة هم صوفيون، خصوصا في العلوم التي لا تتعلق بالمنهج السلفي، وهذا لا يعني أن البغدادي صوفي إذا درس على يد صوفيين». ويقول القيادي الإخواني: إن البغدادي درس علوم الفقه على يد عالم صوفي من الفلوجة هو حمزة العيساوي. وبحسب الصحيفة، فإن البغدادي كان معروفًا في أوساط الإسلاميين السنة من الإخوان والسلفيين، ولم يكن شخصية مجهولة كما روج البعض، بل إن عمه هو إسماعيل البدري عضو هيئة علماء المسلمين في العراق، ولكنه يكفره كما يكفر الهيئة وعلماءها جميعًا، ومن صلات القرابة الأخرى للبغدادي أن شقيقة زوجته متزوجة من قيادي في الحزب الإسلامي العراقي وهو تنظيم الإخوان المسلمين العراقي، وقد اعتقل الرجل أكثر من مرة من قبل الأمريكان بسبب صلة النسب هذه. وتتعمد بعض الفصائل السنية في العراق وسوريا الانتقاص من البغدادي بسبب روح الخصومة الدموية التي تسيطر على علاقتهم بتنظيم الدولة الذي أراد فرض سلطته على باقي الفصائل السنية بالقوة والبطش الوحشي، فلم يكن البغدادي مجرد لاعب كرة قدم ماهر يُطلق عليه ميسي في حي الطوبجي؛ حيث كان يقيم هناك في مسجد، لكنه وحسب المعلومات التي تكشفت أيضًا من رفاق البغدادي كان قياديا تدرج في مهام الإدارة بعد انضمامه للتنظيم، فتولى منصب المسئول الشرعي لـ «القاعدة» في قضاء الكرمة شرق الفلوجة، ثم المسئول الشرعي لمحافظة صلاح الدين، ثم الشرعي العام لتنظيم «القاعدة في العراق»، وفي تلك الفترة اعتمد عليه أبو عمر البغدادي وأبو حمزة المهاجر المصري؛ بسبب عدم معرفة شخصيته للأجهزة الأمنية والقوات الأمريكية، وبعد مقتل أبو عمر والمهاجر تولى أبو بكر البغدادي قيادة التنظيم عام 2010. ورغم أن معظم الشخصيات السنية الإسلامية التي تقول الصحيفة إنها التقتها تؤكد انتماء البغدادي للإخوان سابقًا، إلا أنها تشير أيضًا إلى العلاقة المتوترة فيما بينهم بسبب ميوله السلفية، واليوم فإن الإخوان المسلمين في العراق هم العدو الأول لتنظيم البغدادي وسقط بين الطرفين آلاف القتلى في المواجهات المسلحة الأهلية بين الفصائل السنية عام 2007. ومن غير الموضوعي النظر لهذه العلاقة بين الإخوان والجهاديين بقالب الحالة المتحالفة بناء على أصولهم الفكرية، كما تفعل الأنظمة العربية المعادية للإخوان (الذين فازوا في كل الانتخابات الديمقراطية التي جرت لأول مرة في الوطن العربي)، كما يشترك بهذه النظرة التيارات المعادية للإسلام السياسي الذي يمثل نصف المجتمع السني على الأقل، واختزالهم بكتلة متطرفة واحدة، وأصحاب هذه النظرة يتناسون دومًا حجم العداء الدموي بين «القاعدة» والفصائل السلفية في سوريا والعراق قبل العداء مع الإخوان، كما أنهم ربما لا يعرفون أن تنظيم الإخوان المسلمين في العراق ( الحزب الإسلامي) كان القوة الدافعة الأساسية لتشكيل الصحوات وتسليح الفصائل السنية التي قاتلت القاعدة وأضعفت وجودها بحلول عام 2007 في العراق. ولعل التطورات التي طرأت على انتماء البغدادي من الإخوان الاخوانية القطبية المعتدلة ثم إلى يمين القاعدة بالجهادية المتطرفة، هذه المراحل لعلها تختصر تحولات طرأت على المجتمع السني في العراق وسوريا الذي بات أكثر استعدادًا للتطرف كردة فعل على التطرف المقابل، وهذا أدى لانحسار التيار الإسلامي المعتدل الممثل بالإخوان لصالح تيار جهادي أكثر راديكالية وعداء للآخر. وهي تحولات تبدو مرتبطة باستعار حدة الصراع الطائفي. فسقوط بغداد كان بالنسبة للبغدادي كسقوط حماة بالنسبة لأبو مصعب السوري الذي تحول هو الآخر من الإخوان المسلمين في سوريا إلى «القاعدة» في أفغانستان ليصبح من كبار منظريها، ولعل المفارقة أن زميل أبو مصعب السوري في قيادة الإخوان المفكر الإسلامي سعيد حوى كان بكتبه ومؤلفاته ملهمًا للقيادي محمد حردان الذي كان من قيادات الإخوان، كما قلنا في العراق، ثم انشق لميوله السلفية الجهادية، وحردان هو من أتى بالبغدادي للفلوجة ليدرس العلوم الشرعية كما أسلفنا. وفي المجتمع السني في سوريا يمكن لنا ملاحظة التحولات نفسها، تقول الصحيفة: معظمهم شباب بأعمار الثلاثينات وينتمون لعائلات إخوانية، فأبو طلحة القائد العسكري لأحرار الشام والذي قتل قبل أسابيع مع رفاقه كان والده من كوادر الإخوان في الثمانينيات، وسجن في تدمر، وقائد الجبهة الإسلامية قائد فصيل صقور الشام أبو عيسى الشيخ كان والده أيضًا من كوادر الإخوان المسلمين الذين اعتقلوا في أحداث حماة، وتوفي والده تحت التعذيب في سجن تدمر أيضًا، فماذا لا نتوقع أن يكون ابنه أكثر تشددًا ويتخذ القطبية الجهاديةة كمنهج يمنح صاحبها قدرًا أكبر من العداء والتحشيد والتحريض ضد الآخر؟! على عكس فكر الإخوان الأقل عدائية، فانتهاج الإخوان المسلمين عمومًا للسلمية في عملهم السياسي أضعف من دورهم في الساحة السنية في مرحلة عنف واقتتال مذهبي لعب فيها التيار السلفي الجهادي الدور الأكبر في تشكيل الفصائل المسلحة للسنة في عراق ما بعد صدام، وسوريا ما بعد الثورة، ة تملك مشروع حرب أكثر مما تملك مشروع حكم على عكس الإخوان.
"داعش" جزء من التنظيم الدولي
داعش جزء من التنظيم
وحول ارتباط "داعش" بجماعة الإخوان يقول الدكتور إبراهيم عيد، الأستاذ بجامعة عين شمس، خبير الحركات الإسلامية: إن الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، والجيش السوري الحر، وجبهة النصرة، تكونت نتيجة دعوة الدكتور يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بالجهاد في سوريا، هي جزء من التنظيم الإرهابي العالمي، الذي يسمى التنظيم الدولي للإخوان. وأضاف "عيد": "أنشئ التنظيم الدولي للإخوان في أواخر الأربعينيات، بقيادة سعيد رمضان، صهر حسن البنا، مؤسس الإخوان، وكان مقره الرئيسي في جنيف بسويسرا، والغرض من هذا التنظيم وما نتج عنه من تنظيمات إرهابية مثل "داعش" وغيرها، هو إرضاء القوى الاستعمارية المتمثلة في الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل؛ من أجل أن يظلوا في الحكم إلى أبد الأبدين. وأضاف "عيد" أن لتصريحات "داعش" الأخيرة عن سيناء واهتمامهم بها ورغبتهم في فرض السيطرة عليها، بأن سيناء تعد نقطة البداية لهم في فرض سيطرتهم بالكامل على آسيا وإفريقيا بالكامل، وهي بوابة مصر الشرقية، وإذا استطاعوا في "داعش" أن يكونوا إمارة إسلامية في سيناء، فإنهم يستطيعون غزو أو عمل قلاقل للدول المحيطة بها مثل الأردن والعراق وسوريا ولبنان والمملكة العربية السعودية. وأوضح أن برنارد لويس، منظر مشروع الشرق الأوسط الكبير، قال: إن البداية لإنشاء الشرق الأوسط الجديد، هو إشعال حروب إقليمية داخل المنطقة بجوار مصر خاصة في السودان وليبيا، وإنشاء إمارة إسلامية في سيناء، كما أن علاقة "داعش" بالتنظيمات الجهادية في سيناء- خاصة أنصار بيت المقدس- يكشف حقيقة الدور الأمريكي؛ لأن علاقة "داعش" وطيدة بتنظيم القاعدة الذي هو صناعة أمريكية كما قالت هيلاري كيلنتون وزيرة الخارجية الأمريكية في تصريحات لها، وكما كشف جون ولسون المفكر الغربي في كتبه أن القاعدة صناعة أمريكية.=======
حيث أكد المرصد أن تلك الدعوة تأتي في سياق السباق والتنافس بين الجماعات والحركات الإرهابية للفوز بأعضاء جدد وتجنيد المزيد من المقاتلين، في ظل سعى عدد من الحركات الإرهابية والتكفيرية في المنطقة إلى كسب تأييد حركات إرهابية على شاكلتهم تتخذ من الإسلام ستارًا لمنهجيتهم الدموية مثل جماعة الإخوان الإرهابية وفق ما أقره القانون المصري.
ولفت المرصد أن الخسائر السياسية التي لحقت جماعة الإخوان في مصر عقب الثورة الشعبية في يونيو عام 2013، إضافة إلى فشل تنظيم "داعش" في تحقيق مكاسب بسيناء أدى إلى محاولة قادة الجماعتين الاندماج في كيان واحد تحت قيادة واحدة من أجل التصدي لقوات الجيش والشرطة المصرية بعدما فشلت الجهود المنفردة لكلا الحركتين في النيل من الدولة المصرية وزعزعة استقرارها.
أضاف المرصد أن دلائله الاستقصائية تكشف مساعي "داعش" التحالف مع تنظيمات موالية للقاعدة؛ من أجل حشد الجهود والقوات لمواجهة قوات الأمن المصرية، خاصة أن التنظيم قد فشل فشلاً ذريعًا ومُنيَ بهزيمة نكراء في سيناء جراء محاولته السيطرة على مساحات قليلة من الأرض لتكون نقاط تمركز وانطلاق، إلا أنها تم مواجهتها بقوات متعددة من الجيش والشرطة، واستبسال كبير من أفراد وضباط الشرطة والقوات المسلحة المكلفة بحماية سيناء وحفظ الأمن فيها، وهو ما أثبت للتنظيم عدم قدرته على هزيمة الأمن المصري بجهوده المنفردة؛ حيث إنه بحاجة ماسة لمعاونته من قبل تنظيمات عديدة في المنطقة لتكون له فرصة في تحقيق أهدافه.
أكد المرصد أن هناك تبادل أدوار بين داعش وجماعة الإخوان بمصر، حيث يوجه "داعش" الدعوة للإخوان مبايعته والانضمام إليه، بينما يقوم الإخوان بتكفير قيادات الدواعش في الداخل والخارج، بما يتفق ومنهجية علاقة داعش بتنظيم القاعدة الإرهابي، من مهاجمة كلاهما لمنهجية الآخر، رغم ثبوت علاقة وثيقة تجمعهما في الأهداف والمقاصد الساعية إلى نشر الفوضى والإرهاب.
ودعا المرصد إلى الحفاظ على حالة التماسك والتضامن الداخلي في مواجهة حركات وتنظيمات التكفير، واستمرار الدعم المجتمعي والحاضنة الشعبية لقوات الجيش والشرطة في حربها الشرسة ضد الفكر المتطرف وتنظيمات المتعددة.
كلينتون "داعش" وتقسيم العالم العربي
كلينتون داعش وتقسيم
فجّرت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون مفاجأة من الطراز الثقيل في أغسطس الماضي 2014، عندما اعترفت بأن الإدارة الأمريكية قامت بتأسيس ما يسمى بتنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" المعروف بـ"داعش"، لتقسيم منطقة الشرق الأوسط .
وقد نقل حينها موقع "الفرات" العراقي عن كلينتون أنها قالت في مذكراتها "خيارات صعبة" التي نشرتها في كتاب: "دخلنا الحرب العراقية والليبية والسورية وكل شيء كان على ما يرام وجيد جدًّا، وفجأة قامت ثورة 30 / 6- 3 / 7 في مصر وكل شيء تغير خلال 72 ساعة" .
وأضافت: تم الاتفاق على إعلان الدولة الإسلامية يوم 2013/7/5، وكنا ننتظر الإعلان؛ لكي نعترف نحن وأوروبا بها فورا" .
وأضاف الموقع العراقي أن كلينتون قالت في مذكراتها: "كنت قد زرت 112 دولة في العالم.. وتم الاتفاق مع بعض الأصدقاء على الاعتراف بـ"الدولة الإسلامية" حال إعلانها فورا وفجأة تحطم كل شيء" .
وتابعت القول: "كل شيء كسر أمام أعيننا بدون سابق إنذار، شيء مهول حدث!! فكرنا استخدام القوة ولكن مصر ليست سوريا أو ليبيا، فجيش مصر قوي للغاية وشعب مصر لن يترك جيشه وحده أبدًا".
وتزيد: "وعندما تحركنا بعدد من قطع الأسطول الأمريكي ناحية الإسكندرية تم رصدنا من قبل سرب غواصات حديثة جدا يطلق عليها ذئاب البحر 21 وهي مجهزة بأحدث الأسلحة والرصد والتتبع، وعندما حاولنا الاقتراب من قبالة البحر الأحمر فوجئنا بسرب طائرات ميج 21 الروسية القديمة، ولكن الأغرب أن راداراتنا لم تكتشفها من أين أتت وأين ذهبت بعد ذلك، ففضلنا الرجوع مرة أخرى.. ازداد التفاف الشعب المصري مع جيشه وتحركت الصين وروسيا رافضين هذا الوضع، وتم رجوع قطع الأسطول وإلى الآن لا نعرف كيف نتعامل مع مصر وجيشها".
وتقول هيلاري: "إذا استخدمنا القوة ضد مصر خسرنا، وإذا تركنا مصر خسرنا شيئًا في غاية الصعوبة، مصر هي قلب العالم العربي والإسلامي ومن خلال سيطرتنا عليها من خلال الإخوان عن طريق ما يسمى بـ «الدولة الإسلامية» وتقسيمها، كان بعد ذلك التوجه لدول الخليج الفارسي وكانت أول دولة مهيأة الكويت عن طريق أعواننا هنا، من الإخوان فالسعودية ثم الإمارات والبحرين وعمان، وبعد ذلك يعاد تقسيم المنطقة العربية بالكامل بما تشمله بقية الدول العربية ودول المغرب العربي، وتصبح السيطرة لنا بالكامل خاصة على منابع النفط والمنافذ البحرية، وإذا كان هناك بعض الاختلاف بينهم فالوضع يتغير".
البغدادي والإخوان
البغدادي والإخوان
وعن علاقة "أبو بكر البغدادي" زعيم تنظيم الدولة "داعش" بجماعة الإخوان فقد كشف تقرير نشرته صحيفة "القدس العربي" الصادرة في لندن في أول أكتوبر 2014، عن تفاصيل العلاقة بين أبوبكر البغدادي، زعيم تنظيم الدولة الإسلامية «داعش»، وجماعة «الإخوان المسلمين»، التي كان أحد أعضائها في العراق، قبل أن ينضم لاحقًا إلى تنظيم «القاعدة»، ومن ثم انتهى به المطاف في قيادة «داعش»، التنظيم الذي ينظر إليه بوصفه الأكثر تشددًا بين التنظيمات الجهادية في سوريا والعراق. تروي الصحيفة، أنه في بداية عام 2000 جلس البغدادي مع أحد قادة العرب السنة البارزين اليوم، بدا غاضبًا يشتكي من قيادته في الإخوان المسلمين، «جماعتنا مو حيل محتضنينا»، كلمات قالها البغدادي ويتذكرها القيادي السني، كان البغدادي حينها طالب دكتوراه في جامعة صدام للعلوم الإسلامية. البغدادي كان في تنظيم الإخوان المسلمين لكنه كان على خلاف دائم معهم لتوجهاته السلفية، وانفصل عنهم بعد الاصطدام بهم وانضم لـ «القاعدة»، هكذا نقلت الصحيفة عن قيادات وشخصيات سنية كانوا على علاقة بالبغدادي منذ إقامته في الطوبجي في بغداد حتى دراساته العليا في الشريعة. ويقول القيادي السني الذي كان يعرف البغدادي منذ أيام دراسته للدكتوراه، إنه وبرغم انتماء البغدادي للإخوان إلا أنه كان ذا ميول سلفية معروفة تمامًا كحال مرشده الأول القيادي الجهادي محمد حردان قائد جيش المجاهدين السلفي في العراق، فمحمد حردان كان قياديًّا معروفًا في تنظيم الإخوان المسلمين العراقي، ولكنه غادر لأفغانستان للقتال مع الجهاديين وعاد في بداية التسعينيات بميول سلفية واضحة، وخرج من التنظيم الإخواني في العراق، بحسب الصحيفة. وتابعت: "ارتبط البغدادي بمجموعة حردان تنظيميًّا وفكريًّا، وبعد سقوط بغداد (في 2003) أسس حردان جيش المجاهدين السلفي، أحد أكبر الفصائل الجهادية في العراق. وحسب مقربين من الفصائل الجهادية فإن البغدادي لحق بمعلمه حردان وانضم لفترة وجيزة إلى جيش المجاهدين، وبعد خروج البغدادي من سجن بوكا بدا أكثر تطرفًا، وانضم لمجلس شورى المجاهدين بقيادة قاعدة التوحيد والجهاد". ويتذكر صديق آخر للبغدادي وهو من قيادات «القاعدة في الفلوجة» خصلة ملفتة في شخصية البغدادي، فيقول: «كل تنظيم خرج منه البغدادي أصبح معاديًا له، خرج من الإخوان فأصبح يكفرهم علنا ويسميهم عملاء زلماي خليل زاده، خرج من جيش المجاهدين للقاعدة فاصطدم بهم كثيرًا، خصوصًا في الكرمة»، كما تنقل الصحيفة. وتشير إلى أن بعض قادة الفصائل الذين اجتمعوا مع البغدادي في أحد الاجتماعات عام 2007 لوضع حد للاقتتال السني السني بين «القاعدة» والفصائل الجهادية السنية الأخرى، يتذكرون كيف كان البغدادي يقول «هؤلاء حربهم أولى من الأمريكان»، وكثيرًا ما كان يهاجم الفصائل المقربة من الإخوان في العراق كجامع وكتائب صلاح الدين». ويروي قيادي من أحد الفصائل أن البغدادي كان يفضل إخفاء هويته والبقاء ملثما حتى في الاجتماعات مع فصائل تضم أقرباء له، وفي أحد الاجتماعات المخصصة للتفاوض من أجل إيقاف الحرب بين «القاعدة» والفصائل الإسلامية السنية عام 2007 كان البغدادي يجلس ملثما، وعندما تحدث عرفه أحد أقربائه بفضل علاقة نسب، فقد كان القيادي ينتمي لمدينة كبيسة العراقية وهي نفس مدينة زوجة البغدادي، وقال له: «يعني انت نسيبنا وتتلثم علينا» فضحك البغدادي ونزع اللثام. ولكن قياديًّا بارزًا من الإخوان المسلمين في الفلوجة ينفي انتماء البغدادي لتنظيم الإخوان العراقي، ويقول إنه كان مقربًا فقط منهم، بفضل علاقته بمحمد حردان. ويقول: إن البغدادي كان متشددًا سلفيًّا، ولم يكن لينسجم مع فكر الجماعة المعتدل، وحتى القيادي حردان الذي كان مع الإخوان ترك التنظيم بسبب رفضنا ذهابه لأفغانستان، وفق قوله. ويكشف القيادي مزيدًا من المعلومات التي لم تكشف من قبل عن مسيرة البغدادي ويقول إنه جاء للفلوجة لدراسة العلوم الشرعية في التسعينيات، وإنه درس النحو والفقه والقراءات القرآنية على يد علماء الفلوجة. ويوضح: «كثير من العلماء الذين درس البغدادي على يدهم في الفلوجة هم صوفيون، خصوصا في العلوم التي لا تتعلق بالمنهج السلفي، وهذا لا يعني أن البغدادي صوفي إذا درس على يد صوفيين». ويقول القيادي الإخواني: إن البغدادي درس علوم الفقه على يد عالم صوفي من الفلوجة هو حمزة العيساوي. وبحسب الصحيفة، فإن البغدادي كان معروفًا في أوساط الإسلاميين السنة من الإخوان والسلفيين، ولم يكن شخصية مجهولة كما روج البعض، بل إن عمه هو إسماعيل البدري عضو هيئة علماء المسلمين في العراق، ولكنه يكفره كما يكفر الهيئة وعلماءها جميعًا، ومن صلات القرابة الأخرى للبغدادي أن شقيقة زوجته متزوجة من قيادي في الحزب الإسلامي العراقي وهو تنظيم الإخوان المسلمين العراقي، وقد اعتقل الرجل أكثر من مرة من قبل الأمريكان بسبب صلة النسب هذه. وتتعمد بعض الفصائل السنية في العراق وسوريا الانتقاص من البغدادي بسبب روح الخصومة الدموية التي تسيطر على علاقتهم بتنظيم الدولة الذي أراد فرض سلطته على باقي الفصائل السنية بالقوة والبطش الوحشي، فلم يكن البغدادي مجرد لاعب كرة قدم ماهر يُطلق عليه ميسي في حي الطوبجي؛ حيث كان يقيم هناك في مسجد، لكنه وحسب المعلومات التي تكشفت أيضًا من رفاق البغدادي كان قياديا تدرج في مهام الإدارة بعد انضمامه للتنظيم، فتولى منصب المسئول الشرعي لـ «القاعدة» في قضاء الكرمة شرق الفلوجة، ثم المسئول الشرعي لمحافظة صلاح الدين، ثم الشرعي العام لتنظيم «القاعدة في العراق»، وفي تلك الفترة اعتمد عليه أبو عمر البغدادي وأبو حمزة المهاجر المصري؛ بسبب عدم معرفة شخصيته للأجهزة الأمنية والقوات الأمريكية، وبعد مقتل أبو عمر والمهاجر تولى أبو بكر البغدادي قيادة التنظيم عام 2010. ورغم أن معظم الشخصيات السنية الإسلامية التي تقول الصحيفة إنها التقتها تؤكد انتماء البغدادي للإخوان سابقًا، إلا أنها تشير أيضًا إلى العلاقة المتوترة فيما بينهم بسبب ميوله السلفية، واليوم فإن الإخوان المسلمين في العراق هم العدو الأول لتنظيم البغدادي وسقط بين الطرفين آلاف القتلى في المواجهات المسلحة الأهلية بين الفصائل السنية عام 2007. ومن غير الموضوعي النظر لهذه العلاقة بين الإخوان والجهاديين بقالب الحالة المتحالفة بناء على أصولهم الفكرية، كما تفعل الأنظمة العربية المعادية للإخوان (الذين فازوا في كل الانتخابات الديمقراطية التي جرت لأول مرة في الوطن العربي)، كما يشترك بهذه النظرة التيارات المعادية للإسلام السياسي الذي يمثل نصف المجتمع السني على الأقل، واختزالهم بكتلة متطرفة واحدة، وأصحاب هذه النظرة يتناسون دومًا حجم العداء الدموي بين «القاعدة» والفصائل السلفية في سوريا والعراق قبل العداء مع الإخوان، كما أنهم ربما لا يعرفون أن تنظيم الإخوان المسلمين في العراق ( الحزب الإسلامي) كان القوة الدافعة الأساسية لتشكيل الصحوات وتسليح الفصائل السنية التي قاتلت القاعدة وأضعفت وجودها بحلول عام 2007 في العراق. ولعل التطورات التي طرأت على انتماء البغدادي من الإخوان الاخوانية القطبية المعتدلة ثم إلى يمين القاعدة بالجهادية المتطرفة، هذه المراحل لعلها تختصر تحولات طرأت على المجتمع السني في العراق وسوريا الذي بات أكثر استعدادًا للتطرف كردة فعل على التطرف المقابل، وهذا أدى لانحسار التيار الإسلامي المعتدل الممثل بالإخوان لصالح تيار جهادي أكثر راديكالية وعداء للآخر. وهي تحولات تبدو مرتبطة باستعار حدة الصراع الطائفي. فسقوط بغداد كان بالنسبة للبغدادي كسقوط حماة بالنسبة لأبو مصعب السوري الذي تحول هو الآخر من الإخوان المسلمين في سوريا إلى «القاعدة» في أفغانستان ليصبح من كبار منظريها، ولعل المفارقة أن زميل أبو مصعب السوري في قيادة الإخوان المفكر الإسلامي سعيد حوى كان بكتبه ومؤلفاته ملهمًا للقيادي محمد حردان الذي كان من قيادات الإخوان، كما قلنا في العراق، ثم انشق لميوله السلفية الجهادية، وحردان هو من أتى بالبغدادي للفلوجة ليدرس العلوم الشرعية كما أسلفنا. وفي المجتمع السني في سوريا يمكن لنا ملاحظة التحولات نفسها، تقول الصحيفة: معظمهم شباب بأعمار الثلاثينات وينتمون لعائلات إخوانية، فأبو طلحة القائد العسكري لأحرار الشام والذي قتل قبل أسابيع مع رفاقه كان والده من كوادر الإخوان في الثمانينيات، وسجن في تدمر، وقائد الجبهة الإسلامية قائد فصيل صقور الشام أبو عيسى الشيخ كان والده أيضًا من كوادر الإخوان المسلمين الذين اعتقلوا في أحداث حماة، وتوفي والده تحت التعذيب في سجن تدمر أيضًا، فماذا لا نتوقع أن يكون ابنه أكثر تشددًا ويتخذ القطبية الجهاديةة كمنهج يمنح صاحبها قدرًا أكبر من العداء والتحشيد والتحريض ضد الآخر؟! على عكس فكر الإخوان الأقل عدائية، فانتهاج الإخوان المسلمين عمومًا للسلمية في عملهم السياسي أضعف من دورهم في الساحة السنية في مرحلة عنف واقتتال مذهبي لعب فيها التيار السلفي الجهادي الدور الأكبر في تشكيل الفصائل المسلحة للسنة في عراق ما بعد صدام، وسوريا ما بعد الثورة، ة تملك مشروع حرب أكثر مما تملك مشروع حكم على عكس الإخوان.
"داعش" جزء من التنظيم الدولي
داعش جزء من التنظيم
وحول ارتباط "داعش" بجماعة الإخوان يقول الدكتور إبراهيم عيد، الأستاذ بجامعة عين شمس، خبير الحركات الإسلامية: إن الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، والجيش السوري الحر، وجبهة النصرة، تكونت نتيجة دعوة الدكتور يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بالجهاد في سوريا، هي جزء من التنظيم الإرهابي العالمي، الذي يسمى التنظيم الدولي للإخوان. وأضاف "عيد": "أنشئ التنظيم الدولي للإخوان في أواخر الأربعينيات، بقيادة سعيد رمضان، صهر حسن البنا، مؤسس الإخوان، وكان مقره الرئيسي في جنيف بسويسرا، والغرض من هذا التنظيم وما نتج عنه من تنظيمات إرهابية مثل "داعش" وغيرها، هو إرضاء القوى الاستعمارية المتمثلة في الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل؛ من أجل أن يظلوا في الحكم إلى أبد الأبدين. وأضاف "عيد" أن لتصريحات "داعش" الأخيرة عن سيناء واهتمامهم بها ورغبتهم في فرض السيطرة عليها، بأن سيناء تعد نقطة البداية لهم في فرض سيطرتهم بالكامل على آسيا وإفريقيا بالكامل، وهي بوابة مصر الشرقية، وإذا استطاعوا في "داعش" أن يكونوا إمارة إسلامية في سيناء، فإنهم يستطيعون غزو أو عمل قلاقل للدول المحيطة بها مثل الأردن والعراق وسوريا ولبنان والمملكة العربية السعودية. وأوضح أن برنارد لويس، منظر مشروع الشرق الأوسط الكبير، قال: إن البداية لإنشاء الشرق الأوسط الجديد، هو إشعال حروب إقليمية داخل المنطقة بجوار مصر خاصة في السودان وليبيا، وإنشاء إمارة إسلامية في سيناء، كما أن علاقة "داعش" بالتنظيمات الجهادية في سيناء- خاصة أنصار بيت المقدس- يكشف حقيقة الدور الأمريكي؛ لأن علاقة "داعش" وطيدة بتنظيم القاعدة الذي هو صناعة أمريكية كما قالت هيلاري كيلنتون وزيرة الخارجية الأمريكية في تصريحات لها، وكما كشف جون ولسون المفكر الغربي في كتبه أن القاعدة صناعة أمريكية.=======
السبت, 12 ديسمبر 2015 19:05
حدد جهاديون، وخبراء في الشأن الإسلامي، عدة تشابهات جمعت كلًا من تنظيم داعش الإرهابي في سوريا والعراق، وجماعة الإخوان في مصر، كان أبرزها أفكار مؤسس الجماعة حسن البنا والتي بُنيت عليها معظم التنظيمات الإرهابية الأخرى، فضلًا عن أن مؤسسي هذه التنظيمات كانوا يومًا قادة بالجماعة، مستبعدين حدوث اندماج بين التنظيم والجماعة رغم محاولات شباب الإخوان الانضمام لـ"داعش".
من جانبه، قال نبيل نعيم، مؤسس تنظيم الجهاد سابقًا، أن جماعة الإخوان على علاقة قوية بتنظيم داعش في سوريا والعراق، مشيرًا إلى وجود علاقة قوية بين تنظيم داعش والجماعة منذ تأسيس الأولى حتى الآن.
وأشار إلى أن علاقة جماعة الإخوان مع داعش والقاعدة لا يجادل فيها إلا جاهل، مشيرًا إلى أن الإخوان تفاوضوا مع النصرة في سوريا، لكن فشلت هذه المفاوضات؛ لأنهم يعلمون أن الجماعة أساسها الخيانة، مؤكدًا أن الرئيس المعزول محمد مرسي كان على اتصال بزعيم التنظيم.
وأوضح هشام النجار، الباحث في الشؤون الإسلامية، أن هناك تشابهًا بين داعش والإخوان، فكلاهما تنظيم متطرف في الفكر والعقيدة، ويتبنى الإثنان نهج العنف، النابع من منهج سيد قطب أحد مؤسسي جماعة الإخوان، لاسيما أفكاره حول الجهاد التي كانت سببًا في نشأة هذه التنظيمات الإرهابية.
ولفت إلى أن نهج مؤسسي الجماعة أمثال سيد قطب ومحمد قطب وسعيد حوى وغيرهم، يقوم على أن ما دون الجماعة، ومن لم ينضم تحت لوائها فهو كافر، ويقوم على الأفكار القتالية من أجل الخلافة الإسلامية، موضحًا أن الجماعة وداعش في نهج كلاهما عقيدة خرافية، وهي قتال البشرية والحكام لتحريرهم من الكفر، بزعم حرب المؤمنين ضد الكفار.
وشدد على أن كلا التنظيمين يعيشان على مبدأ الأفضلية، وأنهم مبجلين لدى الله، ويحملون راية الإسلام ضد الملحدين، مشيرًا إلى أن شباب جماعة الإخوان- بعدما تشبعوا بأفكار سيد قطب- أصبح لديهم قابلية للانضمام إلى التنظيم؛ لاسيما في الوقت الذي تعاني فيه الجماعة من انقسامات وضعف.
واستبعد "النجار" أن يحدث اندماج بين التنظيم والجماعة؛ لأن داعش هو الأقوى الآن، وليس في حاجة إلى تنظيم مهلهل يعاني من الضعف والانقسام والرفض في كل مكان، مشيرًا إلى أن جماعة الإخوان أيضًا لا تقبل الانضمام إلى لواء داعش؛ لأنها تحب تصدر المشهد وحدها دون الدخول في أي تنظيمات أخرى تطغى عليها.
وكان عاصم عبدالماجد القيادي بالجماعة الإسلامية، اعترف في منشور له أمس على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، بأن هناك شبابًا من الإخوان والتيار الإسلامي كله بدأوا يستجيبوا لأفكار داعش.
وتابع في منشوره: "مما يؤكد تخوفاتي من أننا قادمون على مرحلة صراع الذئاب المتوحشة في مصر، هو أنني عندما كتبت محذرًا من بلوغنا هذه المرحلة اعتمادًا على معلومات كان قد مررها إلى عصام دربالة قبل القبض عليه".
وأوضح أن هذه المعلومات مفادها أن بعض قيادات الجماعة من أكثر من محافظة أرسلوا إليه بمجموعة من أوراق تتداول سرًا بين شباب صغير السن للتأهيل لفكر داعش، مضيفًا: "لكني لم أذكر هذه الأوراق ولم أتعرض لها؛ لأنها ليست تحت يدي ولا أطلعت عليها، ولكن تعرضت لكتاب موجود بالفعل منذ أكثر من عشرة أعوام وهو إدارة التوحش الذي يعتبره كثيرون شهادة ميلاد تنظيم البغدادي".
وتابع: "أقول لما فعلت ذلك فوجئت بكثير يطلبون رابط الكتاب على النت بالطبع لم أعطه لهم وبسهولة حصلوا عليه وقرءوا الكتاب ومنهم من أبدى إعجابه به".
سامح عيد، الباحث في شؤون الإسلامية، أكد أن المنطلق الأساسي بين التنظيم والجماعة واحد، وهو التستر خلف الدين بدعوى إقامة دولة وخلافة إسلامية، موضحًا أن هذه الأفكار أسسها حسن البنا وقامت عليها معظم التنظيمات الإرهابية الأخرى، كما أن أغلب القيادات التي شكلت تنظيمات تكفيرية كانت تنتمى لجماعة الإخوان.
ولفت إلى أن الاختلاف الوحيد بينهم في أولوية العنف فقط، لأن داعش تنظيم يقتل ويسعى فسادًا بعلانية ووجه مكشوف، أما جماعة الإخوان تخفي مسؤليتها عن أعمال العنف، في السبعينات حين كانت الدعوة سرية، وإبان حكمها أيضًا.
وأوضح أن الجماعة تحمل سياستها نوعًا من التفاوض عكس داعش؛ وذلك لأن الإخوان تنظيم كبير مترامي الأطراف، وله حسابات معقدة، وأجبرته طبيعته على إطلاق محاولات التفاوض أحيانًا؛ بسبب علاقته بأجهزة المخابرات العالمية، والسلطة السياسية في بعض الدول الغربية.
وأشار إلى أنه بالفعل طوال الفترة الماضية انضم عدد كبير من شباب الجماعة لاسيما الجيل الجديد إلى التنظيم، بسبب الطاقة التي تملؤهم ويتم توظيفها في أعمال العنف والإرهاب، وجمعهم تحت لواء التطرف=========
مجزرة الأزبكية:
ـ 29 تشرين الثاني من عام ١٩٨١: قام أحد عناصر عصابة الإخوان المسلمين ويدعى ياسين بن محمد ساريج بتفجير سيارة مفخخة بحي الأزبكية في دمشق من نوع هوندا مغلقة تحمل 300 كغ من مادة الـ (تي إن تي) شديدة الإنفجار أودت بحياة أكثر من ١٧٥ شخصاً (بعض أسماء الشهداء الذين تم التعرف عليهم بين الأشلاء: محمد احسان المزين، قاسم بن محمد رستم، عيد مكاريوس كيرى، زاهي لطفي السمين، محمد زين العابدين، عمر فاروق الزعبي، ضياء اللحام، برهان الدين شمدين، كما جرح عشرات آخرون (بعض أسماء الجرحى: محمد زياد بيرم، محمد نور محمد شحادة، ناصر فشتكي، محمد أحمد صادق، أنطون طحطوح، عبد القادر خطيب، موسى محمود مروان الصالح، محمود حميدي، محمد دودي، عزو شيخ البساتنة، نجاح سليم الحلو، رنا أيوب، ندى الصادق، رتيبة الحجة، اسماعيل عبدو عبود، نظير عبد الله هزيم، مصطفى ماجار، علي سكاف، رياض بلال، مالك شحادة، أحمد كريم، عدنان محمد طحان، أحمد عواد، محمد زكريا شريف، مطانيوس جبور إسبر، ياسين شرارة، أمية عثمان وغيرهم الكثير)، وكان هذا التفجير الأكثر دموية في تاريخ سوريا. جميع الضحايا تقريباً كانوا من المدنيين، حيث وقع التفجير في ساعة الازدحام، الساعة الحادية عشرة وعشرين دقيقة صباحاً، وأصيبت الكثير من المباني السكنية بأضرار بالغة. وقد تطايرت أشلاء الضحايا في محيط الحادث، ولم تستطع قوى الانقاذ استخراج بعض الجثث من تحت الأنقاض لساعات عديدة. وروى شهود عيان أن باصاً كان يمر في شارع بغداد وقت الحادثة ارتفع عن الأرض بفعل الانفجار ثم سقط قطعاً متناثرة، فقتل كل ركابه الواحد والثلاثين. وقد أسعف الجرحى إلى مستشفيات العاصمة وتم نقل الكثير منهم بسيارات خاصة. وأدى الدمار الذي لحق بالمنطقة إلى تشريد ما يزيد عن ٤٠ عائلة ويروي أحدهم عن شهود العيان المنظر المأساوي: كنت صغيراً حين كان زائرون يأتون إلينا بشهادات تفوق روايات التلفزيون الرسمي فظاعة، عما جرى في دمشق من تفجيرات في الثمانينيات. كنا انتقلنا للقرية ناشدين أمننا الشخصي بعد أن وصل التهديد باب شقتنا المستأجرة في ركن الدين. يروي ضابط قصة لم تبارح ذاكرتي أبداً، كما صورة الساعة التي وقف فيها الوقت لحظة تفجير الأزبكية عام 1981 في 29 تشرين الثاني وقتل فيه 175 شخصاً. يقول الصديق الذي كان صف ضابط حينها: إنه جرى باتجاه موقع التفجير كما لو أن قوة كانت تقذفه إلى هناك، وأول ما شاهده وسط الغبار الكثيف كان قطة تجري باتجاهه، وأسنانها قابضة على معصم يد بشرية. ختم «سحبت مسدسي وقتلتها». وحتى الآن لا تتبدى صور الحروب والعنف والعنف المضاد إلا بهذه الصورة لي. وقد حلت سحب سوداء يومي الجمعة والسبت على سورية، أيقظت تلك الشهادات من جديد، وبثت القشعريرة فيّ وفي كل إخوتي من السوريين. بقول آخر نار الفتنة كشفت بلهيبها أهمية سلام سورية وسلامتها. وقد ادّعت بعض مصادر الإخوان فيما بعد أن الطليعة المقاتلة، وهي جماعة عسكرية انفصلت عن الأخوان في أواخر السبعينيات، هي التي نفذت تفجير الأزبكية من غير علم قيادة الإخوان السياسية وذلك للتنصل من المسؤولية على عادة هذه العصابة المجرمة التي عودتنا على الجهاد بقتل المدنيين وترويع الآمنين ولم تقم بإطلاق رصاصة واحدة على اسرائيل بحجة انها تستعد للمعركة========لعشرية السوداء في الجزائر
[عدل]
Question book-new.svg تحتاج هذه المقالة أو المقطع إلى مصادر ومراجع إضافية لتحسين وثوقيتها. قد ترد فيها أفكار ومعلومات من مصادر معتمدة دون ذكرها.
رجاء، ساعد في تطوير هذه المقالة بإدراج المصادر المناسبة. هذه المقالة معلمة منذ أغسطس 2015.
الحرب الأهلية الجزائرية
جزء من أحداث 5 أكتوبر
انتشار دبابات الجيش في شوارع الجزائر العاصمة عقب الانقلاب العسكري.
انتشار دبابات الجيش في شوارع الجزائر العاصمة عقب الانقلاب العسكري.
معلومات عامة
التاريخ 26 ديسمبر1991– 8 فبراير2002
الموقع الجزائر
النتيجة انتصار النظام الجزائري
استمرار الحركات المسلحة من قبل القاعدة
المتحاربون
الجزائر الحكومة الجزائرية:
الجيش الجزائري
قوى الأمن الجزائرية
الحركة الإسلامية المسلحة
جبهة الإنقاذ
الجماعة الإسلامية المسلحة
آخرون
القادة
الجزائر علي كافي
الجزائر اليمين زروال
الجزائر عبد العزيز بوتفليقة عبد القادر شيبوطي
مداني مرزاق
عنتر زوابري
عبد الحق لعيادة
عباسي مدني
علي بلحاج
مراد دهينة
درودكال
أنور هدام
القوة
140,000 (1994)[1]
124,000 (in 2001) 2,000 (1992)
40,000 (1994)
10,000 (1996)[2]
300–1,000 (2005)
ملاحظات
~150,000–200,000 قتيل
انظر: قائمة المذابح
تعديل طالع توثيق القالب
الحرب الأهلية الجزائرية أو العشرية السوداء في الجزائر هي صراع مسلح قام بين النظام الجزائري و فصائل متعددة تتبنى أفكار موالية لـ الجبهة الإسلامية للإنقاذ والإسلام السياسي، بدأ الصراع في يناير عام 1992 عقب إلغاء نتائج الانتخابات البرلمانية لعام 1991 في الجزائر والتي حققت فيها الجبهة الإسلامية للإنقاذ فوزا مؤكدا مما حدا بالجيش الجزائري التدخل لالغاء الانتخابات البرلمانية في البلاد مخافة من فوز الإسلاميين فيها.
وبدأ الصراع في ديسمبر عام 1991، عندما استطاعت الجبهة الإسلامية للإنقاذ هزيمة الحزب الحاكم جبهة التحرير الوطني في الانتخابات البرلمانية الوطنية. ألغيت الانتخابات بعد الجولة الأولى وتدخل الجيش للسيطرة على البلاد، وتم حظر الجبهة الإسلامية للإنقاذ واعتقل الآلاف من أعضائها، وشنت الجماعات الإسلامية حملة مسلحة ضد الحكومة ومؤيديها، وقامت بأنشاء جماعات مسلحة اتخذت من الجبال قاعدة لها، وأعلنت الحرب على الجبهة الإسلامية للإنقاذ في عام 1994,
بعد انهيار المحادثات أجريت الانتخابات وفاز بها مرشح الجيش الجنرال اليمين زروال. بدأت الجماعة الإسلامية المسلحة بسلسلة من مذابح تستهدف الأحياء أو القرى بأكملها بلغ ذروته في عام 1997، وتسببت المجازر وارتفاع عدد الضحايا في إجبار كلا الجانبين إلى وقف إطلاق النار من جانب واحد مع الحكومة في عام 1997. وفي هذه الأثناء وفاز الطرف المؤيد للجيش بالانتخابات البرلمانية.
في عام 1999 تم انتخاب رئيس جديد للبلاد، وبدا عدد كبير من من المقاتلين الإنسحاب والاستفادة من قانون العفو الجديد، وبدأت الجماعات تنحل وتختفي جزئيا بحلول عام 2002 وتوقفت عمليات القتال، باستثناء مجموعة منشقة تسمى الجماعة السلفية للدعوة والقتال والتي انضمت لاحقاً إلى تنظيم القاعدة في أكتوبر 2003.
محتويات [أخف]
1 الجماعات المعارضة
2 البدايات
3 أطراف الصراع
4 المفاوضات
5 المجازر
6 ميثاق السلم والمصالحة الوطنية
7 انظر أيضا
8 مصادر
9 وصلات خارجية
الجماعات المعارضة[عدل]
منها الجماعة الإسلامية المسلحة والحركة الإسلامية المسلحة والجبهة الإسلامية للجهاد المسلح والجيش الإسلامي للإنقاذ وهو الجناح المسلح للجبهة الإسلامية للإنقاذ. بدأ الصراع في يناير عام 1992 عقب إلغاء نتائج الانتخابات التشريعية لعام 1991 في الجزائر والتي حققت فيها الجبهة الإسلامية للإنقاذ فوزا مؤكدا مما حدا بالجيش الجزائري التدخل لالغاء الانتخابات التشريعية في البلاد مخافة من فوز الإسلاميين فيها.
بالرغم من أن حدة العنف قد خفت منذ عام 2002 ولكن واستنادا إلى وزارة الداخلية الجزائرية لايزال هناك قرابة 1000 من ما تصفهم الحكومة بـ "المتمردين المسلحين" نشطين في الجزائر
في سبتمبر 2005 أيدت أغلبية كبيرة من الجزائريين العفو الجزئي الذي أصدرته الحكومة الجزائرية عن مئات من المسلحين الإسلاميين ضمن ما عرف "بميثاق السلم والمصالحة الوطنية" بهدف إنهاء من عقد من النزاع.
بموجب قانون المصالحة الوطنية ، الذي اقترحه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، تم العفو عن عدد كبير من الأشخاص الذين تورطو في أعمال عنف، لكن المعارضين للميثاق يعتبرون أن المصالحة غير ممكنة دون تحقيق العدالة ويطالبون بأن تفتح الدولة تحقيقا بشأن آلاف الأشخاص الذين اختفوا طيلة الأعوام الماضية ولم يعرف مصيرهم و عرف هذا بملف المخطوفين .
البدايات[عدل]
بعد تسلم الشاذلي بن جديد السلطة في الجزائر عام 1979 بدأت محاولاته لتطبيق خطته الخمسية التي كانت تهدف إلى إنشاء قواعد للاقتصاد الحر في الجزائر والنهوض بالمستوى الاقتصادي المتعثر للجزائر ولكن سنوات حكمه شهدت نشاطا معارضا القبائل و المفرنسين في مجال معارضتهم لسياسة التعريب التي تنتهجها الحكومة وخاصة في مجال التعليم فبعد منع خطبة حماسية للناشط والأستاذ القبائلي مولود معمري في جامعة حسناوة بتيزي وزو في 10 مارس 1980 بدأت حملة منظمة من الطلاب والأطباء والناشطون الأمازيغ للبدأ في إضراب عام مما حدى بالرئيس الجزائري آنذاك بن جديد بأن يجري تعديلات على سياسة الحكومة ومنها على سبيل المثال منح حقوق ثقافية وإعلامية وجامعية للأمازيغ هذه التعديلات اعتبرت من قبل مما يوصفون اليوم باتباع منهج الإسلام السياسي بأنها تنازلات تهدد الهوية القومية للجزائر. ومن جهة أخرى كان لعدم قدرة الرؤساء السابقين للجزائر النهوض بالأقتصاد الجزائري وفشل الأفكار الشيوعية والقومية العربية في إيجاد حل جذري لمشاكل البلاد الداخلية، كل هذه العوامل أدت إلى بروز تيار قامت بتفسير التخلف والتردي في المستوى الأقتصادي والاجتماعي إلى ابتعاد المسلمين عن التطبيق الصحيح لنصوص الشريعة الإسلامية وتأثر حكوماتهم بالسياسة الغربية [3].
بدأ نشاط التيار الإسلامي السياسي بالازدياد تدريجيا متأثرا بالثورة الإسلامية في إيران فمن خلال بعض العمليات التي كانت تستهدف محلات بيع المشروبات الروحية وممارسة الضغط على السيدات بارتداء الحجاب وفي عام 1982 طالب ذلك التيار علنا بتشكيل حكومة إسلامية ومع ازدياد أعمال العنف وخاصة في الجامعات الدراسية تدخلت الحكومة وقامت بحملة اعتقالات واسعة حيث تم اعتقال أكثر من 400 ناشط من التيار المتبني لفكرة الإسلام السياسي وكان من بينهم أسماء كبيرة مثل عبد اللطيف سلطاني ولكن الحكومة بدأت تدرك ضخامة وخطورة حجم هذا التيار فقامت وكمحاولة منها لتهدئة الجو المشحون بافتتاح واحدة من أكبر الجامعات الإسلامية في العالم بولاية قسنطينة في عام 1984 وفي نفس السنة تم إجراء تعديلات على القوانين المدنية الجزائرية وخاصة في ما يخص قانون الأسرة حيث أصبحت تتماشى مع الشريعة الإسلامية[4][5].
لكن الاقتصاد الجزائري استمر بالتدهور في منتصف الثمانينيات وإزدادت نسبة البطالة وظهرت بوادر شحة لبعض المواد الغذائية الرئيسية ومما ضاعف من حجم الأزمة كان انخفاض أسعار النفط في عام 1986 من 30 دولارا للبرميل إلى 10 دولارات وكان الخيار الوحيد أمام الشاذلي بن جديد للخروج من الأزمة هو تشجيع القطاع الخاص بعد فشل الأسلوب الاشتراكي في حل الأزمة وقوبلت هذه التغييرات بموجة من عدم الرضا وأخذ البعض في الشارع الجزائري يحس بأن الحكومة تظهر لامبالاة بمشاكل المواطن البسيط[6]
تصاعد الغضب في قطاعات واسعة من الشارع الجزائري وفي أكتوبر 1988 بدأت سلسلة من إضرابات طلابية وعمالية والتي أخذت طابعا عنيفا بصورة تدريجية وانتشرت أعمال تخريب للممتلكات الحكومية إلى مدينة عنابة والبليدة ومدن أخرى فقامت الحكومة بإعلان حالة الطوارئ وقامت باستعمال القوة وتمكنت من إعادة الهدوء في 10 أكتوبر بعد أحداث عنيفة أدت إلى قتل حوالي 500 شخص واعتقال حوالي 3500 شخص وسميت هذه الأحداث من قبل البعض "بأكتوبر الأسود" كما يصفها البعض الآخر ب"انتفاضة أكتوبر" [7]. كانت للطريقة العنيفة التي انتهجتها الحكومة في أحداث أكتوبر نتائج غير متوقعة حيث قامت مجاميع تنتهج الإسلام السياسي بإحكام سيطرتها على بعض المناطق وطالبت منظمات عديدة في الجزائر بإجراء تعديلات وإصلاحات فقام الشاذلي بن جديد بإجراءات شجعت على حرية الصحافة وحرية الرأي والتعبير فقام عباسي مدني وعلي بلحاج بتأسيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ في مارس 1989 بعد التعديل الدستوري وإدخال التعددية الحزبية . وكان عباس مدني الأستاذ الجامعي والمحارب السابق في حرب التحرير الجزائرية يمثل تيارا دينيا معتدلا وكان لدوره السابق في حرب التحرير أثرا رمزيا في ربط الحركة الجديدة بتاريخ النضال القديم للجزائر وفي الجهة الأخرى وصف الكثيرون علي بلحاج الذي كان أصغر عمرا بأن أفكاره متطرفة حيث قال في أحد خطبه "إن المصدر الوحيد للحكم هو القرآن وإذا كان اختيار الشعب منافيا للشريعة الإسلامية، فهذا كفر وإلحاد حتى إذا كان هذا الاختيار قد تم ضمن انتخابات شعبية.
بدأت الجبهة تلعب دورا بارزا في السياسة الجزائرية وتغلبت بسهولة على الحزب الحاكم، جبهة التحرير الوطني الذي كان الحزب المنافس الرئيسي في انتخابات عام 1990 مما حدى بجبهة التحرير الوطني إلى إجراء تعديلات في قوانين الانتخابات وكانت هذه التعديلات في صالح الحزب الحاكم فأدى هذا بالتالي إلى دعوة الجبهة الإسلامية للإنقاذ إلى إضراب عام وقام الشاذلي بن جديد بإعلان الأحكام العرفية في 5 يونيو 1991 وتم اعتقال عباسي مدني وعلي بلحاج.
في ديسمبر 1991 أصيب الحزب الحاكم بالذهول حيث أنه برغم التعديلات الانتخابية واعتقال قيادات الجبهة الإسلامية للإنقاذ إلا أن الجبهة حصلت على أغلبية ساحقة من المقاعد في الدور الأول وهو 188 مقعدا من أصل 232 ومحاولة من النظام القائم في الحيلولة دون تطبيق نتائج الانتخابات تم تأسيس المجلس الأعلى للدولة والذي يتكون من 5 أعضاء وهم الجنرال خالد نزار (وزير الدفاع) وعلي كافي وعلي هارون والتيجاني هدام ومحمد بوضياف والتي كانت عبارة عن مجلس رئاسي لحكم الجزائر وذلك بعد إجبار الشاذلي بن جديد على الاستقالة وإلغاء نتائج الانتخابات وكان رئيس المجلس هو محمد بوضياف إلى أن اغتيل في ظروف غامضة من طرف أحد حراسه والمدعو بو معرافي لمبارك في 29 يونيو 1992 ليحل محله علي كافي إلى أن تم استبداله باليمين زروال في 31 يناير 1994 واستمر حتى 27 أبريل 1999 [8].
أطراف الصراع[عدل]
ـ 29 تشرين الثاني من عام ١٩٨١: قام أحد عناصر عصابة الإخوان المسلمين ويدعى ياسين بن محمد ساريج بتفجير سيارة مفخخة بحي الأزبكية في دمشق من نوع هوندا مغلقة تحمل 300 كغ من مادة الـ (تي إن تي) شديدة الإنفجار أودت بحياة أكثر من ١٧٥ شخصاً (بعض أسماء الشهداء الذين تم التعرف عليهم بين الأشلاء: محمد احسان المزين، قاسم بن محمد رستم، عيد مكاريوس كيرى، زاهي لطفي السمين، محمد زين العابدين، عمر فاروق الزعبي، ضياء اللحام، برهان الدين شمدين، كما جرح عشرات آخرون (بعض أسماء الجرحى: محمد زياد بيرم، محمد نور محمد شحادة، ناصر فشتكي، محمد أحمد صادق، أنطون طحطوح، عبد القادر خطيب، موسى محمود مروان الصالح، محمود حميدي، محمد دودي، عزو شيخ البساتنة، نجاح سليم الحلو، رنا أيوب، ندى الصادق، رتيبة الحجة، اسماعيل عبدو عبود، نظير عبد الله هزيم، مصطفى ماجار، علي سكاف، رياض بلال، مالك شحادة، أحمد كريم، عدنان محمد طحان، أحمد عواد، محمد زكريا شريف، مطانيوس جبور إسبر، ياسين شرارة، أمية عثمان وغيرهم الكثير)، وكان هذا التفجير الأكثر دموية في تاريخ سوريا. جميع الضحايا تقريباً كانوا من المدنيين، حيث وقع التفجير في ساعة الازدحام، الساعة الحادية عشرة وعشرين دقيقة صباحاً، وأصيبت الكثير من المباني السكنية بأضرار بالغة. وقد تطايرت أشلاء الضحايا في محيط الحادث، ولم تستطع قوى الانقاذ استخراج بعض الجثث من تحت الأنقاض لساعات عديدة. وروى شهود عيان أن باصاً كان يمر في شارع بغداد وقت الحادثة ارتفع عن الأرض بفعل الانفجار ثم سقط قطعاً متناثرة، فقتل كل ركابه الواحد والثلاثين. وقد أسعف الجرحى إلى مستشفيات العاصمة وتم نقل الكثير منهم بسيارات خاصة. وأدى الدمار الذي لحق بالمنطقة إلى تشريد ما يزيد عن ٤٠ عائلة ويروي أحدهم عن شهود العيان المنظر المأساوي: كنت صغيراً حين كان زائرون يأتون إلينا بشهادات تفوق روايات التلفزيون الرسمي فظاعة، عما جرى في دمشق من تفجيرات في الثمانينيات. كنا انتقلنا للقرية ناشدين أمننا الشخصي بعد أن وصل التهديد باب شقتنا المستأجرة في ركن الدين. يروي ضابط قصة لم تبارح ذاكرتي أبداً، كما صورة الساعة التي وقف فيها الوقت لحظة تفجير الأزبكية عام 1981 في 29 تشرين الثاني وقتل فيه 175 شخصاً. يقول الصديق الذي كان صف ضابط حينها: إنه جرى باتجاه موقع التفجير كما لو أن قوة كانت تقذفه إلى هناك، وأول ما شاهده وسط الغبار الكثيف كان قطة تجري باتجاهه، وأسنانها قابضة على معصم يد بشرية. ختم «سحبت مسدسي وقتلتها». وحتى الآن لا تتبدى صور الحروب والعنف والعنف المضاد إلا بهذه الصورة لي. وقد حلت سحب سوداء يومي الجمعة والسبت على سورية، أيقظت تلك الشهادات من جديد، وبثت القشعريرة فيّ وفي كل إخوتي من السوريين. بقول آخر نار الفتنة كشفت بلهيبها أهمية سلام سورية وسلامتها. وقد ادّعت بعض مصادر الإخوان فيما بعد أن الطليعة المقاتلة، وهي جماعة عسكرية انفصلت عن الأخوان في أواخر السبعينيات، هي التي نفذت تفجير الأزبكية من غير علم قيادة الإخوان السياسية وذلك للتنصل من المسؤولية على عادة هذه العصابة المجرمة التي عودتنا على الجهاد بقتل المدنيين وترويع الآمنين ولم تقم بإطلاق رصاصة واحدة على اسرائيل بحجة انها تستعد للمعركة========لعشرية السوداء في الجزائر
[عدل]
Question book-new.svg تحتاج هذه المقالة أو المقطع إلى مصادر ومراجع إضافية لتحسين وثوقيتها. قد ترد فيها أفكار ومعلومات من مصادر معتمدة دون ذكرها.
رجاء، ساعد في تطوير هذه المقالة بإدراج المصادر المناسبة. هذه المقالة معلمة منذ أغسطس 2015.
الحرب الأهلية الجزائرية
جزء من أحداث 5 أكتوبر
انتشار دبابات الجيش في شوارع الجزائر العاصمة عقب الانقلاب العسكري.
انتشار دبابات الجيش في شوارع الجزائر العاصمة عقب الانقلاب العسكري.
معلومات عامة
التاريخ 26 ديسمبر1991– 8 فبراير2002
الموقع الجزائر
النتيجة انتصار النظام الجزائري
استمرار الحركات المسلحة من قبل القاعدة
المتحاربون
الجزائر الحكومة الجزائرية:
الجيش الجزائري
قوى الأمن الجزائرية
الحركة الإسلامية المسلحة
جبهة الإنقاذ
الجماعة الإسلامية المسلحة
آخرون
القادة
الجزائر علي كافي
الجزائر اليمين زروال
الجزائر عبد العزيز بوتفليقة عبد القادر شيبوطي
مداني مرزاق
عنتر زوابري
عبد الحق لعيادة
عباسي مدني
علي بلحاج
مراد دهينة
درودكال
أنور هدام
القوة
140,000 (1994)[1]
124,000 (in 2001) 2,000 (1992)
40,000 (1994)
10,000 (1996)[2]
300–1,000 (2005)
ملاحظات
~150,000–200,000 قتيل
انظر: قائمة المذابح
تعديل طالع توثيق القالب
الحرب الأهلية الجزائرية أو العشرية السوداء في الجزائر هي صراع مسلح قام بين النظام الجزائري و فصائل متعددة تتبنى أفكار موالية لـ الجبهة الإسلامية للإنقاذ والإسلام السياسي، بدأ الصراع في يناير عام 1992 عقب إلغاء نتائج الانتخابات البرلمانية لعام 1991 في الجزائر والتي حققت فيها الجبهة الإسلامية للإنقاذ فوزا مؤكدا مما حدا بالجيش الجزائري التدخل لالغاء الانتخابات البرلمانية في البلاد مخافة من فوز الإسلاميين فيها.
وبدأ الصراع في ديسمبر عام 1991، عندما استطاعت الجبهة الإسلامية للإنقاذ هزيمة الحزب الحاكم جبهة التحرير الوطني في الانتخابات البرلمانية الوطنية. ألغيت الانتخابات بعد الجولة الأولى وتدخل الجيش للسيطرة على البلاد، وتم حظر الجبهة الإسلامية للإنقاذ واعتقل الآلاف من أعضائها، وشنت الجماعات الإسلامية حملة مسلحة ضد الحكومة ومؤيديها، وقامت بأنشاء جماعات مسلحة اتخذت من الجبال قاعدة لها، وأعلنت الحرب على الجبهة الإسلامية للإنقاذ في عام 1994,
بعد انهيار المحادثات أجريت الانتخابات وفاز بها مرشح الجيش الجنرال اليمين زروال. بدأت الجماعة الإسلامية المسلحة بسلسلة من مذابح تستهدف الأحياء أو القرى بأكملها بلغ ذروته في عام 1997، وتسببت المجازر وارتفاع عدد الضحايا في إجبار كلا الجانبين إلى وقف إطلاق النار من جانب واحد مع الحكومة في عام 1997. وفي هذه الأثناء وفاز الطرف المؤيد للجيش بالانتخابات البرلمانية.
في عام 1999 تم انتخاب رئيس جديد للبلاد، وبدا عدد كبير من من المقاتلين الإنسحاب والاستفادة من قانون العفو الجديد، وبدأت الجماعات تنحل وتختفي جزئيا بحلول عام 2002 وتوقفت عمليات القتال، باستثناء مجموعة منشقة تسمى الجماعة السلفية للدعوة والقتال والتي انضمت لاحقاً إلى تنظيم القاعدة في أكتوبر 2003.
محتويات [أخف]
1 الجماعات المعارضة
2 البدايات
3 أطراف الصراع
4 المفاوضات
5 المجازر
6 ميثاق السلم والمصالحة الوطنية
7 انظر أيضا
8 مصادر
9 وصلات خارجية
الجماعات المعارضة[عدل]
منها الجماعة الإسلامية المسلحة والحركة الإسلامية المسلحة والجبهة الإسلامية للجهاد المسلح والجيش الإسلامي للإنقاذ وهو الجناح المسلح للجبهة الإسلامية للإنقاذ. بدأ الصراع في يناير عام 1992 عقب إلغاء نتائج الانتخابات التشريعية لعام 1991 في الجزائر والتي حققت فيها الجبهة الإسلامية للإنقاذ فوزا مؤكدا مما حدا بالجيش الجزائري التدخل لالغاء الانتخابات التشريعية في البلاد مخافة من فوز الإسلاميين فيها.
بالرغم من أن حدة العنف قد خفت منذ عام 2002 ولكن واستنادا إلى وزارة الداخلية الجزائرية لايزال هناك قرابة 1000 من ما تصفهم الحكومة بـ "المتمردين المسلحين" نشطين في الجزائر
في سبتمبر 2005 أيدت أغلبية كبيرة من الجزائريين العفو الجزئي الذي أصدرته الحكومة الجزائرية عن مئات من المسلحين الإسلاميين ضمن ما عرف "بميثاق السلم والمصالحة الوطنية" بهدف إنهاء من عقد من النزاع.
بموجب قانون المصالحة الوطنية ، الذي اقترحه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، تم العفو عن عدد كبير من الأشخاص الذين تورطو في أعمال عنف، لكن المعارضين للميثاق يعتبرون أن المصالحة غير ممكنة دون تحقيق العدالة ويطالبون بأن تفتح الدولة تحقيقا بشأن آلاف الأشخاص الذين اختفوا طيلة الأعوام الماضية ولم يعرف مصيرهم و عرف هذا بملف المخطوفين .
البدايات[عدل]
بعد تسلم الشاذلي بن جديد السلطة في الجزائر عام 1979 بدأت محاولاته لتطبيق خطته الخمسية التي كانت تهدف إلى إنشاء قواعد للاقتصاد الحر في الجزائر والنهوض بالمستوى الاقتصادي المتعثر للجزائر ولكن سنوات حكمه شهدت نشاطا معارضا القبائل و المفرنسين في مجال معارضتهم لسياسة التعريب التي تنتهجها الحكومة وخاصة في مجال التعليم فبعد منع خطبة حماسية للناشط والأستاذ القبائلي مولود معمري في جامعة حسناوة بتيزي وزو في 10 مارس 1980 بدأت حملة منظمة من الطلاب والأطباء والناشطون الأمازيغ للبدأ في إضراب عام مما حدى بالرئيس الجزائري آنذاك بن جديد بأن يجري تعديلات على سياسة الحكومة ومنها على سبيل المثال منح حقوق ثقافية وإعلامية وجامعية للأمازيغ هذه التعديلات اعتبرت من قبل مما يوصفون اليوم باتباع منهج الإسلام السياسي بأنها تنازلات تهدد الهوية القومية للجزائر. ومن جهة أخرى كان لعدم قدرة الرؤساء السابقين للجزائر النهوض بالأقتصاد الجزائري وفشل الأفكار الشيوعية والقومية العربية في إيجاد حل جذري لمشاكل البلاد الداخلية، كل هذه العوامل أدت إلى بروز تيار قامت بتفسير التخلف والتردي في المستوى الأقتصادي والاجتماعي إلى ابتعاد المسلمين عن التطبيق الصحيح لنصوص الشريعة الإسلامية وتأثر حكوماتهم بالسياسة الغربية [3].
بدأ نشاط التيار الإسلامي السياسي بالازدياد تدريجيا متأثرا بالثورة الإسلامية في إيران فمن خلال بعض العمليات التي كانت تستهدف محلات بيع المشروبات الروحية وممارسة الضغط على السيدات بارتداء الحجاب وفي عام 1982 طالب ذلك التيار علنا بتشكيل حكومة إسلامية ومع ازدياد أعمال العنف وخاصة في الجامعات الدراسية تدخلت الحكومة وقامت بحملة اعتقالات واسعة حيث تم اعتقال أكثر من 400 ناشط من التيار المتبني لفكرة الإسلام السياسي وكان من بينهم أسماء كبيرة مثل عبد اللطيف سلطاني ولكن الحكومة بدأت تدرك ضخامة وخطورة حجم هذا التيار فقامت وكمحاولة منها لتهدئة الجو المشحون بافتتاح واحدة من أكبر الجامعات الإسلامية في العالم بولاية قسنطينة في عام 1984 وفي نفس السنة تم إجراء تعديلات على القوانين المدنية الجزائرية وخاصة في ما يخص قانون الأسرة حيث أصبحت تتماشى مع الشريعة الإسلامية[4][5].
لكن الاقتصاد الجزائري استمر بالتدهور في منتصف الثمانينيات وإزدادت نسبة البطالة وظهرت بوادر شحة لبعض المواد الغذائية الرئيسية ومما ضاعف من حجم الأزمة كان انخفاض أسعار النفط في عام 1986 من 30 دولارا للبرميل إلى 10 دولارات وكان الخيار الوحيد أمام الشاذلي بن جديد للخروج من الأزمة هو تشجيع القطاع الخاص بعد فشل الأسلوب الاشتراكي في حل الأزمة وقوبلت هذه التغييرات بموجة من عدم الرضا وأخذ البعض في الشارع الجزائري يحس بأن الحكومة تظهر لامبالاة بمشاكل المواطن البسيط[6]
تصاعد الغضب في قطاعات واسعة من الشارع الجزائري وفي أكتوبر 1988 بدأت سلسلة من إضرابات طلابية وعمالية والتي أخذت طابعا عنيفا بصورة تدريجية وانتشرت أعمال تخريب للممتلكات الحكومية إلى مدينة عنابة والبليدة ومدن أخرى فقامت الحكومة بإعلان حالة الطوارئ وقامت باستعمال القوة وتمكنت من إعادة الهدوء في 10 أكتوبر بعد أحداث عنيفة أدت إلى قتل حوالي 500 شخص واعتقال حوالي 3500 شخص وسميت هذه الأحداث من قبل البعض "بأكتوبر الأسود" كما يصفها البعض الآخر ب"انتفاضة أكتوبر" [7]. كانت للطريقة العنيفة التي انتهجتها الحكومة في أحداث أكتوبر نتائج غير متوقعة حيث قامت مجاميع تنتهج الإسلام السياسي بإحكام سيطرتها على بعض المناطق وطالبت منظمات عديدة في الجزائر بإجراء تعديلات وإصلاحات فقام الشاذلي بن جديد بإجراءات شجعت على حرية الصحافة وحرية الرأي والتعبير فقام عباسي مدني وعلي بلحاج بتأسيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ في مارس 1989 بعد التعديل الدستوري وإدخال التعددية الحزبية . وكان عباس مدني الأستاذ الجامعي والمحارب السابق في حرب التحرير الجزائرية يمثل تيارا دينيا معتدلا وكان لدوره السابق في حرب التحرير أثرا رمزيا في ربط الحركة الجديدة بتاريخ النضال القديم للجزائر وفي الجهة الأخرى وصف الكثيرون علي بلحاج الذي كان أصغر عمرا بأن أفكاره متطرفة حيث قال في أحد خطبه "إن المصدر الوحيد للحكم هو القرآن وإذا كان اختيار الشعب منافيا للشريعة الإسلامية، فهذا كفر وإلحاد حتى إذا كان هذا الاختيار قد تم ضمن انتخابات شعبية.
بدأت الجبهة تلعب دورا بارزا في السياسة الجزائرية وتغلبت بسهولة على الحزب الحاكم، جبهة التحرير الوطني الذي كان الحزب المنافس الرئيسي في انتخابات عام 1990 مما حدى بجبهة التحرير الوطني إلى إجراء تعديلات في قوانين الانتخابات وكانت هذه التعديلات في صالح الحزب الحاكم فأدى هذا بالتالي إلى دعوة الجبهة الإسلامية للإنقاذ إلى إضراب عام وقام الشاذلي بن جديد بإعلان الأحكام العرفية في 5 يونيو 1991 وتم اعتقال عباسي مدني وعلي بلحاج.
في ديسمبر 1991 أصيب الحزب الحاكم بالذهول حيث أنه برغم التعديلات الانتخابية واعتقال قيادات الجبهة الإسلامية للإنقاذ إلا أن الجبهة حصلت على أغلبية ساحقة من المقاعد في الدور الأول وهو 188 مقعدا من أصل 232 ومحاولة من النظام القائم في الحيلولة دون تطبيق نتائج الانتخابات تم تأسيس المجلس الأعلى للدولة والذي يتكون من 5 أعضاء وهم الجنرال خالد نزار (وزير الدفاع) وعلي كافي وعلي هارون والتيجاني هدام ومحمد بوضياف والتي كانت عبارة عن مجلس رئاسي لحكم الجزائر وذلك بعد إجبار الشاذلي بن جديد على الاستقالة وإلغاء نتائج الانتخابات وكان رئيس المجلس هو محمد بوضياف إلى أن اغتيل في ظروف غامضة من طرف أحد حراسه والمدعو بو معرافي لمبارك في 29 يونيو 1992 ليحل محله علي كافي إلى أن تم استبداله باليمين زروال في 31 يناير 1994 واستمر حتى 27 أبريل 1999 [8].
أطراف الصراع[عدل]
الأغلبية للجبهة الإسلامية للإنقاذ
50% الجبهة الإسلامية للإنقاذ
الأغلبية لغير المنتمين للجبهة الإسلامية للإنقاذ
غير مححدة
لا تتوفر معلومات
الصورة أعلاه توضح توزيع المقاعد في نتائج انتخابات سنة 1991، والتي حققت فيها الجبهة الإسلامية للإنقاذ الأغلبية في معظم المناطق المأهولة بالسكان.
كان الفوز الساحق للجبهة الإسلامية للإنقاذ في الأنتخابات أمرا غير مقبول لدى كبار رجال قيادات الجيش في الجزائر حيث قام رجال في الجيش باجبارالشاذلي على الغاء النتائج لكنه رفض لأنه وعد شعبه بأن تكون النتائج من اختيار الشعب فأجبر على الاستقالة في 11 يناير 1992 وجلبوا المحارب القديم في حرب تحرير الجزائر، محمد بوضياف والذي كان يعيش في المغرب بعيدا عن صراعات السلطة ليكون رئيس المجلس الأعلى للبلاد وتم اعتقال 5000 من أتباع الجبهة الإسلامية للإنقاذ حسب المصادر الحكومية بينما يؤكد الجبهة إنه تم اعتقال 30,000 من جماعتهم ونقلوا إلى سجون في الصحراء الكبرى وقامت منظمة العفو الدولية بالإشارة إلى الكثير من الانتهاكات في حقوق الإنسان خلال تلك الفترة وفي 4 مارس 1992 قامت الحكومة بإلغاء الجبهة الإسلامية للإنقاذ كحزب سياسي مرخص [9]. اعتبر أعضاء الجبهة الإسلامية للإنقاذ الذين لم تطلهم يد الاعتقال تصرفات الجيش بمثابة إعلان حرب على الجبهة وقرروا البدأ بحرب عصابات بكل وسيلة متوفرة لهم وانضم إلى الجبهة فصائل أخرى كانت تنتهج مبدأ الإسلام السياسي وكان أفراد الجيش وقوات الشرطة الهدف الرئيسي للمسلحين الذين اتخذوا من المناطق الجبلية في شمال الجزائر معاقل رئيسية لهم ولكن المناطق الغنية بالنفط بقيت تحت السيطرة الكاملة للحكومة وكانت بعيدة عن مناطق الصراع الرئيسية.
أدت هذه الأوضاع المتأزمة إلى تدهور أكثر في الاقتصاد الجزائري وزاد الوضع تأزما بعد اغتيال محمد بوضياف الذي كان أمل الجيش في إعادة الهدوء للبلاد لكونه رمزا من رموز تحرير الجزائر والذي تم اغتياله في 29 يونيو 1992 أثناء إلقاء خطاب في مراسيم افتتاح مركز ثقافي في عنابة على يد أحد أعضاء فريق حمايته والذي وصف بكونه "متعاطفا مع الإسلاميين" وبعد عملية الاغتيال تلك حكم على عباسي مدني وعلي بلحاج بالسجن لمدة 12 عاما.
50% الجبهة الإسلامية للإنقاذ
الأغلبية لغير المنتمين للجبهة الإسلامية للإنقاذ
غير مححدة
لا تتوفر معلومات
الصورة أعلاه توضح توزيع المقاعد في نتائج انتخابات سنة 1991، والتي حققت فيها الجبهة الإسلامية للإنقاذ الأغلبية في معظم المناطق المأهولة بالسكان.
كان الفوز الساحق للجبهة الإسلامية للإنقاذ في الأنتخابات أمرا غير مقبول لدى كبار رجال قيادات الجيش في الجزائر حيث قام رجال في الجيش باجبارالشاذلي على الغاء النتائج لكنه رفض لأنه وعد شعبه بأن تكون النتائج من اختيار الشعب فأجبر على الاستقالة في 11 يناير 1992 وجلبوا المحارب القديم في حرب تحرير الجزائر، محمد بوضياف والذي كان يعيش في المغرب بعيدا عن صراعات السلطة ليكون رئيس المجلس الأعلى للبلاد وتم اعتقال 5000 من أتباع الجبهة الإسلامية للإنقاذ حسب المصادر الحكومية بينما يؤكد الجبهة إنه تم اعتقال 30,000 من جماعتهم ونقلوا إلى سجون في الصحراء الكبرى وقامت منظمة العفو الدولية بالإشارة إلى الكثير من الانتهاكات في حقوق الإنسان خلال تلك الفترة وفي 4 مارس 1992 قامت الحكومة بإلغاء الجبهة الإسلامية للإنقاذ كحزب سياسي مرخص [9]. اعتبر أعضاء الجبهة الإسلامية للإنقاذ الذين لم تطلهم يد الاعتقال تصرفات الجيش بمثابة إعلان حرب على الجبهة وقرروا البدأ بحرب عصابات بكل وسيلة متوفرة لهم وانضم إلى الجبهة فصائل أخرى كانت تنتهج مبدأ الإسلام السياسي وكان أفراد الجيش وقوات الشرطة الهدف الرئيسي للمسلحين الذين اتخذوا من المناطق الجبلية في شمال الجزائر معاقل رئيسية لهم ولكن المناطق الغنية بالنفط بقيت تحت السيطرة الكاملة للحكومة وكانت بعيدة عن مناطق الصراع الرئيسية.
أدت هذه الأوضاع المتأزمة إلى تدهور أكثر في الاقتصاد الجزائري وزاد الوضع تأزما بعد اغتيال محمد بوضياف الذي كان أمل الجيش في إعادة الهدوء للبلاد لكونه رمزا من رموز تحرير الجزائر والذي تم اغتياله في 29 يونيو 1992 أثناء إلقاء خطاب في مراسيم افتتاح مركز ثقافي في عنابة على يد أحد أعضاء فريق حمايته والذي وصف بكونه "متعاطفا مع الإسلاميين" وبعد عملية الاغتيال تلك حكم على عباسي مدني وعلي بلحاج بالسجن لمدة 12 عاما.
لف الغموض عنتر زوابري وجماعته الجماعة الإسلامية المسلحة ولم يعرف الكثير عن دوافعهم
في 26 أغسطس 1992 أخذ الصراع منعطفا خطيرا وهو استهداف الرموز المدنية للحكومة حيت تم استهداف مطار الجزائر وراح ضحية الانفجار 9 قتلى واصيب 128 آخرين بجروح وقامت الجبهة الإسلامية للإنقاذ على الفور بشجب الحادث وإعلان عدم مسؤوليتها عن الانفجار [10], وأصبح واضحا وبصورة تدريجية إن الجبهة الإسلامية للإنقاذ ليست لها الكلمة العليا في توجيه أساليب الصراع المسلح مع الحكومة وبدأت أسماء مثل مجموعة التكفير والهجرة والحركة الإسلامية المسلحة والجبهة الإسلامية للجهاد المسلح تبرز إلى السطح وهذه المجاميع كانت تعتبر متطرفة في تطبيقها لمبدأ الإسلام السياسي مقارنة بإسلوب الجبهة الإسلامية للإنقاذ التي وصفت بأنها أكثر اعتدالا. فجماعة التكفير والهجرة على سبيل المثال كانت مصرية المنشأ حيث انبثقت في أواخر الستينيات وانتشرت في العديد من الدول وبرز اسم الجماعة بصورة ملفتة للنظر في عام 1977 حيث أصبح المهندس الزراعي المصري شكري مصطفى زعيما للجماعة وشكري مصطفى كان عضوا سابقا في حركة الإخوان المسلمين ولكنه انتهج أسلوبا أكثر تشددا بعد إعدام سيد قطب [11], وكان محمد بويري الذي قام باغتيال المخرج الهولندي ثيو فان كوخ في 2 نوفمبر 2004 عضوا في جماعة التكفير والهجرة [12]. كانت هناك بوادر واضحة على انعدام المركزية والتنسيق المنظم بين هذه المجاميع المختلفة وكان هناك بوادر خلافات بين الجبهة الإسلامية للإنقاذ التي كانت الطرف الرئيسي في نشوء الأزمة والفصائل الإسلامية التي انضمت إليها.
في لقاء لقناة العربية الفضائية مع "الأمير الوطني" للجيش الإسلامي للإنقاذ مدني مزراق في 18 أكتوبر 2004 قال مرزاق "الجماعة الإسلامية في الحقيقة جمعت شتاتاً غير متجانس, فهناك من كان في الهجرة والتكفير، وهناك من كان في الإخوان, وهناك من كان في التيار السلفي الذي لا يؤمن بالتكفير, وهناك من جاء من الخارج من أفغانستان, وطبعاً وجلب معه المتناقضات الموجودة في أفغانستان" و"لم تكن الجماعة الإسلامية تملك من النظام والتنظيم ما يسمح لها أن تضبط هؤلاء الأفراد" [13]. في ظل عدم وجود تنظيم وقيادة مركزية موحدة بدأت موجة من أعمال العنف التي استهدفت مدنيين كالمعلمين والمدرسين والموظفين والإعلاميين والمفكرين والأجانب بحجة إنهم متعاونون مع السلطة وكانت الجماعة الإسلامية المسلحة برئاسة عنتر الزوابري وراء الكثير من هذه العمليات[14][15][16].
المفاوضات[عدل]
استمرت أعمال العنف طيلة عام 1994 ولكن الاقتصاد الجزائري بدأ بالتحسن نوعا ما بعد قدرة الحكومة على تمديد فترة دفع بعض الديون وحصولها على مساعدات مالية عالمية بقيمة 40 مليار دولار [17], ولم تكن في الأفق بوادر توقف قريب لأعمال العنف وفي هذه الأثناء وفي 31 يناير 1994 تم اختيار اليمين زروال رئيسا للدولة لتسيير شؤون البلاد في المرحلة الانتقالية الذي كان يفضل مبدأ الحوار والتفاوض أكثر مقارنة بالرئيس الذي سبقه علي كافي فبدأ زروال محادثات مع قياديي الجبهة الإسلامية للإنقاذ المسجونيين وأطلق سراح العديد منهم وأدى أسلوب زروال إلى حدوث انقسام بين مواقف الجهات المحاربة لفكر الإسلام السياسي فكانت جبهة التحرير الوطني وجبهة القوى الاشتراكية تفضل التفاوض لحل الأزمة بينما كان الأتحاد العام للعمال الجزائريين والتجمع من اجل الثقافة والديمقراطية ومنظمة الشباب الأحرار الجزائرية كانت تفضل تصفية كاملة لظاهرة الإسلام السياسي المسلح وبدأت منظمة الشباب الأحرار بالفعل باستهداف من اعتبرتهم "متعاطفين مع الإسلاميين" [18].
في هذه الأثناء برزت الجماعة الإسلامية المسلحة كفصيل نشيط في حرب العصابات وفي 26 أغسطس 1994 اعلنت الجماعة تطبيقها لقوانين الخلافة الإسلامية واختارت لقب أمير المؤمنين لزعيمها واستمرت في استهداف المدنيين وكان الشاب حسني, المطرب الجزائري من بين من تم استهدافهم حيث أغتيل في 29 سبتمبر 1994 [19]. في هذه الفترة ومحاولة من الجبهة الإسلامية للإنقاذ لإعادة زمام السيطرة على مجريات الصراع مع الحكومة شكلت الجبهة حركة جديدة ضمت مجاميع كانوا مشتركين بقناعة إن الأساليب المتطرفة التي تنتهجها الجماعة الإسلامية المسلحة سوف يؤدي إلى زيادة الأوضاع سوءا وتدريجيا أحكمت الجبهة زمام سيطرتها على ما يقارب 50% من العمليات في شرق وغرب الجزائر ولكن منطقة وسط الجزائر بقيت مسرحا لعمليات الجماعة الإسلامية المسلحة.
في نهاية عام 1994 أعلن اليمين زروال فشل المفاوضات مع الجبهة الإسلامية للإنقاذ، وعبر عن نيته في إجراء انتخابات جديدة في مطلع عام 1995 وطرح فكرة إقامة ميليشيات للدفاع عن القرى والأماكن المستهدفة حيث أن تحركات الجيش لم تكن كافية لاحتواء الأزمة [20]. وفي هذه الأثناء تمكن بعض قياديي الجبهة الإسلامية للإنقاذ من مغادرة الجزائر إلى روما وبدؤا بمفاوضات مع أحزاب المعارضة الجزائرية الأخرى واستطاعت ان توحد أراء 5 أحزاب أخرى في 14 يناير 1995 ونتج عن هذا الاتفاق جدول أعمال طالبت باحترام حقوق الإنسان والتعددية والديمقراطية ورفض التحكم المطلق للجيش في إدارة شؤون الجزائر وإطلاق سراح قياديي الجبهة الإسلامية للإنقاذ والمطالبة بوقف أعمال العنف من قبل جميع الأطراف ولكن الحكومة لم توقع على هذا الاتفاق واعتبرتها تدخلا خارجيا في شؤون الجزائر [21].
المجازر[عدل]
مجازر الجزائر في 1997
مجازر قتل فيها أكثر من 50 مدني: راجع حرب العشرية السوداء في الجزائر
مجزرة ثاليت 3 - 4 أفريل
مجزرة حوش خميستي 21 أفريل
مجزرة ضاية لبقور 16 جوان
مجزرة سي زروق 27 جويلية
مجزرة أولاد الحد مزوارة 3 أوت
مجزرة صوحان 20 - 21 أوت
مجزرة بني علي 26 أوت
مجزرة رايس 29 أوت
مجزرة بني مسوس 5 - 6 سبتمبر
مجزرة قلب الكبير 19 سبتمبر
مجزرة بن طلحة 22 سبتمبر
مجزرة سيدي العنتري 23 - 24 ديسمبر
مجازر ولاية غيليزان 30 ديسمبر
1996 -[عدل مصدر ] - 1998
في 26 أغسطس 1992 أخذ الصراع منعطفا خطيرا وهو استهداف الرموز المدنية للحكومة حيت تم استهداف مطار الجزائر وراح ضحية الانفجار 9 قتلى واصيب 128 آخرين بجروح وقامت الجبهة الإسلامية للإنقاذ على الفور بشجب الحادث وإعلان عدم مسؤوليتها عن الانفجار [10], وأصبح واضحا وبصورة تدريجية إن الجبهة الإسلامية للإنقاذ ليست لها الكلمة العليا في توجيه أساليب الصراع المسلح مع الحكومة وبدأت أسماء مثل مجموعة التكفير والهجرة والحركة الإسلامية المسلحة والجبهة الإسلامية للجهاد المسلح تبرز إلى السطح وهذه المجاميع كانت تعتبر متطرفة في تطبيقها لمبدأ الإسلام السياسي مقارنة بإسلوب الجبهة الإسلامية للإنقاذ التي وصفت بأنها أكثر اعتدالا. فجماعة التكفير والهجرة على سبيل المثال كانت مصرية المنشأ حيث انبثقت في أواخر الستينيات وانتشرت في العديد من الدول وبرز اسم الجماعة بصورة ملفتة للنظر في عام 1977 حيث أصبح المهندس الزراعي المصري شكري مصطفى زعيما للجماعة وشكري مصطفى كان عضوا سابقا في حركة الإخوان المسلمين ولكنه انتهج أسلوبا أكثر تشددا بعد إعدام سيد قطب [11], وكان محمد بويري الذي قام باغتيال المخرج الهولندي ثيو فان كوخ في 2 نوفمبر 2004 عضوا في جماعة التكفير والهجرة [12]. كانت هناك بوادر واضحة على انعدام المركزية والتنسيق المنظم بين هذه المجاميع المختلفة وكان هناك بوادر خلافات بين الجبهة الإسلامية للإنقاذ التي كانت الطرف الرئيسي في نشوء الأزمة والفصائل الإسلامية التي انضمت إليها.
في لقاء لقناة العربية الفضائية مع "الأمير الوطني" للجيش الإسلامي للإنقاذ مدني مزراق في 18 أكتوبر 2004 قال مرزاق "الجماعة الإسلامية في الحقيقة جمعت شتاتاً غير متجانس, فهناك من كان في الهجرة والتكفير، وهناك من كان في الإخوان, وهناك من كان في التيار السلفي الذي لا يؤمن بالتكفير, وهناك من جاء من الخارج من أفغانستان, وطبعاً وجلب معه المتناقضات الموجودة في أفغانستان" و"لم تكن الجماعة الإسلامية تملك من النظام والتنظيم ما يسمح لها أن تضبط هؤلاء الأفراد" [13]. في ظل عدم وجود تنظيم وقيادة مركزية موحدة بدأت موجة من أعمال العنف التي استهدفت مدنيين كالمعلمين والمدرسين والموظفين والإعلاميين والمفكرين والأجانب بحجة إنهم متعاونون مع السلطة وكانت الجماعة الإسلامية المسلحة برئاسة عنتر الزوابري وراء الكثير من هذه العمليات[14][15][16].
المفاوضات[عدل]
استمرت أعمال العنف طيلة عام 1994 ولكن الاقتصاد الجزائري بدأ بالتحسن نوعا ما بعد قدرة الحكومة على تمديد فترة دفع بعض الديون وحصولها على مساعدات مالية عالمية بقيمة 40 مليار دولار [17], ولم تكن في الأفق بوادر توقف قريب لأعمال العنف وفي هذه الأثناء وفي 31 يناير 1994 تم اختيار اليمين زروال رئيسا للدولة لتسيير شؤون البلاد في المرحلة الانتقالية الذي كان يفضل مبدأ الحوار والتفاوض أكثر مقارنة بالرئيس الذي سبقه علي كافي فبدأ زروال محادثات مع قياديي الجبهة الإسلامية للإنقاذ المسجونيين وأطلق سراح العديد منهم وأدى أسلوب زروال إلى حدوث انقسام بين مواقف الجهات المحاربة لفكر الإسلام السياسي فكانت جبهة التحرير الوطني وجبهة القوى الاشتراكية تفضل التفاوض لحل الأزمة بينما كان الأتحاد العام للعمال الجزائريين والتجمع من اجل الثقافة والديمقراطية ومنظمة الشباب الأحرار الجزائرية كانت تفضل تصفية كاملة لظاهرة الإسلام السياسي المسلح وبدأت منظمة الشباب الأحرار بالفعل باستهداف من اعتبرتهم "متعاطفين مع الإسلاميين" [18].
في هذه الأثناء برزت الجماعة الإسلامية المسلحة كفصيل نشيط في حرب العصابات وفي 26 أغسطس 1994 اعلنت الجماعة تطبيقها لقوانين الخلافة الإسلامية واختارت لقب أمير المؤمنين لزعيمها واستمرت في استهداف المدنيين وكان الشاب حسني, المطرب الجزائري من بين من تم استهدافهم حيث أغتيل في 29 سبتمبر 1994 [19]. في هذه الفترة ومحاولة من الجبهة الإسلامية للإنقاذ لإعادة زمام السيطرة على مجريات الصراع مع الحكومة شكلت الجبهة حركة جديدة ضمت مجاميع كانوا مشتركين بقناعة إن الأساليب المتطرفة التي تنتهجها الجماعة الإسلامية المسلحة سوف يؤدي إلى زيادة الأوضاع سوءا وتدريجيا أحكمت الجبهة زمام سيطرتها على ما يقارب 50% من العمليات في شرق وغرب الجزائر ولكن منطقة وسط الجزائر بقيت مسرحا لعمليات الجماعة الإسلامية المسلحة.
في نهاية عام 1994 أعلن اليمين زروال فشل المفاوضات مع الجبهة الإسلامية للإنقاذ، وعبر عن نيته في إجراء انتخابات جديدة في مطلع عام 1995 وطرح فكرة إقامة ميليشيات للدفاع عن القرى والأماكن المستهدفة حيث أن تحركات الجيش لم تكن كافية لاحتواء الأزمة [20]. وفي هذه الأثناء تمكن بعض قياديي الجبهة الإسلامية للإنقاذ من مغادرة الجزائر إلى روما وبدؤا بمفاوضات مع أحزاب المعارضة الجزائرية الأخرى واستطاعت ان توحد أراء 5 أحزاب أخرى في 14 يناير 1995 ونتج عن هذا الاتفاق جدول أعمال طالبت باحترام حقوق الإنسان والتعددية والديمقراطية ورفض التحكم المطلق للجيش في إدارة شؤون الجزائر وإطلاق سراح قياديي الجبهة الإسلامية للإنقاذ والمطالبة بوقف أعمال العنف من قبل جميع الأطراف ولكن الحكومة لم توقع على هذا الاتفاق واعتبرتها تدخلا خارجيا في شؤون الجزائر [21].
المجازر[عدل]
مجازر الجزائر في 1997
مجازر قتل فيها أكثر من 50 مدني: راجع حرب العشرية السوداء في الجزائر
مجزرة ثاليت 3 - 4 أفريل
مجزرة حوش خميستي 21 أفريل
مجزرة ضاية لبقور 16 جوان
مجزرة سي زروق 27 جويلية
مجزرة أولاد الحد مزوارة 3 أوت
مجزرة صوحان 20 - 21 أوت
مجزرة بني علي 26 أوت
مجزرة رايس 29 أوت
مجزرة بني مسوس 5 - 6 سبتمبر
مجزرة قلب الكبير 19 سبتمبر
مجزرة بن طلحة 22 سبتمبر
مجزرة سيدي العنتري 23 - 24 ديسمبر
مجازر ولاية غيليزان 30 ديسمبر
1996 -[عدل مصدر ] - 1998
أشهر المذابح بين عامي 1997 و 1998ح
استمرت الجماعة الإسلامية المسلحة بفعالياتهم المثيرة للجدل وخاصة في جنوب العاصمة الجزائر[بحاجة لمصدر] وعرف منطقة نشاطهم باسم مثلث الموت وكانت أطراف هذا المثلث عبارة عن ولاية الجزائر والبليدة و الأربعاء (ولاية البليدة) ووقع في هذا المثلث مذابح عديدة وكانت من أبشع الحملات الدموية التي قامت بها الجماعة هي قتل 400 مدني جزائري في بلدة تبعد 150 ميلا جنوب غرب العاصمة الجزائر في 31 ديسمبر 1997 [16] ولم يكن استهداف الجماعة مقتصرا على أهداف مدنية حكومية أو شخصيات مدنية فقط بل إنها بدأت باستهداف الجبهة الإسلامية للإنقاذ أيضا وتم في 11 يوليو اغتيال عبد الباقي صحراوي في باريس وكان صحراوي أحد قياديي الجبهة الإسلامية للإنقاذ [22].
في 16 نوفمبر 1995 فاز اليمين زروال بالانتخابات بأغلبية 60% وأشار المراقبون العرب والدوليون إن الانتخابات كانت نزيهة [23]، وكان التوجه العام للمقترعين هو إيجاد مخرج من دائرة العنف بغض النظر عن الجهة السياسية الفائزة في الانتخابات وبدأ زروال يدفع إلى كتابة دستور جديد للبلاد يمنح الحكومة والرئيس بالتحديد صلاحيات واسعة وتم تمرير هذا الدستور بعد استفتاء شعبي عام. بدأت الميليشيات الموالية للحكومة بالازدياد والانتشار وكانت هذه الميليشيات عبارة عن مدنيين تم تدريبهم وتزويدهم بالأسلحة من قبل الجيش. في 5 يونيو 1997 فاز الحزب الجديد الذي شكله زروال بأغلبية 156 مقعدا من اصل 380 مقعد في البرلمان الجزائري وبدأت الحكومة بإبداء مرونة أكثر مع الجبهة الإسلامية للإنقاذ فتم نقل مؤسس الجبهة عباس مدني من السجن إلى الإقامة الجبرية في منزله ولكن عام 1997 شهد منعطفا خطيرا في الصراع حيث بدأت سلسلة من العمليات التي استهدفت المدنيين وكان الذبح الطريقة الشائعة في هذه المذابح وفيما يلي قائمة بهذه المذابح [24][25]
مجزرةثاليت في 3 ابريل 1997 في المدية وقتل فيها 52 شخص من مجموع 53 شخص من ساكني القرية.
مجزرةحوش خميستي في 21 ابريل 1997 وقتل فيها 93 قروي في 3 ساعات.
مجزرةدائرة لابقوير في 16 يونيو 1997 وقتل فيها 50 مدنيا.
مجزرةسي زيروق في 27 يوليو 1997 وقتل فيها حوالي 50 مدنيا.
مجزرة قويد الحاد ومزوارة في 3 اغسطس 1997 وقتل فيها ما يقارب 76 مدنيا.
مجزرة صوحان بجبال الأربعاء (ولاية البليدة) في 20 اغسطس 1997 وقتل فيها 64 مدنيا.
مجزرة بني علي في 26 اغسطس 1997 وقتل فيها ما يقارب 100 مدنيا.
مجزرة الرايس يالعاصمة في 29 اغسطس 1997 وقتل فيها 400 شخص.
مجزرة بني مسوس بالعاصمة في 5 سبتمبر 1997 وقتل فيها 87 مدنيا.
مجزرة القلب الكبير بالمدية في 19 سبتمبر 1997 وقتل فيها 53 مدنيا.
مجزرة بن طلحة بالعاصمة في 22 سبتمبر 1997 وقتل فيها 200 مدنيا.
مجزرة سيد العنتري في 23 ديسمبر 1997 وقتل فيها 117 مدنيا.
مجزرة ولاية غليزان الرمكة وحد الشكالة وجدوية في 30 ديسمبر 1998 وقتل فيها 1280 مدنيا.
مجزرة سيدي حماد بمفتاح (ولاية البليدة) في 11 يناير 1998 وقتل فيها 103 مدنيا.
مجزرة قويد بواجة في 26 مارس 1998 وقتل فيها 52 مدنيا.
مجزرة تاجينا في 8 ديسمبر 1998 وقتل فيها 81 مدنيا.
مجزرةالكاليتوس في 12 ديسمبر وقتلت فيها عائلة من 14 مدنيا.
مجزرةالكاليتوس في 28 جوان وقتل فيها 22 مدنيا.
وكانت هذه المذابح التي استهدفت سكان هذه القرى لاتميز بين ذكر أو انثى أو بين طفل رضيع أو شيخ طاعن في السن وكانت طرق القتل في غاية الوحشية وكانت اصابع الاتهام موجهة إلى الجماعة الإسلامية المسلحة التي اعترفت بنفسها عن مسؤوليتها عن مذبحتي الرايس وبن طلحة [3], وكان التكفير هو المبرر الذي إستعمله الجماعة فكل جزائري لا يقاتل الحكومة كان في نظرهم كافرا [26]
وكان المبرر الآخر هو انضمام بعض ساكني تلك القرى إلى الميليشيات الموالية للحكومة. من جهة أخرى كانت هناك تقارير من منظمة العفو الدولية ومنظمة مراقبة حقوق الإنسان مفادها ان تلك المذابح وقعت على مبعدة مئات الأمتار من مقرات الجيش الجزائري والذي حسب التقارير لم يفعل شيئا لايقاف المذابح وكانت هناك إشاعات أن الجيش نفسه قام بعدد من هذه المذابح وانتشرت هذه الدعايات بعد هروب أفراد من الجيش ولجوئهم إلى دول أوروبية حيث صرح هؤلاء ان الجيش كان له يد في بعض المذابح[26][27]. وبدأت موجة من تبادل الاتهامات عن المسؤول عن هذه المذابح حيث بدأت الكثير من نظريات المؤامرة بالانتشار وكانت من أبرزها ان الحكومة استطاعت التغلغل في صفوف الجماعة الإسلامية المسلحة وان لها دورا في هذه المذابح وإلقاء مسؤوليتها على الجماعة [2========
استمرت الجماعة الإسلامية المسلحة بفعالياتهم المثيرة للجدل وخاصة في جنوب العاصمة الجزائر[بحاجة لمصدر] وعرف منطقة نشاطهم باسم مثلث الموت وكانت أطراف هذا المثلث عبارة عن ولاية الجزائر والبليدة و الأربعاء (ولاية البليدة) ووقع في هذا المثلث مذابح عديدة وكانت من أبشع الحملات الدموية التي قامت بها الجماعة هي قتل 400 مدني جزائري في بلدة تبعد 150 ميلا جنوب غرب العاصمة الجزائر في 31 ديسمبر 1997 [16] ولم يكن استهداف الجماعة مقتصرا على أهداف مدنية حكومية أو شخصيات مدنية فقط بل إنها بدأت باستهداف الجبهة الإسلامية للإنقاذ أيضا وتم في 11 يوليو اغتيال عبد الباقي صحراوي في باريس وكان صحراوي أحد قياديي الجبهة الإسلامية للإنقاذ [22].
في 16 نوفمبر 1995 فاز اليمين زروال بالانتخابات بأغلبية 60% وأشار المراقبون العرب والدوليون إن الانتخابات كانت نزيهة [23]، وكان التوجه العام للمقترعين هو إيجاد مخرج من دائرة العنف بغض النظر عن الجهة السياسية الفائزة في الانتخابات وبدأ زروال يدفع إلى كتابة دستور جديد للبلاد يمنح الحكومة والرئيس بالتحديد صلاحيات واسعة وتم تمرير هذا الدستور بعد استفتاء شعبي عام. بدأت الميليشيات الموالية للحكومة بالازدياد والانتشار وكانت هذه الميليشيات عبارة عن مدنيين تم تدريبهم وتزويدهم بالأسلحة من قبل الجيش. في 5 يونيو 1997 فاز الحزب الجديد الذي شكله زروال بأغلبية 156 مقعدا من اصل 380 مقعد في البرلمان الجزائري وبدأت الحكومة بإبداء مرونة أكثر مع الجبهة الإسلامية للإنقاذ فتم نقل مؤسس الجبهة عباس مدني من السجن إلى الإقامة الجبرية في منزله ولكن عام 1997 شهد منعطفا خطيرا في الصراع حيث بدأت سلسلة من العمليات التي استهدفت المدنيين وكان الذبح الطريقة الشائعة في هذه المذابح وفيما يلي قائمة بهذه المذابح [24][25]
مجزرةثاليت في 3 ابريل 1997 في المدية وقتل فيها 52 شخص من مجموع 53 شخص من ساكني القرية.
مجزرةحوش خميستي في 21 ابريل 1997 وقتل فيها 93 قروي في 3 ساعات.
مجزرةدائرة لابقوير في 16 يونيو 1997 وقتل فيها 50 مدنيا.
مجزرةسي زيروق في 27 يوليو 1997 وقتل فيها حوالي 50 مدنيا.
مجزرة قويد الحاد ومزوارة في 3 اغسطس 1997 وقتل فيها ما يقارب 76 مدنيا.
مجزرة صوحان بجبال الأربعاء (ولاية البليدة) في 20 اغسطس 1997 وقتل فيها 64 مدنيا.
مجزرة بني علي في 26 اغسطس 1997 وقتل فيها ما يقارب 100 مدنيا.
مجزرة الرايس يالعاصمة في 29 اغسطس 1997 وقتل فيها 400 شخص.
مجزرة بني مسوس بالعاصمة في 5 سبتمبر 1997 وقتل فيها 87 مدنيا.
مجزرة القلب الكبير بالمدية في 19 سبتمبر 1997 وقتل فيها 53 مدنيا.
مجزرة بن طلحة بالعاصمة في 22 سبتمبر 1997 وقتل فيها 200 مدنيا.
مجزرة سيد العنتري في 23 ديسمبر 1997 وقتل فيها 117 مدنيا.
مجزرة ولاية غليزان الرمكة وحد الشكالة وجدوية في 30 ديسمبر 1998 وقتل فيها 1280 مدنيا.
مجزرة سيدي حماد بمفتاح (ولاية البليدة) في 11 يناير 1998 وقتل فيها 103 مدنيا.
مجزرة قويد بواجة في 26 مارس 1998 وقتل فيها 52 مدنيا.
مجزرة تاجينا في 8 ديسمبر 1998 وقتل فيها 81 مدنيا.
مجزرةالكاليتوس في 12 ديسمبر وقتلت فيها عائلة من 14 مدنيا.
مجزرةالكاليتوس في 28 جوان وقتل فيها 22 مدنيا.
وكانت هذه المذابح التي استهدفت سكان هذه القرى لاتميز بين ذكر أو انثى أو بين طفل رضيع أو شيخ طاعن في السن وكانت طرق القتل في غاية الوحشية وكانت اصابع الاتهام موجهة إلى الجماعة الإسلامية المسلحة التي اعترفت بنفسها عن مسؤوليتها عن مذبحتي الرايس وبن طلحة [3], وكان التكفير هو المبرر الذي إستعمله الجماعة فكل جزائري لا يقاتل الحكومة كان في نظرهم كافرا [26]
وكان المبرر الآخر هو انضمام بعض ساكني تلك القرى إلى الميليشيات الموالية للحكومة. من جهة أخرى كانت هناك تقارير من منظمة العفو الدولية ومنظمة مراقبة حقوق الإنسان مفادها ان تلك المذابح وقعت على مبعدة مئات الأمتار من مقرات الجيش الجزائري والذي حسب التقارير لم يفعل شيئا لايقاف المذابح وكانت هناك إشاعات أن الجيش نفسه قام بعدد من هذه المذابح وانتشرت هذه الدعايات بعد هروب أفراد من الجيش ولجوئهم إلى دول أوروبية حيث صرح هؤلاء ان الجيش كان له يد في بعض المذابح[26][27]. وبدأت موجة من تبادل الاتهامات عن المسؤول عن هذه المذابح حيث بدأت الكثير من نظريات المؤامرة بالانتشار وكانت من أبرزها ان الحكومة استطاعت التغلغل في صفوف الجماعة الإسلامية المسلحة وان لها دورا في هذه المذابح وإلقاء مسؤوليتها على الجماعة [2========
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق