الخميس، 19 يناير 2017

من وراء داعش
وداعش والنصرة وجهان لمنهج واحد
الشيخ محمد العنجري حفظه الله :
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
عنوان المحاضرة اليوم
من وراء داعش
وداعش والنصرة وجهان لمنهج واحد
هذا العنوان سيبحث بتفصيل مه المشايخ حفظهم الله وهناك عدة محاور لهذا الموضوع ونبدأ إن شاء الله مع الشيخ أبو العباس حفظه الله من هم داعش ؟
الشيخ أبو العباس حفظه الله :
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وعلى أله وصحبه أجمعين أما بعد
فلتحديد وبيان من هم لابد من معرفة أفكار هذا التنظيم ومعرفة مصادره الفكرية وإصداراته الفكرية والدعوية ونهجه العملي ، فمن خلال ذلك يعرف من هم وكذلك معرفة قياداته وسابقته الفكرية والعقدية .
تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام أو ما يسمى الخلافة الإسلامية واختصر إعلاميا إلى داعش أي الدولة الإسلامية في العراق والشام كما اختصرت كثير من الحركات المعاصرة إلى كلمتين أو ثلاث إلى حرفين أو ثلاثة أو أربعة كما تجد في حماس وكما تجد في فتح وتجد في غيرها من الحركات وهذا معروف عندكم وعند غيركم فهذا التنظيم وهذه الحركة هي فصيل من فصائل الحركات الإسلامية السياسية المعاصرة التي نهجت نهج السلاح والقتال لتحقيق الهدف الموحد عند هذه الفصائل والحركات ألا وهو إعلان الخلافة وإعادة الخلافة كما يدندون حول هذا من عام تسعة عشر وتسعمائة وألف من الميلاد تقريبا وعلى هذا قامت أم هذه الحركات ومنبع هذه الحركات في الوقت الحاضر ( جماعة الإخوان المسلمين ) وجعلوا السعي إلى تحقيق الخلافة وإعادتها هي أصل أصول دعوتهم حتى قدموها على الدعوة إلى تحقيق التوحيد وإفراد الله بالعبادة وتحقيق الاتباع وتجريد الاتباع وتحقيق السنة هذا الفصيل اختار طريق السلاح والقتال وما يسميه هو جهادا للوصول إلى تلك الغاية وحتى يتسنى له تغرير الناس أنه يسعى إلى هذا الهدف السامي أو الهدف العظيم فلابد من إزاحة العقبات من وجهة نظره كسائر الحركات ا لإسلامية السياسية أمام هذا الهدف وهو الحكومات والأنظمة الإسلامية القائمة اليوم وكانت أسرع الطرق إلى ذلك وهو مبني على عقيدتهم تكفير هذه الأنظمة وتكفير ولاة أمرها وما لحق بذلك من مؤسساتها العسكرية والإعلامية والتعليمية والقضائية والعسكرية بجميع أصنافها ، فإذاً هم نهجوا نهج التكفير وسلكوا هذا المسلك ولهذا نجد أن بداية تأسيس الدولة الإسلامية في العراق بدأ بإعلان أبي مصعب الزرقاوي والذي هو تلميذ لأبي محمد المقدسي عصام البرقاوي وتلميذ فكره وكتبه وعصام البرقاوي هو صاحب الكتب التنظيرية أيضا استطاع أن يقال بأنه الثالث أو الرابع بعد سيد قطب وآل قطب في التنظير في هذه الأبواب فهو صاحب كتاب ملة إبراهيم ، صاحب كتاب الكواشف الجلية في كفر الدولة السعودية ، وعصام البرقاوي أبو محمد المقدسي هو تلميذ لذلك المزيج من محمد سرور زين العابدين وحسن أيوب ومن تأمل هذه السلسلة في المذهب الفكري والعقدي تجد أنها منبثقة ممن يسمونه الجماعة الأم وهم الإخوان المسلمون فأسسوا تقريبا في عام ألف وأربعمائة وستة وعشرين ،الذي هو ألفين وخمسة ألفين وستة أسسوا هذه الدولة وأعلنوها ثم بعث مندوبه إلى أرض سوريا والشام ليكون امتدادا لدعوته وهو أبو محمد الجولاني ولم يزل الأمر بهذا التنظيم أعني تنظيم أسامة بن لادن تنظيم أيمن الظواهري ، بعد ذلك انفصل عنه وانفصل عنه الذين في الشام أو سوريا وكونوا جبهة النصرة فهو فصيل من فصائل الحركات الإسلامية التكفيرية المعاصرة التي سلكت مسلك حمل السلاح للإعادة ما يسمى بالخلافة الراشدة وقد سلك مع التكفير مسالك شتى ومن تأمل مصادره الفكرية وجد ما ذكرتُ لكم ووجد تصريحاتهم باعتماد كتب سيد قطب ومدرسته إلا أن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام باختصار داعش أعلن الانفصال عن تنظيم القاعدة وأعلن كلامه على جماعة الإخوان المسلمين وعلى مرسي وتكفيره لهم واتهام الجماعة بالعلمانية بينما أعلنت النصرة بيعتها وولائها واستمرارها على العهد لتنظيم القاعدة بقيادة أيمن الظواهري وهذه موادهم الفكرية وهؤلاء شخصياتهم ، أما أمرهم العملي فهو ظاهر للعيان فما ترتب على التكفير من استحلال الدماء بالتفجير والقتل والغدر والعمليات الانتحارية والتصفيات الجماعية فيركب على سبيل المثال في حافلة فيها من نساء المسلمين وأطفالهم وجنودهم يأمنونه فيركبونه فما هي إلا لحظات وإذا بهم أشلاء ممزقة ، كلهم يسلكون هذا المسلك ويرون أنه من القرب إلى الله تبارك وتعالى رؤية الخوارج من قبلهم وفي عصرهم اليوم فهذا باختصار التعريف الموجز ونشأة ما يسمى بالدولة الإسلامية في العراق والشام وانفصاله عن تنظيم القاعدة وبيان سلسلته الفكرية والعلمية إلى من تقدم ذكرهم وباختصار أيضا إلى أساليبهم العملية لتحقيق أهدافهم بما هو مشاهد ومعلوم يعرفه الناس ولله الحمد والمنة . نعم .
الشيخ محمد العنجري حفظه الله : أحسن الله إليكم أود من الشيخ زيد أن يبدأ في بيان من هم الخوارج بنصوص الكتاب والسنة ؟
الشيخ زيد الدوسري حفظه الله : الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبده ورسوله محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :
فأشكر إخواني ومشايخي على إتاحة هذه الفرصة لي والمشاركة وأسأل الله عز وجل السداد في القول.
فالخوارج هم قوم جاء ذكرهم في نصوص أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بكل صراحة ووضوح وهؤلاء القوم قومٌ سوء وقوم شر فالنبي صلى الله عليه وسلم أخبر عنهم في أحاديث عدة فجاء ذكرهم وأول رجل خرج هو ذو الخويصرة لما جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهذا أول قرن طلع منهم وهم كلما قُطع منهم قرن خرج قرن حتى يخرج آخرهم مع الدجال فهم لا ينتهون إلى أن يخرجوا مع الدجال فقال النبي صلى الله عليه وسلم لما اعترض عليه ذلك الرجل والنبي في الجعرانة يقسم الغنائم قال اعْدِلْ يَا مُحَمَّدُ فَإِنَّكَ لَمْ تَعْدِلْ قال ويحك إن لم أعدل فمن الذي يعدل ثم أراد الصحابة قتله فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إن هذا وأصحابا له يَحْقِرُ أَحَدُكُمْ صَلَاتَهُ مَعَ صَلَاتِهِمْ، وَصَوْمَهُ مَعَ صَوْمِهِمْ
فبين النبي صلى الله عليه وسلم أن هؤلاء القوم عند صوم وعندهم صلاة فالصحابة يحقر أحدهم صلاته مع صلاة هؤلاء القوم وجاء أيضا في صحيح ابن ماجه عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث ابن أبي أوفى رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الْخَوَارِجُ كِلَابُ أَهْلِ النَّارِ
وجاء عنه صلى الله عليه وسلم قال: شَرُّ قَتْلَى تَحْتَ أَدِيمِ السَّمَاءِ
وجاء في صحيح مسلم من حديث أنس بن مالك وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: سَيَكُونُ فِي أُمَّتِي اخْتِلَافٌ وَفُرْقَةٌ، قَوْمٌ يُحْسِنُونَ الْقِيلَ، وَيُسِيئُونَ الْفِعْلَ، يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ لكن مع ذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنَ الرَّمِيَّةِ، ثُمَّ لَا يَرْجِعُونَ حَتَّى يَرْتَدَّ عَلَى فُوقِهِ. فهم لا يرجعون بعد ذلك
وقال النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك : هُمْ شَرُّ الْخَلْقِ وَالْخَلِيقَةِ، طُوبَى لِمَنْ قَتَلَهُمْ وَقَتَلُوهُ، يَدْعُونَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ، وَلَيْسُوا مِنْهُ فِي شَيْءٍ، مَنْ قَاتَلَهُمْ كَانَ أَوْلَى بِاللَّهِ مِنْهُمْ
وجاء عند مسلم قال النبي صلى الله عليه وسلم لما ذكر سهل بن حنيف رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر الخوارج قال وأشار بيده نحو المشرق قال قَوْمٌ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ بِأَلْسِنَتِهِمْ لَا يَعْدُو تَرَاقِيَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ، كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ
وجاء في الصحيحين من حديث النبي صلى الله عليه وسلم عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه قال يَأْتِي فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ حُدَثَاءُ الأَسْنَانِ، سُفَهَاءُ الأَحْلاَمِ ــ دائما الخوارج تلقاهم بهذه الصفات ــ يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ البَرِيَّةِ، يَمْرُقُونَ مِنَ الإِسْلاَمِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، لاَ يُجَاوِزُ إِيمَانُهُمْ حَنَاجِرَهُمْ، فَأَيْنَمَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ، فَإِنَّ قَتْلَهُمْ أَجْرٌ لِمَنْ قَتَلَهُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ
وقال النبي صلى الله عليه وسلم وهذا رواه الترمذي في صحيحه في كتاب الفتن ( باب صفة المارقة )
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم يَخْرُجُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ أَحْدَاثُ الأَسْنَانِ سُفَهَاءُ الأَحْلاَمِ، يَقْرَءُونَ القُرْآنَ، لاَ يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، يَقُولُونَ مِنْ قَوْلِ خَيْرِ البَرِيَّةِ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ
فهولاء قد ذكرهم أيضا النبي صلى الله عليه وسلم لما تلا النبي صلى الله عليه وسلم قول المولى عز وجل ((هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ )) قالت عائشة إن النبي صلى الله عليه وسلم لما قرأ هذه الآية قال إذا رأيتم الذين يجادلون فيه فهم الذين سمى الله فاحذروهم
وأيضا ذكر ابن عباس رضي الله عنهما وأرضاهما الخوارج وما يصيبهم عند قراءة القرآن فقال : يؤمنون بمحكمه ويضلون عن متشابهه ، فهم يأخذون من كتاب الله المتشابه
وسئل ابن عمر رضي الله عنهما وأرضاهما عن الخوارج فقال : هم شرار الخلق .
وأيضا قال رضي الله عنه وأرضاه وجاء عن ابن عباس رضي الله عنه وأرضاه قال : الخوارج واجتهادهم وصلاتهم فليس هم بأشد اجتهادا من اليهود والنصارى وهم على ضلالة .
وقال ابن عمر : كانوا شرار الخلق .
وذكر الآجري عليه رحمة الله كلاما في الشريعة هو كلام نفيس فأقرأه بنصه قال : لَمْ يَخْتَلِفِ الْعُلَمَاءُ قَدِيمًا وَحَدِيثًا أَنَّ الْخَوَارِجَ قَوْمُ سُوءٍ عُصَاةٌ لِلَّهِ تَعَالَى وَلِرَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِنْ صَلَّوْا وَصَامُوا، وَاجْتَهَدُوا فِي الْعِبَادَةِ، فَلَيْسَ ذَلِكَ بِنَافِعٍ لَهُمْ، وإن أظهروا الْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَلَيْسَ ذَلِكَ بِنَافِعٍ لَهُمْ؛ لِأَنَّهُمْ قَوْمٌ يَتَأَوَّلُونَ الْقُرْآنَ عَلَى مَا يَهْوُونَ، وَيُمَوِّهُونَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ، وَقَدْ حَذَّرَنَا اللَّهُ تَعَالَى مِنْهُمْ، وَحَذَّرَنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَحَذَّرَنَاهُمُ الْخُلَفَاءُ الرَّاشِدُونَ بَعْدَهُ، وَحَذَّرَنَاهُمُ الصَّحَابَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ، وَالْخَوَارِجُ هُمُ الشُّرَاةُ الْأَنْجَاسُ الْأَرْجَاسُ، وَمَنْ كَانَ عَلَى مَذْهَبِهِمْ مِنْ سَائِرِ الْخَوَارِجِ يَتَوَارَثُونَ ـــ هم يقال لهم الخوارج يقال لهم الحرورية يقال لهم الشراة لهم أسماء ولكن يجمعهم الخروج ـــ قال وَالْخَوَارِجُ هُمُ الشُّرَاةُ الْأَنْجَاسُ الْأَرْجَاسُ، وَمَنْ كَانَ عَلَى مَذْهَبِهِمْ مِنْ سَائِرِ الْخَوَارِجِ يَتَوَارَثُونَ هَذَا الْمَذْهَبَ قَدِيمًا وَحَدِيثًا، وَيَخْرُجُونَ عَلَى الْأَئِمَّةِ وَالْأُمَرَاءِ وَيَسْتَحِلُّونَ قَتْلَ الْمُسْلِمِينَ.
فهولاء ذكرهم
وقال الآجري أيضا عليه رحمة الله : فَلَا يَنْبَغِي لِمَنْ رَأَى اجْتِهَادَ خَارِجِيٍّ قَدْ خَرَجَ عَلَى إِمَامٍ عَدْلًا كَانَ الْإِمَامُ أَوْ جَائِرًا، فَخَرَجَ وَجَمَعَ جَمَاعَةً وَسَلَّ سَيْفَهُ، وَاسْتَحَلَّ قِتَالَ الْمُسْلِمِينَ، فَلَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَغْتَرَّ بِقِرَاءَتِهِ لِلْقُرْآنِ، وَلَا بِطُولِ قِيَامِهِ فِي الصَّلَاةِ، وَلَا بِدَوَامِ صِيَامِهِ، وَلَا بِحُسْنِ أَلْفَاظِهِ فِي الْعِلْمِ.اهـ
اليوم يزينون للناس ويزخرفون للناس ويغترون المبتدئين الجهال بحسن ألفاظ هؤلاء الذين هم على مذهب الخوارج أو يغتر المسكين بعبادتهم وتنسكهم وذكرهم وصلاتهم وصيامهم ، هذه في ميزان الشرع مع وجود البدعة لا قيمة لها ثم قال : فَلَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَغْتَرَّ بِقِرَاءَتِهِ لِلْقُرْآنِ، وَلَا بِطُولِ قِيَامِهِ فِي الصَّلَاةِ، وَلَا بِدَوَامِ صِيَامِهِ، وَلَا بِحُسْنِ أَلْفَاظِهِ فِي الْعِلْمِ إِذَا كَانَ مَذْهَبُهُ مَذْهَبَ الْخَوَارِجِ
ما تنفعه إذا كان مذهبه مذهب الخوارج فلا ينفعه ، إذا كان مذهبه بعدة اعتزال أشعرية جهمية مرجئة فكيف أيضا وخارجية ، فإذا كان هذا مذهبه فهو مذهب سوء فقد حذرنا الأئمة من هؤلاء كتب السنة كلها طافحة في بيان اعتقاد الخوارج وضلالهم وأنهم قوم سوء ، فهذه توطئة مقدمة ، هذا وصلى الله على محمد وآله وصحبه.
الشيخ محمد العنجري حفظه الله : والآن مع الشيخ بدر البدر حفظه الله لبيان حال الخوارج وأوصاف الخوارج حتى يتضح للمستمع بيان الشريعة لخطر هؤلاء ولخطر هذه الفرقة .
الشيخ بدر البدر حفظه الله : إن الحمد لله نحمد ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
أما بعد : قبل أن نتكلم عن صفات الخوارج ينبغي أن نذكر أقوال العلماء من هم الخوارج .
قال سماحة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله : الخوارج هم الذين يخرجون عن طاعة ولي الأمر ....
إما يخرجون بالكلام يتكلمون عن الحكام في المجالس ، الحاكم فيه كذا وكذا أو يخرجون بالفعل إما مظاهرات أو خروج بسيف أو نحو ذلك .
لذلك قال الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله : وكل خروج بفعل كان يسبقه كلام .
فالكلام يبدأ أولا يحرضون الناس يؤلبونهم على ولاة أمورهم ثم بعد ذلك يبدأ الخروج بالفعل
فقال الشيخ : هم الذين يخرجون عن طاعة ولي الأمر ويشقون عصا الطاعة
أي لا يرون الجماعة مع الحاكم والنبي عليه الصلاة والسلام كما جاء في الصحيحين عندما قال : مَنْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً
بل أخبر عليه الصلاة والسلام أن مَنْ مَاتَ وَلَيْسَ فِي عُنُقِهِ بَيْعَةٌ مَاتَ مَيْتَةً جَاهِلِيَّةً.
فهؤلاء يشقون عصا الطاعة فلا يرون في الجماعة ونحن ولله الحمد أهل السنة والجماعة فهم لا يرون هذا الأمر أبدا
فقال الشيخ : ويشقون عصا الطاعة ويكفرون المسلمين .
وقد سألت سماحة الشيخ صالح اللحيدان حفظه الله عن الخوارج فقال هم الذين يخرجون عن الحاكم ويكفرون المسلمين وكل من قال بآرائهم فإنه مثلهم .
قال ابن حزم في الملل : يلحق بالخوارج من شاركهم في آرائهم في كل زمان
بل قال سماحة الشيخ صالح الفوزان : بل حتى من دافع عن الخوارج فإنه مثلهم
لذلك ذكر العلامة المعلمي في فوائد المجاميع أن المحدثين قد يطلقون على الخوارج كل من خرج على السلطان وإن كان لا يرى برأي الخوارج ، لا يرى باعتقاداتهم في تكفير المسلمين ولا غيرها فكل أمر أو أصل من أصول الخوارج قد لا يرونه لكن دام أنهم خرجوا على الحاكم فعند المحدثين فإنهم يطلق عليهم الخوارج أما ما جاء في صفاتهم فقد تواترت الأحاديث عن النبي عليه الصلاة والسلام في الصحاح والسنن والمسانيد والمعاجم في صفات الخوارج وهي صفات كثيرة
منها
أنهم حدثاء الأسنان أي أنهم صغار السن .
وأنهم سفهاء الأحلام والسفه يقابله الرشد فهو سفهاء الأحلام لا عقل لهم فهذه من أبرز علاماتهم أنهم صغار في السن لذلك تجدهم يجتمعون عند شيخ صغير في السن يؤصل لهم المسائل ونحو ذلك ولا يرجعون إلى العلماء أبدا ولا يرون في العلماء إنما العلماء عندهم هم صغار السن لأنهم حدثاء الأسنان
ومن صفاتهم أنهم يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم أي لا يفهمونه ، لا يفهمون الكتاب ولا السنة ، يقرؤون العلم بغير فهم خلاف لما عليه أهل العلم يرجعون للعلماء هؤلاء يرجعون إلى عقولهم القاصرة يقدمون آرائهم أو يقدمون عقولهم على عقول العلماء فهم يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم أي لا يفهمونه وقيل غير متقبل منهم على قولين مشهورين ومن صفاتهم أيضا أنهم أهل عبادة ذلك الذي قال اعدل يا محمد جاء في وصفه أنه كث اللحية غائر العينين فيه سواد في جبهته دليل على أنه صاحب عبادة فهم يخدعون الناس بالعبادة لذلك يظن الظان أنهم على خير وهم على شر قال عليه الصلاة والسلام : يحْقِرُ أَحَدُكُمْ صَلَاتَهُ مَعَ صَلَاتِهِمْ، وَصَوْمَهُ مَعَ صَوْمِهِمْ، لأنك إذا رأيت ذك الذي يقيم الليل ويصوم النهار تحقر نفسك وهو على تأسيس ضلالة لذلك قال ابن عباس : هم ليسوا بأشد عبادة من الرهبان
وقال الآجري في الشريعة كما قال الشيخ زيد أن ذلك غير متقبل منهم مهما يفعل منهم مهما يفعل من عبادات فهي غير متقبلة
وقال أيضا عليه الصلاة والسلام : وتحقرون قراءتكم ـــ أي القرآن ـــ إلى قراءتهم
وجاء في الأثر لما أتاهم أحد الصحابة وسمع أصوات قراءتهم وكانوا بعضهم قارئ لليل وبعضهم قارئ للقرآن فوقع في قلبه شيء فلما تبين قبح ما هم عليه أيقن أنهم أهل ضلال
فالشاهد أنهم يخدعون الناس بسماتهم بأنهم أهل طاعة وغير ذلك
وجاء أيضا من صفاته أنهم يقرؤون من قول خير البرية أي أنهم يقولون قال الله قال رسوله عليه الصلاة والسلام قال رسول الله عليه والصلام كذا ، قال النبي صلى الله عليه وسلم كذا وكذا لكن بلا فهم .
ومن صفاتهم أنهم كلاب النار كما جاء من حديث أبي أمامة والكلب هو السبع المعروف فهم كلاب النار .
ومن صفاتهم أنهم شر الخلق والخليقة ، الخليقة والخلق شر من عليها هم الخوارج ، الخلق كثر اليهود والنصارى والمجوس وغير ذلك لكن هؤلاء القوم أهل الزيغ والضلال هم شر الخلق الخليقة وجاء عن ابن عمر كما مر هم شرار الخلق
وقال الإمام أحمد : لا أعلم قوما أشر منهم أي من الخوارج
وجاء في صفاتهم
أنهم يقتلون أهل الإسلام ويتركون أهل الأوثان
وهذه من أبرز صفات هؤلاء القوم وإذا نظر ناظر في سيرة الخوارج فهم لا يقتلون إلا أهل السنة والجماعة وأما ما عداهم من اليهود و النصارى وأهل الأوثان وأهل الزيغ والضلال قد يتحالفون معهم ضد أهل السنة كما تحالف ابن سبأ مع الخوارج الذين خرجوا على عثمان رضي الله عنه وأرضاه
فهم يكرهون أهل السنة والجماعة ويرون استباحة دمائهم ذلك كان أحدهم لما قتل خنزيرا لرجل من أهل الذمة دفع قيمة الخنزير ومأ اهل الإسلام في البصرة فقد استباحوا دمائهم حتى أصبح الفرات كأنه أحمرا من كثرة الدماء التي فعلها هؤلاء القوم لما خرجوا في البصرة
وجاء أيضا من صفاتهم كما قال الشيخ بن باز رحمه الله
العنف في الانكار وهذه الكلمة من هذا الإمام الجبل العنف في الإنكار لا حكمة عندهم .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : أأمر بمعروف بمعروف ولا تنهى عن منكر بمنكر .
قال الحسن البصري رحمه الله لما رأى رجلا من الخوارج قال : مسكين أراد أن ينكر المنكر فوقع في المنكر فهؤلاء القوم كما قال الإمام بن باز رحمه الله عنهم قال العنف في الانكار أي لا حكمة عندهم .
ومن صفاتهم أيضا أنهم
أول فرقة ظهرت في الإسلام فرقة الخوارج ، قيل أول ما ظهروا على النبي صلى الله عليه وسلم ذك الرجل الذي قال اعدل يا محمد
وقيل لأول ما ظهروا على عثمان وقيل أول مل ظهروا على علي ، ثلاثة أقوال مشهورة .
وقد تواترت الأحاديث فيهم وصحت الأحاديث بل أكثر الأحاديث الثابتة جاءت في هؤلاء القوم.
وجاء أيضا من صفاتهم وهي آخر صفة أنهم
يخرجون من الدين كما يخرج السهم من الرمية وفي رواية يخرجون من الإسلام .
لذلك اختلف السلف على تكفيرهم على قولين مشهورين للإمام أحمد ذكرهما شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى والحافظ ابن حجر في فتح الباري.
هذه هي بعض لصفات هؤلاء القوم وإلا صفاتهم كثيرة لمن تتبع النصوص الشرعية .
أسأل عز وجل أن يكفينا شرهم وأن يحقن دماء المسلمين في كل مكان هذا والله أعلم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد .
الشيخ محمد العنجري حفظه الله : الآن ودي مداخلة من الشيخ خالد هل هماك إضافة ؟؟ ولكن لك دقيقتين
الشيخ خالد بن عبد الرحمن حفظه الله :
جزاكم الله خيرا ما شاء الله أجادوا وأفادوا أسأل الله أن يبارك في إخواننا ومشايخنا وحقيقة الذي أحب أن أضيفه على كلمة الشيخ بدر حفظه الله أن خصال الخوارج التي تقدم ذكرها في كلام الشيخ دائرة على أصل واحد وهو ما نبه عليه شيخ الإسلام ابن تيمية حينما تكلم عن الخوارج أنهم نزعوا بأفهامهم واستغنوا بأفهامهم عن فهم الصحابة للكتاب والسنة ومن هنا جاء ضلالهم .
فالخوارج جل أو أصل ضلالهم هو هذا ، نزعوا بآيات من الكتاب وأحاديث من السنة واستغنوا عن الصحابة رضي الله عنهم وهذا يجعلنا وجعل علمائنا قبلنا ينصون على هذه القاعدة الجليلة الشريفة أن
(( فهم الكتاب والسن لابد أن يكون بفهم الصحابة رضي الله عنهم أجمعين ))
الشيخ محمد العنجري حفظه الله : أكرمكم الله شيخنا ، شيخ أحمد السبيعي سؤال هل للخوارج نهاية ؟دقيقتان
الشيخ أحمد السبيعي حفظه الله :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وسلم
أما بعد :
فهذا السؤال قد أجاب عنه النبي صلى الله عليه وسلم أو بعبارة أدق وأصح أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعتن في بيان شأن فرقة على بيان التفصيل والتعيين مثلما فعل صلى الله عليه وسلم في الخوارج فإن النبي صلى الله عليه وسلم حذر من الأهواء عموما وحذر من الفرق عموما أيضا ولكنه من جهة الخوارج أعاد وابتدأ وذكر الخوارج وصفاتهم فمما ذكره من شأنهم صلى الله عليه وآله وسلم أنه كلما انقطع منهم قرن خرج الآخر حتى يخرج آخرهم في عراض الدجال .
فهذا يدل على أنهم سيبقون فتنة ومحنة للناس طوال الحياة وقد يقول قائل هل من الممكن أن نستنبط هذا المعنى استنباطا من الأدلة تدبرا فيها بالعقل الصحيح لولا لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال هذا الكلام فالجواب نقول نعم وبكل يسر ، لماذا ؟ لأن الخروج مطمح يرتبط بوجود الهوى في الديانة وإذا وُجد الهوى في الديانة كان التطلع للرئاسة وإذا كان التطلع للرئاسة فإن الإنسان سيصير إلى أن يخرج على الأئمة وإذا خرج على الأئمة فلا يغرنك سلميته إذا كان يزعم العمل السياسي فإنه إذا ارتطم العمل السياسي وسلميته بمنعه بإشفاء مرض قلبه بالسلطة فإنه سيصير إلى الدماء وما حصل في الجزائر حيث قتل قرابة مئتي ألف مسلم خلال عشر سنين مئتي ألف مسلم لم يمض لها منذ وقتنا هذا أربعة عشر عاما ، مئتين ألف مسلم قتلوا بسبب ماذا ؟ بسبب هؤلاء زعموا السلمية ثم فازوا في الانتخابات فلما سُلبوا السلطة صاروا إلى الجبال وأخذوا يقتلون ومع الأسف الشديد والأسف الشديد المبكي أن الأمة أمتنا لا تريد أن تعتبر ولا تريد أن تنظر في هذا الأمر وتعتبر بهذه التجارب ، يخرج علي بلحاج من سجنه ثم يقول ليس مسئوليتنا ما حصل من قتل إنما مسئولية من لم يعطنا السلطة ، انظر إلى العذر القبيح الوقح الذي يدلك على هذه النفسيات الشاذة المريضة . نعم .
الشيخ العنجري حفظه الله : أحسنت أود الآن أن أسأل الشيخ أبو العباس حفظه الله من وراء داعش ؟؟؟
الشيخ أبو العباس حفظه الله : الحمد لله رب العالمين أما هذا السؤال في الحقيقة أنا أبحث لي عن مخرج ومخلص في الجواب عنه لماذا ؟ لكثرة اللبس والخلط الحاصل يخشى المرء على نفسه لقد أصبح حديث الناس والمجالس حتى قيل قد بلغ هذا العلم إلى راعي الإبل في حلاله وإلى المرأة في خدرها ، ما هذا العلم الذي قيل أنه قد بلغ هذا المبلغ وانتشر هذا الانتشار ؟؟ ما يذكر من التحليلات السياسية والتكهنات التي هي من قبيل الرجم بالغيب بلا حجة ولا برهان بأن الدولة الفلانية أو الفئة الفلانية هي وراء هذا التنظيم .
أجيب أولا جوابا مختصرا أدخل من خلاله إلى جواب السؤال والذي أعتبره هو لب هذه الندوة نفعني الله وإخواني المسلمين والمسلمات في أنحاء الأرض الذين يسمعون هذه الندوة بما يوجه به مشايخنا مستندين في ذلك إلى الكتاب والسنة وآثار سلف الأمة .
الذي ورائهم الشيطان غرهم وأضلهم كما تقدم في ندوة أمس وبيان أن الشيطان يبث الشبه وله أولياء يوحي إليهم بالشبه والضلالات والأباطيل ويلبس عليهم ، الشيطان الذي أضل الخوارج الأولى والذي اتبعوا سبله هم الذين اتبعوا اليوم هذه السبل
لقد روى أحمد وغيره من حديث عبد الله بن مسعود قال صلى الله عليه وسلم لما خط خط مستقيما وخط عن يمينه وعن يساره خطوطا ثم قال : هَذَا صِرَاطُ اللَّهِ مُسْتَقِيمًا، وَهَذِهِ السُّبُلُ عَلَى كُلِّ سَبِيلٍ مِنْهَا شَيْطَانٌ يَدْعُو إِلَيْهِ
وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الرد على أهل المنطق بأنه إذا لم تكن هذه الطرائق البدعية من الخوارج والمرجئة والمتكلمين وغيرهم أنهم هم هذه السبل فما هي هذه السبل ، أصبح الحديث لا معنى له .
وذكر إمام العصر ومحدثه في هذا الزمان محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله : أنه إذا لم تكن هذه الجماعات السياسية أفسلامية من السبل فلا سبل .
فهي من السبل .
وفي الحديث المتفق عليه من حديث أبي ادريس الخولاني عن حذيفة الطويل في الفتن وفيه قوله صلى الله عليه وسلم : دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ، مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا
فأضلهم الشيطان وأغواهم شياطين الإنس وشياطين الجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ، كتب أهل البدع والضلالة التي تلقفوا منها هذه الشبه وهذه العقائد الزائغة
وراء داعش البدعة والضلالة ، وراء داعش الجهل والهوى ، وراء داعش المطمح للسلطة والمذهب السلطوي الذي رُبي عليه أغلب الشباب المتدين اليوم في العالم الإسلامي إلا من أنقذه الله من هذا المستنقع الآسِن بالدعوة السلفية الصحيحة السلمية في ظاهرها وباطنها هذه مقدمة لابد أن نفهمها ومن التعريف في أول الكلمة عن داعش نعرف من ورائها فكريا كتب أهل البدع والضلال التي إليها يرجعون وإليها يستندون وإن من المحاولات اليائسة البائسة المنهزمة التي انكشف عوارها محاولة الصاق هذا التنظيم الخارجي الفاجر بأئمة الدعوة الإسلامية السنية السلفية كابن تيمية وابن عبد الوهاب وغيرهما من أئمة الدين ، محاولات إنما هي نفذة مصدور من أهل الحقد الدفين على دعوة التوحيد وعلى أهل السنة على اختلاف عصورهم وبلدانهم وأوطانهم فإن أئمة السنة قديما وحديثا هم الذين حاربوا هذا الفكر الضال وقاتلوه بالبيان والحجة وإذا كانوا مع ولاة أمورهم قاتلوهم بالسيف والسنان أسوة بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قاتلوه مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه وبأئمة خلفاء المسلمين على مر العصور إلى أواخرهم في هذا العصر .
هؤلاء من وراء داعش أما الذي قلت إني أخشى على نفسي وأطلب لها المخلص فهو اليوم الذي يتردد على ألسنة الكثيرين حتى من حملة العلم بل ومن حملة السنة ، من أن داعش ورائها الاستخبارات الأمريكية وآخرون يقولون لا ، اختلف التحليل السياسي القائم على الظن والرجم والتخمين في تحديد من هم داعش ؟؟ ومن وراء داعش ؟؟ فإذا بالنصرة يقولون وهم إخوانهم في الفكر والمبدأ والنهج وما افترقوا إلا قريبا شأن أهل البدع يفارق بعضهم بعضا ويقتل بعضهم بعضا كما نص على ذلك أئمة الإسلام وحفظه التاريخ في صدره الذي لا يزور فصاروا يقولون داعش مدعومة من النظام السوري والنظام الإيراني وآخر يقول كالمسعري داعش صنيعة الاستخبارات السعودية والأمريكية ثم بعد مرور ما شاء الله من الأيام والشهور يقول أتراجع داعش إنما صنيعة حزب البعث والقيادات البعثية وآخر يرى أن داعش صنيعة الاستخبارات السعودية والايرانية ، كيف يجتمعان وأنى يلتقيان ؟؟ إلا في أذن خوت من نور السنة وارتخت أمام التحليلات السياسية وانهزمت أمام موروث الجماعات الحزبية فإنك تعجب .
إذا كان ابن تيمية يذكر في مقدمة التفسير أن بعض العلماء الأذكياء الذين يخالفون الزمخشري في ضلاله ربما لحسن تعبيره رددوا ألفاظه الدالة على مذهبه الباطل وهم لا يعلمون أنها تدل على المذهب الذي يحاربونه، فاليوم هكذا يحصل من كثرة انتشار أهل البدع والضلال وفكر الجماعات السياسية الإسلامية وتحليلاتها السياسية أصبح الشخص الذي يحارب هذه الجماعات ويصادمها ربما في مواطن يتحدث بلغتها وبأسلوبها وبتحليها ، صاحب السنة لا ينطلق من هذا المنطلق ، ما الذي عندك ؟ فإن قلت : قيل إن على مدار التاريخ يذكر أن ابن سبأ كان له تعاون كما تقدم في كلمة الشيخ بدر حفظه الله مع الخوارج العنصر الخارجي من الكفار وغيرهم قد يدعمون وقد يستغلون وقد يفعلون ما هو في مصالحهم مع أهل الأهواء والبدع لأن أهل الأهواء والبدع كما قال ابن هبيرة أو غيره : يهدمون الحصن من الداخل والعدو يدخل ولكن هذا الشيء لا يجعلنا نتحدث للناس تنفيرا عن داعش إذا شئنا أن نبلغ الغالية في التنفير عنهم وفضحهم ترا هؤلاء عملاء صنيعة استخبارات وكأننا أتينا بالسبب القاطع الذي يمنع المسلمين من الالتحاق بهم ؟ أولسنا في غنية بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ ألا يكفي في وصفهم أنهم كلاب النار وأنهم خوارج وأنهم شر قتلى تحت أديم السماء وأن خير الناس من قتلهم أو قتلوه ؟ ، هذه النصوص المتضافرة ، ألا يكفي في إقناع المسلمين رجالهم ونسائهم ذكورهم وإناثهم علمائهم وعامتهم وحكامهم ومحكومهم بخطر هذا التنظيم الخارجي الفاجر ؟؟ لابد أن أدخل في دهاليز السياسة وأحدد اليوم هم صنيعة الدولة الفلانية وغدا لا هم صنيعة دولة أخرى وبعد غد صنيعة دولة أخرى والآن يصرحون كاليهود يقولون داعش صنيعة حركة حماس، يلا
وآخرون يقولون داعش في داخل الاطار السوري يقولون إنما داعش صنيعة الاستخبارات الروسية ، أبالله قولولي صنيعة من ؟ أم اجتمع الجميع على صنيعتهم ؟؟ إنها البدعة والضلالة، يكفي في تلقين المسلمين أن نبين لهم خطر الخوارج .
أولا : اتباعا للنصوص
ثانيا : لأن المتقرر عند أهل السنة أهل البدع أشر وأضر على أهل الإسلام من اليهود والنصارى
على هذا تتابعت كلماتهم ،
قال شيخ الإسلام في منهاج السنة وأعتذر عن الجزء والصفحة حاليا لما شرح حديث شر قتلى تحت أديم السماء قال : إنما كانوا شر قتلى مع كونه يقتل تحت أديم السماء من اليهود والنصارى والمشركين وغيرهم لأنهم أشر وأضر على المسلمين من اليهود والنصارى ، لأنهم يتقصدون قتل كل مسلم ليس على عقيدتهم ولا يوافقهم على أهوائهم ، هذا قصدهم الذين يسعون إليه
وكما ذكر ابن كثير عنهم ( أعني الخوارج ومنهم داعش ) : يجب أن يرفع لواء توصيفهم بالخوارج ووصفهم بالبدعة وأن يلقن المسلمون هذه الروح السنية الحية أن وصفهم بالبدعة كاف في شناعتهم والتحذير منهم فكيف ببدعة هي من أشر البدع .
قال أحمد كما في مسائل أبي داود: أشر هل الأهواء الخوارج
رأيت ؟؟ يجب أن يعلم المسلمون أن وصفهم بالخوارج كاف في التحذير وأن لا يخوض المسلمون في هذه التكهنات والتحليلات أنهم صنيعة الاستخبارات الفلانية أو الفلانية، لا حجة لك ولا برهان، إذا قلت لا لتعاونهم بالسلاح وغيره وإذا قلت لتعاونهم مع نظام بأن يحفظ قادتهم عنده وإذا قلت لأنه ثبت تعاونهم مع النظام الفلاني أن لا يهاجمه فقال لك قائل من أنصار هؤلاء الخوارج إن هذه التحالفات والتعاهدات تفعلها دولكم وولاة أموركم وفعلها نبي الله صلى الله عليه وسلم قبلكم، لماذا تفتح هذه التغرة على أهل السنة والجماعة ؟؟ ولماذا يفتح على المنهج السلفي هذا الأمر ؟؟ يكفي بيان أنهم أهل بدع وأيضا بيان أن أهل البدع أشر وأضر على أهل الإسلام ، لكن يقول لك الناس خلاص تجرعت المذهب الحركي الإخواني لن تنفر عن داعش إلا إذا قلت أنهم عملاء عملاء ، بالله عملاء ؟؟!! أعوذ بالله ، الله يأخذهم ، طيب بدعة ، خوارج ، كلاب النار ، لا أمر لطيف جماعة إسلامية تعمل لاستعادة الخلافة ، متى تخرج عن هذا الإطار العام ؟؟ إذا قيل عملاء، ولهذا كم استعملت الحركات الإسلامية للتنفير عن ولاة أمر المسلمين مبدأ العملاء، ماذا يقول عن ولاة أمورنا وفقهم الله وسددهم ؟؟ عملاء للغرب، عملاء للغرب، عملاء للشرق فهذه الجملة التي لقنها المسلمون شاب عليها طفل رضعها قبل سبعين سنة ، اليوم تستعمل للتنفير عن أهل الضلال ولفضحهم ، نقول لا ، خوارج خير الناس من قتلهم أو قتلوه.
يقول صلى الله عليه وسلم : لو يعلم الذي يقتلهم ماله من الأجر عند الله لنكل عن العمل
ما عاد يعمل عمل صالح
هذا في أي فرقة ورد هذا ؟ في أي حق أي مذهب أو دين أو ملة ورد هذا الثواب ؟؟ في حق من قتلهم أو قتلوه ، فعلينا أن نفطن لهذا وأن لا ندخل على أنفسنا ، إذا في هذا تهوين من شأن البدعة ، في هذا توطيد للمذاهب الحركية في التعامل مع القضايا في نفوس عامة المسلمين ، في هذا فتح طريق وثغرة على أهل السنة وإضعاف ردودهم لكن يجب أن نعلم أن وراءهم البدعة والضلالة والشيطان يؤزهم إلى بدعهم وضلالاتهم أزاً قد أطلت في هذا الجواب وكان المفترض هو الاختصار وإن بقي شيء فلنا حق الالحاق .
الشيخ محمد العنجري حفظه الله: ألا يكفي السني أن يقول فلان خارجي ؟؟ ألا يكفي السني أن يقول عن داعش خوارج ؟؟ لماذا ينساق السني إلى مثل هذه التعابير وإلى مثل هذه النسبة وإلى مثل هذه الدعوات ؟؟ لنبقى على طريق علماء السنة فهل نجد هذه اللغة على لسان ابن عثيمين ؟؟ هل نجد هذه اللغة على لسان ابن باز ؟؟ لن تجد هذه اللغة ، أقول يجب على السني أن يؤصل خطر الخوارج في قلوب ونفوس الناس ويكتف بذلك ، لذلك أود أن أسأل الشيخ خالد هذا السؤال :
إذا كان المسلم السني لا يستقبح ما قبحه الله ورسوله في وصفه وألفاظه هل يملك السني أن يثير القلوب والنفوس بأشياء سياسية لإثارة الشباب فأنسب فلان إلى الصهينة أو أنسب فلان إلى معان معينة أم أكتفي بأنه خارجي؟؟
الشيخ خالد بن عبد الرحمن حفظه الله : لاشك تقدم في جواب فضيلة الشيخ أبو العباس ما يدل على إجابة هذا السؤال ولكن أقول زيادة في الإيضاح إن مسألة التقبيح ومسألة البغض في أمر ما لابد أن تكون شرعية لا أن تكون هوائية عاطفية نفسية بمعنى أننا إذا بينا عن الله ورسوله قبح الفعل الفلاني وسوءه أو قبح الفرقة الفلانية كالخوارج كداعش وغيرها فإن هذا هو الذي يجب أن يلقنه أهل الإسلام كما لقنهم ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم حين وصف الخوارج كما في صحيح مسلم من حديث أبي ذر : شَرُّ الْخَلْقِ وَالْخَلِيقَةِ
فحينئذ يجب أن يكون التقبيح تقبيحا شرعيا كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم فإذا أردت أن تقبح جماعة أو أن تقبح فعلا بما دل عليه الكتاب والسنة فهذا هو التقبيح الشرعي ، التقبيح الديني الذي يلزم منه البغض لهذا الأمر بغضا شرعيا دينيا ، أما إذا قلت له إن هؤلاء فعلوا كذا مع أمور السياسة وكذا أصبحت تحرك مشاعر الناس بغير ما دل عليه الكتاب والسنة فحتى لو وصل هؤلاء إلى تقبيح الخوارج ليس هذا التقبيح تقبيحا شرعيا دينيا وإنما قد يكون تقبيحا عاطفيا نفسيا فعاد الأمر بذلك إلى الخروج عن طاعة الله ورسوله في بيان الأمور ثم يعود التقبيح بعد ذلك إلى الهوى فينتقل من هوى إلى هوى ، ثم أريد أن أضيف زيادة إن كان شيخنا العنجري يقول لا تجد هذا النفس في الكلام عن الخوارج أنهم صنيعة كذا وكذا ، لا تجد هذا النفس في كلام العلامة الإمام ابن باز ولا في كلام العلامة الإمام ابن عثيمين فأنا أزيد على ذلك لا تجد أصلا هذا عند السلف لا عند الصحابة ولا عند التابعين ولا في زمن الأئمة الذين جاءوا بعد السلف كالإمام أحمد ومن بعده من أهل الإسلام فقد كانت الروم موجودة وكانت الفرس موجودة وكان أهل الديانات من الكفار موجودين ولما ظهرت الخوارج ما علَّق السلف أن هؤلاء صنيعة الروم أو أن هؤلاء صنيعة فارس أو أن هؤلاء صنيعة عباد الأصنام إنما انطلقوا في تقبيحهم والتحذير منهم حيث انطلق البيان عن الله ورسوله في تقبيحهم بأنهم شر الخلق والخليقة وحاصل ذلك أنه يجب أن يرسخ في المسلمين تقبيح هؤلاء وفعالهم تقبيحا شرعيا دينيا بما دل عليه الكتاب والسنة وهذا هو الذي يؤجر عليه المسلم في بغض أمثال هؤلاء لا أن تدغدغ عواطف الناس بأسباب خارجة عن الكتاب والسنة فيأت غيرك ينازعك فيها والله أعلم .
الشيخ العنجري حفظه الله : مفهوم ما تقدم لو سئل سائل أيهما أعظم في قلبك أيها السني أن يقال فلان خارجي أم أن يقال فلان صنيعة أمريكية ؟؟ فإذا ارتضيت الثانية في الشر والخطر كنت ملوث
أعيد السؤال إذا سئل سائل رجل فقيل له أيهما أخطر أيهما أشر أن يوصف رجل بأنه خارجي أو يوصف رجل بأنه صنيعة أمريكية ؟؟
أيهما أشر شرعا ؟؟ فإذا قال أنه صنيعة أمريكية فهذا ابن الجماعات السياسية الإسلامية أما السني الذي وتأسس وأُصِّل على ما كان عليه محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه يقول أين الثرى من الثريا بل الخطر والشر أنه خارجي ويكفيني ذلك فلماذا تأتي بالأدنى ؟؟ إلا في قلبك شيء لعدم الاكتفاء بذلك
إذاً السني يشفيه أن هذا خطر إن قلت فلان أو هذه المجموعة خارجية يكتفي لأن المعنى هو الأشر عنده من حيث الاعتقاد تحت أديم السماء من أي شيء في الأرض من حيث الطوائف أو الكفار الخلص هؤلاء في معتقد أهل السنة أشر .
الآن أود أو أوجه سؤالا للشيخ ابن رمزان هذا السؤال نستمده من خلال من عاشر الصحابة وتتلمذ على علماء الصحابة رواية تكتب بماء الذهب ذُكرت في كتب أهل السنة والجماعة لإمام تابعي عاصر بعض الصحابة بل وعلماء الصحابة وعاصر جل التابعين وهو الإمام التابعي وهب بن منبه وأود من الشيخ ابن رمزان أن يكرمنا بروايته عن الخوارج فليتفضل مشكورا .
الشيخ محمد بن رمزان الهاجري حفظه الله : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد
سمعنا الآيات والنصوص من الأحاديث الصحيحة والآن في بيان حال السلف في تطبيق هذه النصوص على الواقع الذي هم فيه
حادثة حدثت كما قال الشيخ محمد وفقه الله لوهب بن منبه
وهب ولد في زمن عثمان سنة أربع وثلاثين وتوفي سنة مائة وأربعة عشر
الخوارج هناك مواقف كثيرة للصحابة معهم في الرد عليهم ونقاشهم وحوارهم ولكن هذه الرواية التي إن شاء الله يقرأها علينا أخونا الشيخ فارس يقرأها ونعلق عليها فليبدأ بإذن الله وفقه الله
الشيخ فارس : بسم الله الرحمن الرحمن الرحيم هذه مناصحة للإمام وهب بن منبه رحمه الله تعالى لرجل تأثر بمذهب الخوارج وأصل هذه النصيحة جاءت في تهذيب الكمال للحافظ المزي وقد استلها وأخرجها الشيخ عبد السلام بن برجس رحمه الله تعالى
قال علي بن المديني حدثنا هشام بن يوسف الصنعاني أبو عبد الرحمن
قاضي صنعاء قال أخبرني داود بن قيس قال كان لي صديق من أهل بيت خولان من حضور يقال أَبُو شمر ذو خولان، قال: فخرجت من صنعاء أريد قريته، فلما دنوت منها وجدت كتابا مختوما فِي ظهره
الشيخ بن رمزان حفظه الله : انظر يقول صديق لي وكهذا هي صحبة أهل البدع بعضهم لبعض .
الشيخ فارس : مختوما فِي ظهره إلى أَبِي شمر ذي خولان فجئته فوجدته مهموما حزينا، فسألته عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: قدم رسول من صنعاء فذكر أن أصدقاء لي كتبوا إلي كتابا فضيعه الرسول
الشيخ ابن رمزان حفظه الله : أصدقاء بعثوا برسول وبكتاب دائما استغلال الناس لإرسال الرسائل السرية والأمور التي لا يريدون أن يطلعون الناس عليها ، أهل مكر ولأهل سوء وعندما نسمع هذه الحادثة لابد أن ننزلها على واقع الحال وما يمارسه أبناء البدع من الجماعات السياسية التي تبي أمورها على السرية، فإذا رأيت القوم يتناجون في أمر دينهم دون العامة فاعلم أنهم على تأسيس ضلالة ، ولا تستغرب في زمن العصر الكتابات وإن كان من خلال الوسائل العصرية بالإيميلات أو بالشفرات النصية أو غيرها ، هكذا أساليبهم فيما يلقون بعضهم لبعض .
الشيخ فارس : فذكر أن أصدقاء لي كتبوا إلي كتابا فضيعه الرسول، فبعثت معه من رقيقي من يلتمسه من قريتي وصنعاء، فلم يجدوه
الشيخ بن رمزان حفظه الله : انظر بين قريته وصنعاء رقيق رجل ذا مال ذا جاه ذا ثراء يملك من العبيد عنده ما يصل به إلى صنعاء ذهابا وإيابا على الطريق حتى يجدوا ذلك الكتاب المختوم لماذا ؟ لما فيه من الأمور الخفية السيئة التي فيها مكر وكيد .
الشيخ فارس : وأشفقت من ذَلِكَ، قلت: فهذا الكتاب قد وجدته فَقَالَ: الحمد لله الذي أقدرك عليه
الشيخ ابن رمزان حفظه الله: انظر أشفقت أي خفت ، الكتاب مختوم باسمه والمادة المكتوبة فيه مادة خطيرة فيها طعن وفيها تكفير وفيها بوح بالاعتقاد فخاف أن يقع على أحد ففرح لما هذا وقع في يده الذي أقدرك الله عليه حتى لا يجدها أحد غيرك وأنت الذي أتيت به إلي وما درى أن الذي أتى به قد سر الله له أنه أتى به لتكون الهداية على يديه.
الشيخ فارس : ففضه فقرأه، فقلت: أقرئنيه
الشيخ بن رمزان حفظه الله : ففضه فدل على أن حامل هذا الكتاب لم يتجرأ ويفك الأمانة المختومة وهكذا السني ، انظر في تعامله لا يدري ما في هذا الكتاب ولما أتى إليه وفتح الكتاب ، انظر ماذا حصل ؟؟!!
الشيخ فارس : فقلت: أقرئنيه. فَقَالَ: إني لأستحدث سنك.
الشيخ ابن رمزان : أقرئنيه اقرأ دعني أسمع أو أقرأ عليك ، قال أنت صغير ما تعرف هذه الأمور
الشيخ فارس : قلت: فما فيه؟ قال: ضرب الرقاب
الشيخ ابن رمزان : إذا يعرف أن هذا الكلام الموجود في هذا الكتاب كلام خطير لا يقوله السوي لا يقوله صاحب العقيدة السليمة ويعلم أن مآل هذا الأمر لو بلغ ولي الأمر لقطع رأسه لأن هذا حكم الخوارج
الشيخ فارس : قلت: لعله كتبه إليك ناس من أهل حروراء فِي زكاة مَالِك؟
الشيخ ابن رمزان : لما سمع اللغة أن هذا قطع الرقاب ربط ما بين الكتاب وهذا الهلع وهذا الخوف وعدم وجوده وقطع الرقاب قال لعلك تقصد أنه أتاك من حروراء أي من الخوارج الذين في صنعاء ، بلغ التحذير منهم وبلغ البيان منهم ، انظر ماذا حصل ؟؟!!
لما استشف من خلال طرحه بمقدمات قال لعلك تقصد أولئك الذين في صنعاء من الحرورية ، لم يبوح له الرجل بشيء لم يقرأ الكتاب لم يبين له ولكن ربط ما بين طرحه مع إنه أخفى عليه ما في الكتاب .
الشيخ فارس : قال: من أين تعرفهم؟ قلت: إني وأصحابا لي نجالس وهْب بْن منبه
الشيخ ابن رمزان : إذا هذا الذي استصغر سنه عنده من العلم ما ليس عنده وعنده من المعرفة ما ليس عنده وعنده من التمييز ما بين الحق والباطل ما ليس عنده أنظر هذا الرجل استُغل على ثرائه بعاطفة دينية ليستسلب ماله وليصبح سخرة هؤلاء وفي طوع أمرهم فاستصغر سن الشاب وما علم أن هذا الشاب عنده من العلم ما ليس عنده لأن وهب بن منبه قد حذره قال نعم كنا نحذَّر من هؤلاء وهذا بيان أن التحذير من أهل البدع لابد أن يصل الجميع ولعله يحضرني الآن ما حصل لمعاذة عند عائشة عندما سألتها بذلك السؤال فقالت أحرورية أنت ؟؟ فقالت لا يا أماه ولو كانت جاهلة بمعرفة الخوارج لقالت وما الحرورية يا أماه ؟؟ ولكن كانوا يحذرون عوام الناس ومن يجهلون الأحكام من أهل البدع والباطل ولذلك هذه الليلة وهذه الندوة وهذه المحاضرة في دواعش إني مغتبط بذلك فرح مسرور أعتبر هذا العمل من أرجى الأعمال عند الله عز وجل في فضح الخوارج ووالله هي لأشد عليهم مما ينزل عليهم من الصواريخ لأن بيان الحق من السني لإخوانه المسلمين في العالم لفضح هؤلاء الذين شوهوا وفعلوا ما فعلوا قاتلهم الله .
الشيخ فارس : قال: من أين تعرفهم؟ قلت: إني وأصحابا لي نجالس وهْب بْن منبه، فيقول لنا: احذروا أيها الأحداث الاغمار هؤلاء الحروراء، لا يدخلوكم فِي رأيهم المخالف، فإنهم عرة لهذه الأمة
الشيخ ابن رمزان : إذاً هم شر لهذه الأمة فأصبح عند هذا الشاب من العلم ما ليس عند هذا الرجل الكبير فبين له ونصحه وبدأ يسأله ما عندك يعني ماذا تعرف عنهم ، يريد ما يؤكد أمره فإذا به يطرح له طرح يخالف ما هو عنده أنهم أهل ضلال وأهل انحراف .
الشيخ فارس : فدفع إلي الكتاب، فقرأته فإذا فيه: بسم الله الرحمن الرحيم إلى أَبِي شمر ذي خولان سلام عليك، فإنا نحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، ونوصيك بتقوى الله وحده لا شَرِيك له
الشيخ ابن رمزان : انظر إلى لغة الخوارج ، أهل تقوى وهم من أفجر خلق الله ومن أجرأ الأمور الجرأة على الدماء فهؤلاء يتكلمون بكلام كما سمعنا من الإخوة الأفاضل الشيخ زيد والشيخ بدر في بيان هؤلاء وأن لهم كلام ولهم طرح يخالف فعلهم وأعمالهم
الشيخ فارس : ونوصيك بتقوى الله وحده لا شَرِيك له، فإن دين الله رشد وهدى فِي الدنيا ونجاة وفوز فِي الآخرة، وإن دين الله طاعة، ومخالفة من خالف سنة نبيه وشريعته
الشيخ ابن رمزان : هم أول من خالف طاعة الله وشريعته وطاعة النبي .
الشيخ فارس : فإذا جاءك كتابنا هذا فانظر أن تؤدي - إن شاء الله - مَا افترض الله عليك من حقه تستحق بذلك ولاية الله وولاية أوليائه
الشيخ ابن رمزان : هذا الذي يريدون ، المال ، هذه المقدمة من أجل المال جيبوا الأموال وانظروا إلى دعاة هؤلاء وأفكار هؤلاء وطرح هؤلاء يردون الأموال صناديقهم شاهدة ، حتى صناديق الأضاحي وصناديق تفطير الصائم وصناديق ... كلها جُعلت لضرب المسلمين وما يحصل من هذه الأشياء كلها من جمع هذا المال والاعتداء على الناس بل تسلط على أموال المحسنين وجمعها في ما يحبونه وصرفها في أفكار الجامعين فالمحسنين بذلوا والجامعين صرفوا فيما يريدون من أفكار
الشيخ فارس : فقلت له: فإني أنهاك عنهم قال: فكيف أتبع قولك وأترك قول من هُوَ أقدم منك ؟
الشيخ ابن رمزان : أنت صغير ما تعرف كيف أسمع كلامك ؟ هؤلاء كبار وأنا أعرفهم وأنا كبير فماذا كان منه؟ ، نرجع إلى الصواب قال نرجع إلى من ؟ تسمع قوله إلى العلماء ولذلك تجد الذين تركوا الصحابة في الكوفة في المسجد ويقول لهم ابن مسعود وهؤلاء أصحاب رسول الله متوافرون أي ليسوا فيم جلس مع الصحابة فماذا حصل ؟ حصل أن عامة أصحاب الحلق من الذين طاعنونا يوم النهروان أي خرجوا وهكذا اعتزال أهل العلم هذه نتيجته جاهل مع جاهل النتيجة تكفير وتفجير وعبث
الشيخ فارس : قال: قلت: أفتحب أن أدخلك على وهْب بْن منبه حَتَّى تسمع قوله ويخبرك خبرهم؟ قال: نعم. فنزلت ونزل معي إلى صنعاء
الشيخ ابن رمزان : ذهبوا حتى وصلوا صنعاء قال نذهب إلى العلماء وهذا منهج سني إذا اختلفت تجع إلى العلماء وأهل العلم .
الشيخ فارس : ثُمَّ غدونا حَتَّى أدخلته على وهْب بْن منبه قال فوجدنا عند وهْب نفرا من جلسائه، فَقَالَ: لي بعضهم: من هذا الشيخ؟ فقلت: هذا أَبُو شمر ذو خولان من أهل حضور وله حاجة إلى أَبِي عَبد اللَّهِ. قَالُوا: أفلا يذكرها؟ قلت: إنها حاجة يريد أن يستشيره فِي بعض أمره. فقام القوم، وَقَال وهْب: مَا حاجتك يا ذا خولان؟ فهرج وجبن من الكلام، فَقَالَ لي وهْب: عبر عَنْ شيخك.
الشيخ ابن رمزان : لماذا ؟ لأنه شعر أنه مخطئ ووهب عالم سنة والهيبة ولذلك الذلة والصغار على من خالف أمري .
الشيخ فارس : فقلت: نعم يا أَبَا عَبْد اللَّهِ، إن ذا خولان من أهل القرآن وأهل الصلاح فيما علمنا، والله أعلم بسريرته.
الشيخ ابن رمزان : يعني في ظاهره ودائما يستغلون الصلاح والقرآن وأهل القرآن وحلقات القرآن من أجل استخفاف الناس والاستحواذ على الناشئة ومن الخطورة بمكان أن يتولى الناشئة أصحاب الفكر المنحرف فلذلك إذا تولى الأعجمي أو الشاب رجلا على غير السنة حرفه .
الشيخ فارس : فأخبرني أنه عرض له نفر من أهل صنعاء من أهل حروراء، فقالوا له: زكاتك التي تؤديها إلى الأمراء لا تجزي عنك فيما بينك وبين الله، لأنهم لا يضعونها فِي مواضعها
الشيخ ابن رمزان : وهذا شائع ذائع منهم لا تدفع لا إلى مصلحة الزكاة ولا تدفع الزكاة جيب المال نحن نأخذ الزكاة عنك نحن نتصرف فيها ، يردون المال يستميتون في المال وفي الأخير تجمع الأموال في هذه الأشياء التي يمارسونها بل جعلوا حتى في قضايا ... أشياء تحزن والله ، تجعل أموال في تفطير الصائم في دعم حملات انتخابية .
الشيخ فارس : فأدها إلينا فإنا نضعها فِي مواضعها نقسمها فِي فقراء المسلمين ونقيم الحدود. ورأيت أن كلامك يا أَبَا عَبد اللَّهِ أشفى له من كلامي، ولقد ذكر لي أنه يؤدي إليهم الثمرة للواحد مئة فرق على دوابه ويبعث بها مع رقيقه
الشيخ ابن رمزان : هذا موجود لا تستغربون لما حدثت الأحداث عندنا في الخبر في المملكة العربية السعودية وجدوا عند هؤلاء الذين كانوا على نفس فكر داعش والجبهة وغيرها ماذا وجدوا عندهم ؟ وجدوا صناديق تفطير الصائمين عندهم يجمعون بها الأموال ويشترون بها المتفجرات
الشيخ فارس : فَقَالَ له وهْب: يا ذا خولان أتريد أن تكون بعد الكبر حروريا
الشيخ ابن رمزان : حروريا وصفا لهم بالحرورية والحرورية ليس عندهم تعطيل الأسماء والصفات وليس عندهم شرك العبادة عندهم ثلاث خرجوا على الحاكم وكفروه واعتزلوا الجماعة وما أشبه الليلة بالبارحة ولا فرق بين الحرورية والسرورية إلا الحاء والسين وهذا يمارسونه إلى اليوم .
الشيخ فارس : تشهد على من هُوَ خير منك بالضلالة؟ فماذا أنت قائل لله غدا حين يقفك الله؟ ومن شهدت عليه، الله يشهد له بالإيمان، وأنت تشهد عليه بالكفر، والله يشهد له بالهدى
الشيخ ابن رمزان : أي بطعنكم في الصحابة وما يفعلون كعثمان وعلي وغيره ولله العجب تجد هؤلاء في هذا العصر يأت عثمان بن عفان الذي تستحي منه الملائكة فيقول عنه سيد قطب أن تاريخه فجوة أو زمن حكمه فجوة في التاريخ الإسلامي وهذا الرجل تجتمع في الثناء عليه رأس الإباضية ورأس الرافضة ، رأس الخوارج الخليلي يثني على سيد قطب ورأس الرافضة الخميني يثني على سيد قطب لطعنه في عثمان ووافقهم فيما هم فيه ، سبحان الله يتجرؤون فأنت يا ذا خولان كيف تجرأ على هؤلاء الذين ذكروا بالإيمان والقوم يتوارثون نفس الفكر .
الشيخ فارس : وأنت تشهد عليه بالضلالة؟ فأين تقع إذا خالف رأيك أمر الله وشهادتك شهادة الله. أخبرني يا ذا خولان ماذا يقولون لك؟ فتكلم عند ذَلِكَ ذو خولان، وَقَال لوهب: إنهم يأمرونني أن لا أتصدق إلا على من يرى رأيهم، ولا أستغفر إلا له
الشيخ ابن رمزان : يعني أن تدفع المال لنا ، الزكاة تدفعها لنا وأنت تدعو لولينا هكذا دائما أمورهم سرية وحكوماتهم سرية وبيعاتهم سرية لا كيان لا دولة سراديبية منذ ذلك التاريخ ودائما وتجد كل هؤلاء لهم من يبايعونهم في دولهم التي هم فيها ومناطقهم التي هم فيها فتجد جماعة داخل الجماعة المسلمة ، وهذا من قديم يتوارثونه ليس هذا أمر جديد ، شاهد الحال وواقع ما نحن عليه هو نفس ما عليه هذه الفرقة المنحرفة التي تتوارث عقائدها وأدبياتها وأفكارها تسلسلها وطرحها نفس ما تمارس في كل عصر وزمان ، ليس هذا أمر بجديد ولكن ما أشبه الليلة بالبارحة .
الشيخ فارس : فَقَالَ له وهْب: صدقت، هذه محبتهم الكاذبة فأما قولهم فِي الصدقة فإنه قد بلغني أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم ذكر أن امرأة من أهل الْيَمَن دخلت النار فِي هرة ربطتها فلا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض، أفإنسان ممن يعبد الله ويوحده ولا يشرك بِهِ شيئا أحب إلى الله من أن يطعمه من جوع، أو هرة؟ والله يَقُول فِي كتابه (ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا. إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا. إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا) يَقُول: يوما عسيرا غضوبا على أهل معصيته لغضب الله عليهم (فوقاهم الله شر ذَلِكَ اليوم) حَتَّى بلغ (وكَانَ سعيهم مشكورا) ثُمَّ قال وهْب: مَا كاد تبارك وتعالى أن يفرغ من نعت مَا أعد لهم بذلك من النعيم فِي الجنة.
وأما قولهم: لا يستغفر إلا لمن يرى رأيهم، أهم خير من الملائكة؟ والله تعالى يَقُول فِي سورة (حم عسق) (والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن فِي الأرض) وأنا أقسم بالله
مَا كانت الملائكة ليقدروا على ذَلِكَ ولا ليفعلوا حَتَّى أمروا بِهِ لأن الله تعالى قال: (لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون) وأنه أثبتت هذه الآية فِي سورة (حم عسق) وفسرت في (حم) الكبرى قال: (الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون بِهِ ويستغفرون للذين آمنوا)... الآيات. ألا ترى يا ذا خولان إني قد أدركت صدر الإسلام، فوالله مَا كانت للخوارج جماعة قط
الشيخ ابن رمزان : وهنا يجعل لهم مقدمة ، أنا أدركت صدر الإسلام أدركت الصحابة الذين مشوا مع الرسول صلى الله عليه وسلم ، يعني اقبل أنا أنقل لك ما قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبين لك حتى لا تنحرف على شيبتك وعلى كبرك فتهلك
الشيخ فارس : فوالله مَا كانت للخوارج جماعة قط إلا فرقها الله على شر حالاتهم، وما أظهر أحد منهم قوله إلا ضرب الله عنقه، وما اجتمعت الأمة على رجل قط من الخوارج
الشيخ ابن رمزان : لا وجود لهم لا دولة لهم ما يخرج قرن إلا ويسلط الله عليه من يقطعه حتى يخرج آخرهم في أعراض الدجال
الشيخ فارس : ولو أمكن الله الخوارج من رأيهم لفسدت الأرض، وقطعت السبل
الشيخ ابن رمزان : يعني انظر الآن وصف لهذه الفرقة داعش انظر كلام وهب يصف داعش وما يحصل فيها ، اسمع بارك الله فيك وارع لها سمعك فهم مستمرون إلى أن يخرج في أعراضهم الدجال
الشيخ فارس : ولو أمكن الله الخوارج من رأيهم لفسدت الأرض، وقطعت السبل، وقطع الحج عَنْ بيت الله الحرام
الشيخ ابن رمزان :
1_ فساد الأرض ،
2_ انقطاع السبل
3_ انقطاع الحج والعبادات والممارسات والجمع والجماعات ، الناس ترونه الآن يقول لا إله إلا الله ويذبحه فضحتهم هذه المقاطع التي يمتدحون بها وهم يردون بها إرهاب الآخرين وهي في الحقيقة فضح لعقيدتهم وما هم عليه .
الشيخ فارس : وإذن لعاد أمر الإسلام جاهلية.
الشيخ ابن رمزان : أيضا هذا من أخطار ذلك أن يعود أمر الإسلام إلى الجاهلية الجهلاء ليس إلى الإسلام الذي أتى بإخراج الناس من الضلال إلى الهدى وبيان التوحيد والتحذير من الشرك وبيان الحق والتحذير من الباطل ، دين الرحمة ، دين الهدى ، دين العدل كل هذا يمارسون خلافه لأنهم خوارج
الشيخ فارس : للتص==https://www.youtube.com/watch?v=JxcXwWVZDlM

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق