العقلاني محمد الغزالي كبد القطبيين=
أهم رموز تيار العصرانيين ومنظريه على اختلاف مستوياتهم . . .
ولا بد لمعرفة حقيقة هذا التيار الذي حمل لواء الاستعمار في هدم الشريعة وأصولها من ذكر نماذج منهم وإن كنا لا نساوي بينهم ولكننا نبين مستوياتهم المتفاوتة في الطرح وتشابههم في الأسلوب رغم اختلاف مقاصدهم ، لذا نقف على شيء من كلماتهم العرجاء العوجاء ، علماً أن ما سنذكره عنهم لا يعد زلة يتيمة لأحدهم اقتنصناها لندينه بها ولكنه منهج امتلأت كتبهم ومحاضرات بترديد مثله ونعوذ بالله أن نكون ممن يتصيد الزلات ليسقط بها من لا يستحق الإسقاط .
. . . الأزهري ! محمد الغزالي الذي نرى في كتاباته منهجاً عقلانياً ملفوفاً يتمثل في إعطاء العقل أكبر من منزلته ، فلا يكتفي أن يكون العقل مستنبطاً بل يجعله قابلاً راداً ومؤثراً وهذا هو منهج ( المعتزلة ) ، وهذا المنهج العقلاني منثور في تسويداته كلها ، وبخاصة الكتاب الظالم للعلم وأهله " السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث " ، الذي قرر فيه معتقده بقوله : (( إن العقائد أساسها اليقين الخالص الذي لا يتحمل أثاره من شك ، وعلى أي حال فإن الإسلام تقوم عقائده على المتواتر النقلي ، والثابت العقلي ، ولا عقيدة لدينا تقوم على خبر واحد أو تخمين فكر )) ، و يقول في مجلة الدوحة القطرية عدد 101 : (( ألا فلنعلم أن ما حكم العقل ببطلانه يستحيل أن يكون ديناً ، الدين الحق هو الإنسانية الصحيحة ، والإنسانية الصحيحة هي العقل الضابط للحقيقة المستنيرة بالعلم الضائق بالخرافة النافر من الأوهام ولا نزال نؤكد أن كل حكم يرفضه العقل ، وكل مسلك يأباه أمرؤ سوي وتقاومه الفطرة المستقيمة يستحيل أن يكون ديناً !! )) ، لذلك نرى الغزالي يرد بجرأة بالغة كثيراً من الأحاديث النبوية الصحيحة الثابتة لمجرد أنها لم ( تركب ) على عقله !! ، من ذلك حديث البكاء على الميت ، وحديث قصة ملك الموت وموسى ، وحديث صلاة المرأة في المسجد ، وحديث قطع الصلاة ، ويقول في كتابه " دستور الوحدة الثقافية .. " مشنعاً على أهل العلم من كشف ضلاله وأباطيله كعادته : (( إنكم تنطلقون كالزنابير الهائجة تلسعون هذا وذاك باسم الحديث النبوي والدفاع عن السنة ! ونحن نعرف أن آباءكم ! قتلوا علياً باسم الدفاع عن الوحدة الإسلامية ! وقتلوا عثمان باسم الدفاع عن النزهة الإسلامية ! وقتلوا عمر باسم الدفاع عن العدالة الإسلامية !! فيا أولاد الأفاعي إلى متى تتسترون بالإسلام ؟! لضرب الرجال الذين يعيشون له ! ويجاهدون لنصرته ! ولحساب من تكونون هذه الضغائن عليهم وتسعون جاهدين للإيقاع بهم وتحريش السلطات عليهم ؟ )) .(1)
ولا بد لمعرفة حقيقة هذا التيار الذي حمل لواء الاستعمار في هدم الشريعة وأصولها من ذكر نماذج منهم وإن كنا لا نساوي بينهم ولكننا نبين مستوياتهم المتفاوتة في الطرح وتشابههم في الأسلوب رغم اختلاف مقاصدهم ، لذا نقف على شيء من كلماتهم العرجاء العوجاء ، علماً أن ما سنذكره عنهم لا يعد زلة يتيمة لأحدهم اقتنصناها لندينه بها ولكنه منهج امتلأت كتبهم ومحاضرات بترديد مثله ونعوذ بالله أن نكون ممن يتصيد الزلات ليسقط بها من لا يستحق الإسقاط .
. . . الأزهري ! محمد الغزالي الذي نرى في كتاباته منهجاً عقلانياً ملفوفاً يتمثل في إعطاء العقل أكبر من منزلته ، فلا يكتفي أن يكون العقل مستنبطاً بل يجعله قابلاً راداً ومؤثراً وهذا هو منهج ( المعتزلة ) ، وهذا المنهج العقلاني منثور في تسويداته كلها ، وبخاصة الكتاب الظالم للعلم وأهله " السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث " ، الذي قرر فيه معتقده بقوله : (( إن العقائد أساسها اليقين الخالص الذي لا يتحمل أثاره من شك ، وعلى أي حال فإن الإسلام تقوم عقائده على المتواتر النقلي ، والثابت العقلي ، ولا عقيدة لدينا تقوم على خبر واحد أو تخمين فكر )) ، و يقول في مجلة الدوحة القطرية عدد 101 : (( ألا فلنعلم أن ما حكم العقل ببطلانه يستحيل أن يكون ديناً ، الدين الحق هو الإنسانية الصحيحة ، والإنسانية الصحيحة هي العقل الضابط للحقيقة المستنيرة بالعلم الضائق بالخرافة النافر من الأوهام ولا نزال نؤكد أن كل حكم يرفضه العقل ، وكل مسلك يأباه أمرؤ سوي وتقاومه الفطرة المستقيمة يستحيل أن يكون ديناً !! )) ، لذلك نرى الغزالي يرد بجرأة بالغة كثيراً من الأحاديث النبوية الصحيحة الثابتة لمجرد أنها لم ( تركب ) على عقله !! ، من ذلك حديث البكاء على الميت ، وحديث قصة ملك الموت وموسى ، وحديث صلاة المرأة في المسجد ، وحديث قطع الصلاة ، ويقول في كتابه " دستور الوحدة الثقافية .. " مشنعاً على أهل العلم من كشف ضلاله وأباطيله كعادته : (( إنكم تنطلقون كالزنابير الهائجة تلسعون هذا وذاك باسم الحديث النبوي والدفاع عن السنة ! ونحن نعرف أن آباءكم ! قتلوا علياً باسم الدفاع عن الوحدة الإسلامية ! وقتلوا عثمان باسم الدفاع عن النزهة الإسلامية ! وقتلوا عمر باسم الدفاع عن العدالة الإسلامية !! فيا أولاد الأفاعي إلى متى تتسترون بالإسلام ؟! لضرب الرجال الذين يعيشون له ! ويجاهدون لنصرته ! ولحساب من تكونون هذه الضغائن عليهم وتسعون جاهدين للإيقاع بهم وتحريش السلطات عليهم ؟ )) .(1)
* * *
(( قد يقول القائل محمد الغزالي من حُطّاب الليل ؟! ، محمد الغزالي لو كان في عصر الإمام أحمد لـحَكَمَ عليه بالزندقة ، الإمام أحمد قيل له كما في مقدمة " معرفة علوم الحديث " قيل له : إن أبي قتيلة يسخر من المحدثين ، فقام الإمام أحمد ينفض ثيابه ويقول : " هذا زنديق ، هذا زنديق ، هذا زنديق " ، ما ظنك بمن يسخر من حديث رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - فهذا لو كان في زمان الإمام أحمد لـحُكِمَ عليه بالزندقة ، وإنني أحمَدُ الله سبحانه وتعالى فقد قام أهل السنة بِحَملة عليه وأصبح مسكين ، أصبح مسكين ماذا .. يدافع عن نفسه ويتقهقه .. ، ما قلت كذا وكذا .. أنا ما قلت .. ، وهكذا بعدما كان يضحك على الناس يأتي بالكلمة ويضحك بعدها على طلبة العلم المصريين الأفاضل الذين يتمسكون بالسنة ، فالحمد لله كُتبٌ قيِّمَة رُدَّت رأيت كتاباً لأخينا في الله سليمان العودة ، وآخر أيضا لصالح بن عبد العزيز آل الشيخ ، وأُخبِرت أن الأخ ربيع بن هادي أخرج كتابا في الرد عليه2 ، احترق ، المهم احترق محمد الغزالي ، ما يهمني أنه ألف كتاب " السنة بين أهل الفقه وأهل الحديث " ، كنت وحدي أتصارع معه ، كنت وحدي أتصارع معه من أجل ماذا ؟! .. من أجل " هموم داعية " ، و" دستور الوحدة الثقافية " فلما أخرج هذا الكتاب قام من هو خير منّي وأقدر على دين الله منّي ...
ثم بعد ذلك نسمع جهلة الإخوان المسلمين .. ، زارني بعضهم إلى هاهنا وقالوا لي ينبغي أن يُطعَن في الآراء المخالفة لا يُطعن في الرجل لأنه داعٍ إلى الله كبير ، قلت لهم ينبغي أن يُطعن في الرجل لأن كتبه قد أصبحت كالجرائد ، فنحن نطعن في كتاب ، ما ندري وقد أخرج كتاباً آخر(3) ، والله المستعان .
المهم يا إخوان .. ، الإخوان المسلمون لا نزكيهم في شيء ، إذا قالوا فلان بعثي ، أو شيوعي ، أو ناصري ، أو فاضل علامة يحفظ صحيح البخاري .. ، بعض الأوقات يُقّدِمُون رجلا يَمنيًا أمام الناس ما شاء الله هذا يحفظ صحيح البخاري ويحفظ الأمهات الستة .. ، يا إخواننا كلام فارغ ، كلام فارغ عند الإخوان المسلمين ، سقطتم .. سقطتم أيها الإخوان المسلمون ، سقطتم نعم .. ، وسقطت أفكاركم وسقط أيضا أتباعكم ، سقطتم ما دمتم تدافعون عن أصحاب الباطل ، رب العزة يقول في كتابه الكريم : { ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم } أنتم دعاة إلى الله أم أنتم دعاة إلى الكراسي ؟!! ، إن كنتم دعاة إلى الله لا تجادلوا عن صاحب باطل ، إنكم إذا جادلتم عن صاحب باطل ستكنون شركاء ، والله المستعان )) .
* * *
ثم بعد ذلك نسمع جهلة الإخوان المسلمين .. ، زارني بعضهم إلى هاهنا وقالوا لي ينبغي أن يُطعَن في الآراء المخالفة لا يُطعن في الرجل لأنه داعٍ إلى الله كبير ، قلت لهم ينبغي أن يُطعن في الرجل لأن كتبه قد أصبحت كالجرائد ، فنحن نطعن في كتاب ، ما ندري وقد أخرج كتاباً آخر(3) ، والله المستعان .
المهم يا إخوان .. ، الإخوان المسلمون لا نزكيهم في شيء ، إذا قالوا فلان بعثي ، أو شيوعي ، أو ناصري ، أو فاضل علامة يحفظ صحيح البخاري .. ، بعض الأوقات يُقّدِمُون رجلا يَمنيًا أمام الناس ما شاء الله هذا يحفظ صحيح البخاري ويحفظ الأمهات الستة .. ، يا إخواننا كلام فارغ ، كلام فارغ عند الإخوان المسلمين ، سقطتم .. سقطتم أيها الإخوان المسلمون ، سقطتم نعم .. ، وسقطت أفكاركم وسقط أيضا أتباعكم ، سقطتم ما دمتم تدافعون عن أصحاب الباطل ، رب العزة يقول في كتابه الكريم : { ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم } أنتم دعاة إلى الله أم أنتم دعاة إلى الكراسي ؟!! ، إن كنتم دعاة إلى الله لا تجادلوا عن صاحب باطل ، إنكم إذا جادلتم عن صاحب باطل ستكنون شركاء ، والله المستعان )) .
* * *
====
) .
)) .(5)
)) .(5)
الفتـوى الثانية :
س : (( لقد ذكرتم بدع سيّد قطب في المحاضرة ، فماذا بشأن الغزالي والقرضاوي ؟ ، حيث أنهم يُمَجَّدون من قِبل شبابنا ، فنرجوا توضيح أمرهم ؟ )) .
ج : (( الغزالي هو من زمان يطعن في أهل السنّة ، من سنوات طويلة يطعن فيهم ، ويطعن في أهل الحديث ، كنا ننتظر من الناس يردون عليه ، ما أحد رد عليه ، أخيرا طغى وبغى وغـلى وغلى ، طَلَّعَ كتاب كله طعن في الحديث وأهله ، حيث العلمانيين ما تحملوا راحوا يردون عليه ، رددت عليه ، وردّ عليه سلمان العودة ، وردّ عليه عائض القرني ، وردّ عليه -أحدٌ- علماني ، كل النّاس ردّوا عليه ، لأنه تجاوز الحدود ، نسأل الله .. ، فاسد .. ، والله ناس علمانيين ردّوا عليه ما تحملوا خبثه وعدوانه على الحديث وأهله ، فقيَّد الله المسلمين وغير المسلمين للرد على هذا المبتدع الضال ، والقرضاوي الآن يسلك مسلك الغزالي إلا أنه أمكر منه )) .(==لقد سار على هذا المنوال من التجاهل لعلمذوي الاختصاص صاحبه الكاتب الشهير الشيخ محمد الغزالي المصري في كتابه الأخير:السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديثتجلى فيه ما كان يبدو منه أحيانا في بعضكتبه ومقالاته التي يبثها هنا وهناك من الانحراف عن الكتاب والسنة وفقه الأئمةأيضا خلافا لما يوهم قراءه بمثل قوله في مقدمة كتابه المذكور ص 11:
"وأؤكد أولا وأخيرا أنني مع القافلةالكبرى للإسلام هذه القافلة التي يحدوها الخلفاء الراشدون والأئمة المتبوعونوالعلماء الموثوقون خلفا بعد سلف ولاحقا يدعو لسابق".
وهذا كلام جميل ولكن أجمل منه العمل بهوجعله منهج حياة ولكن مع الأسف الشديد هو من الكلام الذي يقال في مثله: اقرأ تفرحجرب تحزن إذ أن الرجل قد انكشف مذهبه أخيرا بصورة جلية جدا أنه ليس مع القافلةالكبرى.. إلخ بل ولا مع الصغرى.
وإنما هو مع أولئك العقلانيين الشذذ الذينلا مذهب لهم إلا اتباع ما تزينه لهم عقولهم فيأخذون من كل مذهب ما يحلو لهم مما شذوند وقد قال بعض السلف: من حمل شاذ العلم حمل شرا كبيرا1 ومع ذلك فهو يحشر نفسه في زمرة الفقهاء الذين يستدركون على المحدثينشذوذا أو علة خفيت عليهم والحقيقة أن الرجل لا علم عنده بالحديث ولا بالفقهالمستنبط منه وإنما هي العشوائية العمياء المخالفة لما عليه علماء المسلمين منالمحدثين والفقهاء في أصولهم وفروعهم، فهو إذا صادم رأيه حديث صحيح نسفه بدعوىباطلة من دعاويه الكثيرة فيقول مثلا: ضعفه فلان وهو يعلم أن غيره ممن هو أعلم منهأو أكثر عددا صححه كما هو موقفه من حديث البخاري الآتي في المعازف وتارة يردهبدعوى أنه حديث آحاد وهو يعلم أيضا أن خبر الآحاد حجة في الفقهيات والعملياتبالاتفاق وإذا لم يستطع رفضه لسبب أو آخر رد العمل به بقوله: ليس قطعي الدلالة وهويعلم أيضا أنه لا يشترط ذلك عند العلماء وإنما يكفي فيها الظن الراجح عندهم وإلاقلبنا عليه دعواه ورددنا عليه كل مخالفاته لأنها لم تبن يقينا على دليل قطعيالثبوت قطعي الدلالة وإلا لم يكن هناك خلاف وإن كان الحديث في العمليات والغيبياترده بقوله: لا يتصل بعقيدة ولا يرتبط به عمل أو قد يختلق له معنى من فكره هو فينفسه باطل فيلصقه بالحديث وهو منه بريء وأما كلام العلماء في الدفاع عن الحديثوتفسيره بعلم فهو يستعلي عليه ويرفضه طاعنا فيهم بما هو أهل له وأولى به كمثل قولهص 29:
"نقول نحن: هذا الدفاع كله خفيف الوزنوهو دفاع تافه لا يساغ".
يعارض به العلماء وهم شراح الحديث المازريوالقاضي عياض والنووي الذي عنه نقل الكلام المشار إليه ولكنه دلس على القراء فإنهابتدأ المنقول
بقوله: قال المازري.... وجاء في آخر المنقول: واختاره المازري والقاضي عياض.
وهذا من تمام الكلام المنقول. وإنما نقله عنشرح النووي لمسلم والنووي هو الذي قال: قال المازري.. إلخ.
فكان عليه أن يعزوه إليه ولكنه لم يفعل لأنهيعلم منزلة الإمام النووي وشهرته عند المسلمين فلم ير من سياسته أن ينبه أيضا إلىتفاهته.
تلك بعض مواقفه المذبذبة تجاه الأحاديثالصحيحة المرفوضة عنده.
أما إذا كان الحديث ضعيفا أو لا أصل له فهويجعله صحيحا قويا مسندا بعقله المشرع يبطل به ما صح في الشرع فيقول ردا على منضعفه أو قد يضعفه:
لكن معناه متفق مع آية من كتاب الله أو أثرمن سنة صحيحة.
انظر كلمته في مقدمة كتابه فقه السيرة حولتخريجي لأحاديثه تحت عنوان حول أحاديث الكتاب تجد تحته تصريحه بأنه يصحح الحديثالضعيف عند المحدثين ويضعف الصحيح عندهم بناء على ماذا؟ أعلى الشروط المعروفة عندعلماء الحديث وحكاها هو في أول كتابه السنة ص 14- 15، ذرا للرماد في العيون؟ كلافهو في قرارة نفسه لا يؤمن بها والله أعلم ولئن آمن بها فهو لا يحسن تحقيقها وإنمااعتماده مجرد رأيه وزعمه أن معناه صحيح ولا يشعر المسكين بمبلغ الضلال الذي وقعفيه بسبب
إعجابه برأيه واستخفافه بعلم الحديث وبأهله2أنه ألحق نفسه بتلك الطائفة من الكذابين والوضاعين الذين كانوا كلما رأوا حكمة أوكلاما حسنا جعلوه حديثا نبويا فلما ذكروا بقوله صلى الله عليه وسلم: "من كذبعلي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار" قالوا: نحن لا نكذب عليه وإنما نكذب لهذلك هو موقف كل {مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَىعِلْمٍ} .. الآية. بل هو قد يزيد عليهم فيبطل بمثله حكما شرعيا ثابتا بالأحاديثالصحيحة وأعني بذلك قوله ص 18:
وقاعدة التعامل مع مخالفينا في الدين3ومشاركينا في المجتمع أن لهم ما لنا وعليهم ما علينا فكيف دم قتيلهم؟.
أقول فيه من المخالفات للشرع والعلم مايأتي:
أولا: قوله: لهم ما لنا وعليهم ما علينايشير إلى حديث ذكره بعض فقهاء الحنفية ممن لا علم عندهم بالحديث وأن النبي صلىالله عليه وسلم قاله في أهل الذمة وهو حديث لا أصل له في شيء من كتب السنة كماأشار إلى ذلك الحافظ الزيلعي الحنفي فينصب الراية وهومخرج في المجلد الخامس من سلسلة الأحاديث الضعيفة برقم 2176، وهو تحت الطبع.
ثانيا: هذه الجملة التي صيروها حديثا مستقلاهي في الحقيقة قطعة من حديث صحيح ورد فيمن أسلم من المشركين فهم الذين قال فيهمالنبي صلى الله عليه وسلم: "لهم ما لنا وعليهم ما علينا" هكذا هو في سننالترمذي وغيره من حديث سلمان رضي الله عنه وفي صحيح مسلم وأبي عوانة وابن حبانوابن الجارود من حديث بريدة بن الحصيب رضي الله عنه وهما مخرجان في الإرواء ص1247، وصحيح أبي داود 2351 2352،.
فأبطل الغزالي هذا الحديث الصحيح برأيه الفجوجهله الفاضح بالسنة متوكئا على الحديث الذي لا أصل له تالله إنه لو لم يكن فيكتابه إلا هذه المخالفة بل الطامة لكان كافيا لإهباط قيمة كتابه وإسقاط مؤلفه منزمرة الفقهاء أما الكتابة فهي له أما العلم والفقه فله رجال فكيف وهناك عشرات بلمئات الطامات التي تولى بيان بعضها إخواننا الأساتذة والمشايخ الذين ردوا عليهجزاهم الله خيرا.
ومنها:
ثالثا: لقد أشار بقوله: فكيف بهدر دمقتيلهم؟ إلى إنكاره لقوله صلى الله عليه وسلم: "لا يقتل مسلم بكافر" وهوصحيح أيضا رواه البخاري وغيره عن علي والترمذي وغيره عن ابن عمرو وغيرهما وهو مخرجفي الإرواء 2208/ 2209، وبه أخذ جمهور العلماء ومنهم ابن حزم في المحلى الذي قلدهفيما أخطأ وفي إبطاله لحديث المعازف ولم يقلده هنا وقد أصاب فاعتبروا يا أوليالألباب.
وأما الحديث الذي يذكره بعض الكتابالمعاصرين كالمودودي رحمه الله تقليدا لمذهبه الحنفي أن النبي صلى الله عليه وسلمقتل مسلما بذمي فهو منكر لا يصح كما قال بعض الأئمة وقد تكلمت عليه في سلسلةالأحاديث الضعيفة برقم 460 مفصلا.
ثم إنني لأتساءل أنا وكل ذي لب منصف: لمأهدر الشيخ الغزالي العمل بهذا الحديث الصحيح وهو موافق لعموم قوله تعالى: أفنجعلالمسلمين كالمجرمين. ما لكم كيف تحكمون؟ وإن كان قد سيق في غير هذا السياق فإنالغزالي نهم في التمسك بعموم القرآن ولو كان مخصصا بالأحاديث النبوية والأمثلة علىذلك كثيرة منها ما تقدم قريبا من إنكاره على كافة العلماء محدثين وفقهاء جعلهم ديةالمرأة على النصف من دية الرجل ونسبهم إلى مخالفتهم لظاهر الكتاب يعني قوله تعالى:{النَّفْسَ بِالنَّفْسِ} .
رابعا: تأمل معي أيها القارئ الكريم تلطفالشيخ الغزالي مع أعداء الله: اليهود والنصارى بقوله: مخالفينا في الدين وقد يقولفيهم أحيانا: إخواننا وقابل ذلك بمواقفه العديدة تجاه إخوانه في الدين كيف يشتدعلى علمائهم الأموات منهم والأحياء وبخاصة طلاب العلم منهم وقد مرت بك قريبا بعضالأمثلة مما قاله في أهل الحديث وشراحه فيا ترى أذلك مما أودعه في كتابه خلقالمسلم؟ أم هو مخالفة صريحة لمثل قوله تعالى: أذلة على المؤمنين أعزة علىالكافرين؟ وقوله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ كَبُرَمَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ} ؟
تلك نماذج قليلة من مواقف للشيخ الغزاليكثيرة تجاه الأحاديث النبوية الصحيحة والأحاديث الضعيفة يأخذ منها ما يشاء ويرفضمنها ما خالف هواه دون أن يستند في ذلك على قاعدة تذكر عند أحد من العلماء بل هيالعشوائية العمياء كما تقدم.
ذكرت ذلك ليتبين القراء طريقته في رفضهللأحاديث الصحيحة عند أهل الاختصاص من العلماء فلا هو منهم علما حتى يستطيع معرفةالصحيح من الضعيف انطلاقا من قواعدهم وكتابه فقه السيرة بتخريجي إياه وما تقدم منالأمثلة دليل قاطع على ذلك ولا هو معهم كما قال الله تعالى: {وَكُونُوا مَعَالصَّادِقِينَ} وقال: {فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ}ومقدمته لتخريجي المشار إليه وما سبق من الأمثلة أيضا يؤكد كل ذلك فمن لم يكن من أولئكالعلماء ولا هو معهم فالأحرى به أن يكون لسان حاله - على الأقل - كما قال ذلكالشاعر الجاهلي:
وهل أنا إلا من غزية إن غوت ... غويت وإن ترشد غزية أرشد
وختام ذلك موقفه من حديث البخاري في المعازفوأسلوبه في تضعيفه إياه فهذا وحده يكفي للدلالة على أنه لا ينطلق في نقده للأحاديثإلا من الهوى والظن الأعمى فقد قال: ص 66 - 67، لأحد علماء الخليج وهو يناقشه فيليلة النصف من شعبان: "أظن الأحاديث التي وردت في ليلة النصف أقوى منالأحاديث التي وردت في تحريم الغناء".
وظنه هذا كاف لإدانته بالجهل وإلقاء الكلامعلى عواهنه مما يذكرني بقوله تعالى في الكفار الشاكين في البعث: {مَا نَدْرِي مَاالسَّاعَةُ إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنَّاً وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ} فإنأحاديث ليلة النصف إن كان المقصود منها ما يتعلق بالأمر بقيام ليلها وصيام نهارها- كما هو الظاهر من مناقشته لذلك العالم - فهو حديث واحد لا يوجد سواه وإسنادهضعيف جدا - بل هو موضوع في نقدي - كما هو مبين في المجلد الخامس من سلسلة الأحاديثالضعيفة برقم 2132، يسر الله طبعه. وإن كان المقصود حديث المغفرة لجميع الخلق إلامن استثني فيه فهو حديث واحد أيضا جاء من طرق عن جمع من الصحابة وبألفاظ مختلفة لايسلم طريق منها من علة ولذلك ضعفها أكثر العلماء كما قال ابن رجب وصحح أحدها ابنحبان وفيه انقطاع فمن الممكن تصحيحه أو تحسينه على الأقل لتلك الطرق ومن أجلهاخرجته في السلسلة الصحيحة 1144 وجعلته من حصة كتابي الجديد صحيح موارد الظمآن ... / 1980، وهو تحت الطبع فأين هذا من أحاديث تحريم الغناءوالموسيقى وكثرتها وصحة أسانيد الكثير منها مع اتفاق ألفاظها على تحريمها كما يأتيبيانه؟ فأين هذه الأحاديث من تلك أيها المتهوك ومعذرة من الكاتب الأديب مع غيرإخوانه المسلمين فهذا الوصف مع كونه بحق فهو أقل بكثير مما شتمت به سلفنا وعلماءناوطلاب السنة العاملين بها بحيث لو أراد أحدهم أن يرد إليك بضاعتك هذه لما استطاعإلا أن يكون سليط اللسان كاتبا مثلك!
ثم ذكر الغزالي رد العالم الخليجي عليه فقالعنه: فأجاب مستنكرا: هذا غيرصحيح! إن تحريم الغناء وآلاته ثابت في السنة النبوية.
قلت: وهذا حق لا يزيغ عنه إلا هالك.
ثم قال الغزالي:
"قلت له: تعال نقرأ سويا ما قاله ابنحزم في ذلك الموضوع ثم انظر ماذا تفعل.. قال ابن حزم ... "
كذا قال ولم يذكر ما جرى فيما بعد بينهماولعل ذلك العالم أفهمه بأن هذا ليس من أساليب العلماء وإنما هو أسلوب الجهلةالمقلدين الذين يحتجون بأقوال العلماء ولو كانت مخالفة للكتاب والسنة وإنما العالمالذي يقرع الحجة بالحجة فإذا رضيت لنفسك الاحتجاج بابن حزم فماذا تقول في علماءالإسلام من المحدثين والفقهاء الذين ردوا على ابن حزم تضعيفه لحديث البخاري وغيرهكابن الصلاح والنووي وابن تيمية وابن القيم وغيرهم كما يأتي؟ لو قيل له هذا لأبىواستكبر وقال: عنزة ولو طارت.
والمقصود الآن بيان ما في نقل الرجل عن ابنحزم لقد سود ثلاث صفحات ساق فيها عشرة أحاديث آخرها حديث البخاري الذي أعله ابنحزم بعلتين: الانقطاع وتردد الراوي في اسم الصحابي كما سيأتي فلم يذكر هذه وذكرمكانها قوله:
"ومعلقات البخاري يؤخذ بها لأنها فيالغالب متصلة الأسانيد لكن ابن حزم يقول: إن السند هنا منقطع لم يتصل ما بينالبخاري وصدقة بن خالد راوي الحديث".
وليس غرضي الآن الرد على ابن حزم فهو إسنادمتصل والرد عليه آت وإنما بيان جهل هذا الناقل عن ابن حزم فأقول:
أولا: قوله: "ومعلقات البخاري يؤخذ بها...
فيه خطأ وتدليس:
أما الخطأ فلأن الأخذ ليس على إطلاقه في علمالمصطلح الذي لا قيمة له عنده مطلقا إلا إذا وافق الرأي أو الهوى وإنما ذلك إذاكان التعليق بصيغة الجزم مثل روى وعن وقال كما في هذا الحديث وبتفصيل يذكر في محلهمن هذه الرسالة إن شاء الله ص 39 /40، و 82 /85، من الفصل الثالث.
وأما التدليس فهو قوله: يؤخذ بها بالبناءللمجهول أي عند غيره وأما هو فلم يقل: نأخذ بها لأنه قد لا يأخذ بها كما فعل هناوكيف لا وهو كثيرا ما لا يقبل ما رواه البخاري موصولا ولو كان معه مسلم وبقيةالستة بل الستين من الأئمة وقد مضت بعض الأمثلة.
ثانيا: هو يجهل أن هشام بن عمار من شيوخالبخاري فقوله: قال هشام بن عمار ... ليس تعليقا بل هو متصل لأنه لا فرق بالنسبة للبخاري بين قوله: قال هشامأو: حدثني هشام كما سيأتي بيانه في الفصل الثالث المشار إليه آنفا وبكلام قوي لابنحزم نفسه أيضا.
ثالثا: لم ينتبه وهو اللائق به لخطأ ابن حزمفي قوله: لم يتصل ما بين البخاري وصدقة فإن الانقطاع المزعوم إنما هو بين البخاريوهشام فإن هشامابين البخاري وصدقة كما سيرى القراء ذلك جليا في سنده الآتي ص 39.
رابعا: ومن باب أولى أن لا يتنبه لغلو ابنحزم وشدته في رد ما لا يعلم من حديث نبيه صلى الله عليه وسلم ولا غرابة في ذلك فإنالطيور على أشكالها تقع فله النصيب الأوفى مما قيل فيه: لسان ابن حزم وسيف الحجاجشقيقان أعني ما قاله ابن حزم في الحديث الثامن الذي نقله الغزالي عنه: نهى رسولالله صلى الله عليه وسلم عن صوتين ملعونين: صوت نائحة وصوت مغنية. فقال فيه ابنحزم: "لا ندري له طريقا وهذا لا شيء".
وفي نقل الغزالي عنه ص 69: وسنده لا شيء.
فقول ابن حزم: وهذا لا شيء من تشدده وتنطعهفإن العلماء يقولون فيما لم يجدوا له طريقا أو إسنادا: لا نعلم له أصلا أو معالمبالغة: ليس له أصل كما يقول بعض الحفاظ المتقدمين كالعقيلي والأول هو الصوابوبخاصة لمن لم يكن من حفاظ الحديث والمتخصصين فيه كابن حزم ذلك هو الواجب فيأمثاله ومقلديه كالغزالي خشية أن يقعوا في تكذيب حديث قاله رسول الله صلى اللهعليه وسلم فإنه لا يقل إثما عن الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد قالتعالى في المشركين: {بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ} فإن الحديثالمذكور له إسنادان من حديث عبد الرحمن ابن عوف وأنس بن مالك أخرجهما جمع منالحفاظ المشهورين كما يأتي في محله من الرسالة منهم الطيالسي والبزار وهما منالحفاظ المعروفين عند ابن حزم وممن أشاد هو بمسنديهما كما نقله عنه الحافظ الذهبي في السير18 / 202، والحديث في الترغيب وغيره كما يأتي فلم لم يرجع الغزالي إليه لا أريد أنأقول: إنه كالنعامة مع الصياد.
خامسا: لم يرو الغزالي غليله في رد الحديثبقول ابن حزم المتقدم: وهذا لا شيء بل حرفه فقال: وسنده لا شيء كما تقدم.
وهذا من بالغ جهله بهذا العلم أو شدة غفلتهلسيطرة الهوى عليه وقديما قيل: حبك الشيء يعمي ويصم ذلك لأن هذا القول المحرف لايلتئم مع قول ابن حزم: لا ندري له طريقا إذ لا يصح في عقل إنسان أن يجمع بين هذاالنفي المطلق للطريق وهو السند وبين إسناده للسند ولو مع الإشارة لضعفه بقوله:وسنده لا شيء وذلك في مكان واحد فاعرف نفسك أيها الشيخ تعرف ربك وتأدب بتأديب رسولالله صلى الله عليه وسلم: " ليس منا من لم يجل كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرفلعالمنا حقه". التعليق الرغيب 1 / 66،.
فاعرف أيها الشيخ وأنت على حافة قبرك قدرعلماء الحديث والسنة وفقهاء هذه الأمة ولا تشذ عنهم قيد شعرة مغترا بجدلك وقلمكوكتابتك ونبينا صلوات الله وسلامه عليه يقول: "إن أبغض الرجال إلى الله الألدالخصم". متفق عليه. وأنت تعلم يقينا أن الحياة المادية بله الحياة الدينية لاتستقيم في مجتمع إذا لم يعتمد أفراده في كل علم على ذوي الاختصاص منهم ولا حاجةلضرب الأمثلة على ذلك فالأمر بدهي جدا فلا يرجع مثلا من كان يريد معرفة صحة حديث أوفقهه إلى كاتب أو داعية إسلامي لا يدري ما الحديث وما الفقه ولا يدري أصولهماولا المصادر التي يجب الرجوع إليها أو يدري ولا يتمكن من ذلك لسبب أو آخر كما قيل:
وإذا لم تر القمر بازغا ... فسلم لأناس رأوه بالأبصار
فلا أنت منهم وما أظن يبلغ بك الكبر أوالمكابرة أن تنكر ذلك ولا أنت سلمت لهم بل نصبت نفسك للرد عليهم مع الاستهزاءبأقوالهم والسخرية بهم كأنك لم تعلم أو علمت ولم تؤمن بمثل قوله صلى الله عليهوسلم: "الكبر بطر الحق وغمص الناس" الصحيحة 134، و 1626،. وقوله: "ثلاث مهلكات: "شح مطاع وهوى متبع وإعجاب المرء بنفسه". الصحيحة 1802،.وقوله: "لو لم تكونوا تذنبون خشيت عليكم أكثر من ذلك: العجب". الصحيحة658،. فاخش ما خشي عليك رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلا كنت من الهالكين.
هذه نصيحة أوجهها إليك والدين النصيحة وأنتعلى حافة قبرك مثلي وإلى كل من سلك سبيلك في الخروج على المحدثين والفقهاء وماأكثرهم في هذا الزمان كذاك السقاف وظله المدعو حسان عبد المنان الذي اشتط في تتبعالأحاديث الصحيحة وتضعيفها مخالفا لحفاظ الحديث ونقادها متظاهرا أنه مجتهد في ذلكغير مقلد مموها على القراء بأمور مخالفة للواقع وقد تيسر لي الرد عليه في بعض ماضعف وبينت أنه متسلق على هذا العلم يريد البروز والظهور ويصدق عليه قول الحافظ الذهبي: "وكيف يطيرولما يريش" ومن تلك الأحاديث حديث البخاري هذا وقد تفنن في تضعيفه وجاء بمالم تأت به الأوائل حتى ولا ابن حزم وقد بينت جهله في ذلك وإنكاره وقلبه للحقائقمفصلا في الاستدراكات آخر المجلد الأول من الطبعة الجديدة من سلسلة الأحاديثالصحيحة ولعله ييسر لي ذكر شيء من ذلك في رسالتي هذه أثناء تبييضها إن شاء اللهتعالى.
فيا أيها الشيخ لعل هذا المعتدي علىالأحاديث الصحيحة وأمثاله هم ثمرة من ثمارك المرة في تهجمك على السنة الصحيحةوأئمتها وعدم الاعتداد بأقوالهم تصحيحا وتضعيفا4 حتى انتشرت الفوضى العلمية وضربتأطنابها بين صفوف الأمة وشبابها وصار الواحد منهم يصحح ويضعف حسبما يشتهي ويهوىفتب إلى الله تبارك وتعالى من هذه السنة السيئة وأمثالها وإلا كان عليك وزرها ووزرمن اتبعك عليها وسله تعالى حسن الخاتمة فقد قال صلى الله عليه وسلم:
"إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة فيمايبدو للناس وهو من أهل النار وإن الرجل ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس وهومن أهل الجنة" ["وإنما الأعمال بالخواتيم"]
متفق عليه والزيادة للبخاري. ظلال الجنة 1 /96 97،.
س : (( لقد ذكرتم بدع سيّد قطب في المحاضرة ، فماذا بشأن الغزالي والقرضاوي ؟ ، حيث أنهم يُمَجَّدون من قِبل شبابنا ، فنرجوا توضيح أمرهم ؟ )) .
ج : (( الغزالي هو من زمان يطعن في أهل السنّة ، من سنوات طويلة يطعن فيهم ، ويطعن في أهل الحديث ، كنا ننتظر من الناس يردون عليه ، ما أحد رد عليه ، أخيرا طغى وبغى وغـلى وغلى ، طَلَّعَ كتاب كله طعن في الحديث وأهله ، حيث العلمانيين ما تحملوا راحوا يردون عليه ، رددت عليه ، وردّ عليه سلمان العودة ، وردّ عليه عائض القرني ، وردّ عليه -أحدٌ- علماني ، كل النّاس ردّوا عليه ، لأنه تجاوز الحدود ، نسأل الله .. ، فاسد .. ، والله ناس علمانيين ردّوا عليه ما تحملوا خبثه وعدوانه على الحديث وأهله ، فقيَّد الله المسلمين وغير المسلمين للرد على هذا المبتدع الضال ، والقرضاوي الآن يسلك مسلك الغزالي إلا أنه أمكر منه )) .(==لقد سار على هذا المنوال من التجاهل لعلمذوي الاختصاص صاحبه الكاتب الشهير الشيخ محمد الغزالي المصري في كتابه الأخير:السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديثتجلى فيه ما كان يبدو منه أحيانا في بعضكتبه ومقالاته التي يبثها هنا وهناك من الانحراف عن الكتاب والسنة وفقه الأئمةأيضا خلافا لما يوهم قراءه بمثل قوله في مقدمة كتابه المذكور ص 11:
"وأؤكد أولا وأخيرا أنني مع القافلةالكبرى للإسلام هذه القافلة التي يحدوها الخلفاء الراشدون والأئمة المتبوعونوالعلماء الموثوقون خلفا بعد سلف ولاحقا يدعو لسابق".
وهذا كلام جميل ولكن أجمل منه العمل بهوجعله منهج حياة ولكن مع الأسف الشديد هو من الكلام الذي يقال في مثله: اقرأ تفرحجرب تحزن إذ أن الرجل قد انكشف مذهبه أخيرا بصورة جلية جدا أنه ليس مع القافلةالكبرى.. إلخ بل ولا مع الصغرى.
وإنما هو مع أولئك العقلانيين الشذذ الذينلا مذهب لهم إلا اتباع ما تزينه لهم عقولهم فيأخذون من كل مذهب ما يحلو لهم مما شذوند وقد قال بعض السلف: من حمل شاذ العلم حمل شرا كبيرا1 ومع ذلك فهو يحشر نفسه في زمرة الفقهاء الذين يستدركون على المحدثينشذوذا أو علة خفيت عليهم والحقيقة أن الرجل لا علم عنده بالحديث ولا بالفقهالمستنبط منه وإنما هي العشوائية العمياء المخالفة لما عليه علماء المسلمين منالمحدثين والفقهاء في أصولهم وفروعهم، فهو إذا صادم رأيه حديث صحيح نسفه بدعوىباطلة من دعاويه الكثيرة فيقول مثلا: ضعفه فلان وهو يعلم أن غيره ممن هو أعلم منهأو أكثر عددا صححه كما هو موقفه من حديث البخاري الآتي في المعازف وتارة يردهبدعوى أنه حديث آحاد وهو يعلم أيضا أن خبر الآحاد حجة في الفقهيات والعملياتبالاتفاق وإذا لم يستطع رفضه لسبب أو آخر رد العمل به بقوله: ليس قطعي الدلالة وهويعلم أيضا أنه لا يشترط ذلك عند العلماء وإنما يكفي فيها الظن الراجح عندهم وإلاقلبنا عليه دعواه ورددنا عليه كل مخالفاته لأنها لم تبن يقينا على دليل قطعيالثبوت قطعي الدلالة وإلا لم يكن هناك خلاف وإن كان الحديث في العمليات والغيبياترده بقوله: لا يتصل بعقيدة ولا يرتبط به عمل أو قد يختلق له معنى من فكره هو فينفسه باطل فيلصقه بالحديث وهو منه بريء وأما كلام العلماء في الدفاع عن الحديثوتفسيره بعلم فهو يستعلي عليه ويرفضه طاعنا فيهم بما هو أهل له وأولى به كمثل قولهص 29:
"نقول نحن: هذا الدفاع كله خفيف الوزنوهو دفاع تافه لا يساغ".
يعارض به العلماء وهم شراح الحديث المازريوالقاضي عياض والنووي الذي عنه نقل الكلام المشار إليه ولكنه دلس على القراء فإنهابتدأ المنقول
بقوله: قال المازري.... وجاء في آخر المنقول: واختاره المازري والقاضي عياض.
وهذا من تمام الكلام المنقول. وإنما نقله عنشرح النووي لمسلم والنووي هو الذي قال: قال المازري.. إلخ.
فكان عليه أن يعزوه إليه ولكنه لم يفعل لأنهيعلم منزلة الإمام النووي وشهرته عند المسلمين فلم ير من سياسته أن ينبه أيضا إلىتفاهته.
تلك بعض مواقفه المذبذبة تجاه الأحاديثالصحيحة المرفوضة عنده.
أما إذا كان الحديث ضعيفا أو لا أصل له فهويجعله صحيحا قويا مسندا بعقله المشرع يبطل به ما صح في الشرع فيقول ردا على منضعفه أو قد يضعفه:
لكن معناه متفق مع آية من كتاب الله أو أثرمن سنة صحيحة.
انظر كلمته في مقدمة كتابه فقه السيرة حولتخريجي لأحاديثه تحت عنوان حول أحاديث الكتاب تجد تحته تصريحه بأنه يصحح الحديثالضعيف عند المحدثين ويضعف الصحيح عندهم بناء على ماذا؟ أعلى الشروط المعروفة عندعلماء الحديث وحكاها هو في أول كتابه السنة ص 14- 15، ذرا للرماد في العيون؟ كلافهو في قرارة نفسه لا يؤمن بها والله أعلم ولئن آمن بها فهو لا يحسن تحقيقها وإنمااعتماده مجرد رأيه وزعمه أن معناه صحيح ولا يشعر المسكين بمبلغ الضلال الذي وقعفيه بسبب
إعجابه برأيه واستخفافه بعلم الحديث وبأهله2أنه ألحق نفسه بتلك الطائفة من الكذابين والوضاعين الذين كانوا كلما رأوا حكمة أوكلاما حسنا جعلوه حديثا نبويا فلما ذكروا بقوله صلى الله عليه وسلم: "من كذبعلي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار" قالوا: نحن لا نكذب عليه وإنما نكذب لهذلك هو موقف كل {مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَىعِلْمٍ} .. الآية. بل هو قد يزيد عليهم فيبطل بمثله حكما شرعيا ثابتا بالأحاديثالصحيحة وأعني بذلك قوله ص 18:
وقاعدة التعامل مع مخالفينا في الدين3ومشاركينا في المجتمع أن لهم ما لنا وعليهم ما علينا فكيف دم قتيلهم؟.
أقول فيه من المخالفات للشرع والعلم مايأتي:
أولا: قوله: لهم ما لنا وعليهم ما علينايشير إلى حديث ذكره بعض فقهاء الحنفية ممن لا علم عندهم بالحديث وأن النبي صلىالله عليه وسلم قاله في أهل الذمة وهو حديث لا أصل له في شيء من كتب السنة كماأشار إلى ذلك الحافظ الزيلعي الحنفي فينصب الراية وهومخرج في المجلد الخامس من سلسلة الأحاديث الضعيفة برقم 2176، وهو تحت الطبع.
ثانيا: هذه الجملة التي صيروها حديثا مستقلاهي في الحقيقة قطعة من حديث صحيح ورد فيمن أسلم من المشركين فهم الذين قال فيهمالنبي صلى الله عليه وسلم: "لهم ما لنا وعليهم ما علينا" هكذا هو في سننالترمذي وغيره من حديث سلمان رضي الله عنه وفي صحيح مسلم وأبي عوانة وابن حبانوابن الجارود من حديث بريدة بن الحصيب رضي الله عنه وهما مخرجان في الإرواء ص1247، وصحيح أبي داود 2351 2352،.
فأبطل الغزالي هذا الحديث الصحيح برأيه الفجوجهله الفاضح بالسنة متوكئا على الحديث الذي لا أصل له تالله إنه لو لم يكن فيكتابه إلا هذه المخالفة بل الطامة لكان كافيا لإهباط قيمة كتابه وإسقاط مؤلفه منزمرة الفقهاء أما الكتابة فهي له أما العلم والفقه فله رجال فكيف وهناك عشرات بلمئات الطامات التي تولى بيان بعضها إخواننا الأساتذة والمشايخ الذين ردوا عليهجزاهم الله خيرا.
ومنها:
ثالثا: لقد أشار بقوله: فكيف بهدر دمقتيلهم؟ إلى إنكاره لقوله صلى الله عليه وسلم: "لا يقتل مسلم بكافر" وهوصحيح أيضا رواه البخاري وغيره عن علي والترمذي وغيره عن ابن عمرو وغيرهما وهو مخرجفي الإرواء 2208/ 2209، وبه أخذ جمهور العلماء ومنهم ابن حزم في المحلى الذي قلدهفيما أخطأ وفي إبطاله لحديث المعازف ولم يقلده هنا وقد أصاب فاعتبروا يا أوليالألباب.
وأما الحديث الذي يذكره بعض الكتابالمعاصرين كالمودودي رحمه الله تقليدا لمذهبه الحنفي أن النبي صلى الله عليه وسلمقتل مسلما بذمي فهو منكر لا يصح كما قال بعض الأئمة وقد تكلمت عليه في سلسلةالأحاديث الضعيفة برقم 460 مفصلا.
ثم إنني لأتساءل أنا وكل ذي لب منصف: لمأهدر الشيخ الغزالي العمل بهذا الحديث الصحيح وهو موافق لعموم قوله تعالى: أفنجعلالمسلمين كالمجرمين. ما لكم كيف تحكمون؟ وإن كان قد سيق في غير هذا السياق فإنالغزالي نهم في التمسك بعموم القرآن ولو كان مخصصا بالأحاديث النبوية والأمثلة علىذلك كثيرة منها ما تقدم قريبا من إنكاره على كافة العلماء محدثين وفقهاء جعلهم ديةالمرأة على النصف من دية الرجل ونسبهم إلى مخالفتهم لظاهر الكتاب يعني قوله تعالى:{النَّفْسَ بِالنَّفْسِ} .
رابعا: تأمل معي أيها القارئ الكريم تلطفالشيخ الغزالي مع أعداء الله: اليهود والنصارى بقوله: مخالفينا في الدين وقد يقولفيهم أحيانا: إخواننا وقابل ذلك بمواقفه العديدة تجاه إخوانه في الدين كيف يشتدعلى علمائهم الأموات منهم والأحياء وبخاصة طلاب العلم منهم وقد مرت بك قريبا بعضالأمثلة مما قاله في أهل الحديث وشراحه فيا ترى أذلك مما أودعه في كتابه خلقالمسلم؟ أم هو مخالفة صريحة لمثل قوله تعالى: أذلة على المؤمنين أعزة علىالكافرين؟ وقوله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ كَبُرَمَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ} ؟
تلك نماذج قليلة من مواقف للشيخ الغزاليكثيرة تجاه الأحاديث النبوية الصحيحة والأحاديث الضعيفة يأخذ منها ما يشاء ويرفضمنها ما خالف هواه دون أن يستند في ذلك على قاعدة تذكر عند أحد من العلماء بل هيالعشوائية العمياء كما تقدم.
ذكرت ذلك ليتبين القراء طريقته في رفضهللأحاديث الصحيحة عند أهل الاختصاص من العلماء فلا هو منهم علما حتى يستطيع معرفةالصحيح من الضعيف انطلاقا من قواعدهم وكتابه فقه السيرة بتخريجي إياه وما تقدم منالأمثلة دليل قاطع على ذلك ولا هو معهم كما قال الله تعالى: {وَكُونُوا مَعَالصَّادِقِينَ} وقال: {فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ}ومقدمته لتخريجي المشار إليه وما سبق من الأمثلة أيضا يؤكد كل ذلك فمن لم يكن من أولئكالعلماء ولا هو معهم فالأحرى به أن يكون لسان حاله - على الأقل - كما قال ذلكالشاعر الجاهلي:
وهل أنا إلا من غزية إن غوت ... غويت وإن ترشد غزية أرشد
وختام ذلك موقفه من حديث البخاري في المعازفوأسلوبه في تضعيفه إياه فهذا وحده يكفي للدلالة على أنه لا ينطلق في نقده للأحاديثإلا من الهوى والظن الأعمى فقد قال: ص 66 - 67، لأحد علماء الخليج وهو يناقشه فيليلة النصف من شعبان: "أظن الأحاديث التي وردت في ليلة النصف أقوى منالأحاديث التي وردت في تحريم الغناء".
وظنه هذا كاف لإدانته بالجهل وإلقاء الكلامعلى عواهنه مما يذكرني بقوله تعالى في الكفار الشاكين في البعث: {مَا نَدْرِي مَاالسَّاعَةُ إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنَّاً وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ} فإنأحاديث ليلة النصف إن كان المقصود منها ما يتعلق بالأمر بقيام ليلها وصيام نهارها- كما هو الظاهر من مناقشته لذلك العالم - فهو حديث واحد لا يوجد سواه وإسنادهضعيف جدا - بل هو موضوع في نقدي - كما هو مبين في المجلد الخامس من سلسلة الأحاديثالضعيفة برقم 2132، يسر الله طبعه. وإن كان المقصود حديث المغفرة لجميع الخلق إلامن استثني فيه فهو حديث واحد أيضا جاء من طرق عن جمع من الصحابة وبألفاظ مختلفة لايسلم طريق منها من علة ولذلك ضعفها أكثر العلماء كما قال ابن رجب وصحح أحدها ابنحبان وفيه انقطاع فمن الممكن تصحيحه أو تحسينه على الأقل لتلك الطرق ومن أجلهاخرجته في السلسلة الصحيحة 1144 وجعلته من حصة كتابي الجديد صحيح موارد الظمآن ... / 1980، وهو تحت الطبع فأين هذا من أحاديث تحريم الغناءوالموسيقى وكثرتها وصحة أسانيد الكثير منها مع اتفاق ألفاظها على تحريمها كما يأتيبيانه؟ فأين هذه الأحاديث من تلك أيها المتهوك ومعذرة من الكاتب الأديب مع غيرإخوانه المسلمين فهذا الوصف مع كونه بحق فهو أقل بكثير مما شتمت به سلفنا وعلماءناوطلاب السنة العاملين بها بحيث لو أراد أحدهم أن يرد إليك بضاعتك هذه لما استطاعإلا أن يكون سليط اللسان كاتبا مثلك!
ثم ذكر الغزالي رد العالم الخليجي عليه فقالعنه: فأجاب مستنكرا: هذا غيرصحيح! إن تحريم الغناء وآلاته ثابت في السنة النبوية.
قلت: وهذا حق لا يزيغ عنه إلا هالك.
ثم قال الغزالي:
"قلت له: تعال نقرأ سويا ما قاله ابنحزم في ذلك الموضوع ثم انظر ماذا تفعل.. قال ابن حزم ... "
كذا قال ولم يذكر ما جرى فيما بعد بينهماولعل ذلك العالم أفهمه بأن هذا ليس من أساليب العلماء وإنما هو أسلوب الجهلةالمقلدين الذين يحتجون بأقوال العلماء ولو كانت مخالفة للكتاب والسنة وإنما العالمالذي يقرع الحجة بالحجة فإذا رضيت لنفسك الاحتجاج بابن حزم فماذا تقول في علماءالإسلام من المحدثين والفقهاء الذين ردوا على ابن حزم تضعيفه لحديث البخاري وغيرهكابن الصلاح والنووي وابن تيمية وابن القيم وغيرهم كما يأتي؟ لو قيل له هذا لأبىواستكبر وقال: عنزة ولو طارت.
والمقصود الآن بيان ما في نقل الرجل عن ابنحزم لقد سود ثلاث صفحات ساق فيها عشرة أحاديث آخرها حديث البخاري الذي أعله ابنحزم بعلتين: الانقطاع وتردد الراوي في اسم الصحابي كما سيأتي فلم يذكر هذه وذكرمكانها قوله:
"ومعلقات البخاري يؤخذ بها لأنها فيالغالب متصلة الأسانيد لكن ابن حزم يقول: إن السند هنا منقطع لم يتصل ما بينالبخاري وصدقة بن خالد راوي الحديث".
وليس غرضي الآن الرد على ابن حزم فهو إسنادمتصل والرد عليه آت وإنما بيان جهل هذا الناقل عن ابن حزم فأقول:
أولا: قوله: "ومعلقات البخاري يؤخذ بها...
فيه خطأ وتدليس:
أما الخطأ فلأن الأخذ ليس على إطلاقه في علمالمصطلح الذي لا قيمة له عنده مطلقا إلا إذا وافق الرأي أو الهوى وإنما ذلك إذاكان التعليق بصيغة الجزم مثل روى وعن وقال كما في هذا الحديث وبتفصيل يذكر في محلهمن هذه الرسالة إن شاء الله ص 39 /40، و 82 /85، من الفصل الثالث.
وأما التدليس فهو قوله: يؤخذ بها بالبناءللمجهول أي عند غيره وأما هو فلم يقل: نأخذ بها لأنه قد لا يأخذ بها كما فعل هناوكيف لا وهو كثيرا ما لا يقبل ما رواه البخاري موصولا ولو كان معه مسلم وبقيةالستة بل الستين من الأئمة وقد مضت بعض الأمثلة.
ثانيا: هو يجهل أن هشام بن عمار من شيوخالبخاري فقوله: قال هشام بن عمار ... ليس تعليقا بل هو متصل لأنه لا فرق بالنسبة للبخاري بين قوله: قال هشامأو: حدثني هشام كما سيأتي بيانه في الفصل الثالث المشار إليه آنفا وبكلام قوي لابنحزم نفسه أيضا.
ثالثا: لم ينتبه وهو اللائق به لخطأ ابن حزمفي قوله: لم يتصل ما بين البخاري وصدقة فإن الانقطاع المزعوم إنما هو بين البخاريوهشام فإن هشامابين البخاري وصدقة كما سيرى القراء ذلك جليا في سنده الآتي ص 39.
رابعا: ومن باب أولى أن لا يتنبه لغلو ابنحزم وشدته في رد ما لا يعلم من حديث نبيه صلى الله عليه وسلم ولا غرابة في ذلك فإنالطيور على أشكالها تقع فله النصيب الأوفى مما قيل فيه: لسان ابن حزم وسيف الحجاجشقيقان أعني ما قاله ابن حزم في الحديث الثامن الذي نقله الغزالي عنه: نهى رسولالله صلى الله عليه وسلم عن صوتين ملعونين: صوت نائحة وصوت مغنية. فقال فيه ابنحزم: "لا ندري له طريقا وهذا لا شيء".
وفي نقل الغزالي عنه ص 69: وسنده لا شيء.
فقول ابن حزم: وهذا لا شيء من تشدده وتنطعهفإن العلماء يقولون فيما لم يجدوا له طريقا أو إسنادا: لا نعلم له أصلا أو معالمبالغة: ليس له أصل كما يقول بعض الحفاظ المتقدمين كالعقيلي والأول هو الصوابوبخاصة لمن لم يكن من حفاظ الحديث والمتخصصين فيه كابن حزم ذلك هو الواجب فيأمثاله ومقلديه كالغزالي خشية أن يقعوا في تكذيب حديث قاله رسول الله صلى اللهعليه وسلم فإنه لا يقل إثما عن الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد قالتعالى في المشركين: {بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ} فإن الحديثالمذكور له إسنادان من حديث عبد الرحمن ابن عوف وأنس بن مالك أخرجهما جمع منالحفاظ المشهورين كما يأتي في محله من الرسالة منهم الطيالسي والبزار وهما منالحفاظ المعروفين عند ابن حزم وممن أشاد هو بمسنديهما كما نقله عنه الحافظ الذهبي في السير18 / 202، والحديث في الترغيب وغيره كما يأتي فلم لم يرجع الغزالي إليه لا أريد أنأقول: إنه كالنعامة مع الصياد.
خامسا: لم يرو الغزالي غليله في رد الحديثبقول ابن حزم المتقدم: وهذا لا شيء بل حرفه فقال: وسنده لا شيء كما تقدم.
وهذا من بالغ جهله بهذا العلم أو شدة غفلتهلسيطرة الهوى عليه وقديما قيل: حبك الشيء يعمي ويصم ذلك لأن هذا القول المحرف لايلتئم مع قول ابن حزم: لا ندري له طريقا إذ لا يصح في عقل إنسان أن يجمع بين هذاالنفي المطلق للطريق وهو السند وبين إسناده للسند ولو مع الإشارة لضعفه بقوله:وسنده لا شيء وذلك في مكان واحد فاعرف نفسك أيها الشيخ تعرف ربك وتأدب بتأديب رسولالله صلى الله عليه وسلم: " ليس منا من لم يجل كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرفلعالمنا حقه". التعليق الرغيب 1 / 66،.
فاعرف أيها الشيخ وأنت على حافة قبرك قدرعلماء الحديث والسنة وفقهاء هذه الأمة ولا تشذ عنهم قيد شعرة مغترا بجدلك وقلمكوكتابتك ونبينا صلوات الله وسلامه عليه يقول: "إن أبغض الرجال إلى الله الألدالخصم". متفق عليه. وأنت تعلم يقينا أن الحياة المادية بله الحياة الدينية لاتستقيم في مجتمع إذا لم يعتمد أفراده في كل علم على ذوي الاختصاص منهم ولا حاجةلضرب الأمثلة على ذلك فالأمر بدهي جدا فلا يرجع مثلا من كان يريد معرفة صحة حديث أوفقهه إلى كاتب أو داعية إسلامي لا يدري ما الحديث وما الفقه ولا يدري أصولهماولا المصادر التي يجب الرجوع إليها أو يدري ولا يتمكن من ذلك لسبب أو آخر كما قيل:
وإذا لم تر القمر بازغا ... فسلم لأناس رأوه بالأبصار
فلا أنت منهم وما أظن يبلغ بك الكبر أوالمكابرة أن تنكر ذلك ولا أنت سلمت لهم بل نصبت نفسك للرد عليهم مع الاستهزاءبأقوالهم والسخرية بهم كأنك لم تعلم أو علمت ولم تؤمن بمثل قوله صلى الله عليهوسلم: "الكبر بطر الحق وغمص الناس" الصحيحة 134، و 1626،. وقوله: "ثلاث مهلكات: "شح مطاع وهوى متبع وإعجاب المرء بنفسه". الصحيحة 1802،.وقوله: "لو لم تكونوا تذنبون خشيت عليكم أكثر من ذلك: العجب". الصحيحة658،. فاخش ما خشي عليك رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلا كنت من الهالكين.
هذه نصيحة أوجهها إليك والدين النصيحة وأنتعلى حافة قبرك مثلي وإلى كل من سلك سبيلك في الخروج على المحدثين والفقهاء وماأكثرهم في هذا الزمان كذاك السقاف وظله المدعو حسان عبد المنان الذي اشتط في تتبعالأحاديث الصحيحة وتضعيفها مخالفا لحفاظ الحديث ونقادها متظاهرا أنه مجتهد في ذلكغير مقلد مموها على القراء بأمور مخالفة للواقع وقد تيسر لي الرد عليه في بعض ماضعف وبينت أنه متسلق على هذا العلم يريد البروز والظهور ويصدق عليه قول الحافظ الذهبي: "وكيف يطيرولما يريش" ومن تلك الأحاديث حديث البخاري هذا وقد تفنن في تضعيفه وجاء بمالم تأت به الأوائل حتى ولا ابن حزم وقد بينت جهله في ذلك وإنكاره وقلبه للحقائقمفصلا في الاستدراكات آخر المجلد الأول من الطبعة الجديدة من سلسلة الأحاديثالصحيحة ولعله ييسر لي ذكر شيء من ذلك في رسالتي هذه أثناء تبييضها إن شاء اللهتعالى.
فيا أيها الشيخ لعل هذا المعتدي علىالأحاديث الصحيحة وأمثاله هم ثمرة من ثمارك المرة في تهجمك على السنة الصحيحةوأئمتها وعدم الاعتداد بأقوالهم تصحيحا وتضعيفا4 حتى انتشرت الفوضى العلمية وضربتأطنابها بين صفوف الأمة وشبابها وصار الواحد منهم يصحح ويضعف حسبما يشتهي ويهوىفتب إلى الله تبارك وتعالى من هذه السنة السيئة وأمثالها وإلا كان عليك وزرها ووزرمن اتبعك عليها وسله تعالى حسن الخاتمة فقد قال صلى الله عليه وسلم:
"إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة فيمايبدو للناس وهو من أهل النار وإن الرجل ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس وهومن أهل الجنة" ["وإنما الأعمال بالخواتيم"]
متفق عليه والزيادة للبخاري. ظلال الجنة 1 /96 97،.
__________
1 رواه أبو بكر الخلال في الأمر بالمعروف"ص33، القصيم" بسند صحيح عن إبراهيم بن أدهم رحمه الله. ونحوه قول سليمانالتيمي: إن انت أخذ برخصة كل عالم اجتمع فيك الشر كله رواه ابن عبد البر في جامعبيان العلم وفضله. 2/91-92،.
2 لقد قال المأفون فيهم ص19، ومعذرة منالكاتب الكبير مع الكفار لا مع أهل الحديث الذين وصفهم بـ "الوعّاظ" كماسيأتي ص98،:
وأهل الحديث يجعلون دية المرأة على النصف مندية الرجل وهذه سوأة فكرية وخلقية رفضها الفقهاء المحققون يعني نفسه ومن هو علىشاكلته من الآرائيين وأهل الأهواء وإلا فإن كان يعني فقهاء الأمة فقد افترى عليهمفإنهم من أهل الحديث في هذه الدية منهم مالك في الموطأ 3/61، وهو مذهب أبو حنيفةوأصحابه كما في مختصر الطحاوي ص240، وهو مذهب الشافعي كما في روضة الطالبين للنووي9/257، وعليه سائر علماء المسلمين وهذه سبيلهم فالشيخ يتبع سبيل من؟ وما جزاؤه؟.
3 يعني إخوانه اليهود والنصارى على حد تعبيره هو انظر الفقرة الآتية:رابعا.
4 ثم تأكدت من ذلك حين من ذلك حين رأيناك وصفت المعتدي على الأحاديثالصحيحة في تقديمك لكتابه في الجن - الذي سماه: الأسطورة. - الذي خالف فيه مذهبأهل السنة إلى مذهب المعتزلة وضعف كعادته جملة من الأحاديث الصحيحة وصفته فيالمقدمة بأنه العلامة الشيخ مما ذكرني بقول من قال: إن الطيور على أشكالها تقع وإنالبغاث بأرضنا يستنسر.==
ـ قُدِّم الغزالي للقراء بأنه (يعيش في الجزائر محاولاً اقتلاع الجذور الفرنسية، وأنّه نجح إلى حدٍّ ما في عودة الرّوح الإسلاميّة للعروق الجزائرية).
2 ـ وللإنصاف فإن هذه المحاولة، والنّجاح المحدود في تحقيقها، حدثت في الجزائر قبل أن يُوظَّف الشيخ الغزالي معلِّما في جامعتها. وأكثر من ذلك فإنّه لا يُعْرف للشيخ منذ وصوله أي محاولة في هذا السبيل.وإذا كان للمجلّة دليلٌ واحد على صحّة ادّعاء محرّرها فأرجو بيانه حتى لا نغمط الرّجل شيئًا من حقّه. وإذا لم يكن لها دليل ولكنها انساقت إلى المدح جزافًا وبلا تثبّت (كالعادة) فأولى لها ألاَّ تعود إلى مثل هذا الادّعاء الذي غمطت به جهاد شعب كامل في الاستقلال والتعريب وإزالة آثار الاحتلال الفرنسي الظَّالم (دون عون من الغزالي).
2 ـ من قراءتي للمقابلة ومما كَتَبَ الغزالي أو كُتِبَ عنه، بدا لي أن الشيخ ختم الله لنا وله برحمته؛ لم يعد قادرًا على تقديم رأي محدّد صحيح واحد، وإنما هو الهجوم (الدونكشوتي) الذي لا تُعْرَف له قضيّة عادلة ولا يتبيّن منه هدفٌ صحيح ولا تظهر له نتيجة صالحة.
وهو في هذه المقابلة ـ مثلاً ـ يَظْهر تارة بمظهر المؤيّد لتطبيق الأحكام الشرعيّة، وتارة يَظْهُر بمظهر الباحث عن عقبات تسدُّ طرقها؛ باشتراط (أن يَحكم الشعب قبل ذلك في علاقاته بما أنزل الله).. يضرب مثلاً تارة بالسّعوديّة للشعب الذي استحق تطبيق شرع الله عليه، وتارة يهاجم منهجها السّلفي؛ أهم مزاياها، ثم ينفي عن الأحكام الشرعيّة تهمة (تشويه الأجسام) وليته قدّم مثالاً واحدًا على ذلك حتى يتبيّن مقصده: هل يَعُدُّ قطع اليد في حدّ السرقة، والقتل أو الصلب أو تقطيع الأيدي والأرجل مِنْ خِلاف في حدّ الحرابة تهمة منفيّة عن الشرع (وتشويهًا للأجسام وتصويرًا كاذبًا مدسوسًا على الإسلام)؟ ثم يقفز إلى تقرير أن الإسلام أعطى القضاة الحقّ في (إيقاف الحدّ إذا رأوا أنَّ المتّهم قد تاب توبة نصوحًا) بعد أن أورد إشارة إلى قصة (ماعز).. ولم يحاول الجمع بين تقريره هذا الأمر وعدم (إيقاف) النّبي صلى الله عليه وسلم الحدّ عن (ماعز) و(الغامدية) بعد أن رأى (وهو الوحيد الذي يستطيع التيّقن من ذلك بما ينزل عليه من الوحي) أنهما تابا إلى الله توبة نصوحًا بدليل أنهما (جادا بنفسيهما في سبيل الله). ولا يمكن الاعتذار عنه بأنّه يقصد ما قبل ثبوت الزّنى؛ لأنَّ أصغر طلاب العلم الشرعي يعلم أن حدّ الزنى لا يقام حتى يثبت بالاعتراف أو شهادة أربعة شهداء.
وعقبة (ثالثة) يضعها الشيخ عفا الله عنَّا وعنه في طريق تطبيق الأحكام الشرعية عبّر عنها بأن (الحدود جزء من سبعين شعبة يتكون منها الإيمان، فلماذا تُخْتار الحدود فقط من بينها وتُنسى الأمور الأخرى)؟
وعقبة (رابعة) أو لعلها تفسير للثالثة: غيبة العدالة الاجتماعيّة، وهذه أقرب إلى وحي سيد قطب منها إلى وحي الله، وكأنّه باشتراطه إزالة العقبتين الأخيرتين يشترط وجود شَعْب من الملائكة أو من الصدّيقين قبل تطبيق الشريعة في الحدود.
3 ـ يقول عن الدّيمقراطية أنَّها: (من أحكم الأنظمة التي شهدتها الدنيا).. ولم يتّضح موقعها من الحكمة في رأيه مقارنة بعهد النبوة والخلافة الرّاشدة. ولو نظر إليها بنفس المنظار والعداء الذي يواجه به المنهج السلفي لوجد فيها أغراضًا أوضح للتّنفيس عن نزعته الهجومية.
4 ـ يقيس (شرعية) الأحزاب السياسيّة بمقياس شرعيّة المذاهب الفقهيّة التي (اختلفت في أمور كثيرة لكنَّها عايشت بعضها بعضًا وكانت في صالح الإسلام)، وينسى أن علماء الأمة الذين نُسِبت إليهم هذه المذاهب بنوا آراءهم على الكتاب والسّنّة واجتهدوا بعلمهم وفقهم الشرعي فيما لم يجدوا فيه نصًّا.. أما الأحزاب السّياسيّة في الغرب (الأصل) أو في الشرق (التّقليد) ومثلها الأحزاب الدينية فتبني اتجاهاتها على المصالح الحزبيّة الخاصّة وعلى الهوى.
وفكرة التّعايش تسيطر عليه فيتصور مجتمعًا مسلمًا يجتمع فيه محمد بن عبد الوهاب والأفغاني والكواكبي ومحمد عبده [وربما ابن سينا وابن عربي وإخوان الصّفا] وتجتمع فيه الجماعات والفِرَق والطوائف الموصوفة زورًا بالإسلامية، لا ينكر أحد على أحد ولا يحاول أحد تصحيح مذهب أحد.. لذلك لا يُعْرف عنه مهاجمة البدعة ولا المبتدعين ولا الوثنية الجديدة القديمة ولا الوثنيّين عبَّاد القبور في مقر إقامته الأصلي أو الجديد.
الاستثناء الوحيد: مهاجمته أهل السنّة الذين يحاولون نشرها بالقدوة إن قصروا عن نشرها بالموعظة.
5 ـ ثم عاد إلى هاجسه الذي لا يكاد يفارقه وهو الهجوم على السّلفيّة والسّلفيين الذي لم يهمله في كل ما كتب منذ انتمائه للحزبيّة المبتدعة وبخاصة منذ ذلك اليوم الذي سأله فيه شاب ممن يسميهم بالسّلفيين عن حكم حلق اللحية (وكان الشيخ يومها حليقًا أكثر مما هو الآن)، فردّ بردّ يهوّن فيه أمرها، فوصفه الشاب (سفهًا) بأنّه (حمار).منذ ذلك اليوم أعلن حربه الضّروس على السّلفيّة والسّلفيين بصفة عامّة.. ومن أجل ذلك هاجم التّمسك ببعض السّنن مثل سنّة الشرب قاعدًا.. ودلّل على صحة رأيه (كعادته) بأنه رأى أحدهم في أمريكا يجلس للشرب فقال له: (إن التزامك هذا حريّ بأن يمنع الأمريكان من الدخول في الإسلام) ويتساءل غيره: كم من الأمريكان دخل الإسلام على يد الغزالي بسبب تهاونه وتهوينه شأن السّنّة القولية أو الفعليّة، العادية أو العبادية؟ ومن أجل ذلك هاجم (في هذه المقابلة) ملازمة المرأة بيتها إلاَّ لضرورة. وقد يجهل (هدانا الله وإياه) أن النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم أمر (في الأحاديث الصحيحة الثابتة) بتوفير اللحية والجلوس للشرب، بل وأمر بالتِّقيؤ مَنْ شَرِب قائمًا وأنّه أخبر بأن صلاة المرأة في بيتها خير من صلاتها في مسجده، وأن الله أسقط عنها الجهاد بمعنى القتال في سبيله.. ولكنّه حريٌّ ألاَّ يجهل قول الله تعالى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى} [الأحزاب: 33]، وقول الله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب: 21].
6 ـ وأمر أخير أرى أهمّية التنبيه إليه:
لَقَبُ المفكر الإسلامي لا يليق بالدعاة إلى الله إن كان الغزالي أو لم يكن منهم؛ فشرع الله جاء بطريق الوحي في الكتاب والسنة لا بطريق الفكر.. والدّعاة إلى الله على بصيرة هم الذين عَلِموا شرع الله (بالأدلة الصّحيحة) وعملوا به وسعوا إلى تبليغه، أما الفكر المجرد فهو أليق بالفلسفة أو السّفسطة..
وأهمية إثارة هذا الأمر تبدو عند استقراء نتائج إطلاق هذا اللقب على الدّعاة المثقَّفين الذين لم يعرفوا شرع الله أو أُخِذوا بالحضارة العلمانيَّة؛ إنتاجها الصناعي ونُظُم إدارتها وطرق حياتها فسيطر على عقولهم شعور بأن النجاح والفلاح والسعادة في ربط دين الإسلام بعجلة الحضارة العلمانية.
ولعل الشيطان قد أوحى للصّحف العربيّة بهذا اللقب حتى يسيطر على ميدان الدعوة إلى الله من لا يصلح لها.. وبالتالي يختلط الذّهب بالنّحاس ويعجز المسلم عن التمييز بين الدعوة إلى الله على بصيرة وبين مجرد الخطابة والشهرة الأدبية (الإسلامية).
أرجو من الله العلي القدير أن يجعلنا أكثر دقة في تمييز الحق من الباطل، وتمييز الزّبد مما ينفع الناس وخاصة عندما يتعلق الموضوع بشرع الله والدعوة إليه؛ فقد قام هذا البلد المبارك على العقيدة السّلفية بفضل الله، ووجب عليه بذلك حمل مسؤولية نشرها والدّفاع عنها.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضاه وهدانا جميعًا لأقرب من هذا رشدًا====
بعض ضلالات و انحرافات محمد عبده
======1) قدّم للقرّاء بأنه يعيش في الجزائر محاولاً اقتلاع الجذور الفرنسية وأنّه نجح إلى حدٍّ ما في عودة الروح الإسلامية للعروق الجزائرية.
وللإنصاف فإن هذه المحاولة والنجاح المحدود في تحقيقها حدثت في الجزائر قبل أن يتوظف الشيخ الغزالي في جامعتها.
وأكثر من ذلك فإنه لا يُعرف للشيخ منذ وصوله أيّ أثر في هذا الأمر.. وإذا كان للمجلّة دليل واحد على صحة ادّعاء محرّرها فأرجو بيانه حتى لا نغمط الرجل شيئا من حقّه.. وإذا لم يكن لها دليل ولكنها انساقت إلى المدح جزافاً وبلا تثبّت (كالعادة) فأولى لها ألاّ تعود إلى مثل هذا الادّعاء الذي غمطت به جهاد شعب كامل في الاستقلال والتعريب وإزالة آثار الاحتلال الفرنسي الظالم (دون عون من الشيخ الغزالي).
2) من قراءتي للمقابلة في مجلّة اليمامة وأمثالها في مجلات أخرى بدا لي أن الشيخ ختم الله لنا وله برحمته قد شاخ فعلاً ولم يعد قادراً على بلورة رأي مجدّد صحيح واحد.. وإنما هو الهجوم (الدونكشوتي) الذي لا تُعرف له قضية ولا يَبِين منه هدف ولا تَظْهَرُ له نتيجة..
وهو في هذه المقابلة - مثلاً - يظهر تارة بمظهر المؤيّد لتطبيق الأحكام الشرعية.. وتارة يظهر بمظهر الباحث عن عقبات في طريقها باشتراطه أن يحكم الشعب قبل ذلك في علاقاته بما أنزل الله.. يمثل تارة بالسّعودية للشعب الذي استحق تطبيق شرع الله عليه.. وتارة يهاجم منهجها السّلفي.
ثم ينفي عن الأحكام الشرعية تهمة (تشويه الأجسام).. وليته قدّم مثالاً واحداً على ذلك حتى يتبيّن مقصده: هل يعتبر قطع اليد في حدّ السرقة.. والقتل أو الصلب أو تقطيع الأيدي والأرجل من خلاف في حدّ الحرابة تهمة منفية عن الشرع (وتشويهاً للأجسام وتصويراً كاذباً مدسوساً على الإسلام)؟ ثم يقفز إلى تقرير أن الإسلام أعطى القضاة الحق في (إيقاف الحدّ) إذا رأوا أن (المتهم) قد تاب توبة نصوحاً بعد أن أورد إشارة إلى قصة (ماعز).. ولم يحاول الجمع بين تقريره هذا الأمر وعدم (إيقاف) النّبي صلى الله عليه وسلم الحدّ عن (ماعز) و(الغامديّة) بعد أن رأى (وهو الوحيد الذي يستطيع التيقّن من ذلك بما ينزل عليه من الوحي) أنهما تابا إلى الله توبة نصوحاً بدليل أنهما جادا بنفسيهما في سبيل الله.. ولا يمكن الاعتذار عنه بأنه يقصد ما قبل ثبوت الزّنى لأن أضعف تلاميذ الشيخ يعلم أن حد الزّنى لا يقام حتى يثبت بالاعتراف أو شهادة أربعة.
وعقبة (ثالثة) يضعها الشيخ عفا الله عنّا وعنه في طريق تطبيق الأحكام الشرعية عبّر عنها بأن الحدود جزء من سبعين شعبة يتكون منها الإيمان (فلماذا تُختار الحدود فقط من بينها وتُنسى الأمور الأخرى)..؟
وعقبة (رابعة) أو لعلها تفسير للثالثة: غيبة العدالة الاجتماعية. وكأنه في اشتراطه إزالة العقبتين الأخيرتين يشترط توفر مجتمع من الملائكة أو من الصّدّيقين قبل تطبيق الشريعة في الحكم.
3) يقول عن الدّيموقراطية أنها من أحكم الأنظمة التي شهدتها الدّنيا.. ولم يتضح موقعها من الحكمة في رأيه بالنسبة للخلافة الرّاشدة.. ولو نظر إليها بنفس المنظار والعداء الذي يواجه به المنهج السلفي لوجد فيها غرضاً أوضح للتّنفيس عن روحه الهجومية.
4) يقيس (شرعية) الأحزاب السّياسيّة بمقاييس شرعيّة المذاهب الفقهية التي (اختلفت في أمور كثيرة لكنها عايشت بعضها بعضاً وكانت في صالح الإسلام) وينسى أن علماء الأمّة الذي نسبت إليهم هذه المذاهب بنوا آراءهم على الكتاب والسّنّة واجتهدوا - بتعلمهم الشرعي - فيما لم يجدوا فيه نصّاً.. أما الأحزاب السّياسيّة في الغرب (الأصل) أو في الشرق (التّقليد) فتبني اتجاهاتها على المصالح الحزبيّة الخاصّة وعلى الهوى.
وفكرة التّعايش تسطير عليه فيتصور مجتمعاً مسلماً يجتمع فيه محمد بن عبد الوهاب والأفغاني والكواكبي ومحمد عبده (وربما ابن سينا والرّازي وإخوان الصّفا) وتجمع فيه الجماعات والفرق والطوائف الاسلامية لا ينكر أحد على أحد.. وتطبيقاً لذلك لا يعرف عن الشيخ مهاجمة البدعة ولا المبتدعين ولا الوثنية الجديدة ولا الوثنيين عبّاد القبور في مقر إقامته الأصلي أو الفرعي..
الاستثناء الوحيد: مهاجمته لأهل السّنة الذين يحاولون نشرها بالفعل إن قصروا عن نشرها بالقول.
5) عاد إلى هاجسه الذي لا يكاد يفارقه منذ عشر سنوات تقريبا وهو الهجوم على السّلفيّة والسّلفيّين الذي لم يهمله في كلّ ما يكتب منذ ذلك اليوم الذي كان يحاضر فيه في المنطقة من المملكة وسأله شاب ممن يسمّيهم بالسّلفيين عن حكم حلق اللحية (وكان الشيخ يومها حليقاً) فردّ بردّ يهوّن فيه أمرها.. فوصفه الشاب (سفهاً) بأنه (حمار).. منذ ذلك اليوم أعلن حربه الضّروس على السّلفيّة والسّلفيّين بصفة عامة.. ومن أجل ذلك هاجم التّمسك ببعض السّنن مثل سنّة الشرب قاعداً.. ودلّل على صحّة رأيه (كعادته) بأنه رأى أحدهم في أمريكا يجلس للشرب فقال له: إن التزامك هذا حريّ بأن يمنع الأمريكان من الدّخول في الإسلام!! ويتساءل غيره: كم من الأمريكان دخل الإسلام على يد الشيخ الغزالي بسبب تهاونه وتهوينه شأن السّنّة القولية أو الفعليّة العادية أو العباديّة؟ ومن أجل ذلك هاجم (في هذه المقابلة) ملازمة المرأة بيتها إلا لضرورة.. وقد يجهل (هدانا الله وإياه) أن النّبي صلى الله عليه وسلم أمر (في الأحاديث الصحيحة الثابتة) بتوفير اللحية والجلوس للشرب بل وأمر بالتّقيّؤ من شرب واقفاً.. وأنه أخبر بأنّ صلاة المرأة في بيتها خير من صلاتها في مسجده.
وأن الله أسقط عنها الجهاد بمعنى القتال في سبيله.. ولكنه لن يجهل قول الله تعالى: {وقرن في بيوتكنّ ولا تبرّجن تبرّج الجاهلية الأولى} و{لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة}.
6) وأمرٌ أخير أرى أهمّية التّنبيه إليه:
لَقَبُ المفكر الإسلامي لا يليق بالدّعاة إلى الله.. فشرع الله جاء عن طريق الوحي في الكتاب والسّنّة لا عن طريق الفكر.. والدّعاة إلى الله على بصيرة هم الذين علموا شرع الله (بالأدلّة الصحيحة) وعملوا به وسعوا إلى تبليغه.. أما الفكر المجرّد فأليق بالفلسفة أو السّفسطة..
وأهمية إثارة هذا الأمر تبدو عند استقراء نتائج إطلاق هذا اللقب على الدّعاة المثقّفين الذين لم يعرفوا شرع الله أو أُخذوا بالحضارة الغربيّة - إنتاجها الصناعي ونظم إدارتها وطرق حياتها - فسيطر على عقولهم شعور بأن النجاح والفلاح والسّعادة في ربط دين الإسلام بعجلة الحضارة العلمانيّة.. ولعلّ الشيطان قد أوحى للصّحف العَرَبيّة بهذا اللقب حتى يسيطر على ميدان الدّعوة إلى الله من لا يصلح لها.. وبالتّالي يختلط الذّهب بالنّحاس ويعجز المسلم عن التّمييز بين الدّعوة إلى الله على بصيرة وبين مجرّد الخطابة والشهرة الأدبية (الاسلاميّة).
أرجو من الله العلي القدير أن يجعلنا أكثر دقّة في تمييز الحقّ من الباطل والزّبد مما ينفع الناس وخاصة عندما يتعلق الموضوع بشرع الله والدّعوة إليه؛ فقد قام هذا المجتمع على العقيدة السّلفيّة بفضل الله ووجب عليه بذلك حمل مسئولية نشرها والدّفاع عنها.======محمد الغزالي (1335 هـ- 20 شوال 1416 هـ / 22 سبتمبر 1917-9 مارس 1996م) عالم ومفكر إسلامي مصري، يعد أحد دعاة الفكر الإسلامي في العصر الحديث، عُرف عنه تجديده في الفكر الإسلامي وكونه من "المناهضين للتشدد والغلو في الدين" كما يقول أبو العلا ماضي [1]، كما عُرف بأسلوبه الأدبي الرصين في الكتابة واشتهر بلقب أديب الدعوة. سببت انتقادات الغزالي للأنظمة الحاكمة في العالم الإسلامي العديد من المشاكل له سواء أثناء إقامته في مصر أو في السعودية.
محتويات [أخف]1 نشأته .
2 دراسته
3 عمله
4 مواقف له
4.1 مع الإمام البنا
4.2 مع ابن باز
4.3 شهادته في قضية فرج فودة
5 قالوا عنه
6 وفاته
7 من مؤلفاته
8 انظر أيضًا
9 مراجع
نشأته .[عدل]
ولد في قرية نكلا العنب، ايتاي البارود، محافظة البحيرة بمصر في (5 من ذي الحجة 1335 هـ/ 22 سبتمبر 1917 م).
نشأ في أسرة "متدينة"، وله خمسة اخوة، فأتم حفظ القرآن بكتّاب القرية في العاشرة، ويقول الإمام محمد الغزالي عن نفسه وقتئذ: “كنت أتدرب على إجادة الحفظ بالتلاوة في غدوي ورواحي، وأختم القرآن في تتابع صلواتي، وقبل نومي، وفي وحدتي، وأذكر أنني ختمته أثناء اعتقالي، فقد كان القرآن مؤنسا في تلك الوحدة الموحشة”. والتحق بعد ذلك بمعهد الإسكندرية الديني الابتدائي وظل بالمعهد حتى حصل منه على شهادة الكفاءة ثم الشهادة الثانوية الأزهرية, ثم انتقل بعد ذلك إلى القاهرة سنة (1356 هـ الموافق 1937م) والتحق بكلية أصول الدين بالأزهر، وبدأت كتاباته في مجلة (الإخوان المسلمين) أثناء دراسته بالسنة الثالثة في الكلية, بعد تعرفه على الإمام حسن البنا مؤسس الجماعة، وظل الإمام يشجعه على الكتابة حتى تخرّج بعد أربع سنوات في سنة (1360 هـ == 1941 م) وتخصص بعدها في الدعوة والإرشاد حتى حصل على درجة العالمية سنة (1362 هـ == 1943م) وعمره ست وعشرون سنة, وبدأت بعدها رحلته في الدعوة من خلال مساجد القاهرة, وقد تلقى العلم عن الشيخ عبد العظيم الزرقاني, والشيخ محمود شلتوت, والشيخ محمد أبو زهرة والدكتور محمد يوسف موسى والشيخ محمد محمد المدني وغيرهم من علماء الأزهر.
سمي الشيخ "محمد الغزالي" بهذا الاسم رغبة من والده بالتيمن بالإمام الغزالي فلقد رأى في منامه الشيخ الغزالي وقال له "أنه سوف ينجب ولدا ونصحه أن يسميه على اسمه الغزالي فما كان من الأب إلا أن عمل بما رآه في منامه.[بحاجة لمصدر]
دراسته[عدل]
حصل الغزالي على شهادة الثانوية الأزهرية عام 1937 ثم التحق بكلية أصول الدين في العام نفسه، تخرج منها سنة 1941 حيث تخصص بالدعوة والإرشاد. حصل على درجة العالمية سنة 1943.[2]
انضم في شبابه إلى جماعة الإخوان المسلمين وتأثر بمرشدها الأول حسن البنا. سافر إلى الجزائر سنة 1984 م للتدريس في جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة, درس فيها رفقة العديد من الشيوخ كالشيخ يوسف القرضاوي والشيخ البوطي حتى تسعينات القرن العشرين. نال العديد من الجوائز والتكريم فحصل على جائزة الملك فيصل للعلوم الإسلامية عام 1409 هـ /1989 م.
اعتقل الغزالي مع من اعتقلوا بعد حلّ جماعة الإخوان المسلمين سنة 1948، وأودع في معتقل الطور.
بعد سنة 1952 نشب خلاف بين الغزالي وحسن الهضيبي، مرشد جماعة الإخوان المسلمين وقتها، خرج على إثره الغزالي من الجماعة.
عمله[عدل]
• بعد تخرّجه عمل إمامًا وخطيبًا في مسجد العتبة الخضراء ثم تدرّج في الوظائف حتى صار مفتشًا في المساجد، ثم واعظًا ب الأزهر ثم وكيلاً لقسم المساجد، ثم مديرًا للمساجد، ثم مديرًا للتدريب فمديرًا للدعوة والإرشاد.
• وفي سنة 1391هـ 1971م أعير للمملكة العربية السعودية أستاذًا في جامعة أم القرى بمكة المكرمة، ودرّس في كلية الشريعة بقطر
• وفي سنة 1401هـ 1981م، عُيِّن وكيلاً لوزارة الأوقاف بمصر،
• كما تولى رئاسة المجلس العلمي لجامعة الأمير عبد القادر الجزائري الإسلامية ب الجزائر لمدة خمس سنوات وكانت آخر مناصبه.
مواقف له[عدل]
مع الإمام البنا[عدل]
يتحدث الشيخ الغزالي عن لقائه الأول بحسن البنا فيقول:
محمد الغزالي كان ذلك أثناء دراستي الثانوية في المعهد بالإسكندرية، وكان من عادتي لزوم «مسجد عبد الرحمن بن هرمز» حيث أقوم بمذاكرة دروسي، وذات مساء نهض شاب لا أعرفه يلقي على الناس موعظة قصيرة شرحاً للحديث الشريف: (اتق الله حيثما كنت... وأتبع السيئة الحسنة تمحها.. وخالق الناس بخلق حسن) وكان حديثاً مؤثراً يصل إلى القلب.. ومنذ تلك الساعة توثقت علاقتي به.. واستمر عملي في ميدان الكفاح الإسلامي مع هذا الرجل العظيم إلى أن استشهد عام 1949 م. محمد الغزالي
مع ابن باز[عدل]
زار الغزالي مرة ابن بازٍ لمناقشة بعض المسائل العلمية، فلما خرج سأله الصحفيون: "كيف رأيت ابن باز؟ قال: رأيت رجلاً يكلمني من الجنة!" [3].
شهادته في قضية فرج فودة[عدل]
اعتبر الغزالي الكاتب المصري فرج فودة "كافرا ومرتدا"[4] ففي شهادة الشيخ محمد الغزالي في أثناء محاكمة القاتل أفتى بجواز "أن يقوم أفراد الأمة بإقامة الحدود عند تعطيلها..وإن كان هذا افتياتا على حق السلطة،..ولكن ليس عليه عقوبة، وهذا يعني أنه لا يجوز قتل من قتل فرج فودة" حسب تعبيره[5].
قالوا عنه[عدل]
في عام 1945 كتب حسن البنا إلى محمد الغزالي يقول له :
محمد الغزالي أخي العزيز الشيخ محمد الغزالي:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... وبعد، قرأت مقالك (الإخوان المسلمون والأحزاب) في العدد الأخير من مجلة (الإخوان) فطربت لعبارته الجزلة ومعانيه الدقيقة وأدبه العف الرصين. هكذا يجب أن تكتبوا أيها الإخوان المسلمون.. اكتب دائماً وروح القدس يؤيدك، والله معك، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
محمد الغزالي
ومن يومها أطلق الإمام حسن البنا على الشيخ الغزالي لقب ” أديب الدعوة ”. كُتبت عن الشيخ الغزالي عدة أعمال وأطروحات جامعية، من بينها أطروحة (الشيخ محمد الغزالي مفكرا وداعية) للباحث الجزائري إبراهيم نويري، التي نوقشت بجامعة الأمير عبد القادر، سنة 1999 م. كما ألفت عنه مؤلفات كثيرة أشهرها كتاب (مع الشيخ الغزالي ـ رحلة نصف قرن) للدكتور يوسف القرضاوي ؛ وكتاب (الشيخ الغزالي.. الموقع الفكري والمعارك الفكرية) للدكتور محمد عمارة .
وفاته[عدل]
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق