الرد على مصطفى مشهور==
المرشد الخامس للإخوان وتكفير صريح للمسلمين
المرشد الخامس للإخوان وتكفير صريح للمسلمين
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا إسحاق الأزرق عن الأعمش عن بن أبي أوفى قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الخوارج كلاب النار"
حديث صحيح رواه ابن ماجه في سننه
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الخوارج كلاب النار"
حديث صحيح رواه ابن ماجه في سننه
قال الإمام المناوي: سمُّوا كلاب النار لظنهم السوء بالمسلمين
الهدف انهم يريدون تدمير الاسلام بلاسلام احتلال الاسلام ماعجز عليه اليهود طوال 14 قرنا من الزمان==قال على العشماوي أحد قادة الإخوان المسلمين فى تكفير امه محمد صلى الله عليه وسلم
[ من أراد أن يلحق بنا فهو مسلم, ومن وقف ضدنا فقد حكم على نفسه بالكفر ]
يقول حسن البنا
[ نحن حرب على كل زعيم أو رئيس أو هيئة لا تستجيب لدعوتنا وسنعلنها خصومة
لا سلم فيها ولا هوادة حتى يفتح الله بيننا وبين قومنا بالحق ]
ويقول حسن إسماعيل الهضيبي المرشد الثاني
[ .. دعوة الإخوان المسلمين هي لا غيرها الملاذ
والإنقاذ والخلاص، وعلى الإخوان ألا يشركوا بها شيئا ]
[ من أراد أن يلحق بنا فهو مسلم, ومن وقف ضدنا فقد حكم على نفسه بالكفر ]
يقول حسن البنا
[ نحن حرب على كل زعيم أو رئيس أو هيئة لا تستجيب لدعوتنا وسنعلنها خصومة
لا سلم فيها ولا هوادة حتى يفتح الله بيننا وبين قومنا بالحق ]
ويقول حسن إسماعيل الهضيبي المرشد الثاني
[ .. دعوة الإخوان المسلمين هي لا غيرها الملاذ
والإنقاذ والخلاص، وعلى الإخوان ألا يشركوا بها شيئا ]
يقول الاخوانى
صلاح الصاوي
[ ومن تخلف عن الإنضمام لمثل هذه الجماعة فإنه يأثم كإثمه عن ترك أي فرض أو تكليف شرع
[ ومن تخلف عن الإنضمام لمثل هذه الجماعة فإنه يأثم كإثمه عن ترك أي فرض أو تكليف شرع
ويرد عليهم بن تيميه
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
" وليس لأحدٍ أن ينصِّب للأمة شخصاً يدعو إلى طريقته ، ويوالي ويعادي عليها غير النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا ينصِّب لهم كلاماً يوالي عليه ويعادي غير كلام الله ورسوله ، وما اجتمعت عليه الأمة ، بل هذا مِن فعل أهل البدع الذين ينصِّبون لهم شخصاً ، أو كلاماً يفرِّقون به بين الأمة ، يوالون به على ذلك الكلام ، أو تلك النسبة ، ويعادون "=========مختصر ضلالات الطريقة السنوسية
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
" وليس لأحدٍ أن ينصِّب للأمة شخصاً يدعو إلى طريقته ، ويوالي ويعادي عليها غير النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا ينصِّب لهم كلاماً يوالي عليه ويعادي غير كلام الله ورسوله ، وما اجتمعت عليه الأمة ، بل هذا مِن فعل أهل البدع الذين ينصِّبون لهم شخصاً ، أو كلاماً يفرِّقون به بين الأمة ، يوالون به على ذلك الكلام ، أو تلك النسبة ، ويعادون "=========مختصر ضلالات الطريقة السنوسية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله واله وصحبه ومن ولاه.أما بعد
[COLOR="Red"]أنقل للاخ المسلم و الاخت المسلمة بعض الضلالات السنوسية من كتب الطريقة السنوسية. وهدفي الان ليس التعليق عدا العارض وربما يتم في المستقبل نقض هذه الضلالات بالادلة من الكتاب و السنة ان شاء الله حتى يتجنبها من لا يعرف انحرافات الطرق الصوفية و من ليس متخصصا في دراسة التصوف.
و هدفي تبيين ضلالات هذه الطريقة البدعية حتى يجتنبها المسلم سليم الفطرة والموحد. وذلك بعد تعمد الكذب المبيت على اشاعة أن هذه الطريقة هي طريقة سنية مبنية على الكتاب و السنة وليس فيها الخرافات الموجودة في الطرق الاخرى وذلك من أحد المحسوبين على أهل العلم و الديانة.[/COLOR]وقد اعددت هذا المقال على عجل في نصف ليلة عالما بعدم مناسبته للنشر. ولكن لأهميته آثرت نشره بعيوبه.
نقطة مهمة: سأتعرض فقط للبدع و الضلالات في عقائد الطريقة فقط لا غير
نقطة مهمة: كل النقولات هي من سلسلة مقالات بعنوان:
الدرر البهـية في بيان ضلال عـقائد الفرقة السنوسية
[COLOR="Blue"]الاسم الاعظم [/COLOR]
ومن الأسرار التي يتداولونها فيما بينهم عند كل شدة أن يقرأ أحدهم سورة يس عشر مرات بعد الفجر قبل صلاة الصبح ثم يقول اللهم إني أسألك يا الله يا من هو أحون قاف أدم حم هاء أمين سبعين مرة أن تفعل لي كذا فإنه يكون بإذن الله تعالى وكان الشيخ أبو الحسن الشاذلي يقول إن ذلك هو الإسم الأعظم".
( السلسبيل المعين في الطرائق الأربعين )
لمؤسس الطريقة السنوسية
( محمد بن على السنوسي )
صفحة 55
[COLOR="blue"]مراتب اليقين[/COLOR]
يقول ابن السنوسي في خاتمة كتاب ايقاظ الوسنان ص 128،129،130
"الخاتمة في سنن أهل الله وسبيل عملهم إلى الله وهم كما علم ثلاثة أقسام على حسب مراتب اليقين الثلاث
(الأول) أهل علم اليقين المجدين في النسك والعبادة فاقدي الفتح وهؤلاء حسبهم لزوم أمر الشيخ ودأبه فيلزمه أحدهم ملتزما ادابه في جميع شؤونه معظما له مفنيا في مراده كالميت في يد غاسله يقلبه كيف شاء بلا إرادة منه حاذرا أشد الحذر من إقامة الميزان عليه بإنكار ما يراه صريحا من مخالفة النهج وليستعن على ذلك بإستحضار حال موسى والخضر عليهما السلام فإن الإنكار هو الكسر بدون انجبار، وكل ما تعاصي من مراتب الوصول سببه اعتراض الفكر على الشيخ معمرا أوقاته بالذكر قلبا ولسانا على دأبهم المعروف حتى يغيب الذاكر في المذكور، ويمحق النظر في المنظور، فيشهده بفعله ووصفه، إلى فناء اوصافه، وتجلى ذاته التي جلت عن كل وهم وشبه وحينئذ قد اكتسى حلة من مضى، يعامل كلا بما اقتضى.
ثم ذكر القسم الثاني....
(والثالث) الراسخون من ذوي التمكين الراقين ذروة سنام (حق اليقين) فهؤلاء كفاهم عن طلب الأحكام ما أتاهم من ربهم من العلوم الدافقة على سرائرهم المطابقة لعين ما شرعه على لسان رسوله تنزلا لا نزلا يقتضي شرعا أو نبوة فكان بعضهم يقول حدثني قلبي عن ربي وبعضهم يسأل عن الشيء فيقول حتى أسأل عنه جبريل وبكونه تنزلا لا نزولا يقتضي شرعا أو نبوة يزول استشكال بعض أهل الظاهر ذلك وجوابه عنه بأن المراد بجبريل صاحب فعله المسئول من الملائكة لا صاحب الناموس فحكمهم بما كشفوا،وعلمهم ما من بحر المواهب اغترفوا ، فطريقهم عن التقليد شاسعة، ومناهج يقينهم واسعة، إلا لستر حال، أو تورية في جواب سؤال، وكيف يقلد من امتطى من اليقين ذراه، من الظن الذي لا يغني من الحق شيئا قصاراه، وما أحسن ما قيل في هذا المعنى المثيل:
ومن يسمع الأخبار من غير واسط ... حرام عليه سمعها بالوسائط
وقال ص 130
"ومنهم المستفتي قلبه ومنهم من يمد بالملك في سره المنير كحال أبي يزيد والسيد محمد بن موسى ومنهم المشاهد الرسول المستمد منه كل سؤل وذلك حال الشاذلي والزولي وأبي السعود والمتبولي والمرسي والسيوطي والقناوي وابي مدين والشعراني والشيخ محي الدين ونحوهم فكم أثرت عنهم في ذلك أحوال. وتواترت أقوال، وعدهم بعضهم كالشيخ محي الدين(3) من الصحابة".
[COLOR="blue"]
رجال الغيب[/COLOR]
يقول السنوسي الكبير في كتابه السلسبيل المعين في الطرائق الأربعين ص104 متحدثا عمن سماهم رجال الغيب بعد أن ذكر منازلهم وبين بالرسم كيفية الوصول لمعرفة أماكنهم(3)
"فإدا أردت حاجة أو قصدت سفرا فاعرف مكانهم بما مر وصل ركعتين لله تعالى واقرأ فيهما بعد الفاتحة سورة الإخلاص وبعدها في الأولى الفلق وفي الثانية الناس مرة مرة فإدا سلمت فتوجه إليهم واخط إلى جهتهم سبع خطوات أو ثلاثة ثم اقعد على ركبتيك مفترشا أو متوركا مطرقا متأدبا معهم موقنا بسماعهم لندائك راجيا إجابتهم لدعائك وقل السلام عليكم يا رجال الغيب أيها الأرواح المقدسة أغيثوني بنظرة وأعينوني بقوة يا أقطاب يا أئمة يا أوتاد يا أبدال يا أنجاد يا نقبا أغيثوني يا عباد الله أعينوني بحرمة محمد صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبه وأهل بيته وتابعيه أجمعين ثم توجه إلى مقصودك غير شاك في وصولك إلى مطلوبك
ثم إن كان الأمر الذي توجهت إليهم في قضائه يستدعي الجلب أي جلب المنافع إليك كالرزق ورفع الحجاب عن القلب فتتوجه بوجهك إليهم بعد إتمام التوسل بهم والسلام عليهم
وإن كان الأمر يقتضي الدفع كالنصرة على الأعداء في الخروج إلى الحرب أو تسخير الملوك والقضاة وغيرهم ممن إليه حاجة من دفع خصومة أو رفع مظلمة أو زوال فاقة بما عندهم فلتكن في حال خروجك من دارك ودخولك عليهم ووقوفك بين أيديهم مستديرا لجهة رجال الغيب بنية المدافعة بهم والإستناد إليهم والتعويل في كفاية المهمات ودفع الملمات عليهم ويكون وجه المدفوع من الأعداء ومن يراد الدفاع به من الملوك والقضاة وذوي الرياسات إلى ناحية رجال الغيب حتى يظفر بمراده وإلا انعكست النتيجة
وينبغي أن لا يشك في كلام الأولياء حي يصل العامل بقولهم إلي مقصوده فإذا أراد السلطان أو غيره من الجند مباشرة الحرب فينبغي أن لا يفعل ذلك إلا في يوم يتفق فيه مواجهة أعدائه الذين يريد قتالهم لجهة رجال الغيب بحيث يكونون في ظهر العامل الذي هو السلطان والجند فإذا كان ظهر العدو إلى جهة رجال الغيب فليترك ملاقاتهم للقتال وإن اضطر إلى ذلك في هذا الوقت فليتوارى عنهم وليأتهم من خلفهم حتي يكون رجال الغيب خلفه وفي وجودهم فإذا حصل له ذلك ظفر لا محالة وإلا فالظفر لهم
وكذلك من أراد الصيد أو الدخول على أحد من الأعيان لحاجة أو الحاكم أو القاضي بفصل خصومة ينبغي له أن يفعل ما ذكرناه من جعل رجال الغيب خلف ظهره في حال خروجه من بيته وفي حال دخوله على من يريد فوجهه إلى الجهة المقابلة لوجودهم رضي الله عنهم فإنه يكون حينئد وجيها ببركتهم مقضي الحاجة منصورا على الأعداء والخصوم
وان اتفق ان اظهر الحاكم أو القاضي أو من إليه حاجة نحو رجال الغيب حال خروجه ح فينبغي له أن يجعل ظهره نحو رجال الغيب حال خروجه منها أيضا ويقرأ الدعاء ويستمد منهم في هذه الأحوال كلها فإنه يرجع مكرما مسرورا منصورا على خصمه وهذا يفعل في جميع الأمور فإنه تنتج مقاصده بإذن الله
وقد ذكر سيدنا الغوث في جواهره قواعد تتعلق بعلم الدعوة لسرعة الاجابة لا حاجة لنا هنا بذكرها والله الموفق.
[COLOR="blue"]المقعدة و الذكر و الخصيتين
واستحضارات شيطانية[/COLOR]
يقول ابن السنوسي(1) في كتابه السلسبيل المعين في الطرائق الأربعين ص86،87
( فإذا أراد السالك أن يخرج من الوهم ويشاهد عالم الغيب فينبغي له أن يستحضر الكلمات السبعة التي ينسب إليها التوهم والتفكر ففي حالة الوهم يظهر أثر خواص ذلك الفكر:
فالأول أن يبدأ بالتفكر من المقعدة ويجمع فكره فيها ويقول في حالة لتفكر هذه الكلمة هو أم ومعناه الجواد وسواد زحل وخاصيتها مشاهدة أحكام نفسه
الثاني أن يتفكر في ذكره وبين خصيته ويقول في قلبه حالة التفكير هذه و معناه القدير وحمرة المريخ وخاصيتها حصول الصدق لما يخطر في القلب من الخواطر وحينئذ جميع ما يخطر في قلبه من صلاح أو فساد يكون كذلك
الثالث وسط السرة ويقول في قلبه حالة التفكير رهين ومعناه العيم وغبرة المشتري وخاصيتها حصول العلم اللدني وطي الأرض وفي هدا التفكر يحصل له طي الارض والعلم اللدني
الرابع التفكر تحت الثدي الأيسر ويقول بقلبه نسرين ومعناه الحي وصفرة الشمس وخاصيتها حصول الكشف حتى يكون الغيب لديه كالشهادة وصاحب التفكر يكون عالم الغيب عنده كالشهادة معاينة ويحصل له الإطلاع على خواطر الناس
الخامس أن يتفكر في موضع الحلقوم ويقول بقلبه ائي ومعناه المريد وبياض الزهرة وخاصيته التسخير فيطيعه العلوية والسفلية وتنقاد إليه وصاحب هذا التفكر يطيعه جميع العوالم العلوية والسفلية وتنقاد إليه
السادس أن يتفكر بين عينيه اي في جبهته ويقول بقلبه برمم ومعناه المقسط وزرقه عطارد وصاحب هذا الذكر تنفتح له حقائق الأشياء من غير أن يتعلم من احد
السابع أن يتفكر في المحل الذي هو فوق الدماغ أي يتصور فكره هناك ويقول بقبله هنساء ومعناه الكليم وخضرة القمر وخاصيته حصول الكشف عن حقائق الأشياء بمحض الوهب الإلهي من غير كسب وصاحب هدا التفكر تحصل له الحياة التامة كالخضر وهذا التفكر أعظم أنواع التفكرات الذي يحصل للطالبين فيه جميع مقاصدهم وفي هذا القدر كفاية والحمد لله رب العالمين. )
[COLOR="blue"]
أطوار الكشف[/COLOR]
ويقول ابن السنوسي أيضا ص88
"كما أن الكاتب يحرك القلم وأن يشتغل بنقش الكلمة الطيبة كما ذكر أربعة وعشرين مرة في نفس واحد أو في أنفاس حتى يتمرن على ذلك ثم يشتغل بذكر الأمهات حتى يكشف له عن عالم الناسوت ثم بذكر النبات حتى يكشف له الملكوت ثم بذكر الملفوفات حتى ينكشف له الجبروت ثم بذكر الاخوات حتى ينكشف له اللاهوت وهذه الاذكار مبينة في الجواهر وفي بعض مؤلفات الشيخ تاج الدين قال وفي هذا الطريق سلامة من كشف التجليات النورية والصورية وقد وصلت هذه الطريقة الى شيخنا من الشيخ المحقق الكامل المعمر سيدي عبد الحليم النجراتي.." ثم ذكر سنده المظلم.
[COLOR="Blue"]المراحل الشيطانية الى الاتحاد[/COLOR]
يقول ابن السنوسي في سلسبيله ص65،66
"وأما الكشف فإنه يحصل بالسلوك وذلك لأن السالك إذا كان في العكفة يكشف له
أولا عن نور الوضوء والصلاة ونور الشيطان والجان ثم يرى الحق في التجلي الصوري بصورة الجماد ثم بصورة المرجان ثم بصورة النبات والأشجار ثم بصورة النخلة ثم بصورة الحيوان ثم بصورة الفرس ثم بصورة نفسه أو شيخه وفي هذا التجلي هلك خلق كثير
ثم يكشف للسالك عن تجلي الأنوار وهو أعظم الحجب وذلك لأن السبعين الألف النور مفرقة في لطائف الإنسان
فيري عشرة الالف منها مستكنة في اللطيفة القابلية ولونها كدر مطبق بعضه على بعض ويشاهد في هذه اللطيفة الجن والعبور عنها سهل لان جبلة الانسان تهرب من الظلمة وتانس بالنور
ثم يرى بعد صفاء القلب عشرة الاف نور منها مستكنة في اللطيفة النفسية ولون أزرق ان أفيض عليه الخير نبت منه الخير وأن أفيض عليه الشر منه الشر باعتبار صفاء القلب وكدره ويشاهد في هذه اللطيفة جهنم وغيرها
ثم يرى عشرة الاف نور منها مودعة في اللطيفة القلبية ولونها أحمر مثل لون النار الصافية إن كان طعامه خالصا من شوائب الشهوة والحرص وإلا فيرى فيه دخان ويصير لونه متكدرا ويحصل له الوقوف عن السير وفي هذه اللطيفة يشاهد وغيرها وللقلب أيضا سبع لطائف ينكشف لبعض السالكين
ثم يرى عشرة الاف نور منها أي من السبعين الالف النور مودعة في اللطيفة الروحية ولونها في غاية الإصرار وفي هذه اللطيفة يشاهد أرواح الأنبياء والأولياء
ثم يرى عشرة الاف نور منها في اللطيفة الملائكة
ثم يرى السالك عشرة الاف نور منها في اللطيفة الخفية ولونها كلون المراة المصقولة وفي هذا المقام يتصل السالك بلطيفة السالك بلطيفة الانانية الخضرية التي هي منبع الحياة ويشاهد نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم
ثم يرى عشرة الاف نور مختفية في اللطيفة الخفية ولونها أخضر ثم يبصر نورا كلون العقيق ثم نورا أبيض لا لون له ثم يبصر نورا بلا لون ولا شكل ولا حين ولا جهة بل محيطا بجميع العوالم فحينئذ تشرق عليه أنوار تجلي الصفات ويتحقق بما في حديث كنت سمعه الخ وقوله في يسمع وبي يبصر الخ ثم يكاشف بالنور المتهلك المستهلك فيه والظاهر به جميع الأنوار
فلم يبق إلا الحق لم يبق كاين ######## فما ثم موجود وما ثم بائن".
[COLOR="blue"]وحدة الوجود[/COLOR]
يقول ابن السنوسي في سلسبيله في دعاء طويل ص25
اللهم الحقني بنسبه – أي النبي صلى الله عليه وسلم- وحققني بحسبه وعرفني إياه معرفة أسلم بها من موارد الجهل وأكرع من بها موارد الجهل وأكرع من بها موارد الفضل واحملني على سبيله إالى حضرتك حملا محفوفا بنصرتك واقذف بي على الباطل فادمغه وزج بي في بحار الأحدية وانشلى من أوحال التوحيد واغرقني في عين بحر الوحدة حتى لا أرى ولا أسمع ولا أجد ولا أحس إلا بها واجعل الحجاب الأعظم حياة روحي...إلخ.
[COLOR="blue"]الاستعاذة بالله
أم
الاستعاذة بالمخلوق[/COLOR]
ويقول السنوسي الكبير في كتابه السلسبيل المعين في الطرائق الأربعين ص101
"فإن من المعلوم أن طريق الحق لعزتها محفوفة بالافات والقواطع والأوامر المهلكة من كل جانب وأن الشيخ من الذين إدا رأوا ذكر الله وأن الذكر كما ورد حصن حصين وحجاب مانع بإذن الله وللوسائل حكم المقاصد فتنتج هذه المقدمات أن استحضار صورة الشيخ درع دافع لأسباب غواية الشيطان وسبب جامع للانتظام في سلك شريف إن عبادى ليس لك عليهم سلطان". ويقول أيضا ص31
"ويستأنس بجواز ما يفعله الصادقون منهم في إحضار الأرواح المقدسه بحديث علي عند ابن السني إذا كنت بواد تخاف فيه السباع فقل أعوذ بدانيال من شر السباع الأثر
وفيه مستند أيضا لمن طريقه الرابطة بالشيخ بمعنى إحضار صورة الشيخ في الخيال ليكون عوذة له من افتراس سباع أودية المهالك إياه..".
تعليق:
وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً [الجن : 6]
تفسير الاية من التفسير الميسر:
وأنه كان رجال من الإنس يستجيرون برجال من الجن, فزاد رجالُ الجنِّ الإنسَ باستعاذتهم بهم خوفًا وإرهابًا ورعبًا. وهذه الاستعاذة بغير الله, التي نعاها الله على أهل الجاهلية, من الشرك الأكبر، الذي لا يغفره الله إلا بالتوبة النصوح منه. وفي الآية تحذير شديد من اللجوء إلى السحرة والمشعوذين وأشباههم.
اما بالنسبة للأثر: هذا آثر عن علي رضي الله عنه و هو منكر متنا و إسناده ضعيف جدا
[COLOR="blue"]الاتصال الروحي
و
ترك الاعتراض على الله - و- الشيخ[/COLOR]
ويقول أيضا في نفس الكتاب ص36
بعد أن ذكر أمورا كثيرا:
"والسابع دوام ربط القلب بالشيخ، والثامن ترك الأعتراض على الله تعالى وعلى الشيخ..".
تعليق:
يذكرني عطف لفظ الجلالة على الشيخ بحرف الواو بجعل الشيخ ندا لله تعالى في ترك الاعتراض وذلك بالحديث التالي:
أن يهوديا أتى النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم – فقال : إنكم تنددون وإنكم تشركون تقولون ما شاء الله وشئت, وتقولون والكعبة . فأمرهم النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : إذا أرادوا أن يحلفوا, أن يقولوا ورب الكعبة, ويقولون ما شاء الله ثم شئت .
الراوي: قتيلة امرأة من جهينة المحدث: الوادعي - المصدر: الصحيح المسند - الصفحة أو الرقم: 1658 خلاصة الدرجة: صحيح
فالمريد عند شيخه كالميت في يد غاسله يقلبه كيف شاء بلا إرادة منه ... كما ذكر ذلك السنوسي
[COLOR="blue"]تأصيلات بدعية[/COLOR]
ما زلنا مع تأصيلات ابن السنوسي البدعية الضلالية حيث يقول(1) في كتابه السلسبيل صفحة 61،60
"ومنهم من يستتر بالكسب وبيع الأمور المحقرات كالأدهال والبقول ويخاصم من أخذ عليه شيئا بغير حق ولا يسامح بالقليل فيسقط من أعين الناس مع أن قصده الحسن في ذلك إنما هو التسبب في براءة ذمة إخوانه المؤمنين وعدم اعتيادهم أخذ أموال بعضهم بعضا وكان على هذا الشيخ على الخواص نفع الله به. ومنهم من ينفر الخلق عنه بالتظاهر بالجنون وكان على هذا جماعة منهم الشيخ سيدي عبد القادر الجيلي رضي الله عنه في بدايته.
ومنهم من يرتكب بعض المحرمات التي هي أخف ضررا من العجب ونحوه من الكبائر اللازمة لمخالطة الخلق إلا من شاء الله كتضييع المال وحرق الثياب بالنار وغير ذلك جريا على قاعدة من ابتلى ببليتين فليرتكب أخفهما وكان على هذا جماعة منهم لص الحمام وسيدنا الشبلي وعبد الهادي السودي
ومما حكي في هذا الباب أن بعض الناس صحب سيدنا البسطامي ثلاثين سنة مع صيام نهارها وقيام ليلها فقال للشيخ يوما سيدي خدمتك وأطعتك ولم يظهر لي شيء مما يودع الحق قلوبكم فقال له الشيخ يا ولدي لو صمت وقمت ثلاثمائة سنة ما تجد منها ذرة لأنك محجوب بنفسك ومنقطع برؤيتك طاعتك فقال له دلني على الدواء فقال اذهب فاحلق لحيتك وانزع لباسك وعلق في عنقك مخلاة فيها جوز وقل للصبيان من صفعني صفعة أعطيته جوزة ثم در الأسواق كذلك عند من يعرفك فقال سبحان الله لمثلى يقال هذا قال قولك في معرض ذلك سرك لأنك رأيت عظمة نفسك فسبحتها فقال دلني على غير ذلك قال لا دواء لك غيره انتهى.
ولا ينبغي الإنكار على هؤلاء وإن كان لا يقتدى بهم في هذا الأمر فقط لبعد مراميهم نعم إن عاقب الحاكم المتظاهر بهذه الأمورعلى مقتضى الشريعة لا يأثم ولا حرج عليه من الله في ذلك
إلا أن الغالب على الصادق في حاله أن يكون له سلطان على الخلق فلا يتوصل إليه بأذى.
ومنهم من يصلى ويصوم ويعمل سائر أعمال البر خفية من حيث لا يدري أو في البراري ويتظاهر بخلاف ذلك من الحرمات في عين الرائي ككشف العورة والتلطخ بالنجاسات وأكل الحشيش وشرب المغيرات وهو في نفس الأمر ممن تنقلب له الأعيان وتطوي له الأرض كقضيب البان والشيخ أبو سعود هبة الله الشيرازي ثم المكي وغيرهما وقد اجتمعت ولله الحمد بواحد منهم وحصل لي منه إقبال ودعا لي بما أرجوا بركته إن شاء الله تعالى والحكم في هؤلاء المخربين لظاهر الشريعة أن المرتكب منهم للمحرمات إما أن يعتقده العارفون من أرباب القلوب أو يكون المنكر الذي تلبس به غير فاحش
فإن كان صغيرة مع ظهور الخارق فينبغي حسن الظن في هاتين الصورتين فيعتقد لأن تحسين الظن بالمسلمين مندوب إليه والمنكر العسير لا يكاد يسلم منه إلا القليل أو كان بخلاف ما مر فيتوقف فيه وينكر ظاهر ما ينكره الشرع ويحسن فيه الظن إن كان ممن يغيب عن حسه في بعض الأوقات لجواز صدور المنكر منه في غيبته وهو معذور فيه وإلا بأن كان صاحيا مرتكبا للمعاصي الفاحشة وهي الكبائر عاريا عن اعتقاد العارفين فيه فيساء الظن به ويحبس لينجز ذكره اليافعي في الروض ولنسق السند في هذه الطريقة إلى أجل من اشتهر بها وهو سيدنا الأمام الأكبر أبو يزيد البسطامي والأستاذ ذوالنون المصري.. ثم ساق سنده المظلم انتهى.
[COLOR="blue"]أسانيد الطريقة السنوسية
الى الزنديق ابن عربي[/COLOR]
يفتخر ابن السنوسي بأن له أسانيد لتلك الطرق التي تنسب إلى أولئك الضالين يقول(3) في السلسبيل المعين ص 45 ، 46
وأما الطريقة السادة الحاتمية!!
"فهي المنسوبة إلى مربى العارفين!!! وأمام الموحدين!!! سيدي!!! محيي الدين محمد ابن علي بن عربي الحاتمي قدس الله سره!!!
ومبني هذه الطريقة على دفع الخواطر بدوام الذكر واللسان مع مواطأة القلب بالكلمة أولا ثم بذكر بالجلالة ثم بذكرها هو هي إذ الوجود الظاهر المشارإليه بهو هي الحقيقة المحمدية ومراقبة الحق على ما يعلم تعالى نفسه
فإذا خفت الخواطر وزالت نطق القلب وهكذا حتى يحس بإمكان خلو الباطن من الذكر ويشعر بقدرته على ذلك فحينئذ يجتهد في تفريغه من الذكر الباطن أيضا
فإن زاحمته الخواطر وقدر على دفعها بعزيمته وإعراضه عنها وعما يوجبها فذاك وإلا فليعد إلى الذكر بالقلب بتعقل الحروف لا بتخيلها كما لا يحدث نفسه بما لا يريد أن يفعله
وإن قويت زحمة الخواطر فليجمع بين ذكرى الظاهر والباطن معا دون فترة حتى يفرغ قلبه ويعدل سطح مرآته عن تشبعات الأحكام الإمكانية بتوحيد كثرتها فإذا تمكن من ذلك فتح له باب ليس للوسائط فيه مجال!!! ولكل مقام رجال!!!
واروي هذه الطريقة بالسند إلى أبي البقاء المكي قائلا وقد وصلت هذه الطريقة إلى شيخنا من والده الشيخ..ثم ذكر سنده المظلم..وهو من الشيخ الأكبر!!!مربي العارفين!!!سيدي!!! محيي الدين محمد ابن علي بن عربي الحاتمي.." انتهى.
[COLOR="blue"]
اتصال السنوسية بالزنديق الحلاج[/COLOR]
وقال أيضا ص 37
(وأما الطريقة السادة الحلاجية) فهي المنسوبة إلى الإمام حسين ابن منصور الحلاج رحمه الله ومبناها على الجمع بالله ويتعلمون في تحصيله بذكر الجلالة بعد
طرح الألف واللام منها وتحريك الهاءبالحركات الثلاث يضرب بالمفتوحة على اليمين والمكسورة على اليسار والمضمومة على القلب وفوائده كثيرة إلا أنه لا يجوز الذكر به إلا في الخلوة لعالم بالمدرك هذا وقد علا كثير مما يجب كتمانه حتى اغتربه طائفة خذلهم الله تعالى والعياذ بالله من مكره
وقد وصلت هذه الطريقة إلى شيخنا الشناوي بسنده إلى ابن أبي الفتوح..صاحب الخرقة شطاح العراق رئيس السكارى والعشاق سيدي أبي المغيث حسين بن منصور بن أبي بكر الأنصاري الحلاج رحمه الله وأثابه!!!
[COLOR="blue"]السنوسية و الخرقة[/COLOR]
ويقول ابن السنوسي في كتابه المنهل الروي الرائق في أسانيد العلوم وأصول الطرائق ص 105
وقال الشعراني
السر في لبس الخرقة عند الكمل
أنهم يخلعون على المريد الصادق جميع الأخلاق المحمدية حين إلباسهم له
وينزعون منه حال أمرهم له بنزع قلنسوته مثلا جميع الأخلاق الردية
فلا يحتاج ذلك المريد بعد ذلك اللباس إلى معالجة خلق من الأخلاق الشريفة بل تصير سجيته تعطي الأخلاق الحسنة من غير تكلف...." انتهى.
[COLOR="blue"]اجازة السنوسية
في فصوص الزنديق ابن عربي[/COLOR]
وتأمل أخي الكريم ماذا يقول ابن السنوسي عن الفصوص وعن كيفية تلقيه لذاك الكتاب يقول في سلسبيله ص 33
وقد وقع للحقير ـ ابن السنوسي ـ أنه رأى شيخه أحمد المدني وثم لطيفة وهي أنى قد رأيت شيخنا الشيخ أحمد في المنام وطلبت منه تجديد البيعة فمد لي يده وبشرني بمطلوبي
وهو رضي الله عنه أخذ عن روحانية الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي فراه في واقعة كما رأيت ذلك بخطة وألبسه تاجا كان على رأسه وناوله الفصوص وهو رضى الله عنه لبس كما ذكر في بعض مؤلفاته من روح الله وكلمته السيدعيسى ابن مريم على نبينا وعليه أفضل الصلاة والسلام وهو لقي نبينا سيد المرسلين ليلة صلى الله عليه وسلم كما وردت بذلك الأحاديث الصحيحة والله المسؤل من فضله أن يحبى[يحيي] موات قلولنا [قلوبنا] بكرمه إنه على ما يشاء قدير. [ورث التاج من عيسى عليه السلام!!!]
وقد قرأت طرفا من الفصوص على شيخنا المبرور وناولنيها مناولة مقرونة بالإجازة بروايته عن مصنفها بواسطة شيخه الشناوي عنه كما مر وسيأتي سندنا فيها وفي غيرها متصلا بشيوخ الرواية العرفية فيما بعد إن شاء الله تعالى.." انتهى.
[COLOR="blue"]شيوخ ابن السنوسي
الاخذ عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم
في المنام و اليقظة[/COLOR]
يقول ابن السنوسي(3) في كتابه المنهل ص 49
"وأما الأخذ عنه والإجتماع به صلى الله عليه وسلم يقظة ومناما بعد بعد موته صلى الله عليه وسلم فقد حصل لكل من مشايخ السند الثلاثة ـ يتحدث عن شيوخه ـ بل لم يكن لكل منهم في اخر أمره معول في شيء إلا عليه ولا رجوع لأحد إلا إليه صلى الله عليه وسلم [!!!!] بل أهل هذه الطريقة المحمودية من خصوصيتهم ذلك..".
[COLOR="blue"]خرافة
الرتبة المحمدية[/COLOR]
ويقول في كتابه المنهل ص 50
"فتكثر روياه في غالب أحيانه في منامه أولا
ثم في وقائعه في سنة غفلته
ثم في حال يقظته وهي درجة لا تدرك إلا بالذوق فيسترشده [يستنصحه] إذ ذاك فيما يهمه من غالب أمره واقفا عند أمره ونهيه فلا تبق لمخلوق عليه منة إلا النبي صلى الله عليه وسلم
ويسمى صاحب هذه الرتبة محمديا لذلك حقيقا ومريد سلوك سبيله مجازيا ولنا من ذها [هذا] القبيل أسانيد منها روايتنا عن شيخنا البدر المستغانمى عن.."ثم ساق سنده المظلم.
ويقول في كتابه المنهل ص 54
"فلا يزالون يشتغلون بها حتى يظهر لهم الروح المحمدي عليه الصلاة والسلام مناما ثم يقظة فيريهم ويرشدهم ويوصلهم إلى أعلى المقاماتفيأخذون منه ويستضئون بمشكاته ويحشرون تحت لوائه يوم القيامة إذا حشر الفقراء تحت (سناجق) مشائخهم فيلتحقون بالسابقين الأولين فيا لها من نعمة مأ سناها ورتبة ما أسماها.."
[COLOR="blue"]تلقي القرآن عن النبي صلى الله عليه وسلم[/COLOR]
ويقول في سلسبيله ص 32
"حتى رأى ـ أي شيخه ـ النبي صلى الله عليه وسلم وهو بين النوم واليقظة يقرأ عليه قوله تعالى وما جعل عليكم في الدين من حرج وكتب له في كفه أسماء الخلوة على نمط الخلوتيه فانتبه الشيخ وهو يسمع صوت النبي صلى الله عليه وسلم بقراءة الأية هكذا أخبرني شيخنا الأستاذ أحمد المدني وقرأ علي أية وهو سند ثنائي إلى النبي صلى الله عليه وسلم في الأية الشريفة".انتهى
[COLOR="blue"]رواية القرآن
عن تابعي صحابة الجن[/COLOR]
ويقول أيضا في سلسبيله ص 50
"وشيخه سيدي محمد السردي المشهور بابن أبي حمايل يروي القراءن العظيم عن بعض التابعين من الجن!!! وهو عن بعض الصحابة من الجن!!! وهو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقظة!!! ومناما وسمعت من لفظه ايات كثيرة وقرأت عليه الفاتحة ومن أول البقرة إلى قوله تعالى إن الله لا يستحي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها. وأجازني بالقرءان جميعه ولله الحمد على هذه المنة العظمى وألبسني بيده الكريمة شملة حمراء وأرخى لي عذبتها وقال لي عند الباسه أياي هذا لباس سيدنا محمد ألبسه من شئت ولقننى مرارا وصافحني وهو أخد ذلك عن شيخ والده الشيخ عمر بن بدر الدين العادلي.. ثم ساق سنده المظلم ". انت
[COLOR="blue"]رؤوس الصوفية
الروحيين للسنوسية[/COLOR]
يقول ابن السنوسي ص 130
"ومنهم المستفتي قلبه ومنهم من يمد بالملك في سره المنير كحال أبي يزيد والسيد محمد بن موسى ومنهم المشاهد الرسول المستمد منه كل سؤال وذلك حال الشاذلي والزولي وأبي السعود والمتبولي والمرسي والسيوطي والقناوي وابي مدين والشعراني والشيخ محي الدين ونحوهم فكم أثرت عنهم في ذلك أحوال. وتواترت أقوال، وعدهم بعضهم كالشيخ محي الدين(3) من الصحابة".
ويقول أيضا ص9 من كتابه السلسبيل المعين في الطرائق الأربعين:
" فكانوا يشتغلون بالصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم حتى صاروا يأخدون عنه ويسترشدون منه ويستضيئون بأنوار مشكاته في متابعته وسكونه وحركاته وتشرفوا برؤيته يقظة وصار يربيهم بلا واسطة صلى الله عليه وسلم".انتهى
[COLOR="blue"]ابن السنوسي والاطلاع على خواطر الناس[/COLOR]
بل بلغ بابن السنوسي إلى أبعد من ذلك ، حيث يزعم أنه يطلع على ما يدور في خواطر الناس ، يقول عبد المالك بن عبد القادر بن علي
" كان السيد رحمه الله في غاية من الجمال الخَلقي فضلاً عن الخُلُقي و كان في عنفوان شبابه و صادف أن كان يوماً من الأيام يُلقي درساً في زاوية السادة المحاجيب هذه و كان من بين المستمعين رجلٌ ذو مكانة يُحدِّق بنظره إلى السيد طيلة الدرس و خطر في باله أن هذا الجمال الفائق لا يسلم من كونه وقع منه أو عليه و وسوس له الشيطان أموراً معروفة..
فبعد أن أتم الدرس وقام الحاضرون حسب العادة المتبعة يسلمون على يده الشريفة للإنصراف.. و أتى هذا الرجل للتسليم عليه فقبض على يده و أجلسه بجنبه حتى خرج الناس ثم التفت إليه و قال له : يا أخي إن الذي حفظنا في الكِبَر حفظنا في الصَغُر فخجل هذا الرجل وعّدّ أن هذه كرامة لهذا السيد الجليل عظيمة".
[COLOR="blue"]تقاليد السنوسية[/COLOR]
وهنا أرى من المناسب نقل كلام للشيخ الطاهر الزاوي(2) الذي تحدث عن السنوسية بكلام يتوافق تماما مع ما يدعوا إليه ابن السنوسي من تعظيم وتقديس للشيخ حيث قال في كتابه جهاد الأبطال:
"قضى السنوسية جل حياتهم قبل الحرب الطرابلسية وبعد وفاة السيد المهدي في عزلة عن الناس، وكانت إقامتهم في الكفرة والجغبوب، واكتسب جدهم السيد محمد بن علي السنوسي شهرته من طريق الدعوة إلى الله وإرشاد العامة.
ومن هذه الطريق تسربت الشهرة إلى ابنائه وأحفاده، وكان بعض الناس يرحلون إلى الكفرة والجغبوب لزيارتهم، واتخذوا لهذه الزيارة تقاليد منها:
الإستئذان بعد ثلاثة أيام من قدوم الزائر وأن يخلع الزوار نعالهم عند المقابلة، وأن يدخلوا عليهم زاحفين على الأيدي والركب، أو ماشيا على هيئة الراكع، فإذا ما وصل الزائر إلى أحدهم وهو جالس، قبل يده وركبته، ثم رجع القهقري حتى يصل محل جلوسه، فيجلس في صمت وخشوع،
وبعد هنيهة يرفع السنوسي يده علامة الإذن بالإنصراف، فيرفع الحاضرون أيديهم ويقرأون الفاتحة، وبهذا تنتهي الزيارة، ويذهب الزائر حيث شاء، فإذا كان الزائر من ذوي المكانة والتقدير فلزيارته نظام غير هذا.
ومن عادات السنوسية في أسفارهم أن يكون معهم جماعة من حفاظ القران يسمون الإخوان، يقرأون الأوراد التي تتطلبها الطريقة السنوسية ومن ضمنها قراءة شئ من القران أينما حطوا رحالهم .
وكلمة (إخوان) يطلقها السنوسية على اتباعهم ( كما كان المهدي بن ترموت) يسمى أتباعه. وهؤلاء الإخوان يتفاوتون في الحظوة لدى السنوسية، فكبرائهم هم الحجاب عليهم والوسطاء بينهم وبين الناس، فإذا أراد أحد الزيارة أحد السنوسية فلا بد من الإستئذان له من طريق أحد الإخوان، وقد لا يحصل الإذن بالزيارة قبل ثلاثة أيام، وهو الغالب، فإذا أراد الزائر استعجال الإذن لضيق وقته أو لأي أمر قيل له حتى يحصل الإذن.
وإذا غضب أحد السنوسية على أحد من الزوار أو من الأخوان قيل له أنت مهجور والرجل العامي من أتـباعهم يفضل الموت على أن يسمع من أحد أسياده السنوسية أنه مهجور.
وقد بلغ حب سكان البادية لهم أن يسموهم الأسياد، وكلمة الأسياد في برقة لا تطلق إلا على السنوسية، وأن يقولوا لنسائهم (أمهاتنا) تشبيها لهن بأمهات المؤمنين، نساء النبي صلى الله عليه وسلم.." انتهى.
============ضلالات وجهالات عبد الحميد الجهني واخوانه الحدادية
الحلقة الاولى
مقدمة
"إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 102]، {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء: 1]، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71)} [الأحزاب: 70، 71].
أما بعد، فان أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد، وشر الامور محدثاتها، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار"[1].
فقد ثبت في صحيح البخاري عَنْ الزبير ابن عَدِيٍّ , قَالَ: أَتَيْنَا أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ , فَشَكَوْنَا إِلَيْهِ الْحَجَّاجَ , فَقَالَ: اصْبِرُوا؛ فَإِنَّهُ: ((لَا يَأْتِي عَلَيْكُمْ يَوْمٌ - أَوْ زَمَانٌ - إِلَّا وَالَّذِي بَعْدَهُ شَرٌّ مِنْهُ , حَتَّى تَلْقَوْا رَبَّكُمْ))؛ سَمِعْتُهُ مِنْ نبيكم صلى الله عليه وسلم.
قال الحافظ ابن حجر- رحمه الله-:" وَلَهُ عَنْهُ(أي ابن مسعود رضي الله عنه) بِسَنَدٍ صَحِيحٍ قَالَ:" أَمْسٌ خَيْرٌ مِنَ الْيَوْمِ وَالْيَوْمُ خَيْرٌ مِنْ غَدٍ وَكَذَلِكَ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ"[2].
قال الشيخ الالباني رحمه الله:" مما يجب أن يعلم ... أن قوله - صلى الله عليه وآله وسلم -: «لا يأتي عليكم زمان إلا والذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم».
رواه البخاري في " الفتن " من حديث أنس مرفوعاً.
فهذا الحديث ينبغي أن يفهم على ضوء الأحاديث المتقدمة وغيرها مثل أحاديث المهدي ونزول عيسى عليه السلام فإنها تدل على أن هذا الحديث ليس على عمومه بل هو من العام المخصوص، فلا يجوز إفهام الناس أنه على عمومه فيقعوا في اليأس الذي لا يصح أن يتصف به المؤمن {إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُون} أسأل الله أن يجعلنا مؤمنين به حقّاً"[3].
قال العيني:" فَإِن قلت: هَذَا الْإِطْلَاق مُشكل لِأَن بعض الْأَزْمِنَة يكون فِي الشَّرّ دون الَّذِي قبله، وَهَذَا عمر بن عبد الْعَزِيز، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، بعد الْحجَّاج بِيَسِير وَقد اشْتهر خيرية زَمَانه بل قيل: إِن الشَّرّ اضمحل فِي زَمَانه. قلت: حمله الْحسن الْبَصْرِيّ على الْأَكْثَر الْأَغْلَب فَسئلَ عَن وجود عمر بن عبد الْعَزِيز بعد الْحجَّاج، فَقَالَ: لَا بُد للنَّاس من تَنْفِيس، وَقيل: إِن المُرَاد بالتفضيل تَفْضِيل مَجْمُوع الْعَصْر، فَإِن عصر الْحجَّاج كَانَ فِيهِ كثير من الصَّحَابَة أَحيَاء، وَفِي عصر عمر بن عبد الْعَزِيز انقرضوا، وَالزَّمَان الَّذِي فِيهِ الصَّحَابَة خير من الزَّمَان الَّذِي بعده لقَوْله:" خير الْقُرُون قَرْني"، وَهُوَ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَقَوله: أَصْحَابِي أَمَنَة لأمتي فَإِذا ذهب أَصْحَابِي أَتَى أمتِي مَا يوعدون، أخرجه مُسلم"[4].
فتبين من هذا الشرح ان الشر المقصود في هذا الحديث ليس فقط ما يحصل من نقص الارزاق وقلة المؤن، إنما هو قلة العلم وكثرة الجهل وكثرة الجهال المتعالمين.
ويدل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه:" عَنْ أَنَسٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يُرْفَعَ الْعِلْمُ وَيَكْثُرَ الْجَهْلُ وَيَكْثُرَ الزِّنا ويكثُرَ شُربُ الخمرِ ويقِلَّ الرِّجالُ وتكثُرَ النِّسَاءُ حَتَّى يَكُونَ لِخَمْسِينَ امْرَأَةً الْقَيِّمُ الْوَاحِدُ» . وَفِي رِوَايَةٍ: «يَقِلُّ الْعِلْمُ وَيَظْهَرُ الْجَهْلُ» . مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ
فاذا قل العلم وكثر الجهل كان ذلك سببا لكثرة الجهال المتكلمين بغير علم فيضلوا هم ويضلون غيرهم بما ينشرونه من الشبهات ولا أدل على ذلك من حديث الافتراق الوارد من طرق صحيحة أن هذه الأمة ستفترق الى ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة([5])وهم أهل العلم والعمل الداعين الى الله على بصيرة السائرين على منهج النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام ومن تبعهم بإحسان الى يوم الدين، بينما يقابلهم اثنان وسبعون فرقة من أهل الجهل والهوى الداعين الى سبيل الشيطان ممن قل نصيبهم من العلم والعمل والتقوى والاحسان والزهد والورع فهم قطاع طريق الامة الموصل لها الى الله، كما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي أخرجه احمد والنسائي عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: خَطَّ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطًّا فَقَالَ: (هَذَا سَبِيلُ اللَّهِ) ثُمَّ خَطَّ خُطُوطًا عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ ثُمَّ قَالَ: وَهَذِهِ سُبُلٌ عَلَى كُلِّ سَبِيلٍ مِنْهَا شَيْطَانٌ يَدْعُو إِلَيْهِ ثُمَّ تَلَا: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا ... }) إلى أخر الآية (الأنعام: 153)[6].
وظهور الجهال من دعاة الضلال وافتتان الناس بهم هو من حكمة الله تعالى التي يبتلي بها عباده المؤمنين وجنده المفلحين خاصة اهل العلم منهم فانه يحصل لهم من الابتلاء بجهاد اهل الباطل ورد شبهاتهم واقامة دين الله الحق ما يرفع درجاتهم ويكفر به سيئاتهم.
قال ابن القيم رحمه الله:" فَالْجَنَّةُ لَا يَنَالُهَا الْمُكَلَّفُونَ إِلَّا بِالْجِهَادِ وَالصَّبْرِ، فَخَلْقُ الشَّيَاطِينِ وَأَوْلِيَائِهِمْ وَجُنْدِهِمْ مَنْ أَعْظَمِ النِّعَمَ فِي حَقِّ الْمُؤْمِنِينَ، فَإِنَّهُمْ بِسَبَبِ وُجُودِهِمْ صَارُوا مُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُحِبُّونَ لِلَّهِ وَيَبْغَضُونَ لِلَّهِ، يُوَالُونَ فِيهِ وَيُعَادُونَ فِيهِ، وَلَا تَكْمُلُ نَفْسُ الْعَبْدِ وَلَا يَصْلُحُ لَهَا الزَّكَاةُ وَالْفَلَاحُ إِلَّا بِذَلِكَ، وَفِي التَّوْرَاةِ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ لِمُوسَى: اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ فَإِنِّي سَأُقَسِّي قَلْبَهُ لِتَظْهَرَ آيَاتِي وَعَجَائِبِي، وَيَتَحَدَّثَ بِهَا جِيلًا بَعْدَ جِيلٍ بِتَكْذِيبِ الْمُشْرِكِينَ لِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَسَعْيِهِمْ فِي إِبْطَالِ دَعْوَتِهِ وَمُحَارَبَتِهِ كَانَتْ مِنْ أَعْظَمِ النِّعَمِ عَلَيْهِ وَعَلَى أُمَّتِهِ، وَإِنْ كَانَ مَنْ أِعْظَمِ النِّقَمِ عَلَى الْكَافِرِينَ، فَكَمْ حَصَلَ فِي ضِمْنِ هَذِهِ الْمُعَادَاةِ وَالْمُحَارَبَةِ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلِأَصْحَابِهِ وَلِأُمَّتِهِ مِنْ نِعْمَةٍ، وَكَمْ رُفِعَتْ بِهَا دَرَجَةً، وَكَمْ قَامَتْ بِهَا لِدَعْوَتِهِ عَنْ حُجَّةٍ وَكَمْ أَعْقَبَ ذَلِكَ مِنْ نَعِيمٍ مُقِيمٍ وَسُرُورٍ دَائِمٍ، وَلِلَّهِ كَمْ مِنْ فَرْحَةٍ وَقُرَّةِ عَيْنٍ فِي مُغَايَظَةِ الْعَدُوِّ وَكُتُبِهِ، فَمَا طَابَ الْعَيْشُ إِلَّا بِذَلِكَ، فَمُعْظَمُ اللَّذَّةِ فِي غَيْظِ عَدُوِّكَ، فَمِنْ أَعْظَمِ نِعَمِ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ الْمُؤْمِنَيْنَ أَنْ خَلَقَ لَهُمْ مِثْلَ هَذَا الْعَدْوِ، وَأَنَّ الْقُلُوبَ الْمُشْرِقَةَ بِنُورِ الْإِيمَانِ وَالْمَعْرِفَةِ لَتَعْلَمُ أَنَّ النِّعْمَةَ بِخَلْقِ هَذَا الْعَدُوِّ لَيْسَتْ بِدُونِ النِّعْمَةِ بِخَلْقِ أَسْبَابِ اللَّذَّةِ وَالنِّعْمَةِ، فَلَيْسَتْ بِأَدْنَى النِّعْمَتَيْنِ عَلَيْهِمْ، وَإِنْ كَانَتْ مَقْصُورةً(لعله مقصودة) لِغَيْرِهَا، فَإِنَّ الَّذِي يَتَرَتَّبُ مِنَ الْخَيْرِ الْمَقْصُودِ لِذَاتِهِ أَنْفَعُ وَأَفْضَلُ وَأَجَلُّ مِنْ فَوَاتِهِ"[7].
ولذلك كان جهاد أهل الباطل ورد شبهاتهم لا يقل عن جهاد الكفار بل هو أعظم منه لأن ضرر الكفار عادة يتناول دنيا المؤمن وضرر هؤلاء يتناول دينهم.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله :" وَمِثْلُ أَئِمَّةِ الْبِدَعِ مِنْ أَهْلِ الْمَقَالَاتِ الْمُخَالِفَةِ لِلْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ أَوْ الْعِبَادَاتِ الْمُخَالِفَةِ لِلْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ؛ فَإِنَّ بَيَانَ حَالِهِمْ وَتَحْذِيرَ الْأُمَّةِ مِنْهُمْ وَاجِبٌ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ حَتَّى قِيلَ لِأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: الرَّجُلُ يَصُومُ وَيُصَلِّي وَيَعْتَكِفُ أَحَبُّ إلَيْك أَوْ يَتَكَلَّمُ فِي أَهْلِ الْبِدَعِ؟ فَقَالَ: إذَا قَامَ وَصَلَّى وَاعْتَكَفَ فَإِنَّمَا هُوَ لِنَفْسِهِ وَإِذَا تَكَلَّمَ فِي أَهْلِ الْبِدَعِ فَإِنَّمَا هُوَ لِلْمُسْلِمِينَ هَذَا أَفْضَلُ. فَبَيَّنَ أَنَّ نَفْعَ هَذَا عَامٌّ لِلْمُسْلِمِينَ فِي دِينِهِمْ مِنْ جِنْسِ الْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؛ إذْ تَطْهِيرُ سَبِيلِ اللَّهِ وَدِينِهِ وَمِنْهَاجِهِ وَشِرْعَتِهِ وَدَفْعِ بَغْيِ هَؤُلَاءِ وَعُدْوَانِهِمْ عَلَى ذَلِكَ وَاجِبٌ عَلَى الْكِفَايَةِ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ وَلَوْلَا مَنْ يُقِيمُهُ اللَّهُ لِدَفْعِ ضَرَرِ هَؤُلَاءِ لَفَسَدَ الدِّينُ وَكَانَ فَسَادُهُ أَعْظَمَ مِنْ فَسَادِ اسْتِيلَاءِ الْعَدُوِّ مِنْ أَهْلِ الْحَرْبِ؛ فَإِنَّ هَؤُلَاءِ إذَا اسْتَوْلَوْا لَمْ يُفْسِدُوا الْقُلُوبَ وَمَا فِيهَا مِنْ الدِّينِ إلَّا تَبَعًا وَأَمَّا أُولَئِكَ فَهُمْ يُفْسِدُونَ الْقُلُوبَ ابْتِدَاءً. وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {إنَّ اللَّهَ لَا يَنْظُرُ إلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ؛ وَإِنَّمَا يَنْظُرُ إلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ} وَذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ يَقُولُ فِي كِتَابِهِ: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ} فَأَخْبَرَ أَنَّهُ أَنْزَلَ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنَّهُ أَنْزَلَ الْحَدِيدَ كَمَا ذَكَرَهُ. فَقِوَامُ الدِّينِ بِالْكِتَابِ الْهَادِي وَالسَّيْفِ النَّاصِرِ {وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا} . وَالْكِتَابُ هُوَ الْأَصْلُ؛ وَلِهَذَا أَوَّلُ مَا بَعَثَ اللَّهُ رَسُولَهُ أَنْزَلَ عَلَيْهِ الْكِتَابَ؛ وَمَكَثَ بِمَكَّةَ لَمْ يَأْمُرْهُ بِالسَّيْفِ حَتَّى هَاجَرَ وَصَارَ لَهُ أَعْوَانٌ عَلَى الْجِهَادِ"[8].
وأهل البدع من أول ما طلع قرنهم في نهاية عهد الصحابة رضي الله عنهم والى يومنا هذا ساعين بكل ما اوتوا لإفساد دين الناس والصد عنه وصرفهم الى ما يحدثونه من اراء فاسدة واهواء متبعة فكان لزاما على كل من أوتي شيئا من العلم أن يدفع عن دين الله بقدر ما يستطيع.
ومن هذه البدع التي طلع قرنها في هذه الأعصار بدعة الحدادية الضالة التي ما تركت عالما من المتقدمين والمتأخرين الاموات منهم والاحياء الا وطعنت فيه بالتبديع والتضليل، بل والتكفير والهجر لهم ولكتبهم.
حتى انهم أمروا بحرق كتب كثير من علماء الحديث والأصول والفقه والتفسير لكونهم وقعوا في أخطاء، وليس هذا فقط بل وبدعوا من ينشر هذه الكتب او يحققها ولو كان الشيخ ابن باز او العثيمين او الالباني فما بالك بمن دونهم، أضف الى ذلك ما اختصت به هذه الطائفة المشؤومة من بسط لسانها في أهل العلم وقلة أدبهم معهم وما ذلك إلا لبعدهم عن العلم واهله والتأدب بأدبهم والتخلق بأخلاقهم فحصل عندهم من نقص العلم والتقوى والانصاف والعدل ما اوجب ظهور العداوة الشديدة لأهل العلم وفحش لسانهم فيهم.
ولا ننسى نصيبهم الاوفر من الكذب والغش والتدليس على اهل العلم وخاصة من تصدى منهم لكشف عوراتهم وفضح اسرارهم كالشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله ومد في عمره في طاعته وجعله ذخرا لحرب عدوه كالحدادية واشباههم.
فمن سبهم وشتمهم للشيخ، الى تبديعه وتجهيله، الى تضليله وتكفيره الى غير ذلك من طاماتهم وليس هذا بغريب عنهم وعن امثالهم فهم ورثة منهج التكفير الغالي كما سياتي عند ذكر بعض صفاتهم.
وقبل ان نذكر شيء من صفاتهم نود أن نعرف القراء برموز هذه الطائفة والمتصدين لنشر سمومها وكذلك المواقع التي ينشرون عليها هذه السموم حتى يكون المسلم على حذر منهم.
قال الشيخ ربيع حفظه الله:" ومنهم الطائفة الحدادية القطبية التي انطلقت في حربها لأهل الحديث والسنة بالإرجاء من منهج محمود الحداد القطبي المتستر ومن منهج محمد قطب وتلميذه سفر الحوالي .
محمد قطب يرمي المجتمعات الإسلامية السابقين منهم واللاحقين بالإرجاء، ويدّعي أن الإرجاء شر من العلمانية"[9].
وقال الشيخ صالح السحيمي حفظه الله:" والذين يتكلمون في الشيخ(يعني الشيخ الالباني) هم الحدادية امثال عبد اللطيف باشميل وغيره ممن يتقربون بنهش لحوم العلماء، وهؤلاء ليسوا قدوة لاحد، وليسوا طلاب علم محققين، وكثير منهم قد أخذه الهوى والتعصب مما جعلهم لا يتركون احدا من علماء الامة وليس فقط الشيخ ناصر بل نالوا من كثير من علماء السلف بطريق مباشر وغير مباشر....."[10].
واخترع تلميذه سفر الحوالي لتقوية هذا المنهج أصلاً خطيراً سماه جنس العمل"[11].
فأول قادة هذا الفكر هو محمود الحداد المصري الجنسية نزيل المدينة سابقا وأظنه الان في بريطانيا.
ومنهم: عبد اللطيف باشميل وفوزي البحريني وعبد الحميد الجهني وعماد الفراج وسلطان الرحيلي والروسي والجزائري صاحب الحمامات ويوسف الزاكوري وأحمد الحازمي وعبدالله بن صوان الغامدي صاحب منتدى الآفاق، وشاكر زكريا ومعاذ المغربي وفكاري والمفرق وخالد العامي وابن حمد.
واما مواقعهم فمنها منتدى الاثري لصاحبه فوزي البحريني المدعو زورا وبهتانا بالأثري، ومنتدى الآفاق، ومنتدى المغرب الأقصى.
ومن اشد هؤلاء الدعاة الى منهج الحدادية التكفيرية المدعو عبد الحميد بن خليوي الجهني وصاحبه في الكذب والضلال احمد بن عمر الحازمي وهم ورثة شيخهم فوزي البحريني وعبد اللطيف بن باشميل ومن قبلهم كذابهم الاكبر محمود الحداد.
وقد رد أهل العلم وطلابه على ضلالات هؤلاء جميعا وخاصة الشيخ ربيع حفظه الله.
ومن اخر من رد عليهم من طلاب العلم من اخواننا الشيخ محمود الزوبعي رد في حلقات على المدعو احمد بن عمر الحازمي واسهاما مني في رد الباطل ونصرة الحق والدفاع عن العلم واهله اكتب ان شاء الله بعض الحلقات في الرد على المبطل الثاني عبد الحميد الجهني وهذه المقالات اسميتها ( الردود السلفية لنسف ضلالات وجهالات عبد الحميد الجهني واخوانه الحدادية).
سعد المحمدي
12رمضان 1436
صفات الحدادية
بعض صفات الحدادية الجديدة ملخصة من كلام الشيخ ربيع حفظه الله ومن ما ظهر من مقالاتهم على وجه الاختصار مع ذكر امثلة على كل صفة من كلامهم وخاصة الجهني، وذلك لتأكيد انتسابهم الى الحدادية وإن رغمت أنوفهم وحاولوا التملص منها.
وسياتي زيادة بيان لصفاتهم عند الرد المفصل على مقالات الجهني بإذن الله تعالى.
قال الشيخ ربيع حفظه الله في رده على مقال فوزي الاثري المسمى الرعود الصواعقية....:" وقبل مناقشة هذا المقال ارى من حق القراء ان اعطيهم فكرة موجزة عن الحدادية الجديدة واصولها ومدى ارتباطها بالحدادية القديمة حتى يتبين زيفها وتمويهاتها للناس.
1- محاربة أهل السنة بالإرجاء أشد عشرات المرات من حرب سلفهم الحدادية الاولى وتبديع اهل السنة وعلماء المنهج السلفي المعاصرين بغير مبدع وتحقيرهم وتجهيلهم وتضليلهم وسبهم والافتراء عليهم ولا سيما أهل المدينة".
وكذا تكفيرهم لإهل العلم ولا سيما الشيخ ربيع، الذي كفروه مؤخرا.
قال المدعو ابن حمد الاثري في مقال له على شبكة الاثري:" يكفي صبرا على هذا الباغي المجرم وقد جاء وقت الصدع بالحق، ربيع المدخلي يجب ان يكفر فقد طغى في دين الله وتجرا على اصول الشريعة واهل العلم ينظرون ما بالهم وسب الله وانبيائه والصحابة واستهزأ بالشريعة، مثل القصيمي الزنديق.
أما أنه هلك فقد هلك منذ رفع عقيرته تجاه أهل السنة، واصبح يأتي بضلالات لا أول لها ولا آخر وفرقته ملعونة على لسانه والحمد لله رب العالمين( فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين".
يقول الحازمي:" وهؤلاء الذين يسمون أنفسهم بالسلفيين أكثرهم زنادقة ووالله إن الجهم بن صفوان أحسن حالا منهم"[12].
وقال الجهني:" ولقد دُهشت من مقالة لأحد شيوخ هؤلاء المرجئة ( ولو شئت لذكرت اسمه وهو معروف على كل حال ) يزعم فيها أن الشيخ محمد بن عبدالوهاب لا يكفر من لا يعمل بمقتضى لا إله إلا الله . وهذا إرجاء صارخ, وكذب فاضح !"[13].
أقول : انظروا إخواني رحمكم الله الى الشبه الكبير بين أهل البدع قديما وحديثا افترقت بدعهم واجتمعت عداوتهم لأهل العلم والحديث وهذا يذكرنا بصفات اهل البدع التي ذكرها اهل العلم عنهم ومنهم الشاطبي رحمه الله في كتابه الاعتصام حيث قال:" وَأَمَّا أَنَّ الْبِدَعَ مَظِنَّةُ إِلْقَاءِ الْعَدَاوَةِ وَالْبَغْضَاءِ بَيْنَ أَهْلِ الْإِسْلَامِ: فَلِأَنَّهَا تَقْتَضِي التَّفَرُّقَ شِيَعًا، وَقَدْ أَشَارَ إِلَى ذَلِكَ الْقُرْآنُ الْكَرِيمُ; حَسْبَمَا تَقَدَّمَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ} [آل عمران: 105].
وَقَوْلِهِ: {وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} [الأنعام: 153].
وَقَوْلِهِ: {وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ - مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} [الروم: 31 - 32].
وَقَوْلِهِ: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ} [الأنعام: 159].
وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ مِنَ الْآيَاتِ فِي هَذَا الْمَعْنَى.
وَقَدْ بَيَّنَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ أَنَّ فَسَادَ ذَاتِ الْبَيْنِ هِيَ الْحَالِقَةُ، وَأَنَّهَا تَحْلِقُ الدِّينَ، وَجَمِيعُ هَذِهِ الشَّوَاهِدِ تَدُلُّ عَلَى وُقُوعِ الِافْتِرَاقِ وَالْعَدَاوَةِ عِنْدَ وُقُوعِ الِابْتِدَاعِ.
وَأَوَّلُ شَاهِدٍ عَلَيْهِ فِي الْوَاقِعِ قِصَّةُ الْخَوَارِجِ، إِذْ عَادَوْا أَهْلَ الْإِسْلَامِ حَتَّى صَارُوا يَقْتُلُونَهُمْ وَيَدَعُونَ الْكُفَّارَ; كَمَا أَخْبَرَ عَنْهُ [الْحَدِيثُ] الصَّحِيحُ.
ثُمَّ يَلِيهِمْ كُلُّ مَنْ كَانَ لَهُ صَوْلَةٌ مِنْهُمْ بِقُرْبِ الْمُلُوكِ; فَإِنَّهُمْ تَنَاوَلُوا أَهْلَ السُّنَّةِ بِكُلِّ نَكَالٍ وَعَذَابٍ وَقَتْلٍ أَيْضًا، حَسْبَمَا بَيَّنَهُ جَمِيعُ أَهْلِ الْأَخْبَارِ.
ثُمَّ يَلِيهِمْ كُلُّ مَنِ ابْتَدَعَ بِدْعَةً، فَإِنَّ مِنْ شَأْنِهِمْ أَنْ يُثَبِّطُوا النَّاسَ عَنِ اتِّبَاعِ الشَّرِيعَةِ، وَيَذُمُّونَهُمْ، وَيَزْعُمُونَ أَنَّهُمُ الْأَرْجَاسُ الْأَنْجَاسُ الْمُكِبِّينَ عَلَى الدُّنْيَا، وَيَضَعُونَ عَلَيْهِمْ شَوَاهِدَ الْآيَاتِ فِي ذَمِّ الدُّنْيَا وَذَمِّ الْمُكِبِّينَ عَلَيْهَا: كَمَا يُرْوَى عَنْ عَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ: أَنَّهُ قَالَ: " لَوْ شَهِدَ عِنْدِي عَلِيٌّ وَعُثْمَانُ وَطَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ عَلَى شِرَاكِ نَعْلٍ; مَا أَجْزَتُ شَهَادَتَهُمْ ".
وَعَنْ مُعَاذِ بْنِ مُعَاذٍ; قَالَ: قُلْتُ لِعَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ: كَيْفَ حَدَّثَ الْحَسَنُ عَنْ عُثْمَانَ أَنَّهُ وَرَّثَ امْرَأَةَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بَعْدَ انْقِضَاءِ عِدَّتِهَا؟ فَقَالَ: " إِنَّ فِعْلَ عُثْمَانَ لَمْ يَكُنْ سُنَّةً ".
وَقِيلَ لَهُ: كَيْفَ حَدَّثَ الْحَسَنُ عَنْ سَمُرَةَ فِي السَّكْتَتَيْنِ؟ فَقَالَ: " مَا تَصْنَعُ بِسَمُرَةَ؟! قَبَّحَ اللَّهُ سَمُرَةَ " اهـ.
بَلْ قَبَّحَ اللَّهُ عَمْرَو بْنَ عُبَيْدٍ.
وَسُئِلَ يَوْمًا عَنْ شَيْءٍ؟ فَأَجَابَ فِيهِ. قَالَ الرَّاوِي: قُلْتُ: لَيْسَ هَكَذَا يَقُولُ أَصْحَابُنَا. قَالَ: " وَمَنْ أَصْحَابُكَ لَا أَبَا لَكَ؟ "، قُلْتُ: أَيُّوبُ، وَيُونُسُ، وَابْنُ عَوْنٍ، وَالتَّيْمِيُّ. قَالَ: " أُولَئِكَ أَنْجَاسٌ أَرْجَاسٌ، أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ ".
فَهَكَذَا أَهْلُ الضَّلَالِ يَسُبُّونَ السَّلَفَ الصَّالِحَ; لَعَلَّ بِضَاعَتَهُمْ تَنْفُقُ، {وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ} [التوبة: 32].
وَأَصْلُ هَذَا الْفَسَادِ مِنْ قِبَلِ الْخَوَارِجِ، فَهُمْ أَوَّلُ مَنْ لَعَنَ السَّلَفَ الصَّالِحَ، وَتَكْفِيرِ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الصَّحَابَةِ، وَمِثْلُ هَذَا كُلِّهِ يُورِثُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ.
وَأَيْضًا; فَإِنَّ فِرْقَةَ النَّجَاةِ وَهُمْ أَهْلُ السُّنَّةِ مَأْمُورُونَ بِعَدَاوَةِ أَهْلِ الْبِدَعِ، وَالتَّشْرِيدِ بِهِمْ، وَالتَّنْكِيلِ بِمَنِ انْحَاشَ إِلَى جِهَتِهِمْ بِالْقَتْلِ فَمَا دُونَهُ، وَقَدْ حَذَّرَ الْعُلَمَاءُ مِنْ مُصَاحَبَتِهِمْ وَمُجَالَسَتِهِمْ حَسْبَمَا تَقَدَّمَ، وَذَلِكَ مَظِنَّةَ إِلْقَاءِ الْعَدَاوَةِ وَالْبَغْضَاءِ، لَكِنَّ الدَّرْكَ فِيهَا عَلَى مَنْ تَسَبَّبَ فِي الْخُرُوجِ عَنِ الْجَمَاعَةِ بِمَا أَحْدَثَهُ مِنِ اتِّبَاعِ غَيْرِ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ، لَا عَلَى التَّعَادِي مُطْلَقًا. كَيْفَ وَنَحْنُ مَأْمُورُونَ بِمُعَادَاتِهِمْ وَهُمْ مَأْمُورُونَ بِمُوَالَاتِنَا وَالرُّجُوعِ إِلَى الْجَمَاعَةِ؟!"[14].
أقول : فلا تجد بدعيا مهما كان اتصاله بالعلم والعلماء ونشأته في احضانهم والرد على البدع والمبتدعين وشدة بغضه لهم , الا ويؤول امره اخرا الى التنكر للعلم واهله وسبهم والطعن فيهم لعل بضاعتهم تنفق، والميل الى أهل البدع والثناء عليهم بل والدفاع عنهم وهذه علامة الضلال كما ورد في الاثر عن خَالِدِ بْنِ سَعْدٍ أَنَّ حُذْيَفَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ دَخَلَ عَلَيْهِ أَبُو مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيُّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ اعْهَدْ إِلَيْنَا فَقَالَ حُذَيْفَة: أَو لم يَأْتِكَ الْيَقِينُ اعْلَمْ أَنَّ الضَّلالَةَ حَقَّ الضَّلالَةِ أَنْ تَعْرِفَ مَا كُنْتَ تُنْكِرُ وَأَنْ تُنْكِرَ مَا كُنْتَ تَعْرِفُ وَإِيَّاكَ وَالتَّلَوُّنَ فِي دِينِ اللَّهِ فَإِنَّ دِينَ اللَّهِ وَاحِدٌ[15].
2- الاضطراب والتقلب: قال الجهني جوابا على السؤال التالي: "السائل: يريد يقول: - بارك الله فيك- بيانا مختصرا عن المرجئة، ونسمع اليوم عبارة: فلان مرجئ، وسمعناها تطلق على بعض الأفاضل من العلماء وطلاب العلم...."الى اخر السؤال.
فأجاب:" هذه القضية قضية الإرجاء استغلتها طائفتان من الناس:
الطائفة الأولى: طائفة التكفيريين، استغلوا هذه القضية في إسقاط الشيخ الألباني وتلاميذه، هم يريدون هذا، التكفيريون المعاصرون من أتباع سيد قطب التكفيري الذي يكفر المجتمعات الإسلامية، استغلوا هذه التهمة، وأخذوا هذه القضية من قضية علمية فيها ردّ وأخذ، أخذوها وجعلوها استغلوها في إسقاط الشيخ ناصر الدين الألباني وإسقاط مدرسته وأنه لا يُعتمد عليه ولا يُعوّل عليه، هذه القضية الأولى، ولا يعني ذلك أن كل ما يقوله الشيخ الألباني حقّ وصواب، الشيخ الألباني عالم من العلماء يؤخذ منه ويرد عليه، ما قاله إذا قال شيئًا صحيحًا وصوابًا وافق فيه السلف أخذنا به، وإذا قال قولاً خالف فيه السلف رددناه كما نردّ على من هو أفضل وأعلى منه مقامًا ومنزلة في الأمة، الشيخ الألباني ما هو معصوم، ونحن لا ندعي له العصمة ولا نقلده التقليد الأعمى، هو الشيخ نفسه ربّانا على ألا نقلد أحدًا، وأن نتبع الأثر ونأخذ بالدليل رحمةُ الله عليه.
الطائفة الثانية: التي استغلت هذه القضية هي طائفة الحدادية، الحدادية المعاصرين اليوم استغلوا هذه القضية في ضرب الشيخ ربيع المدخلي ومن معه، فأصبحوا الآن يتهمون الشيخ ربيع بأنه مرجئ، فانظروا إلى الاصطياد في الماء العكر.
فننتبه لأولئك الذين-كذا- المفتونين الأولين الذين أرادوا إسقاط الألباني وهم يحاولون إسقاط جبل، وهيهات!
وننتبه أيضًا لمن جاء بعدهم الحدادية اليوم الذين ما يتركون أحدًا في حاله، الآن يحاولون استغلال هذه القضية في ضرب الشيخ ربيع، وفي إسقاطه وإسقاط جهاده العظيم ضد أعداء السنة والمخالفين لمنهج السلف.
فنحن ننكر على الأولين وننكر على الآخِرين......"[16].
فانظر الى هذا الكلام السلفي والتقييم الاثري للعلم واهله والذم والانكار على طائفتي الضلال المرجئة والحدادية، وقارن بين كلامه الاتي الذي يذم فيه الشيخ ربيع ويحشره في زمرة المرجئة المنحرفة بعد ان كان يثني عليه وعلى جهاده العظيم. يقول الجهني المتقلب:" فقد سألني غير واحد من الإخوان عن السبب في هذه الردود على ربيع المدخلي , فكنت أقول لهم اقرأوا المقالات جيدا , ففيها كفاية – إن شاء الله – لكن كثيرا من الناس ليس عنده وقت للقراءة في خمس أو ست مقالات , وكثير منهم أيضا يحتاج أن يُبسَّط له الخلاف ليفهمه , لذا كتبت هذه المقالة لتوضيح هذا الأمر.
ومن حق السائل إذا سأل أن يُجاب , ومن حقنا أيضا أن ندفع الظنة عن أنفسنا , فلا نترك مجالا للقيل والقال.
فيا إخواننا وأحبابنا في كل مكان، والله ماكنت يوما ساعيا إلى فتنة او مستشرفا لها، وليس هذا من أخلاقي – بفضل الله تعالى – ولكني رأيت الأمر أصبح خطرا يتهدد العقيدة السلفية , من أناس كان من المفترض أن يكون حماتها , وكنت أراقب هذا الأمر وفي نفسي مرارة على ما آل إليه أمر هؤلاء المرجئة المعاصرين،
خصوصا بعد مقالات ربيع المدخلي الأخيرة التي كشف فيها عن عقيدة الإرجاء بشكل صريح وواضح , فلم يترك مجالا لترقيع أو لملمة , فكتبت مقالات في الرد عليه , ونشرتها في الأنترنت ولم أذيلها باسمي الصريح ؛ كراهية المواجهة مع هذه المؤسسة الإرجائية التي لا تكل ولا تمل من مقارعة الخصوم وإشعال الفتن , فرأيت أن أسلم طريقة في اتقاء شرهم هو أن أنشر ردودي عليهم من غير التصريح باسمي الصريح . ( وسوف أعيد نشر هذه الردود بعد تهذيبها باسمي الصريح إن شاء الله تعالى , فقد بان الصبح لذي عينين)[17].
ويقول ايضا:" فأهل السنة في باب التوحيد " وهابية " عند أعداء السنة , وسوف يكونون – ببركة جهود ربيع المدخلي – " حدادية " في باب الإيمان والتكفير . وهذا شيء بدأنا نلمسه الآن , فما أخطر ما يسعى إليه ربيع المدخلي , وهو – مع الأسف الشديد – غير مكترث لهذا , همه أن يبقى قوله وتوجهه هو القول والتوجه الصحيح , ولو على حساب العقيدة , ولو خالفه العلماء الكبار وبينوا ما عنده من الغلط وحذروا من مقالاته , فلا يرجع ولا ينزع , وهو بهذا يضر نفسه من حيث يظن أنه ينفعها ويرفعها، ما كان يضره لو راجع الحق , فهذا والله هو الشرف الحقيقي.
من أجل ذلك أطلقتُ عليه " خطيب المرجئة " ليحذر الناس من توجهاته ومقالاته في باب الإيمان والتكفير. وليس من باب رد العدوان بعدوان"[18].
فهل يوجد دليل على ضلال هذا الجهني ابلغ وأوضح من لسانه ومقاله هذا الذي نقله عنه أهل العلم وطلابه بتوفيق الله لهم، ثم انظر ايها المسلم ان كنت من اتباع السلف او من أتباع أهل البدع هل تجد في كلام أهل العلم السابقين واللاحقين وخاصة الشيخ ربيع ومن سار على نهجه مثل هذا التناقض والتلون والتذبذب انك لو طالعت جميع كتب الشيخ ربيع واخوانه لن تجد في كلامهم إلا الاتفاق والثبات والاستقرار.
فان كنت سنيا فاثبت على منهجهم وعض عليه بالنواجذ، وإن كنت بدعيا من أتباع الجهني او الحازمي او الحلبي او المأربي...الى اخر سلسلة الغضب والضلال فاحذر منهم وانج بنفسك ان كنت تريد النجاة هذه نصيحتنا لك ولإخوانك الذين لبس عليهم هؤلاء الضلال واسمع لهذه النصيحة السلفية من ابن القيم رحمه الله اذ يقول:
فَانْظُر مصَارِع من يليك وَمن خلا ... من قبل من شيب وَمن شُبَّان
وارغب بعقلك أَن تبيع العالي ال ... بَاقِي بذا الادنى الَّذِي هُوَ فَانِي[19]
وكما ان التناقض والتذبذب هو صفة اهل البدع فكذلك الثبات والاستقرار هو صفة اهل السنة والجماعة اتباع السلف الصالح.
قال قوام السنة الاصبهاني: "ومما يدل على أن أهل الحديث هم على الحق أنك لو طالعت جميع كتبهم المصنفة من أولهم إلى آخرهم، قديمهم وحديثهم مع اختلاف بلدانهم وزمانهم وتباعد ما بينهم في الديار، وسكون كل واحد منهم قطراً من الأقطار؛ وجدتهم في بيان الاعتقاد على وتيرة واحدة ونمط واحد، يجرون فيه على طريقة لا يحيدون عنها ولا يميلون فيها، قولهم في ذلك واحد وفعلهم واحد لا ترى بينهم اختلافاً ولا تفرقاً في شيء ما وإن قل، بل لو جمعت جميع ما جرى على ألسنتهم ونقلوه عن سلفهم، وجدته كأنه جاء من قلب واحد، وجرى على لسان واحد، وهل على الحق دليل أبين من هذا؟ قال الله تعالى: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82)}، وقال تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا} ال عمران-(103)[20].
ومن صور تقلبه واضطرابه انه هو واخوانه الحدادية يسيرون على منهج الخوارج الغلاة في تكفير من وقع في ناقض من نواقض الاسلام ولو جهلا فلا يرون الان عذرا لاحد بل ويكفرون من يعذر مثل هؤلاء ثم يكفرون من يعذر العاذر وهكذا في تسلسل جديد يشبه تسلسل وسفسطة اهل الكلام.
ثم تراه في وقت اخر يقول:" الضابط الثاني: الإمساك عن التكفير أولى من إطلاقه عند الاشتباه"[21].
ولا ندري باي قول نأخذ وايهما المتأخر حتى نأخذ به وهل يدري الجهني او احد اتباعه فيخبرنا؟! انا منتظرون.
والمفروض أن يكون القول الثاني هو الراجح لأنه جعله ضابطا، والضوابط وكذا القواعد عادة تكون قطعية او ثابتة بأدلة كثيرة وصحيحة.
فلماذا لا يمسك عن تكفير هؤلاء المساكين الجهال ممن وقعوا في شباك امثاله بل هم اشد فان شبهة محبة الصالحين والتوسل بهم قديمة وقوية عالجها كل انبياء الله ورسله واتباعهم ولذلك جاءت الادلة الكثيرة في القران والسنة بكشفها وتوضيحها وما ذلك الا لخفائها على كثير من الناس والله ارسل رسله رحمة للناس فلا تغلقها يا جهني فلعلك تحتاجها يوم يقوم الناس لرب العالمين.
3- قال الشيخ ربيع:" الكذب والخيانات وتحريف النصوص عن مواضعها وتنزيلها في غير منازلها"[22]
قال الجهني الكذاب:" أما بعد: فقد عصفت عاصفة الإرجاء بشباب المسلمين في هذا العصر المتأخر, فظهرت مقالات بدعية إرجائية تبناها وروج لها دعاة وشيوخ ودكاترة, , صادفت – مع الأسف – جهلا مركبا وتعصبا لدى شريحة واسعة من الشباب المنتسب للسنة والسلفية, فأصبحت هذه المقالات : عقيدة سلفية ! من خالفها وحذر منها يُرمى بالبدعة ومحاربة السنة . من هذه المقالات الفاسدة التي دخلت على كثير من شباب الدعوة السلفية : القول بأن أهل الشرك والخرافات من عباد القبور, منهم من هو مشرك كافر, ومنهم من هو مشرك مسلم. فالمشرك الكافر هو المعاند , والمشرك المسلم هو الجاهل المقلد, ويصير هذا المشرك المسلم كافرا إذا عرف التوحيد وعاند وبقي على الشرك"[23].
اقول: ان الجهني ليتكلم بكلام غريب وعجيب ولا أدري هل هو الذي يكتبه ام يكتبه له احد غيره ولا ادري صراحة اين وجد هذا الكلام وهو لم ينقله من مصدر بالجزء والصفحة حتى يراه القارئ ويؤيده على كلامه ان كان صوابا فان الحق ضالة المؤمن.
بل الظاهر ان الجهني يتصور امورا لا حقيقة لها ولا وجود لها ثم يبني عليها قصورا شامخات ويطلب منا ان نعجب بتصوراته، بل ونؤيدها هكذا بلا خطام ولا زمام فإلى الله المشتكى من غربة الأزمان وقلة الإخوان وكثرة الجهال.
فأين هذا التقسيم الذي تدعيه وتنسبه للشيخ ربيع؟ هذه كتبه ورسائله المطبوعة والمنشورة لا يوجد فيها مثل هذا الكلام بل الشيخ تابع في هذه المسائل للسلف من الصحابة والتابعين واتباعهم والمحققين من اهل العلم ابتداء من شيخ الاسلام ابن تيمية وابن القيم ومن بعدهم الى الشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب واولاده واحفاده وطلابهم الى المجددين الثلاثة في ازماننا الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز والعلامة ابن عثيمين والعلامة المحدث الالباني رحم الله الجميع.
ولكن الذي أوتيت منه هو اما الجهل بكلام اهل العلم واختلاف عباراتهم، او سوء القصد.
اما الاول فهو حال انصاف المتعلمين فلا هم جهال فيتعلمون ولا هم علماء فيحسنون الكلام والتأصيل وقد قيل: "افسد ما يفسد الدنيا: نصف متكلم ونصف متفقه ونصف متطبب ونصف نحوي هذا يفسد الأديان، وهذا يفسد البلدان، وهذا يفسد الأبدان وهذا يفسد اللسان"[24].
واما الثاني فهو حال غالب اهل البدع ولذلك لم يرجع من اهل البدع الا القليل ممن صلحت نيته و حسن قصده ولو في اخر حياته وهو على فراش الموت: " ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ" ال عمران-(182).
فلما رأيت اهل العلم ومنهم الشيخ ربيع يحذرون من الشرك واهله بل ويكفرون من وقع فيه بالعموم لا بالتعيين من جهة، ومن جهة اخرى يذكرون للتكفير شروطا يجب توفرها وموانع يجب امتناعها ويشترطون لمن يتصدى للكلام في هذه المسائل اهل العلم دون غيرهم انقدح في ذهنك هذا التقسيم الغريب الذي لم يخطر ببال احد من المتقدمين والمتأخرين من اهل العلم ولعلك تمثلت عند ذلك بقول المعري:
وَإِنِّي وَإِنْ كُنْتُ الْأَخِيرَ زَمَانُهُ ... لَآتٍ بِمَا لَمْ تَسْتَطِعْهُ الْأَوَائِلُ.
والجهني كما هو ظاهر من كتاباته تكفيري جلد يريد ان يكفر المسلمين بلا توفر شروط ولا امتناع موانع ولا يريد ان يكل الامر الى اهله فكيف يرد على اهل العلم الذين بينوا ضلاله وانحرافاته؟.
انه يكذب الكذبة التي تبلغ الافاق على الشيخ ربيع ويصدقها هو واتباعه ثم يكر بالرد عليها بكل ما اوتي من قوة فاذا هو العالم النحرير والرجل الطرير كما قال كثير عزة (وافر):
(ويعجبك الطرير فتبتليه ... فيخلف ظَنك الرجل الطرير).
ويقول عند كلامه في تعريف الايمان واقوال الناس فيه:" ونخلص من هذا إلى أن الأقوال أربعة:
1- قول السلف: إن الإيمان قول وعمل, ولا يصح الإيمان إلا بهما.
2- قول الخوارج والمعتزلة: إن الإيمان قول وعمل, ولا يصح الإيمان إلا بكل فرد من أفراد العمل.
3- قول المرجئة: إن الإيمان قول، ويصح الإيمان به وحده و يكمل به.
4- قول المرجئة المعاصرة : إن الإيمان قول وعمل, ويصح الإيمان بالقول وحده ولا يكمل به.
و بهذا يتبين موافقة أصحاب القول الرابع ( المرجئة العصرية ) لقول المرجئة القديمة , وأنَّ مَن رَدَّ عليهم وحذَّر من أقوالهم لم يكن يتكلم جِزافاً أو من غير عِرْفة"[25].
بل كل من تكلم عليهم منكم فإنما تكلم بلا علم ولا معرفة، بل ما تكلم الا بالجهل والهوى ويقال لمثل الجهني واتباعه: ليس هذا عشك فادرجي.
فاين انت يا جهني من الكلام في الايمان وحده؟، دع الكلام في هذه المسائل لأهلها وقد بينوها غاية البيان واوضحوها غاية الايضاح ولم يدعوا لمن بعدهم مقال انما هو الشرح والتوضيح لكلامهم وثمرة هذا كله الا وهو العمل بشرائع الايمان والاستزادة منها كما قال معاذ بن جبل رضي الله عنه:" اجْلِسْ بِنَا نُؤْمِنْ سَاعَةً"[26].
قال الحافظ ابن رجب:" يعني نذكر الله"[27].
فالأولى بك ان تنشغل بإصلاح نفسك وتزكيتها والعمل بشرائع الايمان وترك التعرض لأهل الايمان فان لحوم العلماء مسمومة.
ولم يعرف عن احد من العلماء قديما او حديثا بل وحتى عن اهل البدع قبل الحدادية وصف اهل السنة بالمرجئة وانما كانوا يسمونهم نقصانية: لقولهم إن الإيمان يزيد وينقص، وقالوا: مخالفة: لمخالفتهم لمذهبهم، وقالوا: شكاك: لقولهم بالاستثناء في الإيمان.
4- تبديع كل من وقع في بدعة، وتبديع من لا يبدع من وقع فيها، ولا يكفي عندهم أن تقول: عند فلان أشعرية مثلاً أو أشعري، بل لابد أن تقول: مبتدع.
قال الشيخ ربيع حفظه الله:" فإن هناك من يخترع أصولاً يحارب بها أهل السنة ليرميهم بالإرجاء ومنها أصلهم (من قال إن الإيمان أصل والعمل كمال وفرع). وهؤلاء هم الحداديون وعلى رأسهم فوزي الأشري وابن حمد وعبدالحميد الجهني وعبدالله ابن صوان الغامدي صاحب شبكة الآفاق وأهل شبكة الأشري الحداديون، وقد بينا لهم أن هذا هو قول أهل السنة من عام 1427 فلم يردعهم هذا البيان بل أصروا على هذا الإجرام رمي أهل السنة السابقين واللاحقين بالإرجاء"[28].
وقال ايضا بعد ذكره لكلام ابن القيم في تفسير قوله تعالى(وضرب الله مثلا كلمة طيبة....) الآية:" فهل هذا الإمام مرجئ عند أجهل الفرق ؟!.
بل أهل السنة كلهم مرجئة على أصلهم ومذهبهم ,ومنهم جمهور المفسرين، لكن القرآن والسنة يبرآن أهل السنة وأئمتهم مما يقذفهم به الحدادية : خوارج ومرجئة العصر تبعاً للخوارج الأولين"[29].
وقال الشيخ ربيع:" فهنا صرح الشيخ السعدي بأن للتوحيد أصلاً ينافيه الشرك الأكبر وله كمال ينافيه الشرك الأصغر وأن البدع والمعاصي تمنع من كمال الإيمان
فماذا يريد من ينكر أن للإيمان أصلاً وكمالاً (فرعاً) وبأي حق يضلل من يثبت ما أثبته الله ورسوله وقال به علماء السنة وأئمتها"[30].
5- "علاقتهم بالحزبيين وخاصة الجهني ومِن أظهرها ثناؤه ونصرته وتقريبه وإيواؤه لمجموعة من الغلاة الكذبة والزائغين الفجرة الطاعنين في ورثة الأنبياء سواء ما كان في (منتدى المغرب الأقصى) أو (منتدى الآفاق) أو غير ذلك"[31].
ففي صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها، والإمام أحمد ومسلم وابو داود عن أبي هريرة رضي الله عنه، والطبراني عن ابن مسعود رضي الله عنه، ان النبي صلى الله عليه وسلم قال:" الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف".
قال الخطابي:" معنى الحديث الاخبار عن مبدأ كون الأرواح وتقدمها الأجساد التي هي ملابستها على ما روي في الحديث ان الله خلق الأرواح قبل الأجساد بكذا كذا عاماً فأعلم النبي صلى الله عليه وسلم أنها خلقت أول ما خلقت على قسمين من ائتلاف أو اختلاف كالجنود المجندة إذا تقابلت وتواجهت.
ومعنى تقابل الأرواح ما جعلها الله عليه من السعادة والشقاوة في مبدأ الكون والخلقة كما روي في حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الملك إذا أراد أن ينفخ الروح في النسمة قال يا رب أسعيد أم شقي، أكافر أم مؤمن. يقول صلى الله عليه وسلم إن الأجساد التي فيها الأرواح تلتقي في الدنيا فتأتلف وتختلف على حسب ما جعلت عليه من التشاكل أو التنافر في بدء الخلقة ولذلك ترى البَر الخير يحب شكله ويحن إلى قربه وينفر عن ضده، وكذلك الرَّهِق الفاجر يألف شِكله ويستحسن فعله وينحرف عن ضده"[32].
وقال المناوي:" والتعارف هو التشاكل المعنوي الموجب لاتحاد الذوق الذي يدرك ذوق صاحبه فذلك علة الائتلاف كما أن التناكر ضده ولذلك قيل فيه:
ولا يصحب الإنسان إلا نظيره. . . وإن لم يكونوا من قبيل ولا بلد
وقيل: انظر من تصاحب فقل من نواة طرحت مع حصاة إلا أشبهتها ولهذا قال الإمام الغزالي تبعا لبعض الحكماء لا يتفق اثنان في عشرة إلا وفي أحدهما وصف من الآخر حتى الطير ورأى بعضهم مرة غرابا مع حمامة فاستبعد المناسبة بينهما ثم تأمل فوجدهما أعرجين فإذا أردت أن تعرف من غابت عنك خلاله بموت أو غيبة أو عدم عشرة امتحن أخلاق صاحبه وجليسه بذلك وذلك يدل على كماله أو نقصه كما يدل الدخان على النار ولهذا قيل فيه:
إذا أردت ترى فضيلة صاحب. . . فانظر بعين البحث من ندمائه
فالمرء مطوي على علاته. . . طي الكتاب وتحته عنوانه
وإذا صاحب الرجل غير شكله لم تدم صحبته"[33].
وكما قيل الطيور على اشكالها تقع فما هو حال من يقرب اهل البدع والضلال ويبتعد عن اهل العلم والايمان بل ويتكلم عليهم ويتهمهم بالبدع الكبار وهم منها براء، وقد كان السلف يعرفون ضلال الرجل بنزوله على اهل البدع وتقريبه لهم.
فمن ذلك قول ابن مسعود رضي الله عنه :" إنما يماشي الرجل، ويصاحب من يحبه ومن هو مثله"[34].
وقال الإمام ابن بطة العكبري:" ومن السنة مجانبة كل من اعتقد شيئاً مما ذكرناه [أي: من البدع]، وهجرانه، والمقت له، وهجران من والاه، ونصره، وذب عنه، وصاحبه، وإن كان الفاعل لذلك يظهر السنّة"[35].
وقال الأوزاعي : من ستر علينا بدعته لم تَخْفَ علينا أُلفته"[36].
وعن عقبة بن علقمة قال: " كنت عند أرطاة بن المنذر فقال بعض أهل المجلس: ما تقولون في الرجل يجالس أهل السنّة ويخالطهم، فإذا ذكر أهل البدع قال: دعونا من ذكرهم لا تذكروهم، قال أرطأة: هو منهم لا يلبّس عليكم أمره، قال: فأنكرت ذلك من قول أرطاة قال: فقدمت على الأوزاعي،وكان كشّافاً لهذه الأشياء إذا بلغته، فقال: صدق أرطأة والقول ما قال؛هذا يَنهى عن ذكرهم، ومتى يحذروا إذا لم يُشد بذكرهم "[37].
وقال محمد بن عبيد الغلابي:" يتكاتم أهل الأهواء كل شيء إلا التآلف والصحبة"[38].
وقال أحمد:" إذا سلّم الرجل على المبتدع فهو يحبه"[39].
قال الأعمش:" كانوا لا يسألون عن الرجل بعد ثلاث: ممشاه ومدخله وألفه من الناس"[40].
6- المجازفة والتهور: قال الجهني: (وفي الختام أقول لطلاب العلم من أهل السنة : إن بقيتم تنظرون إلى الخلاف في حكم تارك الصلاة إلى أنه خلاف معتبر, وأن القول بإسلام تارك الصلاة قول سلفي معتبر , فقد أنعشتم الإرجاء , ولم يبق عندكم حجة تدفعون بها صولة الإرجاء التي اجتاحت شبابكم في هذه الأيام)[41].
اقول: ظاهر كلامه انه لا خلاف معتبر في حكم تارك الصلاة وان الاجماع قائم من السلف والخلف على كفره وأن أول من قال بعدم كفر تارك الصلاة هو الشيخ ربيع، وهذا من أعجب الأقوال الدالة على كذب صاحبها وتهوره, فاين انت من كتب السنة التي تذكر معتقد السلف واهل الحديث في حكم تارك الصلاة، واين انت من كلام شراح الحديث عند شرحهم لحديث النبي صلى الله عليه وسلم:" العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر"[42].
فانهم يذكرون الخلاف الواضح في هذه المسالة ابتداءا من الصحابة والتابعين الى الأئمة الاربعة واتباعهم الى يومنا هذا ويذكرون حجج كل فريق وما استدل به، وما اجاب به كل فريق عن حجج الفريق الاخر.
والجهني كأنه في واد وأهل العلم في واد اخر وهو اللائق به فليس له من هذا العلم نصيب بل هو ولد دعي ينتفي منه كل صاحب علم زكي.
وكيف يصح الاجماع مع النصوص من الكتاب والسنة الدالة على عدم كفر تارك الصلاة تكاسلا.
واهل الاصول يشترطون عدم معارضة الاجماع للدليل بل ان الاجماع لا يقوم الا على دليل هو مستنده ولكن لخفاء الدليل وعدم اشتهاره استغنوا عنه بظهور الاجماع.
فمن الادلة قوله تعالى في ايتين من سورة النساء:" إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا" (48).
وقوله:" إنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا" (116).
وفي حديث الشفاعة الطويل الذي فيه اخراج جماعات من اهل النار وليسوا بمصلين كما سياتي ان شاء الله في الرد المفصل.
وهذا الامام محمد بن نصر المروزي يعقد بابا في كتابه تعظيم قدر الصلاة هو:" بَابُ ذِكْرِ الْأَخْبَارِ الَّتِي احْتَجَّتْ بِهِ هَذِهِ الطَّائِفَةُ الَّتِي لَمْ تُكَفِّرْ بِتَرْكِ الصَّلَاةِ"[43].
فهل هذه الادلة من الكتاب والسنة وكلام الأئمة المصنفين في التفسير والاعتقاد والفقه غير معتبرة عند العلامة الجهني او على الأقل لا تصلح أن تعد قولا معتبرا؟!!.
وإذا كان كذلك فما هي الأدلة المعتبرة عنده؟!!!.
وقال الجهني ايضا بعد نقله لكلام الإمام عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن في مسالة التكفير:" قلت : هذه التقريرات السلفية ما أكثرها في كلام أئمة الدعوة رحمهم الله , لكن طلاب العلم اليوم كثير منهم مصروف إلى كلام قوم آخرين, لم يحسنوا تحرير هذه المسائل , خلطوا الأقوال الإرجائية بالعقيدة السلفية , فإن رام طالبُ علم الفصل بينهما رموه بالحدادية , فتحولت هذه المسائل الواضحة إلى هذا المثلث العجيب : العقيدة السلفية صارت حدادية , والعقيدة الإرجائية صارت هي العقيدة السلفية , هكذا التخليط عند كثير ممن يزعم أنه سلفي . لكن لا عجب إذا صار العلم يؤخذ من غير أهله والله المستعان"[44].
اقول : إن هذا الذي تتهم به أهل السنة هم بريئون منه براءة الذئب من دم يوسف وإنما هذه صفة أمثالكم من أهل البدع قال الإمام أحمد: " أن من علامة أهل البدع تسمية أهل السنة بألقاب افتروها من عند أنفسهم".
قال ابن القيم رحمه الله : فصل- فِي بَيَان عداوتهم فِي تلقيب أهل الْقُرْآن والْحَدِيث بالمجسمة وَبَيَان أَنهم اولى بِكُل لقب خَبِيث ...
كم ذَا مشبهة مجسمة نوا ... بتة مشبة جَاهِل فتان
أَسمَاء سميتم بهَا أهل الحَدِيث وناصري الْقُرْآن والايمان
سميتموهم أَنْتُم وشيوخكم ... بهتا بهَا من غير مَا سُلْطَان
وجعلتموها سبة لتنفروا ... عَنْهُم كَفعل السَّاحر الشَّيْطَان
مَا ذنبهم وَالله إِلَّا أَنهم ... أخذُوا بِوَحْي الله وَالْفرْقَان
وأبوا بِأَن يتحيزوا لمقالة ... غير الحَدِيث وَمُقْتَضى الْقُرْآن
وَأَبُو يدينوا بِالَّذِي دنتم بِهِ ... من هَذِه الآراء والهذيان
وصفوه بالأوصاف فِي النصين من ... خبر صَحِيح ثمَّ من قُرْآن
إِن كَانَ ذَا التجسيم عنْدكُمْ فيا ... أَهلا بِهِ مَا فِيهِ من نكران
إِنَّا مجسمة بِحَمْد الله لم ... نجحد صِفَات الْخَالِق الرَّحْمَن
وَالله مَا قَالَ امْرُؤ منا بِأَن... الله جسم يَا أولي الْبُهْتَان وَالله يعلم أننا فِي وَصفه ... لم نعو مَا قد قَالَ فِي الْقُرْآن[45]
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :" وقال شيخ الإسلام أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني في اعتقاده المشهور: وعلامة أهل البدع شدة معاداتهم لحملة أخبار النبي صلى الله عليه وسلم واحتقارهم لهم وتسميتهم إياهم حشوية و"جهلة" و"ظاهرية" ومشبهة اعتقادا منهم في أخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها بمعزل من العلم وأن العلم ما يلقيه الشيطان إليهم من نتائج عقولهم الفاسدة ووساوس صدورهم المظلمة وهواجس قلوبهم الخالية عن الخير العاطلة وحججهم بل شبههم الداحضة الباطلة بل أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم (وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ)[46].
ان هذا لا يكون الا عند امثالك ممن ضل عن الصراط المستقيم وانحرف عن عقيدة السلف الماضين، اما من هو سائر على منهج السلف الصالح في عقيدتهم ومنهجهم وسلوكهم وآدابهم فانه اسعد الناس بهم وابعده عن منهج اعدائهم على اختلاف اصنافهم كما ذكر الشاطبيي في الإعتصام , قال:" قَالَ ابْنُ وهب: سمعت مَالِكًا إِذْ جَاءَهُ بَعْضُ أَهْلِ الْأَهْوَاءِ يَقُولُ: "أَمَّا أَنَا فَعَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي، وَأَمَّا أَنْتَ فَشَاكٌّ، فَاذْهَبْ إِلَى شَاكٍّ مِثْلِكَ فَخَاصِمْهُ، ثُمَّ قَرَأَ: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ}. يوسف108"[47].
وقال الجهني :" وعند النظر والتدقيق في هذا الخلاف, نجد أن المرجئة المعاصرة القائلين بأن تارك أعمال الجوارح لا يكفر, قد استقوت بهذا الخلاف أيما استقواء , وشغبت به على مذهب السلف في باب الإيمان , فتبين أن ما قرره وثبته وأشاعه المرجئة السلف قد أفاد منه الخلف , فالمرجئة القديمة ضربت إجماع السلف الصالح على كفر تارك الصلاة , والمرجئة المعاصرة ضربت إجماع السلف الصالح على كفر تارك العمل , والمسألتان متلازمتان , كما سيأتيك إن شاء الله"[48].
أقول : من جهل الجهني وتهوره ظنه أنه اذا أصل الاصول وقعد القواعد الباطلة فان المسلمين جميعا يأخذون هذه الاصول والقواعد الباطلة من غير نظر ولا تفتيش، ولا أدري ما ظنه بأهل الإسلام وهل يظن أنه وصل بهم الجهل الى هذا الحد خاصة في زمن انتشار الدعوة السلفية في ارجاء المعمورة، فلا تجد دولة من دول العالم ولا مدينة من مدنها الا ودخلتها هذه الدعوة ولولا صد الناس عنها من قبل اهل البدع لكان انتشارها اكثر واعظم والله المستعان.
فكما كذب الجهني وضل في مسألة كفر تارك الصلاة فكذلك كذب وضل في مسألة تارك العمل وادعاءه ان السلف اجمعوا على كفره ولا يعلم المسكين ان لهذه المسألة تفاصيل يعجز أمثاله عن إدراكها ليس لاستحالة ذلك وانما لعدم قابلية الجهني وأمثاله لفهمها بسبب غشاوة البدعة التي غطت قلوبهم وابصارهم.
فان من المعلوم عند السلف والخلف علماء وطلابا ان العمل الذي يدخل في الايمان منه ما هو ركن يتوقف عليه صحة الايمان ويزول بزواله، ومنه ما هو واجب يأثم بتركه المسلم وينقص إيمانه به من غير ان يكفر، ومنه ما لا يأثم المسلم بتركه بل يفوته الاجر، فان قصد الجهني كل هذه الاقسام فقد فاق قوله قول الخوارج الاولى.
وان لم يقصد ذلك فلماذا هذا الاجمال والايهام وهو يتكلم في مسألة مهمة تحتاج الى تفصيل وايضاح فهل هذا من النصح للمسلمين ام هو نطق رويبضات هذا الزمان؟!.
وقال ايضا:" قلت: وبذلك يكون كفر تارك الصلاة قد دل عليه : الكتاب والسنة والإجماع والقياس"[49].
سيأتي ان شاء الله تعالى في الحلقات القادمة من الرد على الجهني بيان ان الكتاب والسنة والاجماع والقياس بريئان من تأصيلاته وتقعيداته، بل ان الكتاب والسنة والاجماع والقياس ليدمغان تأصيلاته الفاسدة ويأتيان عليها من القواعد فيخر عليه السقف من فوقه بإذن الله تعالى.
7- الجهل والحيرة والعجز: قال الجهني الكذاب:" وذلك أن السني إذا سلّم للمرجئة بصحة الخلاف في تارك الصلاة , وأنه خلاف واقع بين أئمة السلف , قالوا له : فمن لا يكفر تارك الصلاة من الأئمة لا يكفر تارك العمل .
وهذا اللازم صحيح . فحينئذ يقع السني في مأزق بسبب تسليمه للمرجئة بصحة الخلاف في حكم تارك الصلاة , فإما أن يرمي هؤلاء العلماء الذين لا يكفرون تارك الصلاة بالإرجاء لكونهم لا يكفرون تارك العمل , وحينئذ يصيح به المرجئة صيحتهم المعروفة في التشنيع والتقريع , وأنه يجب احترام الأئمة , ويعقدون له فصلا في ثناء الشافعي على أحمد , وفصلا في ثناء أحمد على الشافعي !
وإما أن يقول بمسألة " جنس العمل " أي : إن العمل المشروط في الإيمان الشرعي يتحقق بأي عمل صالح يعمله المسلم , وهذا قول ضعيف متهافت , لا يقل ضعفا عن القول بإسلام تارك الصلاة , استطالت بسببه المرجئة على أتباع السلف في باب الإيمان"[50].
ثم ندم على هذا الاعتراف فالف رسالة بعنوان:(الجَلاء لما استشكل في مقال ( كشف الخفاء )).
وهذا التناقض لدليل واضح على جهل الجهني وعجزه فلا في كشفه بين الخفي ولا في جلائه كشف المشكل بل ترك الناس في حيرة شديدة، ولو ابقاهم على ما هم عليه قبل كشفه وجلائه لكانوا في عافية من وساوسه وخيالاته.
فاذا كان هذا اللازم الذي الزموك به انت واتباعك صحيح بزعمك وان لم يكن على اطلاقه لأمور تجهلها انت واتباعك، فلماذا هذا الاصرار على الباطل، ولماذا هذا التكبر عن قبول الحق، ولماذا هذا التكلف في توجيه المسائل ولي أعناق النصوص لتوافق اهواءك واهواء اتباعك، واين انت من هدي السلف في الرجوع الى الحق اذا تبين لهم لا يجدون في ذلك غضاضة ولا حرج، بل ان ذلك ليعد منقبة عظيمة لهم، وهو ايضا منقبة عظيمة لك ولاتباعك ان وفقكم الله تعالى ورجعتم الى الحق ولئن تكونوا ذنبا في الحق خير لكم الف مرة من ان تكونوا راسا في الباطل وحينئذ يفرح بكم اهل الايمان ويساء بكم اهل الزيغ والخسران، والله المسئول ان يوفقنا واهل السنة الى ما يحبه ويرضاه من الاقوال والاعمال، وان يجنبنا واياهم سبل الغي والضلال.
وقال الشيخ ربيع:" فما أكثر سعي الحدادية لهدم أهل السنة وأصولهم العظيمة بجهالاتهم ووساوسهم"[51].
اقول للجهني واتباعه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال:" مَا أَنْزَلَ اللَّهُ دَاء إِلا أنزل لَهُ دَوَاء"[52]، وهذه الوساوس التي في رؤوسكم هي امراض مهلكة فعليكم المسارعة الى علاجها بالأدوية الشرعية وهي الكتاب والسنة كما قال تعالى:" وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا" الاسراء-82.
ولكن احذروا ان تأخذوها على غير فهم السلف فإن مضرتها ستكون اعظم من منفعتها ان وجد لها منفعة.
8- قلة أدبه وسوء ألفاظه مع اهل العلم المتقدمين والمتأخرين وخاصة الشيخ ربيع حفظه الله.
وهي كثيرة منها قوله فض فوه:" ومن غباء بعض رؤوس المرجئة اعتراضه على هذا الإجماع بأن ابن المنذر لم يذكره ! فهل ابن المنذر يذكر إجماع الصحابة أم إجماع الفقهاء أهل الفتوى ؟ فهل تريدون أن نعطيكم دروسنا في مناهج البحث...."[53].
وقوله عن الشيخ ربيع:" أما بعد : فإني والله الذي لا إله غيره كنت عازما على الإعراض عن ربيع المدخلي صيانة لنفسي وأخلاقي , وبعدا عن فحش هذا الرجل الذي لا يمل من الفتن , والعياذ بالله !
يا عباد الله ! هل هذا الذي نشاهده معقول !
رجل لم يبق بينه وبين القبر غير خطوة , يرمي طلاب العلم بهذه الفواقر !
إن هذا الرجل لا يحتاج إلى رد , بل هو بحاجة إلى تذكير , بحاجة إلى أن يترك عنه هذه الفتن ويعكف على القرآن يستعد للقاء الله تعالى وهو قريب , نعم قريب من الجميع , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (الجَنَّةُ أَقْرَبُ إِلَى أَحَدِكُمْ مِنْ شِرَاكِ نَعْلِهِ، وَالنَّارُ مِثْلُ ذَلِكَ ) أخرجه البخاري.
والذي أتعجب منه أكثر أن هذا الرجل يسكن مكة البلد الأمين الذي قال الله تعالى فيه :( وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ )"[54].
وقوله عن الشيخ ايضا:" من أجل ذلك أطلقتُ عليه " خطيب المرجئة " ليحذر الناس من توجهاته ومقالاته في باب الإيمان والتكفير. وليس من باب رد العدوان بعدوان"[55].
وقوله:"... لاسيما إذا انضم إلى ذلك شيء من المواربة والتحايل , كما فعل ربيع في رده على الشيخ الفوزان , حيث تحايل في صرف الرد على عبدالحميد الجهني بطريقة يُنزَّه عن مثلها شيخ مسن جاوز الثمانين!"[56].
واقول للجهني هل هذا اسلوب اهل العلم في التناصح وبيان الخطأ ام ان هذا أشبه بإسلوب الفساق والشطار الذين لم يشموا رائحة العلم والتقوى وقارن بما عليه اهل العلم كالشيخ ربيع واخوانه من ذكر الادلة من الكتاب والسنة والاجماع والقياس الصحيح على المسائل التي يتكلمون فيها مع ذكر المصادر بالجزء والصفحة مستندين في فهمهم لها الى كلام السلف والائمة المتبعين على اختلاف مذاهبهم مستصحبين مع ذلك كله الأدب في الرد والحرص على إيصال الحق للمخالف بكل طريق، ولا يمنعهم جهالة الجاهل وبغي الباغي على عدم نصحه وهدايته.
وسيأتي بإذن الله تعالى بيان بطلان هذه الإتهامات والإفتراءات والشيء من معدنه لا يستغرب.
ونترك للقارئ الكريم الحكم على هذا الرجل بعد ان ذكرنا اقواله والفاظه على وجه الإختصار، والتي يتنزه عنها كل مسلم يخشى الله تعالى ويخافه ويرجوا لقائه، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول:" إن الفحش والتفحش ليسا من الإسلام في شيء وإن أحسن الناس إسلاما أحسنهم خلقا"، رواه أحمد والطبراني عن جابر بن سمرة رضي الله[57]
9- الجهل او التجاهل بمذهب السلف في مسائل الايمان ومسائل الاسماء والاحكام:
فترى الجهني ينقل الاقوال الكثيرة عن السلف وخاصة شيخ الاسلام ابن تيمية، وشيخ الاسلام الثاني محمد بن عبد الوهاب وغيرهم محتجا بها معتقدا معناها الذي انقدح في ذهنه فقط دون غيره من اهل العلم السابقين واللاحقين وهو بذلك يعتقد انه وصل الى ما لم يصل اليه غيره، فيصدق عليه انه جاهل جهلا مركبا كما قيل:
يقول حمار توما الحكيم ...... لو انصفوني كنت أركب
لأني جاهل بسيط ...... وصاحبي جاهل مركب
وقال ابن الوردي:
يظن الغمر أن الكُتْب تكفي ... أخا فهم لإدراك العلوم
وما يدري الجهول بأن فيها ... غوامض حيرت عقل الفهيم
إذا رمت العلوم بغير شيخ ... ضللت عن الصرط المستقيم
وتلتبس الأمور عليك حتى ... تصير أضل من توما الحكيمِ[58]
فمن ذلك قوله عند الكلام على اقامة الحجة وانه لا عذاب على المكلف بدونها:" قلت : خلاصة هذا البحث النفيس هو التفريق بين الأسماء والأحكام . فعابد القبر اسمه ووصفه " مشرك " مذموم عند الله تعالى , كما قال تعالى (لاَّ تَجْعَل مَعَ اللّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَّخْذُولاً) , لكنه لا يُكفَّر الكفر الموجب للعقوبة ( حل الدم والمال ) حتى يُبين له وتقام عليه الحجة , وهذا معنى كلام العلماء عن الجهال من عباد القبور " لا يكفرون حتى تقام عليهم الحجة " فالمراد لا يكفرون الكفر الموجب للعقوبة , وليس المراد لا يكفرون أي لا يخرجون من الإسلام كما يظن أهل الإرجاء في هذا العصر ومن نحا نحوهم , إذ إن عباد القبور ليسوا مسلمين, حتى يقال عنهم : لا يكفرون .. بمعنى لا يخرجون من الإسلام"[59].
اقول: وهذا والله من أعجب ما قرات في بيان معنى المشرك الذي يقع في الشرك الاكبر المخرج من الملة، ومن قال بهذا المعنى الذي ذكرته من أهل العلم ومن أي كتاب نقلته، ولا أجد قولا هو أقرب إلى قولك هذا من قول المعتزلة الذين خالفوا الخوارج في تكفير مرتكب الكبيرة فقالوا هو في منزلة بين المنزلتين لا هو كافر ولا هو مسلم ولكنهم في الاخرة حكموا بتخليده في النار.
بل ان أحكام الكفار في الدنيا والاخرة متلازمة، فمن حكم بكفره لزمته أحكام التكفير في الدنيا كالقتل وعدم دفنه في مقابر المسلمين الى غير ذلك من الاحكام الا ان يمنع من اقامتها مانع معتبر كعدم وجود من يقيمها من الحكام المسلمين، وغير ذلك من الموانع.
وأخيرا لنا وقفات اخرى مع ضلالات الجهني على في حلقات قادمة ان شاء الله نبينها على التفصيل بإذنه تعالى والله الموفق لا اله غيره ولا رب سواه.
وصلى الله على نبينا وعلى اله وسلم.........=========...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق