الخميس، 19 يناير 2017

 ‏حقيقة براءة الاسلام من الاخوان المفلسين والخوارج القطبيين التكفريين‏.17 نوفمبر، 2016
جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية إجرامية ::
الأدلة النقلية على أنّ جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية إجرامية
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أمّا بعد:
كنت قد نشرتُ مقالا بعنوان: (لا يفتك مؤمن) وهو مقالٌ مستوحى من مقال بعنوان ((الإيمان قيد الفتك)) للمحدّث الشهير أحمد شاكر رحمه الله تعالى وكلا المقالين شرحٌ لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان مما ذكرته في المقال أنّ جماعة الإخوان جماعة إرهابية إجرامية، فاستنكرَ بعض من حُرموا البصيرة لا البصر من وصفي للإخوان بهذا الوصف، بل قام بعضهم بالتعليق على مقالي المذكور آنفاً واصفاً الجماعة بأنّها جماعة دعوية وأنّها لم تكن في يوم من الأيّام جماعةً إرهابية !!!
========================
قرأتُ كما قرأ غيري وسمعتُ كما سمع غيري ما يتداوله –هذه الأيام- الإعلام المأجور والمحللون السياسيون الإخوانيون ودعاة الصحوة الإخوانية الإجرامية الإرهابية، فقد اجتمعت كلمةُ هؤلاء على أنّ ما يجري في مصر من صراع بين الإخوان (=أنصار الرئيس المعزول: محمّد مرسي) والجيش المصري كهيئة نظامية بقيادة المشير عبد الفتّاح السيسي (الحاكم المتغلّب الذي استتب له الأمر = الحاكم الشرعي لمصر) أقول: اجتمعت كلمة هؤلاء واتّفقت أقوالهم على أنّ ما يجري في مصر حربٌ على الإسلام وأهله وصراع بين الإسلام والكفر وبين الهدى والضلال ...
فانظر مثلاً إلى الإخواني السعودي عبد العزيز الطريفي الذي قال في إحدى تغريداته: إنّ ما يجري اليوم من صراع بين الإخوان والجيش المصري هو صراع بين الإسلام والكفر !!!
فأحببتُ أن أسأل هذا الدكتور أسئلة أرجو أن يجيبني عليها ويوضّح لي ولكثير من أمثالي من عوام المسلمين كثيرا من الأمور التي قد تشتبه علينا فأقول:
========================
وشهد شاهدٌ من أهلِها:
قال إمام السرورية: محمد سرور زين العابدين (غفر الله له) : ((ولكن هؤلاء ليسوا على استعداد أن يسمعوا من أحد قوله: أخطأ سيد قطب، ولو كان قد أخطأ فعلاً فعقولهم مغلقة مقفلة))، وصاحب الدار أدرى بما فيه.. (نقلا عن مقال للعلامة ربيع السنّة بعنوان ((تأكيد ما ورد في مقال أطوار سيد قطب في وحدة الوجود ودفع شبه المعترضين)).
الحمد لله والصلاة والسلام على سول الله وبعد:
فهذه قطرة من بحر ضلالات سيّد قطب (غفر الله له) الذي ما ترك بدعة إلا واعتقدها ولا شنيعة إلا وقال بها!!
هذه قطرة أهديها إلى من يزعمون أنّهم على طريق السلف الصالح سائرون وعلى نهجهم ماضون وفي نفس الوقت يجعلون من سيّد قطب إماماً لهم وقدوة لهم فيقرءون كتبه ويستدلون بأقواله وينصحون النّاس به !
أقدّم هذه القطرة لكل مخلص يبحث عن الحق، ولكل مضلَّل قد أُبعد عن الحق!
أقدّم هذه القطرة لمن يملك ذرّة تفكير أو يحمل في رأسه مثقالا من الفهم!
أقدّم هذه القطرة لأتباع أسامة بن لادن وأيمن الظواهري وأبي قتادة الفلسطيني وأبي حمزة المصري وأبي بصير الطرطوسي وأبي محمّد المقدسي !!
أقدّم هذه القطرة لمن شارك في تفجيرات دلّس أو باتنة أو العاصمة أو حتى باركها واستحسنها وأقرّها ورضي بها !!
أقدّم هذه القطرة لكل من تخرّج من مدرسة سلمان العودة وسفر الحوالي وعائض القرني ومحمّد حسان ومحمّد حسين يعقوب !!
أقدّم هذه القطرة لعلي بن حاج ولأبي مصعب عبد الودود ولجماعة القاعدة في بلاد المغرب أجمعين !!
لكل هؤلاء ولغيرهم أقدّم لهم قطرة من بحر ضلالات أحد رموز فكرهم وأحد منظري عقيدتهم وأحد أعمدة حركتهم: سيّد قطب!.
اللهم إنّي أبرأ إليك من ما قاله هذا الرجل وممّا يقوله أتباعه، اللهم فاشهد اللهم فاشهد.
محبّ السلم والبناء ومبغض الإرهاب والدمار
أبو عبد الله غريب الأثري.
=================! ::
ورد عليّ سؤال على بريدي الالكتروني هذا نصّه:
هل كان محمّد مرسي وليّ أمر شرعيّ ؟
وهل تتمنى أن يحكم السيسي العالم الإسلامي ؟! أريد معرفة موقفك ورأيك وشكراً.
الجواب: نعم كان محمّد مرسي ولي أمر شرعي في فترة حكمه وإن أبغضناه وأبغضنا حزبه وعقيدته ومنهجه ولكنّه رجلٌ وصل إلى الحكم بطريقة محرّمة وهي الانتخابات (وهي وسيلة إلى الحكم محرّمة ابتداءً شرعية انتهاءً) واستتبّ له الأمر وأقرّ له النّاس بالإمامة وصارت الأمور تسير تحت يده وعرف القاصي والداني أنّ رئيس مصر هو محمّد مرسي فلزمت طاعته واعتقاد أنّ له بيعة في أعناق المصريين وحرم الخروج عليه بالكلمة أو بالسيف.
==============================
قال ابن أبي شيبة في مصنّفه: ((37435حدثنا إسحاق بن منصور قال حدثنا أسباط بن نصر عن السدي عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يفتك مؤمن الإيمان قيد الفتك)).
37436 حدثنا أبو أسامة عن عوف عن الحسن قال: جاء رجل إلى الزبير أيام الجمل فقال أقتل لك عليا.
قال: وكيف؟
قال: آتيه فأخبره أني معه ثم أفتك به .
فقال الزبير: لا! سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((الإيمان قيد الفتك لا يفتك مؤمن)) اهـ
والفتك (هو أن يأتي صاحبه وهو غافل فيشد عليه فيقتله) و(قال في النهاية: الفتك أن يأتي الرجل صاحبه وهو غار غافل فيشد عليه فيقتله والغيلة أن يخدعه ثم يقتله في موضع خفي).
و معنى الحديث أن الإيمان يمنع من الفتك الذي هو القتل غدرا كما يمنع القيد من التصرف والله أعلم.
((لا يفتك مؤمن)) أي إيمانه يمنعه عن الفتك (عون العبود ج2/ص323 بتصرّف).
والسبب في المنع من الفتك هو كما قال في فيض القدير (ج3/ص186): ((... ((لا يفتك مؤمن)) خبر بمعنى النهي لأنه متضمن للمكر والخديعة أو هو نهي)).
وأمّا ما وقع في عهده عليه الصلاة والسلام من الفتك ببعض الكفّار المحاربين لدين الإسلام فقد قال صاحب فيض القدير: ((وما روي من الفتك بكعب بن الأشرف وابن أبي حقيق وغيرهما فكان قبل النهي أو هي وقائع مخصوصة بأمر سماوي لما في المفتوكين من الغدر وسب الإسلام وأهله. اهـ))
مزيد من المعلومات »
013
:: الإسلام الأمريكي مشروع الإخوان المسلمين القادم تصديقا لما قلته منذ أكثر من سنة ::
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أمّا بعد:
فقد نشر الفاضل نايف بن خالد وفقه الله تعالى على موقع اليوتيوب وثائق خطيرةو تكشف تواطؤ الإخوان المجرمين مع الأمريكان عبّاد الشيطان لتبديل الإسلام الأصيل العتيق الذي نزل على محمّد بن عبد الله صلى الله عليه وسلّم واستبداله بإسلام أمريكي لا يمتّ إلى دين الله بصلة إلا الاسم المشترك بينها فهذا إسلام وذاك إسلام وسيتقبّل هعذا الأخير العوام وأشباه الأنعام.
قلتُ في تاريخ: 03/04/2012
من هنا
لا يُستغربُ مثلُ هذا الفعل من القرني وأشكاله فإنّ التلوّن دثارهم والكذب شعارهم والتدليس والتلبيس سجيّتهم ...
وأذكّركم بقصّة ((شجرة الخلد وملك لا يبلى)) ولعلي أنشر غذاً أو بعد غد -إن شاء الله - موضوعاً بهذا العنوان وستتضح حقائق القوم ويظهر للنّاس كذبهم وخذاعهم ونفاقهم السياسي ... فصبراً.
وقلتُ في تاريخ: 24/07/2012
من هنا
هذه هي الحقيقة نسأل الله الثبات ونسأله العفو والعافية ... وعلى المسلم عموماً وطالب العلم خصوصاً أن يضع نصب عينيه قول عدوّ الله إبليس لأبينا آدم عليه السلام: ((هل أدلّك على شجرة الخلد وملك لا يبلى)). فالرجاء من إخواننا مطالعة تفسير هذه الآية في كتب التفسير المعتمدة وليربطوا هذه الآية ومعناها بما نقله أخونا العتيبي وفقه الله.
=======================================013
:: إجماع العلماء على وجوب طاعة الحاكم المتغلّب حقنا للدماء ::
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أمّا بعد: فإنّ طاعة الحاكم المتغلّب واجبة مجمع على وجوبها لم يخالف في ذلك إلا الخوارج ومن نحى نحوهم من أهل البدع والضلال ممّن لا يُعتدُّ بهم ولا بخلافهم.
والمسلم الذي ينظر بعيني عقله يرى كمال الإسلام وعدله وسماحته في إيجاب طاعة الحاكم المتغلّب على البلاد الذي استتب له الأمر وصارت الأمور تسير تحت يده وصار متحكّما في رقاب العباد فإنّ الخروج على مثل هذا الحاكم يجرُّ الويلات على البلاد والعباد ويجلب الخراب على الدولة بجميع مؤسساتها وهيئاتها والصبر على الحاكم المتغلّب سبيل إلى الأمن الذي تطمح إليه النّفس البشرية بجميع أجناسها وأديانها وسبيل إلى حقن الدماء المعصومة.
مزيد من المعلومات »
=====================================
:: أين أنت يا قرضاوي ويا شيوخ الناتو من هذا الفيديو ::
والله لقد بكيت ولازلتُ أبكي حينما رأيتُ هذا المقطع وقلتُ في نفسي أين قلوبكم يا من أفتيتم بالحرب في سوريا أين قلوبكم يا من دعوتم إلى الخروج على الحاكم السوري في أي مرحاض تركتموه يا شيوخ الضلالة ....
قاتل الله الهوى وأهله وقاتل الله دعاة الفتنة وكل من ساهم في ما أصاب هذا الرجل السوري ولو بالكلمة .... اللهم عليك بمن تسبب لهذا الرجل بهذه المأساة اللهم قطّع قلب من قطّع قلب هذا الرجل ومن ساهم في موت ابنته ولو بنصف كلمة اللهم عليك به اللهم أرنا فيه عجائب قدرتك اللهم إنّك حسبنا ونعم الوكيل اللهمّ دمّر من دمّر هذا الرجل اللهمّ حطّم من حطّم فؤاده وأحرق من أحرق قلبه اللهمّ آمين.
======================
أمّا عن الإخوان المجرمين فهي عادتهم في الصعود والبروز في الأحداث ولو باستعمال ما يتنزه عنه الكفّار والمشركون من النفاق والتلوّن وانتهاز الفرص والكذب والتدليس والتلبيس والتعمية وغيرها من الوسائل الشيطانية التي ورثوها مجرماً عن مجرم ومُفلساً عن مفلس.
أمّا كبش الفداء فأنا أعتقد أنّ كلاً من الموظفة (الشرطية) والبوعزيزي (الذي سبّ الذات الإلهية = الكفر الأكبر المخرج من الملّة) كبشي فداء لتنفيذ مخطط محكم لإزالة ما يٌسمّيه الغرب والمُتأثرون بهم بالديكتاتوريات وإحلال الديموقراطية والدول المدنية التي بزعمهم ستقضي على كلّ أشكال الظلم وال(الحقرة) والمحسوبية والرشوة وغيرها من المظاهر الاجتماعية التي تتبع الديكتاتورية ...
===========
:: إيران والسودان دولتان إسلاميتان بامتياز إليكم الدليل ::
تعجّب الأخ طلال العتيبي -على هذا الرابط- من كلام للقرضاوي في كتابه أمتنا بين قرنين ص 112-113 الطبعة الأولى لدار الشروق جاء فيه:
وصف لإيران وللسودان بأنّهما دولتان إسلاميتان فكتبتٌ معلّقاً:
ما شاء الله دولتان إسلاميتان بامتياز
أمّا الأولى (إيران) : فهذه معالم الإسلام فيها:
مزيد من المعلومات »
===================:
1/ مفتي أمّة: القطبي العرعور وهذا لا يهمّه سوى إرضاء الغوغاء وكسب ثقتهم ودغدغة مشاعرهم ولو على حساب أوكد عقائد الإيمان ومن هذا الصنف عدوّ الله القرضاوي وغيره من مجرمي الإخوان.
2/ مفتي دولة: وهذا لا همّ له إلا إرضاء الحاكم والسلطان ويجعل نصب عينيه الوصول إلى الحكم والسلطة أو إرضاء الحاكم ولو بالكذب الصريح على الله تعالى ورسوله سواء بوضع الأحاديث أو بتحريفها ومن هؤلاء الصنف عدنان عرعور وغيره ممّن يشاكله ويجانسه.
3/ مفتي ملّة: فهذا العالم الرباني الذي يعلّم صغار الأمور قبل كبارها ويجعل نصب عينيه مرضاة الله تعالى ولو خالفه من في الأرض أجمعين. ومن هؤلاء أئمّتنا وعلماؤنا ومشايخنا.
====================ا
...
=====================
كما هو معلوم فإنّ الحويني قد بُترت ساقه ... واليوم اطّلعتُ على تصوير فيديو لعدوّ الله القرضاوي يدعو للحويني ويثني عليه ... كما اطّلعتُ على ثناء ودعاء للخارجي الحرقوصي البيهسي أيمن الظواهري -خذله الله وأذلّه- لأخيه -في الغيّ والضلال- الحويني ... وكما تعلمون فإنّ الكلاب على أشكالها تقع ...
وموقف الحويني من الثورة لا يعدو أن يكون تطبيقاً للمنهج الحركي الذي سطّره جمال سلطان في كتابه العفن (فقه الحركة) وهو فقه يستمدُّ أصولهُ وقواعدهُ من (بروتوكولات حكماء صهيون) ومن أهمّ تلكم القواعد والأصول لهذا الفقه الحركي: التلوّن والمداراة والمداهنة والتقيّة والكذب والغشّ واستغلال الفرص وانتهاز الأوضاع واستعمال كلّ ما تسمح به المدنية من وسائل عصرية ... 
وإلا ... فقد صوّر وسجّل محمّد حسّان المصري وهو يثني على حسني مبارك ويدعو له ... بل ويجرّم ويحرّم الخروج عليه ... بل التقطت له صورٌ مع القذّافي في خيمته هو وصفوت حجازي وزغلول النّجار وغيرهم من الفجّار ...
مزيد من المعلومات »
interest
=======================
هذه عادة أهل الباطل دائماً الطعن في الأئمّة الفحول والعلماء الراسخين ... لقد نبتت نابتة عندنا في قسنطينة -وهم قلّة لا كثّرهم الله- همّهم الوحيد الصدّ عن سبيل الله والبغي في الأرض بغير حقّ ولبس الحقّ بالباطل والباطل بالحقّ وذلك بنشر وتوزيع بعض الوريقات والرسائل المكتوبة على الوورد لبعض الأطفال من اليمن -حرسها الله- بقيادة بعض المتعالمين النصّابين الدجّالين عديمي النّظر والبصر والبصيرة ... يطعنون في العلامة عبيد الجابري والعلامة محمّد بن عبد الوهّاب الوصابي والعلامة عبد الرحمن العدني وأخيه عبد الله والعلامة محمّد علي فركوس والعلامة صالح آل الشيخ والعلامة السحيمي والعلامة فلاح مندكار والعلامة محمّد بن هادي والإمام ربيع بن هادي وغيرهم من الجبال ... يطعنون في كلّ هؤلاء نصرة لشيخهم الذي علّمهم الكذب والمراوغة وكبيرهم الذي علّمهم السحر...
مزيد من المعلومات »
=============================تُ:
بارك الله فيكما أخوي الكريمين ... في الحقيقة لقد أعطيتم الموضوع حقّه ووفّقتم لتعرية هذه النّحلة وبيان ضلالها وانحرافها عن منهاج النبوّة في الدّعوة إلى الله تعالى وقبل ذلك في الاعتقاد الذي هو طريق السداد والرشاد.
أمّا ما يمكنني إضافته هو أنّ هؤلاء القوم قد يستغلون كلّ ما تتيحه المدنية من وسائل لنشر أهدافهم والقضاء على أعدائهم من تشهير وتشويه سمعة بل وتصفية جسدية ... وتاريخ هذه النّحلة الخبيثة مليء بما يسوءهم ويفضحهم ...
ولي إضافة لو تكرّمتم في بيان وسيلة شيطانية يستعملها هؤلاء الخبثاء في انتشال الشباب من المساجد وضمّهم إليهم وهي أنّهم وكما تعلمون ولا يخفى عليكم يُسيطرون على أغلب مكتبات المساجد في الوطن -إذ غالب أعضاء الجمعيات الدينية للمساجد الجزائرية حسب ما رأيتُ من الإخوان المجرمين- وأذكر أنّه قبل سنوات في بعض مساجد قسنطينة قام بعض أعضاء الجمعية باقتناء الكثير من أشرطة بشر البشر والقطّان وعلي القرني وعائض القرني والزنداني ونبيل العوضي ونشوان النشوان والسويدان ومحمّد حسّان ومحمّد حسين يعقوب والحويني والعودة والحوالي وغيرهم وكلّفوا أحدهم بإرشاد العوامّ من رواد المكتبة إذا طلبوا ===
مزيد من المعلومات »
قلتُ:
في الحقيقة لقد قام الإخوان المجرمون بإصلاحات عظيمة وجهود جبارة لقيام دول وأنظمة دينية فعلى سبيل المثال:
1/ في مجال الإصلاحات:
-أصلح الإخوان المجرمون عقائد النّاس فأقرّوا فيهم الشرك ورضوا منهم بالنّذر للقبور والاستنجاد بالمقبور وأقرّوا بل ونشروا فيهم التفويض والتعطيل في أسماء الله تعالى وصفاته على طريقة المعطّلة من الجهمية والمعتزلة والأشعرية.
-كما قاموا بإصلاحات عظيمة وذلك بتشويش عقائد المسلمين في الصحابة رضوان الله عليهم بأن فضّلوا حسن البنا القبوري الوثني على الصحابة رضوان الله عليهم كما شهد بذلك وأقرّه العلافة القرضاوي المصري قطري.
-كما نشروا في المسلمين عقائد الخوارج فيما يتعلّق بقضايا الحكم بغير ما أنزل الله وتكقير المسلمين ونزع يد الطاعة من ولاة أمورهم ومنابذة الأمر أهله.
2/ أمّا في مجال الفقه:
-فقد ساهموا بقسط وافر في تحليل الحرام وتحريم الحلال بطرائق ملتوية وباعتماد أقوال وآراء شاذّة ولك أن تقرأ في كتب العلافة المصري قطري القرضاوي عموماً وكتابه ((الحلال والحلال)) خصوصاً ولك أن تقرأ كلام غيره من المجرمين في حكم الغناء والموسيقى والتمثيل والسينما والاختلاط وسفر المرأة بلا محرم والسفور بل ولبس المرأة المسلمة للمايوه (لباس السباحة !!!) وإن استطاعت أن تغطّي صدرها فبها ونعمت وإلا فلا حرج عليها إن شاء الله تعالى كما أفتى بذلك العلافة القرضاوي على قناة الجزيرة القطرية وإباحة المعاملات البنكية الربوية ..... وغيرها من جوانب الفقه الإسلامي التي أصلحها دعاة الإخوان المجرمون.
==================================================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
الخوارج وترك السنن والتعلّق بظاهر القرآن
قال الخطابي قوله ((أوتيت الكتاب ومثله معه)) يحتمل وجهين من التأويل:
أحدهما أن معناه أنه أوتي من الوحي المتلو مثل ماأعطي من الظاهر المتلو
والثاني أنه أوتي الكتاب وحيا يتلى وأوتي من البيان مثله أي أذن له أن يبين ما في الكتاب فيعم ويخص ويزيد عليه ويشرع ما في الكتاب فيكون في وجوب العمل به ولزوم قبوله كالظاهر المتلو من القرآن وقوله يوشك رجل شبعان... الحديث يحذر بهذا القول من مخالفة السنن التي سنها مما ليس له في القرآن ذكر على ما ذهبت إليه الخوارج والروافض فإنهم تعلقوا بظاهر القرآن وتركوا السنن التي قد تضمنت بيان الكتاب قال فتحيروا وضلوا ============================ :
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده اما بعد
فقد ساءني ما قراته من تعليقات جائرة في حق الاخ غريب الاثري وان زكمت انوف من لا يحب هاته الكلمة الاثري واهلها والقى بسمعه وبصره الى فلاسفة اليونان واتباعهم من علماء الكلام
ثم هل حقيقة يدافع هؤلاء عن ائمة الاسلام الجواب لا والف لا والدليل هو ما يكتبونه في منتدياتهم وبين احبتهم وخلانهم فاذا جاؤو الينا لبسو اقنعة المكر الزائف
لقد اضحت بعض الهفوات التي تصدر من بعض المنتسبين الى السنة من هنا وهناك تذكر حتى الاطفال بقصة ذالكم الحصان المشؤوم حصان طروادة 
وحتى لا اطيل على القارىء الكريم ادعو اخي الفاضل وهو من هو في علمه وادبه ان يتحفنا بتعليقه على الكلام ادناه وهو كلام منقول من منتدى السفينة والكل يعرف الى اي الطائفتين ينتمي صاحب هذا الكلام 
========================:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: ((فمن كان من المؤمنين بأرض هو فيها مستضعف أو في وقت هو فيه مستضعف، فليعمل بآية الصبر والصفح عمّن يؤذي الله ورسوله من الذين أوتوا الكتاب والمشركين. وأمّا أهل القوّة فإنّما يعملون بآية قتال أئمّة الكفر الذين يطعنون في الدّين، وبآية قتال الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون)) (الصارم المسلول 2/413).
إنّ شرع الله تعالى كامل من كلّ جوانبه يُسرٌ كلّه لا عناء فيه ولا تكلّف، والعسر كلّ العسر في مخالفة شرعه سبحانه والخروج عن منهاج رسوله صلى الله عليه وسلّم ولو بقيد أنملة، وكلّما زادت المخالفة زادت حدّة العسر وشدّته حتى تأتي على مصالح البشرية جمعاء فتجتثّها من جذورها.
============:
قال أبو إدريس الخولاني رحمه الله تعالى: ((إيّاكم والطّعن على الأئمّة، فإنّ الطّعن عليهم الحالقة، حالقة الدّين ليس حالقة الشّعر، ألا إنّ الطّعّانين هم الخائبون، وشرار الأشرار)) أخرجه ابن زنجويه في (الأموال 1/80) (معاملة الحكّام للبرجس ص 119).
لقد صحّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم أنّه سُئل عن شر النّاس فقال: ((من طال عمره وساء عمله)).
ولقد طال عمر عدوّ الله القرضاوي وساء عمله جداً ... فهو من شرار الخلق بنصّ حديث الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلّم ومن الخائبين الخاسئين الخاسرين ومن شرار سيرة سيد قطب في سطور


(البدايات الأولى)
نشأ سيد قطب في أسرة لا تخلو من بعض البدع فكان أبوه يقرأ سورة الفاتحة كل ليلة بعد طعام العشاء ويهديها لروح أبيه وروح أمه، بحضرة أولاده (1) .ومن العادات التي نشأ عليها التزام والده بإقامة حفلات ختم القرآن التي كان يقيمها في المنزل لا سيما في شهر رمضان (2).كما كانت قريته تسمى بلدة (الشيخ عبد الفتاح) لأنه أحد أوليائها!! وله فيها مقام بارز!!. هكذا يحكى الخبر دون إنكار موجود لا من سيد ولا من الخالدي (3) .
(الصبي يحفظ القرآن تحدياً)
حفظ سيد القرآن وهو صبي من باب التحدي وذلك أن مدرس القرآن فصل من عمله فأشاع أن الدولة تحارب القرآن وطالب أهل القرية سحب أولادهم من المدرسة وتحويلهم إليه في كُتّابه، فوافق بعض أولياء الأمور ومنهم والد سيد، ودرس سيد اليوم الأول فلم يعجبه الكُتّاب ورجع إلى المدرسة، وصار يحفظ في كل سنة عشرة أجزاء في منزله حتى يثبت أن المدرسة لا تحارب القرآن، وليت سيد واصل دراسة القرآن دراسة شرعية والانتفاع به ولكن للأسف لم يفعل ذلك.
(ثقافة صوفية خرافية منذ الصبا)
كان سيد مولعاً بالقراءة واقتناء الكتب منذ صباه، فجمع خمسة وعشرين كتاباً كان مولعاً بها إلى درجة العشق ومن هذه الكتب (البردة، سيرة إبراهيم الدسوقي، السيد البدوي،عبد القادر الجيلاني، دلائل الخيرات، دعاء نصف شعبان) (4). وكلها من كتب البدع والتصوف والخرافات والقبورية والغلو كما هو معلوم.
(ثم صار الصبي مشعوذاً)
ومن المؤسف أنه كان في مكتبة والده المنزلية كتابان غريبان يتعلقان بالشعوذة والسحر وهما كتاب (أبي معشر الفلكي) وكتاب السحر (شمهورش) ويستخدمان في قراءة الطالع وسحر الصرف والعطف.وقد تعلم سيد قطب هذه الشعوذة في صغره، وصار يمارسها في قريته، فكان المشعوذ المفضل فيها لعموم النساء والفتيات والشبان لصغر سنه، ولكونه يقوم بتلك الأعمال بلا أجرة.وقد سجل ذلك عن نفسه هو في كتابه (طفل من القرية) (5).
(تائه يقترب من الإلحاد)
خلال هذه المدة الطويلة اشتغل بالأدب والنقد، وكان نقده يمتاز بالقوة، والهجوم، والهمز واللمز، والسخرية المقذعة والهجاء (8).
(الانتقال)
سلك بعد ذلك طريقاً جديداً درس فيه القرآن من ناحية بيانية أدبيه، ثم أخذ يكتب المقالات التي ينتقد فيها أوضاع المجتمع، ثم شارك في الثورة ضد الأسرة المالكة في مصر حتى تم القضاء على ملكها، ثم التحق بالإخوان المسلمين، ثم اختط لنفسه منهجاً جديداً لكنه تحت إطار حركة الإخوان المسلمين، ونشر اتجاهه عبر خلايا سرية، اكتشفت فيما بعد، وحوكم وقتل على إثرها.
ماذا يستفاد من مجمل سيرته الذاتية؟
ليس في سيرته ما يشير من قريب ولا بعيد أنه درس علوم الإسلام من توحيد ولا حديث ولا تفسير ولا فقه ولا أصول فقه ولا غير ذلك على أحد من علماء المسلمين المعتبرين، وإنما غاية أمره اطلاعات ذاتية الله أعلم بحقيقة مصادره فيها، بل كان فيها كتب السحر والشعوذة والتصوف والقبورية والخرافة، والذي يظهر إلى ذلك أيضاً أنه كان يقرأ للشيعة والخوارج والمعتزلة و أضرابهم، وأنه كان بعيداً غاية البعد عن كتب أهل السنة والأثر لا يلتفت إليها ولا يرفع بها رأساً، ولهذا جاءت تقريراته في غاية البطلان والانحراف عن حقيقة الإسلام سواء في أصول الدين أو فروعه؛ وعلى هذا فمن الغش الكبير للمسلمين أن يُجعلَ منه إماماً يقتدون بهديه، ويستنون بسنته. إنّ من لم يجعل المتقين _ وعلى رأسهم محمد صلى الله عليه وسلم ثم أصحابه وأئمة التابعين لهم بإحسان _ من لم يجعلهم أئمة له لا يصلح أبداً أن يكون إماماً للمتقين من بعده، لأن الدين مبني =========على الاتباع وليس على الاختراع، وبهذا يحفظ الدين خالصاً نقياً من كل شائبة والله أعلم.====قول سيد قطب بعقيدة وحدة الوجود والحلول والجبر ودفاعه عن عقيدة النيرفانا الهندوكية البوذية
أطوار سيد قطب في وحدة الوجود:
أولاً ـ نعق بها وهو في سن الكهولة في حدود عام 1935م أي في حدود 1355هـ في ديوانه الشعري حيث يقول في قصيدته إلى الشاطئ المجهول والتي منها هذه الأبيات:
حننْتُ لمرآه إلى الضفة الأخرى
(إلى الشاطئ المجهول والعالم الذي
معالم للأزمان والكون تُستَقْرى
إلى حيث لاتدري إلى حيث لاترى
إلى حيث تنسى الناسَ والكونَ والدّهرا
إلى حيث (لاحيث) تميز حدوده!
وتمزج في الحس البداهة والفكرا
وتشعر أنّ (الجزء) و (الكل) واحد
ولا (اليوم) فالأزمان كالحلقة الكبرى
فليس هنا أمس) وليس هنا (غد)
هنا الوحدة الكبرى ([1]) التي احتجبت سرا)
وليس هنا (غير) وليس هنا (أنا) ([2])
ديوان سيد قطب (ص 123).
يقول سيد قطب في شرحه لهذه الأبيات في مقدمة كتابه ديوان سيد قطب (ص 30 ـ 31):
الجسم والزمن والوحدة:
(القُوى الروحية ـ عند الشاعر ـ هي التي تربطه بالوحدة الكونية الكبرى ([3]) كما تقدم، في حين تَقصُرُ القوى العقليةُ عن ذلك، وهو يرى أن الشعورَ بالزمن؛ نتيجةٌ لوجودِ الجسمِ والقوى الواعية؛ وأن الروح تحسُّ بالوجود المطْلقِ ([4])؛ لا يقيده الزمن؛ وبالبداهة لا يقيده المكان.
ولذلك فهو حينما خَلعَ الجسم وخلع الحِجا في (الشاطئ المجهول) رأى أنْ ليس هناك (حيث) ولا (أمس) ولا (اليوم) ولا (الغد) ولا (غير) ولا (أنا) … إلخ

لما انتقل من القرية إلى القاهرة في المرحلة الثانوية بدأ مرحلة الشك، وعدم اليقين، والتخلي عن الدين ،والانشغال بعضوية حزب الوفد مدة طويلة (6) ، واستمر معه هذا التيه والضياع حتى بلغ الأربعين (7).


ولكنه رأى (الأزمان) كالحَلْقَةِ الكبرى) ورأى (الوحدة التي احتجبت سراً). وكذلك في قصيدة (الليلات المبعوثة) ([5]) حين تجرد لم يَرَ للزمان مَعْلَماً ولا رسماً ورأى كلّ شئ كرمز الدّوام.

وله أبيات في ص91 من ديوانه عنوانها (عبادة جديدة) نعق بها في عام 1937م

منها:

لك أنت وحدك يا جمال

لك يا جمال عبادتي

ومنها:

حي بالعبادة في جلال

وأرى الألوهة فيك تُو

منها تُوشِّيهِ بالعبادة في جلالْ

ما أنت إلاّ مظْهرٌ

يا حُسْنُ مِنْ أهل الضّلال

فإذا عَبدتُكَ لم أكنْ

ـدةِ في الحقيقةِ والخيالْ

بل كنتُ محمود العقيـ

كلُ النفوسِ بلا مثالْ

أعْنُو لمن تعنُو له

شتى المرائي والخِلالْ ([6])

مُتفرِّقا في الكون في

بطلَ التَّمحّلُ والجِدالْ

فإذا تركّز ها هُنا

وفي شيخوخته في حدود سنة 1946 م أو سنة1947 م تحمس للدفاع عن عقيدة النيرفانا فمدحها وذبّ عنها وعن أهلها وهي تتضمن أخبث عقائد الوثنيين الهندوك والبوذيين من مثل وحدة الوجود وعقيدة التناسخ ([7]) تحت عنوان (سندباد عصري) انتقد سيد قطب الدكتور حسين فوزي فقال بعد مقدمة تحدث فيها عن السندباد والسندبادات ثم قال: والدكتور حسين فوزي هو سندبادنا اليوم وهو رجل ندب لرحلة علمية في البحر الأحمر والمحيط الهندي ضمن بعثة عالمية لدراسة أحياء البحر الأحمر والمحيط وقد طوّف ـ مع البعثة ـ على باخرة مصرية طوال تسعة أشهر في البحر والبر في الجزر والقارة وزار معابد الهند وسيلان وسواها من الجزر المنثورة في المحيط ثم عاد) وتحدث عن كتاب ألفه في هذه الرحلة سماه (سندباد عصري) أودعه ملاحظاته الإنسانية وانفعالاته الوجدانية واستجاباته العاطفية … الخ

ثم ذهب يتكلم عن هذا الرجل بكلام يطول ذكره ولا فائدة في ذكره والذي يهمنا من هذا المقال هو حديثه عن النيرفانا ودفاعه عنها وعن أهلها علما بأن كلامه هذا في مرحلة إسلامياته كما يصفه أنصاره ومحبوه.

قال: 1ـ (وإذا شاهد فيلماً هنديا يمثل الروح الهندية المتسامحة التي تنتهي من الصراع على الحقوق الخاصة، إلى الزهد في أعراض الدنيا والاتجاه إلى عبادة الروح الأعظم قال: (أدركت ناحية من نواحي الضعف في بعض الحركات الروحية حين تدخل ميدان السياسة العملية).

في هذا المقطع مدح للروح الهندية الضالة الملحدة بالتسامح والزهد في أعراض الدنيا والاتجاه إلى عبادة الروح الأعظم، وفي وصف الله بأنه الروح الأعظم ضلال مبين يرفضه الإسلام، وفي وصف الهنادك بأنهم يعبدون الله واعتداده بعبادتهم ضلال آخر.

2 ـ ثم قال: (وإذا سمع زميله الانجليزي يقول عن (النيرفانا) أي الفناء في الروح الأعظم ـ وهو الغاية التي يطمح إليها الهندي من وراء حرمانه وآلامه: (دعنا من هذا فلا قبل لي بهذا الهجص وتلك الشعوذة يا عم حسن) لم يجد في نفسه أية حماسة للرد على هذا الكلام. وهكذا و هكذا مما قد يبالغ فيه فيصل إلى حدّ الزراية والسخط الشديدين على الروح الشرقية بوجه عام.

في هذا المقطع تعريف للنيرفانا بأنها الفناء في الروح الأعظم أي بأنها وحدة الوجود ولوم وعذم للدكتور حسين فوزي على إقراره لزميله الانجليزي على الطعن في هذه العقيدة واعتباره إياها هجصا وشعوذة قال: فلم يجد في نفسه أي حماسة للرد على هذا الكلام فالنصراني على كفره وضلاله أدرك تفاهة هذه العقيدة وخسّتها وقد أقره حسين فوزي على هذا الوصف الذي لا يكفي في ذم هذه العقيدة الملحدة.

وسيد قطب تأخذه الغيرة لها فيعذم الرجلين على نقدها والاستهانة بها فيقول المسكين متألما لهذه العقيدة: (وهكذا و هكذا) الخ

3 ـ ثم يقول: ومهما افترضنا للسندباد من الأعذار في قسوة الأوضاع الاجتماعية والمظاهر البائسة التي شاهدها في الهند، فقد كنّا نرجو أن يكون أوسع أفقا وأكثر عطفا وأعمق اتصالا بروح الشرق الكامنة وراء هذه المظاهر والأوضاع، والروح الصوفية المتسامحة المشرقة بنور الإيمان.

في هذا المقطع يبين في أسى شديد ما كان ينتظره ويرجوه من حسين فوزي فيقول فقد كنا نرجوا أن يكون أوسع أفقا، ثم ويا للهول يصف سيد قطب أخبث عقيدة وأكفرها بأنها المتسامحة المشرقة بنور الإيمان.

4 ـ ثم يقول: (إنه يقول عن لوحة الكنج المقدس: لم يكن الاغريقي ليصور نبعاً مقدسا. الخ) أجل ‍‍‍‍‍! وهذا هو مفرق الطريق بين الشرق والغرب. في الشرق قداسة تمت إلى القوة العظمى المجهولة، وفي الغرب حيوية تمت إلى المشهود الحاضر المحسوس.

وليس لي أن أفضل هذا أو ذاك. فكلاهما جانب من جوانب النفس الإنسانية الكبيرة التي تهش لكليهما على السواء؛ إن لم تؤثر في حسابها الروحي والفني جانب المجهول على جانب المشهود.)

في هذا المقطع يصف الكنج وهو نهر يعبده الهنادك بأنه نهر مقدس ويصف عبادة الهنادك وطقوسها الكافرة بالقداسة التي تمت إلى القوة العظمى المجهولة فيصف الله بالقوة العظمى المجهولة فلا حول ولا قوة إلا بالله، وفي قوله وليس لي أن أُفضل هذا أو ذاك نوع من الاعتراف بوحدة الأديان، وقد قال في مناسبة أخرى: ((إن الإسلام يصوغ من الشيوعية والمسيحية معاً مزيجاً كاملاً يتضمن أهدافهما ويزيد عليهما بالتناسق والاعتدال)) [معركة الإسلام والرأس ماليّة (ص:61)] وله في السلام العالمي مدح للعقيدة النصرانية.

5 ـ ثم يقول: وهو يسخر بعقيدة (النيرفانا) كسخرية زميله الانجليزي الذي يقول: ما كنت أحسب أن دينا يعد بنعمة الفناء! ووجه الخطأ هو اعتبار (النيرفانا) فناء! إنها كذلك في نظر الغربي الذي يصارع الطبيعة وينعزل عنها، فأما الهندي الذي يحس بنفسه ذرة منسجمة مع الطبيعة، ويعدها أما رؤوما، فيرى في فنائه في القوة العظمى ([8]) حياة وبقاء وخلودا. وعلينا أن نفهم هذا ونعطف عليه ولا نراه بعين الغربيين، وهو يبدو في أرفع صورة في (ساد هانا تاجور) فلنقف خشعا أمام هذا السموّ الإلهي، ولو لحظات!!

في هذا المقطع تأخذ سيد قطب الغيرة على النيرفانا وأهلها ويأخذه الحماس فيرى نقد حسين فوزي والإنجليزي للنيرفانا سخرية ويخطّئ نظرتهما إليها، ويريد أن يبين وجه الخطأ بل قام في زعمه ببيان هذا الخطأ فيقرر بذكائه وحدة الوجود ويمدحها ويمدح أهلها بأسلوبه الغريب فتصل به عاطفته الجياشة بالحنان والعطف على هذه الديانة وأهلها إلى قوله (وعلينا أن نفهم هذا ونعطف عليه) … الخ وهكذا يقرر سيد قطب النيرفانا ويمدحها ويمدح أهلها ويعتبر كفرهم وزندقتهم وإلحادهم سموا إلهيا، ويدعو نفسه والناس إلى الوقوف أمام هذا السمو الإلهي خاشعين).

وبعد هذا أريد أن يعرف الناس ما هي النيرفانا ثم ليحكم العقلاء المنصفون على سيد قطب وعلى حماسه لها ولأهلها ودفاعه عنها وعنهم.

وفي حدود سنة 1951م تظاهر بنفي القول بوحدة الوجود في أول تفسير سورة البقرة في ظلال القرآن بأسلوب بارد لا ندري ما باعثه.

وفي نهاية الخمسينات ([9]) عاد مع الأسف إلى تقرير عقيدة وحدة الوجود والقول بالحلول والجبر في أواخر تفسيره الظلال في تفسير سورة الحديد فقال في تفسير قول الله تعالى: (هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شئ عليم).

قال سيد قطب: (وما يكاد يفيق من تصور هذه الحقيقة الضخمة، التي تملأ الكيان البشري وتفيض، حتى تطالعه حقيقة أخرى لعلها أضخم وأقوى، حقيقة أن لا كينونة لشيء في هذا الوجود على الحقيقة، فالكينونة الواحدة الحقيقية هي لله وحده سبحانه، ومن ثم فهي محيطة بكل شيء عليمة بكل شيء، فإذا استقرت هذه الحقيقة الكبرى في القلب؛ فما احتفاله بشيء في هذا لكون غير الله سبحانه وتعالى؟! وكل شيء لا حقيقة له ولا وجود، حتى ذلك القلب ذاته، إلا ما يستمده من تلك الحقيقة الكبرى، وكل شيء وهم ذاهب، حيث لا يكون ولا يبقى إلا الله، المتفرد بكل مقومات الكينونة والبقاء، وإن استقرار هذه الحقيقة في قلب ليحيله قطعة من هذه الحقيقة، فأما قبل أن يصل إلى هذا الاستقرار؛ فإن هذه الآية القرآنية حسبه ليعيش في تدبرها وتصور مدلولها، ومحاولة الوصول إلى هذا المدلول الواحد.



([1]) الوحدة الكونية الكبرى هي وحدة الوجود.

([2]) السوية والغيرية اصطلاحان صوفيان مأخوذتان من كلمتي: سوى وغير والصوفي الحق في دين الصوفية من يوقن أنه لا سوى ولا غير أي يرى الكل عيناً واحدة. [انظر هذه هي الصوفية (ص:15).

والقارئ يرى أن سيد قطب قد أضاف اصطلاحات أخرى، فليس هنا أمس وليس هنا عند وأن الكل والجزء واحد ولا حيث إلخ.

([3]) انظر التعليق السابق.

([4]) هذه العبارة يقولها أهل وحدة الوجود.

([5]) هذه القصيدة لا ندري متى قالها وهي واحدة من الأدلة على لهج سيد قطب بوحدة الوجود.

([6]) فسر الخلال بقوله: الخلال: منفرج ما بين الشيئين جاسوا خلال الديار، ساروا وترددوا بينها والمراد منتشر في كل ما نرى وما بين الأشياء وبعضها.

([7]) عُرفت الينرفانا في الموسوعة الميسرة (2/ 1170 – 1711) الصادرة عن الندوة العالمية للشباب:
((النيرفانا: كلمة غامضة معناها النجاة ويعني بها نجاة الروح التي ظلت على صلاحها أثناء دورتها التناسخية المتعاقبة حيث لم تعد في حاجة إلى تناسخ جديد وبذلك يحصل لها النجاة من الجولان وتتحد بالخالق الذي صدرت عنه وتفني فيه. والنرفانا أو الحصول على النجاة من أسمى الأهداف للحياة عند الهندوس والبوذيين. يقول كرشنا: ((من يعرف ظهوري وأعمالي التجاوزية لا يولد ثانية عند تركه الجسد في هذا العالم المادي، بل يدخل مقامي السرمدي)).

ويذكر الدكتور محمد ضياء الأعظمي في فصول من أديان الهند أنه من ثمرات النرفانا فناء الشخصية والاتحاد بالجوهر الذاتي ((برم آتما)) ومن هنا جاء إحراق الموتى تخلصاً من الجسم المادي لتعلوا الروح إلى العالم العلوي، والنار هي إحدى مظاهر الألوهية ((أكني)) وهي بدورها تقرب إلى ((برميشور)) الذات العليا. ولا يحصل على النرفانا عند البوذية إلا بعد اقتلاع الشهوة اقتلاعاً تاماً. يقول بوذا في آخر دروسه: ((الذي يؤمن بالبوذية والجماعة والدين يحل له النرفانا))، بل كان يحث أتباعه على تحصيلها حتى آخر لحظات حياته فيقول في آخر وصاياه: ((فعليكم أيها التلاميذ مجاهدة النفس جهاد المخلص الجاد للحصول على الرفانا))، أما الجينين فيعتقدون أنه بحصول الأرواح على النرفانا تبلغ درجة الإله وهذا الأمر يفسر انتشار الرهبنة في هذه الديانات. وقد تأثر غلاة المتصوفة أمثال: الحلاج وابن عربي ومن تابعهما بهذه العقيدة الوثنية الباطلة التي تلغي اليوم الآخر والثواب والعقاب بالإضافة إلى إلغاء توحيد الله جل وعلا، وقد أظهروا مقالات كفرهم بالقول بالفناء والاتحاد ووحدة الوجود)) ا. هـ.

وانظر [فصول في أديان الهند (ص:124)، والثقافة الإسلامية – المستوى الرابع – تأليف: محمد قطب، ومحمد المبارك، ومصطفى كامل- (ص:119)].

([8]) وهذا تصريح بالقول بوحدة الوجود.======فكرة العالمية أو الأخوة الإنسانية عند سيد قطب

ويتحدث عن الهندوكية فلا يقدح فيها من جهة شركها ووثنيتها، وإن كان في بعض الأحيان قد يطعن في هذه الوثنية لكن حديثه هنا عجيب إنه يدعو إلى فكرة الماسونية فكرة الأخوة الإنسانية.

فيقول ([1]): (والمجتمع الهندوكي بدوره يكاد يكون مجتمعا مقفلا كالمجتمع اليهودي، لأن تقسيم البرهمية للطبقات في هذا المجتمع وعزلها كل طبقة عن الأخرى عزلا كاملا، بحيث لا يمكن اجتياز الفواصل الحديدية بين هذه الطبقات. . . لا يسمح لغير الهنود أن يعتنقوا الديانة الهندوكية ولا يسمح بفكرة الأخوة العالمية، التي تهيئ لقيام مجتمع عالمي مفتوح للجميع).

وهكذا يرى أكبر نقص في المجتمع الهندوكي أنه مجتمع مقفل وكذلك المجتمع اليهودي، وكأنه يشجعهما على الانفتاح ونشر ديانتهما في العالم انطلاقا من حرية الأديان.

وكذلك يأخذ على الهندوكية أنها لا تسمح بفكرة الأخوة العالمية التي يدعو إليها سيد قطب.

ويقول سيد قطب عن المسيحية:

(أما المجتمع المسيحي -إذا صح هذا التعبير – فالمسيحية لا تحكمه، والنظم فيه لا تعتمد على العقيدة، إنما تعتمد أساسا على القوانين الوضعية، حيث تقف العقيدة في عزلة عن المجتمع، تحاول أن تعمل في ضمير الفرد وحده، وبدهي أن قوة النظام الاجتماعي لا تمهل الفرد يستمع إلى صوت الضمير ما لم يكن هذا النظام ذاته قائما على العقيدة التي تعمر الضمير. . . وهذا الانعزال بين العقيدة والنظام في العالم الذي يسمى العالم المسيحي، يحرم الفرد ذلك التناسق الذاتي بين ضميره والنظام الذي يعيش في ظله، كما يحرم المجتمع تلك الإيحاءات السامية المنبعثة من روح الدين. . . وعلى أي حال فهذا موقف اضطراري في العالم المسيحي، لأن المسيحية لم تتضمن شريعة تنظم المجتمع عن طريق القانون، ومن هنا ذهبت كل دعوات المسيحية إلى السماحة الإنسانية هباء، وغلبتها روح الاستعمار الخبيثة، المنبعثة من النعرة القومية المنعزلة داخل الحدود الجغرافية) ([2]).

أقول: لو حكمت العقيدة الإسلامية سيد قطب لما تحدث بهذا الأسلوب عن الهندوكية المغرقة في عبادة كل شيء من الأوثان والقردة والفروج والأشجار والأحجار والحيات والديدان.

فأي دمار سيحيق بالبشرية لو انفتحت على العالم تنشر عقيدتها وتدعو إلى الأخوة العالمية تخلصا مما يأخذه سيد قطب وأمثاله من دعاة الإنسانية، وخروجا من معرة هذا العار؟!

ولو حكمت العقيدة الإسلامية سيد قطب لما تحدث عن النصرانية الكافرة بهذا الأسلوب السمج المتملق – إن أحسنا به الظن -.

إنه لا يتحدث عن الدين الذي جاء به رسول الله عيسى صلى الله عليه وسلم المتضمن للتوحيد والمؤيد للتوراة المنزلة على موسى صلى الله عليه وسلم وفيهما جميعا الهدى والنور والتشريع المنظم للحياة.

قال تعالى: {وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ} ([3]) بعد أن قال عن التوراة: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْكَافِرُونَ} ([4])

وإنما يتحدث سيد قطب عن الديانة النصرانية المحرفة عن التوحيد إلى الوثنية وعن الحكم بما أنزل الله إلى الحكم بالطاغوت.

فماذا يريد سيد قطب بقوله في حديثه عن المجتمع المسيحي: (فالمسيحية لا تحكمه والنظم فيه لا تعتمد على العقيدة إنما تعتمد أساسا على النظم الوضعية)؟!

فلو اعتمدت نظمها على عقيدتها الوثنية التي قال الله في شأنها {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ} ([5])

وقال: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ} ([6])، وقال: {لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا (89) تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا (90) أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَانِ وَلَدًا (91) وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَانِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا (92) إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِلا آتِي الرَّحْمَانِ عَبْدًا} ([7])، ولو اعتمدت نظمها على عقيدتها الوثنية بنص القرآن أتكون على حق وسداد وهدى؟

إن عدم التزامهم بهذه العقيدة قد يكون أخف خبثا وشرا.

وماذا استفاد العالم الإسلامي وغيره من التعصب الوثني الصليبي؟ وماذا لقيت أسبانيا من هذا التعصب الخبيث المتوحش؟!

سيد قطب يعرف هذا تماما.

ماذا يريد سيد قطب بقوله: (وبدهي أن قوة النظام الاجتماعي لا تمهل الفرد ليستمع إلى صوت الضمير ما لم يكن هذا النظام ذاته قائما على العقيدة التي تعمر الضمير)؟!

فهل العقيدة النصرانية تعمر الضمير أو تفسده وتخربه وتملؤه حقدا وتعصبا ضد الحق والهدى والنور الذي أُرْسِل به محمد صلى الله عليه وسلم إلى العالمين، فأبته هذه العقيدة وحاربته أشد من اليهود والفرس والهندوك وغزت المسلمين في عقر دارهم وتعاونت مع كل الأديان ضدهم وضد إسلامهم.

ماذا يريد سيد بقوله: (وهذا الانعزال بين العقيدة والنظام في العالم الذي يسمى العالم المسيحي يحرم الفرد ذلك التناسق الذاتي بين ضميره والنظام الذي يعيش في ظله، كما يحرم المجتمع تلك الإيحاءات السامية المنبعثة من روح الدين)؟!

فهل يحصل للفرد النصراني عابد الصليب تناسق بين ضميره والنظام الناشىء على تلك العقيدة أو أنهما جميعا تورثانه التمزق والضياع والقلق ([8])؟!

وما هي الإيحاءات السامية المنبعثة من روح الدين الوثني الصليبي؟! أليست الفجور والبغضاء والحقد على محمد صلى الله عليه وسلم ورسالته وأمته؟!

ثم بعد هذا الكلام التائه يخبط في تيه التناقض فيقول: وعلى أي حال فهذا موقف اضطراري في العالم المسيحي، لأن المسيحية لم تتضمن تنظيم المجتمع عن طريق القوانين).

فهل هذا إعذار للمسيحيين عن تشريعهم لقوانين لا ترتبط بعقيدتهم فهم بذلك معذورون أمام الله؟ وهل المسيحية التي لم تتضمن قوانين هي المنزلة أو المبدلة؟

إن كان يقصد المنزلة وهو المتبادر، فهذا أمر خطير يصادم قول الله: {وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ} ([9])، ثم هم ملزمون بالأحكام المنزلة في التوراة ثم القرآن.

وإن كان يقصد المسيحية الوثنية المبدلة فما فائدة هذا الكلام الباطل الذي يغضب الله عز وجل والذي يدل على الفساد العقائدي والهوى السياسي وهما أمران خطيران كثيرا ما يجران من أصيب بهما إلى المهالك.

بل يذهب سيد قطب إلى أبعد من هذا فيصف النصرانية المبدلة بالسماحة والطهر فيقول:

وكثيرا ما ذهبت إلى هذه الكنائس واستمعت إلى الوعاظ في الكنيسة وإلى الموسيقى والتراتيل والأدعية، وكثيرا ما استمعت إلى إذاعة الآباء في محطات الإذاعة في الأعياد المسيحية. . . . دائما يحاول الآباء أن يعقدوا الصلة بين قلب الفرد وبين الله، ولكن واحدا منهم لم أسمعه يقول كيف يمكن أن يكون مسيحيا في واقع الحياة اليومية، ذلك أن المسيحية إنما هي مجرد دعوة للتطهير الروحي، ولم تتضمن تشريعا للحياة الواقعة بل تركت ذلك لقيصر.

وكان من أثر هذا في العالم المسيحي أن أصبحت المسيحية في جانب والحياة الواقعة في جانب، وعلى توالي الأزمان أصبحت المسيحية محصورة داخل الكنيسة والحياة من حولها أبعد ما تكون عن روحها السمحة المتطهرة، فلما نشطت الكنيسة في السنوات الأخيرة للاتصال بالمجتمع من جديد لم يكن همها أن ترفع الناس إليها، بل كانت طريقها أن تهبط هي إلى الناس. 00) ([10])

هكذا يصور سيد قطب النصرانية المحرفة الوثنية النجسة عقائدها المؤلهة للبشر بأنها دعوة إلى التطهر الروحي، وأن روحها سمحة متطهرة، ولا مؤاخذة على الكنيسة إلا أنها أهملت السياسة ووضع القوانين التي تحكم الحياة.

وهذا يذكر القارئ بمدح سيد للصوفية أهل وحدة الوجود من حيث عقيدتهم الوحدوية، ومؤاخذته لهم من جهة تقصيرهم في الجانب السياسي في الإسلام فقط.

وكل هذه الضلالات يجب على الأمة أن تحني رؤوسها أمام عظمة سيد وأن تتلمس له التأويلات والمعاذير، أما السلفي فيا ويله إن أخطأ، بل يا ويله إن قال الحق وبرهن عليه بالأدلة والبراهين الواضحة.



([1]) نحو مجتمع إسلامي (ص 132).

([2]) نحو مجتمع إسلامي (ص 132 – 133).

([3]) المائدة 47.

([4]) المائدة 44.

([5]) المائدة 72.

([6]) المائدة 73.

([7]) مريم: 89 – 93

([8]) لقد كانت القوانين في الديانة النصرانية مرتبطة بعقيدتها وكان النصارى واليهود يستمدون عقيدتهم وقوانينهم في ان واحد من أحبارهم ورهبانهم كما قال تعالى: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لا إِلَهَ إِلا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ}، ومع هذا الارتباط بين العقيدة والقانون فقد كفرهم الله واعتبرهم مشركين، فأين التوحيد والطهر؟ وأين التناسق الذاتي بين ضمير الفرد والنظام الذي يعيش في ظله؟ أليس تناسقا بين كفر وكفر؟==============نظرة سيد إلى الجزية وأهلها

ومن بوائق سيد قطب أنه يخالف ما قرره القرآن والسنة وعلماء الإسلام من أن الجزية صغار ورمز إذلال لأهل الذمة، فأينما يذكرها في أي كتاب بما في ذلك “الظلال ” يذكرها في صورة تشي بإكرامهم واحترامهم، ففي تفسير قول الله تعالى: {حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} لا يذكر هذا الصغار ولا يفسره كتفسير المسلمين، بل بأسلوب يدغدغ به عواطف المستشرقين واليهود والنصارى وغيرهم من الحاقدين على الإسلام فيقول:

والإسلام – بوصفه دين الحق الوحيد القائم في الأرض – لا بد أن ينطلق لإزالة العوائق المادية من وجهه، ولتحرير الإنسان من الدينونة لغير دين الحق، على أن يدع لكل فرد حرية الاختيار بلا إكراه منه، ولا من تلك العوائق المادية كذلك.

وإذن، فالوسيلة العملية لضمان إزالة العوائق المادية وعدم الإكراه على اعتناق الإسلام في الوقت نفسه هي كسر شوكة السلطات القائمة على غير دين الحق حتى تستسلم وتعلن استسلامها بقبول إعطاء الجزية فعلا، وعندئذ تتم عملية التحرير فعلا بضمان الحرية لكل فرد أن يختار دين الحق عن اقتناع، فإن لم يقتنع بقي على عقيدته وأعطى الجزية لتحقق عدة أهداف:

أولها: أن يعلن بإعطائها استسلامه وعدم مقاومته بالقوة المادية للدعوة إلى دين الله الحق.

ثانيها: أن يساهم في نفقات الدفاع عن نفسه وماله وعرضه وحرماته التي يكفلها الإسلام لأهل الذمة، والذين يؤدون الجزية فيصبحون في ذمة المسلمين وضمانهم، ويدفع عنها من يريد الاعتداء عليها من الداخل أو من الخارج بالمجاهدين من المسلمين.
ثالثها: المساهمة في بيت مال المسلمين الذي يضمن الكفالة والإعاشة لكل عاجز عن العمل بما في ذلك أهل الذمة بلا تفرقة بينهم وبين المسلمين دافعي الزكاة ([1]).

أقول: أين معنى الصغار في هذه الأهداف فالهدف الأول لا بد منه حتى من المسلم، فلا بد أن يعلن استسلامه لله رب العالمين، وإذا قاوم الدولة المسلمة بالقوة المادية، وجب قتاله وقتله، والهدفان الآخران لصالح أهل الذمة، فهم في كليهما كالمسلمين، بل العبء الأكبر على المسلمين، ولأهل الذمة الغنم والراحة، لقد أضاع سيد قطب الهدف الإسلامي الأساسي من أخذ الجزية من أهل الذمة.

وأضاع أيضا الهدف الآخر وهو ما قاله عمر رضي الله عنه: (أوصيكم بذمه الله، فإنه ذمة نبيكم ورزق عيالكم).

ثم قال: ولا نحب أن نستطرد هنا إلى الخلافات الفقهية حول من تؤخذ منهم الجزية، ومن لا تؤخذ منهم، ولا عن مقادير هذه الجزية، ولا عن طرق ربطها، ومواضع هذا ا الربط ( … ) ذلك أن هذه القضية برمتها ليست معروضة علينا اليوم كما كانت معروضة على عهود الفقهاء الذين أفتوا فيها واجتهدوا رأيهم في وقتها.

إنها قضية تعتبر اليوم تاريخية وليست واقعية.

إن المسلمين اليوم لا يجاهدون! .. ذلك أن المسلمين اليوم لا يوجدون! .. إن قضية وجود الإسلام ووجود المسلمين هي التي حتاج اليوم إلى علاج!

والمنهج الإسلامي – كما قلنا من قبل مرارا – منهج واقعي جاد، يأبى أن يناقش القضايا المعلقة في الفضاء، ويرفض أن يتحول إلى مباحث فقهية لا تطبق في عالم الواقع – لأن الواقع لا يضم مجتمعا مسلما تحكمه شريعة الله، ويصرف حياته، الفقه الإسلامي – ويحتقر الذين يشغلون أنفسهم ويشغلون الناس بمثل هذه المباحث في أقضية لا وجود لها بالفعل ويسميهم (الأرائتيين) 000 الذين يقولون (أرأيت) لو أن كذا وقع فما هو الحكم؟).
إن نقطة البدء الآن هي نقطة البدء في أول عهد الناس برسالة الإسلام. . . أن يوجد في بقعة من الأرض ناس يدينون دين الحق، فيشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله. . ومن ثم يدينون لله وحده بالحاكمية والسلطان والتشريع ويطبقون هذا في واقع الحياة. . . ثم يحاولون أن ينطلقوا في الأرض بهذا الإعلان العام لتحرير الإنسان، ويومئذ – ويومئذ فقط – سيكون هناك مجال لتطبيق النصوص القرآنية والأحكام الإسلامية في مجال العلاقات بين المجتمع المسلم وغيره من المجتمعات، ويومئذ – ويومئذ فقط – يجوز الدخول في تلك المباحث الفقهية، والاشتغال بصياغة الأحكام والتقنين للحالات الواقعة التي يواجهها الإسلام بالفعل لا في عالم النظريات).

ثم يقول: معتذرا عن تفسيره لهذه الآية على الوجه الذي قرره (وإذا كنا قد تعرضنا لتفسير هذه الآية – من ناحية الأصل والمبدأ -، فإنما فعلنا هذا لأنها تتعلق بمسألة اعتقادية وترتبط بطبيعة المنهج الإسلامي، وعند هذا الحد نقف فلا نتطرق، وراءه إلى المباحث الفقهية الفرعية احتراما لجدية المنهج الإسلامي وواقعيته وترفعه على هذا الهزال) ([2]).

أقول: نأسف أشد الأسف لهذا التفسير لكتاب الله من وجوه:

أولا: إغفال معنى الصغار في الجزية الذي فرضه الله في كتابه وأكده رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة والخلفاء الراشدون وأئمة الإسلام وعلماء الأمة من محدثين وفقهاء.

ثانيا: تضييع هدف تشريع هذا الصغار، وهو حمل أهل الذمة على الإسلام الذي فيه عزتهم وشرفهم في الدنيا وسعادتهم ونجاتهم من النار التي أعدت للكافرين. . . فأهل النخوة والذين ينشدون العزة والحرية منهم لا يستطيعون البقاء على الصغار، بل سيحفزهم ذلك على الخلاص منه، لا سيما وكثير منهم يعرف أن الإسلام هو الحق، وفيه العزة والسعادة في الدنيا والآخرة.
أما هذا الأسلوب وهذا المنهج الذي ينتهجه سيد قطب، فإنه يغريهم بالبقاء على كفرهم الذي فيه شقاؤهم الأبدي وهلاكهم السرمدي ذلك إن كانوا قد اقتنعوا بما تضمنه هذا الأسلوب.

ثالثا: ماذا يريد سيد قطب بصياغة الأحكام والتقنين؟

أيريد صياغة أحكام وقوانين في أمور قد قررها الله ورسوله وسار الخلفاء الراشدون وأئمة الإسلام في هدي هذا التقرير بما لا يحتاج إلى صياغة أحكام وقوانين جديدة ينشئها سيد قطب وأمثاله؟!

أو يريد صياغة أحكام وقوانين تميع الإسلام وتخالفه وترضي أعداءه، كما يتحدث سيد عن الجزية في ضوء كلام سيرت، وأرنولد من أن الجزية إنما هي في مقابل الخدمة العسكرية وأن الجزية ليست صغارا على أهل الذمة، وأن لهم أن يدفعوا الزكاة بدلا عن الجزية إذا شاؤوا ذلك، وأنه لا مانع أن تضرب الجزية على المسلمين بدلا من الخدمة العسكرية إذا لم يقوموا بهذه الخدمة؟!

وبمثل هذه التشريعات الماسخة للتشريع الإسلامي يرفع سيد قطب وأمثاله عقيرتهم أن عملهم هذا من صميم حاكمية الله والذي يخالفهم يكون كافرا لأنه حكم بغير ما أنزل.

رابعا: في أسلوب سيد في هذا الموضع وفي عشرات المواضع من كتبه قسوة وعنف على المسلمين بتكفيرهم والاستخفاف بهم.

خامسا: استخفافه بالعلم والعلماء والفقه والفقهاء.

انظر إلى قوله: (والمنهج الإسلامي – كما قلنا من قبل مرارا – منهج واقعي جاد يأبى أن يناقش القضايا المعلقة في الفضاء. . . ويحتقر الذين يشغلون أنفسهم ويشغلون الناس بمثل هذه المباحث في أقضية لا وجود لها بالفعل).

وانظر إلى تعاليه في قوله: (وعند هذا الحد نقف فلا نتطرق وراءه إلى المباحث الفقهية الفرعية احتراما لجدية المنهج الإسلامي وواقعيته وترفعه على هذا الهزال).

أليس في هذا صرف للناس وصد لهم عن العلم؟!
أليس في هذا الإرهاب الفكري ما يسوق الكثير إلى الجهل بشريعة الله الذي تحدث عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: “إن بين يدي الساعة أيام الهرج يزول فيها العلم ويظهر فيها الجهل ([3]).

هذا الأسلوب هو الذي ملأ أدمغة الكثير ممن يقدسون سيد قطب، ودفعهم إلى احتقار العلم والعلماء، وإلى تسميتهم بعلماء الورقة لا علماء الحركة، وإلى وصفهم بأنهم علماء الحيض والنفاس، وبأنهم لا يفقهون الواقع، وبأنهم جواسيس وعملاء إلى آخر الطعون والتهم التي يوجهونها إلى أهل العلم وطلابه.

سادسا: كان في وقته دولة مسلمة في الجزيرة العربية قائمة على العقيدة الصحيحة والمنهج الإسلامي الصحيح المنبثقين من كتاب الله ومن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم وعلى رأسها أمراء وعلماء مسلمون يطبقون شريعة الله ويقيمون دين الله الحق، فلماذا يتجاهلهم سيد ولا يعترف بهم؟

فهل يحتقرهم هم أيضا لأنهم يشغلون أنفسهم ويشغلون الناس بمثل هذه المباحث. . . إلخ؟

ليتك عشت حتى ترى تلاميذك اليوم كيف يطبقون الإسلام بعد أن قامت لهم دول هنا وهناك، فيصدق عليهم المثل: (إنك لا تجني من الشوك العنب)، ويصدق عليهم (فاقد الشيء لا يعطيه). . والباقون في انتظار هذا المصير الذي لا محيد لهم منه ولا محيص، سنة الله في المناهج الفاسدة ولن تجد لسنة الله تبديلا.

فأفيقوا يا معشر العقلاء من المسلمين!

سابعا: إذا تحدث سيد قطب عن الجهاد فلا يجوز عنده البحث في الغنائم ([4]) إلى أن تقوم دولته ([5]) لأن الحديث سيجره إلى حرمان أهل الذمة من المشاركة في الغنائم وسيجره إلى الحديث عن الاسترقاق والتسري بنساء المغلوبين من المشركين وذلك أمر كريه ينافي كرامة الإنسان في نظره، لأنه من دعاة الحرية والمساواة والعدالة ([6]).

وإذا تحدث عن الجزية، رأيت منه ما سبق، ولا يدخل في التفاصيل، بل يجب تعليقها ويجب الهجوم على الفقهاء الذين يبحثون في هذه الأمور التي تتحدث عن إذلال أهل الذمة وهو يريد إكرامهم وتدليلهم لا تذليلهم.

لا يتوفر نص بديل تلقائي.
الأشرا
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص أو أكثر‏‏لا يتوفر نص بديل تلقائي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق